Haidar
2012-05-05, 11:20 AM
أقلام وآراء{nl}(74){nl}ضربة بندقية متوازنة.. ماذا حدث للضارب؟{nl} بقلم:عميرة هاس، هآرتس{nl}انتخابات بعد تسعين يوما{nl} بقلم:نحاميه شترسلر،عن هآرتس{nl}خطيئة المفتي.. ليست زيارة شخصية{nl} بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس{nl}سلام الغاز{nl} بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس{nl}امريكا تذكركم{nl} بقلم:دان شبيرو/' سفير الولايات المتحدة في اسرائيل،عن يديعوت{nl}يوم استقلال أية دولة؟{nl} بقلم:يديديا شتيرن،عن يديعوت{nl}يسار.. كارثة ونهضة{nl} بقلم:بن ـ درور يميني،عن معاريف{nl}ضربة بندقية متوازنة.. ماذا حدث للضارب؟{nl}بقلم:عميرة هاس، هآرتس{nl}هاكم قصة اخرى عن ضربة بندقية، ولكنها انتهت بشكل مختلف. دون كاميرا مستقلة توثق، دون ضاربين وشهود عيان اوروبيين. هنا ما كانت حاجة لقائد القيادة الوسطى الذي يشعر بالصدمة وبرئيس الاركان الذي يقرر تنحية الضابط.{nl}كان يكفي الشرطة العسكرية والنائب العسكري العام ليقررا بانه 'استخدمت قوة متوازنة'. القوة المتوازنة تسببت للمضروب في رأسه بضرر عقلي لا صلاح له. ولكن هيا لا نستبق الاحداث.{nl}المكان: حاجز حوارة، حين كان لا يزال مأهولا بالجنود كل الوقت. عنق الزجاجة في نابلس، والذي يبطىء ويقيد الخروج منها. {nl}الزمن: يوم الثلاثاء 20 كانون الثاني 2009. هجوم الرصاص المصبوب كان انتهى لتوه. الوحدة العسكرية: غير معروفة. الجندي الضارب: اسمه اسحق على ما يبدو. طويل (على ما يبدو 1.80)، أبيض البشرة. رئيس الاركان: غابي اشكنازي. قائد المنطقة الوسطى: غادي شماني. ضابط الشرطة العسكرية في الفترة اياها: مئير اوحنا. {nl}نائبان عامان عسكريان في تلك الفترة: آفيحاي مندلبليت وداني عفرون. الساعة: حوالي الثانية بعد الظهر، عندما يبدأ بالحاجز بالاكتظاظ والحشر على نحو خاص. {nl}سبب وجود الحاجز: زيارة لدى الاخوان اللواتي يسكن في القرية جنوبي الحاجز. العائلة: عواد من كفر سالم، شرقي نابلس. الاخوة: نعيم (36)، محمود (29)، فوزي (25)، أنور (22). أنور: 'كل واحد منا جاء من مكان آخر. قررنا اللقاء في الحاجز. محمود وأنا كنا في منتصف الحاجز ورأينا أخونا نعيم مكبل في الايدي من خلف الظهر، معصوم العينين وأربعة جنود يضربونه'. نعيم، كما استعاد الحدث على مسمعنا في 2 أيار 2010: 'أنا كنت سائق سيارة عمومية، في الجانب الجنوبي من الحاجز. أخي فوزي بالضبط مر والجنود ادعوا بان هويته زائفة. الناس الذين جاءوا من الحاجز رووا لي بانه اعتقل ويوجد في الجورة (حفرة يلقي الجنود فيها بمن قرروا توقيفه)'. {nl}التتمة: نعيم ذهب لرؤيته، جلب له ماء وسيجارة. وبينما كان ينتظر باقي اخوته علق نعيم في شقاق مع سائق سيارة عمومية اخرى وضربه. 'الجندي تدخل واعتقله، روى. القى به في الجورة مع أخيه فوزي.{nl}بعد ذلك نقل نعيم الى زنزانة من الاسمنت (معدة لدرجة أخطر من الموقوفين). 'الجندي سأل لماذا انفك عالٍ فأجبت بان هكذا خلقني الله. طلب أن أركع على ركبتي. رفضت وطلبت أن اتكلم مع الضابط. قال انه هو الضابط. قلت ليس صحيحا أنا أعرف الجميع. غادر وعاد مع اثنين آخرين طلبا أن أركع واخفض الرأس'.{nl}نعيم هو نموذج من الناس لهم رأيه وهو عنيد، بلا ريب. بل ونزق. روى بان الجنود، ثلاثة في عددهم، قيدوه بقيد بلاستيكي (من خلف الظهر)، اخرجوه امام كل الناس في الحاجز وطلبوا أن يخفض رأسه ودفعوه. 'الحاجز كان مكتظا. الكثير من الناس. بدأوا يضحكون على الجنود الذين لا يمكنهم ان يوقعوا شخصا مكبلا'. تذكير: الجنود مسلحون. أما المارة في الحاجز ـ فلا. {nl}التتمة: الجنود أدخلوا نعيم مرة اخرى الى الزنزانة الاسمنتية. وبعدها أخرجوه مرة اخرى. أنور: 'توجهنا الى الضابط الذي وقف هنا مع اربعة خمسة جنود آخرين وسألنا لماذا اوقفوا نعيم. قال لنا إن إنصرفوا. حاولوا أن نشرح له بانه أخونا، ولكن عندها توجه جندي الى محمود من خلف الظهر، أمسك ببندقية أم 16 خاصته من البسطانة وضرب محمود على الرأس بكعب البندقية وكأنها عصا. محمود قام بنصف التفافة ووقع فاقدا للوعي. طلبنا من الجنود استدعاء سيارة اسعاف ولكنهم لم يفعلوا شيئا وتراجعوا الى الوراء خطوتين. أخي فوزي جاء اليّ (من الجورة) وأخذنا محمود في سيارة عمومية'.{nl}نعيم: 'فوزي تحرر في هذه الاثناء من الجورة بعد أن جاءوا وفحصوا واكتشفوا بان الهوية غير زائفة. وعندما وقع محمود فاقدا للوعي، نازفا، بدأ الناس يصرخون ويحتجون ويكتظون في محاولة للوصول اليه. الجنود هربوا. خافوا أن يكون مات'. {nl}أنور: 'كل هذا الوقت كان محمود ينزف بشكل شديد في السيارة العمومية. في نفس الوقت لم نعرف ما حصل مع نعيم'.{nl}نعيم: 'الناس أزالوا العصبة عن عيني. وأحد ما أخذني في السيارة كي ألحق باخوتي. بقيت مع القيد على يدي. فقط في شارع القدس قص لي سائق فورد ترانزيت القيد عن يدي'.{nl}الناطق العسكري يقول لـ 'هآرتس'، 5 أيار 2010: 'نتائج التحقيق نقلت الى عناية النائب العسكري العام، والذي سيأخذ في أقرب وقت ممكن قرارا قانونيا في هذا الشأن'. الرائدة دوريت توفيل، نائبة النائب العسكري للشؤون العملياتية قالت لـ 'يوجد قانون' في 31 تموز 2011: 'بعد فحص مادة التحقيق في تسعة ملفات التحقيق (التي طلبت المنظمة الاستيضاح لماذا اغلقت، ع. هـ) اتخذنا قرارا باغلاقها، في ظل غياب أدلة تبرر اتخاذ اجراءات قانونية'.{nl}الناطق العسكري يقول لـ 'هآرتس'، 17 نيسان 2012: 'في أثناء الحدث موضع الحديث رشق المشتكي وأبناء عائلته الحجارة على قوة من الجيش الاسرائيلي وتقدموا نحوها بشكل جعل جنود الجيش الاسرائيلي يستخدمون القوة ضدهم. فحص نتائج التحقيق لدى الشرطة العسكرية والذي جرى في الموضوع أظهر بانه في ضوء الظروف، استخدمت قوة متوازنة، وفي ضوء ذلك اغلق هذا الملف'.{nl}نتيجة فورية: محمود بقي في المستشفى على مدى بضعة ايام فاقدا للوعي، وعندما استيقظ تبين بانه نسي كيف يكتب ويتكلم (وقد أنهى التوجيهي).{nl}انور: هو مشلول في جانبه الايمن، اليد مشلولة، ليس لديه احساس في الجانب اليميني من وجهه، يتلعثم بشدة وينسى بين الحين والاخر الكلمات. قبل الاصابة كان يتحدث العبرية بطلاقة (عمل عشر سنوات في اسرائيل)، أما الان فهو لا يتذكر من العبرية غير بضع كلمات'.{nl}الام ابتسام: 'من كل الابناء كان هو الأكثر لطفا. والان هو عصبي كل الوقت. يضربنا. كل لمسة تؤلمه. وهو يحتاج الى العناية به كل الوقت'. {nl}محمود: يقضم أظفاره. ينظر. يصمت. {nl}'هآرتس' استوضحت لدى الناطق العسكري اذا كان في 20 كانون الثاني 2009 قد بلّغ عن فلسطينيين رشقوا حجارة من مسافرة قصيرة على جنود في حاجز حوارة. التجربة تفيد بان الناطق العسكري لا يعرف كل يوم عن كل حادثة في الضفة. ولكنه بلّغ بالفعل في ذاك اليوم عن حجارة رشقها الفلسطينيون نحو سيارة في منطقة بيت لحم. مثير للاهتمام. بالذات الحدث الخطير فات عن علم الناطق العسكري.{nl}ــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ{nl}انتخابات بعد تسعين يوما{nl}بقلم:نحاميه شترسلر،عن هآرتس{nl}أعلن رئيس وزراء اليونان، لوكس باباديموس، قبل اسبوعين تقديم موعد الانتخابات، فقد خلص الى استنتاج أنه يحتاج بعد خطة التقشف التي أجازها في مجلس النواب الى ثقة الجمهور من جديد والى مسار عمل مستقر مدة اربع سنين. ولهذا ستُجرى الانتخابات في اليونان بعد نحو من اسبوعين، أي بعد اربعة اسابيع فقط من يوم الاعلان.{nl}الامور عندنا أشد إتعابا. فبنيامين نتنياهو لا يريد انتخابات مبكرة، وهو يحاول التسويف قدر المستطاع. لكن تنتظره على مبعدة قريبة عدة شحنات ناسفة سياسية لن تُمكّنه على كل حال من إتمام ولاية كاملة.{nl}يفترض ان يقدم نتنياهو الى الكنيست حتى شهر آب قانونا يحل محل قانون طال. ولن يكون سهلا التوصل الى اتفاق على هذا الامر المشحون مع شاس ويهدوت هتوراة في حين ينشأ في الطرف المقابل ضغط عام كبير من اجل تجنيد الحريديين للجيش الاسرائيلي أو للخدمة المدنية على الأقل.{nl}سيضطر نتنياهو حتى آب الى اخلاء ميغرون، وليس هذا شعبيا ألبتة في حلقات اليمين. ويوجد في الخلف ايضا مراقب الدولة الذي يوشك ان ينثر عددا من تقارير النقد الشديدة. واذا لم يكن كل هذا كافيا فان الاحتجاج الاجتماعي سيعود في الصيف بكامل قوته. فالطبقة المنتجة تشعر بأنها مظلومة حتى بعد انشاء لجنة تريختنبرغ وستطلب أكثر مما طلبت في 2011، بيد ان نتنياهو لا يستطيع ان يعطي شيئا هذه المرة.{nl}سيضطر بدل الزيادات والاحسانات الى ان يقتطع مبلغا ضخما يبلغ نحوا من 15 مليار شيكل من ميزانية 2013، واذا كان يوجد شيء ما لا يريد نتنياهو ان يفعله حقا فهو الاقتطاع المالي، وهو يريد ان يكون بابا نويل الذي يوزع الهدايا.{nl}والحقيقة هي ان وضع الميزانية ليس جيدا هذه السنة ايضا لأنه يوجد انخفاض لمعدل النمو يتبعه انخفاض لجباية الضرائب، وهكذا بدل انهاء 2012 بعجز يبلغ 2 في المائة ستنتهي بعجز يبلغ 3.5 في المائة، وهذا سيء. لكن اذا كان يمكن على نحو ما تجاوز 2012 بلا تقليصات فانه يجب التقليص في 2013 وكثيرا. ان سياسة اليد المبسوطة ليوفال شتاينيتس ونتنياهو في السنتين الاخيرتين لا تترك خيارات كثيرة. حان يوم الحساب.{nl}لو ان نتنياهو استطاع بمعجزة ان يعود ليصبح نتنياهو 2003 لقال للجمهور الحقيقة وهي أنه يجب علينا ان نقلص لانقاذ الاقتصاد. يجب علينا ان نقلص بالضبط كما قلصت في 2003 حينما كنت وزير المالية في حكومة اريئيل شارون. فقد زدنا النفقات بعدم مسؤولية فكانت هناك 18 مليارا في 2011 و15 مليارا اخرى في 2012 والتزمنا ايضا بتنفيذ التوصيات الباهظة للجنة تريختنبرغ، لكن يتبين الآن أننا لا نستطيع رفع الثقل ولهذا يجب التقليص.{nl}لكن لما كانت المعجزات لم تعد تقع عندنا فان نتنياهو لن يخطب هذه الخطبة التشرتشلية. بل سيُعمي على الجمهور بحيلة تأجيل لقانون طال واتفاق بالغمز على شأن ميغرون، وسيستعمل بدل تقليصات من الميزانية اقتصاد انتخابات باهظا مُسرفا. وسيُجيز اعضاء الكنيست 'الأخيار' قوانين 'اجتماعية' كثيرة ليُعجبوا الناخبين، وهكذا ستفقد الحكومة قدرتها على الحكم. وستتراكم الاضرار ويقوى الجو الغوغائي ويزداد التضخم المالي وتقل الاستثمارات وترفع البطالة رأسها.{nl}يجب على نتنياهو لمنع كل ذلك أن يقدم ميزانية مقلصة لسنة 2013 وأن يخلي ميغرون وان يوجب على الحريديين الخدمة في الجيش الاسرائيلي. لكن لما كان لا يُؤمل ان ينفذ هذه الامور الصحيحة فان الطريقة الوحيدة لانقاذ الاقتصاد هي تقديم موعد الانتخابات.{nl}في اللحظة التي يعلن فيها نتنياهو تقديم موعد الانتخابات ستتوقف رقصة الأشباح. وسيتوقف سن القوانين الغوغائي وتُجمد قرارات الزيادة. وبعد الانتخابات ستنشأ حكومة جديدة يكون لها أفق تخطيط لاربع سنين من غير ضغط انتخابات قريبة. وستصبح التقليصات جزءا من الاتفاق الائتلافي وكذلك ايضا قانون طال واخلاء ميغرون لأن ما تستطيع الحكومة ان تفعله في سنتها الاولى لا تستطيع ان تنفذه في السنة الرابعة.{nl}ليس الحديث هنا في الحقيقة عن النموذج اليوناني الذي يُمكّن من انتخابات في غضون اربعة اسابيع، لكن يمكن ويجب في النموذج الاسرائيلي تقديم موعد الانتخابات بحيث تُجرى بعد تسعين يوما، ومن ذا يعلم فربما يفاجئنا نتنياهو قُبيل يوم الاستقلال لأنه يعلم ان الاقتصاد المستقر والقوي شرط ضروري للاستقلال.{nl}ــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ{nl}خطيئة المفتي.. ليست زيارة شخصية{nl}بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس{nl}في الوقت الذي يعتمل فيه ميدان التحرير مرة اخرى، ويتجمع متظاهروه كل مجموعة حسب انتمائها السياسي حول منصة مزينة بالشعارات ومزودة بالميكروفونات؛ وعندما تحتدم الحملة الانتخابية للرئيس يتبين أنه في داخل الانشقاق السياسي بين المتدينين والعلمانيين، بين الاخوان المسلمين والليبراليين، يوجد مع ذلك قاسم مشترك واحد غير التطلع الى الديمقراطية: الصراع ضد التطبيع مع اسرائيل. {nl}يوم الأربعاء الماضي ارتكب مفتي مصر، علي جمعة جريمة لا تغتفر. فقد زار الحرم في القدس، صلى في المسجد الأقصى وتجول في كنيسة القيامة. وكانت هذه زيارة 'خاصة' وغير رسمية، لم تكن بحاجة الى أي تأشيرة دخول إسرائيلية'. وعلى حد قول المفتي، فقد نظم هذه الزيارة البلاط الملكي الأردني الذي أرفق المفتي بالأمير غازي بن محمد، مستشار الملك لشؤون المقدسات. وهو الذي أجرى التنسيقات اللازمة مع السلطة الفلسطينية. وكانت هذه زيارة خاطفة مثل زيارة الهزة الارضية التي ضربت موجات صداها بقوة شديدة في القاهرة بالذات. {nl}هذه هي المرة الاولى التي يزور فيها مفتي مصر القدس، فيخرق بذلك احدى المسلمات التي تقول ان ممثلي الحكومة وحدهم مخولون بزيارة اسرائيل بحكم مناصبهم وكجزء من الحد الادنى الضروري لتطبيق اتفاقات كامب ديفيد. كل ما تبقى، سواء أكان هذا من الكتاب، الصحافيين، السياسيين او رجال الدين، ملزمون بان يديروا أرجلهم عن اسرائيل بشكل عام وعن القدس بشكل خاص وذلك لان كل زيارة كهذه معناها تطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال. في البداية اعتقد المفتي بان تفسيراته القصيرة، التي نقلها عبر حسابه على التويتر، سترضي العاملين ضد التطبيع. ولكنه لم يقدر بما فيه الكفاية حجم الخطيئة. {nl}محرر صحيفة 'الشروق'، وائل قنديل، النشيط جدا في دوائر الاحتجاج ويعتبر من مؤسسي حركة الاصلاح التي يقف على رأسها محمد البرادعي، لم يوفر سهامه السامة حين شرح في مقال افتتاحي بان 'مفتي مصر ما كان يتجرأ على أن يتصرف هكذا عندما كانت العلاقات الدافئة بين نظام مبارك وبين العدو الصهيوني في ذروتها... محاولة المفتي الشرح بان هذه زيارة شخصية لا تقنع أحدا.{nl}وثمة حاجة الى فحص هذه الزيارة بكل معانيها كحذر شديد. من جهة يسعى حكام مصر، بمعنى الجيش، الى استغلال الفرصة الذي ينشغل فيها الشعب المصري بازمات اقتصادية وامنية ويقلق من القوة المتصاعدة للاسلام السياسي، والتي يعظمها الحكام بكفاءة شديدة ـ كي يعيد فحص حدود التطبيع. من جهة اخرى، هذه رسالة الى الادارة الامريكية والى الحكومة الاسرائيلية في أنهما سيواصلان تلقي ما تلقياه من نظام مبارك'.{nl}قنديل لا يتصور على الاطلاق بان زيارة المفتي كان يمكن لها أن تعقد دون علم المجلس العسكري الاعلى ومصادقته، بالضبط مثلما تلقى الحجاج الاقباط الاذن بالوصول الى القدس قبل نحو اسبوعين. {nl}بعد يومين من نشر مقال قنديل، صعد حساب فيس بوك جديد تحت عنوان 'مليار توقيع لتنحية المفتي'. وعلى هذه الموجة قفز أيضا المهندس ابو العلاء ماضي، زعيم حزب الوسط الذي انشق في التسعينيات عن الاخوان المسلمين وتلقى الاذن بالعمل كحزب في أعقاب الثورة فقط.{nl}'لا أدري كيف يمكن أن نغفر للمفتي مثل هذه الخطوة. فهو يجب أن يعاقب'، صرح ماضي. ومثله أيضا حمدان السباعي، رئيس حزب الكرامة ذي الايديولوجية الناصرية العلمانية، الذي يتنافس الان على الرئاسة. وقد صرح السباعي بان 'خرق القرار الشعبي ضد التطبيع مع اسرائيل ليس قرارا شخصيا لصاحب المنصب. فالمفتي لا يمثل نفسه فقط'. وأخيرا، فان اتحاد الكتاب ايضا قرر اعادة فحص امكانية سحب عضوية المفتي في صفوفه، لانه خرق احد انظمته، الذي يحظر على اعضائه زيارة اسرائيل.{nl}التوبيخ الشديد من جانب الاخوان المسلمين للمفتي والانتقاد الشديد من جانب زملائه في مركز بحوث الازهر، المؤسسة الدينية الاهم في مصر وفي الشرق الاوسط غابت في جملة انتقاد السياسيين العلمانيين الذين نجحوا معا دون صعوبة في أن يوضحوا ليس فقط للمجلس العسكري الاعلى بل وايضا لكل من التزم تبؤ منصب رسمي في النظام الجديد بان التطبيع هو خط احمر لا يجب اجتيازه. {nl}في الظروف التي تعيشها مصر الان، حيث لا تمتنع الحركات السياسية عن الصدام بالجيش، وعندما يكون ميدان التحرير لا يزال يغلي كالبركان، من شأن المفتي ان يفقد منصبه اذا لم يقع حدث مثير آخر. ستكون هذه خسارة، وليس لانه تجرأ على أن يزور القدس واستجاب بذلك الى دعوة محمود عباس لكل المسلمين في العالم للمجيء ورؤية كيف يحاول الاحتلال الاسرائيلي تهويد القدس؛ وللمفتي كانت عدة فتاوى غريبة، على أقل تقدير، ولكن احداها جديرة بالتأكيد بتقدير شديد: علينا أن ندع هذه العادة فورا وان نكافحها بكل القوة بعد أن ثبت ما هو حجم الضرر الكبير الذي تلحقه بالمرأة من ناحية جسدية ونفسية. علينا أن ننشغل في مواضيع أهم بدلا من هذه المشكلة التي ألحق ايضا ضررا كبيرا بالاسلام والمسلمين' هكذا هاجم المفتي علي جمعة عادة الختان للنساء. ولكن مقاتلي التطبيع، الذين جعلوا أنفسهم أولياء اكبر من المفتي أو من رئيس السلطة الفلسطينية، فان هذا لا يهم على الاطلاق. {nl}ــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ{nl}سلام الغاز{nl}بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس{nl}تجميد (او الغاء) اتفاق الغاز بين اسرائيل ومصر يثير القلق بشأن مستقبل العلاقات بين الدولتين، لدرجة أن ثمة من باتوا يرون في ذلك خطوة أولى قبيل الغاء اتفاقات كامب ديفيد.{nl}يجمل بنا ان نستبق فنذكر أنه بين الشركة المصرية وشريكتها الاسرائيلية نشأت منذ بضعة اشهر خلافات في الرأي. الجانب الاسرائيلي يدعي بان مصر لم تف بتعهدها بتوريد الغاز وبالتالي الحقت بها اضرار جسيمة، وبالمقابل تدعي الشركة المصرية بان الطرف الاسرائيلي بالذات هو الذي لم يفِ بتعهداته. هذه الادعاءات توجد منذ شهر تشرين الاول في التحكيم الذي ينتظر الحسم. {nl}لولا السياق السياسي الداخلي والخارجي الحساس، لكان يمكن تناول القرار المصري كقرار تجاري صرف، مثله كمثل ما تعرفه الشركات الاسرائيلية في علاقاتها مع الشركات التركية، الصينية أو الهندية. ولكن الشعرة التي تتعلق بها العلاقات التجارية بين مصر واسرائيل وتحول اتفاق الغاز الى احدى اسباب الانتقاد الحاد ضد الرئيس المخلوع مبارك، حيث بالمقابل تجتهد معظم الحركات السياسية للتشديد على التزامها بكل الاتفاقات التي وقعت مع اسرائيل كل هذه شددت أهمية اتفاق الغاز أكثر بكثير من معناه الاقتصادي. {nl}لا ينبغي الافتراض بان الغاء الاتفاق تم دون التشاور والاقرار من المجلس العسكري الاعلى الذي يدير شؤون مصر، وواضح أن المجلس فهم معنى الخطوة ورمزيتها بكل ما يتعلق بسلامة العلاقات مع مصر.{nl}ومع ذلك، فان الجهد المصري والاسرائيلي لاحتواء الازمة ووصفها بانها 'قرار تجاري دون صلة سياسية' يدل على ان الطرفين قلقان على سلامة العلاقات ويجتهدان لحرمان معارضي اتفاقات السلام ومنظمات الارهاب التي فجرت انبوب الغاز، القوة لتحديد السياسة الخارجية للدولتين. {nl}هذا هو النهج الذي يجب التمسك به في ظل الامتناع عن الحماسة السياسية المتزلفة للجمهور وتوجيه الاتهامات حتى قبل أن تتبين الملابسات التجارية للقانون.{nl}في فترة تكافح فيها مصر في سبيل تصميم مستقبلها، يجمل بنا الا نعطي الغاز القوة لاحراق اتفاق السلام.{nl}ـــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ{nl}امريكا تذكركم{nl}بقلم:دان شبيرو/' سفير الولايات المتحدة في اسرائيل،عن يديعوت{nl}في آب 1973 جئت الى اسرائيل مع عائلتي لأمكث ستة اشهر. كان والداي استاذي جامعة في سنة عطلة واشتاقا الى تجريب الحياة في اسرائيل. استأجرنا شقة في كريات موشيه في القدس وغرقنا سريعا جدا في حياة عادية عائلية في هذا المكان.{nl}لكن تغير كل شيء في يوم الغفران. ففي ذلك اليوم المقدس مزق الصفير الهدوء وأُلقيت اسرائيل في خضم حرب عن وجودها. فاستقر رأي والداي على البقاء والاسهام قدر استطاعتهما متطوعين في مخبز ومزرعة يحلان محل العمال الثابتين الذين جُندوا للخدمة الاحتياطية. ولُذنا بالملاجىء واطفأنا اضواء الشقة وحاولنا ان نفهم ما يحدث حولنا.{nl}كان شيء واحد واضحا حتى لولد صغير مثلي هو ان جميع الرجال الشباب في حينها قد اختفوا. ذهبوا الى الجبهة. وكانت كل عائلة اسرائيلية عرفناها قلقة على الزوج أو الأب أو الأخ أو الابن. فقد اتصلت حرب يوم الغفران بكل عائلة في اسرائيل. وقُتل في تلك الحرب أكثر من 2.500 جندي اسرائيلي وهم يحاربون عن انقاذ وطنهم، وكل موت كهذا حطم عائلة. في خلال سني وجود اسرائيل الـ 64 شارك آلاف الاسرائيليين الآخرين في الحروب وبذلوا مهجاتهم لحماية الدولة. وسقط كثيرون آخرون ضحايا هجمات الارهاب قتلى في معركة عن الجبهة الداخلية في وقت الوفاء بمهامهم في محاولة اقامة صورة حياة عادية.{nl}تعرف امريكا ألم اسرائيل. فقد حارب أجيال من الامريكيين ايضا وبذلوا مهجاتهم في الحرب لحماية بلدنا ومحاولة وقف انتشار الطغيان. {nl}وفي السنين الاخيرة واجه الامريكيون الواقع المر الذي يجربه الاسرائيليون منذ نشأت دولة اسرائيل، فقد قتل آلاف من المدنيين والأبرياء الذين خرجوا للعمل في الهجوم الارهابي في الحادي عشر من ايلول في سنة 2001 على يد عدو كان يطمح الى تدمير الولايات المتحدة وصورة حياتنا؛ وفي حرب نشبت في افغانستان إثر الحادثة لمحاولة اجتثاث اولئك الذين هاجمونا فقُتل أكثر من 1900 امريكي؛ وفي الفترة نفسها فقدنا أكثر من 4.400 جندي في العراق. {nl}وفي حين أخذت مقابرنا العسكرية تزداد امتلاءا أصبحت عائلات تزداد من الامريكيين تشعر بألم فقدان الأعزاء عليها، من الناس المحبوبين الذين ضحوا أعظم تضحية من اجل بلدنا. وقد صار لمراسم يوم ذكرانا معنى جديد مؤلم.{nl}ان الشعور بالفقدان والألم مشترك بين الولايات المتحدة واسرائيل، وكذلك ايضا الالتزام بقيم الحرية والديمقراطية. وحماية هذه القيم وحماية مواطنينا يجبيان ثمنا فظيعا، لكن الواقع يقتضيه. وهو يعني بالنسبة لاسرائيل الحرب عن مجرد وجودها. والألم لاذع بصورة خاصة لأن الذين يدفعون الثمن على نحو عام هم الشباب. والرجال والنساء الذين كان ينتظرهم مستقبل زاهر وكانوا يستطيعون انشاء عائلات واظهار انجازات فأصبحوا الآن يرقدون في هدوء.{nl}نتشارك ايضا في الشعور بالرضى في العلم المر الحلو بأنه برغم ألم الفقدان نجحت أمتانا والقيم التي تؤيدانها في البقاء وبأن العلاقات بيننا أخذت تقوى، وقد انشأنا على مر السنين شراكة قوية بين جيشينا، فالجنود الامريكيون والاسرائيليون يتدربون معا ويتعلم بعضهم من بعض أنجع التكتيكات، ويطور قادة جيشنا استراتيجيات مشتركة للرد بأحسن صورة على التحديات الامنية الصعبة المتغيرة. ونحن نعمل معا لنستعمل في ميدان القتال أكثر التقنيات تقدما ومنها المدرعات والسيارات الحربية ومنظومات الدفاع المضادة للصواريخ. وكل ذلك كي نُمكّن جنودنا الشجعان من حماية الدولتين والحفاظ على مواطنينا مع مضاءلة خطر ان يضطروا الى دفع حياتهم ثمنا عن ذلك. ومع ذلك نعلم ان الفقدان سيكون، فهذا هو ثمن الحرية.{nl}يُعلمنا 'التلمود' ان قيمة النفس الواحدة تساوي قيمة العالم كله. وتشعر كل عائلة فقدت عزيزا عليها وكأنها فقدت العالم كله. ان احدى المهام الأهم هي فريضة يوم الذكرى كما في كل ايام السنة، وهي تعزية ذوي الحداد.{nl}ان الحلفاء يعاضد بعضهم بعضا في النوائب واحتفالات النصر وفي ايام الحداد. واسرائيل اليوم تُجل وتتذكر ضحاياها الأبطال وضحايا الارهاب، وامريكا تذكرهم.{nl}ـــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ{nl}يوم استقلال أية دولة؟{nl}بقلم:يديديا شتيرن،عن يديعوت{nl}ان القوانين الأساسية تُجيب عن السؤال الذي في العنوان والجواب أنها 'دولة يهودية وديمقراطية'. ويستطيع مفسر 'الدولة الديمقراطية' ان يستعين بشحنة فكرية ومحاولة انسانية تراكمت في ديمقراطيات كثيرة. وفي مقابل هذا فان 'الدولة اليهودية' هي ظاهرة مميزة وشابة ما يزال البحث فيها في مهده. ان الجلاء أفرغ الذاكرة اليهودية من التجربة السياسية وترك ثقبا اسود واسعا يتعلق بمعنى الدولة اليهودية وطرق سلوكها وقيمها.{nl}يوجد توتر بين صفتي الدولة وينبغي الاعتراف به، ولا يمكن ان يُسوّى بحل سهل بل يُحتاج الى مسار طويل ونضج يمتد أحقابا يجري وراء تفسيرات غير حادة قاطعة بل مداورة وفيها مواضعة. وليس في هذا ما يدعو الى الوهن بأن الحياة مع التعقيد ومع التناقض أمر راتب في جميع جوانب حياتنا الشخصية والعامة.{nl}ان الوجود الاسرائيلي الفوضوي في السنين الاخيرة لا يترك مجالا لنضج ملائم للمسارات. فالدولة اليهودية التي ما تزال غير ناضجة من جهة اصطلاحية تهاجمها ثلاثة معسكرات أصولية على نحو متوازن هي المعسكر الديني والقومي والليبرالي. فالأولان يريدان ان تُنسب اليهما والثالث معني بابطالها.{nl}ان مصدر التهديد الديني هو رغبة فريق من القيادة الدينية في احتكار منح الدولة اليهودية معناها. بحسب تفسيرات متطرفة تتسع قدرتها على الاقناع العام ينبغي ان يُترجم التوتر بين اليهودية والديمقراطية ايضا الى توتر بين مصادر السلطة في الحياة السياسية. ومن هنا يأتي الهجوم الديني على جهاز القضاء وتصنيفه بأنه 'منظومة أغيار'، والاعتراض صدورا عن 'رأي التوراة' على قرارات الحكومة والكنيست المتعلقة بالحدود والسلام والدعوات الى العصيان للأوامر العسكرية في الجيش وغير ذلك.{nl}ويعتقد القوميون انه اذا كانت اسرائيل 'دولة يهودية' فانه يجوز بل يُطلب اقصاء منهجي لمواطنين من غير اليهود على الصعيدين الخاص والعام. وطلب الولاء من العرب وتمييزهم الطويل السيء في تقسيم الموارد والعناية من قبل السلطة، وسلسلة طويلة مهددة من اقتراحات قوانين تثار في لجان الكنيست أمثلة فقط على الاستعمال السيء لتعريف الدولة بأنها يهودية.{nl}في حين تريد تفسيرات دينية وقومية ـ أصولية ان تسيطر سيطرة معادية على الدولة القومية ـ مع التعاون المقلق احيانا ـ فان التهديد الأصولي من الطرف الليبرالي يريد جعلها ضحلة ثم الغاءها.{nl}ويعتقد ناس مهمون لكنهم غير كثيرين ان الدولة الديمقراطية هي بالضرورة 'دولة كل مواطنيها'، وهي بلا هوية قومية، ويجب عليها ان توجد فضاءا عاما محايدا دون أي تميز ثقافي. وهم يرون انه ينبغي باسم مساواة غير اليهود الغاء هوية الدولة باعتبارها وطن الشعب اليهودي.{nl}ان قوة إغراء المواقف الاصولية الثلاثة هي في الجواب الواضح الذي تقترحه للغز هوية الدولة. ففي الواقع الهش والمبلبل والمؤلم الذي توجد فيه الدولة يريد كثيرون الحسم. {nl}وقد يكون هذا هو التفسير العميق للنتائج المقلقة التي يُبينها 'مقياس الديمقراطية' الذي يصدر عن المعهد الاسرائيلي للديمقراطية. فحينما سُئل اليهود في اسرائيل ما هي هوية الدولة المفضلة وعُرضت عليهم ثلاث امكانيات هي: يهودية وديمقراطية، أو يهودية فقط أو ديمقراطية فقط ـ تبين ان أقل من النصف (48.5 في المائة) فضلوا التعريف الدستوري المركب المزدوج. أما الباقون جميعا، أعني أكثر المواطنين اليهود، فيسعون الى حسم قاطع. وقد فضل ثلثان منهم 'الدولة اليهودية' (32.5 في المائة)، وفضل نحو من الثلث فقط 'الدولة الديمقراطية' (17 في المائة).{nl}دولتنا دولة شابة. والـ 64 سنة هي طرفة عين اذا قيست بمقياس التاريخ. ويمكن ان ننسب التطرف في المزاج العام ورفض التعقيد اذا الى كوننا في سن البلوغ من حياتنا السيادية. لكن يجب ان يتلاشى وهم انه يمكن أو يجب البت ما بين يهودية وديمقراطية لأنه لا حق لنا في الوجود بغير الهوية اليهودية ولا امكان لوجودنا بغير الهوية الديمقراطية. لقد حان وقت النضج.{nl}ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ{nl}يسار.. كارثة ونهضة{nl}بقلم:بن ـ درور يميني،عن معاريف{nl}د. هي نشيطة يسارية. أرفض أن أنسى للحظة أنه عندما بدأ اصدقاؤها حياة مهنية مغرية في الولايات المتحدة، قامت بعمل ما. هاجرت الى اسرائيل. فعل صهيوني فائق. لا شيء في ارائها المثيرة للغضب يمكنه أن يمحو حقيقة أنها صهيونية. فقد وصلت الى هنا بقرار واعٍ وبوعي متطور. عندي معها جدالات لاذعة. ولكنها جزء من المشروع الصهيوني. وكذا المحاضر في العلوم السياسية من جنوب امريكا، ل، الذي هاجر الى اسرائيل ونشر مقالات جرت تعقيبا فظا من جانبي، ليس مناهضا للصهيونية. هو مخطيء. هم مخطئون. ولكنهم جزء من المعسكر. هم ليسوا خارج المعسكر.{nl}اليسار الاسرائيلي أقام الدولة. اليسار الاسرائيلي، في أصله، سعى الى أن يخلق هنا وطنا قوميا للشعب اليهودي. الوطن قام. رغم علله يزدهر. غير أن بعضا من اليسار، ليس كل اليسار، يشكك في مجرد شرعية هذا الوطن. يجدر بنا الا نتشوش بين يسار ويسار. يمكن ان نعطي لليسار اللاسامي مؤشران: رفض مجرد وجود شعب يهودي؛ رفض حق وجود دولة اسرائيل كوطن قومي للشعب اليهودي؛ تغذية الانطباع بان اسرائيل هي وحش يهدد السلام العالمي. أو، بتعبير آخر اليسار الذي يفعل لاسرائيل اليوم بالضبط ما فعله ذات مرة اللاساميون باليهود. الوصم بالشيطنة ورفض حق الوجود. {nl}يدور الحديث عن أقلية، حتى داخل اسرائيل. أقلية تفعل الكثير من الضجيج والكثير من الضرر. أقلية تسير في مسار اللاسامية، وتأثيره في العالم شديد وسيء. في ضوء هذه الظاهرة، فان فلاسفة هامين، معظمهم من رجال اليسار أنفسهم، خلفوا التعبير 'اللاسامية الجديدة'. وهم محقون. غير أنه الويل لنا اذا أدخلنا الجميع في مكان واحد تحت مظلة واحدة. مع بعض من اليسار يوجد جدال لاذع وحامي الوطيس. الجدال مشروع. الجدال الذي هو جزء لا يتجزأ مما يجب أن يكون وضروري أن يكون في المجتمع الديمقراطي. وبالتأكيد في المجتمع الذي يواجه معاضل اسرائيل. مع القسم الحقير من اليسار الجدال انتهى. بالضبط مثلما لا يوجد جدال مع النازيين الجدد او مع الجهاديين.{nl}أقوال الهرر نشرت بمناسبة يوم الكارثة. والصدمة مزدوجة. لان درس الكارثة ينبغي ويجب أن يكون مزدوجا. عالميا وقوميا. نعم لحقوق الانسان واحترام الآخر. ونعم لحق الوجود للبيت القومي لليهود في اطار سيادة واستقلال. الهرر، في أقواله، ضم نفسه لاولئك الذين وقف ضدهم. الدرس من الكارثة ليس كراهية الآخر والمختلف. وهو ليس ارسال احد ما الى اوشفتس حتى وان كان هذا ارسالا استفزازيا ولفظيا فقط. الدرس من الكارثة ليس الوصم بالشرانية ونزع الشرعية. لان الكارثة تعلمنا بان للكلمات قوة. {nl}الوصم بالشرانية ونزع الشرعية أعدا الخلفية لعمل حقيقي. هذا ما فعلوه لليهود. هذا ما محظور علينا، محظور ببساطة فعله لاي أحد آخر. ولا حتى 'فقط' لفظيا. لان الكلمات تؤدي الى الافعال. هذه هي الحجة التي من الواجب أن نرفعها أمام اولئك الذين يفعلون الوصم بالشرانية ونزع الشرعية باسرائيل. هذه هي الحجة تجاه الهرر والجهاد اليهودي الذي ينبت في هوامشنا، وتجاه كل من يجعل كل العرب أو كل المسلمين كائنات حيوانية. فعلوا هذا لليهود. يفعلون هذا لاسرائيل. محظور أن نفعل هذا للاخرين. {nl}نحن بين الكارثة والاستقلال. الحدثان الاكثر اهمية في التاريخ اليهودي في الزمن الحاضر. بشكل اكثر اذهالا، الشعب اليهودي ولا سيما لاجئي الكارثة، لم يخلدوا لجوءهم. لم يتوجهوا الى الثأر، ولا الى الجهاد العالمي والارهاب. اختاروا الحياة. وليس الكراهية. اختاروا الدرس المزدوج. انسانيا وعالميا وفي نفس الوقت قوميا. يجدر بدودو الهرر، وكذلك باولئك الذين يبعث بهم الى اوشفتس ان يتعلموا الدرس المزدوج. {nl}ــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/05-2012/اسرائيلي-74.doc)