المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أقلام وآراء عربي 90



Haidar
2012-05-06, 11:39 AM
أقلام وآراء{nl}هل حديث المصالحة الفلسطينية مجرّد تسلية؟{nl}بقلم: راسم المدهون عن الحياة اللندنية{nl}هل طويت صفحة المصالحة الفلسطينية؟{nl}السؤال بات مشروعاً ومطروحاً بقوة بعد التصريحات التي انطلقت من بعض كبار قادة حماس في غزة، والتي كانت نتائجها المباشرة العجز عن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي توافق عليها الرئيس أبو مازن ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل. عربة حكومة الوحدة الوطنية العتيدة أوقفتها مسيرة «الكهرباء وكشف المؤامرة» مرة، وخلافات قادة حماس وخروجها الى العلن مرات.{nl}مراوحة جهود المصالحة بل ووصولها إلى طريق مسدود جاءت تماماً في لحظة الانتقال من التوافقات السياسية النظرية إلى حيّز التنفيذ، وهو حيّز نعرف جميعاً أنه يعني إنهاء الحالة الشاذة في قطاع غزة، والبدء في تحقيق خطوات عملية لحكومة واحدة تفتح الباب جدياً لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية جديدة. {nl}مشكلة بعض قادة حماس المتنفذين أنهم يرون في أي توافق وطني باباً للانتقاص من استفرادهم في حكم قطاع غزة، ورغبتهم في «مصالحة» ما يمكن أن تقوم على القبول بالأمر الواقع وهو هنا استمرار حكم حماس المنفرد، ومعه استمرار الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة. في سبيل ذلك، نرى ونسمع أشكالاً لا تحصى من مواقف التعطيل التي تتكئ على توتير الأجواء بافتعال الأزمات. هنا بالذات تعود بعض قوى حماس التي لا تريد المصالحة إلى رصيد بات تقليدياً من «قضايا» تعتبرها مبدئية، فيجرى استحضار شعارات وطنية لتوظيفها في مهمة واحدة هي جعل المصالحة قضية شائكة ومؤجّلة.{nl}في مشهد الموقف الحمساوي من المصالحة الفلسطينية قراءات أخرى تحاول تفسير هذا النكوص الذي بدأ يعبّر عن نفسه في اختلافات وتيارات ووجهات نظر متناقضة في صفوف الحركة وبالذات هيئاتها القيادية العليا، بربط ذلك كله برغبة كثر من أولئك القادة في انتظار التطورات السياسية في الساحة المصرية.{nl} هؤلاء يراهنون على «ربيع الإخوان المسلمين» في أرض الكنانة بما يرون أنه سينعكس إيجاباً لمصلحة تعزيز سلطتهم، غافلين عن حقائق واقعية أطلقها قادة الإخوان المسلمين في مصر تبدأ بالتزامهم المعاهدات الدولية (المقصود المعاهدة مع إسرائيل وليس أية معاهدة أخرى)، ولا تنتهي بحقائق واقع الحياة الرسمية المصرية التي لا تتجاوز التعامل مع الساحة الفلسطينية بصورة رسمية لا تسمح للدولة بالانحياز الى حماس ولا لسيطرتها المنفردة على القطاع. {nl}ما بات واضحاً بالنسبة الى مواطني قطاع غزة في علاقتهم مع حركة حماس وحكومتها المقالة أن الأولويات بالنسبة الى كل طرف معكوسة تماماً، ففي حين يبحث مواطنو القطاع الصغير والمحاصر عن حلول لمشكلاتهم وأزماتهم المعيشية المزمنة، تتجه قيادة حماس والحكومة المقالة إلى أولوية استمرار التفرُّد بحكم القطاع واعتبار تلك المشكلات والأزمات إفرازات «طبيعية» تقارب «فريضة» على الشعب دفعها، ووجودها لا علاقة له بكيفية إدارة حماس للأزمة.{nl}ذلك يجعل الاهتمامات تتعاكس، فما يهم مواطني القطاع الخروج من قبضة الأحكام القاسية والممنوعات التي لا تنتهي، ومعها بالتأكيد الأزمات المعيشية للحصار. ذلك يعود بنا أيضاً الى الموضوع المركزي: الخلاص من الاحتلال وتحقيق الاستقلال. هنا بالذات تبدو حماس على العكس مما يصوّر المنافحون عنها في موقف حرج: الفلسطينيون بتجربتهم باتوا على اقتناع بارتباط تحقيق أهدافهم الكبرى بإنجاز الوحدة الوطنية والوصول إلى برنامج سياسي واضح. لم يعد الفلسطينيون قادرين على رؤية مستقبلهم في معزل عن حرياتهم العامة والفردية، ولا تستقيم في أوساطهم معادلة الراهن المهيمنة في غزة والتي تريد تطويع الشعب لمصلحة الحزب، في حين يفترض المنطق العكس من ذلك تماماً.{nl}الصورة التي قهرت دولة{nl}بقلم: سفيان ابو زايدة عن القدس العربي{nl}ليست هذه المره الاولى التي تفضح فيها صورة التقطت في اللحظة المناسبة الادعاء الاسرائيلي بزيف شفافية الاحتلال ونزاهته واحترامه لحقوق الانسان، حيث في كل مرة يكون التبرير ان هذا امر شاذ ولا يعكس السلوك الحقيقي للجيش الاسرائيلي وان تحقيقا سيتم فتحه للتحقيق بهذا السلوك الاستثنائي او ذاك، وان اجراءات ستتخذ لمحاسبة من تصرف بشكل فردي واساء الى الصورة المُشرقة للجيش الاسرائيلي.{nl}المجتمع الاسرائيلي في غالبيته العظمى لا يؤمن حتى الان انه لا يوجد احتلال انساني او اخلاقي، وان الاحتلال وحقوق الانسان لا يلتقيان ولا يوجد على وجه الكرة الارضية احتلال محترم ولا يمكن ان يكون الا مُظلما وظالما .{nl}الاسرائيليون يقنعنون انفسهم انهم شيئ مختلف تماما عن بقية البشر وبالتالي اي سلوك غير محترم هو سلوك شاذ ولا يعكس الصورة الحقيقية لهم.{nl}الحظ السيئ بالنسبة لهم، ان التطور التكنولوجي وانتشار اجهزة التصوير المختلفة وسهولة الاتصال والنشر لم يترك مجال لماكينة الدعاية الاسرائيلية باخفاء الحقيقة احيانا او قلبها في احيان كثيرة، وان كل ما تبذله اسرائيل من جهد وتجند له افضل العقول وتخصص له الموازنات الكبيرة من اجل تجميل وجه الاحتلال يمكن نسفه في لحظة واحدة من خلال الكاميرا الموجودة على جهاز الموبايل والذي قد لا يتجاوز ثمنه عشرات الدولارات.{nl}تجربة اسرائيل مع الصورة ليست تجربة حديثة. في العام 1983، اختطف ثلاثة شبان فلسطينيين باصا اسرائيليا بالقرب من عسقلان واجبروا سائقه على التوجه نحو غزة. اجهزة الامن الاسرائيلية اجبرت الباص على الوقوف قبل تجاوزه الحدود وحررت الركاب بعد ان اقتحمت الباص. القصة بدأت عندما اعلن الجيش الاسرائيلي وبروايات مختلفة وبنوع من الارباك الذي يفتقد الى المصداقية بأن الخاطفين قد قتلوا جميعا.{nl}الى هنا كان من المفروض ان تنتهي القصة الى هذا الحد، حيث يوجد بها كل شيئ يتناسب مع الثقافة الاسرائيلية. شباب فلسطينيون ارهابيون، حيث لا يمكن ان يكون الفلسطيني سوى ارهابي، الا في حالات استثنائية فقط. ضحايا اسرائيليون ابرياء من نساء واطفال ومدنيين عُزل يتعرضون الى اختطاف او اعتداء، وبطولة اسرائيلية استثنائية في تحرير الرهائن وعدم الخضوع للارهاب.{nl}الحظ الاسرائيلي السيئ، انه وفي اليوم التالي نشرت صحيفة 'هعولام هزيه' المعارضة والتي كان محررها محارب السلام الاسرائيلي الشهير اوري افنيري صور لاثنين من الشبان الفلسطينيين الخاطفين ويمسك بهم اثنان من الامن ويبدون بحالة صحية جيدة دون جروح او اصابات ليدلل على انه قد تم اعتقالهم احياء ومن ثم تم تصفيتهم بدم بارد.{nl}صورة افنيري خلقت حالة من الارباك والجدل الداخلي الاسرائيلي تخللته اتهامات متبادلة بين الجيش والشاباك حاول كل طرف تحميل مسؤولية اعدام الشبان الفلسطينيين بدم بارد. النتيجة انتهت بتشكيل لجنة تحقيق خلصت الى استنتاج ان الشاباك يكذب ورجال المخابرات هم الذين يتحملون المسؤولية، ليكتشف الرأي العام الاسرائيلي انه لم يكن هناك قيم او اخلاق عندما تم اعدام اسرى بدم بارد، وان رجال المخابرات التي كانت صورتهم في اذهان الاسرائيليين وردية حيث يتمتعون بمصداقية عالية ولا يعرفون الكذب قد تحطمت.{nl}منذ ذلك الحين تم نشر الكثير من الصور التي تعكس همجية سلوك الاحتلال، خاصة خلال الانتفاضة الاولى، في اواخر سنوات الثمانينيات وبداية التسعينات. الكاميرات التي كانت في المكان والزمان المناسبين نقلت صورا لجنود اسرائيليين وهم ينكلون بالفلسطينيين. نمطية الرد الاسرائيلي في كل مرة يلتقط فيها صورة تفضح سلوك جنوده تكون ان هذا امر شاذ ولا يعكس سلوك واخلاق الجيش الاسرائيلي الذي يشجب ويستنكر ويهدد بمحاسبة من تصرفوا بشكل فردي. الصورة الاخيرة للضابط الاسرائيلي وهو يضرب ناشط السلام الدانمركي اصابت الدعاية والاعلام الاسرائيلي في مقتل، والضرر الذي تسببت به لن يكون سريع الزوال، حيث سلطت الضوء على ثلاثة امور لم يعد بالامكان تجاهلها:{nl}اولا: ان من تم الاعتداء عليه هو ليس فلسطينيا، كرامته وجسده وحقوقه وانسانيته غير مهمة ليس فقط للجندي الاسرائيلي، بل ايضا للرأي العام الاسرائيلي بشكل عام. من تم الاعتداء على كرامته وجسده وانسانيته هو مواطن اوروبي، وليس فقط اي مواطن، بل مواطن من الدانمرك التي تعتبر من اكثر الدول المؤيدة لاسرائيل قياسا مع الدول الاخرى. اسرائيل ستبذل الكثير من الجهد من اجل تخفيف الاضرار التي سببتها صورة هذا الضابط الاسرائيلي الذي يعتدي بشكل وحشي على انسان اعزل دون وجه حق.{nl}ثانيا: لقد بذلت اسرائيل جهدا اعلاميا كبيرا من اجل منع المتضامنين من الوصول الى المناطق الفلسطينية. الخط الاعلامي اعتمد على ان هؤلاء يسعون الى تشويه وجه اسرائيل وانتزاع الشرعية عنها، وان التنظيمات والجهات التي تشجعهم هي جهات لا سامية معادية، وان الوضع في المناطق المحتلة هو وضع مثالي وليس بحاجة الى تضامن. المعركة الاعلامية شارك فيها موظفون من وزارة الخارجية الاسرائيلية، ومكتب رئيس الوزراء وجهاز الامن العام والموساد والتنظيمات اليهودية في اوروبا. صورة الضابط وهو يضرب المتضامن نسفت كل هذا الجهد بلمح البصر.{nl}ثالثا: الضابط الذي اعتدى على الناشط الدولي، وهذا ما اخفته وسائل الاعلام الاسرائيليه، هو ضابط من اتباع المعسكر الديني الصهيوني القومي الذي يقود عملية الاستيطان في الضفة الغربية. الضابط شالوم آيزنرهو خريج المدرسة الدينية 'مركاز هاراف' التي تعتبر المعقل الفكري للمستوطنين. افكار هذه المدرسة التي اسسها الحاخام ابراهم كوك اضافة الى العشرات من المدارس الدينية التابعه لها فكريا وسياسيا والمنتشرة في مستوطنات الضفة تنعكس بشكل تدريجي على سلوك الجيش الاسرائيلي.{nl}الاحصاءات الاخيرة تشير الى ان حوالي 30' من قادة الوحدات القتالية المختارة في الجيش الاسرائيلي هم من خريجي هذه المدارس المتطرفة حيث يتلقون تعليمهم الديني على يد اكثر رجالات الدين تطرفا في اسرائيل وفي احيان كثيرة يعتبرون ان ولاءهم يجب ان يكون لهؤلاء وليس الى قيادات الجيش، خاصة اذا كان هناك تعارض بين اوامر الجيش واوامر رجالات الدين.{nl}الاحتلال .. اهانة للعرب والعالم{nl}بقلم: محمد كعوش عن العرب اليوم الأردنية{nl}كلمة الملك عبدالله الثاني في البرلمان الأوروبي لفتت الانظار الى القضية الفلسطينية التي غَيّبها الربيع العربي عن الساحتين العربية والدولية لأكثر من عام كامل.{nl}العبارة التي قالها جلالته كانت مباشرة وواضحة وغير مسبوقة حيث قال: ليس هناك من اهانة اشد من الاحتلال الاسرائيلي. فكلما طالت معاناة الشعب الفلسطيني كلما استمر الاستيطان وازدادت الاحباطات والمخاطر, وما لا نعلم من تهديدات.{nl}الكلمة كانت معبرة عن واقع مر وصعب للغاية واعادت فتح ملف القضية الفلسطينية, على الصعيدين العربي والدولي, لأن الاحتلال الاسرائيلي ليس له نظير او ما ويشبهه في العصر الحديث, فهو احتلال استيطاني يتنافى مع القيم الانسانية والشرعية الدولية وحقوق الانسان.{nl}لقد عاشت اسرائيل »ربيعها المزهر« في ظل أنظمة عربية مترهلة فاسدة وفي غياب وعي قومي في عصر تشطير الاوطان والمجتمعات العربية وانتشار العزلة القُطْرِية وآن لها أن تتوقف عند حدها وتحاسب على جرائهما وان توقف مشروعها الاستيطاني التوسعي والتهويد في القدس والضفة وكل الاراضي المحتلة.{nl}لقد حان الوقت لعودة القضية الفلسطينية الى اطارها العربي القومي, لأنها القضية المركزية العربية الاولى وهي جوهر الصراع العربي الاسرائيلي التي تحاول الولايات المتحدة واوروبا والصهيونية على طمسه وانهائها باختلاف اعداد جدد للامة العربية, وهو المشروع الامريكي - الصهيوني الجديد.{nl}لقد حان الوقت كي يبدأ الربيع الفلسطيني بدعم عربي ودولي بعدما نسفت اسرائيل كل جهود السلام وانهت المفاوضات بتنفيذ مشروعها الاستيطاني وتهويد القدس واغتيال حل الدولتين...{nl}القدس وجدل الزيارة {nl}بقلم: أمجد عرار عن الخليج الاماراتية{nl}من الغريب وغير المنطقي، بل من المضحك أن يصبح السقف الأعلى للعرب والمسلمين إزاء القدس المحتلة، احتدام الجدل حول صحّة أو شرعية زيارتهم تحت الاحتلال من خطئها وتحريمها . فهذا يعني أن أقصى ما تستطيعه أمّتان تشكّلان خمس العالم سكاناً، لإنقاذ أولى القبلتين وثالث الحرمين، هو غرق علمائهما وسياسييهما في الجدل والنقاش والفتاوى المنقسمة بين موقفين يؤيد أو يعارض، يحلّل أو يحرّم زيارة المدينة، وكأن واقعهما بحاجة إلى مزيد من عوامل ومظاهر الانقسام والفتنة .{nl}معظم العرب والمسلمين يعتبرون زيارة القدس تحت الاحتلال خطأ وتطبيعاً مع محتليها بغض النظر عن حسن نوايا البعض واعتقادهم بأن الزيارة تعتبر دعماً للقدس وإنقاذاً لها من العزلة واستفراد الاحتلال بها . وإن كان هناك من يعمل على التطبيع ويسعى إليه لدوافع مشبوهة، لكن ليس كل من يدعو لزيارة المدينة أو يزورها خائناً أو متقصّداً التطبيع . مثلما أنه ليس كل من يمتنع عن زيارة القدس وطنياً وقومياً ومؤمناً .{nl}القدس ليست بحاجة إلى من يزورها أسيرة، كما أنها لا يكفيها أن يمتنع العرب والمسلمون عن زيارتها وكأن هذا أقصى ما يستطيعونه تجاهها . الاحتلال ليس كلاماً لكي يواجه بالكلام، ولو كانت القدس محتلة في مسلسل أو فيلم أو عمل فني افتراضي، لكانت الفضائيات صلاح الدين الأيوبي، ولكان نصف خطبة عصماء كافياً لنقل الخطيب إلى باحة الأقصى لإكمال نصف القصيدة الباقي . القدس ليست مادة للمزايدة الإعلامية والسجال السياسي والديني . من الناحية السياسية والدينية والأخلاقية، لا شيء يرفع عن كل عربي ومسلم مقتدر واجب تحرير أرض العرب والمسلمين من الاحتلال . وإذا كان البعض يعتبر القدس شأناً فلسطينياً ويدفعه انكفاؤه القُطري لشطب القدس من برنامجه، حتى الكلامي والثقافي، فليعلن ذلك صراحة على الملأ ويحدّد على هذا الأساس موقعه من هذا الصراع . {nl}القدس ليست بزّة يلبسها من يشاء لتنظيف سيرته وتسليك خطوط خفيّة أو تمرير مآرب أخرى باسمها . إنها تنتظر أن تسمع من ساسة الأمتين وقادتهما ومفتيهما مواقف تدفع باتجاه أفعال وخطوات وبرامج عملية تنقذ القدس مما تتعرّض له، وتقود إلى تحريرها وانتزاعها من براثن الاحتلال .{nl}ليس مقبولاً أن يكون الجدل بشأن زيارة القدس مهرباً من استحقاق تحريرها أو تغطية على عجز بات مزمناً واستعيض عنه بالكلام الفارغ . فلا الداعي لزيارة القدس يملك أن يساعد أحداً يمنعه الاحتلال من دخولها، ولا رافض الزيارة يمنع برفضه مستوطناً من الاستيلاء على منزل فيها . لا يكاد يمر أسبوع، حتى لا نقول يوم، من دون أن تعلن سلطات الاحتلال عن مخطط استيطاني أو مخطط لهدم منزل أو حي في المدينة بدعوى شرائه من منظمات استيطانية .{nl} أما جدار النهب والفصل العنصري فهو جريمة بحد ذاته إذ يسرق الأرض ويقطّع أوصالها، وفي مقطعه المار في القدس يقسّم الأحياء ويفصل بين أبناء الأسرة الواحدة، وبين الفلسطيني ومصالحه وأملاكه . “إسرائيل” التي تحتل المدينة، وتهدم منازل أبنائها وتهجّرهم وتستورد مستوطنين من شتى بقاع الأرض، وتخطو كل دقيقة خطوة جديدة في طريق تهويدها والإجهاز على هويتها العربية والإسلامية، وفي ذروة التهويد يسعى الاحتلال للوصول إلى استكمال مخططه المسمى “عشرين عشرين” الذي يحوّل القدس إلى مدينة بلا عرب وعروبة، وبلا إسلام ومسلمين، وقد تصبح القدس من دون مسجد أقصى، وعندها ستنتفي الحاجة لفتاوى بشأن زيارة لا فائدة منها سوى السياحة وتعلّم اللغة العبرية .{nl}اللاجئون الفلسطينيون في سوريا: قلق الوجود وجحيم النزوح{nl}بقلم: نضال بيطاري عن السفير البيروتية{nl}في مؤتمرها الصحافي في السابع والعشرين من آذار اتهمت مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان اللاجئين الفلسطينيين في مخيم «الرمل» بالتورط في أعمال «تخريب» وحملتهم مسؤولية ما جرى حينها من مظاهرات في مدينة اللاذقية، هذا التصريح كان بداية إثارة القلق لدى الفلسطينيين في سوريا خشية أن يكونوا شماعة النظام ليعلق عليهم آثار اتساع الأزمة التي تبين لاحقاً أنها أكبر من أن تكون حركة فلسطينيي مخيمات لم يكن لهم في الأصل أي دور في تفجير الثورة السورية.{nl}تجربة الشعب العربي الفلسطيني اللاجئ في المنافي ودول اللجوء، من الأردن إلى لبنان وصولا إلى تبعات حرب الخليج واحتلال العراق، وما حل باللاجئين الفلسطينيين في كل تلك المراحل، تجعلهم قلقين حيال ما يجري اليوم في سوريا.{nl}سوريا التي احتضنت الوجود الفلسطيني منذ النكبة وحصل فيها على صفة «بحكم المواطن» جعلت من حياة الفلسطينيين انعكاساً لكل ما يعيشه المواطن السوري على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويزيد من شدة تأثير هذه الظروف كون مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا هي مخيمات مختلطة إلى أبعد الحدود يعيش فيها الفلسطينيون إلى جانب أشقائهم السوريين بل وأكثر من ذلك فإن المخيمات لا حدود فاصلة بينها وبين المحيط، ما جعل شدة الاندماج بين الفلسطينيين والسوريين أكثر منها في باقي دول اللجوء، لذلك فقد كان من الطبيعي أن تعيش مخيمات اللاجئين الفلسطينيين على المستوى الشعبي ظروف المناطق المحيطة بها، وأن يتفاوت تأثير الأزمة السورية عليها وفقا لتفاوت شدة هذه الأزمة على المناطق المحيطة في المخيمات ويتناسب معها.{nl}فمع انطلاق شرارة الثورة السورية في درعا، أوائل مارس ـ آذار 2011، سقط الشهيد الفلسطيني وسام أمير الغول في مخيم «درعا» في الثالث والعشرين من الشهر نفسه أثناء محاولته إسعاف الجرحى، ولعب المخيم حينها دوراً إغاثيا إنسانياً لنجدة المناطق المجاورة له، ونزح إلى الأردن ما يقارب مئات الفلسطينيين من حملة الوثيقة السورية ضمن من نزح من السوريين في درعا، لكن ظروف استضافة الفلسطينيين تختلف عن أشقائهم السوريين، إذ يقبع النازحون الفلسطينيون في مخيم «البشابشة»، تحت حراسة أمنية مشددة.{nl}ولم يكن مخيم العائدين للاجئين الفلسطينيين في مدينة حمص بمنأى عما يجري في الحي المجاور له حي باب عمرو، فكان له نصيب مما نال باب عمرو والخالدية وحي العدوية التي شهدت مقتل رجال عائلتي زهرة والحسن الفلسطينيتين فسقط ثمانية شهداء من اللاجئين الفلسطينيين ضمن أربعة وسبعين شهيداً هم ضحايا المجزرة، ونزح من مخيم حمص عشرات العائلات إلى مدن سورية أخرى أكثر أمناً، وتوجه معظمهم إلى مخيم اليرموك في مدينة دمشق وهو أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا والذي يقطنه حوالي مائة وعشرين ألف لاجئ فلسطيني وقرابة خمسمائة ألف مواطن سوري، علما أن هذا المخيم شهد ولا يزال توترات عديدة مع بداية الثورة، فقد شهد حادثة اغتيال العقيد الركن عبد الناصر مقاري أحد ضباط جيش التحرير الفلسطيني، واغتيال العميد الركن رضا الخضرا في اليوم ذاته، كما شهد انفجار عبوة ناسفة في سيارة مفخخة على شارع الثلاثين.{nl}الفصائل الفلسطينية وبحكم الانقسام الموجود بين حركتي «فتح» و«حماس»، تعمق انقسامها أكثر فأكثر خلال الأزمة في سوريا، إلى الدرجة التي جعلت من الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة تتولى شؤون الأمن السوري بالوكالة داخل المخيمات، فترسل مسلحيها ليفضوا المظاهرات شبه اليومية التي بدأت تنطلق منذ اقتحام الجيش السوري لمخيم «الرمل الجنوبي» في اللاذقية أواسط آب أغسطس العام الفائت، وكان المخيم قد شهد إطلاق نار من قبل مسلحي الجبهة الشعبية القيادة العامة على المتظاهرين السلميين الذين توجهوا إلى مركز الخالصة في السادس من حزيران يونيو من العام نفسه ليعبروا عن رفضهم لأن يكون الفلسطينيون أداة لإخماد الثورة السورية، فسقط قتلى وجرحى، وخرج أمين عام الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة اليوم التالي على شاشات التلفزة ليتحدث بلسان ومفاهيم النظام السوري معتبراً أن مندسين ومخربين و«دحلانيين» مأجورين قاموا بالهجوم على «مبنى الخالصة» التابع للقيادة العامة والذي يقع في مخيم اليرموك، ومنذ ذلك التاريخ لم تتوقف عملية ملاحقة وخطف واعتقال الناشطين الفلسطينيين في المخيمات.{nl}منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، لم يصدر عنها سوى بيان خجول وحيد إثر اجتياح مخيم الرمل، ولاحقاً خرج الرئيس الفلسطيني محمود عباس ليجيب عن سؤال الصحافية التي سألته هل تخشى على الفلسطينيين في سوريا فأجابها «نحن لا نتدخل في ما يجري في سوريا ونقف على الحياد وأفهمناهم بأنهم ضيوف».{nl}ولكن حديث رئيس منظمة التحرير لا يتناسب مع ما تشهده المخيمات، حيث سبق وحذر ناشطون فلسطينيون أكثر من مرة وعبر وسائل الاعلام من مغبة استخدام الورقة الفلسطينية في الأزمة السورية، كما نبهوا أكثر من مرة من استمرار حملات المداهمة والاعتقال التي تشهدها المخيمات، والتي خلفت حتى بحسب ناشطين فلسطينيين قرابة سبعين شهيداً وأكثر من مائة وعشرين معتقلاً، ولا تزال حملات الاعتقال داخل المخيمات تسير دون توقف.{nl}ان الظروف الحياتية الفلسطينية ما هي إلا انعكاس لما يعيشه المجتمع السوري، وبالتالي فإن المخيمات معرضة لكل ما يحدث خارجها ابتداء من التظاهر وصولاً إلى العنف المسلح، وفي غياب «منظمة التحرير الفلسطينية» ونأيها عن لعب دورها كممثل للشعب الفلسطيني، يخشى من أن تؤول الأمور في المخيمات إلى فوضى لا يمكن التحكم بمسارها لاحقاً، أو ان تتحول المخيمات إلى ساحة لحرب أهلية بين الفصائل المؤيدة للنظام وبين المعارضين له أفراداً أو فصائل.{nl}إذا كان المستوى السياسي على هذه الدرجــة من التعــقيد فإن الاهتمام بالمستوى الانساني الذي يعمل على تخفيف حجم الخسائر بكافة أبعادها لايجب أن يحمل على التعقيدات السياسـية وأن يراعي الاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق اللاجئين، والذي يتطلب تواصلاً مع الهيئات الدولية ذات الصلة وعلى رأسها المفوضية العـليا لشؤون اللاجئين UNHCR والوكالة الدولية لإغاثة وتشغيل اللاجـئين الفلسطينيين UNRWA، كما يتطلب تدخل جامعة الدول العربية بشكل حقيقي مع الدول المضيفة لتسهيل وتحسين ظروف استضافة اللاجئين الفلسطينيين وهو أمر يقع رسمياً وديبلوماسياً على عاتق منظمة التحرير الفلسطينية.{nl}من يعطل المصالحة الفلسطينية..تساؤل يبحث عن إجابة؟!{nl}بقلم: علي الطعيمات عن الوطن القطرية{nl}من الواضح ان المصالحة الفلسطينية تواجه مأزقا «هلاميا مجهول الهوية»، وتقف عند حاجز «غير معلوم الهوية» خصوصا بعد التوصل الى حل خلاق في «اعلان الدوحة» لمعضلة رئيس الحكومة الفلسطينية المقبلة، ونوعية أو صفات اعضائها التي ارقت الجميع، ووقفت سدا منيعا امام اتمام اتفاق المصالحة الموقع عليه في القاهرة، وهما الاتفاقان الموقعان من رئيس السلطة الفلسطينية في رام الله رئيس «فتح» محمود عباس، ورئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) خالد مشعل الذي تسيطر حركته على قطاع غزة.{nl}وهذا «المشهد» يثير الحيرة والتساؤل، فالمفترض وبعد مرور نحو شهرين من توقيع «إعلان الدوحة» الذي اشاع الكثير من التفاؤل ليس في الشارع الفلسطيني بل وفي الشارع العربي على قرب عودة الوئام ووحدة وتراص الصف الفلسطيني في هذه الفترة الحرجة من تاريخ القضية الفلسطينية حيث الغرور الإسرائيلي وصل مداه بالتزامن مع الهجمة التهويدية والاستيطانية الشرسة في مدينة القدس المحتلة، ان تكون قد تشكلت الحكومة الفلسطينية كخوة على الطريق نحو اتمام باقي البنود من اعلان الدوحة واتفاق القاهرة الذي مضى عليه نحو عشرة اشهر، ولكن الحالة رغم الانفراجات وتفكيك عقدها الا ان «سر» التئام الانفصال ما زال «لغزا» مع ان الجميع يطلق الكثير من التصريحات التي تثير التفاؤل، ولكن تبقى «الحالة الفلسطينية» على وضعها «قبل الاتفاقات» فالانقسام مستمر، والمظاهر الداعمة له تتوافر بكثرة بل، وربما من هذه المظاهر مسألة «التنسيق الأمني بين السلطة في رام الله وقوات الاحتلال الصهيوني»، بالتوازي مع استمرارحملات الاعتقال السياسية ومطاردة المقاومين للاحتلال من قبل الأجهزة الامنية لسلطة رام الله من حين لآخر.{nl}تساؤلات مشروعة، ولا يمكن لاحد امام هذا المشهد «الغريب» الا ان يقف متسائلا لماذا؟ تتم عرقلة المصالحة التي تمثل الان «عودة الروح» للشارع الفلسطيني ولقضيته ومسارها نحو التحرر والتحرير، وبمثابة خسارة كبيرة للاحتلال الإسرائيلي الذي يوظف كل طاقاته وحلفائة لاستمرار الانقسام الفلسطيني ومنع هذه المصالحة لقناعته بأنها من اهم عوامل مقاومة الاحتلال والتصدي لمخططاته الشيطانية الاستيطانية لتهويد القدس وهدم المسجد الاقصى وفق اجندة يجري تنفيذها بدقة متناهية والفلسطينيون كما يبدو جزء من التنفيذ من حيث استمرار الانقسام والاعتقالات السياسية في الضفة الغربية تحديدا واستمرار التنسيق الامني الذي لا يستفيد منه سوى الاحتلال الإسرائيلي لاننا وعلى الارض نشاهد دائما ان شرطة السلطة «تختفي» من اي منطقة أو حي أو شارع امام جيش الاحتلال خلال عمليات المداهمات «الأمنية الإسرائيلية» في مناطق «السلطة».{nl}لا يمكن فهم كل هذا التأخير لاتمام المصالحة الفلسطينية التي هي مصلحة فلسطينية عليا، والتلكؤ بتشكيل الحكومة الفلسطينية التي كانت «معضلة» ووجدت حلا خلاقا في الدوحة، الا ان تكون السلطة «غير قادرة أو غير راغبة» في الخروج من دائرة الرفض الاميركي الإسرائيلي القوي للمصالحة وهو السبب الاساسي للجمود الذي تعاني منه «المصالحة» وذلك بـ «تعطيل» تشكيل «الحكومة»، وارسال برقية أو رسالة لمن يهمه الامر بأن سياسة السلطة في الضفة الغربية لن تتغير وان اتفاقي المصالحة بالرغم من كل التصريحات الصادرة من رام الله فهي ليست سوى حبر على ورق، وبالمصالحة حقق عباس اعترافا جديدا به من حماس بقبولها بقاءه اولا في رئاسة السلطة، وقبولها بحكومة برئاسته، مع انه من حقها التمسك بتشكيل الحكومة بعد فوزها المدوي بالانتخابات التشريعية الفلسطينية التي تنكر الغرب كله للديمقراطية التي يسوقها في «المنطقة».{nl} وفي المقابل لم تحقق حماس رفع الحصار عن قطاع غزة واخراج معتقليها في سجون السلطة، ولكن المطلوب الان من الطرفين ومن العقلاء الفلسطينيين في الضفة والقطاع غير المنتمين للحركتين التحرك بكل جدية ومصداقية للعمل على تنفيذ اعلان الدوحة واتفاق القاهرة والاستفادة والاتعاظ من الدروس الإسرائيلية والاميركية اللامحدودة، طوال العقدين الماضيين، فالوحدة الوطنية هي السند الحقيقي بل هي السلاح الامضى في مواجهة المخططات الإسرائيلية، بل هي الركيزة الاساسية لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وليس الوعود الوهمية.{nl}أزمة الثورات العربيـة{nl}بقلم: سلامة كيلة عن الشروق المصرية{nl}كان الأمل كبيرا بتحقيق التغيير بعد اندلاع الثورات فى أكثر من بلد عربى، لكن يبدو الوضع الآن وكأن شيئا لم يحدث، وأن دم الشهداء قد ذهب دون نتيجة. فقد جاءت نتائج الانتخابات التى جرى الترتيب لها على عجل بقوى كانت هامشية فى الثورات أو لم تشارك جديا فيها، التى ظهر أنها لا تحمل حلولا لمشكلات الشعب الذى قامت الثورات على أكتافه.{nl}إذن، الشعب يثور لكى يطالب بالعمل والأجر الذى يجعله قادرا على العيش، وبتحسين الظروف العامة، وتحقيق الديمقراطية الحقيقية وبناء الدولة المدنية، ويصل إلى الحكم قوى ليست فى وارد كل ذلك. هذه هى الأزمة التى تعيشها الثورات، والتى تؤسس لحالة يأس لدى قطاعات اعتقدت بأنها قد فتحت أفق مرحلة جديدة.{nl}هل الثورات فى أزمة؟ أم أنها ليست ثورات بالأصل، بل حراك استفادت منه بعض القوى لتعزيز مواقعها؟{nl}●●●{nl}لا شك فى أن وصول قوى إلى السلطة عبر الانتخابات لا تختلف فى توجهاتها عن النظام السابق هو الوضع الذى تشكل قبيل الثورات من زاوية وضع الأحزاب المعارضة بالتحديد. فقد كانت الأحزاب التى تصدرت المشهد العالمى، والعربى، فى صيرورة انهيار بعد أن استنفدت «شعبيتها» على ضوء نتائج التجارب التى خاضتها. فاليسار بعمومية أحزابه كان ينهار عالميا (التجارب الاشتراكية)، ويكاد يتلاشى عربيا نتيجة انهيار تجارب الأحزاب القومية، وعجز أطياف اليسار عن أن تنفك عن الاتحاد السوفييتى من جهة، والنظم القومية من جهة أخرى. وبالتالى نهضت الثورات واليسار فى اضمحلال (مع استثناءات محدودة)، ويميل طيف كبير منه نحو اللبرلة التى هى أصلا فى أساس التهميش والإفقار الذى بات يلف الشعب.{nl}فى المقابل، كانت تبدو القوى الإسلامية كقوى ناهضة تقاوم الإمبريالية، وتعارض النظم، وتقول بأنها البديل. لكنها فى الواقع كانت فى تعارض مع الإمبريالية نتيجة السياسة الإمبريالية ذاتها التى قامت منذ الحادى عشر من سبتمبر بـ«اختراع عدو»، هو «الإسلام». كما كانت فى تعارض مع النظم نتيجة الخلاف والصراع حول المصالح والسيطرة والدور أكثر من أى شىء آخر. وبالتالى فإن رؤيتها وبرنامجها لا يتعلقان بمشكلات المجتمع الاقتصادية والمعيشية، ولا يتوافقان مع تأسيس دولة مدنية ديمقراطية، حيث إن الحكم هو لله، وهم من ينفذه عبر تفسيره الخاص للشريعة.{nl}المشكلة الأولى التى ظهرت هى أن الشعب الثائر قبل بأول مناورة قامت بها الطبقة الرأسمالية المسيطرة، فاعتقد بأن رحيل الرئيس هو رحيل للنظام بمجمله، وأن الجيش كما رُسم فى المخيلة العربية بعد انقلابات الخمسينيات هو الذى سيحقق مطالب الشعب. وإلى أن أفاق من هذا الوهم كانت المرحلة الانتقالية قد رُتبت بين هؤلاء والإسلاميين انطلاقا من توسيع محدود للديمقراطية يتمثل فى «تحسين وضع الانتخابات» بهدف إدخال هؤلاء فى السلطة، والحفاظ على النمط الاقتصادى مع توفير ظروف أفضل للفئات الطبقية التى تعبّر عنها القوى الإسلامية. والتوافق على تقاسم السلطة فى شكل يسمح بالقول إن ثورة الشعب قد أوصلت المعارضة إلى السلطة، وأن هذه باتت هى السلطة.{nl}بالتالى يمكن القول بأن الشعب الذى صنع الثورات لم يحمل إلى السلطة القوى التى تحمل مطالبه لكى تجرى التغيير الضرورى فى النمط الاقتصادى وبنية الدولة الذى يحقق هذه المطالب. والسبب فى ذلك هو الانهيار الذى أصاب تلك القوى فى السنوات الماضية، فشلها وميل جزء كبير منها إلى اللبرلة التى تجعله غير معنى بتلك المطالب. لهذا بدأت الثورات عفوية، وظلت عفوية، رغم دور بعض الشباب تحديدا فى تنظيم الحراك دون رؤية استراتيجية واضحة، ومع تشوش فى الأهداف. وهو الأمر الذى أفضى إلى «عدم الانتباه» إلى لعبة العسكر، أو لعبة الرأسمالية المافياوية المسيطرة.{nl}لكن السؤال الأهم هنا هو: هل هذا التحول الشكلى سوف يوقف الحراك الشعبى؟{nl}إلى الآن، لا يبدو ذلك ممكنا، حيث يستمر الحراك فى تونس ومصر والمغرب واليمن، بالضبط لأن مطالب الشعب لم تتحقق، وإذا كانت الانتخابات قد أوهمت فئات بأن الإسلاميين يحملون حلولا لمشاكلهم فإن الأمر سينقلب قريبا بعد أن يتوضح أنها عاجزة عن ذلك، أو أنها تتمسك بالأساس الذى قامت عليه النظم التى قامت الثورات ضدها. وبهذا سوف يتوسع الحراك ويستمر، وسوف النظم ذاتها ضعيفة نتيجة العجز عن الحكم.{nl}●●●{nl}ما ينقص، كان ومازال، هو القوى التى تحمل مطالب الشعب، وتعمل على أن تفرض سلطة الشعب من أجل تحقيقها. والأزمة فى الثورات هى هنا بالتحديد. الشعب سوف يقاتل إلى أن يفرض بديله، لكنه يحتاج إلى القوى التى تنظم وتوضح وتقود الصراع. وإذا كانت القوى القديمة عاجزة فإن الشباب هم من سيفتح على فعل سياسى جديد، نابع من الشعب، ومعبر عن مطالبه. بالتالى يمكن القول بأن المرحلة الأولى من الثورات قد أضعفت النظم، وكشفت عجز المعارضة، لكنها فتحت الباب واسعا على أن ينتظم الشعب فى سياق يفرض تحقيق التغيير الجذرى.{nl}المسألة هنا تتمثل فى أن الشعب لم يعد يمتلك ترف التراجع عن الثورة، وأنه بالتالى لن يعود إلى السكينة الطويلة التى ظل فيها سابقا، لهذا نقول بأن الثورة قد بدأت للتو.<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/05-2012/عربي-90.doc)