Haidar
2012-05-12, 12:14 PM
أقلام وآراء{nl}(86){nl}رسالة إلى أبو مازن.....{nl}بقلم: منار حربية عن وكالة معا {nl}تحسسوا قمصانكم، وتذكروا العروس الخضراء{nl}بقلم: زياد خداش عن صحيفة الأيام{nl}حياتنا - الانتخابات فوراً{nl}بقلم: حافظ البرغوثي عن صحيفة الحياة الجديدة{nl}مشعل : سيد "حماس"{nl}بقلم : رجب أبو سرية عن صحيفة الأيام{nl}ومضة - كلمات في جامعة هارفرد{nl}بقلم: د.صبري صيدم عن صحيفة الحياة الجديدة{nl}"هل كنت عربياً يا جدي"؟{nl}بقلم: حسن البطل عن صحية الأيام{nl}اعترافٌ بالسجّان أم تضامنٌ معَ السّجين؟{nl}بقلم: هاني المصري عن صحيفة الأيام{nl}مدارات - وقف فضيحة الغاز{nl}بقلم: عدلي صادق عن صحيفة الحياة الجديدة{nl}هل تضعضعت مصداقية الإسلام السياسي بعد الثورات؟ {nl}بقلم: مهند عبد الحميد عن صحيفة الأيام{nl}نبض الحياة - مفارقة فهمي هويدي{nl}بقلم: عادل عبد الرحمن عن صحيفة الحياة الجديدة{nl}رسالة إلى أبو مازن.....{nl}بقلم: منار حربية عن وكالة معا {nl}سيادة الرئيس، مع حفظ الألقاب والمسميات التي أعطيت إياها والتي لا أجد الوقت الكافي لتعدادها وملاحقتها حيث أني توقفت عن متابعة الأخبار حين نصحني الطبيب مؤخراً بالابتعاد عن كل ما يرفع الضغط وينغص القلب, لست هنا بصدد السخرية أو النقد معاااذ الله ! بل إنني اكتب إليك بقلمي البرئ من كل التهم التي ستوجه إليه بمجرد أن تقرا هذه الكلمات باستثناء التهمة التي أفخر بها وهي كوني لا أخاف أحدا إلا الله والضمير.{nl}ما دفعني لأكتب إليك وامضي من وقتي نصف الساعة وورقة مزقتها من دفتري الجامعي ( رغم أني والله احتاجها) هو أنني ما أفتأ أنظر إلى الناس وعن يميني وعن شمالي والى الوضع الذي يحيط ببيئتي " الحبيبة" حتى أجدني أسأل " ويــن السلطة". {nl}سؤال يحير الكثيرين أمثالي , فليس سؤالا شخصيا هو. فحين أسمع من إحدى طالبات الجامعة أنها تغيبت عن محاضراتها لعدم توفر أجرة المواصلات من والى الجامعة لمدة يومين وأن امتحانا مهما فاتها ولم يبق على تخرجها سوى فصلا أو فصلين وهي معرضة " للطرد" في أية لحظة حيث أن قوانين الجامعة لا تسمح سوى بـ " 6 غيابات" عنا أجدني أسأل: " ويــــــــــــن السلطة؟ ويــــــــن الحكومة؟" أليس من حق الطالب المحتاج " جداً" أن يحصل على مساعدة بسيطة ليتعلم ويرتقي بشهادته وليبني الوطن كما " الشعارات الوطنية" تنادي؟ وكما تنصحنا هذه الشعارات نحن جيل الشباب أن ننظر إلى المستقبل بعين الأمل حتى نبني فلسطين ! بالله عليك سيدي الرئيس أخبرني أليس بناء الوطن بحاجة إلى " طـاقة" و " أمل" و " إيمان" ؟ هي أشياء لا تأتي من فراغ كما تعلم. أليست الدولة " أمنا" و حاميتنا فأين هي الأم هي تترك أطفالها من الرحمة؟ هل أصبحت فلسطين " لناس وناس"!{nl}وحين أسمع أماً- تجدني صدفة في إحدى سيارات الأجرة- تشكو لي -" دون أن تعرفني "- وضعها المأساوي بأن أولادها ينامون ليال طوالاً جوعا ومن غير عشاء, وأن الوجبة الرئيسية في البيت هي الغداء " وبعدين كل واحد يدبر حالو" حينها أجدني أعيد السؤال على نفسي وللجدران علني أجد الإجابة ويـــــــــن السلطة؟ {nl}وشعبنا سيدي الرئيس أنعم الله عليه بالمواهب العديدة من كتابة شعر وقصص وروايات وتطريز ورسم وغيرها من الهوايات, فلماذا أجد طمسا لهذه المواهب وقمعا لها فتموت في أصحابها دون أن شعر بهم أحد؟ لماذا تخلو فلسطين من تقدير الإبداعات وتطويرها وتحسينها ؟ فقتل الإبداع سيدي قاتل جدا, قتل الإبداع سيدي الرئيس يعني قتل الثقافة والهوية والحضارة فلماذا نغفل مثل هذا الجانب؟ إذا لم نجد حقا إجابات لهذه الأسئلة فلا تلم الشباب حين يتمنى اللحظة التي يخرج فيها من فلسطين ويبحث عن وطن آخر يقدره ويحترمه ويعطيه كما يأخذ. {nl}فإذا كان الاحتلال يهدم ويقتل ويأسر ونفي ... فان هذا لا يعني انه عقبة أمام بناء المجتمع وهنا لا أتحدث عن سياسة المجتمع المنقسمة على نفسها " فهذا موضوع آخــــــر".{nl}أرجـــــــــوك سيدي الرئيس, جد حلاً لمثل هذه الحالات. اسعف طلاب العلم الذين سيسندون الدولة ويجعلوا منها منارة وان كانت تحت ألف استعمار فنحن الشباب فينا طاقة أرجــــــوكم لا تخمدوها وإلا رحلنا وتركنا فلسطين للحجر والشجر تسأل" ويـــــن السلطة"؟{nl}تحسسوا قمصانكم، وتذكروا العروس الخضراء{nl}بقلم: زياد خداش عن صحيفة الأيام{nl}الى الذين يعارضون دخول العرب والمسلمين الى فلسطين بتأشيرات الاحتلال: تحسسوا فقط جيوب قمصانكم، ستندلع في وجه ذهولكم ضحكة العروس الخضراء، تلك التي لا تغادر جيوبكم في الجلوس والوقوف في العمل والمقهى في الشارع والسفر، ستتفاجؤون، أو ربما ستتذكرون بخجل، أنكم تمشون في الشارع بموافقة الاحتلال ورقابته وقوانينه وسيطرته، وأنكم تضطرون الى ابراز العروس الخضراء أمام جندي قصير القامة وسخيف، كما يضطر العربي او المسلم الى ابراز جوازه لختمه من قبل مجندة سخيفة وقصيرة القامة، هل هذا يعني أنكم تعترفون بشرعية الجندي القصير وسخافته؟، لا طبعا، أنتم مضطرون لذلك والعربي أو المسلم أيضا التواق لفلسطين مضطر لذلك. لا أحد مضطر أكثر من الآخر، كلنا مضطرون للتخلي عن الشكليات التي عطلتنا عن التفكير والابداع، لصالح مضمون الفعل و محتوى الحلم، كلنا متورطون بالاحتلال، ومكتوون بناره سواء كنا تحت ناره ام كنا تحت نار منفانا، علينا أن نكون شجعانا ونغيّر أساليب نضالنا، أن نخرج من قمقم الشعارات الدافئة وغير المفيدة.{nl}يا أصحابي الذين أحترمهم وأفهم دوافع معارضتهم لدخول العرب والمسلمين بتأشيرات الاحتلال، سأفهم جيدا هذا الانسجام البطولي مع النفس حين تمزقون هوياتهم الاسرائيلية وتمشون في الشارع وتسافرون دونها، سأحترم ذلك جدا الى درجة الانحناء. لكني لا افهم ان احمل ختم المحتل بحرص في جيبي، وأهاجم بحرص زائري بلادنا بختم المحتل نفسه.{nl}أريد أن أرى الروائي المصري بهاء طاهر يحاضر عن تجربته الرواية في مسرح الحكواتي، أريد أن اسمع فيروز تغني للقدس في فلسطين وحولها الملايين من الفلسطينيين والعرب. أريد أن أشاهد مسرحا وعروض رقص وباليه ومعرض فن تشكيلي ومعارض كتب وأفلاما عربية في القدس ورام الله وحيفا، أريد أن اشرب النبيذ مع الكاتب المصري المبدع مصطفى ذكري في زرياب برام الله، وآكل مع ماجدة الرومي الحمص في مطعم أبو شكري بالقدس، واشرب القهوة مع عباس بيضون في مقهى فتوش بحيفا. أريد أن يرتبك الاحتلال ويجن جنونه حين يتدفق آلاف العرب والمسلمين الى القدس، يغنون ويرقصون ويكتبون ويرسمون ويصلّون. لكن السؤال غير المتوقع في النقاش هو: هل سيسمح الاحتلال للملايين بالتدفق على فلسطين فيما لو حدث ذلك؟ لو كنت محل الاحتلال لخفت من المشهد ومنعته فورا، لذلك أرجو أن لا ينفعل أحد، ويتشنج، فالاحتلال سينقذه ويعفيه من تبعات الغضب وتعب المعارضة.{nl}حياتنا - الانتخابات فوراً{nl}بقلم: حافظ البرغوثي عن صحيفة الحياة الجديدة{nl}يكاد الاحباط السائد في الساحة الفلسطينية يتدحرج الى حالة من الانحطاط المزمن بحيث لا تقوم لنا قائمة على المدى المنظور.. ولم يجب احد حتى الآن على تساؤل للرئيس طرحه في المجلس الثوري قبل شهور وهو الى أين؟.. ولعل ثورة الاسرى مؤشر على الاحباط المعنوي لدى شعبنا الذي لم يعد قادرا على الخلق والابداع في مسيرته النضالية المتوقفة منذ فترة ليست بالبسيطة. وازاء تحول الانقسام الى واقع يستعصي على الحل في هذه المرحلة رغم التنازلات المتتالية من حركة فتح فان حراكا داخليا بات مطلوبا لنقض الركود السائد.. وتصويب الوضع القانوني والسياسي للحكم وتحميل الشعب مسؤولياته عن طريق اشراكه في سد الفجوات القانونية في الحياة العامة وخاصة السياسية. وأظن ان الكثيرين باتوا متذمرين من استمرارية هذا الوضع العقيم وبات مطلوبا العودة الى الشعب ليقول كلمته في شؤونه كلها.. فالحكومة الحالية التي استقالت رمزيا فقدت نصابها بالاستقالات الطوعية او الجبرية.. والهجوم السياسي التفاوضي ترنح ولفظ انفاسه دون تحقيق اي انجاز.. والمجلس التشريعي معطل.. والمجالس البلدية ملفقة تئن تحت وطأة العجز والديون.. وحركة حماس لها خطها الخاص ومجلسها التشريعي الخاص وحكومتها الخاصة ومرشدها الخاص، انتظارا لتشكل نظام ولاية المرشد في مصر لتلتحق بمصر وكأن مصر تنقصها أعباء اضافية وتنسى الضفة على غرار ولاية الفقيه في ايران، ولكني أشك في ان المرشد العام في مصر مستعد لذبح القضية الفلسطينية اكراما لحماس غزة، بمعنى آخر يتجسد فك الارتباط بين غزة والضفة على الارض ويجسد الاحتلال فك ارتباطه بما لا يرغب فيه استيطانيا مع الضفة.. والاردن في حراكه الداخلي يدفع باتجاه قوننة الارتباط مع الضفة. وباتت الضفة الغربية منفكة الارتباط ثلاثيا ومهددة بالضم الزاحف.. ولا تحاول ان تصحح وضعها الداخلي للصمود واستجماع قواها سواء في وجه الاحتلال او لاستعادة جناحها الجنوبي المصادر وتوحيد الصف ثانية.{nl}الانتخابات من تحت الى أعلى هي الحل والعودة الى الشعب ليقول كلمته في مجالسه المحلية ثم التشريعي فالرئاسة. بل صارت ضرورة لانهاء الوضع العبثي العقيم الذي يمر فيه شعبنا. فان التحقت حماس بالركب وسمحت بالانتخابات في غزة تحقق الأمل المنشود.. وان واصلت انتظار ولاية المرشد فهي من يتحمل وزر الانقسام والكارثة الفلسطينية الحالية، ويمكن الاحتفاظ بنسبة غزة تشريعياً فيما لو قاطعت حماس. لأنه من دون انتخابات ديمقراطية لا يمكننا منع الانهيار المعنوي والمادي والاجتماعي في الضفة الغربية لأننا اشبه بوضع روابط القرى والصراع هو على الارض والمقدسات في الضفة، ومن دون شراكة شعبية في اتخاذ القرارات لا يمكن المضي الى الأمام، فلا يجوز ترك شعبنا يقاد الى التهلكة والضياع دون ان يقول رأيه فيما هو فيه، فالانتخابات كفيلة باعادة الاعتبار للديمقراطية واعادة قضيتنا الى الواجهة الدولية بعد تراجعها الى الحضيض، ومن شأن التفاعل الديمقراطي اطلاق الطاقات الكامنة لدى شعبنا لكي يواصل نضاله.. فليأخذ الشعب زمام المبادرة وينتخب قياداته المختلفة ليكون عونا لها وليس عونا عليها كما هو الواقع الآن، لأن استمرار الحال من المحال.{nl}مشعل : سيد "حماس"{nl}بقلم : رجب أبو سرية عن صحيفة الأيام{nl}رغم أن النتائج النهائية لانتخابات حركة حماس الداخلية لم تعلن بعد، إلا أن ما تم حتى الآن يشير ليس فقط إلى إعادة انتخاب السيد خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لدورتين متتاليتين سابقتين وحسب، ولكن إلى تعزيز قوته بفوز أنصاره في الانتخابات التمهيدية، أي انتخابات مجالس شورى الحركة، خاصة في غزة، المركز الميداني للحركة، ومعقل الرؤوس التي بدت كأنداد لمشعل في أكثر من مناسبة، أو حتى كقوة إسناد لبديل محتمل للسيد مشعل.{nl}برأينا كان إعلان الدوحة مفصلاً، بدأ بعده مباشرة خالد مشعل معركته الداخلية، حيث ظهر أولاً وعلى الصعيد الوطني كقائد مسؤول، ثم ظهر على الصعيد الإقليمي كقائد قادر على إحداث التغيير في الوجهة السياسية للحركة، على قاعدة التوافق مع الإطار الإخواني والحليف الإقليمي للحركة، في الوقت الذي أظهر فيه خصومه "تمنعاً" داخلياً، وضعفاً في التقاط المتغير بعد الربيع العربي، ثم اظهر الرجل رباطة جأش، بعد أن أحرجه رفاقه، بقطع الطريق على الإعلان الذي وقعه شخصياً مع الرئيس محمود عباس.{nl}ومجرد أن لوح بعدم رغبته في الترشح لرئاسة المكتب السياسي، نزولاً عند الالتزام بتقاليد العمل الداخلي، واحتراماً لكون السيد موسى أبو مرزوق هو من كان أول رئيس للمكتب السياسي، حيث اضطرت الحركة في التسعينيات لاستبداله بمشعل بعد أن تعرض "للاعتقال" في الولايات المتحدة، حتى تعالت الأصوات الداخلية مطالبة إياه بالترشح، لكنه أصر على الحصول على موافقة أبو مرزوق شخصياً، حتى لا يقال لاحقاً إنه قد جاء بالصدفة، أو انه لم يحترم حق الرجل الذي ظل نائباً له طوال أكثر من خمسة عشر عاماً، بصلاحيات ومكانة تقترب من مكانته.{nl}وقصة مشعل مع الأضواء بدأت منذ أن تم إبعاده عن الأردن مع جمع من أعضاء المكتب السياسي للحركة إلى قطر، حيث ظن كثيرون بأن دوره قد تراجع أو انه حتى في طريقه إلى التلاشي، خاصة مع نجاح الملك الأردني الراحل الحسين بن طلال في إخراج مؤسس الحركة الراحل الشيخ احمد ياسين من السجن الإسرائيلي، بعد قيام إسرائيل بمحاولة اغتيال لمشعل بالذات، لكن استشهاد الشيخ ومن بعده عبد العزيز الرنتيسي، ومن ثم انتقال مشعل ورفاقه إلى دمشق، عزز من مكانة المكتب السياسي ومن مكانته شخصياً.{nl}وعلى مدار نحو عقد ونصف العقد، ارتبطت قوة مشعل بدور المكتب السياسي في الخارج، ومن خلال قيامه بتعزيز تحالفات الحركة مع ما كان يسمى بمحور الممانعة ـ إيران وسورية ـ قاد الحركة إلى الحضور السياسي، بفرض برنامجها "المقاوم" على برنامج السلطة السياسي، ومحوره التفاوض، ومن ثم إلى الفوز بالانتخابات العامة العام 2006.{nl}وعلى الرغم من أن الانتخابات العامة الفلسطينية كرست قيادات سياسية، محلية في غزة والضفة الغربية، إلا أن حرص المكتب السياسي وقائده مشعل على توجيه سياسة الحركة بما يتوافق ومجمل مصالحها الجماعية، عزز من دوره ومكانته، ولا شك أن اعتماد الحركة على الدعم المالي والسياسي من محور الممانعة الذي كان يمر من خلاله قد أكد هذه المكانة.{nl}لكن قدرة مشعل القيادية، وحسه السياسي، قد دفعا به لإظهار قدر عالٍ من المرونة، حين نجح في توجيه البوصلة باتجاه قطر و"الإخوان" في اللحظة المناسبة، وفي تخفيف حدة الشعارات السياسية، التي ما زال المستوى الميداني والكادر الحمساوي يطرب لها، نقصد شعارات المقاومة والمعارضة المتواصلة للسلطة، وكانت آخر محاولات خصومه في غزة تذهب في طريقها إلى مواصلة سذاجتها السياسية بإطلاق الاتهامات لمصر ومن ثم السلطة بالمسؤولية عن معاناة غزة مع الكهرباء.{nl}بعد أن اطمأن مشعل وأنصاره إلى بقائه سيداً للحركة كرئيس للمكتب السياسي، ذهبوا إلى انتخابات مجالس الشورى أكثر ثقة وهكذا فإنه مع الأخذ بعين الاعتبار أن لا مشكلة لهم مع الخارج ولا مع الضفة الغربية، فإن أهم مفصل كان هو انتخابات مجلس الشورى في غزة، للاعتبارات التي سبق أن أشرنا إليها أعلاه، وفي مقدمتها، أن غزة تمثل قوة "حماس" الميدانية، بوجود سلطتها التي تبقي عليها نداً ومنافساً وحتى قابضاً على عنق السلطة الفلسطينية، ولوجود الطامحين بالزعامة فيها للموقع الأول في الحركة، حتى من كان يقيم في الخارج، ويعتمد على دعم غزة له في أن يجلس على المقعد الذي احتله مشعل على مدار السنين الماضية.{nl}بعد المؤتمرات الداخلية للحركة، وبعد تتويج مشعل رسمياً كرئيس للمكتب السياسي، وبعد فوزه بالدورة الثالثة على التوالي بالمنصب، فإن مشعل سيكون قائداً مطلقاً للحركة، يذكر بقادة العالم الثالث وقادة حركات التحرر، مطلقي الصلاحيات والنفوذ، وإذا كان هذا الأمر يبدو أنه يسير في عكس الوجهة التي تسير عليها المنطقة العربية، بل على غير تقاليد "الإخوان" أنفسهم، الذين يغلبون القيادة الجماعية في كل من مصر والأردن، اللتين توالى على قيادة جماعاتها خلال السنوات القليلة الماضية أكثر من مرشد عام، إلا انه يمكن التعليل بأن الحالة الفلسطينية مختلفة، كونها ما زالت حركة تحرر، وحيث إن "حماس" هي فصيل وطني سياسي/ عسكري، أكثر منها حركة سياسية، كذلك يمكن أن تشكل حالة مشعل كقائد مطلق "نموذجاً" للإخوان أنفسهم، الذين وعلى أبواب السلطة في مصر، أصروا لإظهار تباينات قد تؤدي إلى انقسامات، بين الجماعة وحزب العدالة والحرية، وخير دليل على ذلك ترشح خيرت الشاطر ومحمد مرسي، إضافة إلى من خرجوا من صفوف الجماعة، مثل عبد المنعم أبو الفتوح وغيره، صحيح أن ترشيح الشاطر ومرسي كان تكتيكاً من شأنه أن يمرر مرشح الحزب، مقابل سحب ترشيح الشاطر، وهذا ما حدث، إلا أن إصرار الشاطر نفسه على مطالبة أنصاره التصويت لمرسي، فيه إشارة إلى أن الأمر لم يكن تكتيكاً فقط.{nl}مثل هذا لم يحدث في الحالة الفلسطينية، ربما لأن أهم موقع رسمي احتله حمساوي كان رئيس حكومة السلطة وليس رئيسها ولا رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، وربما حين تذهب "حماس" إلى انتخابات رئاسة السلطة أو رئاسة المنظمة تظهر مثل هذه التحديات، لكن يبدو أن مشعل بالذات سيكون حينها غير الشاطر، بل ربما أشطر من الشاطر، فبالنظر إلى أن "ثمن" المصالحة وإجراء الانتخابات الفلسطينية سيكون عدم ترشح أبو مازن، فإن فرص فوز مشعل برئاسة السلطة والمنظمة ربما تكون كبيرة، وبالتوافق مع الند الوطني ـ "فتح" ورئيسها أبو مازن ـ. هذا قد يكون بعد أن يتم ترتيب الوضع الداخلي لـ"حماس"، وتأكيد قوة مشعل وبالتالي قدرته على "تمرير" اتفاق مع أبو مازن، قد يكون "الدوحة" أو اتفاقاً شبيهاً يتضمن رئاسته للسلطة أو المنظمة، كلاهما معاً أو احدهما على الأقل.{nl}ومضة - كلمات في جامعة هارفرد{nl}بقلم: د.صبري صيدم عن صحيفة الحياة الجديدة{nl}لعقود خلت احتدم الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين في معركة استهدفت عوامل الجغرافية والديموغرافية واستخدمت كل الخدع والفرص المتاحة أمام الجانبين لإثبات ملكيتهما للأرض.{nl}ومع هذا الصراع غابت التعاليم السمحة التي حاولت الديانات الثلاث إرساءها، وغاب معها سعي المحتل لإنهاء احتلاله على أرضية تلك التعاليم، ليستمر الصراع على أرض الأنبياء الثلاثة.{nl}فاستمر القتل وسفك الدماء بينما غاب صوت العقل في مقابل الطمع، وسيطرت الرغبة على إفناء الآخر على حساب التعايش، والكراهية على حساب الحب والسلام. فتم كل هذا في محاولة مستديمة لإثبات نظرية كل طرف على حساب الآخر.{nl}ومع استمرار الصراع المحموم تصاعدت رغبة إسرائيل في امتلاك أسلحة الدمار الشامل، فراكمت ترسانتها النووية والجرثومية والكيميائية متسلحة بالادعاء الأعوج بأنها تخشى على نفسها من خطر الإفناء.{nl}خشية وخوف شرعا لها امتلاك الأسلحة الفتاكة ومصادرة الأرض الفلسطينية وبناء جدارها المماثل لجدار برلين آخذة شعبا بأسره رهينة احتلالها لعقود لم تنته.{nl}لكنني أقول وبكل ثقة وكفلسطيني فقد أحبته في هذا الصراع وشهد حروبا ثلاثا متعاقبة، بأن أيا من أبناء شعبنا لن يفكر في تدمير إسرائيل إذا ما حصل على حقوقه المشروعة وشهد توظيفا واضحا للعدل. بل إن ما يفكر فيه الفلسطينيون حقيقة هو إنهاء المسبب الرئيس للصراع ألا وهو الاحتلال والاحتلال وحده.{nl}والسبب في ذلك هو لأن المرء لا يمكن أن يشهد كل ما يجري من تعسف وتنكيل تمارسه إسرائيل فيقع في حب احتلالها ويحمي أمنه. لأن أمرا كهذا سيكون مماثلا لمن يطلب من فقير ما أن يموت بينما يعيش هو حياته بعز وكرامة، أو كمن يطلب من مشرد ما أن ينتحر بينما يعيش هو حياة رغيدة ملؤها السعادة. إن الفلسطينيين أيها السادة ليسوا أتباعا لإله منقوص العزة وإنما هم أبناء الخالق الواحد الجامع.{nl}إن سنوات دراستي في عالم الفيزياء قد علمتني كما علمت ملايين البشر بأن لكل فعل ردة فعل تساويه بالقدر والقيمة وتخالفه بالاتجاه. فمن يزرع الحب يحصد حبا ومن يزرع الحقد يحصد مثيله، أي في تطابق كامل مع ما كانت تقوله جدتي بأن زارع الورد لا يمكن أن ينبت زرعه شوكا.{nl}لكن الصراع يستمر وتستمر معه معركة الوجود بين الفلسطينيين والإسرائيليين. فيستمر القتل والاعتقال حتى مع كتابة هذه الكلمات، ويستمر معه اقتتال الفلسطينيين والإسرائيليين لكن هذه المرة بتميز غير مسبوق. إذ إن أبناء شعبنا ومن يناصرهم يمتهنون اليوم إبداعا أكبر في نضالهم فينشرون كل ما يقومون به على الإنترنت، فلا يمر فيلم أو تقرير أو كلمة إلا وتشهد رد فعل مماثلا لها على الإنترنت.{nl}فلو قرر الإسرائيليون إغلاق مدينة فلسطينية لواجههم نشطاء فلسطينيون بمحاضرة مسجلة تنشر على الشبكة العنكبوتية. ولو قرر أحدهم بيع منتجات المستوطنات واجهه جيش من المتضامنين على طريقتهم فدعوه إلى التوقف عن هذا الأمر ولنشروا إنجازهم بالصوت والصورة في الفضاء الإلكتروني. ولو حتى فكر جيش الاحتلال بنشر تهنئة متلفزة على الإنترنت فإن أبناء الحصار الظالم في غزة سيتلقفونها ويعدلونها لتعكس حقيقة الأمر ومن ثم يعاودون نشرها. ولو قرر الاحتلال أن لا يسمع ولا يفهم فسيواجهه متضامنون أجانب يرقصون الدبكة الشعبية الفلسطينية في عقر داره فيصورون فعلهم هذا ويضعونه أيضا على الإنترنت.{nl}نعم نحن يا سادة أمام عصر جديد، عصر الانترنت والإعلام الاجتماعي الإلكتروني بامتياز.{nl}لذا فإننا نقول للمحتل الإسرائيلي بأننا ربما لم نقدر ذات يوم أن نرد على امتلاككم لأسلحة الدمار الشامل بفعل مماثل بالقوة، لكننا اليوم وشكرا للإنترنت بتنا نحن ومعنا آلاف المتضامنين الإسرائيليين والأجانب نواجه إعلامكم بردود مماثلة نوعا ما وربما متقاربة من حيث القوة ولو إلكترونيا، ليس لأننا ننشد حربا بل لأننا نريد أن نزرع الحكمة في عقول المحتلين والقناعة بأن احتلالهم لا يمكن استدامته.{nl}ربما لا نكون اليوم متساوين من حيث القوة، لكننا ومع نمو الإعلام الاجتماعي ربما نستطيع اللحاق بكم قريبا بينما نبقي على آدميتنا كأبناء لأنبياء جمعتهم ذات يوم صلة القربى.{nl}إننا يا سادة بانتظار اليوم الذي سيفهم فيه أبناء عمومتنا على طريقتنا بأن ولادة فلسطين الدولة أمر حتمي وإنجاز سيتحقق لا محالة!{nl}"هل كنت عربياً يا جدي"؟{nl}بقلم: حسن البطل عن صحية الأيام{nl}انظروا إلى التلال غرباً من قريتي عين عريك ودير بزيع. على ذرى التلال تتربع مستوطنات "دولب" واحد..اثنان..ثلاثة. وتتوسع بحيث ستغدو "كتلة"، مثل "موديعين" و"سيفر" التي بدأت بؤرة، وصارت على إشارات الطرق: موديعين-شمال.. شرق غرب، كما هو حال غفعات زئيف في ضواحي القدس.{nl}انظروا غرباً من تلال رام الله هناك تلة "رأس كركر" التي تعتمر قبعة خضراء من الأشجار الكثيفة. بعد "أوسلو" أقاموا بؤرة على سفوح التلة، تمنع صعود الفلسطينيين الى الغابة.{nl}لقد "حلقوا" غابة جبل أبو غنيم، بين القدس وبيت لحم، وأقاموا مستوطنة "هار حوما".. فبقيت في الضفة كلها غابة أم صفا، قبل قرية النبي صالح، وقرب مستوطنة "حلميش".. ثم أقاموا مستوطة حلميش 2 على بوابة الغابة، الوحيدة المؤهلة بالمقاعد والمناقل "وطفشة" يوم الجمعة الفلسطينية، ومن ثم؟ صارت متنزها لليهود والمستوطنين فقط.{nl}هذه الوقائع بعض خلفية "شرعنة" ثلاث بؤر من 100 بؤرة "غير شرعية" حسب تقرير الخبيرة تاليا ساسون 2005 الى حكومة شارون، الذي تعهد للرئيس بوش الثاني بإزالة كل بؤرة أقيمت بعد آذار 2001.{nl}حكوماتهم تلعب على حبل "أراضي دولة" و"أراض خاصة" وفي الأولى على تفسيرها لقوانين "الميري" العثمانية والبريطانية والأردنية (يقدرون "أراضي الدولة" بين 650 ألف دونم ومليون ونصف مليون دونم). الأولى مشروعة للاستيطان والثانية، مثل "ميغرون" وحتى معظم "عوفرا" أقيمت على اراض خاصة، يجري التلاعب واللعب القانوني على خصوصيتها.{nl}يقول غلاة المستوطنين: "لن تتكرر قصة ميغرون" حيث قررت محكمتهم العليا هدمها ونقلها الى مستوطنة قائمة، كما يقول الصهاينة "Never again" عن الكارثة اليهودية-النازية. نحن نقول: لماذا لا ينقلونها غربي الجدار، وليس الى مستوطنة غير شرعية شرقي الجدار.{nl}ماذا يقول نتنياهو، بين الحرص على ائتلافه، وأحكام محكمتهم العليا، وضرورات الأمن. إنه يقول برباعية استيطانية: الكتل لاسرائيل، كذلك المواقع الدينية اليهودية في الضفة. كذلك المواقع التاريخية.. وكذلك "حدود الأمن" التي تشمل الأغوار، وليذهب حكم محكمة لاهاي الى الجحيم، وتقرير تاليا ساسون الى النسيان.{nl}حكومة اسرائيل "تشرعن" البؤر بينما المستوطنات شرقي الجدار (وغربيه ايضاً) غير شرعية في القانون الدولي، بما فيها "كتلة أرئيل" التي تتغلغل 24 كم في الضفة، أي نصف المسافة بين رام الله ونابلس.{nl}لا تنسوا تقرير "اوشا" التابعة للأمم المتحدة عن "حرب الينابيع" وسيطرة المستوطنين على 36 نبعاً من 56 نبعاً في الضفة.{nl}اسرائيل مشروعان استيطانيان. الاول صهيوني قبل النكسة، التي تحتمل نكتة قالها طفل يهودي لجده المتبجح: أنا زرعت الغابة. أنا بنيت هذه المدينة. أنا شققت هذا الشارع، فأجاب الولد: "هل كنت عربياً يا جدي". {nl}المشروع الثاني يهودي: كتل، مستوطنات بؤر، اراضي دولة، أراض خاصة، حرب الينابيع، بحيث يمكن للنكتة ان تغدو كالتالي: "هل كنت فلسطينياً يا أبي".{nl}ملاحظة مجردة: شرعنة ثلاث بؤر بينما ينتظر الفلسطينيون جواب نتنياهو على الرسالة.{nl}اعترافٌ بالسجّان أم تضامنٌ معَ السّجين؟{nl}بقلم: هاني المصري عن صحيفة الأيام{nl}بعد سلسلة من الزيارات الأردنيّة التي رافق إحداها الشيخ اليمني علي الجفري، وزيارة عشرات من الأقباط المصريين بالرغم من معارضة الكنيسة القبطيّة، وبعد زيارة مفتي مصر علي جمعة إلى الأقصى في القدس المحتلّة التي جاءت بعد رفض نظرائه السابقين القيام بمثل هذه الزيارة، وما أثارته من ردودِ فعلٍ واسعةٍ أدانت في معظمها الزيارة وطالبت بإقالته، وبعد إعلان وزير الأوقاف محمود الهبّاش أنّ شخصيّاتٍ عربيّةً أخرى ستزور القدس، وما يثيره هذا الموضوع من خلافٍ حادٍ على امتداد السّاحة الفلسطينيّة والعربيّة والإسلاميّة والمسيحيّة؛ بات من المُلح جدًا وقف هذا التدهور الذي ينذر بانقسام جديد بين من يعتبر زيارة القدس تحت الاحتلال اعترافًا به وتعايشًا وتطبيعًا معه يظهر الاحتلال وكأنه منفتح وحضاري ومتسامح يؤمن بالتعدديّة، وبين من يعتبرها تضامنًا مع السجين وليس اعترافًا بالسجّان، ومن شأنها دعم صمود القدس وتأكيد عروبتها وإسلاميّتها ومسيحيّتها وإفشال المخططات الإسرائيليّة الرامية إلى تكريسها كعاصمة أبديّة موحّدة لإسرائيل.{nl}من أجل المساعدة على اتخاذ موقف صحيح من هذه المسألة المعقّدة لا بد من ملاحظة ما يأتي:{nl}أولًا: إن زيارة القدس أو الأراضي المحتلّة كانت محل إجماع ومرفوضة كليًّا منذ وقوع الاحتلال وحتى توقيع معاهدة كامب ديفيد، لأن سلاح المقاطعة ومقاومة التطبيع ونزع الشرعيّة عن إسرائيل واحتلالها كان من أهم الأسلحة العربيّة في المعركة ضدها، على أساس أن تطبيع العلاقات العربيّة والإسلاميّة والدوليّة مع إسرائيل، وهي لا تزال استعماريّة إجلائيّة عنصريّة محتلة يجعلها ليست بوارد إنهاء احتلالها، لأنها تعتقد وبحق - إذا حصلت على التطبيع الذي يعني نفوذًا وتوسعًا وأسواقًا ومجالًا هائلًا للاستثمار- يمكن أن تجمع ما بين الاحتلال وأحسن العلاقات مع الفلسطينيين والعرب والمسلمين والعالم كله. فلماذا تنسحب في هذه الحالة التي يمكن أن تتقدم فيها على طريق تحقيق هدفها المركزي بالتحول إلى دولة مركزيّة إقليميّة تهيمن على المنطقة العربيّة بكاملها؟{nl}ثانيًا: لقد شاع بعد معاهدة السلام المصريّة الإسرائيليّة واتفاق أوسلو ومعاهدة وادي عربة وهم أن السلام قد حل أو على وشك الحلول، وبالتالي من أجل تعزيز السلام وإنجاحه لا بد من التطبيع مع إسرائيل بأشكال مختلفة، من بينها زيارة القدس حتى نشجّع الإسرائيليّين على إنجاح السلام من خلال إظهار أن العرب والمسلمين يعترفون بها ومستعدون للتعايش وتطبيع العلاقات معها، ولم يعودوا يريدون إزالتها ورمي اليهود في البحر، ولكن هذا الوهم سقط سقوطًا مدوّيًا بعد فشل المفاوضات، وفي ظل تعميق الاحتلال وتوسيع الاستيطان وبناء الجدار وفرض الحصار ومواصلة كل أشكال العدوان.{nl}ثالثًا: إن ما تسمى "عمليّة السلام" فشلت فشلًا ذريعًا، خصوصًا على المسار الفلسطينيّ، حيث انتهت إلى كارثة، وتبين أنّ التطبيع مع إسرائيل، واستعداد سبع وخمسين دولةً إسلاميّةً للاعتراف بها، وحتى إقامة العلاقات معها، إذا انسحبت من الأراضي الفلسطينيّة والعربيّة المحتلّة، وفقًا لمبادرة السلام العربيّة؛ لم يشجع إسرائيل نحو التقدم على طريق السلام، بل اعتبرتها علامة ضعف فتحت شهيتها نحو المزيد من التنازلات العربيّة والإسلاميّة، فلا يمكن تحقيق السلام بتقديم التنازلات، وإنما بإيجاد ميزان قوى قادر على فرض السلام.{nl}لقد استغلّت شخصياتٌ، سياسيّة وغير سياسيّة، رسميّة وغير رسميّة، عربيّة وإسلاميّة ودوليّة زيارة الأراضي الفلسطينية المحتلّة بحجة دعم الصمود الفلسطينيّ والسلطة الفلسطينيّة للتغطية على أهداف أخرى للزيارة، وهي عقد الاجتماعات مع المسؤولين الإسرائيليين، ونسج العلاقات مع إسرائيل، وفتح الأبواب لأشكال متنوعة من التعاون معها، وبالتالي هناك زيارات مشبوهة وأخرى تنم عن الجهل أو عدم تقدير دقيق للموقف.{nl}رابعًا: إن من اللافت للنظر أن هذه الموجة من الزيارات غير المسبوقة، حتى في "العهد الذهبي" لما تسمى "عملية السلام"، تحدث في مرحلة اندلاع الثورات والتغييرات في العالم العربي، التي من المفترض أن تنقل الواقع العربيّ من حالة التبعيّة والخضوع للهيمنة إلى حالة من الاستقلال والسيادة الوطنيّة، ما يطرح التساؤل: لماذا الآن ؟. قد يكون الجواب هو أن هناك سباقًا قد بدأ بين الأنظمة القديمة التي شهدت ثورات أو لم تشهد وبين جماعات الإسلام السياسيّ، فالأولى تحاول إرسال رسائل من خلال الدعوة إلى مثل هذه الزيارات والقيام بها فعلًا في ظل وقف المفاوضات بأنها الأجدر باعتمادها والأقدر على تلبية المطلوب أميركيًّا وإسرائيليًّا من جماعات الإسلام السياسيّ التي أبدت مرونة لافتة من أجل اعتمادها كحكام جدد للمنطقة.{nl}خامسًا: إن كل زيارة للأراضي المحتلّة، خصوصًا إذا شملت القدس التي ضمتها إسرائيل إليها، لا يمكن أن تتم بإشراف أردني بوصفه راعي الأقصى وفقًا لمعاهدة وادي عربة، وإنما هي بحاجة خلافًا لادعاءات مستشار مفتي مصر إلى تنسيق وموافقة وحماية إسرائيليّة، وهذا ما أوضحه الناطق الإسرائيلي بصورة لا تقبل الشك، حيث أكد أن الزيارة وأية زيارة قادمة لا يمكن أن تتم دون موافقة إسرائيلية. {nl}سادسًا: إن إسرائيل التي ترحب بزيارة الشخصيات العربيّة والإسلاميّة والمسيحيّة، خصوصًا الرسميّة للقدس، في حين رفضت دخول خطيب الأقصى الشيخ عكرمة صبري وشيخ الأقصى رائد صلاح، كما رفضت في الأيام الأخيرة، وبشكل عنيف، زيارة المتضامنين الأجانب، حتى التابعين لدول أوروبيّة وأميركيّة ترتبط بأحسن العلاقات مع إسرائيل. ولعل ما حصل مع أعضاء حملة التضامن "أهلًا بكم في فلسطين" يوضح الفرق الجوهريّ بين زيارة التضامن مع السّجين وزيارة الاعتراف بالسجّان.{nl}سابعًا: قبل الاستمرار في الانشغال بإثارة انقسام جديد حول زيارة القدس، علينا ألا ننسى أن المطلوب تحريرها وليس زيارتها، وهذا يتطلب أولًا وقبل كل شيء إعطاء الأولويّة لبلورة إستراتيجيّة وطنيّة جديدة قادرة على تحرير الأرض المحتلّة، بما فيها القدس، ووضع أية خطوة من نوع زيارة القدس وهي تحت الاحتلال وغيرها ضمن معايير مدى خدمتها أو عدم خدمتها لهذا الهدف، وهو إنهاء الاحتلال، وإلا ستقع في دائرة تكريس الاحتلال والتعامل معه والسعي في أحسن الأحوال إلى تحسين شروط الحياة تحت الاحتلال، وشتان ما بين الكفاح لإنهاء الاحتلال وبين تحسين نوعيّة الاحتلال.{nl}الخلاصة التي يمكن أن نخرج بها أن الزيارة يمكن أن تكون تضامنًا مع السجين أو اعترافًا بالسجان، وهذا يمكن أن يُعرف من السياق والأهداف والتوقيت والشكل الذي تتم به. فمن يريد من العرب والمسلمين والمسيحيين (رسميين أو مواطنين) زيارة القدس والأراضي المحتلّة، عليه أن يفعل ذلك في إطار حملات التضامن مع القضيّة الفلسطينيّة ورفض التطبيع والاحتلال والاستيطان والعدوان والحصار والجدار وتقطيع الأوصال، وتأكيد فلسطينيّة القدس وعروبتها ومكانتها لدى المسلمين والمسيحيين. طبعًا سلطات الاحتلال ستمنع زيارات التضامن ودعم الصمود، وسترحب بزيارات التطبيع وتبييض صورة الاحتلال السوداء.{nl}تبقى نقطة أخيرة يجدر الانتباه إليها، وهي أنّ الغالبيّة العظمى من الفلسطينيين أصحاب البلد، داخل الأراضي المحتلّة وخارجها، ممنوعون من زيارة القدس، بمن فيهم الرئيس محمود عباس.{nl}فلماذا لا تطرح هذه القضيّة على بساط البحث، وتتم إثارتها بدلًا من تشجيع العرب والمسلمين على زيارة القدس تحت الاحتلال، لتكون جزءًا من المعركة الكبرى التي من ضمن أهدافها تمكين الفلسطينيين من ممارسة حقهم بزيارة القدس، وجعلها في صدارة الاهتمامات الفلسطينية والعربية والدولية؛ عبر تنظيم التظاهرات الزاحفة نحوها وحملات التضامن، الكفيلتين بجعل القدس وما حولها "ميدان تحرير" الفلسطينيين.{nl}إن من يريد التضامن مع القدس والسجين، ومن يرغب بتقديس حجته أو زيارة كنيسة القيامة؛ عليه أن يرصد مصاريف الزيارة لدعم صمود وعروبة ومقاومة أهل القدس وفلسطين، حتى يثبتوا في وطنهم، ويفشلوا المشاريع الإسرائيليّة الراميّة إلى تأبيد الاحتلال واستكمال أسرلة وتهويد القدس.{nl}أما الدول العربيّة والإسلاميّة التي قررت دعم صمود القدس بمبالغ هزيلة ولم تفِ بها في معظم الأحيان، فلا يمكن أن تغير موقفها إلا إذا وضع الفلسطينيون (سلطة وشعبا، بمن في ذلك أصحاب رؤوس الأموال) أولًا قضية القدس في صدارة اهتماماتهم، بحيث تحتل موقعًا متقدمًا في كل المجالات، خصوصًا في موازنة السلطة، وإذا لم يوفّر الفلسطينيون الغطاء للموقف الرسميّ العربيّ المخجل، عندها ستتحرك الشعوب العربيّة والإسلاميّة والمسيحيّة، خصوصًا بعد تفجر الثورات العربيّة للضغط على الحكام للقيام بواجباتهم إزاء فلسطين والقدس.{nl}نحن الآن بعد سقوط أوهام السلام عبر المفاوضات في ظل الاختلال الفادح في ميزان القوى دخلنا في مرحلة اللاسلم واللاحرب، وبتنا أحوج ما نكون فيه لمقاطعة إسرائيل ورفض التطبيع معها، والسعي لفرض العزلة عليها وممارسة العقوبات ضدها، حتى نصل إلى وضع يصبح فيه الاحتلال مكلفًا لها، وليس أن يستمر احتلالًا مربحًا ومريحًا وهادئًا "احتلال خمس نجوم".{nl}مدارات - وقف فضيحة الغاز{nl}بقلم: عدلي صادق عن صحيفة الحياة الجديدة{nl}أخيراً، تحقق للمتقاعد الثمانيني، السفير إبراهيم يُسري، هدفه الأعز، بسقوط اتفاقية الغاز الشائنة بين بلاده وإسرائيل. فقد حظي الرجل، بنجاح المسعى الذي بدأه وحيداً، لإحباط تنفيذ «اتفاق» يضاهي في سفاهته، وظلمه؛ كل أمثلة الإخضاع الامبريالي للأقطار المنتهبة، في الحقب الاستعمارية. فقد بدت صفقة الغاز، عملية سرقة ورشوة، وعربدة تجارية واضحة، إذ تتجاهل كل الاعتبارات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، المتصلة بالشعب الذي يمتلك الثروة. ويماثل شراء اسرائيل للغاز المصري، في القرن الحادي والعشرين، بربع سعره على الأقل، وبنصف تكلفة انتاجه، أي بالخسارة؛ بذاءة البريطانيين عندما كانوا يبيعون سلعة الأفيون للصين، قسراً، قبل منتصف القرن التاسع عشر، أي قبل أن تنفجر الصين في وجوههم لطردهم شر طردة. فالإمبرياليون يبيعون بالتحايل ويشترون بالتحايل وينتهبون ثروات الأمم. ولعل الذي يستحث الغيظ أكثر، أن النظام الفاسد كان أفرز من بين ضلوعه أحد اصفيائه المشبوهين على كل صعيد (حسين سالم) لكي يؤسس شركة وسيطة. وسرعان ما اتكأ المذكور على صيت القوة الذي يتمتع به الصهاينة، فعمل على إشراك صوري لملياردير يهودي أمريكي (سام زيل) وشركتين إسرائيلية وتايلاندية، للإيحاء بأن السياق يأخذ طابع النشاط الاقتصادي الدولي أو المتعدد القوميات. وكان الهدف هو التضحية بعوائد ثروة الغاز المصري، وتحقيق المزيد من الريوع المالية العالية للأشخاص الضالعين في الاتفاقية الشائنة، والأشخاص الذين وفروا لها التغطية أو أسهموا في إبرامها.{nl}الفاسدون الهاربون أو القابعون في السجون المصرية الآن، التزموا لإسرائيل بـ 1.7 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً، ولمدة عشرين عاماً، يمنع خلال 15 عاماً منها زيادة السعر سنتاً واحداً. ولتدليع إسرائيل أكثر، لكي تتحمس لعملية النهب ولا تتلكأ، فقد منحها «الاتفاق» اعفاء ضريبياً لعدة سنوات. وعندما تسربت حيثيات تلك الفضيحة، الى الرأي العام، استثيرت القطاعات الشعبية، التي رأت في ذلك دليلاً على استهتار الأوساط الحاكمة بمقدرات المصريين وبحقوقهم. {nl}* * *{nl}التطور الذي يمثله فسخ الاتفاقية من جانب واحد، سيجد معالجاته في المادة الخبرية. لكنني هنا، أردت التنويه الى الدور الريادي الذي لعبه السفير المتقاعد إبراهيم يسري الذي تعرفنا عليه كأخ كبير وديبلوماسي مخضرم، عندما عمل في الجزائر. فبعد تقاعده، ظل ناشطاً ضد التطبيع، وعندما أبرمت اتفاقية الغاز في العام 2005 جعل إسقاط هذه الاتفاقية هدفاً مركزياً له ورفع شعار «لا لنكسة الغاز.. لا للفضيحة الكبرى». وهو على دراية كبيرة بمسالك العمل على هذا الصعيد، إذ كان رئيساً لإدارة القانون الدولي والمعاهدات الدولية في وزارة الخارجية المصرية. رفع قضايا ضد وزارة البترول وضد رئيس الوزراء آنذاك، وضد وزارة المالية، وطالب بإلغاء صفقة تصدير الغاز لإسرائيل. ووصف تلك الاتفاقية بأنها التفاف على رزق الشعب المصري، ينزع اللقمة من فم الفقراء ومحدودي الدخل. ذلك لأن شُح الدخل من عوائد الثروة الوطنية، يؤدي حتماً الى زيادة الأسعار والتهديد برفع الدعم عن السلع الأساسية. ولاحظ الرجل أن ضخ الغاز لإسرائيل، تزامن مع ارتفاع معدل التضخم بمعدلات البنك المركزى الى 23%. وقال ابراهيم يسري: «عندما يجري تصدير الغاز المصري لإسرائيل بأبخس الأثمان وبكميات مهولة ليعكس سفاهة وتبديداً للثروات والموارد الطبيعية. ولكوني سفيراً سابقاًَ زرت العديد من البلاد بثقافات مختلفة وأنماط فكرية مختلفة، ورأيت كيف يتعاملون مع ثرواتهم، سواء كانوا مسؤولين أو مواطنين عاديين، فكان لا بد من وقفة قانونية». وبالفعل حصل ابراهيم يسري علي الحكم بإبطال الصفقة من محكمة القضاء الإداري، وتحول السجال في فترة مبارك، الى كيفيه التنفيذ، بخاصة وأن الحكومة كانت تستأنف ضد القرار!{nl}المصريون الآن يحاولون امتصاص ردود الفعل الإسرائيلية الغاضبة، التي تعمد نتنياهو التغطية عليها بالتقليل من قيمة اتفاق الغاز. وهناك تأويلات سياسية، تنعكس في توقعات اليمين العنصري وفي توصيفاته لمستقبل مصر. غير أن كل الذي جرى، ليس أكثر من وقف مهزلة السرقة التي تتلطى باتفاق غير محترم، ينتهب ثروة مصرية، فيما الشعب المصري يعاني شظف العيش!{nl}هل تضعضعت مصداقية الإسلام السياسي بعد الثورات؟ {nl}بقلم: مهند عبد الحميد عن صحيفة الأيام{nl}قبل الثورة وفي شهر نيسان 2010 قال المرشد العام للاخوان المسلمين في مصر د. محمد بديع: "إن معاهدة كامب ديفيد فقدت كل شروطها، فهي لا توافق أحكام الإسلام ولم تحقق مصلحة الأمة، وأضاف لم تعد سيناء لمصر إلا شكليا، والمعاهدة فرضت إرادة طرف على الآخر، وما زال الصهاينة يعبثون بأمتنا. إن معاهدة التكبيل المسماة بالسلام كانت سلاما ظالما مغشوشا قائما على التنازلات، وطالب في ختام تصريحه بالتحلل من المعاهدة لنقض الصهاينة لها بحربهم المستمرة وعدوانهم الغاشم على غزة وقتل قادة المقاومة".{nl}بعد الثورة قال النائب عضو وفد حزب الحرية والعدالة (الاخوان) عبد الموجود الدريدي الزائر لواشنطن في نيسان 2012: "لن يكون هناك اي استفتاء على معاهدة السلام مع إسرائيل، وأضاف لصحيفة واشنطن تايمز، إن حزب الحرية والعدالة لن يطرح اي نوع من أنواع الالتزامات الدولية للاستفتاء، فالحزب يحترم هذه الالتزامات بما فيها كامب ديفيد". {nl}موقفان على طرفي نقيض، التحلل من معاهدة فقدت كل شروطها، واحترام الالتزامات بما فيها كامب ديفيد. التغير الدراماتيكي في موقف الاخوان المسلمين جاء في أعقاب ثورة شعبية أطاحت برأس النظام، وبعد فوز الاخوان في انتخابات برلمانية وحصولهم مع حلفائهم على 75% من عضوية البرلمان. هذا التحول كان يستدعي طرح المعاهدة على بساط البحث القانوني ومحاولة إزالة الغبن وطرح التجاوزات الإسرائيلية للاتفاقية بأثر رجعي وبخاصة إطلاق أضخم موجة استيطان إسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، وطرح علاقات التبعية الاقتصادية والسياسية المصرية المترتبة على الاتفاقية. ما حدث هو العكس فالحزب الإسلامي المنتصر لن يطرح معاهدة كامب ديفيد للاستفتاء وسيحترمها!! اعتدال مفرط مقابل ماذا ؟ مقابل إجازة أميركية وإسرائيلية لانتقال حزب الإخوان إلى سدة الحكم. وباللغة الشعبية مقابل "كرسي الحكم".{nl}المساومة بدأت من أيام الثورة المصرية الأولى، حين هرول حزب الاخوان للتفاوض مع أركان حكم مبارك، هذا الموقف الذي ينسجم مع تردده في المشاركة وفي طرح المواقف الحازمة من النظام، لقد وضع قدمه اليمنى على أرض النظام وقدمه اليسرى على أرض الثورة. وبعد إسقاط رأس النظام انتقل الحزب الى خندق المجلس العسكري (الذي يمثل النظام) وخاضا معا معركة التعديلات الدستورية في مواجهة الثورة ونجحا في عرضها على الاستفتاء العام وعلى تمريرها. ومعركة الانتخابات البرلمانية. ولم يكتف حزب الاخوان بالانسحاب من الثورة، بل شكك في اهدافها وشعاراتها الثورية ومعاركها ضد "حكم العسكر" وحكومته الانتقالية وقمعه للثورة في الميادين وتهاونه في محاكمة مبارك والنخبة المحيطة به. كثيرون من داخل الثورة المصرية قالوا إن الاخوان تحولوا بسرعة قياسية الى ثورة مضادة. وبفعل ذلك تلقوا الدعم الداخلي والخارجي (البترو دولار) ما أدى الى فوزهم الساحق في انتخابات البرلمان. غير أن فوزهم الكبير دفعهم للانتقال إلى طور السيطرة الشاملة، معتقدين ان الابواب فتحت على مصاريعها، فطرحوا مرشحيهم الى انتخابات الرئاسة، متجاوزين وعودهم السابقة بأنهم لن يرشحوا أحدا للرئاسة حفاظا على مصلحة مصر وكي لا يستخدموا كذريعة لاضعاف مصر وحصارها. تناسوا هذا الوعد وقدموا مرشحين وشجعوا حلفاءهم السلفيين على المشاركة ايضا. وشكل الاخوان جمعية تأسيسية للدستور بأغلبية ساحقة من الاخوان والسلفيين. وقد فجر هذا الموقف الخلاف مع كافة القوى الوطنية والثورية والليبرالية والأقباط المسيحيين والازهر، والاهم اندلع الخلاف بين الاخوان والمجلس العسكري. {nl}على ضوء ذلك أعيد خلط الأوراق، عاد الاسلام السياسي الى ميدان التحرير في محاولة للخروج من مأزق الخلاف مع حلفائه الجدد (المجلس العسكري). وبادرت قوى الثورة بتقديم وثيقة كان هدفها استعادة الإسلام السياسي للثورة. وكان من أهم بنود الوثيقة: الجمع بين البرلمان والميدان في إشارة لاقرار الحركات والاحزاب والقوى الثورية بنتائج الانتخابات المفبركة على طريقة الاسلام السياسي. وبند آخر يقول، لا دستور تحت حكم العسكر، وهذا يعني أولوية انتخاب الرئيس على وضع الدستور.{nl}وبند يطرح الاتفاق على مرشح واحد لقوى الثورة يتنافس على رئاسة الجمهورية. والاعتذار الجماعي للشهداء بسبب انقسام الثورة الذي أدى إلى إضعاف الجميع. رغم كل التنازلات التي قدمتها القوى للاخوان إلا أنهم رفضوا التوقيع على الوثيقة، لأنهم يريدون المشاركة بمرشح خاص بهم ولا يرغبون بمرشح واحد مشترك، ويرفضون الاعتذار فهم لم يعتادوا على المراجعة ونقد الذات، ويريدون الدستور قبل الرئيس، لأنهم يراهنون على وضع دستور على مقاسهم استنادا لأكثريتهم البرلمانية. {nl}ماذا يعني رفض الاخوان المسلمين للوثيقة التي تنازلت فيها القوى الوطنية والثورية لهم في قضايا أساسية من اجل استعادتهم لصفوف الثورة؟ إن هذا الموقف السلبي يعني ان الاخوان لن ينتقلوا من الثورة المضادة الى الثورة بهذه البساطة. ولا يغير من هذا الواقع اختلافهم مع المجلس العسكري واستعارة شعار "يسقط حكم العسكر".{nl}"فالطبيعة الطبقية للاخوان هي التي تقرر السياسة التي تلبي المصالح، حركة الاخوان هي تعبير عن قطاعات من الرأسمالية التابعة، وهي بهذا المعنى غير مستعدة لخوض معارك حقيقية ضد الرأسمالية التابعة وضد علاقات التبعية للمركز الامبريالي. هي حركة ضد الثورة والديمقراطية والمدنية والعلمانية" خليل كلفت / الحوار المتمدن 20 - نيسان. هذا يفسر "احترام كامب ديفيد"، ويفسر رفضهم مفهوم الدولة المدنية التي شرحها أردوغان في القاهرة، بعد تغنيهم بالدولة المدنية وبالتجربة التركية وحزب العدالة، لكنهم سرعان ما رفضوا تفسير أردوغان وتراجعوا وكشفوا عن حقيقة انحيازهم لدولة دينية.{nl}الاسلام السياسي في تونس بدا متناقضا في مواقفه قبل وأثناء الثورة، مع مواقفه بعدها ايضا، هكذا كشفت الثورات بسرعة قياسية الفرق الجوهري بين الشعارات والمواقف. بين السياسة المتبعة من موقع المعارضة والسياسة النقيض المتبعة من موقع السلطة. ويبدو أن الاسلام السياسي في سورية يمضي في الدرب ذاتها ومن سار على الدرب وصل، يطرح الدولة المدنية التعددية ويقدمون نموذجا طائفيا تعصبيا من داخل الثورة. بقي القول إن تجربة الاسلام السياسي تستحق المراجعة.{nl}نبض الحياة - مفارقة فهمي هويدي{nl}بق<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/05-2012/محلي-86.doc)