Haneen
2012-05-15, 01:15 PM
أقلام وآراء محلي (100){nl}في هـــــــــــذا الملف{nl}حديث القدس... انتصار الأسرى ... في ذكرى النكبة{nl}بقلم: أسرة التحرير عن جريدة القدس{nl}نكبة واستقلال{nl}بقلم: جميل السلحوت عن جريدة القدس{nl}فلسطين ... وذاكرة الزيْتون{nl}بقلم: خيري منصور عن جريدة القدس{nl}الحكومة الجديدة والبدائل والأسرى{nl}بقلم: هاني المصري عن جريدة الأيام{nl}لا للتعديل الحكومي الشكلي!{nl}بقلم: مهند عبد الحميد عن جريدة الأيام{nl}نكبة، نكسة، وكسة{nl}بقلم : رجب أبو سرية عن جريدة الأيام{nl}النكبة على حالها{nl}بقلم: محمود أبو الهيجاء عن الحياة الجديدة{nl}سقطت نظريتهم واستقلالهم{nl}بقلم: بهاء رحال عن الحياة الجديدة{nl}المقاومة الشعبية تكامل القيادة مع الجماهير{nl}بقلم: بكر أبو بكر عن الحياة الجديدة{nl}يوم النكبة: إسرائيل تحتفل بقيامها وفلسطين ترزح تحت الاحتلال{nl}بقلم: حنا عيسى عن وكالة معا{nl}64 عاما وما زلنا نتمسك بحق العودة{nl}بقلم: بسام أبو الرب عن وكالة وفا{nl}الاضراب الاستراتيجي {nl}بقلم : عمر شحاده عن وكالة سما{nl}حديث القدس... انتصار الأسرى ... في ذكرى النكبة{nl}بقلم: أسرة التحرير عن جريدة القدس{nl}في ذكرى النكبة المستمرة منذ العام 1948، حقق أسرى الحرية انتصارا عزز ثقة شعبنا بمستقبله وايمانه باستعادة حقوقه وقدرته على الصمود والبقاء رغم كل التحديات الكبيرة والمصاعب الكثيرة.{nl}منذ 28 يوما بدأ نحو الفي أسير فلسطيني اضرابا بطوليا عن الطعام استقطب اهتمام كل ابناء شعبنا في كل اماكن تواجدهم سواء داخل الوطن او في المهاجر، كما استقطب اهتماما دوليا واسعا وأثار قلقا اسرائيليا من تداعيات ونتائج استمراره، وكان ان تدخلت مصر ورعت الاتفاق الاول من نوعه بين القيادة المركزية للاضراب ومصلحة السجون الاسرائيلية، وتحققت كل مطالب المضربين عن الطعام وهي مطالب انسانية تكفلها كل القوانين والمواثيق الدولية.{nl} لقد تم الاتفاق على انهاء العزل الانفرادي وانهاء سياسة الاعتقال الاداري دون محاكمة، والسماح لاهالي غزة بزيارة ابنائهم المعتقلين وكانوا محرومين من ذلك منذ العام 2007، كما سمح للاهالي الممنوعين من زيارة ابنائهم من ابناء الضفة الغربية بممارسة حقهم الطبيعي في لقاء الاسرى، كما سمح للاسرى باستكمال دراستهم وتحصيلهم العلمي، ووافقت اسرائيل على تسليم جثامين 100 شهيد من مقبرة الارقام الى ذويهم ... بالاضافة طبعا الى بعض المطالب الانسانية الاخرى.{nl}لابد هنا من الاشارة والتأكيد على ان بعض اسرانا الابطال مضربون عن الطعام منذ فترة اطول كثيرا وفي مقدمتهم بلال حلاحله وثائر ذياب وهؤلاء يطالبون بالافراج عنهم لانهم معتقلون اداريا دون محاكمة وذكر ان اسرائيل التزمت بعدم تجديد اي اعتقال اداري، مما يعني انه قد يتم الافراج عنهم في وقت لاحق.{nl}وهذا الانجاز الكبير الذي حققه الاسرى لا يتمثل فقط في استجابة مصلحة السجون لمطالبهم وانما في وحدتهم وقيادتهم المركزية التي قادت الاضراب ووقعت الاتفاق، والتزم الاسرى جميعا على اختلاف توجهاتهم السياسية، بقرارات هذه القيادة واعطوا القدوة والنموذج لشعبنا وقياداتنا خارج السجون الذين يمزقهم ويمزقنا الانقسام.{nl}هذا النصر يجيء بينما شعبنا يستعد لاحياء ذكرى النكبة اليوم 15 أيار، وهي النكبة التي لم تتوقف ومتواصلة حتى اليوم بسبب الممارسات الاسرائيلية سواء بالاستيطان ومصادرة الارض والتهويد والتهجير وهدم المنازل وكل تلك السياسات التي يعاني منها شعبنا يوميا.{nl} وفي هذه الذكرى، فان شعبنا يؤكد تمسكه بارضه وحقوقه ومستقبله ويزداد ايمانا بان التحديات لن تنال من عزيمته ولن تقوى الغطرسة والقوة على فرض الاستسلام عليه او تضعف ثقته بأن المستقبل له طال الزمان او قصر، وهذه المعركة العظيمة التي انتصر فيها الأسرى تشكل رافعة قوية على ان الإرادة قادرة على تحقيق ما يبدو مستحيلا وان التمسك بالحق سيهزم كل التحديات... في ذكرى النكبة المستمرة، نحن اشد ثقة وأقوى إيمانا وتمسكا بالحقوق ولابد لليل ان ينجلي ولابد للشمس ان تشرق.{nl}نكبة واستقلال{nl}بقلم: جميل السلحوت عن جريدة القدس{nl}حيي الشعب الفلسطيني هذه الأيام ذكرى النكبة الكبرى التي تمخضت عن إعلان قيام دولة اسرائيل في 15 أيار 1948 على 78% من مساحة فلسطين التاريخية، وتشريد ثلثي الشعب الفلسطيني في أصقاع الأرض، واسرائيل تعتبر هذا الحدث استقلالا لها، تحتفل بذكراه كل عام حسب التقويم العبري...{nl}وإذا كان الشعب الفلسطيني لم يتنازل عن أملاكه وحقوقه في أرضه التي احتلت ولا يزال وسيبقى يطالب بحق العودة اليها، بالرغم من الممارسات الاسرائيلية التي بقيت تلاحقه منذ ذلك التاريخ، والتي حصدت أرواح مئات الآلاف من أبنائه، فإن اسرائيل التي احتلت ما تبقى من فلسطين في حرب حزيران 1967 لم توقف أطماعها التوسعية يوما، وهذه الأطماع تتعدى حدود فلسطين التاريخية، معتمدة على قوتها العسكرية الهائلة والتي تتفوق على القدرات العسكرية لدول المنطقة مجتمعة.{nl}وهذا أدى باسرائيل الى أن تدير ظهرها للقانون الدولي ولقرارات الشرعية الدولية، ولاتفاقات جنيف الرابعة وللوائح حقوق الانسان، ويبدو أن الصراع سيستمر طويلا ما دام العرب لا يعملون على بناء قوتهم، ويعتمدون على الغير بحلّ الصراع، وما دامت اسرائيل غير معنية بتحقيق السلام الدائم والعادل، معتمدة على تحقيق أهدافها بالقوة العسكرية المتزايدة.{nl}لكن الواقع يثبت أن الفلسطينيين لم يستطيعوا تحقيق حلمهم بالعودة، ولم يستطيعوا تحقيق حلمهم في تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم المستقلة على أراضيهم التي احتلت في حرب العام 1967 وفي مقدمتها القدس العربية، وفي المقابل هل حقق الاسرائيليون "استقلالهم"؟ وهل يعمل قادة اسرائيل على حماية دولتهم وشعبهم؟ وهل عملوا حقا على تحقيق الأمن الذي يطالبون به ليل نهار؟ وهل تعلموا من التاريخ الذي مروا به؟{nl}وفي الواقع فإن سياسة الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة هي من تجلب الويلات لدولتهم ولشعبهم تماما مثلما تجلبها لدول ولشعوب المنطقة، فهي لم تتوقف عن سياساتها التوسعية والعدوانية والتي تتمثل في الاستيطان، وامتهان كرامة وحقوق الفلسطينيين الانسانية، فهي تصادر الأرض وتعتقل، وكأنها فوق القانون، والممارسات الاسرائيلية هي المحرض الأول والرئيس للفلسطينيين ولغيرهم لمقاومة هذه الممارسات.{nl}فاسرائيل لا تزال تواصل استيطانها في الضفة الغربية وجوهرتها القدس، مما يعني عملها الدؤوب لفرض سياسة الأمر الواقع ومنع قيام الدولة الفلسطينية، والتنكر لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره كبقية شعوب الأرض، ومما يعني أيضا تهديد أمن دول وشعوب المنطقة بما فيها أمن اسرائيل وشعبها.{nl}واسرائيل التي تمتلك السلاح النووي، وترى فيه سلاحها الأخير للدفاع عن وجودها، يبدو أن قادتها لا يدركون حتى الآن أن هذا السلاح إذا ما استعمل، فقد يكون فيه نهايتها ونهاية شعبها تماما مثلما هو نهاية لدول وشعوب المنطقة، وهذا يعني تهديدا للسلم العالمي لأن نتائجه الوخيمة قد تتعدى حدود الشرق الأوسط.{nl}وبعد مرور 64 عاما على نكبة الفلسطينيين و"استقلال اسرائيل" فإن الصراع يزداد خطورة، والسبب هو الفكر الاسرائيلي القائم على التوسع، والمتمترس خلف فكر ديني غيبي، والذي يتناسى أنه يواجه فكرا دينيا معاكسا.{nl}فإذا كانت الصهيونية تؤمن بالوعد الإلهي في "أرض اسرائيل الكاملة"، فإنه يواجهها الفكر الديني الاسلامي الذي يعتبر فلسطين التاريخية أرض وقف اسلامي، مما يغيب أي حلول وسط تحقن دماء شعوب المنطقة.{nl}واللافت أنه كلما ظهرت أصوات عقلانية بين الفلسطينيين والعرب، كلما قابلتها اسرائيل بأصوات التطرف اليميني الذي يوغل في أطماعه التوسعية، والذي يرفض أن تكون اسرائيل وشعبها جزءا من دول وشعوب المنطقة، بل يرون في أنفسهم امتدادا للغرب الاستعماري.{nl}واسرائيل التي تراهن على استسلام الشعب الفلسطيني قد لا تستوعب مثلا العبر من حرب الأمعاء الخاوية التي يخوضها أسرى الحرية، باذلين أرواحهم دفاعا عن كرامتهم وإنسانيتهم التي يستبيحها قادة اسرائيل، ولا سلاح لهؤلاء الأسرى سوى إرادتهم القوية وعشقهم لحريتهم وإنسانيتهم.{nl}فلسطين ... وذاكرة الزيْتون{nl}بقلم: خيري منصور عن جريدة القدس{nl}مرّة أخرى تعيدنا السلطات الاسرائيلية في فلسطين عبر الذاكرة المُلْتاعة إلى أسطورة الزيتون المرّ التي تحولت بعد خمسة وعشرين قرناً من ولادتها اليونانية إلى حقيقة تاريخية في فلسطين .{nl}في البداية أحْرَقت واقتلعت من الجذور أشجار الزيتون ذات العُمْر المديد لأنها تُذكر المحتل بزارعيها، والذريعة الجديدة الآن هي أن هناك محميات طبيعية يجب أن تُزال منها أشجار الزيتون، وكأن هذه الأشجار ليست من الطبيعة أو أنها مصنوعة من البارود .{nl}في الأسطورة اليونانية اعتدى أحد قطاع الطريق وببذاءة على عذارى يغتسلن ويغنين حول بئر ماء، ولم يكن هناك من يشهد غير أشجار الزيتون، ولأنها لا تستطيع أن تتحرك من مكانها بسبب عُمْق جذورها وارتباطها بالأرض عبّرت عن حزنها بأن أصبح الزيت مُراً في ذلك الموسم .{nl}ولدت تلك الأسطورة الزيتونية على الشاطئ الغربي للبحر المتوسط، لكنها تُرْجمت حرفياً إلى تاريخ وواقع مُرّ على الشاطئ الشرقي لذلك البحر .{nl}فالزيتونة المُضَمخة بحفيفٍ قُرْآني والتي ليست شرقية ولا غربية، هي من لحم ودم وعظم، ويوشك زيتها أن يكون دمعها، لأن من زرعوها لم يَخْطُر ببالهم أن هناك من يتربص بها بعد أن تصل سِنّ البلوغ وتثمر .{nl}كأن من أعلنوا الحرب على هذه الشجرة يبحثون عن بديل لها ينمو في إناء أو زجاجة تماماً كما ينمو المستوطن في بيت زجاجي ويتنفس صناعياً، أو يريدون لحفيفها أن يكون بالعبرية انسجاماً مع استراتيجية العبرنة والتهويد، لهذا يكرهون هذه الشجرة التي تذكرهم بأنهم طارئون.. كانت ولا تزال وستبقى ظلاً لمقاوم أعْياه النعاس أو لافراد انتهوا للتو من قطف ثمارها بحنان وامتنان .{nl}ولا يدرك الطارئون والعابرون أن الزيتونة إذا أحرقت لن يكون لها رماد ككل رماد، وأنها عنقاء تُبْعث ثانية وثالثة وحتى القيامة من شروشها العصية على النار والبشر.{nl}سيبدو اقتلاع أشجار الزيتون لأسباب متعلقة بالمحميات الطبيعية أمراً مثيراً للسخرية، يسخر منه العلماء والفلاحون وحتى من يحولون الزيت إلى صابون .{nl}لكن ما تخترعه السلطات الاسرائيلية والاستيطان من ذرائع لا ينتهي وكأن هناك آلة لا تكف عن إفراز هذا النوع من الصمغ السّام، وهناك حكاية رواها الراحل صالح برانسي ذو الباع الطويلة في الدفاع عن التراث الشعبي الفلسطيني تحت الاحتلال، عن ضابط اسرائيلي كان حاكماً عسكرياً لبلدة الطيبة، فقد كان هذا الضابط واسمه بلوم يعاقب الناس إذا فعلوا الشيء أو نقيضه، ومن ذلك مثلاً أنه كان يعاقب من يمر أمامه صامتاً ولا يحييه، ثم يعود ليعاقب آخر مَر أمامه وحياه، وهي نظرية العقاب الجاهز الذي يبحث عن متهم، وهي النظرية التي افتضحها سياسياً وروائياً الكاتب التشيكي كونديرا في النظم الشمولية والامنية... ولو تخيلنا أن مثل هذا الضابط يستجوب شجرة زيتون، فإنه سيقطعها إذا صمتت، ثم يقطع جارتها إذا واصلت الحفيف.{nl}الحكومة الجديدة والبدائل والأسرى{nl}بقلم: هاني المصري عن جريدة الأيام{nl}كان من المفترض أن يتم الإعلان عن تشكيلة الحكومة الجديدة وحلفها اليمين أمام الرئيس يوم الأربعاء أو الخميس الماضيين، حيث تم إبلاغ الوزراء بالاستعداد لحلف اليمين، لدرجة أن بعضهم قطع زيارته الخارجيّة وعاد من السفر.{nl}أسباب التأخر في الإعلان عن الحكومة الجديدة لم تفسر بشكل رسمي، بل يتواصل الإعلان بأن الحكومة ستشكل خلال ساعات، وتنتشر أخبار بصورة غير رسميّة حول إجراء تغييرات على الأسماء المتداولة، وأن اسمًا جديدًا كان مقترحًا لوزارة الصحة قد اعتذر، وأن هناك عقدة حول حضور "فتح" في الحكومة، وأن مسألة تعيين نائب لرئيس الحكومة مطروحة بالرغم من النفي، وأن هناك مطالبة بتمثيل واضح لقطاع غزة حتى لا تتهم الحكومة بأنها انقساميّة بامتياز.{nl}وأخيرًا يبدو أنّ أحد أسباب التأخير، وهو نقطة إيجابيّة، هو قيام الرئيس بإحالة الأسماء المتداولة إلى هيئة مكافحة الفساد، حتى لا يحدث مع الحكومة الجديدة ما حدث مع سابقتها من إحالة وزيرين إلى المحاكم بعد توجيه اتهامات بالفساد ضدهما، وبعد اللغط حول فساد عدد آخر من الوزراء أو قيام أحدهم بتحرش جنسي.{nl}لاحظوا أنني لم أُدْرِج موضوع المصالحة ضمن الأسباب التي أخّرت التشكيلة الحكوميّة الجديدة، ليس لأنني مقتنع بما يقوله الناطق باسم الرئاسة وقادة فتحاويون آخرون بأن تشكيل الحكومة لن يؤثر على الجهود المبذولة لإنهاء الانقسام وعلى تشكيل حكومة الوفاق الوطني، بل لأنني صدقت الادعاءات السابقة التي ترددت خلال السنوات الماضية، خصوصًا منذ استقالة حكومة سلام فيّاض في شباط من العام الماضي بأن تأجيل التعديل أو التغيير الذي تكرر الإعلان عنه يعود إلى عدم التأثير سلبيًّا على الجهود المبذولة لإتمام المصالحة، خصوصًا بعد التوقيع على اتفاق القاهرة، والشروع في تطبيق تشكيل لجان المنظمة والحريات والمصالحة المجتمعيّة والانتخابات، وبعد التوقيع على "إعلان الدوحة" الذي نص على قيام الرئيس "أبو مازن" بترؤس حكومة الوفاق الوطني.{nl}إن تعديل أو تغيير أو إعادة تشكيل الحكومة دليل قاطع على فشل الجهود لتطبيق اتفاق المصالحة، وعلى عدم توفر الإرادة اللازمة لتحقيقها، وتوفير ما يلزم لذلك، فلا أحد يصدق في أعماقه، حتى الناطقين باسم "فتح" و"حماس"، بأن الأسباب المعلنة حول عدم تطبيق ما تم الاتفاق عليه تعود إلى عدم سماح سلطة "حماس" للجنة الانتخابات ببدء تسجيل الناخبين كما تدّعي "فتح"، أو عدم شروع "أبو مازن" في تشكيل حكومة الوفاق الوطني، لأن بمقدوره، كما تدّعي "حماس"، أن يصدر قرارًا بعد تشكيلها بالبدء في تسجيل الناخبين في قطاع غزة.{nl}إن ما يمنع تطبيق الاتفاقات أسباب أعمق وأكبر من محاولة الطرفين المتنازعين بإلقاء كل واحد منهما المسؤوليّة عن عدم تطبيقها على الطرف الآخر. إن الطرفين يتحملان المسؤوليّة بدرجة متفاوتة بين مرحلة وأخرى، حيث تتحمل "فتح" أحيانًا المسؤوليّة الأولى، وتتحمل "حماس" كما يحصل منذ توقيع "إعلان الدوحة" المسؤوليّة الأولى.{nl}كما يجب عدم إعفاء الأطراف الفلسطينيّة الأخرى من تحمل المسؤوليّة، وإن بشكل ثانوي، لأنها ترضى بالاكتفاء بلوم طرف أو كلا الطرفين دون أن تجسد على الأرض بديلا وحدويا ديمقراطيا، وتشكيل حالة ضاغطة متعاظمة تغادر موقف المباركة الدائمة لما يتفق عليه الطرفان المتنازعان بالرغم من الإدراك باستحالة ذلك لتجاهله عددًا من القضايا الجوهريّة، أهمها: البرنامج السياسيّ؛ وإعادة تشكيل المنظمة؛ وتوحيد المؤسسات والأجهزة الأمنية، إضافة إلى تركيزه على جوانب إجرائيّة وشكليّة.{nl}إن النقطة المهمة جدًا الغائبة تمامًا عن الحوار عند الحديث عن تعديل أو تغير الحكومة هو البرنامج الذي ستسير عليه الحكومة الجديدة. فبعد فشل برنامج إثبات الجدارة وبناء المؤسسات كطريق لإقامة الدولة ووصوله إلى طريق مسدود، كما ظهر من خلال تجاوزه مدة السنتين اللتين نص عليهما بمرور شهر آب من العام الماضي دون أن تستجيب إسرائيل للمطالبة الفلسطينيّة بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة، ودون أن تتحمل الولايات المتحدة الأميركيّة أو المجتمع الدولي مسؤولياتهما والقيام بالضغط على إسرائيل، أو حتى بالموافقة على التوجه الفلسطيني إلى الأمم المتحدة للحصول على اعتراف دوليّ بالدولة الفلسطينيّة يمهد لقيامها فعلًا على الأرض. كان من المفترض بلورة برنامج جديد قادر على تحقيق ما عجز البرنامج السابق عن تحقيقه، وهذه ليست مهمة الحكومة أولًا، وإنما هي مهمة القيادة التي تتهرب من بلورة إستراتيجية قادرة على مواجهة التحديات والمخاطر القديمة والجديدة في مرحلة الثورات العربية والمتغيرات الإقليمية والدولية.{nl}إن تشكيل الحكومة من دون برنامج ودون حسم الخيارات والبدائل "التي ستغير وجه الشرق الأوسط" كما هددت القيادة الفلسطينيّة أكثر من مرة، دليل جديد على فقدان الاتجاه والخيارات والبدائل، وعلى أن السياسة المعتمدة فعلا هي سياسة تعكس حالة العجز والضعف، وتعتمد الانتظار المفتوح إلى أجل غير مسمى، فلعلّ وعسى يحدث ما من شأنه أن يخرج الفلسطينيين من المأزق الشامل الذي تمر به قضيتهم وشعبهم.{nl}الانتظار ليس سياسة بل سياسة قاتلة، لأن الفلسطينيين إذا لم يكونوا فاعلين ومبادرين وموحدين لا يمكن أن يستفيدوا من الفرص المتاحة في عصر التغيير والثورابت العربيّة، أو أن يقللوا من المخاطر والخسائر التي يمكن أن يدفعوها في المرحلة الانتقاليّة الحاليّة، مرحلة اندلاع الثورات دون أن تغير النظم القديمة بنظم جديدة تحفظ كرامة وحرية وحقوق المواطن والأوطان العربية.{nl}وما يزيد الطين بلة، أن الرد الإسرائيلي على رسالة الرئيس جاء مساء يوم السبت الماضي، ولم تجد اللجنة التنفيذيّة ما تقوله بعد اجتماعها يوم الأحد سوى أنه لم يقدم أجوبة واضحة حول القضايا المركزيّة التي تعطل استئناف عملية السلام، وفي مقدمتها وقف الاستيطان، بالرغم من أنّ من المفترض أن أحدًا لم يكن يعول على جواب نتنياهو. لماذا لم تنبس اللجنة التنفيذيّة ببنت شفة عن الجواب المطلوب حول السؤال المطروح منذ سنوات ويتم تأجيله باستمرار، وصولا إلى جواب نتنياهو على رسالة "أبو مازن": ما العمل؟.{nl}تشكيل الحكومة الجديدة أو تعديل القديمة لا يقدم إجابة على سؤال ما العمل، بل تهربًا منها، خصوصًا إذا ترافق مع استبعاد معظم الخيارات من خلال الإعلان عن رفض سحب الاعتراف بإسرائيل، وحل السلطة، وإعادة النظر في شكلها ووظائفها والتزاماتها، واعتبار الحديث عن وقف التنسيق الأمني مزايدة رخيصة، وعن رفض قيام انتفاضة ثالثة، وعدم دفع ثمن إتمام المصالحة الذي يتمثل في الاتفاق على برنامج سياسي يجسد القواسم المشتركة وفق شراكة حقيقية على أسس ديمقراطيّة، وعدم تجسيد المقاومة الشعبيّة عمليًّا التي تم تبنيها من الجميع، والتردد في التوجه إلى الأمم المتحدة.{nl}من لا يملك بديلا أو عدة بدائل يفقد قدرته على التأثير. ومن يستمر في بديل يردد أنه وصل منذ زمن إلى طريق مسدود يضيع وقتًا ثمينًا في وقت نحن أحوج ما نكون فيه لبديل قادر على إفشال البدائل المفضّلة إسرائيليًّا وشق الطريق أمام البدائل المفضّلة فلسطينيًّا.{nl}المسألة لم تكن تعديلا أو تغييرا حكوميا بل الجرأة على اختيار خيار قادر على الانتصار.{nl}إضراب الأسرى{nl}وفي أثناء الانشغال بتشكيل الحكومة، يواصل الأسرى الأبطال إضرابهم الأسطوري الذي يشكل بارقة الأمل الوحيدة التي تظهر كيف أن المقاومة توحد والصراع على السلطة يفرّق، خصوصًا بعد الأنباء عن إمكانية الاستجابة لمطالبهم أو جزء منها، وهذا إن تحقق فهو أمر مهم جدًا، لكنه لا يقلل من أهمية أن المطلوب هو إطلاق سراح الأسرى، وليس تحسين شروط أسرهم، وأن المقاومة التي من أشكالها الإضراب والتظاهرات وأشكال التضامن المتصاعدة معهم يمكن أن تقدم حلا نهائيًّا لمعاناتهم.{nl}فحتى يتم إطلاق سراح الأسرى، لا يمكن انتظار عقد اتفاقية سلام أو تقديم عطايا من هذه الحكومة الإسرائيلية أو تلك، فإسرائيل علمتنا منذ تأسيسها أنها لا تفهم سوى لغة القوة أو لغة المصلحة، وعلينا أن نتقن استخدام هاتين القوتين.{nl}لا للتعديل الحكومي الشكلي!{nl}بقلم: مهند عبد الحميد عن جريدة الأيام{nl}مع بداية تأسيس السلطة سأل مواطن أحد المسؤولين المرشحين للصعود: ما هو مشروعك في هذه المرحلة الجديدة ؟ أجاب المسؤول: لا أعرف إلى متى ستستمر هذه السلطة ربما سنة أو أكثر ... خمس سنوات مثلا، ما يهمني يا صديقي هو جمع اكبر مبلغ ممكن من المال استعدادا لمرحلة ما بعد السلطة ! المسؤول كان صريحا وهذا شيء حسن، لكنه قدم مشروعه الفردي ومصلحته الشخصية على مشروع الوطن والشعب، وهذا مصيبة. هذا النوع من المسؤولين ليس نادر الحدوث، فهناك شريحة من مسؤولين ومشاريع مسؤولين متزايدة العدد تغلب المنفعة الخاصة على المصلحة العامة، هؤلاء يتفننون في فتح طرق الصعود وتذليل الصعوبات وصولا إلى مركز مرموق يصل إلى وزير ولا يقل عن سفير.{nl}هذه الظاهرة منتشرة في معظم بلدان العالم الثالث بتفاوت صعودا وهبوطا، غير ان وجودها في فلسطين، له مفاعيل سلبية مضاعفة إن لم تكن مدمرة. يلاحظ هذا أثناء الحوارات السياسية الشعبية وبين النخب أكثر.{nl}شئنا أم أبينا رفضنا أم قبلنا تحولت السلطة إلى عنوان رسمي فلسطيني وبخاصة بعد أن تداخلت مهماتها مع مهمات المنظمة، واستحوذت على اعتراف المؤسسات الدولية عضوا في منظمة اليونسكو وعضوا مراقبا في الامم المتحدة وعضوا في منظمة المؤتمر الاسلامي والجامعة العربية ودول عدم الانحياز.{nl}الدليل على ذلك هو انتقال مرجعية سفراء فلسطين في سائر أنحاء العالم من الدائرة السياسية للمنظمة الى وزارة الخارجية للسلطة. عمليا ونظريا السلطة بالمعنى الافتراضي الايجابي هي نواة (الدولة) التي تشكل أداة تجسيد الكيانية الوطنية، والعنصر الحيوي في إعادة توحيد مكونات الشعب الفلسطيني، وأداة فتح الانسداد أمام تطوره الاجتماعي الاقتصادي ضمن بنية ديموقراطية، وتحقيق أهدافه الوطنية.{nl}انطلاقا من هذه الفرضية، فإن كل تعامل مرتجل، وكل بناء مشوه، وكل تغليب للمصلحة الفردية والفئوية على المصلحة المشتركة والعليا، كل خطأ وانحراف وهدر، كل حماقة سياسية واقتصادية، كل هذا، يهدد بالخراب والدمار الهدف المركزي ـ حرية، عودة، دولة ـ.{nl}السلطة ممثلة بالمنظمة والحكومة ليست كأية سلطة، والوقت الضائع ليس كأي وقت، وتفويت الفرص كذلك. ولا معنى لتبرير إضاعة الفرص وتبرير الأخطاء بوضع انتقالي، يسمح خلاله بارتكاب الأخطاء وتجريب القدرات والسكوت على الفساد والفاسدين. نظرية الوضع المؤقت والانتقالي التي بررت فيها الأخطاء وإضاعة الفرص، هددت في الوقت نفسه المسار، وأخطر ما نجم عنها هو خلخلة ثقة المواطنين وتجمعات الشتات بالمشروع الوطني وأدواته.{nl}وفي الجانب التطبيقي، مضى على الحكومة خمس سنوات، ولم تطرح قضايا تطوير حقيقية تعزز ثقة المواطنين بالمشروع وآفاقه. وحتى لا يكون التقييم عدميا لا بد من الاعتراف بوجود تقدم هنا وتقدم هناك، لكن التقدم بقي خارج القضايا الأساسية واقتصر على الجانب الإداري. لا أحد ينكر بقاء الاقتصاد دائرا في فلك الدول المانحة وأجنداتها التي تعزز التبعية. بل لقد تفاقم العجز المالي واصبح بقاء السلطة رهنا بالدعم الخارجي. لم تتم مراجعة الأسباب التي يقف في مقدمتها اتفاق باريس الاقتصادي، واستراتيجية المانحين والتحولات التي طرأت عليها، ودور رأس المال الخاص في التنمية.{nl} لا نعرف ماذا ينتظرنا في مسار الاعتماد على الدعم الخارجي ومستوى التبعية الاقتصادية وعلاقة ذلك باستقلالية القرار السياسي. غياب الاهتمام بحقيبة الاقتصاد وعدم التنافس عليها يلخص الحالة الاقتصادية. يكفي القول اننا لسنا بصدد تدارس سياسة اقتصادية مختلفة تنقلنا من موقع الرهينة الى موقع له هامش استقلالي قابل للتوسع. {nl}ثمة اهتمام بوزارة المالية ولمن ستؤول، ولا يوجد اهتمام بوزارة الاقتصاد والسياسات الاقتصادية وكيفية الخروج التدريجي من الشبكة القديمة التي عمقت التبعية. في غياب سياسة اقتصادية أخرى يزول الاهتمام بالاقتصاد، ويختفي معه كل حديث عن تطور أوضاعنا المالية.{nl}لا احد يفهم تمويل الحكومة من حيث لا تدري للسياسة التعصبية المحافظة المتغلغلة في التربية والتعليم، تلك السياسة المتناقضة مع برنامجها ومع برنامج المنظمة. لا أحد يستوعب سماح الحكومة بتعزيز البنية التحتية للتعصب بوضع مليون وربع المليون طالب وطالبة في بوتقة التغيير للوراء. تلك نتيجة منطقية لغياب التدخل وفقدان الاهتمام في هذا المجال الحيوي الذي يمس المستقبل سلبا. تلك نتيجة منطقية للتعامل مع حقيبة التربية والتعليم بمعزل عن الدور والوظيفة والتغيير للأمام.{nl} إن اية مقارنة مع الحكومة المقالة في مجال التعليم ستضعنا أمام فرق كبير بين الحكومتين. فالحكومة المقالة دافعت بعناد عن برنامجها الايديولوجي وأحدثت ولا تزال تحدث التغيير في جهاز التعليم وفي سياسة التعليم بما يتفق مع ثقافتها التعصبية المحافظة، ليس فقط في قطاع غزة وانما ايضا في الضفة الغربية بالاستناد للفريق المحافظ المتغلغل في التربية والتعليم. مقابل ذلك فإن حكومة د. فياض لم تتدخل ضمن سياسة واضحة في الاتجاه المغاير.{nl}التعليم الذي يصوغ الاجيال ويحدد المستقبل ويشكل مقياسا لمناعة المجتمع ومقومات تطوره، يستحق مراجعة السياسة التعليمية وبحاجة الى تغيير قواعد التعامل الرسمي معه. فلا يعقل نشر ثقافة تعصبية منغلقة، وإطفاء تراث المجتمع الوطني والثقافي. جهاز التعليم بحاجة الى عناية فائقة ولسياسات وأساليب تعليمية تنتمي للقرن الـ 21، وبحاجة للانتقال من منهج يحول الطلبة إلى جهاز للحفظ والتسميع من اجل الشهادة، الى منهج يساعد على تطوير الملكات وحفز وتشجيع الابتكار والابداع وترسيخ ثقافة التعدد والتسامح والاختلاف. نحن بحاجة (لمجلس تعليم من اصحاب الاختصاص) يقود العملية وفي هذه الحالة تصبح حقيبة التعليم في اية حكومة لها مرجعية ملزمة وسياسة محددة وجهاز تعليم منحاز لقضية التعليم العصرية.{nl}وكيف تتعامل الحكومة مع الثقافة في العام الذي حازت فيه فلسطين على عضوية اليونسكو. هل تستقوي بهذا الانجاز الكبير، ام ان الامور ستبقى على حالها ؟ لماذا لا يكون للثقافة مجلس ثقافي يضم اهم الكفاءات الثقافية داخل وخارج الوطن، يشكل مرجعية للثقافة ويضع السياسات؟{nl}التحدي المطروح امام المركز السياسي، هو وضع لبنات تطوير حقيقية تستند الى معايير إدارية ومهنية، وليس البقاء في وضع انتظاري وانتقالي. دائما وأبدا الأجندة الفلسطينية مزدحمة، وهناك اشياء جديدة تخطف الاهتمام، وقد تجُّب ما قبلها. فيصير المؤقت دائما، ويذهب التغيير أدراج الرياح. وضع أولويات والبناء ضمن سياسة غير ملتبسة، مطلب أكثري في أغلب الظنون، اما التعديل الحكومي الشكلي فلا!{nl}نكبة، نكسة، وكسة{nl}بقلم : رجب أبو سرية عن جريدة الأيام{nl}نحى الرئيس محمود عباس رسالة بنيامين نتنياهو جانبا، وخاطب إسحق مولخو موفد رئيس الحكومة الإسرائيلية إليه قائلا: الآن هناك ما هو أهم بالنسبة لنا: موضوع الأسرى، وهكذا مر أمر الرسالة/الرد، دون أن تأخذ حقها من الاهتمام السياسي أو الإعلامي، ذلك أن ما يشغل بال القيادة الفلسطينية وما ينشغل فيه معظم الفلسطينيين الآن: فصائل ومواطنين، هو موضوع الأسرى المضربين عن الطعام منذ أسابيع، والذين يواجهون السجان الإسرائيلي، بسلاحهم الأخير: الإضراب عن الطعام حتى الموت، مقابل تلبية طلباتهم الإنسانية بمعاملتهم كبشر!{nl}الفلسطينيون يبدو أنهم لن ينشغلوا فقط عن الاهتمام برسالة/الرد الإسرائيلية وحسب، ولكن بعدد من المناسبات التي اعتادوا على أن يجعلوا منها أياما صاخبة، تكون حافزا لهم للاستمرار بالمطالبة بحقوقهم والسعي لنيلها بالكفاح المستمر، وفي مقدمة هذه المناسبات، يوم النكبة الذي يصادف اليوم، والذي جعل منه الفلسطينيون العام الماضي على سبيل المثال يوما قوميا وحافلا، حين جاؤوا من مشارق الأرض ومغاربها في حراك شعبي، ظهر على صورة الحراك العربي، الذي دب رعبا في أوصال إسرائيل السياسية.{nl}وفي يوم النكبة، الخامس عشر من أيار العام 48، أي قبل أربعة وستين عاما، لم يتعرض الفلسطينيون لصدمة إقامة الكيان الإسرائيلي الغاصب وحسب، ولكن لصدمة الاعتراف الدولي به، دون أن يقترن بإقامة الدولة الفلسطينية، على الأقل، وعلى اقل الأقل على ما لم يسقط بيد العصابات اليهودية في ذلك الوقت من أراض فلسطينية وضعت يدها عليها ثلاث دول عربية : الأردن على ما بات يسمى لاحقا الضفة الغربية، ومصر على قطاع غزة، أو ما تبقى منه، وسورية على مثلث الحمة الفلسطينية !{nl}كذلك دون تنفيذ حق عودة اللاجئين الفلسطينيين بعد أن وضعت الحرب أوزارها، كما نصت قرارات الأمم المتحدة، على الأقل، وعلى ذلك فإن استمرار إحياء هذه الذكرى أمر ضروري للغاية ليس لتذكير العالم فقط بما وقع على الفلسطينيين من غبن وحيف وظلم فقط، ولكن أيضا لاستمرار المطالبة بالحق الفلسطيني في الوطن المحتل، وعدم إغلاق ملف الاغتصاب نفسه مهما طال الزمان.{nl}بعد ثلاثة أسابيع ستمر ذكرى النكسة، في الخامس من حزيران، وإحياؤها أمر ضروري أيضا، للتذكير بأن احتلالا إسرائيليا، لم يعترف به أحد في العالم، ما زال مستمرا منذ خمسة وأربعين عاما، وهو _ أي الاحتلال _ ما زال يحول دون التوصل إلى حل في المنطقة، بعد أن قبل الفلسطينيون بحل وسط على أساس إنهائه، ولم يقبل الإسرائيليون بذلك، وما زال عدم قبولهم هذا يمنع إطلاق العملية السياسية، وهو الذي أوصل الجانبين إلى الطريق المسدود وكان يجب أن يشكل فحوى رسالة / الرد الإسرائيلية كما كان حال رسالة / الأصل الفلسطينية !{nl}لن تتوقف سلسلة المآسي الفلسطينية عند هذا الحد، فبعد يومين أو ثلاثة من يوم النكسة، تحل الذكرى الخامسة "للوكسة" الذاتية، متمثلة بما حدث بين الفلسطينيين من صراع دموي على السلطة، انتهى بالاقتتال الداخلي، الذي أحدث الانقسام، وبرأينا ربما كان هذا الحدث "مكملا" لنكبة ونكسة سابقتين، وهو لا يقل خطورة عنهما، لأنه أذا أراد الفلسطينيون أن يعيدوا التاريخ إلى الوراء، بشطب نتائج النكسة أولا ثم بإزالة آثار النكبة ثانيا، فلا بد لهم أن يتوحدوا، ومن أجل ذلك لا بد لهم من أن ينهوا الانقسام وان يغلقوا ملفه، وان يشطبوا ذلك اليوم الأسود من تاريخهم.{nl}هل يعني ذلك أن تفويت الحراك الصاخب في يوم النكبة، يمكن احتماله إذا ما تم تعويضه بحراك مهم يوم النكسة، أو بتحرك حاسم يوم "الوكسة" ؟ ربما يكون الأمر كذلك، لكن وبغض النظر عن أيها أولا، التحرك اليوم أو بعد ثلاثة أسابيع أو بعد أربعة، فان الأهم هو إدراك ترابط السلسلة، بدء التحول في الوعي السياسي الفلسطيني بترابط ما هو ذاتي وداخلي بما هو خارجي.{nl}حين انطلقت الثورة المعاصرة عام 65- 67 أدرك الفدائيون مبكرا، أهمية الربط بين البندقية والبرنامج السياسي، وجرى الحديث عن البندقية المسيسة حتى لا تكون بندقية قاطع طريق، كما كتب غسان كنفاني، والآن لابد من الربط بين محتوى الذات الوطنية وكيفية ترتيبها على أساس جمعي/ ديمقراطي وبين مواجهة حاسمة مع العدو الإسرائيلي.{nl}أي لا يمكن غض النظر عن الكفاح الديمقراطي ضد سلطتي الحكم، وضد فصائل مسلحة، غير ديمقراطية، مع كل الاحترام لما تقوم به من بطولات وتضحيات، وما قدمته وتقدمه من شهداء وأسرى، هم على أي حال فلسطينيون يضحون من اجل الوطن وليس من أجل أن تتحكم حماس أو فتح في الشعب الفلسطيني.{nl}على مدار سنوات خمس من الانقسام، "انحدرت" التطلعات الفلسطينية، فصارت تتمحور في غزة حول شعار فك حصارها، وتوفير مستلزمات الحياة، من كيس الطحين إلى ليتر الوقود، أو توفير الطاقة الكهربائية، وفي الضفة، حول مواجهة البطالة، مواجهة الاستيطان والحواجز، ومكافحة الجدار، والآن يتحول كل الاهتمام إلى محاولة الكل الوطني والشعبي الحفاظ على حياة الأسرى، مع أن هذه القضية هي قضية سياسية بامتياز، كان يجب أن تغلق كهدف أول وقريب من أهداف المقاومة والمفاوضات معا.{nl}لاشك أن نتنياهو سيكون مسرورا جدا حين يصله رد الرد عبر موفده للرئيس الفلسطيني، فأخيرا نجح في جر الفلسطينيين إلى إرجاء المطالبة السياسية بوقف الاستيطان والذهاب للأمم المتحدة، وإرجاء الاهتمام بكل الملفات الأخرى، أي انه نجح في جعل كل الفلسطينيين أسرى سجنه السياسي، حتى يجد الوقت والجهد للاعداد جيدا لعام قادم من الحسم على أكثر من جبهة، في مقدمتها بالطبع: جبهة الصراع المحوري والمركزي والأزلي مع الفلسطينيين على كل هذه الأرض، الذي يعيد الصراع نفسه إلى بدايته الأولى، وما هو إلا أقل من عام قادم حتى يجد الجميع أنفسهم _ وجها لوجه _ مع أصل المعضلة، المتمثل بتلك المفارقة: يوم محدد ومناسبة واحدة، يحتفل بها الإسرائيليون كيوم للاستقلال ويحتفي بها الفلسطينيون كذكرى للكارثة: النكبة.{nl}النكبة على حالها{nl}بقلم: محمود أبو الهيجاء عن الحياة الجديدة{nl}اليوم هو الخامس عشر من ايار، اليوم الاسوأ على الاطلاق في التاريخ الفلسطيني الحديث، انه يوم النكبة التي لن اقول كم صار عمرها، فجيلها قد هرم لكنها لا تزال فتية ويافعة مع الاسف الشديد بحكم ثبات نتائجها حتى اللحظة، بل ان هذه النتائج السوداء تبدو اليوم كأنها تكرست الى ما يشاء الله وحتى يقضي امرا كان مفعولا...!!!{nl}لا عودة تحققت ولا اللجوء انتهى، برغم محاولة «اوسلو» فتح ابواب العودة بالقدر الذي يسمح بتحقيق العدل الممكن في هذا الاطار وتجاه هذه المسألة لحظة قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، مياه كثيرة جرت في النهر منذ ذلك الوقت وحتى الان لكنها لم تكن مياه العودة التي هي جوهر القضية الفلسطينية، لا بل ان بعض الفلسطينيين قد اختبر قبل قليل هجرة قسرية جديدة من بلاد المنافي والشتات ليتشرد في بلدان أبعد وأبعد عن فلسطين في نكبة اخرى هي ليست الا ابنة تلك النكبة الاولى، لكن المخيف هذه المرة ان الاحلام والذكريات لن تكون فلسطينية تماماً...!!!{nl}هل من الخطأ أن ننكأ جراحنا على هذا النحو..؟؟ لا أظن ذلك بل من الضرورة بمكان ان نواصل شيئا من هذا القبيل وببساطة شديدة من اجل ألا ننسى ومن اجل ان نرى اننا ما زلنا على حال النكبة التي تنفرج اساريرها اليوم بالانقسام الذي جاءت به حماس بانقلابها.{nl}لا بد ان نرش الملح على جراحنا لا رغبة في جلد الذات بل كي نواصل صيحات الالم لنسمع حالنا أولاً فنعرف اننا ما زلنا على الطريق الى البيت وان هذه الطريق لا تزال بحاجة الى تلك الخطوات الصحيحة كجروحنا الصحيحة كي نصل الى نهايتها، ولا اظن ان من الخطوات الصحيحة مهرجانا وخطابا وبيانا فحسب، وبالطبع لا بد من الوحدة الوطنية لنعرف اننا قد عدنا الى خطواتنا الصحيحة على الطريق ذاتها، طريق الحرية التي شققنا دروبها منذ اكثر من نصف قرن، وإلا فان النكبة لن تخلف الا مزيدا من النكبات التي قد لا نحتمل بعد الآن...!!{nl}سقطت نظريتهم واستقلالهم{nl}بقلم: بهاء رحال عن الحياة الجديدة{nl}يموت الآباء وينسى الابناء حقهم في هذه الارض، هذه هي النظرية التي نادى بها الاحتلال وتداولها عبر عقود من الزمن وحاول أن يراهن عليها مع مرور الوقت كإطار اعتمد عليه في محاولاته تلقيح الأرض الفلسطينية بالمستوطنين الاغراب وتغييب هويتها التاريخية والوطنية, وأخذ يتداوله حتى أقام دولته الفاشية على أنقاض الشعب الفلسطيني الذي تعرض لأكبر وأبشع عملية تطهير عرقي شهدها التاريخ المعاصر، واحتمى بقرارات دولية مزيفة ووعود شوهت وجه الإنسانية واصطنعت كذبة بلا شعب على لسان وزير خارجية الاستعمار آنذاك “بلفور” واتخذت وعده ملاذاً آمناً لتمرير السياسة العنصرية والفاشية القائمة عليها دولة الاحتلال منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا ولكنها وبعد أربعة وستين عاماً ها هي رسالة الشعب الفلسطيني في أرضه باقية, راسخة بأمجاد التاريخ ورائحة التراب المقدس, رسالة حية تتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل وأمانة تناقلتها الاجيال وحافظوا عليها فكانت رسالة العودة الرسالة الباقية التي لا تسقط ولا تمحى أبداً من الذاكرة الفلسطينية التي ترفض فكرة النسيان كما هو حق العودة حق لا يسقط بالتقادم ولا يمكن أن يخضع لمساومة أو تفاوض.{nl}الخامس عشر من أيار، يوم النكبة ويوم الهجرة ويوم الترحيل القسري واجتثاث الشعب الفلسطيني من أرضه ووطنه, من مدنه, من قراه التي دمرتها مجموعات الهاجاناة وشتيرن الصهيونية النازية التي قامت بطرد السكان بقوة السلاح والقتل المباح, وقد ارتكبوا عشرات المذابح والمجازر بحق المواطنين أصحاب الأرض التي حرقوها واستباحوها بكافة الوسائل وكان ما كان من هجرة شعب بأكمله وسط حالة من الصمت العالمي وذهول من الجيوش العربية آنذاك التي تقهقرت أمام اكبر عملية سرقة في التاريخ, أمام اكبر عملية إجرامية عرفتها البشرية ومع سبق الإصرار والترصد وبتعهدات أصدرتها الدول الغربية المستترة بغطاء الحضارة والديمقراطية والقيم السمحاء, حيث وفرت لهذه المجموعات المجرمة الغطاء وسهلت عمليات الاستيطان بأرض ليست لهم وليست من حقهم.{nl}أربعة وستون عاماً هي دورة الزمان الفلسطيني المنكسر على جدران النكبة والتي نحن اليوم نقف في حضرتها بحزننا وجرحنا، نحلم ببرتقال يافا وكرمل حيفا وذكرياتنا الحاضرة هناك وتاريخ أجدادنا الباقي شاهداً على حقنا المغتصب, حق أبدي لا يسقط ولا يُنسى مع تقادم الزمن كما كانت أمنياتهم التي عبروا عنها بمقولتهم الشهيرة (الكبار يموتون والصغار ينسون).{nl}أربعة وستون عاماً لم ننس نسيم هواء الجليل, لم ننس نشيد الحياة في تل الربيع, لم ننس رائحة النرجس على سفح الكرمل, ونحن نستذكرك يا كل فلسطين وأنتِ الحاضرة فينا بألم وحسرة طالما بقينا بعيدين عنك حتى نعود إليك يا حيفا وعكا ويافا يا كل فلسطين التاريخية لتعود الحياة فينا وتعود الحياة فيكِ وينصرف كل العابرين... سقطت نظريتهم وسقط استقلالهم وعادت فلسطين الى الحياة.{nl}المقاومة الشعبية تكامل القيادة مع الجماهير{nl}بقلم: بكر أبو بكر عن الحياة الجديدة{nl}عندما وجهت السؤال لعدد من الإخوة والأخوات في دورة تثقيفية عقدت لعدد من الطلاب المبدعين تعددت إجاباتهم وأفكارهم حول مفهوم المقاومة والمقاومة الشعبية.{nl}وكان الأخ علي خليفة قد اقترح عليّ كتابة مقال حول المقاومة الشعبية ما ارتبط مع حوار أدرناه منذ مدة مع كوادر حركيين حول المقاومة الشعبية والنظرة التي ترى في الحراك بمنطق التظاهر هو المعلم البارز وربما الوحيد عند البعض لهذه المقاومة.{nl}ولأن المفهوم قابل للتأويل لأنه قديم متجدد، فمن قائل أنه يشتمل على العمل المسلح أو العنفي، ومن مصرّ على تمثله بالعمل الشعبي والسلمي في ارتباط له في كل منا حسب الخلفية الثقافية وحسب ما استقر في الوعي من تجارب عاشها أو خبرها أو اطلع عليها.{nl}المقاومة مفهوم عريض أم ضيق؟{nl}إن المقاومة الشعبية مفهوم عريض إن شئنا له ذلك ومفهوم ضيق إن أردنا له ذلك. فحيثما اتسع المفهوم دخلت فيه العناصر الجماهيرية الميدانية والاقتصادية والثقافية والقيم المجتمعية والممارسات الانتفاضية (من الانتفاضة) والإعلامية والصمود الشعبي على الأرض ومقاومة الحصار، وحيثما ضاق المصطلح اقتصر إما على المواجهة المباشرة مع جنود الاحتلال من خلال التظاهر أو استنشاق الغاز أو رمي الحجارة أو رفع اللافتات أمام الحواجز وقوات الاحتلال.{nl}وحيث إن مفهوم المقاومة وتصعيدها وتطويرها هو ما دعت له حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح وفصائل أخرى، ومما دعا له الرئيس أبو مازن، فيما حاولت فصائل أخرى توجيه المفهوم بشكل سلبي فاعتبرت ان المقاومة هي أولا ضد السلطة الوطنية الفلسطينية كما قال كبيرهم الذي علمهم السحر والسحرة الصغار، ثم في دعوات أخرى أشير للمقاومة فيها أن تكون ضد العدو في القدس أو ضده في الضفة حصرياً حيث اعتبر الزهار كمثال أن غزة محررة برأيه ولا يجوز فيها المقاومة بأي شكل في أغرب مفهوم لوحدة الشعب وأداته النضالية.{nl}وبعيدا عن مناكفات التنظيمات السياسية التي صعدت السلم إلى السلطة وهبطت منه على الكرسي فاستطابته ورفضت الانخلاع عنه ، وكما يؤسس لذلك في مصر على طريقة الانقلاب في غزة، فان المقاومة تظل مفهوماً قابلاً للتطويع وضروريا بحيث تتوافق عليه مختلف الفصائل السياسية والنقابات ومنظمات المجتمع المدني دون مزاودات وأكاذيب واتهامات وان تنعكس هذه التوافقات على الناس ثقافة وفكرا ومنهجاً وممارسة يومية.{nl}المقاومة المحدودة{nl}إن كانت المقاومة حسب الرأي الضيق تتمثل بمواجهات محدودة بالدقائق والساعات في يوم واحد في الأسبوع وهو يوم الجمعة عادة وبأماكن محددة وبأعداد يطغى عليها العنصر الأجنبي في بلعين والنبي صالح وكفر قدوم والمعصرة ووسط الخليل وبرقين.... فإنها مظاهر لا يمكن الاستهانة بها أبداً إذا حفزت فئات وان محددة من الشعب، إضافة للمتضامنين الأجانب إلا أنها لم تصبح حتى الآن ثقافة وممارسة ومنهجا جماهيريا لتقصير كافة الفصائل بشكل أساسي في ذلك.{nl}إننا نرى في المقاومة مفهوماً واسعاً وليس ضيقا، باتساع لا يخرج المفهوم عن مضمونه، وتتسع فعالياته المختلفة لتشمل شرائح المجتمع المتعددة وبآليات ممنهجة ومتفق عيها، وقبل أن نخوض في ذلك دعونا نتعرف على مفاهيم تتداخل معا حين الحديث عن المقاومة الشعبية.{nl}الثورة وحرب الغوار والمقاومة الشعبية{nl}إن الثورة تغيير مفاجئ قصدي سريع بعيد الأثر ، يبتغي إعادة بناء وتنظيم النظام الاجتماعي كلياً كما يقول (هربرت بلومر) ، وهي تغيير جذري للواقع الفاسد القائم بحسب تعريف حركة فتح لها ، والكفاح المسلح أداة الثورة العنفية الرئيس كطريق للتحرير ، ومن تجارب الشعوب التي سبقتنا وتحررت ( الصينية ، والفيتنامية والروسية والكوبية والجزائرية والكورية...) فإن حرب الشعب طويلة الأمد أو النفس كانت النموذج كما كانت حرب الغوار ( الغريلاّ) أو العصابات.{nl}تعرف حرب الغوار (العصابات) أو حرب الفدائيين بأنها حرب غير تقليدية بين مجموعات قتالية يجمعها هدف واحد ضد جيش تقليدي، ومسلحة بشكل خفيف وتتبع أسلوب المباغتة. والفدائيون يتفادون المواجهة المباشرة مع الجيوش التقليدية لعدم تكافؤ الفرص فيلجأون إلى عدة معارك صغيرة ذات أهداف إستراتيجية يحددون هم مكانها وزمانها بحيث يكون تأثيرها موجعا للخصم وغالباً ما تشتمل هذه الحرب الصغيرة (العصابات – الغريلا-الغوار– الفدائيين)على الكمائن والإغارة ليلاً والتخريب والاغتيال والخطف وضربات سريعة لوسائل الدعم اللوجستي وشن حرب نفسية... وكل ذلك في إطار عمل سري كامل. ولقد اعتبر (تشي غيفارا) كنموذج هام ان هذه الحرب هي خط الدفاع الأول للشعوب.{nl}واعتبر المفكر السياسي والثوري، المفكر والأديب الكوبي الشهير (خوسيه مارتي) ان (مهمة تأهيل الجماهير الشعبية وتوعيتها كيما توجد قيما جديدة نابعة من واقعنا وفكرنا ) وإذ كتب (مارتي) في الثورة فانه يراها تتأسس على الحب لا على الحقد ( وبشكل تنجز فيه حيث يتوفر متسع للجميع ولكل قطاعات الشعب الكوبي كافة) كما كتبت عن فكره مجلة الحرية.{nl}وفي ذات السياق، فإن ( تشي غيفارا) أكد على تطوير الوعي والتثقيف للانتقال لمواقف ثورية ، وكما أكد قادة فتح صلاح خلف وكمال عدوان وأبو يوسف النجار في جل خطاباتهم الشهيرة.{nl}يوم النكبة: إسرائيل تحتفل بقيامها وفلسطين ترزح تحت الاحتلال{nl}بقلم: حنا عيسى عن وكالة معا{nl}كما هو معلوم عاش الشعب الفلسطيني فترات تاريخية متعاقبة من الاحتلالات لأرضه أقساها كان يوم النكبة في شهر مايو لسنة 1948م حيث قامت مجموعات المستوطنين الصهاينة بالقتل والاغتيال والإبعاد لأبناء الشعب الفلسطيني بهدف تفريغ فلسطين من سكانها الأصليين والاستيلاء على إقليمها بمساعدة الإنجليز في حينه لإقامة دولة إسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني صاحب هذه الأرض التاريخية والشرعية والقانونية السياسية ومنذ تاريخ يوم النكبة لم يتوقف الصهاينة عن إطماعهم التوسعية في الاستيلاء على الأرض الفلسطينية وطرد الشعب الفلسطيني من أماكن تواجده الأصلي..{nl}نرى انه بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية شددت المنظمات الصهيونية العالمية من نشاطاتها لتأسيس " الموطن القومي اليهودي, في فلسطين.(وحتى ذلك الحين صار يقصد بهذا المصطلح " الدولة اليهودية" ومن اجل بلوغ هذا الهدف بأسرع صورة وسع نطاق النشاط الإرهابي ساعين من جهة إلى حمل الإدارة البريطانية على اتخاذ قرار بإلغاء الانتداب ورفع التقييدات التي فرضتها على الهجرة اليهودية من اجل تهدئة العرب, ومن جهة أخرى إلى خلق جو لا يطاق بالنسبة لعرب فلسطين بغية إرغامهم على ترك وطنهم.{nl}وجاء في احد بيانات لجنة حقوق الشعب الفلسطيني المنبثقة عن الأمم المتحدة بخصوص الوضع في فلسطين آنذاك قوله"حتى عام 1947م كان العنف متفشيا في فلسطين". وأدى ذلك إلى توتر الوضع في فلسطين إلى أقصى حد.{nl}ولما كانت الحكومة البريطانية عاجزة عن إيجاد حل مقبول لدى الطرفيين المتعاديين وراغبة في الوقت ذاته بتثبيت سيطرتها على فلسطين في المستقبل أحالت المسالة الفلسطينية إلى هيئة الأمم المتحدة في نيسان 1947م. واقترحت اللجنة الخاصة لدى الأمم المتحدة صيغتين لحل المسالة الفلسطينية: تقسيم فلسطين إلى دولتين وطنيتين مستقلتين(عربية ويهودية) وتأسيس دولة فيدرالية واحدة. وفي 29/نوفم<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/05-2012/محلي-100.doc)