المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أقلام وآراء اسرائيلي 71



Haidar
2012-05-05, 11:20 AM
أقـلام وآراء من الصحف العبرية{nl}مؤتمر اسطنبول.. نجاح كله فشل{nl} بقلم:أسرة التحرير،عن اسرائيل اليوم{nl}فوضويون{nl} بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس{nl}حينما يخاف بيبي{nl} بقلم:يوئيل ماركوس،عن هآرتس{nl}الشيء الذي أقلق رئيس هيئة الاركان{nl}أوامر الجيش الاسرائيلي وتعليماته لا تُجيز ألبتة استعمال العنف على متظاهرين من المدنيين{nl} بقلم:اليكس فيشمان،عن يديعوت{nl}مؤتمر اسطنبول.. نجاح كله فشل{nl}بقلم:أسرة التحرير،عن اسرائيل اليوم{nl}في ذات صباح في 1998 استيقظ العالم ليشهد واقعا جديدا: فقد أصبحت باكستان التي لم يكن قد وجه اليها انتباه اعلامي تقريبا، أصبحت أول دولة مسلمة ذات قدرة ذرية أخذت تقوى. وليست الهند وحدها التي هي الجارة والعدو هي التي دُفعت فجأة الى واقع جديد على خلاف رغبتها. فقد تغير نظر العالم منذ ذلك الحين لباكستان واضطر الى التعاون معها برغم أمراضها. وأصبح لواشنطن منذ 1998 مهمة باكستانية واحدة هي كيف يُمنع وقوع القنبلة الذرية في يدي نظام خطير.{nl}وربما نستيقظ ذات صباح في المستقبل لنشهد واقعا جديدا آخر مع الكثير من الانتباه الاعلامي هذه المرة فيتبين لنا ان طهران انضمت الى النادي الذري. وفي هذه الحال لن يجب عليهم في واشنطن والغرب ان يُصدعوا رؤوسهم في كيفية منع القنبلة من الوقوع في أيدي خطيرة. فقد كانت القنبلة أو القدرة على انتاجها على الأقل من البدء في يد نظام آيات الله الخطير بحسب تعريفه.{nl}قبل اسبوع اجتمع جزء مركزي من العالم في قاعة المؤتمرات في اسطنبول بقصد منع مفاجأة ذرية ايرانية كما كانت الحال مع باكستان. وقادت المسؤولة عن ملف الخارجية في الاتحاد الاوروبي، كاثرين آشتون، الوفد الذي اشتمل على الاعضاء الخمس الدائمات في مجلس الامن وعلى المانيا ايضا. وقبل ذلك بمساء التقى الوفد الروسي من غير الشركاء مع الايرانيين في مبنى القنصلية الايرانية في اسطنبول. ولم يستطع مراسلون اجانب كانوا في اسطنبول ألا يفكروا في مدينة طروادة المجاورة. وكان ذلك تأليفا مطلوبا بين الجغرافيا والواقع في ضوء السلوك الروسي في اسطنبول، بل ان الروس لم يكونوا محتاجين الى حصان يختبئون فيه بل عبروا عن تأييدهم للايرانيين على رؤوس الأشهاد.{nl}بل أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريبكوف، الذي ترأس وفد دولته عشية المؤتمر، أنه 'لا يوجد شيء يثبت ان المشروع الذري الايراني هو لأهداف عسكرية'، وهكذا لم تعد طهران وحدها.{nl}لنبدأ أمر اسطنبول من النهاية خاصة برغم ان اسطنبول بالنسبة للايرانيين هي البدء أصلا. فالتفاوض على مراحل. وقد باركت وسائل اعلام ايرانية التي حضرت المؤتمر جموعا جموعا وأبلغها الوفد آخر ما يستجد مرة كل ساعة، باركت النتائج الايجابية للقاء وأكدت التوجه 'الايجابي' للوفود. اهتموا في ايران بابراز اعتراف الغرب بـ 'حق ايران في تطوير مشروع ذري'. وفي المؤتمر الصحفي بعد نهاية يوم طويل كان يبدو بحسب الكلام الذي قاله رئيس المشروع الذري الايراني ورئيس وفد دولته سعيد جليلي ان ايران مُنحت في اسطنبول إذنا بالاستمرار في تخصيب اليورانيوم بسبب انضمامها الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولأنها في الأساس موقعة على ميثاق عدم نشر السلاح الذري. {nl}'أقر الاتحاد الاوروبي من جديد حق ايران في الطاقة الذرية'، كان هذا هو العنوان الرئيس في الصحيفة الحكومية 'ايران ديلي'، أما في مقالة افتتاحية لصحيفة 'جبان' المقربة جدا من التيار المحافظ جدا في ايران فجاء ان 'الغرب تفهم ضرورة الاعتراف بحق ايران التام في نشاط ذري لأهداف سلمية'. وأبلغت الـ 'جمهوري اسلامي' اعتراف الولايات المتحدة آخر الامر بحاجة ايران الى قدرة ذرية. 'يجب على امريكا ان تترك ألعابها السياسية وأن تعترف بالواقع'.{nl}يلعبون على الزمن{nl}كانت المشكلة الكبيرة في لقاء اسطنبول ان المخفي أكبر من الظاهر. والذي كان ظاهرا هو رغبة جميع الأطراف التي كانت هناك في اظهار نجاح أو رضا على الأقل. والسبب واضح جدا، فالعالم ربما يخشى القنبلة الايرانية لكنه أشد خشية من القصف الاسرائيلي. وفي أحاديث مع مراسلين اجانب في اسطنبول كان من الممكن حتى ان نشعر بأنه يمكن العيش مع قنبلة ذرية في حين القدرة على العيش مع هجوم على ايران أقل من ذلك.{nl}كانوا يستطيعون في القدس بالطبع إبداء قلق من انجاز الايرانيين الكبير في اسطنبول وستكون متابعة المحادثات في بغداد في 23 أيار كما أرادوا بالضبط. لكنه كانت هناك ايضا وفود اوروبية أرادت ان تُهديء القدس. والفرنسيون كعادتهم منذ تم تجديد المحادثات في 1 تشرين الاول 2009 أظهروا تشددا أكبر بكثير. وبالنسبة للوفود الاوروبية ومنها الوفد الالماني يوجد اليوم واقع جديد على الارض وهو العقوبات الجديدة التي هي شديدة ولم يسبق لها مثيل.{nl}ها هي ذي ايران تجد نفسها مقطوعة عن نظام سداد الدين الدولي (سويفت) ومن الاول من تموز ستكون مقطوعة عن سوق نفط الاتحاد الاوروبي، وفي الثامن والعشرين من حزيران ستقاطع واشنطن البنك المركزي الايراني وكل شركة تتاجر معه، وسوريا الحليفة في ازمة، بل أصبحت تركيا فجأة التي نجح الايرانيون بأن يجدوا تفاهما معها حتى لو كان في الظاهر فقط أصبحت فجأة خصما أخذت تراود العربية السعودية بجدية.{nl}ربما لهذا السبب يوجد من يرون عامل الزمن عاملا يعمل في غير مصلحة ايران، لا كما ينظرون الى الامر في القدس. ويمكن ان نرى في الحقيقة في كل يوم يمر يوما آخر يُقرب النظام الايراني من شهادة تأمينه التي هي القنبلة الذرية، ويوجد من يرون كل يوم يمر يوما آخر في حرب النظام الايراني بل المجتمع الايراني ايضا من اجل البقاء بسبب وجود العقوبات الشديدة.{nl}جلست في واحد من المطاعم الأفضل في اسطنبول مع منظر طبيعي ساحر على البوسفور وسمك في الطبق جاء من مصدر الماء ذاك، مع دبلوماسي رفيع المستوى أوضح لي عشية المحادثات لماذا من المهم للعالم اليوم ان يعرض مؤتمر اسطنبول على انه نجاح: 'ان الاخفاق في اسطنبول هو في واقع الامر اعلان حرب. وسيبدأ العد التنازلي لهجوم على ايران في اللحظة التي يعلن فيها الجميع ان ايران متجهة الى القنبلة وان الحوار معها لا أمل منه'. كيف يستطيع العالم اليوم الذي يعارض بشدة ضربة عسكرية ألا يعطي الحوار أملا حتى لو كان يبدو حوارا بين صُم. وقد أوضح لي ذلك الدبلوماسي قائلا: 'كان يفترض ان يكون مؤتمر اسطنبول آخر احتمال لمنع حرب مع ايران'، لكن مؤتمر اسطنبول كما عرّفته الصحيفة الاسبوعية الفرنسية 'ليه بوان' هو 'تمخض الجبل فولد فأرا'.{nl}ان الامر المهم في هذه القصة هو ما ستفعله واشنطن. فهل هي مستعدة لأن تعيش مع ايران الذرية؟ وهل استطلاعات الرأي السيئة بالنسبة لبراك اوباما الذي رأى ان ميت روماني يتقدمه هذا الاسبوع، ستفضي الى تغيير من قبل ادارة اوباما؟ وقد تكون زيارة الرئيس الامريكي للقدس في الصيف ليبحث هنا القضية الذرية خيارا آخر.{nl}ومن جهة ثانية قد تفضي الاشاعات عن اتصالات بين ايرانيين وامريكيين من وراء ستار ومن وراء ستار محادثات 'الخمس بزيادة واحدة' الى تفاهمات امريكية وتُمكّن الايرانيين من تخصيب اليورانيوم بدرجة منخفضة والعودة الى صيغة 2009 العجيبة التي تنقل ايران بحسبها اليورانيوم المخصب وتحصل على قضبان وقود ذري مقابل ذلك من فرنسا وروسيا. وكانت ايران آنذاك هي التي نكصت عن الاتفاق. وزعم جليلي في اسطنبول ان الغرب عرض وتراجع عن ذلك.{nl}عرض الساذجين{nl}شاهدت هذا الاسبوع في اسطنبول كيف يعمل الايرانيون بالضبط وهم الذين يرون أنهم يعملون بصورة صحيحة. جاءوا في الحقيقة في وفد من اربعة اشخاص فقط للمحادثات، لكن مع جيش من المراسلين ومساعدي الوفد. وقد أصبحت القنصلية الايرانية في اسطنبول مقر عمل ذريا. واضطر كل من أراد ان يلتقي رؤساء الوفد الى ان يأتي الى مبنى القنصلية.{nl}جاء الايرانيون متسلحين بلافتات ملصقة علقوها على الجدار كُتب فيها: 'الطاقة الذرية للجميع، والسلاح الذري للا أحد'. وفي البداية عارض المنظمون الاتراك تعليق اللافتة في مركز المؤتمر الصحفي، لكنهم خضعوا بعد ذلك للضغط الايراني. ولم ينس الايرانيون بالطبع ان يضيفوا الى تلك اللافتة صور علماء الذرة الايرانيين الخمسة وقد صُور اثنان منهم مع أولادهما.{nl}ان الارادة الخيرة وربما تكون الوحيدة التي أظهرها الايرانيون في المحادثات كانت التخلي عن الشروط السابقة. ونجحوا في الالتفاف على طلبهم الذي لا هوادة فيه لتخصيب اليورانيوم مع الاعتراف الدولي بحقهم الشرعي في طاقة ذرية مدنية. ولم يمنعهم هذا بالطبع في اثناء المحادثات من إبداء البرود.{nl}مع بدء اللقاء طلب سعيد جليلي ان يذكر كيف أصدر الزعيم الروحي علي خامنئي الذي أرسله الى اسطنبول فتوى تعارض السلاح الذري. أعلن خامنئي ان السلاح الذري 'دنِس'. وهو دنِس كثيرا الى درجة ان ايران تملك بحسب تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ شهر شباط في مواقع في نتناز وفي الموقع تحت الارض في مدينة قُم 5.400 كغم من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5 في المائة ومخزونا من 109 كغم من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المائة.{nl}أراد الايرانيون ان يؤكدوا في اسطنبول ان هذه الكمية مسموح بها بحسب ميثاق عدم نشر السلاح الذري الذي وقعت عليه ايران بخلاف الهند وباكستان واسرائيل. لكن المجتمع الدولي على علم بحقيقة ان هذا الانتاج تم في الموقع تحت الارض في فوردو الذي أُنشيء سرا وتم الكشف عنه في 2009. ولا يمنع شيء ايران اليوم من تخصيب اليورانيوم الذي في حوزتها والمُعد للقنبلة الى نسبة 90 في المائة.{nl}طلب وزير الخارجية الايراني، علي أكبر صالحي، هذا الاسبوع من المجتمع الدولي ان يزيل العقوبات قُبيل اللقاء في بغداد في ضوء تنازلات ايران، بل قال ان ازالة العقوبات ستفضي الى حل الازمة الذرية الايرانية. وبمناسبة ذكر التنازلات نقول عن أية تنازلات يتحدث أصلا؟ ان طلب صالحي اتفق مع الكلام الذي قاله لي جليلي في اسطنبول: 'نحن غير مستعدين لقبول لغة التهديد والعقوبات. ان ايران لا تعرف سوى لغة التعاون'.{nl}بيد ان واشنطن لا تنوي ان تقع في هذا الفخ، وقد بادرت واشنطن الى الرد بأنها لا تنوي ازالة العقوبات بل بالعكس يفترض ان تكون هي الشيء الذي يحث ايران على التنازل أكثر في التفاوض بعد ذلك. وواشنطن على يقين من ان العقوبات تسوق ايران الى مائدة التفاوض في موقف ضعف. والمشكلة هي انه يوجد من يرى مواجهة قريبة لا بين واشنطن وطهران بل بين واشنطن والقدس. ويتعلق الامر كثيرا هنا بوضع استطلاعات الرأي المتعلقة بالرئيس. فاستطلاعات الرأي السيئة ستحثه على مناهضة طهران وستحثه الاستطلاعات الجيدة على مناهضة القدس.{nl}وفي الاثناء تزعم موسكو انه لا شيء يُظهر نوايا حقيقية عند ايران لانتاج قنبلة ذرية، لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعلنت في تقريرها في شهر شباط هذا العام قلقها الحقيقي من 'البُعد العسكري للمشروع الذري الايراني'. 'في اسطنبول افتتحت بين ايران والمجتمع الدولي قناة جديدة. والسؤال الأكبر هو ماذا سنضع داخلها في العراق'، قال دبلوماسي غربي حضر المحادثات في تركيا.{nl}ليست الذرة وحدها{nl}يعتقد تريتا فارسي، الذي يتولى رئاسة مجلس الايرانيين في الولايات المتحدة، أنه قد كان في اسطنبول تقدم بسبب تنازلات الطرفين: 'سيكون من المهم في اللقاءات التالية تجاوز المسألة الذرية'.{nl}والقصد في واقع الامر الى محاباة ايران في كل ما يتعلق بالقضايا الاقليمية التي تريد ايران ان تكون أكثر مشاركة فيها، بل ان تحصل على اعتراف بأهمية مكانتها. وهناك من يرون اليوم احتمالا لمناقشة ايران في جملة قضايا منها موضوع حقوق الانسان في الجمهورية الاسلامية، وهذا بالضبط ما تريد ايران احرازه لأن هذه المحادثات تعطيها هواءا أكثر للتنفس. قضيت ساعات كثيرة في نهاية الاسبوع الماضي مع نظرائي الايرانيين. وكان من الممكن ان نشعر بأن حكومتي اسرائيل وايران نجحتا في الفوز بانجاز كبير: أما اسرائيل فبجعلها المشروع الذري الايراني مشروعا عالميا، والخوف الحقيقي من هجوم اسرائيلي يحث العالم على العمل؛ وأما ايران فجعلت مشروعها الذري مصدر فخر قومي.{nl}تعلمنا من اللقاء في اسطنبول شيئين رئيسين، الاول ان ايران فهمت ان التشدد لن يساعدها وليّنت لغتها. والثاني ان العالم كله لا يريد حربا في الخليج آثارها غير معلومة.{nl}يمكن الآن ان نتوقع ازدياد الاختلاف الاجتماعي داخل ايران، لكن برغم ان الثورات العربية بينت للشعب الايراني انه يمكن اسقاط نظام حكم، فانها منحت ايران نظم حكم جديدة في تونس ومصر أصبحت اليوم أكثر عطفا على ايران. ونقول تلخيصا إننا حصلنا في اسطنبول على جو جديد لكن الواقع بقي الواقع القديم.{nl}ـــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ{nl}فوضويون{nl}بقلم: أسرة التحرير،عن هآرتس{nl}رئيس الوزراء، وزراء وضباط كبار تفاخروا هذا الاسبوع بانتصارهم على 'الفوضويين' الذين سعوا الى خرق القانون والنظام في المناطق. وصاة الاستقامة في صالح المقدم شالوم آيزنر ادعوا بان نائب قائد اللواء في الغور، الذي ضرب ببندقيته في وجه نشيط السلام من الدانمارك، دافع عن جنوده من مجموعة الفوضويين. اذا كان الفوضوي هو من يرفض احتكار الحكومة والسلطات للصلاحيات وللقوة، فان هذا التعريف ينطبق على قطاع واسع من أوساط المستوطنين، ممن يهزأون بسلطة القانون في المناطق وأصبحوا اسياد البلاد.{nl}امس كتب عاموس هرئيل في تقرير له في 'هآرتس' عن موقع آخر، متسبيه كرميم، الذي اقيم السنة الماضية دون ترخيص على ارض فلسطينية خاصة، توجد فيها وثائق مرتبة من جانب الدولة. ومع أن الادارة المدنية أصدرت أوامر وقف أعمال البناء في البؤرة الاستيطانية، تمكن المستوطنون من اسكان نحو 20 مبنى. مصادر أمنية أكدت بانه لم تتخذ خطوات عملية لوقف البناء. وهذا الاسبوع نقل أيضا تقرير عن بناء في بؤرة أفيجيل الاستيطانية جنوبي جبل الخليل بناء لم يوقف الا بعد شكاوى متكررة من منظمة حاخامين من أجل حقوق الانسان ونشطاء تعايش. {nl}مستوطنو متسبيه كرميم يمكنهم أن يستمدوا التشجيع من رفاقهم في ميغرون، جفعات اساف، الاولبانة في بيت ايل وعشرات الاحياء التي تنبت على اراض سليبة في الضفة. وقد تعلموا بان مراقبي الادارة المدنية لا يحظون باسناد من القيادة السياسية، وان الجيش الاسرائيلي والشرطة يفضلان اعتقال 'الفوضويين' الذين يسعون الى الدفاع عن اصحاب الاراضي الفلسطينيين من 'المستوطنين'. ويعول المستوطنون على رفاقهم من كل اليمين الذين يعملون على اعداد قانون لتسويغ سلب الاراضي وعلى لجنة القاضي المتقاعد أدموند ليفي التي تجلس لتتفكر في الامر.{nl}خلافا لتصميم السلطات في الصراع ضد نشطاء السلام وحقوق الانسان، يحظى المستوطنون بالحصانة ضد القانون ومحافل فرضه والعطف من منتخبي الجمهور. في ضوء السلوك المخجل للقيادة السياسية التي تحمل اسم السلام عبثا حان الوقت لان يلقي المستشار القانوني للحكومة يهودا فينشتاين بكل ثقله كي يصد الفوضويين في رئاسة الوزراء. {nl}ــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ{nl}حينما يخاف بيبي{nl}بقلم:يوئيل ماركوس،عن هآرتس{nl}هل تتذكرون شعار نتنياهو في انتخابات 1999؟ اذا لم تكونوا كذلك فابحثوا في 'غوغل' وفي 'يو تيوب' وتستطيعون ان تروه وان تسمعوه يُحمّس مواليه بشعار 'هم يخافون'. والحقيقة انه خاف آنذاك وبحق، فقد هزمه اهود باراك هزيمة ساحقة.{nl}ولبيبي اليوم كثرة ساحقة في الكنيست، وهو يستطيع ان يقرر هل يقدم موعد الانتخابات وهل يدفع الى الأمام بتسوية مع الفلسطينيين، لكنه يتلاعب الآن بعنصر الخوف.{nl}انه يخاف ويخيف الشعب ايضا. وقد تغيرت قواعد اللعب بيننا وبين العالم وأصبحت الحرب على الوعي ونحن مهزومون هناك. لنفترض ان غونتر غراس الحائز على جائزة نوبل للأدب أراد ان يزور البلاد الآن، هل كانوا يسمحون له بالدخول؟ لا بحسب ما يرى ايلي يشاي، وقد أعلن وزير الداخلية انه غير مرغوب فيه.{nl}ألا يجوز لشخص ان يعبر عن رأيه المضاد لنا؟ هل يوجد لدينا هنا نظام حكم استبدادي؟ لماذا لا نبدأ باحراق كتبه ايضا؟ ما الذي عند نتنياهو الذي يسلك سلوك الرجل في ظاهر الامر في مواجهة ايران ويخاف من بضع مئات من متظاهري سلام يريدون المرور من طريق اسرائيل الى السلطة الفلسطينية؟ أكان من الضروري تجنيد ألف شرطي في المطار واحداث جلبة واضطراب في مطارات اوروبا؟ وهل مجيئهم يهمنا؟ ان من يتبجح بالديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط يجب ان يحافظ على القيم الأساسية التي تشمل حرية التعبير. هل يعارضون الاحتلال بكلامهم؟ فليتكلموا اذا.{nl}كما كانت الحال مع 'مرمرة' ومحاولات اخرى لقيت معارضة مجنونة لا يضر خوفنا بمكانتنا فحسب بل ربما يضر بأمننا ايضا. ان بنيامين نتنياهو يشكر في صفحته على الفيس بوك شرطيي شرطة اسرائيل وقادتها على العلاج المصمم الناجح لاحباط النشاط الذي خُطط لاجرائه في مطار بن غوريون. 'ان استعداد كل الجهات التنفيذية والدبلوماسية أثبت نفسه'، يكتب بيبي ويضيف: 'أصبح العالم اليوم أشد فهما لمكان وجود المشكلة الحقيقية في الشرق الاوسط'.{nl}لم اقرأ منذ زمن سخافات كهذه. ان العالم لا يفهمنا منذ زمن. ومن المثير ان نعلم ماذا كان يكتب بيبي في صفحته على الفيس بوك لو ان الرئيس اوباما بادر مثلا الى عرض 'وقوف مع التصفيق' في الكنيست كما فعل له بيبي في الكونغرس، لن يحدث هذا بالطبع لأن الكنيست مستعبدة لأكثرية من معارضي السلام. هل تذكرون ذعر 'الشريط المسجل' الذي جعل بيبي يعترف في التلفاز بشيء ينبغي ألا يُفعل مع زوجته سارة؟ انه نفس الخوف الذي يدفعه الى سلوك خاطيء ايضا مع الرئيس اوباما.{nl}انه في واقع الامر وبخه لأنه منح ايران مهلة 'هدنة' بخمسة اسابيع وكأننا كنا نوشك ان نقصف ايران فلم ينقذها سوى اوباما. هل تعلمون ماذا كان سيقول الراحل اشكول؟ 'الدفتر مفتوح واليد تكتب'. اذا انتخب اوباما من جديد فسيكون أمامنا رئيس أقل تساهلا. وهناك امريكيون مُطلعون على خبايا الامور يزعمون ان الرئيس يبغض بيبي. ولم يتم تصديق إنكار الرئيس ساركوزي الذي أسمى بيبي كذابا. ويبدو أننا لن نهدأ ولن نستريح حتى نصبح الدولة الأكثر تنديدا بها في العالم برغم الانجليزية الفاخرة لبنجامين. ان اسرائيل نتنياهو تبني سلب الدولة شرعيتها.{nl}نحن لا نُدخل في قِدر واحدة كارهينا فقط بل اصدقاءنا وأبناء دين موسى ايضا مهما كانوا. تقول الشرطة انها نجحت لكننا بقينا في العالم مع الصور. وهذا هو حكم نائب قائد اللواء الذي ضرب المتظاهر الدانماركي ببندقيته ايضا. ويستطيع بيبي ان يكرر قوله مرة بعد اخرى 'دولتان للشعبين'، لكن صورة واحدة على الارض تبرهن كما قال سائح عارض على ان اسرائيل محتاجة الى 'شرينك'. ويتهم مؤيدو بيبي الكاميرا. 'لماذا مكّنوا المصورين من التصوير بصورة حرة؟'، ويمكن الرد على ذلك بأنه ربما لأننا دولة ديمقراطية مع كل ذلك أو أهم من ذلك أن نفحص عما كمن في نفس هذا المحارب وجعله يسلك كما سلك.{nl}أثار نتنياهو بصيص أمل حينما سن مبدأ دولتين للشعبين في خطبة بار ايلان. وقد قبلنا باعتبارنا أمة المنطق السياسي لدولتين للشعبين، لكن حينما يرأس الدولة زعيم يخاف برغم الأكثرية الصلبة التي يملكها، تخاف الأمة كلها الى ان يصبح الامر متأخرا جدا، والعياذ بالله.{nl}ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ{nl}الشيء الذي أقلق رئيس هيئة الاركان{nl}أوامر الجيش الاسرائيلي وتعليماته لا تُجيز ألبتة استعمال العنف على متظاهرين من المدنيين{nl}بقلم:اليكس فيشمان،عن يديعوت{nl}ان الشيء الذي أقلق رئيس هيئة الاركان بني غانتس حتى أكثر من ضرب المقدم شالوم آيزنر للمتظاهر الدانماركي بعقب بندقيته كان عدم اكتراث لابسي البزات العسكرية ولا سيما الضباط الذين كانوا في ذلك المكان. فلا أحد يوقف المقدم ولا أحد يتحدث اليه ولا أحد يحاول ان يُهدئه أو ان يجذبه جانبا.{nl}ان مشاهدة الفيلم الذي هو أطول تدل على ان الضربة التي تلقاها المتظاهر كانت حادثة واحدة فقط قد تكون الأخطر من سلسلة حوادث جسمانية شارك فيها آيزنر خلال تلك الحادثة. ولم تكن امورا دراماتية، فقد كانت دفعة هنا وضربة هناك وعمل عنيف في مواجهة فتاة أو رفع بندقية فوق رأس متظاهر. لكن هذا بدا سليما بالنسبة للجميع من الضباط والجنود لا شيئ يُكتب عنه الى البيت أو يُبلغ المسؤولون به.{nl}بل ان جنود الاحتياط الذين كانوا حضورا هناك وجنود الاحتياط على نحو عام لا يحسبون حسابا لقادتهم النظاميين اذا رأوا شيئا شديد الوقع لم يشكوا. فلم يبدُ لهم شيء شاذا كما يبدو. وهكذا علم رئيس هيئة الاركان مثل باقي الجيش بالحادثة بعد ان رُفع الفيلم القصير الذي وثقها الى الانترنت، فلولا ذلك الفيلم القصير لربما لم يعلم بها أحد الى اليوم.{nl}اليوم سيصدر عن ضابط تربية رئيس رسالة الى الجنود تُبين ماذا يجوز وماذا لا يجوز، وتتحدث عن الضرر الاعلامي الذي أصاب دولة اسرائيل. وسيصبح الفيلم القصير الذي صوره الفوضويون جزءا من درس في دورة تخريج الضباط. لكن سيصعب على رئيس هيئة الاركان ان يُقوم 'صمت النعاج' بكل اولئك الضباط الذين رأوا ولم يدركوا ان ما يحدث أمام أعينهم مرفوض وغير سليم.{nl}عشرات الملفات في النيابة العامة{nl}في 1988، في الانتفاضة الاولى، حوكم المقدم يهودا مئير محاكمة عسكرية خاصة وهو الذي أمر حينما كان حاكما لنابلس بضرب عشرين مشاغبا فلسطينيا. {nl}وحُمل الفلسطينيون الذين احتجزوا بحسب قوائم أعدها 'الشباك' في حافلة على أيدي ضباط وجنود من كتيبة 'هناحل' المظلية، ضربوهم بالنعال عقوبة وردعا. وكان فريق منهم مقيدين وفريق آخر معصوبي العيون.{nl}آنذاك ايضا كشفت وسائل الاعلام عن القصة. وآنذاك ايضا لم يشكُ ولم يحتج أحد من الجنود أو الضباط. وأراد المراقب العسكري الرئيس آنذاك ان يغلق القضية كما كانت العادة في تلك الايام بأن يحاكم الضابط محاكمة تأديبية وأن يتم الاتفاق معه على ان يُسرح من الجيش طوعا، لا غير. بيد ان القضية رُفعت الى محكمة العدل العليا أمام القاضي موشيه بايسكي الراحل الذي كان من الناجين من المحرقة.{nl}وزعم الدفاع العام الذي دافع عن الجيش ان الضابط عمل في وضع غامض بأمر عسكري غير واضح. لكن القاضي بايسكي مع كل الشحنة الشخصية التي حملها معه سأل: ما هو الغامض في حقيقة ان يُنقل ناس مقيدون في حافلة ثم يتم الوقوف في مكان بعيد ويُنزلونهم في جماعات صغيرة ويضربونهم ويكسرون أيديهم وأرجلهم؟ وفي آخر الامر حوكم الضابط في محكمة عسكرية خاصة وخفضت رتبته العسكرية الى ضابط صف وأنهى خدمته في الجيش الاسرائيلي.{nl}ان حالة المقدم آيزنر بعيدة عن حالة يهودا مئير كالبعد ما بين الانتفاضة الاولى وأيامنا نحن. لكن الاثنتين تنتميان الى العائلة نفسها.{nl}في السنتين الاخيرتين بحثت النيابة العامة العسكرية نحوا من عشرين قضية لضرب معتقلين فلسطينيين بينهم من نُقلوا الى معتقلات وتلقوا ضربات في الطريق أو ضُربوا حينما كانوا ينتظرون المحاكمة في خيمة الحراسة. وبحثت النيابة العامة زيادة على ذلك بضع عشرات من حالات جرح أو موت وقعت في اثناء استعمال وسائل لتفريق مظاهرات.{nl}ان عدد الحالات في ظاهر الامر ليس كبيرا اذا ما قيس بالاحتكاك المكثف اليومي للجيش الاسرائيلي مع سكان مدنيين مُعادين. وبسبب هذا خاصة فان حكاية آيزنر التي ظهرت بواسطة عدسات تصوير اجنبية هي ضوء احمر: فلربما في الحقيقة نمنا شيئا ما واستغرقنا في نوع من الرضى عن الذات، وربما تحدث في الميدان امور خطيرة بايقاع لم يعد يؤثر في أحد ولا يجعله يقدم تقريرا عنها.{nl}تنبعث عن هذا كرائحة ما كان في 1988. فقد كنا آنذاك ايضا أسرى تصور ان الفلسطينيين راضون عن المعاملة التي تعاملهم بها الادارة العسكرية وعن الجنود الذين يلاقونهم كل يوم. وآنذاك ولمن نسي، كانت حادثة طرق قاتلة واحدة كافية لانفجار كل الاحباط الذي كان يغلي تحت السطح.{nl}هذا الى جانب عشرات الملفات الجنائية التي فُتحت في السنين الاخيرة على عسكريين استعملوا العنف لغير حاجة على الفلسطينيين، تناولت جنودا ونقباء أو ضباطا صغارا. وحادثة المقدم في الغور شاذة لأنه شارك فيها ضابط رفيع برتبة مقدم هو نائب قائد لواء ميداني، كان يجب ان يكون الاحتكاك مع سكان مدنيين في المنطقة التي أوكل أمرها اليه أمرا معتادا، وستضطر قيادة المركز الى استعمال مجسات أكثر لمحاولة العثور على حلقات ضعيفة اخرى.{nl}نقض الأمر العسكري وإهانة السلاح{nl}ان الأوامر العسكرية اليوم واضحة جدا. فاذا كان يمكن في عهد يهودا مئير الحديث عن غموض وعن مفاجأة فان المواد اليوم في سِفر القوانين المتعلقة باستعمال القوة حادة وواضحة. وكل من يحاول ان يزعم ان آيزنر تصرف بصورة معقولة يتجاهل عددا من أوامر اطلاق النار في الجيش الاسرائيلي تشتمل على تفسيرات واضحة ومفسرة تتعلق بالاحتكاك مع سكان مدنيين في مستويات عنف مختلفة.{nl}لا يوجد في أي مكان مرحلة يجوز فيها تفريق مظاهرة بواسطة الضرب. وحتى لو تم اعلان منطقة عسكرية مغلقة، وحتى لو تم تعريف المظاهرة بأنها تجمع غير قانوني جاء ليشوش على النظام العام، وحتى لو حدث خوف معقول من ان يريد متظاهرون اغلاق شارع مركزي، فلا يوجد أي إذن لضرب مدنيين غير مسلحين.{nl}يستطيع قائد ان يصدر أمرا عسكريا بضرب شخص ما للدفاع عن النفس فقط. ويجب ان يكون استعمال القوة آنذاك ايضا معقولا. ويمكن استعمال وسائل لتفريق المظاهرات كالماء والغاز المسيل للدموع وما أشبه، بحسب تقدير القائد، ويمكن حمل متظاهر من المكان بل يمكن حتى دفعه، لكن لا يجوز الضرب. وقد لا يكون هذا منطقيا في نظر شخص ما، لكن هذا هو الأمر العسكري، وكل سلوك آخر هو اخلال بأمر عسكري وإخلال بمعيار السلوك الاخلاقي للجيش.{nl}لا يستطيع المقدم آيزنر ان يزعم انه كان يدافع عن نفسه لأنه حينما ضرب المتظاهر الدانماركي على وجهه ببندقيته لم تكن بينهما أية مناوشة ولم يكن يوجد ضماد على يد الضابط. ربما أثار الشاب غضبه لكنه لم يهاجمه.{nl}قبل شهر فقط جرت تطرية كل هذه الأوامر العسكرية قُبيل أحداث يوم الارض، وتم التدرب عليها ايضا في عدد من الاماكن. ويجوز لنا ان نفترض أنهم في قيادة لواء الغور تناولوا هذه التطرية بجدية. وقد جرى ايضا في اللواء تفتيش شامل قُبيل يوم الارض ووجد أنه أهل لتنفيذ مهمات تفريق مظاهرات. وفي توجيهات للصحفيين أجراها مسؤولون كبار من قيادة المركز آنذاك تمدحوا بالتدريبات التي أجروها. وكانت قيادة المركز آنذاك شديدة الفخر بحقيقة أنها تعلم بالضبط كيف تواجه في أقل قدر من المصابين وضع وجود متظاهرين كثير يقعدون على الشارع ولا يتحركون.{nl}لكن نائب قائد لواء الغور برهن في الاسبوع الماضي لقادته في قيادة المركز على أنهم يبلبلون الذهن بنظريات غير ذات موضوع، والدليل على ذلك انه قعد على الشارع في نهاية الاسبوع بضع عشرات من المتظاهرين لا مئات ولا آلاف وبيّن للجميع كيف يجب تفريقهم حقا.{nl}وأخطر من ذلك ان البندقية حلت محل الهراوة. والجيش يحاول ان يُربي الجنود طوال السنين على ان البندقية أداة للدفاع عن النفس وأن استعمال البندقية كالهراوة، لغير الدفاع عن النفس إهانة للسلاح.{nl}سلسلة اخفاقات{nl}أجرى مساءلة المقدم آيزنر قائد منطقة المركز نتسان ألون. وأوصى رئيس هيئة الاركان ايضا بمقدار العقوبة. وتبين ان آيزنر أتم مناوبة باعتباره قائدا مناوبا في اللواء منذ يوم الاربعاء الماضي ونام ساعات قليلة جدا. وفي يوم الخميس قبل الحادثة بيوم استُدعي ليلا بسبب إنذار على الجدار. وهكذا جاء الى الحادثة في يوم الجمعة متعبا جدا، وهذا كل ما يمكن ان يُقال على التقريب في الدفاع عنه.{nl}من هنا فصاعدا بدأت سلسلة اخفاقات. بدأ ذلك بتحليل غير صحيح للمعلومة عن رحلة الدراجات الهوائية وباخفاقات في فهم سعة الحادثة. وجاء نائب قائد اللواء الى الميدان مع قوة أصغر من المطلوب ومع معدات غير كافية لتفريق مظاهرات، وكل ذلك برغم ان اللواء متعود على أحداث من هذا النوع.{nl}كان آيزنر وممثل قيادة التنسيق والارتباط التابعة للادارة المدنية في المنطقة مع شعور بأنه سيكون ممكنا التوصل الى مصالحة مع المتظاهرين وانهاء الحادثة. واستمرت المفاوضة نحوا من ساعة وعرضوا على المتظاهرين ان يمروا من طريق اخرى لكنهم تحرشوا وقدموا الاوروبيين أمامهم.{nl}وهنا فقد آيزنر سيطرته على نفسه وبدأت سلسلة اخفاقات اخلاقية لم يُردها الجيش ولا يستطيع ولا يجوز له ان يغفرها. يمكن اغتفار استعمال تقدير مخطوء بل يمكن اغتفار الاهمال بقدر ما أما الاخفاق الاخلاقي فلا يمكن اغتفاره، فالجيش لا يستطيع ان يسمح لنفسه بارسال رسائل مشوهة.{nl}وفوق ذلك لم يثر البلاغ الذي أدلى به المقدم آيزنر في الغد الى قيادة المركز أي شعور هناك بأن الحديث عن حادثة شاذة. وهذا البلاغ غير الصادق ليس من مصلحته ايضا، وليس هو الوحيد. يجب على تنسيق العمليات في المناطق ان يفحص عن التقرير الذي نقله ممثل الادارة المدنية في المنطقة لأنه يتبين أنه لم يمتاز بفهم المقروء.{nl}تحيّر رئيس هيئة الاركان بني غانتس في شأن العقوبة التي سيتلقاها آيزنر. فقد أراد غانتس من جهة ان يرفع علما احمر كي يروا ويُروا. ولم يشأ من جهة اخرى ان يرسل رسالة ضعف لأنه لا يجوز ان تُفسر العقوبة التي ستُفرض على آيزنر عند الفلسطينيين بأنها إذن بالاخلال بالنظام واغلاق الشوارع. ولا يجوز من جهة ثالثة ان تؤثر العقوبة في تصميم الجنود على تنفيذ أوامر عسكرية تتعلق بابعاد مشاغبين.{nl}انه اذا كان يوجد شيء لا تحبه القيادة العسكرية كثيرا فهو اقوال جنود مثل: 'سنأتي الى الميدان في المرة القادمة مسلحين بمحامٍ' أو 'ماذا يريدون؟ أضباطا غير مبادرين؟ أرأسا صغيرا؟' أو 'اولئك هناك في الأعلى لا يدعموننا'.{nl}حينما يعزل رئيس هيئة الاركان ضابطا عن عمله (لا عن الجيش) يعبر عن امتعاض ويعلن بأن الضابط فشل فشلا قياديا وقيميا لكنه يمنحه في الوقت نفسه فرصة اخرى. وبالمناسبة نقول ان غانتس لا يتميز بالعزل أو العقاب الساحق. ففي اثناء ولايته لرئاسة الاركان سُرح من الخدمة المقدم (احتياط) الذي اتُهم بالسرقة وقائد الكتيبة الذي لم يكن صادقا في قوله حينما 'فقد' جنديا في قرية بودرس في المناطق فعُزل عن عمله لكنه ما يزال يخدم في الجيش.{nl}بعد مساءلة عوقب آيزنر بالعزل عن عمله وعدم شغل منصب قيادي مدة سنتين. وجاءت العقوبة لتقول إنك لا تستحق ان تكون قدوة للجنود. والعقوبة القيادية التي صدرت عن رئيس هيئة الاركان هي في نظره شديدة جدا. والحديث في نظر الآخرين عن عقوبة متناسبة في أحسن الحالات، وعقوبة سلامة سياسية في الحالة الثانية.{nl}نشأت على هامش القضية صورة قبيحة وخطيرة واجه فيها آيزنر وقام من ورائه معسكران من المؤيدين والمعارضين. فقد قام في المعسكر الاول ضباط كبار من الصهيونية المتدينة مثل الحاخام العسكري الرئيس السابق العميد افيحاي روندسكي والعقيد هغار، ودافعوا عن آيزنر بدعوى أنهم هاجموه وجعلوه ضحية؛ وقام في المعسكر الثاني ضباط كبار سابقون مثل عمرام متسناع ونددوا بالمقدم.{nl}يدل الهبوب الآلي للمعسكرين السياسيين في حين لا يُتحدث هنا عن حادثة سياسية بل عن حادثة قيمية وعسكرية واخلاقية يدل على مبلغ تغلغل الاختلاف السياسي داخل الجيش ولا سيما جيش الاحتياط. وهذا الاختلاف السياسي قد يُعرض للخطر أعز شيء على التنظيم العسكري زمن الازمات وهو وحدة الهدف.{nl}أوجبت هذه الظاهرة على رئيس هيئة الاركان ان يعمل سريعا لصد استمرار الاختلافات الكلامية بين المعسكرين. وان أحد الدروس التي يجب عليه ان يأخذها معه من هذه الحادثة هو محاولة ان يُبين في المؤتمرات واللقاءات مع ضباط الاحتياط ان هذا الاختلاف داخل الجيش لا يطاق. وأن محاولات الاعتراض على تقدير رئيس هيئة الاركان الاخلاقي، اعتمادا على تصور عام سياسي، غير وارد في الحسبان.{nl}مع كاميرات مسلولة{nl}ان رد رئيس هيئة الاركان السريع لا يعفي آيزنر من احتمال المحاكمة أمام محكمة عسكرية خاصة تبحث في الجنايات. وفي موازاة قرار رئيس هيئة الاركان، يجري تحقيق للشرطة العسكرية السرية التي تبحث في الجوانب الجنائية للحادثة وهي: هل كان هناك هجوم أم ضربة لا تسويغ لها واستعمال غير عادي للقوة مع تسبيب ضرر جسمي، وهذه جنايات شديدة يجب ألا ينتظر المراقب العسكري الرئيس شكوى لعلاجها.{nl}في تقدير المختصين سيمتد تحقيق الشرطة العسكرية شهرا وتُنقل استنتاجاتها الى النيابة العامة من اجل البحث واصدار قرار. واذا وجد ان هذه الحادثة تستحق محاكمة جنائية فقد يعاقب آيزنر مرة ثانية أو قد تتم تبرئته من غير أية صلة بالعقوبة القيادية التي تلقاها من رئيس هيئة الاركان.{nl}وهناك درس آخر يجب على الجيش استخلاصه من هذه الحادثة وهو زيادة مقدار التوثيق. فمنذ سنين يوجد في الجيش تخصص 'موثِّق' في الوحدات الميدانية: فهناك محاربون يرسلون من وحداتهم الى وحدة متحدث الجيش الاسرائيلي ويمضون هناك اسبوعين يتعلمون دورة تعليمية يتعلمون فيها استعمال كاميرات الفيديو ويتعلمون بث الصور الى متحدث الجيش الاسرائيلي ويُلّمون إلماما قليلا بمفاهيم أساسية من فهم الاعلام ويُرسلون الى كتائب وألوية وفرق. يوجد اليوم تسعون موثِّقا من هؤلاء كلهم أو أكثرهم محاربون عاديون. والتوثيق بالنسبة اليهم مهنة ثانوية. وتوجد ضمن وحدة انتاج الافلام التابعة لمتحدث الجيش الاسرائيلي وحدة متخصصة مكونة من 12 شخصا هي وحدة قطرية تعزز قدرة الجيش على التوثيق من اجل أهداف توثيقية عملياتية واستخلاص دروس ومن اجل توثيق تاريخي ولضرورات اعلامية ودعائية.{nl}في غرفة العمليات البصرية في وحدة متحدث الجيش الاسرائيلي يُجمّعون ايضا تصاوير وصورا تأتي من مواقع عملياتية وصور جوية أو صور تأتي من نظام التجميع الحربي في الجيش الاسرائيلي. وتُستعمل المادة في الأساس للدعاية. ويتمتع جزء لا يستهان به من وسائل الاعلام الاسرائيلية والاجنبية بغرفة العمليات البصرية التي تواجه في الوقت المناسب صورا من تلك الحوادث تنشرها جهات معادية.{nl}يوجد في الميدان ما لا يحصى من حوادث الامن الجاري يمكن ان تصبح كل واحدة منها حادثة اعلامية مشكلة. ولا يستطيع الجيش ان يوثق كل حادثة، ومن المؤكد انه لا يستطيع توثيق أحداث لا يخطط لها سلفا. لكن يجوز لنا ان نفترض ان واحدا من الدروس البارزة التي سيستخلصها الجيش من هذه الحادثة هو ان تُقام في ميادين اشكالية مرشحة للاضطرابات فرق توثيق مع استعداد دائم لا من اجل ردع المتظاهرين فقط. وقد يكون لحضور الكاميرا تأثير مُسكّن ايضا في جنود وضباط قد يخرجون عن أطوارهم.{nl}ــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/05-2012/اسرائيلي-71.doc)