Admin
2012-06-02, 11:07 AM
أقلام وآراء{nl} (114){nl}ـــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ{nl }المصالحة مع وضوح الرؤية{nl}بقلم: علي صادق – عن جريدة الحياة{nl}يصح أن نأخذ بِحُسن النوايا، وأن نتفاءل بالمصالحة. بالتالي، سنؤدي واجبنا في إلقاء الضوء على بعض الضرورات، الضامنة لنجاح المسعى. وليكن ما نقوله مجرد استشارات، إن لم نقل نصائح لا بد منها، قبل أن نتخطى العقبة الأولى، وهي الاتفاق على تشكيل حكومة التوافق، من مستقلين ذوي كفاءة وجدارة، تمهيداً لعملية انتخابية نستأنف بها المسار الديمقراطي.{nl}فما نحن بصدده، هو استعادة وحدة الكيانية الفلسطينية، التي نتوخى أن تنطبق عليها صفات الدولة؛ لأن العامل الاحتلالي أو العامل الإسرائيلي ـ الأميركي، هو الذي يحول دون تحقيق الطموح الفلسطيني في بسط سيادة دولة فلسطين، على الأرض الفلسطينية في «الجزء المتاح لنا من الوطن» حسب تعبير شاعرنا أحمد دحبور. ومحسوبكم، هنا، لا يجتهد ولا ينشئ شيئاً من عنده، وهو يعدد ويُذكّر بالشروط الضامنة لقيام الكيانية السياسية أو الدولة. فما نقوله، هو مما تعلمناه وعرفناه، في حقل نظرية الدولة، مشفوعاً بالمراجع المرموقة التي يستند اليها كل المهتمين بدراسة موضوعة أو أطروحة الدولة وآليات عملها!{nl}* * *{nl}على رأس أهداف هذه السطور، التنبيه مبكراً، الى ضرورة الذهاب الى وحدة الكيانية الفلسطينية، محمّلين برؤية لما نريده من الوفاق الوطني، وليس مشحونين بنوايا وعزائم التهيؤ لمباراة انتخابية ضارية، من شأن نتيجتها أن تسفر عن صراع جديد، على قاعدة أن كل طرف، لا يطيق الشراكة مع الآخر، وأن نتيجة المباراة التي يتوقعها لنفسه، ستُقصي الطرف الآخر، وتحقق له الغلبة، وتؤكد على أسبابه التي يرى من خلالها عدم أهلية الطرف المغلوب، في الاستحواذ على أي حق من حقوق العمل الوطني العام، وبالتالي تدفعه لممارسة الإكراه عليه بقوة الإرغام الأمنية، بما يخالف القانون والوثيقة الدستورية!{nl}وإن بدأنا بعقبة التوافق على التشكيلة الحكومية، نقول ما لنا وما علينا. فلا ينبغي أن تضم التشكيلة، عضواً كان له موقف مُعلن في الخصومة، أو عمل مع أحد الطرفين أثناءها، ولا بد أن يكون ذا اختصاص، ومنزّهاً عن شبهات بالفساد، وأن يتمتع بخُلق قويم. ولا يكفي في هذا المُقام، ألا يكون من «فتح» أو من «حماس» أو من أي فصيل. فقد تعلق بطرفي الخصومة انتهازيون استفادوا منها وفق حساباتهم الشخصية. وهناك مستقلون اقتربوا من هذا الطرف أو ذاك، لكنهم حافظوا على موضوعيتهم، ولم يخوضوا في سجال. أمثال هؤلاء يمكن النظر في تنسيبهم للحكومة، لأن صحيفة سلوكهم، وطبيعة المهمة الجديدة، تضمنان نزاهتهم، وذلك على قاعدة أن الفلسطيني ليس مستقلاً مئة في المئة، ويصعب أن نجد مستقلين من الشخصيات بهذه النسبة.{nl}ويتمنى واحدنا، ألا يؤخذ أمر الحكومة، وكأنه محاصصة لمواقع المسؤولية، التي يطول أمدها. وكلما اتضح أن هناك صعوبة في الاتفاق على التشكيل، يكون المعنى الضمني، أن الطرفين يتصرفان على افتراض أن الحكومة الانتقالية ماكثة لسنين، وأن صعوبات جديدة ستنشأ لكي تتخطى سقف زمنها!{nl}وبالتوازي مع عملية التشكيل، وكذلك بعدها، لا بد من التوافق على طبيعة عمل الحكومة الانتقالية، بحيث يُحسم الأمر الأهم والأكثر حساسية في مسألة وحدة الكيان السياسي، وهو توفير شرط احتكار القدرة على ممارسة الإرغام، نيابة عن المجتمع ولمصلحته، وبالقانون، لهذه الحكومة حصراً. فالكيان السياسي، له ملمح أو شرط أساس، لكي يؤدي وظيفته، وهو امتلاكه لحق ممارسة الهيمنة ولأدوات ممارسة هذا الحق، بحيث لا تعلو قوة فوق قوته. فالكيان الوطني، في إقليمه الجغرافي، يكون بمثابة التنين Leviathian حسب تسمية الفيلسوف الإنجليزي توماس هوبز، في القرن السابع عشر!{nl}أما الحكومة التي تواجه في كل منطقة تنيناً، فإنها لا تكون حكومة مسؤولة عن مجتمع أو عن كيانية، يُفترض أنها تأخذ بيد الشعب والحركة الوطنية الى وضعية الاقتدار والديمقراطية والطمأنينة.{nl}ثمة نقاط أخرى، من مستلزمات الذهاب الى مصالحة ناجحة، سنأتي على ذكرها. وللحديث صلة!{nl}بالون باراك مثقوب{nl}عادل عبد الرحمن – عن جريدة الحياة{nl}اطلق ايهود باراك، وزير الحرب الاسرائيلي في كلمة له يوم الاربعاء الماضي، القاها في معهد البحوث الوطني بالون اختبار بشأن العملية السياسية، مشيرا الى صعوبة استمرار الحال على ما هو عليه، وداعيا في ذات الوقت لايجاد مخرج من الحالة السائدة من خلال ايجاد حلول لكل الملفات والمطالب الفلسطينية الاسرائيلية، ثم قال: وفي حال لم يتم التوصل الى حل، لا بد من الوصول الى حل مؤقت او انسحاب احادي الجانب وفق ما قام به شارون عام 2005.{nl}واذا دقق المرء في اقوال وزير الحرب الاسرائيلي يجد انها تستهدف الآتي: اولا الالتفاف على الحقائق، من خلال ايهام الرأي العام الاسرائيلي والعربي والعالمي بان المشكلة عند الطرف الفلسطيني، وهو ما يعني ثانيا إعادة انتاج مقولته الشهيرة، التي اطلقها في اعقاب افشاله لمؤتمر كامب ديفيد (2) في تموز يوليو 2000 « عدم وجود شريك فلسطيني»؛ وثالثا يبرر استمرار سياسة الاستيطان والتهويد والمصادرة للاراضي الفلسطينية، ورابعا يمهد للرأي العام العالمي لاتخاذ خطوات احادية الجانب، التي تصب بالمحصلة في خيار «الدولة ذات الحدود المؤقتة» المرفوضة فلسطينيا وعربيا وايضا دوليا.{nl}ومن الجلي ان ما طرحه ايهود باراك لم يكن خارج لعبة التكتيك المتفق عليه مع رئيس الحكومة ووزير الخارجية وشاؤول موفاز وسلفان شالوم واركان الحكومة اليمينية المتطرفة, لأن ردود الفعل في الحكومة اقتصرت على جدعون ساعر ، وزير التعليم وموشي يعلون، وهي ردود ايضا قد يكون متفقا عليها.{nl}لكن السؤال الذي يعود ليطرح نفسه على نتنياهو وباراك وموفاز وليبرمان ويعلون ويشاي وغيرهم: من الذي عطل ويعطل المفاوضات؟ ومن الذي لم يوقف الاستيطان؟ ومن الذي يتهرب من استحقاق التسوية السياسية؟ ومن الذي ما زال يتهرب من استحقاقات عملية السلام؟ ومن الذي يرفض التعامل مع الشريك الفلسطيني على ارضية التكافؤ ؟ ومن الذي لا يريد ان يعطي الفلسطينيين حقوقهم الوطنية ؟{nl}الرد جاء على لسان الوزير السابق، وعضو الكنيست عن حزب العمل هيرتسوغ ، الذي رد على باراك في نفس الجلسة، التي القى فيها كلمته، عندما قال، اوقفوا الاستيطان مدة ستة اشهر واجلسوا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس للتفاوض على كافة الملفات بدل التهرب من الاستحقاق السياسي.{nl}بالتأكيد المنطقة والحالة السياسية لا يمكن ان تستمر على ما هو عليه الحال، واقع ومنطق الاشياء، لا يقبل السكون، لانه نسبي، ولكن الحركة مطلقة، لذا على حكومة اليمين المتطرف، والمظللة بـ(94) نائبا في الكنيست ان تبادر لاعلان التزامها بخيار حل الدولتين للشعبين على حدود الرابع من حزيران عام 1967، والقدس الشرقية عاصة الدولة الفلسطينية، وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين على اساس القرار الدولي 194، والتوقف عن سياسة الاملاء بشأن «يهودية» الدولة الاسرائيلية، عندئذ ستتقدم عملية السلام، ويحل التعايش بين شعوب المنطقة وخاصة الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي، وتزول الغيوم الملبدة عن سماء المنطقة، ويفتح افق السلام الاقليمي والعالمي.{nl}لكن باراك ومعلمه نتنياهو وأقرانهم في حكومة اقصى اليمين لا يقبلون القسمة على خيار السلام، لأنهم ترعرعوا في خنادق الموت والجريمة المنظمة وتعميق العنصرية والكراهية والعبث بمصير الشعب الاسرائيلي والشعوب العربية وخاصة الفلسطيني. ولهذا لجأ لالقاء بالون الاختبار بشأن الانسحاب الاحادي والدولة ذات الحدود المؤقتة ليرى ردود الفعل الفلسطينية والعربية والدولية عليها، وايضا لتشكل الأرضية لاية حماقات تستهدف عملية السلام. الأمر الذي يفرض على العالم خاصة الولايات المتحدة وباقي اطراف الرباعية الدولية بالضغط على حكومة الارهاب المنظم لوقف المهزلة والتقيد باستحقاقات عملية السلام القائمة على أساس خيار حل الدولتين للشعبين على حدود الرابع من يونيو 67. وان لم تفعل، فإن باراك ونتنياهو قد يرتكبان حماقة جديدة تزيد الطين بلة وتعيد انتاج دورة العنف والموت في المنطقة.{nl}مجزرة ذاتية...{nl}بقلم: رامي مهداوي – عن جريدة الايام{nl}حاسس إنه مجتمعنا بذبح حاله، بشكل مجموعات أو فردي، الشاطر اللي يذبح، نذبح لحم بعضنا البعض، وبنحب نشرب فشل من حولنا بكأس المتعة، والشاطر اللي يذبح الآخر بدم بارد، او من بعيد لبعيد، اصبح القضاء على ذاتنا شعار المرحلة، يعني لازم اتكون نمرود وعلى قد حالك، واللي بطب فيك لازم يتبخر من الحياة السياسية، الاجتماعية، الاقتصادية، الثقافية. لدرجة صرت أحس حالي موجود في مسلخ والشاطر يذبح قبل ما ينذبح، هجوم بالسكاكين والمطوات والسيوف..... هجوووووووووم.{nl}بنتفاخر انه أنا راح أربي "س" لأنه ما أعطاني اهتمام في كيف لازم يكون، بنتفاخر بتشويه أي شخص عم ينجح او يعمل بما يجعل المجتمع يحترمه، ممنوع المجتمع يحترم حد غيري، لازم أشوه صور من حولي، هذا أبوه كان جماعة الإدارة المدنية، هذا حرامي، هذا فاسد، هذه المرأة تحوم الشبهات بعلاقاتها، بنطخ على بعض رصاص اجتماعي فتاك، لا يقتل الجسد فقط وإنما الروح، وهون قصدي مش الروح اللي في الجسد، وإنما الروح اللي بتخلينا منتجين او الروح اللي بتخلينا مختلفين عن الحيوانات، يعني بتم قتل روح العطاء، روح الحب، روح الفهم والفكر، روح البناء، روح الأمل، تعرفوا حتى الحيوانات عندها هذه الأرواح!! لكن إحنا نهاجم بعض أكثر من صراع الحيوانات في الغابة؟! أنا آسف بس هذا الواقع الأليم المعاش حالياً بس بمستويات مختلفة.{nl}الموظف ما بحب زميله، الجار متقاتل مع جاره، الأحزاب متقاتلين مع بعض أو/ و متقاتلين داخلياً طحن في بعض، حرب بيانات، تصريحات صحفية، وأكد المسؤول أن ملف معاليه يتم التحقيق فيه، معاليه ينفي ويؤكد أن هذه زمرة خارجة عن القانون يجب محاسبتها، يا عم إنت وياه شو في؟ شوووووووو في؟؟؟ والأهم من هيك يبدأ الكل بالتكتل، أنا ابن الجبهة الفلانية، أنا ابن أكبر عيله في البلد، أنا ابن إمي، يا عم أنا جبهة وإنت وأعضاء تنظيمك ما بتحمل حمل باص 50 راكب والسائق هدية من تنظيم آخر مع الباص، استهدي بالله وما تكركب وضع البلد، صحصح إنت وإياه البلد فيها قانون وراح يمشي على الكبير قبل الصغير، واللي مش عاجبه ينتظر التاريخ لأنه مش راح يتساهل مع أي شخص، وشعبنا واعي ويعلم شو بصير حوليه ولا تستهينوووو في ردات أفعاله اتجاهكم، يعني حبكم على الطاحون.{nl}حرااااام اللي بنسويه في حق حالنا، في أمور أهم لازم انركز عليها، وأهمها العمل، يعني خلينا نركز على عملنا ومنتوجنا قبل كل شيء، نركز على الهدف، يعني خلينا يد وحده في العمل، وهيك ما بنقطع أذرع بعض، المهم العمل للوصول الى الهدف، وعلى سيرة الهدف، لازم ما يكون عندنا مليووووووووون هدف، الهدف واضح، وكمان لازم ما يكون عنا مليوووووووون لاعب، وكمان على كل لاعب أن يلعب في مكانه المحدد وبما هو مختص، يعني اللي بسبح ما بنفع يلعب رماية، واللي بلعب هجوم ما بنفع يلعب حارس مرمى، واللي عامل حاله زعيم ما بنفع يكون قاضي، والشرطي ما بنفع يكون محامي، واللي بتلعب ريشه ما بنفع تلعب جمباز، كل واحد يبدع في مكانه وما يقاتل لأخذ مكان الثاني... سوى سوى يا أولاد.{nl}وكمان الكل مفكر حاله فوق القانون، ليه على راسك ريشة مثلاً؟! وكمان بنصير نحكي أمثال وحكم ومواعظ... اللي بيته من قزاز ما برمي على بيوت الناس حجارة، مين فينا ما بغلط!! خلينا انحط مسطرة متساوية على الجميع، من منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر، الشعب قرف طوشكم ومقاتلاتكم على أمور فاضية.{nl}والأخطر من هيك إعلامنا ما بصدق يسمع خبر مثل هيك، عشان يشعل النار ويولعها كهرباااا، السيد المسؤول متقاتل مع السيد المسؤول الآخر، كتائب أبو نوّاس ضد كتائب المتنبي، الشعب متقاتل مع حاله، حماس متقاتلة مع مصر، وخبر من هون على بهارات من هناك، والطابور الخامس بشتغل وبشيع أخبار، وتبدأ الحرب الإلكترونية كجزء أساسي من المعركة، صور وكلمات وقذف هنا وتشهير هناك، بالنهاية الكل يجند زلمه ضد الآخر، والآخر هو أنا وأنت وليس الآخر كما كان متعارف عليه، وكما قال محمود درويش "بعض الفقهاء يقول رب عدو لك ولدته أمّك". وكمان قال سيد الكلمة" هل كان علينا أن نسقط من علو شاهق ونرى دمنا على أيدينا... لندرك أننا لسنا ملائكة... كما كنّا نظن".{nl}كارثة العلاج في الخارج.. مَن المسؤول؟!{nl}بقلم: عبد الناصر النجار – عن جريدة الايام{nl}قبل عدّة أيام، كان مواطن ثمانيني يطرق باب نقابة الصحافيين باحثاً عن حلٍّ، عقب استجدائه المسؤولين كافة لحلّ المتاهة التي دخل فيها ابنه، مريض القلب، في العاصمة الأردنية.{nl}قصّة المواطن، وهو من العيزرية، بدأت عندما زرع لابنه، في العشرينيات من العمر، جهاز صاعق في القلب لتنظيم ضرباته في مستشفى المقاصد.. ولكن؛ بعد فترة توقف الجهاز عن العمل!.{nl}في المستشفى، أبلغوه أنه ليس لديهم علاج لحالته، وأن العلاج غير متوافر إلاّ في إسرائيل أو الخارج..{nl}قسم التحويلات في الخارج أعطاه التحويلة لمستشفى الأردن بسرعة، لصعوبة الحالة التي تصل إلى حدّ "الوضع الحرج".{nl}المريض نُقِل في سيارة إسعاف (وحدة عناية مكثّفة) إلى معبر الكرامة، ومن هناك في مثيلتها إلى مستشفى الأردن...{nl}يقول المواطن الثمانيني باكياً: وصل ابني إلى مستشفى الأردن، لكنهم رفضوا استقباله.. معللين ذلك بأنهم لن يستقبلوا أية حالة محوَّلَة من السلطة الفلسطينية، لأنها لا تدفع الديون المتراكمة.. ولم يسمحوا لسائق سيارة الإسعاف بإنزاله.. بعد ذلك بدأت الاتصالات بقسم التحويلات في رام الله، الذي غَيّر التحويلة إلى المستشفى التخصصي.. وهناك، وبعد وصوله، رفضوا استقباله للسبب نفسه.. سائق الإسعاف الأردني وجد نفسه في ورطة ولا حلّ لديه.. إلاّ أنه اخترع حلاً كارثياً.. عاد إلى مستشفى الأردن، ولكن ليس إلى باب المرضى، بل إلى باب الطوارئ.. وأنزل المريض دون أن يُعلِمهم مَن هو.. فأصبح المريض مجرّد حالة نُقِلَت بشكل طارئ..!! وفي اللحظة التي وصل فيها أول سرير في الطوارئ تحرّك السائق وغادر بسرعة!.{nl}24 ساعة مرّت والمستشفى يُهدّد برمي المريض خارجاً، حتى لو مات.. لأنهم ليسوا مؤسسة خيرية.. وهددوا برفع الأجهزة عنه خلال ساعات إذا لم تحضر العائلة وتُخرجه من المستشفى!.{nl}عندها اضطررنا، كنقابة صحافيين، أن نبدأ اتصالاتنا مع المسؤولين.. وزير الصحة في جولة، والسكرتيرة ترد بأنه غير موجود الآن.. (طبعاً الوزير الجديد).. وقسم التحويلات يرد بأنه سيحاول إيجاد حل!.{nl}كان الحل الآخر هو عقد مؤتمر صحافي طارئ لكل وسائل الإعلام، وتحميل وزارة الصحة والسلطة المسؤولية عن حياة هذا الشاب، لأن القانون الأساسي يضمن حقّه في العلاج.{nl}بعد ساعات من الاتصال بمجموعة من المستشفيات الأردنية قَبِل مستشفى الحياة استقباله.. ولا ندري إنْ كان هذا المستشفى يملك الإمكانيات لعلاج هذه الحالة، أم أنه سيمكث، حتى حين، على الأجهزة المُنعِشة..!!{nl}قبل أسابيع، استنجد صديق يعالج ابنته من السرطان، وقال: أخرَجَنا مستشفى الأردن وطَلَب منّا العودة إلى فلسطين، لأنه غير مرغوب فينا.. ابنته في العاشرة من عمرها، وتعاني سرطاناً في العظم، وأجريت لها عملية جراحية [قصّ جزء من الرجل]، حُوّلت لاستكمال العلاج في إحدى المستشفيات المحلية.. ولكن الرجل يقول: هناك فرق شاسع.. ليست هذه الحالة وإنما كل حالات السرطان المُحوَّلة إلى مستشفى الأردن تم إخراجها.. وهي الآن حائرة ماذا تفعل؟!! بعضها حُوِّل إلى مستشفى بيت جالا... والشكاوى أكثر مما تُحصى.. وهناك قصص تقشعر لها الأبدان!.{nl}القصة الأخيرة، هي لرجل في الأربعينات من عمره، مُصاب بالسرطان، متعطّل عن العمل.. ابنه مصاب انتفاضة، ولا معيل لهما.. تم تحويله إلى مستشفى الأردن، وهو يتعاطى جرعات الكيماوي.. حظّه العاثر أدى إلى إخراجه من المستشفى الأردني في ظل عمليات الطرد الجماعي للمرضى الفلسطينيين.. عاد إلى قريته قبل عشرة أيام، كان موعد الجرعة الكيماوية وهي غير متوافرة سوى في إسرائيل والأردن ومستشفى المطلع، كما قيل له.. حُوِّل إلى مستشفى المطلع.. سلطات الاحتلال رفضت منحه تصريحاً.. حاولنا الضغط كنقابة صحافيين.. لم نتمكن من إصدار التصريح له بحجة أنه خطير على الأمن الإسرائيلي!! الرجل اضطر إلى الاستدانة وعاد إلى مستشفى الأردن وأخذ الجرعة، بعد أن دفع.. ولكن، له جرعة بعد عشرة أيام.. يناشد الآن كل المسؤولين إيجاد حلّ له، حتى لا يذهب علاجه السابق أدراج الرياح..!!{nl}معالي وزير الصحة.. وكل المسؤولين، بمن فيهم أنا، ماذا لو كان هذا المريض هو ابنكم أو ابني أو ابن مسؤول مهم.. هل كان سيلاقي مصير الإهمال والموت البطيء؟!.{nl}الشهداء يعودون الآن{nl} بقلم: عيسى قراقع – عن وكالة معا{nl}واحد وتسعون شهيدا يعودون الآن من الغياب القسري، يخرجون من سجون المقابر السرية ويتحررون من النسيان، يلملمون عظامهم وذكرياتهم ويكتملون في عرسهم الذي تأخر منذ أن خرجوا وتمزقوا في زفاف الكون.{nl}الشهداء يعودون الآن، يحملون على الأكتاف كطيور استعادت غنائها وأجنحتها وواصلت الطيران، وفي كل مدينة ومخيم وقرية سماء وصلاة، ولأول مرة يلتقي المكان والزمان في توقيت الشهداء بلقاء الموت مع الحياة.{nl}حملوا أسماءهم وتركوا الأرقام الباهتة خلفهم على السياج، نفضوا التراب صاعدين إلى شواهدهم وحدائقهم بين الورد والآيات وصوت الآذان.{nl}فلسطين الآن تتسع، أرواح ترتدي ملابسها الأولى، يفتحون الوصايا وقد اختلط الرذاذ بدموعنا ونحن نقرأ: شهيد مات في عيد ميلاده، وآخر قبل الفجر وبعد الصرخة، دون أن تودعه أمه، وشهيد قال لطفله سأعود بالحلوى، واختفى في السحاب.{nl}الشهداء يعودون، تحرروا من المؤبد، استدعوا البعيد إلى القريب، وجعلوا ما ليس مرئيا، مرئيا، تحركوا من صورهم عن الجدار ومشوا في الشوارع كأن الموت لم يوجعهم، بل أوجع الأحياء المنتظرين، وأوجع دولة لا زالت تخاف ممن تحت التراب، وتبقى خائفة لمن صاروا حلما لمن بعدهم في الحياة.{nl}خرجوا من أجسادهم وتذكروا كل شيء: إعدامهم بعد الاعتقال، سرقة أعضاءهم والمتاجرة بها، دفنهم على مسافة قريبة من الأرض معرضة لنهش الحيوانات الضارة والانجراف في سيول الشتاء، إخفاء الجريمة بتذويب اجسامهم سنوات طويلة كي تتحلل الحقيقة وتموت في ذرات.{nl}الشهداء يعودون الآن، يرممون غدنا الآتي ، وليس في توابيتهم سوى مصحف، وقميص مزقته الرصاصات، وصوت نداء محشور وصرخة منهوبة هامت وحامت وقامت إلى لا مستقر.{nl}يعرفوننا واحدا واحدا، هنا كنا قبل الجدار، وهنا صرنا بعد الجدار، هنا قرية مسحت بالجرافة، وأرض خطفتها مستوطنة وهنا سقط الحلم تحت جنازير الدبابة وهناك دم يشع فوق شجرة مباركة تحتها ماء وفوقها ماء.{nl}ماتوا ولم ينفتح الباب، بقوا مع الموت وحيدين، لم ينقذهم القانون الدولي ولا شريعة السماء وحقوق الإنسان، ويا لها من مفارقة، اليوم نعلن موتهم من جديد، ويا له من حب يزف النعي للنعي، نقدم التهنئة بمن ولدوا في هذه الساعات، ونقدم العزاء لمن ماتوا في هذه الساعات.{nl}الشهداء يعودون، الضحية تلملم دمها وتشير إلى قراصنة يعاقبون الموتى بعد الموت، يسرقون أعضاء أجسادهم، ويحرمونهم من قبر لائق ومن قراءة الفاتحة، ويشيرون إلى من تبقى خلفهم محتجزين في العتمة القاسية، يدقون فينا وجع الذاكرة.{nl}الشهداء يعودون الآن، وقد تألموا طويلا في حفرهم الفردية والجماعية، حاولوا كثيرا أن يرفعوا أجسادهم إلى مستوى الانتباه، قاوموا الأبدية الخالية من المطر والضوء والملائكة حتى لا تنقص أجسادهم وتفر ملامحهم من الصور.{nl}الشهداء يعودون إلى وطنهم والى الجنازة المهيبة، ملح وورد وزغاريد في مشهد يجسد رواية الفلسطيني الذي يعود ميتا ويعود حيا إلى هنا، إلى الأرض التي طفحت بالشهداء، ليلقون سؤال الحياة على الأحياء الباقين المأسورين في غموض المسافات، نحتفل بالميت لأن الموت تليه حياة، وراء الموت قاتل وسجان ومن أعدم القتيل بقرار رسمي ، وخبأ الجريمة ودفن صوت الضحية ليخفي البراهين ورائحة الحنين في ليل المقابر المسيجة بالظلام.{nl}السماء في رام الله انخفضت احتراما لكرامة الشهداء، عناق بين البشر وأرواحهم لأول مرة في ساحة المقاطعة حيث يركض ضريح أبو عمار، صارت الحياة هي وعي الموت والتحرر من قيود الزمن، وتبدأ الصلاة.{nl}لقاء الشهداء ، وداع بالدموع{nl}بقلم: د.مازن صافي – عن وكالة معا{nl}لحظات من الدموع ، لحظات من الوجوم ، لحظات من الانتظار ، وحكايات تأخذنا الى البعيد حيث الحكاية الأولى والخبر الأول .. الجرح يفتح مرة ثانية ، الأهل والجماهير تودع الابن أو الأخ أو الزوج المقاتل .. الأصدقاء يودعون أصدقاءهم والرفاق يحضون رفات رفاقهم .. لحظة اللقاء ووصول الجثامين كانت لحظات لا توصف بحروف أو بريشة شاعر أو رسمة فنان .. الحدث أكبر منا جميعا .. حدث خليط بين الحزن والانتصار .. دموع تترقرق في الأعين ما لبثت أن انفجرت بكاء حارا وتكبيرات الله أكبر تغطي المكان .. المشهد وطني شامل .. الكل انخرطوا في عملية اللقاء والوداع وبداية رواية الحكايات من جديد .. الأطفال كبروا حملوا الجثمان الطاهر أو ما تبقى منه .. مشهد إنساني فريد يدلل على عنجهية وبشاعة الاحتلال وفي المقابل عدالة وبطولة الإنسان الفلسطيني .. كل جثمان له اسم وكل اسم له حكاية وكل حكاية اسمها التضحية بالجسد للوطن ليعلو الوطن عزيزا كريما حرا .. قدرنا أن نعيش فوق هذه الأرض ، قدرنا أن نكون فلسطينيين ، نحن نفخر بذلك كما نفخر بكل الشهداء أبطال العمليات الاستشهادية والبطولية التي شكلت لنا متحفا ثوريا وإرثا نقرؤه على أطفالنا وشبابنا وحضورنا وجلساتنا لأنه يمثل لنا العنوان والطريق الحقيقي إلى فلسطين .. اكتشفنا بالأمس أن مدن الوطن تهيأت لهذه المراسيم ولهذا الاستقبال المهيب .. شوارع الوطن في الضفة وفي غزة تهيأت بجماهيرها ووحدتنا لتمارس الوداع على طريقتها .. الجماهير أقسمت بدماء هؤلاء الشهداء " قسما لن ننساكم " ..{nl}هذا الرفات يحملِّنا أمانة في أعناقنا وأعناق أجيالنا .. أمانة كبيرة وهي أن نتوحد لأجل الوطن ولأجل هذه الدماء الزكية الطاهرة .. لقد مضوا وبكل إباء وشموخ على درب العزة والكرامة والشموع ونالوا الشهادة وها هم اليوم ينالوا أيضا النصر .. عادوا لكي يعيدوا قراءة الرسالة الأولى : " لأجل حرية الوطن ترخص أرواحنا وتفنى أجسادنا " .. نقول اليوم للكل الفلسطيني نحن أخوة في الدم وفي المصير وفي الحلم بتحرير الأرض وإقامة دولتنا المستقلة .. عودة الرفات والجثامين تعني انتصارنا في الحرب المعنوية .. انتصرنا اليوم لأن الكل خرج لاستقبال أبطالنا .. هناك الكثير الكثير من الحديث عن كل شهيد وشهيدة على امتداد الوطن .. اليوم 91 حكاية بل حكايات وستتوالى الحكايات وتاريخنا مليء بكل هذه الحكايات ، حكاية شعب وقضية وصمود وثورة وقرار .. إن الكتابة عن بطولة ورثاء كل شهيد لا تكفيه صفحات .. كل منهم موجود في كل صفحة من تاريخنا وموجود في أيامنا وفي فخرنا بهم واعتزازنا بدمائهم الزكية .. هذا هو الشعب العظيم يصنع التاريخ والمجد ويقدم الدماء لنحيا بكرامة ولتستمر الثورة ويعلو شأن الوطن ..{nl}لهؤلاء جميعا الذين قدموا دروس التحدي وعمق الانتماء للوطن والشعب ولمن سيأتون خلال الأيام القادمة ننحني أمامهم إجلالا وإكبارا وخشوعا .. لهم المجد كل المجد .. لهم محبتنا ودموعنا والذكرى الخالدة .. ولنقدم لهم وحدتنا الفلسطينية هدية للوطن كل الوطن.<hr>