المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أقلام وآراء محلي 103



Haneen
2012-05-19, 01:19 PM
أقلام وآراء محلي(103){nl}في هـــــــــــذا الملف{nl}بقلم: موفق مطر – عن جريدة الحياة{nl} المأزق الفلسطيني إلى متى{nl}بقلم: د.أحمد أبو السعيد – عن وكالة معا{nl} العجز منبع الضنون{nl}بقلم: يحيى رباح – عن جريدة الحياة{nl} البيان خطوة في الاتجاه الصحيح{nl}بقلم : عادل عبد الرحمن – عن جريدة الايام {nl} ماذا بعد رد نتنياهو{nl}بقلم : صادق الشافعي – عن جريدة الايام{nl} تحت ضغط الموت..... ابتسمت الحياة{nl}بقلم: عيسى قراقع – عن جريدة القدس{nl} حديث محمد رشيد عن الكفاح الوطني تجرؤ وقح فهو مجهول المنبت والمشرب{nl}بقلم: عدلي صادق – عن دنيا الوطن{nl}الكروش المنفوخة{nl}بقلم: موفق مطر – عن جريدة الحياة{nl}ليس من العدالة أن ياكل الأغنياء والميسورون والقادرون على شراء رؤوس الأكباش أو رؤوس « الفجل المريخي» أو حتى الرؤوس الآدمية, فيما يضحى بالفقراء على ولائم ينعتها المتخمون وهم يتجشأون بولائم المقاومة والجهاد والممانعة..!!{nl}ماذا فعل الفقراء المساكين في البلد ؟! الجواب يأتيك من عند جالبي االنحس للفقراء قبل ان يرتد اليك طرفك, فلهؤلاء قدرة الجنيات بنات جن سليمان، فهم قادرون على تنكير عرش بلقيس ملكة سبأ, فينكرون وينكدون على الفقراء أحلامهم !! اذ لم يبق كبيرا ولا مهما ولا غاليا الا رأس الفجل بالبلد.{nl}ياويلنا من يوم تصبح معدة الفقير معياره لقياس مساحة الوطن, فاصحاب الكروش المنفوخة يفطرون كوارع الآدميين ورؤوسهم, تراهم ان التهبت الزائدة عندهم نزعوها فارتاحوا من قلق الوطن وأوجاعه, وان سلمت فان لكروشهم وجاهتها.{nl}اذا غاب « صحن السلطة « و»الخيارات البلدية « عن موائد الفقراء, وجب علينا البحث وتقصي الحقائق عن أسباب تدني صحة الناس, أو انفاذ قوانين مراقبة التجار بالجملة والمفرق, فمنهم من يتاجر بلحوم حمراء وبيضاء فهذه اذا دارت السكين على رقابها لاتصرخ ( أ..أ..أ..أخ ) ومنهم تجار لحوم جلودها سمراء وبيضاء وبرونزية لا تجيز الشرائع السماوية ذبح أحيائها ولا أمواتها, وتعتبر مواثيق الأمم المتحدة والمبادىء الأساسية لحقوق الانسان التمييز بين ألوانها جريمة وتمييزا عنصريا!.{nl}انقلب فيلسوف زمانه على كل ما نعرفه من المنطق فقال : الحديد في السلطة هو أحد لوازم بناء الدماء والعظام وتجديدها في الجسم السليم, ولأن السلطان أميرالدولة حريص على رعيته فهو يخشى أن تكثر حوادث الانهيارات اذا ما بدا الفقراء بالتفكير والتشمير عن سواعدهم والعمل الجاد على البناء بمستوى الدماغ بدون ترخيص, لذا فهو يأمر بتحويل ما تبقى من الحديد في البلد أو المستخرج من عروش رؤوس الفجل حتى الى مصانع « «مواسيرالصواريخ»{nl}اتمنى لو أن الفقراء بالبلد يقررون الصوم نهائيا عن « الخيارات» المستوردة وحتى التي يقدمها لهم « تجار الجماعات « نقصد تجار الجملة والمفرق بعد التلميع والتعديل والتزويق على أنها «الخيار البلدي», فيتركونها لبائعيها ومروجيها والناشطين بالدعاية لها, فلعلهم اذا لم ينجحوا بتسويقها يحولوها الى شاورما !! لم لا فالتجارة بلحم الانسان المشوي على جمر الآلام والمآسي في قطاعنا المخطوف غزة باتت رائجة وكثرت يافطات الوكلاء المتنافسين, لذا فليس غريبا أن يحول المنقلبون على منطق الحياة والعصر « خيارنا البلدي الأصلي» الى شاورما؟.{nl}المأزق الفلسطيني إلى متى{nl}بقلم: د.أحمد أبو السعيد – عن وكالة معا{nl}يبدو أننا متجهون إلى مزيد من المآزق والحفر والنتوءات في طريق الوفاق الفلسطيني المزعوم : وكأن هذه اللقاءات العديدة والخطابات الرنانة والمؤتمرات الفريدة التي تعقد في فنادق النجوم السبع والتي أصبحت عشراً بلقاء الصلح والوفاق ؟! وكأنها استراحة المقاتل لجولة أخرى ينتظرها أهلنا بعنفوان وأمل لراحة البال.{nl}لقد استبشرنا خيراً بلقاءاتكم وأعجبنا بصوركم ولقطاتكم وقبلكم ، حتى أصدعتنا نتائج لقاءاتكم ، فسعدنا بأقوالكم وأخباركم وابتساماتكم ، وكأن الحدود قد فتحت والقلوب السوداء قد ابيضت والنعوت والألفاظ القذرة التي تبادلتموها بينكم والتي طال نشرها عبر غسيلكم الوسخ من خلال المحطات والإذاعات والصحف والمجلات نراها اليوم وقد دفنت ... فطال الانتظار .. وزاد الحصار وتغطرس الاحتلال ، وتمأزق أبناء غزة بقطع الكهرباء وندرة النفط والغاز ، حتى كادت أن تتوقف الحياة في القطاع ، فأصبح الحصول على لتر بنزين لسيارة نقل الموتى انجازاً ، أو لتر كيروسين للإضاءة لطفل عليه امتحان في الغد انتصاراً .. حتى أصبحنا نصحوا على خبر الكهرباء والغاز والبنزين والكيروسين وكأنها همنا الأول ... فأي صلح تتحدثون ، وأي صور تلتقطون وأي أقوال تذيعون ، وعن أي عدو تقاومون وتتفاوضون ، فقد أصبحنا نحن الأعداء لأن، الواحد منا أًصبح اليوم يحمل في الداخل ضده ، حتى نعتنا أمام العالم بأننا نحن صناع الأزمات والآهات والتوجعات.{nl}تذكرت القول المأثور "تمخض الجبل فولد فأراً "، يا ليته كان فأراً .. فهو كبير عليكم وعلى أفعالكم وردودكم ، فقد خاب أملنا بكم وانكشف المستور على ربيع التحايل على شعوبكم ، فلا هو بقدر ربيع العرب ، ولا بقدر الرد على الرصاص المسكوب ، ولا بقدر الحصار والجدار وقدس الأقداس ولا بقدر أنات الأسرى وظلم السجان وظلم الخلان . فضقنا من ظلمكم وظلم العم عربان وجور السلطان وظلم الخال والجار . فالشعب في قطبي فلسطين شمالاً وجنوباً قد ضجوا وضاقوا بكم وبأفعالكم وأقوالكم ، ورغم ذلك فإنكم ما زلتم على حالكم بدون صحوة من ضمير ولا عقل مستنير ، وفوق ذلك صممتم آذانكم بقطع من عجين ووضعتم أحاسيسكم في ثلاجة الموتى بعقول مغيبة وعيون شاخصة ، فأدخلتمونا في سلسلة من الأزمات ، حتى أصًبح القول الذي يليق بكم أنكم صناع أزمات مقصودة كي تتشبثوا بعروشكم وتزدادوا غناً على غناكم وتحفظوا كراسيكم ولا يعنيكم أمر شعبكم المقهور .{nl}فإلى متى سيصبر أهل الشمال والجنوب وفى الشتات على ظلمكم وكيدكم وعدم صدقكم .. هل تنتظرون ربيعا فلسطينيا عربياً يهب عليكم فلا يبق ولا يذر .. فالتاريخ لن يرحم أحداً ..{nl}العجز منبع الضنون{nl}بقلم: يحيى رباح – عن جريدة الحياة{nl}التعديل الوزاري الذي أنتج حكومة الدكتور سلام فياض الجديدة، أثار قدراً كبيرا من (اللغط) السياسي، حيث في حالتنا الفلسطينية الراهنة نادرا ما نسمع كلام حقيقة في السياسة، بل معظم ما نسمعه هو مجرد لغط، لغو، ضجيج، منظومات كلامية مكررة ثبت بالدليل القاطع فشلها وعجزها عن احداث اي اختراق حقيقي .{nl}هل صحيح ان تشكيل حكومة الدكتور سلام فياض الجديدة، معناها ادارة الظهر للمصالحة؟{nl}وفي المقابل: هل صحيح ان حكومة الدكتور سلام فياض الجديدة ستبحث بشكل جدي في موضوع الانتخابات؟{nl}انا اعتقد انه لا هذا ولا ذاك كلام صحيح او صادق، بل هو مجرد كلام يلوكه اصحابه لتقطيع الوقت ليس الا، فلو ان المصالحة جاهزة، لما تشكلت هذه الحكومة، ولو اصبحت المصالحة جاهزة الآن او بعد ساعة، او بعد يوم، فهذه الحكومة سيتم فرطها لصالح حكومة الوحدة الوطنية التي تم الاتفاق على تشكيلها، وقبل الرئيس ابو مازن على مضض ان يكون على رأسها، ثم اتضح بعد لحظات من إعلان الاتفاق في الدوحة، ان الطرف الاخر بالمعادلة وهو حركة حماس، ليس جاهزا على الاطلاق لحكومة الوحدة الوطنية، ولديه في الداخل خلافات جذرية حول الموضوع، وربما يتم حسم هذه الخلافات داخل اطر حماس الشرعية، وعبر الانتخابات التي تجري بالتعاقب منذ فترة، بداية في قطاع غزة، وفي الضفة والخارج، وهي انتخابات –كما قال عنها اصحابها - سرية للغاية، سواء في الاجراءات او النتائج، ولكن المواقف النهائية التي ستصدر عن حركة حماس بعد فترة هي التي ستدلنا كيف انتهى الأمر في الانتخابات، فقد يعود الحديث بشكل اكبر جدية و عملياً عن المصالحة، بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية ضمن الواجبات المنوط بها في الاتفاق وعلى رأسها الاعداد للانتخابات، وهذا يعني السماح للجنة الانتخابات المركزية – وهي لجنة محايدة تماما – ان تفتح كل مكاتبها في القطاع للبدء الفوري في اعداد كشوف الناخبين!.{nl}وحينئذٍ، سنقول ان نتائج الانتخابات الداخلية في حركة حماس تقدمت اكثر نحو وحدة الصف الوطني، والمصالحة، واعادة صياغة النظام السياسي الفلسطيني، اما اذا لم يحدث ذلك، فسوف نستنتج ان الرهانات السابقة ما تزال على حالها، وان المراوحة هي سيدة الموقف، وان الوضع الفلسطيني سيبقى على حالة، لا يفرح صديق ولا يزعج عدواً .{nl}وبطبيعة الحال: فإن حكومة السلطة الوطنية في رام الله لن تذهب منفردة تجاه الانتخابات، لان الانتخابات حينئذٍ تكون قد فقدت جدواها، ذلك ان الرهان على الانتخابات منذ الاساس، كان هدفه اعادة صياغة النظام السياسي الفلسطيني، ومشاركة الجميع داخل البيت، والتأهل أكثر لاعباء الخيارات الفلسطينية الجديدة، وهذا ما لا يمكن تحقيقه من خلال اجراء انتخابات في جزء من الوطن المتاح ومنعها في الجزء الاخر.{nl}ولكن ندعو الله ألا يطول الانتظار، وان تنهض الارادة الوطنية الواعية والناضجة لحسم الامر، بالخروج من هذه الحالة التي نحن فيها، حيث سننهي الخمس سنوات الاولى من عمر هذا الانقسام بعد اقل من شهر واحد، يا الهي، من كان يظن ان الانقسام الفلسطيني لشعبنا تحت الاحتلال سيعيش كل هذه السنوات! ويلحق بنا كل هذه الاضرار؟ ربما الاسرائيليون وحدهم هم الذين كانوا يرغبون ويعرفون ان هذا الانقسام سيستمر كل هذه السنوات، وسيلحق بنا كل هذه الاضرار! لماذا؟ لأن الاسرائيليين منذ عقود يسعون ويفكرون ويخططون لصناعة هذا الانقسام، وقد تقدموا فيه على مراحل حتى جعلوه يحدث بالواقع، وبرعوا في استغلاله الى الحد الذي جعلهم يتشدقون الآن بانهم لا وجود ولا فعالية حقيقية للقضية الفلسطينية، ولا أدل على ذلك من ان نتنياهو على رأس هذا الائتلاف الجديد المثير للسخط والتقزز لشدة عنصريته وانحداره نحو التطرف، يذهب ويزور اميركا في كل مرة، ويزور عواصم القرار الاخرى، ولا يتحدث سوى عن ايران، واخطار ملفها النووي، ولا يتحدث عن خمسة ملايين فلسطيني يعيشون فوق ارض وطنهم فلسطين تحت الاحتلال، وباشكال مختلفة من هذا الاحتلال البغيض، وحولهم ملايين آخرون من الفلسطينيين في الاردن وسورية ولبنان و بقية المنطقة، ولكنه لا يتحدث عنهم جميعا كلمة واحدة، مع انه من المفروض ان يكون هؤلاء الفلسطينيون هم اول الكلام واخر الكلام !! ولكن انقسامهم افقدهم المبادرة، وافقدهم الوزن والتأثير حتى في مصير قضيتهم.{nl}يجب ان نغادر قوقعة العجز، فليس هناك عجز اكثر من ان نبقى داخل قوقعة الانقسام، واتحدى اي طرف فلسطيني يستطيع ان يزعم اننا في هذه الخمس سنوات من الانقسام نجحنا في شيء اي شيء مهما كان تافهاً، ولذلك يجب ان نخرج من حفرته القاتلة، لان الانقسام هو ايضا منبع الهواجس الرديئة، لماذا يبقى مع انه يضر بنا جدا على المكشوف، هل المصالح السياسية الفئوية او المكاسب المالية الشخصية او مساحة النفوذ التي يمتلكها البعض عبر هذا الانقسام تعادل كوارثه الخطيرة واذلاله البشع للذات الوطنية الفلسطينية؟{nl}هناك ظنون كثيرة، هناك هواجس كثيرة، وشكوك كثيرة، كلها تنبع من هذا الوحل الغارقين فية وهو الانقسام، ومنظوماتنا الكلامية التي نلوكها ونكررها كل يوم لا يصدقها اي احد ولا يحترمها احد، فكيف نطلب من الاخرين ان يتضامنوا معنا ونحن نذبح انفسنا من الوريد الى الوريد؟ وكيف نطلب من الأمة ان تتوحد حول قضيتنا ونحن نوغل في هذا الانقسام المهين؟{nl}اخشى ان بقينا هكذا، ان نصبح مثل ممالك الندم في التاريخ القديم حيث اهلها يلطمون خدودهم شعورا بالذنب والندم، او نصبح مثل الشيعة الذين نادوا الحسين وبايعوه ثم خذلوه في الميدان، فأصبحوا من يومها يدقون صدورهم، ويلطمون خدودهم، ويلهبون ظهورهم بسلاسل الحديد ندماً، وهل ينفع الندم؟{nl}البيان خطوة في الاتجاه الصحيح{nl}بقلم : عادل عبد الرحمن – عن جريدة الايام {nl}في اعقاب اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في بروكسل يوم الاثنين الماضي، اصدر الوزراء بيانا سياسيا مهما، تناول السياسات الاسرائيلية بوضوح ودون مداورة. وسجل البيان الاوروبي انتقادا حادا لسياسة الاستيطان في الاراضي المحتلة عام 1967، مؤكدا ان «سياسة الاستيطان في الضفة تهدد وجود الدولتين، اللتين من المفترض ان تعشيا جنبا الى جنب، وتجعله امراً «مستحيلا». كما ندد الاتحاد الاوروبي بسياسة تسريع الاستيطان المعتمدة منذ انتهاء مفعول قرار تجميد الاستيطان المؤقت والجزئي في عام 2010. وانتقد البيان، اتخاذ الحكومة الاسرائيلية قرارا يقضي باعادة إسكان مستوطني «ميغرون» على ارض فلسطينية خاصة. كما ادان البيان الاوروبي تدمير منازل الفلسطينيين في القدس وندد بسياسة التطرف والعنف، التي ينتهجها قطعان المستوطنون ضد ابناء شعبنا.{nl}وسجل الاتحاد الاوروبي الأسف حيال القيود الخطيرة المفروضة على مساعي السلطة لتشجيع الاستثمار والتنمية الاقتصادية في الضفة والقطاع.{nl}البيان الاوروبي لم يعجب الخارجية الاسرائيلية، فعبرت في بيان مضاد عن استيائها من الموقف الاوروبي، مدعية ان بيان وزراء خارجية الاتحاد يتضمن «لائحة طويلة من الادعاءات والانتقادات القائمة على تصور جزئي ومنحاز واحادي الجانب في تصوير الحقائق على الارض»! والأنكى والأمر ان الخارجية الاسرائيلية دون خجل من الوقائع والحقائق تدعي ما لا علاقة له بالمنطق، فتقول في بيانها «انها ملتزمة برفاهية السكان الفلسطينيين»!؟{nl}ينطبق على بيان وزارة الخارجية الاسرائيلية المثل الشعبي القائل «إن لم تستح فافعل ما شئت»! وهذا هو حال حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة، التي لا تتورع عن لي عنق الحقيقة، وتزويرها والافتراء عليها. وكأن العالم لا يعرف ولا يرى او لا يسمع أنات المواطن الفلسطيني، ولا يرى عذاباته، ولا يقف يوميا على بشاعة الانتهاكات والجرائم الوحشية الاسرائيلية وقطعان المستوطنين ضد الفلسطيني.{nl}بيان وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي سجل جانبا أساسيا من الحقيقة الماثلة على الارض، ولم يقل كل شيء. ومع ذلك يعتبر البيان خطوة ايجابية في الاتجاه الصحيح. المطلوب المراكمة عليها. ودفع الاتحاد الاوروبي لاتخاذ خطوات اخرى اكثر جدية وصرامة تجاه السياسات الاسرائيلية التدميرية لعملية السلام ولخيار حل الدولتين للشعبين على حدود الرابع من حزيران 1967. والسعي لتطوير مواقف الرباعية الدولية باتجاه الزام حكومة أقصى اليمين الصهيوني بمرجعيات التسوية السياسية وقرارات الشرعية الدولية لدفع عملية السلام خطوة حقيقية للامام.{nl}وما لم يقرن القول بالعقوبات الرادعة لحكومة نتنياهو، موفاز، ليبرمان، باراك ويشاي فلن تتوقف مذبحة عملية السلام. وستواصل حكومة قطعان المستوطنين سياساتها المنهجية لتصفية ركائز عملية السلام في المنطقة، ودفع الامور نحو الهاوية. فهل ينتقل الاتحاد الاوروبي خطوة جديدة للامام ليعكس وضوح رؤياه السياسية باجراءات على الارض لوقف سياسة التدمير التي تنتهجها اسرائيل؟{nl}ماذا بعد رد نتنياهو{nl}بقلم : صادق الشافعي – عن جريدة الايام{nl}رد نتنياهو على رسالة الرئيس ابو مازن جاء كما كان متوقعاً، لا جديد فيه بل تكرار لمواقفه المعلنة والثابتة: استعداد هلامي لمناقشة كل الموضوعات الجوهرية للنزاع دون شروط مسبقة، لا التزام بالمرجعية، لا اعتراف بحدود 67، لا التزام ولا حتى تلميح من باب الإغراء بوقف الاستيطان، لا التزام بإطلاق سراح الأسرى.{nl}والرد الإسرائيلي كان قد وصل بالواقع قبل الرسالة بزمن. لم يصل مكتوباً بحبر على ورق، وإنما جاء عمليا وواقعيا بالرمل والحديد والإسمنت تقيم كتلا استيطانية تلتهم مساحات جديدة من ارضنا المحتلة.{nl}وجاء الرد أيضاً بعد ان نجح نتنياهو في توسيع حكومته بحزب كاديما لتصبح حكومة ائتلاف وطني بأغلبية برلمانية غير مسبوقة بما يؤشر بقوة الى مزيد من التصلب والعدوانية والتوسع الاستيطاني، والى الاستعداد لاتخاذ قرارات كبيرة.{nl}والرد جاء منسجماً مع الاتجاه اليميني الطاغي والمتصاعد ليس فقط للحكومة الإسرائيلية وإنما للمجتمع في إسرائيل قبل ذلك، الذي يحتضن الحكومة.{nl}ان الحكم في إسرائيل، وهو يتجه بهذا الاتجاه ويمعن في ممارساته العدوانية ومواقفه السياسية المتعنتة، ويراكم اكبر كمية ممكنة من حقائق الامر الواقع على الارض، يبدو كمن يسابق الزمن استباقاً لتطورات ومتغيرات يراها مسرعة في التبلور على اكثر من مستوى - العالمي منها بالذات - ويراها قادمة بعكس اتجاه حركته ومخالفة لمصالحه واتجاه سياساته.{nl}ليس من المتصور ان الرئيس ابو مازن، ومعه القيادة الفلسطينية، كانت يتوقع من مبادرته بإرسال رسالة الى نتنياهو ان يأتي الرد عليها إيجابياً ومتلاقياً مع مطالبها الأساسية.{nl}المتصور، انها كانت شكلا من التجاوب الايجابي في حركته السياسية مع القوى والدول المعنية او المتصدية للتوصل الى اتفاقات وحلول، ولكشف سلبية وتعنت الموقف الإسرائيلي وإفشاله لكل محولاتها للتوصل الى اتفاق.{nl}والرسالة بذلك قد أدت الغرض منها.{nl}السؤال الآن، ماذا بعد الرسالة والرد الإسرائيلي السلبي عليها؟{nl}فالظن، ان الرسالة ستكون مقدمة وخطوة أولى في إطار خطة تحرك سياسي عامة وشاملة تقرها القيادة الفلسطينية.{nl}العنوان العام الأول للخطة المفترضة، هو ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي.{nl}وذلك على أساس رؤية وتقييم واقعيين للامور، تستخلص نتائج واقعية ايضا يتم البناء عليها، مهما كانت تلك النتائج مخيبة للآمال.{nl}فليس من المنطقي التسمر في المكان على آمال تمناها الناس وما زالوا وتحولت الى اتفاقات إجماعية شاملة ثم نراها مكبلة بحقائق ومصالح الأمر الواقع، وممنوعة من التحقق، في المدى المنظور على الأقل.{nl}ان هناك عناوين فرعية عديدة تندرج تحت هذا العنوان العام.{nl}لكن العنوان الأهم والمفتاحي بينها هو الانتخابات العامة.{nl}فاجراؤها اصبح ضرورة وواجباً لا يحتمل المماطلة والتأجيل.{nl}اذا امكن إجراء انتخابات عامة وشاملة حسب الاتفاقات المقرة، والتي، نظريا، لم يتنصل منها احد بعد، مع توفير شروطها اللازمة، فنعمت وخير وبركة.{nl}اما اذا تعذر ذلك من باب العرقلة المقصودة والمانعة، والتأجيلات غير المبررة، فلا ملامة عندها من التعامل بسياسة الأمر الواقع بالمبادرة في تنفيذ الاتفاقات:{nl}( تشكيل حكومة التكنوقراط المؤقتة وبعدها الدعوة الى انتخابات عامة).{nl}والاستعانة بوسائل الاتصال العلمية الحديثة لفرض مشاركة من يرغب من المواطنين في اي منطقة وضد اي حالة منع ان وجدت .{nl}ان التعامل بسياسة الأمر الواقع، اذا لزم الأمر، افضل كثيرا من استمرار حالة الجمود والتسمر في المكان. انها سياسة ترمي حجراً في بركة التلاوم الآسنة المضللة والمربكة، وتسهم في بناء حالة من التعريف والإدانة الشعبية لأي طرف يرفض ويعيق واقعيا استعادة وحدتنا الوطنية.{nl}ان الدعوة لإجراء انتخابات محلية هي خطوة في هذا الاتجاه .{nl}وان تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور فياض هي ايضا خطوة هامة في هذا الاتجاه وحبذا لو تم اختصار الوقت وتم تشكيل حكومة التكنوقراط المستقلة المتفق عليها مباشرة.{nl}العنوان العام الثاني، حركة سياسية شاملة ومتناسقة ومحددة الأهداف وطويلة النفس على المستويات العربية والإقليمية والدولية تشارك فيها كل أدواتنا من قوى وتنظيمات سياسية ووزارات وبعثات وجمعيات ولجان شعبية في الوطن وخارجه اهم أهدافها :{nl}- إعادة القضية الفلسطينية الى رحمها العربي، الحاضن التاريخي لها، والإصرار على تحقيق ذلك في وجه اي تمنع او تهرب من بعض الأنظمة حفاظا على وضع ارتاحت عليه.{nl}والاهم إعادة العلاقات مع الجماهير العربية وقواها السياسية والشعبية الى وضع الارتباط العضوي الحميمي الذي ظل قائماً عبر تاريخ النضال الوطني الفلسطيني بالاستفادة من التغيرات الايجابية الهامة التي تتحقق.{nl}- مزيد من كسب التأييد الدولي لنضالنا وحقوقنا في المؤسسات والهيئات والمنظمات الدولية الرسمية والاستفادة منها في استصدار قرارات تؤيد نضالنا وحقوقنا وتدين السياسات والممارسات العدوانية والتعسفية الإسرائيلية.{nl}إضافة الى التوجه لقوى وهيئات واطر الرأي العام العالمي والتي تظهر نتائج عملنا فيها والنجاحات التي حققناها جدوى وأهمية هذا التوجه، والدفع بالتعاون معها، نحو تطوير سياسات دولها وحكوماتها الى مواقف وأفعال ملموسة ومؤثرة ضد سياسات وممارسات الاحتلال ودعما لحقوقنا المشروعة.{nl}تحت ضغط الموت..... ابتسمت الحياة{nl}بقلم: عيسى قراقع – عن جريدة القدس{nl}في ذكرى النكبة انتصر الأسرى الفلسطينيون في إضرابهم المفتوح عن الطعام على عنجهية السجان، وبانتصارهم عدلوا حكاية النكبة قليلا عندما تعلن إرادة الحياة تفوقها على إرادة الإبادة والموت والغياب.{nl}التقى حق الحرية مع حق العودة في احتفالات ومسيرات الشعب الفلسطيني بعد 64 عاما على حرب 1948 وتشريد وتهجير شعبنا من بيوته وقراه وأرضه،وقد امتزج فرح الناس بانجازات الأسرى النضالية التي حققوها بعد ملحمتهم النضالية والبطولية بالخطوات على تلك المسافة الثلاثية بين الأمس والحاضر، وإقامة الصلاة في البيت.{nl}تحت ضغط الموت.. ابتسمت الحياة، لبشر مكبلين محشورين في الزنازين والمعسكرات، يطحنهم القيد والمرض والصمت وعنجهية الجلاد واختفاء الشمس والعدالة الكونية ووجع المفاصل في النوم.{nl}تحت ضغط الموت، ابتسمت الحياة للمجروحين المسلوبين من هويتهم وإنسانيتهم، المسحوقين تحت سلسلة أوامر حربية وعسكرية، المقبورين في العزل والمحرومين من رؤية أطفالهم ومن أسمائهم الرباعية، والمتمسكين بالنشيد الوطني وبالموت الحر على أبواب فجر لا يطل على الهاوية.{nl}لقد كسر الأسرى في إضرابهم الأسطوري تلك الدولة الخائفة المتوترة التي يحكمها الجيش وأجهزة الأمن ولا تلبس سوى الكاكي، ولا تحمل غير المسدس والأغلال، وحطموا احتكارها للضحية والمنفى في تبرير عدوانها وانتهاكاتها المخيفة ضد حقوقهم وكرامتهم.{nl}وفي شهر أيار الملتبس، شهر العواصف والنكبات والحنين إلى الخبز والزيت ورائحة الميرمية، حيث يطل الربيع كخاطرة في مساء طويل، استيقظت الذكريات في تلك الظلمات عندما تمرد الجوع واشتعل الملح في الوريد.{nl}وفي أيار المزدحم بالجرافات والدبابات التي خطفت المكان وأضاعت شعبا كاملا في متاهات الزمان، وقف الأسيران بلال ذياب وثائر حلاحلة على شجر السرو، شرق المجزرة وشمال الرحيل يصرخون: يا خالق الموت أمهلنا كي نعود مع الرياح إلى خطى الحمامات في بلادنا ونسقي الأسماء ثم نموت.{nl}الحرية والعودة يلسعان الجسد في ورد أيار، ولد الأسرى أول مرة وآخر مرة، طاردوا بصمودهم موعدهم مع غدهم، ولم يتأخروا عن شهواتهم وهي تتألق وتذوب يوما يوما على الحديد، ملوكا على الدنيا وعلى الآخرة.{nl}تحت ضغط الموت، ابتسمت الحياة، القيء والدوخة والصداع، والبرودة والعقوبات والضغوطات النفسية، استفزازات السجانين المسعورين، انخفاض دقات القلب والوزن، الاستسلام للبياض الإنساني ، الصعود على شجر لا يراه السجانون، الدخول في الحامض والغامض، الاستعانة بالصبر للعبور من الليل إلى الصبح ، هي حكاية الأسرى في صراعهم مع الاحتلال، يكرهون الفراغ، لم تنقص فيهم الحياة، وفي أيار انفجرت فيهم الذاكرة.{nl}ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، قالها اليسوع الفلسطيني عليه السلام من على خشبة الصليب، كان معتقلا ينزف ، متمسكا برؤيته للمحبة والحرية والعدالة والسلام ، لينشر الضوء بعده أوسع ، ويسير بنا في رحلة الآلام إلى الصلاة أحرارا مؤمنين.{nl}تحت ضغط الموت وبعد سبع و سبعين يوما ابتسمت الحياة، مشى الدم في العروق، انسحب الطبيب والسجان، وحدق الأسير مطولا في عين الجلاد، فرأى دولة مستهترة تعيش على ذكرى المحرقة لتحرق الآخرين ، ورأى رائحة عنصرية تنفجر غيظا على الشرشف والسرير.{nl}تحت ضغط الموت، ابتسمت الحياة، هدوء على الشفتين الجافتين، قطرة ماء تسقي القمر الذي عاد من البحر ليسقي السماء، فلم ينتصر الموت، ولم ترحل الحياة، ليعيش الأسرى حالمين في معركة المستحيل.{nl}حديث محمد رشيد عن الكفاح الوطني تجرؤ وقح فهو مجهول المنبت والمشرب{nl}بقلم: عدلي صادق – عن دنيا الوطن{nl}رد عدلي صادق عضو المجلس الثوري لحركة فتح في مقالة له اليوم علي لقاء تلفزيوني لمحمد رشيد ( خالد اسلام ) الذي تحدث عن الثورة الفلسطينية والرئيس ابوعمار ...{nl}وقال عدلي صادق في مقالته "{nl}فيما القضايا العامة، تغمر أوقاتنا، ينبغي أن يترفع الكاتب عن المناكفات الجانبية، وعن تناول أشخاص بعينهم وعن الانشغال بتفنيد تجاربهم. لكن التجرؤ الوقح، الذي يُظهره محمد رشيد (خالد سلام) فيما يطرح عبر وسائل الاتصال المتاحة، بات يمثل ظاهرة كالأطباق السوداء الطائرة، التي لا نعرف لها سبباً لصعود أو هبوط، ولا لظهور أو اختفاء. يتمادى المذكور، في محاولات إشغال الناس بفرضيات، وبمحاور موضوعات، وبحيثيات سياسية، استمراراً واستئناساً بسياق قديم، من الضحك على ذقون بعضنا القيادي (وسامح الله كل من ساعده على هكذا سياق، من الأعزاء الأحياء والأعزاء الأموات) بخاصة وأن معظمنا، كان يعلم منذ وقت مبكر، أن الرجل منذ شبابه، بدا موتوراً ومُريباً، ومجهول المنبت والمشرب، ثم غدا متربحاً لا يستحي، اغتنى بمال السُحت، ولم يتردد في التصرف متجاهلاً بؤسنا ومنتحلاً قضيتنا؛ ليتبدى كواحد من الهوامير الباذخين، في المنطقة العربية وفي سائر الجنوب الكوني!{nl}كل شيء، توقعته من خالد سلام، إلا شيئاً واحداً، أعترف أنه فاجأني به وغلب مخيلتي. هذا الشيء هو تنطحه للحديث عن الكفاح الوطني، وعن بؤس التسوية، وعن ثورة مفتقدة أو منسيّة. نعم، إذ كيف يتوقع واحدنا، من شخص ظل مزهواً بصداقته لأبناء شارون، بل لأهل منـزل مجرم الحرب؛ أن يتقمص ثوب المبشّر بمرحلة كفاح جديدة، وأن يؤسس من وراء الكواليس، علاقات مع رموز «جهادية» لا أرغب في تسميتها، احتراماً لحقها في أن تتذوق ـ مثلما تذوق بعضنا القيادي ـ أطباق كلامه وتسريباته وتتقبل حتى مزاوداته على هذه الرموز فيما هي فيه!{nl}يثقل عليّ، أن أروي هذه الحكاية بحذافيرها: ذات يوم، جاء موضع جلوسي في مكتب الشهيد الرئيس ياسر عرفات، محاذياً لمقعده. دخل خالد سلام، وفي يده كيس بلاستيكي من تلك التي توضع فيها المشتريات من المحال. وضع ما في يده بجانب الرئيس، وكان منظر الكيس، لافتاً من حيث أنه مجعّد ومستهلك، وتكاد ألوان الكتابة عليه تختفي من كثرة الاستعمال. اجتذبتني المفارقة الشكلية، إذ كيف يؤتى للرئيس بشيء في كيس رث، كأن يداً التقطته من القمامة. لاحظ الرئيس أبو عمار أنني أمعن النظر فيما جلبه خالد سلام، فظن أنه الفضول. أمسك أبو عمار بالكيس من جانب قدمه اليُمنى، وأعطاه لي لكي أرى ما فيه. وجدت شبه بكرة أو «كركارة» خشبية كبيرة، يكاد خشبها يُبلى كأنها ظلت ماكثة طويلاً في مرمى الأمواج على شاطىء البحر، وكان ملفوفاً عليها رقاقة من ورق قديم، أشبه بالبُرديات الفرعونية. أمسكت طرف اللفافة، فإذا بها كتابات عبرية. عندئذٍ فسر الرئيس أبو عمار الأمر لي قائلاً ان هذا.. (ونعت خالد سلام بصفة احدى ذوات الأربع) اشتراها من اليمن بـ «الشيء الفلاني» وهي نسخة أثرية من التوراة، يريد اهداءها باسمي لشارون، بمناسبة تسلمه رئاسة الحكومة، وهذا لن يحدث أبداً. وغمغم «الختيار» بكلمات يستفاد من معناها، أننا خضنا التجربة لعلنا نأخذ شيئاً، لكن أمرنا ونفوسنا لا يمكن أن تصل الى وداد مع شارون وأمثاله القتلة!{nl}كنا في شباط (فبراير) 2001. أي بعد 28 شهراً من اندلاع الانتفاضة على أثر دخول شارون المتعمد، الى باحة المسجد الأقصى، لتشجيع المتطرفين اليهود، على التواجد المكثف فيه.{nl}لقد نوّهت الى أنني لن أروي القصة بحذافيرها. وما أعنيه، أنني سأتحاشى مظنة التزيّد أو التبجح، عند نقل العبارات الإنكارية التي أفلتت مني. فقد تعودت أن أكون تلقائياً مع أبي عمار، وكان هذا حقاً ضمنياً، لكل من لم يبتذل بالتطلب وبكتب المساعدات. لكن ملخص ما قلته للرئيس ياسر عرفات حانقاً ومستنكراً، هو كيف يُسمح لأمثال هذه الأشكال المريبة، بالاقتراب منه أصلاً، وبخاصة في مثل هذه الظروف. والرجل، رحمه الله، كان يتحملني كريماً وأباً حانياً، وقد آمنت بأن مصارحته واجب، كلما سنحت الفرصة، ويعرف ذلك كثيرون ممن تواجدوا في بعض الأوقات، التي جمعتني بالعزيز الرئيس ياسر عرفات!{nl}* * *{nl}أقر بأن خالد سلام، نجح في خداع جزء معتبر، من الطبقة السياسية، التي تقود واحداً من أذكى شعوب المعمورة. لم يكن المذكور صحفياً ولا يجيد الإملاء باللغة العربية، وإنما هو مجرد مصور هاوٍ، كان يرتزق من وظيفة متواضعة في الصحافة الفلسطينية في لبنان. وجاءت بعدئذٍ، حكاية النقطة والمحطة والساتر، في قبرص، لكي يقف خالد سلام على رأس مجلة أسبوعية فلسطينية، يحررها الصحفيون. لكنه برع في مجال العلاقات العامة، التي هي قرينة الوشوشات والتربيطات، في ظروف مثل ظروفنا آنذاك. وعندما انتقل المذكور للرئاسة في تونس، وكنا في الحصار المالي، فهمت أن الرئيس ياسر عرفات، استعان به لاستثمار مبلغ كان متوافراً، تلافياً لصرفه. وقد أعطاني مرة، أمام أبي عمار، نص رسالة كتبها باللغة العربية، باسم الرئيس عرفات، لرئيس دولة ناشئة، لكي أنقلها الى الإنجليزية، فأذهلتني الأخطاء الإملائية التي بلغت درجة كتابة الاسم الموصول «الذي» بلامين وليس لاماً واحدة. لكن وضعه كان قد تبدل. قبلها، شاهدت خالد سلام مرة، ينسل بخفة، على أطراف أصابع قدمه، كالقط الخائن الخائف، في اتجاه مكتب الرئيس، يحمل له صورة مع قلم فضي تلتصق كتابته على سطح الصورة اللامع، وطلب من أبي عمار بأدب جم، أن يوقّع بخط يده، على سطح تلك الصورة التذكارية لأحد الناس. ولا أدري كيف دخل المذكور على خط الاستثمار العشوائي الذي كان بمنطق المقاولة. لكن الرئيس عرفات ـ رحمه الله ـ كان يميل الى «تشغيل» الأحصنة كلٌ منها بما لديه من مواهب، حميدها وخبيثها. فلمخبري الأنظمة المستبدة ـ مثلاً ـ عنده شغل، قوامه على الأغلب تطيير الرسائل لإضعاف زخم الاستهداف، وتلك رسائل يحقنها للمخبر ولا يقولها له مباشرة، بطريقة تبدو كأنها عارضة وتلقائية، من خلال حديث مع شخص آخر في حضور المخبر. المهم، أغلب الظن أن «الختيار» رأى في الفتى رشيد، ما يلائم خطاً للأعمال، نتوخى منه ربحاً سريعاً مضطرين اليه، ولن يحقق مبتغاه، دون الدخول الى فضاء الريوع ـ لا الأرباح ـ في بعض الدول الناشئة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وفي أوساط «البزنس» العربي الطفيلي المعروفة بـ «شطارتها» ولا أريد التوسع في الوصف!{nl}بالطبع، نما رأس المال الذي أعطي للمذكور، على مستويين. أي نما نمُويْن، واحد يقرأ أبو عمار أرقامه الإجمالية فيشعر بالرضا وبإمكانية تسليك بعض الحال، والثاني يتكتم عليه خالد سلام ويختزن الفوارق الشاسعة بين أرقام النمو الأول وأرقام النمو الثاني. وبعد أوسلو، انفلتت أمور المذكور من كل عقال، حين سقط المحظور الإسرائيلي شكلياً، ليتعاطى خالد سلام مع ظاهر الأجواء الجديدة ويتناسى جوهرها أو باطنها الفلسطيني، بمنطق الشراكة التي تقيم جسور التوفيق بين قلوب الأوساط المتشابهة في إسرائيل والمنطقة، في مشروعات للريوع تعتصر المجتمعات. وكانت عناصر الفساد والسمسرة، من الجانب العبري، تجد ضالتها في ذاك المتخفف من كل قيمة، لكي تداري ما تفعله، وتتهرب من القوانين في دولتها، بتحميل الأوزار للطرف الفلسطيني. ومن أمثلة المفارقات الطريفة، أن ذلك السياق، أنتج واحدة من أكثر الذمائم إحراجاً للسلطة ولأبي عمار، وهي نادي القمار في أريحا. ففي تلك المفارقة، كان المروق الفاجر، يشتغل على خطين، واحد يتحايل على شريعة اليهود نفسها، ويفتح لفاسدي إسرائيل أبواباً لمتعة الميْسر، والثاني يضرب الوازع الضميري عندنا، أملاً في إيصالنا الى حال لا تكون فيه عندنا أية محرّمات. ونلاحظ هنا، في هذا المثال، أن إسرائيل، على الرغم من كل اقترافاتها وآثامها، لم تتحمل منح فاسديها فرصة لعب القمار، فأحالت أعباء الإثم الى ساحتنا!{nl}أيامها، فهمت أن خالد سلام، اختزل الموضوع لأبي عمار بأسلوب ملفق بمعنى: سنعمل على جر الرأسماليين اليهود للخسارة في القمار، ولن يُسمح للفلسطينيين باللعب، وسنجعلهم يغوصون في أطيان الخسارة على كل صعيد. ولم يقدم أحد ـ للأسف ـ تعليلاً مخالفاً وشافياً، وهي أن إسرائيل تستثني نفسها من رميم القمار فتُحيله الينا وترتاح، ثم تدفعنا الى التوغل في أنماط عمل كريهة، بتواطؤ الشخص المُريب الذي عندنا!{nl}ذلك السياق، كان يقتضي بالطبع، معاداة منحى التشدد الوطني في طلب الحقوق، مثلما يقتضي تعزيز خط الشراكة مع المحتلين على كل صعيد. بل إن مقاربات خالد سلام، بينما كان ينفش ريشه في تلك الظروف، وصلت الى حد لا يصدق، أشبه بالتنكيت والتبكيت السمج، وقد كتبت عنه في حينه في هذا المكان قبل نحو عشر سنوات. فقد حاول المريب أن يقول خذوا منا التنازل عن حق اللاجئين، مقابل 21 مليار دولار بأسعار أراضينا وعقاراتنا في سنة 1948. فقد تفتق ذهن الأيقونة التي أتحفنا الزمان بها، عن فكرة دمج «البزنس» الطفيلي والمضاربات، بحقوق اللاجئين، والباقي عندكم!{nl}بالثرثرة الفارغة، يستحدث خالد سلام لنفسه خطاً سجالياً، لكي يُحيل بعض نقاط المساءلة عن المال الفلسطيني العام الذي في بطنه، الى وضعية خلافية. أي كأن المساءلة في حال طلب القبض عليه، ستكون موقفاً طبيعياً يتبناه، واجتهاداً يتعلق بالشأن الوطني العام، وأن هذا سيكون في تعليله، السبب الحقيقي لطلب الحق العام. هنا، يصح ارسال النصح، لمن يفكر في قبول خالد سلام في خندقه، بأن كلام المذكور، وموالاته، ورأيه المساند، سيكون حجة على الخندق وليس حجة له. فالرجل، أنشأ صفحة الكترونية، ازدحمت بالبكائيات الكاذبة عن النـزاهة والاستقامة والكفاح الفلسطيني وهجاء القيادة الفلسطينية، ربما لأنها لم تصعد الى الجبل. وها هي قناة مهمة كـ «العربية» تستعين به في برنامج حول «الذاكرة السياسية» فيبدو خالد سلام، في لقطات الإعلان عن البرنامج، متمايلاً كالزعماء التاريخيين، مثلما هي لقطات جمال عبد الناصر.{nl}هنا، لا بد من إشارة لأمر مؤلم، وهو أن ضعف بُنية وتأثير التنظيم الفتحاوي، ومعه ضعف بُنية وتأثير ائتلاف المنظمة، هما اللذان أتاحا لشخص من هذا الطراز، أن يلعب دوراً على أكثر من صعيد. لا حاجة لأن أعدد المجالات التي اقتحمها خالد سلام، في السياسة والمال، فيما المثقفون والأمناء والمؤهلون مستبعدون. أخيراً، لا بد من التنويه، الى أن بعض الأصدقاء العراقيين المحترمين، الذين يعرفون خالد سلام، أضافوا لي الكثير من الحكايات عن السلوك الشخصي للرجل، لكنني لن أدخل فيما أعرفه وفيما أضافه لي هؤلاء الأصدقاء، وذلك لسببين: الترفع الأخلاقي عن الخوض في المسائل الشخصية، وترفعي المهني ـ ككاتب ـ عن الأخذ بالفرضيات الظنية والأقاويل. لذا لم تكن هذه السطور، إلا لمجرد الاعتراف بأن الرجل، قد غلب مخيلتي، إذ فاجأني من حيث لا أحتسب. فلم أكن أتوقع منه، أن يطرح نفسه مبشراً بالنضال الوطني الديمقراطي، وبالنزاهة، وحافظة قيّمة للذاكرة السياسية!<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/05-2012/محلي-103.doc)