تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أقلام وآراء حماس 85



Haneen
2012-06-09, 11:29 AM
اقلام وآراء حماس{nl}( 85 ){nl} يوم الشهداء شذرات وزغاريد بين الأضرحة والرفات{nl} المركز الفلسطيني للإعلام،،فلسطين أون لاين،، فؤاد الخفش{nl} حتى لا تسكننا الهزائم!{nl} المركز الفلسطيني للإعلام،،، لمى خاطر{nl} لا تحرقوا أحمد شفيق{nl} المركز الفلسطيني للإعلام،،، د. فايز أبو شمالة{nl} «مهارات» الفريق «شفيق» النادرة في تلفيق التُّهم!{nl} المركز الفلسطيني للإعلام،،، شعبان عبدالرحمن{nl} إلى حماس ... مع خالص الحب{nl} فلسطين أون لاين،،، د. يحيى العبادسة{nl}يوم الشهداء شذرات وزغاريد بين الأضرحة والرفات{nl}المركز الفلسطيني للإعلام،،فلسطين أون لاين،، فؤاد الخفش{nl}كان يوم استشهاد زهير لبادة وتسليم رفات الشهداء يوماً من أيام الله بكل ما تحمل الكلمة من معنى، يوم فيه بكت العيون وهتفت الحناجر وزغردت النساء وضمت الأرض أحبة كراماً نعرف بعضهم ونسمع عن آخرين صيتهم وفعالهم ضجت بها الدنا. {nl}زهير لبادة ترجل عن صهوة جواده بعد حياة طويلة وحافلة بالجهاد والتضحيات تجلّى في يوم استشهاد زهير حب الشباب لهذا الشيخ وهنا أقول حب وليس تعاطف، فالشيخ القائد الميداني والذي لم يترك حجة لأي قاعد، كان حاضراً في قلوب الحاضرين صرخت باسمه كل الجموع وهتفت بحياته ونادت السماء أن تزيني يا سماء فها هو زهير قد أتاك. {nl}لفت انتباهي أثناء المسيرة هتاف كان يردده الشباب المحب لزهير يقولون فيه (يا خالد بن الوليد جبنالك شهيد جديد) ويصرون على هذا الهتاف فما وجه الشبه بين زهير وخالد الذي مات على فراشه قائلاً ها أنا أموت وفي كل مكان في جسدي طعنة أو ضربة أو علامة كناية عن جهاد طويل قاده الصحابي الجليل وهكذا أرى زهير فجسده كله أزرق من محاولات البحث عن شريان لوضع إبره هنا أو هناك وآثار عملية جراحية هنا.. {nl}جسد زهير كان أزرق من آثار العلاج وهو في مستشفيات الاحتلال شاهدتها بأم عيني وشاهدها كل من زاره وعاده في مستشفى المدينة، وهنا زهير المجاهد زهير الثائر زهير الرافض للاستكانة جسده كجسد خالد جاهد في الانتفاضة الأولى والانتفاضة الثانية، وفي السجون كان له صولات وجولات وها هو يموت على فراشه كخالد الذي استقبل مع من استقبل شهيد نابلس الجديد. {nl}بعد ساعة انتقلنا في يوم استلام رفات الأحباب.. خلف من نبدأ السير ومع من نمضي خليل الشريف؟؟ أم عاصم صوافطة ؟؟ ام شهداء عصيرة الشولي وياسين وجرارعة؟؟ أم نصر عصيده وتل الشهداء؟؟ من نحضن ومن نقبل ومن نودع لا أعلم فكلهم أحباب وجميعهم خط اسمه بعمق في سويداء قلوبنا يوم أن قرروا أن يعيدوا لنا كرامتنا وكان ما كان. {nl}خليل الشريف الاستشهادي الذي أصرت عائلته وضعه بجوار رفيق دربه الشهيد أمجد الحناوي كان الكيس الأسود الموضوع فيه به آثار دماء استفزني بشدة (البطانية) الملفوف بها جثمانه الطاهر إنها بطانية السجون وجهاز الشباص سكنية اللون خشنة يعرفها كل من دخل السجون بها ملفوف فرحت حين نزعها عن جسده أحد أصهاره وارتاحت نفسي لذلك. {nl}وُوري الثرى لترتاح عائلته وبكت هناك في سجن إيشل عيون معاذ بلال رفيق دربه والذي اختار لنفسه اسم أبي الشريف تعبيراً عن حبه للبطل رفيقه بالجهاد وبابن مجموعته التي كان لها اسم كبير في تاريخ الشعب الفلسطيني. {nl}ليس بعيداً عن نابلس وفي عصيرة الشمالية كان اللقاء وكان عناق البلدة بكل أطيافها وعائلاتها مع رفات من خرج منها مع أستاذ المقاومة محمود أبو هنود، الكل يهتف للمقاومين، الكل ينادي الشهداء الكل نزع عن قلبه ونفسه شبح الخوف وهتفوا (يا عمر بن الخطاب جبنا لك شيخ الشباب). {nl}ما بكم يا شباب فلسطين تستحضرون عمر وخالد من جديد وتنادون السماء وتهتفون للشهداء... يا الله يا رب.. عادت بي الذاكرة إلى بداية انتفاضة الأقصى واقترب مني أحد الشباب مذكراً إياي بتلك الأيام وبهذه الهتافات وبروح المقاومة التي أعادتها أرواح وجثامين الشهداء. {nl}في مسجد عصيرة ووقت خروج الرفات وبعد أن ألقت أمهات وأخوات الشهداء السلام والنظرة الأخيرة عليهم خرجت من افواه النسوة (الزغرودة) التي اشتهرت بها الفلسطينية وقت وداع فلذة كبدها زغردت النساء آآآه لوقع هذه الزغرودة في النفوس لم يملك أحد نفسه... ترنمنا مع هذا الصوت وبكينا وبكت الجموع وأتبع النسوه الزغرودة بقول روحوا الله يرضى عليكم. {nl}نعم لقد أعادت هذه الرفات للناس عافيتها وأثبتت هذه الأجساد وما تبقى منها أن الشعب يقدّر مقاوميه ويعشق ذكرهم ولم ينسهم رغم ما به من جراحات فخرج خلفهم وهتف لهم. {nl}لم يكن هؤلاء الشهداء ممن استشهدوا بعد قصف عسكري أو اغتيال في أحد المنازل بل استشهدوا وهم في حالة هجوم بعد أن أوجعوا وقرروا أن يثأروا للشعب المعذب، فكانوا مهاجمين مقاومين بكل ما تحمل الكلمة من معنى. {nl}عدنا أدراجنا نحمل معنا بقايا من ترابهم وشيئاً جميلاً من رائحتهم وبعضاً من الكرامة التي كدنا ننساها في خضم الأحداث والمذلات وبت أكثر ثقة بالناس وأنها ما زالت تحب المقاومين. {nl}عدت وسمعت من أخ فاضل كان يشارك في جميع هذه الأحداث وله شقيق لم يسلم رفاته كنت أتمنى أن يكون محمد بين الجموع بكى وأبكانا فقلت له قريباً بعون الله سيأتي محمد الحنبلي لنقبّل قدمه ونضعه بجوار من نحب. {nl}لم يكن يوماً عادياً ولن تمحوه الأيام من ذاكرتنا يوم أن عادت لنا كرامتنا وتقديرنا للسادة المقاومين الشهداء فهنيئاً لك أرض فلسطين ضمّ هذه الأشلاء والراحة لمن تبقى من أمهات هؤلاء الشهداء والعودة القريبة لباقي الشهداء المأسورين في مقابر الأرقام.{nl}حتى لا تسكننا الهزائم!{nl}المركز الفلسطيني للإعلام،،، لمى خاطر{nl}مرّت أول أمس الذكرى الخامسة والأربعين لهزيمة الخامس من حزيران، 1967، ومرت قبلها بأقل من شهر الذكرى الرابعة والستين للنكبة. والمناسبتان جلبتا معهما ذكرى الهزيمة المرة التي مُنيت بها الشعوب العربية في المرّتين، مع ما أورثتاه من هزيمة نفسية وشعورية لم تتعافَ منها الأجيال التي نشأت في ظل الانكسار، وما زالت غير قادرة على تصديق فكرة أن الزمن تغير، وأن عصر الهزائم لن يظل ساكناً بين ظهرانينا!{nl}إحياؤنا لذكرى هذا النوع من الهزائم المريرة ما زال مرتدياً ثوبه التقليدي الذي لا يتسع إلا للتأكيد على الحقوق ويوقظ في الذاكرة مسلّمة انتفاء نسيانها، فيما الحقيقة تقول إننا ما زلنا أسرى استشعار ثقل الهزيمة، واستحالة تجاوزها. وحدها فعاليات العام الفائت من شبّت عن طور التقليدية وحملت مفتاح الفعل، وترجمت مشاعرها حراكاً واسعا داخل فلسطين وخارجها، لأنها كانت تحت تأثير لحظة الفعل العربي بحداثتها وفرادتها وروعتها!{nl}على مستوى الخطاب، تحتاج أجيالنا الجديدة كما القديمة لمن يرصد لها محطّات التغيير التي جرت على واقع القضية الفلسطينية منذ النكبة وحتى اليوم، وتحتاج لمن يريها بصدق وتجرّد ذلك الخط التصاعدي في منحنى الأمل بكل ما راكمه الفعل المقاوم وما أنجزه، وما أثبته نهج التسوية من هشاشة وما جرّه على واقع القضية من تبهيت وجمود وتأخير لإنضاج ثمار المقاومة. وأن يريها في المقابل كيف كان الجهل العربي واختلال وعيه وتقبّله للتضليل ابتداء ثم للترويض لاحقاً بيئة خصبة لإنتاج الهزيمة وإدامتها، ولاستثقال النهوض واستبدال التباكي به، وإدمان النحيب وتعاطي (أفيون) المأساة في كلّ مفردات الخطاب وأبجدياته!{nl}قليل أولئك الذين يتوقفون ليتساءلوا: كم هو نصيب الشعوب من هزيمتها، وما مدى مسؤوليتها عنها؟ ذلك أننا اعتدنا تمجيد الشعوب لمجرد وقوعها ضحية للاستهداف، وبالكاد نمتلك الجرأة أو الشفافية لنتساءل عن دورها في تكريس نكباتها وإدامة واقعها، رغم أن قراءة سريعة لهذا الواقع تبيّن كيف أن ارتفاع منسوب الوعي فيما بعد، وتغيّر معادلته بعض تخلّصها من العناصر التي صنعت الهزيمة كانت البداية الحقيقية للنهوض بمشروع المقاومة ولبثّ قوة مضاعفة في مفاصله تمكنت من انتزاع تحرير غزة، وهي المحطة الأبرز على صعيد الإنجاز المقاوم، الفعلي لا الكلامي.{nl}وكذا حدث على صعيد الأمّة حين وعت شعوبها أنها تمتلك مفتاح التغيير، حتى وهي عزلاء ولا تملك ما تواجه به الطغمة الحاكمة سوى الإرادة الجمعية القادرة على الالتقاء على هدف إسقاط الطغاة حتى مع اختلاف المشارب الفكرية لمكوّنات الشعب وتياراته. فكما أن الاحتلال والهزيمة ليسا قدراً مفروضاً على الفلسطينيين والعرب، فإن الحكم المستبد البوليسي ليس بصمة أزلية في جبين تاريخ العرب، ولا هو قابل للتمدد والتسلّط بمضي الزمن.{nl}سيغادرنا الإحساس الدائم بلسع الهزيمة إن غادرنا مربعها الفكري والشعوري، وإن كانت نظرتنا للأفق مرسومة بواقعية الإرادة لا بالأحلام المؤجلة، وإن وعينا مكامن القوة وعوامل الضعف، فلم نستثقل الأولى ولم نتعايش مع الثانية، وإن أدركنا أن التغيير لا تصنعه يد خفية تمتلك قوة خارقة، بل هو رهين بيقيننا باستطاعتنا المبادرة إليه وتشكيل معالمه. لأن (الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم).{nl}لا تحرقوا أحمد شفيق{nl}المركز الفلسطيني للإعلام،،، د. فايز أبو شمالة{nl}رغم تعليمات "نتانياهو" إلى كافة المسئولين الإسرائيليين بألا يحرقوا "أحمد شفيق" وأن يكفوا عن التدخل في الانتخابات المصرية، وعدم إظهار أي شهوة تجاه المرشح أحمد شفيق، وذلك من منطلق المثل المصري الذي يقول: "داري على شمعتك تقيد". رغم تلك التعليمات الرسمية الصارمة، فقد جاء حديث "شلومو بن عامي" وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق، معبراً عن وجدان غالبية الإسرائيليين حين قال: إذا تم انتخاب الفريق أحمد شفيق رئيسا لجمهورية مصر، فإن ذلك سيكون ذخرا استراتيجيا لإسرائيل، أهم وأجدى من مبارك نفسه، لأن شرعيته في هذه الحالة ستكون أجدر وأقوى، فهي شرعية ديمقراطية".{nl}هذا الكشف الدقيق عن الوجدان الإسرائيلي تجاه المرشح الفريق أحمد شفيق يثير الدهشة والغرابة من هؤلاء الإسرائيليين الذين يرقصون طرباً لشفيق، وفي الوقت نفسه لا يرحمون حسني مبارك المسئول عن الفريق أحمد شفيق، والذي سمح للإسرائيليين أن يمتصوا زهر مصر، وأن يأكلوا ربيعها ثلاثين سنة، هؤلاء الإسرائيليون الذين يتمنون فوز الفريق أحمد شفيق، ويحلمون بذلك ليل نهار، أظهر استطلاع الرأي الذي أجراه التلفزيون الإسرائيلي، أن 51% من الإسرائيليين يعتبرون الحكم على المخلوع حسني مبارك كان مخففاً، وكان يجب أن يكون أكثر صرامة. وكأنهم في ذلك يعترفون أن ما أفسده حسني مبارك وعاد بالنفع على الإسرائيليين كان أكثر بكثير مما يعرفه المصريون أنفسهم، وعليه كان يجب أن تشدد العقوبة على مبارك، وقد كشف الاستطلاع أن نسبة 27% من الإسرائيليين فقط يتعاطفون مع المخلوع مبارك، واعتقدوا أن الحكم كان قاسياً، وكان يجب أن يكون مخففاً أكثر.{nl}استطلاع الرأي الذي عرضه التلفزيون الإسرائيلي يقول: إن 16% فقط من الإسرائيليين يرون أن الحكم على المخلوع حسني مبارك كان عادلاً. إن هذه القلة الإسرائيلية لا تعني أن غالبية الإسرائيليين يجهلون أهمية مبارك ومكانته في نفوسهم، وأثرة على حياة كل إسرائيلي في المنطقة، على العكس من ذلك، فقد صار معروفاً في كل بيت إسرائيلي أن مصدر الأمن والرخاء والرفاهية التي ينعم فيها يهود إسرائيل، هي من فضائل نظام المخلوع حسني مبارك، ويكفي أن مركز دراسات الأمن القومي الصهيوني، قد نشر أخيراً دراسة للجنرال "غابي سيبوني" جاء فيها: "كان نظام مبارك، يمثل حجر الزاوية الأهم في النظام الإقليمي بالنسبة لإسرائيل، وكان أهم ضمانة لإفلاتها من أي عزلة إقليمية، علاوة على الدور المركزي الذي لعبه نظام مبارك في مواجهة التحديات الإستراتيجية التي تواجه إسرائيل".{nl}«مهارات» الفريق «شفيق» النادرة في تلفيق التُّهم!{nl}المركز الفلسطيني للإعلام،،، شعبان عبدالرحمن{nl}برزَ الثعلبُ يوماً في ثيابِ الواعِظِينَ ومَشَى في الأرْضِ يَدْعُو ويَسُبُّ الماكِرينَ، هذا البيت من قصيدة طويلة كنا ندرسها في المرحلة الابتدائية، مازال يتردد في ذاكرتي منذ أن تابعت بإمعان حملة القصف العشوائي ضد رئيس مصر القادم بإذن الله تعالى «د. محمد مرسي» وجماعة الإخوان المسلمين، والتي دشنها الفريق «أحمد شفيق» بخطاب يوم الأحد 3/ 6/ 2012م، ثم أكد ما جاء فيه في حوار امتد حتى صباح اليوم التالي على قناة (cbc) الفضائية. خطاب كارثي؛ لأن الفريق «شفيق» بدا فيه وكأنه أصبح رئيساً لجهاز «أمن الدولة»، كاشفاً عن براعة فائقة في تلفيق التُّهم لجماعة الإخوان، بل والتهديد بالسجون، كما بدا فيه مستخفاً - في نفس الوقت - بالشعب المصري، ظاناً أن ذلك الشعب فقَدَ ذاكرته، أو نسي أنه من أركان نظام «مبارك» وآخر رئيس وزرائه، أنه الذي أشرف على مذبحة «موقعة الجمل»، وترتيب إخفاء الأدلة ضد «العادلي» وأركان الداخلية، والجديد الذي كشفه اليوم أنه أشرف - أيضاً - على تلفيق أدلة بشهود زور ضد الإسلاميين على أنهم الجناة الحقيقيون.. أين الحياء؟!{nl}لقد ورَّطه من كتب له خطابه، ومَنْ يمده بالمعلومات ويقدِّم له النصائح للتعاطي مع الإعلام، وتلك من نِعَم الله تعالى أن يعمي بصائر خلية أمن الدولة الإعلامية التي تتحرك معه بأسلوب التلفيق و«التلطيش»، وهو أسلوب بدائي عفا عليه الزمن.. لقد وضعتنا كلمات خطابه السالف الذكر، ثم إجاباته في حواره المطول في أجواء عفنة تخلص منها الشعب المصري لمدة عام بعد نجاح الثورة، وصنعت تلك الأجواء مانشيتات صحيفة «روز اليوسف» التي أسسها النظام الساقط خصيصاً للطعن في الإخوان بقيادة «عبدالله كمال»، وهستيريا «عمرو عبدالسميع» في برنامجه «حالة حوار»، وهذيان «مجدي الدقاق»، و«أسامة سرايا»، و«كرم جبر»، وشلة لجنة السياسات بـ«الحزب الوطني» المنحل بقيادة «محمد كمال»، و«جهاد عودة».{nl}هجوم «شفيق» المتوتر ضد الإخوان تفوح منه رائحة طبخة مسمومة بأيدي هؤلاء وغيرهم من شياطين الإعلام والسياسة الذين تعودوا على قلب الحقائق.. فقد أصر «شفيق» على وضع «المجرم» في ساحة الحرية، ووضع «الضحية» في قفص الاتهام.. فهل يصدق عاقل أن الإخوان هم الذين قتلوا ثوار ميدان التحرير، متهما الدكتور محمد البلتاجي والشيخ صفوت حجازي بمعرفة قتلة الثوار وقيل إن الذي ابلغ تلك المعلومات الملغومة لشفيق هو الدكتور ممدوح حمزة وهو علماني بامتياز يؤيد شفيق بعد أن كان ثائرا في الميدان وأفاد حمزة برنامج " الحقيقة" أنه علم بتلك المعلومات من أحد لواءات المجلس العسكري ...وبهذا يتكشف كثيرا من حقائق المطبخ المسموم ؟!{nl}ويتعمق شفيق في الكذب ليؤكد لمحاوره قائلاً: ستظهر كل الحقائق، ولديَّ كل الأدلة، مثلما قال «عبدالله كمال» خلال الثورة على الفضائيات: «إن تلك الثورة مخطط إخواني كبير سيحاسَبون عليه، وسيتم كشفه في حينه».. هي هي نفس العبارات التي يرددها «أحمد شفيق» اليوم، مقدماً لائحة اتهامات ملفقة لما بعد تربعه على أنفاس الشعب المصري - لا قدر الله - ومقدماً خريطة طريق انتقام من الإخوان أصحاب الجماهيرية والشعبية الأولى في مصر، وفق صناديق الاقتراع. «أحمد شفيق» يتهم الإخوان بأنهم قتلة الثوار في ميدان التحرير يوم كان رئيساً لوزراء «مبارك»، وأن لديه الأدلة على ذلك، فلماذا يخفي تلك الأدلة حتى اليوم؟! أليست تلك خيانة لرئيسه وولي نعمته «مبارك»؟ لماذا لم يقدمها للرأي العام في حينها؛ علَّه كان أنقذ بها نظام الحكم؟ ألا يعد تأخير تلك الأدلة خيانة للوطن أو خيانة لمثله الأعلى - كما يقول - «مبارك»؟ وكيف صمت حتى صدر الحكم على «مبارك» بالمؤبد ثم يخرج ليعلن أن لديه أدلة؟ أم إنه انتظر عاماً حتى يقوم دهاة النظام السابق بتكييف قضية مكتملة الأركان عبر ترهات من الأكاذيب أشبه بأكاذيب قضايا المحاكم العسكرية التي تم تلفيقها للإخوان على مدى السنوات السابقة..؟!{nl}والطرفة المضحكة فعلاً قوله: إن الإخوان المسلمين هم النظام السابق، ثم دلل على ذلك بمشاركتهم في البرلمانات السابقة بنسب مختلفة، ثم قوله: إن الإخوان عقدوا صفقات مع النظام السابق لنيل تلك المقاعد.. وغني عن البيان هنا، أن د. أسامة الغزالي حرب، عضو لجنة سياسات «جمال مبارك» و«أحمد عز» السابق، أكد - للأسف الشديد - لـ«الجزيرة مباشر» كلام «شفيق»، وساق نفس أدلته، ثم أعلن في اليوم التالي تأييده لشفيق في الانتخابات ، ويبدو أن هؤلاء السادة فقدوا ذاكرتهم، وأصيبوا بحالة عمى في بصائرهم منعتهم من تلمس الحقائق.. فكافة الناس يعلمون أن فوز الإخوان بمقاعد في البرلمان في عهد «مبارك» كان لا يقدم إليهم من النظام على طبق من ذهب، وفق صفقات واتفاقات، ولكن كان يدفعون ثمنه غالياً عبر حملات بوليسية لا تقل ضراوة عن المعارك الحربية، يتم خلالها اعتقال عشرات الآلاف من قيادات وكوادر الإخوان، وحملات إعلامية كاذبة لا تقل شراسة عن حملات اليوم.. وليذكر لنا «أحمد شفيق»، الرجل الصوفي الرباني، ود. أسامة الغزالي حرب، الرجل الذي يعلِّم الطلاب في الجامعة، طرق التحليل عبر معلومات أمينة وصحيحة، ليذكرا لنا انتخابات جرت في عهد «حسني مبارك» وشارك فيها الإخوان دون تعرضهم لحملات إعلامية وأمنية ضارية!{nl}إن النظام لم يدع الإخوان للمشاركة السياسية، ولم يسمح لهم بذلك، وقد حاولت بعض القوى السياسية المحسوبة على المعارضة، وهي في حقيقتها جزء من نظام «مبارك»، حاولت إخراج الإخوان من الساحة؛ حتى يكف النظام عن تزوير الانتخابات، ولكن قرار الإخوان كان الإصرار على ممارسة حقهم الوطني رغم أنف النظام... وسقط «النظام» وبقي «الإخوان». أي نظام في الدنيا ذلك الذي يعقد صفقات مع فصيل من الناس وهو لا يكف عن اعتقاله كل يوم، ويمارس عليه الحصار والتضييق في كل مناحي الحياة.. حتى كلمة «الإخوان» كان التنبيه على كل المتعاملين مع الإعلام بعدم النطق بها إلا مقروناً بـ«المحظورة»! كيف اختطف الإخوان الثورة كما يزعم «شفيق»؟ هل علم «شفيق» أن 34 من قيادات الجماعة تم القبض عليهم ليلة 28 يناير 2011م (ليلة جمعة الغضب)، وتم وضعهم في السجون، وكادوا يموتون في الزنازين؟ ليسأل السيد «أحمد شفيق» صديقه «حبيب العادلي» الذي ملأ الدنيا ضجيجاً في الإعلام بأن الإخوان هم وراء تلك المظاهرات، وليراجع تصريحات صديقه «عبدالله كمال» عندما ملأ الدنيا اتهاماً للإخوان بأنهم وراء الثورة، وليراجع تصريحات مثله الأعلى «مبارك» للصحافة الأجنبية والعربية بإصراره على عدم ترك الحكم؛ حتى لا يستولي عليه الإخوان!!{nl}لقد فقَدَ «الفلول» وأنصارهم عقولهم منذ إعلان نتيجة المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية، وفوز «د. محمد مرسي» بالمرتبة الأولى، وانتابت كل القوى المختلفة مع الإخوان أو الكارهة لهم حمَّى من الحركة؛ هدفها في التحليل الأخير عزل الإخوان عملياً من الساحة السياسية، وتنازل مرشحهم الحائز على المرتبة الأولى لآخرين مازالت أحلام الزعامة تدور برؤوسهم!{nl}إلى حماس ... مع خالص الحب{nl}فلسطين أون لاين،،، د. يحيى العبادسة{nl}إن من مقتضيات الحكمة أن يبادر الإنسان إلى مراجعة ما يقوم به من نشاط، فيعيد النظر فيه، ويخضعه لمنهج التقويم المستمر، سواء كان هذا النشاط سياسياً أو اقتصادياً أو فكرياً أو اجتماعياً، وذلك بهدف تلافي ما يعتريه من سلبيات وقصور، وتنمية ما فيه من إيجابيات والبناء عليها وتحسينها وتجويدها.{nl}وإن كان هذا العمل من الأهمية بمكان للفرد، فهو للجماعة والحركات والتنظيمات والفصائل أوجب وألزم لما يقوم على قصور العمل الجماعي من آثار تتعدى الفرد إلى الجماعة والمجتمع والوطن، وعملية المراجعة والتقويم بهذا المفهوم هي جزء أصيل من عمليات الإدارة الرشيدة بالمفهوم العلمي والأكاديمي، كما أن إخضاع أعمال الإنسان للمراجعة والمحاسبة والتقويم هو أمر محمود في الشريعة، فقد وردت أدلة شرعية كثيرة تحث عليه وترغب فيه، وتثيب القائم عليه، وإن سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وسيرة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده غنية بمثل هذه الآثار والممارسات.{nl}ومع أن الإسلام قد سبق الغرب في التأصيل لهذا المنهج إلا أن ذلك لا يمنع أن نعترف بأن الغرب المعاصر، حوَّل ذلك إلى منهج علمي أصيل، ودراسات أكاديمية، وأقام من أجل ذلك مراكز الأبحاث والمؤسسات التي يصرف عليها مليارات الدولارات.{nl}وأحب في هذا المقام أن أذكر ببعض الأدلة الشرعية الدالة على منهج الإسلام في التقويم والمراجعة، فطبيعة الأعمال البشرية يعتريها النقصان وعدم الكمال، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرنا بأنه كان يتوب ويستغفر الله رغم مكانته عند الله وعصمته من الذنوب، حيث قال صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الناس توبوا إلى ربكم فإني أتوب إليه في اليوم مائة مرة".{nl}ونحن جميعاً مدعوون باستمرار للاستغفار لقوله تعالى: " فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا"، وإن عملية الاستغفار في حقيقتها وجوهرها تتعدى الألفاظ إلى كونها عملية تقويم مركبة تعبر عن جملة من العمليات العقلية والوجدانية والسلوكية، فهي عملية مراجعة لكسب الإنسان وأعماله وأفعاله، تتضمن استبصاراً وفهماً وإدراكاً وتحليلاً للأخطاء وأوجه التصور في الأعمال وإدراكاً لمآلات القصور والخطأ وأثره على حاضر الإنسان ومستقبله، كما تتضمن نواحي انفعالية ووجدانية، جوهرها الندم ولوم الذات، كما أنها تتضمن العزم والإرادة على التصحيح والتصويب، ثم يتبعها سلوك وعمل ونشاط جديد محسِّن ومجوِّد ومصوِّب، يجعل الوصول إلى الهدف أسرع.{nl}ولعل ما سبق بيانه هو ما عبر عنه العلماء بشروط التوبة النصوح، وهذا جزء أصيل من عمل الفرد المسلم اليومي، وينبغي أن يكون أيضاً عمل الجماعات والحركات والحكومات والدول.{nl}وما أروع سيرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، مثال العدل والإدارة الرشيدة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخليفته أبو بكر رضي الله عنه، عندما كان يصرخ في المؤمنين قائلاً لهم: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم".{nl}وهناك العديد من المواقف التي سجلها القرآن العظيم في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو المعصوم والمؤيد بالوحي، حيث عاتبه الله كما في قصة عبد الله ابن أم مكتوم بقوله: " عَبَسَ وَتَوَلَّى . أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى " وتكرر الأمر في أسارى بدر أو في تعديل سلوك الرسول صلى الله عليه وسلم مع مولاه أسامة بن زيد وغيرها من المواقف التي هي دروس للأمة وقرآن يتلى ويتعبد به حتى يوم القيامة.{nl}وأيضاً هناك مواقف كثيرة نبه الله جل وعلا الجماعة الإسلامية الأولى، وهي خير القرون، إلى عوامل ضعفها وأسباب فشلها كما في غزوة أحد عندما نبه المسلمين إلى أسباب الهزيمة، فقال لهم جل وعلا: " مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ .." وكذلك الأمر في غزوة حنين : " وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ".{nl}ما أروع المنهج القرآني عندما يردنا إلى سبيل التغيير: "إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ " أو عندما يلفت نظر المسلمين الذين يتعلقون بتبريرات وأسباب خارجية لأخطائهم فيصدمهم بالحقيقة " قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ ".{nl}إن إحدى ديناميات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو التصويب والتصحيح للأخطاء، وهي مسؤولية فردية وجماعية وفرض عين بقدر الوسع، وهي جزء من عملية تقويمية دائمة ومراجعة مستمرة ويقول الله جل وعلا: " بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ . وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ ".{nl}وإن تشخيص الخطأ والخلل هو أول الطريق للمعالجة والمقدمة الضرورية لاستدراك الأمر، وإن السكوت عن المراجعة والتستر على الخطأ، هو نكوص عن القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.{nl}ومن أجل ذلك فقد اهتمت الدول الحديثة بآليات المراجعة والمراقبة، وأنشأت لذلك مؤسسات منها الإعلام وكفلت حريته، ومنها مؤسسات الرقابة المالية والإدارية، وكفلت حيادها واستقلالها وحصانة القائمين عليها، ومنها مراكز الأبحاث وقياس الرأي ومؤسسات النزاهة والشفافية، حتى أن الدول الحديثة تتفنن في تمكين الجمهور من المعلومات والبيانات حتى يكون الجمهور شريكاً في الحكم ويحاسب القائمين على الشأن العام.{nl}وإننا في فلسطين إذ نتابع مسيرة حركة حماس المباركة ونفخر بإنجازاتها، على صعيد خدمة الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية، وخدمة الإسلام والمسلمين، وما مثلته من إضافة نوعية للعمل الوطني والإسلامي وما قدمته من نموذج يحتذى به في كثير من المجالات وخاصة على صعيد المقاومة والثبات على الحق والصمود أمام الحصار، وإنجاز صفقة وفاء الأحرار وغير ذلك الكثير، إلا أن هذا الخير الكثير وهذه النجاحات غير المسبوقة، لا تخلو من بعض الهنات والثلمات والأخطاء، التي أصابت المسيرة وشوهت شيئاً من نضارة الصورة، وهذا لا يعيب الحركة ولا ينقص من شأنها، فطبيعة العمل الإنساني لا يبلغ الكمال ويعتريه النقص والخطأ.{nl}وإيماناً مني بمسؤولية المناصحة، كأحد أبناء هذه الحركة الغراء، أجد من واجبي أن أقدم مساهمة متواضعة في تسديد الخطى وتقويم مسيرة العمل، وذلك بالتنبيه إلى أهمية إحياء سنة المراجعة والتصويب والتقويم، عملاً بمنهج السلف الصالح، عندما قام رجل من الصحابة بتوعد عمر بن الخطاب بأن يقوم اعوجاجه بالسيف إن هو حاد عن المنهج، فما كان من أمير المؤمنين عمر إلا أن حمد الله جلا وعلا أن كان في الأمة من يقوم اعوجاج عمر بالسيف.{nl}ما أروع أن تبادر قيادة الحركة من تلقاء نفسها، واستشعاراً للواجب والمسؤولية بإقامة المؤسسات الحركية الرقابية وإنشاء مراكز الأبحاث العلمية وتشجع المؤسسات الإعلامية وتشجيع القائمين عليها لبيان أخطاء وعيوب العمل وكذلك أبناء الحركة، فتدفعهم لإحياء سنة النصح واكتشاف مواضع الخلل والقصور فتبادر إلى تصويبها وترتقي بمستوى الأداء التنظيمي والدعوي والتربوي والأمني والجهادي والإداري العام، حتى نكون أقرب إلى تحقيق الغايات وبلوغ الأهداف.{nl}وكم يكون خيانةً للأمانة أن ينبري البعض للعب دور الملك أكثر من الملك، سواء بحسن نية أو بسوء نية، فيعتبر كل ملاحظة أو نقد أو دعوة للتقويم والمراجعة فيرى فيها تجريحاً وتهجماً وتشهيراً واتهاماً، وإعانة لأعداء الإسلام، كشفاً لعورات المسلمين، وكأن هذا البعض لم يسمع بقول عمر رضي الله عنه :" رحم الله امرأً أهدى إلي عيوبي".{nl}حتى أن هؤلاء البعض يجعلون كل جهدهم في نفي الخطأ أو تبريره، وكأنهم ينزهون ذواتنا عن الخطأ والنسيان، فيجرمونهم ويدنسونهم، وبذلك يحرمون الحركة من خيرية المراجعة والتقويم ومن ثم تصويب المسيرة والتقدم والتجديد والرقي.{nl}إننا لا ندعو إلى النقد لمجرد النقد، وإنما ننطلق من واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهدفنا الأسمى هو الإصلاح بعد تقويم الأوضاع بشكل علمي ومنهجي وموضوعي وبصدق ونزاهة ومهنية، وذلك بهدف الإحاطة بالمشكلات وتحليل أبعادها، بعيداً عن التجريح والشجب والإدانة والتراشق بالتهم، الأمر الذي يتنافى مع المنظومة العلمية والأخلاقية للإسلام.{nl}إنني أدعو إلى القيام بعملية مراجعة هي في حقيقتها جزء لا يتجزأ من عملية أشمل، تؤدي إلى تجديد مشروع الحركة بتجديد قيمها ومفاهيمها ورؤيتها ورسالتها ونظريتها التربوية وإستراتيجيتها وأساليب عملها، ومواقفها وتكتيكاتها وتجديد مقاومتها وتجديد قوانينها ونظامها الانتخابي كي يكون أكثر ديموقراطية ونزاهة، وهذا ليس بدعاً من الأمر، لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها".{nl}والتجديد هنا مصطلح نبوي يفيد تجديد شيء بلي في هذا الدين، واحتاج إلى تجديد إما بسبب التباس في الفهم، أو قصور في الإدراك، أو فساد في التقويم، وإدراك مقاصد الدين، أو قصور في تنزيل قيم الإسلام على أرض الوقع، أو فساد في تحقيق مصالح العباد والبلاد.{nl}فالتجديد مرتبط أساساً بتدين العباد وليس بأصل الدين لأن الكسب البشري قائم على النقصان وعدم الكمال.{nl}وتجديد الدين إن كان مسؤولية فردية إلا أنه في الحقيقة والجوهر مسؤولية جماعية تضامنية وفرض كفائي.{nl}فالتجديد ليس في أصل الدين والشريعة وأصول القيم، وإنما هو في تجديد الأفهام وتجديد العقول التي تتخلف وتتكلس وتعطب، النفوس التي تفسد بالتمركز حول الذات والمصالح ويفسدها الهوى والعجب والغرور والكبر والحسد والبغضاء، وفي قصور العقل عن إدراك مقاصد الدين في إصلاح الدنيا والآخرة وتحقيق صلاح العباد والبلاد.{nl}إنه ليس من العيب أن تتجدد الحركة، وليس من العيب أن نطور مناهجنا وسياساتنا وبرامجنا، وليس من العيب أن نعيد النظر في البناء التنظيمي، وفي الخطاب الدعوي بما يستوعب التغيرات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية وتطور العلوم والتكنولوجيا وتطور أساليب الحياة، إن العالم من حولنا يتغير بسرعة وهذا يجعلنا أمام تحديات كبيرة وسريعة ومتجددة، تحتاج إلى ثورة عميقة، وتغيرات جذرية في جميع شؤون الحركة.{nl}إن من لا يتجدد يبلى ويجمد، فما كان صالحاً لأمتنا بالأمس ليس بالضرورة أن يكون قادراً على إصلاح حاضرنا اليوم، فضلاً عن الاستجابة لحاجات مستقبلنا غداً.{nl}إننا في كل زمان في حاجة لطبعة جديدة منقحة ومزيدة من حركة حماس تكون أكثر تمثيلاً لمبادئ وقيم الدين الإسلامي، وأكثر قدرة على تحقيق المصالح الوطنية، وتمثيل الجماعة الوطنية والانسجام معها، وتكون أيضاً أكثر اتباعا لمنهج السلف الصالح مع مسايرة حاجات الناس ومواكبة العصر والتطور وتقوم على تجديد البرامج لتوافق الإجابة الصحيحة على النوازل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية.{nl}وعندما ننادي بالتجديد فهذا لا يعني أننا نشكك في أصل الطبعة -حاشا لله- وإنما الهدف أن نعود بالحركة لكي تكون باستمرار أكثر مقاربةً للأصل، أي هي عملية نفي للخطأ وتقويم للاعوجاج إن وجد، وتصويب للخطأ في الفعل والممارسة.{nl}وختاماً فإنني أدعو الحركة التي أحببتها وأفنيت عمري في خدمتها، وأدعو قيادتها التي أثق بها وأحبها أن تبادر من تلقاء نفسها، استشعاراً للمسؤولية والواجب، باتخاذ قرار جريء ودون تأخير أو إبطاء بإطلاق عملية مراجعة شاملة لحصاد سنوات عديدة خلت من العمل المتواصل والمجاهدات العظيمة، كانت الحركة وقيادتها مثالاً ونموذجاً للإخلاص والتضحية والعمل المتواصل.{nl}وكل ذلك ليس انطلاقاً من أن الحركة في أزمة أو لوجود مشكلة ما، وإنما انطلاقاً من عملية منهجية أصيلة وضرورية، وحاجة لازمة لأصول الإدارة الرشيدة، ورغبة في الإتقان والتحسين والتطوير والتقدم، وتجديد الدماء في عروق مشروع الحركة ورسالتها.{nl}وهذه العملية التقويمية ينبغي أن تكون شاملة ووفق منهج علمي، تجند لها قيادة الحركة خيرة أبنائها وأفضل طاقاتها الفكرية من أصحاب الشهادات العليا العلمية والمتخصصة ومن ذوي القدرات المهنية المتميزة، ومن أصحاب الكفاءات والقدرات الإبداعية، وهم جيش كبير في الحركة لا يلتفت إليه بسبب انشغال الحركة بالأحداث والتحديات اليومية.{nl}وإن هذه العملية التقويمية الشاملة، وحتى تبلغ أهدافها المنشودة تحتاج إلى ثقة بالذات وشعور كبير بالعافية، ولا تنطلق من عقدة بالنقص لا سمح الله، وتوفر الحركة للقائمين عليها قدراً واسعاً من الثقة والحرية والأمن والأمان والحصانة من الاتهام كي يقوموا بعملهم دون خوف أو وجل، فحرية التفكير أمر لازم فكل واحد من أبناء الحركة يعيش مشاعر معقدة، تجعل من نفسه حارساً على نفسه، فالتحرر من عقدة الخوف مقدمة لازمة لسلامة مخرجات هذا المشروع، كما أن ذلك يتطلب أن يكون عملاً مؤسساتياً، تقوم عليه مراكز أبحاث متخصصة.{nl}وختاماً فإن حركة حماس لم تعد ملكاً لأهلها الذين شرفهم الله بحمل أمانتها، وإنما هي ملك للأمة جمعاء، وهي أمل الأمة المنشود في التحرير، وهذا يدفع المخلصين من أتباع هذه الحركة، كل في مكانه باستشعار المسؤولية، فكل منا على ثغر، وإن من واجب أبناء الحركة أن ينصحوا لقيادتهم تحقيقاً لمراد حديث رسول الله صلى الله عليه سلم: "الدين النصيحة، قيل لمن يا رسول الله، قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم".{nl}"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب"<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/06-2012/حماس-85.doc)