Haidar
2012-05-06, 12:27 PM
أقلام وآراء{nl}(82){nl}المكتوب من عنوانه ...!!{nl}بقلم:أسرة تحرير جريدة القدس{nl}رسالة الرئيس وما بعدها... واحتكار الخيارات{nl}بقلم جهاد حرب / شاسة نيوز{nl}هل صلّى سلام فياض صلاة الاستخارة ؟{nl}بقلم ناصر اللحام /وكالة معا{nl}الأسرى .. مقاومة شعبية بامتياز{nl}بقلم بلال الشخشير/ القدس{nl}الاسرى الفلسطينيون وفجر الحرية{nl}بقلم بركات شلاتوة/ القدس{nl}يوم الاسير .... يوم حساب النفس {nl}بقلم د. سفيان ابو زايدة / سما{nl}اسرائيل: صخب هستيري !!{nl}بقلم: هاني حبيب/الايام{nl}المكتوب من عنوانه ...!!{nl}بقلم:أسرة تحرير جريدة القدس{nl}وأخيرا وصلت رسالة الرئيس ابو مازن الى رئيس وزراء إسرائيل نتانياهو بعد طول انتظار وأحاديث وتقارير وتكهنات ونشر مسبق لنصها ... وكما كان متوقعا فقد كان رد الفعل الإسرائيلي الأولي المباشر وبصورة غير رسمية، سلبيا، بانتظار الرد الرسمي بعد نحو أسبوعين والذي لن يختلف عما هو معروف وواضح.{nl}والحقيقة ان المواقف واضحة تماما سواء موقفنا الوطني او الموقف الإسرائيلي. نحن نطالب بوقف الاستيطان وأعمال التهويد والعودة الى مرجعية حدود حزيران ١٩٦٧ وتبادل محدود ومتساو للأراضي والقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية الموعودة. في الجانب الإسرائيلي يرفضون كل هذه المطالب جملة وتفصيلا ويصرون على مواصلة الاستيطان واعتبار القدس الشرقية جزء من "القدس الموحدة" العاصمة الأبدية لإسرائيل ويطالبون اكثر من هذا بالاعتراف بإسرائيل دولة يهودية ويطالبون باستئناف مباشر وفوري للمفاوضات دون ان يلتزموا بأي شيء لكي يتم التفاوض عليه ويريدون للمفاوضات ان تكون هدفا كما كانت طوال السنوات العشرين الماضية.{nl}وقد تكون أهمية الرسالة ليس في مضمونها والمطالب التي تضمنتها فقط، ولكن في ما هو بعد ذلك، وما هي الخطوات التي يمكن اتخاذها اذا جاء الرد سلبيا كما هو متوقع، وماذا نستطيع ان نفعل بينما تواصل اسرائيل ممارساتها المرفوضة والتي اوقفنا المفاوضات بسببها ؟ والرد على هذه التساؤلات ليس سهلا، فقد اكد الرئيس ابو مازن ان كل الخيارات مفتوحة، وقد أثارت هذه "الخيارات المفتوحة" المخاوف الاميركية والأوروبية من ان يكون التفكير في وضع السلطة من الأساس، هو بين هذه الخيارات، وقد تدخلوا فعلا ويقال ان تدخلهم أدى الى "تعديل ما" في نص الرسالة ولم يعد خيار بحث وضع السلطة قائما.{nl}وقد أدلى اكثر من مسؤول فلسطيني بتصريحات اكدوا فيها ان الخيار القائم حاليا هو التوجه الى الجمعية العامة للأمم المتحدة للحصول على دولة غير عضو، وبذلك نستطيع دخول بعض المؤسسات الدولية وما يترتب على ذلك من ميزات، ونتجنب إحراج وخطر الفيتو في مجلس الأمن. وهذا خيار لما هو واضح، محدود الأهمية والقيمة ولا يخيف إسرائيل وقد لا يزعجها أيضا.{nl}وما يجب ان نعرفه ونعترف به ان موازين المصالح والقوى والتطورات ليست في صالحنا في هذه المرحلة. ففي الولايات المتحدة يجري السباق نحو انتخابات الرئاسة على اشده ويتسابق المرشحون وفي مقدمتهم الرئيس اوباما نفسه لكسب رضى وأصوات اليهود ومؤيدي إسرائيل، وهم على استعداد لتقديم أية خدمات لإسرائيل في سبيل ذلك. كما ان ما يسمى بالربيع العربي، قد جعل العالم العربي مشغولا بقضاياه وأوضاعه الداخلية وتراجع الاهتمام بنا وبقضيتنا.{nl}والأسوأ من هذا كله ان الانقسام الداخلي المدمر اضعف موقفنا تماما وزاد من قلة اهتمام الآخرين بنا وهم يطالبوننا بتوحيد صفوفنا أولا قبل ان نطالبهم بدعمنا ومساندتنا.{nl}من كل هذا يتضح انه لن تكون للرسالة أية نتائج حقيقية، فالمكتوب يقرأ من عنوانه كما نقول في أمثالنا الشعبية الصادقة، وقد يكون د. سلام فياض قد أدرك ذلك جيدا ولهذا فقد تراجع عن المشاركة في تسليم الرسالة الى نتانياهو وفضل ان يظل بعيدا عما اسمته بعض الدوائر الإسرائيلية بـ "الفخ".{nl}رسالة الرئيس وما بعدها... واحتكار الخيارات{nl}بقلم جهاد حرب / شاسة نيوز{nl}تثير رسالة الرئيس عدة مسائل في غالبها لا يتعلق بمضمون الرسالة ذاتها بل في طبيعة التحرك الفلسطيني وشكله بعد تسليم الرسالة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية. فيما جددت رسالة "مقالة" يوسي بيلين في الصحافة الاسرائيلية المتعلقة بمقترح حل السلطة الفلسطينية، لإعادة توضيح مشهد الاحتلال أمام العالم، نقاش محتدما ،على الأقل فلسطينينا، في الوظيفة الوطنية للسلطة الفلسطينية وحدود مرحليتها الانتقالية. لكن الردود الغاضبة من قبل بعض أعضاء "القيادة الفلسطينية" التي وصلت إلى منع التفكير في هذا الخيار واعتبر آخرين أنها مؤامرة تستهدف انجازات الشعب الفلسطيني.{nl}(1) الرسائل المتبادلة .. والقواعد الجديدة{nl}ترجح المؤشرات الصادرة من الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي أن لقاء تسليم رسالة الرئيس محمود عباس الموعودة أو تبادل الرسائل بينهما بات في حكم المؤكد عقده خلال الاسبوع القادم أي بعد أعياد الفصح المجيد.{nl}وتفيد التصريحات المتكررة لأعضاء اللجنة التنفيذية أن عناوين أو مفاصل هذه الرسالة تتضمن هدف عملية السلام، عند بدء عملية أوسلو، وهو الوصول إلى حل نهائي في غضون خمسة سنوات قائم على أساس حل الدولتين. كما تستعرض مسيرة عملية السلام والاجراءات الاسرائيلية التي أوصلت العملية الى طريق مسدود؛ من استمرار الاستيطان، والقيود التي تفرضها سلطات الاحتلال من حواجز، وعرقلة الاقتصاد الفلسطيني، وتأخيرها تحويل أموال الضرائب "المقاصة"، وإقتحام الجيش الاسرائيلي للمناطق الفلسطينية؛ بما فيها مناطق "أ"، بالرغم من التزام الجانب الفلسطيني بالاتفاقيات المعقودة بما فيها الشق الأمني.{nl}أما الجزء الثاني من رسالة الرئيس فتحتوي على قواعد تجديد المفاوضات منها؛ تأكيد أن حدود 1967 هي أساس الحل النهائي، ووقف الاستيطان خلال عملية المفاوضات وربما تحتوي على طلب الافراج عن الأسرى الفلسطينين المعتقلين ما قبل اتفاق أوسلو عام 1993. لكن يبدو أن الفلسطينيين لن يذهبوا بعيدا في وضع خيارات ربما جذرية، كمسألة حل السلطة، بعد فشل عملية السلام وضياع مبتغاها على مدار ثمانية عشر عاما.{nl}في المقابل ستتضمن الرسالة الاسرائيلية نقاط اسحق مولخو العشر التي عرضها على د. صائب عريقات أثناء الجولات الاكتشافية التي جرت في العاصمة الأردنية عمان مطلع العام الحالي. والتمسك ببقاء الجيش الاسرائيلي في الأغوار لسنوات طويلة، وفي الوقت نفسة تعلن الحكومة الاسرائيلية استعدادها للبدء في مفاوضات مع الجانب الفلسطيني دون شروط مسبقة.{nl}هذه الصيغة من الرسائل لن تقدم شيئا سواء على مستوى عملية السلام ذاتها، أو في اتخاذ خيارات عملية لانهاء الاحتلال. إلا إذا كانت اعلانا رسميا مكتوبا من الطرف الفلسطيني بموت "عملية السلام"، أي إنهاء العملية "The Process" التي استمرت منذ بداية عقد التسعينات من القرن الماضي، والبدء بطريقة أخرى لإنجاز السلام المنشود بين الطرفين.{nl}إن انهيار قواعد اللعبة لعملية السلام لا يلغي حتما السلام المنشود باقامة دولتين على أرض واحدة، بل يحتم إحداث تغييرا في قواعد وأدوات العملية نفسها. هذا يطرح على القيادة الفلسطينية مسألة البحث عن قواعد جديدة أو إعادة طرح قواعد غُيّبت بفعل قواعد عملية السلام طوال الفترة الماضية، وأيضا مسألة تبني وسائل وطرق تتناسب مع قوة الدفع للشعب الفسطيني للوصول للسلام المنشود. قد ترتكز قواعد العملية الجديدة على:{nl}(1) استخدام أدوات هيئة الأمم االمتحدة ووسائلها بدءا من تقديم طلب جديد لعضوية دولة مراقبة في هيئة الأمم المتحدة، وتقديم طلبات العضوية في وكالات هيئة الأمم المتحدة، والتقيع على الاتفاقيات الدولية بما فيها اتفاقية روما المنشأة للمحكمة الجنائية الدولية، ومتابعة مشروع القرار حول الاستيطان في مجلس الأمن، ومتابعة فتوى لاهاي بخصوص الجدار، وكذلك مواصلة إنشاء لجان تحقيق دولية "تحت رعاية الأمم المتحدة" تتعلق بآثار الاستيطان كما فعل مجلس حقوق الانسان، وأخرى تتعلق بالأسرى الفلسطينيين، وأيضا سرقة الثروات الطبيعية لعزل سياسات الاحتلال الاسرائيلي في هيئة الأمم المتحدة وطبعا على المستوى الدولي.{nl}(2) طلب عقد اجتماع للأطراف السامية الموقعة على اتفاقية جنيف للنظر في وضع الأراضي الفلسطينية وتطبيق قواعد القانون الإنساني الدولي على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتحميل الحكومة الاسرائيلية المسؤولية عن الممارسات القمعية بحق الشعب الفلسطيني باعتبارها قوة الاحتلال وسرقتها للثروات الطبيعية للشعب الفلسطيني.{nl}(3) النظر في تفعيل أشكال المقاومة المختلفة لمناهضة الاحتلال الاسرائيلي بما ينسجم مع ظروف كل مرحلة تاريخية وطبيعتها بهدف تعظيم التضامن الدولي مع هدف الشعب الفلسطيني المرتكز على الانعتاق من الاحتلال والاستقلال.{nl}(4) دعم الملاحقة القانونية لأعضاء الحكومة الاسرائيلية وقادة جيش الاحتلال أمام المحاكم المحلية للدول التي يتيح نظامها القانوني ذلك، وعدم الاكتفاء بمبادرات المنظمات الأهلية والحقوقية.{nl}(5) تفعيل الأشكال المختلفة للدعم الشعبي العربي والاسلامي وأيضا الدولي من خلال المتضامنين الأجانب، وعدم الاقتصار على العلاقة مع الحكومات وذلك للتأثير على قرارات البرلمانات والحكومات في بلدانهم.{nl}(6) وقف التنسق مع الجانب الاسرائيلي في المجالات المختلفة سواء كان ذلك بالتدرج أو دفعة واحدة وحسب قوة تأثيره على الجانب الإسرائيلي.{nl}(2) القيادة الفسطينية.. واحتكار الخيارات{nl}قال عضو اللجنة التنفيذية واصل أبو يوسف إن "حل السلطة غير وارد، ولايحق لاحد التحدث عنه بإعتبارها نتاج لنضالات شعبنا"، في تصريحات أدلى بها في السابع من هذا الشهر. وهو الخبير بما تفكر به قيادة منظمة التحرير الفلسطنيية باعتباره عضوا في اللجنة التنفيذية المقررة لخياراتنا، وأمينا عاما لفصيل فلسطيني مطل على مواقف وآراء الأحزاب الفلسطينية وقياداتها. لكن هذا القول إذا كان ردا على رسالة يوسي بيلين باعتبارها صادرة عن جهة غيرة فلسطينية، أي عدم القبول بنصائح الأغيار قد يكون مفهوما شكلا، لكنه غير مقبول مضمونا، وهو موقف غير منطقي.{nl}إن صيغة التصريح تمنع مجرد التفكير في مسألة حل السلطة في حال حادت عن هدفها المشنود، وهذا يمثل احتكارا لمصير شعبنا دون السماح لأحد بالنقاش، أي إخراج المجتمع من معادلة الشراكة في تحديد المصير. كما أنه تعبير، في بعض جوانبه، عن عدم معرفة القيادة الفلسطينية بما يتم تداوله بين العامة ومناضلي وكوادر التنظيمات الفلسطينية من قراءات وتحليلات للخيارات الاستراتيجية لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي. وهي تبدو أنها تنحصر في ثلاثة خيارات:{nl}أولا: خيار حل الدولتين{nl}وفقا للأسس المرجعية لعملية السلام والمتضمة في الاتفاقيات الفلسطينية الإسرائيلية كحل نهائي للصراع. هذا الخيار ما زال الأوفر قبولا لدى جميع الأطراف، الرسمية والشعبية، لإنهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي؛ فحوالي 56% من الفلسطينيين يؤيدون المبادرة العربية التي تدعو إلى اعتراف عربي بإسرائيل وتطبيع للعلاقات معها في حالة انسحبت من الأراضي المحتلة وقامت دولة فلسطينية، وفقا لاستطلاع الرأي العام أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية في آذار/ مارس الماضي. في المقابل تزداد نسبة التشاؤم لدى الفلسطينيين في إمكانية الوصول لحل الدولتين؛ 58% يعتقدون أن حل الدولتين لم يعد عملياً بسبب التوسع الاستيطاني فيما تقول نسبة من 37% أن حل الدولتين لا يزال ممكناً لأنه يمكن تفكيك أو إخلاء المستوطنات عند التوصل لاتفاق.{nl}لكن الجمود في عملية السلام أنتج تشاؤما لدى الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي للوصول إلى الدولتين وفقا لقواعد اللعبة "العملية" الحالية لإنجاز السلام بين الطرفين؛ فأغلبية الثلثين (64% من الإسرائيليين، و68% من الفلسطينيين) يعتقدون أن فرص قيام دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل خلال السنوات الخمسة المقبلة ضئيلة أو منعدمة، حسب نتائج الاستطلاع المشترك الذي أجراه كل المركز الفلسطنيي للبحوث السياسة والمسحية ومعهد ترومان في الجامعة العبرية في شهر آذار/ مارس الماضي.{nl}ثانيا: خيار الدولة الواحدة ذات ثنائية القومية{nl}يرى البعض أن هذا الخيار يحمل في ثناياه حلا للقضايا المعقدة التي تواجه المفاوضات الفلسطينينة الاسرائيلية من قبيل حق العودة وحدود الدولة والعاصمة القدس. لكن هذا الخيار من جانب آخر لا يحظى حتى الآن بدعم شعبي في كلا الطرفين، فقط 29% من الفلسطينيين يريردون التخلي عن حل الدولتين لصالح حل الدولة الواحدة حسب استطلاع المركز الفلسطيني للبحوث السياسية.{nl}فيما معارضته ما زالت واسعة؛ فأغلبية من حوالي الثلثين في كلا الطرفين (61% من الفلسطينيين و64% من الإسرائيليين) تعارض حل الدول الواحدة التي يتمتع العرب واليهود بالمساواة حسب نتائج الاستطلاع المشترك في شهر آذار/ مارس.{nl}هذا الخيار يتطلب أيضا معرفة شكل الدولة وتركيبتها، ونوعية السلطة فيها، وموازين القوى داخلها، ومكانة الفلسطنيين فيها كي لا تتحول إلى دولة شبيهة بنظام جنوب افريقيا العنصري "الابرتهايد". ناهيك عن مواقف الدول المختلفة ذات المصلحة بما فيها مواقف دول العالم الاسلامي والقبول بأن تكون القدس تحت "سيطرة" الاسرائيليين. بالاضافة إلى مراجعة قرارات في هيئة الأمم المتحدة بما فيها القرار 181. كما أنه يغير من هدف النضال الداعي لانجاز حق تقرير المصير إلى هدف المساواة بين المواطنين "اليهود والعرب".{nl}ثالثا: خيار التعايش مع الاحتلال وبقاء الوضع الراهن{nl}تمثل السلطة الفلسطينية، وفقا لوجه النظر الفلسطينية، وسيلة انتقالية باتجاه ممارسة حق تقرير المصير في إطار الانتقال التدريجي. فيما رأت الدول الراعية لعملية السلام مرحلة تجريبية لقدرة الفلسطينيين على حكم أنفسهم. قد يستحقون في نهاية التجربة "إذا اجتازوا مطلبات هذه المرحلة بنجاح" منحهم ممارسة حق تقرير باقامة دولة فلسطينية.{nl}لكن الحكومة الاسرائيلية أرادت من المرحلة الانتقالية، أولا: اختبار القدرة الفلسطينية على ضبط الأوضاع الداخلية، وتحمل الأعباء الاقتصادية وطبعا الأمنية ما يريحها من عبء الاحتلال. وثانيا: اطالة أمد الاحتلال دون عناء واستمرارها في سياسة قضم الأراضي الفلسطينية، ووقف أي مطالبة دولية بإنهاء الاحتلال الاسرائيلي بحجة وجود مفاوضات مع الفلسطينيين على صيغة السلام وشكله وطرق متابعته. وثالثا: وهو الأخطر، باعتقادي، في النوايا الاسرائيلية بتحويل التجربة الانتقالية إلى صيغة دائمة "أي التعايش مع الاحتلال"، والقبول بوجود سلطة محدودة الصلاحيات دون سيادة في حدودها القصوى حكم ذاتي لسكان "المناطق" وصولا إلى مشروع روابط القرى الذي أطلقته في بداية الثمانينات.{nl}في السنوات القليلة الماضية، تنامى تيار فكري وسياسي لدى الاسرائيليين ينادي علنا بخيار "التعايش مع الاحتلال" توافقا مع التغييرات التي أحداثتها الحكومات الاسرائيلية باعتباره خيارا واقعيا. فقد دأبت الحكومات الاسرائيلية خلال سنوات "عملية السلام" على تغيير معالم الأراضي الفلسطينية من خلال السيطرة على الأراضي من ناحية، ومحاولة تغيير المعادلة الديمغرافية في الضفة الغربية تحديدا بتكثيف الاستيطان والتضييق على السكان الفلسطنيين في مدينة القدس من ناحية ثانية.{nl}إن مسألة بقاء السلطة الفلسطنية أو حلها هي مسألة وطنية تعتمد في الاساس على الهدف الفلسطيني منها، ووظيفتها في إطار مسيرة التحرر الوطني بإعتبارها خطوة تقرب من نيل الإستقلال وإقامة الدولة المستقلة؛ فإذا ما فقدت هذه الوظيفة فإنها تفقد شرعية وجودها. .{nl}هل صلّى سلام فياض صلاة الاستخارة ؟{nl}بقلم ناصر اللحام /وكالة معا{nl}اثار استنكاف رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض عن حمل رسالة الرئيس عباس الى نتانياهو اسئلة كثيرة في اوساط السياسيين والمحللين ، وأظهر الامر وكأن هناك اكثر من وجه نظر سياسية لدى السلطة في حين كان المفروض ان تكون رسالة الرئيس الى نتانياهو شكل من اشكال الهجوم السياسي المحدود .{nl}ولا احد يدّعي ان رسالة الرئيس حملت اية مفاجئات من اي نوع ، وهو قال اكثر من مرة ان بعض المتحمسين بالغوا في تقدير امر الرسالة واعتبارها ام الرسائل ، فيما هي تأكيد رسمي على المواقف السابقة المعلنة ، ووفي اطار حديثنا المتواصل مع الرئيس فهمنا منه ان الرسالة تأتي في اطارين ، اطار استراتيجي واطار تكتيكي.{nl}والحقيقة ان استنكاف رئيس الوزراء المفاجئ بهذا الشكل العلني عن ايصال رسالة الرئيس والقيادة الى نتانياهو دفع وكالات انباء اسرائيلية وعالمية ان تتساءل عن وجود خلافات بين عباس وفياض ، وليس المطلوب المسارعة للنفي لمجرد ان الاسرائيليين قالوا ذلك ، بل ان المطلوب الشفافية العالية في التعامل مع المواطن في الملف السياسي ، فالمواطن اعطى كل الفرص لجميع رؤساء الوزراء منذ بدايات السلطة، وبالتالي من حق المواطن ان يفهم ما الذي حدث؟؟{nl}الاحتمال الاول ان فياض احتج على انها مجرد رسالة وانه مجرد سيوصلها لنتانياهو !! {nl}وان كان هذا الاحتمال صحيحا ، فاننا نتجه نحو اشكالية معقّدة ، لان المطلوب من اي مفاوض او اي قائد يجلس مع الاسرائيليين ان ينقل الرسائل فقط ، وعليه ان يعلم انه مجرد ينقل الرسائل ولا داعي لاعطاء اي مفاوض لاي اسرائيلي الانطباع انه يملك الحق في اكثر من ذلك ، او انه يملك شرعية للبت في الملفات بعيدا عن القرار الجماعي للقيادات .{nl}ثم ان علينا أن نستفيد من تجربتنا السابقة في المفاوضات حين كان البعض يستمتع حين يوحي للاسرائيليين بانه مخوّل ويستطيع اتخاذ اي قرار على اي طاولة ... وفي الحقيقة ان اي قائد مهما كان غاليا على قلوبنا لن يكون مخوّلا أن يعطي الاسرائيليين اية ايحاءات أنه " يمون " على فلسطين بل ان فلسطين " تمون "على كل القادة وعلى راسهم فياض وعريقات وابو مازن والجميع . وهذا كلام محقق في الدساتير الثورية والاعراف النضالية ويشرّف كل قائد انه سفير بلده وانه مجرد يحمل الرسائل ولا يقرر اي شئ دون العودة للقيادة .{nl}احتمال ثان ان يكون مضمون الرسالة لا يعجب حاملها، وهو احتمال اخر من بين الاحتمالات ، و هذه اشكالية ثانية ، ولم يكن مطلوبا ابدا من الدكتور ان يحمل رسالة ابو العلاء المعري او مقدمة بن خلدون لنتانياهو . وانما هذا من صلاحيات وامر اللجنة التنفيذية للمنظمة وهي صاحبة القول الفصل في هذا المجال وعلى هذه الحكومة وغيرها من الحكومات ان تعرف ان محاولة جعل منظمة التحرير تابعة للحكومة هو انتحار سياسي مباشر ، بل ان اية حكومة هي التي تعمل عند منظمة التحرير ، ومنظمة التحرير هي التي أبرمت السلام مع اسرائيلي وليس من حق اي رئيس وزراء سواء كان هنية او فياض او اي قائد اخر ان يحاول التفكير بالاتجاه المعاكس .فالحكومات لها مهمات محددة وليس لها الملف السياسي مع اسرائيل لان هذا خطر عليها وعلينا وعلى رئيس الحكومة الذي سيجد نفسه عند اول ازمة مع الاسرائيليين قد وقع في مفرمة اللحم الاسرائيلي من دون اية حماية شرعية {nl}احتمال ثالث هو ان تكون القضايا الفنية هي التي ازعجت الدكتور فياض ، وهنا يجب الهمس في اذن الدكتور ان هذه قضايا تحل بينه وبين الرئيس وليس في لحظة الصفر وعلى مرأى من الاسرائيليين .لان كرامة الوطن اهم من كرامة المسؤول الشخصية .{nl}احتمال رابع ان يكون الدكتور سلام فياض قد صلّى صلاة الاستخارة ليلة الاربعاء وجاءه اشارة من السماء ان لا يذهب للقاء نتانياهو ، وفي حال كان هذا صحيحا فانا اسحب كلامي السابق كله . واقول وفّقك الله يا دكتور وقد أسأنا فهمك .{nl}وقد تكون كل هذه الاحتمالات خطأ ولكنه خطأ قابل للصواب ، وقد يكون ما سيقوله الدكتور فياض صواب لكنه قابل للخطأ ايضا ... {nl}في النهاية ، او النهاية نفسها ان المواطن يعطي الحكومات ثقته على اساس انها تملك اجابات على اسئلة الوضع الراهن ، اجابات مالية وسياسية وادارية وفي جميع النواحي ، وفي اللحظة التي لا تعود هذه الحكومات تستطيع ان تقدّم اجابات ، فانها تتحوّل الى عبء على ظهر المواطن ، وهذا ما يحدث الان في غزة ورام الله ، وهذا ما يجعلنا نتقدم خطوة اخرى باتجاه الضغط على الرئيس لتشكيل حكومة مصالحة ، او حكومة اوضح وأثبت .{nl}قبل نشر المقالة وصلني من الاخ غازي حمد رسالة نصيّة على هاتفي النقّال ، جاء فيها ان نملة احبت جملا ، واخذته الى باب بيتها فلما رأى الجمل صغر باب منزلها مقارنة بحجمه الكبير قال لها : اما ان تتخذي دارا تليق بمحبوبك او ان تتخذي محبوبا يليق ببابك {nl}وعن بن القيم رحمه الله قال في كتاببه بدائع الفوائد : اما ان تصلي صلاة تليق بمعبودك واما ان تتخذ معبودا يليق بصلاتك .والله من وراء القصد .{nl}الأسرى .. مقاومة شعبية بامتياز{nl}بقلم بلال الشخشير/ القدس{nl}الأسرى الفلسطينيون في السجون الاسرائيلية، شكلوا عنواناً بارزاً في النضال الوطني الفلسطيني ، على مدى سنوات الصراع مع الاحتلال الاسرائيلي ، بدءًا من الملحمة الاسطورية في سجن عكا عام 1936م ، وأبطالها ( الزير وجمجوم وحجازي ) ، وكل من تتبع الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة يتذكر اول أسير عام 1965 المناضل محمود حجازي ، فتجربة الأسرى تركت تراثاً فلسطينياً ، ذو أبعاد متعددة المعاني ، فهي تعج بالبطولات والتضحيات ، وفيها الصبر ، والقهر والجوع ، وهي في ذات الوقت مصنع للقادة ذوي الانتماء الوطني العميق والمتجذر.{nl}اعتبرت الثورة الفلسطينية السجون والمعتقلات الاسرائيلية احدى مواقع الصراع اليومي والمتقدم في مواجهة الاحتلال ، حيث اعطت هذا الموضوع اهتماما كبيرا ، وعلى جميع الاصعدة .{nl}فالاحتلال اراد من الاسر والاعتقال كسر الكبرياء لدى الفلسطيني وافراغ المناضل من محتواه وتحويله الى انسان مهزوم يائس ومحطم ، لكن المناضلين الفلسطينيين والثورة الفلسطينية بكافة فصائلها ، تصدوا له داخل الاسر والمعتقلات ، حيث حولوا المعتقلات الى مدارس ثورية واكاديمية وانتصروا على السجان ، وانتزعوا العديد من الانجازات التي توفر لهم الحد الادنى من مقومات الحياة الآدمية ، وشكلوا رافداً نضالياً للفصائل فأمدوها بالكوادر الصلبة والمجربة ، ولعبوا دوراً هاماً في العمل الجماهيري في خضم استنهاض الشعب الفلسطيني وكان لهم دورا ملموسا وحضوراً قوياً في الاوساط الدولية والقانونية ومنظمات حقوق الانسان ، وأسهموا في صنع القرار السياسي الفلسطيني.{nl}تجربة الاسر الفلسطينية كتب عنها الكثير ، بل أصبحت ، ومنذ سنوات معركة يومية مفتوحة ، فلم يمر يوم دون نشاط داعم للاسرى من اعتصامات ومسيرات ومؤتمرات وورشات ومعارض واحتفالات تكريم ، وهنا لا بد من الاشارة لأهمية الدور الذي تقوم به السلطة الوطنية الفلسطينية من خلال وزارة الاسرى ونادي الأسير والدور المنظم الذي يقومون به في الدفاع عن الاسرى وقضاياهم.{nl}يوم الاسير لهذا العام له ابعاد ودلالات مهمة ، حيث أصبح يوماً وطنياً وشعبياً يهب فيه الشعب بكافة فئاته وقواه لنصرة الاسرى ، فهو يوم من أيام البطولة والصمود والتحدي ، يتجدد فيه ومن خلاله الاصرار والايمان بمواصلة المسيرة ، وفيه يوجه الاسرى رسالة للعالم مفادها ان شعباً يقاوم بكل ما يملك ، بالعمل والزراعة والاقتصاد والثقافة والفن وبأمعائه الخاوية ، لابد انه منتصر مهما طال ظلام الاحتلال.{nl}الاسرى الفلسطينيون وفجر الحرية{nl}بقلم بركات شلاتوة/ القدس{nl}في يوم الأسير الفلسطيني، الذي وافق امس يستحق الأسرى وقفة جادة معهم ومناصرتهم في معركتهم ضد الاحتلال، خاصة أنهم يبدأون إضراباً مفتوحاً عن الطعام في السجون كافة لمواجهة تعنت السلطات الاسرائيلية وحملها على الانصياع لمطالبهم العادلة، في ظل تصاعد الهجمة ضدهم وحرمانهم من أبسط الحقوق التي تنص عليها المواثيق الدولية . فالجانب الاسرائيلي يمارس التضييق بحق الأسرى كونه فشل في كسر إرادتهم أو تركيعهم أو النيل من عزيمتهم، فالأسرى هم عنوان الصمود والتحدي الفلسطيني .{nl}أبرز المطالب التي حددها الأسرى وصمموا على تحقيقها هو إنهاء سياسة الاعتقال الإداري والعزل الانفرادي، وإعادة التعليم الجامعي والثانوية العامة، ووقف الاعتداءات والاقتحامات لغرف وأقسام الأسرى، والسماح بالزيارات العائلية، خاصة لأسرى قطاع غزة، وتحسين العلاج للأسرى المرضى، ووقف سياسة التفتيش والإذلال للأهالي خلال الزيارات، والسماح بإدخال الكتب والصحف والمجلات، وأخيراً وقف العقوبات الفردية والجماعية بحقهم .{nl}يتضح من هذه المطالب أنها من أبسط الأمور الحياتية التي تتوفر حتى للسجناء في بقاع الأرض كافة..{nl}قبل انطلاق الإضراب، سعت مصلحة السجون لتشتيت وحدة الأسرى وتضامنهم من خلال اجتماعات فصائلية منفصلة بادعائها أنها ستسعى إلى دراسة مطالبهم كمقدمة لتحقيقها، مع مطالبتها بتأجيل الإضراب لحين دراسة المطالب، لكن وعي الأسرى وحرصهم على وحدتهم وكلمة السواء التي أجمعوا عليها، أفشلا محاولاتها في ضرب وحدتهم، لأن الأسرى هم عنوان الوحدة والأخوّة، ومنهم كانت أولى محاولات إنهاء الانقسام من خلال وثيقتهم الوحدوية المعروفة التي أوجدت الحل الشافي لإنهاء الانقسام، وترياقاً لوباء تفرق الفلسطينيين وتشتت أمرهم .{nl}في هذه اللحظات، لا يمكن أن ننسى الأسرى الذين مرت أسابيع على إضرابهم عن الطعام، سائرين على درب الشيخ خضر عدنان وهناء الشلبي فالأسيران ثائر حلاحلة وبلال دياب مر على إضرابهما عن الطعام 51 يوماً، وحسن صفدي 41 يوماً، وعمر أبو شلال 40 يوماً، وأحمد صقر أقدم الأسرى الإداريين المضرب منذ 28 يوماً، وأحمد أبو عرب 25 يوماً على التوالي، وانضم إليهم مؤخراً الأسير عبدالله البرغوثي، إضافة إلى العديد من إخوانهم الذين يسلط الإعلام أضواءه عليهم .{nl}الأسرى هم خط الدفاع الأول عن القضية الفلسطينية، وهم ضمير الشعب وعنوان وحدته، لكنهم يبقون جرحاً غائراً في خاصرة الشعب، لذا ينبغي العمل بحق لتبييض السجون الاسرائيلية منهم ومناصرتهم والوقوف إلى جانبهم لحظة بلحظة، لمنحهم الأمل بقرب انكسار القيد وبزوغ فجر الحرية .{nl}يوم الاسير .... يوم حساب النفس {nl}بقلم د. سفيان ابو زايدة / سما{nl}على العكس من الاعتقاد السائد، ليس من المعروف على الاقل بالنسبة لي او للعشرات من الاخوة الاسرى السابقين الذين امضوا عشرات السنين في سجون الاحتلال و على رأسهم الاخ الكبير ابو علي شاهين، لماذا تم تحديد هذا اليوم بالذات كيوما للاسير الفلسطيني. ما هو اكيد ان المجلس الوطني في دورته الثانية عشر المنعقدة في القاهرة عام 1974 قرر ان يكون السابع عشر من نيسان في كل عام هو يوما للاسير الفلسطيني.{nl} تم اقرار هذا اليوم على الرغم انه لم يصادف اي حدث مميز في تاريخ الحركة الوطنية الاسيرة. لم يصادف الى حد علمي ذكرى اطلاق سراح او اعتقال احد، و لم يصادف تاريخ استشهاد احد من اسرى الحركة الاسيرة، او حدث ما في السجون الاسرائيلية مثل اضراب عن الطعام على سبيل المثال. {nl}فحصت ان كان الامر له علاقة بأستشهاد عبد القادر ابو الفحم او اي من شهداء الحركة الاسيرة من الرعيل الاول، وفحصت ان كان الامر له علاقة بأول عملية تبادل اسرى بين اسرائيل و فصائل منظمة التحرير، فحصت اذا كان الامر له علاقة بأعتقال او اطلاق سراح اول اسير فلسطيني، و لكن كل التواريخ لا تتناسب مع السابع عشر من نيسان. لم يبقى امامي، وهذا ما سأفعله، سوى العودة الى ارشيف منظمة التحرير لعلني اجد تفسيرا صحيحا لاختيار هذا التاريخ.{nl}هذا الامر ليس له علاقة بطبيعة الحال بقدسية هذا اليوم بالنسبة لكافة ابناء الشعب الفلسطيني حيث يعتبر يوما لتكريم الاسرى و اعترافا بمكانتهم الخاصة لدى ابناء الشعب الفلسطيني و الشعوب المكافحة، ووفاءً لمعانياتهم و تضحياتهم و عذابات ذويهم. في هذا اليوم حيث تسير المسيرات و تقام المهرجانات و ترفع الشعارت التي تؤكد على قدسية قضية الاسرى و مكانتها الرفيعة لدى الشعب الفلسطيني.{nl}الاسرى في سجون الاحتلال التي تزداد اوضاعهم سوء ، يحيون هذه المناسبة التي تعتبر بالنسبة لهم فرصة لشحذ الهمم و تراص الصفوف لكي يستطيعوا الحفاظ على انسانيتهم ووطنيتهم للتغلب على ظلمة السجن و قهر السجان، خاصة ان احياء هذه المناسبة يأتي في ظل التراجع الكبير في شروط حياتهم ، بعد ان سحبت ادارة السجون الكثير من الانجازات التي تم تحقيقها من خلال النضال المتواصل و الدؤوب، و التي سقط خلالها العشرات من الشهداء و آلاف الايام من الاضرابات عن الطعام.{nl}لكي نحافظ على قدسية هذه القضية، ليس في هذا اليوم فقط، بل في كل ايام السنة طالما بقي اسيرا واحدا في السجون الاسرائيلية، و لكي لا تصبح هذه القضية مجرد شعار يردد في المناسبات يجب :{nl}اولا: الحرص على اخراج الاسرى و قضاياهم من الصراعات الداخلية و اعفائهم من تحمل نتائجها. نحن نختلف و ربما نتفق فيما بعد، نستطيع ان نهرب من مواجهة بعضنا البعض. الاسرى لا يمكلكون هذا الخيار، فهم يعيشون في نفس الغرفة و نفس القسم و في احسن الاحوال يعيشون في نفس السجن. مهمتنا ان لا نثقل عليهم بأنقسامنا و صغائرنا لكي لا نكون شركاء في هدم معنوياتهم و تقويض مقومات صمودهم.{nl}ثانيا: قوة الاسرى هي فقط في وحدة موقفهم. ليس فقط وحدة الفصيل الواحد بل وحدة كافة الفصائل، هكذا كان في السابق، هكذا يجب ان يكون في الحاضر و المستقبل. كل المعارك التي خاضتها الحركة الاسيرة على مدار الاعوام الماضية و حققت نجاحا، فقط عندما شاركت فيها كل الفصائل و في كل السجون. النضالات الفردية و ان حققت انتصارات محددة لن تستطيع ان تحدث اختراق و تحدث التغيير المطلوب.{nl}ثالثا: لا نستطيع ان نتغنى بقدسية الاسرى و مكانتهم بالنسبة لنا في الوقت الذي يقبع فيه اسرى محررين في سجون فلسطينية و بأيدي فلسطينية. يجب ان نخجل من انفسنا قبل ان نستدعي او نعتقل اسيرا محررا ، حتى و ان كان هناك سببا وجيها يستدعي ذلك، فكيف عندما يكون الامر بعيدا عن القانون او حتى الاخلاق الوطنية.{nl}رابعا: لا يمكن ان نتغنى بقدسية الاسرى و نحن نغلق المؤسسسات التي تعني بالنضال من اجل الاسرى، في يوم الاسير يجب ان يخجل من انفسهم اؤلئك الذين بأيديهم مفاتيح هذه المؤسسات و ما زالوا يغلقونها. يجب ان لا نبحث عن مبررات امنيه و قانونية و اجرائية لاستمرار اغلاق هذه المؤسسات. هذا ليس شرف كبير لاحد.{nl}خامسا و اخيرا: الى ان يتم اطلاق سراحهم، يجب تكريس كل الطاقات الوطنية من اجل المساعدة في تحسين شروط حياتهم و التخفيف من معانياتهم و معانيات ذويهم. لا يعقل ان يحرم الاسرى على سبيل المثال من زيارة ذويهم، هناك المئات من اسرى غزة لم يرو ذويهم و أبنائهم منذ اكثر من ستة اعوام، هناك المئات من العائلات في محافظات الضفة محرومين من زيارة ابنائهم بحجة المنع الامني، هناك العشرات في العزل الانفرادي، و على رأسهم القادة مروان البرغوثي و سعدات و حسن سلامة و عبدالله البرغوثي و احمد المغربي و غيرهم العشرات . منهم من مضى على عزلة الانفرادي سنوات طوال. هؤلاء يستحقون منا ان نخصص لهم مساحة من وقتنا و جهدنا و امكانياتنا وقوفا الى جانبهم الى ان يفرج الله كربهم.{nl}اسرائيل: صخب هستيري !!{nl}بقلم: هاني حبيب/الايام{nl}هي لحظة، تكثف فيها الزمن، انتقلت فيها إسرائيل من حالة عصبية صعبة إلى الجنون المطبق، حالة صرع تمر بها بين فترة وأخرى، هذه المرة، لا يبدو أن علاجاً اكتشف لمداواتها، ولم تعد الأدوية التقليدية تهدئ من صرعها، هي لحظة الحقيقة التي تحاول إسرائيل أن تغمض أعين العالم عنها، إسرائيل هي إسرائيل، ولم تكن بحاجة إلى كاميرا معلنة، وليست خفية لتكشف مدى إسرائيليتها، فالشريط المصور الذي أظهر الضابط الإسرائيلي، نائب القائد العسكري لمنطقة الأغوار المقدم شلومو ايزنار يضرب المتضامن مع الشعب الفلسطيني، من الدانمارك اندرياس باياس ببندقيته العسكرية، وهو العمل الذي سارعت أوساط عديدة، مدنية وعسكرية في إسرائيل إلى إدانته، وقيل إن الضابط أحيل إلى التحقيق.{nl}ولكن ماذا لو لم تكن هناك صورة، أو شريط فيديو للحادثة ـ الجريمة، وماذا عن لجان التحقيق ونتائجها في أحداث مشابهة كانت الكاميرا هي الحقيقة والفضيحة معاً! تقول صحيفة "إسرائيل اليوم": إن الحديث لا يجري عن حادثة وحيدة، فقبل بضع سنين جرى التقاط صورة لمقدم في سلاح المدرعات يضرب متظاهراً قرب الجدار الفاصل بخوذة.. الضابط رفعت رتبته (عن موقع "الملف" 17/4/2012) ويلاحظ في هذا السياق، أن كافة هذه الأحداث، جرت في مواقع كانت محاطة بالنشطاء والمصورين ووسائل الإعلام، أي ان من يرتكب هكذا جرم، كان في حالة وعي كامل لمخاطر ما يقدم عليه، لكنه على الأغلب، كان مقدراً أن فعلته التي قد تنال بعض الشجب والاستنكار، ستجد صدىً إيجابياً من الناحية الفعلية، وها هو الخبير في شؤون الأمن القومي بن درور يميني يكتب في "معاريف" ـ نقلاً عن موقع "الملف" ـ مدافعاً عن الضابط ومبرراً سلوكه، فالمتضامن الدانماركي، هو متضامن تخفى كراكب دراجة نارية، جاء ليتضامن مع العدو الفلسطيني، متنكراً، إذ انه عضو في حركة التضامن الدولي مع الفلسطينيين، وهو كغيره من النشطاء أكثر "تطرفاً" من الفلسطينيين أنفسهم، أكثر من ذلك، وفي سياق الدفاع عن الضابط المجرم، يضيف يميني: إن الضابط اصيب في ذلك الحادث قبل ثوان من المقطع المصور، والسؤال هو ماذا لو لم يكن هذا الضابط ـ مصاباً ـ هل كان أطلق النار على المتضامن، وهو اكتفى بضربه ببندقيته، نتيجة لإصابته ليس إلا؟! ولا ينسي يميني من أن يلوم ردود الفعل الإسرائيلية على هذا الحادث، قائلاً: إن الرأي العام والقيادات الإسرائيلية، كأنما شكلت محكمة ضد جرائم الحرب للضابط الذي وجد نفسه مضطراً للدفاع عن نفسه!{nl}في هذه اللحظة الجنونية المكثفة، ولكن بلا صورة أو شريط فيديو، بذلت إسرائيل جهوداً هائلة خلال الأسابيع الماضية وعلى كافة المستويات، بهدف إحباط الحملة الدولية للتضامن مع فلسطين والتي كانت تحت شعار "فلسطين ترحب بكم" وأعدت لهذا الغرض قائمة سوداء، ظلت تزيد عليها أسماء عديدة منعاً لوصول المتضامنين إلى مطار اللد، هذه القائمة شملت بعض الأسماء التي لم يكن لدى إسرائيل أي معلومات أمنية عنها، ومن ضمنهم بعض الدبلوماسيين ورجال الأعمال وبعض الموظفين الكبار في شركات لها علاقة تجارية دائمة مع إسرائيل.{nl}وفد من إدارة شركة الأدوية الألمانية "مارك" استعد لزيارة إسرائيل خلال فترة الحملة من أجل افتتاح دفيئة تكنولوجية في معهد وايزمان الإسرائيلي باستثمار بمبلغ عشرة ملايين يورو، إلاّ أن أحد أعضاء هذا الوفد، وهو مواطن هولندي، فوجئ قبل ساعات قليلة من إقلاع الطائرة بأن اسمه قد ورد في "القائمة السوداء" وتم إلغاء تذكرته وسفره.{nl}دبلوماسي فرنسي، يعمل في السفارة (القنصلية) الفرنسية في القدس وزوجته، اشتريا تذكرتي سفر للعودة إلى مكان عمل الزوج في القدس من شركة لوفتهانزا، وقبل يوم واحد من موعد السفر، تلقيا بلاغاً من شركة الطيران مفاده أن دخولهما إلى إسرائيل ممنوع، وتم إلغاء الحجز.{nl}نشير إلى هذه الأمثلة، لتأكيد صفة الجنون التي ألمت بالأجهزة السياسية والأمنية في إسرائيل، حتى باتت تتخبط رغم ما عرف عن هذه الأجهزة من دقة وامتلاكها للمعلومات. الذعر من وصول المتضامنين، أوصل إسرائيل هذه الهستيريا، الأهم أن ذلك لم يؤثر على تحقيق أهداف الحملة التضامنية، فقد تظاهر المتضامنون سواء في مطار بن غوريون، أو في مطارات برلين وجنيف وباريس، لدى إبلاغهم بمنعهم من السفر، لم يصل معظمهم إلى مقصدهم في بيت لحم، لكن بيت لحم كانت في كل المطارات وهي تفضح السلوك المخزي للاحتلال، وإذا كانت إسرائيل قد أرادت من هذه الإجراءات الغبية، منع الحراك التضامني مع الشعب الفلسطيني، فقد فشلت تماماً، إذ ان هذا السلوك، إنما أتاح المجال لوسائل الإعلام لتغطية هذا الغباء المكثف الناجم عن لوثة هستيرية إسرائيلية، وكان يمكن لهذه الحملة أن تبدأ وتنتهي مع تغطية إعلامية عادية، غير أن هذا السلوك، منح وسائل الإعلام، على مستوى العالم تغطية واسعة للمتظاهرين الممنوعين من السفر، أو لمن وصل منهم، وتم تنظيم إعادتهم إلى عواصم انطلاقهم، وهكذا انتقلت حملة "أهلاً بكم في فلسطين" من بيت لحم، إلى مطار بن غوريون ومطارات العواصم العالمية، دون تخطيط من المتضامنين، ولكن بتخطيط غبي من قادة "الشاباك" وباقي أجهزة الاستخبارات على اختلاف عناوينها، تعبيراً من حالة الهستيريا التي المت بالدولة العبرية إثر الحراك الدولي المتحدي للاحتلال.{nl}في هذا السياق، ومقارنة مع حالات الحراك الدولي السابقة، فقد كان المتضامنون عندما يسألهم ضابط الهجرة والجوازات في مطار بن غوريون عن أسباب زيارتهم، يجيبون أنهم وصلوا إلى إسرائيل بهدف السياحة، كي يتمكنوا من الدخول، هذه المرة، ثم اتخاذ موقف آخر، فقد كتب كل متضامن على بيانات الدخول ان سبب الزيارة، هو التضامن مع الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال، والالتحاق بحملة "أهلاً بكم في فلسطين"، ويكررون نفس الإجابة عندما يسألهم ضابط الهجرة والجوازات، وهو تحول له دلالته الكبيرة، فقد أصبح التضامن مع الشعب الفلسطيني حالة دولية عامة، يدرك المتضامن من أنه لو أعيد إلى الطائرة التي وصل بها إلى مطار بن غورين، فإنه قد شارك في الحملة من خلال رسالته الواضحة والمحددة في إجابته عن أسباب وصوله إلى مطار بن غوريون، فهو لن يتمكن من التسلل إلى بيت لحم للمشاركة في الحملة، لكن الحملة تسللت فعلاً لتصل إلى كل مكان لم تقدره سلطات الاحتلال التي أصيبت، في لحظة فارقة مكثفة بهستيريا، كان من نتائجها، نجاح هذه الحملة "أهلاً بكم في فلسطين" في كل موقع، انطلق ووصل إليه متضامن في هذه الحملة الناجحة بامتياز!!<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/05-2012/محلي-82.doc)