المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أقلام وآراء اسرائيلي 96



Admin
2012-05-28, 10:36 AM
أقلام وآراء{nl}ـــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ{nl}أشرق اوسط جديداً.. وهل يأتي الصيف بعد الربيع؟{nl}بقلم:مارك هيلر،مترجم عن صحيفة القدس العربي{nl}ماذا تغير؟ مثل معظم الظواهر المحملة بالمصير في التاريخ، يخيل ان من السهل تحليل موجة الثورات ضد الحكومات العربية ذات الحكم المطلق، والتي حظيت بلقب 'الربيع العربي'، في نظرة الى الوراء. من اللحظة التي خرج فيها المتظاهرون الاوائل ضد النظام الى الشوارع في مدينة سيدي بوزيت في تونس في أواخر كانون الاول 2010، بدأ الخبراء في شؤون الشرق الاوسط يشرحون لماذا لم يكن احراق البائع المتجول المجهول لنفسه سبب التطورات التي شهدناها بل مجرد محفز لاشتعال عناصره موجودة على الارض منذ زمن بعيد. ووصف الخبراء كيف أصبحت الدكتاتورية الفاسدة والشديدة لزين العابدين بن علي في تونس منقطعة أكثر فأكثر عن واقع السكان الشباب الآخذين في الازدياد، والذين يشعرون باغتراب متصاعد بسبب عدم قدرة النظام على توفير العمل او أي شكل آخر من المشاركة في التنمية الاقتصادية أو التعامل معهم بقدر من الاحترام الذي يستحقونه. واضاف الخبراء فوصفوا كيف فقد النظام احتكاره للمعلومات عقب تسلل وسائل الاتصال غير الخاضعة للرقابة كـ 'الجزيرة' والشبكات الاجتماعية على الانترنت، وكيف جعلت هذه القنوات أعضاء مجموعة الشباب 'youth bulge' ليس فقط على اطلاع أكبر بأنه يشاركهم آخرون ايضا في احساس الغضب لديهم من فقدان الفرص والأمل، بل وواثقين أكثر بقدرتهم على التعاون بنجاعة مع آخرين وتنسيق الخطى معهم. كما وصف الباحثون كيف استخدم هؤلاء قنوات الاتصال لنقل طابع وحجم الانتفاضة الى العالم الخارجي، وشجعوا الشركاء والرعاة على التراجع عن دعمهم للانظمة الحاكمة. وأخيرا وصف الباحثون انخراط العناصر الداخلية والخارجية مما دفع مجموعات سياسية هامة، ولا سيما الجيش، لهجر الحاكم الطاغية واجباره على مغادرة القصر والخروج على وجه السرعة الى المنفى في السعودية، والسماح بذلك للشعب بنيل الكرامة والحرية اللتين حرم منهما لزمن طويل جدا.{nl}في حالة تونس، هذه الرواية تبدو في نظرة الى الوراء مقنعة جدا لانها منحت الاحداث بعدا منطقيا، إن لم يكن محتما. فضلا عن ذلك، فقد احتوت على ما يكفي من العناصر القائمة في سياقات اخرى في الشرق الاوسط وتلمح بان التونسيين ما أن حطموا 'حاجز الخوف' الذي نسب اليه انعدام النشاط السياسي في المنطقة حتى حولوا دولتهم الى محفز لتطورات مشابهة في أماكن اخرى. بتعبير آخر، فان المراقبين الذي اعترفوا بان اسقاط الدكتاتور في تونس فاجأهم، بدأوا يدعون بنوع من التأكيد بانهم لن يفاجأوا اذا ما وقعت أحداث مشابهة في أماكن اخرى. هذا الفهم حظي بتعزيز كبير عندما اجتازت مصر، التي ادعى كثيرون بحماسة بانها لا تشبه تونس، تغييرا مشابها بعد نحو شهر. فالحاكم الفرعوني، حسني مبارك، انزل عن كرسيه. بعد وقت قصير من ذلك اندلعت مظاهر المقاومة التي اجتاحت المنطقة من المغرب وحتى البحرين وعُمان في الشرق. ومع أن قوة الاحتجاجات كانت مختلفة من مكان الى مكان، يبدو أن حجم الظاهرة يؤكد الاعتقاد بان هذه ليست أحداثا منعزلة بل جزءا من تحول منهاجي نتيجة أثر الدومينو. المنطق خلف هذا الاعتقاد هو ان العام 2011 هو الصيغة الشرق أوسطية لاعوام 1789، أو 1848، أو 1968، أو 1979، أو 1989، وأن الحكام الطغاة سيسقطون بسرعة تقريبا في كل مكان في الموجة المتصاعدة للتحول الديمقراطي الذي اجتاح في العقدين السابقين جنوب اوروبا وشرقها، أمريكا اللاتينية، شرق آسيا بل وأجزاء واسعة من أفريقيا، الا أنه تجاوز حتى اليوم الشرق الاوسط. بإختصار، غطت المنطقة فجأة الفارق في تطورها التاريخي، وها هي توشك على أن تصبح شرق أوسط جديدا. {nl}لا خلاف في أن الشرق الاوسط ما بعد اندلاع المظاهرات واسعة النطاق ضد أنظمة الحكم المطلق هو جديد ومختلف. والجديد لا يكمن في المظاهرات الجماهيرية او في تجنيد 'الشارع العربي' للعمل الجماعي. فللمنطقة تاريخ طويل من الحركات الجماهيرية والاحتجاجات واسعة النطاق. في بعض الحالات نظمت الاحتجاجات بل وحظيت بتشجيع الانظمة نفسها، ووجهت ضد خصوم خارجيين. في بعض الحالات، مثلما في مظاهرات العمال، كانت المظاهرات مدنية وركزت على أهداف اقتصادية محددة بدقة. في بعض الحالات فان جماعات فئوية، عرقية او قومية تنافست الواحدة مع الاخرى على القوة أو على التأثير على سياسة الحكومات التي منحت تفضيلا ظاهرا لمصالح جماعات فئوية، عرقية أو قومية اخرى. في حالات اخرى كانت هناك احتجاجات ايديولوجية، قومية أو دينية، وضمت مظاهرات جماهيرية بل والارهاب احيانا ايضا. ولكن من العام 1952 لم تقع في أي دولة في المنطقة باستثناء ايران مظاهرات جماهيرية عنيفة أدت الى اسقاط أنظمة راسخة (وحتى في العام 1952 اسقط فاروق ملك مصر بانقلاب عسكري، وليس في مظاهرات شعبية اندلعت على التوالي على مدى بضع سنوات قبل أن يوقف 'الضباط الاحرار' الملك ويرافقونه الى يخته ويبعثون به بكياسة الى المنفى في روما). وعليه فان موجة المظاهرات التي بدأت تجتاح المنطقة في أواخر العام 2010 هي دليل واضح على أن شيئا ما جوهريا تغير فلم يعد ممكنا تجاهل الرأي العام أو اسكاته بالقمع، حتى في الدول الاكثر وحشية بين 'دول الامن القومي' والناس الذين ينظرون، يشتغلون او يعيشون في المنطقة لم يعد يمكنهم الافتراض بان الجمود معناه الاستقرار. {nl}من يوجد في خطر؟{nl}فضلا عن هذا الواقع، فان المخفي اعظم. الكثير من التعميمات التي نشأت عن الاحداث في تونس وفي مصر، سرعان ما تبددت. التعميم الاول كان هو ان التهديد الاكثر جدية يحيق بالانظمة 'المعتدلة' او أنظمة 'الوضع الراهن'، وذلك ظاهرا لانها اشعلت غضبا خاصا في اوساط الجماهير جراء سياستها 'المؤيدة لامريكا' او 'المؤيدة لاسرائيل'. ليس واضحا لماذا نال هذا المنطق عطفا معينا، فقد سبقت 'الربيع العربي' في العام 2009 حركة احتجاج واسعة النطاق ونشطة بذات القدر، ولكنها فشلت في نهاية المطاف في اسقاط النظام في ايران، الذي لا يوجد أي صلة بينه وبين ميول التأييد لامريكا أو اسرائيل. الفرضية الكامنة في الادعاء المذكور كانت أغلب الظن أن الانظمة المسماة معتدلة كانت دكتاتوريات 'رقيقة' مقارنة مع نظرائها الاكثر وحشية في معسكر 'المقاومة'. المعتقدون بهذا التعميم كان بوسعهم الوقوف عند خطئهم لو أنهم كرسوا انتباها اكبر بدوافع الجماهير الذين خرجوا مطالبين باسقاط الانظمة في تونس وفي القاهرة. وقد كان لهذه الدوافع علاقة هزيلة فقط بالولايات المتحدة أو باسرائيل. ومع ذلك، كان لزمن قصير من تأثر أكثر من غيره بحجج الرئيس بشار الاسد، الذي أعلن بان سوريا، أي الاسد، حصينة من مظاهرات الاحتجاج من هذا النوع بسبب موقفها الحازم من موضوع 'المقاومة'. هذا التحليل نال تبريرا سطحيا في الوقت الذي تعاظمت الاضطرابات أو انتشرت الى اليمن حيث رئيسه علي عبدالله صالح أعلن بانه شريك في كفاح الولايات المتحدة ضد الارهاب الى البحرين، قاعدة الاسطول الخامس الامريكي، بل حتى، وان كان بشكل أضعف بكثير، الى الاردن وعُمان. ومع ذلك فان شرخا في هذا المنطق ظهر عندما عادت المظاهرات ضد النظام لتشتعل في ايران، وعندما اندلعت ثورة واسعة النطاق في ليبيا، الذي يعد زعيمها معمر القذافي من 'الزعماء الاستفزازيين' في الشرق الاوسط، وأودع نفسه مؤخرا في يد الغرب، وإن كان بقي يعتبر شخصية غير مستقرة. هذا المنطق انهار تماما عندما تبين فجأة للاسد (وأغلب الظن لمفاجأته الحقيقية) بانه، العمود الفقري السوري للمقاومة، سيد حماس وحزب الله، والشريك الاستراتيجي المركزي لايران في العالم العربي، لا يقل تشهيرا في أوساط ابناء شعبه من مبارك وبن علي، وبالاساس لذات الاسباب.{nl}نهاية اللعبة؟{nl}التعميم الثاني، الذي سرعان ما دحضته الظروف، اعتقد بان التاريخ يميل الى التخلص من الحكام الطغاة، وما أن انهار حاجز الخوف وتجرأت الجماهير على الاعراب عن غضبها، فقد حسم مصير اولئك. يخيل أن هذا التعميم ايضا هو استنتاج متسرع جدا في ضوء الاحداث التي وقعت في تونس وفي مصر. لا شك أنه من زاوية النظر الابعد للتاريخ، لا يوجد حكم خالد. النظام الاكثر ثباتا ظاهرا كفيل بان ينهار حتى بغياب مقاومة داخلية صريحة بحجم واسع. وكبديل، فانه كفيل بان يتغلب على المقاومة، ومن ثم يتطور الى اتجاهات حتى يكاد لا يكون ممكنا التعرف عليه. المسيرة الاولى وقعت في الاتحاد السوفييتي السابق؛ المسيرة الثانية تتميز بها الصين الشيوعية بعد العام 1989. بهذا المفهوم فان كل الحكام يعيشون 'على الزمن المستقطع'. ومع ذلك، فان زاوية النظر التاريخية لا تساعد بالضرورة المحللين السياسيين والصحفيين العاملين في اطار زمني مختلف. وحسب الاطار الزمني الذي يعملون فيه، فان اختيار بن علي، القذافي ومبارك الترك لا يعني بالضرورة ان مصير الاسد، صالح وغيرهما قد حسم هو ايضا. فمثلا، الملكية في البحرين في العام 2011، مثل الجمهورية الاسلامية الايرانية في العام 2009، نجحتا في الصمود امام التحدي، حاليا على الاقل. صحيح أن القذافي سقط بمساعدة قوات الناتو وصالح قد لا يعود من العلاج الطبي في العربية السعودية كي يستأنف الحرب في اليمن. وبينما منح نموذجا تونس ومصر الهاما للناس في دول اخرى لممارسة ضغط أكبر على حكامهم، يمكن الافتراض بان مصير بن علي ومبارك بعد التنحي عن الحكم منح الهاما لحكام في دول اخرى لمقاومة محاولات تنحيتهم بشدة أكبر. على أي حال، في هذا الموضوع ايضا لا يزال لا يمكن الاشارة الى نتائج لا لبس فيها.{nl}مثيرو الاضطرابات من الخارج؟{nl}مسألة أخرى هي دور المحافل الخارجية في التأثير على نتائج الصراعات الداخلية. عندما بدأت المظاهرات في تونس تنال الزخم، تبين أن وزيرة خارجية فرنسا كانت على علاقات وثيقة مع عائلة بن علي، وان فرنسا اقترحت حتى مساعدة قوات الامن التونسية كي تتمكن هذه من ان تتصدى بنجاعة اكبر للاضطرابات في الدولة. وقد أثار هذا الكشف عاصفة في الغرب حول المدى الذي يمكن فيه لمحافل من الخارج وينبغي لها أن تدعم هذا الطرف أو ذاك في الصراعات الداخلية. عندما انتشرت موجة المقاومة الى مصر والبحرين الدولتين اللتين للولايات المتحدة معهما علاقات وثيقة ثار في الولايات المتحدة الجدال هل اندلاع الوعي الديمقراطي في الشرق الاوسط يجب أن يعزى الى سياسة جورج دبليو بوش، الذي أيد التحول الديمقراطي أم الى سياسة 'الانخراط' (engagment) للرئيس براك اوباما. مؤيدو بوش تذكروا بفرح سلبية اوباما في اثناء 'الربيع الايراني' في العام 2009، والحدث الذي رفع فيه بعض المتظاهرين ضد النظام يافطة مناهضة للولايات المتحدة جاء فيها: 'يا اوباما هل انتَ معنا أم ضدنا'. من المسلم به ان طرفي الجدال افترضا بالقطع بان رد فعل الولايات المتحدة هام لتعزيز أو اضعاف حركة المعارضة وكذا ردود فعل النظام. المتظاهرون في البحرين كرروا تساؤل نظرائهم الايرانيين بالسؤال: 'اين الامريكيون، اين الامريكيون، لماذا يسمحون بهذا؟' دون صلة بصلاحية الفرضية بشأن أهمية رد الفعل الامريكي، يكاد يكون مؤكدا أنه عندما قررت الادارة، بعد ترددات طويلة اتخاذ موقف وتأييد اولئك الذين طالبوا مبارك بالرحيل عن الحكم، فان العلاقة الوثيقة بين الولايات المتحدة والمؤسسة العسكرية المصرية شكلت عاملا في قرار القيادة العليا توصية مبارك بالاعتزال. ولكن الانتقاد لتردد الادارة، والذي وجهه امريكيون يبدون عطفا طبيعيا على كل حركة تبدو ديمقراطية وتسمي نفسها ديمقراطية، دفع الرئيس اوباما الاستجابة الى مناشدات فرنسا التي تكمن أغلب الظن في الحاجة الى التكفير عن انعدام العمل من ناحيتها في تونس للتدخل عسكريا الى جانب المتمردين على القذافي. والمعنى هو أن الولايات المتحدة وغيرها فضلوا الشيطان الليبي الذي لا يعرفونه على الشيطان الليبي الذي يعرفونه. {nl}مفهوم ان ليس كل وضع في المنطقة يشبه ذاك الذي ساد في مصر، تونس او ليبيا؛ معظم الاوضاع كانت حتى أكثر تعقيدا. القوى العظمى الغربية لم تعرف دوما ان تحدد لنفسها اين تكمن مصالحها، الامر الذي من شبه المؤكد يشرح لماذا في حالة سوريا فضلت، في المراحل الاولى من الاضطرابات على الاقل، الشيطان الذي تعرفه على الشيطان الذي لا تعرفه. وحتى في حالات عطف القوى العظمى على المعارضة، لم يكن بوسعها ان تحققه في غياب رافعة هي نتيجة طبيعية للتعاون مع وسطاء في موقع قوة، كالجيش، او بسبب انعدام استعدادها لممارسة قوتها العسكرية لترجيح كفة ميزان القوى الداخلي. في نهاية المطاف، الانظمة التي توجد تحت التهديد يمكنها أن تقنع نفسها بانه ينقص الغرب القدرة او التصميم اللازم على العمل. وحتى لو كانت مقتنعة بانه ستفرض عليهم عزلة سياسية وعقوبات اقتصادية وقانونية، ففي وضع الحرب في سبيل وجودهم السياسي بل وربما الجسدي ايضا حتى وان كانوا سيضطرون الى الاختيار اذا كانوا سيخسرون الان أم في وقت لاحق، فمن شبه المؤكد انهم كانوا سيختارون الامكانية الاخيرة. فضلا عن ذلك، فان الغرب ليس وحيدا في المنطقة. دول اخرى عملت بقوة المصالح او التفضيلات التي لم تتطابق دوما مع تلك التي للولايات المتحدة وحلفائها. السعودية واتحاد الامارات العربية مثلا، تدخلت عسكريا كي تساعد في قمع انتفاضة الشيعة اساس ضد النظام في البحرين. وحسب ما هو معروف، فان هذا التدخل وقع دون تنسيق أو اتفاق مسبق مع الولايات المتحدة (التي شعر حكام السعودية بالغضب على تسرعهم في هجر الحليف المصري السابق). وبالمقابل اطلقت اتهامات متكررة بان ايران ساعدت حركة المعارضة، الشيعية في معظمها، في البحرين، وصدرت تقارير غير مؤكدة على أن ايران تقدم الدعم الفني واللوجستي بأشكال مختلفة للنظام في سوريا في مساعيه لقمع معارضيه. {nl}وسواء للنظام أم لقوى المعارضة كانت مصلحة خاصة في تأكيد التدخل المزعوم لجهات خارجية في صالح معارضي النظام. علي عبدالله صالح اتهم (وان كان تراجع لاحقا عن ذلك) بان المعارضة في اليمن يتم التحكم بها من غرفة حرب سرية في تل أبيب. نظام الاسد سار شوطا ابعد وادعى انه لا توجد معارضة سورية حقيقية على الاطلاق، بل مجرد ارهابيين، متطرفين متدينين ومجرمين يعملون كعملاء لقوى عظمى اجنبية. يمكن الاستخفاف بهذه الاتهامات والنظر اليها على اعتبارها دعاية ترمي الى خدمة مروجيها، ولكن توجد مع ذلك أدلة موثقة على انه كان هناك تدخل اجنبي في ثورات عديدة في المنطقة. في عدة حالات ولا سيما في البحرين وفي ليبيا، كان لهذا التدخل تأثير حقيقي على تطور الاحداث. وهكذا فانه سواء سكان الشرق الاوسط أم سكان الخارج يواصلون التردد في مسائل 'ممنوع' و 'مسموح' في كل ما يتعلق التدخل الخارجي. ومع ذلك، باستثناء الحالة الشاذة لتدخل السعودية في البحرين، لا يوجد تأكيد على التعميم الجارف في أن دولا اجنبية، ولا سيما غربية، وعلى رأسها امريكية هي الجهة الحاسمة في تحديد نتائج الصراعات على مستقبل الشرق الاوسط.{nl}نهاية التاريخ؟{nl}محاولة رسم وجهة الشرق الاوسط في المستقبل، في اليوم التالي للربيع العربي كمثل محاولة استخدام جهاز التوجيه GPS دون أقمار صناعية فاعلة. وحتى لو أخذنا بالفرضية المشكوك فيها جدا في أن مصير الحكام الطغاة حسم ونهايتهم الرحيل عن الحكم، لا يوجد أي يقين عما ستكون عليه التطورات في اليوم التالي لرحيلهم. مشاهد الجماهير في تونس وفي مصر الذين يطالبون بعفوية بالحرية، بعثت آمالا في أن تصعد المجتمعات التي تسقط انظمة الحكم المطلق الى مسار يؤدي بها بشكل محتم الى الديمقراطية. هذا الامل، الذي يشارك فيه ليبراليون ومحافظون جدد في الغرب، أثار حماسة الكثير من المتظاهرين أنفسهم. مفهوم أن ما حركهم للخروج الى الشوارع ومواجهة رد سلطات الامن في هذه الانظمة بشجاعة لم يكن فقط تعطشهم الى الحرية. فقد اعترف الكثيرون في أن الدوافع الفورية كانت المظالم الاقتصادية ومشاعر النفور من الفساد، تلك الدوافع التي ادت الى مظاهرات شوارع واسعة في الماضي أيضا، مثل اضطرابات الخبز في مصر في العام 1977، ولكنها لم تنجح في قلب النظام السياسي رأسا على عقب. {nl}في كل الاحوال، فان دوافع المتظاهرين ليست بالضرورة مؤشرا لا لبس فيه على الاتجاه الذي ستسير فيه الثورات، حتى لو تم الثورات العربية (مثل ثورات عديدة اخرى في أماكن اخرى) باسم الليبرالية والديمقراطية، ففي ظل تكونها من شأنها أن ترخي اللجام عن قوى ليست ليبرالية وديمقراطية. وبالفعل فان 'السيطرة' على الثورات ليست أمرا نادرا. ثورة 1989 في فرنسا، التي خطت على علمها شعار 'الحرية، المساواة والاخوة'، شكلت حالة اختبار مركزية في كتاب كرين برنتون 'تشريح الثورة'، والذي يشبه فيه الثورات بمراحل الحمى التي يمر بها الجسد. على مدى أكثر من مائة وخمسين سنة سارت 'الحمى' بفرنسا في طريق فترة من حكم الارهاب، الى الامبريالية العدوانية، عودة الملكية، عودة الامبريالية والى سلسلة من الجمهوريات غير المستقرة، تحداها قوميون رجعيون على أنواعهم، ملكيون، اكليريكيون وفاشيون وكذا شيوعيون، الى أن في النهاية اقيم فيها نظام يقترب من الديمقراطية المستقرة. حتى هذا التاريخ الحزين كفيل بان يكون متفائلا جدا، بالمفهوم الذي يبدو انه في هذه الثورة، مثلما في الثورة الروسية، كفيل بان يكون شيئا يقترب من النهاية الطيبة. عمليا، الاهداف النهائية للتغييرات التاريخية تبدو ثابتة مسبقا فقط في نظرة الى الوراء، والمسار نحو نقطة نهاية ما نظيفة من الاضطرابات فقط في أحيان بعيدة للغاية. {nl}وعليه فلا توجد امكانية للتنبؤ بثقة في أن الربيع العربي وضع (أم لم يضع) العالم العربي على المسار الى الديمقراطية. وبالفعل ليس ثمة حتى اطار مصداق يمكن فيه تحليل مسألة التحول الديمقراطي، رغم أن السنوات العديدة التي توجد فيها المشكلة والرأسمال الثقافي الذي استثمر فيها. مع ذلك، فان الثورة التي تتطلع اساسا الى اسقاط النظام نفسه، ولا تتحرك اساسا من الرغبة لنقل القوة من مجموعة عرقية، دينية أو قبلية واحدة الى اخرى، كفيلة بقدر كبير ان تركز على حقوق الفرد، التي هي في قلب الديمقراطية الليبرالية، وبقدر اقل على الحقوق الجماعية، الامر الذي في الغالب يقوض الخطاب الديمقراطي الليبرالي. هذا النوع من التركيز، بحكم طبيعته، من المتوقع بقدر أكبر أن يوجد في مجتمعات منسجمة بشكل نسبي. فضلا عن ذلك، هناك عناصر من المجتمع المدني تبدو ذات تطابق عملي أو حدسي مع التطورات الديمقراطية (خلافا لحكم الجماهير او طغيان الاغلبية) وضمن اولئك يعد: طبقة وسطى متطورة ليست مرتبطة برحمة الدولة، الامتناع عن توزيع الغنائم الاقتصادية بشكل غير متساوٍـ غير نزيه ومخجل، تسامح تجاه التعددية في الفكر والفعل، مستويات منخفضة من التدين (او على الاقل غياب دين راسخ)، وسلطة القانون (ايجابية، وليس الهية). يساعد على مثل هذا التطور شخصيات ذات قوة أو كاريزما، مثل ميخائيل غورباتشوف، مصطفى كمال، ليخ فالنسا، فاتسلاف هابل، دينغ سياو بينغ ونلسون مانديلا، قادرة على دفع التحول الى الحداثة او الاصلاح، إما من تحت أو من فوق. بعض هذه العناصر ناقصة في كل المجتمعات العربية؛ كلها (او تكاد كلها) ناقصة في عدد من المجتمعات العربية. {nl}وبالتالي، فان المجتمعات التي نجحت حتى الان في اسقاط الحكام المطلقين تعرض ميولا تثير المخاوف بشأن احتمالات اقامة الديمقراطيات، مخاوف لا تقوم فقط على أساس جنون الاضطهاد. فمثلا، بعد اسقاط بن علي كان يخيل أن فرص تونس للتقدم نحو اقامة الديمقراطية هي فرص طيبة. ووفقا للمقاييس الاقليمية، فهي تصنف في مكان عال جدا من حيث مقاييس الحداثة والعلمانية، فيها معدلات عالية من القادرين على القراءة والكتابة، الانفتاح نحو العالم الخارجي والمساواة بين الجنسين مقارنة بمعظم الدول المجاورة. كما أن هذا مجتمع متجانس مع جيش مهني صغير ليس مشبوها بتطوير تطلعات سياسية مستقلة. شهدت تونس نموا اقتصاديا ايجابيا في السنوات ما قبل ثورة الياسمين، والذي القت عليه بظلالها فقط حقيقة أن قسما غير متوازن من ثماره صادرته الدكتاتورية العائلية. رغم نقطة البدء الجيدة جدا، فان العديد من التونسيين يشكون في الادعاءات المتكررة لراشد الغنوشي، زعيم حزب النهضة الاسلامي بان حركته ملتزمة بالديمقراطية، ويخشون من أن الفراغ السياسي الناشيء في أعقاب اسقاط بن علي سيستغله الاسلاميون لدفع الدولة الى التدهور نحو مسار اشكالي. احد الاحداث الجماهيرية الكبرى الاولى في تونس بعد رحيل بن علي كان مسيرة الجماهير الرامية الى التحذير من أي تقليص في الحقوق والمكانة التي حققها النساء في ظل حكم الطغيان لبن علي وسلفه الاسطوري حبيب بورقيبة. بقدر ما كفيلة هذه المخاوف بان تبدو مبالغا فيها، فهي تعكس قلقا حقيقيا للمواطنين التونسيين بالنسبة للقدرة على مواصلة تطور الدولة على مدى الزمن نحو الديمقراطية الحديثة. {nl}احتمالات تطور ديمقراطية مستقرة في مصر ضيقة اكثر من ذلك بكثير. خلافا لتونس، فان الجيش المصري هو قوة عظيمة تقف خلف كل حكومة في مصر منذ العام 1952. واحتفظ الجيش المصري بصلاحيات ادارية، وهو لا يظهر أي ميل للتخلي عنها، على الاقل الى ما بعد الانتخابات الرئاسية التي يزمع عقدها في العام 2012. صحيح أن الجيش يبدي رغبة حقيقية في العودة الى ثكناته وأظهر استجابة ما للمزاج الجماهيري بموافقته، مثلا، على حبس كبار المسؤولين من النظام السابق. وبشكل اكثر عمومية، فانه لم يظهر معارضة علنية لتوسيع المجال السياسي. ومع ذلك، يبدو أن هذا المجال يمتلىء وبنجاعة ليس بمن أمّ ميدان التحرير وأدى الى سقوط مبارك بل باناس وبقوى سياسية اخرى التزامهم بالديمقراطية موضع شك. معنى الامر، هو أن من طالبوا بالحرية لانفسهم ليسوا بالضرورة معنيين بها لكل الاخرين. الانتشار المتجدد في السياسة في مصر من المتوقع ان يترافق وتدهور الوضع الاقتصادي بسبب المس بالسياحة وبالتحويلات من العمال المصريين في الخارج (ولا سيما العمال في ليبيا)، وكذا عقب الانخفاض في الاحساب بالامن لدى المستثمرين. منذ اندلاع المظاهرات، تعاظم التضخم المالي (فارتفعت اساسا اسعار المنتجات الغذائية)، وانخفضت قيمة السوق بمعدل نحو 25 في المائة، وفرار الرأسمال (الذي يقدر بثلث احتياطي العملة الصعبة في مصر، أي 30 مليار دولار) ألحق الضرر بالاقتصاد. وبينما تكافح الحكومات الانتقالية لتلبية مطالب العمال وغيرهم بتوزيع الوعود الشعبية في ضوء المقدرات المتناقصة، فان قوة جاذبية اولئك الذين يعدون باعادة الاستقرار بيد من حديد كفيلة بان تتعاظم. {nl}يخيل أيضا أنها كبيرة احتمالات التآكل في العلمانية. فمصر لم يسبق أن سارت بعيدا في مسار الحداثة والعلمانية مثل تونس، التي هي أيضا مجتمع أكثر تجانسا. مصر هي عرش حركة الاخوان المسلمين، ومع أن هذه الحركة قمعت، مع الفصائل الجهادية الاكثر عنفا، على أيدي السلطات، الا انها واصلت العمل حتى في الظروف الاصعب. مع تخفيف القيود على نشاطهم يحتل الاسلاميون قسما كبيرا جدا من المجال السياسي، في الوقت الذي تجد فيه قوى سياسية اخرى صعوبة متزايدة في الاستعداد للكفاح في سبيل مستقبل مصر. كما أن المنظمات السلفية تصعد التحريض والعنف ضد مصر القبطية، اللذين انتهجتهما أيضا هذه المنظمات تحت النظام القديم، وفي معظم الحالات خرجت دون عقاب.{nl}السياسة وعالم النبات{nl}كل ما قيل اعلاه لا يبشر بانتقال هادىء الى الديمقراطية الليبرالية، التي أيدها الناطقون الابرز للثورة، على الاقل في وسائل الاعلام الاجنبية وان كان ايضا ليس ثمة من يستبعد بشكل مطلق هذه النتيجة. حتى لو قامت في نهاية المطاف ديمقراطية ليبرالية فان مسار تطورها، اذا كان ممكنا أن نتعلم شيئا من التاريخ، سيكون طويلا وباهظ الثمن، مع انحرافات وتقلبات عديدة على مدى الطريق. {nl}رغم أوجه الشبه في الصراعات الجارية في العالم العربي للفرض على الحكام الطغاة تطبيق الاصلاحات، فان كل سياسة هي في نهاية المطاف محلية والمزايا الخاصة بكل حالة وحالة هي كثيرة جدا، لدرجة أنه لا يوجد أي أساس حقيقي يمكن أن يشتمل عليه التعميم عن الربيع العربي. ومع ذلك يمكن تشخيص دينامية اقليمية معينة قيد الفعل، على الاقل بمعنى أن الاحداث الجارية في قسم ما من العالم تخلق صدى قويا في مناطق اخرى. ويشهد على ذلك تبني شعارات مشابهة من المتظاهرين من الرباط وحتى ميدان المنامة، وحجم انتشار الظاهرة يدل على أن السياسة العربية الجامدة في العقود الاخيرة تلقت هزة في شكل ثورات الياسمين (في تونس) واللوتس (في مصر). ولكن استعارة تعابير من عالم النبات الى عالم التغييرات السياسية لا يساعد في زيادة كبيرة في المعرفة. للزهور يوجد مدى عمر قابل للتوقع الدقيق؛ ليس هكذا هو الحال بالنسبة للثورات. وهكذا، بينما يظهر شرق اوسط جديد ومختلف امام ناظرينا، لا يزال لا يوجد أي ضمانة على أن يكون أكثر حرية، أكثر ازدهارا، أكثر تسامحا، اكثر مساواة او أكثر سكينة من الشرق الاوسط القديم. كل تنبؤ بالنتيجة كهذا يقوم على اساس الامل اكثر مما يقوم على اساس الادلة الملموسة، والأمل لا يمكنه ان يبقى لزمن طويل اذا لم يأتِ صيف في أعقاب الربيع.{nl}ـــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ{nl}الشعب يريد طرد السودانيين{nl}بقلم: أسرة التحرير،عن هآرتس{nl}ميري ريغف، النائبة من الليكود، الناطقة السابقة بلسان الجيش الاسرائيلي، وقفت في ليل يوم الاربعاء أمام نحو الف متظاهر حماسي في حي هتكفا، وقالت: 'السودانيون هم سرطان في جسدنا. سنفعل كل شيء كي نعيدهم الى أماكنهم'. داني دانون، النائب من الليكود، رئيس 'لوبي معالجة مشكلة المتسللين'، قال: 'يجب طرد المتسللين، لا ينبغي الخوف من قول هذه الكلمة الطرد الان'. كما أن النواب يريف لفين من الليكود، رونيت تيروش من كديما وميخائيل بن آري من الاتحاد القومي شاركوا في مهرجان التحريض. {nl}الانفلات العنيف لمنتخبي الجمهور جبى ثمنا فوريا. فبعد المظاهرة تجمع في الشارع الرئيس مئات الاشخاص، حطموا الزجاج، سلبوا الدكاكين، خبطوا السيارات التي أقلت الاجانب، القوا بغرضين حادين نحو جياد الشرطة، ضربوا سكان سودانيين، طاردوا ناشطا يساريا وصحافيا، وهتفوا 'الشعب يريد طرد السودانيين'، و'السودانيون للسودان'.{nl}في ذات اليوم أعلنت شرطة تل أبيب بانها اعتقلت 11 شخصا 9 منهم قاصرون مشبوهون بالاعتداء على مهاجرين. وحسب الشهادات، فان أعضاء العصابة هاجموا أجانب بالعصي، غاز الفلفل، بل وضربوهم وسلبوهم. في وقت مبكر نشر أن المستشار القانوني للحكومة يهودا فينشتاين يؤيد طرد مواطني جنوب السودان الى دولتهم. في الصباح التالي انطلقت على الدرب حملة قادها رئيس بلدية تل ابيب رون خولدائي وضمت خمسة رؤساء بلديات آخرين هدفها حبس وطرد المهاجرين. {nl}التفاصيل تتجمع في صورة عكرة: في اسرائيل تجري هذه الايام حملة تحريض خطيرة. منتخبو الجمهور يحاولون استخلاص مكسب سياسي من ضائقة المواطنين وعلى حساب السكان الضعفاء وعديمي الوسيلة. وحتى نشطاء منظمات حقوق الانسان يطاردون. تاريخ الشعب اليهودي المليء بمظاهر التحريض، المطاردة والاعتداءات الجماعية لا يرن في آذان المحرضين. مشكلة المهاجرين، التي تؤثر على العديد من المواطنين الذين يسكنون في مناطق ضعيفة ويحملون على ظهرهم قصورات الحكومة في معالجة الموضوع، جديرة بحل جدي وشامل. اما الان فانها تصبح وصمة عار على جبين مجتمع بأكمله.{nl}ـــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/05-2012/رائيلي-96.doc)