المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاخوان المسلمين 13



Haneen
2012-05-18, 11:13 AM
الاخوان المسلمين 13{nl}اسرار علاقة الاخوان بالمخابرات و اخبار اخرى{nl}موقع: المحظورة{nl}«نواب الإخوان» يسحبون استجواباتهم ضد الجنزوري ويحولونها إلى طلب إحاطة أو موضوع للمناقشة!{nl}د.محمد حبيب يكشف أسرار الإخوان من الداخل -1-{nl}المحلاوى: التصويت لمرشح الإخوان واجب شرعى من يخالفه آثم{nl}الكاتب حسنين كروم : جماعة الإخوان لا عهد لها{nl}شباب ينشئون جمعية أهلية باسم «الإخوان».. والجماعة ترد: سنلاحقهم قانونيا{nl}دعوة أبو تريكة للمشاركة فى ماراثون جرى لدعم مرسى{nl}الاخوان المسلمين لعبة فى يد المخابرات الامريكية{nl}بالفيديو : صفقات الاخوان والمجلس العسكرى{nl}بالفيديو : بديع : أستمع إلى عبد الحليم و أم كلثوم وفيروز وعلى الشباب ان يبتعد عن الفن !!!{nl}الاخوان المسلمين ...سنة وشيعة ...حسب الاغلبية فى الدولة{nl}قيادى بشورى الاخوان ينشق عنهم وينضم لأبو الفتوح ، و قيادى بالارشاد : لن ندعمه حتى لو دخل الاعادة{nl}الأزمات تحاصر «الإخوان» قبل انتخابات رئاسة الجمهورية{nl}غضب إخـــــواني علي الدكتور يوسف القرضاوي{nl}«نواب الإخوان» يسحبون استجواباتهم ضد الجنزوري ويحولونها إلى طلب إحاطة أو موضوع للمناقشة!{nl}بعد أسبوعين من الصراخ داخل مجلس الشعب، للمطالبة بسحب الثقة من الحكومة، ورغم تأكيدات رئيس المجلس، محمد سعد الكتاتني، أن المجلس في مقدوره سحب الثقة من الحكومة، فإن من الواضح أنه قد حدث تصالح بين الحكومة والبرلمان، فتقدم، أمس، النواب أحمد خليل، وعادل العزازى عن حزب النور، والنائب أكرم الشاعر عن حزب الحرية والعدالة، استجواباتهم ضد الحكومة بخصوص وقائع فساد قام بها رجال الحزب الوطني «المنحل» في الاستيلاء على أراضي مشروع شباب الخرجين، وتقاعس الحكومة عن استعادة تلك الأراضي، وطالب النائبان خليل والعزازي بتحويل استجوابهما ضد الحكومة إلى طلب إحاطة، بينما طالب الشاعر بأن يتحول استجوابه إلى موضوع للمناقشة، وهو ما وافق عليه رئيس مجلس الشعب محمد سعد الكتاتني، ومناقشتهم فى المجلس بعد استكمال الإجراءات اللائحية.{nl}النائب أحمد خليل، قال إن لديهم المستندات التي تؤكد الفساد في ضياع أراضي الدولة، وأضاف «لكن حزب النور أعلن منذ اليوم الأول لجلسات البرلمان أنه جزء من الحل وليس من المشكلة»، وبسبب الظروف والأحداث التي تمر بها البلاد فى الفترة الحالية «أطالب بتحويل استجوابي إلى طلب إحاطة -حسب قوله- وهو نفس ما قاله النائب عادل العزازي، حيث أكد امتلاك المستندات، لكن ظروف البلاد لا تسمح حاليا بسحب الثقة منها، وطالب أيضا بسحب استجوابه وتحويله إلى طلب إحاطة.{nl}أما النائب أكرم الشاعر، رئيس لجنة الصحة في مجلس الشعب وأحد مقدمي الاستجواب، قال إن الحكومة الحالية لم يعطها أحد الثقة، وبالتالي كيف سنسحب الثقة منها، وأضاف «أنا الآن أمام أزمة كيف أترك أراضى الشعب المصري تسرق حتى الآن وكيف أسحب الثقة منها في تلك الظروف»، مضيفا «أريد أن يرى الشعب المصري من سرقه أرضه، لذلك أطالب بأن يتحول الاستجواب إلى موضوع للمناقشة».{nl}يذكر أن الفرق بين الاستجواب والوسائل الرقابية الأخرى كطلب الإحاطة وموضوع المناقشة، أن الاستجواب عبارة عن اتهام للحكومة أو أحد وزرائها -إن صح- يسقط الوزير والحكومة أما باقى الوسائل لا تؤدي إلى سحب الثقة من الحكومة. {nl}د.محمد حبيب يكشف أسرار الإخوان من الداخل -1-{nl}هل هناك وقت أفضل من الآن لنعرف فيه مزيدا من تفاصيل وأسرار جماعة الإخوان المسلمين من الداخل؟ الوقت مناسب بكل تأكيد، الجماعة تستحوذ على غالبية البرلمان، وتسعى بكل قوتها لتشكيل الحكومة، كما أنها تنافس رسميا بمرشح فى الانتخابات الرئاسية القادمة، بينما يوجد اثنان على الأقل من المرشحين فى الانتخابات ذاتها من أصحاب الخلفية الإخوانية. من المهم إذن أن تكون هذه المعرفة المعمَّقة منسوبة إلى واحد من أعمدة الجماعة لسنوات طويلة وعصيبة، خصوصا تلك التى كانت فى عصر وزمن الرئيس السابق حسنى مبارك، ومن هنا تأتى أهمية مذكرات د.محمد حبيب نائب مرشد الإخوان المسلمين السابق الذى ترك منصبه فى عام 2009 واستقال من جماعة الإخوان عقب ثورة 25 يناير{nl}، وانتهى من كتابتها عام 2010 فى مسقط رأسه بأسيوط، وتنشرها دار «الشروق» قريبا فى كتاب بعنوان «ذكريات د.محمد حبيب.. عن الحياة والدعوة والفكر والسياسة»، يتتبع فيه نشأته وسنوات تكوينه الأولى ونشاطه داخل الجماعة بداية من أسيوط، خصوصا فى نادى أعضاء هيئة التدريس، والعلاقة بين الجماعة والسلطة فى مصر وترشيح مبارك لفترة ثانية والمحاكمات العسكرية التى جرت لعدد من قيادات الإخوان، وكذلك التجربة النقابية للإخوان فى سنوات الملاحقة الأمنية والتضييق السياسى على أفرادها وكوادرها. و«التحرير» تنشر هذه المذكرات الهامة يوميا وكاملة على صفحاتها. 1- استئناف العمل ظل التضييق على العمل الإسلامى قائما منذ اعتقالات سبتمبر 1981، وحتى الأشهر الأولى من عام 1984، وفى بدايات 1983 زارنى فى أسيوط الأخ الدكتور السيد عبد الستار وقال لى إن الإخوان قرروا استئناف العمل، وإنه مكلف من قِبلهم بإبلاغى بذلك (كان الأخ محمد سليم -رحمه الله- يتحرك فى محاولة للملمة أطراف العمل فى المحافظات المختلفة).. التقينا فى القاهرة بعض الإخوان ممن وقَع عليهم الاختيار كى يكونوا ممثلين عن القطاعات المختلفة، هم الإخوة عبد المنعم أبو الفتوح، وممدوح الديرى -رحمه الله- وإبراهيم الزعفرانى، والسيد عبد الستار وآخرون. تم إنشاء مكتب تنفيذى فى مصر على غرار ما هو موجود فى بقية الأقطار، على اعتبار أن لكل قطر مكتبا تنفيذيا له خصوصيته وسياقه وظروفه التى يمارس الدعوة فى إطارها.. ومصر رغم أنها صاحبة الريادة والقيادة ومنشأ الدعوة، لها خصوصيتها أيضا، فلها دستورها وقوانينها ومشكلاتها وتحدياتها، وهكذا، وبالتالى يجب أن تنحصر اهتمامات المكتب التنفيذى فى عمل الإخوان داخل القطر المصرى فقط، وذلك يعين على الإنجاز والإتقان. وقد كان يرأس المكتب التنفيذى الدكتور أحمد الملط -رحمه الله- وكان ضمن أعضائه الإخوة الأساتذة: جابر رزق، وممدوح الديرى -رحمهما الله- وعبد المنعم أبو الفتوح، ومحمد حبيب، وآخرون، وأُسندت إلىّ مسؤولية الإخوان فى الصعيد. كان علىّ أن أجوب محافظات: بنى سويف، والفيوم، والمنيا، وأسيوط، وسوهاج، وقنا، وأسوان، وأن ألتقى الإخوان على مستوى القيادات الوسيطة وأفراد الصف.. أعطى التعليمات والتوجيهات الصادرة من المكتب التنفيذى فى كل المجالات التربوية والدعوية وأتابعها من ناحية، وأستمع إلى الأسئلة والاستفسارات من هؤلاء الإخوان وأعمل على حل المشكلات التى تواجههم من ناحية أخرى.. هذا فضلا عن إلقاء المحاضرات العامة فى المساجد والجامعات. وقد تطلب العمل جهدا كبيرا ووقتا وحركة دؤوبة، وأسأل الله تعالى أن يتقبل. كان نشاطنا مركَّزا حول الأمور المعتادة وهى التربية ونشر الدعوة بكل وسائلها وأدواتها، وما يتطلبه ذلك من ضبط إيقاع هيكل الجماعة فضلا عن المشكلة السياسية التى جرت بالتنسيق مع حزب الوفد فى خوض انتخابات مجلس الشعب عام 1984. فى هذه الفترة كان الإخوان يبحثون عمن يتولى إدارة المركز الإسلامى بميونيخ، وكنت مرشحا للقيام بهذه المهمة، إلا أن مسؤولية الإشراف على عمل الإخوان على مستوى الصعيد حالت دون ذلك، فضلا عن الظروف الاجتماعية والعلمية، وكان أن وقع الاختيار على الأستاذ محمد مهدى عاكف. 2- رحلة الحج الأولى وحاجتنا إلى التربية كانت اللقاءات تدور حول استنهاض هِمم الإخوان فى الحركة والعمل.. لم تكن هناك فرصة لأى لقاءات تربوية إلا فى الحدود الضيقة للغاية، فالأجهزة المعنية راصدة لتحركات العاملين فى الدعوة فى كل الاتجاهات.. لذا قررنا الذهاب إلى الحج فى صيف عام 1983 حيث فرصة لقاء مجموعة من الإخوان المختارين فى المحافظات المختلفة هناك مع بعضهم ليتعارفوا.. كان هناك برنامج تربوى جيد، فضلا عن مقابلات لبعض الدعاة من الإخوان الموجودين هناك. فى أجواء الحرم المكى تصفو النفوس وتحلِّق الأرواح.. هناك يشعر الإنسان أنه ترك دنياه وأقبل على أخراه.. شعور مختلف.. نقلة نوعية لا بد منها فى حياة الدعاة.. أدركتُ لماذا كان الدعاة والعلماء والمجاهدون الأوائل يحرصون على الذهاب إلى مكة حيث الصلوات الخمس، وقيام الليل، والطواف، وقراءة القرآن، والذكر، والدعاء، والاستغفار، حيث ينخلع الإنسان من ذنوبه، أو تسقط عنه ذنوبه. كنت فى الحرم فى نحو الساعة 11 صباحا، وكنت متعبا مجهدا.. فتمددت ألتمس لجسدى شيئا من الراحة وإذا بشيخ مهيب يلكزنى بعكازه ويقول: قم.. ليس هنا مكان نوم.. هنا مكان عبادة.. الحقيقة أنى تضايقت وهممت أن أردّ على الرجل، ولكنى تذكرت أنى فى الحرم، وفوجئت بأحد الجالسين إلى جوارى يقوم فيقبِّل يد الشيخ.. وحين انصرف الشيخ سألتُ هذا الذى قبَّل يده.. مَن هذا الشيخ؟ فقال: هذا هو عبد الله الخياط إمام الحرم.. فى المرة الأولى التى وقع فيها نظرى على الكعبة، أحسست أن قلبى يُسلب منى.. لقد وقعتُ فى هوى الكعبة.. فى أثناء الطواف والسعى عشت مع النبى -صلى الله عليه وسلم- أحلى وأصفى الأوقات.. كنت أجلس فى ساحة الكعبة أنظر إليها وأتأملها. عدت بالذاكرة إلى الوراء.. حيث أبونا آدم عليه السلام.. وحيث إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى السلام.. جاء إلى هذا المكان ومعه هاجر وإسماعيل.. لقد رُزق إبراهيم بإسماعيل بعد عمر طويل.. بعد طول انتظار.. تعلق قلبه به.. إذن فليذهب به وأمه حيث البيت الحرام، هذا المكان القفر البعيد، ثم تركهما بمفردهما ومضى. فى عام 75 قمت واثنان من تلاميذى المعيدين بكلية علوم أسوان برحلة جيولوجية إلى الصحراء المتاخمة لمدينة أسوان، لم نبتعد كثيرا، كنا على بعد نحو 35 كيلومترا فقط.. تركتنا السيارة الجيب فى الساعة السابعة صباحا ومضت إلى المدينة، على أن تعود إلينا فى الساعة الثانية بعد الظهر.. كنا فى الصيف.. وفى الصباح كان الجو مائلا إلى الحرارة، مشيرا إلى أن ثمة غليانا ينتظرنا فى الظهيرة.. جلسنا نتناول طعام الإفطار فى سهل فسيح.. كنا ثلاثة رجال.. أحسست لحظتها بوحشة.. سرنا على أقدامنا نحو عشرة كيلومترات.. تذكّرت هاجر زوجة سيدنا إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- وابنهما إسماعيل والموقف الصعب الذى تُركا فيه.. كيف كانت مشاعرها وخوفها على رضيعها وعلى نفسها مما يحيط بها!! لقد عبّر القرآن عن ذلك على لسان إبراهيم بقوله: وصلنا إلى المكان الذى تواعدنا مع سائق السيارة أن يأتينا عنده.. الشمس أصحبت فى كبد السماء، تكاد تقترب من رؤوسنا، ولا توجد سحابة تخفف شيئا ما من حدة أشعتها الموقدة، ولا نسمة تهب علينا ولا مكانا نستظل به.. سألت تلميذينا: هل لديكما ماء؟ هل أحضرتما شيئا يرطب الحلق؟ قالا: لا.. لا يوجد سوى علبة مربى.. قلت: أعطيانى أى شىء.. أخذت ملعقتَى مربى، فإذا بها تزيد من عطشنا.. لا نستطيع أن نبتلع ريقنا.. كنا غير قادرين على الوقوف، ولا حتى على الجلوس فقد كانت الصخور ملتهبة.. الذى أريد أن أقوله هو إن قراءة القرآن وأنت فى مكان مكيَّف الهواء، وبجوارك زوجك وأولادك، والماء البارد فى متناول يدك شىء جميل ولطيف لكنه لا يعطيك إحساسا بالمعانى.. إذ كيف تشعر بالخوف والفزع الذى ساور هاجر ومعها طفلها فى هذا المكان القفر الموحش؟ لا بد من المعايشة والمعاناة.. هذه هى القضية. كنت أمرُّ على سيرة المصطفى (صلى الله عليه وسلم) وأقف عند إحدى سفراته حين حضر القوم وقت الغداء وكان عليهم أن يذبحوا شاة.. قال واحد من الصحابة: أنا علىَّ ذبحها.. وقال ثانٍ: وأنا علىَّ سلخها، وقال ثالث: وأنا علىَّ طهيها.. فقال النبى (صلى الله عليه وسلم): وأنا علىَّ جمع الحطب.. أقول كنت أمرُّ على هذه القصة كشىء عادى.. لا يحرِّك معنى سوى أن النبى يريد أن يشارك بجهده كما بقية الصحابة. لم أدرك حقيقة قول النبى (صلى الله عليه وسلم) إلا حينما قمت برحلة جيولوجية فى عمق صحراء الجبال غرب مدينة سفاجا.. اكتشفت أننا نسينا عمود الخيمة.. وقمنا نبحث بجوار السيارة الجيب عن شجرة، نأخذ فرعا منها كى نصنع منه عمودا للخيمة.. هل تعرف أخى القارئ كم مضى علينا من الوقت ونحن نبحث عن ضالتنا فى الصحراء؟ نحو أربع ساعات.. تستطيع أن تدرك إذن قولة النبى: وأنا علىَّ جمع الحطب.. لقد اختار أشق الأعمال وأكثرها نَصَبًا وتعبًا.. وهكذا القيادة.. والمسؤولية.. لا تتصور أنك حين تصير قائدا أو مسؤولا أنك سوف تجلس على كرسى وثير وحولك الأتباع والأعوان، ثم تُصدِر إليهم الأوامر.. القيادة أمانة ومسؤولية وتبعة وحقوق ومواقف. فى مناسك الحج تتعلم معنى التسليم والانقياد لله.. تعيش التاريخ بكل ما فيه، تقلب صفحاته، تتعرف على سنته، تقترب من شخصياته التى صنعته أو كان لها دور فى صناعته أو توجيهه.. فى مناسك الحج ترى الإسلام على أروع ما يكون، مختلف الأشكال والألوان واللغات جاؤوا من كل بقاع الدنيا، جمعهم الإسلام، ووحَّدتهم شعائره.. فالله واحد، والرسول واحد، والقِبلة واحدة.. وأراد الله تعالى فى هذا المشهد العظيم أن يكون لباسهم هو الآخر واحدا، لا فرق بين غنى وفقير، أو وزير وخفير. كان معنا الأخ وجدى غنيم، الذى كان حريصا على خدمة إخوانه، خصوصا فى ما يتعلق بتثليج الماء فى ذلك الجو القائظ، وكان يقوم بهذا العمل بهمة بالغة، فأطلقنا عليه وزير السقاية. صبيحة يوم عرفة تلكأ الإخوان فى ركوب الحافلة التى ستُقِلّنا من مِنى إلى عرفة.. كنت أستعجلهم بكل الوسائل، حتى لا تفوتنا ساعة واحدة فى الوقوف بعرفة، فالحج عرفة كما قال النبى (صلى الله عليه وسلم) وكان آخر الراكبين أخى الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، غير أنه اكتشف فى اللحظة الأخيرة أنه نسى ساعته فى مخيم مِنى، فأراد أن يرجع لالتقاطها، فقد لا يجدها عند العودة، قلت: لا تفعل.. فالله خير حافظا.. فرد علىّ، باستكمال بقية الآية: وهو أرحم الرحمين.. وصدق حدس عبد المنعم، فحينما عدنا إلى المخيم فى أول أيام العيد لم نجد الساعة.. كان حزما منِّى لكنه فى غير موضعه، وكان التزاما من أخى عبد المنعم لكنه فى موضعه، صحيح أنه أفقده ساعته، غير أنه ضرب مثلا يُحتذى. ليس هناك يوم أعظم من يوم عرفة.. هناك بكيْنا كثيرا، وتضرَّعنا كثيرا، ومع ذلك لم نكلّ من الذكر والدعاء والاستغفار.. شعرنا بطهارة نفوسنا، ورقة قلوبنا، وصفاء أرواحنا، وأن الله تعالى تنزّل علينا برحماته وغفرانه ورضوانه، وأن الملائكة تحفّنا من كل جانب.. كان مجتمعا ملائكيا.. ولمَ لا؟ لقد كنا حريصين على الالتزام الحرفى بالسُّنة، نريد أن ننال أعظم الأجر، نريد أن نستشعر معية الرسول (صلى الله عليه وسلم) وصحبه الكرام فى كل ما نقول وما نفعل.. نفرْنا من عرفة عند الغروب إلى مزدلفة، وهناك صلينا المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا، وبِتْنا على الحصير، وقبل الفجر جمعنا حصوات الرمى، ثم صلينا، ومضينا إلى مِنى لرمى جمرة العقبة. ذهبنا إلى المدينة حيث يرقد الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) وصاحباه أبو بكر وعمر، رضى الله عنهما.. صلينا فى الروضة الشريفة، فهى كما قال (صلى الله عليه وسلم): «ما بين بيتى ومنبرى روضة من رياض الجنة».. وقفت أمام قبره ووجدتنى أتمتم كما فعل شيخنا الغزالى من قبل: يَا خَيْرَ مَنْ دُفِنَتْ فِى التّرْبِ أَعْظُمهُ فَطَابَتْ مِنْ طِيبِهِنّ القَاعُ وَالأُكُمُ لا أدرى ما الذى انتابنى واستولى علىّ، فقد قفزت إلى ذهنى رائعة شوقى «نهج البردة» التى أنشدتها أم كلثوم: وَلِدَ الهُدَى فَالكَائِنَاتُ ضِيَاءُ وَفَمُ الزَّمَانِ تَبَسُّمٌ وثَنَاءُ وقوله: وَعَلَّمَنَا بِنَاءَ المَجْدِ حَتّى أَخَذْنا إِمْرَةَ الأَرْضِ اغْتِصَابَا وَمَا نَيْلُ المَطَالِبِ بِالتَّمَنِّى وَلَكِنْ تُؤْخَذُ الدُّنْيِا غِلاَبَا وَمَا اسْتَعْصَى عَلَى قَوْمٍ مَنَالٌ إِذَا الإقْدَامُ كَانَ لَهُمْ رِكَابَا وتساءلت: هل حقا رقد الحبيب فى هذا المكان؟ وهل أنا واقف أمامه الآن؟ هل أكرمنى ربى بهذه الكرامة ومنحنى هذا الفيض الربانى فجعلنى أقف خاشعا، دامعا، ذاهلا عن نفسى ووجودى؟ وقفنا أمام العظمة بكل جلالها وجمالها والتاريخ بكل عبقه وسحره.. أمام النبوة والرسالة.. أمام الهدى الذى لا هدى غيره، والنور الذى أضاء الكون كله.. أمام صِلَة الأرض بالسماء حيث الملأ الأعلى وسدرة المنتهى.. الدنيا كلها تم اختصارها فى هذه اللحظات، أما الآخرة قد فتحت لنا أبوابها على مصاريعها.. حيث الفردوس الأعلى وصحبة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحَسُن أولئك رفيقا، حيث النعيم المقيم.. ثم الرضوان الأكبر.. «ورضوان من الله أكبر» ألم يقل سبحانه: إنها رؤية الله عز وجل.. يا الله! كنت أرى من الحجيج أشياء عجبا.. من يركضون فى السعى بين الصفا والمروة ركضًا، كأنهم فى سباق!! وفى جمرة العقبة يلقى الحاج بأى شىء فى يده بمظلته أو خُفه.. ويتلفظ بألفاظ تثير الضحك والرثاء معًا.. يقول للشيطان وهو يقوم برجمه: يا ابن كذا وكذا، أو أنت السبب الذى جعلنى أطلِّق فلانة.. لقد أفسدت علىّ علاقتى بأصحابى أو أولادى، ونحو ذلك. فى مسجد الحبيب كنت أرى من يتمسح بأجهزة التكييف، أو يمكث فى الروضة الشريف طول الوقت فلا يتيح لإخوانه فرصة الصلاة فيها، والحقيقة أن هذا يلقى على كواهلنا مسؤولية كبيرة.. فالمسلمون فى بقاع شتى من العالم يحتاجون إلى تأهيل وتثقيف. وعلى النقيض، كان هناك من الحجيج من يؤدى المناسك على وجهها الصحيح وبشكل يتطابق تماما مع السنة.. كأهل ماليزيا وإندونيسيا.. وقد سمعت أنهم يصنعون لهم نماذج أو وسائل إيضاح قبل المجىء إلى الحج. وقد أتيح لنا أن نزور بعض المعالم فى المدينة: مسجد قباء، ذى القبلتين، والبقيع، وجبل أُحد، والرُّماة.. كنت أود زيارة غار حراء باكورة التاريخ حيث التحنُّث قبل البعثة، مهبط جبريل عليه السلام وبشائر النبوة، وكنت أود زيارة غار ثور، حيث اختباء الرسول (صلى الله عليه وسلم) وصاحبه يوم الهجرة حيث كان الميلاد الجديد للدعوة، وأسأل الله تعالى أن تتاح لى هاتان الفرصتان قبل أن أودِّع الدنيا. إن الإنسان منا جزء من تاريخ يجب أن يكون موصولا به غير منفك عنه، وإلا فقدَ كيانه ووجوده. عدنا إلى مكة، وكانت فرصة أخرى أن ننهل من معين الحرم ما شاء الله لنا؛ الطواف، والصلاة والذكر، والدعاء والحرص على تقبيل الحجر الأسود، والصلاة فى حِجر إسماعيل، فالصلاة فيه كالصلاة داخل الكعبة.. ثم ماء زمزم وما أدراك، فـ«ماء زمزم لما شُرب له». استغرقت الرحلة كلها نحو 36 يوما مرت كأنها لحظة، وهكذا الأوقات السعيدة.. وكنا نتمنى أن لا نعود.. لكن لا بد لكل شىء من نهاية.. طفنا طواف الوادع، وذهبنا إلى جدة، واستضافنا الأخ جمعة أمين فى شقته لسويعات قبل المضى إلى المطار، ثم منه إلى القاهرة. {nl}المحلاوى: التصويت لمرشح الإخوان واجب شرعى من يخالفه آثم{nl}أكد الشيخ أحمد المحلاوى، خطيب مسجد القائد إبراهيم، على وجوب قيام المصريين بالذهاب للإدلاء بأصواتهم، مؤكداً على أنه واجب شرعى حتمى كباقى واجبات الشريعة الإسلامية، مدللاً على ذلك بقوله تعالى "ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه"، موضحاً أنه عند التصويت ليس هناك اختيار بين مرشحين ويجب اختيار مرسى باعتباره المرشح الذى أيده علماء الأمة وقادتها، مدللاً على ذلك بقوله تعالى "وأقيموا الشهادة لله".{nl}واستنكر المحلاوى، خلال كلمته عبر الهاتف المحمول فى مؤتمر تأييد الدكتور محمد المرسى مرشح جماعة الإخوان المسلمين، أن من يتحدث عن فصل الدين عن السياسة، مستدلين على ذلك بقولهم ما كان لقيصر لقيصر وما كان لله فلله، ونحن المسلمين دنيانا وآخرتنا لله ولولا الدين لما انصلح حالنا. {nl}الكاتب حسنين كروم : جماعة الإخوان لا عهد لها{nl}كان رصد ملامح حقبتي السبعينيات والعقد الأول من الثمانينيات من القرن الماضي بالنسبة لجماعة الإخوان المسلمين، يمثل الشواغل الرئيسية التي يوثقها الكاتب الصحفي والمحلل السياسي حسنين كروم في كتابه "التحركات السياسية للإخوان المسلمين 1971 1987 " الصادر حديثا عن المركز العربي الدولي للإعلام ضمن الكتاب عددا من الشهادات الخطيرة وغير المسبوقة من أطراف الصراع السياسي مختلفة الأطياف التي مثلت جزءا رئيسيا من هذا الحراك قد تضمن الكتاب شهادات لأعضاء بارزين من داخل الحركة ومن خارجها بينهم المستشار صالح أبو رقيق، مأمون الهضيبي، والقطب الوفدي وسكرتير عام حزب الوفد إبراهيم فرج، والشيخ صلاح أبو إسماعيل، مصطفى كامل مراد، الشيخ يوسف البدري، أحمد الصباحي، والمهندس إبراهيم شكري زعيم حزب العمل آنذاك شير المؤلف في مقدمته القصيرة إلى أن هذه الشهادات لم يسبق توثيقها، ولم تخرج إلى النور، رغم قيامه بجمع بعضها قبل أكثر من عشرين سنة من الآن، ويشير إلى أن أهم وأخطر ما في هذه الشهادات ما تضمنته شهادة المستشار صالح أبو رقيق لاحتوائها على عديد من أسرار اللقاءات التي دارت بينه مع مدير المخابرات العامة الأسبق فؤاد نصار، ومع المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة لمحاولة التوسط لدى الرئيس السابق مبارك لفتح قنوات اتصال قد تؤدي في النهاية الى إنشاء حزب طالما سعت الحركة إليه.{nl}في الفصل الأول يستعرض الكاتب والمحلل السياسي حسنين كروم مؤلف الكتاب التحول السياسي في خطاب حركة الإخوان المسلمين وكيف خرجت الجماعة على خطاب حسن البنا، الذي كان يرفض، في التأسيس الأول فكرة الأحزاب ويعتبرها خروجا على أصل الشرع باعتبارها تغرس الفرقة بين أبناء الأمة، ويعتبر كروم أن انتخابات مجلس الشعب عام 1984 كانت عاملا فاصلا في تاريخ الإخوان من هذه الزاوية حيث قرروا خوض الانتخابات على قوائم حزب الوفد للمرة الأولى، وكان الأمر يعد أول خروج حقيقي على فكر المؤسس حسن البنا، الأمر الذي اضطر عددا من أقطابهم إلى تسويغ الانتقالة المفاجئة بالانقلاب على المرجعية وإن حاولت الأسباب تأويل الخطاب التأسيسي ما لا يحتمل.{nl}ينشر المؤلف عددا من الشهادات المؤثرة لكل من مصطفى كامل مراد رئيس حزب الأحرار، الشيخ يوسف البدري، أحمد الصباحي مؤسس حزب الأمة، والمهندس إبراهيم شكري مؤسس حزب العمل الذي بدأ اشتراكيا وانتهى إسلاميا، وهي شهادات في مجملها ترصد التحولات ذات الطبيعة البرجماتية في خطاب حركة الإخوان المسلمين.{nl}ولدى مؤلف الكتاب حسنين كروم، الكثير الذي يؤكد أنها جماعة لا عهد لها، وقد سبق لها خيانة الوفد والتحالف مع القصر والإنجليز ثم الأمريكان، ثم حاولت الإطاحة بعبد الناصر بعد محاولة اغتياله في ميدان المنشية. {nl}شباب ينشئون جمعية أهلية باسم «الإخوان».. والجماعة ترد: سنلاحقهم قانونيا{nl}أعلنت مجموعة من الشباب عن البدء فى تسجيل وتأسيس جمعية أهلية جديدة باسم «جماعة الإخوان المسلمين»، حتى يتم إجبار جماعة الإخوان المسلمين الحالية بتقنين وضعها القانونى، وتكون أنشتطها بالكامل تحت رقابة الدولة متمثلة فى وزارة التضامن الاجتماعى كأى جمعية أهلية. وأكد خالد أبوعليوة مؤسس جمعية الإخوان المسلمين، لـ«ـاليوم السابع» أن الجمعية تضم عددا من الشباب الذين شاركوا فى ثورة 25 يناير، مشيرا إلى أنه من حقهم تأسيس جمعية باسم الإخوان طالما أنه لا يوجد أى جمعية تحمل هذا الاسم من قبل، مشيرا إلى أنهم سيكون لهم الحق فى مقاضاة أى كيان آخر يحمل نفس الاسم طالما أنه غير مسجل قانوناً وقال أبوعليوة إنهم سيتحركون رسميا بعد إنهاء الأوراق القانونية المطلوبة بتسجيلها رسميا فى التضامن الاجتماعى، خلال أيام، مشددا على أنهم أرادوا أن يوصلوا رسالة للإخوان وغيرهم من التيارات التى تتحرك فى شكل غير قانونى بأنه لا بديل عن القانون حتى نتحرك بشكل صحيح، مؤكدا أنه لم يكن عضوا من قبل فى جماعة الإخوان المسلمين ومن جانبه قال عبدالمنعم عبدالمقصود محامى الإخوان، إنه وردت له أنباء عن قيام مجموعة من الشباب، بتسجيل جمعية أهلية باسم «الإخوان»، مشيرا إلى أن هذه الشخصيات لا تنتمى للجماعة، مشددا بأن هذا ما أثار حالة من التضارب بأن الجماعة ستسجل جمعية باسمها، وهذا لم يحدث بعد.{nl}وقال عبدالمقصود إنهم حينما يتأكدون من هذه من قيام هؤلاء الشباب بتسجيل هذه الجمعية سيلاحقونهم قانونيا، مؤكداً أن الوضع القانونى للجماعة سليم مائة فى المائة، ولا يحق لأحد أيا كان أن يسلبها شخصيتها وكيانها القانونى، إلا بحكم قضائى كامل وتام، موضحا أنه عندما صدر قرار بحل الجماعة عام 1949 لجأت الجماعة حينها إلى مجلس الدولة، وأصدرت المحكمة قرار بعودة الجماعة للعمل مرة أخرى، وأكد الحكم أن الجماعة لها شخصيتها القانونية ولا يستطيع أحد أن يسلبها حقها وقال عبدالمقصود أإن الجماعة لديها استعداد لتقنين وضعها القانونى، وذلك فى حالة وجود تشريع قوى من مجلس الشعب يختص بتقنين وضع الجماعة، مشيرا إلى أن القانون الحالى لا يوجد به تشريع قوى يحفظ حق الجماعة ومن جانبه قال الحاج سيد نزيلى عضو مجلس شورى الإخوان، إن أمر تقنين وضعها القانونى لا يشغل بال الجماعة فى الوقت الحالى، مشيرا إلى أن كلام البعض بعدم تقنين الجماعة وضعها القانونى ما هو إلا مزايدات. {nl}دعوة أبو تريكة للمشاركة فى ماراثون جرى لدعم مرسى{nl}وجه حزب الحرية والعدالة الذراع السياسى للإخوان المسلمين الدعوة لمحمد أبوتريكة، نجم الفريق للمشاركة فى ماراثون للجرى يُقام غدا الثلاثاء، بالجيزة، لدعم الدكتور محمد مرسى، لرئاسة الجمهورية، وينتظر الحزب حضور أبوتريكة ليتأكد دعمه الرسمى لمرشح الإخوان. ويخشى أبو تريكة من حضور ماراثون مرشح الأخوان من "غضب" إدارة النادى الأهلى التى حذرت اللاعبين من حضور آية مؤتمرات أو ندوات لأى مرشح فى الانتخابات الرئاسية.فى الشأن ذاته، منع الأهلى أبو تريكة من الظهور على قناة "مصر 25" الناطقة باسم الأخوان المسلمين، وحذر مسئولى النادى اللاعب من تأييد أى مرشح فى أية برامج فضائية، وطالبوه بضرورة اقتصار دعمه لأى مرشح على صوته فى الصناديق الانتخابية التى ستُجرى بعد أيام قليلة. {nl}الاخوان المسلمين لعبة فى يد المخابرات الامريكية{nl}يذكر الفريق سامي شرف وزير شئون رئاسة الجمهورية الأسبق وسكرتير الرئيس جمال عبد الناصر للمعلومات فى شهادته عن علاقة الزعيم جمال عبد الناصر بجماعة ((الاخوان المسلمين)) التي يصفها شرف الذي واكب نشاطاتها السياسية والعسكرية بأنها جماعة ارهابية يشاركها في مخططاتها قوى دولية ابرزها حلف بغداد بتنسيق مع الموساد الاسرائيلي وفي التفاصيل{nl}حيث يروى ما حدث سنة 1956، اما ما حدث سنة 1965 فكانت الصورة اعنف وأشد ضراوة من جانب الجهاز السري للإخوان المسلمين – وهي قصة اخرى – وكانت الاعتقالات حوالى خمسة آلاف فرد اخذاً بالاحوط، لأن الصورة كانت غير واضحة من حيث نوايا وقدرات المتآمرين، وخصوصاً ان هذه المؤامرة اكتشفت بواسطة التنظيم الطليعي وليس بواسطة اجهزة الامن.{nl}لم يكن اسلوب الرئيس عبدالناصر هو تصفية الحسابات مع خصومه، ولكنه كان يرفض وبإصرار تصفية البشر عزوفاً منه عن سفك الدماء باسم الثورة او حتى طلباً لحمايتها، وكان في الوقت نفسه يتصرف كإنسان، يخطىء ويصيب ومن اول يوم للثورة وقف ضد إعدام الملك فاروق ورفض منذ البداية الديكتاتورية العسكرية.{nl}وفي عام 1960 اصدر الرئيس جمال عبدالناصر قراراً بالافراج ايضاً عن كل المسجونين من الذين كانت قد صدرت ضدهم احكام من الاخوان المسلمين، وتم صرف جميع مستحقاتهم بأثر رجعي بموجب قانون جرى استصداره من مجلس الامة ينص على ان تعاد لجميع المفرج عنهم حقوقهم كاملة، وان يعودوا الى وظائفهم بمن فيهم اساتذة الجامعات الذين يملكون حرية الاتصال والتوجيه للنشء الجديد.. هذا هو جمال عبد الناصر الانسان والقائد والزعيم.{nl}خرج الاخوان المسلمون من السجون بفكر ارهابي مبني على تكفير الحكم، وضعه سيد قطب في كتابه ((معالم على الطريق)) وأمكن بواسطته ان يجذب اليه العديد من العناصر التي كانت بالسجن معه، كما وجدوا في انتظارهم مجموعة موازية على قدر عال من التنظيم ويعملون على نشر فكر الجماعة في مختلف المحافظات، وخاصة في الدقهلية والاسكندرية والبحيرة ودمياط، وكان على رأس هؤلاء علي عشماوي وعبد الفتاح اسماعيل وعوض عبدالعال ومحمد عبدالفتاح شريف وغيرهم، وتوفر لهم تمويل خارجي كان الشيخ عشماوي سليمان هو حلقة الاتصال المسؤول عن توصيل هذا التمويل الى الداخل.{nl}والتفت المجموعات المختلفة من الاخوان حول فكرة واحدة هي تكفير الرئيس عبدالناصر ومن ثم استباحة اغتياله، كما اتضح فيما بعد كما كان مقرراً ان تشمل عملية الاغتيالات عدداً كبيراً من رجال الدولة والكتّاب والادباء والصحافيين والفنانين وأساتذة في الجامعات وغيرهم رجالاً ونساء، وبيان تفاصيل هذا الامر محفوظ في ارشيف سكرتارية الرئيس للمعلومات بمنشية البكري، وأرشيف المباحث العامة وأرشيف الاستخبارات الحربية.{nl}خطط هؤلاء لإدخال بعض عناصرهم في القوات المسلحة عن طريق الالتحاق بالكلية الحربية، كما حاولوا اختراق الشرطة ايضاً بالاسلوب نفسه، يضاف الى ذلك تجنيد عدد لا بأس به من شباب الجماعات خاصة في الكليات العملية، وبالذات كليتا العلوم والهندسة التي يمكن لعناصرهم فيها ان يتمكنوا من اعداد المتفجرات بأيسر الطرق، كما كان داخل التنظيم قسم لتجميع المعلومات يتولى مسؤوليته احمد عبد المجيد الموظف بإدارة كاتم اسرار حربية بوزارة الحربية، كما أجمعت قيادات التنظيم على اختيار سيد قطب لتولي رئاسة هذا التنظيم الجديد، وتم الاتصال به داخل السجن وأعرب عن موافقته، وقدم لهم كتابه ((معالم على الطريق))، ونشط في بناء التنظيم وتوسيع بنائه وقواعده بعد خروجه من السجن.{nl}في 7 اغسطس/آب 1965 كان الرئيس جمال عبد الناصر يتحدث الى الطلبة العرب في موسكو خلال زيارة كان يقوم بها للاتحاد السوفياتي، وأعلن في هذا الحديث عن ضبط مؤامرة جديدة للإخوان المسلمين فقال:{nl}((بعد ان رفعنا الاحكام العرفية منذ سنة وصفينا المعتقلات، وأصدرنا قانوناً لكي يعودوا الى اعمالهم نضبط مؤامرة وسلاحاً وأموالاً وصلت اليهم من الخارج، وهذا دليل على ان الاستعمار والرجعية بيشتغلوا من الداخل)).{nl}وتوالى بعد ذلك كشف تفاصيل المؤامرة..{nl}والحقيقة انه لم تنقطع الاستخبارات المركزية الاميركية عن محاولات التدخل في الشأن المصري للثورة اعتباراً من 1952 الا انه في سنة 1965 بالذات فقد تم الكشف عن اكثر من قضية كان للاستخبارات المركزية الاميركية يد فيها.{nl}ففي 21 يوليو/تموز 1965 تم القبض على الصحافي مصطفى امين في منـزله بالاسكندرية، وكان بصحبته مندوب الاستخبارات المركزية الاميركية في السفارة الاميركية بالقاهرة ((بروس تايلور اوديل)) والذي كان يتخذ غطاء لنشاطه صفة مستشار السفارة اعتباراً من اغسطس/آب 1964 الشيء الذي لم يخف علينا حقيقته منذ ان قدم للقاهرة، وقد سرب مصطفى امين لبروس اوديل من المعلومات والوثائق الكثير وبصفة خاصة معلومات عن القوات المسلحة المصرية وفي اليمن بالذات، وكذلك نشاط المشير عبد الحكيم عامر وزياراته للاتحاد السوفياتي واليمن، وعن مغادرة علماء الذرة الالمان للبلاد، وايفاد علماء مصريين للصين وما ادعاه عن النشاط الشيوعي في القوات المسلحة المصرية والاخطر عن جهاز سري يتعامل معه وسيتحرك عند اغتيال جمال عبد الناصر ومحاولته تهريب وثائق تخص مصطفى امين ومبلغ عشرين الف جنيه قدمها له، وضبطت على الطاولة، وذلك لتحويلها في السوق السوداء إلى ليرات لبنانية وفتح حساب له بها في لندن. ولقد أفرج السادات عنه إفراجاً صحياً سنة 1974 بتدخل من هنري كيسينجر، كما أصدر قراراً بإسقاط الحكم عنه وتبرئته!! في الوقت الذي كان كمال حسن علي مديراً للمخابرات العامة المصرية في تلك الفترة وبعد انقلاب مايو 1971، اتخذ قراراً بأن تعتبر قضية مصطفى أمين قضية تخابر متكاملة ويتم تدريسها في معهد المخابرات العامة كقضية نموذجية كاملة للتخابر.{nl}وفي الوقت نفسه الذي قبض فيه على مصطفى أمين في أغسطس سنة 1965، فقد تم ضبط عدة تنظيمات لجماعة الإخوان المسلمين يقودها سيد قطب، ووجهت لهم عدة اتهامات منها محاولة اغتيال الرئيس جمال عبدالناصر، وتدبير انفجارات وحرائق عدة في مختلف أنحاء البلاد للمنشآت العامة والكباري ومحطات الكهرباء، علاوة على اغتيالات تتم لبعض رموز الدولة من السياسيين والمثقفين وبعض الفنانين.. الخ.{nl}ولقد نشرت اعترافات سيد قطب في كتابه ((لماذا أعدموني؟)) الصادر عن كتاب الشرق الأوسط الشركة السعودية للأبحاث والتسويق – ص 58. وتم نشر هذا الكتاب بعد إعدام سيد قطب بسنوات، وأهم ما جاء فيه كان ما ذكره ((ان منير دلة – من قيادات الإخوان المسلمين – قد حذره من شباب متهورين يقومون بتنظيم، ويعتقد أنهم دسيسة على الإخوان بمعرفة قلم مخابرات أميركي، عن طريق الحاجة زينب الغزالي)).{nl}وفي كتاب ((الن جيران)) عن المخابرات المركزية الاميركية ان الإخوان المسلمين كانوا ورقة دائمة في يد المخابرات الأميركية – كيرميت روزفلت – وأن منظّري الحركة تأثروا إلى حد كبير بالنظام الاقتصادي والسياسي في ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية. وأن الاخوان المسلمين هم سلاح ممتاز تستخدمه بعض الدول الغربية التي رأت منذ سنة 1940 ان هذه الحركة هي حاجز متين ضد النفوذ الشيوعي والتغلغل السوفياتي. ومن كل الذين استخدموا هذه الحركة فإن ((كيم)) – كيرميت روزفلت – كان دون شك الأكثر مثابرة.{nl}كما كان ((كلود جوليان)) يعطي مثالاً جيداً عن الشكل الذي استخدم فيه الاخوان عندما يقول: ((في سنة 1965 وبالتواطؤ مع وكالة المخابرات المركزية الأميركية نظمت جماعة الإخوان المسلمين المحافظة جداً، مؤامرة واسعة، للإطاحة بالنظام الناصري، إلا أن المسؤولين الرئيسيين عنها اعتقلوا)).{nl}لم تكن هذه المخططات بعيدة بأي حال عما تنفذه المخابرات المركزية الأميركية في سائر دول العالم الثالث، مستهدفة التخلص من مجموعة القيادات التي أفرزتها حركة التحرر الوطني بعد الحرب العالمية الثانية، وسببوا إزعاجاً خطيراً لقوى التحالف الغربي بوجه عام، وفرضوا وجودهم على ساحة التوازنات الدولية، ولقد انساقت هذه العناصر المضللة وراء حالة من الهوس الفكري صاغها سيد قطب واستغلتها أجهزة المخابرات والقوى المعادية لثورة يوليو أفضل استغلال، ولم يفطن أي من هؤلاء المخدوعين إلى أنهم – إذا ما نجح المخطط – سيستلمون دولة لا تقوم إلا على الخراب – لكن الله سلّم مصر التي كرمها كمهبط لأنبيائه، وبذكرها في كتابه الكريم وأوصى خاتم الانبياء بشعبها وجنودها الذين كتب عليهم الرباط إلى يوم الدين.{nl}في الواقع فإننا لا نحتاج إلى أدلة كثيرة لكي نثبت تآمر الإخوان المسلمين، فتاريخهم في الإرهاب قبل الثورة وبعدها يشهد على دموية هذه الجماعة، وهو تاريخ لا أعتقد أنهم يمكن أن يقولوا إنه كان تمثيليات مسلسلة مدسوسة عليهم:{nl}هل كان اغتيال النقراشي باشا تمثيلية؟{nl}هل كان اغتيال الخازندار رئيس محكمة استئناف مصر تمثيلية؟{nl}هل كانت محاولة اغتيال ابراهيم عبد الهادي تمثيلية؟{nl}هل كان اغتيال حامد جودة تمثيلية؟{nl}ولا نريد أن نستطرد في ذكر التاريخ الإرهابي للإخوان المسلمين.. ولكني أريد ان أذكر بعبارة قالها مؤرخ مصر الكبير عبد الرحمان الرافعي عن إرهاب جماعة الإخوان المسلمين: ((ان العنصر الإرهابي في هذه الجماعة كان يرمي من غير شك إلى أن يؤول إليها الحكم، ولعلهم استبطأوا طريقة إعداد الرأي العام لتحقيق هذه الغاية عن طريق الانتخابات، فرأوا أن القوة هي السبيل إلى إدراك غاياتهم)).{nl}ويؤكد ما قاله الرافعي منذ أكثر من نصف قرن ما قال به مرشد الإخوان العام السابق الهضيبـي حينما قال رداً على سؤال وجه إليه بشأن ما ذكره الهلباوي لجريدة ((القدس)) بأن ((الإخوان المسلمين)) جماعة لا تخلو من الخطايا، والمعروف ان الهلباوي هو أبرز قادة الإخوان المسلمين في لندن.. في معرض تعليقه على الهلباوي قال الهضيبـي:{nl}((أنا مع الهلباوي فيما يقول، فنحن كنا متسرعين في بعض حساباتنا مثل طريقة وصولنا للسلطة، ومحاولة اغتيال عبدالناصر)). ووصف الهضيبـي من قام بمحاولة اغتيال عبدالناصر بأنهم بعض الشباب الهايف. وشهد شاهد من أهلها.. إذن يا سادة لم تكن تمثيلية كما يروّج المدعون والمنافقون.. أليس كذلك!!! بل كانت عملية دنيئة من مجموعة هايفة.. وآسف لاستخدام هذه الألفاظ، ولكنني أستخدم الوصف نفسه الذي وصف به المرشد العام للإخوان جماعته.{nl}كما أن الأمير نايف وزير الداخلية السعودي قال في حديث له مع صحيفة السياسة الكويتية: ((إن مشكلاتنا كلها جاءت من الإخوان المسلمين، فقد تحملنا منهم الكثير، ولسنا وحدنا من تحمل منهم، ولكنهم سبب المشاكل في عالمنا العربي وربما الإسلامي)).{nl}ومن المناسب هنا أن أذكر قصة خاصة بي توضح أسلوب جماعة الإخوان في تصفية حساباتهم مع خصومهم، وتوكيد استمرار السياسة الثأرية من جانبهم حتى بعد رحيل الرئيس جمال عبدالناصر وهي باختصار.. قصة كمال ناجي وأنور السادات وشخصي البسيط، وهي رسالة من قيادة الإخوان المسلمين لشعراوي جمعة وسامي شرف تطلب منهما إعلان التوبة وطلب الصفح:{nl}ففي أحد أيام شهر ك1/ديسمبر 1970 أضاءت اللمبة الحمراء للتليفون المباشر بيني وبين الرئيس السادات في مكتبـي بقصر القبة ودار الحديث التالي:{nl}الرئيس السادات: صباح الخير يا سامي.{nl}سامي شرف: صباح الخير يا فندم.{nl}الرئيس السادات: عايزك تسيب خبر لمكتبك.. فيه واحد أنا حا أبعته لك دلوقت ومعاه رسالة حا يبلغها لك.. ونبقى نتكلم في الموضوع بعدين.{nl}سامي شرف: طيب ممكن يا فندم أعرف إيه هو موضوع الرسالة علشان لو فيه رد لها أجهّزه.{nl}الرئيس السادات: (ضاحكاً).. لا.. هو حا يبلغك بنفسه بالرسالة، وهيه في الغالب مش محتاجة لرد.. وعلى العموم حا نتكلم بعدين.. سلام.{nl}وبعد حوالى نصف ساعة دخل محمد السعيد – سكرتيري الخاص – وقدم لي ورقة مكتوب فيها الآتي حسبما أذكر: ((أفندم – الضيف الذي جاء في سيارة من الجيزة موفداً من سيادة الرئيس وصل وفي انتظار مقابلة سيادتك)).{nl}ودخل الضيف الذي ما إن رأيته حتى عرفته على الفور من واقع تقارير الأمن، وكان كمال ناجي عضو جماعة الإخوان المسلمين والمقيم من مدة في قطر، وقتلت له: أهلاً يا أخ كمال.. إنت وصلت القاهرة إمتى؟{nl}فرد باندهاش بالغ – لعدم سابق المعرفة أو اللقاء – والله أنا وصلت إمبارح، ولم أقابل أحداً سوى الرئيس أنور الذي طلب مني أن أقابلك.{nl}قلت له: خير.{nl}فسكت وتشاغل بشرب فنجان القهوة الذي كان قد وضع أمامه.. وطبعاً فقد سكت أنا بدوري في انتظار إبلاغي بالرسالة التي يحملها حسب مكالمة الرئيس لي.{nl}طال السكوت والصمت الذي قطعته بقولي: يا أخ كمال.. سيادة الرئيس أبلغني انك تحمل رسالة ستبلغها لي.{nl}فهمهم وأشار بيديه وبرأسه يميناً وشمالاً، ولم يتكلم ولم ينطق بحرف.{nl}وبعد دقائق معدودة وبعدما شرب فنجان القهوة طلب الاستئذان في الانصراف، فطلبت من السكرتير أن يوصله للسيارة التي حضر بها، وغادر المكتب ناسياً حتى أن يصافحني!{nl}ضغطت على زر التليفون المباشر بين الرئيس وبيني، وجاء صوت الرئيس السادات على الطرف الآخر من الخط وكأنه كان ينتظر هذه المكالمة وقال:{nl}الرئيس السادات: أيوه يا سامي.. خير؟{nl}سامي شرف: خير يا فندم.{nl}الرئيس السادات: جالك الزبون؟{nl}سامي شرف: أيوة جالي كمال ناجي عضو الإخوان الشهير اللي عايش في قطر من مدة.{nl}الرئيس السادات: هو إنت كل حاجة تعرفها؟! هيه؟ المهم بلغك الرسالة؟{nl}سامي شرف: لأ والله يا فندم اللي حصل كيت وكيت.. حكيت له ما حدث بالضبط.{nl}فضحك السادات ضحكة عالية طال زمنها ثم قال:{nl}تلاقيه خاف منك!! حاكم إنت بتخوف الناس اللي ما تعرفكش.. سُمعتك كدة! حا تعمل إيه في قدرك؟! مع إن اللي يعرفك ويقعد معاك بتتغير فكرته عنك تماماً.. أنا حا أقول لك بقى الرسالة:{nl}((كمال جاء لي بعدما أمنت مقابلته عن طريق الاخوة في قطر – ما إنت عارف – وهو قال لي انه بيحمل رسالة من قيادة الإخوان المسلمين الدولية والمصرية بتقول إن ثأر الدم اللي كان بينهم وبين المعلم – يقصد عبدالناصر – قد انتقل إلى شعراوي جمعة وسامي شرف..!!{nl}ثم ضحك وأضاف: أنا قلت له طيب ما تبلغ سامي إنت بنفسك الرسالة دي.. وأهو جالك، وأكيد خاف منك ولم يبلغك الرسالة. وبالمناسبة يا سامي أنا بانصحكم تشددوا الحراسة عليكم اليومين دول إنت وشعراوي)).{nl}لم أعلق على كلام السادات لأنني فهمت ان الرسالة ذات شقين، الاول من الاخوان المسلمين، والثاني من انور السادات الذي اعتبر نفسه غير مسؤول عن النظام، واعتبر نفسه شيئاً ثانياً غيرنا كلنا، وانتهت المكالمة عند هذا الحد، وبلغت شعراوي بما دار ولم نعمل على تشديد الحراسة لان الحارس هو الله.{nl}وكما سبق ان ذكرنا ان الرئيس السادات حاول استغلال جماعة الاخوان المسلمين لضرب افكار ومبادىء الرئيس جمال عبدالناصر، وكل من ساروا على درب الرئيس جمال عبدالناصر، فأخرج اعضاء جماعة الاخوان المسلمين من السجون، وأعطاهم مساحات كبيرة من حرية الحركة وخاصة في الجامعة وفي اوساط الشباب ظناً منه انهم سيكونون اداة في يده وسلاحاً يضرب به على يد معارضيه، ولكن ما حدث – كما يعلم الجميع – كان العكس، فقد انقلب السحر على الساحر، وكانت نهاية الرئيس السادات على يد نفر من اعضاء الجماعة وبمباركة منهم.{nl}كما عانت مصر بعد ذلك من دوامة العنف والارهاب على يد جماعة الاخوان المسلمين بهدف زعزعة استقرار مصر، والاستيلاء على السلطة، وتحت ضربات النظام تارة ومهادنة النظام تارة تم الاتفاق على فترة هدنة بين النظام والجماعة، وادعى اقطاب الجماعة انهم سيتخلون عن العنف كوسيلة لتحقيق اهدافهم.. ففي الآونة الاخيرة، سلكت جماعة الاخوان المسلمين في مصر تكتيكاً في العمل السياسي غريباً على تاريخها السياسي الدموي، فقامت بالاتصال بأحزاب سياسية من بينها – للأسف – الحزب العربي الديموقراطي الناصري وحزب التجمع التقدمي الوحدوي وحزب الوفد الجديد، ولكن هل هذا التعاون مع الحزب العربي الديموقراطي الناصري يعني غلق ملف العداء بين جماعة الاخوان المسلمين وثورة يوليو، وقائدها الرئيس جمال عبدالناصر؟!! الاجابة بالطبع.. لا، فالحزب العربي الديموقراطي الناصري لا يمثل ثورة يوليو، ولا قائد الثورة.. هذا بالاضافة الى ان الموقف المعادي للثورة وقائدها من قبل جماعة الاخوان المسلمين مستمر الى الآن واعتقد انه سيستمر، فالخلاف على ثوابت العمل الوطني، والخلاف ايضاً على الاهداف والمنهج والأسلوب، فثورة يوليو وقائدها ارادا لمصر النهوض والتقدم والازدهار، وجماعة الاخوان المسلمين تريد لمصر العودة لعصور قديمة بعيدة عن التقدم، والدخول في دوامة من عدم الاستقرار والعنف.. ولهذا فالاختلاف سيستمر، فما يزال اقطاب الجماعة يروجون بين مريديهم افتراءات حول مثالب نظام ثورة يوليو، وانها كانت تهدف للقضاء على الاسلام، ويروجون لكل شيء يسيء للثورة وقائدها، حتى لو كانت مجرد اشاعات نابعة من اعداء مصر – وهم على علم بذلك – الا ان موقفهم من الرئيس جمال عبدالناصر قد اعمى بصيرتهم وأبصارهم عن ادراك حقائق الامور، وما قدمته ثورة يوليو وزعيمها لمصر وللأمة العربية، حتى انهم وصلوا بحقدهم الى اتهام الرئيس جمال عبدالناصر بالشيوعية والكفر، حتى ينقصوا من مكانة الرئيس جمال عبدالناصر عند الشعوب العربية والاسلامية، ولكن هيهات.. فقصة استغلالهم للدين، واللعب على وتر الشعور الديني للشعب المصري باتت عملية مكشوفة، وأفقدت الجماعة الجزء القليل الباقي من صدقيتهم، فالشعوب العربية والاسلامية تدرك ان الاسلام رسالة حق ايمانية تدعو الى العدل والمساواة والحرية، والقضاء على الظلم والفساد والاستغلال، وما كانت مبادىء عبدالناصر الا هذا، واعتبر ان الاسلام هو التعبير الايماني للقومية العربية.{nl}اما علاقة الرئيس جمال عبدالناصر بالاخوان المسلمين فليس لها ادنى صلة بالاسلام كدين وحضارة، ولكنها كانت علاقة قوة، وصراعاً على السلطة منذ اليوم الاول الى الآن، غير ان جماعة الاخوان المسلمين استغلوا كل شيء من اجل تشويه الثورة وقائدها بما فيها استغلال الدين ظلماً وافتراء، وهذه عاداتهم، فهم على استعداد لفعل أي شيء والتحالف مع أي جهة مقابل الحصول على السلطة والمال. فمرشد الاخوان المسلمين الحالي الاستاذ مهدي عاكف اعلن ان الجماعة ليس لديها مانع من تأييد الرئيس مبارك لفترة ولاية خامسة ليكمل مدة الثلاثين عاماً في حكم المصريين، بشرط ان يعترف النظام الحاكم بجماعته – جماعة الاخوان المسلمين – وقد سبق هذه التصريحات بفترة قليلة تصريحات اخرى ممعنة في التـز<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/05-2012/الاخوان-المسلمين-13.doc)