تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أقلام وآراء محلي 87



Haidar
2012-05-12, 12:14 PM
أقلام وآراء{nl}(87){nl}حماس .. " الجماعة السرية"{nl}بقلم: موفق مطر {nl}معاناة برش{nl}بقلم: حسام زهدي شاهين-سجن رامون الصحراوي عن جريدة القدس{nl}"الرفاق" والأزمة السورية...مرة أخرى{nl}بقلم:عريب الرنتاوي عن جريدة القدس{nl}سؤال الحرية و"فيزياء الأواني المستطرقة"{nl}بقلم:حسن البطل عن جريدة الايام{nl}إسرائيل تستأجر أذربيجان !{nl}بقلم:هاني حبيب عن جريدة الأيام{nl}ربيـع مـش ربيـع{nl}بقلم: توفيق وصفي عن جريدة الأيام{nl}المناطق الفلسطينية: الحريات غائبة في غزة وتتراجع في الضفة{nl}بقلم:أشرف العجرمي عن جريدة الأيام{nl}حياتنا - حقوق المؤلفش{nl}بقلم:حافظ البرعوثي عن الحياة الجديدة{nl}مدارات - زيارة الأقصى: محنة المفتي وتقييم التجربة{nl}بقلم:عدلي صادق عن الحياة الجديدة{nl}نبض الحياة - "حماس" تمزق وحدة الحركة الأسيرة{nl}بقلم: عادل عبد الرحمن عن الحياة الجديدة{nl}حماس.. بين ثقافة التغيير.. وتغيير الثقافة..!!{nl}بقلم: عماد عفانة عن وكالة معا{nl}خريطة الطريقة تلزم إسرائيل بتجميد جميع الأنشطة الاستيطانية{nl}بقلم: الدكتور حنا عيسى عن وكالة معا{nl}سؤال عالماشي{nl}حماس .. " الجماعة السرية"{nl}بقلم: موفق مطر {nl} أ يجوز " لجماعة " تُصَعِد مكتبهاالسياسي الى موقع القيادة " عالعتمة "اي " سرية جدا " !، وتعلن بعد ذلك احتكارها تمثيل ارادة الشعب الفلسطيني ، فقيادة حماس العاملةبحرص على حجب بصائر الجمهور الفلسطيني ، ومنع الاطلاع على آلية انتخاب رأسهاالقيادي ( مكتبها السياسي ) تقر بهذا الاجراء أنها مازالت في طور " الجماعةالسرية " وأن المسافة بينها وبين مصطلح الحركة الجماهيريةبون شاسع خاصة اذا اخذنا في الاعتبار دعاية حماس واستخدامها المتكرر للمصطلحات مثل" الحركة الربانية " .. "حماس قدر الله على الأرض " و تطبيلها بمقولة " الأغلبية البرلمانية فيالمجلس التشريعي " و " قطاع غزةالمحرر " فعناوين هذا الخطاب تتعارض جذريا مع مفاهيم الجماعة واساليبها لتنصيبقيادتها ، فمن يعتبر نفسه قدرا وحركةربانية وأغلبية برلمانية على أرض محررةكما يدعي لايمنعه أمر من ممارسة عمليةديمقراطية تحت الضوء كاي حركة وطنية أو حزب فلسطيني . فحركة فتح عقدت مؤتمرهاالعام السادس في بيت لحم على بعد نظرة من القدس المحتلة ، وانتخب الأعضاء قيادتهم الجديدة– المجلس الثوري واللجنة المركزية – وناقشوا برنامج الحركة السياسي ، والنظام الاساسيوالداخلي وأقروا نصوصا اصابت المراهنين يصابون بجلطات وسقطات سياسية نتيجة ثبات قيادات الحركة اعضاء المؤتمرعلى المبادىء والأهداف الوطنية الاستراتيجية والتكتيكية ، فانتصرت فتح ،وخسيء الذين روجوا لمقولة نهاية فتح ، وحجتهمعقدها المؤتمر تحت سمع وبصر الاحتلال ، فمثل هؤلاء لايعرفون معنى اثبات والالتزاموالايمان والتحدي والارادة ،والتصدي للمهمات التاريخية ولايعرفون حتى اللحظة أن الديمقراطية في فتح هوسر جماهيرتها اللامحدودة . {nl}يدارون عيوب الجماعة وعدمقدرتهم على تطبيق الحد الأدنى من مناهجالديمقراطية – المسماة عندهم بالشورى - بحجابالسرية ، يفرزون مراكز القوى المستحكمة بالمال والسلاح ومنابر الدعوة ، فلا يملك الذين عودهم مشاريخ حماس على قبول كل مايأتيهم من الأمراء بدون نقاش الا التسليم بالقائمة كصحف منزلة من السماء !.{nl} ضرب هنية كل مصالح الشعب الفلسطيني وألحق ضررافادحا بعلاقة حماس مع العرب في دول الخليج العربي وغيرها وذهب الى ايران وباعها المواقف ، فرجع كصاحبنفوذ ليكون على رأس قائمة المكتب السياسيفي قطاع غزة ، ثم طار الزهار الى طهران ومعه حلفائه في تياره " اللامحمود " منافسا هنية على احتلال مكتب " الوكالةالفارسية " في قطاع غزة ، فحصل على موقع في المكتب السياسي مرفوعا على الخوفمن ردة فعله ، فأسلحة مريديه قوية ومؤثرة في قطاع غزة . {nl}ستبقى حماس اسيرة مفاهيموتقاليد الجماعة ، لن تتحرر حتى لو فاضت وسائلاعلامها بمقولة انها حركة تحرر وطنية ، فما يحدث يبعث على التخوف والتشكك من قدرةحماس على التحول من جماعة الى حركة جماهيرية ، وحتى لايلتبس الأمر على أحد ، فان أعدادأنصار حماس ليس مقياسا لاعتبارها حركة جماهيرية ، فهذا المعيار يتطلب فكرا سياسياوممارسة ديمقراطية ترقى الى مستوى وعي الجمهور الفلسطيني ، وخياراته وأهدافه الوطنية الفلسطينية المعلنة ، فنضالنالم يعد سريا وكذلك قادة العمل الوطني ، اما وسائل ارتقاء القيادات الى موقع القرارفهذا ما يجب ان يعلمه الشعب قبل أن يدلي بصوته الانتخابي ويختار ممثليه .أو قبل أنيسلمهم أمانة التقرير نيابة عنه .{nl}معاناة برش{nl}بقلم: حسام زهدي شاهين-سجن رامون الصحراوي عن جريدة القدس{nl}ما أن جلست عليه حتى بدأت أشعر بطاقة رفض غريبة، تنبذني وتدفعني عن هذا الحيز ذو الأرجل الأربعة، فلم يسبق لي وأن خضت تجربة لفظ المكان للإنسان بهذه القساوة، فدائماً الإنسان هو الذي لا ينسجم مع الأمكنة، غير أن العكس هو الصحيح هذه المرة، وهذا لايعني أنني تكيفت مع واقع السجن، أو استسلمت لشروطه، إلا أنني في النهاية بحاجة إلى مكان لألقي بجسدي المتلبد بالهموم فوقه، أو حتى تحته، ليس مهماً الكيفية التي أكون عليها، المهم أن أستفيد من نعمة النوم، التي يستريح فيها الدماغ ويريح الجسد من أعبائه، فكثيراً ما تمنيت، لو أنني أمتلك القدرة على إنتزاع دماغي من مكانه، وإلقائه في حاوية النفايات! فلو كنت قادراً على تجسيده ككائن حي، لأشبعته ركلاً ورفصاً، حتى يتراجع عن آفة التفكير المزعجة، التي راحت تثقل كاهل حياتي بمزيد من الشك والحيرة في إمكانية إستنهاض الواقع الذي نعيشه! وبعد أن كنت في مصيبة واحدة، صرت في مصيبتين، لعنة "البرش" الذي يلفظني خارجه كبحر هائج، ولعنة الدماغ الذي لا يكف عن التفكير، ويواصل إغتصابي بأفكاره المثالية، وأنا الآن أشعر نفسي كحبة قمح تطحن بين وجهي الرحى.{nl}تجولت قليلاً في كف اللعنة التي تحتبس قبضتها على سبعة أجساد غير جسدي، واختلست النظر من حولي، بعين صياد ماكر ينتظر الإنقضاض على فريسته، فكل واحد من رفاقي لديه ما يشغله، إلا أنا، أعتقد أن لدي ما يشغل الكون بأسره، وفي ذهابي وإيابي بين الباب والنافذة، تعاركت مع دماغي الذي يكابرني، وقررت أن أجرده من قيم الوقار التي يرتديها، لعله بهذه الطريقة يجد نفسه، ويهتدي لظالته، ويخفف عني حملي. وبعد جرعة إنفعال، قذفت بعيني الغاضبة نحو "البرش" المتمرد في زاوية الزنزانة، فرأيته عارياً مني ومن أشيائي، فاستثار حنقي ونقمتي، وعقدت العزم على إحتلاله عنوة، وإغتصابه رغماً عنه، وبما أنني أكره الإحتلال وأرفضه، وأمقت اللواط وأنبذه، جملت الجريمة كعادة سياسينا في هذه الأيام، وأضفت تاء التأنيث "للبرش" فغدى بقدرة اللغة مؤنثاً، ولكي أكون أكثر دقة، بعبقرية تطويعي للغة صار "برشة"، ومع أن الإغتصاب جريمة مقرفة، إلا أنه في حالتي هذه شر لابد منه، والأدهى من ذلك، أنني كرجل، سبق وأن تعرضت لمحاولة إغتصاب من قبل فتاة إيطالية، وأختيرت هذه التجربة القاسية والمريره، فلولا لطف الله، وشهوتي المقيدة بالحب، وساقاي اللتين أطلقتهما للريح بعد تمزيق قميصي، وبعض الكدمات النفسية، وفيما بعد تدخل طاقم مكتبنا ومكتب الجيران والأخت العزيزة "لوسي نسيبة" بارك الله فيهم جميعاً، لتكررت معي حادثة النبي يوسف الذي أنقذه الله!{nl}إقتربت من جهته بخطوات مترددة، ووثبت فوقه بشجاعة نمر صغير يثب فوق أمه، فحذفني ناحية الجدار، وقال لي بصوت خافت واثق: أنت جبان، حتى تهديدك الذي ساورتك فيه نفسك لم تنفذه، فلا أنت قادر على إحتلالي ولا تجرأت على إغتصابي، فمنذ أن اغتلتم روح التضامن الجماعي فيما بينكم، لم أعد قادراً على إحتمالكم، ما أن يستلقي الواحد منكم بين أحضاني، حتى تراوده أحلام اليقظة التي أستطيع أن أسمعها بكل سهولة، فبعد أن كان همكم الإنتصار على عدوكم، صار طموحكم هزيمة الواحد منكم للآخر، فغاب الإيثار عن ثقافتكم، واستوطنتكم الأنانية، واستفحلت في صفوفكم البلدية والجهوية، وبقدرة خيالكم المشوه، أصبحتم كلكم قيادات، ولا يعترف الواحد منكم بفضل الآخرين عليه، ولا يعلم ولا بمعرفة، وتريدني أن أستقبلك، بعد أن تخلصت من قرف الذين سبقوك.{nl}فقلت له: لا اريد أن أبرر لك هذه الأزمة، غير أنها مؤقتة وستختفي اعراضها بزوال أسبابها، نحن نعاني من حالة خسوف في وعينا الوطني، وسرعان ما نستعيده كاستعادة الكون لضوء قمره.{nl}فضحك بصوته "الصرصاري" وهمس في أذني: يبدو بأن خسوفكم طال أمره، واسبابه أصبحت جزءاً من حياتكم، وأعراضه باتت دائمة. في الماضي كنت أتعاطف معكم، أما اليوم، فإنني أشفق على نفسي منكم، الآف الرجال مروا من فوقي، ولكل واحد فيهم حكايته الإنسانية، ومع أنني كنت مشبعاً بالهموم والألم جراء ما اكتشفت من مآسٍ، تحاملت على نفسي وصبرت، لأن مصيبتكم كانت أكبر من مصيبتي، أما اليوم، فالعكس هو الصحيح، لا أحد في الخارج يتحمل مسؤوليتكم التنظيمية، والمحاسبة في سبات عميق، وأنتم الذين كنتم تحركون الشارع برشدكم، أصبحتم كالمراهقين تحتاجون إلى من يرعاكم، فلا تضغطني بكلامك أكثر من ذلك، حتى لا أؤذيك، خذ فرشتك وارحل بعيداً عني!{nl}ولكنك صديق الأسرى على مدار سنوات طويلة، ولا يعقل أن تتخلى عن واجبك اتجاهنا لمجرد نزوة عابرة.{nl}واجبي، وماذا عن واجباتكم تجاه أنفسكم، واتجاه مشاعري المتحفة بالهموم؟!.{nl}أنت تعلم أننا كالبحر، نمر في مراحل مد وجزر، والجزر الذي نحن فيه اليوم أشبه باستراحة مقاتل، من حقك أن تعاتبنا، ولكن أن تقاطعنا بهذه الطريقة المؤلمة، فهذا ما نرجو منك أن تعيد النظر فيه.{nl}تحدث باسم نفسك فقط، وإياك أن تخاطبني بلغة "النحن" مجدداً، لأنك تعلم أنه من حيث الشكل يوجد من يمثلكم، أما من حيث الجوهر، فأنتم تفتقرون لهذا الإجماع، فجرثومة الفردانية تنهش في جسدكم الجماعي، الذي اشك أنه تبقى منه جزء معافى، وبهذه المناسبة قل لي: هل حقاً أن وزيركم لا يعلم لماذا ميسره أبو حمديه ويوسف سكافي وعاطف وريدات، وخضر عدنان وهناء الشلبي وكفاح حطاب، وغيرهم، خاضوا ويخوضون معاركهم لوحدهم؟.{nl}لا، إنه يعلم، ولكنه بتساؤله هذا، يحاول أن يدعونا إلى توحيد صفوفنا ورصها، صحيح أن الدعوة لوحدها غير كافية إن لم تكن مصحوبة بإجراءات ملموسة، غير أن هذه هي إمكانياته الراهنة، فالوضع في الخارج ليس أحسن حالاً من الوضع في الداخل.{nl}هه..هه، ما أسرعكم في تبرير اخطائكم، وتغطية عجزكم، تؤثرون بعض المكاسب والإمتيازات الآنية على حساب مواقفكم وعلاقاتكم التاريخية والإستراتيجية، وتتركون عدوكم يتفرد بكم كحال الثور الأبيض وبسهولة تعلقون كل ذلك على شجاعة الحفاظ على الواقع، وتفويت الفرصة عيله، وأنا لا أدري أي واقع هذا الذي تتحدثون عنه، وأية فرص هذه التي فوتموها ولم يستغلها عدوكم بعد؟!.{nl}أرجوك، لا تعمم الرواية علينا بهذه الطريقة الظالمة، فنحن (DNA) المجتمع الفلسطيني، فينا ما فيه من محاسن، وفينا ما فيه من أمراض اجتماعية وسياسية وثقافية وغيرها، وسنعالج أنفسنا بأسرع مما تعتقد.{nl}إذاً، اغرب عن ظهري الآن، ومتى تنجحون في إستئصال أورامكم الخبيثة، ستجدني خير مرحب بكم ومدافع عنكم، وأنا في هذه اللحظات لن أكون "كاثوليكياً أكثر من البابا".{nl}حملت فراشي وخيبتي وهمي ونمت على الأرض في تلك الليلة، لعلني أستطيع أن أجد مدخلاً مناسباً أقنع خلاله "البرش" على إستيعابي مرة أخرى، فهل من مغيث؟!.{nl}"الرفاق" والأزمة السورية...مرة أخرى{nl}بقلم:عريب الرنتاوي عن جريدة القدس{nl}نأى الفصيلان الرئيسان في العمل الوطني والإسلامي الفلسطيني بنفسيهما عن الأزمة السورية...رسمياً وظاهرياً على أقل تقدير...حركة «فتح» التي لا تحتفظ تاريخياً بعلاقات طيبة مع النظام في دمشق، آثرت الصمت والتزام جانب "عدم التدخل في الشؤون الداخلية"....وحركة «حماس»، التي باعدتها الإيديولوجيا عن دمشق، وقرّبتها "حسابات اللحظة السياسية" الممتدة من 1999-2011، آثرت "الانسحاب الهادئ عن الأرض ومن الأزمة السورية، تاركة "شعرة معاوية" وراءها، برغم "زلة اللسان" القاسية التي صدرت عن إسماعيل هنيّة ذات "لحظة منبرية" شديدة الحماسة، لم يكررها من ورائه أحد...لكن من دون شك، فإن المراقب السياسي الحصيف، يستطيع أن يجزم بأن الحركتين أحجمتا منذ البدء، عن تقديم دعم للنظام، ولم ترغبا في خذلان الشعب والمعارضة.{nl}طبعاً، رأينا حالات "تفلت" لصالح النظام أو ضده، مع المعارضة أو ضدها، صدرت عن فصائل محسوبة على دمشق وأخرى منتمية لـ"لمبادرة جنيف"...كلا الفريقين لا يعبران عن الاتجاه الرئيس في الحركة الوطنية الفلسطينية، التي وضعت مصلحة أزيد من نصف مليون لاجئ فلسطيني مقيم على الأرض السورية، فوق كل اعتبار، وقررت أن لا تعيد انتاج تجربة "النكبة الثالثة" في الكويت، زمن الاجتياح العراقي، عشيته وغداته.{nl}ما يثير الحيرة في المواقف الفلسطينية حيال الأزمة السورية، هو موقف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي ما زالت تبحث عن الأعذار والمبررات التي تدفعها لاتخاذ مواقف داعمة للنظام السوري، ضمناً وصراحة...بصورة مباشرة أو غير مباشرة...ونخص الشعبية بهذا المقال تحديداً، لأنها برغم التراجعات في مكانتها ونفوذها، ما زالت تنظيماً وازناً في الساحة الفلسطينية، ثم أن منصفاً أو عاقلاً، لا يمكن له أن يتهمها بالتبعية لدمشق، برغم علاقاتها الممتدة مع النظام، منذ العام 1979 وحتى يومنا هذا.{nl}الشعبية ما زالت تختصر المسألة السورية برمتها، كما لو كانت "حرباً على المقاومة والممانعة"، وهي حين تتحدث بخجل وتواضع عن "الحاجة للإصلاح في سوريا"، فإنما تفعل ذلك من ضمن سقوف أدنى حتى من تلك التي تعتمدها "قناة الدنيا" أو "الفضائية السورية" التي يخيل لمشاهديهما هذه الأيام، أنهما "تستعيران" أحياناً من قناة الجزيرة بعض مفرداتها وبرامجها (؟!).{nl}والحقيقة أن الجبهة الشعبية تكرر اليوم، خطأً وقعت به قبل نصف قرن تقريباً...عندما أُخِذَت بالشعار الناصري، "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"، وقبلت حين كانت فرعاً للقوميين العرب، بإخضاع "أجندة" العمل الفلسطيني لـ"توقيتات" العمل القومي بقيادة جمال عبد الناصر...هُزم عبد الناصر في 67، وخسرت الأمة بأكملها "المعركة" مع المشروع الصهيوني الزاحف، وخسرت فوقها، مقومات حريتها وديمقراطيتها ونمائها، ودائماً بحجة المعركة والمجهود الحربي، وكانت خسارة الشعبية صافية، إذ انتزعت حركة فتح زمام المبادرة التاريخية آنذاك، وأطلقت رصاصتها الأولى، وتصدرت العمل الوطني الفلسطيني حتى يومنا الراهن، فيما "الرفاق" حائرون في تفكيك معادلة "فوق الصفر تحت التوريط".{nl}اليوم، يكاد التاريخ يعيد نفسه، ولكن على صورة مأساة ومهزلة في نفس الوقت...عشرة آلاف قتيل وأضعافهم من الجرحى وأضعاف أضعافهم من المهجرين واللاجئين، وما زلنا نرفع شعار "لا صوت يعلو فوق صوت الممانعة"...ما زلنا "فوق الصفر وتحت التوريط"...هذا موقف خاطئ سياسياً ومثلوم أخلاقياً وقيمياً.{nl}لا يمكن لناشط أو ثوري أو مقاوم أو إصلاحي، أن يتحدث مطالباً بالإصلاح في بلده، فيما هو يصطف إلى جانب أعداء الإصلاح والحرية والتغيير في سوريا، ويستكثر على الشعب السوري حقه غير المنقوص في الحرية والديمقراطية والكرامة والعدالة....لا يمكن لمطالب بالحوار والمصالحة والتوافق في بلده، أن يجيز بالصمت، قتل المتظاهرين والمعارضين أو سجنهم ونفيهم...لا يمكن لكائن سوي، أياً كان، أن يقبل تدمير مدن وقرى وأحياء فوق رؤوس أصحابها....لا يمكن لقوى ديمقراطية أن تجيز "الاستخدام المفرط في دمويته للقوة" ضد الشعب والسكان والمتظاهرين، تحت أية حجة أو شعار، مهما بلغت درجة "قداسته"...بئس المقاومة والممانعة إن كان ثمنهما عشرة آلاف رأس سوري...بئست "المعركة" التي تستحيل حروباً دامية ضد الشعب، بكل فئاته ومقوماته.{nl}نحن كما "الرفاق"، نرى ما يرون من تآمر المتآمرين على سوريا، ومن حقد الحاقدين على "محور" بعينه...نرى ونقرأ "تصفية حسابات" مع سوريا وعليها وفوقها...ولكن هذا ليس سوى جانب واحد من الصورة، بل الجانب الأقل أهمية منها...أما الجانب الذي لا يريد "الرفاق" رؤيته بحجمه، فهو الجانب المتعلق بالمواجهة المحتدمة بين شعب توّاق للحركة والكرامة والديمقراطية والتعددية (وأحسب أن كل رفيق يعرف ذلك تمام المعرفة) من جهة، ونظام عائلي وراثي من جهة ثانية...هذا نظام لا نرتضيه لأنفسنا...ولن نرتضيه للشعب السوري...هذه مصائر لا نرتضيها نحن وإياكم للشقيقة سوريا... نحن وإياكم، لم نبق وصفاً بذيئاً إلا وأطلقناه على كل من تسبب في الاقتتال الداخلي في غزة...لقد أقمنا وأقمتهم الدنيا ولم نقعدها من أجل مائة شهيد سقطوا في غزة زمن الاقتتال والتقاتل، وهذا ثمنٌ باهظٌ على أية حال...فكيف نصمت عن قتل أزيد من عشرة آلاف سوري ؟!...سؤال برسم السياسة والتاريخ والمستقبل والضمير والعقل والإيديولوجيا، وكل ما يمكن أن يخطر ببالنا من مرجعيات.{nl}سؤال الحرية و"فيزياء الأواني المستطرقة"{nl}بقلم:حسن البطل عن جريدة الايام{nl}أمس صباحاً، وأنا أصحح مع القهوة والسيكارة، اجتمع علي سؤال الحرية بشكل حصار من الجهات الأربع: (الشاعر، الجريدة، تلفزيون، وطن، رواد المقهى).{nl} أبدأ بالشاعر (لأن الاغريق قالوا قديماً: كل عربي شاعر أو تاجر) وطرق شاعرنا المتنبي سؤال الحرية والزمن على النحو التالي: أريد من زمني ذا ان يبلغني ما ليس يبلغه من نفسه الزمن{nl} .. وطرق طاقم التلفاز سؤالين عن الحرية في فلسطين، وعن موقع المجتمع المدني منها، بينما كنت، مصادفة، أطالع ملخص التقرير السنوي الثامن لـ "الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة-أمان" بعد اسبوع وقليلاً من تقرير "الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان" عن الحريات الوطنية والسياسية في فلسطين.{nl} تقريران عن الحرية والمساءلة في شهر نيسان، وهو تقريباً "جمل المحامل" أو شهر الجلجلة في العذابات الفلسطينية (مجازر، اغتيالات، معارك.. ومناسبات مثل إضراب الأسرى).{nl} أعود للشاعر، واستبدل كلمة "زمني" في الشطر الأول بكلمة "حريتي" وكلمة "الزمن" في عجز البيت بكلمة "التحرير".. ومن ثم، كان جوابي على سؤال طاقم التلفزيون ان الحرية السياسية في فلسطين عربة مربوطة بقطار الحرية الوطنية (الواقف في محطة أوسلو)، وتجر الحرية السياسية عربات الحرية الشخصية والاقتصادية (فساد ومساءلة) والحرية الاجتماعية ايضاً. (ونحن رابع دولة عربية والدولة السبعون عالمياً في نشر البيانات الاحصائية).{nl} لماذا؟ لأن الوطن الحر يبنيه الأحرار، ولأن قولاً مأثوراً لعظيم ما جاء فيه "الحرية لا تتجزأ. لا يوجد نصف حر. إما حر وإما غير حر" ونحن الشعب الوحيد بلا مطار أو ميناء!{nl} جيد، من حيث المبدأ، أن يجتمع على الفلسطينيين سؤال الحرية الوطنية والحرية السياسية (وباقي الحريات) في واقع قصور التحرير الوطني الشامل، وحتى التحرر السياسي الكامل (دولة مستقلة).{nl} في مقابلنا هناك حال عدونا الذي يفوقنا في الحرية السياسية (وربما الديمقراطية) لكن ما يشغل باله (أو هواجسه بالأحرى) هو سؤال الوجود، مع أن السؤال يشغل الفلسطينيين المهددين بوجودهم الوطني والسياسي.. فكيف بباقي حرياتهم!{nl} الفلسطينيون يطلبون، معاً، التحرر الوطني والسياسي من الاحتلال، والحرية من السلطة الفلسطينية وهي تحت الاحتلال. هذا بخلاف ثورات الشعوب العربية التي تطلب الحرية السياسية من أنظمتها، كمقدمة لباقي الحريات.{nl} قصور الحرية الفلسطينية النسبي من قصور التحرر الوطني، مع أن تقريرين في الشهر ذاته عن الحرية في فلسطين لا يتوفر مثلهما في معظم، أو حتى كل البلاد العربية المستقلة، علماً أن الديمقراطية هي لشعب حر، لكننا كنا على مشارفها الحقيقية بعد انتخابات 2006 التي تكرست بالانقسام، لأسباب الخلاف على قصور التحرير الوطني الفلسطيني، والسلام الأعرج، والفساد.. الخ. وليس لأسباب دينية.{nl} من دون الحرية الوطنية والسياسية لا تعمل باقي الحريات عمل فيزياء الأواني المستطرقة (توازن السوائل بفعل الجاذبية) ولا يعمل الجسم الوطني عمل الشرايين التي تضخ في الجسم البشري، بينما الأوردة ذات دسامات ضرورية لدفع الدم الفاسد الى مصفاة الرئة، أو حتى الاشجار والنباتات التي تتحدى الجاذبية بدفع الماء الى الأعلى بفعل "العامل الأزموزي".{nl} تصيدت من تقرير "أمان" أن نسبة التهرب الضريبي هي 40% سنوياً، وتذكرت الاحتجاجات الصاخبة على مشروع الضرائب، لكن رئيس الوزراء الذي حضر إعلان التقرير الثامن لـ "أمان" أعطى ملاحظة انتقادية بطريقة مهذبة: ننظر باهتمام للتقرير، لكنه استطلاع للجمهور وليس دراسة مسحية ميدانية.{nl} نعم، ففي دراسة إياد فياض لـ"مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان" تظهر المفارقات: 78% يؤدون الصلاة بانتظام، لكن 83% مع "دولة ديمقراطية تعددية، و75% يريدون رئيساً مسلماً و88% يريد دولة لا تميز بين مواطنيها على أساس ديني!{nl} قال نبينا: أفقهكم في شؤون دينكم، وشؤون دنياكم انتم أدرى بها.{nl}بريد{nl} من: سناء عبد العال{nl} نيابة الأموال العامة (المصرية) تبدأ التحقيق في اتهام (المرشح للرئاسة أحمد) شفيق بالفساد وإهدار المال العام بـ"الطيران المدني" هذا أفضل تعليق على مقالك (الاربعاء 11 نيسان المعنون: انتخبوا أحمد شفيق)؟{nl}إسرائيل تستأجر أذربيجان !{nl}بقلم:هاني حبيب عن جريدة الأيام{nl}بعد أن تسرب من خلال وسائل الإعلام الإسرائيلية، أن وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان، قد قام بزيارة كانت سرية إلى العاصمة الأذرية باكو، تم التركيز مجدداً على العلاقات المعززة بين البلدين وآثارها على النوايا الإسرائيلية بمهاجمة إيران، ومع أن وزير الخارجية الإسرائيلي، وبعد افتضاح أمر زيارته السرية، فقد اعتبر أن التحليلات التي تشير إلى أن إسرائيل قد توسعت في أذربيجان بهدف توجيه ضربة إسرائيلية ناجحة للبرنامج النووي الإيراني، ما هي إلاّ خيال لا أكثر ولا أقل، إلاّ أن ويكيليكس قد كشفت قبل أسابيع قليلة أن الرئيس الأذري ألهام علييف قد وصف علاقات بلاده بإسرائيل بأنها مثل جبل جليدي يغوص تسعة أعشاره تحت سطح الماء، في حين نشرت مجلة "فورين بوليسي" المتخصصة بالشؤون الخارجية في عددها الأخير أن إسرائيل وجدت موطئ قدم في القواعد الجوية الأذرية، الأمر الذي أغضب الإدارة الأميركية في واشنطن كونه يجعل إسرائيل أكثر قدرة على تجاوز الضغوط الأميركية الرامية إلى إقناع إسرائيل بعدم جدوى توجيه ضربة إسرائيلية إلى البرنامج النووي الإيراني، والاكتفاء باتخاذ إجراءات عقابية من المجتمع الدولي لثني طهران عن التقدم في برنامجها النووي.{nl} باكو تنفي مثل هذه التقارير، وزير الدفاع الأذري نفى من طهران، أثناء زيارته لإيران، إمكانية استخدام القواعد الأذرية لتوجيه ضربة إلى إيران قائلاً: إن جمهورية أذربيجان ستواصل كما فعلت في الماضي تمسكها بمنع أي بلد من الاستفادة من أرضها أو سمائها لاستخدامها ضد الجمهورية الإسلامية إيران، إلاّ أنه لم يشر إلى منع القاذفات الإسرائيلية من الهبوط في بلاده بعد توجيه ضربتها، أو تمركز فرق الإنقاذ الإسرائيلية على الأراضي الأذرية، خاصة أن المخابرات المركزية الأميركية، قد أشارت وفقاً لما تناقلته وسائل الإعلام الأميركية إلى أن إسرائيل لن تستخدم القواعد الجوية الأذرية "في الضربة الأولى" لكنها ستستخدمها كمهبط للطائرات من أجل تجهيزها للضربة الثانية.{nl} وعلى الرغم من النفي الأذري لكل ما يحيط هذه العلاقة من تسريبات تشير كلها إلى أن أذربيجان باتت جزءاً من المجال الحيوي الإسرائيلي، حتى أن بعض الأبحاث أشار إلى أن إسرائيل "استأجرت" أذربيجان، وباتت تؤثر على نظامها السياسي من خلال صفقات الأسلحة التي تم توقيعها بين البلدين، حيث تم توقيع في شباط الماضي عقداً بينهما لتزويد إسرائيل لأذربيجان بمنظومات دفاعية متطورة مضادة للصواريخ وطائرات حربية، وطائرات بدون طيار في صفقة بلغت قيمتها خمسة مليارات شيكل إسرائيلي.{nl} الحديث الأذري عن العلاقات الأخوية مع إيران، لا يستند إلى الواقع، رغم أن أذربيجان تعتبر دولة شيعية من حيث طائفة مواطنيها، إلاّ أن إيران سبق أن اتهمت أذربيجان بدعم فرق الاغتيال الإسرائيلية التي تدربت في القواعد الأذرية لاستهداف العلماء الإيرانيين، هذه الفرق التي عادت إلى أذربيجان بعد القيام بمهام الاغتيال هذه، الأمر الذي تسبب فيما بعد، بإقدام أذربيحان على اعتقال 22 شخصاً يشتبه في تجسسهم لحساب إيران، واتهموا بأن الحرس الثوري دربهم للقيام بأعمال إرهابية ضد سفارات إسرائيل والولايات المتحدة ودول غربية أخرى في أذربيجان.{nl} بعض المحللين السياسيين في إسرائيل أثاروا مسألة "التدخل الأميركي الفاضح" بشأن تسريب متعمد حول تعزيز العلاقات الإسرائيلية ـ الأذرية، الأمر الذي سينعكس سلباً على هذه العلاقات بعد تسريب تحسنها وتعزيزها، وللتأثير على ردود فعل داخلية أذرية ضد الحكومة، ذلك أن معظم مواطني أذربيجان من الطائفة الشيعية التي ترتبط برباط قوي ديني واجتماعي وعائلي في بعض الأحيان مع الأقرباء في إيران، وحسب هذا البعض، فإن إثارة واشنطن لهذا الأمر، تعتبر بالغة الخطورة كونه يقلص من فرص إسرائيل في "الاستقلال" عن الضغط الأميركي تجاه توجيه ضربة إسرائيلية إلى البرنامج النووي الإيراني بالاستعانة بأربع قواعد "سوفياتية" مهجورة قريبة من الحدود الأذرية مع إيران، كما أن هذا البعض، يرى أن هذه التسريبات الأميركية قد تهدد أمن 25 ألف يهودي يعيشون في أذربيجان، كرد فعل على تحسن العلاقات الأذرية ـ الإسرائيلية من قبل مواطني الدولة الشيعة.{nl} الولايات المتحدة، نفت أن تكون هي مصدر المعلومات المسربة حول العلاقات الأذرية ـ الإسرائيلية، خاصة وأنها صديقة للبلدين، ومن مصلحتها تعزيز التعاون فيما بينهما، إلاّ أن مصادر أميركية، وفقاً لوسائل الإعلام الصادرة من واشنطن، أشارت إلى أن هذه العلاقات بين باكو وتل أبيب، ستسهم أيضاً، في انفصام العلاقات الإسرائيلية ـ التركية، إذ هناك توتر متزايد بين أنقرة وباكو، تأثر مباشرة بعدما شاب العلاقات الإسرائيلية ـ التركية الكثير من المشكلات، وواشنطن ترى أن تحسين العلاقات بين باكو وتل أبيب يجب ألا يكون على حساب وضرورة عودة المياه إلى مجاريها بين تل أبيب وأنقرة، إذ يجب ألا تنسى إسرائيل، أن تركيا هي حليف أطلسي، أكثر تأثيراً من أذربيجان على الخارطة السياسية للمصالح الاقتصادية والأمنية في الشرق الأوسط وأن تجاهل إسرائيل لهذا الأمر، من شأنه أن يؤثر تأثيراً مباشراً على المصالح الأميركية في المنطقة، ووسائل الإعلام الأميركية التي أشارت إلى هذه المسألة، إنما كانت تعزز آراء المحللين الإسرائيليين من أن الإدارة الأميركية، وأجهزة المخابرات هي التي كانت فعلاً وراء تسريب خفايا العلاقات الإسرائيلية ـ الأذرية!{nl} وإذا كانت المصالح الأميركية، وراء هذه التسريبات، رغم العلاقات الطيبة بينها وبين البلدين، فإن ذلك يشير إلى أن إسرائيل، وفي ظل عزلتها الدولية من ناحية، ورغبتها في التخلص من الضغط الأميركي على الملف الإيراني، فإنها على الأغلب، تسعى إلى نسج علاقات سرية وطيدة مع عدة دول، بعيدة عن التأثير على المصالح الأميركية، أي أن الدولة العبرية، لا تقف حدود توسعها فقط عند أذربيجان، بل إلى دول أخرى، للولايات المتحدة مصلحة في عدم تسريب أي معلومات عنها.{nl} وفي ظل غياب عربي عن هذه الملفات ذات التأثير المباشر على المنطقة، فإن إسرائيل لا تشعر بأي حرج في توسيع دائرة نفوذها وسيطرتها، كما أن الدول التي تجد نفسها فريسة لهذا التوسع الإسرائيلي، ترى في ذلك تعبيراً عن مصالحها في ظل غياب المصالح العربية المؤثرة!{nl}ربيـع مـش ربيـع{nl}بقلم: توفيق وصفي عن جريدة الأيام{nl}يلوم الفصائليون على الشعب عدم انخراطه في فصل الربيع "العربي" الذي قد لا يتكرر، فيما يلومهم الشعب لأنهم جماعة "كلام وبس"، ويتسيدون قائمة المتغزلين بالربيع والخريف وسائر الفصول، لسان حالهم الدائم اتهام الشعب بالكسل وإدمان الحال، بل يعتبر عدد منهم أن الشعب متآمر على نفسه، نفس الشعب الذي يتغزلون بإرادته وصموده و...إلخ!{nl} الشعب لا يتجاهل ملامح الفصول كلها، فكيف بالربيع الذي يستفز الأعمى قبل البصير، لكنه يُدرك بسليقة الفلاح أن أحدا لن يحرث له أرضه، ليس فقط من حيث المبدأ، بل لأنه الوحيد الذي يعرف ما تحتاجه أرضه وزرعه، وهو كذلك من يراعيها "من قلب ورب"، لا مجاملة ولا من أجل أجر، لسان حاله أنه سيعتمد على نفسه بمنطق "دبر حالك"، لأنه "ما حدا سائل في حدا". هل هذا صحيح؟{nl} "يا بتفاوضوا يا بتقاوموا يا بتروحوا من هون"، والله هذا كلام أشد المعتدلين اعتدالا من الشعب، البائع والشاري يعانون ركودا في كل شئ، إلا أسعار الأراضي والشقق، وهم على أعتاب البنزين والسولار الإسرائيلي "وبس"، و"اللي معوش ما يلزموش"، أو وقود مصري وعربي بسعر الفجل، ولا يرون سببا لاستمرار تأخر ربيعهم إلا عسكر وفصائل وساسة و"أورطة" المستفيدين من طمي حالتهم.{nl} البلد فيها أجانب وعرب، يعني ماشي الحال، كوزموبوليتانية غير شكل، أو ملامح ربيع محلي تؤكد للناس أن السجان يسمح بالزيارات، من فوق ومن تحت، بينما يكاد الزائر يذرف الدمع أمام مشهد ربيعي مائة في المائة، حين يرى الشجر حاملا بثمار واعدة، والورد يسابق بعضه في التفتح، لكنه لشيء ما يبكي، وحين تسأله يقول "فيش نِفس لأي شيء"!{nl} يُنصت الغريب عنا إلى أنفاسنا وشكوانا، "شكل البلد جاية على حرب أو شي أصعب من الحرب"، يسأل مقاطعا "دخلك، شو الأصعب من الحرب"؟ نسخر منه ثم يردف بنبرة السؤال "لعله الحب، اللي بيموتَك من غير دفن"!{nl} يتنفس آخر قائلا "المعاش يا دوب يكفي للكهرباء والتلفون والجوال والبنزين والدخان والدواء، الأكل مش مهم"! يعقب الغريب "يا بخت البدوي في الصحراء أو سكان الأمازون"!{nl} "ولسّه فيه أهل عرايس" يشترطون الغداء والحنة على حساب العريس، قال شاب غزي "قَرَّب يصير شايب"، بينما يتمتم الغريب "هذا يعني أن العنوسة عندكم شيء عادي"، فيهتف الشاب الشايب "رجالا ونساء"!{nl}المناطق الفلسطينية: الحريات غائبة في غزة وتتراجع في الضفة{nl}بقلم:أشرف العجرمي عن جريدة الأيام{nl}قرأت مقالة د.أحمد يوسف التي نشرتها وكالة "سما الإخبارية" بعنوان الـ"واشنطن بوست" والسقوط في درك الصحافة الصفراء.....بإمعان شديد، والتي تحدث فيها عن مقالة لصحيفة أميركية اسمها كارين بروليارد عن حكم "حماس" في غزة الذي "لم يكن كما توقع الكثيرون"، واتهمها بتزييف الحقائق عن حكم "حماس" والتحامل عليها وتشويهها واستهداف حكومة غزة والمقاومة، والهبوط إلى مستوى الصحافة الصفراء، ومن باب الفضول عدت إلى المقالة الأصلية للكاتبة وقرأتها. فما هي الحقيقة؟{nl} المدهش أن التحقيق الصحافي الذي نشرته الـ "واشنطن بوست " والذي يستند إلى عدد لا بأس به من المقابلات التي أجرتها كارين بروليارد مع مواطنين وقادة وكتاب ومثقفين يعكس جزءا من الحقيقة الصرفة وليس كلها وأهل قطاع غزة الذين قابلوا الصحافية الأميركية كانوا متحفظين نسبياً ولم يقولوا كل الحقيقة، وربما السبب الحقيقي وراء المقالة التي كتبها السيد احمد يوسف الذي يعرف عنه الاعتدال والواقعية هو أن يوسف نفسه تحدث للصحافية عن أن حكم "حماس" أصبح مثل " الدولة البوليسية"، ربما يكون انجرف قليلاً وتحدث بواقعية كمحلل. ولكن ما قالته الصحافية كان دقيقاً على لسان الأشخاص الذين قابلتهم، فالحديث تناول توقعات الذين صوتوا لـ"حماس"، وأرادوا حكماً "نظيفاً" وتوقعوا عدالة وإنصافا، وبعضهم غرته شعارات المقاومة التي يتساءلون عنها أين هي اليوم، خصوصاً عندما أدركوا أن حركة "الجهاد الإسلامي" كانت وحدها في المعركة الأخيرة في غزة وهذا كان غير مقبول شعبياً. وتحدث الناس عن فرض اجندة اجتماعية لا يرغبونها، وعن التهريب، وعن تمييز "حماس" بين الناس وتفضيل كوادرها وعناصرها، وعن قمع الحريات الغائبة تماماً تحت سلطتها، لدرجة أن احمد يوسف شخص الوضع بصدق بالحكم البوليسي وخوف الناس من التجمع والتظاهر، ولا يجديه نفعا الآن التراجع عن هذا الكلام لأن الناس يعيشونه تماماً، فكل الفصائل والمنظمات الشعبية والمدنية والناس الذين ارادوا يوما التعبير عن مواقفهم حتى في إطار الشعارات التي ترفعها "حماس" مثل دعم المصالحة تعرضوا للقمع ومنعوا من حق التظاهر أو إبداء الرأي. كما تحدثوا عن الحصار المفروض حمساوياً لأسباب خاصة. كما تناول التحقيق هبوط شعبية "حماس" بصورة ملموسة.{nl} وهذا التحقيق موضوعي ويعكس بعض الحقائق عن حكم غزة وعن المشاكل والمصاعب التي يواجهها الناس هناك بالإضافة إلى الحصار الظالم، وربما لم تبالغ الصحافية كارين بروليارد في وصفها للواقع واقتباسها للناس في غزة الواقعة تحت حكم ظالم واحتلال لا يريد المغادرة. ولا أحد يمكنه أن يدعي أن الوضع طبيعي والمواطنين ينعمون برفاهية وحرية في ظل أزمة الوقود والكهرباء والضائقة الاقتصادية والأهم الكبت وغياب الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة.{nl} وإذا كان الوضع هكذا في غزة ليس فقط بشهادة الصحافة الأجنبية والعربية والمحلية، بل أصلاً بفعل الواقع المعاش، فالوضع في الضفة ليس وردياً ولا خالياً من المشاكل وإن كان افضل نسبياً، ونحن لا نتحدث على مشاكل الاستيطان وجرائم المستوطنين وما هو مرتبط بها من اجراءات. فهناك مشاكل اقتصادية وبطالة، وأخيراً ظهرت مشكلة جديدة تتعلق بتقلص مساحة الحريات وخاصة الصحافية، وبرز ضيق صدر لدى بعض المسؤولين في تحمل النقد بحق او بغير حق.{nl} في الآونة الأخيرة ظهرت عدة إشكاليات مع الصحافيين ومع بعض مراكز حقوق الإنسان وجرت معالجتها بصورة متسرعة، ما أثار غضب الصحافيين وأساء لسمعة السلطة الوطنية، وأجهزتها. والغريب أن هذه التضييقات تأتي في توقيت غريب مخالف لوجهة صيرورة الأمور في المنطقة العربية التي تشهد اتساع نطاق الحريات.{nl} هذا لا يعني أن النقد مباح بغير حدود خصوصاً إذا ما تعلق بأمور شخصية يمكن أن تسيء أو تشوه السمعة. ولا بد من تطبيق سيادة القانون ومساواة الناس أمامه، ولكن هناك مشكلة في النظر للصحافيين، حيث لا ينبغي التعامل معهم كالمجرمين حتى لو أخطأوا، ولا أحد يمكنه أن يتنازل عن الحق الشخصي والعام حتى في التعاطي مع الصحافيين المخالفين. لكن هذا لا يمنع مراعاة الوضع العام والشخصية الاعتبارية للصحافيين.{nl} ومن الأشياء المثيرة للاستغراب أن النقد إذا وجه نحو الحكومة أو وزرائها ومسؤوليها فهذا يكون مباحاً ومنطقياً ولا يخضع المنتقدين للمساءلة. أما إذا وجه لبعض الشخصيات بمستوى معين تقوم الدنيا ولا تقعد وتتدخل الاجهزة والقضاء ويجري تنفيذ الاعتقالات والقرارات العقابية بسرعة كبيرة. وفي هذا الموضوع يجري التمييز بين مستوى قيادي وآخر ويلعب الانتماء ومستوى علاقة الشخص المعني مع مستويات صنع القرار دوراً حاسماً في طريقة تعاطي الأجهزة التنفيذية وحتى القضائية مع القضية المعينة. والحمد لله أصبحت صفحات الفيس بوك مادة للحكم على الناس. ومرة أخرى لا يعني هذا ترك الحرية على الغارب لا رقيب ولا حسيب، ولكن آن الأوان لتوسيع مساحتها وتعديل القوانين بما يتيح اوسع المجال وأيضاً تطبيق القانون على الجميع بطريقة تحمي حقوق المواطنين وتصون الحريات العامة، ولنتعظ جميعاً مما يجري في المحيط الأوسع وتحديداً في مجال حرية التعبير والرقابة الشعبية.{nl}حياتنا - حقوق المؤلفش{nl}بقلم:حافظ البرعوثي عن الحياة الجديدة{nl}ابدع ما شهده اسبوع الكتاب وحقوق المؤلف الذي ينظمه ملتقى فلسطين الثقافي ودار الشروق هو تكريم الاديب الكبير احمد دحبور الولد الفلسطيني.. ابن حيفا.. ثم المخيم في سوريا ثم الصحفي الثائر في الاغوار ثم الشاعر ثم الكاتب ثم الناقد ثم الدحبور الكبير.. والتكريم بحد ذاته عرفان بمسيرة نضالية شاقة وانكباب على الكتابة والتأليف والانشاد للثورة ولفلسطين.. كلنا قرأنا لدحبور عندما كنا شبابا.. وكانت لدينا عادة القراءة المنقرضة حالياً.. وعندما عاد الى الوطن وترجل في غزة الجزء المتاح من الوطن على حد تعبيره الجميل انشأ صفحة اسبوعية له في الحياة الجديدة تناول فيها استعراض الادباء ونتاجهم ونقد الانتاج الثقافي.. ثم حرضته شخصيا على الكتابة اليومية فاستشعر رهبة في البداية وانتظم في زاويته اليومية.. كنت اعلم انه كاتب مبدع في كل فنون الكتابة.. وهكذا كان.. والتحريض على الكتابة عادة بدأت منذ بداياتنا المهنية في الخارج.. ذات سنة حرضت زميلنا فتحي البس على الكتابة وتحديته كصيدلي هجر الصيدلة الى النشر ان يكتب.. فانثالت ذاكرته في سلسلة مقالات نشرت في الحياة الجديدة جمعها في كتابه انثيال الذاكرة.. وزميلنا الخجول وضاح زقطان كان قلما يكتب حتى استفردت به ذات يوم في مقهى وحرضته على الكتابة شبه اليومية بمداخلة مقنعة حتى اعشوشبت عيناه بالدهشة.. وجرب عضلات قلمه ونجح.. كنت يوم امس استعرض ارشيف الحياة بحثا عن موضوع قديم.. ومرت في الصفحات اقلام رحلت وفي ايديها اقلامها.. يوسف القزاز، عايد عمرو، موسى السرداوي، فاضل يونس، الشاعر الراحل محمد القيسي واخرى كتبت عندنا منذ البداية.. صالح القلاب، طاهر العدوان، خيري منصور، يوسف ابو لوز، فؤاد ابو حجلة، صابر عارف، والوزير محمود الهباش، فيصل الحوراني، باسم النبريص، باسم ابو سمية والشاعر الكبير هارون هاشم رشيد وربما غيرهم.. وبعض هؤلاء الفوا كتباً.. لكن التأليف بات مثل عدمه لا يخدم المؤلف.. لتراجع نسبة القراءة والشراء ولهذا عندما تحدث الزميل سامي البطراوي عن حقوق المؤلف في احدى ندوات اسبوع الكاتب لاحظ ان المؤلف في العالم العربي كأنه «ما ألفش» لأنه يؤلف ولا يستفيد ويستحق لقب المؤلفش.. لعدم وجود قراء او قوانين تحمي حقوقه.. اي «قارئش» وعدم وجود ناشر لأن الناشر «ناشرش» اي صار يخسر.. فعندما فكر زميلنا فتحي البس وهو مرتاح البال في عمان في افتتاح دار الشروق في فلسطين سألني رأيي فقلت انه مشروع وطني لا بد منه لكنه سيكبدك ما جمعت من مال.. وهكذا كان حيث خسر ما جمع ثم اقترض. فصناعة الكتاب والتأليف لم تعد مهنة تستحق العناء في زمن انفلات الفضاء.. وانحسار القراءة الا عن النفخ والطبخ والجنس والاغراء وعذاب القبر والغيبيات اي ما يؤكل على الطاولة او السرير او ما يتلقاه الميت في المثوى الأخير.{nl}قبل اسابيع ذهبت الى امسية توقيع كتاب لشاعر اردني في عمان في المركز الثقافي العربي فكان الحضور اقل من عشرة اشخاص.. وكان اسمه برجس فقلت له.. لو كان اسمك نرجس لامتلأت القاعة.. فرد آخر.. قبل اسابيع كانت هنا الكاتبة اللبنانية الايروتيكية جمانة حداد صاحبة مجلة الجسد فامتلأت القاعة وما جاورها وسلم الدرج وساحة المركز فالكل جاءوا منقادين للاستماع الى لغة الجسد وفي جيدهم حبل من مسد.. اللهم لا حسد.{nl}آخر الكلام{nl}* لا تنتبه لغد مضى بعد غد{nl}مدارات - زيارة الأقصى: محنة المفتي وتقييم التجربة{nl}بقلم:عدلي صادق عن الحياة الجديدة{nl}كنت أتمنى أن تنعقد ورشة عمل، في إطار المراجعة المرتجاة، للسياسات، بجوار مركز اتخاذ القرار الفلسطيني؛ بهدف تقييم ما آلت اليه تجربتنا في حضّ العرب والمسلمين، رموزاً وعامة، على زيارة القدس، أي في الاتجاه النقيض لفتوى قرضاوية. فقد كنا ندعو وما زلنا، الى التضامن مع أهلنا في زهرة المدائن، لعل الزائرين يسهمون في التأكيد على عروبتها، في مواجهة عمليات التهويد، وينقلون ما يرونه بأمهات أعينهم، الى شعوبهم وإعلامهم. وباعتبار أن ورشة التقييم الموضوعي، ستكون واقعية بالضرورة، ولا يصح أن يضحك المشاركون فيها على أنفسهم؛ يصح أن ينطلق البحث من واقع النتيجة التي انتهت اليها مباراة الشيخ علي جمعة تحديداً، وهي أن القرضاوي، بعد الزيارة؛ لم يكن هو الطرف المغلوب. وربما يذهب قائل الى الجزم بأن القرضاوية فازت بالثلاث نقاط، لأن فريقنا لم يفلح في مجرد التعادل. فقد نزلت على رأس الشيخ جمعة، الإدانات من كل حدب وصوب، إن صددنا عنه بعيدها وغشيمها، فوجئنا بنزول قريبها وساخنها: مجالس الإفتاء البعيدة، ومنها المختصة بإصدار فتاوى التكيف مع شروط الحياة في القارة الأوروبية، وتحليل بيع الخمور لمن يؤذيه تجاهلها في المطاعم. ومنها ما يبيح للجندي المسلم، إطلاق النار على مسلمين إن كان مضطراً لأكل الخبز في الجيش الأميركي. ومنها إدانات صادرة عن مرجعيات حصيفة لا تُناقش، كالأزهر الشريف. ومنها إدانات من حلقات الحركة الإسلامية بأطيافها ومذاهبها، ومعها نقابات كُتّاب ومفكرين ومحامين ومهنيين، لا شأن لهم بالفتوى أصلاً. ومن الإدانات القريبة، ما صدر عن الحركة الإسلامية في الأردن، وعن مرجعيْن فلسطينيين إن لم تنشأ أهمية رأي كل منهما، عن تميزه الفقهي، فإنها ناشئة بالمحصلة عن دورهما وما يمثلان: عِكرمة صبري، مفتي بلادنا وسلطتنا نفسها لعشر سنوات، ثم رئيس «الهيئة الإسلامية العليا في القدس الشريف» ورائد صلاح محاجنة، رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر!{nl}من هنا، كان يتوجب أخذ الموضوع برويّة، مثلما أخذته «حماس» بروية وخبث، وصمتت عن الكلام المباح، حتى ظهرت نتيجة النقاط الثلاث فأعطت رأياً حول الفارق بين زيارة وزيارة، في تلميح الى رجاحة الكراهة ونقد الزيارة. ولو تم إسقاط المفتي المصري سيتغالظ التقييم الحمساوي بأثر رجعي، وربما يُستدعى دايتون، لكي يُحشر في الزيارة والحكاية. الآن، حتى لو كانت كل تلك الأطراف على خطأ، وأن فقيهنا محمود الهباش، هو المؤهل والمسموع في العالمين؛ أليس من واجبنا أن نقيّم التجربة بواقعية، لكي نعلم الى أي مدى نحن نؤثر؟ والى أية مسافة يصل صوتنا المعترض على تخرصات قرضاوية؟ والى أية درجة من الوجاهة والصدقية، وصلت مؤسستنا الفقهية؟!{nl}* * *{nl}في الحقيقة، لم أشعر بالرغبة في تناول موضوع زيارة القدس، وجوباً أو تحريماً، على الرغم من الثغرة الكبيرة في فتوى القرضاوي. وبالمناسبة، ليست الثغرة التي أقصدها، ذات علاقة بزيارات الأقدمين الى القدس، في العهود الرومانية والبيزنطية وفي أيام الانتداب وسواها، فضلاً عن الإسراء والمعراج، مثلما استرسلت المحاججة الرسمية الفلسطينية. فكل تلك الزيارات جرت في ظروف أبعد ما تكون عن سمات الواقع الراهن وأسبقياته، وقبل نشوء الجغرافيا السياسية بشروطها الراهنة، وغير موصولة بطبيعة الصراع مع الصهيونية تحديداً. فالثغرة التي أعنيها، هي أن القرضاوي ألقى بحجر التحريم دونما تمييز بين زائرين وزائرين أو حالات وحالات. فمسألة زيارة القدس لا تؤخذ بالإجمال، لأن التفصيل في الأمر، يوضح أن بعض ـ وليس كل ـ ما يقوله القرضاوي خطأ، وأن بعض ما يقوله الرأي الآخر صحيح. وقد سمعت قبل يومين، تكراراً لما كتبناه قبل نحو شهرين، حول جانب من المسألة، بلسان الشيخ عكرمة صبري، الذي يتبنى موقف القرضاوي. وبالمناسبة، لا يجوز هنا الدفع بعدم نزاهة أي إنسان، فيما يطرح من مواقف. {nl}قلنا يومها إن هناك ضرورة لتعيين الفارق بين حالتين أولاهما أن لا غضاضة في أن يتوجه مسلمو بلد غير عربي، الى القدس، مستفيدين من علاقات بلدانهم بإسرائيل، وحصول الإسرائيليين على تأشيرات لزيارة تلك البُلدان، أي الاستفادة من تأشيرات في الاتجاه الآخر بقصد زيارة الأقصى، لا سيما وأن لا مقاومة للتطبيع في تلك البلدان، ومنها تركيا والهند وجميع الأقطار الأوروبية. أما الحالة الثانية، فإن السياسي فيها يلتبس مع الديني وتتفرع المسألة. فالشعوب والقوى الوطنية السياسية، في الأقطار العربية ذات العلاقات الديبلوماسية مع إسرائيل، لا ترغب في مشاهدة طوابير المواطنين أمام السفارة الإسرائيلية، للحصول على التأشيرات. وبسبب مقاومة التطبيع، يمر الناس من قناتين للتدقيق، واحدة من المصالح الأمنية للبلد نفسه، لكي لا يختلط القصد الديني مع مقاصد أخرى لفئة الشباب، أقلها التسرب الى سوق العمل الإسرائيلية بما فيها من افتراضات أمنية تضاعف من الجهد المطلوب لمتابعة من يذهبون الى إسرائيل. فهذه الأخيرة، معنية دوماً، بتجنيد عملاء. والقناة الأخرى، هي تدقيق مصالح الأمن الإسرائيلي نفسه، التي لن تمنح التأشيرة لناشطين في أحزاب سياسية أو متدينين. ثم إن هناك بلدانا إسلامية ـ فضلاً عن الغالبية العظمى من الأقطار العربية ـ لا علاقة دبلوماسية بينها وبين إسرائيل، وبالتالي لا توجد السفارة التي تمنح التأشيرة لمواطني هذه البلدان. وعندما نقول للناس اذهبوا الى القدس وأن هذا واجب شرعي، دون أن نراعي الفوارق بين الحالات، فكأننا نقول لمن لي<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/05-2012/محلي-87.doc)