Admin
2012-05-30, 10:59 AM
اعتقال جائر وباطل{nl}رأي البيان{nl}انتخابات مصر وثقافة الترهيب{nl}القدس العربي / عبد الباري عطوان {nl}الرئيس واستلهام الروح الجماعية{nl}الاهرام / عاطف الغمري{nl}مرسي أم شفيق ؟!{nl}الاهرام / عماد رحيم{nl}رئيس الأقلية في مصر لا يمكن أن يكون «رئيس العرب»{nl}السفير / طلال سلمان {nl}ابعاد السفراء السوريين{nl}رأي القدس العربي{nl}فشـل القـوة العسكريـة{nl}رأي الدستور{nl}«الحولة» و«التحوّل» في الأزمة السورية؟!{nl}الدستور/ عريب الرنتاوي{nl}وإسرائيل تستنكر مذبحة (الحولة)!!{nl}الرياض /يوسف الكويليت{nl}الاحتلال وشهادة ولادة مزورة لاتفاقية «أربيل» الثانية{nl}السفير / طارق الدليمي{nl}اعتقال جائر وباطل{nl}رأي البيان{nl}رغم أنه منافٍ تماما للقانون الدولي وفقاً للطريقة التي تمارسه بها، إلا أن إسرائيل تواصل سياسة الاعتقال الإداري بحق الفلسطينيين، ولا تنكب عن تجديده لسنوات، مخالفة بذلك كافة الأعراف والمواثيق الدولية، التي وضعت قيوداً صارمة على تطبيقه في «ضوء الخطر الواضح» من الاستغلال السيئ له، و«المس البالغ» بحقوق المعتقلين جراء استخدام بعض السلطات لهذه الوسيلة بشكل جائر.{nl}وطبقاً للقانون الدولي، يمكن اعتقال أشخاص إدارياً فقط في الحالات الاستثنائية جداً، كوسيلة أخيرة تهدف إلى «منع خطر لا يمكن احباطه بوسائل أقل مساسا بهم». واللافت للنظر أن هذا النوع من الاعتقال بدأ منذ الاحتلال البريطاني لفلسطين، وواصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي استخدامه ضد الفلسطينيين حتى يومنا هذا، تحت غطاء كبير من السرية بحيث لا يتيح للمعتقلين الفرصة للدفاع عن أنفسهم.{nl}ومنذ احتلالها للأراضي الفلسطينية، اعتقلت إسرائيل آلاف الفلسطينيين إدارياً دون تقديمهم للمحاكمة، ودون أيضاً الإفصاح عن التهم الموجهة لهم، ودون السماح لهم أو لمحاميهم من معاينة الأدلة. وتراوحت فترات الاعتقال تلك بين بضعة أشهر إلى بضع سنين.{nl}واليوم، وبعد مرور أسبوعين على اتفاق وقف إضراب الأسرى الذين خاضوا معركة «الأمعاء الخاوية» احتجاجاً على هذا النوع من الاعتقال، أعادت سلطات الاحتلال اعتقال أكثر من 25 أسيراً بعد الإفراج عنهم، كما جددت فترات الاعتقال الإداري لعدد من الأسرى، في انتهاك صريح وخطير لمضامين ذلك الاتفاق.{nl}وتتذرع إسرائيل بثلاثة قوانين جائرة وباطلة تتيح لها الاحتفاظ بالفلسطينيين في الاعتقال الإداري أو إعادة اعتقالهم إدارياً، وهي أولاً: «الأمر الخاص بالاعتقالات الإدارية»، وهو جزء من التشريعات العسكرية السارية في الضفة، حيث يتم احتجاز معظم المعتقلين استنادا إلى أوامر اعتقال فردية يتم إصدارها استنادا إلى هذا الأمر.{nl}وثانياً: قانون «الصلاحيات الخاص بالطوارئ» الساري في إسرائيل، والذي جاء استكمالا لقانون الاعتقال الإداري الذي كان ساريا في أنظمة الطوارئ خلال الانتداب البريطاني.{nl}وثالثاً: قانون «سجن المقاتلين غير القانونيين»، الذي بدأ تطبيقه في العام 2002، للتمكن من التحفظ على لبنانيين في إسرائيل كـ«ورقة مساومة» لاستعادة أسرى وجثامين. إلا أن إسرائيل تستعمله اليوم لاعتقال فلسطينيين من قطاع غزة بدون تقديمهم للمحاكمة!{nl}انتخابات مصر وثقافة الترهيب{nl}القدس العربي / عبد الباري عطوان {nl}قد تكون الديمقراطية حلا لمشاكل كثيرة في بلدان عديدة، لكنها ربما تتحول الى مأزق كبير في مصر البلد العربي الاكبر التي خاض شعبها ثورة عظيمة للوصول اليها، مأزق يفرّخ العديد من المشاكل اذا اختلت طريقة التعامل مع هذا الاستحقاق غير المسبوق.{nl}نشرح اكثر ونقول ان الشعب المصري الذي يميل في معظمه الى الوسطية والمعارضة السلمية، عليه ان يختار في الجولة الانتخابية الثانية والحاسمة بين مرشحين يمينيين، أحدهما اسلامي (محمد مرسي) يريد التأسيس لدولة دينية تطبق الشريعة، والثاني علماني يطرح شعار الدولة المدنية كواجهة لإعادة استنساخ النظام السابق عبر البوابة الديمقراطية.{nl}كيفية تعاطي الشعب المصري مع هذا المأزق الانتخابي الذي لا يحسد عليه، هي التي ستحدد ليس فقط هوية مصر، وانما المنطقة العربية بأسرها، ولهذا نضع ايدينا على قلوبنا، ومعنا عشرات الملايين من المصريين اولا، والعرب ثانيا.{nl}فرسا السباق في المرحلة النهائية حصلا على اقل من نصف اصوات الناخبين الذين اقترعوا في الجولة الاولى، ولكن هناك 12.4 مليون مصري صوتوا لمرشحين آخرين هم الذين سيقررون الرئيس القادم لمصر، شريطة ان تأتي الانتخابات نزيهة حرة وبعيدة عن تدخلات العسكر اولا، وقوى خارجية ثانيا.{nl}الخوف هو عنوان الجولة المقبلة، والقلق من المستقبل هو القاسم المشترك لدى الغالبية العظمى من الناخبين. هناك قطاع عريض يخشى من الفريق شفيق وعهده اذا ما فاز بطريقة او بأخرى، وهناك قطاع عريض آخر لا يقل اهمية يتخوف من الاخوان وتطبيقهم للشريعة واقامة دولة دينية صرفة، ومن بين هؤلاء الاقباط وبعض القوى الليبرالية واليسارية.{nl}كثير من المصريين كان يتمنى ان لا يجد نفسه في هذه الدوامة، وان يذهب الى صناديق الاقتراع دون اي خوف او قلق، ولكنها الديمقراطية التي تفرض احكامها ومعاييرها، وعلى رأسها الحق في الاختيار، حتى لو كان هذا الاختيار بين السيىء والاسوأ بالنسبة الى البعض.{nl}' ' '{nl}في جميع الاحوال سيكون النموذج الجزائري حاضرا بعد اقفال صناديق الاقتراع، واعلان النتائج رسميا، في حال سير الأمور دون مشاكل او اضطرابات، وهو امر غير مضمون بالنظر الى بعض الاحتكاكات والصدامات والاحتجاجات، التي نرى ارهاصاتها حاليا.{nl}فإذا فاز الفريق شفيق آخر رئيس وزراء في عهد النظام السابق، فإنه سيكون رئيسا مدنيا يمثل المؤسسة العسكرية الحاكمة ويحظى بدعمها، تماما مثلما هو حال الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. اما اذا فاز السيد محمد مرسي مرشح الاخوان فإنه قد يواجه بانقلاب عسكري يمنع وصوله الى سدة الرئاسة، تماما مثلما حدث بعد فوز جبهة الانقاذ الجزائرية في انتخابات عام 1991.{nl}المؤسسة العسكرية لا تريد رئيسا اسلاميا مدعوما بسيطرة حزبه (الاخوان) وحلفائهم (السلفيين) على مجلسي النواب والشورى، والاخوان الكتلة الصلبة الوحيدة في البلاد (غير المؤسسة العسكرية) لن يفرّطوا بحقهم في رئاسة وصلوا اليها عبر صناديق الاقتراع، تماما مثلما فعلت جبهة الانقاذ الجزائرية بقيادة عباسي مدني، وما حدث بعد ذلك من صدامات وحرب اهلية معروف للجميع.{nl}الاسبوعان القادمان هما الاخطر في تاريخ مصر، نقولها دون اي مبالغة، مع اعترافنا المسبق بكثرة استخدام هذا التعبير، وعلينا ان نتوقع الكثير من المفاجآت، ومعظمها قد لا يكون سارا.{nl}حرق المقر الانتخابي للفريق شفيق ربما يكون بداية هذا المسلسل، ولا نستبعد ان يكون احدى الثمار المرّة للآلة الجهنمية التي تريد منع المرشح الاخواني من الوصول الى الرئاسة. فهناك غرفة سوداء تعمل في الخفاء لإرهاب الشعب المصري، وتخويفه من حالة عدم الاستقرار الحالية وتفاقمها في البلاد، وهو عدم استقرار يغذيه ويفاقمه انصار النظام السابق في المؤسستين الامنية والعسكرية.{nl}الفريق شفيق قدم نفسه على انه عنوان الاستقرار، وطرح شعارا يروّج لإعادة الثورة الى اصحابها، ملمحا الى خطف الاسلاميين لها، وترسيخ اسس الدولة المدنية في مواجهة الدولة الدينية.{nl}دولة الفريق شفيق ليست مدنية وانما هي دولة عسكرية بلباس مدني ديمقراطي مخادع، لإعادة نظام التبعية والفساد السابق، وبما يؤدي الى وأد الثورة مبكرا، وليس اعادتها الى اصحابها في ميدان التحرير. فالفريق شفيق كان من اكثر المعادين لهذا الميدان وثواره، والمدافعين عن النظام السابق، وكونه حقق بعض الانجازات الادارية عندما كان وزيرا للطيران المدني، وفي ظل نظام ديكتاتوري قمعي، لا يعني انه يصلح لقيادة مصر الى الصدارة، والنهوض بها بما يعيد لها دورها الريادي والقيادي المفقود.{nl}نعم.. المصريون يخافون الفوضى، وهناك من يخطط في غرفه السوداء لتغذية جرعة الخوف هذه وتضخيمها، بتحريض من قوى خارجية، اسرائيلية ـ امريكية ـ عربية على وجه الخصوص، مدعومة بامبراطورية تضليل ليس لها مثيل في التاريخ، او تاريخ المنطقة على الاقل.{nl}' ' '{nl}لسنا في موقع يعطينا الحق لإملاء تمنياتنا او قناعاتنا، وان كنا نتمنى ذلك، لان ما سيحدث في مصر سينعكس على المنطقة بأسرها، وسيؤثر على مستقبل اجيالنا القادمة، ولكن من حقنا ان ندلي بدلونا، وللأسباب السابقة، ونقول ان مصر لا يجب ان تعود الى الوراء مطلقا، بعد ان نجحت ثورتها في اطاحة دولة الفساد، ودفعت ثمنا غاليا لذلك من دماء شهدائها. مصر جربت نظام حكم كان شفيق احد اركانه لأكثر من اربعين عاما، فماذا كانت النتيجة غير التخلف ووجود اربعين مليونا من ابنائها الشرفاء تحت خط الفقر؟{nl}وصول السيد مرسي الى الرئاسة لن يكون سهلا، واذا وصل فعلا فإن بقاءه في كرسي الحكم غير مضمون، ولكن اذا سارت الامور على ما يرام فإن التحديات التي ستواجهه من الضخامة بحيث تحتاج الى دعم وتعاون مختلف القطاعات والنخب السياسية والشعبية، لان هناك قوى عديدة ستحاول افشال رئاسته.{nl}كنت اتمنى لو ان حركة الاخوان اعتمدت النموذج التونسي واختارت رئيسا للدولة، وآخر للبرلمان المؤقت من غير كوادرها، حتى يكون الحكم ائتلافيا حقيقيا، ولكنها اختارت النموذج التركي دون ان تملك خبرته وحنكته وانجازاته الاقتصادية الضخمة على الارض، ولكن لا بد من ترك كلمة 'لو' جانبا الآن والتعاطي بما هو مطروح على طاولة الانتخابات بطريقة مسؤولة، حفاظا على مصر وأمنها واستقرارها، فالشعب المصري فجّر الثورة من اجل بدء صفحة جديدة، بوجوه جديدة، وعلينا ان نحترم خياره هذا اذا تكرّس وتعزز من خلال صناديق اقتراع في انتخابات حرة ونزيهة.{nl}حديث السيد مرسي عن ترحيبه بالشراكة مع القوى الاخرى بمختلف مشاربها، وتلميحه الى استعداده لاختيار حكومة ائتلافية برئيس غير اخواني، خطوة مشجعة ومطمئنة، تعكس استيعابا اخوانيا لتضاريس الخريطة السياسية الجديدة، نأمل ان تتطور اكثر في الاسابيع المقبلة.{nl}ختاما نجد لزاما علينا التذكير بأنها الخطوة الاولى والدرس الاول في اكاديمية الديمقراطية، ولا بدّ من التريث قبل اصدار الاحكام بالفشل والنجاح. فالاخطاء متوقعة، والمهم هو كيفية تقليصها والاستفادة من دروسها.{nl}الرئيس واستلهام الروح الجماعية{nl}الاهرام / عاطف الغمري{nl}قبل نحو أربع سنوات, شاركت في مؤتمر في سيناء, بورقة عمل عنوانها أمن مصر القومي وتنمية سيناء, ويومها علمنا أن هناك علي خط الحدود مع إسرائيل, مساحة خضراء منزرعة علي الناحية الاخري, بينما المساحة المتاخمة لها علي حدودنا رملية صفراء وقيل يومها تفسيرا لهذه المفارقة إن الآخرين يزرعونها من المياه الجوفية, الموجودة علي الناحيتين تحت ارضهم وأرضنا لكننا لم نستغل مياهنا لتخضر أرضنا.{nl}هذا المشهد هو رمز لاشياء عديدة بلا حصر, جري التعامل فيها بنفس الطريقة مع مواردنا المادية والبشرية علي السواء بحيث كان العجز في الفكر وفي القرار صانعا للمشكلات التي راحت تتراكم يوما بعد يوم حتي حل الاحباط ثقيلا علي المصريين.{nl}الآن نحن في بدايات ثورة جري تعويق مشوار اكتمالها, لكي تنهض بمصر وتقيم الدولة الجديدة القوية والثورة قامت لاسقاط نظام بمنظومة تفكيره وسلوكياته وإعادة بناء الدولة بفكر متغير عما كان وتلك امانة معلقة في رقبة الرئيس المقبل, وسيكون معيار جديته وصدق مقصده رهنا بوضع أهداف الثورة موضع التطبيق ووضوح رؤيته في صياغة مشروع قومي بمقاييس العصر للتعامل مع كل المشكلات والقضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية, ومن خلال نظرة ذات أبعاد استراتيجية لا تجزئ الخطي والإجراءات وتعي أولا وأخيرا أنه يمثل شعبا له خصائص تاريخية ممتدة لآلاف السنين وانه اختير ليستلهم من روح وطاقة هذا الشعب, لا أن يفرض عليه من عنده. فهو وسط المحيط الشاسع بلا نهاية لمصر مجرد فرد رئيس حتي ولو كان منتميا لحزب أو احزاب موكل إليه مهام لفترة زمنية محددة وقصيرة.{nl}إن الخروج من الكهف المظلم؟ للنظام السابق, يبدأ برسم خريطة جغرافية معلوماتية لمصر تحصر كل ما تزخر به من بشر وموارد. ولا تبدد جهودا بذلت من أجل مصر عبر عشرات السنين الماضية أنتجت دراسات وتجارب ومشاريع للنهوض بالزراعة والتصنيع واستخدام مصادرنا لإنتاج الطاقة وغزو الصحراء, لكنها وضعت في أدراج مغلقة لأن النظام السابق كان قد تبني مبدأ الاستيراد جلبا للعمولات بالملايين.{nl}والأمثلة عديدة وبلا حصر, وهنا استشهد بنموذج واحد فقط, حين قدمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية منحة لمصر لقيام علماء مصريين بإجراء ابحاث لإنتاج مبيدات زراعية محلية توفر لمصر مبيدات آمنة وتغنيها عن الاستيراد, وتتيح لها التصدير من ناتجها, وإذا نجحت الابحاث تقدم الوكالة لمصر معونة لإنشاء مصنع لإنتاجها, وبذلك توفر فرصا للعمل تحل جزءا من مشكلة البطالة. وقد نجحت الابحاث, وزف علماؤنا الخبر للقيادة السياسية صاحبة القرار, فصدر لها في الحال أمر بايقاف المشروع لأنه كان سيضيع عليهم ملايين العمولات في كل صفقة مستوردة.{nl}كل المشاريع التي جمدت والدراسات التي وضعت علي الرف وهي كثيرة جدا تحتاج ادخالها ضمن الاستراتيجية الشاملة للتنمية, متضمنة ابتكار خطط ومشاريع جديدة, لاتستبعد أي فرصة يمكن استثمارها علي أرض مصر من أقصاها إلي اقصاها فضلا عن الاستفادة من تجارب ناجحة في آسيا وأمريكا اللاتينية.{nl}الرئيس وحده لايستطيع ان يحقق نهضة أو تقدما فهناك شروط أثبتتها تجارب الدول الناجحة من أهمها قدرته علي أن يجمع حوله فريقا قويا من المعاونين, من أهل المعرفة والخبرة والخيال, بمعايير الانتماء علي الانجاز وليس بمعايير القدرة لشخص الرئيس أو للحزب الذي جاء منه, وأن يكون الرئيس نفسه شخصية قيادية قادرا علي تنظيم عمل معاونيه, وأن يفسح لهم مساحة واسعة من حرية التفكير لكي تتحرك عقولهم دون قيود حتي يعطوه أفضل ما لديهم من أفكار وتصورات في المشكلة المعروضة أمامه.{nl}وإذا كنت قد بدأت حديثي بنموذج الشريط الرملي الاصفر علي جانبنا من الحدود فقد أردت التنبيه إلي مكون جديد لقوة الدولة كان قد تبلور في الفكر السياسي العالمي في السنوات العشر الأخيرة من القرن العشرين بناء علي الرصد والدراسة واستخلاص الدروس من تجارب الدول التي نهضت خلال تلك الفترة, وهو مكون القدرة الاقتصادية التنافسية التي صعدت إلي قمة مكونات الأمن القومي للدولة وصارت مفتاحا لقوتها ونفوذها ومكانتها اقليميا ودوليا وصارت تحسب كقوة ردع مساوية للقدرة العسكرية.{nl}ولاينفصل عن هذا تعزيز خط الدفاع عن الأمن القومي في الداخل والذي تضاعفت أهميته منذ حدوث تطور في مفاهيم السياسة الخارجية للدول الرئيسية في العالم التي صارت تعتبر أمورا تجري داخل دول بعيدة عنها شأنا يخصها إذا كان يمس الديمقراطية وحقوق الإنسان من زاوية فهم هذه الدول وفلسفتها لأمنها القومي, وهو ما يستدعي ان يكون الرئيس واعيا لما تغير في مبادئ السياسة الخارجية والأمن القومي لدول يتعامل معها بالضرورة.{nl}وهنا يظهر بوضوح تام معني تعزيز خط الدفاع في الداخل, والذي يتحقق بالمشاركة الجماعية من المواطنين في إطار من التوافق الوطني.{nl}ويكمل ذلك وضع مبدأ العدالة الاجتماعية علي رأس أولويات الرئيس المقبل, خاصة ان مصر تعاني خللا اجتماعيا خطيرا جعل نسبة الفقراء تصل إلي 40% من مجموع السكان, ان العبء علي عاتق الرئيس المقبل ليس هينا فهو ليس مكلفا بالانتقال من نظام إلي نظام لكنه مطالب بانتشال بلد ألقي به في قاع من الجمود والافقار, ثم إعادة بنائه من جديد, وتلك مهمة تقتضي حشد مختلف العقول من أصحاب المعرفة والخبرة والتخصص, فنحن لسنا في مرحلة ترميم لكننا أمام مسئولية إعادة بناء دولة ضاع من عمرها عشرات السنين.{nl}مرسي أم شفيق ؟!{nl}الاهرام / عماد رحيم{nl}سيظل هذا السؤال محور اهتمام المواطنين بكل انتماءاتهم وتوجهاتهم ليلا ونهارا, فلا أكاد أسير في شارع أو أتوجه لمكان.. في المواصلات العامة, مع الجيران والزملاء والأصدقاء.. في النادي, حتي جامع القمامة.. لمن ستصوت ياأستاذ؟{nl}بعد إعلان النتائج بشكل رسمي, أصبح المشهد الانتخابي الآن علي المستوي الجماهيري منقسما ومرتبكا وملتبسا ولا أقول قاتما, فهناك تيار يدعم الفريق أحمد شفيق لأنه يري فيه نموذجا للرجل العسكري الحازم الذي يستطيع فرض الأمن سريعا علي الشارع, كما اعلن عن ذلك في برنامجه الانتخابي, اضافة لتقديم نفسه كنموذج للدولة المدنية الحديثة رغم مرجعيته العسكرية, وشدد في حواراته وتصريحاته علي أنه سيكون رئيسا لكل المصريين بجميع أطيافهم.{nl}في المقابل هناك تيار آخر يؤيد د.محمد مرسي المدعوم بتاريخ سياسي طويل لجماعة الإخوان المسلمين, مقدما مشروع النهضة الذي استغرق إعداده سنوات وهو يحاول ان يعبرعن تطلعات المصريين, مسلمين ومسيحيين.{nl}في تلك الأثناء تدور حرب خفية و علنية, فالإخوان عن طريق ممثلهم السياسي' حزب الحرية و العدالة' يأخذ علي الفريق شفيق أنه ممثل للنظام البائد وان اعتلاءه مقعد الرئيس سيعيدنا الي النظام السابق بكل سوآته التي عاني منها المصريون طيلة عقود مريرة حرمتهم من الكثير وأرهقتهم كما انه يعني في النهاية عودة الثورة الي النقطة صفر وكأنها لم تكن. وفي المواجهة يأخذ داعمو الفريق شفيق علي مرشح الإخوان مرجعيتهم الدينية الواضحة, وان نجاح مرسي سيكون نقطة البداية في بناء الدولة الدينية التي ستقيد الحريات و تعيدنا الي عصور يرفضها الكثير منا, فضلا عن الهواجس التي تنتاب البعض من احتمال أن تتحول مصر إلي إمارة إسلامية, بما يعني انتزاع الهوية المصرية من مكانتها التي تتسم بالتنوع, بالاضافة الي خشية البعض من انتماء د. مرسي لجماعة الإخوان المسلمين التي لم تأخذ الإطار الرسمي أو الشرعي حتي الان, و أن الحاكم الحقيقي سيكون المرشد العام للجماعة رغم ما أعلن مرارا وتكرارا من ان المرشد أحل رئيس حزب الحرية و العدالة من بيعته له, داعين إلي الأذهان النموذج الايراني في الحكم.{nl}فبين عناصر السلب التي يحاول كل تيار إيضاحها في التيار المنافس يظهر التيار الثالث الذي يعلن وبكل وضوح إحجامه عن عملية التصويت, لأن الخيارين المطروحين امامه كلاهما مر وهو لا يقبل بأي منها.{nl}ففي ذلك الفيلم الذي تعرضه لنا شاشة السياسة المصرية للمرة الأولي في تاريخنا نأتي الي المشهد الرئيس أو' الماستر سين', كما يحب ان يسمية اهل السينما, بعد بزوغ نجم حمدين صباحي الذي احتل المركز الثالث عن استحقاق بكتلة تصويتية تتجاوز الـ20%. هل يكون له دور مؤثر الان هو ومؤيدوه؟ لتميل كفة مرشح علي آخر مع عدم تجاهل كتلة د. عبد المنعم ابوالفتوح الذي فصلته جماعة الإخوان فور إعلانه عن ترشحه لرئاسة الجمهورية وأعلن هو مقاطعته لهم نهائيا, هل يغامر بكل هذا الحشد من المؤيدين ويعلن تضامنه معهم ليؤكد ان السياسة هي لعبة المصالح, وان أعداء الأمس قد يكونون أصدقاء اليوم اذا اتفقت المصالح بالرغم ان أغلب من أيدوه هم من رفضوا تأييد الإخوان بعد ان وجدوا فيه ضالتهم المنشودة كممثل للاسلام الوسطي المعتدل. وماذا عن عمرو موسي الذي جاء خامسا هل يكتفي بالمشاهدة دون ان يكون له دور فاعل.{nl}هذه أسئلة حائرة تدور في أذهان كثير من المواطنين, وربما تكون هناك إجابة واحدة تشفي غليل المصريين. إجابة هي بمثابة مفاجأة تتطلب تكاتف صباحي وأبوالفتوح وموسي وتضامنهم لصالح مصر ويعلنون صراحة عن برنامج واضح ومحدد دور كل منهم فيه فهم يملكون الأمل والعزيمة والخبرة التي تؤهلهم للعمل لصالح مصر في المرحلة المقبلة, كأن يكون منهم نائب للرئيس ورئيس الوزراء ومستشار للأمن القومي بملفات واضحة ومحددة ومعلن للجميع, شاملة ملف الدستور الذي طال انتظاره, وذلك بالتنسيق مع جميع القوي والتيارات السياسية التي لها تمثيل حقيقي يلمسه الناس علي قاعدة تقوم علي تقديم تنازلات او تفاهمات ترضي الجماعة الوطنية لتعلن دعمها لمرشح يقبل التعاون معهم وفقا لهذه الشروط.{nl}الواقع ان الدولة التي ننشدها هي الدولة التي يكون المواطن فيها هو السيد, والعدل أساس الحكم و لن يتأتي ذلك الا بالتكاتف الحقيقي الجاد و الملموس الذي يعلي قيمة الوطن فوق اي قيمة اخري, فهذه الأيام فارقة في مستقبل أمتنا سيخلدها التاريخ ما دامت الحياة بكل تفاصيلها وكما سيذكر شخوصها.. تري من سينكر ذاته في سبيل إعلاء مصلحة الوطن, وأي المرشحين سيقبل بهذا التماذج.. مرسي ام شفيق ؟!{nl}رئيس الأقلية في مصر لا يمكن أن يكون «رئيس العرب»{nl}السفير / طلال سلمان {nl}لم ينجح الأخوة المصريون في انتخاب «رئيس لكل العرب»، كما كان يتمنى إخوانهم في مختلف الديار العربية، مشرقاً ومغرباً.. بل أنهم، في ما أعلن من نتائج الاقتراع، لم ينجحوا في انتخاب رئيس لكل المصريين ولا حتى لأكثريتهم الساحقة... بل أنهم قد انقسموا فتوزعت أصواتهم على عدد من المرشحين مما يدلل على حالة انقسام جدية، وقد تكون خطيرة داخل مصر، فكيف سيكون الحال، إذن، من حولها؟{nl}ومع انه ليس لعربي من خارج مصر، ابتدع النظام الطوائفي في بلده الصغير والجميل لبنان أسطورة «الديموقراطية التوافقية»، بذريعة أنها تحمي «الوحدة الوطنية» ومن ثم «الكيان السياسي»، أن يعترض على إرادة الناخبين المصريين الذين مارسوا حقهم في الاختيار، وللمرة الأولى، وأن يسائلهم لمن ولماذا أعطوا أصواتهم ليكون رئيساً للعهد الجديد.{nl}لكن قد يكون من حق هذا العربي من خارج مصر أن يعبر عن قلقه من أن يتسلم أي من المرشحين اللذين حصلا على أعلى الأرقام وليس على الأكثرية المطلقة من أصوات الناخبين سدة الرئاسة في هذه اللحظة السياسية الحرجة، وهي انتقالية بطبيعتها، ودقيقة في دلالاتها، إذ هي تستبطن مخاطر مصيرية على الوطن العربي الكبير جميعاً، من أدناه اليمني الى أقصاه المغربي.{nl}في واقع الأمر فإن رئيس مصر الجديد سيكون، من حيث المبدأ، «رئيس العرب جميعاً» ليس فقط لأن مصر هي اكبر دولة عربية، وليس لأنها الأسبق إلى الدستور فحسب، بل لأن «ميدانها» قد استولد قبل عام ونصف العام ثورة شعبية غير مسبوقة ضد طغيان الحاكم وتغييب الشعب، فبشرت بمستقبل زاهر يعوض ماضي العسف والقمع والفساد مدمر الدولة، وكل ذلك تسبب في أن يلحق بها الهوان في مواجهة عدوها الإسرائيلي، كما أدى إلى النهب المنظم لخيراتها بما أفقرها وأضعف مكانتها، وبالتالي أضاعها عن دورها وهويتها الأصلية فضاع معها المستقبل العربي جميعاً.{nl}إذن فقد انتخبت مصر ما بعد الميدان، وحيث تعتمد الديموقراطية أساساً للحياة السياسية، لأول مرة في تاريخها، الرئيس الجديد للجمهورية الثانية، بل الرابعة إذا ما توخينا الدقة... فليست جمهورية السادات هي جمهورية عبد الناصر، أما جمهورية مبارك فخارج أي تصنيف!{nl}وبرغم أن نتائج هذه الانتخابات لم تعكس إرادة الغالبية الساحقة من المصريين، إذ أن المرشحين الفائزين حصلا معاً وبالكاد على ربع أصوات الناخبين، إلا أن على الجميع أن يسلم بهذا الأمر... ديموقراطياً!{nl}وقد يتساءل بعض «الفضوليين» عن مصير أصوات «الأكثرية» التي ذهبت إلى المرشحين الآخرين، وبالدرجة الأولى إلى حامدين صباحي الذي حل ثالثاً، برغم ضعف امكاناته المادية وتلاقي سيوف النظام القديم والإسلاميين بمختلف فصائلهم عليه، لكن اللعبة الديموقراطية قد حسمت الأمر، فأخرج من السباق، وإن ظل يمثل قوة مؤثرة سيكون لها دورها في المستقبل.{nl}على أن الأسئلة الأخطر تتركز حول طبيعة الحكم الذي سيقوم في مصر، سواء انتهت الدورة الثانية بفوز الإخواني الدكتور محمد مرسي أو أمين سر النظام السابق الفريق احمد شفيق، مع احتمال أن يعقد الرجلان صفقة التقاسم بين ما يمثله كل منهما، فيتجدد «التواطؤ» الذي اشتبه المصريون بقيامه بين الرجلين وما يمثلانه: أي الإسلام السياسي ونظام مبارك، الذي أسقطه الميدان ثم تعثر شبابه عند عتبة استكمال التغيير الذي كانوا ينشدونه.{nl}أبسط هذه الأسئلة هي: لمن سوف يعطي المصريون غداً أصواتهم، لممثل الإسلام السياسي أم لممثل النظام الذي خلعته الثورة؟{nl}إذا كان التصويت في الدورة الأولى هو المعيار فإن الخيار المطروح أمام الناخب المصري غداً محدد تماماً: هل ستعطي صوتك لمن تراه الأقل سوءاً، والذي قد ترى انك لم تجربه حاكماً من قبل ولم يحظ بالفرصة التي تساعدك على الحكم عليه، أم ستنتخب رجل النظام القديم، الذي أسقطه الميدان بتهم عديدة هي هي الموجهة إلى حسني مبارك وبطانته، وبينها الفساد والإفساد وإهدار المال العام وإضعاف مكانة الدولة وإفقار الشعب والالتحاق بالمشروع الاميركي للمنطقة، الذي يقضي بتهميش الدور المصري وإشغال مصر بهمومها الثقيلة وإذلالها بشروط المساعدات، عسكرية واقتصادية؟!{nl}وبديهي أن يحترق شباب الميدان بوجع الخيبة، وإحساسهم الثقيل بأن ثورتهم قد سرقت منهم، ولكنهم لا بد أن يقرروا ولو من باب دفع الضرر الأكبر بالضرر الأصغر.{nl}لا يريد المصريون، بطبيعة الحال، الرجوع إلى الخلف.. لكن التقدم إلى الأمام مستحيل، بمعايير اللعبة الانتخابية التي حوصرت بالتواطؤ المبكر بين الإسلاميين والمجلس العسكري، كما أعلنت النخب المصرية.. وهم يعترفون أنهم لم يواجهوا مسؤوليتهم بالتوحد خلف برنامج واحد، وهكذا وصلوا إلى صناديق الاقتراع مختلفين، فضاعت «أكثريتهم» عبر تشتتها على بضعة مرشحين، خصوصاً أنهم لم ينجحوا في نسج تحالف أو جبهة مع الأقرب فالأقرب إلى مطالبهم وشعاراتهم وأحلامهم في الدولة الجديدة.{nl}ولأن مرارة الخيبة ثقيلة الوطأة، يرفض أي طرف أن يتحمل مسؤوليتها، فالخطر أن يسود الشقاق بين القوى التي جمعها الميدان وأن تعجز عن «عقد صفقة» مع «الأقل خطراً» من المرشحين المتنافسين على الرئاسة، فتضيع أصواتها هباء، إذ ينضم الشباب إلى «حزب الكنبة» موفرين فرصة عريضة للنظام القديم أن ينتصر فيجدد لنفسه، ولو باسم آخر، بينما «مؤسسه» ينتظر الحكم عليه بإفساد الحياة السياسية وتدمير الدولة وتعريض أمن الوطن للخطر.{nl}والأمر مربك حتى لعربي من خارج مصر، فالخيار موجع، لأن أياً من المرشحين لا يمثل الميدان حقيقة.. وإذا كان «الإخوان» يعتبرون أنهم لم يتأخروا كثيراً في النزول إلى الميدان، فإن من يرون أنفسهم «الثوار» يتهمون الإخوان بأنهم نزلوا نتيجة صفقة مع المجلس العسكري بأن لا تمس الثورة امتيازات مؤسسة الجيش، قيادات وضباطاً، وأن يبقى له النصيب الوافر من ميزانية الدولة على حساب احتياجات المواطنين... علماً بأنه قد «تقاعد» مبكراً، فلم يعد له أي دور في مواجهة «العدو» وهو كان وسيبقى دائماً إسرائيل، وربطته المعاهدات والاتفاقات مع الحليف الاميركي فصار اقرب ما يكون إلى قوة إسناد له في منطقتنا مشرعة الأبواب أمام كل قادر على أخذها.{nl}لقد أظهرت الانتخابات الرئاسية ما كان يمكن قراءته قبل إجرائها:{nl}الأفضل تنظيماً وتماسكاً، والأغنى بقدراته المادية، هو من سيربح المعركة. ولم تكن مصادفة أن تنحصر المنافسة بين أهل النظام القديم ورموزه من قوى الماضي، وأبرزهم الإخوان، بقدراتهم المؤثرة، ومن خلفهم التنظيم الهائل عديده والغني بقدراته وشبكة التواصل مع الناس جميعاً في المدن كما في الأرياف وفي العاصمة كما في المغتربات..{nl}ولم يكن حامدين صباحي آتياً من المجهول، بل كان صوت وجدان مصر... وربما لهذا اجتمعت عليه السيوف، وكاد المتحدرون من الماضي يأتلفون لمواجهته وإخراجه من دائرة المنافسة. ومع ذلك فهو قد حقق اختراقاً فاق جميع التوقعات، مؤكداً أن ثمة قوة شعبية وازنة تملك مشروعاً لنهضة مصر لا تعادي الدين ولكنها لا تقبل بالشعار الديني دليلاً الى المستقبل.{nl}من هنا فقد قرر حوالي خمسة ملايين مقترع مصري أن يعطوا أصواتهم لحامدين، مع تقديرهم بأنه سوف يخسر «فلا يمكنني أن أعطي صوتي لرئيس موقعة الجمل، ولا لخط الإخوان الذي يكفرني»، كما قال بعض شباب مصر...{nl}[[[[[{nl}إن أي عربي من خارج مصر قد أسعده أن تنتج «المحروسة» هذا الإنجاز الديموقراطي الباهر، الذي يؤكد أن «الشعب» ليس بحاجة إلى وصي لكي يقرر ما يرى فيه مستقبله الأفضل.{nl}ومع أن الكل يعيش حالة قلق على مستقبل مصر في ظل حكم أي من المرشحين الباقيين في الساحة، إلا أنهم يعتبرون أن هذا النجاح الطيب في ممارسة الديموقراطية، وبهذا الرقي، هو ضمانه للمستقبل، ولا بأس أن يتم امتحان «الإخوان» بالسلطة التي طالما طلبوها ولم يُمكنوا منها.{nl}إنها المرة الأولى التي يذهب فيها المواطن إلى صندوق الاقتراع فيختار.. وبرغم عمليات الرشوة واستخدام الدين والتخويف من النظام القديم، فإن التجربة قد نجحت في فصلها الأول... حتى لو ظل الخوف على اكتمالها قائماً بامتداد هذه المرحلة الانتقالية.{nl}والصراع مفتوح على المستقبل، وقد باتت له قواه واضحة الهوية. وانتخابات الرئاسة ليست آخر الطريق بل هي أوله، والآتي أعظم.{nl}المهم أن يظل الصراع في إطاره الديموقراطي ولا تسبب قوى الماضي في إخراجه من هذا الإطار بما يفتح الأبواب أمام مخاطر انقسام المجتمع بما يعرض الدولة للانهيار في أتون الحرب الأهلية.{nl}ابعاد السفراء السوريين{nl}رأي القدس العربي{nl}ابعدت معظم العواصم الاوروبية الكبرى السفراء السوريين كرد احتجاجي على المجزرة التي وقعت في الحولة قرب حمص، وادت الى مقتل اكثر من مئة شخص من بينهم خمسة وثلاثون طفلا دون سن العاشرة.{nl}الحكومات الاوروبية اتخذت هذه الخطوة بعد مشاورات مكثفة مما يوحي بانها ربما تكون خطوة تمهيدية لتدخل عسكري في وقت لاحق، وما يؤكد ذلك ان فرانسوا هولاند رئيس فرنسا الجديد اكد يوم امس انه لا يستبعد هذا التدخل اذا اقره مجلس الامن الدولي.{nl}مجلس الامن الدولي لن يعطي الضوء الاخضر لهذا التدخل الا في حال حدوث تغيير في الموقفين الروسي والصيني، ولا يوجد اي مؤشر يوحي بذلك حتى هذه اللحظة.{nl}صحيح ان روسيا خففت من حدة موقفها قليلا وادانت المجزرة وحملت الطرفين الحكومة السورية والمعارضة مسؤولية حدوث مجزرة الحولة، لكن الصحيح ايضا انها لا تتورع عن تأكيد موقفها الراسخ بمنع اي قرار دولي يبيح التدخل العسكري في سورية.{nl}الولايات المتحدة الامريكية على دراية كاملة بهذا الموقف الروسي، ولهذا صرح جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض امس انه لا يعتقد ان التدخل العسكري امر صائب في الوقت الحالي لانه سيؤدي الى المزيد من الفوضى والمذابح.{nl}الضغوط الغربية تتكثف في اتجاهين: الاول على الحكومة السورية التي بدت اكثر عزلة بابعاد سفرائها، وعدد كبير من دبلوماسييها، والثاني على السلطات الروسية لتخفيف دعمها للنظام السوري، والقبول بتسوية سياسية على الطريقة اليمنية، اي ان يذهب رأس النظام مع الحفاظ على بقاء النظام نفسه.{nl}كوفي عنان مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية زار العاصمة السورية امس وطالب الرئيس السوري بشار الاسد بالتحرك فورا، واتخاذ خطوات جريئة لوقف العنف في البلاد لخلق قوة دفع لتنفيذ الخطة التي وضعها لحل الازمة في سورية. وناشد الحكومة والمعارضة المسلحة معا وقف اعمال العنف.{nl}نداءات عنان ليست جديدة، ولذلك فرص الاستجابة لها تبدو محدودة للغاية، فالاوضاع في تدهور متصاعد في سورية، واعمال القتل لم تتوقف بل تزداد تصاعدا في ظل وجود خطته والمراقبين الدوليين.{nl}النظام السوري لم يعد يسيطر على كافة المناطق السورية سيطرة كاملة، والامن يتراجع بشكل مضطرد، وهناك جماعات مسلحة باتت خارج سيطرته وسيطرة المعارضة ايضا.{nl}فرص نجاح خطة عنان تبدو ضئيلة للغاية وسورية تزحف بسرعة نحو الحرب الاهلية الطائفية التي بدأت في المناطق المختلطة مذهبيا في الوقت الراهن مثل حمص وجوارها، ولذلك من غير المستبعد ان نشهد مجازر وعمليات تطهير عرقي على ارضية طائفية في اكثر من منطقة في الاسابيع او الاشهر المقبلة.{nl}فشـل القـوة العسكريـة{nl}رأي الدستور{nl}من أهم الحقائق التي اثبتها الربيع العربي، خلال اكثر من 16 شهرا، منذ ان خفقت رياحه في تونس الخضراء، لتصل الى كافة الدول العربية الشقيقة، هي فشل الحلول الامنية فشلا ذريعا، في كافة الاقطار التي احتكمت الى القوة العسكرية وبالذات في ليبيا وسوريا والى حد ما في اليمن.{nl}اسباب هذا الفشل كثيرة ولكن اهمها هو اصرار الشعوب على سلمية الثورة، والحفاظ على الممتلكات العامة، ورفض الانجرار الى كمائن السلطة باستعمال السلاح، ومن هنا كانت النقمة بالغة والسخط عنيفا، والادانة قوية لمبارك ونظامه في موقعة الجمل بعد ان اطلق البلطجية، والخارجين على القانون ليمارسوا الخراب والدمار والموت، وينشروا الرعب في ميدان التحرير، وهو ما لجأ اليه ابن علي في تونس وان بصورة اقل ضراوة، وكانت النتيجة تدخل الجيشين التونسي والمصري لحماية الثورتين والتصدي لبلطجية النظامين.{nl}المأساة التي تنزف دما على ارض الشام، هي ابلغ تجسيد لفشل الحلول العسكرية، وعلى رفض النظام احترام ارادة الشعب، وحقه في التظاهر سلميا، وحقه في المطالبة بالتغيير وبالحرية والكرامة والديمقراطية وتداول السلطة احتكاما لصناديق الاقتراع.{nl}النظام في دمشق ركب رأسه ولم يستفد من الدرس الليبي والذي لا يزال حارا وساخنا، وعمل على الالتفاف على كافة المبادرات السلمية لحل المسألة السورية، واخراج القطر الشقيق من المأزق الذي وصل اليه، ويوشك ان يجر البلاد والعباد الى حرب اهلية، من شأنها ان تفتح الباب على مصراعيه للتدخلات الاجنبية، وهذا ما حدث بالفعل، فها هي الحرب الاهلية يشتعل اوارها، والمجازر تقترف، وتفتح كل الابواب للتدخل الخارجي لانقاذ الشعب السوري من حرب الابادة التي يتعرض لها على يد النظام.{nl}ومن هنا فالحقيقة الاخرى التي اكد عليها الربيع السوري، هي فشل الاساليب القديمة في الحكم والسيطرة وقمع الشعوب والتي لم تعد صالحة، وفقدت فاعليتها، بعد ان قررت الشعوب الخروج من القمقم، وقادتها عبقريتها الى التظاهر سلميا والاصرار على هذا النهج، وهو ما اسقط كل حجج وذرائع الانظمة، وادى الى كسب احترام العالم، واشادته بهذا الاسلوب الحضاري في التظاهر، الذي كرسه شباب الربيع العربي، واسفر عن سقوط الطغاة في تونس ومصر وليبيا واليمن، وها هي سوريا على الطريق.{nl}مجمل القول: ما يحدث في سوريا، وقبلها في ليبيا واليمن ومصر وتونس هو بمثابة درس بليغ لكافة الانظمة بضرورة الاقلاع تماما عن نهج الحلول الامنية، والاحتكام الى القوة العسكرية، وضرورة احترام ارادة الشعوب وخياراتها وحقها في التغيير والاصلاح، وحقها في الحرية والكرامة والديمقراطية وتداول السلطة احتكاما لصناديق الاقتراع، واقامة الدولة المدنية الحديثة، فارادة الشعوب هي دائما المنتصرة والطغاة حتما الى زوال{nl}«الحولة» و«التحوّل» في الأزمة السورية؟!{nl}الدستور/ عريب الرنتاوي{nl}وضعت المجزرة المروّعة في بلدة “الحولة” الأزمة السورية برمتها أمام منعطف جديد...ما بعد “الحولة” لن يكون كما قبلها...فالبلاد دخلت مرحلة الفوضى والحرب الأهلية، رسمياً منذ “الحولة”...ومواقف الأطراف، كل الأطراف، في الداخل والخارج لن تظل على حالها.{nl}في الحديث عن المجزرة ثمة التباسات لا بد من إجلائها...الجيش الذي قتل نصف الضحايا بالقصف المدفعي وقذائف الدبابات، مسؤول عن المجزرة، ومن خلفه النظام السياسي/الأمني بمختلف رموزه ومؤسساته، الضالع منها والمتآمر والصامت والمتواطئ...هذا أمر دفع بأقرب أصدقاء النظام، إلى التنديد بالفعلة الشنعاء، وتحميل السلطات الرسمية، كامل المسؤولية أو جزء منها.{nl}من وقائع الجريمة في “الحولة”، يتضح لنا أن ثمة فاعلين اثنين ومرتكبين اثنين، لا فاعلا واحدا ومرتكبا واحدا...الجيش هو الفاعل الأول، لأنه لم يتوان عن قتل المدنيين بقذائف الدبابات والمدافع، وتقارير البعثة الدولية تؤكد وفاة أزيد من نصف الضحايا بقصف الدبابات والمدافع.....أما الفاعل الثاني، الذي استمرأ تقطيع أعناق الأطفال والنساء وأوصالهم، مستخدماً السلاح الأبيض و”البلطات” والقتل من مسافة قصيرة ( داخل الغرفة ذاتها)، فأحسب أنه فاعل “ميليشياوي”، مثقل بالأحقاد المذهبية والطائفية...لقد عرفنا هذا النمط وتعرفنا إليه في لبنان والعراق إبّان حربيهما الأهليتين، وبمقدورنا أن نشتم رائحة هذا النوع من القتل والقتلة، بمجرد استعراض صور الضحايا الأبرياء.{nl}أما من هي هذه “الميليشيا المذهبية” التي دخلت إلى “الحولة” وقطّعت أوصال أبنائها وبناتها، فلسنا على بيّنة من الأمر بعد، والأمر رهن بتحقيق موضوعي ونزيه ومهني، وهذه صفات لا تتوفر في لجنة التحقيق الرسمية التي شكلها النظام، لتقصي ملابسات الجريمة والكشف عن الجناة...نحن إزاء فعل جرمي ميليشياوي مذهبي، الجيش لا يفعل ذلك والنظام لا مصلحة له بمثل هذه الأعمال التي ترتد عليه وتُحشّد العالم بأسره ضده، بمن فيهم أصدقاؤه.{nl}المليشيا المذهبية التي نقصد إما أن تكون “كتيبة من كتائب الشبيحة”، مشبعة بالحقد المذهبي، وخارجة عن السيطرة، وإما أن تكون ميليشيا مذهبية سنيّة متطرفة، تستعجل إشاعة الفوضى والحرب الأهلية والتدخل الأجنبي، لتتوفر لها بيئة خصبة للتمدد والانتشار، وفرض منطقها الخاص على “الملاذات الامنة” التي تسعى في إيجادها، لتقيم عليها إماراتها الإسلامية، تماماً مثلما كان يحدث في العراق، حيث قتلت ميليشيات من هذا النوع، من أبناء طائفتها ومذهبها، أكثر مما قتلت من أبناء الطوائف الأخرى، وبالطبع أضعاف أضعاف من قتلت من الأميريكيين.{nl}والحقيقة أن الوضع العام في سوريا يبدو بمجمله وقد خرج عن سيطرة الأطراف الرئيسة في الصراع...لا النظام قادر على الادعاء بأنه يبسط سلطانه على عموم الأراضي السورية (بدلالة حولة) أو أنه يسيطر على عموم ميليشياته...ولا المعارضة تدري ماذا يجري على أرض الصدام المسلح، ناهيك عن انعدام قدرتها على السيطرة والتحكم بالمجاميع والمجموعات المتعددة التي تمارس القتل والخطف و”السلبطة” جنباً إلى جنب مع استهداف رموز السلطة والأمن والجيش.{nl}لقد أحدثت مجزرة الحولة تغييراً جوهرياً في الوجهة العامة لمواقف مختلف اللاعبين في الأزمة السورية...وهو تغيير ستظهر نتائجه في المستقبل القريب، ولعل أول وأهم استحقاق لهذا التغيير، ستتضح نتائجه في القمة الروسية الأمريكية المنتظرة الشهر المقبل...وربما تكون زيارة عنان الحالية لدمشق، مؤشر آخر على الوجهة التي سيسلكها المجتمع الدولي بعد “الحولة”.{nl}واشنطن تجد صعوبة على ما يبدو في ترك الملف السوري والاكتفاء بمراقبته عن بعد...وروسيا سئمت من دفاعها عن نظام لم يمكّنها حتى الآن، من أداء دورها كحاجز منيع يحول دون الانتقال بملفاته إلى “الفصل السابع” من ميثاق الأمم المتحدة...وفي هذا السياق تتكاثر الأحاديث والمعلومات عن “صفقة محتملة” بين القطبين، تعيد إنتاج “المبادرة الخليجية لليمن” ولكن بطبعة سورية مزيدة ومنقحة.{nl}يوماً بعد يوم، تتلاشى فرص الحل السياسي للأزمة السورية، وتتورط الأطراف أكثر فأكثر في لعبة السلاح والتسليح القاتلة، وتتسع الفجوة بين مكونات الشعب السوري وطوائفه ومذاهبه، تتفكك الدولة وتنمو على حسابها، مختلف الهويات الفرعية والثانوية وترتسم خطوط الحدود على تخوم الترانسفير السكاني الآخذ في التسارع، وتُرسم لسوريا خريطة سياسية جديدة غير تلك التي عرفناه من قبل...وهذا ما يدعونا مجدداً للتأكيد على ما كنا قد ذهبنا إليه من قبل، بأن المهمة التي لا تفوقها أهمية، أي مهمة أخرى، هي حفظ سوريا وإدراكها قبل خراب دمشق وحلب واللاذقية والسويداء.{nl}وإسرائيل تستنكر مذبحة (الحولة)!!{nl}الرياض /يوسف الكويليت{nl} لن يصمت أو ينسى العالم مجزرة الحولة، فالعقوبات وطرد السفراء والتضييق السياسي من قبل الداعمين للنظام السوري روسيا والصين بدأ يأخذ اتجاه الإجماع الدولي حول إزاحة الحكم على الطريقة اليمنية، أو استعمال بدائل موجعة، قد تكون الوسيلة الناجحة..{nl}إسرائيل فاجأت العالم بإدانتها المذبحة، لتضع نفسها دولة قانون وحقوق إنسانية، مع أن إرهابها بدأ مع تفجير فندق داود بالقدس ومجازر دير ياسين وبحر البقر، ثم صبرا وشاتيلا، وقانا واحد واثنين، ثم خُتمت بمذابح وتدمير غزة، قطعاً إسرائيل عاشت في حالة سلام مع نظام الأسد باتفاقات سرية قد تنفضح بعد زواله، لكن الهدف الآخر انها تدرك أن البديل سيكون حكماً سنّياً قد يلتقي مع حكومات مماثلة، تحادّ إسرائيل، وهنا المخاوف، أي ان التعاطف مع الأطفال القتلى مداعبة للشعب السوري وثواره، واستباقاً للأحداث في قراءة أن النظام ساقط بقانون قوة الثورة..{nl}أي طوق يحاصر إسرائيل، بهوية إسلامية، لن يكون بعثياً أو قومياً وناصرياً، وانقلاب الأحداث في المنطقة طرح بُعداً جديداً عند القيادات وراسمي السياسة الإسرائيلية، ومع أن مختلف القوى في دول الربيع دخلت في حوارات مع أمريكا، إلا أن الصورة لا تزال باهتة، كذلك الواقع المستجد في هذه الدول ولّد احتياجات مهمة اقتصادية وأمنية، وصياغة أسلوب حكم يترتب عليه تغييرات استراتيجية، لكن إسرائيل تبقى عنصراً قائماً، لأن الشعب العربي له كلمة تختلف عن سلوكيات الحكام وغيرهم..{nl}سوريا قلبت الأحداث بديمومة ثورتها، والمذبحة التي جعلت البازار الدمشقي يتجه للإضراب حتى تزول دولة الأسد، أخذ دور بازار إيران الذي أسقط الشاه، وعملية أن يأخذ العنف دوره، وتبريره بمتسبب آخر، مراوغة ساذجة، لأن إخفاء الحقيقة لم يعد سهلاً أمام تقنيات العصر، وتواصله السريع، والجريمة عكست حالة اليأس التي بدأت تصور للأسد نهايات القذافي، وزنزانة مبارك، ليتصرف وفق إيقاع من يموت بالتقسيط غير المريح!!{nl}الوضع العربي تداخل بشكل أعمق مع الشأن الدولي، لأن المنطقة استراتيجياً ملتقى قارات، ولأول مرة نجد صراعاً داخل مجلس الأمن غير مؤدلج بانقسام شيوعي، رأسمالي بل تقاسم نفوذ، وقد لا تكون روسيا في ميزان الاتحاد السوفيتي القديم، فهي تبحث عن ملجأ يحررها من استئثار الغرب بكل العالم، وهي التي فقدت عقدها الاقتصادي والسياسي مع دول الاتحاد السوفيتي، فصار البحث عن دول الجغرافيا البعيدة، وخاصة ممن كانوا أنصار حقبة الحرب الباردة هم مركز التوازن مع الغرب، لكن وقوفها مع سلطة مرفوضة شعبياً وعربياً، قد لا يمنحها الخطوة التي تريدها مع سوريا الأخرى..{nl}الغرب لا زال صاحب الأثر والتأثير بعمق علاقاته وقدراته الهائلة في المنطقة، ويبقى الدور الإسرائيلي غير ظاهر، إلا بمناوشاتها مع إيران، لكن، وبالرغم من مكاسبها من نظام الأسد ما بعد حرب ١٩٧٣م، إلا أن زوال الحكم يقطع تحالف دمشق - طهران ويلغي دور حزب الله، ومعادلة المكاسب مع الخسائر، ترى أن الوضع المستجد أكثر نفعاً لها من حكم ساقط بعامل ظرف زمني مستجد ومتوقع في أي لحظة..{nl}الاحتلال وشهادة ولادة مزورة لاتفاقية «أربيل» الثانية{nl}السفير / طارق الدليمي{nl}تغمض قطط الاحتلال عيونها عن الحقائق القاسية في البلاد. والكل منهمك في «صناعة» أكاذيب جديدة تحميه من المستقبل المباغت. ونزعة الهروب هذه في مواجهة جبال تراكم المشاكل وانهيار العملية «الاجتماعية» هي التي تعطي القوة «الاحتياطية» من أجل تحقيق التعادل اليومي تحت حجج الحفاظ على «العملية السياسية». بل إن بعض أركان «النخب» يفضل نظرية «المؤامرة» على فكرة الاستقلال السياسي والاعتناء بالسيادة الوطنية. وقد صرح أحدهم بأن الاتفاق الاميركي مع أطراف «الكوندومينيوم» الإقليمية هي التي تضع الحكومة الحالية في الصورة المركزية من الحدث وتدفع عملياً إلى تقليم أظافر الوزير الأول وضبطه في سلوكه السياسي إلى حين نهاية ولايته. والأكيد أن الاميركان نصحوا «بارزاني» بالحوار مع بغداد كما نصحت ايران «المالكي» بالقيام بالشيء نفسه مع الإقليم «الشمالي» من العراق. وإن صحت هذه المعلومات المشوشة فهذا يعني أن الحوار ما زال سجيناً في غرف الأحلام الخاصة.{nl}لكننا في هذه المقاربات الخبرية لا بد أن نعثر على إحدى مفاتيح التحليل المباشر من خلال الغوص في بحور الأبجدية السياسية «للمحاصصة» المشتركة في عراق اليوم. وتشكل السياسة «الخارجية» للبلاد إحدى أهم المؤشرات الحادة عن الحياة «الداخلية» ومستوى تطبيق محتويات «العملية السياسية» بالمفرق أو بالجملة. ويمكن الاعتماد على قول «نابليون» في هذا الصدد بكون السياسة «الخارجية» هي إحدى المقومات الجوهرية لتصليد زناد الجغرافيا السياسية للبلاد. ومن ثم فإن الارتباك في هذا الميدان دليل ساطع على الانهيار الجيوسياسي وابتعاده عن المسار التاريخي المعروف. وإذا ما حاولنا الربط بين هذين العاملين مع العناصر الأخرى الر<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/05-2012/عربي-122.doc)