المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أقلام وآراء محلي 5



Haidar
2012-01-05, 10:41 AM
أقلام وآراء{nl}(5){nl}في هذا الملف{nl}القدس في خطر:إنها لحظة القدس.. علينا الإمساك بها سريعاً{nl}بقلم: أحمد قريع، عن جريدة القدس{nl}لماذا هذا الهجوم على مناهضة التطبيع ..؟؟{nl}بقلم: راسم عبيدات، عن جريدة القدس{nl}"قف وفكر" 1917 – 2011؟{nl}بقلم: حسن البطل، عن جريدة الايام{nl}عن كسب الوقت والعزلة وبناء الجدران{nl}بقلم: طلال عوكل، عن جريدة الايام{nl}تحولات حركة حماس باتجاه الشرعية{nl}بقلم: حمادة فراعنة، عن جريدة الايام{nl}ماذا حقق اجتماع عمّان؟{nl}بقلم: د. عبد المجيد سويلم، عن جريدة الايام{nl}إن لم تحفظوها فلن تحفظكم{nl}بقلم: ليانة بدر، عن جريدة الايام{nl}عقور الساحة الفلسطينية{nl}بقلم: عادل عبد الرحمن، عن جريدة الحياة{nl}علامات على الطريق - حماية التوافق الوطني!!!{nl}بقلم: يحيى رباح، عن جريدة الحياة{nl}على ارصفة الانطلاقة ....{nl}بقلم: يونس العموري، عن وكالة معا{nl}استيطان بلا حدود{nl}بقلم: أ. منذر المحتسب، عن وكالة معا{nl}اللقاء الفلسطيني-الاسرائيلي الجديد!{nl}بقلم: حيدر عيد، عن وكالة معا{nl}القدس في خطر:إنها لحظة القدس.. علينا الإمساك بها سريعاً{nl}بقلم: أحمد قريع، عن جريدة القدس{nl}تزداد يوماً بعد يوم حدة الهجمة الإسرائيلية الاستيطانية العنصرية على القدس أرضاً وشعباً، تراثاً وحضارة، تاريخاً وثقافة، بهدف تهويدها وأسرلتها، وتزوير تاريخها وانتزاع روحها.{nl}يحدث هذا السعار الاستيطاني غير المسبوق في كل حي من أحياء المدينة المقدسة، وفي كل قرية من قراها، وفي كل شارع من شوارعها، بل وفي كل بناية من بناياتها وفي كل مسكن من مساكنها، بكل الوسائل والإمكانيات.{nl}وفوق ذلك كله تواصل إسرائيل سياسة إرهاب الدولة لترويع المقدسيين وتضييق سبل العيش عليهم، لدفعهم من ثم ودفع مؤسساتهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية لمغادرة المدينة المقدسة إلى رام الله، أو إلى مدن وقرى الجوار تقع خارج نطاق القدس الأسيرة والمحاصرة.{nl}ولتنفيذ مخططاتها هذه تمارس سلطات الاحتلال الاستيطاني الإسرائيلي كافة الوسائل والسبل والأساليب، بما في ذلك سياسة المصادرة، والتهديد وهدم المنازل، والقمع والقتل والسجن والاعتقال والإبعاد، فضلاً عن فرض الضرائب، وضرائب الارنونا والغرامات، وذلك للاستيلاء على الأرض والممتلكات، وبناء المستوطنات والتوسع فيها وبناء المعابر الدولية على جميع مداخلها، وإقامة جدار الفصل العنصري حول القدس، تمهيداً لعزلها كمقدمة لضمها والاستيلاء عليها.{nl}ويترافق مع كل هذه السياسات والممارسات الجائرة، عدوان سافر من غلاة المستوطنين والمتطرفين، خصوصاً على المسجد الأقصى والبلدة القديمة وقرية سلوان ورأس العمود والشيخ جراح ووادي الجوز لهدم المنازل وتغيير المعالم والمصادرة وتكثيف الاستيطان والبؤر الاستيطانية، ومن ثم إقامة ما يسمونه "الحوض المقدس". وآخر الادعاءات التي صدرت عن وزارة الخارجية الاسرائيلية والتي هي بمثابة الدعوة لحرب دينية، هي وقاحة التشكيك بحقيقة الأسراء والمعراج ويدعون أن المسجد الاقصى لم يكن قائماً قبل الاسراء.{nl}يضعنا هذا الاستهداف الإسرائيلي الممنهج لكل من الإنسان والشجر والحجر والمقدسات في القدس، وهذا السعي المحموم لإخراج الكتل البشرية الفلسطينية من حاضرة القدس وزيادة عدد المستوطنين فيها للإخلال بالواقع الجغرافي والديمغرافي للمدينة المقدسة (كما حدث مع مخيم شعفاط وسميراميس وكفر عقب، وضاحية البريد والرام، وقرى شمال غرب القدس، وقرى شرق القدس، ومنطقة معاليه أودميم و"E1) وغيرها، ناهيك عن القوانين العنصرية التي تناقش في الكنيست الإسرائيلي، نقول إن هذا الاستهداف المركز يضعنا نحن المخاطبين به جميعاً، فلسطينيين، عرباً ومسلمين، وجهاً لوجه مع هذا الذي يجري في مدينة القدس تحت أنوفنا، وعلى مرأى قوم كأنما أغشيت منهم الأبصار، فيما النداء الصادر من قبل المدينة المقدسة المحاصرة الأسيرة يطبق الآفاق، ولا من مجيب هنا أو هناك.{nl}فهل تاهت فينا الرؤية، وتآكل الحس بالمسؤولية، وبات فيه الألم والهوان، والاتكال على اللاشيء يتصدر المشهد، فيما الحرائق تنتقل من عتبة الدار إلى غرفة النوم، والقوم على حالهم سادرون في النقاش القديم حول جنس الملائكة، بعيداً عن المخاطر الداهمة، نتلهى عن المخاطر التي تتهدد المدينة المقدسة بفرك اليدين تارة، وبتكرار التعاويذ تارة، لعل الأخطار المحدقة بنا تذهب هكذا من تلقاء نفسها في اللحظة الأخيرة. مع أن الخطب الذي بدأ كبيراً يكبر أكثر فأكثر مع مرور الوقت، والخطر الذي كان داهماً من الوهلة الأولى يواصل هجومه الضاري مع كل طالع شمس جديدة.{nl}بكلام آخر، فإن القدس التي أفردنا لها أبلغ الكلام، وأهرقنا في سبيلها حبراً غزيراً، واحتفظنا بها في خزائن الذاكرة طويلاً، تدخل الآن في مرحلة الخطر الأكيد، تكاد أن تطمس فيها صفة القدس العربية الاسلامية المسيحية المعروفة، تستباح جهاراً نهاراً على قارعة رصيف يمر عليه أشقاء لا يأبهون، وأبناء عمومة لاهون، وجمع غفير من العشاق السابقون، كل يشيح ببصره، ويضع سبابتيه في أذنيه، في مشهد لا يصدقه عاقل ولا مجنون.{nl}نحن اليوم في خضم هجمة إسرائيلية لا تذر، تطال روح القدس، تحاصر ما تبقى من نبض ضئيل في قلبها المتعب، تستأصل شأفة الحياة من جسمها العليل، هجمة ترقى إلى مستوى عملية تطهير عنصري، من وزن جرائم حرب، أو جرائم ضد الإنسانية، إلى مستوى جريمة الإبادة العنصرية المرعبة، وذلك نظراً لشدة المقارفات المنهجية الجارية ضد حاضر هذه المدينة، وضد مستقبلها في المدى المنظور.{nl}ليس الوقت وقت قرع الجرس الذي لم يعد له رنين، وإطلاق صرخة بلا رجع في واد سحيق. بل هو على العكس من ذلك كله، هذا هو الأوان الملائم للنفير، إنها اللحظة المواتية لإعادة الكر من جديد، إنها لحظة القدس التي علينا الإمساك بها بيدين قويتين قبل أن تذهب سدى وتضيع في زحمة الآجال المؤجلة والمواعيد التي لا تأتي أبداً.{nl}ما أود قوله بكل إيمان وثقة ودون مراء وبلا أي انفعال وبلا تردد، علينا الانتقال عاجلاً لا آجلاً من حالة الدفاع المتهافت عن القدس، إلى وضعية الهجوم المنسق جيداً، المتتابع المراحل، المتراكم النتائج، في كل ما يتصل بحاضر المدينة المقدسة، ويخص هويتها الحضارية، ومكانتها الدينية، وإرثها الإسلامي، ومركزها التاريخي، وموضعها الوجداني في قلوب وعقول ملايين العرب والمسلمين والمسيحيين كافة، جاعلين مما يجري في القدس عنوان كفاح شعبي دبلوماسي سياسي اجتماعي اقتصادي، شديد التركيز.{nl}علينا أن نكف عن اللعب الحذر على خطوط التماس، والجري بلا طائل على أطراف الملعب الفسيح، مرة باللوم والتلاوم وأخرى بإلقاء المسؤولية على هذه المرجعية التي لا تعمل إلى تلك التي لا تعمل كذلك، علينا الاستدارة بالكامل من حالة الدفاع إلى حالة الهجوم بدءاً بأنفسنا وتقويم أعمالنا في القدس ومن أجلها إدارة وصموداً ودعماً وكفاحاً لنتمكن من التقدم، والاشتباك المخطط مسبقاً أمام المرمى، وأن نحسن عندها التسديد، وتسجيل النقاط الثمينة في مباراة تكون فيها القدس أو لا تكون، ونعود في نهايتها أهلاً لهذه المنازلة الكبرى، ولهذه المدينة العظيمة المقدسة.{nl}إذ بالرغم من مركزيتها الشديدة لنا نحن الفلسطينيون، فإن القدس في واقع الأمر ليست مجرد مدينة فلسطينية هامة جداً وباذخة، ولا هي فقط العاصمة التي لا عاصمة غيرها لدولة فلسطينية مستقلة، بل هي فوق ذلك كله حاضرة عربية إسلامية ذات قداسة لا تعادلها سوى مكة والمدينة، مدينة لا يختلف عربيان اثنان على أزلية عروبتها، ولا يتجادل مسلمان أو مسيحيان في مشارق الأرض ومغاربها على هويتها الخالدة خلود الرسالة المحمدية، ورسالة سيدنا المسيح عليه السلام وجميع الرسل والأنبياء.{nl}على هذه الخلفية العريضة عرض السماوات والأرض، ينبغي لنا أن نعيد قراءة اللحظة المقدسية النازفة، على نحو يعيد إنتاج مدخلاتها وتبعاتها، كمسؤولية تشترك في حمل أوزارها الثقيلة أكتاف ملايين المخاطبين بهذه اللحظة قبل أن تتسلل من بين أيدينا وتضيع، كما ينبغي لنا أيضاً أن نعيد موضعتها في قلب جدول أعمال الدول والحكومات والبرلمانات والأحزاب وسائر القوى الاجتماعية، المتدافعة في هذه الآونة التاريخية النادرة، لجلاء صورة عربية جديدة، واستنهاض طاقات جماهيرية كامنة، على إيقاع الربيع الديمقراطي العربي المبشر بزمن جديد.{nl}وهكذا، فإن ما أود طرحه على الرأي العام الفلسطيني، ووضعه بين يدي الفصائل والقوى والنخب السياسية وقوى المجتمع المدني، هو القيام بمساعٍ رسمية وشعبية في آن معاً، قوامها مبادرة هجومية لا يشوبها الارتباك، لإعلان مدينة القدس عاصمة دولة فلسطين في الوقت ذاته، بمثابة العاصمة السياسية الرمزية والدينية والثقافية للأمة العربية، وفي الوقت ذاته إعلان القدس كعاصمة روحية للأمة الإسلامية، على أن يتم عرضه وإقراره على مستوى وزراء الخارجية في كل من الدول العربية والإسلامية، لتتحمل مسؤولياتها السياسية والدينية والأخلاقية والمالية والاقتصادية والنضالية تجاه المدينة المقدسة وحمايتها من هذه الهجمة الإسرائيلية العدوانية الشرسة الخطيرة فعلاً.{nl}ذلك أن هذين الإعلانين من شأنهما أن يقدما رداً سياسياً على إدعاءات وزارة الخارجية الإسرائيلية حول مكانة المسجد الأقصى عند المسلمين، ومن شأنها أن تشكل كذلك رداً سياسياً يعادل التوجه الإسرائيلي بإعلان القدس عاصمة للشعب اليهودي، وينطويان في الوقت ذاته على سلسلة من المسؤوليات المترتبة، تلقائياً، على عاتق نحو سبع وخمسين دولة تشكل في مجموعها مجموعة من أكبر المجموعات الدولية، مسؤوليات من طبيعة عملية ملموسة، ليس أولها وجوب تعزيز خط الدفاع الأول عن المدينة ودعم صمودهم، وهم أهلها، وإنما كذلك القيام بحملة دبلوماسية واسعة النطاق لكبح جماح عملية تهويد المدينة المقدسة وأسرلتها، ومنع عمليات التطهير العرقي وسرقة هويتها، وبالتالي نقلها إلى الأولوية الأولى على جدول الاهتمامات العربية والإسلامية.{nl}ولا تتوقف هذه الرؤية الهجومية عند حدود طرح قضية القدس على المرجعيات العربية والإسلامية فقط، وإنما تتعدى ذلك إلى بسطها بين يدي البرلمانات العربية المدعوة بدورها إلى اتخاذ مقررات مماثلة، ووضعها موضع اهتمام قوى الحراك العربي في مسيراته واعتصاماته شبه اليومية، كقضية لا يمكن إسقاطها من حساب الشعوب العربية الساعية إلى نيل حرياتها وديمقراطياتها وكراماتها، خصوصاً عندما تمسك هذه الشعوب بمصيرها كاملاًً، وتعاود عما قريب تنظيم سلم اهتماماتها الوطنية والقومية.{nl}إنني وأنا أدعو إلى مثل هذه المبادرة الهجومية، التي ينبغي إسنادها بحراك جماهيري فلسطيني، وبخطة عمل مدروسة جيداً، وممولة على نحو أجود، للدفاع عن مدينة القدس ودعم صمود أهلها، سواء أكان ذلك من جانب السلطة الوطنية أو من جانب سائر الفعاليات الاقتصادية الفلسطينية أو الدول والحكومات والمنظمات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني العربية والإسلامية، فإنني آمل أن تنال هذه المبادرة ما تستحقه من نقاش جماهيري، ومن اهتمام رسمي، لعلنا نتمكن في ربع الساعة الأخير من زمن المعركة الجارية على حاضر القدس ومستقبلها، من استرداد الزمام في هذه اللحظة التي أسميها لحظة القدس بامتياز.{nl}على هذه الخلفية، فإنه يمكن اعتبار قرار اللجنة التنفيذية الأخير حول القدس، الذي يدعو إلى تعزيز الصمود والمواجهة الشعبية والتوجه إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة وتوحيد المرجعيات الفلسطينية، قراراً جاء في وقته المناسب، على أن يتم ترجمته في جملة من الخطوات العملية الملموسة، الآن الآن وليس غداً أو بعد غد.{nl}-فهل من مجيب.{nl}-اللهم قد بلغت اللهم فأشهد.{nl}لماذا هذا الهجوم على مناهضة التطبيع ..؟؟{nl}بقلم: راسم عبيدات، عن جريدة القدس{nl}...في أعقاب قيام قوى وفعاليات مقدسية بالتصدي لأنشطة تطبيعية وإفشالها،والتي كان من المقرر لها ان تجري في مدن القدس وبيت لحم وحيفا،انبرت أقلام وسلت سيوف وبحت حناجر تهاجم وتصف من قاموا بهذا العمل"الأرعن" بأنهم" يريدون "تخريب الانجازات" المتحققة على صعيد استقطاب "المؤمنين بالسلام وبحقوق الشعب الفلسطيني من الطرف الإسرائيلي"، والبعض حاول أن يفلسف الأمور ويستحضر كل التاريخ والمواقف، حتى التقول على الرئيس الراحل ابو عمار بأنه فتح الباب لكونفدرالية فلسطينية- إسرائيلية، ولا احد ضد أن يكون هناك كونفدراليات، ولكن تلك الكونفدراليات،ما نعرفه،بأنها حقوق سيادية لدول لها حدودها وسيطرة على أراضيها ومواردها وسكانها، وإنا لا اعرف كيف سيكون هناك كونفدرالية بين حكومة احتلال مغرقة في العنصرية والتطرف وبين شعب يرزح تحت نير الاحتلال بكل تمظهراته العسكرية والاقتصادية والأمنية؟ فأي كونفدرالية هذه التي ينظرون لها"؟ وإصرار البعض على عقد مثل تلك اللقاءات التطبيعية في إحدى المستوطنات المقامة على أرض شعبنا المحتلة، مستوطنة أريئيل، وبرعاية جامعة أريئيل، ولذلك مطلوب من اللجنة التنفيذية والسلطة الفلسطينية وكل فصائل شعبنا ومؤسساته أن ترفع الغطاء عن هؤلاء، فالتطبيع ليس وجهة نظر، وان تسارع الى اتخاذ موقف صريح وواضح من مثل هذه الأنشطة واللقاءات التطبيعية المشوهة لنضالاتنا وتضحياتنا.{nl}نحن لم نفقد البوصلة ولا اتزاننا ولا توازننا ونميز جيداً وبوضوح بين الأنشطة التطبيعية والأنشطة التضامنية التي تقوم بها قوى وحركات إسرائيلية للتعبير عن موقفها في رفض وإدانات ممارسات الاحتلال، وان كانت تلك القوى هامشية وتتجه نحو الضمور والتلاشي، وأغلبها لا تعترف حتى بالحقوق الدنيا للشعب الفلسطيني – دولة فلسطينية في حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس، وبالتالي نحن في هذا الإطار لا نقف ضد أي نشاط أو عمل تقوم به قوة أو حركة إسرائيلية تبادر لرفض وإدانة ممارسات الاحتلال، ولكن البعض يريد أن يستغل هذه النافذة هنا، لكي يلتف على الموقف الوطني من أجل ان يفلسف الأمور ويبرر لنفسه او لمجموعته او مؤسسته القيام بالأنشطة واللقاءات التطبيعية، وأغلب تلك الأنشطة هي لتحقيق مكاسب ومنافع شخصية ونوع من الدعاية بأن هناك " تعايش وسلام ووئام "بين شعبنا والإسرائيليين، مثل الأنشطة الرياضية المشتركة والثقافية والأكاديمية والحوارية على المستوى الشبابي والنسوي والسياسي وغيره، وهذا "البزنس" الضار، اولا عدا عن ما يلحقة بقضيتنا وهويتنا وثقافتنا ووعينا من ضرر، فهذه الأنشطة تبييض لصفحة الاحتلال على المستوى العالمي وإخراجه من دائرة عزلته المتنامية عالمياً بسبب ممارساته القمعية والعنصرية.{nl}والبعض يخلط عن عمد ويميع التخوم والحدود والفواصل ما بين التطبيع والتضامن، فهو يريد ان يترجم أفكاره وقناعاته ويجربها ويختبرها على ارض الواقع، بدون أي مساءلة او محاسبة حتى لو كانت متعارضة ومتناقضة مع الموقف الوطني، ويريد ان يثير من حوله الصخب والضجيج والببروغندا، وهنا يجب ان يكون واضحاً بأن حل هذه الإشكالية منوط بموقف سياسي حازم من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، برفض كل أشكال التطبيع وبمختلف مسمياتها مع دولة الاحتلال وعلى كل المستويات، وبرأي أن عقد مؤتمر وطني لمناهضة التطبيع غير قادر على حل هذه الإشكالية، وليس من شأنه خلق موقف جمعي شعبي ورسمي وحتى فصائلي من قضية التطبيع،ولكن قد يكون هذا المؤتمر قادر على إيجاد حالة توافقية فلسطينية، ثوابت وخطوط حمراء ومرجعيات واضحة ومحددة من ولما لهذه القضية الهامة والخطيرة من تداعيات ذات تأثيرات عميقة تطال الوعي والثقافة والوجود الفلسطيني، نحن ندرك جيداً أن الساحة الفلسطينية منقسمة سياسياً ومنفصلة جغرافيا، وهذا له تداعياته ومخاطره لجهة موقف متطابق من هذه القضية، فصحيح أن المفاهيم من هذه القضية الجوهرية مختلطة باختلاف المواقف والمنطلقات والمصالح، ولكن ما هو صحيح ومهم ان العامل الحاسم في هذه القضية المفصلية والجوهرية هو الناس والجماهير التي تحتاج الى التواجد معها وبينها من اجل فصل موقفها عن موقف السلطة وأحزاب التطبيع، فالسلطة المكبلة بالاتفاقيات السياسية والاقتصادية والأمنية هي "بلدوزر" التطبيع الممنهج، والأحزاب والقوى السياسية الفلسطينية بمختلف الوان طيفها السياسي، موقفها من هذه القضية فيه الكثير من البهوت والرجرجة وعدم الوضوح والجدية، أي مناهضة التطبيع في أوساطها،ما زالت على شكل جنين يحبو، ويبقى من السهل تفريغه من محتواه.{nl}وقبل ان نتحدث عن الشكل الأخطر من إشكال التطبيع هل هو التطبيع السياسي؟ أم التطبيع الثقافي؟ أم التطبيع الأمني؟ أم غيره من إشكال التطبيع الأخرى، وبغض النظر عن صوابية وجهة النظر هذه وتلك،يتوجب علينا حتى نحسم الموقف وننحاز لهذه الرؤيا او تلك،ان نحدد مفهوم التطبيع ومخاطره ومظاهره وما هي الاستراتيجيات أو الرؤى التي يجب استخدامها في مناهضة التطبيع، وأيضا بسبب حالة التوهان والانفلات التطبيعي واختلاط المفاهيم الوطنية، غابت المرجعيات، بل وأصبحت الساحة الفلسطينية أقرب الى السوق "والبزنس" الكل يتاجر يشتري ويبيع لمصالحه وحسابه الخاص بلا ضوابط وبلا مرجعيات، يختلق الحجج والذرائع لممارساته وانتهاكه السافر للثوابت والخطوط الحمراء ويغلف ذلك بالمصالح العليا للشعب الفلسطيني، بحيث أضحى التنسيق الأمني يدخل في صلب تلك المصالح.{nl}واستناداً لذلك فأنني أعرف التطبيع بالمفهوم العام مع الاحتلال الإسرائيلي والذي بدأ الحديث عنه مع توقيع اتفاقيات كامب ديفيد عام 1979 هو "إقامة علاقات سياسية، اقتصادية، ثقافية، واجتماعية وأكاديمية طبيعية بين الدول العربية وإسرائيل قبل تحقيق السلام الشامل والعادل، وبالتالي فإن التطبيع مع إسرائيل يعني قيام علاقات طبيعية في واقع وشروط غير طبيعية.{nl}ومن الهام جداً القول بأن التطبيع مع إسرائيل بعد أوسلو، قد اختلف بشكل كبير جداً عن مرحلة ما قبل أوسلو،فأسلو كبل الجانب الفلسطيني بالكثير من القيود السياسية والاقتصادية والأمنية على وجه الخصوص،فعلى سبيل المثال لا الحصر، يحظر على الطرف الفلسطيني القول العدو الإسرائيلي، واستبدال ذلك بالطرف الآخر، ووصلت الامور الى ان الاسرائيليين اتهموا الرئيس عباس بالتحريض ودعم "الإرهاب" والمقصود المقاومة، وذلك لكونه وافق على إطلاق اسم الشهيدة دلال المغربي على أحد الميادين في رام الله، والتقى الأسرى المحررين في تركيا ،وكذلك في الجغرافيا الفلسطينية، يحظر على الفلسطينيين في منهاجهم الدراسي، القول بأن مدن عكا ويافا واللد والرملة وغيرها من مدن الداخل الفلسطيني مدن فلسطينية، كما أن اتفاقية باريس الاقتصادي، تلزم الطرف الفلسطيني بإقامة المشاريع الاقتصادية المشتركة،وكذلك إقامة علاقات بين المؤسسات والاتحادات الشعبية الفلسطينية والإسرائيلية وغيرها.{nl}ان الداعين إلى التطبيع مع إسرائيل عرب وفلسطينيين، ينطلقون في دعوتهم بأنه علينا أن نكون "واقعين وعقلانيين" وأن نتعامل مع الواقع، وأنا أرى أن مرد ذلك يعود الى ثقافة الهزيمة، ثقافة الاستسلام والتسليم بالأمر الواقع.{nl}اذاً التطبيع هنا يصبح آلية سياسية وثقافية واقتصادية تستهدف القفز عن الجذور والأسباب التاريخية للصراع وأيضاً التعامل مع نتائج الأمر الواقع باعتبارها معطيات طبيعية، بمعنى تكريس نتائج الحروب العدوانية الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني والأمة العربية والقبول بتلك النتائج باعتبارها حقوق إسرائيلية مكتسبة.{nl}ولعل أخطر ما تحمله وتهدف إليه سياسة وثقافة التطبيع هو فرض التعامل مع إسرائيل كدولة طبيعية وكأن الصراع معها انتهى، وهذا جوهر ما قامت عليه خطة الرئيس الأمريكي "أوباما" وقف الاستيطان مقابل التطبيع الشامل مع العالم العربي، أي تشريع وتكريس الاحتلال وتأبيده، وأبعد من ذلك توفير الغطاء السياسي والثقافي لذلك الاحتلال ، ونزع الأبعاد السياسية والثقافية والأخلاقية عن شرعية النضال الفلسطيني لإنهاء الاحتلال.{nl}ومن هنا فإنني أجد المبادرة، لعقد مؤتمر وطني مناهض للتطبيع ، مبادرة على درجة عالية من الأهمية،لما لقضية التطبيع من أهمية وخطورة وتداعيات على الوعي والثقافة والوجود والمشروع الوطني الفلسطيني، على كل القوى السياسية الفلسطينية وطنية وإسلامية، أن تشارك في هذا المؤتمر بفاعلية ، من أجل تحديد المرجعيات والاتفاق على أشكال النضال لمواجهة التطبيع ومهام العمل التي يجب الاتفاق عليها والتي تخدم حقوق الشعب الفلسطيني والمرتبطة بهذا الصراع، وكذلك تحديد مظاهر التطبيع من أجل العمل على مواجهتها ورسم استراتيجيات العمل لمناهضة التطبيع على المستويات الفلسطينية والعربية والدولية.{nl}"قف وفكر" 1917 – 2011؟{nl}بقلم: حسن البطل، عن جريدة الايام{nl}فتشت في صحف الأمس، فلم أجد "معلومة" من مصدر شبه مطلع على محادثات-لقاءات-اجتماعات عمان. سألت مصدراً آخر شبه مطلع فأثني على "المعلومة" التي تقول: واشنطن طلبت من الرئاسة الفلسطينية تحديد مهلة 27 الجاري بمهلة مثلها، أي ثلاثة شهور.{nl}ربما عليّ أن أسعى وراء "المعلومة"، في ضوء أخبار الصحف الفلسطينية أمس، وربما عليّ أن "أتشاءل" قليلاً، لا لسبب، بل لأن الآجال والمهل المضروبة من حضرة البيت الأبيض كانت تتحدث عن سنوات (2005 و2008) ثم عن سنة (2011).. والآن عن شهور معدودات. زميل سابق في "الايام" تهكم على جولة مفاوضات (لنقل مفاوضات) عمان، بالقول أن عشرين سنة تفاوضية طحنت الهواء لا الحبّ، ما شجع "فيسبوكيا" على التعقيب: بل مفاوضات منذ عام النكبة 1948، وهذا غير صحيح كلياً، وحكم زميلي السابق غير صحيح جزئياً.{nl}الصحيح أن المفاوضات غابت عن الصراع العربي-الصهيوني منذ عام النكبة الى عام كامب ديفيد (المصري-الاسرائيلي) الميمون، باعتبار أن محادثات "فك الارتباط" على جبهة سيناء، بعد حرب اكتوبر 1973 كانت عسكرية، أو سياسية غير مباشرة، من نوع مفاوضات "الهدنة" 1948-1950 في جزيرة "رودس" اليونانية.{nl}.. ومن ثم، فإن القارئ "الفيسبوكي" الذي عقب على الزميل السابق، قفز فوق لاءات الخرطوم الثلاث، ولم يتم القفز عنها إلا بزيارة المرحوم السادات للقدس، التي كانت مفاجأة سياسية اكتوبرية، ضد المفاجأة الاكتوبرية العسكرية.{nl}يعنينا، كفلسطينيين، أننا لم نكن طرفاً في أي مفاوضات.. حتى "مفاجأة أوسلو" التي تلت فشل "مفاوضات الرواق" في وزارة الخارجية الاسرائيلية بعد مؤتمر مدريد الدولي السياسي الشامل 1991، وهي، للتاريخ، أول مشاركة فلسطينية تفاوضية دولية منذ النكبة (ولو غير مباشرة وتحت مظلة أردنية وشخصيات غير رسمية في المنظمة).{nl}يقولون، والله أعلم، أن رصاصات القاتل الضاحك يغئال عمير، أنهت برنامج أوسلو التفاوضي، لأن رابين كان جاداً في مفاوضات الوضع النهائي حتى العام 1999، وأن تفجيرات "حماس" وعملية "العنب المر" ضد "حزب الله" أجهزت على نوايا خليفته بيريس في إكمال برنامج أوسلو (بيريس هو من أقنع رابين بمفاوضات أوسلو السرية).{nl}مفاوضات كامب ديفيد 2000 في أميركا فشلت لأسباب، أهمها أن الاسرائيليين فاوضوا على تكريس سلام خطوط الهدنة 1948 (التي صارت حدود 1967) بينما فاوض الفلسطينيون على نتائج حرب النكبة 1948 (أي اللاجئين وحق العودة).{nl}المفاوضات الحقيقية عمرها عشر سنوات، أي بعد الانتفاضة الثانية، وبشكل خاص بعد العام 2003 وموضوعة "الحل بدولتين" على إثر مبادرة السلام العربية المطورة عن المبادرة السعودية.. ومن ثم ضرب آجال للدولة ثلاث مرات (2005 و2008 و2011) أي ان عشر سنوات تفاوضية هي أقل من مفاوضات أميركية-سوفياتية للحد من الأسلحة الاستراتيجية، المعروفة بـ"ستارت 1".{nl}الآن، بعد أن زعم باراك "الكشف عن الوجه الحقيقي لعرفات" آن زمان مفاوضات الكشف الحقيقي عن وجه اسرائيل، أي تكذيب الكذبة الخالدة لأبا إيبان "الفلسطينيون يضيعون الفرص".{nl}أميركا تطلب مهلة ثلاثة شهور أخرى، كأنها لم تفشل في الخليل بعد مجزرة غولدشتاين، وعلى إثرها أغلقت اسرائيل شارع الشلالة (الشهداء) الرئيسي، ويبقى مغلقاً رغم مشروع أميركي لترميمه وفتحه.. وطلاء أبوابه وأرصفته!{nl}استذكرت مع صديقي "مصادفات" تعيسة عمرها زهاء قرن، كأنها "قانون" تختصر الصراع في فلسطين وعليها. فقد بدأت في العام 1917 بعد وعد بلفور في الحرب العالمية الأولى، وانهيار الخلافة العثمانية.{nl}خلال أعظم انتفاضة فلسطينة 1936 كان العالم مشغولاً بصعود الفاشية، وبعد الحرب العالمية الثانية "والمحرقة" ومؤتمر "يالطا" كانت خريطة دولية جديدة، أثمرت عن ولادة اسرائيل ونكبة فلسطين. بعد انطلاقة "فتح" جاءت "حرب النكسة" 1967. بعد فشل مشروع تحرير الأرض العربية بالقوة 1973 اضطرت المنظمة للحديث عن "سلطة وطنية". بعد حرب العراق-ايران وبوادر الانهيار السوفياتي تحدثت المنظمة عن "دولة فلسطينية".. وذهبنا الى مدريد ثم مفاوضات "الرواق" في الخارجية الأميركية.. ثم مفاوضات أوسلو.{nl}.. والآن، نتفاوض حول "الدولة"، وهي خلاص للجميع: فلسطين واسرئيل، العالم العربي.. والعالم.{nl}المسألة أن المصير الفلسطيني ومسار جديد لدولة اسرائيل يبدوان متداخلين كأنهما سكة قطار.. كثير محطات التوقف.{nl}"قف وفكر" إن وضع الفلسطينيين اليوم ليس كوضعهم في أي يوم أو عام.{nl}عن كسب الوقت والعزلة وبناء الجدران{nl}بقلم: طلال عوكل، عن جريدة الايام{nl}لا يلزم المرء أن يعرف من الذي نجح في جمع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي في عمان، إن كان الأردن أم الرباعية الدولية، المهم أن اللقاء وقع وسيتم لقاء آخر، بدون أن يعتبر الطرفين، أن مثل هذه اللقاءات ترقى إلى مستوى التفاوض، أو أنها بداية حقيقية لاستئناف المفاوضات، كما لا يمكن النظر إليها باعتبارها اختراقاً لجهد لم تتوقف الرباعية الدولية عن القيام به، لكنه بدون جدوى.{nl}الإسرائيليون تسلموا من الجانب الفلسطيني أوراقاً مكتوبة، تتضمن الرؤية الفلسطينية لمعالجة القضايا الأساسية، لكن أن يعتبر ذلك خطوة إيجابية ذات مغزى، على اعتبار أنها المرة الأولى التي يقبل الإسرائيليون فيها استلام شيء من هذا القبيل، فإن ذلك خارج عن المنطق، ولا يقدم دليلاً على جدية الجانب الإسرائيلي الذي سيتذرع بضرورة دراسة ما تسلمه من الجانب الفلسطيني، فقط من أجل استهلاك المزيد من الوقت.{nl}لعبة الوقت، قد أصبحت اختصاصاً إسرائيلياً بامتياز، فلقد استنزفوا سنوات طويلة، لم يتوقفوا خلالها عن مواصلة تأكيد سياساتهم وإجراءاتهم الاحتلالية بكل تفاصيلها، ترافقت مع عملية تربوية، لخفض سقف توقعات الفلسطينيين وكل المتحمسين لتحقيق السلام، إلى درجة الصفر.{nl}هذا التقييم لا يغيب عن ذهن الفلسطيني، أو الأردني، ولكن لكل طرف رؤيته لمستقبل تطور الأحداث المتصلة بالمفاوضات والعملية السلمية، فالفلسطيني يسعى لنزع الذرائع الإسرائيلية، ولإقناع المجتمع الدولي، بمسؤولية إسرائيل الحصرية عن تعطيل كل سياق العملية السلمية وآلياتها، ومن أجل توسيع قدرته على التعامل مع خيارات بديلة.{nl}الأردن لا يقدم نفسه بديلاً عن مصر، في متابعة الملفات التي تتصل بالعلاقات الفلسطينية ـ الإسرائيلية، والأرجح أنه يحاول بدوره توصيل رسالة قوية للإسرائيليين، الذين وقع معهم اتفاق سلام وادي عربة، في أن البيئة الشعبية وقد تتبعها الرسمية، تتجه نحو تعميق المناخات العدائية تجاه إسرائيل. أيضاً المسألة بالنسبة للأردن تتصل بإبطال الذرائع الإسرائيلية في حال اضطر الأردن لاتخاذ مواقف وإجراءات لا تتفق وأبعاد اتفاقية وادي عربة.{nl}على أن ثمة موقف أساس، يسبق كل ذلك، وهو أن الأردن صاحب مصلحة حقيقية في قيام دولة فلسطينية، ليس فقط لاعتبار العلاقة والمصالح القومية، وإنما أيضاً لأن إسرائيل تتصاعد فيها شعارات "الوطن البديل"، ولأن الأردن ربما كان أكثر الدول تأثراً في حال اندلاع العنف، أو الفوضى والصراع، وفي حال تم إغلاق الطريق أمام تحقيق السلام.{nl}إسرائيل لا تتوقف عن التعبير عن قلقها، ومخاوفها، إزاء التغييرات التي تقع في مصر، الدولة العربية، الأكبر، والأقوى، ومركز القومية العربية، ذلك أن الرأي العام المصري، المعادي عموماً للسياسات الإسرائيلية، قد أخذ يتصاعد دوره وتأثيره في السياسة الرسمية، فضلاً عن مخاوف إسرائيل التي لا تتوقف من تصاعد دور الأحزاب والجماعات الإسلامية، التي تواصل تحقيق نجاحات كبيرة عبر صناديق الاقتراع في مصر، وقبلها في تونس والمغرب.{nl}الوضع في الأردن ليس بعيداً عما يجري في ساحات التغيير العربية، ودور الشارع في صناعة القرار يتصاعد، ويتصاعد أيضاً دور الأحزاب والجماعات الإسلامية، والقوى الشعبية الأخرى.{nl}تخشى إسرائيل من انهيار فعلي لاتفاقيات كامب ديفيد ووادي عربة، وأن تعود حالة الصراع، مع هذه الدول المحاذية لفلسطين، لتشكل السمة العامة، الأمر الذي يعيد الصراع إلى مربعه الأول، وفي ظل تغييرات عربية محتملة محمولة على موازين قوى جديدة ومختلفة عما كان عشية حرب حزيران 1967.{nl}لا يتوقف القلق على المستقبل على إسرائيل وحدها، بل إن الولايات المتحدة الأميركية هي الأخرى، تشعر بقلق مماثل، ذلك أنها تتحمل أعباء السياسات الإسرائيلية، لكونها الراعي والداعم الأساسي لإسرائيل، لكنها غير قادرة على تكييف السياسات الإسرائيلية مع متطلبات السياسة والمصالح الأميركية، بل ربما تستطيع إسرائيل تكييف السياسات الأميركية مع السياسة الإسرائيلية.{nl}لن تفيد الولايات المتحدة، مراهناتها على الأنظمة لا القائمة ولا المستخدمة، وسيكون عليها أن تدفع على حساب مصالحها أثمان مواقفها وسياساتها، خصوصاً في ظل صحوة الشعوب العربية، وارتفاع سقف متطلباتها وتطلعاتها، وسعيها لتحقيق الكرامة والحرية، واستبدال علاقة التبعية للأجنبي بشراكات معقولة تضمن لهذه الشعوب حقها في التصرف بممتلكاتها والتمتع بثرواتها.{nl}المشكلة الأساسية هي أنه ليس لدى إسرائيل، أدنى توجه نحو المحافظة على اتفاقيات السلام التي تم توقيعها مع مصر والأردن، فإذا كان الأمر على هذا النحو، فكيف لنا أن نتوقع توفر الاستعداد لديها للتوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين.{nl}وفق الرواية الإسرائيلية، فإن أي اتفاق سلام مع الفلسطينيين يتطلب منها التنازل عن أراضٍ تعتبرها جزءً من اللحم الحي، فالأراضي المحتلة منذ عام 1967، هي بالنسبة إليها أراضٍ متنازع عليها وقابلة للتفاوض، فإذا هي لم تنجح في المحافظة على اتفاقيات سلام مع الجيران، لم تتنازل خلالها عن أراض تدعي ملكيتها، فكيف يمكن أن تقبل بسلام مع الفلسطينيين؟{nl}جوهر القضية أن إسرائيل لا تريد إنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية وسيطرتها على الشعب الفلسطيني، وترفض حقه في تقرير مصيره، أو الاعتراف بالقرارات الدولية التي تخالف سياساتها ومصالحها، ولذلك فإن نظرتها لأمنها، يشكل مصدر سياساتها وسلوكها.{nl}الأنكى من ذلك، أن رؤية إسرائيل لأمنها لا تتصل فقط بتفوقها العسكري والأمني، وحصانة أوضاعها وقدراتها الذاتية، بل تمتد هذه الرؤية لضمان أمنها عبر تكيف الأمن القومي والقطري للدول العربية مع متطلبات الأمن الإسرائيلي.{nl}أي أن إسرائيل تسعى لصياغة أمن الآخرين، بما يدعم الأمن لها، وهي لا تثق بالاتفاقيات والوعود، وإنما تسعى وراء ضمانات وترتيبات عملية تطال حتى طبيعة وآليات وعقيدة أجهزة الأمن العربية، وهذه مسألة لم يعد بمقدورها التحكم فيها.{nl}ولأن إسرائيل لم تعد قادرة على التحكم في الملفات الأمنية للدول المجاورة، فإن أسهل الأمور عليها، أن تقيم جداراً يتجاوز طوله السبعمائة كيلومتر، يفصل التجمعات السكانية الفلسطينية الأساسية عما تعتبره أراضٍ حيوية لها، وأن تقيم جداراً أمنياً على طول الحدود مع مصر، وها هي تتجه نحو إقامة جدار آخر على الحدود مع الأردن.{nl}الجدران أو الأسيجة التي تقيمها إسرائيل حول ما تعتبرها حدودها المحتلة، تتكامل مع الاستمرار في تعزيز وتطوير قدراتها العسكرية والأمنية بدعم متواصل من الولايات المتحدة، التي لا تتوقف عن تأكيد التزامها الاستراتيجي بأمن إسرائيل وتفوقها على جيرانها العرب وغير العرب.{nl}دولة من هذا النوع، تتحصن بالقدرات العسكرية، وجدران الفصل وتعزل نفسها عن محيطها، فيما تتنامى لديها النزعات والتوجهات العنصرية، هي دولة لا يمكن أن تنجح في إقامة علاقات طبيعية أو سلام مع العرب أو غير العرب.{nl}بعد عزلتها الدولية والمتزايدة، والتي تنتظر المزيد من العزلة، تقوم إسرائيل بعزل نفسها داخل الجدران، وتتمسك بعقليتها الاحتلالية ورفضها للآخر، وتنزلق أكثر فأكثر، وبصورة منهجية نحو العنصرية، وإرهاب الدولة، بعد كل ذلك فقط فاقد العقل من يتوقع أن تسفر عشرات اللقاءات والاجتماعات عن خلق مناخات إيجابية لتحقيق السلام.{nl}إن تغيير السياسة والتوجهات الإسرائيلية إيجابياً بشأن عملية سلام يتطلب تغييراً جوهرياً وأساسياً في التراكيب الداخلية، الاجتماعية والسياسية، والقانونية، وهذا أمر دونه، لوحة حزبية وتراكيب اجتماعية لا تسمح بمثل هذا التغيير.{nl}وفي الواقع لم يعد ثمة وقت طويل حتى تنكشف لدى من لم يكتشف بعد، أن كل ما تقوم به الرباعية الدولية وغيرها، ليس سوى ذر للرماد في العيون، لكن حذار من تمديد الفرصة أمام إسرائيل والرباعية لاستهلاك المزيد من الوقت، انطلاقاً من وعود كاذبة، أو نزولاً عند ضغوطات خارجية، فمن لا خير له لأهله لا خير له للآخرين.{nl}تحولات حركة حماس باتجاه الشرعية{nl}بقلم: حمادة فراعنة، عن جريدة الايام{nl}في 15 تشرين الأول 2009، رفضت حركة حماس التوقيع على وثيقة المصالحة الفلسطينية التي أعدها الوسيط المصري، فساءت العلاقة بين "حماس" والقاهرة، وتردت إلى الحد الذي منعت بسببه السلطات الأمنية المصرية، كوادر وقيادات "حماس" من دخول الأراضي المصرية، وبقي الوضع متوتراً بينهما، حتى ثورة 25 يناير 2011، وسقوط نظام مبارك، حيث جرت الاتصالات بين القاهرة و"حماس"، وتجددت العلاقة بينهما، وأثمرت على التوصل إلى الاتفاق على توقيع الوثيقة من قبل قادة "حماس" في بداية شهر أيار 2011 .{nl}كانت "حماس" تطالب بما لا يقل عن 40 بالمائة من حجم مؤسسات منظمة التحرير، حتى تكون فيها، ومشاركة في عضويتها، أما اليوم فقد أسقطت هذه المطالبة المسبقة، وها هي تلتحق بالشرعية وبالمؤسسة وبالمنظمة لتكون جزءاً منها، وليس بديلاً عنها، أو رديفاً لها، بل جزءاً من مكوناتها، وها هي تتصرف وتقبل وتقر، أن هناك مؤسسة قيادية واحدة، غدت عضواً فيها مثل كل الفصائل، لا فرق بينها وبين أي فصيل، وأن هناك رئيساً واحداًً، تجلس على طاولته، وبرلماناً فلسطينياً واحداً موحداً هو المجلس الوطني، رئيسه سليم الزعنون، وإعادة إحياء المجلس التشريعي، حيث سيتخذ القرارات بالاتفاق والتفاهم، وليس بالأغلبية التي تتمتع بها "حماس"، وفق ما تم الاتفاق عليه في القاهرة .{nl}من لم يشاهد خالد مشعل جالساً إلى جانب أعضاء القيادة الوطنية المؤقتة، او الانتقالية، لمنظمة التحرير، يوم 22/12/2011 في القاهرة، لن يصدق ما حصل إن لم ير بأم عينه رئيس حركة حماس، مثله مثل كافة الأمناء العامين للفصائل الثلاثة عشر المشاركة في الائتلاف السياسي الذي سيقود المرحلة الفلسطينية المقبلة برئاسة الرئيس محمود عباس، فالجميع جاء وحضر على طاولة أبو مازن بدون شروط مسبقة وبدون الادعاء أنه الأكبر والأقوى والأكثر جهادية من الآخر، فقد أسقطت "حماس" شروط دخولها مؤسسات منظمة التحرير بالحصول على موقع مميز يعكس حجمها وقوتها، ويعكس رؤيتها السياسية، ولكنها بعد جلسة يوم 24/11/2011، بين الرئيس أبو مازن ومشعل، وتلتها جلسة 21/12 الثنائية تغير الحال، ما يستدعي القول " سبحان مُغير الأحوال " ولذلك يستوجب السؤال الذي يطرح نفسه بقوة ما الذي غيّر "حماس" وقيادتها كي تقبل بما لم تكن تقبل به من قبل، إذ كان جلوس خالد مشعل في أي محفل أو اجتماع فلسطيني كان له حسابات وموازين، وأين يجلس وكيف يجلس، حتى أنه في شهر أيار الماضي، كاد ينسحب من حفل التوقيع على ورقة المصالحة التي أعدتها السلطات المصرية لأنه لم يجلس على منصة الرئاسة مثله مثل الرئيس محمود عباس .{nl}هذا تحول جوهري، من لم ينتبه له، لا يفهم لا بالسياسة، ولا يدرك أهمية المتغيرات على المستوى القومي العربي، ولم يلمس براجماتية حركة الإخوان المسلمين، كحركة سياسية عربية عابرة للحدود، ولهفتها لاستلام السلطة والحكم، مهما كان الثمن باهظاً، وللتأكيد على ذلك، لندقق بما صدر عن قياداتها في المغرب وتونس ومصر، حيث قالوا مضموناً واحداً، كادوا يقولونه بمفردات واحدة، سواء قالوه بتفاهم فيما بينهم، أو قالوه بدون تنسيق مسبق، قالوا على لسان قياداتهم المغربية والتونسية والمصرية " نحترم الاتفاقات الدولية " وهو تعبير لو قيل قبل ثورة الربيع العربي، وقبل نتائج الانتخابات في المغرب وتونس ومصر، لما صدّق أحد أن قائله من جماعة الإخوان المسلمين .{nl}"حماس" بعد ثورة الربيع العربي، وسيطرة الإخوان المسلمين، مع شعار الدولة المستقلة، ومع قرار التهدئة، والنضال المدني غير المسلح، ومع، ومع، إلى أن تصل إلى المستوى الذي وصلت إليه مرجعيتها الفكرية والسياسية والحزبية، حركة الإخوان المسلمين والمتمثل باحترام الاتفاقات الدولية، ولذلك سيثار السؤال حول لماذا لا تحترم حركة حماس اتفاقات منظمة التحرير مع إسرائيل طالما أن حركة الإخوان المسلمين والمرشد العام لحركة الإخوان المسلمين يحترم اتفاقات كامب ديفيد، واحترام تونس والمغرب لعلاقاتهما مع الأوروبيين والأميركيين، وماذا سيكون موقف الإخوان المسلمين في الأردن من اتفاقية وادي عربة الأردنية الإسرائيلية، إذا حصلوا على الأغلبية البرلمانية وشكلوا الحكومة الأردنية، أسوة بما جرى في المغرب وتونس ومصر، رغم رفضهم لها واعتراضهم عليها، ولكن للسلطة وللحكم ثمن يجب دفعه .{nl}حركة حماس، ستمر بالمراحل التي مرت بها حركة فتح من قبل، وسيظهر أعضاء من المكتب السياسي، من يرفض المستجدات ويرفض تجاوب "حماس" مع هذه المستجدات، مثلما سبق وأن فعلها بعض أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح من الذين استنكفوا عن العودة إلى فلسطين على أثر اتفاق أوسلو وتداعياته، وستظهر معارضة حمساوية، لن تقتصر على محمود الزهار الذي يُحاول إظهار تمايزه عن باقي رفاقه من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس .{nl}"حماس" التحقت بالمنظمة وبمؤسساتها وستعمل من داخلها، لا من خارجها، لتطوير عمل المنظمة ومؤسساتها وتكييفها، وهي مرحلة جديدة، تعني التراجع بشكل تدريجي عن الانقلاب وتعني إنهاء الانقسام واكتساب الشرعية، وبناء وصنع مؤسسة جديدة تقوم على الشراكة، ولا شيء غير الشراكة، لأنه بدون شراكة لن يكون هناك وضع فلسطيني جديد، يستطيع الوقوف أمام التفوق الأسرائيلي السياسي والعسكري والاقتصادي والبشري والتكنولوجي والاستخباري، ويرغمه على الاعتراف بحقوق الشعب العربي الفلسطيني والرضوخ لمضامينها، على طريق هزيمة مشروعه الاستعماري التوسعي برمته .{nl}ماذا حقق اجتماع عمّان؟{nl}بقلم: د. عبد المجيد سويلم، عن جريدة الايام{nl}قد يكون سؤال مشروعية اجتماع عمّان سؤالا أَسبق على سؤال جدوى هذا الاجتماع.{nl}الاجتماع مشروع لأننا لا نستطيع أن نتغاضى أو نمنع بلداً شقيقاً، كالأردن، من المحاولة، وقد لا يكون مفيداً، على الإطلاق، أن نبدو وكأننا نرفض الجلوس مع الجانب الإسرائيلي طالما أن المحاولة تتم في دائرة الاستكشاف تمهيداً للقاء الرباعية القادم. فالأمر في نهاية المطاف يتّصل بمسألة تمسّكنا بالوقف التام للاستيطان، وبوقفه في القدس الشرقية كجزء من الأرض الفلسطينية المحتلة وبمدى القبول الإسرائيلي الحقيقي بالمرجعية المطلوبة والإقرار بحل الدولتين على أساس حدود الرابع من حزيران.{nl}صحيح أننا كنّا قد سلمنا الرباعية موقفاً واضحاً لا لبس فيه في مسألتي الحدود والأمن، وصحيح أننا لا نملك ما نضيفه إلى ما قدّمناه، وصحيح أيضاً أن الجانب الإسرائيلي قد امتنع عن تقديم ما يجب تقديمه إلى الرباعية في هذا الشأن وما زال يصرّ على أن يكون هذا "التقديم" من جانبه في إطار اجتماعات رسمية، لكن الصحيح في هذه الحالة هو ملاحقة العيار لباب الدار شريطة أن لا يتحول موعد استلام "الأجوبة" الإسرائيلية عن موعد انعقاد الرباعية، وشريطة أن لا يتحول هذا الموضوع إلى ميدان جديد للمراوغة الإسرائيلية والابتزازات الإسرائيلية المعهودة.{nl}فإذا كانت إجابة إسرائيل غامضة ومراوغة أو رافضة، فعليها وحدها أن تتحمل مسؤولية ذلك، وعليها وحدها ستقع تبعات ذلك.{nl}وإذا كانت إجابة (إجابات) إسرائيل ملتبسة ولا تفي بالغرض الفلسطيني أو ابتزازية، فاللعبة مكشوفة والموقف الفلسطيني برفضها وكشفها وتعريتها لا يحتاج إلى عرّافة سياسية، ولا يتحمل كل هذا الضجيج الفصائلي الذي لا يرى من المشهد غير صورته الخاصة، مع أن المشهد أوسع بكثير من إطار المرآة التي ترى بها الفصائل.{nl}أما إذا كانت لدى الجانب الإسرائيلي مواقف جديدة تستجيب للاستحقاقات والالتزامات المطلوبة، والتي هي التزامات دولية من حيث الجوهر، وفلسطينية حيث التمسك بها والإصرار عليها، وعربية وإقليمية من حيث الدعم والإسناد للموقف الفلسطيني بشأنها، فإن اجتماع عمّان وحتى لو تحول إلى اجتماعات أخرى، سيكون بمثابة نقطة تحول في مسار التفاوض أو في مسار البحث عن فتحة في جدار هذا المسار المغلق بقرار إسرائيلي ونيّة إسرائيلية مبيّتة.{nl}فإسرائيل تعرف حق المعرفة أن الطرف الفلسطيني لن يعود إلى المفاوضات قبل أن تقبل إسرائيل بالمرجعيات المطلوبة، وقبل أن تقرّ بحدود الرابع من حزيران وقبل أن تنخرط بصورة عملية جادة في حل الدولتين.{nl}إذاً، مفتاح التفاوض في يد إسرائيل، وإذا أرادت أن تستأنفها فما عليها سوى تقديم الالتزامات المطلوبة، وحينها الجانب الفلسطيني سيكون مستعداً للتعاون مع الجهود الأردنية ومع الرباعية، لأننا في نهاية الأمر لا نريد أكثر من إنهاء الاحتلال لأرضنا التي سنقيم عليها دولتنا بعاصمتها وبحدود الرابع من حزيران، وهذا هو المطلوب والمقصود من قضيتي الحدود والأمن كقضايا هامة من قضايا الحل النهائي.{nl}لكن لماذا يا ترى "يصرّ" الإسرائيليون على طرح مواقفهم التي نعرفها والتي يعلنون عنها صراحة ودون مواربة في الغرف المغلقة؟؟ أو في إطار جلسات "تفاوضية"؟ هل لمجرّد استمرار المخادعة للرأي العام في إسرائيل، وخصوصاً الأوساط اليمينية فيها، أم لاستمرار مخادعة الرباعية وبلدان الإقليم بما فيها الأردن ودول العالم التي ضاقت ذرعاً بالسياسة الإسرائيلية؟؟{nl}هل يبحث الإسرائيليون عن حملة (خلق انطباعات) من شأنها التخفيف من الضغوط الدولية عليهم؟ أم أنه ما زال لديهم أوهام حول وقوعنا في الفخ وابتلاع الطُّعْم ومعاودة المفاوضات في ظل المواقف الإسرائيلية المعلنة، وفي ظل استمرار السياسات القائمة؟{nl}هل لدى إسرائيل أوهام متجددة حول إمكانية خداع الأردن أو مصر أو حتى الجزء الأكبر من دول هذا العالم؟؟ أم أن ذلك، حتى ولو كان كله وارداً في الحسبان، لا يشكل قاعدة الموقف الإسرائيلي، وأن إسرائيل ليس لديها ما تخسره جراء هذه الاجتماعات، وأن الأهم بالنسبة لها هو استمرار سياستها القائمة على الاستيطان والتهويد وتدمير أسس حل الدولتين بالكامل، وقضية المفاوضات والاجتماعات هي مجرد أدوات ترى إسرائيل فيها وسيلة من وسائل تكريس الأمر الواقع وتحويله إلى واقع لا "يُمكن" القفز عنه، ولا يمكن تجاهله في الحلول المستقبلية المطروحة؟؟؟{nl}هذه هي الأسئلة المشروعة، وهي أسئلة من النوع الذي لا يُنتظر الإجابة عليه، لأن الإجابات سابقة على الأسئلة في الواقع، وليس هنا ما نُخدع به، وليس هناك ما يُثنينا عن مواقفنا، وليس لدينا أية أوهام حول "حدود" ما يمكن أن يذهب إليه الائتلاف الحاكم في إسرائيل، وليس لدينا حتى الشك بأن الحكومة الإسرائيلية القائمة اليوم تسير في خط مستقيم نحو التدمير المنظم لأيّ حل سياسي، وهي تنتهج سياسات استراتيجية لتحويل حل الدولتين على وجه التحديد إلى حلٍ مستحيل، وهي تُمعِن في هذه السياسة بالذات. ولدينا قناعة كافية بأن جوهر تفكير حكومة إسرائيل هو "الشمشونية" وشعارها الحقيقي وغير المعلن هو (إما هذه الحكومة أو ليأت الطوفان) وليس لدى هذه الحكومة من وازع سياسي لمنع إغراق هذه المنطقة إذا "اقتضت" الضرورة. كما أنه، وللأسف الشديد، ليس لدينا مَن نعوّل عليه لوقف هذا التدهور وهذا التهوّر في إسرائيل ولِصَد هذا التدحرج وهذا الانزلاق نحو عنصرية سافرة، ونحو فاشية قادمة لا محالة، تتوفر أسسها الاقتصادي<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/01-2012/محلي-5.doc)