تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أقلام وآراء عربي 78



Haidar
2012-05-06, 11:39 AM
أقلام وآراء{nl}يوم الأرض.. بلا أرض!{nl}بقلم:عاطف دلاّلي_القدس العربي{nl}نحتفي بيوم الأرض ككل عام منذ ما يزيد على ثلاث عقود ولم يتغير شيء في واقعنا العربي بل تزداد التحديات عاما بعد عام.{nl}تتخبط أمتنا العربية في أزمات ومؤامرات لا حصر لها فاكتفينا بأقل ما يحفظ كرامتنا.{nl}نحتفي 'شكليّا' بيوم الأرض كأنه يوم عادي آخر غير أنه تتخلّله بعض الخُطب والشعارات واسترجاع ما بقي في الذاكرة من أمجاد وبطولات زمن مضى قبل أن يأمرنا 'الأمريكي' بمحوها من ذاكرتنا.{nl}نُحيي يوم الأرض وأرض العرب تُغتصب كل يوم ولا نحرّك ساكنا غير أننا كل عام نخصص يوما لخُطبٍ ملّتها الآذان ونفرتها القلوب!{nl}نحيي يوم الأرض بلا أرض ! الأرض بمفهومها الشامل القومي، كيف لا والوطن العربي يعيش على أنقاض أحلام وحدة لم تتحقق.{nl}لو قُدّر لسايكس وبيكو أن يعيشا إلى يومنا هذا لذُهلا من واقعنا المرير، فخططهما ومن ورائهما القوى الاستعمارية تخطّت سقف توقعات أكبر المتفائلين بنجاحها. لم يدُر بخلد أي منهما (سايكس وبيكو) أن العرب سيتخلون عن أهم ما يملكون: الكرامة والغيرة والنخوة العربية الأصيلة التي كانت لازالت موجودة رغم كل الظروف التاريخية المحيطة بالعرب آنذاك. نعم قسّمونا وجزّؤونا واليوم صرنا أكثر انقساما وتشرذما.{nl}عن أي أرض نتحدث في زمن عربيّ رديء، زمن تقسيم المقسّم وتجزئة المجزّأ.{nl}عن أي أرض نتحدث والأمة فقدت قلبها النابض وعمقها الاستراتيجي العراق، العراق بلد الثقافة والتاريخ العربيين الضاربين في جذور الإنسانية. فقد العراق ثلثه بانفصال كردستان وهو يسير حثيثا نحو فيدرالية لن تصمد طويلا قبل أن تتفتّت إلى قبائلية وعشائرية كما خُطّط مُسبقا.{nl}التاريخ شاهد على دسائس القوى الاستعمارية ومحاولاتها المتواصلة لتركيع الأمة وما حصل في السودان ليس منا ببعيد، أَلم يترك الاحتلال البريطاني السودان على طريق ممهّد نحو التقسيم؟ والمصيبة أن حكام السودان لم يحاولوا حتى إصلاح ما أفسده المستعمر وعوض انتهاج سياسة عادلة تضمن لكل السودانيين حقّهم ورثوا عن المستعمر نفس تلك السياسات، فكان أن انقسم السودان دولتين وهو الآن يصارع بعد فوات الأوان من أجل الحفاظ على دارفور.{nl}أَلم يترك المستعمر الفرنسي والإسباني المغرب على طريق الانقسام؟ ماذا فعل المغرب حيال ذلك؟ لا شيء.. أَوصل العجز بالعرب أن يرضخوا لما سُطّر وقُرّر وراء البحر؟ للأسف ربّما سنشهد ميلاد دولة جديدة أخرى على أرض العرب اسمها الصحراء الغربية.{nl}مصر اليوم بعد الثورة يغفل الكثيرون عن ما يتربّص بها من مشاريع تهدف لقتل أمل الأمة الأخير بها، مصر أصبحت مرتعا لكل 'مصممّي' الخرائط كلّ يرسم على هواه فهذا يقترح دولتين وآخر ثلاث دول واحدة قبطية وأخرى مسلمة وثالثة نوبية في الجنوب.{nl}ولا ننسى لبنان المقسم واقعا ملموسا بفعل طائفية بغيضة مقيتة. أَينتصر الفرد لمذهبه على حساب وحدة شعب كامل؟{nl}وسوريا العربية التي لا يخفى على عاقل واحد ما يحاك ضدّها في كواليس الساسة والنافذين.{nl}عن أي أرض يمكن أن نتحدث وفلسطين تُغتصب يوميا على مرآى ومسمع من العالم كله.{nl}أَننتصر 'لأرضنا' يوما ونخذلها 364 يوما؟ ! يأخذني الحنين حين يحدثني أبي عن أيام كانت الوحدة هي اللغة الوحيدة للتخاطب آنذاك، كان حلما وأصبح خيالا نطارده في التاريخ، صارت الوحدة ألما نقرأه في سطور كُتّاب حلموا وأملوا بوحدة لم تتحقّق فصارت لوعة ومأساة.{nl}أين حكامنا اليوم من حكام حقبة كانت (على ما شهدته من أخطاء) الوحدة قريبة المنال على الأقل؟ أين هم من زمن عربي وإن شابهُ الفشل كان زمن الكرامة التي ضاعت؟ أصبح الحكام اليوم يتنافسون أيّهم ينال رضى 'السيد الأمريكي' أوّلا ولسان حالهم يقول 'إني اخترتك يا سايكس بيكو حبّا وطواعية..' .. عذرا أيها الشاعر الشهيد 'علي فودة' على التصرف في كلماتك الخالدة لكنّه الشعور بالعجز أمام واقع عربي منتكس..{nl}لكن سنبقى نقول بكل أمل 'إني اخترتك يا وطني حبّا وطواعية إني اخترتك يا وطني سرّا وعلانية إني اخترتك يا وطني فليتنكر لي زمني..مادُمت ستذكرني يا وطني الرائع..'{nl}رسالة البرغوثي لحركة فتح {nl}بقلم: ياسر الزعاترة_جريدة الدستور{nl}في رسالة لحركته وللسلطة وعموم الشعب الفلسطيني بمناسبة الذكرى العاشرة لاعتقاله، قال المناضل الأسير مروان البرغوثي (عضو اللجنة المركزية لحركة فتح) إن "إطلاق مقاومة شعبية واسعة النطاق في هذه المرحلة يخدم قضية شعبنا"، داعيا إلى "التوقف عن تسويق الأوهام بإمكانية إنهاء الاحتلال وإنجاز الدولة من خلال المفاوضات بعد أن فشلت هذه الرؤية فشلا ذريعا".{nl}في سياق التعليق على الرسالة التي عوقب بسببها البرغوثي بالعزل لمدة أسبوع، قال أمين مقبول، أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح "إن المواقف التي أرسلها القائد البرغوثي قيد الدراسة باعتبارها وجهة نظر قائد مميز في اللجنة المركزية لحركة فتح". {nl}لا يختلف عاقلان على صواب الرؤية التي قدمها البرغوثي في رسالته لجهة الفشل الذريع لبرنامج إنهاء الاحتلال وتحقيق الدولة المستقلة (بالمواصفات المعروفة التي يحفظها القراء جيدا). وإذا كانت الدولة بالمواصفات التي كشفتها وثائق التفاوض الشهيرة (التنازلات المخزية في القدس وتبادل الأراضي التي تعني بقاء الكتل الاستيطانية الكبيرة في الضفة الغربية، فضلا عن شطب ملف اللاجئين)، إذا كانت الدولة بهذه المواصفات لم تتحقق بالمفاوضات العتيدة مع أولمرت وليفني، فهل يمكن تحقيقها مع نتنياهو، فضلا عن الدولة بالمواصفات الأصلية؟!{nl}على أن الاتفاق على صواب الرؤية إياها لا يعني الاتفاق على تنفيذ الجزء الثاني منها ممثلة في التوصية التي بعث بها البرغوثي باعتماد المقاومة الشعبية، وما كلام أمين مقبول إلاّ مجاملة لرسالة القائد الفتحاوي، بينما يعلم الجميع أنه ليس في وارد السلطة وحركة فتح والمنظمة العمل في هذا الاتجاه. سيقول البعض إن القيادة تتحدث دائما عن المقاومة الشعبية، ولعمري إن الصغير والكبير يعلم أن هذا الحديث لا يعدو أن يكون ذرا للرماد في العيون.{nl}هنا يأتي الجزء الآخر من رسالة البرغوثي، والذي يتحدث عن وقف التنسيق الأمني والاقتصادي مع سلطات الاحتلال، فهل سنسمع بشيء كهذا عما قريب؟ لا نتوقع ذلك، وندعو الله أن يكون توقعنا خاطئا بامتياز.{nl}لقد جاءت هذه المجموعة إلى سدة القيادة ببرنامج واضح وصريح، والمشكلة في الحركة التي قبلت بتلك الرؤية التي جاءت بمثابة انقلاب على "القائد الرمز"، وفي سياق من التآمر عليه، وخلاصة تلك الرؤية هي تمدد السلطة وصولا إلى ما كانت عليه قبل عملية السور الواقي ربيع العام 2002، ومن ثم التعويل على المفاوضات دون سقف زمني.{nl}على هذه القاعدة جرت عملية إعادة تشكيل الأجهزة الأمنية التي أحيل على التقاعد آلاف من عناصرها وضباطها القدامى الذين لا ينسجمون مع مرحلة "دايتون"، ولا تنطبق عليهم شروط "الفلسطيني الجديد" التي وجدها مناسبة لتحقيق مصالح الاحتلال بالتعاون مع سيئ الذكر توني بلير في السياق السياسي والاقتصادي، ودائما برعاية ومباشرة يومية من قبل الاحتلال الصهيوني.{nl}هؤلاء الذين أصبحوا سادة المرحلة الجديدة جاؤوا لتطبيق هذا البرنامج، وهم بالتالي غير صالحين ولا جاهزين لولوج مرحلة أخرى عنوانها المقاومة الشعبية الشاملة؛ التي تعني مقاطعة للعدو واشتباكا يوميا معه، وتعني تبعا لذلك شهادة وأسرا وتضحية ومعاناة.{nl}المقاومة الشعبية ليست لعبة بحال، بل ربما تكون أكثر كلفة من الانتفاضة المسلحة، اللهم إلا إذا أرادها البعض مظاهرات موسمية في مناطق معينة مع عدد من الناشطين الأجانب الذين يتاجر البعض بإحضارهم من الدول الأوروبية، مع احترامنا الكامل لهم كأشخاص ينحازون للحق الفلسطيني، أو لجزء منه في أقل تقدير.{nl}المقاومة الشعبية القادرة على بث الوجع في أوصال الاحتلال مكلفة، وهي بحاجة إلى إعادة ترتيب البيت الفلسطيني على أسس جديدة عنوانها التضحية والمعاناة، وهي تضحية ومعاناة مشفوعة بالكرامة وتبشر بالحرية، فيما تحظى بدعم كبير من جماهير الأمة التي لن تسكت من جديد بعد الربيع العربي، لا على المحتل، ولا على الأنظمة التي لا تقوم بواجبها تجاه القضية المركزية للأمة.{nl}في ظل حشر حماس لنفسها في قطاع غزة، تبدو كرة القضية في ملعب حركة فتح التي ينبغي عليها استعادة نفسها كحركة تحرر، وعندها لن يكون بوسع حماس سوى التفاهم معها على إدارة قطاع غزة كمنطقة شبه محررة وقاعدة للمقاومة، إلى جانب تفاهمات ميدانية على برنامج المقاومة الجديد في سائر الأرض الفلسطينية. وهو برنامج لا نبيع الوهم إذ نقول إنه سيكون قادرا في ظل التحولات العربية والإقليمية والدولية على دحر الاحتلال إلى حدود 67 كمقدمة لإنهاء المشروع الصهيوني برمته.{nl}«لجان المخيمات» .. انتخاب لا تعيين {nl}بقلم: عريب الرنتاوي_جريدة الدستور{nl}خلال الأسابيع القليلة الفائتة، توفرت لكاتب هذه السطور فرصة اللقاءات بعشرات الناشطين والفعاليات في أربعة مخيمات هي: الوحدات، مادبا، حطين والحسين...وبمشاركة نخبة طيبة من السادة أعضاء مجلس النواب...حيث جرى التطرق لمروحة واسعة من الموضوعات المتصلة بالبرلمان والانتخابات والقانون الجديد وغير ذلك.{nl}وجرياً على مألوف لقاءات من هذا النوع، وفي هذه الأمكنة بالذات، ومع هذه الشريحة العريضة من المواطنين، فقد جرى التطرق لعدد كبير من الموضوعات والعناوين التي تمس معاشهم اليومي، من صحة وتعليم وجوازات سفر وتعليم عالي على نحو خاص، فضلاً بالطبع عن الخدمات الخاصة بالمخيمات ذاتها.{nl}واحدة من الموضوعات التي جرى التطرق إليها في أكثر من لقاء، يتعلق أساساً بـ"لجان تحسين خدمات المخيمات"، وهي لجان يجري تعيينها (بدل انتخابها) مع أنها تقوم بما يعادل "الخدمات البلدية" في القرى والبلدات والمدن، ولقد سجل كثيرٌ من المشاركين في هذه الندوات، ملاحظات عدة على أداء اللجان وموازناتها، وطريقة "تعيين" أعضائها، والمعايير التي يجري اعتمادها في التشكيل إلى غير ما هنالك، وسط حالة شبه إجماعية على وجوب إعادة النظر، في آليات تشكيل اللجان، واعتماد الانتخاب بدل التعيين في تشكيلها.{nl}هي ليست قضية جديدة تماماً، فقد سبق وأن طُرح هذا الموضوع في غير وقت ومناسبة، ومع مراجع عديدة، وتم نقل الشكوي المتكررة من "المعايير الأمنية الصارمة" التي تتحكم بتشكيل اللجان واختيار أعضائها...لكنها فرصة ونحن على أعتاب انتخابات بلدية وبرلمانية، أن يعاد طرح الموضوع من جديد، علّ مناخات الحراك الشعبي والإصلاح السياسي والربيع العربي، تُفلح في نقل مطالب هؤلاء من مستوى الأماني والتمني، إلى مستوى الممارسة على الأرض.{nl}من وجهة نظر كاتب هذه السطور، ليس ثمة ما يجب أن يحول دون تمكين سكان المخيمات من انتخاب "لجانهم...هم ينتخبون ممثلين للبرلمان، وكثيرون منهم أعضاء يَنتخبون ويُنتخبون في النقابات العمالية والمهنية وفي الأحزاب السياسية، هم مواطنون أردنيون برغم وضعيتهم الخاصة (باستثناء أبناء غزة منهم)...فلماذا لا يصار إلى تمكينهم من انتخاب لجان محلية، خدمية الطابع في الأساس والمضمون؟{nl}ليس في الأمر شبهة "توطين" ولا إلغاء للمخيم كشاهد على اللجوء...ليس في الأمر تعدٍ على البلديات و"الأمانات" وغيرها...ليس في الأمر افتئات على أية "حقوق مكتسبة" لأي جهة...المسألة برمتها، أن سكان هذه المخيمات يريدون أن يكون لهم "رأي" في اختيار وتقرير من "يخدمهم" عبر هذه اللجان، فأين هي المشكلة التي تحول دون إتمام هذا المطلب؟{nl}نعرف أن ثمة "هواجس" من مغبة سيطرة تيار سياسي/ فكري بعينه على لجان الخدمات...لكن هذه "الهواجس" لا تمنع تنظيم انتخابات لنقابة المعلمين، كبرى النقابات وأكثرها نفوذها (على اعتبار ما سيكون)...كما أن "الهواجس" ذاتها، لم تمنع إرادة الدولة بإجراء الانتخابات النيابية أو التصريح بتشكيل أحزاب، وجميع هذه الأطر والمستويات والمؤسسات، أكثر أهمية وحيوية من "لجان" وظيفتها الأولى، خدمية على النطاق المحلي الضيق للمخيم، فهل يعقل أن ينتخب إبن المخيم نائباً في البرلمان، ويحظر عليه اختيار من ينظم شؤون حياته ومعاشه اليوميين؟{nl}سمعنا مؤخراً عن اقتراحات بتشكيل "مجلس استشاري" يتكون من خمسين إلى ستين شخصية من المخيم، تختارهم دائرة الشؤون الفلسطينية المسؤولة عن هذا الملف، على أن يصار إلى انتخاب "لجنة تحسين خدمات المخيم" من بين هؤلاء "المُعينين"...والحقيقة أننا نجد صعوبة في زمن الربيع العربي، في "هضم" أفكار تكاد تصبح بائدة في مهدها الأصلي، في دول تضع قيوداً صارمة على تعريف "الهيئة الناخبة" ...لماذا كل هذا الحذر، ولماذا كل هذا التخوف وتلكم الهواجس، أليست المخيمات "مُتهمة" بهدوئها الفائض عن الحاجة؟{nl}أدعو الجميع للتفكير ملياً في هذا الأمر، الحكومة والدائرة المختصة ومجلس النواب، وبالأخص "نواب المخيمات"، لكي تتاح لساكني المخيمات، من لاجئين وغير لاجئين الحرية في اختيار ممثليهم إلى لجانهم، بكل شفافية ونزاهة.{nl}وبالمناسبة، فإن المخيم لم يعد فضاءً خاصاً باللاجئين الفلسطينيين، بعد ان أصبح نقطة جذب اقتصادية واجتماعية للفئات الفقيرة والمهمشة...هؤلاء يجب أن يكونوا جزءا من العملية الانتخابية لاختيار أعضاء اللجان...الموضوع يستحق البحث والمتابعة...فنحن نتحدث عن قرابة الأربعمئة ألف مواطن ينطبق على تصنيف "سكان المخيمات".{nl}الأسرى ينتصرون على الجلاد {nl}بقلم: رشيد حسن_جريدة الدستور{nl}دون مقدمات .. نجزم أن الاسرى الفلسطينيين والعرب، في زنازين واقبية العدو الصهيوني ، انتصروا على الجلاد، ولم تستطع آلة الموت الصهيونية الاجرامية ، أن تكسر ارادتهم ، وبقوا شامخين..شموخ الكرمل وعيبال وجرزيم، لم يطأطئوا هاماتهم للجلاوزة، وحولوا السجون الى مدارس للصمود والانغراس في الارض والدفاع عن الحق، والثبات على المبدأ.{nl}وبشيء من التفصيل، فقد انتصرت هناء الشلبي .. بجوعها وصبرها الاسطوري، وارادتها وعزيمتها الفولاذية على المحتلين، واستطاعت وزميلها الشيخ خضر أن يكشفا أساليب العدو الهمجية في التعذيب النفسي والجسدي ، وتعري توظيفه لقوانين الانتداب البريطاني "الحجز الاداري" لحبس المناضلين ، والانتقام منهم ، رغم رحيل الانتداب قبل أكثر من 64 عاما.{nl}الشلبي وخضر خاضا معركة حرية الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين ، الذين يتجاوز عددهم الخمسة الاف، قابعين في زنازين العدو، وقد مضى على بعضهم أكثر من "35" عاما ، ووجها رسالة الى الامة والى احرار العالم، وكل من يملك ضميرا حيا ، بضرورة التدخل لاجبار عصابات الاحتلال، الامتثال للقانون الدولي ، ومعاملة المعتقلين ..كاسرى حرب، خاضوا ويخوضون معركة تحرير الارض من الاحتلال، معركة حق تقرير المصير، كما خاضها ثوار الجزائر وفيتنام ، وفرنسا..الخ، فهم طلائع الحرية، وليسوا مجرمين ، وقتلة ولصوصا، كما يحاول العدو المغتصب أن يصورهم .{nl}ونسأل .. ونتساءل ما هو موقف الاعلام الغربي والدول الاوروبية وواشنطن .. لو كانت الشلبي وخضر ليسا بفلسطينيين وعربا ومسلمين ؟؟{nl}حتما.. سيحتلان صدارة نشرات الاخبار ، وستخصص لهما كبريات الفضائيات والصحف مساحات واسعة ، للحديث عن صمودهما الاسطوري، وعن اضرابهما المفتوح عن الطعام، وقد تجاوز الشهرين ، حتى شارفا على الموت ، وخسر كل منهما من وزنه أكثر من عشرين كيلو غراما، وسيسارع كثيرون لانتاج افلام عن هؤلاء الابطال، الذين يخوضون معركة الامعاء الخاوية ، دفاعا عن حقهم في الحرية والحياة الكريمة ، فهم ليسوا بمذنبين ، ولم تصدر ضدهم احكاما تدينهم ،،وان قيام العدو بحجزهم اداريا ،هو قرار مخالف لابسط القوانين والاعراف الدولية ، ولشرعة حقوق الانسان .{nl}الشلبي وخضر سلطا الاضواء من جديد على قضية الاسرى الفلسطينيين والعرب في اقبية العدو، والتي نسيها القريب والبعيد، ولم يعد أحد يذكرها، أو يتذكرها إلا عندما يقومون باضراب، أو عندما يموت أحدهم تحت سياط الجلاد، أو بفعل ادوية محرمة يجري تجريبها على هؤلاء المناضلين ، وقد حولهم الجلاوزة الى مجرد فئران مختبرات للتجارب..!!{nl}ان أخطر ما اقترفته "اوسلو"من خطايا وكوارث، أنها لم تشترط الافراج عن كافة الاسرى والمعتقلين في سجون العدو، كما أجلت الملفات الاربعة ، وهي الملفات الاخطر الى النهائية..!! وهذا ما ضاعف من معاناة الاسرى وعذاباتهم التي لا توصف، ولا مثيل لها.. الا ما لقيه معتقلو ابو غريب وغوانتانامو على يد المارينز.{nl}باختصار....انتصرت الشلبي وخضر على الجلادين الصهاينة، واجبراه على التسليم بحقهما في الحرية ، وكسبا معركة الامعاء الخاوية ، واثبتا من جديد .. ان الدم ينتصر على السيف .{nl}بديل الجامعة العربية وقممها: المصالح الأميركية بالإسلام التركي{nl}بقلم:طلال سلمان_جريدة السفير {nl}بعد يومين فقط من اختتام القمة العربية الثالثة والعشرين التي انعقدت بعد مخاض عسير في بغداد، ولساعات معدودة، كان النفطيون من أهل النظام العربي الذين شاركوا فيها محرجين، وبمستوى منخفض جداً، يتابعون «مسيرتهم» إلى حيث يقصدون وكأن «القمة» جملة معترضة.{nl}..وهكذا لبى النفطيون العرب النداء خفافاً إلى «منتدى التعاون الاستراتيجي» برئاسة اميركية سامية في الرياض، احتشد فيها الأمراء والوزراء من أركان مجلس التعاون الخليجي الذي يرى فيه أهله، البديل من جامعة الدول العربية وقممها الهزيلة، له جدول اعمال مختلف إلى حد التناقض، مع ما حاولت «القمة» أن تنجزه، لتؤكد عبره وحدة أهداف أعضائها الذين كانوا أخوة أو شركاء مصير، فصاروا آحاداً يبحث كلٌ عن مصيره منفرداً.{nl}...ثم عادوا فلبّوا النداء خفافاً، مرة أخرى، إلى «قمة موازية» ثانية أعطيت اسم «أصدقاء سوريا»، وتم توفير القدرات والإمكانات لمن يرعاهم هؤلاء «الأصدقاء» الذين لم يشتهر عن أي منهم الحياد في موقفه من التطورات الدموية التي تشهدها سوريا، أو الاهتمام الحقيقي برعاية المصالح الوطنية لشعب سوريا المتصادم مع دكتاتورية نظامه.{nl}في القمة العربية الرسمية التي استولدت قيصرياً، وبمن حضر، وخلال وقت قصير يكفي بالكاد لتزويد الطائرات الملكية والأميرية بالوقود للعودة، تسبب غياب أصحاب القرار في جعل تلك القمة «رمزية»، يفاخر من نجح في عقدها بإنجازه، مع وعيه بأن الجامعة العربية ذاتها قد وصلت الى بغداد وقد فقدت دورها القيادي، ولو معنوياً، بينما يباهي من عطلها بأنه كرس مجلس الأمن، والقرار الدولي، مرجعية للعرب الذين تصاغروا حتى لم يعودوا يملكون قرارهم.{nl}أما في اللقاء الوزاري لأهل النفط والذي حظي بشرف أن ترأسه وزيرة الخارجية الأميركية، فقد كان الجميع قد وافقوا سلفاً على ما قررته السيدة هيلاري كلينتون من قبل أن تجيء، فتشرِّف لقاءهم على ما يناسب المصالح الأميركية بوصفها مصالحهم، مع إضافة المصالح الإسرائيلية إليها، توطيداً للتحالف ضد إيران، ومن هنا كانت تسميته «منتدى التعاون الاستراتيجي بين أميركا ومجلس التعاون الخليجي»!{nl}أما اللقاء الثالث فقد عقد في اسطنبول وجمع أشتاتاً من الدول والأحزاب والمنظمات والجمعيات والشخصيات تحت الرعاية التركية بقيادة «الإخوان المسلمين» الذين يرون أنفسهم الورثة الشرعيين لدولة الخلافة، ويعملون لتجديدها بصيغة أطلسية عصرية وعلى قواعد الديموقراطية الأميركية.{nl}فأما القمة العربية التي كان مجرد انعقادها في موعدها وفي بغداد إنجازاً مهماً، فقد عجز المشاركون فيها عن اتخاذ أي قرار في أي من البنود السياسية المدرجة على جدول أعمالها، وظل الشعار الذي تغنى به رئيس الحكومة العراقية: «عادت بغداد إلى العرب وعاد العرب إلى بغداد» معلقاً في سماء العراق كأمل في مستوى الأمنية.{nl}وليس الذنب ذنب بغداد التي تحاول العودة إلى ذاتها والى هويتها عبر الصعاب والخلافات الداخلية التي لها في الخارج من يغذيها ويمنع الوصول إلى حلول لها.{nl}فالوفود التي جاءت إلى بغداد، من غير أهل النفط، كانت ملتبسة الهوية، وبينها من يجعل عروبته بعد إسلامه، وبينها من يلغي عروبته بالإسلام... وطالما أن مفهوم الإسلام السياسي غير موحد، فلا يمكن وضع جميع الإسلاميين في خانة واحدة حتى لو توحدوا في مناهضتهم للعروبة التي يراها البعض بدعة، ويراها آخرون مجرد إرث من ماضي الطغيان لا بد من التحرر منه.{nl}عبر هذا الصراع المجدد بقرار بين العروبة والإسلام أمكن لرئيس السلطة الفلسطينية «أبو مازن» أن يقف أمام القمة المبتسرة ليهاجم الذين يعتبرون زيارة القدس تحت الاحتلال الإسرائيلي تخلياً عن شعب فلسطين بل وردّة دينية، بدليل أن «الله سبحانه وتعالى قد أسرى بالرسول العربي من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى من دون التوقف أمام هوية حاكم القدس... كذلك فإن المسلمين والمسيحيين لم يمتنعوا عن زيارة القدس خلال الاحتلال الصليبي ولم يتهمهم احد آنذاك، بالخيانة»!{nl}هل من الضروري التنويه بخطورة مثل هذه الدعوة وأسانيدها «الدينية» التي تطلق، بينما الإسلاميون الذين تسلموا الآن مواقع الحكم في أكثر من بلد عربي قد امتنعوا عن تحديد موقفهم من العدو الإسرائيلي، محتلاً في فلسطين، وقاهراً لإرادة العرب (والمسلمين) باتفاقات الصلح التي أُبرمت معه في ظروف معلومة.{nl}والإسلاميون، في هذا الموقف، مثلهم مثل أهل النفط الذين ما زالوا يضعون العراق جميعاً، وليس الحكم فيه فقط، تحت الاختبار، ويبتزون عروبته بإسلامه فإن أصّر على العروبة أُخرج من الإسلام، وفتح الباب على مصراعيه أمام الحركات الانفصالية، وإن اتخذت شكل «أقاليم» تمزق العراق- وهو الممزق فعلاً، نتيجة الاحتلال الاميركي الذي ورث طغيان صدام حسين - بحسب طوائفه وعناصره، واندثرت وحدته وتهاوت دولته التي كانت ذات يوم قلعة عربية مدخرة لنجدة فلسطين فضلاً عن حماية الأرض والمصالح العربية.{nl}أما اللقاء الثاني فيكمل ما باشره أهل النفط في مجلس التعاون، المحصورة عضويته بالممالك والسلطنات والإمارات، من ابتعاد إلى حد الانفصال فالاستقلال عن سائر العرب بجامعتهم المتهالكة وجمهورياتهم المفقرة بحكم الطغيان أو بنقص الموارد فيها.{nl}إنهم يقدمون مجلسهم بديلاً من جامعة الدول العربية التي تكون مجرد حامل أختام لقراراتهم وساعي بريد يحملها إلى مجلس الأمن. وبطبيعة الحال فهم جميعاً «خارج الجامعة» عملياَ، وها هي قيادتهم الجديدة تعلن عن نفسها فتتوسط السيدة كلينتون أصحاب الكفافي البيض والنيات السوداء تجاه «أهلهم»، معلنة أنها صاحبة القرار في مختلف الشؤون الاقتصادية والعسكرية فضلاً عن السياسية.{nl}وها هو الغرب ممثلاُ بالقيادة الأميركية يبدي حماسته لهذا المشروع ويتبناه، في حين تكاد إسرائيل تزغرد، وهي ترى أهل النفط من العرب يتقدمونها في الهجوم على إيران.{nl}وأما اللقاء الثالث في اسطنبول فيقدم نموذجاً جديداً وفريداً لمعنى الصداقة... فلم يعرف التاريخ «أصدقاء» لبلد ما يحتشدون لتدمير دولة وشعب بعاطفتهم النبيلة، بذريعة الاعتراض على نظامه.{nl}وكائناً ما كان الرأي في طبيعة النظام المستبد في سوريا فليس بتسليح معارضته التي تقيم في الخارج، بينما الشعب سجين ومحاصر في الداخل، يكون التقدم نحو الحل الذي يحفظ سوريا ودولتها ووحدة شعبها.{nl}فالدعوة إلى تسليح المعارضة التي يرفع النفطيون عقيرتهم بها لا تعني غير اليأس من إسقاط نظامها والاستعاضة عن المجهود السياسي بدفع هذا الشعب العربي العظيم إلى أتون الحرب الأهلية.{nl}وواضح أن هؤلاء لا يريدون حلاً عربياً للأزمة التي تعصف بسوريا، بل لعلهم لا يريدون لها حلاً على الإطلاق... بل إنهم يحاولون تخريب مشروع الحل الذي يعمل على صياغته المبعوث الخاص للأمم المتحدة (والجامعة العربية) كوفي أنان، والذي قبلته السلطة في دمشق، مبدئياً ومع تحفظ واضح.{nl}ومفهوم أن يرتبك الأتراك الذين ذهبوا بعيداً في إنذاراتهم للسلطة في سوريا، وهم يلمسون تناقص التأييد لعسكرة المعارضة السورية التي ما تزال تشكو من أسباب فرقتها وتناقض طروحاتها.. خصوصاً أن واشنطن كانت قد أعلنت بلسان وزيرة خارجيتها اثر «مؤتمر أصدقاء سوريا» في تونس أنها لن تعطي سلاحاً لمن لا تعرفه.{nl}أما «الدول» فلن تتقدم «قائدها» الاميركي ، خصوصاً وقد تكشف إهمال المعارضة، التي لا تستطيع التبرؤ من «لونها الواحد»، لهواجس الأقليات، في حين تهتم لها الدول اشد الاهتمام، ولعلها تبادر الآن إلى استثمارها للضغط بها على أية محاولة لإعادة صياغة النظام في سوريا.{nl}وفي أي حال فالمعادلة تبدو محددة جداً: الحل الأمني او العسكري، كما يطالب بعض كبار النفطيين، سيأخذ سوريا إلى الغرق في المستنقع الطائفي، بما يضعف احتمالات الحل السياسي ويهدد الكيان السوري جميعاً بحرب أهلية لا تبقي ولا تذر... وبديهي إن مثل هذا الصراع من شأنه إذا ما تفاقم أن يسقط الدولة.{nl}نعود الى القمة العربية في بغداد لنذكر بأن ابرز نتائجها كانت الإعلان عن عودة العراق، كدولة، إلى الحياة، وهي تشكل إعلاناً بعودة العراق الى العرب وعودة العرب الى العراق، كما قال رئيس حكومته نوري المالكي، الذي حرص على تقديم نفسه بصورة «عريس المؤتمر» والمنتصر به على خصومه في الداخل والخارج.{nl}لقد نجح العراق في استضافة القمة وهو يعيش ظروفاً في غاية الصعوبة أخطرها الانقسام السياسي، والتفجيرات الأمنية وبروز «القاعدة» لتأجيج الشقاق المذهبي وضرب وحدة الدولة.{nl}ومع أن مقعد سوريا كان فارغاً في قمة بغداد إلا أن حضورها بأزمتها كان طاغياً على مجمل المسائل الأخرى.{nl}غضب روسي من دور قطر والسعودية المعرقل للحل السوري{nl}بقلم:داود رمال_جريدة السفير{nl}مع كل لقاء ثنائي يعقده مسؤول لبناني مع مسؤول روسي، سواء في موسكو أو في بيروت، يكون الموضوع السوري ثالثهما، باعتباره صار حجر الزاوية في النظرة إلى مستقبل الأحداث المحتملة في المنطقة، في ظل توافق الجانبين على أن صورة الوضع العربي «لن تتبلور قبل خمس سنوات».{nl}ومن الملاحظ أن موسكو تتفهم جيدا لا بل تقدر الموقف اللبناني الذي يعبر عنه رئيس الجمهورية ميشال سليمان تكرارا لجهة الأمل بالتوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية، بعيدا عن العنف، لأن لبنان هو أول بلد يتأثر بالتطورات السورية لارتباطه معها بأطول حدود تمتد نحو 370 كيلومترا إضافة إلى التداخل الجغرافي والبشري والعائلي والاقتصادي.{nl}ويقول مسؤول لبناني زار العاصمة الروسية مؤخرا إن القيادة الروسية كانت حريصة جدا على متابعة الموقف اللبناني من الأزمة السورية، وانه ركز في حديثه على تأثر لبنان المباشر بالتطورات السورية، خصوصا في ظل واقع الانقسام السياسي اللبناني حول النظرة للوضع السوري. ونقل عن المسؤولين الروس قولهم إن أي تدخل عسكري في سوريا «سيفجر مواجهة شاملة في المنطقة»، مبدياً تخوفه من قيام أنظمة دينية شمولية، الأمر الذي يمكن أن يشكل عامل قلق على الحريات الفردية وحرية الرأي والمعتقد، وشددوا على أن ذلك ليس عامل اطمئنان أو استقرار، بل على العكس، حيث ستزداد المخاوف المشروعة للأقليات من نشوء أنظمة كهذه، من هنا، نعتبر أن سياسة لبنان بعدم التدخل في أحداث سوريا هو قرار حكيم وبالتالي على الجميع الاقتداء به، وصولا إلى ترك السوريين يقررون ماذا يريدون لبلدهم.{nl}ويقول مسؤول روسي، حسب الزوار اللبنانيين إلى موسكو، في معرض تقييمه للتطورات السورية ودور بعض الدول العربية «هناك دور واضح لكل من قطر والسعودية في أحداث سوريا حيث ساعدت هاتان الدولتان المجموعات الإرهابية بالمال والسلاح. انظروا الآن إلى ما يجري في ليبيا، هل هي ثورة أم حرب أهلية ومن يضمن وحدة هذا البلد؟ هناك علاقات سعودية قطرية مع المجموعات المتطرفة في اليمن المشرع على كل الاحتمالات، وهاتان الدولتان تشاركان أيضا بفاعلية في الأحداث السورية من زاوية دعم المعارضة بالسلاح والمال والسعي إلى تغيير النظام بكل الوسائل المتاحة، بما في ذلك استخدام الجامعة العربية والأمم المتحدة وسيلة للضغط على النظام السوري».{nl}ويضيف المسؤول الروسي «روسيا قلقة قلقا متزايدا من دور العاصمتين السعودية والقطرية الداعم لما يسمى «الجيش السوري الحر» والمجموعات المتطرفة في سوريا». ويتهم المسؤول نفسه الرياض والدوحة «بمساندة المجموعات الإرهابية التي تتسلل من العراق إلى سوريا وبنقل مئات المقاتلين من ليبيا للقتال في سوريا». ويشيد المسؤول الروسي بالإجراءات التي تتخذها المؤسسات الأمنية في لبنان، من أجل عدم استخدام الحدود اللبنانية ممرا لأي نشاط معاد لسوريا «لأن كل هذه النشاطات تعرقل الجهود الدولية، ولا سيما الروسية، لإيجاد تسوية سلمية للازمة في هذا البلد».{nl}وعن التقييم الروسي للمعارضة السورية، يقول المسؤول الروسي «ان المعارضة السورية منقسمة وغير موحدة لا في الداخل ولا في الخارج»، وهي «لم تتمكن من توفير قاعدة، على طريقة بنغازي، لأجل استدراج التدخل العسكري الدولي وتحديدا من «الناتو»، والخطر اليوم يتمثل في ظاهرة اللجوء الى استخدام مجموعات تخريبية مهمتها ضرب الاستقرار والقيام بتفجيرات تستهدف مؤسسات الدولة، لا سيما الجيش والأمن، واذا تمكنوا من ضرب عاملي الأمن والاستقرار فسيعطلون إمكان قيام النظام السوري بتنفيذ الإصلاحات التي أعلن عنها».{nl}ويوضح المسؤول الروسي «ان الدول المناهضة للنظام السوري فشلت في استخدام المجموعات المسلحة والمرتزقة المتعددة الجنسيات في سياق عملية تغيير النظام»، ويشير إلى أن غالبية المجتمع السوري مؤيدة للقيادة كما ان الجيش والأجهزة الأمنية والجسم الدبلوماسي والقطاع التجاري، كلها ما زالت متماسكة، وبرغم مرور سنة ما زال هدف تغيير النظام قائما عند بعض الدول الخليجية التي تُستخدم في سياق المخطط الغربي الذي لا يمكن تحقيقه إلا بتغيير النظام في سوريا لأنه بدون ذلك لا يمكن تغيير النظام في إيران»، ويشير الى أن بعض العواصم العربية صارت مستعدة للقيام بأي أمر في سبيل زعزعة الاستقرار في سوريا.{nl}ويحذر المسؤول الروسي من ان حالة الحذر الحالية في سوريا «حالة ظرفية ومؤقتة، وفرصة للبعض من أجل إعداد العدة لحملة جديدة أكثر شراسة ضد النظام السوري، وهذا برأينا سيؤدي الى فوضى وعنف لا يمكن السيطرة عليهما ولن يقتصر الامر على سوريا بل سيطال جميع دول المنطقة. لذلك فإن روسيا تعمل مع الصين لمنع استخدام الامم المتحدة غطاء للتدخل العسكري في سوريا. كما تشجع وتحث القيادة السورية ليل نهار على الاسراع في تنفيذ الاصلاحات السياسية. ولكن المؤسف ان دول الخليج ما زالت تقدم جميع أنواع الدعم للمجموعات المتطرفة، ولو فرضنا ان ذلك أدى الى تغيير النظام فإن نتيجته الوحيدة هو عنف طائفي ومذهبي غير مسبوق. وهذا ما دفع الاتراك الى مراجعة موقفهم، لأنهم كانوا يعتقدون ان التغيير سيحصل ويسيطر المعتدلون إلا ان الذين يقومون بالأعمال الارهابية ويقودون الاحداث هم المتطرفون الراديكاليون وهذا يصب ضد مصلحة «حزب العدالة والتنمية» بزعامة رجب طيب أردوغان».{nl}واذ يتحدث المسؤول الروسي عن معلومات تفيد «بأن هناك موفدين لدولة خليجية يزورون لبنان في محاولة مكشوفة منهم لإنشاء بنى أصولية ـ أمنية من لون مذهبي معين بين لبنان وسوريا، وهي محاولة خطيرة يجب وضع حد سريع لها»، فإنه يذكّر بأن «لبنان شهد أحداثا في سبعينيات القرن الماضي يجب ألا تتكرر في سوريا لأن ألسنة اللهب ستمتد حكما الى لبنان، ونحن نعمل مع الغرب لمنع ذلك، وبقدر المرونة الغربية مع روسيا نقترب من الحل، لان روسيا موقفها واضح جدا ويقوم على عدم السماح بالتدخل في شؤون دولة مستقلة لتغــيير نظــامها عسكريا... وفي الوقت نفسه، نحن على استعداد للتوصل الى حل وسطي تحت سقف الإصلاحات السياسية وضد أي تدخل خارجي».{nl}أي مستقبل لمصر؟{nl}بقلم:عبدالله إسكندر_الحياة اللندنية{nl}حملت الأنباء الواردة من القاهرة، في ما تحمل من معلومات مثيرة للقلق في شأن المستقبل السياسي في مصر، مؤشراً خطيراً لتوجهات جديدة لم تشهدها البلاد منذ قيام حكم وطني فيها، أي منذ حوالى قرن من الزمن.{nl}يدأب حالياً القيمون على المصنفات الفنية على مراجعة كل الإنتاج السينمائي المصري لتنقيته من كل «ما يخدش الحياء»، في حين قيل أن الرقابة منعت نهائياً فيلماً يعد من معالم السينما الاستعراضية، وهو «أبي فوق الشجرة» المنتج منذ أكثر من أربعة عقود. والسبب أن فيه «ما يخدش الحياء».{nl}أن تصل، في ظل «ربيع» أنهى عهداً من الاستبداد السياسي، «مطاردة السحرة» و «محاكم التفتيش» إلى الذاكرة الفنية لمصر، بعدما تصدى بعض مستغلي الدين لذاكرتها الثقافية، يعني أن القوى الجديدة المهيمنة على النظام الجديد أوجدت مناخاً عاماً، ثقافياً وفكرياً، أكثر استبداداً وتعسفاً وتزمتاً وظلامية. مع ما يستتبع ذلك من ممارسات سياسية موازية لهذا الانغلاق والتعسف والظلامية.{nl}والمقصود بهذه القوى الجديدة المهيمنة هم الإسلاميون، والقوة الأكثر تنظيماً وامتداداً شعبياً بينهم وتمثيلاً برلمانياً، أي جماعة «الإخوان المسلمين».{nl}معروف تاريخ الجماعة مع النظام السابق، خصوصاً تلك «الضربات الاستباقية» التي كانت تحيل العشرات من قياداتها على المحاكم والسجون. رغم ذلك، وحتى يوم تنحي الرئيس السابق حسني مبارك، لم يبدر من «الإخوان» ما يُفهم منه انضمامهم إلى المجتمع المدني المصري المطالب بالتغيير. وحتى قبل اندلاع «الربيع» المصري، أفهمت الجماعة أنها لا تعارض «التوريث» في إطار صفقة تنهي عداء النظام لها.{nl}أما اليوم، مع سقوط النظام وهيمنة الجماعة على غرفتي البرلمان ولجنة الدستور، وفي ظل تلمس عناوين المستقبل، أظهر «الإخوان» شهية لا ترتوي للانفراد بالسلطة، موارين خلف ظهورهم كل الاتفاقات المعقودة مع الأحزاب والهيئات الأخرى. والأخطر من ذلك على مستقبل مصر هو التنكر لكل القوى الشبابية والحديثة والمدنية التي كانت المحرك والوقود في عملية تغيير النظام. لا بل الكره للشعارات التي رفعت خلال عملية التغيير ولا تزال، ولكل الذاكرة الثقافية المصرية التعددية. وهذا ما يُفسر منحى الاستئثار، ليس فقط بكل مواقع المسؤولية في مرحلة انتقالية ينبغي أن تحتكم إلى التوافق، وإنما أيضاً بكيفية صنع مستقبل النظام السياسي في مصر{nl}المناورات التي لجأت إليها الجماعة في مصر تكاد تكون يومية، وفي كل الاتجاهات مستفيدة من تمثيلها الأكثري في البرلمان. وهدف هذه المناورات الاستئثار والانفراد في الشأنين العام والخاص. وتقدم مناورات الترشيح للرئاسة وقبلها العلاقة مع الحكومة والمجلس العسكري نماذج فاقعة لهذه السياسة، والتي بدأت تجد بعض ترجمتها العملية في الرقابة على المصنفات الفنية والإبداع الفني والأدبي، قبل الوصول إلى تشريعات تواكب هذا التزمت الذي سينعكس بالضرورة على الممارسة السياسية.{nl}والمؤسف أن جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر، الأصل في كل الحركات الإسلامية، لم تتوقف لحظة أمام تجربة «النهضة»، نظيرتها المنتصرة أيضاً في تونس، ولا نظيرتها «الإخوان المسلمين في سورية، والمنخرطة في معركة تغيير للنظام.{nl}لقد أعلنت «النهضة»، من موقع المنتصر في الانتخابات البرلمانية ورئاسة الحكومة، أن دستور البلاد الجديد يكرس في مادته الأولى المنحى المدني والتعددي للدستور السابق، بما يضمن موقعاً دستورياً لجميع أبناء البلاد. كما أعلنت الجماعة في سورية، في ميثاقها الأخير، نهجاً مماثلاً ينفتح على كل قوى المجتمع وفئاته ويضمن لهذه القوى حقها السياسي والتعددي.{nl}هذا ما لم تفعله الجماعة في مصر، والتي استمرت في جمود ماضيها ومنغلقة على الحداثة وقواها المدنية والديموقراطية وشعاراتها، وفي المزايدة على السلفيين في اتجاه الانغلاق والتزمت. وإذا ما قيّض وصول هذا النهج إلى نهايته المحتومة، ستخسر مصر وشعبها وقواها الحديثة قضية الدولة المدنية والحريات والديموقراطية والتعددية.<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/05-2012/عربي-78.doc)