Haneen
2012-05-26, 01:25 PM
أقلام وآراء محلي (108{nl}في هــــــــــــــذا الملف{nl} الأسير المحرر زهير لباده... أزهرت منه العزائم رغم أشواك المرض{nl}الكاتب: فؤاد الخفش، معا{nl} المصالحة ومستجدات الوضع الفلسطيني والإقليمي{nl}الكاتب: نزار يوسف نعيم، معا{nl} تعالوا نقرر وننفذ وننسى الحكومة...{nl}الكاتب: طارق ابو الفيلات، معا{nl} المصالحة ... لازم تِزبُط{nl}الكاتب: جهاد حرب، معا{nl} وجع فياض{nl}الكاتب: جواد بولس،PNN{nl} المصالحة....لازم تِزبُط{nl} الكاتب: جهاد حرب، PNN{nl} المصالحة مجُدداً!..{nl}الكاتب: سميح شبيب، PNN{nl} قضية القدس: بين الديني والسياسي{nl} بقلم: د. مهدي عبد الهادي، PNN{nl} حل الدولتين... هل أصبح في خبر كان؟{nl}الكاتب: ايرة التحرير، ج القدس{nl} صهيوني: وطيب!{nl}الكاتب: حسن البطل، ج الايام{nl} لا اهلاً ولا سهلاً{nl}الكاتب: وليد بطراوي، ج الايام{nl}الأسير المحرر زهير لباده... أزهرت منه العزائم رغم أشواك المرض{nl}الكاتب: فؤاد الخفش، معا{nl}فؤاد الخفش كاتب وباحث مختص في شؤون الأسرى الفلسطينيين.{nl}يبدو أن قدر الأخ الحبيب والأسير المحرر زهير لبادة ان يمضى عمره محمولاً على الأكتاف وبين الأيادي ، فمازلت أذكر ليلة اعتقاله في 7/12/2011 حين تم انتزاعه من بين أطفاله ومن بيته الدافئ ليحمل ويوضع على أكتاف الجنود الذين كانوا يحاصرون المكان ودخلوا بيت الرجل يبحثون عن فريستهم فحين وجدوه يلتحف فراشه وآثار المرض بادية عليه وطلبوا منه الوقوف فلم يستطع نظر الجند إلى بعضهم أهذا الرجل الذي نريد أشار لهم قائد الوحدة : نعم فحمله الجند على أكتافهم بينما حمل الضابط كيس الدواء ومضى به تحفه دعوات الزوجة أم رشيد ودموع والده الكهل الذي تقطع قلبه على فلذة كبده المصاب بمرض الكبد والكلى.{nl}على أكتاف الجند حُمل أبو رشيد وكان يذكر الله ويشحذ همته بقوله يارب .. لم يكن وزن أبي رشيد الذي أعياه المرض وأعيته السجون بالحمل الثقيل على أكتاف الجند المستغربين من سبب اعتقال هذا الرجل الكبير والمريض ..إلى معسكر حوارة تم اصطحاب الرجل والذي كان قد سبقه إلى الاعتقال في تلك الليلة مجموعة من الإخوة كبار السن امثال الدكتور محمد غزال وسميح عليوي والدكتور يوسف عبد الحق وغيرهم .{nl}سأل الجند المعتقلين وجميعهم من كبار السن المعتقلين ماذا تعملون فقال لهم الدكتور غزال أنا محاضر جامعي ويوسف أيضاً محاضر وهذا تاجر وليس هذا ما أريد الوصول إليه والحديث عنه ولكن النفس الذي كان يتحدث به أبو رشيد إلى رفاق الاعتقال في تلك الليلة نفس غريب وتوكل على الله عجيب وإيمان أنه لن يصيبهم إلا ما قدره الله وأن المعركة ما بين الحق والباطل لها استحقاقات وعن ضرورة الصبر .{nl}كان كلما تعب الشباب وطلبوا من الجند ماء أو تخفيف القيد يزأر الرجل المريض الذي يجب أن يوضع على آلة غسيل الكلى التي اعتاد الجلوس عليها منذ أربعة عشر عاماً والتي أكلت من جسده ما أكلت توكلوا على الله كل شيء بقدر الله اصبروا يا رجال لليل ساعات ويرحل الظلم إلى زوال ...{nl}كلمات لها وقع شديد على النفس ولها أثر لا يمكن وصفه بالذات إن كانت صادرة من رجل بوضع زهير لبادة ، فمن هو هذا الإنسان وما سرّ كل هذا الإيمان واليقين وهذه القوة ؟ ومن أين أتى بهذا الإيمان وما هي المدرسة التي تخرّج منها وتدرب في صفوفها زهير ؟؟ كل هذه أمور بحاجة إلى فهم وعلم ومعرفة{nl}زهير لبادة فلسطيني الهوى والانتماء من رجال الانتفاضة الأولى وفرسانها شارك بجميع فعالياتها يضع السدود ويضرب الحجارة ويكتب على الجدران ويضع اللثام ويرفع العلم ويحرق العجل فاعتقل في العام الأول 1988 وتلى الاعتقال اعتقال آخر عام 1991 وتم إبعاده عام 1992 إلى مرج الزهور وتوالت السجون رغم مرض الرجل الذي زرعت له كلية وأصيب بالتهاب الكبد الوبائي وبقي أبو رشيد المرشد والملهم لشباب الانتفاضة سواء كان داخل السجن أو خارج السجن .{nl}لم يمنع المرض أبا رشيد من العمل المستمر من أجل فلسطين واحتل مكانة متقدمة في قلب كل من التقاه ولعل رحلة اعتقاله الأخيرة والتي أمضى خلالها 30 شهراً في الاعتقال الإداري ليفرج عنه في عام 2010 حيث خرج من مقبرة سجن الرملة أشبه بالميت التقيته في بيته وقفت أقبل رأسه فكان رغم مرضه كتلة من القوة والهمة يتحدث عن قدرة الله عن حب الوطن وعن انتقام الله من الظالمين لم أستطع ومن معي أن نتحدث بكلمة .{nl}أبو رشيد الآن وبعد ستة شهور أمضاها في مستشفى سجن الرملة وبعد دخوله حالة صحية غاية في الصعوبة قرر الإفراج عنه ليخرج أيضاً محمولاً على الأكتاف ولينقل على الأكتاف إلى مسقط رأسه نابلس الثوار ليحتضنه المستشفى الوطني وتكون غرفة العناية المكثفة وسريرها محطته التالية .{nl}أبو رشيد لا يتحدث لا ينطق لا يبتسم لا يشحذ الهمم يغط في سبات وغيبوبة قد يكون لا يعلم أنه بنابلس أو قد يكون يعلم فرائحة المدينة المعمدة بدماء الشهداء تعيد للجسد العليل روحه ، ووجوه الأطباء الفلسطينيين التي تنظر له بابتسامة تبعث في النفس الراحة وعلاجه بدون قيود وكلبشات تزرع في النفس الرضا .{nl}أبو رشيد حجة على كل قاعد ساكت متفرج يظن أن المعركة تضبط قواعدها القوة وليس الإرادة .... أبو رشيد مدرسة الصبر والعطاء والتوكل على الله من على سريره يقول لنا أن الإرادة أهم من القوة وأن الحق لابد وأن ينتصر على القوة إذا ما كان في القلب إيمان...{nl}أبا رشيد أقسم لك بالله أنك وأنت على سريرك ورغم مرضك أقوى منا جميعاً فلك الحب يا من أعطيتنا الحب ولك التقدير يا من أعدت لنا التقدير لذواتنا ولك من الله الشفاء فنفسك يحينا ويحينا ..{nl}المصالحة ومستجدات الوضع الفلسطيني والإقليمي{nl}الكاتب: نزار يوسف نعيم، معا{nl}محاضر أكاديمي في جامعة الأزهر بغزة{nl}بعد مرور عام على إتفاق القاهرة بين حركتي فتح و حماس و باقي الفصائل الفلسطينية علي تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وتبعها قبل أشهر قليلة إتفاق الدوحة لتحديد شكل وتركيبة الحكومة، لم يتحقق أي شي علي أرض الواقع وبقيت كل هذه الإتفاقيات حبر علي ورق، بل علي العكس تماما فقد تعمقت حالة الإنقسام وتبادل الإتهامات بين أطراف الإتفاق في الفترة الأخيرة لدرجة جعلت الجميع يشعر بأن الإنقسام أصبح مثل القدر المحتوم علي الفلسطينيين. {nl}والحقيقة هي أن أطراف الإنقسام وخصوصا حركة حماس ربطت المصالحة وإنهاء الإنقسام بالمستجات والمتغيرات علي الساحة العربية والإقليمية في أنتظار نتائج الربيع العربي. أما وقد بدأت المؤشرات تدل علي قرب إنهيار النظام السوري وتراجع المحور الإيراني السوري وسعي إيران لتحقيق أكبر مكاسب ممكنه قبل الإنهيار الكامل للتحالف الإيراني السوري الذي يضم حركة حماس وحزب الله، وهذا ما يفسر قبول إيران اليوم التوقف عن تخصيب اليورانيوم مقابل رفع بعض العقوبات عنها في المجال النفطي والمالي. {nl}إن تراجع التأثير الإيراني علي الوضع الداخلي الفلسطيني و علي حركة حماس جعل من الممكن التوصل مرة ثانية إلي إتفاق جديد للمصالحة بين فتح وحماس. {nl}أما فيما يتعلق بالوضع في مصر وتحديدا إنتخابات الرئاسة المصرية فإن كل التحليلات لا تضع مرشح الإخوان المسلمين في المقدمة، وبالتالي ليس هناك أي معني للمراهنة علي إنتخابات الرئاسة المصرية وما يمكن أن تحققه لصالح حركة حماس في غزة. {nl}أما بالنسبة لحركة فتح والتي أكدت مرارا وتكرار علي أن خيار المصالحة هو خيار إستراتيجي لا رجعة عنه، وأكد ذلك إستمرار الممارسات الإستيطانية الإسرائيلية وإنسداد الأفق السياسي نهائيا لأي مفاوضات مستقبلية قريبة مع الإحتلال الإسرائيلي و خصوصا بعد حكومة الوحدة الإسرائيلية التي جعلت نتنياهو يحصل علي أكبر دعم ممكن وأقوي تشكيلة حكومية استعدادا لمواجهة نتائج الإنتخابات الأمريكية والتي من المتوقع أن يفوز بها من جديد الرئيس أوباما. {nl}وفي مواجهة كل هذه المتغيرات العربية والإقليمية يتأكد للجميع بما لا يدع مجالا للشك بأن خيار الوحدة الوطنية الفلسطينية الشاملة علي قاعدة المشاركة و وحدة القرار و وحدة المصير هي الضمانة الأولي والوحيدة لتحقيق الحد الأدني من الحقوق الوطنية الفلسطينية في الحرية والعدالة والإستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. {nl}تعالوا نقرر وننفذ وننسى الحكومة...{nl}الكاتب: طارق ابو الفيلات، معا{nl}رئيس اتحاد الصناعات الجلدية الفلسطينية{nl}اثناء تجوالي في معرض غذاؤنا فلسطيني الذي نظمه اتحاد الصناعات الغذائية في حرم جامعة الخليل التقيت احد الإعلاميين في بث مباشر وحاورني حول المنتج الوطني وطرق دعمه وإعطائه ألفرصه وسألني عن دور الحكومة ووزارة الاقتصاد في هذا الصدد,ولسبب لا زلت اجهله استفزني هذا السؤال فنحن في معرض مفتوح نستجدي الزوار من أهل الخليل لنطلعهم على منتجات محلية تستحق ان تحتل موائدهم ومعظم المشاركين ليسوا من أهل الخليل بل تعنوا وتجشموا الكثير ليعرضوا علينا منتجاتهم ويعطونا فرصة للتذوق قبل الشراء مع شرح مسهب وتفصيل مقنع بمراحل الإنتاج ومحطات الفحص لتقديم أفضل سلعة ممكنه بأفضل سعر ممكن..{nl}فلماذا نسال أين الحكومة؟؟{nl}أنا لا ادعي ان الحكومة قد قامت بواجبها أو نفذت ما نتوقعه منها في هذا المجال ولن يحل مشكلة الصناعة ما صرح به دولة رئيس الوزراء من انه شخصيا يقرا كل مقالاتي ويعترف بصعوبة الواقع السوقي لمنتجنا فنحن ننتظر من الحكومة قرارات تقوم الخلل وتصوب الانحراف.{nl}لكن بعيدا عن الحكومة ما الذي يمنعني انأ وأنت كمستهلكين من اتخاذ قرار بدعم المنتج الوطني؟{nl}ما الذي يجبرني ان أمد يدي الفلسطينية في متجر فلسطيني لأدفع ثمن منتج غير فلسطيني؟{nl}كيف ابرر لنفسي دعمي لاقتصاد الآخرين؟{nl}كيف ابرر لنفسي تشغيلي لعمال صينيين أو إسرائيليين ثم اجلس أتباكى على ارتفاع نسبة البطالة عندنا؟{nl}بأي لسان انطق كلمات مفادها وضعنا الاقتصادي صعب؟{nl}كيف اتجرا وأتحدث عن حلم استقلال وبناء دولة وأنا اسخر من تجربة استقلال الهند صباح مساء؟{nl}كيف أتوجه إلى ألقبله أصلي وانأ اعلم أنني في النهار قويت اقتصاد الأعداء ؟{nl}هل لدي أو لديك جواب؟؟؟{nl}انا كمستهلك فلسطيني لم التزم بأيه اتفاقية ولم أتقيد بأي بروتوكول يلزمني بشراء منتج صيني أو إسرائيلي أو تركي أو حتى مصري لكن ميثاق الدم والوطن والتراب والسماء والهواء الفلسطيني قد وقعته يوم خلقني الله من تراب فلسطين وجبلني بمائها وشربت لبنها وأكلت خيرها حتى إذا غدوت وأصبحت مستهلكا صاحب قرار جللت عيوني عقدة الأجنبي وبررت لنفسي ان ابحث عن منتجات الإغراب بل ان أروج لها أحيانا.{nl}أليست مصانعنا هي التي تشغل أبناءنا وتفتح بيوتنا؟{nl}أليست مصانعنا هي عماد اقتصادنا المنشود؟{nl}السنا أولى يبعضنا البعض؟{nl}أيها المستهلك الفلسطيني:{nl}أخاطبك لأنني أتوقع انك وطني مخلص فلمنتجك الوطني عليك حق.{nl}أخاطبك لأنني أتوقع انك تعي معنى اقتصاد وطني مستقل فللمنتج الوطني عندك خصوصية.{nl}أخاطبك لأنني أتوقع ان شبح البطالة يخيفك ومستقبل أبنائك يشغل بالك فأنت تعرف ان منتجنا الوطني إذا أعطيته فرصه سيعطيك للعمل فرص.{nl}أخاطبك لأنني أتوقع انك تفهم تجارب شعوب خاضت معارك الاستقلال وبدأت بشعار نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع.{nl}فان خاب ظني وكنت ممن لا يعنيهم حلم الوطن والاستقلال ولا يعنيهم اقتصاد فلسطيني قوي ولا يهمهم انتشار البطالة وتفشيها في المجتمع وكنت ممن لا ينظرون إلى ابعد من ساعتهم فانا اعتذر لإزعاجك وقبل ان تصدني أنت أشيح أنا بوجهي عنك وانشد ضالتي في فلسطيني أخر تتوفر فيه كل الصفات التي ذكرت وهم والله كثير كثير كثير .{nl}فلننسى الحكومة ولو قليلا وليتخذ كل منا قراره وليعلن انا مستهلك فلسطيني اشتري أفضل منتج فلسطيني لأشغل مصنعي الفلسطيني واشغل عاملي الفلسطيني وابني اقتصادي الفلسطيني واسبق الحكومة وكل الوزراء باتخاذ القرار ادعم منتجك الوطني وقاطع ما سواه .{nl}أليس رائعا ان تتخذ قرار تعجز عنه الحكومة؟؟{nl}المصالحة ... لازم تِزبُط{nl}الكاتب: جهاد حرب، معا{nl}شكل إعلان عزام الأحمد وموسى أبو مرزوق بتاريخ 21أيار 2012 اتفاق "بروتوكول" القاهرة مفاجأة لجميع الأطراف؛ بما فيها قيادات حركتي فتح وحماس الذين عبروا على الملأ عن المفاجأة.{nl}نص هذا البروتكول على مواعيد محددة ومقاربات قد تكون عملية؛ ففي السابع والعشرين من أيار تبدأ لجنة الإنتخابات عملها في قطاع غزة، وفي الوقت ذاته يلتقي وفدا فتح وحماس في القاهرة لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية خلال عشرة أيام، وتستأنف اللجنة الخاصة بصياغة نظام إنتخابي للمجلس الوطني عملها. كما حدد مدة حكومة الرئيس بستة أشهر تنجز فيها الانتخابات وبدء اعمار القطاع، وفي حال تجاوز المدة يتم تشكيل حكومة برئاسة شخصية مستقلة.{nl}المفاجأة كانت لعدم وجود تغيير جوهري سواء في الأوضاع الداخلية أو الخارجية، وأن أسباب هذا التغيير غير واضحة، وأن القراءات غير مقنعة؛ فقد تراوحت القراءات والتحليلات للدوافع وراء انجاز هذا البروتوكول ما بين إنتهاء الإنتخابات الداخلية في حركة حماس وفوز تيار خالد مشعل بهذه الانتخابات، و/أو ايقان قيادة حركة حماس بعدم جدوى اقامة دولة في قطاع غزة، و/أو تلقي قيادة حماس نصائح من حركة الأخوان المسلمين بالتوجه نحو المصالحة وهي على أبواب الانتخابات الرئاسية في مصر. فيما أرجع البعض توجه حركة فتح إلى فشل كافة محاولات إحياء المفاوضات مع الحكومة الاسرائيلية، وعدم وجود أفق سياسي في ظل انشغال الادارة الامريكية في الحملة الانتخابية. والبعض الآخر أشار إلى التحولات في خارطة مراكز القوى الاقليمية من جهة وأولوياتها في الوقت الراهن.{nl}فيما استبعد أغلب "إن لم يكن جميع" المحلليين عاملين أساسيين في إحداث هذا الاختراق هما: الأول الخوف من حالة الاحباط الشعبية اتجاه الاتفاقيات والاعلانات المتكررة الموقعة بين حركتي فتح وحماس طوال العام الماضي (منذ أيار 2011) دون ترجمة فعلية لها على أرض الواقع؛ فالحريات العامة "من حرية التنقل إلى حرية التعبير والتجمع" ما زالت ترزح تحت وطأة الانقسام. وهنا الحديث عن حالة الاحباط من ناحية العوامل الكامنة والدافعة في نهضة إرادة الشعوب والخوف من مفاجأة شعبية تتطيح بغطرسة القوة للحكومات الفعلية. {nl}أما العامل الثاني هو إصرار كل من عزام الأحمد وموسى أبو مرزوق على عقد اجتماعاتهما وإبرام الاتفاقيات ما بين حركتيهما؛ إما رغبة منهما بالظهور المتواصل أمام عدسات التلفزة، وبأنهما الفاعلان الرئيسيان في تنظيميهما، أو لاقتناعهما بأن الأشخاص، وفقا لنظريات في علم السياسة، يصنعون التاريخ أو يؤثرون في حركته. أو أن إصرارهما ناتج عن قناعتهما بأن المصالحة هي مصحلة وطنية وواجب إتمامها، وبأنها "لازم تزبط" على حد قول قصيدة الراحل صخر حبش "أبو نزار" (لازم تِزبُط..عزم الثائر عمره ما يهبط.. يطحن شوك الدنيا بضرسه.. ويحرق نفسه.. زي الشمعة).{nl}بغض النظر عن الدوافع الكامنة خلف هذا البروتوكول سواء كانت داخلية أم خارجية أو كليهما، ينبغي أن يدركا السيدان الأحمد وأبو مرزوق، ومن خلفهما طبعا حركتي فتح وحماس، أنهما وضعا نفسيهما أمام المساءلة، وأنهما مسؤولان عن النجاح وعن الفشل في اختبار المصالحة؛ فإما البقاء السياسي لهما أو الغياب. {nl}فلم يعد مجالا للهو أو تسكين جراح الشعب بمخدر الخطابات والاتفاقيات والإعلانات دون تطبيق فعلي للمصالحة بإعادة الإندماج بين الضفة والقطاع، واحترام الحريات العامة، واحترام الرغبة الشعبية في الانتخابات، وترجمة البرنامج السياسي القاضي بإنهاء الإحتلال عبر وسائل وآليات متفق عليها دون مزاودة "فكلاكما في الهم سواء"، أو بالأحرى "كلنا في الهم سواء".{nl}وجع فياض{nl}الكاتب: جواد بولس،PNN{nl}عندما أعلن نتنياهو عزمه على تقديم الانتخابات للكنيست، أدخل جميع الأحزاب القائمة في حالة ضغط وإحراج. إعلانه فتح بورصة التكهنات على مداها الواسع. أعضاء الكنيست الحاليون شرعوا في إعداد حساباتهم والخوف يلفهم، فبعضهم لن ينعم بعد الانتخابات بما ييسّره ذلك البرج الذي من جاه وزجاج.{nl}عندما تراجع نتنياهو عن عزمه ذاك، وبادر بإلحاق موفاز وكتيبته إلى مرافق السلطة وحظائر الغنائم، ارتاحت "قيادات" الأحزاب وتنفّست برئتين مليئتين، حتى أنّهم لم يتعاطوا مع ما قام به نتنياهو ومعاني تلك الفعلة السياسية ودلائلها على طبيعة النظام القائم في هذه الدولة.{nl}تجنيب زعاماتنا تلك المخاطرة كانت هي الحدث الأهم ولبعضهم ضمان لعامين إضافيين من المنصات وشبك الأيادي في الصف الأول الذي تحوّل إلى مشهد مألوف وضرورة حياة، فمن هناك استطاعوا قيادة معارك تحريرنا وإيصالنا إلى بئر الحرمان وشواطئ من رمل ونار وبيلسان.{nl}للحقيقة، وها أنا أعترف للمرة الأولى وأقرّ أنني كنت من أوائل من ارتاحوا من تراجع نتنياهو عن قراره بتقديم الانتخابات، مع أني كنت وما زلت من قوم يؤمنون بضرورة المشاركة الفعلية في هذه العملية الهامة. الإدلاء بصوتي هو عربون بقاء في أرضي مواطنًا مشاركًا ومحاسبًا مشاكسًا وصاحب حق في الوطن والمستقبل. لست بغريب ولا بطارئ ولا مسافر على رصيف الوعيد أو حالم بوعود خادم رعديد أو عند صاحب "العيديد". لم أومن بمقاطعة الانتخابات مهما كانت الأسباب والذرائع ولذا أدليت بصوتي في الماضي وكان عليّ أن أفعل ذلك في أيلول القادم لو لم يتراجع نتنياهو.{nl}فرحت لأنّني كنت في حيرة من أمر صوتي. فللمرة الأولى في حياتي لم أشعر بأنّني سأصوَّت بشكل طبيعي لمن درجت أن أكون معهم وفي صفّهم، فهم من قاوم وصمد، وهم من بنى وعلّم وهم من نثر وبذر، وكانوا حليب قوامنا وكنت وجيلي في حضنهم الدافئ وعلى دربهم الواعد. في الماضي كانت يدي تنتقي البطاقة بطبيعية وألفة ابن لحضن والدته، واليوم أخالني أقف وقفة الحائر، فالطريق هو طريقي ولكن "نامت نواطير حيفا عن ثعالبها".{nl}متعب أنا ومثلي كثيرون. رمادية هي الأيام ولا قوس قزح. نفاق وشقاق ولا موعد مع فجر عليه أنام. نفسي وبعدي الطوفان، القيمة العليا وفخر أجيال الحاضر وسوس المستقبل. زعامات في بعضها ما زال الأمل معقودًا، لكنَّها تخيّب في كل كبوة، فكم كبوة للجياد؟!{nl}عودة لمواضٍ حسبناها قد ولّت. حصار هنا وحصار هناك، أهرب من حيفا فأغرق في زبد رام الله. زعماء تتشابه وكأنّها من بيضة الديك ذاته. يشغلهم زبد الكلام وأحاديث الملاهي. سباقات في حلبات وطنية عارية من "وطن" و "نيّة". يسجٌلون فيها انتصارات هي أكذب من وهم. سادة في الحرف والنص والترديد وعبيد للسائد، فلا تغيير ولا إصلاح ولا تجديد. عالم من نشيد مليء بالنشاز وسفيه الكلام. ففي فلسطين كما في فلسطين، حناجر تصيح، حناجر لا تشيخ وحناجر للتخوين. ساحات نابلس كساحات حيفا وكما كان هكذا سيكون، كأن الزمان اختفى ولا أمر قد انقضى. جيوش تكر باسم مفتٍ وترسم النصر على رايات من خبل ونخيل، وأولاد مَن وعد أن يصنع من جماجمنا للمجد سلّما ما زالت تعد سلالم من ريح ودخان.{nl}فلسطين الأمس فلسطين اليوم، وها هم إخوة "حنين" يخوِّنون "سعيد"، و"طيبي" يصرخ من تقصير "جمال"، وشيخ يعدنا بنصر قريب أكيد لن يكون فقط في جليل بل إمارة وطيدة في بلاد الغال وحتى جبال الجليد.{nl}فلسطين اليوم كفلسطين الأمس، عالم من خيال ووهم ومستحيل. أهرب من زبد حيفا فأسقط في عبث رام الله. الكلّ يخوّن الكل. حب كحب الأفاعي وكعناقها. لا يجتمع اثنان إلّا والنميمة ثالثة والاستغابة سيدة. ثورة تعيش على قصيدة ووطن كان في حقيبة فرحل صاحب الحقيبة وتاه الوطن. "فتح" و"حماس" والعدو "سلام"، يسار مشتهى ويمين مدّعى ولا ضير فإمّا البحر وإمّا الصحراء، وهذا ما كان وهذا ما سيكون. أمريكا هي التهمة يا سلام والشهوة أمريكا يا سلام، فأين المفر؟{nl}غابة والظلمة على قدر أهل الذل والشك وفرسان الحطام. الزمن زمن نتنياهو وصحبه وآله ومن في فلكه يسبحون. وفي فلسطين اليوم كما في فلسطين الأمس، تدجين وترويض وشقاق ونفاق ونميمة. أمل ووعد وحق وتاريخ وسلام، وأنا ومثلي كثيرون متعبون من عفن ومن كلام، فالوجع فياض.{nl}ولك نتنياهو، لا شكر فلقد أرحتني من قرار وختام.{nl}المصالحة....لازم تِزبُط{nl} الكاتب: جهاد حرب، PNN{nl}شكل إعلان عزام الأحمد وموسى أبو مرزوق بتاريخ 21أيار 2012 اتفاق "بروتوكول" القاهرة مفاجأة لجميع الأطراف؛ بما فيها قيادات حركتي فتح وحماس الذين عبروا على الملأ عن المفاجأة.{nl}نص هذا البروتكول على مواعيد محددة ومقاربات قد تكون عملية؛ ففي السابع والعشرين من أيار تبدء لجنة الإنتخابات عملها في قطاع غزة، وفي الوقت ذاته يلتقي وفدا فتح وحماس في القاهرة لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية خلال عشرة أيام، وتستأنف اللجنة الخاصة بصياغة نظام إنتخابي للمجلس الوطني عملها. كما حدد مدة حكومة الرئيس بستة أشهر تنجز فيها الانتخابات وبدء اعمار القطاع، وفي حال تجاوز المدة يتم تشكيل حكومة برئاسة شخصية مستقلة.{nl}المفاجأة كانت لعدم وجود تغيير جوهري سواء في الأوضاع الداخلية أو الخارجية، وأن أسباب هذا التغيير غير واضحة، وأن القراءات غير مقنعة؛ فقد تراوحت القراءات والتحليلات للدوافع وراء انجاز هذا البروتوكول ما بين إنتهاء الإنتخابات الداخلية في حركة حماس وفوز تيار خالد مشعل بهذه الانتخابات، و/أو ايقان قيادة حركة حماس بعدم جدوى اقامة دولة في قطاع غزة، و/أو تلقي قيادة حماس نصائح من حركة الأخوان المسلمين بالتوجه نحو المصالحة وهي على أبواب الانتخابات الرئاسية في مصر. فيما أرجع البعض توجه حركة فتح إلى فشل كافة محاولات إحياء المفاوضات مع الحكومة الاسرائيلية، وعدم وجود أفق سياسي في ظل انشغال الادارة الامريكية في الحملة الانتخابية. والبعض الآخر أشار إلى التحولات في خارطة مراكز القوى الاقليمية من جهة وأولوياتها في الوقت الراهن.{nl}فيما استبعد أغلب "إن لم يكن جميع" المحلليين عاملين أساسيين في إحداث هذا الاختراق هما: الأول الخوف من حالة الاحباط الشعبية اتجاه الاتفاقيات والاعلانات المتكررة الموقعة بين حركتي فتح وحماس طوال العام الماضي (منذ أيار 2011) دون ترجمة فعلية لها على أرض الواقع؛ فالحريات العامة "من حرية التنقل إلى حرية التعبير والتجمع" ما زالت ترزح تحت وطأة الانقسام. وهنا الحديث عن حالة الاحباط من ناحية العوامل الكامنة والدافعة في نهضة إرادة الشعوب والخوف من مفاجأة شعبية تتطيح بغطرسة القوة للحكومات الفعلية.{nl}أما العامل الثاني هو إصرار كل من عزام الأحمد وموسى أبو مرزوق على عقد اجتماعاتهما وإبرام الاتفاقيات ما بين حركتيهما؛ إما رغبة منهما بالظهور المتواصل أمام عدسات التلفزة، وبأنهما الفاعلان الرئيسيان في تنظيميهما، أو لاقتناعهما بأن الأشخاص، وفقا لنظريات في علم السياسة، يصنعون التاريخ أو يؤثرون في حركته. أو أن إصرارهما ناتج عن قناعتهما بأن المصالحة هي مصحلة وطنية وواجب إتمامها، وبأنها "لازم تزبط" على حد قول قصيدة الراحل صخر حبش "أبو نزار" (لازم تِزبُط..عزم الثائر عمره ما يهبط.. يطحن شوك الدنيا بضرسه.. ويحرق نفسه.. زي الشمعة).{nl}بغض النظر عن الدوافع الكامنة خلف هذا البروتوكول سواء كانت داخلية أم خارجية أو كليهما، ينبغي أن يدركا السيدان الأحمد وأبو مرزوق، ومن خلفهما طبعا حركتي فتح وحماس، أنهما وضعا نفسيهما أمام المساءلة، وأنهما مسؤولان عن النجاح وعن الفشل في اختبار المصالحة؛ فإما البقاء السياسي لهما أو الغياب. فلم يعد مجالا للهو أو تسكين جراح الشعب بمخدر الخطابات والاتفاقيات والإعلانات دون تطبيق فعلي للمصالحة بإعادة الإندماج بين الضفة والقطاع، واحترام الحريات العامة، واحترام الرغبة الشعبية في الانتخابات، وترجمة البرنامج السياسي القاضي بإنهاء الإحتلال عبر وسائل وآليات متفق عليها دون مزاودة "فكلاكما في الهم سواء"، أو بالأحرى "كلنا في الهم سواء".{nl}المصالحة مجُدداً!..{nl}الكاتب: سميح شبيب، PNN{nl}جاء الاعلان، مجدداً في القاهرة، عن بنود اتفاق فلسطيني - فلسطيني، يشكل ما يشبه المفاجأة للمتابعين.{nl}وصلت الأمور ما بعد اتفاق الدوحة، الى ما يشبه القطيعة، وترتب على ذلك، إعادة تشكيل الحكومة الفلسطينية، برئاسة سلام فياض، وبتعديلات جزئية.{nl}جاء اتفاق القاهرة، تجديداً لاتفاق الدوحة، تضمن عزماً وتعميماً على تجاوز ما وقع من خلاف، كما تضمن جداول زمنية واضحة.{nl}وافقت قيادة حماس في قطاع غزة، على تجديد السجل الانتخابي، وعلى إعطاء حرية الحركة والعمل، للجنة الانتخابات المركزية وفي ذلك، ما يسهل الأمور، وما يفسح في المجال أمام التلاقي الفلسطيني - الفلسطيني، وتأسيس حكومة تكنوقراط انتقالية، هدفها الاعداد للانتخابات التشريعية والرئاسية، وفك الحصار عن قطاع غزة.{nl}سبق أن تم حسم نقطة مهمة، تتعلق بتسمية رئيس الحكومة القادمة، حيث وافقت حماس وفتح، على ان يكون الرئيس محمود عباس، رئيساً للوزراء، إضافة لأعباء مهامه الثقيلة.{nl}من المتوقع، ان تنتقل طواقم الانتخابات المركزية إلى القطاع يوم الاحد أو الاثنين القادم، لتباشر مهامها وعلى ما يبدو ولا توجد عوائق حقيقية أمامها. ستمارس هذه اللجنة مهامها، خاصة فيما يتعلق بتحديد السجل الانتخابي، لتنتقل الأمور بعد ذلك، إلى تشكيل الحكومة الانتقالية. صحيح ان الحكومة، من حيث المبدأ، ستكون حكومة من المستقلين، المتفق عليهم بين حركتي حماس وفتح، لكن الوصول الى هكذا اتفاق، ليس سهلاً ولا يسيراً. ستكون رئاسة الحكومة، للرئيس محمود عباس وهو في الوقت ذاته رئيس لحركة فتح، وبالتالي فإن حماس تنظر لهذا الأمر، نظرة ريب وتخوف، وبالتالي، من المتوقع، أن تبذل قصارى جهودها، لتسمية وزراء من مستقلين - موالين لحماس ولرؤيتها وتصوراتها.{nl}ومن غير المتوقع، أن توافق على أسماء مستقلة، حقيقة لأنها ترى بهم مسبقاً، بأنهم من الأسماء القريبة على فتح.{nl}عند هذه النقطة، تحديداً، نقطة تشكيل الحكومة الانتقالية، تكمن شياطين كثيرة، منها شيطان المماطلة، والاتهام، بأسماء ستطرحها حركة فتح.{nl}ليس من المتوقع، أن يتم التوصل الى اتفاق بشأن أعضاء هذه الحكومة الانتقالية خلال الفترة المحددة في الاتفاق، خاصة وأن حركة حماس، تعيش فترة انتظار لما سيحدث في مصر بعد الانتخابات الرئاسية.{nl}وهي بالتالي معينة، بالمماطلة، وإضاعة الوقت خلال الفترة القادمة، حتى نهاية هذا العام. وذلك بدواعي إعادة ترتيب بيتها الداخلي من جهة، ومعرفة المستجدات في الملف المصري.. عملية المصالحة بدأت عملياً، ولا يمكن ان تتوقف... ستكون عثرات كثيرة، وعقبات متتالية، لكن العملية انطلقت وستتواصل.{nl}قضية القدس: بين الديني والسياسي{nl} بقلم: د. مهدي عبد الهادي، PNN{nl}تقتصر هذه الورقة على قراءة موجزة للاجتهادات المختلفة والجدل الساخن في الساحة الفلسطينية والعربية حول مسألة "زيارة أو دخول القدس" بعد أربعة عقود من الاحتلال العسكري والاستعمار الكولونيالي و"الضم" الإسرائيلي لمدينة القدس وفلسطين!{nl}مقدمة:{nl}يجدد المؤتمر الاسرائيلي الاستراتيجي في هرتسيليا سنويا مقولته أن "العرب خطر استراتيجي على دولة إسرائيل وثقلهم السكاني والديني و الثقافي في ثلاث مناطق رئيسية وهي: الجليل والقدس والنقب ويدعو المؤتمر إلى طرح البرامج العملية والفورية لتقييد وتحجيم الحضور والتواجد العربي.{nl}وقد انتهجت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ عدوان حزيران 1967 سياسة أسرلة وتهويد مدينة القدس بفرض واقع جديد وحقائق جغرافية وسياسية ودينية لضمان استمرار سيطرة اسرائيل على الأرض والمواطنين الفلسطينيين والمقدسات الإسلامية والمسيحية والتي شهدت عدوانها السافر بإحراق المسجد الأقصى المبارك في 21 آب 1969 والذي أتى على منبر صلاح الدين التاريخي والأثري والرمزي.{nl}لقد صادرت اسرائيل مساحات شاسعة من الأراضي في القدس وأقامت حوالى (13) مستعمرة داخل وحول المدينة ونقلت حوالي 275,000 مستوطن يهودي للإقامة والعمل في المدينة وأحيائها. وفي نفس الوقت فرضت سياسية حرمان ومنع ضد الفلسطينيين من السكن والإقامة والعمل والخدمات الأساسية وحتى الوصول إلى المساجد والكنائس والتعبد فيها.{nl}وفي السنوات الأخيرة، حرصت الحكومات الإسرائيلية على فرض "سيادتها" الأحادية على جميع أنحاء المدينة وحاصرتها بأحزمة استيطانية إسمنتية داخلية وخارجية وقطعت أحياءها العربية كالسكين الحاد الذي يقطع اللحم الفلسطيني وحرصت على نسبة سكانية دون 30% للفلسطينيين مقابل 70% لليهود الإسرائيليين.{nl}هذا وتشهد المدينة حالة سقوط غير مسبوقة في تاريخ الاحتلال وذلك بفرض أجندة الأسرلة والتهويد بدءا من الحفريات المستمرة أسفل المدينة المقدسة بكاملها وبخاصة تحت أساسات المسجد الأقصى المبارك وفتح الانفاق وإقامة الكنس تحت ساحات المسجد الأقصى وإقامة الصلوات والاقتحامات المستمرة لقوات الاحتلال والمستوطنين ورجال الدين اليهودي المتطرفين في ساحات المسجد الأقصى. إضافة إلى انتشار ظاهرة بناء الكنس وانتشار المدارس الدينية والتنظيمات الإرهابية تحت الستار الديني (تعليم التلمود) ثم الاستيلاء على العقارات وتغيير أسماء الشوارع والأحياء وهدم مقبرة "مأمن الله" وإحراق المركز الدولي للكتاب المقدس على جبل الزيتون وإحراق أربعة مراكز مسيحية في القدس وتشويه معالم كنيسة القديس جيورجيوس وتحويلها إلى ناد ليلي.{nl}حقائق وأرقام:{nl}- فقط 13% (ما يعادل 9.18 كم2) من أراضي القدس التي تم إلحاقها وضمها إلى حدود البلدية الإسرائيلية مخصصة لأغراض بناء الفلسطينيين.{nl}- بالمقابل 35% من أراضي البلدية والتي تعادل مساحتها (24.5كم2 ) تمت مصادرتها لغايات بناء المستوطنات، كما تم تخصيص 22% أي ما يعادل (15.48كم2 ) كمساحات خضراء ومرافق عامة، بينما تم تصنيف 20% من الأراضي أي ما يعادل (21.35كم2) كأراض غير منظمة.{nl}- وفقا للإحصائيات فإن عدد اليهود المقيمين في مدينة القدس كان عام (2009) 497,000 ساكن ومقيم وهو ما يعادل (64.3% من مجموع سكان المدينة) حيث يقيم 40% من هؤلاء في المستوطنات. بينما بلغ عدد الفلسطينيين المقيمين في القدس في نفس العام 275,900 فلسطيني أي ما يعادل 35.7% من سكان المدينة.{nl}- هناك حاليا 900 مستوطن (80 عائلة و400 من الطلاب الدينيين) يقيمون في 42 موقعا مختلفا في البلدة القديمة.{nl}- هناك حوالى 2000 مستوطن يهودي يقيمون في القدس في مباني ومنشآت تقع في وسط الأحياء الفلسطينية في القدس الشرقية.{nl}- حوالي 80% من تعداد المستوطنين في الضفة الغربية يقيمون في محيط مدينة القدس على بعد 25كم عنها.{nl}- الجدار العازل (جدار الفصل العنصري) حول القدس يبلغ طوله (142كم) يمر منها (4كم) فقط ضمن مناطق الخط الأخضر (حدود عام 1967).{nl}- في آب 2011 قامت إسرائيل بتسريع عملية بناء (5595) وحدة استيطانية الأمر الذي يؤدي لزيادة نسبتها 11% في عدد الوحدات السكنية المخصصة للاسرائيليين في القدس الشرقية منذ عام 1967.{nl}تعدد الاجتهادات في الخطاب العربي في الحالة في القدس:{nl}الأول: يعتمد تفسير الحالة على أساس "خطاب المؤامرة" ويستند في حجته على نصوص وتفسير "بروتوكلات حكماء صهيون"، في الماضي حيث كانت تبحث عن خريطة من الوهم والأساطير من أجل أن تشكل الأسطورة مبررا وذريعة لتحقيق الأهداف، وفي الحاضر، فإنها تبحث عن روابط التحالف الصهيوني – الأوروبي، وانتقاله إلى التحالف الاستراتيجي الأمريكي- الاسرائيلي وعلى أساس المصالح والمنافع والخدمات المتبادلة لتؤكد "نظرية المؤامرة".{nl}ويرى أصحاب هذا الاجتهاد، أن الرد على "خطاب المؤامرة" يكون في "الحل العسكري" والمثال على ذلك ما حدث لممالك الفرنجة في فلسطين وحولها، حيث انتهت بانتصار القوة العسكرية العربية، وتم ترحيل الفرنجة إلى بلادهم بعد أن مكثوا في فلسطين قرنين من الزمان.{nl}الثاني: يعتمد تفسير الحالة "بالخطاب التاريخي" بمعنى أنها مسألة صراع بين الخير والشر، وبين الحق والباطل، وهو صراع ممتد على مدار التاريخ، وأن النصر سيتحقق في نهاية المطاف، وهو نصر حتمي؛ والتاريخ يكتبه للمنتصر. ويرى أصحاب هذا الاجتهاد أن "الحل السياسي" كما هو في نموذج ثورة المليون شهيد في الجزائر هو ما يمكن أن يطبق على الحالة الفلسطينية، ففي الجزائر وبعد انتصار الثورة، قامت حكومة قومية من سكان البلد الأصليين ومنحت المستعمرين الفرنسيين خيار البقاء وحق المواطنة والإسهام في مستقبل البلد ولكنهم آثروا العودة إلى بلدهم الأصلي، فرنسا.{nl}الثالث: يتحدث عن "الخطاب السياسي" ومرجعيته نصوص حقوقية على أساس القانون الدولي وحقوق الإنسان ويقدم مرافعة قانونية سياسية مطالبا بتحقيق العدالة في الحقوق وإدانة ووقف العدوان.{nl}ويرى أصحاب هذا الاجتهاد، في نموذج جنوب أفريقيا، حلا واقعيا براجماتيا لمستقبل الحالة الفلسطينية، حيث تم تصفية "الجيب الاستيطاني العنصري" دون تصفية جسدية للعناصر البيضاء ذات الأصول الغربية التي تولت الحكم في "نظام عنصري" في البلاد، ثم عرض علهم الاندماج في ناظم عادل مبني على أسس الحرية والمساواة.{nl}الرابع:هذا ويتمسك العربي المسلم بالقدس، لأنها في الدرجة الأولى وطنه وأرضأجداده ومحضن تراثه وحضارته ولأنها جزء من عقيدته، فالله سبحانه وتعالى يصفها في القرآن "الأرض التي باركت فيها للعالمين" وهي "الأرض التي يرثها عبادي الصالحون" والحديث النبوي يقول: "إذا ذلت العرب ذل الاسلام" والعرب يقولون : "إذا عزت العرب عز الاسلام" ولهذا فهم حريصون على ثباتهم واستمرارهم على هذه الأرض.{nl}والقدس، عاصمة العقيدة المسيحية، ومقدسة إسلاميا لأن الله قد خصها بإسراء الرسول إليها، وهي أولى القبلتين وفيها ثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين، وهي مكان مهاجرة خليل الرحمن، سيدنا إبراهيم، والبيت المقدس (المسجد الأقصى) بنته الملائكة وسكنته الأنبياء وما فيه موضع شبر إلا وقد صلى فيه نبي وأقام فيه ملك، هذا بالإضافة إلى أن ثراها احتوى رفات الصحابة والعلماء والفقهاء والشهداء العرب والمسلمين على امتداد التاريخ.{nl}ونحن معشر أهل القدس، نعلن ونعترف بأننا لا نستطيع وحدنا تحرير القدس ومقدساتها، ويقتصر دورنا على الثبات، والمحافظة على هويتنا وعقيدتنا وتواصلنا مع بقية أهلنا وشعبنا في السجن الكبير وخارجه. بالرغم من التقصير الكبير على الصعيد الرسمي الفلسطيني والعربي، وقد عبر بطريرك القدس السابق، ميشيل صباح عن هذه الحالة في كلمته في مؤتمر القدس الدولي في الدوحة قبل شهرين بقوله:{nl}" القدس تموت ومؤتمركم لن يحيها"{nl}- أما بخصوص قضية القدس ما بين الديني والسياسي " مع التركيز على زيارة المدينة والمقدسات كالمسجد الأقصى وكنيسة القيامة من قبل شخصيات عربية ذات مواقع وصفات دبلوماسية ودينية والجدل حول ذلك فإن:{nl}- "هناك ازدواجية تمنع الجمع بين المبدئية والعقلانية فإما مبدئية غيبية تنص بجمل جاهزة واما عقلانية صادقة تبحث عن طريقة لمجابهة أو الحد من الهزيمة"{nl}- "الحالة الفلسطينية تقيد التقييم العقلاني النقدي وتغرق في "الشخصنة" وتحول دون وضع استراتيجية وطنية "نضالية" يجمع عليها الناس، كل الناس....."{nl}- الموازنة بين المصالح والمفاسد عند التعارض: " وإذا اجتمع في أمر من الأُمور مصلحة ومفسدة ٬ أو مضرَّة ومنفعة ٬ فلا بد من الموازنة بينهما. والعبرة للأغلب والأكثر ٬ فإن للأكثر حكم الكل .فإذا كانت المفسدة أكثر وأغلب على الأمر من المنفعة أو المصلحة التي فيه وجب منعه ٬ لغلبة مفسدة ٬ ولم تُعتبر المنفعة القليلة الموجودة فيه. وهذا ما ذكره القرآن في مسالة الخمر والميسر في إجابته عن السائلين عنهما: (يسئلونك عن الخمر والميسر ٬قل فيهما إثمٌ كبيرٌ ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما ) (البقرة: ۲۱۹) وبالعكس إذا كانت المنفعة هي الأكبر والأغلب ٬ فيُجاز الأمر ويشرع ٬ وتُهدر المفسدةالقليلة الموجودة به.{nl}ومن القواعد المهمة هنا:{nl}• أن درء المفسدة مُقدَّم على جلب المصلحة.{nl}• يكمل هذه قاعدة أخرى مهمة ٬ وهي:{nl}• أن المفسدة الصغيرة تُغتفر من أجل المصلحة الكبيرة.{nl}• وتُغتفر المفسدة العارضة من أجل المصلحة الدائمة.{nl}• ولا تُترك مصلحة محققة من أجل مفسدة متوهمة." (يوسف القرضاوي، في فقه الاولويات){nl}وبعد...{nl}- وحتى لا تنفرد "نجمة داوود" في التحكم بأقدارنا في القدس أو يُفرض علينا قاموس التخوين الوطني والتكفير الديني بدلا من التمسك في الثوابت الوطنية وتراث عروبتنا وأصول عقيدتنا الاسلامية والمسيحية أرجوكم لا تحّرفوا "سورة يوسف" التي قرأنها ودرّسنها كأحسن القصص أو تخلطوا بين صورة "يوسف" المجتهد عندما أخطأ فكانت له حسنة أو عندما أصاب فكانت له حسنتان... وأرجوكم ألا تشخصنوا قضيتنا أو تلطخوا قميصنا بدم كاذب وألا تسقطوا في مستنقع خلافاتكم بل تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم بعيدا عن حبال التمنيات وصراخ الشعارات لأن في القدس مقدساتنا وتراثنا وهويتنا وحياتنا ومستقبلنا، وأهلها فلسطينيون مسلمون ومسيحيون، أهل رباط صامدون مهما طال الزمن وغاب العتاب عليكم ومنكم فالشكوى لغير الله مذلة.{nl}- وبناء عليه فإن غالبية أهل القدس يرحبون بزيارات هادفة ومدروسة فنحن من مدرسة قائد معركة القدس فيصل الحسيني صاحب المقولة الشهيرة التي رددها واقتبسها معظم المسؤولين الفلسطينيين ولكن دونما التأكيد على مصدرها "أن زيارة السجين ليست اعترافا أو تطبيعا مع السجان" والقدس اليوم أسيرة وبحاجة لمن يتضامن معها ولا نرى مبررا للخوف أو التردد ولكن الأمر الذي "يشوه" هذه الزيارات هو عندما "تتم في العتمة" دونما تنسيق أو حضور لأهل القدس حيث أن الهدف هو التضامن مع الفلسطينيين في القدس وكان من باب أولى دعوة ممثلي المجتمع المدني والشخصيات العامة والدينية في القدس حتى تكون مع الزائر جنبا لجنب بدلا من ظهوره مصحوبا بحراسة الاحتلال، وإننا نعارض ونرفض قذف الناس بتهم "التطبيع" جزافا وبصورة عشوائية لأن في ذلك عدوانا على حرية وحركة الإنسان...{nl}حل الدولتين... هل أصبح في خبر كان؟{nl}الكاتب: ايرة التحرير، ج القدس{nl}أصبح الحديث عن حل الدولتين في ظل التوسع الاستيطاني والممارسات الاحتلالية الاسرائيلية الأخري نوعا من الكلام السرابي الخيالي، البعيد كل البعد عن الواقع. وهذه حقيقة مؤكدة يعترف بها الجانبان بطريقة أو بأخرى، كما أن الأسرة الدولية لم تعد مقتنعة بجدية هذا الحل. {nl}وبعد تقطيع أوصال الضفة بالمستوطنات في كل جوانبها، فإن شهادة وفاة هذا الحل لم تصدر بعد، وليست هناك جهة أو طرف لديه الاستعداد لتوقيع هذه الشهادة.{nl}فالجانب الفلسطيني الذي أظهر مرونة تتجاوز الحدود، وشارك في كل المفاوضات وأبدى استعدادا لإعادة التفاوض بعد لقاءات عمان في كانون الثاني الماضي، لا يريد لعملية السلام التفاوضية أن تنهار بالكامل، فالظروف قد تتغير، والضغوط الدولية على حكومة بنيامين نتنياهو الاسرائيلية اليمينية ربما تحقق بعض أهدافها.{nl}والجانب الاسرائيلي يريد أن تبقى يافطة المفاوضات معلقة أمام أنظار الرأي العام العالمي، كنوع من التضليل والإيهام بأن عملية السلام كواجهة وكمظهر ما تزال موجودة. ولا تريد اسرائيل نتنياهو أن تكون المبادرة إلى غلق الباب نهائيا أمام الشكل البروتوكولي التفاوضي، حتى وإن أفرغت هذا الشكل من كل معنى وكل مضمون. لأنها تعرف أن مثل هذا العمل سيحملها المسؤولية السياسية والأخلاقية عن انهيار عملية السلام بشكل رسمي، بعد أن كانت المسؤولية ضمنية حتى الآن.{nl}لقد قبل الفلسطينيون حل الدولتين مع كل ما فيه من تضحيات مؤلمة، لكن الجانب الاسرائيلي يكشف كل يوم عن أهدافه الحقيقية في الاستيلاء على كافة الأراضي الفلسطينية. وهو في الأساس لا يعترف بأي حقوق وطنية لفلسطينيين في أرض بلادهم، بل يعتبر هذه الأراضي "أرض اسرائيل التوراتية" التي لا شريك لليهود فيها. وهذه هي المعضلة الرئيسية أمام عملية السلام، وفي طريق أي تسوية يطرحها المجتمع الدولي للصراع العربي- الاسرائيلي.{nl}أما القوى العظمى المشغولة بأزماتها من اقتصادية وسياسية، فيبدو واضحا أنها لا تكترث بمعاناة الشعب الفلسطيني، رغم إدراكها أن اسرائيل هي التي تعرقل السلام، وتقتل من خلال الاستيطان كل أمل بتحقيق حل الدولتين.{nl}والمحزن في الأمر أن القوى الدولية واللجنة الرباعية التي يفترض أنها راعية عملية السلام، والمحفزة لحل الدولتين ، تخضع للمواقف الاسرائيلية وتبدو عاجزة تماما عن الضغط على اسرائيل، وتفتقر إلى الآليات الكفيلة بتحقيق الانسحاب الاسرائيلي من الأراضي الفلسطينية المحتلة، حتى بعد مرور ٤٥ عاما على هذا الاحتلال المزمن.{nl}لكن التاريخ لا يثبت على حال ولا يرجع إلى الوراء. والحقيقة، التي يتعين على كل من ينكر الحقوق الوطنية الفلسطينية العادلة في الاستقلال والحرية أن يستوعبها، هي أن الفلسطينيين لن يتنازلوا مطلقا عن هذه الحقوق.{nl}والمتغيرات في المنطقة تشير إلى هذا التغير في مسار التاريخ، وهو تغير من المفروض أن تستبقه اسرائيل والعالم بالمسارعة في التوصل إلى السلام العادل، المقبول على الفلسطينيين والعرب والعالم، وفي أقرب الآجال.{nl}صهيوني: وطيب!{nl}الكاتب: حسن البطل، ج الايام{nl}العنوان ناشز جداً، إلا إذا كان ابن التسعين عاماً، أوري أفنيري، ناشزاً جداً في إسرائيل المتخبطة كما يتخبط أعداؤها العرب. هي تتخبط في هويتها المركبة قسراً: يهودي-صهيوني-اسرائيلي، والعرب يتخبطون في هويتهم غير المركبة: عربي-مسلم-مصري (عراقي-فلسطيني-سوري).{nl}في عمره التسعيني يمكن القول، دون مجاملة، أن أوري أفنيري "شهد المشاهد كلها" من تحول "الييشوف اليهودي" الى دولة إسرائيل، ومن تحولها الى دولة "أبارتهايد"، ومن الضعف الى القوة العاتية.{nl}.. وأيضاً، وهو الأهم "شهد المشاهد كلها" على الصعيد الشخصي: محارباً، ثم صحافياً شاذاً هو وجريدته "هعولام هازيه" الى عضو كنيست من كتلة واحدة.{nl}كنت أعرف أنه "صديق" ياسر عرفات، الذي كان يقرأ مقالاته مترجمة، وقابله في عرينه الفاكهاني-بيروت في عز الحصار.{nl}سأله أفنيري حينها: الى أين إن خرجت من هنا بسلام؟ قال: "الى فلسطين" ثم التقاه في غزة، فقال له "ها أنا.. هنا" والتقاه في مقاطعة رام الله، وعلى ما أذكر شهد جنازته.{nl}لكن، في لقاء مطول أجراه انطون شلحت وبلال ظاهر لدورية "قضايا اسرائيلية 45" اكتشفت جديداً: كان على معرفة مع جمال عبد الناصر أثناء حصار الفالوجة، عن طريق جندي يمني يجيد العربية. أهداه الجندي ثوباً لابنته، وأهداه ناصر علبة من حلويات "غروبي" الشهيرة، وبعد ثورة يوليو تلقى الجندي اليمني دعوة لزيارة سرية لمصر ومقابلة عبد الناصر، عطلتها الخارجية الإسرائيلية. يقول: أحبّ عبد الناصر وأحترمه.{nl}ينسف أفنيري الحكاية الإسرائيلية من أساسها، وحتى في أول الصراع الحربي، اقتنع أنه "يوجد شعب فلسطيني" وينسف جانباً من الرواية العربية، لأن إسرائيل كانت صنيعة الاتحاد السوفياتي الذي سلحها قبل أن تكون صنيعة الولايات المتحدة التي مولتها وسلحتها متأخراً.{nl}يسخّف أفنيري المزاعم الإسرائيلية أن القيادة العربية دعت الفلسطينيين الى الهرب من البلاد "وعموماً فإن معظم الأساطير التي يرويها اليهود حول النكبة سخيفة"!{nl}ما الذي تغير؟ قبل إقامة اسرائيل كان الفتى أفنيري داعية من دعاة دولة واحدة، ومن ثم صار داعية من دعاة دولتين متجاورتين والقدس عاصمة مشتركة. لا يتحدث أفنيري بشيء عن رفض الفلسطينيين والعرب مشروع التقسيم، لأن القيادة الإسرائيلية قبلت المشروع تكتيكياً لكنه لم يكن يتحدث سوى عن "دولة عربية" لا عن "دولة فلسطينية".{nl}ماذا أيضاً؟ يقول أن الأميركيين أبادوا الهنود الحمر واستعبدوا السود لكن ضميرهم لا يؤنبهم "غير أن النكبة تؤنب ضمير اليهود". عملنا ما في وسعنا لطرد العرب، والعرب طردوا اليهود من مناطقهم "هذا هو التاريخ ونحن لن نغيره، وعلينا أن نعترف بما حدث، ومن ثم نرنو الى المستقبل".{nl}يؤمن أفنيري أنه باستثناء رابين لم يرغب أي زعيم اسرائيلي بصنع سلام مع الفلسطينيين. أولمرت طرح اقتراحه بعدما صار منتهياً سياسياً، وبيريس لم يطرح شيئاً جدياً وبن غوريون وبيغن لم يريدا دولة فلسطينية بأي شكل.{nl}قريباً تصدر مذكرات أفنيري، الذي شاهد المشاهد كلها. يسألونه: هل أنت صهيوني؟ يقول: نعم.. هذا إن كانت الصهيونية هي حق اسرائيل في الوجود. باستثناء يشيعياهو ليبوفيتش ناقد اسرائيل من ناحية يهودية، فإن أفنيري هو حكيم أخير في إسرائيل المجنونة المتخبطة بين الصهيونية والإسرائيلية واليهودية، كما نتخبط بين العروبة والإسلام والهوية القطرية.{nl}يقول: العرب نفسهم طويل، ويتطلعون الى ما بعد 100 أو 200 عام، بينما لا يفكر الإسرائيليون أبعد من سنوات قليلة.{nl}في تعريف القومية-الوطنية هناك النظرية الألمانية والنظرية الف<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/05-2012/محلي-108.doc)