Haneen
2012-05-27, 11:27 AM
الشأن الاسرائيلي 113 {nl}الجبهة التوراتية{nl}تتألف الجبهة التوارتية التي تكونت عام 1955 من حزب أغودات إسرائيل، وحزب بوعالي أغودات إسرائيل والكتلة المركزية، وشلومي إيمونيل والكتلة الموحدة. غير أن الخلاف بين حزبي أغودات إسرائيل وبوعالي أغودات إسرائيل إسرائيل سرعان ما أدى إلى انفصال الحزب الأول عن الجهة التوراتية، وبالتالي إلى خوض المعركة الانتخابية للكنيست الثامن عام 1977 بصورة مستقلة. والجبهة التوارتية شديدة العداء لحقوق الشعب العربي الفلسطيني. فقد حاربت اتفاقيتي كامب ديفيد بين بيغن والرئيس السادات والرئيس الأمريكي كارتر، وعدتهما تنازلا من جانب (إسرائيل)، لأن إحدى الاتفاقيتين أشارت إلى موضوع الحكم الذاتي لسكان الضفة الغربية وقطاع غزة. وقد تزعم الحاخام كالمان كهانا عضو الكنيست معارضة الاتفاقية لأنها قد تؤدي، برأيه في يوم من الأيام ((إلى العودة إلى حدود عام 1967)). ومفهوم الجبهة التوارتية (لدولة إسرائيل) هو المفهوم التوسعي المتعصب، أي أرض (إسرائيل) من الفرات إلى النيل.{nl}اليبوسيون{nl}سكان مدينة القدس* التي كانت تعرف قبل احتلالها في زمن الملك داود باسم يبوس فنسبوا إليها وعرفوا باسم ((اليبوسيون)) ولا تزال هوية اليبوسيين القومية من المواضيع المثيرة للجدل وتعدد الآراء بسبب ندرة الأدلة من جهة، وعدم وضوح المعروف منها في الوقت الحاضر من جهة أخرى. فهناك من الباحثين من يرون أن اليبوسيين كانوا من الشعوب السامية ويستندون في رأيهم هذا إلى المصادر التوراتية التي تعتبرهم من الأقوام التي انحدرت من كنعان*. ويرى آخرون أنهم من الساميين العموريين استنادا إلى ما تحدثت عنه التوراة* من ترؤس ملك اليبوسيين ((آدوني صادق)) لحلف أقامه العموريون* للوقوف في وجه الزحف الإسرائيلي على فلسطين بزعامة يشوع، واستنادا إلى العثور على اسم ((يابو ـ سوم)) في الكتابات العمورية التي تعود إلى بداية الألف الثاني قبل الميلاد في المنطقة الواقعة على حدود بلاد بابل الشمالية الغربية، وهي منطقة كانت تعرف باسم بلاد عمورو ومنها دخل العموريون إلى العراق. ويرفض عدد آخر من العلماء قبول الرأي القائل إن اليبوسيين كانوا من الساميين ويرجحون نسبهم إلى أصول حورية. وحجتهم في ذلك أن الأسرة التي كانت تحكم القدس في عصر العمارنة (حوالي 1400 ق.م) كانت تحمل أسماء حورية كالملك ((عبدي ـ خيبا)) لأن ((خيبا)) أو ((خيبات)) اسم آلاهه حورية مشهورة. وكذلك فإن اسم الملك اليبوسي((ارومة)) الذي باع أرضا للملك داود هو وفقا لهذا الرأي تحريف لتعبير حوري ورد في المصادر الأوغاريتية وهو ((أويري Ewri)) ويعني سيد أو ملك. إن تعداد الآراء وتناقضها بالنسبة إلى هوية اليبوسيين يشيران بوضوح إلى أن هذا الموضوع ما زال بحاجة إلى مزيد من الأدلة والبحث. أما بالنسبة إلى تاريخ دخول اليبوسيين فلسطين فإن العلماء الذين يعدونهم من الشعوب السامية يحدون هجرتهم في الفترة التي دخلت خلالها بقية القبائل الكنعانية في أواخر الألف الثالث وأوائل الألف الثاني قبل الميلاد. وإذا كان من الصعب البرهنة على وجود اليبوسيين في هذا التاريخ المبكر فإن الأدلة المستنبطة من رسائل تل العمارنة* تشير بما لا يترك مجالا للشك إلى وجودهم في فلسطين في القرن الخامس عشر قبل الميلاد. وهناك من يعتقد بأن اليبوسيين كانوا آخر من دخل فلسطين من الشعوب قبل الاحتلال الإسرائيلي، لأن اسمهم يرد في غالب الأحيان في نهاية قائمة الشعوب المذكورة في التوراة. ويبدو أن عدد اليبوسيين لم يكن كبيرا بدليل ارتباطهم بمدينة يبوس فقط وعدم وجود ما يشير إلى انتشارهم في أنحاء أخرى من فلسطين. ولكنهم على قلة عددهم ظلوا يحكمون مدينة يبوس (القدس) قرونا قبل أن يتمكن داود من الاستيلاء عليها. وهناك ما يشير إلى شدة مقاومتهم للغزو الإسرائيلي، حتى إن ملكهم آدوني صادق ترأس حلفا من أربعة ملوك لمقاومة الإسرائيليين بزعامة يشوع الذي استطاع أن ينزل الهزيمة بالحلفاء. وقد بقي نفوذ اليبوسيين قويا حتى بعد الاحتلال الإسرائيلي بدليل اضطرار الملك داود إلى شراء الأرض التي أراد أن يبني عليها المعبد من ملكهم. ويبدو أن اليبوسيين استعادوا استقلالهم مرة أخرى بعد سقوط دولة يهودا في سنة 586 ق.م. على يد نبوخذ نصر وسبي الكثير من اليهود إلى بلاد بابل ( ر: السبي البابلي) وقد حاول اليبوسيون فيما بعد منع العائدين من اليهود من إعادة بناء الهيكل الذي دمره نبوخذ نصر. وكانت لليبوسيين ديانة هي مزيج من العقائد السامية والحورية، وكانت لهم صناعة وتجارة. وانصهروا بعد القرن السادس قبل الميلاد بالأقوام الأخرى.{nl}الحركة الشبتانية{nl}«الشبتانية» مصطلح يطلق على الحركات المشيحانية الدينية الباطنية (الغنوصية) اليهودية التي ظهرت في الغرب وأطراف الدولة العثمانية بعد أن أسلم شبتاي تسفي. وكلها هرطقات ضد الدين اليهودي، وضد الصياغة التلمودية على وجه الخصوص. وتعد الشبتانية شكلا من أشكال الثورة ضد الدين اليهودي، وتعبيرا عن أزمة اليهودية. وقد ساهمت القبالاه اللوريانية وانتشارها في خلق التربة الخصبة لانتشار الأفكار الشبتانية. والواقع أن المفهوم القبالي الخاص بإصلاح الخلل الكوني (تيقون) قد غير كثيرا من المفاهيم اليهودية التقليدية تماما. فقد كان الخلاص يعني العودة إلى أرض الميعاد، أما التيقون فقد جعل الخلاص هو إصلاح الخلل الكوني وإنهاء حالة النفي التي تسم الكون بأسره. والنفي ليس وضعا خارجيا كامنا في وجود اليهود خارج فلسطين، وإنما هو وضع داخلي كامن في الطبيعة البشرية نفسها ويتمثل في ابتعادها عن الإله وعدم التصاقها به (ومن هنا أهمية الأوامر والنواهي والوصايا لكل من اليهود والأغيار). وتبدأ عملية الخلاص في هذا العالم الداخلي الباطني أي في عقل الإنسان وقلبه، استعدادا للخلاص الخارجي، بمعنى أن الحالة العقلية النفسية أكثر أهمية من اللحظة التاريخية. وبذلك فقد مزجت القبالاه اللوريانية النزعة القبالية الباطنية (الذاتية) بالنزعة المشيحانية الخارجية، وجعلت الثانية تعتمد على الأولى، ومهدت الطريق بذلك لظهور شبتاي تسفي والشبتانية ككل. ولكن أتباع شبتاي تسفي قاموا بتعديل التصور اللورياني وتعميقه، فالقبالاه اللوريانية، مثلها مثل قبالاة الزوهار (برغم حلوليتها المتطرفة وهرطقتها)، كانت تحوي داخلها إمكانية تعميق الولاء للشريعة وممارسة شعائرها، وبالفعل جعلت الخلاص المشيحاني وإصلاح الخلل الكوني (نيقون) مرتبطا بممارسة اليهود للشعائر وتنفيذهم الأوامر والنواهي. أما شبتاي تسفي وأتباعه، فقد كان موقفهم معاديا للشريعة والشعائر بشكل واضح وصريح، بل تعمدوا خرق قوانينها وإبطال أوامرها ونواهيها. وإذا كان الشعب اليهودي يشغل في التصور اللورياني مركز عملية الخلاص، فإن شخصية الماشيح، بدلا من الشعب اليهودي، يعود إلى وجود اليهودية إما في تربة مسيحية (بولندا وروسيا) أو على مقربة منها (في شبه جزيرة البلقان). وقد قضى يهود المارانو عشرات السنين يعانون من الاضطهاد الناجم عن قولهم إن المسيح عيسى بن مريم ليس هو الماشيح الحقيقي، وأن الماشيح اليهودي سيأتي لينقذ شعبه. وهكذا تحولت النزعة المشيحانية إلى إيمان بشخصية الماشيح. وكان من الممكن أن يؤدي ظهور شبتاي تسفي إلى سد الفجوة بين الظاهر والباطن. ولكنه، كما هو متوقع، فشل في ذلك تماما، الأمر الذي أدى إلى ظهور الحركة الشبتانية برؤيتها للكون. ويعد نيثان الغزاوي أهم مفري الشبتانية وأبرز دعاتها، فقد أعاد تفسير كثير من الأفكار اللوريانية، وأضاف إليها حتى خلق نسقا فكريا يعد تنويعا جديدا على النسق اللورياني. وأهم أفكار نيثان هي فكرة «النور الذي لا عقل له» مقابل «النور العاقل» وحسب هذا التصور، يحوي الإين سوف (الإله الخفي أو العدم) النورين داخله. أما الأول، فهو قوة مدمرة هائل لا عقل لها، وهي لا تكترث كثيرا بعملية الخلق بل تعاديها فيه قوة العدم. وأما النور العاقل، فهو النور الذي يفكر في عملية الخلق ويقوم بها في نهاية الأمر. وقد حدثت عملية الانكماش الإلهي (تسيم تسوم) ليس في الوجود الإلهي بنوريه العاقل والمعادي للعقل وإنما حدثت في النور العاقل وحده استعدادا لعملية الخلق، فانفصل النور العاقل عن النور الذي لا عقل له فصار هذا النور العدمي قوة نابعة من الإين سوف (الإله الخفي) مستقلة عنه، وبذلك فقد أصبح قوة الشر، أي أن الشر الماثل في الدنيا إن هو إلا جزء من الإله. ويقوم هذا النور بتدمير كل ما ينتجه النور العاقل الذي اخترق، رغم هذا، الفضاء العلوي وشيد العالم. ومع هذا. فقد ظل النصف السفلي، أو الهوة الكبرى (الهيلولي السفلي)، مظلما بعيدا عنه وعن سلطانه. ويصبح جدل الكون هو محاولة النور العاقل الوصول إلى العالم السفلي، وقيام النور غير العاقل بصد الإشعاعات (وهذا تعبير عن الثنوية القوية داخل التركيب الجيولوجي اليهودي). ولا يمكن في الواقع أن تصل هذه الإشعاعات إلا من خلال شخصية الماشيح، فهو وحده القادر على توصيلها وعلى إعادة تشكيل الهيلولي السفلي. بل إن روح الماشيح توجد في هذا العالم السفلي. فهو إحدى الشرارات الإلهية التي التصقت بالقشرة (قليبوت)، ولذا فهو ليس خاضعا لسلطان التوراة أو القانون، وهو وحده القادر على بدء عملية التيقون. والبشر جميعا خاضعون لسلطة الشريعة، التي هي تعبير عن النور العاقل والأرواح المتصلة به، على عكس الماشيح الذي لا يخضع لسلطانه. فهو يحوي النورين، وله من الرخص ما لم يمنح لبشر. وقد مكنت هذه الفكرة نيثان الغزاوي من أن يفسر تلك الأعمال الغريبة التي صدرت عن الماشيح. وقد وصفه بأنه البقرة الصغيرة الحمراء التي ورد ذكرها في العهد القديم (عدد 19)، فهو يطهر المدنسين ولكنه هو نفسه مدنس، وهو أيضا الثعبان المقدس الذي سيخضع ثعابين الهوة (والواقع أن كلمة «ناحاش» العبرية، أي ثعبان، لها القيمة الرقمية نفسها التي لكلمة «ماشيح»، ولذا فإنه مقدس مهما أتى من أفعال قد تبدو مدنسة). وتستند هذه الرؤية للماشيح إلى فكرة شبتانية أساسية، وهي فكرة التوراتين: توراه دي أتسليوت، أي توراة العالم العلوي أو توارة الفيض والخلاص، وتوراه دي بريئاه، أي توراه الخلق أو توراه الظاهر والعالم الحسي أو السفلي. فحسب التصور الشبتاني (وهو مجرد تطوير وتعميق للفكر القبالي)، هناك معنيان للتوراة، أحدهما ظاهري والآخر باطني. ويرتبط المعنى الظاهري بهذا العالم، عالم الخير والشر والحياة والموت والزوال والدنس والشتات والنفي. ولذا، فإن هذه التوراة، توراة لخلق والخليقة، تحوي الوصايا والأوامر والنواهي التي يجب على اليهودي اتباعها ليساعد الشخيناه (المنفية مع اليهود) في محنتها. ويشار إلى توراة الخلق هذه بأنها رداء الشخيناه في سبيها. أما المعنى الباطني للتوراة، فيرتبط بالعالم السامي، عالم الخير والحياة الأزلية، وهو عالم ثابت لا نفي فيه ولا شتات، وتوارته هي توارة الخلاص، وبرغم التشابه بين التوارتين في المحتوى والألفاظ، فإن طريقة فهم كل منهما مختلفة لأن تفسير كل توراة يتم وفقا للعالم الذي نزلت من أجله. فالتوراة في العصر السابق على الخلاص (العصر الشبتاني أو المشيحاني)، تقرأ في ضوء من الوصايا والنواهي والتحريمات المعروفة لدينا. أما توراة الخلاص والفيض فتسمح بالمحرمات، بل إن انتهاك توراة الخليفة لينهض دليلا على مجيء العصر الجديد الذي بشر به شبتاي تسفي. ويستند كل هذا إلى مفهوم محوري في الفكر الشبتاني، هو مفهوم قداسة الرذيلة. فالأفعال المدنسة هي في الواقع أفعال مقدسة، شكلها الخارجي وحسب هو المدنس (ويظهر هنا تأثير دني. وقد وجد الشبتانيون تبريرا لرأيهم هذا في التلمود الذي ورد فيه أن الخطيئة التي تقترف لذاتها هي أعظم من وصية لا تؤدي لذاتها. كما أن المختارين لا يمكن أن يحكم عليهم بالمقاييس العادية، فهم ينتمون إلى قانون مختلف هو قانون الفيض، وهم فوق الخير والشر (مثل الإنسان الأعلى عند نيتشه). فمن المستحيل على الذين يعيشون في عالم التيقون أن يرتكبوا الخطيئة، لأن الشر بالنسبة إليهم فقد معناه لأنهم وصلوا إلى الخلاص الداخلي الكامل. وقد بشر باروخيا روسو أتباعه بأن الست والثلاثين خطيئة القاطعة التي تنص الشريعة اليهودية على قتل من يرتكبها، هي خطايا من وجهة نظر توراة الخلق فقط. أما وقد تم الوصول إلى مرحلة الخلاص، مرحلة توراة الفيض، فإن تلك الخطايا قد أصبحت من المحللات. وأصبح الشبتانيون يتحللون من كل الأوامر ويترخصون في كل النواهي، بل أصبحوا يرون أمن من واجبهم انتهاك الشريعة وتدنيس الأخلاقيات الشائعة باسم المعاني الباطنية والمبادئ السامية. وصار شعارهم الأساسي عبارة شبتاي تسفي: «الحمد لك يا رب، يا من تحلل المحرمات». والمعنى الباطني للتوراة هو المعنى الحقيقي بالنسبة إلى المبشرين بعالم الخلاص، وبالنسبة إلى الذين وصلوا إليه. ومن العلامات الحقة لإيمانهم أنهم يخفون دينهم الحقيقي ويبقونه سرحا خفيا عن عيون البشر. بل يجب على المؤمن الحق أن يدخل كل الأديان وينتمي إليها بصورة ظاهرة، على أن يبطن دينه الحقيقي. وهو بذلك سيتمكن من أن يهدم الأديان كلها التي سيرتديها فقط كغطاء خارجي. ويبدو أن يهود المارانو الذين كانوا يعتنقون اليهودية سرا والمسيحية علنا، قد لعبوا دورا أكيدا في إشاعة هذه الأفكار وفي قبولها. ويرى بعض الدارسين أن ثمة تأثرا بالتراث الديني المسيحي في الفكر الشبتاني، يتبدى في مركزية فكرة الماشيح الفرد الذي يصلب (والصلب في حالة الفكر الشبتاني قد يكون حقيقيا وقد يأخذ شكل الاتداد والتدنس). كما يتبدى الفكر المسيحي في تأكيد الخلاص الداخلي، والحرية الباطنية. بل يذهب الدارسون إلى وجود ثالوث شبتاني: الإله الخفي وإله جماعة يسرائيل والسخيناه، أو تنويعات على هذا الثالوث. وقد تأسست بعد موت تسفي مراكز شبتانية في أطراف الدولة العثمانية في البلقان، وفي كل من إيطاليا وبولندا وليتوانيا. وأهم الحركات الشبتانية هي حركة جيكوب فرانك. ولقد كانت الحركة الشبتانية منتشرة بشكل عميق في أوروبا إذ ظل الشبتثانيون داخل اليهودية الحاخامية، وأبطنوا آراءهم،وقاموا بالدعوة لها سرا، حتى أن أحد عمد اليهود الحاخامية (الحاخام إيبيشويتس) كان من دعاتها. وقد أصبح الشبتانيون من أهم العناصر الثورية والعدمية في أوربا واحتفظوا بآرائهم داخل أنفسهم، حتى ظهرت الثورة الفرنسية، فصار كثير منهم من دعاتها ورسلها. وكان موسى دوبروشكا، أحد المرشحين لرئاسة حركة فرانك، من زعماء الثورة الفرنسية ممن أعدوموا مع دانتون عام 1794. والحركة الشبتانية واحدة من الحركات اليهودية المشيحانية الحديثة التي تعبر عن بؤس اليهود، وعن أزمة اليهودية التي انتهت بظهور الحسيدية ثم الصهيونية، وكلها حركات شعبية هروبية ترفض الزمان والمكان وتطالب بالانتقال من وضع تاريخي متعين متأزم إلى مجتمع جديد مثالي يشيد على أرض فلسطين. وقد اتخذت حركة الهروب هذا الشكل المشيحاني، بسبب الحلولية الكامنة في النسق الديني اليهودي، التي تشكل واحدا من أهم طبقاته الجيولوجية. ويرى أحد المفكرين اليهود أن الحركة الشبتانية هي بداية اليهودية الحديثة، فظهورها تعبير عن ضعف اليهودية المعيارية، أي اليهودية الحاخامية. وهي، بإسقاطها كل النواميس، تشبه في كثير من النواحي الحركات اليهودية المعاصرة، أي اليهودية التي تحاول أن تطرح جانبا القيود المتزمنة التي فرضتها اليهودية الحاخامية على اليهود. وبالتالي، فإن الوريث الحقيقي للشبتانيه هو اليهودية الإصلاحية. فهذه، هي الأخرى، ثورة على التقاليد التلمودية الحاخامية، ويقال إن أحد أهم زعماء اليهودية الإصلاحية في المجر (أرون كورين) كان شبتانيا في شبابه. وثمة رأي آخر يرى أن الوريث الحقيقي للحركة الشبتانية هو الصهيونية فهي ترفض الأوامر والنواهي، ولا تقبل الانتظار حتى يشاء الإله أن يأتي الماشيح. ولكن الطبقة الحلولية اليهودية هي التي تجمع بين كل هذه الحركات التي تعد مجرد تجليات لهذه الطبقة التي تنكر وجود الإله المفارق، وتبحث عن المطلق والركيزة النهائية في المادة نفسها، ولذا يحل الإله تماما في الطبيعة والتاريخ وتتقدس المادة ومن ثم تصبح كل الأمور متساوية (نسبية) وتسقط المطلقات الأخلاقية لتصبح الزذائل فضائل والفضائل رذائل.{nl}ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/05-2012/الشان-الاسرائيلي-113.doc)