تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أقلام وآراء عربي 129



Haneen
2012-06-07, 11:34 AM
اقلام واراء عربي{nl}(129){nl}في هــــــــــذا الملف{nl}الأسرى: أحياء موتى بين الظلم والظلام{nl}بقلم: عماد فؤاد مسعود (كاتب وشاعر فلسطيني) عن القدس العربي{nl}القضية الفلسطينية في ذكرى نكسة حزيران{nl}بقلم: يوسف نور عوض (كاتب من السودان) عن القدس العربي{nl}باراك.. مقدمات صحيحة وخلاصات خاطئة{nl}بقلم: نبيل عمرو عن الشرق الاوسط{nl}اللاجئون والعودة و«الربيع العربي»{nl}بقلم: كاظم عايش عن السبيل الاردنية{nl}في مواجهة طرد وتشريد واستلاب الفلسطينيين{nl}بقلم : كارين أبوزيد(المفوض العام للأونروا) عن الراية القطرية{nl}ماذا سيفعل الإخوان إذا فاز شفيق؟{nl}بقلم: عماد الدين حسين عن الشروق المصرية{nl}"الإخوان" وفتح شهية السلفيين{nl}بقلم: أحمد أميري( كاتب اماراتي) عن الاتحاد الاماراتية{nl}الانتفاضات العربية: نقطة اللاعودة{nl}بقلم: هدى رزق (باحثة لبنانية في علم الاجتماع السياسي) عن الاخبار البيروتية{nl}كلمة الرياض... لماذا انحاز الروس والصينيون لنظام الأسد؟!{nl}بقلم: يوسف الكويليت (كاتب سعودي) عن الرياض السعودية{nl}أقلام واراء عـــــــــربي{nl}ملف رقم (129){nl}ـــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ{ nl}الأسرى: أحياء موتى بين الظلم والظلام{nl}بقلم: عماد فؤاد مسعود (كاتب وشاعر فلسطيني) عن القدس العربي{nl}وحدهُم من يُمكنهم أن يلوموا البلادَ هم أولئك الّذين دَخلوا الموتَ احياءً فكانت أقدارهم مؤجّلة أو مُعجلّة، هُم الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني، والأسير الفلسطيني هو وحدهُ من أشرع لنا أوّل نافذة نتأمل من خلالها الوقت المسروق من عمر والديه، وهو ذاته من علّمنا حب كل شيء حولنا لأن الهواء الكثير الذي يحيط بنا لا نعرفه إلا لحظة الاختناق ولكن ليس مثل اختناق أولئك الأسرى الّذين تجرّعوا العذابات اليومية واختنقوا في براميل ثلثها ماء وثلثها ملح والثلث المتبقّي لُعاب السابقين من الاسرى.{nl}كلّنا نعلم إنّ إضراب اللأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال ليس جديدا على الفلسطينيين الأحرار ففي عام 1984 أضرب الأسرى عن الطعام واستمرّ إضرابهم 18 يوماً، وفي إضراب عام 1992 استمر 15 يوما وفي عام 1996 استمر أيضاً 18 يوماً، وكذلك في إضراب عام 1998 والذي استمر 10 أيام وما تلى ذلك من اضرابات كان آخرها قبل أيام معدودة لكن في هذا الاضراب الأخير وبعد دخول معركة الأمعاء الخاوية يومها السبعين وبعد أن أصبح هذا الرقم بمثابة سبعين قيامة عاجلة حلّت على شعبنا الفلسطيني، أدركتُ يومها ان هذا التحدي الفلسطيني وهذا الأسير ذاته الذي أضرب قبل ثلاثة عقود وما زال للآن أسيرا، وهذه الحرب أحادية الجانب لم تكن كما قال المحللون والمنظرون والسائحون سياسيا أنها حرب مطالبها إخراج الأسرى من سجنهم الأنفرادي والسماح لهم برؤية ذويهم والمطالبة بالحد الأدنى من المعاملة كأسرى حرب ومطالبة الأمم المتحدة والجمعيات والمنظمات العالمية للالتفات إلى مطالبهم وارسال لجان تحقيق للتأكد من سلامة أوضاعهم الصحية والقانونية وما إلى ذلك، هي بكل تجلياتها كانت معركة وصرخة ضدنا نحن العرب وليس ضد الاحتلال الغاشم، 'فنحن من ينقصنا هذه الشجاعة نجد دائما فلسفة نفسّر بها ذلك' كما قال المفكّر الفرنسي البير كامو، فبعد تجاهل العالم بأكمله معاناة الأسرى الفلسطينيين وبعد الأضراب الأول مؤخرا والذي لم يحظ باهتمام شعبي ورسمي كما يجب حتى على مستوى وسائل الاعلام العربية وانحصر على وسائل التواصل الاجتماعي الوهمية ولم نصل نحن العرب يوما تجاه القضية الفلسطينية بواقعها الحقيقي إلى مرحلة الفعل واكتفينا بالاعتراض الرمزي للفعل ومتى؟ فقط قبل ساعة الموت بأيام، بعدها بدأت هذه الحرب والتي كان سلاحها الجوع، فلم يتوّقف الاضراب عن الطعام إلا بعد أن سمعنا صوت الجوع يعلو صوت القذائف فكان لا بد من حراك حقيقي يُعيد مكانة هذا الإنسان المقيد خلف القضبان إلى انسان حر أمام قضبان صمتنا. رغم أن الفلسطينيي هو اول عربي نطق في اثير الشرق الاوسط من اذاعة القدس وكان أول من طالب ونادى بالروح الثورية والنهضة العربية القومية وبضرورة الوقوف في وجه هذا الاستيطان وهذه الامبريالية الامريكية، ومع ذلك تعرّض الفلسطينيون لخذلان عربي وفلسطيني أيضا من داخل فلسطين، فكان اولئك العملاء الذين قايضوا سريرهم بالوطن هم وراء دخول عدد كبير من الأسرى خلف قضبان الاحتلال وفي هذا الطرح لا يصلح إلا أن استذكر عبارة قراتها يوما لأحد الفلاسفة 'أن النصر يبدأ بعشر طلقات .. تسعة طلقات للخونة وواحدة للعدو'.{nl}وما لم يعرفه الانثروبولوجييون وعلماء الفسيولوجيا الذين أسهبوا في تحليل شجون الأسرى أن هذا الأسير الفلسطيني قد تعفف عن المستقبل بحيث أعاد انتاج ذكرياته لدرجة أوصلته مرحلة الاستغناء عن هذا العالم الحداثي والالكتروني الذي نعيشه والذي أفقدنا لذّة الاستمتاع بكلّ التفاصيل الصغيرة، فلا يُمكن أن تكون هنالك صورة أجمل من الخــيال الذي ننميه كما نُحب وليس هنالك خيال أوسع من خيال أسير مضى عشرين عاما يرمّمُ ماضِ لم يمض لأن الحاضر لم يحضر بعد لحظة أسرهِ .{nl}الاسرائيليون في كل يوم يحاولون التسلل إلى التاريخ ويهربون من حاضرهم العكر، ومن يتأمل الافراط في صناعة التاريخ وتسلّقهم على مبادئ دينهم الذي شوّهوه، ومن يرى تقمّص السجان ملامح الضحية قبل قتلها ،يَعلمُ أن هذا كلّه ينمو من نقص الهوية الوطنية والتاريخية والانسانية لديهم.{nl}بالأمس سمعتُ في النشرة الاخبارية لإحدى الاذاعات الفلسطينية أنّ الحكومة الاسرائيلية تقوم ببناء قبور وهمية حول مناطق مقدسية وفي احياء قريبة من مستوطنات يهودية للاستيلاء على أراضٍ فلسطينية بطريقة غير شرعية، وايضا قيام تجار بشراء الحجارة القديمة للبيوت الفلسطينية لإلصاقها على جدران بيوتهم بعد مزجها بالطين الأحمر وليس الاسمنت ليصدق المارّة تاريخ البناء القديم وتاريخ الدولة التي يدّعونها ،وبذات الوقت ينقل لنا الأسرى المحررون حال اخوتهم في السجون الاسرائيلية وعن طرق تعذيبهم التي لا تنتمي للانسانية وأين؟ في بين الإله كما يدّعي الصهاينة وهو اسم احد المعتقلات الاسرائيلية 'بيت آيل' أي بيت الإله بمعانه الحرفي، إلا أن كل ما يحدث فيه لا يدل إلا على معبد للشيطان وليس غير ذلك ....فهذا هو الاختلاق التاريخي والديني والذي يسعى الاعلام الصهيوني والمردوخي لنشره في العالم لتصديقه والايمان بالوجود التاريخي للصهاينة على أرض فلسطين .وأنا على يقين تام أن الأسير المحرر لا ينقل لأهله واصدقائه كل ما معاناته في أسره وذلك لاعتبارات لا أحد يعلمها سواه ..تماما مثلما هو الشاعر الحقيقي الموغل بآلام شعبه وقضيته والذي لا يمكنه أن ينشر كل قصائده التي يكتبها لاعتباراتٍ أيضا لا يعرفها سوى الشاعر المسكون بشجنه.{nl}مازلتُ أذكر رسالة ذاك الأسير الذي أمضى عشر سنوات في سجن الرملة مشلولاً ،وللآن مازلتُ أشعر بخجل تجاهه، وبأنّي مدين لهُ بطريقة ما، فكتبَ إلى وزير شؤون الاسرى والمحررين 'أنا الأسير ...أتسلّق على حُلمي بعكازين من الخيال والاستعارة كي أرى غدي، وكلما وصلتُ الفجرَ صدّني وجعي وقال: أنت ناقص من التابوت والشمس، اتقاسم الوجع مع زملائي كي نرفع الموت المؤت قليلاً ...نراكُم من ثقوبِ جلودنا تعيشونَ حياتكم بدلاً منّا، لنا هنا الموت ولكم هناك الأوسمة'.{nl}وأنا أقول له ولأصدقائه وأشقائه في أيّ جغرافيا فلسطينية مسروقة ومسلوبة الإسم:{nl}أيّها الأسير الفلسطيني إن كُنتَ تقرأنا في مكان ما ... تأكّد يا ابن أمّي ان من يُفاوض باسمك ومن قدم أنين والديكَ تنازلا، ودجّنَ وحدتكَ ليس دفاعا عنك...هو لا يُفاوض إلا باسمه وحده ....اما نحن لن نُقايض عمرك المسروق بأكياس معونة بائسة ...ولن نمتطي هذا الغياب ونعدو...حيفا لن تُصبح 'خيفا' إلا لو شاء الفلسطيني وربّه .{nl}أيها الأسير الفلسطيني كُنتَ ومازلتَ دليل الحر منّا ....والحر منّا هو الدليل عليك.{nl}القضية الفلسطينية في ذكرى نكسة حزيران{nl}بقلم: يوسف نور عوض (كاتب من السودان) عن القدس العربي{nl}الخامس من حزيران تاريخ لا يمحى من ذاكرة الأمة العربية، ومهما حاولت قوى الاحتلال الإسرائيلي أن تجعل العرب ينصرفون عن قضية فلسطين الأساسية فإن هذا اليوم يعود من جديد ليذكرهم بتلك القضية، وربما كانت أحداث حزيران معروفة ومرصودة في كتب التاريخ ومدوناته، لكن تلك الأحداث التي مر عليها أكثر من أربعة عقود بحاجة إلى إعادتها لكي تتعلمها الأجيال الجديدة، والسؤال الأول هو كيف تطورت الأحداث التي قادت إلى تلك النكسة؟{nl}لقد ظل العالم العربي كله قبل تلك الحرب مهيئا للدخول في مواجهة مع إسرائيل، وتعاظمت العمليات الفدائية ما دفع 'ليفي أشكول' في الخامس من مايو أن يرسل تهديداته أمام الكنيست محذرا الفلسطينيين وقائلا إذا لم يوقف الفلسطينيون عملياتهم فإن إسرائيل سوف تزحف نحو دمشق، لكن التهديدات الإسرائيلية في تلك المرحلة لم ترهب سورية أو مصر، فقد كان الفكر الثوري في المنطقة لا يقف عند مثل تلك التهديدات، وبالتالي فقد ذهبت كل من مصر وسورية في اتجاه تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك بين البلدين، وهدد الرئيس جمال عبد الناصر بأنه إذا ما كررت إسرائيل عملياتها العدوانية مثل عملية طبرية فسوف تدرك أن الاتفاقية بين سورية ومصر ليست مجرد قصاصة ورق لاغية .لكن إسرائيل لم تكن في الفترة التي سبقت الحرب تتوقف عن عملياتها العدوانية، إذ أسقطت في شهر إبريل من عام سبعة وستين ست طائرات سورية، كما أسقطت ثلاث طائرات أخرى فوق الأراضي الأردنية وقام الأردن بتسليم طياريها إلى سورية.{nl}وكانت زيارة الفريق محمد فوزي لدمشق في الرابع عشر من مايو ذات أهمية خاصة إذ تبعتها تحركات عسكرية مصرية كبيرة في اتجاه الشرق، كما حذرت مصر مجلس الأمن من أن إسرائيل تعد لعدوان على مصر، وكانت المرحلة الحاسمة عندما طلبت مصر من الأمم المتحدة أن تسحب قوات الطوارىء الدولية من المنطقة لأنها كانت توجد في الجانب المصري ولم يكن لها وجود في الجانب الإسرائيلي، وعلى الفور دعا وزير الخارجية السوري 'ابراهيم ماخوس' إلى الجهاد ضد إسرائيل، وكانت إسرائيل قد دعت بشكل سري إلى التعبئة العامة واستدعت جنود الجيش الاحتياطي، كما أن خمس فرق عسكرية رابطت في صحراء النقب بالقرب من صحراء سيناء، ولدى تحرك الأسطول السادس الأمريكي إلى شرق البحر الأبيض المتوسط أعلن الرئيس جمال عبد الناصر التعبئة العامة.{nl}لكن الخطوة المهمة والخطيرة حدثت في الثاني والعشرين من مايو عام سبعة وستين عندما قرر الرئيس جمال عبد الناصر إغلاق مضائق تيران، وعني ذلك محاصرة جميع السفن التي تحمل الصادرات والواردات الإسرائيلية، ومع ذلك قال مندوب مصر في مجلس الأمن إن بلاده لن تكون البادئة بالحرب إذا وقعت. وبدأ الجانب العربي يستعد إلى كل الاحتمالات من الجانب الإسرائيلي، وفي الحادي والثلاثين من مايو قام الملك حسين بزيارة القاهرة ووقع اتفاقية الدفاع المشترك مع سورية ومصر، وكانت تلك مرحلة مهمة لأنها طوت صفحة الخلاف التي كانت قائمة بين الرئيس جمال عبدالناصر والملك حسين. وفي يوم التوقيع دخلت مفارز من الجيش العراقي إلى سورية، أما إسرائيل فقد ركزت على حشد الدعم الأجنبي لصالحها وبدأت حملة دعائية بتوزيع كمامات الغاز لمواطنيها على الرغم من أن الجانب العربي لم يكن يملك أسلحة نووية أوجرثومية، وفي اليوم الأول من حزيران أجرى 'ليفي أشكول' تعديلا في حكومته وأوكل قيادة وزارة الدفاع إلى 'موشي دايان' بينما أصبح مناحيم بيغن وزيرا للدولة.{nl}وكانت سائر تلك الأحداث تجري مع وجود جهود لتحسين العلاقات بين مصر والولايات المتحدة، واستعداد مصر لاستقبال سفير أمريكي جديد، وقد عبرت مصر عن حسن نواياها بأن سمحت لحاملة طائرات أمريكية بأن تعبر قناة السويس، وعلى الرغم من كل ذلك فقد اندلعت المعارك في الخامس من حزيران وبدأ جدل كبير في مجلس الأمن حول من البادىء في الهجوم في أطول جلسة عقدها المجلس لمناقشة قضية واحدة استمرت اثنتي عشرة ساعة.{nl}وكانت إسرائيل قد أطلقت صافرات الإنذار منذ صباح يوم الخامس من يونيو كما أطلقت سلاحها الجوي ضد المطارات المصرية، وقد استطاعت إسرائيل في هذه العملية أن تدمر أكثر من أربعمئة طائرة مصرية كانت قابعة في المطارات المصرية، وذلك ما جعل محمد حسنين هيكل يقول أن تدمير سلاح الجو المصري في تلك الحرب كان هو السبب الرئيسي في خسارة الحرب لصالح إسرائيل.{nl}ولم يكن تدمير القوات الجوية المصرية هو الشيء الوحيد الذي واجهته مصر في تلك المرحلة، بل كان لمصر أكثر من مئة ألف جندي فوق أرض سيناء أصبح ظهرهم مكشوفا، وقد تمكنت إسرائيل من احتلال سيناء بأكملها في هذه الحرب، وفي السادس من حزيران دخلت قوات إسرائيلية إلى الضفة الغربية، كما هاجمت قوات إسرائيلية مطارات الأردن، وعندما علم 'موشي دايان' بأن مجلس الأمن سوف يقر قرارا بوقف العمليات العسكرية، قامت القوات الإسرائيلية على الفور بدخول القدس الشرقية.{nl}ودون الدخول في تفاصيل العمليات القتالية، فقد كانت خسارة الحرب صدمة قوية في مختلف بلاد العالم العربي التي لم تكن تتوقع هزيمة بذلك الحجم، خاصة أن الرئيس جمال عبد الناصر كان يسيطر على العالم العربي بتوجهاته القومية ودعواته المتواصلة لمواجهة إسرائيل، لكنه لم يجد بدا من تقديم استقالته على أنه يتحمل المسؤولية كاملة في ما حدث، غير أن الجماهير العربية في مختلف بيئاتها رفضت تلك الاستقالة وطلبت من الرئيس جمال عبد الناصر أن يبقى في موقعه من أجل مواجهة العدوان الإسرائيلي، وكان من أهم الأحداث التي وقعت بعد حرب حزيران، مؤتمر اللاءات الثلاثة الذي عقد في العاصمة السودانية الخرطوم، وقد استقبل الرئيس جمال عبد الناصر في شوارع الخرطوم استقبالا رائعا ما جعله يقول إنه لم يكن يتوقع استقبالا بذلك الحجم لقائد مهزوم في معركة مهمة، وقال رئيس وزراء السودان في ذلك الوقت محمد أحمد محجوب ما كنا نخشاه في تلك القمة الخلاف الذي كان قائما بين الرئيس جمال عبد الناصر والملك فيصل، لكن الملك فيصل طلب في أول مؤتمر القمة الكلمة وهو ما جعل الجميع يتطلعون في حذر ولكن الملك فيصل فاجأ الجميع عندما قال ليس هذا وقت الشماتة في أحد وإنما هو وقت التكاتف بين جميع شعوب الأمة العربية من أجل مواجهة العدوان الإسرائيلي، وأعلن الملك فيصل تبرع بلاده لمساعدة مصر ودول المواجهة، وقال محجوب إنه عقد اجتماع صلح في منزله بين الملك فيصل والرئيس جمال عبد الناصر فاحتضن عبدالناصر الملك فيصل وبكى من شدة التأثر بعد توتر العلاقة الشخصية بين الرجلين. وفي هذا الأسبوع تعود ذكرى حزيران والعالم العربي يمور بثورات الربيع العربي التي تستدعي أن تعود القضية الفلسطينية إلى موضع الصدارة الذي كانت عليه من أجل استرجاع الحقوق وانصاف الشعب الفلسطيني.{nl}باراك.. مقدمات صحيحة وخلاصات خاطئة{nl}بقلم: نبيل عمرو عن الشرق الاوسط{nl}في مداخلة أمام الاجتماع السنوي لمعهد بحوث الأمن القومي، دعا السيد إيهود باراك إلى تحريك عملية السلام مع الفلسطينيين، مهددا بأنه في حال الإخفاق في الوصول إلى تسوية عبر التفاوض فلا مناص من أن تقوم إسرائيل بترتيبات أحادية الجانب.. تتلاءم مع المصالح والاحتياجات الأمنية لإسرائيل.{nl}من جانبها حذرت السلطة الوطنية على لسان السيد نبيل أبو ردينة من مغبة الحلول أحادية الجانب، واصفة إياها بأنها تقوض حل الدولتين وتتسبب بمضاعفات سلبية خطرة على صعيد السلام المنشود.{nl}أفكار باراك حول حاجة إسرائيل إلى حل ولو مؤقت وإشارته الصريحة إلى ترتيبات أحادية الجانب، نظر إليها من قبل الكتاب والمحللين الإسرائيليين على أنها ليست مجرد اجتهاد شخصي من جانبه، ورجحوا بأن طرحا كهذا لا بد أن يكون متفاهما عليه مع شركاء الائتلاف الحكومي وهم نتنياهو وليبرمان وموفاز، ولقد عزز هذا الاعتقاد إشارة باراك إلى المساحة الواسعة للائتلاف الحكومي في إسرائيل نوعا وعددا، إذ يصل إلى ما يربو عن تسعين عضو كنيست وهو رقم نادر الحدوث في التاريخ الإسرائيلي.{nl}وفكرة باراك التي رفضت على الفور من جانب القيادة الفلسطينية لقيت تحفظا من قبل السيدة هيلاري كلينتون التي أعلنت تفضيلها لحل يتم من خلال التفاوض رغم عدم وجود تفاوض، بل وعدم ظهور آفاق إيجابية تشجع على استئناف التفاوض ولو على المدى البعيد.{nl}الخوف الفلسطيني من الحلول أحادية الجانب، له ما يبرره سواء على صعيد تجارب الماضي لخصها الانسحاب الأحادي من غزة الذي أتمه شارون تحت عنوان التسوية مع الفلسطينيين من جانب واحد في إطار رؤية لمصالح إسرائيل الأمنية، فإذا بالانسحاب من غزة وتدمير المستوطنات هناك يتحول إلى عبء ثقيل على جميع الأطراف بما في ذلك إسرائيل.{nl}واللافت للنظر في تصريحات باراك بأنها غير منطقية رغم وقوعها كصخرة على سطح الماء الراكد فإلى جانب إقرار وزير الجيش والأمن بعمق مأزق الجمود السياسي مع الفلسطينيين وإقراره كذلك بالحاجة إلى تسوية عاجلة معهم حتى في زمن الانشغال في الملف النووي الإيراني والربيع العربي، خصوصا في مصر وسوريا، إلا أن الخلاصات التي يتوصل إليها باراك تبدو بعيدة كل البعد عن أن تشكل حلا، خصوصا أن هوس الاستيطان لا يزال يهيمن على العقلية الحاكمة في إسرائيل وبفعل استحواذه المطلق على السياسات إزاء الفلسطينيين، فلا أمل بمفاوضات أو حتى حلول وسط على صعيد القضايا الأساسية بين الجانبين.{nl}ومع أن كل كلمة ينطق بها باراك يجب أن تقابل بشكوك كثيرة حول المصداقية إلا أن إقراره بصعوبة بقاء الوضع على حاله مع الفلسطينيين ينبغي أن ينظر إليه فلسطينيا بمنظار أكثر موضوعية بل وأكثر جدية، وفي حالة كهذه ليس المطلوب التقاط فكرة باراك كما لو أنها طوق نجاة أو مبادرة سلام جديدة.. أو انقلاب في المواقف والسياسات الإسرائيلية، فليس هكذا تصنع السياسة، وخصوصا مع قيادة إسرائيلية كالتي تحكم الآن، بل المطلوب اشتباك سياسي من موقع المصالح الفلسطينية الأساسية.{nl}إن مطلب تجميد الاستيطان وإنهائه والاستمرار في اعتباره غير شرعي ومرفوضا جملة وتفصيلا يجب أن يظل سياسة فلسطينية وعربية ثابتة، بل ويرقى إلى مستوى الثقافة والعقيدة، وإذا كانت إسرائيل القوية والمتفوقة وذات القدرات الخارقة بالقياس مع القدرات المادية الفلسطينية ترى استحالة التعايش في الوضع الراهن مع الفلسطينيين فإن على الفلسطينيين التقاط الخيط.. والتوجه لإسرائيل والعالم بموقف مستنير وراسخ ومتكامل يلامس الرغبة الدولية في كسر الجمود المروع الذي وصلت إليه عملية السلام على مسارها الفلسطيني، ذلك أن الاشتباك السياسي المنطلق من التمسك الفلسطيني بالحقوق وعدم التراجع عنها.. من شأنه تحريك المسار وإعادة القضية المنسية إلى الذاكرة الراهنة بل وفرضها على الأجندات الإقليمية والدولية التي ذهبت بعيدا عنها خلال الأعوام القليلة الماضية.{nl}إن الاشتباك السياسي هو عودة إلى معركة وليس تراجعا باتجاه الخصم.. ويتعين على الرئيس عباس أن يجد الوسيلة الفعالة للعودة إلى المربع الفعال دون تراجع عن الموقف الصحيح والمبدئي من الاستيطان ودون التنازل عن الحقوق الأساسية التي كفلتها الشرعية الدولية ولم تغفلها الاتفاقات والتفاهمات من حيث المبدأ مع الطرف الآخر.{nl}اللاجئون والعودة و«الربيع العربي»{nl}بقلم: كاظم عايش عن السبيل الاردنية{nl}العودة حق شرعي وقانوني وإنساني وحتمي، هذه لازمة يجب أن يحفظها اللاجئون عن ظهر قلب، ويعلموها أبناءهم وأحفادهم، وأن يعملوا لها على مدار الساعة، ويكرسوا كل جهودهم ليحققوها في واقع حياتهم، فحق كل إنسان أن يعود إلى وطنه، وليس من حق أحد أن يمنعه ذلك الحق، ولو أدى ذلك لقتاله، هذا إن كان الوطن أي وطن، فكيف إذا كان الوطن فلسطين! الأرض التي بارك الله فيها وحولها، أرض الإسراء والمعراج، أرض الأنبياء والشهداء والصالحين، مهد عيسى ومهاجر إبراهيم، الأرض المضمخة بعبق الرسالة والشهادة، أرض التين والزيتون، أرض الأقصى والمهد والقيامة، أرض المحشر والمنشر، الأرض التي سينزل فيها المسيح ويقتل فيها الدجال، بوابة السماء، وموئل الأنبياء، ومثوى الشهداء، ومأرز الصالحين، فهل فلسطين كأي وطن على وجه الأرض!{nl}إن الصلاة في الأقصى والشهادة على أعتابه أمنية مئات الملايين من المسلمين في كل أنحاء الأرض، وهذا يضاعف مسؤولية أهل فلسطين تجاهها، وخاصة اللاجئين منهم؛ فهم أولى الناس بها، ولا يجوز لهم أن يتوانوا في العمل لتحريرها من أيدي الصهاينة الغاصبين لها، الذين يكيدون لها ولمسجدها الأقصى ولكل ما هو مقدر ومقدس فيها، يريدون فلسطين دولة يهودية، ولم تكن كذلك، ولن تكون في يوم من الأيام.{nl}إن من أكبر الخطايا التي ارتكبت في حق فلسطين الاعتراف بالكيان الصهيوني وشرعنة وجوده على أرضها؛ من خلال اتفاقيات الإذعان والتفريط (كامب ديفد، وأوسلو، ووادي عربة) هذه الوثائق التي خانت عهد الشهداء وتنكرت للدماء والأشلاء، وخالفت كل قواعد الحق والمنطق، وتنكرت للرجولة والقيم، هذه الاتفاقيات يجب أن تمزقها الشعوب، وتلقي بها في وجوه من كتبوها بمداد العار.{nl}إن ثورة الشعوب في "الربيع العربي" يجب أن تستكمل مشوارها على طريق إعادة الاعتبار لهذه الشعوب، التي غلبت على أمرها بأنظمة لم تكن تعبر عن إرادتها يوما، ومسؤولية فلسطين هي مسؤولية الأمة الاسلامية والشعوب العربية والشعب الفلسطيني في دوائر متكاملة يشد بعضها بعضا، ولا تنفك عن واجبها تجاهها أبداً، وكلما اقتربت الجغرافيا كانت أكثر التصاقا بهذا الواجب الشرعي والقانوني والأخلاقي والقومي والوطني.{nl}مطلوب من اللاجئين أن يعيدوا تنظيم صفوفهم للمطالبة بحقهم في أرضهم ووطنهم، فالمؤامرة لا تزال تحاك ضد هذا الحق، وليست آخر فصولها سعي اللوبي الصهيوني في الكونغرس الامريكي إلى إعادة تعريف اللاجئ بأنه من خرج من فلسطين عام 48 ولا ينسحب هذا التعريف على أبنائه وأحفاده الذين ولدوا خارجها، وهذا يعني أن عدد اللاجئين الذين يحق لهم المطالبة بالعودة لا يزيد على ثلاثين ألف لاجىء فقط، ولم نسمع من العرب ولا من غيرهم أي ردة فعل على هذه المؤامرة، وكأن الأمر لا يعنيهم، ونحن نقول للصهاينة وأوليائهم من المتصهينين الأمريكان إن عدد اللاجئين ستة ملايين ويزدادون عددا في كل ثانية، وهؤلاء هم أهل فلسطين وأصحاب الحق فيها، أما أنتم يا من جئتم من روسيا وارتيريا وهولندا وبلجيكا وكل أصقاع الارض فمكانكم هو من حيث جئتم، ولا مكان لكم في فلسطين، إلا أن تقتلوا فيها؛ تحقيقاً لوعد الله فيكم، فاختاروا ما هو أنفع لكم.{nl}مطلوب من اللاجئين أن يتذكروا وطنهم، فهو هويتهم ومنطلقهم في أداء دورهم ورسالتهم، نعم إن أرض العرب والمسلمين واسعة، ولكن ليس على حساب فلسطين الذبيحة الجريحة التي تئن تحت الاحتلال والتهويد، لقد ضاقت أرض العرب والمسلمين حين أصبح الاقصى أسيرا، ومهددا بالزوال في كل لحظة، وما ينبغي للاجىء أن يغمض له جفن، وهو يرى ما يجري على أرض آبائه وأجداده من احتلال ظالم وأسرى بالآلاف وشهداء وجرحى، وظلم واعتداء وتمييز وتهويد وتهجير وتهديد! إنها مسؤولية أهل فلسطين أولا، ثم الذين يلونهم من العرب والمسلمين ثانيا وثالثا، وعلى اللاجئين أن يفهموا أن كرامتهم مرهونة بتمسكهم بوطنهم وأرضهم، وإصرارهم على مقاومة العدو الصهيوني بكل الوسائل الممكنة، ولا يحق لأحد أن يمنعهم من ممارسة هذا الحق، وإلا فإنه سيكون ظالماً ضالعاً وشريكاً في الجريمة التي ترتكب صباح مساء ضد فلسطين والقدس والأقصى واللاجئين.{nl}في مواجهة طرد وتشريد واستلاب الفلسطينيين{nl}بقلم : كارين أبوزيد(المفوض العام للأونروا) عن الراية القطرية{nl}قبل ستين عاما من اليوم، صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة على إنشاء هيئة مؤقتة تعرف بوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). وقد كانت مهمة الأونروا تتمثل في التعامل مع العواقب الإنسانية لطرد وتهجير ما يقارب من ثلاثة أرباع مليون لاجئ فلسطيني بالقوة نتيجة للحرب التي دارت في الشرق الأوسط عام 1948 وليجدوا أنفسهم وقد هجروا عن بيوتهم وابعدوا عن أراضي أجدادهم. وبعد عقدين فقط من الزمان، أحدثت حرب الأيام الستة موجة جديدة من العنف والتشريد القسري، ونتج عنها احتلال باقي الأراضي الفلسطينية. واليوم، فإن النفي المؤلم لا يزال نصيب الفلسطينيين واللاجئين الفلسطينيين منهم. فاحتلال الأراضي الفلسطينية لا يزال مستمرا، ولا توجد هناك حتى اللحظة دولة فلسطينية إضافة إلى ان حقوق الإنسان والحريات الأساسية، والتي هي حق للفلسطينيين بموجب القانون الدولي، ما زالت مسلوبة وغير موجودة.{nl}الاحتلال الاسرائيلي، والذي أنهى عقوده الأربعة، قد أصبح راسخا أكثر مع كل انتهاك لحقوق الإنسان وللقانون الدولي في الأراضي الفلسطينية المحتلة. الجهات السياسية الفاعلة تمتلك بيدها القدرة على تصويب الأوضاع والتحدي لسياسة الامتهان التي يكابدها الفلسطينيون. ولكن الوضع الحالي مختلف: فإن توجه الجهات السياسية كان ولا يزال، وفي أحسن أحواله، يتوه في تفصيلات الاحتلال وتجلياته - نقطة تفتيش هنا ترفع أو تفرض أو كيس من الاسمنت هناك يمنع دخوله أو يسمح به. وفي أسوأ الأحوال، كان التوجه يتمثل بعدم الالتفات لما يحصل من انتهاكات وأحيانا اخرى السكوت عن أو حتى مساندة ودعم الإجراءات والسياسات التي تتسبب بمعاناة الفلسطينيين.{nl}ومن وجهة نظري كرئيسة للوكالة المفوضة بمساعدة وحماية اللاجئين الفلسطينيين، فإنه لمن المحير والمربك على وجه التحديد رؤية أن التوجه الدولي السائد يفشل - أو يرفض- في منح قضية اللاجئين الاهتمام الذي تستحقه. وعلى مدى ستين عاما، فان حالة الطرد والاستلاب لشعب بأكمله فشلت في ان تكون في صلب وجوهر جهود السلام. إن نقطة الانطلاق والتي ينبغي للسلام أن يبدأ منها غائبة عن جدول الأعمال الدولي، ومركونة جانبا باعتبارها واحدة من قضايا "الوضع النهائي"، أي أنه قد تم اقصائها كقضية تنتمي إلى مرحلة لاحقة من عملية المفاوضات. وفيما تستمر حالات التشريد القسري في مختلف أنحاء الضفة الغربية، حيث يتم طرد الفلسطينيين من بيوتهم في القدس الشرقية، فإنني أطرح سؤالا بسيطا: ألم يحن الوقت بعد لأولئك المنخرطين في عملية السلام لحشد الإرادة والشجاعة لمعالجة قضية اللاجئين الفلسطينيين؟{nl}وفي هذه الذكرى الستين - وللأسف- للوكالة والتي سأغادرها مع نهاية الشهر الجاري، فإنني أود أن أعيد تركيز النقاش حول من تم تشريدهم وطردهم ، وأن أضع اللاجئين أنفسهم في صلب جهود صنع السلام. ولا يظن البعض أنني مخطئة في ذلك: ليس هناك أي نزاع واحد في العصر الحديث قد تم حله، ولم يتم التوصل إلى سلام دائم في أي مكان على وجه الكرة الأرضية ما لم يتم الاستماع لأصوات ضحايا ذلك النزاع وما لم يتم الاعتراف بالخسائر التي تكبدوها والثمن الغالي الذي دفعوه وما لم يتم مواجهة الظلم الذي تعرضوا له. إن سوابق جهود صنع السلام الأخيرة والمنهجية التي تم اتباعها في حل النزاعات المعاصرة تؤكد على أن إعطاء الأولوية القصوى لحل مشكلة الطرد والتشريد واستلاب الحقوق واستيعاب محنة اللاجئين لهي ضرورة، والتزام دولي وواجب إنساني.{nl}إن المواجهة الفلسطينية-الإسرائيلية معقدة وفريدة. ومن بين أبعادها التي لا تعد ولا تحصى، والتي بمجملها تتطلب الاهتمام، فإن قضية اللاجئين والتي لم تجد طريقها للحل تعد واحدة من القضايا الأكثر ارتباطا وتعبيرا عن حالة عدم اليقين في الحالة الإقليمية والوضع السائد وبمسألة استمرار النزاع. وبالتالي، فإن معالجة تلك القضية هي شرط ضروري ولا غنى عنه في سبيل إحراز تقدم نحو أي حل تفاوضي. إن الفشل في التعامل مع قضية اللاجئين وإلقائها جانبا لم يخدم سوى محاولة التنصل من وتبديد محورية وأهمية اللاجئين كمجموعة لها دور مفصلي في توفير السلام واستدامته. لقد خلق هذا الاهمال لقضية اللاجئين لدى الكثيرين حالة من الشك والاحباط حيال عملية السلام برمتها، ما أدى بالتالي إلى تعزيز مواقف أولئك الذين يجادلون ضد مفهوم السلام ذاته.{nl}وأيا كان، فإنني أرفض أن انهي خدمتي في منصب المفوض العام للاونروا بنظرة متشائمة. وعوضا عن ذلك، فإنني ألح على أن نقوم باتخاذ الخطوات العملية المطلوبة من أجل إشراك الفئات المهمشة. دعونا ندحض دعاوى المتشائمين والمشككين؛ دعونا نخلق واقعا بديلا لنزع أسلحة أولئك الذين يفضلون العنف. إنني أناشد صانعي السلام بالاعتراف، في خطاباتهم وتصريحاتهم، والأهم في سياساتهم الفعلية بالحاجة لمعالجة حالة الطرد والتهجير والاستلاب والتشريد الفلسطينية. افسحوا المجال للمضمون الحقيقي بأن يحل محل الرمزية والبلاغة الكتابية واللفظية. وفي الذكرى السنوية الستين للأونروا، فإنني أدعو المجتمع الدولي وأطراف النزاع للاعتراف بستين عاما من الظلم الذي حل بالفلسطينيين وذلك كخطوة أولى نحو معالجة عواقب ذلك الظلم. دعونا نقوم ببناء الحقائق في أذهاننا من أجل خلق حقائق لسلام عادل ودائم على أرض الواقع.{nl}ماذا سيفعل الإخوان إذا فاز شفيق؟{nl}بقلم: عماد الدين حسين عن الشروق المصرية{nl}كان الله فى عون الإخوان هذه الأيام وهم يحاولون أن يرضوا الجميع حتى يظفروا بمنصب رئيس الجمهورية الذى لم يحلموا به ــ ولا فى خيالهم ــ.{nl}الإخوان يكادون يخسرون جزءا من ميدان التحرير ومعظم أنصار حمدين صباحى وبعض أنصار عبدالمنعم أبوالفتوح لأنهم يرفضون فكرة الميدان المتعلقة بـ«المجلس الرئاسى».{nl}بعض الإخوان يقولون إننا على بعد خطوة من هذا المنصب، وبعضهم يقول إن المجلس الرئاسى فكرة كانت تصلح لمرحلة ما قبل الانتخابات، وبعض ثالث يضيف أنه طالما احتكمنا للصناديق فعلينا أن نقبل بنتائجها فى إشارة مبطنة إلى ما يرونه اندفاعا لصباحى وأبوالفتوح فى اتجاه المجلس الرئاسى بعد عدم توفيقهما فى المرحلة الأولى.{nl}عند هذه اللحظة يتساءل كثيرون بجدية: إذا كان الإخوان يطالبون غيرهم باحترام نتائج الصناديق التى أتت بهم لمجلس الشعب وتكاد تقربهم للمنصب الأهم ــ فهل سيحترمون هم هذه النتائج إذا جاءت بأحمد شفيق رئيسا للجمهورية؟{nl}هناك احتمال ولو بنسبة نصف فى المائة أن يفوز شفيق، خصوصا ان معظم قوى الثورة لم تتعامل معه بجدية حتى فوجئت به يحل ثانيا خلف مرشح الجماعة الدكتور محمد مرسى.... إذا فاز شفيق فإننا نعرف ماذا سيفعل الميدان والقوى الثورية، لكننا لا نعرف بالضبط ماذا سيفعل الإخوان؟!.{nl}هناك اكثر من خيار، الأول أن يرفض الإخوان النتيجة وستكون هناك وقتها مبررات كثيرة من أول تواطؤ أجهزة المحليات والأمن نهاية بإجبار مواطنين على التصويت له بسلاح الترهيب والترغيب.{nl}فى هذه الحالة سيعود الإخوان إلى الميدان ــ وسيقولون وقتها ايضا إن الشرعية لاتزال فيه، وسوف يوجهون كل حشودهم ربما لجهة استئناف الثورة من اليوم التاسع عشر التالى لـ11 فبراير 2011.{nl}الاحتمال الثانى ان يعلن الإخوان القبول الكامل بالنتيجة والتعاون مع شفيق عبرالبرلمان خصوصا ان هناك احتمالا ان تظل هناك صلاحيات أساسية لرئيس الجمهورية سواء فى الإعلان الدستورى المكمل المنتظر أو الدستور الدائم، الاحتمال الثالث ــ وهو الأكثر ترجيحا ــ ان يمارس الإخوان هوايتهم الأثيرة وهى امساك العصا من المنتصف.{nl}وترجمة ذلك على الأرض ان يشكك الإخوان فى فوز شفيق، وقد يسحبون اعترافهم بشرعيته نظريا، لكنهم لن ينسحبوا من كامل المشهد والسبب أن فى ايديهم البرلمان. يخشى الإخوان إذا هم انسحبوا من مجمل العملية السياسية ان تستغلها السلطة الجديدة فى استعادة مواقعها المفقودة والاستعداد لشن هجوم مضاد.{nl}ميزة هذا الخيار انه سيجعل قلب الإخوان موجودا فى الميدان مع المتظاهرين والمعتصمين وعقلهم مع السلطة الجديدة، وكل جوارحهم فى البرلمان باعتباره ورقة القوة التى يستطيعون عبرها التأثير فى المشهد السياسى.{nl}وفى مجمل الأحوال ــ عبر هذا السيناريو ــ سيشجع الإخوان كل القوى الثورية التى ستوجه سهام نقدها لشفيق ما يصب فى النهاية فى مصلحة الجماعة.{nl}الرهان على تبنى الإخوان لهذا الخيار انهم قبلوا العمل فى عز سطوة نظام مبارك وركزوا على التواجد فى أى مؤسسة أو نقابة أو هيئة يستطيعون دخولها، وهى نظرية قديمة تقول «ان ما لا تستطيع كسبه بأكمله لا تتركه بأكمله». وهذه النظرية ثبت نجاحها مع الإخوان حينما ركزوا جهودهم فى عهد مبارك على اقتحام النقابات الأمر الذى أوجد لديهم قنوات لخدمة أعضائهم واستقطاب أعضاء جدد. {nl}إذن تلك هى الخيارات والسيناريوهات وستظل جميعها فى النهاية افتراضية حتى نرى ما هو موجود على أرض الواقع.{nl}"الإخوان" وفتح شهية السلفيين{nl}بقلم: أحمد أميري( كاتب اماراتي) عن الاتحاد الاماراتية{nl}"إن صبر الشعب التونسي قد نفد. أنتم تسيئون لأنفسكم وللإسلام بمحاولة فرض نمط مجتمعي بالقوة، ونحن لسنا كفاراً ولا يحق لأي جزء من الشعب أن يفرض شيئاً على الجانب الآخر"، ويخال للمرء أن هذه لغة بن علي إبان حكمه، لكن الحقيقة أنها لغة حمادي الجبالي.{nl}كان ابن علي في زمانه يعتبر التيار الديني المتشدد ممثلاً في حزب "حركة النهضة" الإخوانية بزعامة الغنوشي جماعة متخفية باسم الدين. وابتلعت الأيام بن علي وجاءت بـ"النهضة" التي حققت أعلى نسبة من الأصوات في الانتخابات، واختير أمينها العام حمادي الجبالي رئيساً للحكومة الائتلافية، ولم يكن أحد يتصور أن يزايد تيار إسلامي على إسلامية "النهضة"، أو يتصور أن راية إسلامية سترفع في وجه جماعة إسلامية أصبحت في الحكم، لكن هذا ما حصل، وسيحصل دائماً.{nl}أطل الجبالي من شاشة التلفزيون الحكومي وتحدث عن جماعة متخفية باسم الدين، مهدداً الجماعات السلفية التي أحرقت حانات بإحدى المدن، وأحرقت مركزاً للشرطة، وكانت قد رفعت في وقت سابق العلم الأسود في إحدى الكليات. كما هدد وزير داخليته باستخدام الرصاص الحي في حال مهاجمة مراكز الشرطة. ورغم أن قيادياً في تلك الجماعة أدان الهجوم، فإنه ألقى باللائمة على الحكومة لأنها لم تغلق الحانات، وأن مجموعات سلفية وجهت تنبيهاً شفوياً لأصحابها، لكن الشرطة ألقت القبض عليهم، وأنها متواطئة مع بائعي الخمور.{nl}لعبة إصلاح السياسة بالدين لا نهاية لها، فلو لم تلق الشرطة القبض عليهم، لعادوا إلى الحانات وأغلقوها بالقوة، ثم سيطالبون بالاحتشام، بـ"التنبيه" في المرة الأولى، ثم باستخدام القوة، فإن احتشم الناس ساقوهم إلى المساجد بالعصي، وهكذا إلى أن يجعلوا بلادهم قطعة من جهنم. ولو حكمت هذه الجماعة يوماً ما، فستظهر جماعات دينية أخرى تمارس السلوك الصبياني والهمجي بحجة الإصلاح.{nl}وأوراق الضغط التي كانت تستخدمها "النهضة" ضد بن علي، هي نفسها أوراق السلفيين ضد "النهضة"، والمضحك أن الجبالي يقول عن جماعته إنهم ليسوا كفاراً، والسلفيون يقولون إن جهات في الحكومة تصنع منهم فزاعة لإخافة التونسيين، فما أشبه الليلة بالبارحة؟{nl}ما لا يريد أكثرية الناس الاقتناع به هو أن الإسلام السياسي، إن كان لابد من دور له، فهو في المعارضة، إذ كلما حكمت جماعة منها ظهرت جماعة تناوئها بحجة أنهم لا يريدون إلا الإصلاح، لكن بتفسير آخر للدين، ومنهج مختلف لبث القيم الإسلامية، ورؤية مغايرة للحكم، فتصبح الجماعة التي تحكم في نظر الجماعة التي تعارض، جماعة لا تحكم بما أنزل الله، ومتهاونة في تطبيق الشريعة، وغير جديرة بتحمل الأمانة، وتدير ظهرها للفكرة الإسلامية.{nl}وما لا يريد أكثرية الناس تذكره هو أن عثمان بن عفان، الصحابي المبشر بالجنة وصهر النبي صلى الله عليه وسلم، جوبه بمعارضة قوية من فئات من المسلمين انتهت باستشهاده في دار الخلافة وهو يتلو القرآن. وأن علياً بن أبي طالب، فارس الإسلام وإمام المتقين، ظهرت جماعات من رحم الإسلام تكفره وترفع السيوف في وجهه، ويقتله أحد أشقيائها في محراب الصلاة تقرباً إلى الله!{nl}يبدو أنه متى ما فُتح باب الحكم أمام تيار في الإسلام السياسي، تفتحت شهية بقية التيارات الدينية بشكل تلقائي، ليدخل كل طرف معركة تطبيق الإسلام حسب هواه وبالأدلة الشرعية التي تخدم أهدافه، والخاسر الوحيد هو الأوطان.{nl}الانتفاضات العربية: نقطة اللاعودة{nl}بقلم: هدى رزق (باحثة لبنانية في علم الاجتماع السياسي) عن الاخبار البيروتية{nl}قدم تقرير التنمية الإنسانية العربية في 2002 كشفاً بمعوقات التنمية في البلدان العربية، ومنها الديموقراطية والمعرفة والحرية، واهمال تنمية القدرات البشرية. كذلك كشف التقرير تلطي الانظمة سياسياً وراء وعود بالتحرير والتنمية لم تحققها، بل ساهمت في تخلف شعوبها وتأخرها. اما التقرير الثاني في 2003، فلقد قدم كشفاً بالحلول. لكن هذه الحلول كانت غير ممكنة التطبيق داخل البلدان العربية، لا سيما أنّ الأنظمة هي من صنع هذا الواقع المتخلف، جراء انتشار الفساد المالي والاداري والاقتصادي، وسيطرة الأمن والأحزاب الشمولية التي أفرغت البلدان العربية من القوى الفكرية الخلاقة، جراء القمع والديكتاتورية. لذلك عجزت الشعوب عن القيام بالإصلاح لأنّها مجردة من الوسائل التي تستدعيها عملية مماثلة، من حرية وتعددية حزبية.{nl}هذا الواقع العربي فتح الباب امام احتمالات واسعة لتدخلات خارجية مدمرة، كما حصل في العراق. في الفترة نفسها، أي في 2003، دعت الولايات المتحدة الأميركية الى مبادرة الشراكة الأميركية الشرق ــ أوسطية، وادعت بأنّها تهدف إلى تطبيق مقترحات تقرير التنمية البشرية في الدول العربية، وأنّ هناك في هذه الدول من اصبح ينادي بالتغيير الديموقراطي والحوكمة ومحاربة الفساد والاصلاح السياسي والاقتصادي. أثار ذلك تحفظاً شديداً لدى الانظمة والحكومات العربية، خوفاً من الضغط عليها شعبياً، فكان النقد الاساسي هو محاولة هذه المبادرة الحفاظ على مصالح أميركا وتغيير بعض الانظمة التي تتنافى سياساتها مع هذه المصالح وحلفائها، والحفاظ على بعض الانظمة الفاسدة التي تحابي سياساتها. وتكاثرت حينها التصريحات بأنّ التغيير لن يتوقف عند حدود العراق، بل سيمتد ليشمل العالم الإسلامي بأكمله.{nl}نذكر هذه الوقائع للدلالة على الواقع السياسي الاقتصادي والتنموي المتردي للعالم العربي. فهذا الواقع كان قابلاً للانفجار والتفجير، وكان يكفي احراق البوعزيزي نفسه في تونس لكي تنفجر من خلفه ازمات البطالة والحرية وغياب التنمية بوجه رأس النظام المريض الذي لم يترك مجالاً لحلفائه لتصور خليفة له.{nl}من بادر بأشعال الانتفاضات لاقى تضامناً هائلاً من معظم فئات الشعب، واعاد خلط الاوراق في المنطقة وسمح لكافة الفئات السياسية، المبعدة منها والموجودة على الساحة، بالمجاهرة بانتماءاتها والعمل على اسقاط النظام القائم. وهذا ما حصل ايضاً في مصر حيث واجهت ازمة التوريث رفضاً من العسكر والاخوان وبعض القوى الشعبية والحزبية. وتشهد اليوم هذه البلدان صراعاً على تولي السلطة، وخوفاً من اعادة انتاج السلطة الشمولية التي كانت سائدة، لكن قدرة المنتفضين على رفض التسلط قادرة على احداث تغيير.{nl}هل شذ المسار الليبي عما حصل في مصر وتونس؟ وهل اثر سلباً على ما حصل ويحصل في سوريا؟ لا شك بأنّ التسلل الاستخباري البريطاني، والتدخل الاطلسي بالاضافة الى الفوضى التي سادت واسلوب قتل القذافي اثرا على مسار الانتفاضة في سوريا، اضافة الى المال القطري والتدخل السعودي في مسار الانتخابات التشريعية المصرية والتدخل العسكري لمجلس التعاون الخليجي ضد الحراك البحريني. جميع هذه الضغوط والتدخلات الخارجية ساهمت في اعاقة الحراك السوري، بعد ان حاولت معارضة الداخل تقوية القواعد الاجتماعية والعمل على الارض بتوعية الناس على الاسلوب المدني للتظاهر سلمياً. لكن المجلس الوطني اوهم بعض الناس بالتدخل العسكري الغربي مما شجع البعض على حمل السلاح. الامر الذي حمل النظام على تشريع استعماله للقوة ضد المعارضة المسلحة، للدفاع عن السيادة ودرء الارهاب في ظل التمويل الخليجي المعلن.{nl}هذه الاخطاء بالاضافة الى محاولة الاستئثار بالمعارضة من قبل المجلس الوطني من دون اي محاولة لطرح برنامج اصلاحي، جعلت المعارضة مشرذمة وعرضة للانتقاد حتى من حلفائها، في ظل مسارعة النظام الى اجراء تعديلات دستورية واجراء انتخابات. هل اخفق المجلس الوطني في قراءته للواقع الداخلي السوري؟ وهل اخطأ في تحليله لمصالح القوى الاقليمية والدولية؟ وهل وقع في خطأ التماهي مع ليبيا؟ لا شك في أنّ ارتباط المجلس الوطني بقطر وتركيا ومحاولتهما فرض اجندتهم على المعارضين والتكلم باسمهم، اضعف المجلس الوطني الذي ارتبطت بعض شخصياته بواشنطن، وبانت صداقة بعض اعضائه لإسرائيل. كما انّ ابعاد الموضوع الاسرائيلي عن التداول، والتلويح بقطع العلاقات مع ايران ومحور المقاومة، اعطى مشروعية للنظام للوقوف ضد المعارضة واتهامها بمحاولة فرض اجندة خليجية ــ اميركية ــ تركية على سوريا، مما جعل من البلاد ساحة صراع في مواجهة محور ايراني ــ روسي ــ صيني، وجعل قرار تسليح المعارضة قراراً انتحارياً للمعارضة السورية.{nl}هل قرأ المجلس الوطني الاسباب التي يمكن ان تحول دون التدخل العسكري الخارجي قبل التلويح به؟ الم يقرأ واقع الحسابات الداخلية الاميركية من ازمة اقتصادية ومفاعيل التدخل على الانتخابات الرئاسية؟ هل راقب المجلس مآل الثورات العربية لاسيما مواقف الاخوان المسلمين في مصر الذين يحاولون احتكار السلطة بعد وعودهم بالاكتفاء بالمجلس التشريعي؟ الم يضع المجلس في حساباته موقف روسيا التي تم خداعها والصين عندما وضعت قوات الاطلسي يدها على ليبيا، وقبلها على العراق؟ ربما كان لمفعول الفيتو الروسي ــ الصيني فعل الصدمة، لا سيما انّ روسيا وايران والصين يدافع كل منهم عن مصالحه في الساحة السورية.{nl}هذه التساؤلات لا تعني أنّ الغرب لم يتدخل. هو حرك ديبلوماسييه في الداخل، وجاهر بالتحريض وطالب الاسد بالتنحي ودعم المعارضة سياسياً، وطرح المسألة السورية في مجلس الامن مرتين، وناقش الوضع في الجمعية العمومية، وحاول الالتفاف على الفيتو. كما شارك مع الاتراك في تدريب الجيش السوري الحر، وشجع القطريين على تمويل المجلس الوطني ودعم الاخوان وتسليح المعارضة.{nl}لقد تحوّل المجلس الوطني الى أداة في المفاوضات الاميركية ــ الروسية، كذلك تحولت سوريا الى ساحة امتحان للنيات بين الاثنين. يعود الفضل للانتفاضة السورية في إبراز مدى التحوّل في العلاقات بين القوى الدولية. كما اظهرت لنا خطة حكومة اردوغان التوق الى توسيع النفوذ التركي في الدول العربية. بدا واضحاً انّ حساباتها في سوريا كانت متأثرة بتونس ومصر، وانّها كانت غير دقيقة بالنسبة الى الواقع الاستراتيجي السوري، والى القوى المعارضة، وللتوازنات داخل الجيش. كل هذا لا يعني أنّ النظام في سوريا قد انتصر، وهو غير مقبل على تغييرات. التغيير الذي شهدته المنطقة يعتبر بمثابة تغيير جذري في أنظمة الحكم في دولة أو أكثر من دول الانتفاصات الشعبية، ولا مجال للعودة الى الوراء.{nl}كلمة الرياض... لماذا انحاز الروس والصينيون لنظام الأسد؟!{nl}بقلم: يوسف الكويليت (كاتب سعودي) عن الرياض السعودية{nl}يفسر البعض أن تأييد روسيا للأسد، وانحيازها ضد شعبه أن مصالح اقتصادية كبيرة وعسكرية تربط البلدين، وخاصة في مجالات استخراج النفط، وبعض الصناعات العسكرية، وجانب استراتيجي فهي تملك قاعدة بحرية وحيدة في كل المنطقة، وأن الدول العربية الأخرى لم تذهب لها لتكون بنفس المركز والمبادلات الاقتصادية مع أمريكا ودول أوروبا بالعلاقات المختلفة، وبالتالي فتمسكها بسوريا يأتي لهذه الأسباب..{nl}هذا التحليل تبسيطي لا يرقى لحقيقة ما ترمي إليه روسيا، فقد خرجت من الاتحاد السوفييتي مثقلة بهمومها بما في ذلك عجزها عن تحديث أنظمتها، وسوء الإدارة التي أبعدت دولا ذات قوة اقتصادية هائلة، وكذلك الفساد، وعدم وجود ضمانات مما أبعد عنها الشركات الكبرى، وكذلك المصارف، وإلا فالاستثمار الاقتصادي يبحث عن المنافذ التي يصل لها ضمن ضوابط وقوانين تحمي مصالح كل الأطراف، والدليل أن الدول التي خرجت من العباءة السوفييتية بادر بعضها دخول الاتحاد الأوروبي ضمن تحديث للقوانين ونجاح مالي واقتصادي، وأخرى استطاعت استغلال إمكاناتها بالبحث عن شركاء يلبون احتي<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/06-2012/عربي-129.doc)