المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أقلام وآراء عربي 84



Haidar
2012-05-06, 11:39 AM
أقلام وآراء{nl}الإخوان المسلمون يمارسون التطبيع{nl}بقلم: فايز رشيد عن القدس العربي{nl}بدايةً،من الضروري الإشارة إلى أن رفض مجلس النواب المصري الذي يسيطر عليه الإخوان المسلمون والسلفيون، الوقوف دقيقة حداد على روح البابا شنودة، بدعوى أنه كافر هوخاطىء خاطىء، ونموذج لتراجع الإخوان عن كل وعودهم السابقة باحترام الغير من القوى الأخرى، وهو مثال حي لمسيرة الإخوان في حالة سيطرتهم على الحكم في هذه الدولة العربية أو تلك، ودليل نهج على عشقهم للسيطرة والتفرد والاستئثار وإقصاء الآخرين من القوى الوطنية والقومية والليبرالية واليسارية.هذه القوى التي كانت حقيقةً وراء الحركات الجماهيرية الشعبية أو فيما اصطلح على تسميته بــ'الربيع العربي'.قلناها في مرّة سابقة في مقالة بعنوان'الإسلامويون والحكم'وعلى صفحات هذه الجريدة: أن من الصعوبة بمكان إن لم يكن من المستحيل على الإخوان المسلمين في أكثر من بلد عربي، الإيفاء بوعودهم التي يقطعونها على أنفسهم فيما يتعلق بالسلطة والحكم،وذلك أن هذه الأحزاب تقاتل من أجل السلطة والحكم،وهذا من حقها. سيما وان صناديق الاقتراع في انتخابات أكثر من بلد عربي أعطتها الأولوية.الإخوان المسلمون في مصر والذين تخلفوا في بداية ثورة '25 يناير' عن الالتحاق بالركب الجماهيري، ولما أيقنوا من النجاح،ركبوا موجة هذه الثورة.{nl}من الصعوبة على الإخوان المسلمين الالتزام بوعودهم فهم الذين قالوا في مصر:{nl}بأنهم لن يقوموا بترشيح مرشح للرئاسة ثم قاموا بالتراجع عن هذا الوعد،وسموا مرشحاً . وهم الذين وعدوا بعدم السيطرة على لجنة صياغة الدستور المصري،ومارسوا العكس،الأمر الذي أدى إلى انسحاب كل القوى الأخرى من هذه اللجنة، بما في ذلك الأزهر والكنيسة القبطية.في داخل الإخوان المسلمين في مصر اتجاهان متعارضان، أحدهما مع الترشيح، والثاني يقف ضده، وقد كان صريحاً في التعبير عن رأيه.إضافة إلى أن الجماعة كانت قد فصلت عبد المنعم أبو الفتوح من بين صفوفها، لأنه تجرّأ وأعلن ترشيحه للرئاسة.{nl}صحيح أن هناك ظروفاً مختلفة للإخوان المسلمين في مختلف دول الحراك العربي،لكن تجربة الإخوان في كل من تونس والمغرب تسير بسلاسة بعيداً عن التفرد والاستئثار والهيمنة وإقصاء الآخرين، لكن من الصعوبة بمكان الحكم بشكل نهائي على مسيرة الإخوان في هذين البلدين.{nl}الإخوان المسلمون في ليبيا هم قوة صاعدةً بسبب أن القذافي منع كافة الأحزاب من العمل. الإخوان المسلمون في مصر لهم تاريخ عريق، عنوانه:العمل الدؤوب من أجل تسلم السلطة،ولهذا السبب حاولوا احتواء ثورة 23 يوليو، وحاولوا اغتيال الزعيم الوطني والقومي العربي جمال عبد الناصر. {nl}الإخوان المسلمون في الأردن عملوا في أوج الهجوم على كافة القوى الوطنية والقومية واليسارية ومنعهم من ممارسة النشاط،واعتقال المنتمين لها.وفي يوم الأرض الأخير وفي المسيرة الجماهيرية إلى الغور، حاولت جماعات منهم الاعتداء على حاخامات من'ناتوري كارتا' المعادين للصهيونية واسرائيل والمؤيدين للحقوق الفلسطينية. {nl}الأخوان المسلمون فنانون في ركوب موجات حركة الجماهيرية العربية. الإخوان المسلمون في فلسطين استولوا على السلطة في قطاع غزة، كانوا يزاودون على السلطة الفلسطينية في عدم ممارستها للمقاومة الفلسطينية، وبعد أن جاءوا إلى السلطة(وهي أيضاً سلطة محتلة أي تقع تحت الاحتلال) وصلوا إلى التهدئة مع إسرائيل، وتخلوا عن نهج المقاومة رغم التمسك اللفظي بها، واعتقلوا ويعتقلون كل من يمارس المقاومة نهجاً وواقعاً. احتضنتهم سورية في الوقت الذي حاربهم فيه الآخرون،وقاموا بطرد قيادات منهم، وفي الأزمة السورية خرجت قيادتهم من سورية بقرار من الهيئة العامة للإخوان المسلمين في العالم، المؤيدة للمعارضة السورية.أدنى حدود الوفاء لسورية وخصوصية القضية الفلسطينية كشعب محتلة أرضه ويناضل ويكافح من أجل حقوقه، كانت تقتضي من حماس الوفاء لسورية لكن حماس هي أولاً وأخيراً جزء من حركة الإخوان المسلمين في العالم.تيار من حماس مثل تيار آخر في فتح والسلطة الفلسطينية يعمل على تعطيل المصالحة الفلسطينية.{nl}لقد تبين حالياً: أن الاتصالات بين الإخوان المسلمين والولايات المتحدة الأمريكية جرت بحرارة قبل الربيع العربي، وبعد الانتخابات في دول هذا الربيع، زادت هذه الاتصالات.كان الهدف الأمريكي وما يزال هو احتواء الحراك الجماهيري العربي،لذلك حاولت أمريكا احتواء دول هذا الربيع. في هذه البلدان زادت الولايات المتحدة من اتصالاتها بالإخوان في مختلف الدول العربية.هذا ما أكده مسؤولون أمريكيون متعددون من بينهم وزيرة الخارجية الأمريكية:هيلاري كلينتون.فجأة أصبح لا مانع عند الولايات المتحدة من تسلم هذه الأحزاب للحكم في بلدانها.أوساط الإخوان المسلمين لم تنف هذه الاتصالات وأكدتها. مهم لأمريكا مسألتان: عدم رفع راية العداء لها في بلدان الربيع العربي أولاً، والمحافظة على الاتفاقيات مع إسرائيل وبخاصة اتفاقية'كمب ديفيد'. الإخوان المسلمون في مصر أكدوا تمسكهم بكافة الاتفاقيات التي أبرمتها مصر مع دول العالم. بمعنى آخر: أي أن الإخوان المسلمون بطريقة أخرى لن يلغوا هذه الاتفاقية،بالرغم أن الشعب المصري عن بكرة أبيه يقف ضد هذه الاتفاقية.{nl}مؤخراً: عقدت مؤسسة 'كارينغي للسلام الدولي'مؤتمراً بعنوان 'الإسلاميون في السلطة' دعت إليه قيادات من الإخوان المسلمين في بعض الدول العربية(مصر،المغرب،الأردن،تونس ،ليبيا) . هذه القيادات التقت أيضاً في وزارة الخارجية الأمريكية بوليام بيرنز مساعد وزير الخارجية الأمريكية. وفي القراءة لما قالته هذه القيادات في المؤتمرالمذكور، وبغض النظر عن اختلاف الظروف في بلدانها والخصوصيات الذاتية لكل منها،إلا أن لغة مشتركة ظهرت بينها،عنوانها يتمثل: بالقيام باللعبة الديموقراطية وتداول السلطة والتعددية السياسية والعسكرية والخروج من عهد الاستبداية وعدم القبول بالعودة إليها،وبالتأكيد على رفض مبدأ 'الحزب الواحد' وتدخل الأمن بالحياة العامة في النظم الجديدة والاهتمام أكثر بالأمن والتنموي المقلق ومحاربة الفساد وبموقف تقدمي من المراة والأمن.{nl}بالتأكيد: ما قالوه هو كلام جميل،لكن هناك فرق هائل بين الكلام النظري والتطبيق،فما نراه على أرض الواقع في مصر يناقض هذا الكلام جملةً وتفصيلاً.وحول العلاقة مع إسرائيل قال الوفد المصري في المؤتمر: بأنه أعلن التزامه بالاتفاقيات الموقعة(بالطبع منها كمب ديفيد) لكن هذه المعاهدات لاتشكل بالنسبة له أولوية، فهناك القضايا الاقتصادية الملحة، لكن هذا لا ينفي أن المسألة متروكة للشعب المصري في حال قرر مستقبلاً تثبيت أو إلغاء أي معاهدة موقعة. ما نود أن نقوله لصاحب هذا الرأي:أن إحدى الشعارات الأساسية التي طرحتها الثورة المصرية: إلغاء اتفاقية كمب ديفيد، ولذلك حاصر الشعب المصري السفارة الإسرائيلية في القاهرة، وقام باقتحامها. الشعارات ضد كمب ديفيد جرى رفعها في الثورة التونسية وفي ليبيا وفي مظاهرات المغرب. في نفس السياق تأتي الأجوبة على الأسئلة الأخرى، التي جرى طرحها في المؤتمر.{nl}من الصعب، بل من الاستحالة بمكان على الإخوان المسلمين:تنفيذ الكلام الذي يقولوه، ويوعدون به. هذا ما رأيناه منذ بدايات تجربتهم في مصر، هذا أولاً وثانياً: فإن الأيديولوجيا التي ينطلق منها الإخوان المسلمون هي الأيديولوجيا المتشددة فيما يتعلق بالسلطة وليست الأيديولوجيا المنفتحة على الآخر، ثالثاً فيما يتعلق بالمزاوجة ما بين الاعتناق الفكري الأيديولوجي والتنكتيك السياسي، فإن الإخوان المسلمون يمارسون التكتيك القصير الأمد، تماماً مثل التكتيك الذي مارسوه في مصر وانكشف سريعاً، بالتالي فإذا ما سار الإخوان المسلمون بالتكتيك السياسي الذي قالوه في المؤتمر المذكور، فسيصبحون حزباً غير الحزب الذي اعتنقوا أيديولوجيته وسيصبحون شكلاً مسخاً لحزب جديد.هذه هي الحقيقة.{nl}الطريق أمام الإخوان المسلمين مازال مفتوحاً .ننصحهم بالابتعاد عن سياسات التفرد والإقصاء وتكفير الآخرين، والاستئثار والاستهانة بالقوى الأخرى، فهذه المرحلة هي انتقالية بامتياز، ولذلك يتوجب تجميع كافة القوى (لا تفريقها) في جبهة واحدة على القواسم المشتركة. يبقى القول أن الإخوان المسلمين يمارسون التطبيع بامتياز.{nl}الطريق الآمن بين الضفة والقطاع{nl}بقلم: داود كتاب عن الحياة اللندنية{nl}أحدثت النهاية الدراماتيكية لـ 44 يوماً من إضراب هناء شلبي عن الطعام نتائج متباينة، لكنها أشارت أيضاً إلى قضية أخرى قليلاً ما يتم التحدث عنها ألا وهي القطيعة التنقلية بين غزة والضفة الغربية. رفض بعض النقاد الفلسطينيين والثوار المزايدين الحل الوسط الذي اختارته هناء مفضلين ربما شهادتها بدلاً من خيارها بأن تعيش في حرية نسبية في منطقة أخرى من فلسطين. ولكن رحبت الغالبية بالإفراج عنها واختارت أن تدعمها من دون تحفظات.{nl}لقد قدمت هناء شلبي مثل عدنان خضر قبلها، خدمة كبيرة للشعب الفلسطينيي من خلال فضح طبيعة الاعتقال الإداري غير الديموقراطية. وقد تمر فترة من الزمن قبل أن نتمكن من قياس ما إذا كانت مقاومتهما ستقلل من الاعتقالات الإدارية أو ما إذا كانت ستنهيها تماماً.{nl}إن شلبي ومن طريق اختيارها أن تعيش خارج السجن الإسرائيلي الصغير، في قطاع غزة، لمدة ثلاث سنوات، قد كشفت ما يدركه عدد قليل من الناس في جميع أنحاء العالم: أن الحصار الإسرائيلي الجائر على قطاع غزة يمنع مليوناً ونصف مليون من الفلسطينيين العاديين من القطاع أكثر من مليونين ونصف مليون فلسطيني من الضفة الغربية من السفر ذهاباً وإياباً.{nl}لقد قيل الكثير عن حصار غزة الاقتصادي الأحادي الجانب. الحصار البحري الذي لم تتم الموافقة عليه من قبل هيئة دولية لا يزال مستمراً حتى يومنا هذا على رغم المحاولات المتكررة لكسره، الأمر الذي أدى إلى تخفيف ملحوظ لبعض مقوماته. فالوقود لتشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية ليست متوافرة في تلك المناطق على رغم أن كمية صغيرة منه يسمح بها من طريق الصليب الأحمر.{nl}لكن في حين أن المقصود من الحصار الحصول على نتائج سياسية وإحداث تغييرات سلوكية من قبل الحكومة التي تقودها حركة حماس في غزة، فإنه من غير المعقول أن يستمر الحظر المفروض على السفر بين غزة والضفة الغربية الى الأبد دون حتى ذرة من التغيير. هذه الحاجة الإنسانية تستمر دون أية محاولة جادة لمعالجتها، وكذلك المنفى الداخلي لشلبي إلى غزة الذي مرّ من دون أن تتحدث عنه وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والدولية.{nl}عندما عرض الاسرائيليون على شلبي استبدال اعتقالها الإداري بفرصة العيش كحرة في غزة، فإنهم بهذا أقروا في شكل غير مباشر بأن احتجازها لم يكن ضرورياً لأسباب أمنية. وبتقديم العرض لها أن تعيش في قطاع غزة لمدة ثلاث سنوات لمحوا إلى أن الحظر المفروض على السفر من غزة الى الضفة وبالعكس سيستمر ثلاث سنوات على الأقل. وهكذا فالصفقة تعتبر عقوبة عليها وعلى عائلتها من دون محكمة او تهمة. فالفرصة الوحيدة الممكنة لتلتقي أسرتها بها الآن هو أن تلتقي هي بهم خارج غزة في بلد ثالث (مصر أو الأردن مثلاً)، وسوف تضطر عائلتها إلى السفر من جنين لتتمكن من رؤيتها. وكانت حنان شلبي التي اعتقلت مرات عدة دون تهمة أو محاكمة، قد أطلق سراحها في تبادل جلعاد شليط وتم العفو عنها قانونياً من جميع العقوبات السابقة.{nl}إن مهندسي اتفاقات أوسلو صمموا ما كان يشار إليه على أنه ممر آمن يربط قطاع غزة بالضفة الغربية. وتم التوقيع على البروتوكول في شأن هذا الممر الآمن في القدس في 5 تشرين الأول (أكتوبر) 1999. وفشل إسرائيل في احترام هذا البروتوكول أدى بالمسؤولين الأميركيين وبمبعوثي السلام إلى تطويره ولكن من دون جدوى. وباستثناء فترة قصيرة استمرت بضعة أيام، لم يتم فتح هذا الممر الآمن وبذلك كانت إسرائيل تنتهك الاتفاقات الثنائية، والاتفاق الذي عملت عليه كل من وزيرة الخارجية الأميركية آنذاك كوندوليزا رايس والسفير الأميركي دانيال كيرتزر اللذين أمضيا الليلة بأكملها في القدس في أوائل هذا القرن في محاولة لإنجاح مهمتهما.{nl}قدمت إسرائيل عذراً بعد الآخر في رفض حق الفلسطينيين العاديين من السفر من جزء واحد من الأراضي الفلسطينية إلى آخر. ويتضمن الحل القائم على الدولتين الذي حظي بدعم دولي وبموافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي، بنداً بأن الأراضي الفلسطينية يجب أن تكون متصلة. {nl}هذا في حين أن إنشاء القطار السريع أو نفق يوصل غزة والضفة الغربية قد يستغرق بعض الوقت، ومن المحتمل جداً أن يتم السماح للفلسطينيين بالسفر ذهاباً وإياباً. إن الجدار الإسرائيلي القبيح هو الآن قائم وتستطيع إسرائيل وضع كل التدابير الأمنية لضمان أن الممر الآمن يُبقي إسرائيل آمنة. ولكن حرمان ملايين الفلسطينيين من السفر من وإلى غزة إلى الأبد عقاب جماعي على أعلى مستوى. لقد أبرزت هناء شلبي في موافقتها على إنهاء إضرابها عن الطعام والانتقال للعيش في قطاع غزة لمدة ثلاث سنوات، عبثية سياسة إسرائيل القاسية للفصل بين الفلسطينيين العاديين عن بعضهم البعض من دون سبب منطقي. وحان الوقت لإنهاء انتهاكات حقوق الإنسان القبيحة.{nl}من أجل حقوق القطة{nl}بقلم: خالد القشطيني عن الشرق الأوسط{nl}أثناء استراحتي من تدقيق وثائق المسألة الفلسطينية في مركز الوثائق البريطانية بلندن، خطر لي أن ألقي نظرة على وثائق حقوق القطة، التي لم تدرج بعد مع الأسف ضمن وثائق الأمم المتحدة.{nl}لفت نظري أثناء ذلك، أن دراسة حقوق القطط أجدى بكثير من دراسة حقوق الإنسان التي لا يعبأ بها أحد، كما نلاحظ ذلك بأم أعيننا في سوريا.{nl}فكان أن رأيت كيف أن المستر ودمان، مدير القطط في مدينة ساوثامبتون، كتب إلى ديوان الوزارة عام 1870 تقريرا مسهبا عن أحوال القطط، فقال: «إن العلاوة المخصصة لها، وهي 12 بنسا في الأسبوع، غير كافية لإعاشة ثلاث قطط مسؤولة عن ردع الجرذان من قضم وثائق حكومة صاحبة الجلالة. إن تكلفة اللحم فقط تبلغ 12 بنسا في الأسبوع. وتقوم السيدة تايد، زوجة حارس البناية، بإنفاق ثمانية بنسات من كيسها الخاص لشراء حليب للقطط. وبناء على هذه الظروف، فينبغي زيادة علاوات البسات بمبلغ ستة بنسات أخرى لكل أسبوع».{nl}وجر موضوع الحليب إلى مراسلات طويلة استغرقت إضبارتين. فقد أجابت الوزارة عن طلب المستر ودمان بتزويدها بتفاصيل التكلفة. تقول: «يرجى إعلامنا بتكلفة إدامة القطة الواحدة بصورة دقيقة مع كيفية حساب ذلك. ولكم جزيل الشكر».{nl}أجاب مدير القطط عن طلب الوزارة برسالة قال فيها: «إن تكلفة الحليب تبلغ ستة بنسات. وتكلفة اللحم تبلغ 15 بنسا في الأسبوع، علما بأن الكميات المجهزة تختلف من يوم إلى يوم، حسب مزاج كل قطة وشهيتها للأكل. ولكن السيد المدير سيكتفي بتخصيص 18 بنسا أسبوعيا».{nl}أجاب السيد المدير العام عن ذلك بكتاب مستعجل وعلى الفور. قال فيه: «أوصي بتخصيص 12 بنسا في الأسبوع فقط لإطعام القطط في المؤسسة، على أن تحاولوا الاقتصاد في إغراء القطط على شرب الحليب المخلوط بالماء».{nl}بعبارة أخرى، كان المدير العام يحث موظفيه على غش الحليب، لأنه إذا كان ذلك ينطلي على البشر من أمثالنا، فإنه لم يمر على القطط الإنجليزية التي اكتشفت حقيقته فورا وامتنعت عن استهلاكه. هذا ما لاحظته من جواب ناظر القطط، إذ يقول في جوابه: «نحن نزود القطط بحليب خالص غير مخلوط بالماء، لأن القطة الإنجليزية ترفض تماما أن تشربه مخففا ومخلوطا بالماء».{nl}منتهى الدلال والدلع من جانب القطط البريطانية. أبناء البشر في عالمنا الثالث يعيشون على الحليب المغشوش والخبز المخلوط، والقطط الإنجليزية تأبى حتى النظر إلى أي لبن من دون كريمة كاملة. وبالفعل، عبر المدير العام عن سخطه على هذا الدلال. والظاهر - كما خطر لي - أنه كان رجلا لا يحب القطط كبقية الشعوب الأوروبية.{nl} كان ينظر لمسألة حقوقها القططية باستخفاف، بل وبشيء من اللؤم. فبعد أن اقترح غش الحليب المخصص لهذه الحيوانات الظريفة، عاد في عام 1891 فكتب إلى الناظر باقتراح لا يقل مهانة لأمة القطط، فقال: «هل من الضروري حقا تخصيص أي معاشات لهذه المخلوقات؟ أفلا يمكن تغذيتها بما لديكم من فضلات الطعام؟»... حديث القطط وما أدراك ما حديث القطط! أفضل من كل أحاديث الجامعة العربية ومناقشات مجلس الأمن.{nl}حماس من المقاومة إلى الممانعة وعجز التجدد{nl}بقلم: ماجد أبو دياك عن السبيل الأردنية{nl}كثر الحديث مؤخرا عن الانتخابات الداخلية في حركة حماس، والتي يتوقع أن تسفر خلال أيام عن قيادة جديدة للحركة. وقد أثار البعض لغطا حول النتائج المتوقعة لهذه الانتخابات، فيما تحدّثت تقارير عن خلافات بين القيادة السياسية قد تنعكس على نتائج الانتخابات.{nl}وإذا جاز لنا التعليق على هذا الموضوع في إطار الوضع العام لهذه الحركة، نقول أنّ:{nl}• عملية الانتخابات في حماس ليست جديدة، وهي تأتي في سياق متصل من الممارسات الديمقراطية الشورية التي تؤكدها الحركة في إطارها الداخلي، وبالتالي فهي ليست تحولا ولا تغييرا في طبيعة الحركة ولا تتصل بأيّ متغيرات عربية ودولية.{nl}• الخلافات في حماس بشأن تكتيكات التعامل مع المستجدات موجودة منذ نشأة الحركة عام 1988، وقد أثّرت وتؤثّر هذه الخلافات على مسار الحركة وطبيعة تعاملها مع المستجدات، لأن هذه الخلافات لم تقتصر على إبداء الرأي في المجالس القيادية والشورية، ولكنها خرجت للإعلام، بل وتجاوزت ذلك إلى محاولة فرض تكتيكات معينة لفريق محدد على الأرض تساهم في التأثير على القرار، ومن ذلك ما جرى مؤخرا من محاولة حكومة غزة التسويف والمماطلة في السماح للجنة الانتخابات الفلسطينية للعمل في قطاع غزة احتجاجا على ما يقوله البعض في غزة بتفرُّد قيادة الخارج في الموافقة على تعيين الرئيس الفلسطيني رئيسا للحكومة المؤقتة التي ستتشكّل وفق اتفاق المصالحة الموقّع في الدوحة. وقد حاولت السلطة الفلسطينية حتى في عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات اللعب على هذه التناقضات دون أن تتمكن من النجاح في هذا التكتيك.{nl}• ثبت مع الزمن أنّه ليس هناك متشددين ومعتدلين في هذه الحركة، إذ تنتقل هذه الصفة، إن صحّت أصلا، بين فريق وآخر خلال التطورات السياسية، فغزة التي قاتلت من أجل المصالحة وإنجازها كما وردت في الورقة المصرية دون تعديل، هي نفسها التي تعترض على بعض ما ورد فيها. وبات رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل يستخدم مصطلحات مثل الشريك في وصفه لرئيس السلطة محمود عباس، متجاوزا بذلك الغزل الذي طبع علاقات غزة مع السلطة الفلسطينية في محاولة إنجاز المصالحة.{nl}• تحتاج الحركة إلى وجود قيادات فاعلة في الصف الثاني تعمل على بلورة مشروع قيادي يستند للمقاومة ويتلافى أخطاء الماضي، فلا نكاد نسمع نقدا داخليا جديا، وكل الذي يجري هو استقطاب لهذه القيادات بين الداخل والخارج وبين الأقاليم الجغرافية والقيادات الأولى المبثوثة فيها ضمن الصراع الموجود منذ تأسيس الحركة.{nl}• أظهرت الحركة حتى الآن عجزا مدويا عن خلق قيادات كبيرة تحل محل الموجودة الآن، إلى درجة أنّ أقطابها ضغطت على مشعل ليتراجع عن قراره رفض انتخابه رئيسا للمكتب القادم.{nl} ورغم المهمة التي يتمتع بها أبو الوليد، فلم يبرز حتى الآن بدائل متاحة للحركة يكون لها مكانة موازية أو قريبة له في الداخل والخارج. وهذا بحد ذاته مؤشر على العجز وعدم التجدد وفشل الحركة في الدفع بالأجيال الشابة لقيادة الحركة محل القيادة الحالية التي وصفت قبل أكثر من 20 عاما بأنّها قيادات شابة!{nl}• في ضوء الموجود حاليا، فلا يتوقع تغييرا كبيرا في قيادات الحركة، كما أنّ سياساتها الخارجية ستظل كما هي دون تغيير، وستغيب فرصة التجدد وإعادة النظر في بعض المواقف التي جرت على الحركة تراجعات في إطار برنامج المقاومة، إذ لم تتمكن هذه الحركة من تقييم تجربتها في قيادة سلطة ترزح تحت الاحتلال لتتحول هذه السلطة في غزة إلى نهج التهدئة الدائمة مع الاحتلال، فيما غابت عمليات المقاومة في الضفة الغربية، وبدأت هذه الحركة تفقد بريقها كحركة مقاومة لصالح حركة إصلاح داخلية وممانعة خارجية فقط.{nl}قضية فلسطين في إجازة{nl}بقلم: الياس سحاب عن الخليج الاماراتية{nl}المتأمل لخريطة الوطن العربي من خليجه إلى محيطه، لا بد أن تسترعي انتباهه في هذه الأيام بالذات حالة من السبات السياسي تسيطر على أرض فلسطين التاريخية، وكأن التاريخ العربي فيها لم يعد يتحرك . فالحركة الوحيدة مصدرها النشاط المهووس الذي تواصله الحركة الصهيونية بمثابرة ودأب يوميين لاستكمال تهويد ما تبقى من أرض فلسطين العربية .{nl}وحالة السبات هذه ليست جديدة، لكنها تعود إلى مراحل عدة متلاحقة ومتكاملة انطلقت منذ سبعينات القرن المنصرم:{nl}دولتان عربيتان حدوديتان لفلسطين، مصر والأردن، دخلتا على التوالي في اتفاقية سلام مع الكيان الصهيوني، دون ضمان حل نهائي للقضية الفلسطينية بقية الدول العربية، انطلقت بعد احتجاج لفظي على اتفاقية كامب ديفيد (لم يصدر أي احتجاج على اتفاقية وادي عربة) في نوع آخر من حالات التخلي عن قضية فلسطين ونفض الأيدي منها،تحت شعار أطلقه الرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين، مفاده: “نقبل للفلسطينيين ما يقبلونه لأنفسهم” .{nl}أما الفلسطينيون فقد دخلوا منذ ذلك الحين في إطار انتفاضتين مقاومتين، أجهضت الأولى باتفاقية أوسلو، التي تمخضت بعد سنوات فولّدت وضعاً يقبع فيه كل الفلسطينيين تحت حكم “إسرائيل”، وإن كانوا مقسمين بين أرض احتلت في العام 1948 وأخرى احتلت في العام 1967 . أما الانتفاضة الثانية، فقد أدت إلى صعود سلطة لمنظمة حماس فاستأثرت بالوضع في قطاع غزة، بعد أن تركت لحركة فتح الاستئثار بالوضع في الضفة الغربية .{nl}لكن مرور الأيام يقول لنا إن كلتا الحركتين، قد تحولتا إلى مجرد التنظيم البلدي للفلسطينيين، أما السلطة العليا فبقيت بيد الاحتلال “الإسرائيلي”، وإن اختلفت أشكال الاحتلال بين الضفة والقطاع .{nl}بعد ذلك، بل استكمالاً لذلك الوضع الشاذ، دخل القطاع في مرحلة تهدئة مع الاحتلال، ليس لها أي حدود زمنية، ودخلت الضفة في مفاوضات عقيمة لا تفعل سوى منح مزيد من الحرية لحركة التهويد الصهيونية، وهي الأخرى لا يبدو لها أي حدود زمنية .{nl}هل توقفت إذاً حركة التاريخ العربي على أرض فلسطين؟{nl}إن المدقق جيداً في أوضاع الوطن السليب، لو وضع أذنه على القلب النابض في تلك المنطقة العربية المنكوبة منذ العام ،1948 سيستشعر نبضاً قوياً صادراً عن حركة الحياة اليومية لعرب فلسطين، سواء منهم القابعين تحت احتلال ،48 أو تحت احتلال 67 . فالحياة اليومية لعرب فلسطين، تسير بنبض قوي هو الدليل العملي على تمسك هؤلاء العرب المتروكين، بعروبتهم في كل مجالات حياتهم اليومية المعيشية والثقافية . يمارسون أعيادهم الإسلامية والمسيحية كما كان أجدادهم يفعلون تماماً منذ آلاف السنين، وسط ضغط يومي شرس للاحتلال الصهيوني، بوتيرة مذهلة، فكلما زاد ضغط الاحتلال الصهيوني، وحركة التهويد، زاد تمسك عرب فلسطين بعروبتهم وعروبة أرض وطنهم .{nl}إنها مفارقة غريبة بين الحالتين على أرض فلسطين: الحالة الشعبية، والحالة الرسمية . ولا يبدو أي أمل في الأفق سوى أن تجتاح حيوية النبض اليومي لشعب فلسطين، حالة السبات التي تسيطر على الحركة السياسية الرسمية، وحتى يتم ذلك ويتحقق، ستظل قضية فلسطين في حالة من الإجازة السياسية القسرية.{nl}دولة فلسطينية! أين ومتى وكيف؟ {nl}بقلم: جيمس زغبي عن السفير البيروتية{nl}قد يكون من الممكن، حتى الآن، تخيل إمكانية إيجاد تسوية سياسية عادلة للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني. غير أن السياسة، في العالم الواقعي، ليست من صنع الخيال، بل تتعلق بالقوة، وبالأشخاص الذين يمتلكونها، وبالكيفية التي يستعملونها بها. فالسياسة، في نهاية المطاف، لا تتعلق بما نتمناه أو ما نعتقد أنه أمر عادل؛ بل ترتبط بما يمكن أن نحصل عليه بواسطة القوة التي نمتلكها، وبالقوة التي نحن مستعدون وقادرون على استعمالها. إنه من المحزن أن العديد ممن يملكون القوة، يفعلون ما في وسعهم من أجل عرقلة إيجاد تسوية عادلة للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني. وحتى الآن، يمكن القول إن جهودهم قد كللت بالنجاح، حيث أدت إلى خلق وضع مشوه ومحرف إلى حد كبير في إسرائيل وواشنطن، والأراضي الفلسطينية المحتلة.{nl}ففي إسرائيل، كانت للمتشددين الكلمة العليا. ذلك أن عقوداً من الاستيطان غير القانوني وبناء الطرق «الخاصة باليهود فقط»، وبناء جدار/ سياج قمعي، ومصادرة الأراضي، وهدم المنازل الفلسطينية، والحرية المطلقة التي أعطيت لمجموعة متشددة تسمح لها بالاستيلاء على الأراضي لبناء «مستوطنات عشوائية» وتوسيعها في عمق الداخل الفلسطيني... كلها عوامل تضافرت لتشوه خريطة الضفة الغربية وتحرفها.{nl}وفي هذا الشهر أيضاً تجاهلت إسرائيل حتى نظامها القانوني، حيث رفضت إغلاق «مستوطنة عشوائية» غير قانونية كانت قد بنيت على أرض مملوكة للفلسطينيين. وحتى عندما قامت بإخلاء منزل في مدينة الخليل كان مستوطنون متطرفون قد استولوا عليه في عمل استفزازي، سعى رئيس الوزراء إلى تحصين نفسه من الانتقادات عبر إعلانه اعتزامه الشروع في بناء المئات من الوحدات السكنية الجديدة بين بيت لحم والقدس. ويضاف إلى ذلك التقرير الذي نشرته مؤخراً صحيفة «هآرتس» وكشف أن «الإدارة المدنية» الإسرائيلية «تعمل سراً على تخصيص» عشرة في المئة من أراضي الضفة الغربية لتوسيع المستوطنات، في وقت أصبح فيه من الصعب على نحو متزايد مجرد تخيل كيف وأين يمكن للمرء أن يؤسس دولة فلسطينية.{nl}والواقع أن الحكومة الإسرائيلية المتشددة الحالية ليست المذنب الوحيد في هذا التغول، على اعتبار أن كل هذه السياسات قائمة منذ 45 عاماً؛ وليس ثمة أمل في حدوث تغيير قريباً، حيث تظهر استطلاعات الرأي أن الناخبين الإسرائيليين سيختارون، في أي انتخابات مقبلة، حكومة تتبع سياسات مماثلة، إن لم تكن أسوأ بكثير.{nl}ولئن كان العرب تخيلوا أنه بالإمكان وقف هذا الوضع «إذا ما تحركت أميركا أو المجتمع الدولي لكبح جماح إسرائيل»، فإن الواقع يشير إلى أمر مختلف. وعلى سبيل المثال، فقد شاع أمل في التزام أوباما المبكر بإيجاد حل للنزاع، لكن هذه الآمال سرعان ما تحطمت. وقد كانت رؤية الرئيس الأميركي وهو «يلقن درساً» من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي، ثم رؤية الكونغرس الأميركي وهو يحتضن نتانياهو، مذلًا بذلك رئيسه، حدثاً دالًا ومعبراً فتح عيون كثيرين على حقيقة واقع مرير وصادم. ومع تطويع البيت الأبيض، وخروجه من لعبة صنع السلام، في المستقبل القريب على الأقل، تحولت سياسة واشنطن إلى مواضيع أخرى مثل الاقتصاد وإيران وانتخابات الرئاسة. ووسط هذا الخضم، لم يعد للفلسطينيين وحقوقهم أي مكان على الأجندة.{nl}والمحبط والمخيب للآمال أيضاً هو الجهود الفلسطينية للجوء إلى الأمم المتحدة؛ حيث تدخلت الذراع القوية للولايات المتحدة لتمنع مبادرات تهدف إلى الاعتراف بالحقوق الفلسطينية أو وقف الانتهاكات الإسرائيلية لهذه الحقوق.{nl}وهذا الوضع المؤسف ترك تأثيراً كبيراً على الفلسطينيين خلال الـ45 عاماً الماضية. فمع عملية أوسلو، استبدل عقدان ونصف العقد من الاحتلال الوحشي بواقع لا يقل وحشية. فخلال الاحتلال الذي سبق أوسلو، كانت الموارد الرئيسية للثروة الفلسطينية تتمثل في وظائف مياومة مذلة وزهيدة الأجر في إسرائيل، وإنتاج سلع تباع عبر وسطاء إسرائيليين. أما اليوم، فقد ذهبت كل هذه الأمور، ما جعل الاقتصاد الفلسطيني يعتمد بشكل كبير على المساعدات الخارجية. ذلك أن الفلسطينيين يعيشون اليوم في نظام يشبه نظام «الأبارتايد»، عالقين في «كنتونات» معزولة تحيط بها حواجز تحول دون حرية التجارة والسفر، ويتعرضون للضغط على نحو متزايد جراء المستوطنات التي تنمو بشكل مستمر والطرق الالتفافية الزاحفة التي تقسِّم الضفة الغربية اليوم إلى أجزاء. ومدينة القدس، التي كانت مركز حياتهم الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، فصلت اليوم عن الضفة الغربية. وغزة، الفقيرة دائماً، مخنوقة بالحصار وسكانها يائسون، كما يعلم الجميع.{nl}لقد أثر كل هذا على المجتمع الفلسطيني، حيث جعل اقتصاده معتمداً على عدد من الموارد الخارجية وقيادته منقسمة، وبعض أطرافها يفتقر إلى الخيال السياسي. ومثلما هو الحال في أحيان كثيرة، فقد كان من عواقب القمع العنيف وطويل المدى تحويلُ العنف إلى الداخل وأشكال أخرى من السلوكيات المدمرة للذات أحياناً. والأدهى أن الجهود الرامية إلى تصحيح هذا الوضع أحبطت حتى الآن من قبل بعض الفلسطينيين الذين لا يريدون التنازل عما تبقى من قوة لديهم، أو من قبل أجانب استعملوا دعمهم المالي أو السياسي لعرقلة إنجاز الوحدة الفلسطينية وجهود تعبئة حركة مقاومة وطنية غير عنيفة.{nl}وأمام لغة القوة التي تمارس بلا رحمة أو مسؤولية لنسف الأمل في التغيير، ما زال ثمة أشخاص يتخيلون سلاماً عادلًا وينظمون أنفسهم من أجل تحقيقه. صحيح أنهم يختلفون بخصوص التكتيكات وحتى الأهداف، حيث يدعو بعضهم إلى المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات في حين يدعو آخرون إلى تحرك مباشر غير عنيف في الأراضي المحتلة، أو تنظيم أنفسهم سياسيّاً من أجل تغيير توجهات واشنطن. وفيما يدعم البعض حل الدولتين يدافع آخرون عن حل دولة واحدة ديمقراطية. ولكنهم يشتركون جميعاً في رفض الوضع الراهن، أكان النظام القمعي الذي فرض على الأراضي المحتلة، أو السياسة المختلة لواشنطن، أو التدخل والشلل الذي يعيق تحركاً فلسطينيّاً فاعلاً. إنهم يتخيلون حلاً عادلاً ويعرفون أنه لا يمكن أن يتحقق إلا إذا نظموا أنفسهم من أجل تأمين القوة التي ستكون ضرورية لتحويل التغيير إلى واقع. وعليهم أن يحققوا ما يتخيلونه.{nl}«سلام» أم نصب وبيع كلام !{nl}بقلم: لؤي قدومي عن الوطن القطرية{nl} لا اعتقد ان ثمة قضية معينة حول العالم اسالت من الحبر واستهلكت من الورق والصفحات الالكترونية كما فعلت القضية الفلسطينية التي اصاب التيبس مفاصلها بعد ان باتت اقدم قضية غير محلولة في تاريخ العالم الحديث.{nl}ليس ذلك فحسب، بل ان كثيرين حول العالم باتوا يعافون متابعة ما يطرأ على «أم القضايا» من تطورات وما يلحق بها من تشعبات، فخبراتهم الممتدة عقودا طويلة تلح عليهم لا شعوريا بتجاهل كل ما يرتبط بالكلاشيه المعتاد حول «ايجاد حل عادل ودائم للصراع في الشرق الاوسط» ليقينهم ربما بأن هذا الحل لن يأتي في المدى المنظور، واذا أتى فانه سيكون منقوصا ومشوها، ذلك ان يهود اسرائيل المدججين بالقنابل النووية والمتزنرين بكل اسلحة الدمار الجزئي والشامل لن يسلموا ما ليس لهم الا اذا اجبروا على التفاوض من موقع المهزوم عسكريا وهو امر يبدو الآن على الاقل اشبه بالخيال العلمي.{nl}خلال الاعوام العشرين التي تلت مفاوضات اوسلو لم يحدث شيء ذو بال يمكن تذكره باستثناء الهجمة الاستيطانية الشرسة التي ابتلعت القدس وما جاورها وسير تل ابيب في نهج تهميش السلطة الفلسطينية ومؤسساتها والتهام اراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية بعد ان ضمن لها مسار العبث التفاوضي الحصانة من المساءلة.{nl}لكن السؤال الذي يفرض نفسه الآن هو: حتى متى سيستمر هذا الوضع الشبيه بمسلسل مكسيكي طويل جدا وسخيف جدا جدا؟ فاذا كان المسؤولون الفلسطينيون المشغولون بايجاد المزيد من الاسباب للانقسام وزيادة معاناة الفلسطينيين في الضفة وغزة يملكون رفاهية الانتظار فإن فلسطينيين كثرا في مشارق الارض ومغاربها فقدوا كل امل في ان يعيشوا بعزة وكرامة مثل باقي شعوب الارض.{nl}نعم يستطيع اولئك الجالسون في مكاتبهم المكيفة في الضفة وغزة ان يواصلوا العابهم الصغيرة لتحقيق مكسب هنا او الاحتفاظ بمنصب هناك، لكن هذه الرفاهية لم تعد متوفرة مثلا لفلسطينيي وثائق السفر المؤقتة (المصرية واللبنانية والسورية واليمنية وغيرها) الموزعين على عشرات الدول والذين يواجهون الامرين في حلهم ترحالهم.. والذين لا يشغلهم شيء سوى البقاء حيث هم في الدول التي احتضنتهم عن رغبة او اكراه خوفا من ان يجدوا انفسهم يوما يجوبون مطارات العالم بحثا عن وطن مؤقت جديد يحتضنهم.{nl}هذا بخلاف الفلسطينيين المنسيين عند حدود عدد من الدول العربية واولئك الذين هجروا الى اميركا اللاتينية واوروبا ليواجهوا هناك ذل الجوع والمرض والعوز.{nl}لقد بات الحديث عن «القضية» سخيفا ومملا.. ولهذا تحديدا يتوجب على الممسكين بخناق القرار في الضفة وغزة - ولو شكليا - ان يريحونا من مهرجاناتهم الكلامية ومعاركهم المضحكة، حتى لا نقول المخزية ويتذكروا ان هم هذا الشعب يتطلب رجلا من نوعية مانديلا وليس اولئك الذين يتصارعون على الصلاحيات وهم لا يملكون حتى الحق في السفر دون موافقة دولة الاحتلال.{nl}لو قدر للفلسطينيين ان يجتمعوا في صعيد وحيد لصاحوا في وجوه هؤلاء ان افرنقعوا وحلوا كياناتكم المجهرية في الضفة وغزة وارحلوا الى القمر.. فاذا كان السلام متعذرا فأهلا بالتصعيد والثورة.. واذا كان آلاف العرب قد ماتوا في ثورات الربيع العربي، فإن دماء الفلسطينيين ليست اغلى ثمنا كي تسيل في ثورة حقيقية للتحرر الشامل.{nl}حقيقة المهاجرين إلى إسرائيل{nl}بقلم: حسن المستكاوي عن الشروق المصرية{nl}عندما تناولت ما تردد بشأن هجرة رياضيين مصريين إلى إسرائيل، سجلت أننى لا أعرف اسما واحدا منهم.. ويبدو أنهم بالفعل ليسوا من أبناء مصر، وهو ما يجعل الحديث عن سحب الجنسية المصرية منهم لا معنى له ولا مبرر.{nl}●● وقد تلقيت رسالة من الزميل معتز أحمد محرر الشئون الإسرائيلية فى مجلة الأهرام العربى بشأن هذا الموضوع.. وهو يستند على معلومات وحقائق، ويبقى أن يؤكد أو ينفى صاحب التقرير أو أعضاء مجلس الشورى حقيقة الموضوع إن كان هناك ما يضاف بشأن توضيح الزميل.{nl}يقول معتز أحمد: «أؤكد أنه لا يوجد أى رياضيين مصريين بارزين فى إسرائيل، باستثناء اثنين فقط وهما مصطفى كنج وحسام الدرينى، الأول هو مدرب حراس مرمى فى مدينة كفر كانا العربية والثانى هو بطل كمال أجسام خاض بطولة إسرائيل منذ سنوات وفاز بها، وزوجته من عرب إسرائيل»..{nl} المؤسف أن هناك صحفا نشرت وفى صدر صفحتها الأولى أسماء لاعبين هم من أبناء عرب إسرائيل وتدعى أنهم مصريون، مثل اللاعب محمود عباسى وهو لاعب فريق هبوعيل تل أبيب وليس هبويل. وعباسى ابن لعائلة فلسطينية تسكن حى وادى النساس فى حيفا، وانتقل إلى تل أبيب أخيرا.{nl}جميع النماذج الموجودة فى التقرير كلها فلسطينية، وللأسف الشديد قام مجلس الشورى بالهجوم على هؤلاء اللاعبين والتأكيد على ضرورة سحب الجنسية منهم وكأنهم بالفعل مصريون، والواقع أن هجوم مجلس الشورى على من وصفهم بأنهم من أبناء مصر قضية مهمة تستحق أن نناقشها ويجب البحث فيها لأن إسرائيل فى النهاية دولة لنا معها علاقات، وبالتالى وبدلا من الهجوم الشرس الذى شنه أعضاء مجلس الشورى على هؤلاء اللاعبين الذين هم أساسا من عرب إسرائيل كان من الممكن سؤال سفارتنا هناك أو ملحقنا الإعلامى مدحت عبداللطيف، وكان ممكنا بالطبع كشف حقيقة هذا التقرير.{nl}وكان من الممكن أيضا الاتصال بالزملاء المحليين العرب فى إسرائيل ومنهم جودت عودة أو زهير بهلول أو يوسف شداد، ويعيشون فى إسرائيل بعد أن فرضت عليهم هويتها بسبب الاحتلال، ومكالمة واحدة بقيمة 5 دولارات كان من الممكن تفادى عملية تشويه صورة المصريين ومصر، إذ قامت بعض الأقلام العربية بمهاجمة مصر..{nl} للأسف نستمتع بجلد الذات. كما أشكو إليك جهل صحافتنا بإسرائيل.. هل تعلم أن الصحفيين الإسرائيليين يتدفقون على القاهرة بصورة شبه أسبوعية من أجل استطلاع آراء المصريين حيال ما يجرى، هل تعلم أن التليفزيون الإسرائيلى يعد بصورة شبه يومية تقارير من قلب القاهرة عن تطورات الوضع السياسى والأمنى بمصر؟ {nl}●● انتهت الرسالة وقد عرضت مضمونها.. وهى تثير قضية مهنية وهى غياب الدقة والتدقيق فيما ينشر من أخبار وتقارير.. وعلى الرغم من تسجيلى بأننى لا أعرف اسما واحدا من الأسماء التى تناولها التقرير فإننى لا أعفى نفسى من خطأ مهنى أعتذر عنه، وعذرى أننى اعتمدت على مناقشة الأمر تحت قبة البرلمان، فى قاعات مجلس الشورى.. وكان ممكنا مخاطبة السفارة المصرية أو الملحق الإعلامى للحصول على المعلومات الموثقة، قبل شن هجوم عنيف على أسماء وصفت بأنها مصرية وهى لا علاقة لها بالجنسية المصرية.{nl}الكوميديا السوداء في الانتخابات الرئاسية{nl}بقلم: د. زيد علي الفضيل عن المدينة السعودية{nl}لم يخطر في بالي أن يُقدِم اللواء عمر سليمان مدير الاستخبارات في نظام حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك على ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة القادمة في مصر، إذ تصوّرت أنه قد آثر الخروج سالمًا معافىً من أي مطالبات حقوقية، ومحاكمات جنائية، في الوقت الذي تتم محاكمة كثير من رفقائه في الحقبة الماضية، وأنه قد استأنس كتابة مذكراته، وبعض حكايات مسلسل حروب المخابرات، وبخاصة مع العدو الصهيوني الغاصب، هذا إن كان لا يزال عدوًّا وغاصبًا في نظره؛ على كلٍّ.. فقد خالف اللواء تصوّراتي، وقدّم أوراق ترشحه في الربع ساعة الأخيرة، وأظنه قد فتح على نفسه بابًا من السخط والجحيم، واستدعى بإرادة منه فتح ملف أداء جهاز المخابرات المصرية خلال فترة رئاسته، وهو ما ستتكشف معه الكثير من المفاجآت في قابل الأيام.{nl}على أن مشهد الانتخابات الرئاسية الحالية قد حفل بكثير من المفاجآت اللطيفة، التي تشي بجو من الكوميديا السوداء، كما يُقال، من قبيل ترشيح المغني الشعبي سعد الصغير لنفسه رئيسًا لمصر بكل ما تحمله من إرث ثقافي وسياسي عريق.{nl}ولا يقف المشهد عند ذلك وحسب، بل تراه ينزلق صوب منحدر ديني خطير، يمكن أن تكون له نتائجه الوخيمة مستقبلاً، وبخاصة إن لم يتدارك المرشحون الإسلامويون الأمر، حيث بثت إحدى الفضائيات الإسلامية كلامًا لأحد الخطباء المؤيدين لمرشح الرئاسة حازم أبو إسماعيل، في مؤتمر جماهيري كبير بميدان التحرير، يروي فيه أن أحد الصالحين ممّن يجاور في المسجد النبوي لمدة تزيد على الخمسة عشر عامًا، قد رأى في المنام أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد دخل عليه وسأله عن حازم أبوإسماعيل، وطلب منه أن يخبره بأن الله راضٍ عنه.{nl}وبمعزل عن مدى مصداقية الرواية، ومدى قبولها، أجدني متسائلاً: ماذا لو لم ينتخب المصريون مَن رضي الله عنه، وبشّر بذلك خاتم الأنبياء والمرسلين بحسب الرواية؟ هل سيحل غضب الله عليهم؟ وهل سيترتب على ذلك إثم موجب للعقاب الدنيوي؟ على أن الأخطر كامن في موقف من آمن بهذه الرواية، وصدّق أن المرشح الرئاسي أبوإسماعيل قد حظي بتزكية ربانية نبوية، كيف ستكون ردة فعله في حال خسر مرشحه المقدس لانتخابات الرئاسة القادمة؟ وهل سيخضع أبوإسماعيل في عرفهم للمراقبة والمحاسبة في حال فوزه؟ إنها فعلاً كوميديا سوداء تنذر بسحابة قاتمة، أخشى على مصر وباقي ربيع أمتنا منها؛ وما أحوجنا اليوم إلى أن نستشعر قول نبينا: «أنتم أعلم بشؤون دنياكم» لنبني مستقبلنا بكل شفافية وتقدم.<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/05-2012/عربي-84.doc)