Haneen
2012-05-23, 01:24 PM
أقلام وآراء محلي (107){nl}في هــــــــــــــذا الملف{nl}سؤال الأسرى... متى الصبح يا أمي؟{nl}بقلم: أسرة التحرير عن جريدة القدس{nl}اتفاق المصالحة: هل نحن أمام وعد أم لعبة جديدة؟{nl}بقلم: أشرف العجرمي عن الأيــــــام{nl}الأسرى: انتصار آخر، وماذا بعد؟{nl}بقلم: علي جرادات عن الأيـــــام{nl}(القاطعون) في حماس يهدمون المصالحة{nl}بقلم: بكر أبو بكر عن الحياة الجديدة{nl}نبض الحياة - العنصرية تتجذر ضد العالم{nl}بقلم: عادل عبد الرحمن عن الحياة الجديدة{nl}المصالحة أم المصلحة..{nl}بقلم: عبير عبد الرحمن ثابت عن وكالة سما{nl}سؤال الأسرى... متى الصبح يا أمي؟{nl}بقلم: أسرة التحرير عن جريدة القدس{nl}أعتذر بداية من أستاذ السياسة الذي علمنا يوماً أن لغة القلب لا مكان لها في السياسة، ثم أعتذر ثانية ان ظهر في هذه السطور بعض من البديهيات أو ما هو في حكمها، وثالثاً أعتذر لكل أسير إن لم تطاوعني اللغة في إحكام دقة التعابير أمام شدة الألم. كثيراً ما فشلت أن أكتب نصاً عن الأسرى أو لهم أو فيهم... وقد حاولت ولكن المداد كان جافاً جداً.. فلم أشعر مرة أني أصبت ما أريد، فتنتهي السطور إلى قصاصات صغيرة تذروها الرياح. وكنت أنتهي إلى القول أن الصمت مع الأسرى أكثر عمقاً وقيمة من الكتابة ذات الطابع العابر.{nl}فالأنكى من الكتابة العابرة هو نكء الجراح التي لا تحتمل نصاً مجاملاً سيبقى بالتأكيد دون مستوى لحظة واحدة من الألم. وأشد ما يؤلم/ يؤلمني، شخصياً هو الأطناب في المديح الركيك الذي لا يرقى إلى مستوى المسؤولية الأخلاقية والوطنية نحو هؤلاء الأسرى في مناسبة أو دونها، أو استخدام التعابير الضخمة التي يفيض بها معجم البطولة الشاعري الفروسي في الثقافة العربية التي لا تستوعب مثلاً دمعة الأسير كأي كائن بشري في لحظة ألق أو عشق، أو شوق أو حزن أو يأس؟{nl}بالتأكيد إن هناك قضايا فلسطينية كبرى لا يختلف عليها أحد مع آخر، ولكن بالتأكيد أن هناك أولويات أيضاً، ومن هذه الأولويات "الضاغطة" هي قضية الأسرى ... قيل فيها ما قيل في القضايا الكبرى، فالأولى في علم الطوارئ اسعاف/ انقاذ الجريح قبل إخلاء الميت، والأولى في علم السياسة تحقيق الممكن أو القريب منه قبل الاقتراب من الهدف الأعلى. فإذا كان الهدف الأعلى تبييض البلاد من الاحتلال فإن الهدف الممكن والأساس يفترض بداهة تبييض السجون من نزلائها؟{nl}فهل كان تبييض السجون لحظة أوسلو وما تلاها ممكناً؟ هناك إجابتان لا ثالث لهما في لغة الخطاب السياسي الفلسطيني: الأولى نافية، من زاوية أن إسرائيل أرادت اختبار حُسن النوايا الفلسطينية إزاء عمليات الانسحاب المتدرج وبالتالي فما انسحب على الأرض انسحب على المعتقلين بالإفراج والتحرير المتدرج. والثانية قالت: أن الإفراج عن الأسرى كان ممكناً وفي متناول اليد من زاوية أن اعتراف إسرائيل بحركة التحرر الوطني الفلسطيني على طريق الاعتراف بحق تقرير المصير كان يوجب على إسرائيل أن تعترف بالأسرى كأسرى حرب وهذا يعني بداهة تحرير كافة المعتقلين دون قيد ولا شرط ودون الدخول في جدل تصنيفات الأسرى المعروفة في لغة الخطاب الأمني- السياسي الإسرائيلي.{nl}لكني على يقين أن الإجابتين قد جانبتا الحقيقة سواء في موضوع الأرض أو الأسرى، فاسرائيل لم تعترف أبداً بأراضي الضفة الغربية كإقليم محتل ولم يوضع هذا الاعتراف يوماً على طاولة نقاش جدول أعمالها بدليل الوقائع الاستيطانية ونقل مواطنيها (بلغة القانون الدولي) لإسكانهم في هذا الإقليم...{nl}وهذا موضوع يطول شرحه، كذلك كان الأمر مع المعتقلين، فإذا كان الأمر مع إقليم الضفة الغربية بتأبيد البقاء اليهودي فيه كمقولة توراتية، فإن الأمر الآخر المرتبط به كان تأبيد بقاء الأسرى الفلسطينيين في السجون كمقولة سياسية وأمنية.{nl}أثبتت الوقائع فعلياً أن سؤال الانسحاب الكامل والشامل من أراضي الضفة الغربية لم يكن له مكان أبداً على جدول أعمال أية حكومة إسرائيلية، وكذلك الحال وبنفس درجة الثبات الواقعي فان المؤسسة السياسية والأمنية في إسرائيل لم تفكر لحظة واحدة بإطلاق سراح الأسرى كنتاج واستحقاق سياسي بعد الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية على لسان رابين لياسر عرفات.{nl}انتهى النقاش في إسرائيل عند حدين، اتضح أنه لا يمكن لحكومة في هذه الحالة الكولونيالية (إسرائيل) أن تتجاوزهما وهما: تأبيد احتلال الضفة الغربية بالوقائع الاستيطانية وإدارة المناطق شبه السيادية الفلسطينية فيها عن بعد، أو قرب حسب هذا الموقع الجغرافي أو السكاني الفلسطيني أو ذاك، وتأبيد فعلي لمن شاءت له الأقدار أن يحكم من قبل قضاة هذه الدولة العسكريين بالسجن المؤبد أو ما هو قريب منه بحكم مقرر بعدد من السنوات قد تتجاوز العقود الثمانية مثلاً.{nl}إذا كان هذا هو الواقع المؤكد لكل فلسطيني، وهو الواقع المؤكد الذي أصبح طاغي الحضور على جدول الأعمال الدولي الذي تبنى هذه الوقائع الاحتلالية والذي أخذ يقول بمنطق تبادل الأراضي، الذي يعني جوهرياً، أن هذا العالم الذي أعطى إسرائيل شرعية تامة مطلقة عام 1948، قد قرّر مرة أخرى أن يستجيب لجدول الأعمال الإسرائيلي ويعطي شرعية أخرى لدولة مستوطنين في الضفة الغربية التي شرعت إسرائيل في التأسيس لها منذ لحظة إقامة أول مستوطنة في إقليم الضفة الغربية عام 1967.{nl}ضمن دائرتي الجغرافيا والديموغرافيا في فلسطين، وتفاعلهما الطبيعي التاريخي، وفي إطار الاستهداف الدائم لهذا التفاعل الممتد زماناً ومكاناً، كان فعل الاعتقال والأسر والاحتجاز عملاً مؤسساتياً لم يستهدف ردع الفعل التاريخي الكفاحي المضاد للاستعمار الاستيطاني الاحلالي، وإنما تحويل عملية الاعتقال من وسيلة استعمارية إجرائية نمطية لتحقيق السيطرة المطلقة على الأرض وضبط حركة الإنسان أو نفيه أو تغييبه عن مكانه في نفس المكان، إلى فعل يستهدف أصلاً الاعتقال كهدف بحد ذاته يجمع كل المتخيلات الدينية .{nl}ولأن المؤسسة الاعتقالية الاحتلالية أرادت فعل الاعتقال كفعل متحقق وغاية ، فإن عدم الاعتراف بالأسرى الفلسطينيين كأسرى حرب وعدم الاستجابة لهذا المطلب الفلسطيني تحديداً بعد الاعتراف المتبادل لحظة أوسلو، يجعلنا نتساءل في بداهة ساذجة عن جدوى العملية السياسية سواء في شطرها الذي استمر عشر سنوات، أو في حالتها المتقطعة البائسة المتعثرة الثانية؟{nl}بناءً على ذلك، فإننا نعتقد أن الأسير الفلسطيني الذي أثّر في التاريخ الفلسطيني الحديث بقدر ما تأثر به، ومارس بهامته وجرحه، ودمعته وشوقه، وعذابه، وغربته، ووجعه وكلمته ولوحته ورحيله ومرضه وانتظاره وحلمه واستثنائه وصمته وصراخه وصبره وضعفه وحضوره وغيابه... هو بما هو عليه ليس قضية من قضايا التفاوض الانتقالية أو النهائية، أنه الشرط الأول لطقوس أو مراسم المنصة. أنه معنى الوجود الفلسطيني، الممزق الحائر المنقسم... جسد برمزية القيد أعمق صورة لمعنى الاحتلال، وأعمق صورة لحلم غامر لانكسار القيد يوماً ما.{nl}لا يوجد في تاريخ حركات التحرر في العالم أسير واحد امتثل نفسياً لقيد الاحتلال أو امتثل للسجن كمحطة أخيرة لحياته وخلع نعليه امتثالاً لقدر الطغيان، ومن نفس الموروث التاريخي لحركات التحرر فإنه لا يوجد عملية تفاوض واحدة بدأت مع المستعمر أو ان شئتم الاحتلال ألاّ وتأسست بداهة على تحرير الأسرى ليس كشرط وإنما كمعطى بديهي غير خاضع لشرط أو قيد.{nl}يا أسياد الذكرى... ويا ذكرى الوطن، أنتم القابعون في دمنا ولحمنا وعظمنا، وماضينا وحاضرنا، وليلنا ونهارنا. أنتم الزمن الماضي وسلوى الأيام وانبلاج الفجر. أنتم الجرح والفرح والألوان الأربعة والجهات الأربع واركان البيت الأربعة، أنم اللحظة والأفق الممتد والفجر المشرق والليل الجميل والبوصلة الصحيحة والربيع الواعد... أنتم بحرنا وسواقينا وجبالنا، عودتنا ومنفانا ... أنتم وحدتنا الأكبر، ملحنا وعطرنا، لغتنا وأغنيتنا... السلام عليكم يوم ولد كل واحد فيكم ويوم تدمع عيون محبيكم، ويوم نحضن كل واحد فيكم.{nl}لا شيء إلاّ صوتكم لا يعلوه صوت... ولا يحجبه مدىً زمنيا أو فيزيائي، نجلس في حضرتكم جماعة أو فرادى، أو نستظل في ظلالكم يوم تكشف الشمس غيمة عابرة تمر في سماء بلادنا، نستحضركم حين تخون الذاكرة أحدنا وتصبح فلسطين وكأنها بلا بحر ولا ميناء ولا فضاء، نلوذ إليكم لحظة البرد العاصفة باحثين عن دفء وحدتنا التي عبرنا فيها الصحراء ورفعنا الخيمة في وجه الريح. نستقوي بكم حين المرور عند الجدار الممتد الذي يحجب الرؤية والعنوان والمكان... ويحجب الشمس أيضاً... {nl}اتفاق المصالحة: هل نحن أمام وعد أم لعبة جديدة؟{nl}بقلم: أشرف العجرمي عن الأيــــــام{nl}مرة أخرى تتفق حركتا "فتح" و"حماس" على تفعيل موضوع المصالحة بتفاصيل محددة وجدول زمني يحاول تجاوز عثرات الماضي والوصول إلى إجراءات عملية يمكن تنفيذها على الأرض للمرة الأولى .{nl}واتفاق القاهرة الجديد جاء في وقت وصل فيه مستوى ثقة الجماهير بإمكانية تحقيق المصالحة الى ما يقارب الصفر، وهو على الأرجح أتى لتجاوز ما يمكن أن يترتب على نتائج انتخابات الرئاسة المصرية. ولعل اختيار التوقيت ليس مصادفة، ففي الوقت الذي تراهن فيه حركة "حماس" على وصول مرشح إسلامي لسدة الحكم في مصر بعد أن فاز الإسلاميون بغالبية مقاعد البرلمان، حيث إن نجاح رئيس محسوب على الحركات الإسلامية يفتح الآفاق أمام علاقة مع غزة تأمل "حماس" أن تثبت من خلالها سلطتها وإمارتها في القطاع، تخشى "حماس" من فوز مرشح علماني يبقي الوضع في التعامل نع ملف غزة كما هو عليه الآن ربما مع إجراء بعض التحسين ليس أكثر . {nl}وعلى ما يظهر باتت هناك تقديرات بخصوص الرئيس الجديد. و في كل الأحوال هذا الاتفاق سيبدأ تنفيذه بعد اتضاح نتائج الانتخابات المصرية التي تبدأ اليوم وتنتهي غداً. عندها يتقرر مصير الاتفاق الجديد هل سيرى طريقه إلى التطبيق العملي أم سيضاف إلى أرشيف الاتفاقات السابقة التي صار إحصاؤها أمراً ليس سهلاً.{nl}اتفاق القاهرة الجديد ليس كسابقاته من اتفاقات كونه يتضمن مخرجاً ملائماً لـ"حماس" فيما لو اضطرت لتنفيذ الشق الأول منه فقط، وهو تشكيل حكومة برئاسة الرئيس ابو مازن، ولم تكن معنية بالذهاب نحو انتخابات عامة شاملة، وهذا على الأغلب ما تفكر فيه قيادتها حتى اللحظة. {nl}فنص الاتفاق يقول إنه اذا تعذر إجراء الانتخابات في الموعد المحدد، الذي من المفروض ان تتوافق عليه الفصائل المختلفة، يلتقي الطرفان لبحث امكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة برئاسة شخصية مستقلة يجري التوافق عليها. {nl}وهذه قد تكون الصيغة النهائية لملف المصالحة والتي قد توافق عليها الأطراف التى لا ترغب حقيقة بتغيير الوضع القائم وبانجاز مصالحة حقيقية تنهي حالة الانقسام وتقود إلى وحدة وطنية فعلية، بمعنى أن يبقى قطاع غزة تحت سيطرة "حماس" والضفة تحت سيطرة السلطة، الشيء الوحيد الذي يجمعهما الحكومة الموحدة التي قد تصبح دائمة. في هذه الحالة تكون "خسارة "حماس" جزئية تتمثل فقط بفقدان الإيرادات التي تجبيها حكومة "حماس" وإن كان من الممكن أن تسترد قسماً منها في حال نجحت في تثبيت قسم من موظفيها في مواقعهم الحالية كجزء من كادر السلطة الوظيفي.{nl}لا يعقل أن توافق "حماس" بمحض إرادتها على الذهاب نحو انتخابات عامة في وقت تدرك فيه قيادتها أنها لن تحصل بأي حال على الاغلبية التي تمكنها من السيطرة على المجلس التشريعي أو الرئاسة. ففي قطاع غزة حيث تحكم "حماس" لن تحصل الحركة على 20% في أفضل الأحوال، وهذا لا يعني ذهاب الأصوات بالضرورة إلى حركة "فتح" فربما تتوزع على كل القوى الوطنية والعلمانية، وقد يحصل أي تشكيل جديد على نسبة مهمة من الاصوات إذا جرى تشكيل قائمة أو حزب جديد على رأسه شخصيات تلقى احترام الجماهير. ولكن بات من شبه المؤكد وفقاً لكل استطلاعات الرأي التي اجريت أن "حماس " ستفقد الأغلبية. فما الذي يجعلها تسارع لهذا المصير وفي هذا الوقت.لذا فموضوع المصالحة هو في النهاية لعبة سياسية جيدة تدغدغ عواطف الجماهير التي سئمت هذا الانقسام، وخصوصاً مواطني قطاع غزة الذين عاشوا حياة صعبة للغاية ولا يزالون. كنتيجة مباشرة للانقسام وسلطة "حماس" التي بسببها يعانون من ظروف قاهرة، فيكفي أنهم لا يحصلون على الماء والكهرباء والوقود وحرية الحركة أسوة بالمواطنين في الضفة الغربية التي لا تزال تحت الاحتلال المباشر. وهناك أطراف غير "حماس" تشعر بالراحة للتخلص من قطاع غزة على اعتقاد أن عودة القطاع إلى حضن السلطة الوطنية وتوحيد الوطن قد يضر بمصالحها. وهذه اللعبة قد تستمر إلى ما شاء الله أو حتى يتدخل الشعب ويثور ويقول كلمة الفصل.{nl}نحن لا نريد ان نبالغ في التفاؤل أو التشاؤم فيما يتعلق بمصير الاتفاق الجديد، فما يفصلنا عن التطبيق العملي سوى بضعة أيام وبضعة شهور.فإن تم التنفيذ الفعلي ستكون هذه مفاجأة رائعة وايجابية وخطوة باتجاه تحقيق الحلم الوطني الكبير في اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل الاراضي المحتلة منذ العام 1967، وسيكون علينا أن نعتذر على سوء الظن أو التشكيك بصلاح النوايا، وإن لم يطبق الاتفاق وخاصة انجاز الانتخابات العامة وتحقيق المصالحة والوحدة الحقيقية، عندها لن نقول ان تحليلنا صحيح فهذا غير مهم ، بل إن الكارثة تصبح محققة، فنحن في سباق مع الزمن في كل ما يتعلق بالأراضي المحتلة التي يجري قضمها وتهويدها بصورة متسارعة على ايدي المستوطنين والحكومات الإسرائيلية.{nl}لدينا في اسرائيل حكومة لا تقر بحقوقنا في جزء من الوطن وفي المقدمة القدس الشرقية التي لا يريد نتنياهو تقاسمها معنا حتى بثمن الحصول على 87% من مساحة فلسطين التاريخية لتكون دولة إسرائيل المعترف بها فلسطينياً وعربياً وإسلامياً. وهذا الواقع السياسي الإسرائيلي ليس مرشحاً للتغير على المدى المنظور فاليمين الإسرائيلي هو سيد الموقف ومخططه ضم اكبر مساحة ممكنة من المناطق المحتلة المصنفة (ج) وتوطين مليون يهودي فيها.وهؤلاء لن ينتظروا عودة الوعي والرشد والترفع عن المصالح الخاصة والفئوية للمنقسمين على الوطن.والتاريخ لن يرحم هؤلاء، إذا رحمهم التاريخ لن يرحمهم الشعب. وبرغم كل شيء فشعبنا بخير وقادر على مفاجأة الجميع بانتفاضاته وثوراته على الظلم وعلى أي تهديد على مصير قضيته الوطنية.{nl}الأسرى: انتصار آخر، وماذا بعد؟{nl}بقلم: علي جرادات عن الأيـــــام{nl}للأسرى الفلسطينيين ونضالهم، وبالتالي لإسنادهم وطنياً وقومياً، وللتضامن معهم دولياً، (رسمياً وشعبياً)، قضايا مركبة بمطالب، (حقوق)، مختلفة ليس لترابطها أن يُنسي عن تنوعها، أو أن يخلط أولويات ترتيبها، ذلك أن هذا وذاك لن يحصد بالنتيجة سوى اختزالها، سيان بوعي أو من دونه، بشكل مباشر أو غير مباشر.{nl}فلهؤلاء الأسرى أولاً وقبل أيِّ شيء آخر مطلب، (حق)، نيلِ الحرية بفك قيدهم، وهو مطلب، وإن ارتبط تحققه التام والكامل بنيل شعبهم لحريته واستقلاله، إلا أن هذا الاستخلاص الذي لا ريب في صحته يجب ألا يؤخذ مسلّمة تحول دون ضرورة العمل بكل الوسائل والسبل لتحرير مَن أمكن منهم، وتحديدا القدامى وذوي الأحكام العالية بخاصة، بعدما بات السبيل إلى ذلك معروفاً وممكناً بدليل تحرير الكثير منهم من خلال عشرات صفقات تبادل الأسرى.{nl}ولهم ثانياً، (بعد المطلب الأول)، مطلب (حق)، الاعتراف بهم أسرى حرية أو أسرى حرب، إذ صحيح أن هذا المطلب، (الحق)، دونه خرط القتاد، بسبب اصطدامه مع قاعدة قامت عليها سياسة حكومات إسرائيل لا تحيد عنها ترى أن ليس ثمة للأسرى الفلسطينيين حقوقاً، بل احتياجات معيشية، تمنحها أو تسحبها أو تقلصها وقتما وكيفما تشاء، باعتبار أنهم مجرد مجموعة من "المخربين" أو "الإرهابيين"، إلا أن هذا يجب ألا يحبط، بل يجب أن يستنفر، تبني سياسة وطنية فلسطينية رسمية وشعبية مبادِرة ومثابرة ومبرمجة ودائمة تستهدف خلْقَ دعمٍ سياسي رسمي وشعبي، عربي ودولي، وتسعى لانتزاع قرار دولي يقضي باعتبار الأسرى الفلسطينيين أسرى حرية أو أسرى حرب لهم حقوق نصت عليها بنود القانون الدولي والإنساني، فيما يشكل انتهاكها حدَّ التغييب جريمة موصوفة بحق الإنسانية تستوجب تقديم مقترفيها للمحاكمة أمام محكمة الجنايات الدولية، بينما يعدّ التغاضي عن هذه الانتهاكات أو التواطؤ معها أو التغطية عليها، فما بالك برعايتها ودعمها، انتهاكاً لميثاق الأمم المتحدة، أساس القانون الدولي الحافظ لسيادة الدول واستقلالها وحقوق الإنسان فيها.{nl}ولهم ثالثاً، (بعد الحقَّيْن السياسيين السابقين)، حق مطلبي في التخفيف من معاناتهم بتحسين شروط معيشتهم القاسية، وهو المطلب الذي لم يتقاعسوا يوماً عن خوض المعارك لأجل انتزاعه، وهاهم مرة أخرى ينتزعون بسلاح أمعائهم الخاوية نصراً آخر على هذا الصعيد رغم أنف حكومة إسرائيلية استسهلت بفائض تطرفها وعنصريتها، بل وفاشيتها، تصعيد إجراءات استباحة كرامتهم الوطنية والإنسانية وسحْبِ مكتسباتٍ انتزعوها بنضال بطولي مديد وتضحيات جسيمة غالية، ناسية أو متناسية، أن تصعيدها هذا، وبهذا المستوى من العنجهية، كان ينطوي بالضرورة على انفجار مرجل غضبهم، وعلى دفْعِهم لتجاوز عوامل فرقتهم الطارئة والعبثية، وحثهم لخوْضِ معركة جديدة مِن معارك اعتادوا خوْضَ غمارها، وتجشّمَ مشقاتها، وتقديمَ التضحيات اللازمة لتحقيق النصر فيها، معارك طالت مسيرتها، وتعددت أشكالها وتنوعت، وإن شكَّلَ الإضراب الجزئي والمفتوح عن الطعام، شكلها الناظم والأرقى، بوصفه الشكل الأكثر نجاعة وقدرة على انتزاع الإنجازات كما دلت تجربتهم النضالية المديدة على مدار عقود، ذاقوا خلالها ما لا يحصى من صور معاناة إنسانية قلَّ نظيرها، لكنها قط لم تثلم نصل إرادتهم الصلبة أو انتمائهم الوطني الراسخ، بل وشكَّلت حافزاً دائما لرد الصاع وتسطير بطولة وطنية وإنسانية جماعية فريدة ونادرة، هي باستطالة أمدها، وجسامة تضحياتها، بالملحمة الأسطورية أشبه، وإلى الأمثولة أقرب، بطولة سطروها بالسلمي من أشكال النضال، وباستنفار ما لديهم من عوامل القوة المعنوية، لثلم نصل ما لدى عدوهم من عوامل القوة الفيزيائية، وللتفوق عليه أخلاقياً وإنسانياً، ولانتزاع انجازات تقلص مساحة سيادته، بوصفه سجاناً، يسعى دوماً، وباطراد، إلى نفي ولوي عنق النزوع التلقائي للحرية لدى السجين المناضل والإنسان، ولا غرابة، إنها قواعد لعبة الصراع ذاتها على مدار 63 عاماً بين الفلسطيني والإسرائيلي، للأول قضية وحقوق مغتصبة، انبرى طواعية لاستردادها، وللثاني جنون جلادٍ احترف اغتصاب حقوق "أغياره" وإنكارها، ببدعة ترى أن الفلسطينيين ليسوا شعباً له قضية وأرض ورواية وتطلعات وحقوق وطنية وتاريخية مغتصبة، بل، مجرد "مجموعات سكانية غير يهودية، تعيش على أرض دولة إسرائيل وفي كنفها وتحت سيادتها"، ولها احتياجات حياتية يكفي لتلبيتها قيام "سلطة إدارة ذاتية" لشؤونها، إن هي انضبطت ولم تمارس "الإرهاب"، ومن هذا الأصل الفكري والسياسي الصهيوني في التعامل مع الشعب العربي الفلسطيني، جرى استلال فرع التعامل مع أسرى حرية هذا الشعب كمجموعات من "المخربين" أو "الإرهابيين" لا حقوق لهم، بل احتياجات معيشية تُمْنَحُ وتُسحب وتُقلص تبعاً لـ"حُسن السلوك"، وبمقدار الكف عن ممارسة "التخريب" و"الإرهاب".{nl}هنا يثور سؤال كبير موجع وحارق: ما هي أسباب عدم كسر هذه القاعدة الإسرائيلية في التعامل مع الأسرى الفلسطينيين، رغم ملحمية، بل، أسطورية، ما خاضوا من نضال بطولي، لم يكن إضرابهم الأخير عن الطعام، وما حققوه عبره من نصر، سوى حلقة من حلقاته؟{nl}يحيل السؤال إلى:{nl}1: أن ما حظيت به سياسة إسرائيل التنكيلية المبرمجة بحق هؤلاء الأسرى من تواطؤ وتغطية، بل ومن رعاية ودعم، على يد دولٍ عظمى باغية، أولاها الولايات المتحدة، ما هو إلا تجل آخر من تجليات إبقاء إسرائيل دولة فوق القانون، وإبقاء مجرمي الحرب فيها، سياسيين وعسكريين وأمنيين، بمنأى عن طائلة المحاسبة والعقاب والمحاكمة على ما اقترفوا، ولا يزالون، من جرائم بحق هؤلاء الأسرى، ليس استشهاد 187 منهم، عدا إعدام 50 آخرين ميدانيا فور اعتقالهم، سوى أغلى ضحايا هذه الجرائم.{nl}2: أن ثمة تقصيراً سياسياً وطنياً فلسطينياً وقومياً عربياً فيما يخص مطلب، (حق)، اعتبار هؤلاء الأسرى أسرى حرية أو أسرى حرب لهم حقوق يكفلها القانون الدولي ويوجب المحاسبة على انتهاكها، حيث ظل ما بُذل على صعيد انتزاع قرار دولي بهذا الشأن موسمياً غير مبرمج، وإلى ردِّ الفعل أقرب، ولا يتم إلا ارتباطا بانتفاضات الأسرى التي يجب ألا تكون سوى محطات لتصعيد نضال سياسي وقانوني دائم ومتصل ومثابر ومبادر باتجاه انتزاع السياسي من مطالب، (حقوق)، الأسرى الفلسطينيين.{nl}هنا يكمن سر عدم تمخض معركة إضراب الأسرى الأخير، فضلاً عن عشرات المعارك البطولية التي خاضوا على مدار عقود تجربتهم المديدة، عن إنجازات على صعيد السياسي من الحقوق، واقتصار النجاح فيها على انجازات مطلبية هي على أهميتها، تبقى قابلة للسحب والتقليص، ما يستدعي عدم التوقف عن شن حملة سياسية ومجتمعية وطنية فلسطينية متصلة، تحفز الرأي العام العربي والدولي، وتحركه، تحت شعار ناظم: الأسرى الفلسطينيون ليسوا "مخربين" وليسوا "إرهابيين" وليسوا مجرد مجموعة بشرية لها احتياجات معيشية توهب وتُسحب، بل هم مناضلو حرية وأسرى حرب يتوجب إطلاق سراحهم، وحتى يكون ذلك، فإن لهم حقوقاً تكفلها نصوص القانون الدولي المطلوب إلزام إسرائيل بقواعده ومحدداته ونصوصه، خاصة في ظل مرحلة عربية مفعمة بالحراك الشعبي، وبالحديث عن حقوق الإنسان، وعن عدم جواز انتهاكها، بل، وعن استعمالها ذريعة للتدخلات الأجنبية، بما فيها العسكرية، ضد من ينتهكها، حتى لو تطلب الأمر تدمير دولٍ وتحويلها إلى دول فاشلة.{nl}(القاطعون) في حماس يهدمون المصالحة{nl}بقلم: بكر أبو بكر عن الحياة الجديدة{nl}تدور في القاهرة رحى معركتين، الأولى معركة رئاسة الجمهورية وهي معركة حقيقية حيث تخوض كافة الأطراف السياسية وبكل ثقلها معركة من اكثرها احتراما وديمقراطية وانفتاحا في تاريخ مصر والأمة العربية فإما صعود وقدوة وإما تراجع ونكسة.{nl}وفي ذات المكان وعلى امتداد سجادة الخلاف الفلسطيني تخوض حركة فتح معركة لملمة الصوت الفلسطيني، ومعركة توحد (اللغة) الفلسطينية، والغناء الوطني عبر (مايسترو) الوحدة الوطنية الذي لا يكل ولا يتعب عزام الأحمد.{nl}قد يتساءل البعض لماذا حركة فتح هي التي تخوض غمار معركة المصالحة والوحدة، أفلا يجب ان نقول ان حماس أيضا تخوض المعركة؟! لأجيب ان في حماس همسا تحول لصوت جهوري يرفض (الوصل) ويعتبر (القطع) بين غزة والضفة حقيقة يجب ان تكرس حيث إن غزة برأيه (محررة) وعليها تقام الدولة، والضفة لها الهدنة طويلة النفس مع الإسرائيليين.{nl}ولا يحق وصل (المحَرَّر) مع (المحتل=الواقع تحت الاحتلال)، كما لا يجب على المحَرّر أن يجاهد ويقاوم كما قال الزهار على اعتبار ان هذه المهمة واقعة على المحتلين من جهة، وعلى اعتبار أن عقلية (الانتظار) هي التي يجب ان تسود السلطة في غزة، فهي تنتظر الرئيس المصري القادم لتحرير فلسطين وهو من «الاخوان»، وكما أفاد الزهار أيضا حينما اعتبر أن العودة والتحرير أقرب.{nl}وهي بإثارتها الجديدة المتكررة لموضوع «الخلافة» تنتظر الخليفة على اعتبار نقض ان هنية هو السادس، كما انها تلقى في برنامجها بالضفة في متاهة المستقبل المجهول من خلال تجميد أي عمل مهما كان لاستعادة أي شيء سواء أجزاء من الأرض أو الحراك السياسي، عبر فكرة (الهدنة) المطلوب عقدها بين حماس و(اسرائيل) لزمن بات السباق فيه وفي ظلها، و(عقلية الانتظار)لأن تمطر السماء ذهبا أوفضة دون جهاد أو نضال من أي نوع، يجرى قطعا لصالح الاسرائيليين.{nl}وهؤلاء (القاطعون) للصلة في حماس-غزة يقابلهم (الواصلون) وخاصة في تيار خالد مشعل الذي سيتعرض للعزل والإسقاط فتصبح حماس غزة بتيارها الرافض للمصالحة والذي اضافة لما سبق استهوته السلطة وعشقها لدرجة التتيم فلا يرى منها فكاكا ولا يرى منها مهربا.{nl}ان معركة الرئاسة المصرية في صلب المصالحة برأي الزهار المصري الجنسية، والذي يراهن على مرشح «الجماعة» كما يقول هو، لذا فلم العجلة فيما يتعلق بالمصالحة، وفي هذا السياق ولتكريس قيادة حماس في غزة... فإما سيتم تجاهل الاتفاق الجديد، أو وضع العصي في الدواليب كما حصل مرارا وتكرارا بعد كل اتفاق.{nl}ان صلابة موقف حركة فتح وحرصها وحرص عزام الأحمد على المصالحة والوحدة، ربما نجد مثيلا له عند خالد مشعل وبغض النظر عن الاسباب خاصة الداخلية فان الظاهر ان أي اتفاق لا يكون ممهورا بتوقيع حماس غزة فانه ساقط.{nl}ومن هنا جاء موقف موسى ابو مرزوق باعتقادي الذي وضع بندا يمثل خطوة استباقية ذكية يقول فيها (انه في حالة تعذر إجراء الانتخابات في الموعد المتفق عليه نتيجة أي سبب خارج عن إرادة الأطراف يلتقى الطرفان لبحث إمكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة برئاسة شخصية مستقلة يتم التوافق عليها) ما يعني قناعته ان هناك تعطيلا واقعا لا محالة للانتخابات، رغم أن الانتخابات وثقافة الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة هي جوهر الديمقراطية، في محاولة منه لتحصين الاتفاق الجديد وتجاوز الرفض العملي لحماس غزة لإجراء الانتخابات.{nl}ولمن يحبون الاستشهادات فلقد قال الزهار لصحيفة الشرق الأوسط نصا: «السلطة فى رام الله تظن إنها ستنجح تحت بند المصالحة إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية مزورة (؟!)، والشارع الفلسطينى واعٍ لذلك ومتابع للتغيرات السياسية من حوله، وذلك سيفشل حتى لو تم إجراء مليون انتخابات» (؟!) ما يناقض قول د.اسماعيل رضوان القيادي في حماس نصا على الجزيرة (نحن لا نخشى الانتخابات، لان حماس في أفضل عافيتها خاصة بعد الإنجازات الكبيرة على الأرض بالمقاومة، ونحن نقبل خيارات شعبنا الفلسطيني، فـحماس بأفضل عافيتها من الدعم في الربيع العربي).{nl}وكان برهوم قد قال على قناة حماس غزة مناهضا تشكيل الحكومة الجديد وضد الانتخابات البلدية (إن ما يجري ما هو إلا مهزلة حقيقية وهذا بداية مرحلة خطيرة في الضفة.) مضيفا ان (اعادة تشكيل حكومة فياض حتى تزور الانتخابات (؟!) أو تقصي من تبقى ممن يؤمنون بالعمل الوطني){nl}ونحيلكم أيضا لتصريح القائد الحمساوي خليل الحية على رائي الأقصى التابع لحماس غزة حيث أفاد بالقول (نطالب الإخوة في حركة فتح والساحة الفلسطينية بالتقدم إلى الأمام بدلاً من خلق المشاكل، حيث إن الانتخابات ليست بوابة للوحدة (؟!){nl}ليس من الجائز ابدا ان تتم مساواة موقف حركة فتح بموقف حماس من قبل أي كان بالقول انهما أو ان عليهما أو كليهما... الخ مسؤول عن تعطيل الاتفاق والمصالحة فهذا افتراء على الواقع، ووحده الذي يعتبر ان الانتخابات تأتي ضمن (رزمة) وأنها ليست ضرورية أصلا، أو انها ستكون مزورة كضرب في المستقبل كما قال الزهار وكما قال أبوزهري وحده من يعطل المصالحة.... بل يضحك ملء شدقية ممن يظنون ان فجرا جديدا سيبزغ.{nl}نبض الحياة - العنصرية تتجذر ضد العالم{nl}بقلم: عادل عبد الرحمن عن الحياة الجديدة{nl}لم يعد الأمر للمتابع شيئا مثيراً للانتباه. ككل القضايا او الاشياء التي تعتاد على تداولها او التعامل معها او تمتلكها. العنصرية الاسرائيلية بالنسبة للفلسطيني اعتاد على تلقي نتائج احقادها وكراهيتها ودفع فاتورة حصادها اليومي من دمه الحي، من قوت عائلته، في مزرعته او في طريق إيابه وذهابه من والى البيت والعمل او المدرسة او زيارة الاهل والاقارب داخل الزنازين وفي الجامعات وفي السياسات الرسمية وغير الرسمية في انتهاكات وجرائم قطعان المستوطنين، في القدس وبيت لحم وغزة والخليل والناصرة وام الفحم والطيبة والمثلث والنقب ونابلس وفي الاغوار واريحا، في التهويد والمصادرة للارض والحقوق الدنيا وآخرها في المستشفيات، حيث افرغ عوفاديا يوسف، الزعيم الروحي لحزب «شاس» الديني من وعائه الدموي حقده الاسود، حينما افتى امام الاطباء قبل حوالي عشرة ايام «حرم فيها على الاطباء معالجة غير اليهود ايام السبت»؟! وهنا المقصود الفلسطينيون والعرب والعمال الاجانب، ولكن بيت القصيد «الاغيار الفلسطينيين» ولا أحد سواهم. وهو ما يعني مواصلة سياسة الافتاء بالكراهية وزرع الاحقاد العنصرية بين اليهود والفلسطينيين بدل زرع لغة وثقافة التعايش والسلام.{nl}ولم تقف حدود الفتاوى العنصرية عند حاخامات اليهود الصهاينة عند ما افتى به عوفاديا يوسف، بل جاء من يعمق ويجذر فتاوى الموت ليس ضد الفلسطينيين والعرب، وانما ضد شعوب الارض قاطبة بما في ذلك الاميركيون والاوروبيون بكل قومياتهم واجناسهم والروس والصينيون والهنود والاستراليون والبرازيليون والارجنتينيون، وضد من قال انا إنسان على وجه البسيطة، فتوى مسمومة، فاشية ادلى بها الرابي أهارون يهودا شتاينمن، الحاخام الاكبر للطائفة اللتوانية الحريدية اول امس، وفق ما أوردته صحيفة «ياتد نئمان» قائلا بمناسبة عيد العنصرة « هناك ثمانية مليارات إنسان في العالم فمن هم؟ انهم الاغبياء والقتلة الظالمون اللصوص الاشرار، ما عدا اليهود. فهم اصل العالم وجوهره»!؟{nl}هل تحتاج فتوى شتاينمن الى تعليل وتوضيح وقراءة في مغزاها ودلالاتها ام انها واضحة وصريحة ومفضوحة؟ وماذا لو صرح قائد فلسطيني او عربي او كاتب الماني او فرنسي او اميركي او روسي او هندي او إسرائيلي بأي موقف مضاد لمنطق وسياسات اسرائيل ولا نقول افتى بموقف قومي يعكس المصالح الوطنية او القومية او الأممية، ماذا سيكون عليه الحال تجاه هذا الانسان او ذاك؟{nl}اليست التهمة جاهزة ومعدة سلفا في ادراج ارباب العنصرية الصهيونية «المعاداة للسامية»!؟ واين العالم المتمدن وخاصة اباطرة المال والسياسة في اميركا واوروبا وغيرها من قادة شعوب الارض من العنصرية المتوالدة كالفطر في جنبات الدولة العبرية، وتعمم في المدارس ورياض الاطفال والجامعات والمصانع والاحياء الحريديمية والعلمانية على حد سواء؟ ولماذا لا يقولون شيئا ضد الدولة المجرمة والمعادية للقانون الدولي والشرعية والسلم العالمي، الدولة الفوق القانون المحروسة بالقبب الحديدية والاسلحة الجرثومية والكيميائية والنووية؟ والى متى سيصمد العالم ويتحمل فجور وعربدة الحاخامات وزعران حكومة نتنياهو من قطعان المستوطنين امثال ليبرمان ويشاي وباراك وموفاز وسلفان شالوم ويعلون العنصريين؟ ألم يحن الوقت لارتقاء قادة دول العالم الى مستوى الدفاع عن الذات لا عن الفلسطينيين والعرب؟ ام انهم يعتقدودن ان هذه التصريحات ستبقى في حدود دولة إسرائيل مقتصرة على الفلسطينيين دون سواهم؟ العنصرية الصهيونية تتجذر وتتعمق في دولة الابرتهايد والموت الاسرائيلية، وعلى قادة الرأي العام العالمي في بقاع الارض كلها وخاصة في اسرائيل واميركا واوروبا التصدي لأخطارها لانها لا تستهدف الفلسطينيين وحدهم بل تستهدف الدنيا بأسرها كما أفتى شتاينمن، الذي عمق فتواه بالقول «فهل خلق الله العالم للاشرار، ممن ليست لهم مبادئ؟ ان العالم خلق لقارئي التوراة وفقهائها فقط»؟! مبروك للبشرية وشعوبها المتمدنة، التي انتجت دولة إسرائيل وألقت بها في وجوه العرب الفلسطينيين لتصنع نكبتهم كمقدمة لصناعة نكبة العالم كله بفاشية ونازية لا تقل عن هتلر وموسوليني ومن لف لفهما من العنصريين.{nl}المصالحة أم المصلحة..{nl}بقلم: عبير عبد الرحمن ثابت عن وكالة سما{nl}الاختلاف سمة من سمات البشرية .. فنتيجة للاختلاف بادرت أثينا بممارسة الديمقراطية بواسطة مجلس الجماهير ، واهتم المفكرون فى عصر الأنوار بطرح أنظمة حكم مخالفة لنظام الحكم المطلق الذى كان شائعا آنذاك . وظهرت التعددية والأحزاب السياسية التي تنادى بالمساواة والعدالة الاجتماعية والحريات .{nl}بالاختلاف خسر ساركوزى الانتخابات الفرنسية أمام منافسه الاشتراكي فرانسوا هولند ، وكان من أول المهنئين لخصمه بالفوز ، وترك الأليزيه بدون أي تعليق .{nl}العالم بأسره اليوم يمارس تداول السلطات ؛ ويخوض معارك انتخابية والجميع يتقبل نتائجها وعجلة السياسة تدور ، وكلٌ يدور فى فلكه ويصحح أخطائه أو يعزز دعائمه فى السلطة . فلم نسمع على سبيل المثال فى عام 2010 قيام مجلس النواب الأمريكي باتخاذ أى إجراءات لعرقلة العملية السياسية فى أمريكا والذي تقدم فيه منافسي باراك أوباما فى الحزب الجمهوري ، ولم تفكر أى ولاية بالانفصال عن الولايات المتحدة والذي نجح فيها 29 حاكم ولاية من الحزب الجمهوري ، كاحتجاج على عدم قبول حكم أوباما ؛ والذي يشكل نقلة نوعية فى المؤسسة السياسية الأمريكية ، والتى سمحت للمرة الأولى بان يعتلى أقوى منصب فيها زنجى ، وجميعنا نعرف التمييز العنصري الذى عانى منه الزنوج فى أمريكا لوقت ليس ببعيد .{nl}كَثُرَ الحديث عن المصالحة ؛ فمن لم يتحدث بقلمه تحدث بقلبه . كافة شرائح المجتمع ترغب بإنهاء هذا الداء الذى استشرى فى كافة أنحاء الوطن ، والمستفيد الوحيد منه الاحتلال . لم تتبقى كلمات للطرفين إلا وتمت الإشارة إليها من كُتّاب ومثقفين وكافة الأطر التنظيمية والشعبية . وها نحن اليوم نشهد اتفاق جديد تم التوصل إليه برعاية مصرية حول القضايا العالقة ، وبموجب هذا الاتفاق ستبدأ لجنة الانتخابات المركزية عملها فى قطاع غزة يوم الأحد القادم الموافق 27/5 ، وسيتم الإعلان عن الحكومة الجديدة خلال عشرة أيام .{nl}فقد نزلت هذه التصريحات على مسمع المواطن الفلسطيني كالغيث على أرض عطشى . فالانقسام لا يمس مصلحة حزب هنا وآخر هناك ، بل يمس فلسطين بكل مدنها وقراها وقدسها ولاجئيها وحدودها وماضيها وحاضرها ومستقبلها ... ونقول قد نختلف فى الأيدلوجيا والأداء ؛ ولكن هناك الكثير يجمعنا أكثر من أى شعب آخر .. فهدفنا واحد ... وعدونا واحد ... وفلسطين أكبر منا جميعنا ، فالسيطرة على نفق هنا ومعبر هناك لا تأسس لدولة ، ولا تحقق حلم تسطر بدماء آلاف الشهداء وأنات الجرحى ودموع أمهات وثكلى .{nl}لنواجه جرافة الاستيطان .. علينا بالوحدة ، ولنواجه نهب أراضى الضفة الغربية .. علينا بالوحدة ، ولنُقنع المجتمع الدولي بخطورة مشروع "يهودية الدولة " الذى يشترطه نتنياهو .. علينا بالوحدة والذي بموجبه تضيع حقوق فلسطيني 48 ، ويفقد اللاجئين حقهم بالعودة ، ولندافع عن القدس .. علينا بالوحدة ، ولنتمكن من تحقيق أحلام أسرانا الأبطال .. علينا بالوحدة{nl}أمام كل هذه القضايا يجب أن يعيد الطرفان حساباتهم ولنخرج من دائرة المصالح الضيقة ، ونتعالى فوق الخلافات وأن تكون هذه المرة النوايا صادقة ، وأن يلتزم الطرفان بالتنفيذ ويكون الجميع رقيب على نفسه ، وأن نضع المصلحة العليا فوق كل اعتبار ، وأن نلمس التغيير على الأرض وليس مجرد تصريحات فى الإعلام ، وأن لا يكمن الشيطان فى التفاصيل .{nl}يجب أن تكون هذه المرة الأخيرة ، وأن لا يكون حبراً على ورق . فالمواطن العادي متشائم لدرجة الثمالة وفقد الثقة فى كافة الأطراف . وعلى الفصائل التي تلعب دور المتفرج ؛ أن تأخذ دورها فى دفع عجلة هذه القضية وأن تكون السد المنيع أمام أى طرف أو قوى خارجية تحاول أن تعرقل هذا الاتفاق ، كذلك على الجماهير الفلسطينية أن لا تسمح بالفشل هذه المرة .{nl}نتمنى من الطرفين أن يأخذوا هذا الاتفاق على محمل الجد ويسارعوا بالتنفيذ ، فالمصالحة هى مصلحة فلسطين التي تبتعد عنا كل يوم بهذا الانقسام اللعين ... فكلنا سنرحل وستبقى فلسطين.<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/05-2012/محلي-107.doc)