المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أقلام وآراء محلي 75



Haidar
2012-05-06, 12:27 PM
أقلام وآراء{nl}(75){nl}السيد الرئيس .. الحركة الصهيونية كانت تطلب الدعم المالي والسياسي من يهود البلاد العربية ... ولم تكن تريد هجرتهم إلى فلسطين لأنها كانت تطمح إلى بناء دولة يهودية ذات طابع غربي.{nl}بقلم: هيئة التحرير عن صحيفة القدس{nl}شاهد عيان - حفريات ابو مازن{nl}بقلم: محمود أبو الهيجاء عن صحيفة الحياة{nl}نبض الحياة - نواقص رسالة بيلين{nl}بقلم: عادل عبد الرحمن عن صحيفة الحياة{nl}.. ما يملأ الوقت (والمفاوضات) رملاً!{nl}بقلم: حسن البطل عن صحيفة الأيام{nl}نتنياهو يتبجح فالاحتلال لم يعد مكلفاً{nl}بقلم : اكرم عطا الله عن صحيفة الأيام{nl}إسرائيل: من أزمة منتصف العمر.. إلى حافة الجنون!{nl}بقلم: هاني حبيب عن صحيفة الأيام{nl}سبحان الذي غيّر الأحوال{nl}بقلم : حمادة فراعنة عن صحيفة الأيام{nl}حياتنا - النفير{nl}بقلم: حافظ البرغوثي عن صحيفة الحياة{nl}مدارات - حديث الملالي .. الى أي عار هم ذاهبون؟!{nl}بقلم: عدلي صادق عن صحيفة الحياة{nl}الاحد وكل يوم احد .. الطريق الى تغيير ملامح الصورة!{nl}بقلم: زياد أبو زباد عن صحيفة القدس{nl}بقّ "بحصة" الانتخابات المحلية!{nl}بقلم: ريما كتانة نزال عن صحيفة الأيام{nl}في مقال للرئيس عباس يتحدث فيه عن بدايات الهجرة اليهودية الى اسرائيل .. الحركة الصهيونية كانت تطلب الدعم المالي والسياسي من يهود البلاد العربية ... ولم تكن تريد هجرتهم إلى فلسطين لأنها كانت تطمح إلى بناء دولة يهودية ذات طابع غربي.{nl}بقلم: هيئة التحرير عن صحيفة القدس{nl}القى الرئيس محمود عباس في مقال له نشر امس، الضوء على بدايات الهجرة اليهودية الى اسرائيل قائلا إن الحركة الصهيونية كانت تطلب الدعم المالي والسياسي من يهود البلاد العربية ولم تكن تريد هجرتهم إلى فلسطين لأنها كانت تطمح إلى بناء دولة يهودية ذات طابع غربي.{nl}ويخص عباس يهود العراق الذين أجبروا على ترك بلادهم قائل إنهم تركوا العراق كيهود وعاشوا في "إسرائيل" كعراقيين ويستشهد على ما خلص إليه بمقابلات صحفية اجرتها وسائل اعلام مع شعراء وقادة اسرائيليين ومؤلفي كتب عاشوا تلك الفترة من خلال حديثهم عن تجاربهم الشخصية.{nl}ويستشهد الرئيس عباس بحديث لشاعر يهودي من اصل عراقي لنفي الرواية الاسرائيلية حول دوافع هجرة اليهود الى فلسطين قبل وبعد عام 1948 . {nl}ويضيف "ولم يعد خافيا الدور الذي لعبه ديفيد بن جوريون عندما ارسل مبعوثيه الى العراق لالقاء الرعب في قلوب اليهود فامعنوا بهم قتلا وارهابا وتنكيلا ثم ترك للاعلام دور اشاعة ان العرب المتطرفين كانوا وراء هذه الافعال البشعة."{nl}كما يتحدث الرئيس عباس عن الوفاق والوئام الذي كان يعيش الناس في ظلاله في البلاد العربية على اختلاف اديانهم وطوائفهم .{nl}وفيما يلي نص المقال:{nl}ذات يوم من أيام صيف عام 1979 كانت الاذاعة الاسرائيلية تبث برنامجا للمذيع الاسرائيلي زكي المختار اسمه " على ذوقي " ويقوم هذا البرنامج على استضافة المذيع لأحد الشخصيات الاجتماعية او الادبية أو الثقافية العربية واليهودية، وفي ذلك اليوم كان اللقاء مع شاعر يهودي من اصل عراقي اسمه " ابراهام عوبديا " واسمه الاصلي ابراهيم عوض، بدأ الحديث عن الشعر العربي القديم والحديث عن ابرز الشعراء المعاصرين والقدامى، ثم انتقل المذيع ليسأل الشاعر ابراهيم عن بداياته الشعرية وكيف تمكن من تقوية ملكته الشعرية فقال: كنت طالباً في الإعدادية في البصرة ، ولاحظ استاذي انني اتمتع بملكة شعرية ، وكان هذا الاستاذ مسيحيا من فلسطين وهو احد اعضاء البعثة التعليمية التي كانت ترسلها الهيئة العربية العليا الى بعض البلاد العربية مثل العراق والكويت والبحرين وعمان للتدريس مجانا وعلى حساب الهيئة ، لقد نصحني استاذي المسيحي " حنا " حتى أتمكن من اللغة العربية ان احفظ القرآن ، وحفظته فعلا وبدأت الشعر الى أن اصدرت في بغداد اول ديوان في عام 1948 وارسلت نسخة اهداء الى استاذي في القدس اعترافا مني بفضله علي ، ولسوء الحظ فان النسخة لم تصله لأن الحرب كانت قد اندلعت وهاجر استاذي الى الاردن في نفس الوقت الذي هاجرت انا فيه من العراق الى فلسطين بحجة جمع شمل العائلات اليهودية .{nl}وانتهى البرنامج .{nl}ان ما يلفت النظر في هذا الحديث هو الاشارة الى جملة قضايا خاصة اولها ان الهيئة العربية العليا على الرغم من كل الظروف الصعبة التي كانت تمر بها البلاد الفلسطينية ، وخاصة مقارعة الاستعمار البريطاني والاستيطان الصهيوني ، كانت ترسل البعثات التعليمية المجانية الى البلاد العربية ، وثانيها ان الوفاق والوئام الذي كان يعيش الناس في ظلاله في البلاد العربية على اختلاف اديانهم وطوائفهم وصل الى حد ان استاذا مسيحيا ينصح طالبا يهوديا ان يحفظ القرآن الكريم ، دون ان يشعر أي منهما بأي حرج ، وثالثها نبرة المرارة التي تحدث فيها الشاعر الاسرائيلي عن الوضع الذي وصل إليه استاذه عندما رحل من القدس بسبب الحرب وما وصل إليه هو نفسه عندما اجبر على الرحيل من العراق موطنه وموطن ابائه واجداده الى فلسطين تحت حجة جمع العائلات .{nl}ان تعبيره هذا ينفي بشكل قاطع أي دافع صهيوني او عقائدي وراء هجرته الى فلسطين بل أن هجرته إليها كانت قهرية وقسرية استهدفت اقتلاعه من جذوره رغم انفه ، ذلك هو حال كل اليهود الذين نقلوا من العراق الى فلسطين نتيجة تواطؤ ثلاثي صهيوني - بريطاني -عراقي ، ولم يعد خافيا الدور الذي لعبه ديفيد بن غوريون عندما ارسل مبعوثيه الى هناك لالقاء الرعب في قلوب اليهود فامعنوا بهم قتلا وارهابا وتنكيلا ، ثم ترك للاعلام دور اشاعة ان العرب المتطرفين كانوا وراء هذه الافعال البشعة .{nl}ولا زالت بعض جماهير اليهود تذكر دور الوزير في وزارة الليكود مردخاي بن فورات وشلومو هليل وزير الشرطة في حكومة المعراخ اللذين قادا التنظيم السري الصهيوني ونظما بنفسيهما سلسلة عمليات القاء القنابل على البيوت والمقاهي والمتاجر والكنس اليهودية ، ولا زالت جماهير اليهود تذكر الدعوى التي اقامها احد افراد هذه العصابات الذي فقد ساقه في احدى هذه العمليات ضد ديفيد بن غوريون ، يطالبه بالعطل والضرر بسبب تكليفه شخصيا بهذه العملية وقد اصبح مصابا بعاهة مستديمة .{nl}في البداية لم تكن الحركة الصهيونية تريد هجرة يهود البلاد العربية الى فلسطين لأنها كانت تطمح ان تبني دولة يهودية اشكنازية ذات طابع غربي او اوروبي . الا أنها كانت تطالبهم فقط بالدعم السياسي المالي والاعلامي ، ومن هنا كان شعار الحركة الصهيونية " لا نريد ذهب امريكا فقط وانما نريد ذهب المغرب والعراق لنبني دولة " صهيون" الا ان الأمر اختلف بعد قيام اسرائيل واحتلال قوات الجيش الاسرائيلي لمساحات شاسعة ، اكثر مما اقره قرار التقسيم والخيبة التي اصابت الصهيونية في عدم وصول اعداد كبيرة من يهود اوروبا الى اسرائيل بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ، وكان املهم ان هؤلاء اليهود لابد ان يرحلوا اليها نتيجة لما لاقوه من عذاب واضطهاد وقمع على ايدي النازيين والفاشيين .{nl}ولذلك كان لابد مما ليس منه بد ، فاتجهت الحركة الصهيونية الى الجاليات اليهودية في العراق واليمن وشمال افريقيا ومصر وسورية تحثها على الهجرة . وبما أن هذه الجاليات لم يكن لديها الدافع لذلك ، ولم يكن هناك سبب يحثها على ذلك ، اذ كانت جميع هذه الجاليات تنعم بمستوى معيشة لائق وبحقوق مدنية وسياسية لم يحلم بها اليهود في اوروبا على مدى قرون طويلة. ففي العراق مثلا وبعد اعلان دستور عام 1908 انتخب اليهودي العراقي ساسون حزقيال عضوا في " مجلس المبعوثان " وتجدد انتخابه في دورات المجلس جميعها حتى قيام الحرب العالمية الأولى ، كما عين اول وزير للمالية سنة 1921 واستمر يشغل هذا المنصب عدة دورات متتالية ، بل أن قانون المجلس التأسيسي العراقي الصادر عام 1922 قد نص في الفقرة الثانية من مادته الثالثة على أن يكون من بين اعضائه يهوديان من يهود بغداد وواحد من كل من الموصل والبصرة وكركوك ، ونصت المادة التاسعة من قانون انتخاب النواب رقم احد عشر لعام 1946 على أن يمثل اليهود ثلاث نواب في قضاء مركز بغداد ونائبان في قضاء مركز لواء البصرة ونائب في لواء الموصل الى جانب من يمثلهم في مجلس الأعيان .{nl}لذلك كان من الصعب بل من المستحيل اقناع هذه الجالية بضرورة الرحيل ، فالتجأت الحركة الصهيونية الى العنف والتآمر مع بعض السلطات المحلية والقوى الأجنبية التي كانت في ذلك الوقت تتحكم بمقاليد البلاد ، وكانت صاحبة مصلحة سياسية في تهجير هذه الجاليات لبناء الدولة اليهودية بامدادها بالقوى البشرية اللازمة ، يضاف الى ذلك كله ان تهجير عرب فلسطين من بلادهم ، ادى الى فراغ هائل وحاجة ماسة الى قوى بشرية تقوم بالأعمال التي يأنف يهود اوروبا ذوو الياقات البيضاء ان يقوموا بها .{nl}كل هذه الأسباب دعت الى العمل على تهجير يهود البلاد العربية ، ومنهم يهود العراق ، وهنا يعترف ديفيد بن غوريون لصحيفة " كمفر " الناطقة بالايديشية والصادرة في نيويورك في العام ١٩٥٢ بقوله " انني لا أخجل من الاعتراف بأنني لو كنت املك ليس فقط الارادة ، بل القوة ايضا ، لانتقيت مجموعة من الشباب الأقوياء والأذكياء والمتفانين والمخلصين لافكارنا والمشتعلين بالرغبة ، للمساهمة في عودة اليهود الى اسرائيل ، ولارسلتهم الى البلدان التي بالغ فيها اليهود بالقناعة الاثمة ، وستكون مهمة هؤلاء الشباب ان يتنكروا بصفة اناس غير يهود ويرفعوا شعارات معاداة للسامية فانني استطيع ان اضمن انه من ناحية تدفق المهاجرين الى اسرائيل من هذه البلدان سوف تكون النتائج اكبر بعشرات آلاف المرات من النتائج التي يحققها الاف المبعوثين الذين يبشرون بمواعظ عديمة الجدوى " لقد حاول بن غوريون ان يعبر عن التمنيات ولكنه اخفى الأفعال . وهو في الواقع قد نفذ ما تمنى عندما ارسل مبعوثيه للعراق والمغرب ليقتلع اليهود من هناك بالقوة والقتل ، حتى تمكن من جلب مئات الألوف من اليهود الذين عاشوا في هذه البلاد قرونا طويلة .{nl}في كتاب صدر عن دار النشر السفاردية عام 1972 في القدس تحت عنوان " الخروج من العراق " لمؤلفه اسحاق بار موشيه مدير الإذاعة الاسرائيلية ، وصف فيه حالة اليهود العراقيين عند وصولهم الى اسرائيل والمعاناة التى لا قوها ، والتمزق النفسي والعائلي الذين عانوا منه واللامبالاة التي جوبهوا بها والإحتقار الذي كان سمة كل من استقبلهم هناك ، فيقول كنت اتجول بين القادمين كلما سنحت لي الفرصة وابحث عن معارفي وأهلي واصدقائي ، لقد تحول الجميع الى أعزاء قوم ذلوا واستبيحوا مرتين مرة بيد حكومة العراق ومرة بيد حكومة اسرائيل التي لم تدرك خطورة ما قامت به تجاه طائفة يهودية من اعرق وأعظم الطوائف بالعالم .{nl}" لقد تعرضنا في اسرائيل لحرب حضارية سافرة ، كان الجهل يخيم على عقل كل من قابلناه ، كان الجهل بنا وبماهيتنا هو الاهانة الكبرى التي شعرنا بها ونحن نتجول كأشباح فنرصد الأعمال ونبحث عن أمكنة سكن ملائمة او نقضي اوقاتنا في معسكرات الاستقبال او فيما يسمى بالمعابر التي اخذنا نسميها " المقابر " وظهرت للجميع مخاطر من نوع لم يحلموا به ولم يفكروا بامكانية وجوده اصلا .{nl}كان أعظم وأشنع هذه الأخطار هو خطر انهدام وحدة العائلة ، فقد اضطر الأباء الى الاعتماد على الأبناء البالغين وخرجت النساء الى العمل القاسي وأصبح للمسافات قيمتها . تفرقت العائلات ايدي سبأ ، الشباب مجندون ، البنات والأولاد يعملون كل على مسافة من البيت او التخشيبة واما الأب . فإنه اما هبط الى الأرض يعمل فيها بالفأس بعد ان خسر تجارته ونسي مهنته القديمة واما اقعده الهول والمرض عن ذلك فاكتفى من الغنيمة بمساعدات الأبناء " .{nl}" لقد اصبح القادمون مهاجرين مشتتين حقا وقد قدموا خاليي الوفاض من كل شيء وظهر لنا في تلك الأيام ان أحدا في اسرائيل لم يكن ينتظر ان نأتي الا هكذا ، واننا بالنسبة للجميع يجب ان نأتي هكذا ، كنا نتذكر مؤسساتنا العظيمة وآثارنا المجيدة في العراق ونحن نتبادل نظرات خرساء ، وعندما كنا نتقدم نحو الوسط الاسرائيلي الثابت الاركان بحكم كونه قد وصل قبلنا وضرب جناحيه قبلنا فقد كنا نتبادل نظرات نكراء لم يكن أحد طرفيها يفهم الطرف الآخر ".{nl}" ان اعجب ما صعب علينا هضمه هو ان البلاد التي قدمنا اليها لم تكن تعرفنا مثلما كنا نحن نعرف انفسنا وتاريخنا ، وقد تعزز لدينا الاعتقاد وبمرور الزمن بأن الجهل لم يكن جهلاً وانما تجاهلاً مقصوداً ، وفي كل دراسة طالعناها عن يهود اوروبا الشرقية ، كنا نحمل على الاعتقاد ان هؤلاء فقط هم يهود العالم ولا مكان بينهم لليهود والمعروفي الأصل والفروع والقادمين من الشرق ، كان مؤلما ومهيبا معا ان تخلو الكتب المدرسية من تاريخنا ومن ثقافتنا ومن اسماء كتبانا ومثقفينا وحاخامينا وعلمائنا وشعرائنا ووجهائنا ، نحن الذين انتجنا في القرن الأخير فقط طائفة من أحسن كتاب العراق وقضاتها ومفكريها ، كنا نستجدي هنا اعتراف البلاد بنا فشعرنا اننا كالأيتام على مأدبة اللئام " .{nl}" نتذكر بحزن ان حكام العراق انذاك كانوا يصفوننا بأننا يهود ، وقد تركنا العراق كيهود ووصلنا اسرائيل كعراقيين ، المنظر مأسوي ومضحك في الوقت نفسه ، فقد ساعدنا حكام العراق على تثبيت هويتنا ، وها هم اليوم أبناء ديننا وجلدتنا يساعدوننا مرة اخرى على تأكيد وتثبيت عراقيتنا ، كان الشعور مؤلما ومثيراً للحزن في آن معاً .{nl}انتهى حديث اسحاق بار موشيه .{nl}بعد نصف قرن هل تغير شعور اليهود العراقيين وهل تغيرت اوضاعهم وهل تغيرت النظرة اليهم ؟ لا نعتقد .{nl}شاهد عيان - حفريات ابو مازن{nl}بقلم: محمود أبو الهيجاء عن صحيفة الحياة{nl}مقالة الرئيس ابو مازن عن يهود العراق، مقالة اركيولوجية بامتياز، مقالة حفريات معرفية أزاحت الغبار عن الروايات الاسرائيلية الرسمية عن « العودة الى ارض الميعاد فحسب بل طبقات من ركام اقاويل هذه الروايات المفبركة وكشفت ان هجرة اليهود العرب الى فلسطين والعراقيين على نحو خاص، لم تنطو على أي دافع عقائدي وانما كانت في الواقع تهجيرا صهيونيا بعمليات ارهابية مدروسة ضد هولاء اليهود الذين لم يكونوا في وارد التفكير بالهجرة ومغادرة بلادهم التي ولدوا وكبروا واشتغلوا فيها دون أية تحيزات عقائدية تذكر.{nl}وقد تكون هذه الحقائق معروفة لدى الباحثين والدراسين والمهتمين بهذا الشان، لكنها اليوم ومع طغيان اعلام الصور والاخبار والحوارات المتقطعة والسريعة الذي لا يستهدف غير تعويم الذاكرات وشطبها، تبدو كانها جديدة واكثر من ضرورية في سياق الاستمرار في دحض الرواية الاسرائيلية والكشف عن اكاذيبها القومية والعقائدية.{nl}التاريخ ما يزال حيا بذاكرة عصية على الموت والنسيان وحقائق رواياتها ومعرفتها الواقعية ما زالت تحفظ ان الشاعر اليهودي العراقي انما هو ابراهيم عوض وليس ابراهيم عوبيديا كما حولته الحركة الصهيونية...!!!{nl}أليست هذه هي الحفريات المعرفية بأم عينيها التي انطوت عليها مقالة الرئيس ابو مازن، انها كذلك وقد ازالت ركام التسميات الصهيونية عن اسم الشاعر الذي هجر من العراق كيهودي ليصبح مجرد عراقي في اسرائيل والتوصيف ليهودي عراقي ايضا هو اسحاق بار موشيه عن كتابه « الخروج من العراق حسب ما جاء في مقالة الحفريات البليغة للرئيس ابو مازن.{nl}نبض الحياة - نواقص رسالة بيلين{nl}بقلم: عادل عبد الرحمن عن صحيفة الحياة{nl}ارسل رئيس حزب ميرتس، يوسي بيلين، رسالة للرئيس محمود عباس، طالبه فيها باتخاذ خطوة «بانهاء عملية اوسلو» بعد ان اشار الى «ان الوضع الحالي هو قنبلة موقوتة.» مستشعرا خطورة الوضع الحالي الناجم عن سياسات حكومة اليمين المتطرف الاسرائيلية على عملية السلام، بإعلانه خوفه على مستقبل دولة إسرائيل، حيث يخلص الى «ان ما هو على المحك، هو، ضياع إسرائيل كدولة «يهودية» وديمقراطية.» ويتابع «ومن وجهة نظركم, هو ضياع فرصة قيام دولة فلسطينية مستقلة.» والقاسم المشترك بين وجهتي النظر الفلسطينية والاسرائيلية كما يراها بيلين، هو «ان فشل حل الدولتين يهدد بتجدد العنف الرهيب».{nl}لذا يعتقد رئيس حزب ميرتس أن الحل يتمثل في «حل السلطة الفلسطينية، واعادة السيطرة اليومية لاسرائيل سيكون اجراء لا يمكن تجاهله». وفي السياق طالب الوزير الاسرائيلي السابق الرئيس ابو مازن بعدم «التردد للحظة واحدة! لا تقبل على طلب الرئيس اوباما, الذي يريد فقط ألا ينزعج قبل يوم من الانتخابات». وتابع محفزا الرئيس عباس بألا «يسمح لرئيس الوزراء نتنياهو بالاختباء وراء ورقة التين للسلطة الوطنية». واضاف حاثا الرئيس ابو مازن بملاحقة نتنياهو، قائلا» افرض عليه، مرة اخرى، المسؤولية عن مصير اربعة ملايين فلسطيني». ونصح الرئيس محمود عباس ان يبقى فقط «كرئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية، التي سوف تعطيك السلطة لقيادة المفاوضات السياسية».{nl}مما ورد اعلاه يلحظ المراقب عددا من النقاط الايجابية والسلبية في رسالة يوسي بيلين، وهي: {nl}اولا: استشعار زعيم ميرتس الخطر الداهم على العملية السياسية، الذي يهدد مصير ومستقبل السلام وشعوب المنطقة وخاصة الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي. {nl}ثانيا: تقديم النصيحة للرئيس والقيادة الفلسطينية من موقعه كأحد مكونات الشارع الحزبي والسياسي الاسرائيلي. {nl}ثالثا: تسليط الضوء على دور نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة، كعامل تخريب وتدمير للتسوية ولخيار حل الدولتين للشعبين على حدود الرابع من حزيران 67. {nl}رابعا: دعوة الرئيس محمود عباس الى عدم الاستماع لطلب الادارة الاميركية ورئيسها, اوباما، الذي لا يريد شيئا سوى نتائج الانتخابات الرئاسية حتى لو كانت على حساب مصالح شعوب الارض قاطبة وخاصة الشعب الفلسطيني. {nl}أما نواقص رسالة زعيم حزب ميرتس اليساري: {nl}اولا: المشكلة ليست عند الرئيس ابو مازن، المسؤوليات التي يتحملها، إن كان رئيسا للمنظمة او رئيسا للسلطة الوطنية، لانه بالمحصلة رئيس الشعب الفلسطيني. كما ان حل السلطة الآن لا يخدم التوجهات الفلسطينية. وبقاؤها لا يغطي عورات نتنياهو وحكومته. والرسالة التي سيوجهها الرئيس ابو مازن لنتنياهو وزعماء العالم تشير بشكل واضح الى انتفاء دور ومكانة السلطة الوطنية في ظل مواصلة الانتهاكات والجرائم الاسرائيلية ضد ابناء الشعب الفلسطيني ومصالحه العليا. كما لم يعد خافيا على أي متابع للتطورات على الارض الفلسطينية وليس فقط على اقطاب الرباعية الدولية والعالم، ان حكومة نتنياهو تقوم بعملية تدمير منهجية لعملية السلام وخيار حل الدولتين للشعبين. {nl}ثانيا: إصرار بيلين على ان يضمن رسالته الموقف المرفوض فلسطينيا, حيث اكد على «يهودية» الدولة الاسرائيلية. ولم يرتق الى مستوى المسؤولية بتبني شعار، الدولة المدنية، دولة كل مواطنيها. {nl}ثالثا: رغم ان زعيم ميرتس أكد على خيار حل الدولتين للشعبين، إلا انه تهرب من تحديد الحدود الفاصلة بين الدولتين، اي لم يشر الى حدود الرابع من حزيران 67، كفاصل بين الدولتين. {nl}رابعا: لم يشر في رسالته لما عليه وعلى قوى اليسار وانصار السلام في دولة إسرائيل القيام به لفضح جرائم حكومة نتنياهو. {nl}خامسا: لم يحدد موقفا رافضا لخيار الدولة ذات الحدود المؤقتة، التي يحاول انصار وثيقة جنيف الاسرائيليون والفلسطينيون تمريرها في اوساط الرأي العام من الشعبين. الخيار الذي يؤبد الاحتلال الاسرائيلي. {nl}سادسا: لم يوضح يوسي بيلين، ما عليه من مسؤولية سياسية الآن في ظل الانتخابات الاميركية للضغط على الإدارة الاميركية عموما وأعضاء الكونغرس الأميركي عموما، الذي لعب ويلعب دورا خطيرا ضد عملية السلام. ودعم سياسات البلطجة النتنياهوية. {nl}على يوسي بيلين الآن التوجه على رأس وفد من قادة الرأي الاسرائيلي المؤيدين لعملية السلام من جنرالات حرب سابقين واكاديميين ومثقفين واعلاميين الى الولايات المتحدة لاجراء لقاءات مباشرة مع اعضاء الكونغرس الأميركي لفضح سياسات نتنياهو وحكومته المعادية لمصالح الشعب الاسرائيلي ومصالح الولايات المتحدة وخيار حل الدولتين للشعبين على حدود الرابع من حزيران 67. لان التأثير في صانع القرار الاميركي عملية في غاية الاهمية لتغيير معالم اللحظة السياسية. وفي السياق مطالبة اللوبيات اليهودية المؤيدة للسلام «جي ستريت» و»كي ستريت» والعلماء والمثقفين والاعلاميين اليهود من الجنسين لرفع الصوت عاليا ضد جرائم حكومة نتنياهو. {nl}مما لا شك فيه ان رسالة بيلين تحمل في طياتها بعدا ايجابيا، لذا مطلوب قراءتها بمسؤولية، ومطالبته بتطويرها ونقلها الى افعال على الارض، والعمل على حماية السلطة الوطنية ككينونة ونواة للدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها القدس الشرقية وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين على أساس القرار الدولي 194.{nl}.. ما يملأ الوقت (والمفاوضات) رملاً!{nl}بقلم: حسن البطل عن صحيفة الأيام{nl}تحزّر! كم اسماً ونعتاً للنعل (من البابوج إلى البوط).. ولا تتحزّر كم شكلاً وإطاراً للمفاوضات. ترى ما علاقة النعل بالمفاوضات؟ يقول الألمان عن الأحذية – الوسط بين الحذاء الرسمي والرياضي إنها "أحذية وقت الراحة".. ويقول الشاعر "ما يملأ الوقت رملاً" وقت أن كانت "ساعة الرمل" تُقلب عاليها سافلها (قبل الزنبرك والكوارتيز)!.{nl}لعل بعض المفاوضات مثل "أحذية وقت الراحة" أو مثل "ساعة الرمل"، علماً أن الملمّين بالألمانية يعرفون أن الكلمة فيها تضارع ما في الجملة العربية من حروف.. فلماذا لا يأخذون من العربية كلمة "خف"، ربما لأننا نعود من مفاوضات "ساعة الرمل" بما يشبه "خفي حنين".. أو لأننا نملأ "الوقت المستقطع" لحين إجراء انتخابات الرئاسة الأميركية بأنواع من المفاوضات. هي مثل "أحذية وقت الراحة" الملائمة للمسيرة الكبرى في المفاوضات!{nl}لم يعجبكم التشبيه أو المقاربة؟ فلنبدأ بالمحقق أوكامبو من محكمة الجنايات الدولية، ولنقارنه بالمفتش كولومبو. الأول ساذج - متذاكٍ، والثاني متساذج – ذكي (من خدعك فانخدعت له فقد خدعته) لماذا؟ طالبنا أوكامبو بأن نأتيه "بكارت" عضوية دولة فلسطين في الجمعية العامة ليتكرّم بالنظر في الطلب الفلسطيني بجرائم الحرب.. فنال توبيخاً من منظمة العفو الدولية (أمنستي).{nl}إن كنتم شاهدتم مسلسلات "المفتش كولومبو" المتساذج، فقد لاحظتم أنه يطرح أسئلةً جانبيةً على المشتبه به (ينصب له فخاً).. وقبل الانصراف، يلتفت ويطرح عليه أصعب الأسئلة التي توقعه بالجرم المشهود.. مثل سؤال ربطة الحذاء الرسمي لضحية جريمة تبدو غامضة بين الانتحار والقتل.{nl}المعنى؟ قتلوا الثري ليرثوه (قتلت وورثت!) ونقلوا الجثة من مسرح الجريمة إلى مكان آخر، وألبسوه بزة كاملة.. و"ربطة حذاء". بما أن الرجل الحي يربط باليد اليمنى.. فكيف كانت الربطة في الجثة تبدو باليد اليسرى؟ هناك مَن ربط حذاء الضحية بيمناه بعد قتله وموته.{nl}.. فإلى "مفاوضات الرسائل" دون صلة برسائل الشريف حسين – مكماهون، التي تبدأ بعد يوم من عيد الفصح اليهودي (للعيد مفهوم مسيحي وآخر يهودي). لا توجد في أشكال المفاوضات فرصة أخيرة.. والغبي أوكامبو سيدفع الفلسطينيين لطرح عضوية دولة – مراقب على الجمعية العامة (مع اعتراف 132 دولة.. ومنظمة اليونسكو).. ربما بعد انتهاء الرمل في "ساعة الرمل" في انتخابات أوباما.. حيث سيقلب الفلسطينيون الساعة، دون حساب للحرج الأميركي، فقد راعيناه قليلاً في صياغة "الرسالة" – الاستجواب!{nl}سيحمل الرسالة ثلاثة فلسطينيين: عضوان في اللجنة التنفيذية ورئيس الوزراء، وسيحمل الرسالة الجوابية محامي نتنياهو، إسحق مولخو الذي "نسف" مفاوضات عمان بوصفه الضفة الغربية "أراضٍ متنازع عليها". وزعنا نسخاً عن "الرسالة" إلى مَن يهمهم الأمر، وفحواها "كل الأمور واردة" عدا حل السلطة.. بما فيها، أولاً، طلب عضوية – مراقب وإخراس ذريعة أوكامبو، وإحراج أوباما في مستهل ولايته الثانية.{nl}السلطة الفلسطينية غدت بلا سلطات كما تقول "الرسالة".. ولكن القضية الفلسطينية ليست جثة (كما في الجريمة الماكرة التي فك المفتش كولومبو خيوطها، وإن كانت في "غيبوبة" بسبب الانشغالات بالربيع العربي والمسألة النووية.. ونكتفي بالاقتباس من تسفي بريئيل في "هآرتس"، 4 نيسان، الحديث (الإسرائيلي) عن إيران أسهل من الحديث عن المشكلة الفلسطينية".{nl}في ردّه الضمني على الرسالة الفلسطينية إلى صحيفة "معاريف" لمناسبة الفصح اليهودي، وضع نتنياهو قيوداً تفاوضية مسبقة: الكتل الاستيطانية. أماكن ذات معنى ديني – قومي لليهود (في دولة فلسطين) وأماكن ذات مصلحة أمنية لإسرائيل.. ولا شيء عن خطوط 1967 والمبادلات الأردنية المتساوية والمتكافئة.. بل هذا اللغم البري – البحري: الاعتراف بدولة إسرائيل دولة يهودية. إنه لا يطلب المستطاع، بل يطلب المستحيل.{nl}.. وهكذا، سنملأ ساعة المفاوضات رملاً.. بينما تدور ساعة الدولة على نبضات ساعة الكوارتز، وهذا بالعربية هو "المرو" الذي يشكل مع الفيلد سبات والميكا صخر الغرانيت الصلب.{nl}ألا نقول: باقون على صدوركم. بالمفاوضات أو دونها: هنا فلسطين فلتقفز هنا ولا تقفز إلى إيران!.{nl}نتنياهو يتبجح فالاحتلال لم يعد مكلفاً{nl}بقلم : اكرم عطا الله عن صحيفة الأيام{nl}حتى قبل أن تصل رسالة الرئيس الفلسطيني لرئيس الوزراء الإسرائيلي كان الأخير يرد بقذائف من العيار الثقيل واحدة منها كفيلة بتحويل أي أمل بالتسوية إلى ركام مستبقاً وصول الرسالة، وذلك في مقابلة مع صحيفة معاريف، مختصراً بذلك رحلة المفاوضات العبثية الطويلة التي وصلت إلى هذا الحد من التبجح، فلا حديث عن اللاجئين ولا عودة لحدود عام 67 ولا تفكيك للاستيطان والقدس عاصمة إسرائيل، وعلى الفلسطينيين الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية.{nl}وكأن نتنياهو أراد أن يقول ليس هناك ما يمكن الحديث حوله والواقع الذي يتحدث عنه الرئيس الفلسطيني برسالته تعرفه إسرائيل جيداً لأنها من صنعه بتخطيط وتنفيذ محكمين، وإسرائيل لا تريد التوصل لتسوية مع الفلسطينيين أصلاً، فماذا يعني أن يقول "أن لدينا مصلحة واضحة في أماكن ذات معنى ديني قومي لشعبنا وتوجد أيضا أماكن ذات مصلحة أمنية" فالأماكن الدينية في الضفة الغربية تعني القدس (حائط المبكى) والخليل (مغارة المكفيلا) وبيت لحم (قبر راحيل) ونابلس (قبر يوسف) أما الأماكن ذات المصلحة الأمنية فتعني الغور فإن ذلك يعني الضفة الغربية بأكملها، إذا وضعت هذه المناطق تحت السيطرة الإسرائيلية ارتباطاً بالمصالح الإسرائيلية.{nl}المهم لماذا يتحدث نتنياهو بهذه العنجهية فيما أن الطرف الفلسطيني يتحدث في رسالته بلغة منزوعة الأنياب غير قادرة على التهديد حتى بما تملكه من أدوات قوة يمكنها أن تقلق إسرائيل وتجعلها تعيد حساباتها؟ ببساطة لأنه لم يعد هناك ثمن تدفعه إسرائيل كنتاج لاحتلالها، وأفضل توصيف للاحتلال بعد اتفاقيات أوسلو أطلقته الصحافية الاسرائيلية عميره هيس حين وصفته "بالاحتلال سوبر ديلوكس" فقد ألقيت عن كاهله المسؤولية الاقتصادية المكلفة للسيطرة على الشعب الفلسطيني وبقى متحكماً بكل شيء، وبمعنى آخر تحرر من سلبيات الاحتلال وظل محتفظاً بإيجابياته، وفي السنوات الأخيرة ونشوء سلطتين تحولت جبهتا الضفة الغربية وقطاع غزة إلى المنطقتين الأكثر هدوءاً، ونجحت اسرائيل في فرض معادلتها الثقيلة على شعب تحت الاحتلال "الأمن مقابل الحكم" حيث تحول الحكم والسلطة إلى هدف يبرر تقديم تنازلات أمنية في غزة والضفة لتنعم اسرائيل بهدوء لم تشهده منذ احتلالها، فلماذا تفكر بتغيير الواقع؟{nl}منذ بداية الانتفاضة درجت إسرائيل على عقد مؤتمر سنوي لقياس مدى نجاعة ميزان المناعة والأمن القومي لديها، وخلال الأعوام السابقة كان الملف الفلسطيني يحتل عناوين كل المؤتمرات وقد خلا مؤتمر هرتسليا الثاني عشر هذا العام من أية إشارة حتى للموضوع الفلسطيني، وفقط كان الملف الإيراني هو التهديد الوحيد الذي تبحث إسرائيل خيارات الحل، بعكس ما كانت عليه مؤتمرات العقد الماضي حين كانت إسرائيل تهتم بقلق للصراع مع الفلسطينيين، وكذلك خلا مؤتمر ايباك هذا العام بعكس المؤتمرات السابقة من أية اشارة حتى للموضوع الفلسطيني، وكان يجب أن يبحث الفلسطينيون عن تلك الأسباب بالاضافة لتراجع اهتمام الرأي العام الاسرائيلي بالموضوع الفلسطيني، فلم يعد ما يستدعي التفكير إسرائيلياً بهم، فقد سبق اهتمام الإسرائيلي العادي بالسكن والعقارات وجبنة الكوتج كما قال الكاتب المقرب من نتنياهو "غاي بخور" أكثر من اهتمامه بالفلسطينيين والذين لم يعد يصدر عنهم ما يزعج اسرائيلياً.{nl}ومع انزياح إسرائيل نحو اليمين، فلا يشكل المستقبل مدعاة للتفاؤل والانشغال بالبحث عن آفاق للتسوية، فكل الاستطلاعات تشير إلى ازدياد كتلة اليمين في اسرائيل فيما لو جرت انتخابات بما يقترب من ثمانين مقعداً في الكنيست، وتشير أيضا إلى سهولة فوز نتنياهو ثانية مستنداً إلى أغلبية أقوى من الحالية. هذا يعني مزيداً من التصلب والتطرف من التمسك بالسيطرة على القدس والأغوار والخليل ونابلس وبيت لحم وربما غيرها أيضا.{nl}سيرد نتنياهو على رسالة الرئيس الفلسطيني برسالة من الواضح أنها تحمل لاءاته التي ذكرها في المقابلة وهي معروفة، حيث يكررها من وقت لآخر ويقوم بتسريع وتيرة الاستيطان بشكل جنوني في شكل جديد من أشكال المفاوضات "التفاوض بالمراسلة" والذي يعني بمضمونه وصول الجانب الفلسطيني إلى درجة من اليأس، حد الادراك أن العربة التي تحركت منذ عقدين تصطدم بالحائط ولم يعد هناك أمل "هذا ما تعكسه روح رسالة الرئيس الفلسطيني" ولكن هل هذا يكفي؟ فنتنياهو مستعد للمفاوضات بالمراسلة لعقود أخرى طالما أن المسألة دون كلفة، هذا ما يستدعي من الفلسطينيين التفكير بطبيعة العلاقة مع اسرائيل من جديد ودراسة كيفية ادارة الصراع معها بطريقة مختلفة عما شهده العقدان الماضيان أي منذ اقامة السلطة والتي ازدادت الأزمة حين أقيمت سلطتان تنافستا على تهدئة الجبهة مع اسرائيل مقابل بقاء السلطتين.{nl}ربما أن الرسالة المفتوحة والموجهة للرئيس الفلسطيني التي نشرها أحد أقطاب التسوية في اسرائيل يوسي بيلين على صفحات مجلة فورين بوليسي الأميركية تعكس أزمة التسوية وتحمل مفتاح الحل الذي يجب أن تذهب اليه السلطة والذي كانت ستحمله رسالة الرئيس عباس لولا الاستجابة لضغوطات الرئيس أوباما، فقد قال بيلين في رسالته "أن حل السلطة الفلسطينية وإعادة إدارة الشؤون اليومية للفلسطينيين في الضفة الغربية سيكون إجراء لا يستطيع احد تجاهله" ثم قال مخاطباً الرئيس عباس "لا تدعو بنيامين نتنياهو يختبئ وراء ورقة التوت الممثلة بالسلطة الفلسطينية، افرضوا عليه مرة أخرى مسؤولية أربعة ملايين فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة" وبالتأكيد يدرك رجل التسوية من الجانب الإسرائيلي فزع حكومته من هذا الخيار والذي يخشاه أكثر متطرفي الليكود أن يصبح حقيقة واقعة وعلى رأسهم الياكيم هعيستني الذي كتب محذراً من عدم قدرة اسرائيل اقتصادياً وأمنياً على تحمل تكاليف المسؤولية عن الضفة والقطاع".{nl}وبوضوح شديد يلوم بيلين الرئيس الفلسطيني لخلو رسالته من التهديد بحل السلطة قائلاً "بالتأكيد كان يروق لك اعلان موت عملية السلام لكن الرئيس الأميركي يضغط للحفاظ على الراهن وكان من الخطأ الموافقة على طلب أوباما وبإمكانك تصحيح الخطأ".{nl}من الواضح أن الخيارات الفلسطينية تأخذ بالانحسار أكثر، وبالوضوح أكثر نحو خيار شمشون في ظل الضغط الذي يعيشه الفلسطينيون وتحول السلطتين إلى عبء على المواطن وعلى استكمال النضال الفلسطيني، وفي ظل أريحية خيارات الاحتلال منذ أن ألقى بتكلفة الاحتلال الاقتصادية والأمنية على الفلسطينيين حتى باتوا مسكونين بهاجس الراتب في الضفة وأزمة الوقود في غزة والانشغال بالتفاصيل البعيدة عن البرنامج الوطني، واسرائيل تسابق الزمن في سرقة الأرض دون حساب. وفي ظل هذا الوضع غير المريح فلسطينياً يجب أن يطرح السؤال وبقوة والذي يمكن أن يشكل البرنامج الوطني وهو كيف يمكن أن يصبح الاحتلال مكلفاً، فالمحتل لا يرحل إلا حين يصبح ثمن بقائه أعلى من ثمن رحيله، هكذا قالت تجربة التاريخ.{nl}إسرائيل: من أزمة منتصف العمر.. إلى حافة الجنون!{nl}بقلم: هاني حبيب عن صحيفة الأيام{nl}"أزمة منتصف العمر عند اليهود" عنوان لمقال كتبه جميل مطر في جريدة "الشروق" المصرية، يتناول فيه العلاقات الأميركية ـ الإسرائيلية، وعلى وجه الخصوص التطورات في إطار اللوبي الصهيوني ونمو ظاهرة "جي ستريت"، لكني توقفت عند العنوان، ولم أفهم لماذا اختاره الكاتب سوى في السطور الأخيرة من مقالته الشيقة وتحليله الآسر للظاهرة، وذلك عندما أشار إلى أن إسرائيل وبعض قادتها يمرون الآن بأزمة شبيهة بأزمة منتصف العمر التي يتعرض لها معظم الرجال في مرحلة معينة من الحياة، حيث يشعر الرجل بالحاجة إلى تصحيح مساره لتعويض ما فاته، أو التوقف قليلاً لتقييم الإنجازات والإخفاقات، وفي النهاية قد يتجه بعض الرجال إلى إعلان الثورة على النفس، بينما البعض الآخر ينتهي به الأمر إلى الانعزال والاكتئاب وربما الجنون.{nl}وخلال الأسبوع الماضي، وأثناء مراجعتي التقليدية للأخبار والمقالات في شتى أشكال الاتصال الصحافية، توقفت عند بعض الأخبار القصصية من إسرائيل وحولها، بعضها بعيد عن السياسة، بينما تقترب أخرى منها، ورغم الفترة الزمنية المحدودة ـ أسبوع تقريباً ـ فإن مراجعتها مجتمعة، توحي بأعراض أزمة منتصف العمر لدى إسرائيل والإسرائيليين ـ لا أتفق مع جميل مطر في استخدامه كلمة "اليهود" في عنوان مقالته ـ وهكذا، فإن مقالتي هذه في أغلبها اقتباسات تشير إلى هذه الأعراض، وأحببت مشاركة القراء في تفحصها.{nl}فاليهود الروس في إسرائيل، أصابهم السخط والغضب، جراء ما تناوله كتاب تدريسي حول "المواطنة"، والذي يحرض ضدهم كما يقولون، عند تناوله لأسباب هجرتهم من الاتحاد السوفياتي ثم روسيا إلى إسرائيل، وحسب "معاريف"، فإن الكتاب يتناول دوافع هؤلاء للهجرة، من دون أن تكون الصهيونية هي دافعهم الأساسي، بل دوافع مادية في الأساس.{nl}والكتاب يصف اليهود الروس بالجشع والأنانية، وأكثر من ذلك، فإنه يقارنهم باليهود المهاجرين من إثيوبيا الذين هاجروا إلى إسرائيل لأسباب اقتصادية، ولكن أيضاً لأسباب تتعلق بـ "الأرض اليهودية"، ولا ينسى الكتاب أن يشير إلى أن معظم اليهود الروس هم إما مسيحيون أو ملحدون وليس لهم دين، كما يتطرق إلى تفسير طبيعة تصويت المهاجرين الروس في الانتخابات الإسرائيلية حيث يصوتون لأحزاب عرقية روسية، بينما الأثيوبيون يصوتون لصالح مختلف الأحزاب.{nl}وقد توقفت عند هذا الخبر لدى الحديث عن "أحزاب عرقية روسية" إذ إن ذلك يؤكد أن اليهودية مجرد دين وليست عرقاً أو قومية، وهي غير كافية وحدها للقول إن هناك قومية يهودية كما تدعي إسرائيل.{nl}والاحتجاج والغضب لا يتوقف عند المهاجرين من روسيا، بل يمتد إلى اليهود الناجين من النازية، الذين يعانون ظروفاً اقتصادية واجتماعية قاسية، ذلك أن واحداً من أربعة منهم يحتاج إلى المساعدة للاستمرار في الحياة، ويلقون اللوم على الميزانية الهائلة للجيش الإسرائيلي على حسابهم، المحاضر في علم الاجتماع بجامعة تل أبيب يهودا شنهاف يقول: "إن مأساة هؤلاء تنزع القناع عن وجه إسرائيل التي تسوق نفسها دولة رفاه وملجأ ليهود العالم، كما يكشف عن زيف سياسات إسرائيل التي تواصل التباكي على ضحايا الكارثة والمحرقة حفاظاً على لبوس الضحية وكي تستدر العطف من العالم وجباية المساعدات المختلفة لها لا لهم، مستذكراً ما تناوله كتاب كان قد أصدره رئيس الكنيست السابق أبراهام بورغ بعنوان "الانتصار على هتلر" وجاء فيه إن إسرائيل اعتمدت خطاب الضحية وتقديس تاريخ المحرقة لأسباب سياسية.{nl}كما ينقل وديع عواودة (الجزيرة) عن أحد الناجين يوناه شليتسيل قوله: لقد فقدنا أعزاء وأقرباء في المحرقة، وهنا فقدنا كرامتنا، وكثير منا يعانون العوز والحاجة والفاقة.{nl}وليس بعيداً عن المحرقة التي يتحمل مسؤوليتها هتلر، كما يرى الإسرائيليون، فقد جنّ جنون إسرائيل بعدما نشر الكاتب الألماني غونتر غراس مؤخراً قصيدة بعنوان "ما ينبغي قوله" والكاتب الحائز جائزة نوبل للسلام، هاجم الصمت على وقائع كارثية تتمثل في دولة نووية، تتخذ من معاداة السامية تهمة جاهزة لكل من يجهر برأيه، ويقول غراس إنه سئم من الصمت ومن نفاق الغرب تجاه إسرائيل المسؤولة عن تهديد العالم.{nl}وبينما تناولت الأخبار هذه القصيدة بالقول إن غراس لم يشر صراحة إلى إسرائيل إلا بالإيحاء إلى أن قرأت ترجمة للقصيدة في موقع "إيلاف"، يظهر فيها الحديث عن إسرائيل في أكثر من مقطع.{nl}ومن الطبيعي معرفة ردود الفعل الإسرائيلية على غراس، واتهامه التقليدي بمعاداة السامية ـ كما توقع في قصيدته ـ واتهامه بأنه اعترف ذات يوم أنه كان عضواً في منظمة نازية في شبابه، ومن دون أن تنسى الأبواق الإسرائيلية اتهام جائزة نوبل بالنفاق عندما منحته جائزة السلام عام 1999.{nl}وإذا كان من الطبيعي والمعتاد، أن تتناول وسائل الإعلام بين وقت وآخر، بعض الخدمات الاستخبارية الأميركية لصالح إسرائيل، وتجسس إسرائيل على الولايات المتحدة، فإن الغرابة في وجود العكس، إذ كشف الكاتب الصحافي الخبير في شؤون المخابرات، عن أن شركات أميركية وإسرائيلية يمتلكها إسرائيليون في الولايات المتحدة، تمد وكالة الأمن القومي الأميركي بمعلومات وخدمات أمنية حساسة. الكاتب جيمس بميارد يقول إن هذه الشركات مرتبطة بالمخابرات الإسرائيلية أساساً، ومن طبيعة هذه الخدمات التأثير والمس بالأمن القومي الأميركي واتجاهات اتخاذ القرارات المهمة، وأخطر ما كشفه بميارد بهذا الصدد، أن هذه الشركات قامت بالتنصت وجمع المعلومات عن "إرهابيين" في جميع أنحاء العالم بما في ذلك الولايات المتحدة ذاتها، ومنحت صلاحيات لزرع أجهزة تنصت سرية داخل شبكة التلفزيونات الأميركية.{nl}هذه بعض القصص الإخبارية الملتقطة من وعن إسرائيل في فترة وجيزة بعيدة بعض الشيء عن السياسة، مع أنها في القلب منها، قد توحي أن الدولة العبرية في أزمة منتصف العمر، شيء من الارتباك، وشيء من الجنون، إلاّ أن الصورة تبقى مجتزأة، ولا تفي بتقييم الحالة، بقدر ما تعطي الإيحاء الكافي للشك، إلاّ أن اكتمال الصورة يفرض رؤيتها على اتساع، والمقصود هنا، حالتنا نحن العرب، والفلسطينيين على وجه التحديد، عندها فقط يمكن التقاط الصورة الأشمل والأعمق!.{nl}سبحان الذي غيّر الأحوال{nl}بقلم : حمادة فراعنة عن صحيفة الأيام{nl}سارع إسماعيل هنية رئيس حكومة حركة حماس الحزبية غير الائتلافية في قطاع غزة، إلى نفي صلة القوى السياسية الفاعلة في قطاع غزة (فصائل المقاومة) وخصوصاً حركته المهيمنة على مصدر صنع القرار الأمني والسياسي في القطاع، بالصاروخ الذي استهدف مناطق الاحتلال الأولى العام 1948، يوم الأربعاء ليلة الخميس 29 آذار الفائت ولم يسفر عن أي خسائر تُذكر، وأكد للصحافيين، "أن حكومته وأجهزتها الأمنية، تتابع هذا الموضوع باهتمام، وطالبت جميع الفصائل، ضرورة التقيد والبقاء داخل الإطار الفلسطيني، وأن جميع الفصائل أكدت أن لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بالذي جرى "أي إطلاق الصاروخ.{nl}مثلما لم تتردد قوات حركة حماس وأجهزتها الأمنية في قمع المتظاهرين الذين حاولوا الاقتراب من حدود 1948 يوم الأرض في 30 آذار، ونشرت وكالات الأنباء صوراً لمظاهر الضرب بالعصي والهراوات من قبل شرطة "حماس" لحشود الفلسطينيين المتضامين مع شعبهم أصحاب وأبطال يوم الأرض في الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل الفلسطيني المختلطة، ما يعكس حالة التحول النوعي لدى حركة حماس، من حركة سياسية معارضة مقاومة جهادية إلى حركة حزبية تستأثر بالسلطة وتحرص عليها وتلهث للحفاظ على استمراريتها، وهي مثل سابقتها حركة فتح التي تحول أغلبية قياداتها وكوادرها إلى موظفين عموميين، وأسرى حال السلطة الوطنية والتزاماتها الوظيفية في الضفة الفلسطينية، يعني الحال من بعضه، لا أقول ذلك من باب المزايدة سواء على خيارات "حماس" في القطاع أو على خيارات "فتح" في الضفة، ولكنني كمراقب، أشهد التحولات وأصفها كي تكون ماثلة أمامنا، في محاولة للتشخيص والتدقيق، بهدف الدفع للخروج من المأزق الوطني الذي يعيشه شعبنا العربي الفلسطيني، وقواه السياسية، أمام تفوق العدو ومبادراته وضعف خيارات الحركة الوطنية الفلسطينية، والتبدل في أولوياتها.{nl}بدون مواربة، هناك سببان لحالة التبدل في مواقف حركة حماس: {nl}أولهما: الحفاظ على الذات من التصفية حتى لا يتكرر ما حصل مع الشهداء ياسر عرفات وخليل الوزير وفتحي الشقاقي وأبو علي مصطفى وأحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي، وهذا جائز إنسانياً، والحفاظ على السلطة ومكتسباتها وهذا جائز حزبياً.{nl}وثانيهما: لقد تم ذلك بفعل قرار ومطالبة من قبل المرجعية الفكرية والحزبية والسياسية لحركة حماس، قاصداً بذلك، حركة الإخوان المسلمين ومركزها في صنع القرار المرشد العام، وهذا ليس سراً، بل كشفه أكثر من مسؤول إخواني، ومنهم رضا فهمي رئيس لجنة الشؤون العربية في مجلس الشورى المصري، وهو في نفس الوقت مسؤول عن ملف علاقات حركة الإخوان المسلمين مع مختلف الأطراف الفلسطينية، كشفه لصحيفة "نيويورك تايمز" بقوله، إن المرشد الأعلى الدكتور محمد بديع قد طلب من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل شخصياً أن تتخذ الحركة "مواقف أكثر اعتدالاً" وعبر فهمي بوضوح عن مصالح ورؤية حركة الإخوان المسلمين بقوله، إن "الإخوان المسلمين يحتاجون إلى الاستقرار لإدارة المرحلة الانتقالية السياسية في مصر" وأن حركة حماس تدرك جيداً وتنظر إلى الإخوان المسلمين "باعتبارهم امتدادها الإستراتيجي، وهي حصيلة تعني أن الوضع لن ينفجر في المنطقة" كما قال، لأن مصلحة الإخوان المسلمين عدم الانفجار والحرص على الاستقرار والتهدئة كي يضمنوا نجاح تجربتهم في مصر، وهذا ما يفسر احترامهم لالتزامات كامب ديفيد واستحقاقاتها، وإذا كان ثمة تطلعات للتغيير أو التبديل لديهم، فَلن يتم إلا عبر الأدوات الدبلوماسية والتفاوض وأدوات الاتصال الرسمية، انعكاساً للتطورات السياسية، وملف العلاقات مع الأميركيين، واستمرارية تدفق مساعداتهم المالية للخزينة المصرية وللقوات المسلحة وفق التزامات كامب ديفيد.{nl}حركة الإخوان المسلمين، قبل ثورة الربيع العربي، غيرها بعد ثورة الربيع العربي، فقد كانت في المعارضة في المغرب وتونس ومصر، وهي الآن تقود السلطتين التنفيذية والتشريعية في البلدان الثلاثة، وهذا ما قاله حرفياً رضا فهمي لـ"نيويورك تايمز"، "إن أي حركة بحجم الإخوان المسلمين، لن تكون كما كانت في المعارضة وهي الآن في السلطة"، وهذا ما يفسر سلوكها وتصرفاتها السياسية، وفي كيفية تعاطيها مع الوقائع والأحداث، وفي إدارتها لمتطلبات المرحلة ونجاح تجربتها في إدارة الدولة.{nl}كما كانت في حالة قطيعة بينها وبين الولايات المتحدة وأوروبا خلال العشرين سنة الماضية، أما اليوم فقد عادت العلاقات إلى ما كانت عليه أيام الحرب الباردة قبل العام 1990 حيث التفاهم والتلاقي، والبحث عن القواسم المشتركة وخدمة المصالح المتبادلة، وهذا كله انعكس على حركة حماس، بدءاً من موافقة خالد مشعل على التوقيع على ورقة المصالحة التي أعدتها القاهرة، مروراً على الموافقة للرئيس محمود عباس في تشكيل حكومة ائتلافية من المستقلين، وانتهاء بالالتزامات الأمنية لعدم تنفيذ أي عمل مسلح ضد الإسرائيليين بما فيها الالتزام بعدم تهريب السلاح.{nl}ثمة مصالح حزبية لحركة حماس تسعى للحفاظ عليها تبدأ من الحفاظ على استمرار هيمنتها وتفردها في إدارة قطاع غزة مروراً بعدم الاستعجال لإجراء انتخابات تشريعية كي تبقى ممسكة بسلاح الأغلبية التي حصلت عليها، وانتهاء بمواصلة سياسة الأنفاق المثمرة بمواصلة التهريب وضخ الأموال بدون رقابة، وثمة مصالح أخرى لا تستطيع التهرب من استحقاقاتها، تقف في طليعتها علاقاتها مع حركة الإخوان المسلمين باعتبارها المرجعية الحزبية والتنظيمية والغطاء لها، وهذا ما يفسر تصريحات إسماعيل هنية، وحرصه على التهدئة، وانضباطه لها، وعدم خرقها، وسبحان الذي غيّر الأحوال !!{nl}حياتنا - النفير{nl}بقلم: حافظ البرغوثي عن صحيفة الحياة{nl}نفر قادة وممثلو احزاب الاسلام السياسي الى واشنطن وطافوا بالبيت غير العتيق وسعوا بين الايباك والكونغرس ورموا الجمرات على ابليس التطرف الجهادي طالبين المغفرة من واشنطن على <hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/05-2012/محلي-75.doc)