المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أقلام وآراء محلي 111



Admin
2012-05-29, 11:03 AM
أقلام وآراء{nl} (111){nl}ـــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ{nl }حديث القدس... رفع العلم الاسرائيلي خطوة خطيرة تهدد الحرم القدسي{nl}بقلم: أسرة التحرير عن جريدة القدس{nl}بالامس ولاول مرة منذ الاحتلال في عام ١٩٦٧، يقوم عشرات الجنود رسميا برفع العلم الاسرائيلي قرب المسجد الاقصى بمناسبة احتفال ديني يهودي. وتجيء هذه الخطوة الخطيرة في اطار المساعي المستمرة والدعوات المتواصلة لتهويد القدس وربما محاولة تقسيم الحرم القدسي تماما كما فعلوا سابقا في الحرم الابراهيمي في الخليل.{nl}وتزامنت هذه الخطوة مع اجراء آخر هو المعروف بالمقابر الوهمية حيث قامت سلطات الاحتلال بزرع عشرات القبور في المنطقة المحيطة بالحرم القدسي من الناحية الجنوبية لايجاد مبرر للسيطرة على هذه الارض واقامة ما يسمونه بالحدائق التوراتية، بعد طرد اصحابها وتهجيرهم.{nl}ومن المعروف ان الحفريات تحت الحرم القدسي بلغت مرحلة متقدمة وتتحدث بعض المصادر عن اقامة مراكز ومواقع في هذه الحفريات، تتعلق بالنواحي الدينية والرؤيا اليهودية للمنطقة. وقد تكون المخططات المقرر ان تبدأ اليوم لاعادة تنظيم البنية التحتية في منطقة حساسة من القدس تبدأ من قرب الحرم القدسي حتى باب العمود جزءا من المخطط العام للتهويد وتغيير الطابع وتزييف التاريخ.{nl}ان رفع العلم في الحرم القدسي يجب الا يمر مرورا عاديا بالادانة والبيانات، ولابد من استنفار الجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي والامم المتحدة بكل مؤسساتها لوقف المخاطر التي تهدد اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وبلد الاسراء والمعراج.{nl}خطوات ايجابية على طريق طويل لاستعادة الوحدة{nl}لاول مرة منذ بدء سلسلة الاتفاقات الطويلة لتحقيق المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية، يرى المواطن خطوات ايجابية فعلية وميدانية في هذا الاتجاه، ويتفاءلون بأن يستمر العمل حتى تحقيق الاهداف بعد طول معاناة وانقسام وتناحر مما ادى الى اضعاف موقفنا وقضيتنا لدى الاصدقاء والاخوة اولا ولدى الرأي العام الدولي ايضا.{nl}لقد بدأت لجنة الانتخابات عملها في غزة، كما ان محادثات في القاهرة تجري حول أسماء محددة لتشكيل حكومة جديدة برئاسة الرئيس ابو مازن، ومن المتوقع التوصل الى اتفاق خلال ايام قليلة. وقد صدرت تصريحات متفائلة نسبيا من الطرفين فتح وحماس بلسان قادة ومسؤولين كبار. وقد ذهب قائد فتحاوي، هو عزام الاحمد، الى حد الدعوة الى ثورة شعبية فلسطينية اذا لم يتم الاتفاق.{nl}في الضفة الغربية وفي موقع آخر، انهى طلبة من جامعة بيرزيت ينتمون للتيار الاسلامي، اعتصاما بعد ان تلقوا تعهدات رسمية بوقف الاعتقال السياسي، وهذا يشكل تطورا ايجابيا ايضا.{nl}ان كل فلسطيني يدرك ان الطريق ليست سهلة وان الصعوبات ليست بسيطة، والذين يتربصون بالاتفاق ويعارضونه سواء داخليا او خارجيا، قوة لا يستهان بها، ولكن كل فلسطيني يدرك ايضا انه ليس امامنا اي خيار آخر ولابد من السير في الطريق لتحقيق الوحدة الوطنية، حتى النهاية رغم كل المعيقات، ولابد ان تنتصر كل القوى للمصلحة الوطنية وترتفع فوق المصالح الفئوية الضيقة.{nl}ان شعبنا يتطلع وينتظر بالأمل والتفاؤل ان يكون المتحاورون عند مستوى المسؤولية والآمال ... والا فإن ما يدعو اليه عزام الاحمد، قد يكون الخيار البديل.{nl}فلسطين امبراطورية العرب القادمة{nl}بقلم: محمد جلال عناية عن جريدة القدس{nl}لم تكن حربا، ولا حتى مقاومة، تلك التي اشعلتها جيوش العرب النظامية على حدود فلسطين، في منتصف شهر ايار من عام ١٩٤٨، بل كانت عملية تدمير وطن عربي، وتشتيت احد شعوب الأمة العربية. فانكشفت عورة هذه الامة في ميدان الشرف الذي انقلب الى ساحة للمهانة، لكافة شعوب الأمة العربية القاصي منها والداني، والمرتزقة والمأجورين من ساستها ومستبديها الذين انزلقوا في مستنقعات الجهل والضلال. مطأطئي الرؤوس، مكللة جباهم بالعار، ويقطر الخزي من نواصيهم.{nl}اننا نقول هذا ليس لاثارة حمية العرب ضد اعدائهم، بل لنحرض العرب على انفسهم، وهم يشاهدون حجارة القدس وهي تنقض حجرا بعد آخر، وتطأ ترابها نعال الصهاينة جبروتا واستكبارا.{nl}بعد الحرب العالمية الاولى، تتابعت انتفاضات الشعب الفلسطيني، التي استنزفت طاقاته، واجهضت قدراته لصغر حجمه وقلة موارده، حيث كان بالكاد يحصل على قوت يومه، فأين له بمواجهة الاحتلال البريطاني والحركة الصهيونية، بمواردهم وتجهيزاتهم، وتنظيمهم وخبراتهم المدعمة بالتفوق الحضاري الغربي.{nl}الخطر الاشد من ذلك، هو سقوط الفلسطينيين منذ البداية ضحية الجهل وسوء التقدير، حيث لم يدركوا ان الخبرة التقنية تتفوق على الكثرة العددية، واننا «ملأنا البرّ حتى ضاق عنا وماء البحر نملؤه سفينا» لم يعد مربط الفرس.{nl}والدمار المعنوي الذي سقط الفلسطينيون ضحاياه، كان الحرب النفسية التي تضافر فيها الاعلام العربي الغشوم، مع نعيق اهل الذكر السيء من الزعماء العرب، الذين ملأوا الاجواء صخبا وضجيجا متوعدين بأنهم سوف يدمرون تل ابيب، ويلقون باليهود في البحر خلال اسبوع على ابعد تقدير.{nl}ولكن رد فعل هذه الدعاية السفيهة انقلب على العرب انفسهم، فقد غطت تهديدات العرب الجوفاء على جرائم العصابات الصهيونية التي مارستها فعلا ضد العرب، واشعلت هذه التهديدات حماس المنظمات الصهيونية في اوروبا وامريكا التي كثفت من ارسال دفعات المتطوعين اليهود المدربين اثناء التحاقهم بجيوش الدول الغربية، وزادت من شحنات الاسلحة التي ترسلها الى القوات العسكرية اليهودية في فلسطين.{nl}اما على المستوى الفلسطيني، فان التهديدات التي اطلقتها الصحف والاذاعات العربية ادت الى استرخاء الفلسطينيين وفتور همتهم، وعمقت فيهم الميل الى الاتكالية ما دامت الحرب لن تستمر الا لبضعة ايام.{nl}في غياب الوعي والتوعية، والقيادة السياسية المتمرسة لم تكن عامة الشعب الفلسطيني تدرك ابعاد خطر المشروع الصهيوني الكامل الاعداد والمكتمل العتاد والذي لم يكن الشعب الفلسطيني جاهزا لمواجهته على اي من الصعد السياسية والاقتصادية والدفاعية والمعلوماتية.{nl}في العام ١٩٣١ بلغ عدد سكان فلسطين (٨٥٠) الف نسمة، وكان ٩٥٪ منهم من العرب، و٥٪ من اليهود، وكان معظم العرب من الفلاحين العاملين في الزراعة، حيث يستأجرون الارض من مالكيها مقابل جزء من المحصول، وكان معظم الفلاحين من الاميين، الذين يقيمون في بيوت من اللبن (الطين) تفتقر الى مياه الشرب والصرف الصحي مما يتسبب في تفشي الامراض السارية بينهم. وبالرغم من ذلك كانت احوالهم المعيشية افضل نسبيا من احوال اقرانهم في الدول العربية المجاورة.{nl}كان ابناء فلسطين يحبون وطنهم الى درجة الهوس، ويستعذبون التضحية من اجل الحفاظ عليه. وعلى امتداد الاعوام الثلاثين من زمن الاستعمار البريطاني (١٩١٨-١٩٤٨) كانت تتابع قوافل الشهداء الذين يفتدون سلامة الوطن بأرواحهم.{nl}بعد فرض الانتداب البريطاني على فلسطين، ابقى الوجهاء والاعيان على اسلوبهم الذي استخدموه في التعامل مع العثمانيين بعدم اغضاب المحتل الجديد. ولكن الحكم البريطاني قلص نفوذهم السياسي، وبقيت لهم مكانتهم الاقتصادية والاجتماعية، لكن الازمة الجديدة في مواجهة الوجهاء والاعيان تمثلت في الحركة الصهيونية التي تطلعت من خلال الهجرة الى فلسطين والاستيطان فيها، الى تأسيس وادارة وحكم دولة يهودية في النهاية.{nl}بعد سيطرة تركية على فلسطين امتدت على مدى اربعة قرون (١٥١٧ - ١٩١٨)، طرد الاتراك من فلسطين بتعاون عسكري بين البريطانيين والعرب، حيث انضم الحاج أمين الحسيني الى جيش الامير فيصل (الثورة العربية)، وساعد على الحاق قوة فلسطينية بهذا الجيش مكونة من الفي متطوع سبق لهم ان خدموا في الجيش العثماني.{nl}في موقفه من الحركة الصهيونية، فوجىء الحاج أمين الحسيني بحدثين اثرا في هذا الموقف، تمثل الاول في زيارة هيرتزل الى اسطنبول لمساومة السلطان العثماني على فلسطين مقابل المال، فكانت المفاجأة مزدوجة، اولاً بحجم الثراء الصهيوني الذي يمكنهم من شراء فلسطين دفعة واحدة، والشق الثاني من المفاجأة كان الخطط التي يعّدها اليهود للاستيلاء على فلسطين.{nl}الحدث الثاني الذي فاجأ الحاج امين كان اعلان بلفور في ٢/ ١١/ ١٩١٧، الذي تعهدت فيه بريطانيا باقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، وحرمان اصحابها العرب من حقوقهم الوطنية والسياسية، وان هذا الاعلان ادخل في روع الحاج امين ان بريطانيا اعظم قوة في العالم في ذلك الوقت، تخضع للنفوذ اليهودي، وان مقاومة العرب لبريطانيا عديمة الجدوى، وان الاجدى من ذلك هو محاولة تغيير اتجاه السياسة البريطانية بالضغوط الشعبية.{nl}اما الذي فعلته بريطانيا، هو سحب قواتها من سوريا لفتح المجال لتحتلها فرنسا، واعترف وزير الخارجية البريطاني بلفور بأن البريطانيين «لم يكونوا شرفاء في اتفاقياتهم لا مع الفرنسيين (سايكس بيكو) ولا مع العرب (حسين - مكماهون)»، واعترف بأن الشجار الآن مع العرب أفضل لبريطانيا من الشجار مع الفرنسيين، لأنه اقل خسارة.{nl}والآن، من اجل رؤية اوسع شمولاً، واكثر دقة وصفاء، سوف نحلق في اجواء اكثر ارتفاعاً بدلاً من النبش بين اقدامنا في جذور الاعشاب الجافة.{nl}ليس من منظور الثأر، ولكن قاعدة لامبراطورية عربية، ومنطلقاً لآفاق اوسع، دون ان نستسلم لقدر جائر، كاد يقنعنا بأن كل العرب اصبحوا اسرى لنصف اليهود، مع الفارق في تعداد العرب، والفارق الاسطوري في تعداد المسلمين.{nl}سوف نبدأ بما قد يكون العروبة التصحيحية لنصل الى ما يمكن ان يكون العروبة الصحيحة، التي لن تكون امبراطورية تبتلع الآخرين، ولا عنصرية تتعالى عليهم، بل هي رفقة انسانية تخفف عناء البشرية مما قد اخطأت به في حق نفسها.{nl}سوف نتعالى عما هي اساءات استعمارية بالية، ونحملق في صورتنا على اننا الشركاء الكبار في هذا العالم، ولن نقول بأننا أصحاب هذا العالم بأكمله، كما ادعى ويدّعي سفهاء في هذا الركن او ذاك من العالم.{nl}المؤسف ان بريطانيا قد استغفلتنا، وان الصهيونية قد ابتزتنا على امتداد قرن مضى، بسبب عطل اصاب تفكيرنا، فاستنزفنا جهدنا في محاولة عبثية حالمة للامساك بالتاريخ واستعادته، وأشحنا بوجهنا عن الجغرافيا وتخاذلنا عن بناء المستقبل.{nl}عندما اقامت بريطانيا امبراطوريتها لم تجعل قاعدتها في انجلترا او ويلز، بل جعلتها في فلسطين، ومن فلسطين امسكت بخناق العالم تجارة وحروباً، ويكفي من يزور المتحف البريطاني في لندن ان يحصي كم اثراً بريطانياً فيه.{nl}قبل ان نتحدث الى انفسنا نريد ان نيقظ بنيامين نتانياهو من غفلته التي يظن انها سكرة النصر، لننصحه بأن لا يقامر في مغامرة جديدة، فإن الدولة اليهودية قائمة فعلاً في «نيويورك»، وهي تتمتع هناك بأمن حقيقي، وليس كالأمن الاسرائيلي المفبرك، الذي يحتاج الى الصيانة والتجديد على مدار الساعة.{nl}ماذا عن آلاف الشقق الفارغة في الضاحية والرام وبير نبالا!!{nl}بقلم: المحامي إبراهيم شعبان عن جريدة القدس{nl}بينما تزدحم مدينتا رام الله والبيرة العامرتان بطالبي الشقق السكنية، تشكو ضاحية البريد والرام وبير نبالا من هؤلاء الطلاب، وتقبع آلاف الشقق فارغة دون إشغال إلا من الفئران والجرذان. وبينما يصول ويجول الملاك في مدينتي رام الله والبيرة، ويطلبون مبالغ باهظة بل خيالية كأجرة، ينام أهل الضاحية والرام وبير نبالا على صوت الطاحون ويجترون الماضي التليد، عارضين تأجير شققهم بمائة دينار شهريا، وأحيانا أخرى بمائة دولار أميركي وما من مجيب!{nl}تعتبر الضاحية والرام وبير نبالا من أكناف بين المقدس،وقد عاشت عصرا ذهبيا قريبا، امتد ثلاثة عقود وأكثر، حيث بنيت مئات العمارات وآلاف الشقق، واستثمرت عشرات الملايين من الدولارات في إعمارها، والأهم أنها اعتبرت امتدادا للقدس . ولكن نجمها بدأ يأفل، وغدت شبه مهجورة إلآ من ساكنيها القلائل وحوانيتها الصامدة وشوارعها المقفرة وأحيائها المعتمة، بسبب طاعون غزانا وغزا المنطقة. كل شيء في انحدار شديد، والسبب استثنائي ولم يكن بالحسبان، إنه الجدار اللعين والاحتلال الإسرائيلي قاهر الحريات ومنها حرية التنقل.{nl}ولكن لو دققنا النظر، لوجدنا أن الموضوع يحتاج إلى تأمل وتفكير وتدقيق وتحقيق. ودعوني أسلم بداهة أن الاحتلال الإسرائيلي راغب وعازم على تقطيع أواصر الضفة الغربية بالقدس العربية، و عزل الأخيرة عن أحيائها العربية الملاصقة كالرام والضاحية وبير نبالا، عبر إقامة الحواجز والعقبات والجدر لمنع التواصل بين الجانبين. بل إن كثيرا من أحياء القدس الغربية أبعد من هذه الأحياء. وقطعا السبب جد بسيط، وهو أن الإسرائيليين يريدون أرضا خالية ولا يريدون سكانا فلسطينيين.{nl}أهل القدس إن استمروا في السكنى هناك، يخشون فقد بطاقتهم الزرقاء وبالتالي الحرمان من آثارها كالصحة والتأمين الوطني، رغم أن الكثير منهم يمتلك بيتا أو عمارة في بير نبالا أو الضاحية أو الرام. بل إن الكثيرين منهم خرجوا من تلك المناطق، وسكنوا أكواخا وضيعة في ما تعتبره سلطات الاحتلال حدود بلدية القدس بالقياس مع منازلهم في ضواحيها للمحافظة على حقوقهم الوطنية المقدسية العربية. لكن السؤال المركزي لماذا لم يقم الفلسطينيون الساعون لطلب الرزق من كل حدب وصوب نحو رام الله والبيرة بالتوجه التلقائي نحو بير نبالا أو الرام أو الضاحية رغم انخفاض الأسعار والأجرة، أو لماذا لم يتم توجيههم وطنيا إلى تلك المنطقة عبر قاعدة ملء الأواني المستطرقة وملء الفراغ الحاصل في تلك المناطق؟!{nl}أغلب الظن أن معبر قلنديا ومعاناة المعبر قد تركت ظلالا وخيمة على هذا الموضوع. فلا أحد راغب في عبور هذا المعبر القميء البشع، مع أن الكثير من الناس عمليا مكرهة على عبوره يوميا رغم المعاناة الشديدة، بسبب اتصاله بمصالح العباد ولا مندوحة عنه لتوفيرها. وإذا كانت الناس تود السكنى والمهجع والراحة في مكان ما، فتود أن تصله بيسر وسلاسة وخلال وقت قصير وبدون إزعاج، وليس أن تقضي وقتا طويلا مزعجا مملا مقلقا كما هو الحال في ما تسميه السلطة المحتلة معبر قلنديا وبخاصة ساعة الذروة عصرا، وأيام الخميس والسبت من كل أسبوع. يضاف إلى ذلك أن احياء بير نبالا والرام والضاحية ليست منطقة A وفق تصنيفات أوسلو الثلاث للمناطق المحتلة في الضفة الغربية A B C واستتباب الأمن والنظام فيها ليس مثل رام الله والبيرة. وقد تحدث السكان هناك عن سطو العصابات على كثير من المنازل غير المسكونة سلبا ونهبا وتخريبا.{nl}لكل ذلك، توجهت الناس للسكنى في أحياء وضواحي مدينتي رام الله والبيرة على غلائها وشططها، رغم أن البعد الزمني والمكاني بين هذه الأحياء وبين منطقة الرام والضاحية متقاربة. وتركت آلاف الشقق فراغا صفصفا لنعيق الغربان. وزاد الطين بلّة أن مشاريع الإستثمار الاسكانية العديدة، قامت في منطقتي رام الله والبيرة، وفي جميع الإتجاهات، رغم وجود هذا المخزون الإستراتيجي الشققي المهمل أو كبديل له. بل إن البعض الإستثماري العقاري ذهب بعيدا حيث فتح الشوارع، واستملك الملكية الخاصة في سابقة غير مسبوقة، وأقام الشقق والفيلات أملا في ربح سريع ووفير. ولم يفكر أحد أو يتخذ خطوات عملية لكيفية إشغال آلاف الشقق الفلسطينية المجمدة والمهجورة.{nl}الغريب أن الإستثمار العقاري في المنطقة العربية ومنها فلسطين، يعتبر افضل الإستثمارات والأكثر ميلا، وهو مرشح للإرتفاع دوما، وهذا ما حصل في عمان وفي دبي وفي دمشق وغيرها، إلا في فلسطين، حيث الإحتلال الإسرائيلي. فهذا الإحتلال يضرب أسعار الأرض الفلانية والعلانية، حين بنى جدارا بشعا مجنونا وغير شرعي حول القدس العربية، فلم تعد أراضي الضاحية والرام والعيزرية وبير نبالا وأبو ديس متنفسا للمقدسيين. وفي ذات الوقت سد فرص المرور البريء أمام المواطنين الفلسطينيين ليملؤوا الفراغ الحاصل. كل ذلك بهدف واحد وحيد، هو الهجرة والتفريغ.{nl}يكمن الحل المركزي في توسيع طريق قلنديا عند عنق الزجاجة، بأن يصبح لأكثر من اتجاه، وهناك أرض كافية للتوسيع تبدو للناظر. وواضح أن الجانب الإسرائيلي هو المعيق المركزي وهو راغب في إذلال الناس والتضييق عليهم. وواضح أن الجانب الأمني الفضفاض هو ما يحكمهم، لكن العلم الهندسي تقدم وتطور بحيث يقدم حلا لهذه الضائقة المرورية. وهذا موضوع يجب أن تعمل عليه ويثار عبر ضغوط لدى جهات متعددة محلية ودولية وشعبية وقانونية. الوعود غير كافية في هذا المضمار، شبعنا وعودا، نريد أفعالا وواقعا على الأرض.{nl}هذا موضوع يقدم حلا معقولا لأزمة الشقق في رام الله والبيرة، وقد يؤدي لإنخفاض أجرتها ووقف ارتفاع اسعار المعروض منها للبيع عملا بقانون العرض والطلب. ويؤدي لعودة الإنتعاش الإقتصادي لسوقي الرام والضاحية من جديد، وخلق فرص عمل جديدة للعاطلين عن العمل. وهذا يؤدي إلى عودة جزء ولو يسير من ريع الإيجار للمالكين، وتخفيف ديونهم وبخاصة المصرفية. والأهم من ذلك كله أن إشغال آلاف الشقق السكنية في الرام وبير نبالا والضاحية، سيؤدي إلى عودة عشرات الآلاف من المواطنين الفلسطينيين للسكنى والانزراع فيها، وبالتالي عدم تفريغها وإلا غدت محلا لأطماع المستوطنين، فكل أرض فلسطينية فارغة، أو بيت فلسطيني فارغ، يثير نهم المستوطنين ويفتح شهيتهم على الاستيلاء أينما كان.{nl}يجب أن لا تبقى مشكلة آلاف الشقق في ضاحية البريد والرام وبير نبالا نازفة كبقية مشاكلنا بصمت وريبة، وأن تبقى دونما حل معقول مروريا واقتصاديا والأهم وطنيا. فالخير كل الخير أن يكثر عملك وجهدك ونشاطك نحو وطنك ومواطنيك.{nl}الانتخابات الرئاسيّة المصريّة والمصالحة الفلسطينيّة{nl}بقلم: هاني المصري عن جريدة الايام{nl}جاءت نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسيّة المصريّة مفاجئة في عدة مسائل، أبرزها تأهل أحمد شفيق لانتخابات الرئاسة وليس عمرو موسى، وتأهل محمد مرسي وليس عبد المنعم أبو الفتوح، وصعود نجم حمدين صباحي؛ وهذا يعني أن حدة المنافسة والاستقطاب ستبلغ الذروة في يومي 16 و17 حزيران لاختيار رئيس مصر. هل سيكون الرئيس القادم مرشح النظام القديم، أم مرشح الإخوان المسلمين، وإذا كان الأخير هو الفائز، فهل سيحصل على الرئاسة بعد ائتلاف مع قوى الثورة أو معظمها أم دون ائتلافها معها، أم سيعقد صفقة مع المجلس العسكري تعطي الجيش مكانة مميزة في الدستور، كما حصل بُعيد الثورة حين اتفقوا معه على الإعلان الدستوري وتركوا الميدان، وحاولوا احتكار كل شيء، واستعاضوا عنه بالبرلمان الذين حصلوا فيه على أكثرية؟.{nl}ما يهمّنا في هذا المقال هو البحث في تأثير الانتخابات الرئاسيّة المصريّة على المصالحة الفلسطينيّة، لأن ما يجري في مصر ـ كونها دولة محوريّة ـ يؤثر بقوة على كل المنطقة بصورة عامة، وعلى القضيّة الفلسطينيّة وملف المصالحة بصورة خاصة.{nl}كان من المفاجئ يوم الأحد 20 أيّار توقيع عزام الأحمد وموسى أبو مرزوق على ملحق تنفيذي لـ"إعلان الدوحة" قبل أقل من 48 ساعة على الانتخابات الرئاسيّة المصريّة، والسؤال الذي طرح نفسه: لماذا لم يتم الانتظار حتى رؤية هويّة الرئيس الجديد؟.{nl}الجواب المحتمل إنّ الفريقين المتنازعين يحركهما نزعات متعارضة بين الأمل برئيس مصري مناسب لهذا الطرف أو ذاك (عمرو موسى أو أحمد شفيق لصالح "فتح"، ومحمد مرسي أو عبد المنعم أبو الفتوح لصالح "حماس")، وخوف كل طرف من نجاح رئيس مصري حليف للطرف الآخر، وسط مؤشرات كانت تشير عشيّة الانتخابات إلى أنّ مرشح الإخوان ليس في المقدمة، وأن عمرو موسى له حظ أكبر من أحمد شفيق.{nl}الآن الصورة باتت أوضح، ولا أقول واضحة، والسيناريوهات المحتملة كما يأتي:{nl}السيناريو الأول: فوز أحمد شفيق بالرئاسة، وهذا يعني بالنسبة لـ"حماس"، في أحسن الأحوال، بقاء الوضع على ما هو عليه الآن من الناحية الجوهريّة، أو عودته إلى ما كان عليه في عهد حسني مبارك، وهو يعني استمرار وجود نظام سيواصل دعم "فتح" والمنظمة والرئيس "أبو مازن"، ويعادي "حماس" حينًا ويحاول أن يحتويها حينًا آخر، وفي هذه الحالة يستمر وضع المصالحة على حاله بين مد وجزر دون اختراق نوعي، كما سيستمر معبر رفح على ما هو عليه تخفيفًا أو تشديدًا دون تغيير جوهري حاسم.{nl}وفي هذا السيناريو ستستمر مصر في الحفاظ على معاهدة السلام، ودعم ما يسمى "عملية السلام"، والسعي إلى استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي دون التزام قاطع بتلبية المطالب الفلسطينية المتعلقة بوقف الاستيطان وقيام دولة فلسطينية على حدود 67 وإطلاق سراح الأسرى.{nl}السيناريو الثاني: فوز محمد مرسي، وهذا يعني أنّ "حماس" ستصبح في وضع أفضل، لأن الرئيس المصري سيكون إلى جانبها، وهذا سيؤدي إلى موقف مصري مختلف في ملف المصالحة أميل إلى "حماس"، وفتح معبر رفح، وفتح الطريق أمام حصولها على الشرعيّة العربيّة والدوليّة. أما بالنسبة لعمليّة السلام والمفاوضات، فالأرجح أنها ستواصل جمودها لفترة لا يعلم مداها إلا اللهّ.{nl}السيناريو الثالث: فوز محمد مرسي ضمن ائتلاف يضم قوى الثورة أو معظمها، على أساس دستور توافقي وقيام دولة مدنيّة ديمقراطيّة تعدديّة، وهذا يعني أنّ الرئيس المصري في هذه الحالة سيكون على مسافة واحدة من الفصائل الفلسطينيّة المختلفة، وستلعب مصر دورًا فاعلًا على المدى المباشر في ملف المصالحة يساعد على تحقيقها، ودورًا مختلفًا على المديين المتوسط والبعيد في ملف القضيّة الفلسطينيّة، وفيما يتعلق بالصراع العربي – الإسرائيلي.{nl}السيناريو الرابع: دخول حمدين صباحي سباق الرئاسة في جولة الإعادة بعد الأخذ بطعوناته المقدمة إلى اللجنة العليا للانتخابات، أو بانسحاب محمد مرسي، أو بفوزه عند الإعلان الرسمي النهائي للمرحلة الأولى، وهذا، إن حدث، سيحمله إلى القصر الجمهوري بصورة شبه مؤكدة، ما سيفتح الطريق أمام نهضة مصرية، وبالتالي عربيّة وفلسطينيّة ستعود بالفوائد الجمّة على القضية الفلسطينية، بما في ذلك ملف المصالحة.{nl}السيناريو الخامس: حدوث تطورات سيئة ـ لا سمح الله ـ تَدْخُل فيها مصر في المجهول، بحيث لا تستكمل الانتخابات أو تُلغى، أو أن يكون هناك انقلاب عسكري قبل الانتخابات أو بعدها، يؤدي إلى تجدد الثورة، وربما إلى الحرب الأهليّة والفوضى. وفي هذه الحالة ستضيع القضيّة الفلسطينيّة وتتبدد الحقوق الفلسطينيّة. وهذا السيناريو مستبعد لأن مصر بعد الثورة لا يمكن أن تعود إلى ما قبلها أو إلى وضع أسوأ مما كانت عليه، ولكنّه سيناريو لا يمكن إسقاطه من الحُسبان.{nl}لن تكتمل الصورة حول انعكاسات ما يجري في مصر على القضية الفلسطينية، بما في ذلك ملف المصالحة، دون إدراك أنّ أيَ رئيس مصري قادم، حتى لو كان مرشح الإخوان المسلمين، لن يستطيع إلغاء معاهدة السلام المصريّة– الإسرائيليّة، أو قطع العلاقات بشكل نهائي مع إسرائيل؛ لأنه سيرث مشاكل اقتصاديّة اجتماعيّة أمنيّة هائلة ستجعله يركز على حلها، وما يتطلب هذا من المساهمة في توفير الاستقرار الإقليمي، الذي من دونه لا يمكن الحصول على الدعم الدولي الضروري لتجاوز الوضع الراهن الذي تمر به مصر، والذي يهدد استمراره حدوث كوارث لا تبقي ولا تذر.{nl}أقصى ما يمكن أني طرحه الرئيس المصري القادم تعديل في معاهدة السلام مع إسرائيل، أوالمطالبة بتنفيذ كل بنودها، ولكن العلاقة المصرية – الإسرائيليّة ستبقى على المدى المباشر، وإن بفتور على مستوى التمثيل وتبادل السفاراء والعلاقات التجاريّة، أمّا على المدى البعيد فسيتوقف كل شيء على نجاح الثورة المصرية في تحقيق أهدافها أو فشلها.{nl}فالرئيس القادم إذا كان إسلاميًّا متحالفًا مع "حماس"، سيطالبها إما ـ على الأرجح ـ بمواصلة اعتدالها حتى لا تكون عقبة في طريق الاستقرار الإقليمي، ونسج العلاقات الأميركيّة مع الحكم الإسلامي الجديد، وهذا ماحدث بالفعل بعد صعود الإسلام السياسي، حيث نصح الإخوانُ "حماسَ" بإبداء المرونة السياسية والتقدم على طريق المصالحة، أو لن يعطيها سوى تصريحات يمكن أن تدفعها للمزيد من التشدد، بما يجعلها أكثر ابتعادًا عن إنجاز المصالحة.{nl}تبقى نقطة في منتهى الأهمية، هي أنه بصرف النظر عن نتيجة الانتخابات الرئاسيّة، فإن الموقف المصري بعد الثورة لن يكون حِكرًا على فرد واحد،سواء ديكتاتور(مستبد أو ملهم)،وإنما حصيلة التوازن الجديد الذي يتشكل بين الرئاسة والحكومة والبرلمان والجيش والرأي العام.هذا التوازن هو الذي سيحدد مستقبل مصر وعلاقاتها مع جيرانها، ومنهم إسرائيل، وموقفها مع القضيّة الفلسطينيّة بشكل عام، والفصائل الفلسطينيّة بشكل خاص.{nl}إن "حماس" تتطلع كثيرًا، وبمبالغة، إلى علاقتها بمصر، وإلى دعمها، خصوصًا بعد ابتعادهاعن سورية وإيران وعدم انفتاح السعوديّة وبقيّة دول الخليج، باستثناء قطر، عليها حتى الآن على الأقل.{nl}و"فتح" تخشى كثيرا من خسران الحليف المصري، لذا من الصعب جدًا أن يحدث اختراق نوعي في ملف المصالحة دون أن تتضح الصورة ومعرفة إلى أين تسير مصر،وهذا لا يمكن أن يتضح إلا بعد الجولة الثانيّة من انتخابات الرئاسة وبعد وضع الدستور الجديد، وبعد قبول الأطراف المصريّة بقواعد اللعبة الديمقراطيّة السلميّة التي تحدد لكل طرف وزنه وحجمه، وبعد أن تكف الأطراف الفلسطينية عن السعي للهيمنة والسير وراء الأوهام والمراهنة على الآخرين.{nl}تأسيسًا على ما سبق، فإن المصلحة الوطنية الفلسطينية العليا وإبقاء القضية الفلسطينية حاضرة في وقت انشغال مصر وغيرها من البلدان العربية بأوضاعها الداخلية تقتضي المراهنة على الذات أولًا، وقبل كل شيء، وعدم مراهنة طرفي الانقسام أو أحدهما على استئناف المفاوضات الثنائية، أو على هيمنة طرف فلسطيني لوحده على القيادة الفلسطينية التي أوصلتنا إلى تعميق الاحتلال والاستيطان والانقسام، أو على ما يجري في مصر وغيرها من البلدان العربية بالرغم من أهميته الإستراتيجية، لأن القدرة الفلسطينية على توظيفه لصالح الفلسطينيين ستكون متعذرة إذا لم يكن العامل الفلسطيني موحدًا وفاعلًا واستمر الانقسام الذي يقضي على أي أمل بتحقيق الحقوق الفلسطينية.{nl}خريجونا الجدد .. إلى أين؟{nl}بقلم: فدى جريس عن جريدة الايام{nl}مع الشعور بالفرحة الذي يغمر خريجينا وخريجاتنا وهم يصلون إلى نهاية مشوارهم الجامعي ويجنون شهاداتهم وثمار تعبهم، يبقى الهاجس لديهم بشأن الخطوة التالية: البحث عن عمل والبدء بحياتهم ضمن صفوف المجتمع. وهنا يبدأ طريقهم الصعب حيث يصدمون بسوق عمل مكتظ وصعوبة إيجاد عمل مناسب، وطول فترة البحث التي قد تستغرق أشهراً وسنوات يعاني خلالها الشاب والشابة من الإحباط النفسي والمادي بعد أن كان ينتظر البدء بخطواته العملية في الحياة.{nl}لن أخوض كثيراً في خلفية المشاكل التي يعاني منها مجتمعنا الفلسطيني والمعروفة للجميع، فالبطالة العالية بسبب الاحتلال والإغلاق وضعف الإدارة الاقتصادية، إضافة إلى صغر السوق المحلي وامتلائه بالعاملين، كل هذه العوامل تشكل عائقاً حقيقياً أمام الخريجين الجدد الباحثين عن عمل. لكني أود أن أتطرق إلى عامل آخر، خطير، هو مستوى التعليم وجاهزية الفرد المتخرج من جامعاتنا للانضمام إلى سوق العمل.{nl}في ورشة عمل أجريتها مؤخراً مع مجموعة صغيرة من الخريجين الجدد، اتضح لي ثانية حجم الهوة التي تفصل بين مهاراتهم وسلوكهم وتلك التي يتطلبها إيجاد عمل والمحافظة عليه. بداية، فإن هناك حالة من ضعف القيم الاجتماعية والتعليمية لدينا تؤدي إلى استيعاب الجامعات – لأسباب اقتصادية في المجمل – للكثير من الطلاب الذين هم دون المستوى المطلوب. بعد ذلك، هناك شعور قوي لدى الأغلبية بأن المعلومات والمواد التي تلقنوها ضمن مناهج دراستهم الجامعية لا تفيدهم كثيراً في الحياة العملية – باستثناء بعض المواد التي أفاد أصحابها بأنهم استفادوا من دراستهم وطبقوا معظمها خلال فترات التدريب في سوق العمل. إلا أن غالبية التقارير من الشركات والمؤسسات تفيد أن هناك مشكلة حقيقية في جاهزية الخريجين الجدد للدخول إلى العمل، من حيث مهاراتهم في التعامل مع الآخرين، وإحساسهم بالمسؤولية، ومهنيتهم، واحترامهم للوقت وللالتزامات، ومهاراتهم الشفهية والكتابية، وقدرتهم على التفكير النقدي والإبداع، وغير ذلك من الأمور الحيوية والأساسية المطلوبة للنجاح في أي عمل. وتنبع هذه الفجوة بالأساس من أنظمة التعليم في جامعاتنا والتي تعاني من الكثير من أسلوب التلقين، والقليل من التشجيع على التفكير الشخصي والمبادرة، وقلة التدريب فيما يتعلق باحتياجات سوق العمل، والمسافة الكبيرة بين مواضيع التدريس واحتياجات السوق الفلسطيني الراهنة، إضافة إلى غياب تنمية القدرات الشخصية كالتواصل والريادة وحل النزاعات والتخطيط.{nl}إزاء ذلك، ينتج واقع صعب يتم فيه تخريج آلاف الشباب سنوياً فقط لزجهم ضمن آلاف آخرين قد تعلموا مجالات مماثلة لا توجد وظائف لها. وإضافة إلى العبء المادي الذي يتكبده الأهل في تعليم أولادهم، فعدم مقدرة هؤلاء الأولاد على إيجاد عمل بعد ذلك يبقيهم في خانة نفس العبء المادي على أهلهم، الذين يأملون من جراء تعليمهم لأولادهم أن يستطيع هؤلاء شق طريقهم باستقلالية – ليصدم الجميع بصعوبة الحصول على عمل وبتدني الأجور المعطاة للخريجين الجدد حتى وإن وجدوا عملاً. فهناك الكثير من الاستغلال المادي لأولئك الشباب الصغار وذلك لحاجتهم الماسة للبدء في حياتهم العملية.{nl}أين يكمن الحل؟ المشكلة تكمن لدى عدة جهات وبحاجة لتكاتف جميع هذه الجهات حتى نستطيع مجابهتها وخلق واقع أفضل لشبابنا. بداية، هناك حاجة ماسة للنظر ملياً إلى جميع مناهج التعليم العالي وتغيير القديم والبالي منها لجعلها حديثة وعصرية ومواكبة للعصر. وهناك حاجة لا تقل أهمية لإدخال طرق جديدة في التعليم تعزز التفكير الذاتي لدى الطالب واعتماده على نفسه وبناء مهاراته في الحديث والتقديم والتعامل مع الآخرين، مما يزيد من ثقته بنفسه ويجعله أكثر قدرة على التكيف مع بيئة العمل بعد التخرج. لا يكفي أن نفحص مدى قدرة طلابنا على حفظ المعلومات الصماء وإعادة تفريغها على أوراق نقوم بتصحيحها وإعطائهم العلامة تلو الأخرى – وهنا تجدر الإشارة إلى ضرورة المحاسبة الأشد في عملية التعليم، ومنع الغش والنسخ وما إلى ذلك – ثم نخرّجهم ونزجهم في عالم كبير لا يعرفون عنه شيئاً ولا يستطيعون التعامل معه. نحن بحاجة إلى إرشاد الطالب في كيفية البحث والتفكير واستخدام هذه المعلومات في التفكير المبتكر والبناء، كي نخلق جيلاً قادراً على النظر إلى العالم بمنظار أكثر اتساعاً وشمولية. كما نحتاج أيضاً إلى تعليمهم مهارات التواصل والإصغاء والمهنية، التي تم ذكرها سالفاً، والتي لا نستطيع افتراض وجودها لدى الجميع بالفطرة.{nl}إن الخريجين الجدد الذين يعانون الأمرين في إيجاد الوظيفة والتأقلم بها هم عماد المستقبل، فهم الجيل الذي سيكمل في العمل والعطاء، لذا فهناك أمس الحاجة لإلقاء نظرة عميقة على هذا الموضوع والتعامل معه على جميع المستويات، كي نوقف الإحباط وعدم الثقة الذي لا يؤدي سوى إلى مجتمع ضعيف لا يعرف استخدام موارده بشكل صحيح. وفي مجتمع مثل ذلك في فلسطين، نصفه من الشباب ويواجه تحديات هائلة في التصدي للاحتلال ولصعوبات اجتماعية واقتصادية جمة، لا نستطيع التغافل عن الأهمية القصوى لهذا الهاجس، ولا نستطيع البقاء في دائرة الاعتماد على الوظائف الحكومية بسبب "الأمان" المنشود فيها، والذي يقتل روح المبادرة والطموح لدى الشباب ويحولهم إلى أعباء إضافية على البلد والحكومة. إن المساهمة في حل أزمة الخريجين تزيد من فرصهم للعمل في القطاعات غير الحكومية وتزيح هذا العبء، إضافة إلى جعل هذا الشباب أكثر إنتاجاً لمجتمعه واستخداماً لقدراته. فلعل الجهات المعنية تبدأ جميعها في معاينة الأزمة ووضع الأسس لحلها.{nl}مدارات - مركب المصالحة: اللي بيحب النبي «يزُقْ»!{nl}بقلم: عدلي صادق عن الحياة الجديدة{nl}مثلما هم عابرو السبيل الطيبون، على شاطئ البحر في خمسينيات البراءة، عندما كانوا يُهرعون للمساعدة في «دفش» مركب الصيد الثقيل، فيما الإخوة الصيادون يصيحون بأعلى الصوت: «اللي بيحب النبي يزُق»؛ نجد أنفسنا مضطرين ضميرياً لأن «نَزُقَ» في حبور، حتى دون أن ينادي المنادي!{nl}المركب قبل الغروب، تكون اضطجعت منذ الفجر، على صفحة الرمال، تسندها مداميك خشبية، لكي لا تنقلب على جنبها، وحين يأتي موعد الدفع بها الى البحر من جديد، لا بد من أيدي وجهد المارّة مجتمعين، فالرمل كثير والجسم ثقيل والصيد ثمين!{nl}كان مقتضى التغذية، أيام فقر الخمسينيات، يضاهي مقتضى الوحدة في بؤس أيامنا هذه، في العشرية الثانية من الألفية الثانية. فالسردين هو ملك المائدة وأيقونة البحر، سلساً طيباً طرياً غنياً بالفيتامين، زهيد السعر، وفير الحضور، لا يختلف حوله اثنان. يدفع المركب عموم الناس لكي ينطلق. أما الجوراني والحمامي وسواهما، فإنهم يجمعون سردين البحر وما تيسر من أسماك أخرى، بقناديل ساطعة، مع الذكاء والالتفاف بالمركب والشباك، حول مواضع الأسماك، فينعم بالصيد عموم الناس!{nl}اليوم، يبدأ «الزَقْ» للمركب المركون على الشاطئ، من بيت الجوراني، الذي اقتنع مع صحبه أخيراً، برفع القبضة الأمنية عن أقفال مركز لجنة الانتخابات في غزة، لكي نذهب الى التمكين لإرادة الشعب، وصولاً الى نصاب وطني ديمقراطي، يستجمع الفلسطينيون في فيئه، أشتات عقلهم، فيُلجمون ـ بالقانون ـ الثرثار والمتنافخ في زمن الهزال والتردي، والفاسد المترف في زمن الفاقة، والرقيع السياسي في زمن غرور المحتل وصلفه، والمتهور بالنيران، والشغوف بالتنسيق الأمني، والخائن، والقاتل، والمزاود، والضحل الذي يحتل منصباً أكبر من حجمه بألف مرة. وكل ذلك على طرفيْ الخصومة، وليس على طرف واحد منها!{nl}بوصول ممثلي لجنة الانتخابات المركزية الى قطاع غزة؛ نصبح على أعتاب مرحلة جديدة، نسأل الله أن تتسم بوفاق وطني حقيقي، على أسس قانونية ودستورية. فالموج عالٍ ولا يحتمل الخَطْب استمرار الخصومة، ولا امتداد السياق البغيض، للتعارضات الداخلية، التي ظلت تفتك بأمنيات الشعب الفلسطيني على مر المراحل. فالخصومات ميزت ـ للأسف ـ تاريخنا المعاصر، وحرمت الفلسطينيين دائماً، من حقهم الطبيعي في وحدة الصف، وفي تنقية أجوائهم وإصلاح أوضاعهم ونقد أدائهم، والاعتراض على أخطاء الخطائين وفساد الفاسدين، وتمظهرات الكاذبين أدعياء العنفوان.{nl}نأمل أن نكون على عتبة مرحلة نكُف فيها عن السجالات الفاقدة للمعاني، على قاعدة أن المهاترات لم تنجح يوماً في تفسير التاريخ، ولا في وصف الواقع. لذلك لا بد من الدفع بالمركب في اتجاه الوحدة والاحتكام الى الشعب، والتعايش بين القوى، على قاعدة الاحترام المتبادل، وعلى أسس دستورية وقانونية تضمن للمواطن الفلسطيني كرامته وحقوقه، وللقوى السياسية حقها في العمل السياسي. فالرياح من حولنا عاتية، والمحتلون يعربدون، وليس من طرف في حاجة للتلكؤ ولا الى انتظار النداء:»اللي بيحب النبي يزُق»!{nl}الانتخابات المحلية وضرورة تعميق المشاركة!!{nl}بقلم: محرم البرغوثي عن الحياة الجديدة{nl}أقدم الحكم المحلي على حل عشرات المجالس وتعيين مجالس من الوزارة، قد يكون ذلك بسبب تأجيل الانتخابات، لكن حسب رأيي ان هناك سبباً مهماً آخر في ذلك. فالبلدية او المجلس المحلي او اللجنة المحلية هي أعلى هيئة في الموقع، لكن الرتابة في أغلبها هي المسيطرة، فحالات قليلة جداً التي جرى فيها اجتماعات مع الناخبين لتقديم تقرير او للتشاور في شيء.{nl}فالحملة الانتخابية تكون على أوجها، بوسترات وكتل وتحالفات وتنظيمات، وبعد الانتخابات اخبار في الصحف فاز «فلان» بعدد مقاعد كذا... وكفى الله المؤمنين شر القتال.{nl}فيبدأ المجلس بتحصيل الضرائب وتقديم المشاريع «مدرسة، زفتة، مجاري... الخ» دون مساندة شعبية من أحد، ودون وضع أولويات تتعلق بالوعي الاجتماعي والمساهمة الاجتماعية والمشاركة في الخطط والاحتياجات ومشاركة في التنفيذ والتقييم والتطوير. يبدو ان القانون ما زال يحافظ على جموده دون تطوير يأخذ بعين الاعتبار تفاعل المجالس مع الناس.{nl}في تقديري من المفروض ان تقسم المواقع الكبيرة الى لجان أحياء تجمع الناس وتنظم احتياجاتها، وايجاد آلية لاجتماع مسؤولي اللجان الشعبية في الاحياء مع المجلس بشكل دوري، للاستماع والحديث عن اولويات الاحياء، وفي نفس الوقت بين مندوبي لجان الاحياء والمجلس، ترفع مسألة الوعي بالمصلحة العامة للموقع لدى مندوبي اللجان الشعبية. ان هذا يعزز من الحوار ويضع المصلحة العامة أولاً ويوسع قاعدة المهتمين بالهم العام. ولكي لا تعود الامور الى التنافس فقط، يفترض ان تناقش آليات تفعيل للعلاقة بيت الناس والمجلس، وان يناقش القانون ويكون دور المجلس فعالاً في المجالات الصحية والتعليمية والبيئية والتربوية بالاضافة للخدمات التي يقدمها.{nl}ان تشكيل لجان أحياء شعبية يعتبر آلية مهمة لتحسس مشاكل الناس وعكسها على نشاطات المجال، ويعطي أفقاً للجان الاحياء الشعبية بأن تحل بعض متطلبات أحيائها بل ومدينتها أو بلدتها من خلال العمل التطوعي، والشباب القادرين على المبادرة وتنشيط روح التطوع باعتبارها قيمة اجتماعية ما زالت راسخة في ذهنيتنا.{nl}بالاضافة لكل ما ذكر هناك مهام تتطلب وجود هذه اللجان الشعبية لتلعب دورا مهماً في العديد من المواقع التي تشهد اعتداءات فاشية من المستوطنين، وتشهد اعتداءات من بعض المنحرفين الذين يشجعهم الاحتلال بالتأثير على التفكك الاجتماعي وانتشار السرقات والاعتداءات وغيرها.{nl}ان اللجان الشعبية توسع دائرة المشاركة والتفكير في الصالح العام، وهي خطوة أعتقد أنها مفيدة جداً للمجالس ولبرامج تطوير قرانا وبلداتنا ومدننا، وتحتاج جهوداً من الجميع.{nl}ومضة: تأجيل حل الصراع .. أم القبول بدولة الفتات؟{nl}بقلم: صبري صيدم عن وكالة وفا{nl}كثر هم من يسدون المواعظ والحكم والدروس والمحاضرات في ذكرى تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، البعض الكثير من باب الحرص والرغبة في عودة النشاط والحيوية للممثل الشرعي الوحيد والأكيد للشعب الفلسطيني، والبعض القليل من باب الترف الفكري ونقاش الصالونات المخملية التي تمتلك القول والتنظير ولا تحظى بشيء من الفاعلية أو حتى الحضور أو الجمهور فتلقي على غيرها المسؤولية وتسدي أوامرها ومزاوداتها.{nl}وبينهما مجموعة ممن دب اليأس صدورهم فلا يقولون ولا يفعلون، يعيشون على أمجاد الماضي ويحنون لسنوات خلت يعتليهم شعور بأن ليس باليد حيلة.{nl}في المقابل يقف ائتلاف إسرائيلي متمترس دفعته مصالحه للدخول في زواج قسري للموائمة بين فكرة الدولة المؤقتة ومشروع الدولة القائمة على ٦٠٪ من فتات الجغرافية الفلسطينية، فتات يستثني القدس والأغوار ومعظم المناطق المصنفة 'ج'، وما صادره الجدار من أراض ومواقع إضافة إلى ما نهبته المستوطنات وما شرعنته حكومة الاحتلال من تمددات وتوسعات سرطانية.{nl}فعندما يقول نتنياهو ما يقول عن تصوراته المستقبلية، فإنه يقدم رؤية المهيمن الذي يمتلك حقوقا إملائيا مدعومة بصمت العالم على صلف الدولة العبرية وغطرستها، وبالتالي فإن حديثه عن السلام ليس سوى وصفة للمهانة والاستذلال والتجبر.{nl}الحرص الآن يجب أن يحارب القبول بمعادلة يائسة تسوق الخنوع لسياسة القبول بدولة تقام على بقايا الجغرافية، الحرص الآن ألا يكون هناك أصابع فلسطينية تقبل بنسخ مجملة ومهجنة لفكرة الدولة المؤقتة والمبتورة والمجزوءة والممسوخة، أو ما سيعرف يوما ما بخلطة نتنياهو- موفاز لحل الصراع.{nl}الدولة التي تقوم على استثناء القدس وقضم الغور وتجاوز حق العودة وبتر القدس وتستثني حرية الفلسطيني في سجنهم الأصغر والأكبر ليست سوى 'بنتستونا' مغبونا.... تأجيل حل الصراع أشرف وأقدر من القبول بأن تقوم الدولة على فتات الجغرافيا.{nl}أيار وما أدراك؟!{nl}بقلم: عطاف يوسف عن وكالة معا{nl}في أيار حدثت أمور كثيرة، سواء أكان ذلك على المستوى العام، أو على المستوى الشخصي، فهو شهر المناسبات والتقلبات، ينقلب الطقس فلا يستقر على حال، بين صاف وغائم وربيعي ومغبر وخماسيني، مما يسبب لدى الإنسان شعوراً بالتوتر والاختناق.{nl}أيار هذا العام شهد مناسبة مفرحة، وهي انتصار الأسرى بجوعهم على سجانهم، المدجج من رأسه حتى أخمص قدميه بكل أنواع الأسلحة، مارس بطشه وجبروته بكل ما أوتي من قوة، ليكسر إرادة الأسرى، لكنهم تسلحوا بإرادتهم وكرامتهم وبالتضامن الشعبي معهم، فكان انتصارهم مفرحاً لدرجة البكاء، بعد القلق الذي انتاب الناس على صحتهم، خاصة من حطموا الرقم القياسي للإضراب عن الطعام، وكانت حياتهم مهددة بالموت، إلا أنهم اصروا على الصمود، حتى تحقق لهم ما أرادوا، فهنيئا لهم ولمن وقف معهم وساندهم.{nl}مناسبة أخرى شهدها أيار هذا العام، أرجو أن نقول عنها يوماً أنها كانت مفرحة، وهي الاتفاق الذي وقع بين حركتي فتح وحماس لتطبيق بنود المصالحة، المتفق عليها في كل من القاهرة والدوحة، وأن لا يكون مصيرها كغيرها من الاإتفاقات والتفاهمات، التي تم التوصل إليها سابقاً، وظلت حبراً على ورق، وسرعان ما تنصل منها من وقعوا عليها باشتراطات واستدراكات جديدة، حتى الآن الوضع يدعو إلى التفاؤل، لكن لا ندري ما تخبئه الأيام، والسابع والعشرين من أيار، موعد بدء عمل لجنة الانتخابات المركزية ليس ببعيد.{nl}السابع والعشرون من أيار يحمل لي على الصعيد الشخصي إثنتين من المناسبات، إحداهما مؤلمة والثانية مفرحة، وقد حاولت أن أنسى الأولى بحيث تطغى عليها المفرحة، لكني لم أستطع، فكل شيء يذكرني بها.{nl}في السابع والعشرين من شهر أيار عام 1979، تركت بيتي وأهلي وتوجهت إلى القدس الغربية، حاملة روحي على راحتي وقنبلة في حقيبتي، لأضعها في محطة الباصات المركزية. لكن القدر كان لي بالمرصاد، لم تنجح العملية وأمسكت بالجرم المشهود، كان ذلك في الساعة الثانية والنصف من بعد ظهر يوم الأحد، وكان الجو خماسينياً حاراً، العرق يغطيني، والتعب من ركلات وصفعات الذين تجمهروا حولي من الإسرائيليين ينهكني، وتفكيري منشغل في كيفية إنقاذ ما يمكن انقاذه، وعدم التسبب بالأذى لآخرين. لكن أحسست للحظات أن شللاً أصاب تفكيري، أصوات كثيرة عالية كانت من حولي، ربما لم يكن الوقت طويلاً ما بين الامساك بي ووضعي في سيارة المخابرات، إلا أنني أحسست أن دهراً قد مضى. في السيارة، ورغم أنني كنت محشورة في الكرسي الخلفي بين ضابطي مخابرات، تعمدا الالتصاق بي من الجهتين، ورغم الصفعات والبصاق الذي كان يغطي قسماً من وجهي، بينما القسم الأكبر منه مغطى بعصابة سوداء، لم ترفع عنه إلا في زنازين التحقيق. رغم كل شيء، إلا أنني تمالكت نفسي وألفت قصة اقتنع بها المحققون تقريباً، تدينني وحدي. إلا أن تطورات أخرى قد حدثت، قلبت الأمور رأساً على عقب، أدت إلى استمرار التحقيق لفترة طويلة، مع ما رافقه من تعذيب وإهانات.{nl}أما المناسبة المفرحة، فهي أنني عندما ذهبت إلى طبيب النسائية لأول مرة، بعد أن علمت بأنني حامل للمرة الأولى، بعد عذاب طويل من العلاجات المؤلمة والمكلفة، وفقدان الأمل تقريباً من الإنجاب. وعندما قام الطبيب بحساب الفترة المتوقعة للإنجاب، قال لي أن أقصى موعد لدي هو الثالث من حزيران للعام 1986، فوراً قلت: "سألد في السابع والعشرين من أيار". ضحك الطبيب ولم يفهم، أما زوجي فقد فهم وابتسم، ابتسامة تنم عن الدعم والمساندة.{nl}لم يكن الحمل سهلاً وكان من الممكن أن أفقد الجنين في أي لحظة، لكن في السادس والعشرين من أيار، صحوت من نومي فزعة على انقباضات شديدة جاءت فجأة وبلا مقدمات، فعرفت أنها آلام المخاض. بعد حوالي ساعتين كنت في المستشفى، وقال الطبيب أنني سأنجب خلال ساعتين. خاب ظني وانتظرت، وأصبح الألم لا يطاق، فأطلقت العنان لصرخاتي بعد أن كبتها طويلاً.{nl}مر ذلك اليوم بطوله ولم أنجب، والليل كذلك، وفي ظهيرة السابع والعشرين من أيار، قرر الطبيب إجراء عملية قيصرية، لأنه لم تكن الولادة الطبيعية ممكنة.{nl}عنما افقت من البنج بعد العملية، سألت زوجي عن الساعة التي أنجبت فيها ابني، فقال عندم<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/05-2012/محلي-111.doc)