Admin
2012-06-03, 11:00 AM
أيا كان الرئيس القادم: مات الفرعون عاش الثوار {nl}بقلم:فرانسوا باسيلي عن القدس العربي{nl}أهل الظاهر والباطن!{nl}بقلم: رجب البنا عن الأهرام{nl}الشفقة علي الإخوان!!{nl}بقلم: د.عبد المنعم سعيد عن الأهرام{nl}جنوب السودان تعرض استضافة مبارك!{nl}بقلم: محمود النوبى عن الاهرام{nl}التبانة وجبل محسن: معارك من نوع آخر تؤسس لانفجار جديد{nl}بقلم:غسان ريفي عن السفير{nl}خطاب الإسلاميين في الربيع العربي وهواجس الأقليات{nl}بقلم:ريتا فرج عن السفير{nl}بواكي مبارك ! {nl}بقلم: حلمي الأسمر عن الدستور{nl}غضبة كويتية على نائب أردني سابق {nl}بقلم: ماهر ابو طير عن الدستور{nl}الانتحار ليس حلًا{nl}بقلم:فهمي هويدي عن الشروق{nl}جهاد حمدين صباحى الأكبر{nl}بقلم:عماد الدين حسين عن الشروق{nl}العمانيون لا يغردون خارج السرب{nl}بقلم: يوسف بن أحمد البلوشي عن البيان{nl}الناتو الخليجي{nl}بقلم: محمد بن هويدن عن البيان{nl}هكذا أحبط الملك عبدالله الثاني المؤامرة..!{nl}بقلم: الحاج ابراهيم العطيوي عن شيحان{nl}اللي ما يدري يقول كي داو{nl}بقلم:خالد عبدالله العوضي عن القبس الكويتية{nl}سوريا تحت الفصل السابع {nl}رأي الراية القطرية{nl}تعز امانه في اعناقنا !!!{nl}بقلم: رائد محمد سيف عن يمن برس{nl}فضيحتان .. واحدة لشيخ أحمر والثانية لرعوي أغبر{nl}بقلم: اسكندر شاهر عن يمن برس{nl}أيا كان الرئيس القادم: مات الفرعون عاش الثوار{nl}بقلم:فرانسوا باسيلي عن القدس العربي{nl}'مات الملك، عاش الملك' هو شعار أوروبي قديم يعبر عن رغبة وقدرة السلطة والحاشية المتحلقة حولها والمنتفعة بها على تجاوز حدث وفاة الملك الحالي والالتفاف السريع حول الملك الجديد للحفاظ على تماسك السلطة وغنائم القوى الحاكمة، وكان هذا الشعار مطبقا أيضا في مصر والبلاد العربية لضمان سهولة التوريث وإستمرارية الحكم في العائلة الواحدة، سواء كان ذلك الحكم ملكيا أم جمهوريا، إلى أن جاءت ثورات الربيع العربي لتسقط هذا الشعار مرة واحدة ونهائية كما هو الحال في مصر، وكما ينتظر أن يصبح الحال بعد ذلك حتى في الملكيات العربية التي لن تستطيع الصمود طويلا سوى بتحويل نفسها إلى ملكيات دستورية يملك فيها الملك ولا يحكم.{nl}الشعار الجديد الذي ترفعه ثورات الربيع العربي وبالأخص الثورة المصرية هو 'مات الفرعون، عاش الشعب'، فسواء جاء رئيسا لمصر الدكتور محمد مرسي ممثلا لتيار الإسلام السياسي أم الفريق أحمد شفيق ممثلا لاستمرارية النظام الحاكم والدولة المصرية بشكلها المدني المعتاد، ففي الحالتين ما لا شك فيه هو أن الفرعون قد مات إلى الأبد، ومن سيأتي لحكم مصر يعرف يقينا أنه يحكم شعبا إستطاع بقدرة عبقرية أن يستلهم تاريخه السحيق الحي لكي يحقق معجزة البعث التي حفرتها في أعماقه التاريخية أسطورة إيزيس التي جمعت من أقاصي مصر أشلاء زوجها المقتول على يدي إله الشر ورقدت فوقها نافثة فيها روح الحياة فقام ازوريس من الموت لينتصر الخير والعدل في مصر، عرف المصريون أخيرا مدى القوة الهائلة الكامنة في أعماقهم الجمعية وقدرتها الحاسمة على إسقاط الطغيان حتى ولو كان مسلحا بأعتى أسلحة البطش والقمع، وذاقوا نشوة الحرية وشهوة إملاء القدرة الذاتية والكرامة الشخصية ولن يعود مارد الثورة الشعبية إلى قمقمه مرة أخرى.{nl}يمكن أن يقتصر نظر البعض على ما تحت أقدامهم فلا يرون للثورة المصرية إنجازا سوى الفوضى في الشارع والتيار الإسلامي من إخوان وسلفيين في مجلس الشعب وربما أيضا في الرئاسة، أو الإستيلاء على الرئاسة - عن طريق الصندوق' من قبل بقايا النظام البائد، فيعتقدون بهذا ان الثورة لم تحقق أهدافها وأن الثوار الذين خرجوا إلى ميادين مصر ـ وخاصة ميدان التحرير ـ لم يجنوا ثمار تضحياتهم ودماء شهدائهم، ولكن هذه النظرة المبتسرة تظلم نفسها وتظلم الثورة حين تحد رؤيتها بما هو لحظي وعابر وطبيعي وتغفل مثل هذه النظرة السوداوية عن رؤية ما تحقق فعلا من إنجازات مذهلة لم تكن فى الأحلام من قبل عام ونصف فقط. {nl}ماذا يمكن للرؤية المستقبلية أن ترى اليوم ومصر في أول انتخابات رئاسية ديموقراطية ونزيهة في تاريخها؟ ماذا حققت الثورة حتى اليوم وماذا ستتمكن من تحقيقه في السنوات الخمس ثم العشر القادمة؟ {nl}حين تواعد شباب مصر على الخروج إلى الشوارع والميادين في 25 يناير 2011 لم يكن الهدف محددا وواضحا- كان الموعد هو 'يوم الشرطة' وكان الهدف هو الإحتجاج على النظام البوليسي الباطش المتوحش الذي كان يهين المواطنين كل يوم في الشوارع في أقسام الشرطة، والذي تسبب في القتل الوحشي للشاب السكندري الجميل خالد سعيد، دون أدنى محاولة من نظام الرئيس المصري المخلوع للتحقيق في الجريمة ومعاقبة مرتكبيها، تواعدوا على صفحات الفيسبوك وتويتر على الخروج من عشرين نقطة في عشرين من أحياء القاهرة المتناثرة حتى لا تستطيع الشرطة محاصرة المتظاهرين في مكان واحد كما أعتادوا أن يفعلوا، ولكن الاتفاق على زمان ومكان الخروج لم يصحبه اتفاق على شعار أو كلمات محددة تعبر عن هدف هذا الخروج وتصوغ مطالبه وإحدى عجائب الثورة المصرية المليئة بالعجب والدهشة هو أن لا أحد إلى اليوم يعرف من أين إنطلق الشعاران الأساسيان اللذان ظهرا تلقائيا بعد ظهر ذلك اليوم في هتافات الجموع الخارجة من كل أنحاء القاهرة زاحفة إلى ميدان التحرير، وهما 'عيش، حرية، عدالة إجتماعية' و'الشعب يريد إسقاط النظام' . أما الشعار الثالث الذي ظهر بعد ذلك بقليل على لسان الثوار في كل مكان فهو 'أرفع رأسك فوق إنت مصري'. فماذا تحقق من هذه الشعارات والمطالب الثورية بعد عام وثلث عام من الثورة؟ وما مستقبل مالم يتحقق بعد منها في وجود أول رئيس منتخب بإرادة شعبية حرة؟{nl}إسقاط النظام {nl}رغم كل ما يقال عن أن رأس النظام فقط هو ما نجح الثوار في إسقاطه بينما بقي هيكل النظام كما هو، خاصة وأن المجلس العسكري نفسه هو من أعمدة ذلك الهيكل الذي بقي من النظام، ورغم كل ما دار حول دورهم القاصر أو المشبوه في إدارة البلاد في المرحلة الانتقالية، بل وحتى إذا أصبح الفريق شفيق رئيسا ـ فإن الرصد الواقعي المنصف لحال مصر اليوم يحتم علينا أن نقول أن النظام قد سقط فعلا- فالنظام أساسا ليس مجرد أشخاص أو مناصب أو تشكيلات أو أحزاب ـ وقد سقط من هؤلاء ما سقط- ولكن الأساس في النظام هو 'روحه' أو 'أسلوبه' أو 'عقليته' التي يدير بها الأمور، لقد سقطت هذه العقلية القديمة بما تحمله من اعتماد على القوة الغاشمة وإهانة المواطنين واحتقارهم والتسلط عليهم، سقطت عقلية 'خليهم يتسلوا' التي مثلها الرئيس المخلوع خير تمثيل، عقلية بليدة ضعيفة ذليلة أمام خصومها متوحشة على شعبها غير مدركة لقدر ومكانة الوطن التاريخي العظيم الذى تمثله، لقد نجحت الثورة المصرية العبقرية في إسقاط النظام بكامل أركانه وركامه، بكامل هياكله وشباكه العنكبوتية وما يسكنها من عقارب وأفعاعي، ليس الرأس فقط الذي سقط وتدحرج على رصيف ميدان التحرير ثم هوى إلى قاع المجارير في باطن أرضه ولكن سقط قلب النظام وروحه وعقله أى سقط كله ومن بقي من بقاياه وأيتامه لن يبقوا كما كانوا بل أجبرتهم الثورة بما خلقت من رياح الحرية على التغيير ومواكبة العصر الجديد، وليس أكبر كمثال على هذا من رؤيتنا لبعض بقايا النظام الساقط وقد رشحوا أنفسهم لمنصب رئيس الجمهورية يجوبون أشتات الوادي من أقصاه إلى أقصاه مستجدين أصوات أسيادهم المواطنين، معلنين أنهم يتشرفون بخدمتهم في موقع رئيس الجمهورية، وهكذا نزل الفرعون عن عرشه وانحنى أمام المصدر الحقيقي لسلطاته الشرعية، لقد سقطت إلى الأبد فكرة النظام القديم المتسلط الفاسد اللامبالي، سقطت عقيدة الفرعون مرة واحدة ونهائية بعد سبعة آلاف سنة من التفرعن والتسيد، سقطت على أيدي شباب ثوار أحرار عقدوا العزم على ألا يستعبدوا بعد اليوم، ودفعوا بأرواحهم ودمائهم مهر عروسهم مصر الجديدة الفتية البهية.{nl}الحرية {nl}كما حقق الثوار شعار 'الشعب يريد إسقاط النظام' بإسقاطهم الكامل والهائل للنظام البائد كما أوضحت، نجحوا أيضا في تحقيق واحد من أهم مطالبهم في شعارهم الذى هتفوا به 'عيش ـ حرية ـ عدالة أجتماعية' لقد حققوا حريتهم وحرية مصر كلها، بما فيها مواطنيهم الذين ينتمون 'لحزب الكنبة' وهاهم يمارسون اليوم حقهم في تكوين الأحزاب والترشح للرئاسة ومجلس الشعب، وحقهم في اختيار ممثليهم ونوابهم وحقهم في السير في الطريق العام دون خوف من شرطي يتجبر عليهم ويهينهم بل وقد يقتلهم كما قتلوا خالد سعيد، لقد أصبح المصريون أحرارا حرية حقيقية لأول مرة في تاريخهم يمارسون ديموقراطية هي بكل عيوبها وأخطائها وتعثرات خطواتها الأولى أفضل من أي نظام عرفوه من قبل، ومن الطبيعي أن تكون للحرية أخطاء لمن يعرفها لأول مرة فيتطرف في ممارستها ويخطئ في فهمها- ولكن هذه كلها تصحح نفسها مع الممارسة والوقت- والمرعوبون من الحرية في مصر اليوم ولا يرون منها سوى الفوضى لا ينظرون إلى مصر كوطن تاريخي هائل وباهظ وضارب في الزمان والمكان، ولكن ينظرون فقط إلى بلطجي أو سارق بائس في شارعهم فيفزعون، هؤلاء لا يثورون أبدا وهم موجودون في كل مجتمع وفي كل مكان، ولكن يبقى للنخبة الثائرة فضل الريادة والتضحية والمبادرة وقيادة الجموع نحو الحرية والحياة الانسانية الجديرة بالانسان، وهذا هو فضل الثورة المصرية وشبابها الثائر الذي حقق الحرية للمصريين جميعا. {nl}الكرامة {nl}يبقى من شعارات الثورة شعارها الثالث : 'ارفع راسك فوق أنت مصري' وأقول أن الثوار قد نجحوا في تحقيق هذا المطلب بامتياز بقيامهم بثورتهم هذه وبنجاحها المذهل في إسقاط النظام خلال ثمانية عشر يوما فقط. لقد كانت إحدى الخطايا المميتة للنظام هى أنه جعل المصريين، وخاصة الشباب، يشعرون بالاهانة والمهانة، فهم يتخرجون من الجامعات فلا يجدون عملا، فلا يستطيعون 'فتح بيت' لممارسة حقهم المشروع في الشعور بالرجولة والكرامة والآدمية. وجد الشاب المصري نفسه في عهد المخلوع بلا عمل وبلا أمل، حتى راح بعضهم يركب البحر في محاولات انتحارية للفرار من بلد طردته ولم يجد له مكانا في حضنها، فيصل الشاب المصري إلى شواطئ إيطاليا واليونان لاجئا غير شرعي، تطارده الشرطة لتعيده إلى بلده أو تعتقله، وحتى من راح يعمل في دول الخليج كان يلاقي أشد أنواع العنت بسبب نظام الكفيل ولا يجد في قنصلية بلده أي معين له، فكان المصري يشعر بالمهانة والإهانة داخل بلده وخارجها على السواء، بينما يرى الوصوليين الواصلين ينهبون ثروات البلد بجشع فاجر فيبنون القصور لسكناهم وكأنهم ملوك هذا الزمان في بلد تيحطه العشوائيات من كل مكان، ثم يرى هذا الشباب رئيسه يذل نفسه أمام القوى الأجنبية ويقزم دور مصر حتى يصبح أقل من دور وسيط أو سمسار أو عميل، فهو نظام راح يهدر ثروات مصر الطبيعية ويقدمها لإسرائيل على طبق من ذهب أسود، ثم يسمح لوزيرة خارجية إسرائيل أن تأتي إلى مصر لتعلن في مؤتمر صحفي وبجوارها وزير خارجية مصر بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، وكان المصريون يرون مهانة رئيسهم فتوجعهم وخزتها في قلوبهم بينما لا يشعر بها رئيس مصر، حتى أن أكثر شعارات الثوار وجعا ودلالة كان يافطة كبيرة الحجم رفعوها في ميدان التحرير قبل سقوط مبارك تقول: 'ارحل يا عميل'.{nl}وصل الأمر بالمصري بعد ثلاثين عاما من حكم مبارك أنه أصبح لا يقدر أن يرفع رأسه فخرا بأي شيء داخل مصر أو خارجها، فيما تتوالى أخبار الإحصاءات العالمية التي تنحدر فيها مكانة مصر عاما بعد عام لتصل إلى قاع الأمم في كافة المجالات الحضارية والإنسانية، ولهذا لم يكن غريبا أبدا أن يكون أحدا هم شعارات الثوار هو: 'ارفع رأسك فوق، انت مصري'، لقد حقق الثوار الأحرار الكرامة لأنفسهم ولمصر وللمصريين كلهم بثورتهم الهائلة التي راح العالم كله يراقبها بإعجاب على شاشات التليفزيون وهو مندهش لمدى قدرة وإبداع ونبل وتضحية وخفة دم هؤلاء الثوار الذين قاموا بثورة فريدة في تاريخ الثورات، ثورة لا تسحل رموز النظام القديم في الشوارع ولا تقطع رؤوسهم تحت المقصلة، ثورة تهتف 'سلمية، سلمية' وهي تتصدى لأعتى الأجهزة الأمنية وأكثرها بطشا فنتتصر عليها، ثم وهي تعتصم في الميادين تهتف وتقاوم وتتصدى لبلطجية النظام وسيوفهم ورصاصهم وخيولهم وبغالهم وناقاتهم فتنتصر عليهم فتدفن شهداءها وتضمد جرحاها وتعود إلى ميادين اعتصامها تهتف وتلقي الخطب الحماسية والأشعار وتغني وترقص وتمثل وترسم وتبدع، في طقس ثوري احتفالي شعبي هائل الزخم والثراء مفعم العاطفة متأجج الوطنية، حتى استطاعوا في النهاية أن يسقطوا الطاغية و رفعوا الرأس قائلين: أنا المصري كريم العنصرين.{nl}التيار الديني{nl}لا بد من الاعتراف بواقع أن هناك قطاعا عريضا في مصر اليوم ينظر بتوجس لدى البعض وهلع لدى البعض الآخر لصعود الأخوان المسلمين والسلفيين إلى سدة السلطة التشريعية واحتمال نجاحهم في الاستحواذ على رئاسة الجمهورية أيضا، ويشمل هذا القطاع القوى المدنية واليسار والليبراليين والأقباط، ومن اللافت أنه في الأوساط القبطية راحت تدور معارك فكرية وعاطفية شديدة، بين تيار يرى في الفريق أحمد شفيق، وبدرجة أقل السيد عمرو موسى، الخلاص الوحيد من الاحتمال المخيف لاستحواز التيار الديني على كافة السلطات في مصر، وبين تيار آخر ،كنت فيه، يضم الكثير من الشباب يرى أن رموز النظام القديم لن يقدموا لمصر وللأقباط سوى نفس ما قدمه لهم الرئيس المخلوع من مناخ طائفي عفن عانوا تحته ألوانا من الاعتداءات والمذابح بمعدل ثلاثة في كل شهر تقريبا على مدى الثلاثين عاما من حكم المخلوع.{nl}وفي الأساس فإن مسؤولية فزع المسلمين- من غير الاخوان- والتيار المدني والأقباط ولجوئهم إلي شفيق تقع على الأداء البالغ الرداءة للاخوان والسلفيين في مجلس الشعب حيث أظهروا جشعا للاستحواذ على كل السلطات وضربوا عرض الحائط بالوعود والالتزامات وتخلوا عن ثوار التحرير وأرادوا الإنفراد بكتابة دستور مصر ثم قدموا مرشحين للرئاسة رغم وعودهم بعكس ذلك، هذا من ناحيـــة، ومن ناحية أخــــرى لم يستـــطيعوا مقاومة ميلهم المزمن للاعتداء على حريات الابداع والمرأة فراحوا يقدمون المشاريع لتصغير سن زواج الفـــتاة من سبعة عشر إلى إثني عشر ومشروع لعدم تجريم ختان النساء وتصريحات ضد ملابس السائحات وضد الأفلام المصــــرية القديــــمة لما بها من 'إباحية'، بالاضافة إلى حكم بسجن الفنان عادل إمام بسبب أفلامه ضد الإرهاب!! مما أعطى إنطباعا برغبة هؤلاء في تغيير الطبيعة المصرية ذاتها وتشكيلها في الصــــورة الجهمة الخارجة عن العصر التي تذكر بأفغانستان الطالبان، فكان أن دفعوا الأقباط والكثيرين من المسلمين للهروب حتى إلى الشيطان إذا كان سيحميهم من هذا التطرف الأرعن والإستحواذ الجشع الطارد للآخرين.{nl}رؤيتي لما حدث من صعود للتيار الديني أنه طبيعي في فترة ما بعد سقوط نظام مبارك بسبب التأثير الهائل للعاطفة الدينية على المصريين بشكل لا يعرفه شعـــب عربي أو أجنبي آخر، وبسبب تواجد التيار الديني في الشارع المصري بشكل واسع يقدم الدعم والسند المادي والروحي لشعب مطحون بائس تركه نظام مبارك بلا خدمات ولا مستقبل، وبسبب شعور المواطن أن التيار الديني هو أكثر من تعرض للملاحقة والسجن من نظام مبارك فهم بذلك يستحقون نوعا من التعويض ورد الجميل، ورغم أن العاطفة الدينية أمر سيظل موجودا وفاعلا في المصريين في المستقبل إلا أن العاملين الآخرين لن يستمرا، فوجود التيار الديني بقوة في السلطة سيرفع عنه هالة المضطهدين المستدرين للعطف ويصبحون هم المسؤولين عن آلام الناس إذا لم يقدموا لهم حلولا لمشاكلهم الطاحنة، وبذلك سيفقد هذا التيار بريقه السياسي مع الوقت وإن احتفظ بتأثيره الديني، خاصة مع التزايد السريع للوعي السياسي لدى المصريين وهو ما نشاهده بشكل واضح بعد الثورة وإلى اليوم.{nl}أضف إلى هذا أن ميل التيار الديني المتشدد ممثلا في الأخوان والسلفيين إلى الانشغال بقضايا الجنس والفراش وجسد المرأة ـ وليس حقوقها كإنسانة ـ وهو ميل لا يستطيعون مقاومته أو الوقوف أمام حدة جيشانه بسبب ارتباط هذا بطبيعة مفهومهم الحسي للشرف والفضيلة وتفسيرهم الحرفي للنصوص، سيقودهم هذا الميل إلى الاستغراق في هذه القضايا التي لا تحل شيئا من مشاكل الناس الطاحنة من بطالة إلى فقر إلى مرض إلى مواصلات ومسكن ومأكل، وبذلك ينقلب من انتخبهم عليهم ويطردهم من مقاعد السلطة، وهذا ما تقوم به الديمقراطة من تصحيح ذاتي، وقد حدث هذا الإنحسار في شعبية تيار الاسلام اسياسي فعلا فقد هبطت نسبة المصوتين لهم إلى النصف - من حوالي سبعين إلى خمسة وثلاثين في المئة - بين إنتخابات مجلس الشعب والرئاسة. {nl}القراءة الصحيحة لما يحدث في مصر- أيا كانت نتيجة إنتخابات الرئاسة، تقودنا إلى الانتشاء والفرح والزهو بنجاح الثورة المصرية وانتصار الثوار الشباب على الفرعون وجحافله، فما حققه الثوار ليس المجيء بمن يمثلهم ولكن مجيء الحرية والديمقراطية إلى مصر كنظام وروح وأسلوب حياة، وهكذا يكون الثوار قد نجحوا في المدى الطويل عندما ستتخلص مصر تدريجيا من الفكر الديني المتشدد ضيق النظرة ومن بقايا حكم الفرعون لتصبح مصر دولة عصرية رائدة قائدة تصنع النهضة وتبعث الشرق العربي، وهذا سيحدث لا محالة لأنه منطق التاريخ والتطور، وهو إنجاز الثوار وإكليل الشهداء منهم.{nl}' كاتب من مصر يقيم في نيو يورك{nl}أهل الظاهر والباطن!{nl}بقلم: رجب البنا عن الأهرام{nl}مع أن ما قيل يفوق الحصر عن خطورة الخلط بين الدين والسياسة, بين الثابت والمتغير, وبين المقدس والمدنس, إلا أن ما شاهدناه في الفترة الأخيرة يؤكد لنا أن الدين سيكون المطية التي ستكون وسيلة التيار الإسلامي لتحقيق أهدافه الحقيقية.{nl}لقد استخدمت آيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول صلي الله عليه وسلم في غير مواضعها, وظهر من كنا نحسبهم علماء الشريعة الموثوق بهم وهم يلوون كلام الله لخدمة أحد المرشحين للرئاسة, وانكشفت الحقيقة التي كنا ننكرها وهي أن من بين التيار الإسلامي من لا يظهرون معتقداتهم الحقيقية, ويكتمونها عنا باعتبارها من أسرار الجماعة التي يختص بها الأعضاء الملتزمون بطاعة قيادتهم العليا التي لا تنطق عن الهوي وتعرف مراد الله ومصلحة العباد وتظل هذه الأجندة الخفية, طي الكتمان إلى أن تحين اللحظة التي يتحقق فيها التمكين, والسيطرة علي كل مواقع القيادة والتحكم في المجتمع ومؤسساته, ويبقي ما يقولونه في العلن لإرضاء جميع الأطراف وكسب تأييد كل من يمكن خداعهم باسم الدين, وكان استاذنا الشيخ محمد الغزالي كلما اكتشف أنه انخدع في بعض الناس, أو بعض المشروعات الإسلامية يقول: من خدعنا بالله انخدعنا له, ويذكرنا بأن من خدعنا سينال جزاءه في الدنيا والآخرة, وإنما الأعمال بالنيات وليست بظاهر القول أو العمل.{nl}والنفاق قديم, حتي في المدينة, في عهد الرسول صلي الله عليه وسلم كان المنافقون يخادعون الله ورسوله كما ذكر القرآن, وفي القرآن آيات كثيرة عن النفاق والمنافقين في مواقف مختلفة, ومن الطبيعي أن تزداد هذه الظاهرة بعد عهد الرسول الذي كان الوحي ينزل فيه ليكشف زيف أقوالهم وأفعالهم وحقيقة ما في قلوبهم, بعد الرسول اتخذ النفاق صيغة شرعية فأصبح اسمه التقية, ومبدأ التقية مذكور في القرآن أباحه الله للمسلمين الأوائل الذين كانوا يتعرضون لأشد أنواع العذاب علي يد كفار قريش فسمح لهم الله بأن يخفوا إسلامهم ـ ويحتفظوا به في قلوبهم ـ وبعد أن انتصر الإسلام انتهت الحاجة إلي التقية ولكن أصحب الأغراض والأهواء اعتبروا هذا المبدأ من مبادئ الإسلام واستخدموه أسوأ استخدام في الكذب والنفاق والتضليل ولا يمكن أن يكون ذلك من الإسلام ولا من الأخلاق في شيء.. وفي المذهب الشيعي يعتبرون التقية مبدأ من مبادئ المذهب, فما يقولونه لبعضهم غير ما يقولونه للآخرين, لهم مرجعية واحدة يدينون لها بالسمع والطاعة ويأخذون عنها أفكارهم وأعمالهم, ولهم نوعية معينة من الكتب القديمة وشروحها يعتمدون عليها كمراجع وحيدة معتمدة لعقيدة الإسلام, وهي كتب صدرت في بيئات لم تعرف الحضارة وكانت تدعو إلي التشدد الديني وإغلاق العقول ومصادرة حرية الفكر لضمان إخضاع الرعية للحاكم المستبد الذي يدعي أنه الممثل الشرعي الوحيد لصحيح الدين وأنه خليفة رسول الله.{nl}التقية هي المبرر الشرعي الذي يجعل الشخص يقول في العلن عكس ما يؤمن به في قرارة نفسه, ويتحدث مع كل جماعة بما يتفق معهم ويرضيهم, فهو مع دعاة التنوير والتحديث واحد من فرسانهم, ومع المتشددين هو أميرهم, والمهم أن يكسب هؤلاء وهؤلاء وما في القلب في القلب إلي أن يأتي الوقت الذي يستطيعون فيه أن يفرضوا عقيدتهم بسلاح التكفير{nl} أحد أعضاء مجلس الشعب اقترح قانونا يمنع المرأة ولو كانت تشغل وظيفة كبيرة أو صغيرة مثل الوزيرة والسفيرة من السفر بدون محرم, وعضو آخر اقترح إلغاء حق المرأة في الخلع مع أنه مقرر بالقرآن ولهم فتوي بأن الرجل له الحق شرعا في أن يضرب زوجته, ومن فتاويهم الشائعة أن زواج الرجل بأربع نساء واجب شرعي وإذا اعترضت إحدي الزوجات حقت عليها عقوبة العصيان لأمر الله. ومن الطريف صدور فتوي بقتل ميكي ماوس في المسلسل الكرتوني التليفزيوني الشهير لأنه فأر والرسول أمر بقتل الفئران, والفتوي بأن لبس المرأة البنطلون حرام شرعا يجب إنزال العقوبة الشرعية عليها وقد اشعلت هذه القضية الخلافات في السودان وترددت أصداؤها في أوروبا وأمريكا بعد صدور حكم بالجلد علي سيدة لأنها لبست البنطلون.{nl}الفرق والجماعات كثيرة ولكل منها إسلام خاص بها.. فإذا قال قائل إنه سيطبق الشريعة,فأي شريعة يقصد.{nl}قولوا لنا أولا بالتفصيل ماهي الشريعة عندكم.{nl}الشفقة على الإخوان!!{nl}بقلم: د.عبد المنعم سعيد عن الأهرام{nl}صدق أو لا تصدق أنني أشعر بالشفقة أحيانا علي جماعة الإخوان المسلمين حينما أجد إشاراتها إلي الجماعات السياسية بالرغبة في التنسيق أو المشاركة أو التعامل مع كل ألوان الطيف حسب العبارات التي تستخدم في كل مناسبة.{nl}علي أنها تسمح للآخرين بتجاهل كل ما يتعلق بتوازن القوي السياسية إلي الدرجة التي تجلس فيه جماعات سياسية أخري وتضع ساقا علي ساق ثم تبدأ في فرض شروطها علي الجماعة. ظهر هذا المشهد كوميديا بشدة فور أن بات معلوما أن الدكتور محمد مرسي والفريق أحمد شفيق هما الفائزان في الجولة الأولي للانتخابات الرئاسية وأنه علي الشعب المصري أن يختار بينهما.{nl}وكما هو متوقع من جماعة سياسية ناضجة وواثقة من نفسها فإنها لم تتحدث عن فساد عملية انتخابية كانوا هم الفائزين فيها, وإنما فعلوا ما يجب عليهم وهو دعوة القوي' المضادة' للنظام القديم من أجل بناء تحالف أو ائتلاف انتخابي أو سمه ما شئت. هكذا تكون الأمور في السياسة وفي الديمقراطية, فإستراتيجية الإخوان في المعركة الانتخابية هي وضع الفريق أحمد شفيق في إطار' إعادة إنتاج النظام القديم'. إلي هنا والأمور لا بأس فيها, وتقع في إطار' السياسة', ولكن المفارقة لم تأت من الفريق أحمد شفيق الذي مد يده للجميع- وهي الإستراتيجية المضادة الممكنة- وإنما جاءت من رفاق الدرب الثوريين. صحيح لم يحضر الطرفان المهمان الحائزان علي ملايين الأصوات- حمدين صباحي وعبد المنعم أبو الفتوح- ولكن من حضر راح يقدم قائمة من المطالب المستحيلة التي تأخذ النصر الذي حققه الإخوان توا لكي تضعه في جيوب قوي سياسية أثبتت الانتخابات أنها خاسرة تماما. وتم تتويج الكوميديا كلها بطلب تنازل الدكتور محمد مرسي للسيد حمدين صباحي الثالث في ترتيب الفائزين.{nl}لا أعتقد أن مثل هذا, وقد جاء من أساتذة أفاضل في العلوم السياسية, قد جري أبدا في تاريخ الدول أن تتنازل جماعة حازت وجهة نظرها في الاستفتاء علي التعديلات الدستورية علي 77% من الأصوات; ثم حازت علي النسبة نفسها مع حلفائها من أنصار الإسلام السياسي في الانتخابات التشريعية; ثم حصل مرشحها علي المركز الأول في الانتخابات الرئاسية, وبعد ذلك يأتي من لم يحصلوا علي شيء, أو لا يبدو أنهم يمثلون تيارا فائزا بأي نسبة, بفرض قوائم من الشروط تشمل الدستور, ونواب الرئيس, وتشكيل الحكومة, بالإضافة إلي قائمة من شروط لا يفرضها إلا من يحتكم إلي الشارع. تحية إلي أعصاب الإخوان علي قوة الاحتمال؟!.{nl}جنوب السودان تعرض استضافة مبارك!{nl}بقلم: محمود النوبى عن الاهرام{nl}ماذا لو كان الرئيس المخلوع حسنى مبارك قد هرب إلى أى دولة عربية مجاورة، كما فعل نظيره رئيس تونس السابق بن على، ألم يكن ذلك أفضل له ولنا، ويكون قد أراح واستراح.{nl}بدلا من هذه المعاناة التى بلغت أوجها بعد 49 جلسة على مدى العام المنصرم أنفقت فيها ملايين الجنيهات على طائرة خاصة تنقله ذهابا وإيابا من مركز الطب العالمى وإلى مقر المحاكمة مسجى على سرير طبى فى رعاية فائقة لم يحظ بها فرعون سابق سواء فى العصر الحديث أو القديم! هل كان المصريون ينتظرون هذه العقوبات ضد الرئيس المخلوع ووزير داخليته وعلاء وجمال مبارك، هل حكم المؤبد يشفى آباء وأمهات الشهداء الذين يتجاوز عددهم الألف الذين قتلوا غدرا فى قلب ميدان التحرير وهم فى عمر الزهور مقبلون على الحياة رافعين شعارا واحدا سلمية سلمية، مطالبين بالعدالة والكرامة والحرية من نظام سلب منهم كل شىء؟ هل أثلجت هذه الأحكام الصدور؟ لله الأمر من قبل ومن بعد ولا حول ولا قوة إلا بالله.{nl}فى هذا اليوم المشهود تذكرت – بينما كنت أتابع وقائع النطق بالحكم – ذلك العرض الذى قدمه عدد من المسئولين فى جنوب السودان لى ولزميلتى أسماء الحسينى الصحفية بالأهرام عندما كنا فى جوبا لمتابعة إحتفالات الجنوب بإعلان دولته المستقلة فى يوليو الماضى، قال لنا المسئولون إنهم على استعداد لبناء قصر للرئيس مبارك واستضافته فيه وفاء لما قدمه لبلادهم وما أظهره من تأييد لاستقلال جنوب السودان عن شماله، كما أنه كان أول رئيس عربى يزور جوبا ويلتقى بالشعب ويسلم على الأطفال ويقبلهم فى أبوة حانية.{nl}الحق أننى كنت مندهشا من العرض الجنوبى ولم استطع كتابته أو نشره فى الصحيفة فى ذلك الوقت خشية سوء التفسير، وحتى لايكون ذلك ذريعة أمام المخلوع فى الهروب من المحاكمة الجنائية، وحتى لا يعتقد أحد فى أننا نساعد على إيجاد ملاذ له خارج البلاد كما فعل الرئيس التونسى السابق.{nl}لقد كان العرض السودان الجنوبى متعاطفا مع الرئيس الاسبق، كما كان متعاطفا مع قضية الشعب المصرى وضرورة القصاص من الذين ظلموه .. لكن من يعرف ثقافة الشعب الجنوبى يلتمس لهم العذر لأنهم شعب يتميز بالوفاء نحو من يمد لهم يد العون والمساعدة خاصة فى هذه الظروف شديدة القسوة عليهم وهم يستردون استقلالهم.{nl}الوفاء يا أهلنا الجنوبيين لا يكون مع من تفجرت ضده ثورة شعبية اسقطت نظامه المستبد، وقتل أبناء شعبه العزل فى ميادين التحرير، لا لشىء إلا لأنهم طالبوا بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية.{nl}الأجهزة اللاسلكية والقنابل والـ«أنيرغا» و«المتاريس المنزلية» تكرّس التوتر{nl}التبانة وجبل محسن: معارك من نوع آخر تؤسس لانفجار جديد{nl}بقلم:غسان ريفي عن السفير{nl}لعل أخطر ما في جولة العنف السابعة التي شهدتها محاور باب التبانة والقبة وجبل محسن في طرابلس، أن طبول المعركة لا تزال تقرع على مدار الساعة مستفيدة من حالة الشحن المستمرة وبوتيرة متصاعدة، وأن تلك البقعة الساخنة لم تستعد حياتها الطبيعية رغم مرور إسبوعين على انتهاء المواجهات.{nl}لا يلتقي اثنان في تلك المناطق إلا ويكون حديث المعركة المقبلة، ثالثهما، الأمر الذي يضاعف من الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والانسانية للعائلات التي تتجه نحو فقدان الأمل بالخروج من هذا النفق المظلم، في وقت لم تبذل فيه أية مساع سياسية لتكريس المصالحة، في حين لا يختلف أحد على أن الأجواء لا تبشّر بالخير.{nl}وللمرة الأولى منذ اندلاع المواجهات بعد 7 أيار من العام 2008 لا يبدد انتشار الجيش اللبناني هواجس أبناء هذه المنطقة، ولا الكشف على الأضرار الذي بدأت فيه الهيئة العليا للاغاثة والحديث عن دفع التعويضات شجع أصحاب المنازل والمصالح على إصلاح ما خرّبته الاشتباكات المسلحة، ما يشير الى أن الجرح الذي جرى تسكينه بجرعة من «المورفين» قد يعود الى الالتهاب في أي لحظة.{nl}لا يأتي خوف أبناء التبانة والقبة وجبل محسن ومعهم كل أبناء طرابلس من فراغ، بل نتيجة معطيات ووقائع ملموسة على أرض الواقع، بدليل القنابل والقذائف اليومية، وآخرها ليل أمس، القاء قنبلتين يدويتين على شارع «الجديد» في جبل محسن.{nl}وإذا كانت المواجهات المسلحة الضارية على المحاور الملتهبة قد وضعت أوزارها، فان معارك عديدة من نوع آخر لا تزال مستمرة، وتهيئ الأجواء لما هو أسوأ في حال لم يتم تدارك الأمور، وفي مقدمة ذلك الأجهزة اللاسلكية المنتشرة أفقيا مع شبان تلك المناطق والذين يقضون طيلة ساعات النهار والليل في تبادل مختلف أنواع الشتائم والعبارات النابية، وهو الأمر الذي دفع كثير من المشايخ الى طرح هذا الموضوع من على منابر المساجد لتوعية الناس من مخاطر ما يجري ولكن من دون جدوى.{nl}ويطرح هذا الواقع سلسلة تساؤلات لجهة: كيف يصار الى تبريد ساحات التبانة والقبة وجبل محسن في ظل التوتير الدائم الذي تحدثه هذه الأجهزة اللاسلكية والتي تؤمن الاتصال المباشر بين المتقاتلين الذين يطلقون العنان لتهديداتهم اليومية؟ ومن هي الجهة التي تعمل على شراء هذه الأجهزة وتوزيعها على الشبان في تلك المناطق؟ وما هو دور الدولة والجيش اللبناني والأجهزة الأمنية المختلفة في مكافحة هذه الظاهرة التي هي بالأساس مخالفة للقانون؟ ولماذا لا يقوم المسؤولون الأمنيون بمصادرة هذه الأجهزة، أو على الأقل التشويش عليها لتعطيل مفاعيلها في إزكاء نار الفتنة؟{nl}ولا يتوقف الأمر على الأجهزة اللاسلكية بل إن الأمر يتعداها الى إسلوب جديد في استهداف أبناء تلك المناطق لبعضهم البعض عبر نصب الكمائن وإحراق الممتلكات، حيث شهدت الأيام القليلة الماضية حوادث اعتداء وضرب بالعصي والآلات الحادة على شبان من المنطقتين وكانت كل حادثة كفيلة بأن تلهب محاور القتال من جديد، فضلا عن الخروقات التي باتت خبزا يوميا، وفي مقدمتها عودة مسلسل رمي القنابل اليدوية وإطلاق قذائف الـ«انيرغا» التي لم تعد تقتصر على ساعات الليل بل تعدتها يوم أمس، الى إطلاق ثلاث قذائف خلال ساعات النهار الأمر الذي يعرّض كل أبناء هذه المناطق لخطر الاصابات التي ستؤدي في حال وقوعها الى ما لا تحمد عقباه.{nl}يضاف الى ذلك إطلاق الرشقات النارية بشكل متقطع عند أي إشكال يحصل، الأمر الذي يبقي حالة التوتر في أوجها، وتبقي الأهالي في حالة من عدم الاستقرار، وتبقي المنطقة بكاملها وصولا الى أحياء وأسواق طرابلس في حالة شلل اقتصادي شبه كاملة.{nl}أمام هذا الواقع، يبدو واضحا أن مسلسل العنف لم ينته عند حدود الجولة السابعة، وأن ثمة جهات تعمل من أجل إبقاء مناطق التبانة وجبل محسن والقبة ساحات مفتوحة للاستخدام الأمني وتبادل الرسائل السياسية المتفجرة عندما تدعو الحاجة.{nl}كما أن الإصرار الواضح على استمرار الخروقات بهذه الوتيرة المتصاعدة يعطي مؤشرات غير مطمئنة حول الوضع الأمني في تلك المناطق وما سيكون عليه في الأيام القليلة المقبلة، خصوصا أن مصادر أمنية تؤكد أن السلاح متوفر بكثرة، في وقت يقوم كثير من أبناء التبانة وجبل محسن والقبة والمنكوبين باقامة الدشم ضمن المنازل والأسطح الموجودة على المحاور الساخنة بعيدا عن أعين الجيش اللبناني، ما يجعل كل الظروف مهيأة لفتح معركة جديدة وذلك بانتظار الساعة صفر.{nl}ولا يخفي المطلعون تخوقهم من إمكان أن تمتد المواجهات اذا تكررت الى مناطق في طرابلس، خصوصا أن الجولة السابعة شهدت استعراضات عسكرية مسلحة في شوارع المدنية، الأمر الذي يتطلب معالجات سياسية وأمنية سريعة قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة.{nl}خطاب الإسلاميين في الربيع العربي وهواجس الأقليات{nl}بقلم:ريتا فرج عن السفير{nl}لا تعود أزمة الأقليات في العالم العربي الى المراحل التاريخية الراهنة التي تشهد حضوراً كثيفاً للتيارات الإسلامية السلفية منها والمعتدلة داخل البرلمانات والحكومات العربية، فهذه الأزمة التي بدأت بالتشكل مع تبلور المسألة الشرقية عميقة الجذور، وتعود الى ما قبل إنهيار الخلافة العثمانية العام 1924، وبصرف النظر عن الدلالات السياسية والمجتمعية لصحوة الإسلاميين من المحيط الى الخليج، وهم الآن في ذروة انتصارهم، تُطرح علامات استفهام كثيرة حول خطابهم لا سيما في الحالة المصرية، فحزب الحرية والعدالة الجناح السياسي لحركة الاخوان المسلمين، يتحدث عن الدولة المدنية والتعددية والديموقراطية والمواطنَة، لكن هذه المفاهيم الغربية التي دخلت حديثاً على المعجم الإسلاموي، تحتاج الى المزيد من التدقيق والنقد البنّاء، وتدفعنا الى إثارة مزيدٍ من الإشكاليات حول طبيعة الدولة المدنية التي يروم الإسلامويون المعتدلون تدشينها، ولعل المسألة الأشد تعقيداً تتمثل في مقاربتهم لمفهوم المواطنَة، فهل هذه المواطنَة تعني المساواة الكاملة في الحقوق والواجبات؟ وما هو ردّ الإسلاميين بطرفيهم المعتدل والسلفي بشأن تولي غير المسلمين لرئاسة الدولة؟ ألا يعني جعل الشريعة الإسلامية أحد مصادر التشريع شكلاً من أشكال المصادرة لحق الآخر في التأسيس لدستور وضعي لا تشوبه أي شائبة بحجة الأغلبية الدينية؟{nl}إن الخوض في خريطة الأقليات مسألة شائكة؛ والأقلية كمصطلح إجتماعي/ سياسي تحتاج الى إعادة تركيب، وإذا أردنا تقديم تعريف لها فيمكن القول إنها مفهوم اجتماعي، يقوم على انقسام المجتمع الى أكثرية وأقليّة بالمعنى الأثنولوجي أو السياسي أو الديني أو العرقي أو القومي. وتتمركز الأقليات في العالم العربي على كامل جغرافيته، فهناك الأقلية المسيحية مقابل الأكثرية المسلمة، وهناك الأقلية الكردية أو الأمازيغية مقابل الأكثرية العربية، وهناك الأقلية الشيعية مقابل الأكثرية السنيّة، وكل الدول العربية تنطبق عليها ثنائية الأقليّة/ الأكثرية، فنجد المذهب الإسماعيلي في السعودية، والأقباط في مصر، والأكراد في العراق وسورية، واليهود في المغرب، والإباضية في ليبيا، والأمازيغ في الجزائر، والبهائية في تونس، وغيرها الكثير، وصحيح أن هذه الأقليات الإثنية والدينية والعرقية، تؤكد على أهمية التعددية كمعيار أولي للتثاقف الحضاري والمدني، إلاّ أنها غير قادرة على الاندماج الكلي في مفاصل البيئات الحاضنة لها بفعل العجز المستديم في بناء الدولة الحديثة، التي من المفترض أن تتعامل مع كل أطراف التعدد من منطلق المساواة الكاملة والشراكة الحقيقية في السلطة على قاعدة إندماج الجزء بالكل، ففي النظام السياسي الديموقراطي الحديث تجد مسألة الأقليات حلولها عبر التمثيل في المؤسسات والادارات العامة، بحسب قدراتها وليس بحسب مذهبها أو لسانها أو لونها أو إثنيتها.{nl}المعيار الأساسي الذي يمكن استنباطه أن العودة الى ملف الأقليات في العالم العربي يبرز بشكل واضح في المراحل التاريخية الانتقالية والمضطربة، وفي ظل حركات الاحتجاج العربي التي أسقطت الأنظمة العسكرية في الجمهوريات الوراثية، وأوصلت الحركات الإسلامية (المعتدلة والسلفية) الى السلطة، تتفجر هواجس الأقلية في المجتمعات المأزومة، بعد أن حصد الاسلاميون أكبر نسبة من التمثيل السياسي داخل المجالس النيابية والحكومات. ولم يكن الحصاد الإسلاموي للربيع العربي مفاجئاً، إذ إنهم في الأساس استطاعوا جذب الجمهور المتدين وبنوا امبراطوريات من الرعاية الاجتماعية بفعل غياب الدولة، وما كانت الأحزاب اليسارية أو القومية أو العلمانية قادرة على إرضاء الشرائح الشعبية رغم محاولاتها في خمسينيات وستينيات القرن المنصرم، وهي الآن منهكة ولا تمتلك الموارد الكافية لإعادة النهوض أو مأسسة بنيتها، خصوصاً أن الحركات الإسلامية تتلقى دعماً مادياً من الدول النفطية التي في الأساس عملت على توظيف عائدات النفط لمحاربة القوميين وسواهم، والتجربة الناصرية خير دليل على ذلك.{nl}ووسط تنامي مشاعر الخوف من المستقبل عند الأقليات بعد أن حقق الاسلاميون إنجازات سياسية لم يحلموا بها لا سيما في التجربة المصرية، يحاول هؤلاء تلميع صورتهم عبر الترويج لمصطلحات جديدة كالدولة المدنية والديموقراطية، ولا نعلم كيف يمكن الحديث عن دولة مدنية بالمعنى المعاصر طالما أن الحركات الإسلامية تجعل من الشريعة أساساً لها، وطالما أن دين الدولة هو الإسلام؟ حزب الحرية والعدالة في برنامجه السياسي استخدم شعارات سياسية بدت للكثيرين حديثة، إذ رفع في أجندته مبادئ المساواة والمواطنة والنظام البرلماني، وفي الاتجاه المعاكس يشير الى الشورى كجوهر للديموقراطية وأن الشريعة الإسلامية هي المصدر الأساسي للتشريع، ويعتبر الأمة مصدر السلطات؛ والأمة عند الإسلاميين هي الأمة التي لديها رسالة عالمية، والتي تشتق قوانينها من القرآن، وهذا بدوره يطرح إشكالية الدولة ـ الأمة، ففي الوقت الذي يستهدف فيه الاسلاميون بناء أمتهم، فإن هذا يعني تهميش الأقليات الدينية أو الإثنية، لأن المنهج الذي يرتكز عليه هذا المشروع يصب نظرياً وعملياً في خدمة هوية واحدة، تتمثل في ثقافة الأكثرية المهيمنة، التي تريد دمج الثقافات الفرعية، ومنعها من الانفصال، وهذا المعيار أدى الى ظهور ثنائية الأقلية ـ الأكثرية التي تمخضت عن تطور الدولة ـ الأمة، وبالتالي، الدولة ـ الأمة تسعى الى توسيع نطاق السيطرة على الجماعات المنفصلة، ما يبرهن على التفاوت في التمثيل السياسي وعلى الغبن في صناعة القرار بين جماعتين.{nl}وكمثال نتحدث عن الأقباط (كلمة قبط اشتقت من الكلمة اليونانية «ايجبتوس» «Aiguptious» واستخدمت أصلاً لتدل على سكان مصر الوطنيين، للتمييز بينهم وبين الإغريق وغيرهم من الأجانب الذين عاشوا في البلد؛ وبعد الفتح الإسلامي لمصر سنة 640 م استخدم العرب كلمة «ايجبتوس» للدلالة على السكان المسيحيين الأصليين الذين كانوا يشكلون الأغلبية حينذاك، العلاقة التاريخية بين الأقباط وحركة الإخوان المسلمين المصرية تعود الى العام 1928 أي منذ تأسيس الجماعة، إذ سعى الإمام حسن البنّا الى تجسير علاقته مع الأقباط وانضم الى صفوف حزبه عدد منهم، لكن البنّا رغم وسطيته النسبية حصر الولاية العامة أو رئاسة الدولة في المسلمين. وحين فاز الاخوان بثمانية وثمانين مقعداً في الانتخابات البرلمانية العام 2005، سعوا الى طمأنة الأقباط وجرى حوار بين الطرفين بدعوة من مركز «سواسية» لحقوق الانسان، وهو مركز مقرب من الاخوان المسلمين، كما سعى الإخوان الى التواصل مع شخصيات قبطية من دون التوصل الى نتائج مثمرة، وظلت العلاقة بينهما حذرة طوال مرحلة حكم الرئيس السابق حسني مبارك. أما بعد ثورة 25 يناير فقد بقيت العلاقة محكومة بالهاجس القبطي، وحزب «الحرية والعدالة»، لم يخفف من مخاوف الأقباط، رغم شعاراته الجديدة التي أدرجها في برنامجه السياسي، فهو على سبيل المثال حين يتحدث عن الكنيسة القبطية، يكتفي بالاشارة الى دورها الديني والاجتماعي، لا يحدد وجهة نظره بشكل واضح في ما يتعلق بتولي قبطي لرئاسة الدولة أو رئاسة الحكومة، وهذا ما يجعل مفهوم المواطنَة الذي أعلن عنه الحزب محل التباس، فهي مواطنة من نوع خاص تختلف بشكل كلي عمّا تعرفه الدول الحديثة لجهة المساواة الكاملة أمام القانون والحصول على تمثيل عادل في السلطة. وربما يسعى الحزب الى إجراء نوع من المزج بين المواطنة وأهل الذمة، فمن جهة يقول إن الأقباط «لهم ما لنا وعليهم ما علينا» لكنه لا يُقر بالمواطنة الكاملة خصوصاً ما يتعلق برئاسة الدولة، على اعتبار أنها لا تصح إلاّ لمسلم ذكر، ولن ندخل في تفاصيل ولاية المرأة لأنها بعيدة عن مقالتنا. الى ذلك فإن المفردات الحديثة التي ترفعها «الإخوان» قد تكون قناعاً يُخفي وراءه التزاماً دينياً، ما يدل على أن هذه المفردات لا تتوافق مع الفهم الغربي، فالديموقراطية والمواطنة في الغرب لا تستندان الى نصوص دينية أو مبادئ مقدسة، بينما تشدد الجماعة على ضرورة تدشين الدستور على أسس النص المقدس. أما حزب النور، أول حزب سلفي سياسي، فلم يكن برنامجه أيضاً واضحاً بشأن الأقباط، فهو من جهة يؤكد على أن الشريعة الإسلامية المصدر الأساسي للتشريع، وهذه النقطة عنده لا جدال فيها، والسلفيون بعد فوزهم في الانتخابات البرلمانية اتجهوا أكثر فأكثر نحو إثارة مخاوف الأقباط إذ تقدم أحد نوابهم بمشروع قانون حد الحرابة (أي نظام العقوبات الإسلامية) كما ترتفع الأصوات عندهم بإعادة تفعيل الجزية، ولا نعلم كيف يمكن تطبيق الجزية على أهل الذمة طالما أن الشروط التاريخية للدولة الإسلامية غير قائمة.{nl}على المقلب الآخر وفي ظل تعثر الأزمة السورية فاجأت حركة الاخوان المسلمين في سوريا الجميع، حين طرحت رؤيتها حول سوريا المستقبل وقد أطلقت عليها مسمى «وثيقة وعهد» وتضمنت عشرة بنود، والى جانب المناداة بالدولة المدنية الحديثة، والدولة الديموقراطية التعددية التداولية، ودولة المواطنَة والمساواة، أشارت في الفقرة الرابعة الى الالتزام بحقوق الإنسان، كما أقرتها الشرائع السماوية والمواثيق الدولية، من الكرامة والمساواة، وحرية التفكير والتعبير، وحرية الاعتقاد والعبادة، والمشاركة السياسية، وتكافؤ الفرص، والعدالة الاجتماعية، والمفاجأة الأكبر تمثلت في إعلان المراقب العام للحركة محمد رياض الشقفة أن من حق المسيحيين الترشح لرئاسة الجمهورية، وأنه لا يعارض أن يكون رئيس الدولة مسيحياً طالما أن الشعب هو الذي اختاره، ولكن حين سُئل الشقفة عما إذا كانت الشريعة الإسلامية ستكون مرتكزاً للتشريع لم يكن جوابه واضحاً، لكن هذا لا ينفي أن الاخوانية السورية تبدو أشد وضوحاً من نظيرتها المصرية تحديداً حين يتم التأكيد على احترام مواثيق حقوق الانسان الدولية، وهذا يدفعنا الى طرح السؤال التالي في ما يتعلق بالحرية والاعتقاد والعبادة ما هو موقف الحركة من المرتد عن الإسلام؟ من المبكر التكهن بمآلات الأحداث في سوريا، لكن الأكيد أنها تعكس هواجس الأقليات لا سيما المسيحيين والعلويين والأكراد، ورغم أن المواقف المسيحية والعلوية شديدة الغموض مع وجود انقسام طفيف في صفوفها، بين مؤيد للنظام ومعارض له، ارتفعت أصوات كردية مطالبة باحترام هوية الأكراد وخصوصيتهم مع منحهم نوعاً من الاستقلالية الذاتية، خصوصاً أن بعض الأحزاب الكردية المعارضة المنضوية تحت لواء المجلس الوطني السوري دعت الى تطبيق اللامركزية، وهذا ما دفع البعض الى القول بأن سوريا قد تتجه نحو الفيدرالية في حال إنهيار النظام السوري.{nl}في تونس يبدو المشهد مختلفاً الى حد ما عما هو عليه في مصر رغم الهجمة السلفية غير المسبوقة على الحريات العامة ومظاهر الحداثة، إذ إن حركة «النهضة» التي يتزعمها راشد الغنوشي تقول إنها تقترب الى حد كبير من تجربة الإسلام التركي، ولكن لا نعلم الى أي مدى بإمكانها إحداث القطيعة بين الديني والسياسي، وكان الغنوشي قد أعلن أن الدستور الجديد لن يتضمن نصاً يشير الى أن الشريعة الإسلامية هي مصدر التشريع، كما أن الحركة لم تجد مشكلة في إفساح المجال السياسي أمام الليبراليين واليساريين في الحكومة والبرلمان، والأهم أن الغنوشي لمّح الى أن تجربة حزبه أقرب الى حزب «العدالة والتنمية» في تركيا، وهو لا يرفض العلمانية ويعتبر أن الديموقراطية لا تتناقض مع الإسلام، ويعتبر أن حركة النهضة تشبه تجربة الأحزاب الديموقراطية المسيحية التي ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية والتي ساهمت في بناء الديموقراطيات الأوروبية. لم تبرز مشكلة الأقليات في تونس رغم وجود الشيعة والبهائية كأقليات دينية، والمؤشر الأهم في التجربة التونسية بعد الإطاحة بالنظام السابق أن المجتمع التونسي، يغلب عليه الطابع المدني/ الحديث وبعد فورة الاسلاميين ودخولهم الى السلطة تحاول الشرائح اليسارية والعلمانية استعادة دورها وقد نجحت نسبياً، لا سيما في الانتخابات الجامعية التي جرت منذ فترة قصيرة. وصحيح أن المجتمع التونسي متجانس دينياً، لكن هذا لا ينفي تنامي المخاوف لدى شرائح اجتماعية واسعة من سيطرة الاسلاميين على الجزء الأكبر من مقاليد السلطة.{nl}أزمة الأقليات في العام العربي لا يتحمل أعباءها الإسلاميون فقط، وهم اليوم في مرحلة التجربة وأمامهم ملفات شائكة كثيرة، هي جزء من أزمة المجتمعات العربية ككل، وهي جزء من أزمة بناء الدولة الحديثة. الحركات الإسلامية ال<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/06-2012/عربي-124.doc)