Haneen
2012-05-21, 12:59 PM
اقلام واراء عربي 115{nl}الحرب الطائفية تصل الى لبنان{nl}رأي القدس العربي{nl}في باريس: الشعب يريد إسقاط الساركوزية!{nl}بقلم:مطاع صفدي عن القدس العربي{nl}الرئيس.. وكل هؤلاء الفلول{nl}بقلم: محمد السعدنى عن الأهرام{nl}ذاكــــــرة للســــــبعينيات{nl}بقلم: جابر عصفور عن الأهرام{nl}الإخوان في الميزان{nl}بقلم: حسنى كمال عن الأهرام{nl}كيف يتخلص الصينيّون من الإمبراطور السيئ؟{nl}بقلم:فرانسيس فوكوياما عن السفير{nl}شمال لبنان أم ريف الشام؟{nl}بقلم:نصري الصايغ عن السفير{nl}ليبيا وتحدي الانتخابات{nl}رأي البيان{nl}اليمن.. ودول الخليج على خط النار مع القاعدة!!{nl} بقلم:يوسف الكويليت عن ج الرياض{nl}عربدة صهيونية في الأقصى{nl}راي الدستور{nl}الحرب الطائفية تصل الى لبنان{nl}رأي القدس العربي{nl}يعيش لبنان هذه الايام حالة من الغليان الطائفي غير مسبوقة منذ توقيع اتفاق الطائف الذي انهى الحرب الاهلية اللبنانية بعد 16 عاما من القتال الدموي. {nl}بعد الاشتباكات الدموية التي اجتاحت مدينة طرابلس بين جماعات متشددة من طائفتي السنة والعلويين قتل خلالها ما يقرب من ثمانية اشخاص علاوة على عشرات الجرحى، ها هو البلد المضطرب يصحو على نبأ مقتل الشيخ احمد عبد الواحد ومرافقه، وهو من قيادات الطائفة السنية الدينية، امام حاجز امني للجيش اللبناني وهو في طريقه الى عكار للمشاركة في اعتصام نظمه النائب خالد الضاهر في مواجهة لاعتصام مضاد نظمه الحزب القومي السوري الداعم للنظام في دمشق.{nl}من الطبيعي ان ينعكس التوتر المتفاقم حاليا في سورية على الجار اللبناني بصورة او اخرى في ظل حالة الاستقطاب الطائفي، لكن ان تصل الامور الى درجة الصدامات الدموية فان هذا يعني ان البلد مقدم على حرب اهلية جديدة قد تمتد لسنوات، وربما تكون اكثر دموية من سابقتها.{nl}لبنان اصبح ممرا لاسلحة ومجاهدين تمولهم دول عربية خليجية، على رأسها المملكة العربية السعودية التي لم تتورع مطلقا عن دعوتها علنا لتسليح المعارضة السورية بوجه النظام السوري، وجرى ضبط سفينة محملة بالاسلحة قادمة من ليبيا، كما اعترف وزير الداخلية التونسي بان مقاتلين تونسيين يحاربون الى جانب جماعات اسلامية متشددة تريد اسقاط النظام السوري.{nl}فاذا كان ابناء الطائفة الشيعية في لبنان وقوى الثامن من آذار التي تضم حزب الله الى جانب التيار الوطني الحرب بقيادة العماد ميشال عون وتيار المردة بقيادة سليمان فرنجية والحزب القومي السوري يتعاطفون مع النظام السوري ويقدمون له الدعم. فلا غرابة اذا ما وقف تكتل الرابع عشر من آذار بزعامة سعد الحريري في الخندق المقابل، اي خندق المعارضة السورية المدعومة من المملكة العربية السعودية وقطر والامارات الى جانب الولايات المتحدة وتركيا واوروبا.{nl}الاحتقان في لبنان وصل الى درجة الانفجار، وهو الآن في انتظار عود الثقاب، ولا نستبعد ان تكون حادثة اغتيال الشيخ عبد الواحد امام حاجز الجيش اللبناني هي المفجر، خاصة في ظل الدعوات التي تطالب بتأسيس جيش لبناني حر لحماية الطائفة السنية في لبنان على غرار نظيره الجيش السوري الحر.{nl}وعندما تدعو ثلاث دول خليجية هي المملكة العربية السعودية وقطر ودولة الامارات رعاياها الى عدم زيارة لبنان وتطالب من يتواجد منهم هناك بالمغادرة فورا فهذا يعني ان هناك انفجارا كبيرا ودمويا سيحدث في هذا البلد في الايام القليلة القادمة.{nl}فالدول الثلاث تعتبر العمود الفقري لتجمع اصدقاء سورية، وتخوض حربا سياسية واعلامية شرسة ضد النظام السوري، وتتبنى المعارضة السورية سياسيا وعسكريا، ولا بد ان لديها معلومات مؤكدة حول السيناريوهات التي تعد في الخفاء للبنان، وسورية بطبيعة الحال.{nl}الخناق يضيق على النظام السوري وحلفائه في لبنان، وحرب الاستنزاف التي تهدف الى اسقاطه بدأت تدخل طورا جديدا قد يكون تفجير لبنان احد سيناريوهاته. ايام لبنان القادمة صعبة، وموسمه السياحي انتهى مبكرا او هكذا نعتقد.{nl}في باريس: الشعب يريد إسقاط الساركوزية!{nl}بقلم:مطاع صفدي عن القدس العربي{nl}حقاً، هل يأتي الربيع الإسلامي نقيضاً للربيع العربي، هل من المعقول أو المقبول أن يلد الفكر الواحد ذاتَه وآخرَه في وقت واحد، أم أن المسألة كلها عائدة إلى بنية هذه التسمية. فهناك ربيع متفق على حدثانه. أما موضوع المفارقة فمصدره التوصيف الذي يخصّص الربيع بكونه عربياً أو إسلامياً، هذا مع الانتباه إلى أن لفظ الربيع هو مجرد اسم مجازي أو رمزي، أُريد منه أن يحدّد حدثاناً شعبياً غير مسبوق، يكسر صقيع التجمد الذي انتهى إليه نظام الأنظمة العربية الحاكم؛ حتى كأنما تنازلت النهضة عن كل أهدافها الموعودة، وانحنى ظهرها العالي لكي يلمس رأسُها أخمصَ قدميها.{nl}هذه الاستعارة صورة مرعبة، لكنها غير مبالغ فيها. ما أمكن الاعتراف بها إلا مع تفجر الحالة المعارضة لها، أي مع انطلاق حراك الزلازل تحت العروش المتخشبة. فالمسألة إذن هي في هذا الحدثان نفسه قبل أن تُطلق عليه الأسماءُ، ويُصار إلى سجنه في هياكل التعريفات الجاهزة؛ وقد جرت عادة الفكر العلمي أن تعيد تأهيله، أن تَخترع له نَسَباً وحسباً. أن تلقي على جسده العاري عباءةَ المصطلح الأبوي الأشمل الذي هو التاريخ. فهو إذن سوف يفقد فجاءَته، إذ سوف يفارق خامته الأولى. سيأخذ مكانه من مسلسلات الأسباب والنتائج. سيغدو مادة مطواعة لعقلنات التنظير والتأويل والتسويغ. فالأجهزة البلاغية معطلة عن العمل منذ انهيار عصر الأداليج الكبرى. ها هي جائعة، نَهِمة، ومتقاتلة فيما بينها لنهش قطعٍ من لحم فريسةٍ طازجة، لا يمكن لأحد ما، لأمهر الصيادين أن يدعيها ملكاً خالصاً له وحده.{nl}'الربيع العربي' هذه الاستعارة الجمالية لم ترد في نص أدبي أو قصيدة إبداعية، لكنها لاقت مصداقية فورية وكونية ماوراء حدود السياسات والحضارات، لقد نطقت باسمها ألسنةٌ وأقلامٌ، ما كان أصعب وأبعد من أن يلتقي، حتى بعضها القليل، حول طارئ عابر أو مهدّد من طوارئ السياسة العالمية. إذ صار من النادر في هذا العصر أن ثورة شعب صغير يمكن أن تغدو مثالاً أممياً بين عشية وضحاياها، لمجرد نجاحها فورياً. فهل نقول أن الحالة العربية تختصر الوضع العالمي، أو أن الوضع العالمي هذا قد وجد فرصته للانطلاق من خلال المبادرة العربية. فإذا عدنا إلى اللغة شبه الفلسفية، كان التأويل الأول الذي يتبادر إلى ذهن الملاحظ النزيه هو أن إنسانية القرن الواحد والعشرين سوف تتميز بكونها ستعاني مرحلة تصفية شاملة ودقيقة لأهم وأدهى أوهامها التاريخية المتجذرة، أو أنها، في حال أخطأت أخلاقية هذه التصفية وشمولها، فإنها ستتعامل مع هذه التصفية عينها، وكأنها هي كذلك الوهم الأكبر.. ولكن الأخير.{nl}هناك من يعتبر أن الشبكيات العنكبوتية (المعلوماتية) سوف تتكفل بجهود التصفية لأوهام الماضي الحضاري، إنها تنسف كل الحواجز بين العقول، عقول الأفراد، وليس الكتل الكبيرة، من مجتمعات وأمم ودول، فحسب. فالبشرية لن تشكو بعد اليوم من ضعف التواصل فيما بين وحداتها. بل لعلها ستغرق في بحار معرفية لا شواطئ لها. هذا الفيض الهائل من كل أجناس المعلومات وأنواعها ومفرداتها لن يَدَع عقلاً يعتذر عن جهله بقلة رصيده من المعارف. لكن مع ذلك سيثور هذا السؤال حينئذٍ: هل الأصل في التفاوت بين البشر راجع إلى نقص المعلومة، في كمها أو نوعها، أم بالأحرى في العجز عن فهمها. عند هذه النقطة يمكن القول، بالنسبة لموضوعنا عن دلالة 'الربيع'، كيف هي تهلّ بالكثير من المعاني كل لحظة، ولكن كيف يُساء تدبّرُها اليومي مع متعرجات تداولها، سواء في وطنها الأصلي أم في أوطان الآخرين. فالشبكيات العنكبوتية أسهل عليها نشر الغثّ الخفيف، من تحمل أعباء الثمين الثقيل. وبهذا المعنى يمكن الإشارة كذلك أن ظاهرة الربيع لا تينع بالأزهار وحدها بدون أشواكها معها أو ضدها.{nl}قد يكفي القول أن العالم بات متغيراً بالواقع وليس بالتمني. هذه الحقيقة سهلة باللفظ والتأشير، لكن إدراكَها لن يكون كذلك أبداً. ربما اقتضى الأمر من العقل، المتطلع إلى استبدالها، أن يكون قد تصفَّى من أجهزته التحليلية الهرمة، صار متغيراً في طبيعته ومسالكه ومواقفه، حتى يتاح له، إذا ما ألقَى ذاته في خضم التيار، ألا تجرفه كلَّ موجة عابرة به يمنةً ويساراً. وقد يكون الفكر الغربي سباقاً في التبشير بقدوم التغيير بالرغم من انسداد آفاق الحلول أمام مشكلات اقتصاده تحديداً، مع تأكده من ضمور إمكانية المنافسة المجدية عنده، إزاء عمالقة الاقتصادات الشرقية الصاعدة. لكن ثقافة التغيير لها جذورها الأعمق في بنية المشروع الثقافي الغربي. فهي تُنجده في اللحظات الحرجة، بالتحولات الحاسمة، التي قد يبلغ بعضها مستوًى نوعياً، يُصطلح عليه تحت معيارية 'الضرورة الذهبية'.{nl}فرنسا رائدة في التحسس السريع بتقلبات أمزجة التاريخ. جمهورُها المثقف وسطياً ونخبوياً معاً. لا يلتقط حسّ التغيير قبل سواه فقط، بل يعيه ويمتطي أفراسه المطهمة في لمح البصر. إنه الجمهور الحرّ، الممتلك لخبرات 'الديمقراطية المضادة' التي من شأنها أن تتدخل في اللحظة الحرجة، لتعيد إحياء الديمقراطية التمثيلية، لترفع من حمية الجماهير الأوسع كيما يقولوا قولتهم الفاصلة، كيما يعزلوا ويعاقبوا سلطة خانت أمانتهم الاخلاقية، وأهانت كرامتهم الحضارية.. وكيما يأتوا ببدائل عنها، لن تكون مختلفة عن سابقتها إلا بما يمتلكه كل ربيع يريد أن يكون حقيقياً، وقادراً على تجاوز عقابيل الشتاء الصقيعي البائد، ولكنه لا يزال يحتل قاعَ الأرض تحت مواسم ربيع ينتظر ازدهاره الموعود.{nl}لعلّ موجة السلطة اليمينية للنيوليبرالية المسيطرة على الغرب الأوروبي، شرعت تخسر حكوماتها واحدة بعد الأخرى، فالبداية فرنسية واضحة وقوية، ومثيلتها ألمانية، مع نجاح الحزب الديمقراطي الاجتماعي منافساً لمستقبل زعيمة التقشف الأوربي، ميركل، وتخاذل حكم المحافظين تمهيداً لزوال سلطته بعد الانتخابات البريطانية القادمة، هذا عدا عن فوضى السياسة الحاكمة في بقية أقطار القارة الهرمة، المهدد أكثرها بالإفلاس الدولاني. ما يعني أن حقبة النيوليبرالية، المجنونة بفلكيات الأرقام ذات الأصفار اللامتناهية، تتهاوى أعمدتها السلطوية، يترنح أكبرها لينهار أضعفها، ثم لن يتبقى لأحدها سوى الذكر الأسوأ.{nl}هل من المبالغة إصدارُ الحكم القائل أن الربيع العربي قد يكون بمثابة رد الفعل الأول على الأزمة العالمية الموصوفة فحسب بالاقتصادية. ليس هذا بالضبط، بل قد يكون رداً على حالة الاستعصاء تلك التي آلت إليها كلُّ الحلول المقترحة أو الممارَسة لرأْب صدوعٍ معينة في 'الأزمة' دون سواها، من مشكلاتها المتراكبة. فالربيعَ وُلد عربياً، وقد يصير عالمياً لا تتناقله مؤسسات أو أحزاب أو دعايات فحسب، بل مجتمعاتٌ كاملة. حادثتُه وحدَها، تفجرت في بلاد تعتبر ثانوية، ليست في مدار الاستراتيجية الكونية، لكن (الحادثة) قد تجد لها تربةً خصبة من كل أرضٍ، وطنٍ، أو دولة تغشاها عناكب الأشواك والطحالب المسمومة من مركّبات الاستبداد/الفساد، ولا تجد علاجاً لأوبئة عقمها المستديم.{nl}فقد يذهب التفاؤل (الاستراتيجي) ببعض المفكرين إلى اعتبار أن التغيير في مناخ السلطة الحاكمة للوحدة الاوروبية سيكون هو المدخل نحو 'ربيع' يخصّ القارة المدعية، عن حق أو عن بعض الوهم أو كله، كونها هي الحاملة لأعباء قيادة المدنية البشرية اليوم والغد، خاصة بعد أن تورطت هذه القارة في أرهب أو أعظم تجربة كيانية عرفتها في تاريخها، عندما جمعت حوالي ثلاثين دولة وأمة وثقافة في إطار وحدة واحدة. لكن عبقرية 'القارة القائدة' لم تُنجدها حتى الآن باجتراح الأجوبة الأولية عن أسئلة بسيطة، من مثل: أية وحدة واحدة، كيف بناء الوحدة، ما الإمكانيات الفعلية وعقباتها، ما هي آمال الوحدة، كل هذه التساؤلات ومشتقاتها تمّ رَكْنُها ماوراء بيروقراطية الأجهزة الإدارية التي تمخّض عنها اسمُ (الاتحاد الأوروبي)، لتغدو هي حكومة الاتحاد في عاصمته المختارة بروكسيل، مدينة الشمال شبه الريفية، النائية عن أية عاصمة فعالة من دول الاتحاد، القاطرة لمشروعه.{nl}أول الغيث الربيعي في صحراء هذا الاتحاد، هو أن واحداً من بعض شعوبه القيادية، ينتزع زمام المبادرة، فيقفز اليسار الفرنسي فجأة من سباته المستديم، مستيقظاً تحت ضغط انحدار (الساركوزية) نحو الشعبوية القوموية حتى بعد سقوط رئيسها نفسه. لكن ينتصر اليسار الاشتراكي بعد إقصائه عن قمم السلطة حوالي ربع قرن، ليعود (رئيسه) صاعداً فوق السجادة الحمراء نحو عرش الجمهورية الفرنسية الخامسة. فانتصار اليسار ليس في استعادة الحكم، بل في قدرته على ممارسة الحكم اليساري. هنالك في القمم العليا تُمتحن إراداتُ التغيير الحقيقية. كأنما لا يصل اليسار إلى السلطة إلا في الأوقات العصية، وبعد أن يتحقق عجز التقليديين الحاكمين عن تغطية انحرافاتهم بأية حلول وهمية جديدة. فالمهمات التي تنتظر التغيير الأوروبي قد تكون هي الأخطر في تاريخ الغرب المعاصر. والمثقفون هنا يدركون أن حالة الاتحاد تخطت حدود الإصلاحات العادية، وحتى المتشددة منها؛ كسياسة التقشف مثلاً، فهي قد وضعت معظم دول الاتحاد أمام أحد خيارين مشؤومين، إما إفلاس الدولة أو انهيار الأمن الاجتماعي. فهل يستطيع اليسار العائد فرنسياً اليوم، وربما أوروبياً غداً أو بعده، اجتراحَ الحل الثالث الذي اخترع صوتَه الأول شبابُ الربيع العربي، في عبارة واحدة: الشعب يريد إسقاط النظام، فأي نظام هو المقصود في نداء شبابي أوروبي، هل هو كيان الاتحاد، أو نظامه النيوليبرالي.. الجواب لم يعد مؤجلاً!{nl}الرئيس.. وكل هؤلاء الفلول{nl}بقلم: محمد السعدنى عن الأهرام{nl}اليوم يبدأ الصمت الانتخابي ايذانا بالعد التنازلي لأول انتخابات رئاسية بعد ثورة يناير لتبدأ البلاد مرحلة انتقالية جديدة ولكن في ظل رئيس من المفترض أن تحل معه الشرعية الدستورية محل الاضطرابات{nl} التي سيطرت علي مجريات الأمور طوال الأربعة عشر شهرا الماضية التي يمكن أن نعتبرها علي سبيل المجاز والتخفيف الشرعية الثورية بما شملته من آلام أوجعت كل المصريين, وآمال لتعويض ما فات من{nl} فرص للنهوض من جديد.{nl}ومع اقتراب لحظة الحقيقة ولحسن الحظ فقد تراجعت تلك التهديدات بثورة ثانية صاحبت صخبا وضجيجا عن ادعاءات التزوير القادم في الانتخابات الرئاسية بعد أن فرض الواقع نفسه وألزم الجميع بضرورة وحتمية الاطمئنان الي جدية تأكيدات المجلس الأعلي للقوات المسلحة بالتزامه باجراء انتخابات يشهد العالم علي نزاهتها وحيدتها وتؤكد الجدية في عزوفه عن الاستمرار في السلطة التي فرضت عليه فرضا حماية للثورة من القمع الدموي الذي كان يمكن للنظام السابق أن يمارسه لولا أن القوات المسلحة اختارت منذ اللحظات الأولي الانحياز بالكامل الي مطالب وطموحات شعبها في الحياة الحرة والعيش الكريم والعدالة الاجتماعية.{nl}تراجعت اذن نغمة الثورة الثانية تحت مزاعم وادعاءات التزوير بعد أن تداعت وسقطت كل الحجج وبعد أن أصبح مجرد ترديدها نوعا من العبث والرغبة في تعطيل العملية الديمقراطية لصالح أهداف ومصالح بعيدة كل البعد ثورة يناير.. فقد تأكد للجميع مدي التصميم علي خروج الانتخابات بأروع ما تكون العملية الديمقراطية, وأن تعلن النتائج أولا بأول في اللجان الفرعية وفي وجود مندوبي المرشحين وممثلي أكثر من50 منظمة حقوقية مصرية و22 مراقبا من مركز كارتر للسلام واكثر من950 مراسلا أجنبيا اضافة الي حشود رجال الاعلام والصحافة المصريين..{nl}نعلم أن ميراثا من المرارة تجاه العمليات الانتخابية السابقة كان وراء هذه الادعاءات والمخاوف, وكان الحماس الزائد وعدم الثقة وراء التهديد باراقة الدماء اذا جاءت نتائج الانتخابات علي غير هوي البعض.. واذا كان ذلك لا يمنع بالطبع أن لتزوير ارادة الشعب أوجها أخري غير تلك التدخلات الفجة التي كان يمارسها النظام السابق علي المستوي الرسمي.. فمازال بيننا فلول من عهد وثقافة ما قبل ثورة يناير.. هؤلاء الفلول ليسوا فقط من الذين عملوا مع مبارك وضمن منظومة حكمه الفاسد ولكنهم ايضا اولئك الذين تتوغل داخل اعماقهم قيم وثقافة التزوير والتشكيك في كل شئ والتلاعب بالقانون واستغلال ثغراته وهناته والادعاء بما ليس صحيحا ضد منافسيهم وخصومهم والاسراف في اتهامات الخيانة والحشد الجماهيري بالمساعدات واستغلال الحاجة والفاقة والعوز والذين يخالفون قواعد ونظم العملية الانتخابية بتجميع البطاقات وحشد الغلابة في اتوبيسات والذهاب بهم الي التصويت الجماعي.{nl}الفلول هم الذين سوف يلجأون الي البلطجية لتصفية حساباتهم مع الآخرين بنفس اسلوب الحزب الوطني, وهم الذين يمنعون انصار الخصوم من الدخول الي اللجان الانتخابية ويمارسون كل انواع المخالفات امام اللجان دون وازع من ضمير أو خوف من قانون أو عقاب.. هم الذين يفصلون القوانين تفصيلا لازاحة خصومهم من المنافسة, وهم الذين يدفعون بمحامين مغمورين لاقامة دعاوي أو تقديم طعون كان من شأنها تعطيل العملية الانتخابية لولا أنه لايزال في القضاء المصري قضاة يعرفون قيمة الوطن ومخاطر ما قد تسفر عنه مأسميناه سابقا بالفوضي القضائية.{nl}الفلول هم الذين لا يرون علي الساحة السياسية غير أنفسهم وتنظيماتهم ولا يعترفون بالآخر, وهم الذين ركبوا علي اكتاف الثورة وساقوها الي حيث يريدون وليس الي حيث مصلحة الوطن, وهم الذين تخلوا عن سلمية الثورة وتحضرها ونموذجها الانساني الرائع وراحوا يكيلون الشتائم والردح والبذاءات بكل الوانها الي كل من يخالفهم الرأي بل والي المجلس الأعلي للقوات المسلحة الذي لولاه لكانوا جميعا قيد الاعتقال وتحت رحمة المحاكم العسكرية, وهم الذين لم يتشبعوا بعد بروح الثورة ومازالوا يفكرون بنفس أساليب ما قبلها, وهم الذين ينظرون دوما وراء ظهورهم في غضب ولا يعنيهم في شئ ان ينظروا الي الأمام في أمل واستبشار بأن الغد سيكون أفضل, وهم الذين يعتبرون كل من عمل مع مبارك فاسد ومجرم ويتجاهلون أن هناك سياسيين ومفكرين وكتابا ورجال اعمال ووزراء كانوا في الصف الصح ضمن هذا النظام ولكن لم يكن لديهم حول ولا قوة وحاولوا بقدر امكانهم الاصلاح وفشلوا.{nl}الفلول هم الذين يعتبرون انفسهم الملائكة الاطهار في زمن مبارك رغم ان أيا منهم كان يتمني نظرة او ابتسامة من اي من رجال مبارك المقربين..{nl}هم الذين مازالوا يتلقون الدعم المادي والمعنوي من جهات خارجية يهمها ان تعود مصر الي التقزم والتقوقع داخل حدودها مشغولة بهمومها المعيشية بعيدة عن دورها التقليدي الرائد في قيادة المنطقة.{nl}الفلول هم الذين يغسلون أموالهم في مشروعات اعلامية فاشلة تسبح بحمد الممولين ولا تجرؤ علي تناول الأوضاع في بلدانهم بأي صيغة استنكارية..{nl}وهم الذين يسعون الي تصفية المؤسسات القومية الصحفية بدلا من تقويتها وتقويمها علي غرار ماحدث من مؤامرات علي القطاع العام المفتري عليه..{nl}هم الذين يتغنون بمصر ليلا ونهارا ويطعنون وحدتها الوطنية وأمنياتها في التقدم والتطور والتحضر من الخلف.. هم اولئك اصحاب دكاكين حقوق الانسان الذين ما ان حرموا من التمويل الأجنبي حتي تواروا عن الانظار بل لم يطالبوا بحقوقهم في متابعة الانتخابات ل أن التمويل قد أختفي, والدليل أن نحو53 جمعية حقوقية فقط هي التي تقدمت للحصول علي تصاريح لمتابعة الانتخابات الرئاسية في مقابل اكثر من500 جمعية ومنظمة في الانتخابات البرلمانية السابقة{nl} الآن ونحن علي أعتاب جمهورية ثورة يناير علينا أن نرتفع الي مستوي الحدث والمسئولية خاصة أننا في أشد الحاجة الي الخروج من هذا النفق المظلم الذي طال كثيرا.. في حاجة الي رئيس يلملم شمل المصريين ويجمعهم تحت راية واحدة في ديموقراطية متعددة الأطياف تحترم الأغلبية ولا تقهر حق المعارضة وتؤمن بالتداول السلمي للسلطة.. اليوم نحن في حاجة الي رئيس لكل المصريين لا يفرق بين تيار وآخر ويعلم قيمة هذا الوطن ووزنه وتاريخه ودوره.{nl}علي جميع المصريين باختلاف توجهاتهم أن يعترفوا بالرئيس القادم وأن يوقروه ويحترموه ماداموا قد تأكدوا أنه جاء نتيجة لكل الاجراءات الانتخابية السليمة والشفافة.. وحذار من محاولات اثارة الفوضي سواء في أثناء العملية الانتخابية أو بعدها, فانها لن تسفر الا عن تراجع خطير للثورة المصرية بعد أن تكون كل الخطوات اللازمة نحو تحقيق أهدافها قد تم انجازها نحو تأسيس الدولة المدنية دون تقدير أو عرفان من قبل بعض من الذين يريدون لمصر أن تكون تابعا ذليلا لأسيادهم في الشرق أو الغرب.{nl}ذاكــــــرة للســــــبعينيات{nl}بقلم: جابر عصفور عن الأهرام{nl}الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح من مواليد1951, ولذلك فأنا أكبره بسبع سنوات. ولحسن الحظ, فإن ذاكرتي لاتزال واعية لأحداث السبعينيات{nl} التي بدأت منذ أواخر الستينيات, مرتبطة بالآثار التي سببتها هزيمة1967 من ناحية, وانتصار1973 من ناحية ثانية.{nl}المؤكد أن مرارة الهزيمة سرعان ما تحولت إلي غضب شبابي عارم, وجد ما أعاد تفجيره في أحكام الطيران سنة.1968 وقد تحول هذا الغضب إلي مظاهرات ثائرة, انطلقت من جامعة القاهرة في أواخر شهر فبراير, ولا أذكر اليوم تحديدا. ولكني أذكر أني شاركت في هذه المظاهرات بحكم كوني شابا مصريا غاضبا, أصبح معيدا في كلية الآداب, وساخطا علي من تسبب في كارثة67, ومنهم عبد الناصر نفسه, وظلت المظاهرات مستمرة طوال النهار ولم تنقطع لأيام. ولكن سرعان ما استوعب عبد الناصر الموقف, وأمر بإعادة محاكمة قادة الطيران المسئولين عن الكارثة الجوية التي حدثت في صباح الخامس من يونيو.1967 وقد قابل قيادات الحركة الطلابية, واستمع إليهم واستجاب إلي مطالبهم. وسرعان ما ظهر أثر هذه الاستجابة في بيان30 مارس.1968 وكان البيان نوعا من التثوير للفكر الناصري.{nl}وتوفي عبد الناصر في سبتمبر1970 بعد أن بذل جهدا يفوق الطاقة البشرية في إنقاذ المقاومة الفلسطينية ورأب الصدع العربي, لكنه احتفل قبل موته بذكري الثالث والعشرين من يوليو وأعلن تحقيق معجزتين( الوصف من عندي) معا. الأولي إعادة بناء القوات المسلحة, واستعدادها الكامل لاسترجاع الأرض السليبة. والثانية هي الانتهاء من بناء السد العالي. وقد أدركنا نحن الشباب الذي استمع إلي قائده, كم بذل الرجل من صحته وعافيته لكي يحقق ما وعد به. ولا أزال أذكر ملامح وجهه وصوته المجهد الذي لم يفارقه الشعور بأنه أصلح ما أفسده غيره, وما كان مسؤول عنه ضمنا. وجاء السادات بعد موت عبد الناصر, وكان واضحا أنه سيمضي في هدم طريق عبد الناصر والانقلاب عليه. ولم يكن له من حليف يمكن أن يساعده علي تحقيق ذلك, سوي التحالف مع جماعة الإخوان المسلمين التي انقسمت في السجون, وتكاثرت خارجها بدعم سعودي بالدرجة الأولي. والتقارب مع الولايات المتحدة واستبدالها بالاتحاد السوفيتي: الحليف القديم للناصرية.{nl}وكان الغالب علي طلاب الجامعة, بعد موت عبد الناصر, هو التيار الناصري الوطني لا بالمعني المذهبي وإنما بالمعني العام. ولذلك خرج طلاب الجامعة الغاضبون, وتجمعوا في ميدان التحرير في شهر يناير1972, مطالبين بتعجيل تحرير الأرض, وظلوا معتصمين في ميدان التحرير إلي أن خرجت قوات الأمن المركزي لتكتسحهم في تمام الساعة الخامسة صباحا. وكانت المذبحة دامية, وكتب عنها أمل دنقل قصيدته الشهيرة أغنية وجاءت حرب أكتوبر, وما ارتبط بانتصارها من حملة تديين هائلة( قيل إن الملائكة كانت تحارب مع الجنود في أكتوبر) اعترض عليها كتاب من أمثال أحمد بهاء الدين, رحمه الله. وبعد الحرب, أشعل السادات الضوء الأخضر للإخوان المسلمين الذين أفرج عن قياداتهم, ومنحهم حق إعادة إصدار مجلاتهم التي كان أبرزها الدعوة و الاعتصام. وبدأ التيار الإسلامي يتكون, ويغدو حليفا للسادات في مواجهة التيارات الناصرية والقومية واليسارية..إلخ. ولولا ذلك ما استطاع الطالب الإخواني عبد المنعم أبو الفتوح أن يصبح رئيس اتحاد طلاب كلية طب قصر العيني سنة1973, وأن يعلو نجمه فيصبح رئيس اتحاد طلاب جامعة القاهرة سنة.1975 ويجد دعما له في كلية الطب وغيرها من الكليات العملية التي سهل علي الإخوان اختراق عقول طلابها الذين لم يكونوا يمتلكون من الثقافة النقدية ما لدي أبناء الكليات النظرية لمقاومة الاختراق الفكري بوضع الأفكار الإخوانية موضع المساءلة. ولذلك كان من الطبيعي أن يتسع تأثير الطالب عبد المنعم أبو الفتوح, ويصل إلي ما وضعه في مواجهة السادات في الواقعة الشهيرة, حيث صرخ فيه السادات صرخته الغاضبة: قف مكانك. وكان ذلك قبيل أن يصل تحالف السادات مع الإخوان إلي نهايته, خصوصا بعد أن أدرك أنهم طامعون حتي في سلطته.{nl}في تلك الأيام, كان الطالب حمدين صباحي الناصري( أصغر من عبد المنعم أبو الفتوح بثلاثة أعوام يعاني تجربة الاعتقال المتكرر بواسطة الأمن الساداتي, وينظر إليه نظام الحكم الساداتي نظرة عداء قمعي.{nl}ولذلك أذكر صورة( في الفيس بوك) لحمدين صباحي بالجلباب والقيد في يده بوصفه ناصريا مطرودا من الجنة الساداتية, مقابل عبد المنعم أبو الفتوح الذي كان مرضيا عليه في أغلب السنوات الساداتية, قبل فض التحالف الساداتي الإخواني. وفي تلك السنوات, أذكر أفعال الجماعة الإسلامية التي أسسها عبد المنعم أبو الفتوح مع أقرانه من طلاب ذلك الزمان البعيد, ولا أزال أذكر الأفعال القمعية التي كان يقوم بها طلاب الجماعة الإسلامية ضد زملائهم المخالفين لهم: ابتداء من الضرب بالجنازير والتهديد بالأسلحة البيضاء, والتصدي السافر لإقامة الأنشطة الفنية بالجامعة, وتمزيق مجلات الحائط الناصرية, انتهاء بالضرب الذي لم يصبني منه ضرر جسدي لحسن الحظ.{nl}والأهم من ذلك أن الجماعة الإسلامية التي يفخر السيد أبو الفتوح بتأسيسها لم تقض علي العلمانية المتطرفة الشائعة بين طلاب الجامعة في ذلك الوقت, فما أذكره أنني لم أسمع هذا المصطلح في السبعينيات, ولم تكن هناك علمانية متطرفة شائعة. ولا أذكر طالبا واحدا أعرفه( إلي سنة1973 تحديدا) انتمي إلي الماركسية أو الشيوعية, وجاهر بهذا الانتماء أو دعا إليه, فالنزعة الوطنية كانت الغالبة. وكنا جميعا مسلمين, ولا نزال, نعرف حقوق الله ومبادئ شريعته. ولم نكن ننتظر أحدا يردنا إلي حظيرة الإسلام الذي لا يزال ديننا الذي نرعاه في داخلنا وخارجنا, دون حاجة إلي إخواني أو سلفي, فالدين عند الله الإسلام, ونحن من عباده. وما كان الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح يفخر بأعماله المؤزرة في السبعينيات لولا الأضواء الساداتية الخضراء وتواطؤ نظامها السياسي مع الجماعات الإخوانية.{nl}الإخوان في الميزان{nl}بقلم: حسنى كمال عن الأهرام{nl}اكتب دون تحيز لفئة عن أخرى، ولكن من واقع ما شاهدت وما عرفت، وبتحليل موضوعي ومنطقي لكل ما يدور حولنا، في الشارع المصري، وما نسمع من مصطلحات أو مسميات لا يفهمها بعض الناس، ولكن يرددون ما يسمعون دون معرفة أو تحليل أو دراسة.{nl} "الإخوان كاذبون، تراجعوا عن وعودهم للترشح للرئاسة"، "الإخوان يريدوا التكويش على السلطة" "ماذا قدم الإخوان للناس" "أدائهم ضعيف في مجلس الشعب" هذه عبارات يرددها بعض الناس دون أدنى وعي أو إدراك، فحينما فاز الإخوان بأغلبية مجلس الشعب والشورى، أرادت بعض القوى السياسية أن توقع بينهم وبين مؤيديهم، فوجدنا العديد من المشاكل التي عاشها المواطن المصري، "منها مشاكل أزمة البوتاجاز، والسولار ورغيف العيش" وهي سلع تهم أي مواطن مصري بسيط، وحينما رأيت هذه المشاكل تذكرت ما حدث حينما جلس الشعب المصري كله أمام بيوتهم في صورة لجان شعبية لحماية أنفسهم وأولادهم وأسرهم، وبالبحث وجدت أن هناك من يجيد اللعب على "الوتر الحساس للمواطن البسيط" وكل هذه المشاكل تم رصدها في الإعلام تحت مسمى "اللهو الخفي" ولكن المواطن البسيط لايعرف من هو اللهو الخفي، ولكن هناك فئة كثيرة في المجتمع تفهم وتحلل مايدور، وفهم معظم الناس أن هذه المشاكل وراءها فئة وقوى سياسية مستفيدة من الوقيعة بين الإخوان والمواطنين، حتى يخسر الإخوان شعبيتهم في الشارع المصري، وبالفعل خسر الإخوان نسبة من المواطن البسيط الذي يلتهم كل مايملي عليه من دسائس وكذب، أو بعض الناس الذين يتحدثون عن أداء الإخوان في مجلس الشعب بأنه "لايعجب مزاجهم العام" ولكن النسبة الذي خسرها الإخوان ليست كبيرة ولا مؤثرة، ولكن سرعان ماتعود هذه النسبة إلى رشدها حينما تنكشف الحقائق، لأنه مهما طال الليل لابد من طلوع الفجر.{nl}وأطرح سؤالا يهمنا جميعا، من هم الإخوان؟ الإخوان حسب تعريفهم هي جماعة إسلامية تصف نفسها بأنها "إصلاحية شاملة" وتعتبر جماعة الإخوان المسلمين أكبر حركة دعوية في كثير من الدول العربية، خاصة في مصر منذ أسسها "حسن البنا" في مارس عام 1928م، والإخوان بصفتهم جماعة من المسلمين وليسوا جماعة المسلمين فإنهم لا يحتكرون الإسلام، ولا يعتبرون أنفسهم الممثل الشرعي لهذا الدين، وعلى حد قولهم "من يختلف مع الإخوان فإنه لا يختلف مع الإسلام مطلقا، وإذا خضنا في خصائص دعوة الإخوان التي تميزت بها الجماعة عن غيرها من الدعوات، نجد: أولها، البعد عن مواطن الخلاف، ثانيها، البعد عن هيمنة الأعيان والكبراء، وثالثها، البعد عن الأحزاب والهيئات، ورابعها، العناية بالتكوين والتدرج في الخطوات، وخامسها، إيثار الناحية العملية الإنتاجية على الدعاية والإعلانات، وسادسها، شدة الإقبال من الشباب، وسابعها، الانتشار في القرى والمدن، وحينما نظرت إلى منهج جماعة الإخوان، فوجدت أنها دعوة سلفية، وطريقة سنية، وحقيقة صوفية، وهيئة سياسية، وجماعة رياضية لكونهم يعتنون بصحتهم، من قول النبي صلى الله عليه وسلم "لنفسك عليك حقا" وأيضا رابطة علمية ثقافية، وهذا لأن العلم في الإسلام فريضة يحض عليها وعلى طلبها، وأيضا شركة اقتصادية، فالإسلام في منظورهم يعني بتدبير المال وكسبه والنبي يقول صلى الله عليه وسلم "نعم المال الصالح للرجل الصالح"، و"من أمسى كالا من عمل يده أمسى مغفورا له"، وأن عبدالرحمن بن عوف حينما هاجر إلى المدينة قال : "دلوني على السوق"، كما أنهم فكرة اجتماعية يعنون بالمجتمع ويحاولون الوصول إلى طرق علاج للأزمات، وبرنامج النهضة الذي يتحدثون عنه الآن خططوا له منذ 15 سنة، حينما كانوا في السجون ولا يفكروا في يوم من الأيام بأنهم سوف يروا نور الشمس، فهم إذن لايطمعون في منصب أو سلطة أو جاه، لأنهم خططوا لهذا المشروع ابتغاء مرضاة الله، ولم يتركوا صغيرة ولا كبيرة حتى أدرجوها في هذا المشروع، دون أدنى التفكير في منصب رئاسي، رأيت الإخوان يمدون يد المساعدة من قول الله تعالي "ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة"، وأيضا "والذين يمنعون الماعون" وحينما دبت مشاكل اسطوانات الغاز، وجدت شباب الإخوان يحملونها على الأعناق لتوصيلها لمنازل إخوانهم من المسلمين والمسيحيين.{nl} والبرنامج الرئاسي الذي يتقدم به الدكتور محمد مرسي، هو برنامج ينطلق من الفهم الوسطي الشامل للشريعة الإسلامية يبدأ بتهيئة المجتمع وإصلاح القوانين التي أفسدها النظام السابق، حتى تصاغ في ثوب جديد، فيضع على رأس أجندته برنامج تأسيس الدولة لتكون وطنية دستورية، ثم صيانة حقوق الإنسان التي أقرها الشرع الحنيف، ثم تحقيق مبدأ المواطنة والمساواة وإلغاء كل أشكال التمييز لإقامة العدل بجميع أشكاله، ومن هنا تنشأ الدولة العصرية، وفي إطار العدالة الاجتماعية تتحقق المساواة وتكافؤ الفرص والقضاء على الفقر والبطالة، وتقديم الخدمات العامة الأساسية كالمرافق والتعليم والرعاية الصحية والنقل والمواصلات وتحسين الظروف المعيشية للعمال والفلاحين، وحل مشكلات أطفال الشوارع، ومواجهة الغلاء، والعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع الأساسية كالقمح والسكر والزيت واللحوم والقطن، ومنع الممارسات الاحتكارية حتى لا نرى ما نراه اليوم من ممارسات الاحتكار، بعدها يأتي الحفاظ على البيئة الطبيعية، بالإضافة إلى تنمية البيئة العمرانية.{nl} حينما يتحدث المشروع عن بيئتنا، فإني أترحم على البيئة النظيفة في شوارعنا، لأن الشارع المصري الآن أصبح يصرخ ويئن ويضج بالورش الصناعية المختلفة والمتنوعة، وحينما أنظر إلى شارعنا فقط أجد به عشرات الورش الصناعية وورش دوكو السيارات والسمكرية، والحدادين والنجارين، لدرجة أن هناك نجار يستخدم الصاروخ لتقطيع الخشب، ولايستطيع أحد أن يسكته، حتى أن السكان يهربون من سماع صوت الصاروخ، فنحن بحق لمن خطط لمشروع النهضة، الذي تم التخطيط له منذ 15 عاما، ولم يترك صغيرة ولا كبيرة في مصر إلا أدرجها، وبرغم ذلك يريد الدكتور محمد مرسي صاحب المشروع أن يشرك الشعب المصري كله في هذا المشروع، ويقول أنه قابل للتعديل، ومن هذا المنطلق، أرى أن كل إنسان مصري يجد مايلزمه في مشروع تطوير النهضة، وبرغم ذلك لا أقول إن الإخوان ملائكة، فهم بشر يصيبوا ويخطئوا.{nl}كيف يتخلص الصينيّون من الإمبراطور السيئ؟{nl}بقلم:فرانسيس فوكوياما عن السفير{nl}لأكثر من ألفي عام، ظلّ النظام السياسي الصيني متمحوراً حول بيروقراطية مركزية شديدة التعقيد، أدارت ما كان دائماً مجتمعاً شاسعاً، إنما بأسلوب ينطلق من القمة إلى القاعدة. أمّا ما لم تطوّره الصين قط، فيتصل بحكم القانون، عبر مؤسسة قانونية مستقلة من شأنها تقييد حرية تصرف الحكومة. ذاك ان الصينيين استبدلوا بيروقراطية محدّدة بقواعد وأعراف - ما جعل سلوكها قابلاً للتنبؤ بشكل معقول - بالضوابط الرسمية للسلطة. هذا علاوة على نظام قيمي كونفوشيوسي يعلّم القادة السعي من أجل المصلحة العامة، بدلاً من المطامع الخاصة. هذا النظام، في جوهره، هو عينه النظام القائم اليوم، مع تبوُّء «الحزب الشيوعي» سدة الحكم في الإمبراطورية.{nl}فالمسألة التي لم تستطع الحكومات الصينية حلّها يوماً تتعلق بما كان يصطلح على تسميته تاريخياً بمشكلة «الإمبراطور السيئ». فالنظام التعليمي الكونوفشيوسي كان يفترض به تعليم القادة، لكن بين الحين والآخر كان ينبثق بعض القادة الفظيعين، كالإمبراطورة وو التي قتلت الكثيرين من أسرة تانغ الارستقراطية.{nl}غير انه من وجهة نظر صينيين كثر، كان ماو تسي تونغ آخر إمبراطور سيئ حكم الصين. إذ أطلق العنان لمعاناة لا توصف بين الناس، نظراً لكون سلطته لم تتعرض للتدقيق حتى وفاته في العام 1976. القواعد الحالية التي تحكم صناعة القرار والقيادة في أعلى هرم الحزب تعكس هذه الخبرة: المسؤولية يتشاطرها الأعضاء التسعة الممثلون في اللجنة الدائمة للمكتب السياسي؛ ثمة 10 سنوات كحد زمني لفترة حكم الرئيس ورئيس الوزراء؛ ولا يمكن أحداً ممّن تجاوز عمره الـ67 عاماً أن يكون عضواً في اللجنة الدائمة. هذه القواعد صممت للحؤول دون صعود نجم ماو تسي تونغ آخر، بحيث يستطيع استخدام سلطته الشخصية للهيمنة على الحزب والبلاد في آن. ما يعني ان النظام السلطوي الصيني متميز، نظراً لكونه يتّبع قواعد في ما يخص فترة الحكم فضلاً عن التعاقب على المواقع.{nl}ولهذا السبب شكّل بو شي لاي، الذي تعرض للتنحية في الآونة الأخيرة، تهديداً للنظام. فمن خلال استعمال قاعدته في تشونغتشينغ، وظّف الإعلام لبناء سلطته الخاصة، التي كانت قوية بالفعل بالنظر إلى وضعه كأمير، أو كنجل لبطل ثوري. فقد كان عديم الرحمة في استخدام سلطة الدولة لملاحقة لا المجرمين أو المسؤولين الفاسدين فحسب، بل رجال الأعمال وخصومه أيضاً، الذين راكموا الكثير من السلطة والثروة. وبخلاف مواطنيه الرماديين كان بمقدوره الهيمنة على قيادة «الحزب الشيوعي الصيني» بواسطة قاعدة سلطة مستقلة فيما لو رُقّي إلى اللجنة الدائمة. بناء على ما تقدّم، يغدو ذا مغزى أن يقوم هو جينتاو والقيادة باستعمال الفضيحة لإطاحة بو شي لاي من الاهتمام، وتالياً التخلص من الإمبراطور السيئ قبل تولّيه العرش. وكشفت الحادثة عن مشكلة عميقة في الصين ـ الافتقار الى مؤسسات رسمية والى حكم قانون حقيقي. فالقواعد المتبعة من قبل القيادة الصينية لا هي موجودة في الدستور، بشكل واضح ومحدّد، ولا هي مفروضة من قبل نظام قضائي. وهي إنما تشكّل القواعد الداخلية لـ«الحزب الشيوعي الصيني»، والتي يستدل عليها من خلال سلوكه. ولو ان بو نجح في الوصول الى اللجنة الدائمة، لكان نجح في إبطالها.{nl}هذا يعني أن المأسسة الظاهرة للنظام السلطوي الصيني هي الى حد كبير مجرّد وهم. فالحزب الشيوعي لم يحل مشكلة الإمبراطور السيئ، ولن يفعل حتى يقوم بتطوير حكم قانون حقيقي، مشفوع بكل أشكال الشفافية والمأسسة الرسمية التي يقتضيها هذا الأمر.{nl}ففي نهاية المطاف، القواعد غير الرسمية الملحوظة من قبل زمرة داخلية لا تشكّل في الواقع بديلاً من سيادة القانون الرسمي.{nl}فرانسيس فوكوياما{nl}شمال لبنان أم ريف الشام؟{nl}بقلم:نصري الصايغ عن السفير{nl}ما كان متوقعاً قد وقع. ما كان يخشى حدوثه قد حدث، لم يعد بإمكان لبنان، كل لبنان، أن ينأى بنفسه عن دمشق و«أريافها» الكبيرة والصغيرة، النائية والقريبة.{nl}كان «النأي» ممكنا لفترة قصيرة تنتهي فيها الأزمة السورية. أما وان سوريا دخلت عامها الثاني من الأزمة، بتشعباتها المتناثرة دولياً وإقليمياً ومحلياً، فلم يعد بوسع «النأي» أن يكون «حائط صد» ضد التوغل في الأزمة السورية، بدفع من الداخل، وهو طبيعي جداً، وبدفاع من نظام يقاتل كي يستمر، وهذا طبيعي كذلك. وكان «النأي بالنفس» محكوماً بإقامة التوازن المستحيل، بين جموع لبنانية من لون مذهبي، اندفعت في تأييد النظام السوري وقيادته، بكل ما أوتيت من أدوات تحشيد وتأثير ونفوذ، وجموع لبنانية من مذهب «منافس» أو «خصم» أو «معاد»، اندفعت في تأييد «الثورة» وفي الانقضاض الاعلامي والسياسي و«التهريبي»، على النظام السوري وقيادته، بالأسماء.{nl}اندفاعتان متعاكستان... وحصل الاصطدام.{nl}وكان «النأي بالنفس»، يصلح بعيداً عن خطوط التماس الجغرافية والسكانية، وما يمكن ان يتسلل منها وعبرها، في الاتجاهين، ولكنه لا يصلح أبداً، وقد انخرط فريق لبناني، ليكون نصيراً ميدانياً، إنسانياً، فتهريبا، فتنظيماً، فاستقبالا، فاحتضاناً، إلى أن بات الشمال، في كثير من مفاصله، «ريفا»، يتصدى للنظام من خارج الكيان، وبأدوات ذهبت إلى أبعد من المواقف والكلام. قد تعوزنا البراهين الموثقة ولكن عالم الأمن هو عالم الأسرار، لا ينكشف منه إلا المتداول سياسياً.{nl}وكان «النأي بالنفس» ممكناً كسياسة، يتقنها جماعة التصريحات التي لا تقول شيئا، عندما تقول كل شيء، عدا الشيء المطلوب. فكيف يستقيم نأي من جهة النفس، وتحريض يومي بلغتين متناقضتين، تضعان النفس الجمعي، في حالة هيجان وسعار؟{nl}ولا يستقيم «نأي بالنفس» فيما مؤسسات أمنية لا تنأى بنفسها عن ان تكون متهمة بالانحياز، عبر قضية تفضحها انتماءات مذهبية، كما كانت سابقاً، وكما هي راهنا، ولا ضرورة للشرح، خوفاً من الوقوع في «الإثم الأمني»، فبصريح العبارة، الأمن عندنا لم ينأ بنفسه، فالأمن أمنان أو أكثر من ذلك. وهذا ليس سراً: أليس كذلك؟{nl}ثم ان من طبيعة الأمور، ان يكون لبنان أمينا على أعرق تراث سياسي لديه: الانقسام. فهو كيان منقسم بين نقيضين، ولم يتوحد أبدا على قضية خارجية، فأصيب سلمه الأهلي بسببها مراراً. فهل كان ممكنا ان ينأى السني عن سنيته السياسية، ويدير ظهره لسنية طاغية، إعلامياً على الأقل. على «الثورة» السورية؟ وهل كان ممكنا ان ينأى الشيعي عن شيعيته السياسية ويدير ظهره لنظام داعم لمقاومته ضد الاحتلال الإسرائيلي وفي سلطته نسب إلى آل البيت بطريقة خاصة؟{nl}هذا كسل يصيب الذاكرة. اللبنانيون برهنوا على تفوقهم في الانقسام، وعلى قدرة هائلة في الشحن واستحضار الأحقاد التاريخية المزمنة، منذ ما بعد السقيفة، حتى الأحقاد السياسية الناتجة من موقعين متعارضين من صد عدوان تموز، مروراً بالأحقاد التي خلّفها اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وتحميل النظام السوري ذلك، واتهام أفراد من «حزب الله» بذلك؟ لدينا من الأحقاد، ما ينوء السلاح بحمله.{nl}فات الأوان... المعركة الآن انتقلت إلى الميدان، «الإسلاميون» ومعهم تيارات سياسية مذهبية، يقاتلون النظام السوري في الشمال. وبالسلاح الذي يناسبهم... والنظام السوري، ومن معه في لبنان، يدافعون عن النظام، بالأسلحة التي تناسبهم، وليس هناك من سلاح محرّم.{nl}فات الأوان: بالأمس دم وغدا دماء.{nl}شمال لبنان، بات الآن، «ريف الشام». وليس باستطاعة جيش يشبه اللبنانيين، إلا ان «ينأى بالبندقية» عن الحسم...{nl}من المسؤول؟ ليس الآن وقت الجواب، انه وقت الخوف على لبنان، إذا فات الأوان...{nl}ليبيا وتحدي الانتخابات{nl}رأي البيان{nl}مع اقتراب موعد انتخابات المجلس التأسيسي في ليبيا، تصاعدت وتيرة العنف بشكل لافت، حيث لم يقتصر على صراع بين القبائل فحسب، بل بات يهدد المرشحين. وما تعرُّض عضوي المجلس الانتقالي الليبي لمحاولة اغتيال في مطار بنغازي على أيدي مجموعة مسلحة، إلا دليل واضح على تفاقم هذه الظاهرة، التي يبدو أنها بدأت تتغلغل في المجتمع الليبي منذ أن استرجع الشعب كرامته ونال حريته بفضل ثورة 17 فبراير، وهو ما يستدعي النصح للأشقاء الليبيين بأخذ الحذر من الانزلاق في دوامة العنف.{nl}إن هذه الحادثة، وحوادث أخرى مماثلة سبقتها، أصبحت تمثل هاجساً، وتشكل تحدياً كبيراً للمستقبل السياسي في ليبيا، نظراً لتزامن هذه الأحداث مع بدء دراسة ملفات المرشحين للاستحقاق المزمع إجراؤه الشهر المقبل، ما ينذر بأجواء ساخنة خلال عملية الاقتراع.{nl}إن سلسلة العنف التي تشهدها ليبيا الآن، تجعل الملف الأمني هو التحدي الأكبر أمام قادة ليبيا الجدد، فحالة الانفلات الأمني التي صاحبت القتال بين أنصار نظام القذافي ومعارضيه، والتسليح العشوائي لقوى الطرفين سعياً لحسم المعركة، أديا إلى توافر السلاح وانتشاره بصورة كبيرة وغير مسبوقة في المجتمع، وبات في أيدي أفراد الشعب العاديين، فضلاً عن أن نوعية السلاح التي أصبحت في حوزة بعض القبائل والجماعات صارت ثقيلة ومتطورة، الأمر الذي يقلق ليس فقط حكام ليبيا الجدد، بل كثيراً من القوى الإقليمية والدولية.{nl}لا ريب أن مسار ليبيا نحو إرساء الديمقراطية محفوف بالأشواك على نحو ينذر بإمكان تفجر الأوضاع في أية لحظة، خاصة في ظل الانفلات الأمني المتنامي، وفي ظل مناخ عدم الثقة بين القبائل المختلفة، والتي نجح النظام السابق في تكريسها بين أفراد الشعب الواحد. صحيح أن المجلس الانتقالي والحكومة نجحا في احتواء بعض الخلافات، إلا أن مواصلة إنجازاتهما مرهونة بنجاح الاستحقاقات المصيرية المقبلة، والتي ستؤسس لأول دستور ديمقراطي في البلاد.{nl}إن ليبيا التي نجحت في توحيد صفوفها وإسقاط نظام القذافي، تستطيع اليوم بالإرادة والتلاحم أن تجتاز أول اختبار ديمقراطي لها بنجاح، فكل التحديات قابلة للتغلب عليها بالإرادة والوحدة، وهي فرص أمام قادة ليبيا الجدد لإثبات قدرتهم على قيادة البلاد والرسو بها في بر الأمان.{nl}اليمن.. ودول الخليج على خط النار مع القاعدة!!{nl} بقلم:يوسف الكويليت عن ج الرياض{nl} اليمن بحال فقدان الأمن أو استتبابه، هو من يقيس نبض المؤثرات السلبية والإيجابية على أبناء الجزيرة العربية كلها، وسوابق هذه الظروف أن اليمن الجنوبي الذي انتهج الطريق الماركسي كان الداعم الأساسي لما سمي بثورة ظفار في عمان، وأثناء الانقلاب على الملكية دخل عبدالناصر فيما يشبه الحرب مع المملكة، واستغلت إيران وضع الحوثيين ودفعهم إلى خلق قلاقل على حدود المملكة انتهت بهزيمتهم، وحالياً رأت القاعدة أن اليمن، بأوضاعه المستجدة، فرصة لانتشارهم واستيلائهم على بعض المدن، وهي خطوة كانت أحلامهم تريد أن يصبح الجنوب اليمني منطلق دولتهم، إلا أن ذهاب الحكومة السابقة، وتشكيل حكومة أخرى، بدأت عملياً مطاردة فلول القاعدة عسكرياً وصارت القبائل تدرك خطورتها بتلاحمها مع السلطة الجديدة، أثمرت نتائج جيدة ومحسوبة..{nl}الوضع الأمني في اليمن يسير بالاتجاه المستقر، لأن الشعب الذي عايش الانقلابات والحروب بأشكالها المختلفة، هو من ثار على مخلفات هذه السياسات، وبروح لم تطغ عليها الشعارات القديمة التي انتهت مع عصر التهييج، بل شهدنا شعباً يريد الانتصار لحريته وفق منطلقات وطنية لم تطغ عليها الروح المذهبية والقبلية، ولم تستطع قوى أجنبية تسيير اتجاهات الشعب إلى التبعية، بل أذهل الجميع بشعب يقاوم الفقر والأمية، وأعباء السنين الماضية، بالتماسك والتوحد أمام أقسى الظروف والمصاعب..{nl}مواجهة القاعدة في اليمن ليست مسؤولية خاصة يتحمل أعباءها اقتصاد متمرد ووضع صعب، بل المسؤولية تقع أولاً عل<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/05-2012/عربي-115.doc)