Haidar
2012-05-06, 11:39 AM
أقلام وآراء{nl}رأي القدس: ارهاب فكري اسرائيلي{nl}بقلم: أسرة التحرير عن القدس العربي{nl}مثلما توقعنا، وتوقع هو نفسه، انهالت سهام الحقد المسمومة طوال يوم امس على الاديب الالماني غونتر غراس الفائز بجائزة نوبل للسلام عام 1999 لانه تجرأ على كسر حاجز الصمت، ونشر قصيدة في صحيفة المانية شجب فيها ضربات 'وقائية' تستعد اسرائيل لشنها ضد ايران قد تؤدي الى القضاء على شعبها حسب وصفه.{nl}واتهم الغرب بالنفاق لانه يصمت على البرنامج النووي الاسرائيلي الذي 'يجسد ترسانة نووية آخذة في الازدياد مع انها تبقى سرية دون اي اشراف او تدقيق دولي' معاداة السامية كانت اقل التهم التي جرى توجيهها الى هذا الاديب الذي قال انه لن يصمت بعد اليوم، وطفحت الصحف الاسرائيلية بالمقالات البذيئة التي تتطاول عليه، وتنبش ماضيه، وتقول ان له موقفا عنصريا من اليهود.{nl}الاديب غراس لم يتطرق مطلقا لليهود في قصيدته من قريب او بعيد، بل لم يذكر اسرائيل بالاسم، ولكنه الابتزاز الاسرائيلي التاريخي، وحملات الترهيب التي يتعرض لها كل من يتجرأ على نقد الجرائم الاسرائيلية ويقترب من حقيقة ممارساتهم العنصرية وجرائم حربهم ضد الآخرين.{nl}من اغرب الردود التي استوقفتني تلك التي وردت في مقالة لـ'المؤرخ' الاسرائيلي توم سيغيف كتبها في صحيفة 'هاآرتس' يوم امس حيث قال عنه، اي غراس، انه مثير للشفقة، اكثر مما هو معاد للسامية، واضاف 'ان المقارنة بين اسرائيل وايران غير عادلة لان اسرائيل على عكس ايران لم تهدد بازالة دولة ما عن الخريطة'.{nl}استغرب ان يصدر مثل هذا الكلام عن 'مؤرخ' من المفترض انه يعرف التاريخ جيدا، فقد وضع العلمية والموضوعية جانبا عندما نسي او تناسى متعمدا، ان اسرائيل لم تزل دولة، وانما شعبا بأسره من الخريطة، وارتكبت المجازر في حقه وما زالت، ومارست التطهير العرقي ضد اكثر من 800 الف من ابنائه، ودفعت بهم الى المنافي دون اي ذنب اقترفوه، بل على العكس من ذلك تماما فتحوا ابواب بلدهم تعاطفا مع اليهود ضحايا افران الغاز النازية.{nl}نحن هنا لا ندافع عن الاديب غراس او غيره، ولا نشكك مطلقا بالمحرقة والجرائم النازية بل وندينها، ولكننا نريد تصحيح اكذوبة اسرائيلية، وكشف اساليب الارهاب الشرسة التي تستخدم بشكل تدميري ضد كل انسان ينتقد اسرائيل وليس اليهود، ويحاول تصحيح عملية تضليل تاريخية في حق شعبنا الفلسطيني.{nl}نعم اسرائيل تشكل تهديدا كبيرا للسلام والاستقرار العالميين بحروبها المتواصلة في المنطقة، وامتلاكها اسلحة نووية، وعدم توقيعها على المعاهدات الدولية التي تحظر الانتشار النووي، واستمرارها في احتلال اراض عربية في فلسطين وسورية ولبنان، ونسف عملية السلام بجرائمها الاستيطانية. ما الخطأ في ان يذكر الاديب غراس او غيره هذه الحقائق الواضحة وضوح الشمس، ولماذا تنبري الاقلام والتصريحات الاسرائيلية واليهودية لشن حملات تشويه ضد اي انسان يريد التعبير عن وجهة نظره وقناعاته بطريقة ادبية حضارية؟{nl}ليت 'المؤرخ' الاسرائيلي توم سيغيف يقرأ كتاب نظيره الاسرائيلي ايضا ايلان بابيه الذي يحمل عنوان 'التطهير العرقي للفلسطينيين' والحقائق الدامغة التي تضمنها حول اقتلاع الحركة الصهيونية لمئات الآلاف من الفلسطينيين من ارضهم وقراهم وازالتها عن الخريطة وفق مخطط جرى اعداده بعناية فائقة قبل سنوات من النكبة، لعله بعدها يتراجع عن اقواله التي تنفي عن اسرائيل بطريقة ملتوية هذه الجرائم الموثقة في ارشيف المؤسسة العسكرية الاسرائيلية.{nl}معركة جنين غراد{nl}بقلم: كفاح كيال عن القدس العربي{nl}لم تأخذ معركة جنين حقها في التاريخ ولم ينصف الخبراء الاستراتيجيون العرب في حكمهم على مأثرة جنين وأهميتها الاستراتيجية. فقد دأب الاعلام في التطبيل والتزمير للمعارك الممولة فارسيا والمعارك التي صَنع منها التفويع الاعلامي بشقيه الأمريكي والفارسي أبطالا ورموزا لو دققنا في تفاصيل الأحداث تنهار رمزيتهم عند أسوار جنين غراد كما أطلق عليها الرئيس المحاصر حينها ياسر عرفات وعند أسوار المقاطعة في بور رام الله التي استبسل رجال القوة 17 في الدفاع عن عرينهم.{nl}بعد عشر سنوات على هذه المعركة التي عايشنا تفاصيلها وفلسطين كلها في خندق مواجهة حين صم العالم أذنيه عنها وأغمض عينيه حتى أننا اعتقدنا بأن العالم قد غاب أو مات فداخل الحصار كداخل السجن لا تشعر إلا بصيرورة النضال ولا تستشعر إلا بصدق الموقف لان هذا محك الرجال. في تلك الأيام التي غابت وراء أحداث غطتها بعاصفة رملية وكأننا كذبة في التاريخ - دمنا لم يسل بها وأرواحنا لم تقف عند عنق الزجاجة أشهر وسنوات. ولم يصادر الألم استشعارنا بوقع الحياة ، كنا كمن يسير في جنازة امتدت من 2000 حتى 2004 لم يترجل الموت لحظة عن مواكب حياتنا، كنا نحيا لكي نقاوم ونموت كي ننتصر. ففي خنادقنا وشوارعنا حضر كل تاريخ الأمة العربية مخزونا حربيا ومعنويا مد صمودنا بالديمومة وحضرت الأمة في شخص اللواء عمر سليمان؟{nl}فعند حائط صامد متاخم لمقر أبو عمار خُطت مقولة الريس جمال عبد الناصر 'ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة 'باللون الأحمر موقعة من الضباط الأحرار في فلسطين وفي عين مصباح كتب على أحد الأسوار الشاهقة باللون الأسود والأخضر'. نحن أمة لن تستسلم. ننتصر او نموت ' موقعة باسم الشهيد الليبي عمر المختار.{nl}أما في سماء جنين فكانت روح البطل السوري والقائد القومي الشيخ عز الدين القسام ترفرف مبايعا أبو جندل ورفاقه مباركا بنادقهم مسيرا جنود يعبد والشام الى مرابض رباطهم. كانت المعركة تترنح بين ضفاف التاريخ ينادي المخيم: 'واقساماه'، فلا تتحرك دول الممانعة والمقاومة ولا ترسل الجيوش ولا حتى المدد الانساني ! 'ويتنهد القسام'،لنعرف السبب والجواب الآن '، فالمعارك التي لا تخاض برسم فارسي وليس لها ختم من ولاية الفقيه فهي خارجة عن حسابات الممانعة والمقاومة.{nl}فلم يرسل النظام المستأسد على شعبه مددا للمعركة ولم يطلق نصر اللات والعزة أي صاروخ باتجاه تل الربيع.{nl}ولم نسمع مثقفي الممانعة يمجدون مقاومة حقة وببطولة تاريخية على الأرض الفلسطينية سطرها مقاوم فلسطين حينها.أم أن بريستيجهم الثوري لا يسمح إلا بالتصفيق للمعارك خارج الحدود المحتلة ولا لتمجيد فلسطين اليتيمة حينها والفقيرة أيضا فاختفت دول الممانعة في إجازة قصرية خارج التاريخ ومعها مثقفوها. بل ذهبوا لأعتى من هذا فعقدوا اجتماعا ليشكلوا قيادة لتوضيح أبعاد المؤامرة التي يخوضها ياسر عرفات! والدبابات الصهيونية تحاصر مقره! وبعدها تفرقوا أيدي سبأ غادر بعضهم البلاد وهي جريحة ليأمم تجنيسه وغادر آخر ليستجلب المال لمعركة لم يخضها وآخر ذهب إلى محميات الفقيه يتسول موقفا فارسيا لجيش لا يمت له بصلة.{nl}وتدور الدوائر يا مثقفي الممانعة ليكشف الشعب السوري عن ارتباطكم عربيا وعالميا أما نحن في فلسطين فقد سقطتم حين تعملق مخيم جنين وتقزمتم عندما خرج أبو عمار مرددا 'شهيدا شهيدا'.{nl}واليوم وبعد عقد من الزمن تستجيب جماهير الأمة العربية لنداء جنين بعد أن غيبت وصادرت أنظمة الفساد والاستعباد أرادتها الجمعية فأصداء رصاص العزة لا زال يسمع في ردهات التاريخ وفي محافل الثوار العرب رغم أنف الممانعين لفظا والمقاومين بالكلمات المقاطعة.{nl}اليوم تستنصر جماهير الأمة لصرخات جنين غراد وستشيد الجماهير الزاحفة لفلسطين صرحا لشهداء معركة جنين في كل ميادين التحرير بعد إنجاز ثوراتها - ثورتنا الشاملة .{nl}فالتاريخ سيسجل في أنصع صفحاته المعارك النوعية وملاحم الصمود الأسطورية في التاريخ الحديث من ثورة القسام لملحمة بور سعيد لمعركة الكرامة ولرديفها في الداخل المحتل معركة جنين غراد.{nl}ومن معركة رأس العش وحرب الاستنزاف لعبور جيش العروبة قناة السويس للصمود الأسطوري للمقاومة الفلسطينية والوطنية اللبنانية في بيروت 1982، إلى معركة الحصار في بور رام الله، فبين بور سعيد ورام الله كان امتدادا فدائيا عروبيا قرار فعله لفدائيي الخنادق الذين غَيبوا بقوة ثباتهم وصدق ادائهم رواد سياسة الفنادق واقعدوا بجسارتهم وبأسهم متفذلكي السياسة ودعاة ثقافة الممانعة.{nl}سلمت يا جنين غراد رمزا للفداء العربي وشاهدا لعزة العروبة. وطيب الله ثرى شهدائك جميعا وهون من ألم جرحاك وحرر أبطالك من أسر الصهاينة. وحيا الله أمهات وزوجات وأخوات أبطال المعركة فهن فخر المرأة العربية واحتياط الجندية الشعبي.{nl}وإلى كل مواطن بسيط ساهم في نسج خيوط الملحمة الأممية التي صُنعت في فلسطين وقد تفوق بخصوصيتها بطولة ستاليننغراد في التصدي لجيش النازية، ولتجعلوا يا أشقاءنا في ميادين الحرية جنين غراد قبلتكم.{nl}رأيان في واحد بشأن الأوضاع في الشرق الأوسط{nl}بقلم: توماس فريدمان عن الشرق الأوسط نقلا عن نيويورك تايمز{nl}في سياق الرأي الأول، ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية الأسبوع الماضي أن القيادي الفلسطيني البارز مروان البرغوثي أصدر بيانا غير عادي من محبسه داعيا الشعب الفلسطيني إلى القيام بانتفاضة جديدة ضد إسرائيل ووقف المفاوضات والتنسيق الأمني ومقاطعة إسرائيل. ونصح البرغوثي بني وطنه بانتهاج الطريق السلمي في المعارضة. ويعد البرغوثي، بحسب ما أشارت الصحيفة، أكثر زعيم يتمتع بالمصداقية أنجبته حركة فتح ويمكنه أن يقود الشعب تجاه التوصل إلى اتفاق. وذكرت أنه ينبغي على إسرائيل إطلاق سراح البرغوثي الآن إذا أرادت التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين. {nl}لقد تعرفت على البرغوثي قبل إصدار خمسة أحكام عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة قتل إسرائيليين. وتعد دعوته إلى المقاومة السلمية جديرة بالاهتمام وهي الأخيرة في إطار سلسلة من المناشدات الموجهة إلى الفلسطينيين ومنهم بقيادته «الصحوة العربية» لكن بطريقة سلمية من خلال العصيان المدني ومقاطعة إسرائيل بما في ذلك المستوطنات الإسرائيلية والمنتجات الإسرائيلية. {nl}يمكنني أن أرى فعالية المقاومة السلمية للفلسطينيين للاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية شريطة أن يصحب المقاطعات أو الاعتصامات أو الإضراب عن الطعام خريطة مفصلة لحل الدولتين، فلن تساهم مجرد الدعوة إلى «إنهاء الاحتلال» في إنهائه. ويحتاج الفلسطينيون إلى أن يقدموا إلى جانب كل مقاطعة أو إضراب عن الطعام أو إطلاق صواريخ على إسرائيل خريطة توضح كيفية استعادة 95 في المائة من الضفة الغربية وكل الأحياء العربية في القدس الشرقية مقابل السلام، ومبادلة الخمسة في المائة من الأراضي الباقية بأراضٍ داخل حدود ما قبل 1967. بموجب هذا الاتفاق سيظل 75 في المائة من المستوطنين اليهود في الضفة الغربية، بينما يحصل الفلسطينيون على أراضيهم بالكامل. يمكن الاطلاع على الخريطة في اتفاقية جنيف أو الموقع الإلكتروني لديفيد ماكوفسكي http://washingtoninstitute.org/pubPDFs/StrategicReport06.pdf{nl}يعد تنظيم الفلسطينيين لعصيان مدني سلمي في الضفة الغربية من جانب والتوصل إلى خريطة لحل الدولتين من جانب آخر هو الاستراتيجية الوحيدة التي ستفضي إلى إنهاء الاحتلال، حيث سيشعر الإسرائيليون بعدم الأمان المعنوي رغم الأمان الاستراتيجي. وينص القانون الحديدي لعملية المفاوضات على أن من يشعر الأقلية الإسرائيلية الصامتة بعدم الأمان المعنوي تجاه الاحتلال مع التمتع بالأمان الاستراتيجي في إسرائيل هو من يفوز. وبعد زيارة أنور السادات للقدس، أدرك الإسرائيليون أنه لا توجد طريقة للتمسك بسيناء من الناحية المنطقية ولم يشعروا بحاجة إليها من الجهة الاستراتيجية. أثمرت الانتفاضة الأولى، التي استخدمت فيها الحجارة، اتفاقية أوسلو. {nl}وحصل الفلسطينيون بفضل الانتفاضة الثانية، التي ركزت على الهجمات الانتحارية على مطاعم في تل أبيب، على الجدار المحيط بالضفة الغربية، بينما شعر الإسرائيليون بعدم أمان استراتيجي وأمان معنوي كافٍ ليضع الفلسطينيين في سجن كبير. لا يوجد اليوم ما يدفع الإسرائيليين إلى الشعور بعدم الأمان من الناحية الاستراتيجية والأمان من الناحية المعنوية مثل الصواريخ التي تطلقها حماس عليهم من غزة حتى بعد انسحاب إسرائيل منها من تلقاء نفسها.{nl}العصيان المدني المعطل المستمر في الضفة الغربية، مع خريطة لاتفاق يقبله السواد الأعظم من الإسرائيليين، هو ما سيجعل الإسرائيليين يشعرون بعدم أمان معنوي، وأمان استراتيجي ويعيدون إحياء معسكر السلام داخل إسرائيل. إنها الاستراتيجية الفلسطينية الوحيدة التي يخشاها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وإن كان على يقين من عدم قبول الفلسطينيين بها لاعتقاده أن ثقافتهم هي سبب ذلك، فهل يفاجئونه؟{nl}الرأي الثاني هو الأكثر الآراء تداولا بشأن الوضع في الشرق الأوسط اليوم وهو أن الصحوة العربية لم تولِ أهمية للصراع العربي - الإسرائيلي وتمثل ذلك في عدم تركيزها عليه. ويفيد الرأي بأن التركيز ينبغي أن يكون على إيران باستمرار. الحقيقة هي أن الصحوة العربية جعلت من التوصل إلى تسوية للصراع أكثر إلحاحا من أي وقت مضى. أولا بات من الواضح أن أحزابا إسلامية/ شعبية تحل محل الأنظمة العربية المستبدة. كذلك بات من الواضح في مصر بوجه خاص أن معاهدة السلام مع إسرائيل من القضايا الرئيسية المدرجة على البرامج الانتخابية للمرشحين. وإذا اندلعت أعمال عنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين في الضفة الغربية في هذا السياق، فلن يكون هناك أي حائط صد، والذي كان يمثله حسني مبارك، يمنع من انتشار هذه النيران إلى شوارع مصر.{nl}بات لدى الإسرائيليين والفلسطينيين، في ظل صعود الإسلاميين في تونس وليبيا ومصر وسوريا، دافع أكبر لتأسيس نموذج بديل في الضفة الغربية أشبه بنموذج سنغافورة بتأكيد قدرتهم معا على إنشاء دولة فلسطينية يتعايش فيها المسلمون والمسيحيون رجالا ونساء في ظل نظام علماني ديمقراطي، لكنه يحترم الأديان، قائم على حرية السوق بجانب الدولة اليهودية. و«البرغوثي» هو أقدر زعيم فلسطيني يمكن لإسرائيل أن تعمل معه كشريك.{nl}من أسباب عدم تقدم العالم العربي، في وقت ازدهرت فيه دول آسيا، هو غياب زعماء مثل الزعماء في تايوان واليابان وهونغ كونغ. وسيساعد دعم هذا القائد، الذي يقف في مواجهة القادة الإسلاميين في غزة والمناطق الأخرى، إسرائيل على المدى الطويل وكذلك سيساهم في تشكيل العالم من حولها.{nl}عن أزمة حماس وحكومتها المُقالة{nl}بقلم: راسم المدهون عن الحياة اللندنية{nl}هنالك شبح يتجوّل في شوارع غزة إسمه «سلطة رام الله».{nl}هكذا يستعيد المراقب هذه الأيام مطلع «البيان الشيوعي» وهو يتابع حملات الملاحقة التي لا تتوقف من شرطة «الحكومة المقالة» في قطاع غزة للمواطنين الغزّيين الذين أوقعهم قدرهم في «محنة المكان» وسلطته المطلقة. الجديد هنا ليس الاعتقال والملاحقة، ولا حتى حملات الاستدعاء على رغم كثرتها وتنوع أساليبها، ولكنه أيضاً نوعية الاتهامات التي توجه الى المواطنين، والتي تبدو على رغم الحالة «الفانتازية» غريبة أو على الأقل لم يسبق للحكومة المقالة وأجهزتها أن لجأت إليها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر تهمة بث الإشاعات عن «مزاعم» بوجود أزمات معيشية خصوصاً في مسألة الكهرباء، بهدف إسقاط حكومة حماس!{nl}ليس المهم في رأي الحكومة الحمساوية وجود الأزمات، بل الحديث عنها أو حتى الإشارة إليها، وإن حدث، فالأمر لا يستدعي البحث جدياً في حلول لتلك الأزمات، إذ إن الأسهل والأكثر «ألفة» هو اللجوء الى الحل «التقليدي» الذي يُلجأ إليه كثيراً، أو كما يقال «كلما دق الكوز بالجرّة»، وهو ببساطة رمي المشكلة برمتها على «الشبح» الذي يتجوّل في شوارع غزة، والذي يفسد على قادة حماس ومسؤولي حكومتها الرشيدة لعبة الحكم ويضع لهم العصيّ في دواليب نجاحهم. لم لا ونحن نتذكر أن هذه «العادة» باتت مألوفة يومياً، فالنجاح إن وجد هو من صنع أيدي قادة حماس، أما الفشل (وهــــو متـــوافر بكثرة طــافحـــة) فليس له صاحب سوى أولئك الأشرار القابعين في رام الله، والذين يمارسون التنسيق الأمني مع العدو، حتى لو لم تكن المسألة تتعلق بالتنسيق الأمــني ولا بــمن ينسقون.{nl}في سياق منطق كهذا، لا يجوز مثلاً أن تبحث حماس وحكومتها عن حلول جدّية لمشكلة الكهرباء، بل «المنطقي» والمعتاد هو أن تحشد محازبيها وجمهورها في مسيرة تحمل عنـــواناً يجمــع أزمة الكهرباء مع «كشف المؤامرة»، ومفهوم بالطبع أن من يعدُّ تلك المؤامرة ويديرها هم أنفسهم، أعني أولئك الأشرار الذين يقبعون في رام الله وليس لهم ما يفكرون به ليل نهار سوى القضاء على حكومة حماس وإنهاء حكمها الرشيد.{nl}الغريب والمثير للسخرية أن تصريحات بعض من تصدّروا مسيرة «كشف المؤامرة» قفزت عن مشكلة الكهرباء وما يرتبط بها من «مؤامرة» إلى الحديث عن تحرير كامل التراب الفلسطيني، واستنكار التنسيق الأمني، ورفض وقف المقاومة، ولم نلحظ أن أصحاب تلك التصريحات قد رفّ لهم جفن وهم يرفضون وقف المقاومة على رغم ما يعرفه القاصي والداني من أنهم هم الطرف الفلسطيني الأكثر حرصاً على التهدئة، أي بالتعبير «البلدي» وقف المقاومة.{nl}هناك أزمة في حركة حماس.{nl}أزمة متعددة الوجوه وتطاول الصعد كلها، من السياسة إلى الاقتصاد إلى العلاقة بالآخر المختلف، وصولاً إلى أزمة مع اتفاق خالد مشعل مع الرئيس أبو مازن خصوصاً لجهة تشكيل الحكومة برئاسة الرئيس. هي أزمة تصبح مأزقاً كبيراً حين نعرف (كما يعرف قادة حماس)، أن أصعب ما فيها أن كل حلولها تذهب في اتــجاه واحد هو إنهاء استفراد حماس بحكم قطاع غزة.{nl}الحديث عن الوحدة وإنهاء الانقسام وتشكيل حكومة موحدة هو بالضرورة إنهاء لحكم حماس المنفرد، والأمر ذاته في مسألة التهدئة التي تجعل سياسة حماس متطابقة مع سياسة فتح والسلطة، ولا أحد عند التهدئة أحسن من أحد، حيث لا يجدي الحديث والتصريحات الصاخبة عن أن تهدئة الحكومة المقالة «غير» تهدئة أبو مازن.{nl}هي لعبة السياسة بمعناها الحقيقي والجدّي، ونحن نعتقد أن حركة حماس قد دخلتها في السنة الأخيرة ومن بابها الواسع، بعدما وقفت طويلا في مربع الشعارات العامة والبرامج ذات الشعارات الكبرى. أعتقد أنها حالة طبيعية ومفهومة سبق لحركة فتح أن عاشتها وعاشت ما يرافقها من تفاعلات صاخبة جرت في صفوفها وأطرها القيادية والقاعدية. يمكن رؤيتها كحالة طبيعية والوصول إلى أفضل الطرق وأنجحها في التعامل معها بفهم سياسي، أما إدارة الظهر لها فلن تنتج سوى ما نرى ونسمع عن «مؤامرة» تدار من رام الله.{nl}الأسئلة الجديرة بالنقاش في صفوف حماس وهيئاتها القيادية هي أسئلة مختلفة نعتقد أنها باتت حاضرة وبحاجة الى إجابات واضحة: هل تؤمن حماس حقاً بالآخر وحقوقه وبالتعدّدية والمشاركة؟ أعتقد أن نقطة التفاهم أو الاختلاف تقع هنا بالذات، وغير ذلك ليس سوى الثرثرة.{nl}عملية السلام... والتجاوز الممكن{nl}بقلم: جيمس زغبي عن الاتحاد الاماراتية{nl}قد يكون من الممكن، حتى الآن، تخيل إمكانية إيجاد تسوية سياسية عادلة للنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني. غير أن السياسة، في العالم الواقعي، ليست من صنع الخيال، بل تتعلق بالقوة، وبالأشخاص الذين يمتلكونها، وبالكيفية التي يستعملونها بها. فالسياسة، في نهاية المطاف، لا تتعلق بما نتمناه أو ما نعتقد أنه أمر عادل؛ بل ترتبط بما يمكن أن نحصل عليه بواسطة القوة التي نمتلكها، وبالقوة التي نحن مستعدون وقادرون على استعمالها. ولاشك أن من المحزن أن العديد ممن يملكون القوة يفعلون ما في وسعهم من أجل عرقلة إيجاد تسوية عادلة للنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني. وحتى الآن، يمكن القول إن جهودهم قد كللت بالنجاح، حيث أدت إلى خلق وضع مشوه ومحرف إلى حد كبير في إسرائيل، وواشنطن، والأراضي الفلسطينية المحتلة.{nl}ففي إسرائيل، كانت للمتشددين الكلمة العليا. ذلك أن عقوداً من الاستيطان غير القانوني وبناء الطرق "الخاصة باليهود فقط"، وبناء جدار/ سياج قمعي، ومصادرة الأراضي، وهدم المنازل الفلسطينية، والحرية المطلقة التي أعطيت لمجموعة متشددة تسمح لها بالاستيلاء على الأراضي لبناء "مستوطنات عشوائية" وتوسيعها عميقاً داخل الأراضي الفلسطينية… كلها عوامل تضافرت لتشوه خريطة الضفة الغربية وتحرفها.{nl}وفي هذا الشهر أيضاً تجاهلت إسرائيل حتى نظامها القانوني، حيث رفضت إغلاق "مستوطنة عشوائية" غير قانونية كانت قد بنيت على أرض مملوكة للفلسطينيين. وحتى عندما قامت بإخلاء منزل في مدينة الخليل كان مستوطنون متطرفون قد استولوا عليه في عمل استفزازي، سعى رئيس الوزراء إلى تحصين نفسه من الانتقادات عبر إعلانه اعتزامه الشروع في بناء المئات من الوحدات السكنية الجديدة بين بيت لحم والقدس. ويضاف إلى ذلك التقرير الذي نشرته مؤخراً صحيفة "هآرتس" وكشف أن "الإدارة المدنية" الإسرائيلية "تعمل سراً على تخصيص" 10 في المئة أراضي من الضفة الغربية لتوسيع المستوطنات، في وقت أصبح فيه من الصعب على نحو متزايد مجرد تخيل كيف وأين يمكن للمرء أن يؤسس دولة فلسطينية.{nl}والواقع أن الحكومة الإسرائيلية المتشددة الحالية ليست المذنب الوحيد في هذا التغول، على اعتبار أن كل هذه السياسات قائمة منذ 45 عاماً؛ وليس ثمة أمل في حدوث تغيير قريباً، حيث تظهر استطلاعات الرأي أن الناخبين الإسرائيليين سيختارون، في أي انتخابات مقبلة، حكومة تتبع سياسات مماثلة، إن لم تكن أسوأ بكثير.{nl}ولئن كان العرب تخيلوا أنه بالإمكان وقف هذا الوضع "إذا ما تحركت أميركا أو المجتمع الدولي لكبح جماح إسرائيل"، فإن الواقع يشير إلى أمر مختلف. وعلى سبيل المثال، فقد شاع أمل في التزام أوباما المبكر بإيجاد حل للنزاع، ولكن هذه الآمال سرعان ما تحطمت. وقد كانت رؤية الرئيس الأميركي وهو "يلقن درساً" من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي، ثم رؤية الكونجرس الأميركي وهو يحتضن نتانياهو، مذلًا بذلك رئيسه، حدثاً دالًا ومعبراً فتح عيون كثيرين على حقيقة واقع مرير وصادم. ومع تطويع البيت الأبيض، وخروجه من لعبة صنع السلام، في المستقبل القريب على الأقل، تحولت سياسة واشنطن إلى مواضيع أخرى مثل الاقتصاد، وإيران، وانتخابات نوفمبر. ووسط هذا الخضم، لم يعد للفلسطينيين وحقوقهم أي مكان على الأجندة.{nl}والمحبط والمخيب للآمال أيضاً هو الجهود الفلسطينية للجوء إلى الأمم المتحدة؛ حيث تدخلت الذراع القوية للولايات المتحدة لتمنع مبادرات تهدف إلى الاعتراف بالحقوق الفلسطينية أو وقف الانتهاكات الإسرائيلية لهذه لحقوق.{nl}وهذا الوضع المؤسف ترك تأثيراً كبيراً على الفلسطينيين خلال الـ45 عاماً الماضية. فمع عملية أوسلو، استبدل عقدان ونصف العقد من الاحتلال الوحشي بواقع لا يقل وحشية. فخلال الاحتلال الذي سبق أوسلو، كانت الموارد الرئيسية للثروة الفلسطينية تتمثل في وظائف مياومة مذلة وزهيدة الأجر في إسرائيل، وإنتاج سلع تباع عبر وسطاء إسرائيليين. أما اليوم، فقد ذهبت كل هذه الأمور، ما جعل الاقتصاد الفلسطيني يعتمد بشكل كبير على المساعدات الخارجية. ذلك أن الفلسطينيين يعيشون اليوم في نظام يشبه نظام الأبارتايد، عالقين في كنتونات معزولة تحيط بها حواجز تحول دون حرية التجارة والسفر، ويتعرضون للضغط على نحو متزايد جراء المستوطنات التي تنمو بشكل مستمر والطرق الالتفافية الزاحفة التي تقسِّم الضفة الغربية اليوم إلى أجزاء. ومدينة القدس، التي كانت مركز حياتهم الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، فصلت اليوم عن الضفة الغربية. وغزة، الفقيرة دائماً، مخنوقة بالحصار وسكانها يائسون، كما يعلم الجميع.{nl}لقد أثر كل هذا على المجتمع الفلسطيني، حيث جعل اقتصاده معتمداً على عدد من الموارد الخارجية وقيادته منقسمة، وبعض أطرافها تفتقر إلى الخيال السياسي. ومثلما هو الحال في أحيان كثيرة، فقد كان من عواقب القمع العنيف وطويل المدى تحويلُ العنف إلى الداخل وأشكال أخرى من السلوكيات المدمرة للذات أحياناً. والأدهى أن الجهود الرامية إلى تصحيح هذا الوضع أحبطت حتى الآن من قبل بعض الفلسطينيين الذين لا يريدون التنازل عما تبقى من قوة لديهم، أو من قبل أجانب استعملوا دعمهم المالي أو السياسي لعرقلة إنجاز الوحدة الفلسطينية وجهود تعبئة حركة مقاومة وطنية غير عنيفة.{nl}وأمام لغة القوة التي تمارس بلا رحمة أو مسؤولية لنسف الأمل في التغيير، ما زال ثمة أشخاص يتخيلون سلاماً عادلًا وينظمون أنفسهم من أجل تحقيقه. صحيح أنهم يختلفون بخصوص التكتيكات وحتى الأهداف، حيث يدعو بعضهم إلى المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات في حين يدعو آخرون إلى تحرك مباشر غير عنيف في الأراضي المحتلة، أو تنظيم أنفسهم سياسيّاً من أجل تغيير توجهات واشنطن. وفيما يدعم البعض حل الدولتين يدافع آخرون عن حل دولة واحدة ديمقراطية. ولكنهم يشتركون جميعاً في رفض الوضع الراهن، أكان النظام القمعي الذي فرض على الأراضي المحتلة، أو السياسة المختلة لواشنطن، أو التدخل والشلل الذي يعيق تحركاً فلسطينيّاً فاعلاً؟. إنهم يتخيلون حلاً عادلاً ويعرفون أنه لا يمكن أن يتحقق إلا إذا نظموا أنفسهم من أجل تأمين القوة التي ستكون ضرورية لتحويل التغيير إلى واقع. وعليهم أن يحققوا ما يتخيلونه!{nl}المحكمة الجنائية الدولية.. والجرائم الإسرائيلية{nl} بقلم: علي الطعيمات عن الوطن القطرية{nl}مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية «علق» التحقيق التمهيدي الذي يجريه المدعي العام لويس مورينو اوكامبو الذي يطارد الرئيس السوداني عمر البشير في كل انحاء العالم على «جرائم ملفقة»، بذريعة لاقيمة لها «انسانيا وحقوقيا» تفتقت عبقرية حماة الجرائم الإسرائيلية، والباحثين على الدوام لانقاذ المجرمين الإسرائيليين من كل زاوية يحشرون فيها.{nl}تفتقت «عبقريتهم» التبريرية لعدم مساءلة الإسرائيليين عن جرائمهم في غزة بين ديسمبر 2008 ويناير 2009 التي شهدها العالم على الهواء مباشرة وموثقة بتقرير للامم المتحدة، واسفرت عن استشهاد 1330 فلسطينيا غالبيتهم الساحقة من المدنيين واصابة نحو خمسة آلاف فلسطيني معظمهم من المدنيين العزل، عن حيلة جهنمية وهي التشكيك بصلاحيتها في النظر بالجرائم الإسرائيلية لان «الضحية الفلسطينية» ليس منتميا لـ «دولة».{nl}مخرج انتظره اوكامبو منذ الثاني والعشرين من يناير عام 2009 وهو تاريخ الطلب الخطي الفلسطيني المقدم الى المحكمة الجنائية الدولية لممارسة اختصاصاتها بشأن «افعال ارتكبت على الاراضي الفلسطينية ابتداء من 2002 حسب ما جاء في بيان المدعي العام» بالاضافة الى طلب تقدم به وزير العدل في السلطة الفلسطينية في فبراير 2009 الى اوكامبو للتحقيق بجرائم ارتكبها الجيش الإسرائيلي منذ عام 2002 وخصوصا خلال العدوان الوحشي على قطاع غزة 2008/ 2009، اربعة اعوام وهو يقوم بدراسة تمهيدية، ويبدو ان تلك الدراسة كانت لبحث كيفية انقاذ القيادات الإسرائيلية التي ترتكب جرائمها على رؤوس الاشهاد دون وازع او خوف من عقوبة او توجيه لوم او ملاحقة من القوانين والشرائع الدولية التي تجرم قتل الابرياء من اطفال ونساء ومدنيين عزل وهو ما ارتكبته دولة الاحتلال التي استخدمت اسلحة محرمة دوليا وارتكبت جرائم حرب بشهادة تقرير دولي جرى التعتيم على نتائجه المخزية بالنسبة للإسرائيليين فور الاعلان عنها.{nl}أليس غريبا امر هذه المحكمة «الدولية» التي جمدت الطلب الفلسطيني الذي بقي في «الطور التمهيدي» اربعة اعوام، ليدخل اليوم مرحلة «الموت السريري» بذريعة «الدولة المفقودة» لمعرفة ما اذا كانت المحكمة مختصة باجراء تحقيق في الجرائم الإسرائيلية من عدمه.{nl}وإذا كانت هذه المحكمة غير مختصة بالنظر في الجرائم التي ترتكبها الجيوش وخصوصا عندما تكون محتلة، ومكشوفة جرائمها وموثقة، فاين هي الجهة التي يمكن للضحايا وذويهم اللجوء اليها، وهل الجرائم «تسقط» بنظر اوكامبو وتزول لمجرد ان الضحايا وبفعل المجرم ذاته المتسبب بفقدانها كينونتها ودولتها يفقد حقوقه التي نصت عليها كافة الشرائع والقوانين الدولية ام ان هذه المحكمة هي فقط للسياسات الاميركية في العالم الثالث، والا فكيف يمكن لمحكمة مرفوعة امامها قضايا جرائم حرب إسرائيلية منذ اربعة اعوام ولا تحرك ساكنا وعندما تحركت «جمدتها» على طريق عدم صلاحيتها للنظر، ترى لو كانت الصورة او المشهد مختلفا وكانت الجرائم عربية بحق الإسرائيليين هل ستكون هذه هي النتيجة ام ان صفة الاستعجال والغضب والتصريحات الحارقة والحراك في كل الاتجاهات لاثبات الجرائم انتصارا لعنصرية بغيضة، ستكون هي الواقع وهل كانت ستنتظر كل هذه السنوات ليصار في نهاية المطاف الى انقاذ المجرم الذي رحب بحرارة بالموقف المخزي للمحكمة الجنائية الدولية.{nl}رأي الدستور فتح ملف جرائم اسرائيل{nl}بقلم: أسرة التحرير عن الدستور الأردنية{nl}في ذكرى مذبحة دير ياسين التي ارتكبتها عصابات الاحتلال الصهيونية في مثل هذه الايام قبل ستة عقود ونيف.. تبرز مسألة مهمة، وهي تقاعس الفلسطينيين والجامعة العربية والاقطار الشقيقة والمنظمات الحقوقية والانسانية في ملاحقة جرائم العدو، والتي تجاوز عددها مائة جريمة ومذبحة منذ كارثة 1948، وحتى جريمة العدوان على قطاع غزة 2008، وقعت جميعها في داخل فلسطين، ما عدا صبرا وشاتيلا وقانا في لبنان، وبحر البقر في مصر.{nl}ليس سرا، ان العدو الصهيوني قام بمقارفة هذه الجرائم والمذابح والمحارق، وفق نهج صهيوني عنصري، يقوم على ارهاب الشعب الفلسطيني، وهم يسمعون عن مئات القتلى من الاطفال والنساء والشيوخ، وقد قطعت اشلاؤهم، وحرقت جثثهم، مما ادى الى نزوح اكثر من 800 الف فلسطيني عن وطنهم، في اربع رياح الارض.. ولا يزالون يقاسون الغربة والمعاناة في مخيمات الشتات.{nl}الصهاينة جعلوا من المجازر والمذابح نهجا ثابتا في كافة حروبهم واعتداءاتهم، وهذا النهج هو النبت الشيطاني للفلسفة الصهيونية العنصرية التي يقوم عليها الكيان الصهيوني، والمرتكزة على ثالوث: التجمع، الاقتحام، الاستيطان، وهو ما يترجم يوميا في الارض الفلسطينية المحتلة، وبشكل سافر، لتكريس الامر الواقع: سرقة الارض وتهويد القدس، ونفي الشعب.{nl}وفي هذا الصدد لم نشهد الا محاولة واحدة لمتابعة جرائم العدو، حيث وكَّل الناجون من مجزرة صبرا وشاتيلا هيئة من المحامين لرفع قضية حرب ابادة على دولة العدو في محاكم بلجيكا، وفقا للقانون المعمول به في هذه المحاكم، والذي يسمح بمحاكمة مجرمي الحرب.. ولكن قوى الشر تنبهت الى خطورة الموضوع، فاغلقت طريق العدالة، بعد ان قامت حكومة بجليكا بتعديل القانون المذكور.{nl}اما الحالة الثانية فهي تقرير “جولدستون” القاضي المشهور الذي ادان قادة العدو السياسيين والعسكريين الذين شاركوا في العدوان على غزة، بتهمة ارتكاب حرب ابادة ضد الابرياء، واستعمال الاسلحة المحرمة.{nl}وما دام الشيء بالشيء يذكر، فلا بد من الاشادة بدور الاردن وتبنيه قضية جدار الفصل العنصري في محكمة العدل الدولية بلاهاي.. حيث اصدرت هذه المحكمة قرارا تاريخيا يدين هذا الجدار، ويدعو حكومة العدو الى التوقف عن البناء وازالة ما تم بناؤه، لانه يخالف القانون الدولي.{nl}ان اعتذار المحكمة الجنائية الدولية عن متابعة الشكوى الفلسطينية، في ملاحقة جرائم العدو في غزة، بحجة ان منظمة التحرير ليست دولة، يستدعي من الجامعة العربية، وامينها العام، وهو رجل قانون، والدول الشقيقة، فتح ملف جرائم العدو، لدى المحكمة الدولية المذكورة، وملاحقة المجرمين الصهاينة الذين ارتكبوا جرائم ابادة لا تقل بشاعة عن جرائم النازي.{nl}مجمل القول: ان التقاعس العربي الرسمي في ملاحقة جرائم العدو الصهيوني، هو السبب الرئيسي في استمراره في ارتكاب المجازر والمذابح وهذا ما يفرض على الجامعة العربية في ظل رفض العدو الامتثال للشرعية الدولية، فتح ملف هذه الجرائم، التي لا تسقط بالتقادم.. وملاحقة المجرمين اينما كانوا وتقديمهم للعدالة الدولية، ليلاقوا مصيرهم المحتوم اسوة بنظرائهم النازيين.<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/05-2012/عربي-81.doc)