المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أقلام وآراء محلي 119



Haneen
2012-06-07, 11:40 AM
أقلام وآراء محلي{nl} (119){nl}في هــــذا الملــــف:{nl}منظمة العفو الدولية تنتصر لعدالة قضية الاسرى{nl}حديث القدس{nl}تركيا وإسرائيل: الجديد تحت الشمس{nl}بقلم: سمير صالحة عن القدس{nl}دمشق و"إرهاصات التوافق" الأمريكي – الروسي{nl}بقلم عريب الرنتاوي عن القدس{nl}آن لهم أن يرتاحوا{nl}بقلم: محمد عبيد عن القدس{nl}لنا مدرسة .. لهم غواصة؟{nl}بقلم: حسن البطل عن الأيام{nl}بعد أن رضينا بالهم .. وما رضي بنا{nl} بقلم: طلال عوكل عن الأيام{nl}عتبة للوعي أم للجهل؟!{nl}بقلم: ليانة بدر عن الأيام{nl}بالتوافق الانتخابات البلدية أولاً{nl} بقلم : حمادة فراعنة عن الأيام{nl}حمدين صباحي{nl}بقلم:حافظ البرغوثي عن الحياة الجديدة{nl}العراق لا يريد المالكي{nl} بقلم عادل عبد الرحمن عن الحياة الجديدة{nl}القاتل النرويجي و«بارانويا» دامية{nl}بقلم:عدلي صادق عن الحياة الجديدة{nl}المقاطعة الرياضية للكيان الإسرائيلي{nl}بقلم: د. مصطفى يوسف اللداوي عن معا{nl}وزيرا للضوضاء{nl}بقلم: إياد السراج عن معا{nl}منظمة العفو الدولية تنتصر لعدالة قضية الاسرى{nl}حديث القدس{nl}يبدو ان معركة الامعاء الخاوية التي خاضها عدد كبير من اسرانا، بدأت تؤتي ثمارها ونتائجها على المستوى الدولي، بعد ان حققت انجازا مهما تمثل في الاتفاق الذي رعته مصر، وانهى بشكل عام تقريبا الاضراب عن الطعام وحقق الكثير من مطالب المضربين، فلقد اصدرت منظمة العفو الدولية بيانا اكدت فيه تعرض الاسرى للتعذيب في مخالفة واضحة للقانون الدولي، كما دعت الى انهاء الاعتقال الاداري كليا وتحويل المعتقلين الاداريين الى محاكمة عادلة باسرع وقت.{nl} هذه الصرخة الدولية تقابلها اسرائيل ببرود، بل وتذهب ابعد من ذلك في مخالفتها لنصوص الاتفاق الذي وقعته مع قيادة الاسرى، وقد بدأ هؤلاء القابعون وراء القضبان يهددون باستئناف الاضراب عن الطعام اذا واصلت اسرائيل ممارساتها.{nl} ان موضوع الأسرى ومطالبتهم بحقوقهم الانسانية المبدئية الاساسية يجب ان ينتهي انتهاء كاملا، ولا بد للمجتمع الدولي من زيادة ضغوطه على اسرائيل في هذا المجال، وعلى منظمات حقوق الانسان وما اكثرها على مستوى العالم، ان تتحرك وبسرعة وتعلي الصوت ضد الممارسات الاسرائيلية، ويكفي هؤلاء الابطال معاناة وتنكرا لحقوقهم.{nl} في هذه المناسبة لا بد من الاشارة بالتقدير والاحترام الى ان بعض الاسرى ما يزالون يواصلون معركة الاضراب المفتوح عن الطعام ومنهم الاسير اكرم عبد الله الريخاوي من رفح الذي يواصل اضرابه لليوم الخامس والخمسين. كما لا بد من تقديم التهنئة لابنائنا الذين تم الافراج عنهم وفي مقدمتهم الاسير ثائر عزيز حلاحلة من بلدة خاراس في محافظة الخليل الذي اضرب عن الطعام نحو 80 يوما.{nl}العهود الاميركية والمستوطنون{nl} بمناسبة 5 حزيران قال الناطق باسم الخارجية الاميركية ان الولايات المتحدة تبقى على عهدها بالعمل من اجل تحقيق الاهداف الوطنية للفلسطينيين في قيام دولتهم المستقلة والقابلة للحياة، وذلك من خلال المفاوضات.{nl} في اليوم نفسه كان المستشار القضائي للحكومة الاسرائيلية يوافق على بناء 300 وحدة استيطانية مقابل اخلاء خمسة منازل في مستوطنة صغيرة مجاورة اعتبرتها المحكمة العليا الاسرائيلية غير شرعية. وفي اليوم نفسه كانت جرافات الاحتلال تشق طريقا جديدة حول مستوطنة ابو غنيم وتعد لبناء مستوطنتين جديدتين على 2500 دونم من اراضي بيت لحم. وفي اليومنفسه كان المستوطنون يواصلون اعتداءاتهم على مواطنين في خربة طانا قرب نابلس، كما هي عادتهم في كل الايام تقريبا.{nl} لقد توقفت المفاوضات بسبب استمرار الاستياطن الذي يدمر امكانية قيام الدولة المتماسكة والقابلة للحياة التي يتحدث عنها الناطق الرسمي الاميركي، وما لم يتوقف الاستيطان فان الدولة الموعودة تبتعد الى حد التلاشي تقريا، وان كانت واشنطن جادة في عهدها لقيام الدولة الفلسطينية من خلال المفاوضات فان عليها اولا العمل لوقف الاستيطان حتى لا يستمر مسلسل التفاوض العبثي الذي جربناه خلال العشرين سنة الماضية.{nl}تركيا وإسرائيل: الجديد تحت الشمس{nl}بقلم: سمير صالحة عن القدس{nl}في الذكرى الثانية للعدوان الإسرائيلي على «أسطول الحرية» وقتل 9 أشخاص لم تكتف أنقرة بدعوة الشيخ رائد صلاح ليؤم المصلين في أحد مساجد إسطنبول وبقراءة الفاتحة مجددا على أرواح من سقطوا وتنظيم مهرجانات ومظاهرات تنديد في المدن التركية، بل هي فاجأت الإسرائيليين بقبول هيئة محكمة الجزاء السابعة في إسطنبول طلب المدعي العام بإقامة دعوى قضائية ضد الضباط والجنود الإسرائيليين المخططين والمشاركين في هذا الاعتداء وبدء محاكمتهم.{nl}محاكمة ستكون غيابية إلا إذا ما قررت اسرائيل إرسال محامين للدفاع عن ضباطها وجنودها وعلى رأسهم غابي أشكنازي وعاموس يدلين المطلوب سجنهم مدى الحياة بتهم القتل المتعمد، وهي التي كانت قبل عام تقريبا تتجاهل طلب القضاء التركي بتسليمها التفاصيل الكاملة حول الهجوم ولوائح بأسماء المشاركين فيه والمخططين له.{nl}المدعي العام التركي أكينجي عمل لأشهر طويلة بصبر ودراية وهو يعد للوائح الاتهام، فهو يعرف أن إسرائيل هي التي سيواجهها. 150 صفحة من الاتهامات ومئات الصفحات من الإفادات والوثائق وصفها البعض بأطروحة دكتوراه أعدها المدعي العام وضمنها 3 أبواب رئيسية حول مسار العلاقات التركية - الإسرائيلية وكيف فتحت أنقرة الأبواب أمام الهاربين من النازية وهتلر إبان الحرب العالمية الثانية ومنحت الجنسية لأكثر من 20 ألفا منهم في بعد إنساني لا أكثر.{nl} ثم ناقش مطولا تفاصيل الهجوم الذي جمع كل شاردة وواردة حوله وعززه بإفادات المشاركين في «أسطول الحرية»، وأنهى مذكرة الاتهامات بالبعد القانوني الوطني والدولي ونظرته إلى مسائل من هذا النوع وكيف تحركت البحرية الإسرائيلية لتنفيذ هجوم في عرض البحر مستخدمة السلاح ضد مدنيين عزل عن مسافات قريبة أثبت الطب الشرعي وجود رصاصات من أنواع وأسلحة مختلفة في أجساد بعضهم، مما يؤكد أن القتل المتعمد كان الهدف الأول لهذا الاعتداء.{nl}متطرفو الخارجية الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان وداني ألون يقولان في العلن إن إسرائيل لن تتراجع عن مواقفها السابقة، وإن الحكومة الإسرائيلية ستطالب العواصم الأوروبية النافذة بالوقوف إلى جانبها في الضغط على أنقرة، لـ«إيقافها عند حدها»، ولإجبارها على التخلي عن «استفزازها وتحريضها»، لكنهما في السر يناقشان مع أحد أهم رجال الأعمال الأتراك من أصل يهودي جاك كمحي خطورة المرحلة ومطالبته بالتعامل بجدية كاملة وببرودة أعصاب مع المطالب التركية إذا ما كانت إسرائيل مهتمة حقا بمنع العلاقات من التدهور أكثر فأكثر مع أنقرة.{nl}اسرائيل حاولت تمرير المسألة بعرض 6 ملايين دولار تقدم لذوي الضحايا عبر إحدى المنظمات الإنسانية وباعتذار مموه حول ما جرى، لكن أنقرة تريد اعتذارا رسميا يقدم للدولة التركية مباشرة وبتحميل المسؤولين عن الهجوم المسؤولية السياسية والقانونية وبتعويضات مادية لأسر القتلى والجرحى، وهذا ما يعكس حقيقة أن حكومة أردوغان لن تتساهل وتتخلى عن مواقفها وتتركها عرضة لمرور الزمن كما يقول البعض.{nl}الدوائر القانونية والسياسية في إسرائيل ستدرس التطورات الجديدة هذه لكنها تعرف أن الرهان على دعم أميركي وأوروبي للضغط على أنقرة لإقناعها بالتخلي عن عنادها هذا لن يقود إلى نتيجة، بل العكس هو الصحيح، تركيا هي التي ستطالب المجتمع الدولي بإلزام اسرائيل بتسليم المطلوبين للعدالة بعدما أعطت إسرائيل الوقت والفرص الكافية للتعامل بجدية مع ما تقول. قرار هيئة محكمة الجزاء في إسطنبول حول الشبهات القوية في لوائح الاتهام وبدء المحاكمات في الأسابيع المقبلة، يحمل أكثر من مغزى ورسالة إلى الإسرائيليين تحديدا:{nl}إن أنقرة لن تتراجع رغم تأخرها في طرح الاستراتيجيات البديلة للرد عن مطالبها وشروطها، رغم مرور عامين على الحادث ورهان البعض على برودة الأعصاب وأولوية المصالح والحسابات السياسية في العلاقات التركية - الإسرائيلية.{nl}إن تركيا ستواصل رفضها لتقرير لجنة بالمير الذي لم توقعه وتعترف به وجاء على طريقة «لا يفنى الذئب ولا يموت الغنم»، حيث يعترف لإسرائيل بقرار محاصرة غزة ويعطيها الحق بحماية سواحلها، لكنه ينتقدها لأسلوب الشدة والقوة المبالغ فيها المستخدمة ضد ناشطي «أسطول الحرية».{nl}إن تركيا غير متفائلة بأن يحمل تقرير لجنة تيركل الإسرائيلية أي جديد لها، وخصوصا أن مؤشراته الأولية التي قدمها أعطت لإسرائيل الحق بالقيام بمثل هذا الهجوم وحاولت تبريره قانونيا وسياسيا.{nl}إن الخطوة التالية التي ستكون بعد صدور الحكم هي محاولة تنفيذه وإلزام إسرائيل به من خلال تحرك قانوني دولي بالتنسيق مع جهاز الإنتربول لإلقاء القبض على المتهمين وتسليمهم إلى تركيا لتنفيذ العقوبات المقررة بحقهم.{nl}تركيا ونشطاء منظمات الإغاثة وحقوق الإنسان يتحركون الآن باتجاه إقامة دعاوى وصدور قرار محاكمات مماثلة تجري في أوروبا لشبان يحملون جنسيات هذه الدول وقتلوا في الهجوم الذي نفذته البحرية الإسرائيلية قبل عامين، يتقدمهم الفتى فرقان دوغان الأميركي الجنسية والمولد.{nl}المواجهة ما زالت مستمرة ضد القرصنة وقتل المدنيين في المياه الدولية لمجرد أنهم ساندوا فك الحصار عن الفلسطينيين المعزولين في غزة، وقوى تقرأ وتفسر القانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان على طريقتها ومزاجها.{nl}دمشق و"إرهاصات التوافق" الأمريكي – الروسي{nl}بقلم عريب الرنتاوي عن القدس{nl}حققت "الماكينة الدبلوماسية" الروسية إنجازين مهمين، يمكن وصفهما بـ"الإختراق" على ساحة العمل السياسي الدولي المتركّز حول الأزمة السورية...الأول، ويتلخص في نتائج أول جولة خارجية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث نجح في كسب تأييد المستشارة الألمانية أنجيلا ميريكل لخيار "الحل السياسي" للأزمة السورية، موسعاً بذلك الشرخ القائم في الموقفين الفرنسي والألماني، حيث تميل باريس لتبني خيارات أكثر تشدداً وصرامة، بل وتجنح للأخذ بسيناريو "الجراحة العسكرية" للأزمة السورية.{nl}أما الإنجاز الثاني، والأكثر أهمية بكل المعاني والمقاييس، فهو التأسيس لشراكة أمريكية – روسية في تناول الملف السوري، بعد أن بات من شبه المؤكد أن واشنطن وموسكو قررتا العمل سويةً على هذا الملف، وأن طواقماً تعمل على وضع تصورات مشتركة كما كشفت عن ذلك مصادر أمريكية...وسط تطور مفاجئ في مواقف السيدة هيلاري كلينتون التي لم تعد ترى في "تنحي الأسد" شرطاً لبدء الحل السياسي للأزمة، بل نتيجة لهذا الحل، وتأكيد روسي متكرر على أن موسكو لا تدعم نظام الأسد، ولكنها تعمل من أجل منع إنزلاق سوريا إلى أتون الفوضى والحرب الأهلية التي حذر بوتين من أنها تطل برأسها.{nl}لكن المفارقة "الصادمة" تأتي من دمشق هذه المرة...ففي الوقت الذي تتجه فيه عواصم القرار الدولي للاقتراب أكثر فأكثر من وجهة نظر حليف سوريا الرئيس على الساحة الدولية...تصدر عن الرئيس السوري في أول خطاب له منذ أزيد من نصف عام، تصريحات يقول فيها أن لا حل سياسياً للأزمة السورية، لأن الأزمة بالأساس ليست سياسية ولا داخلية، بل هي حرب على سوريا ومشروع فتنة و"تدخل دولي" وعصابات إرهابية...هكذا ببساطة، يُختزل المشهد السوري برمته، على أنه حرب الإرهاب على سوريا، وحرب سوريا على الإرهاب...إنه حقاً خطاب مُخيب للآمال، ويعكس "إنفصال" النظام عن واقع الأزمة في بلاده، وإصراره على المضي في خياره الأمني العسكري "مهما كان الثمن"، ومهما سال من دماء من جسم المريض على أيدي الطبيب الجرّاح ؟!{nl}والمؤسف حقاً، أن الرئيس السوري، بدا في خطابه "مقتنعاً" بأن ما يتخذه من إجراءات "هزلية" و"شكلية" كتعديل الدستور وإجراء إنتخابات تشريعية من طراز "ما قبل الربيع العربي" وإصدار قانون هزيل للأحزاب، هي "ذروة سنام" عملية الإصلاح السياسي والتحوّل الديمقراطي التي يطالب بها الشعب السوري ويتطلع إليها، وقدم من أجلها ألوف الشهداء وأضعاف أضعافهم من الجرحى والمعتقلين والمشردين في وطنهم وفي الشتات القريب والبعيد...المؤسف والمُفجع أن الرئيس الأسد، وبعد أزيد من عشرة آلاف قتيل، يعود لتذكرينا بمطالب الثورة السورية في إيامها الأولى، من نوع تعديل المادة الثامنة من الدستور وإصدار قانون جديد للأحزاب السياسية، من دون أن تصدر عنه إشارة واحدة تفيد بأنه تأخّر كثيراً في الاستجابة لنداءات الثورة السلمية قبل أن تتحول إلى "السلاح"، وأن ما يعرضه اليوم تلخصه العبارة التي قيلت في سياقات الثورات العربية في مصر وتونس وليبيا من قبل: Too Little…Too Late"".{nl}والراهن أن خطاب الرئيس السوري أمام مجلس الشعب، قد سجّل أكثر من خطوة واحدة للوراء في توصيف النظام للأزمة وتعاملها معه...فالخطاب إذ ينكر وجود أساس سياسي – داخلي للأزمة السورية، ويرفض - استتباعاً - حلها سياسياً، يتنكر لمبادرة كوفي عنان شكلاً ومضموناً، ويتنصل من إلتزاماته ببنودها الست، السياسية بإمتياز...والنظام الذي طالما اتهم المسلحين والإرهابيين بتلقي المال والسلاح من الخارج، يوسع اليوم دائرة اتهاماته للمتظاهرين السلميين، الذي يخرجون للشارع لقاء 2000 ليرة سورية، فتكون النتيجة أن لا أحد في سوريا ينتمي للمعارضة، وأن المعارضيين سلميين كانون أم مسلحين، هم عملاء ومأجورين، يعملون بنظام القطعة والمياومة لدى الجهات التي يتهمها النظام بالتدخل ودعم الإرهاب وزرع الفتنة واستهداف سوريا الدولة والوطن...ومع ذلك، ما زال النظام يتحدث عن "حوار وطني" و"أبواب مفتوحة" إلى غير ما هنالك من شعارات لم يعد أحد يأخذها على محمل الجد.{nl}من المفروض بالتحليل المنطقي، أن يكون النظام "سعيداً" بنجاحات حليفه الروسي على الساحة الدولية، وأن يقدم من المواقف والممارسات، ما تساعد سيّد الكرملين على جبه أوسع تحالف دولي ضد النظام في دمشق...لكن ما نراه على الأرض، وما نسمعه من مواقف وتصريحات، توحي بخلاف ذلك، بل وتذهب في الإتجاه المعاكس...فهل فقد النظام صلته بما يجري من حوله وأمام ناظريه ومن تحت أقدامه...أم أن النظام يخشى "التوافق الدولي" على الحل السياسي للأزمة السورية، بقدر خشيته من "سيناريو التدخل العسكري" وربما أكثر؟...هل تشعر دمشق بالإرتياح للتقارب الروسي – الأمريكي، أم أنها تخشى خسارة هوامش المناورة بين القطبين الدوليين؟...كيف تقرأ دمشق إرهاصات التقارب الأمريكي الروسي الأخيرة؟...وهل تُدرجها في سياق "المكاسب" و"النجاحات" وتنظر إليها بوصفها "فرصة" للخروج من الاستعصاء، أم أنها ترى فيها ملامح "تحدٍ" جديدة، ونّذر ضغوط قادمة وإرهاصات لاستحقاقات سياسية لطالما سعت في تفاديها؟ّ!{nl}أسئلة وتساؤلات قد تبدو غريبة في شكلها، لكنها واقعية جداً في مضمونها، خصوصاً إذا تأكد للنظام أن فاتورة هذا التوافق، ستكون ثقيلة جداً عليه....وأنه لن يقوى في المرات القادمة على الإفلات من شقوق الخلاف الدولي وثقوبه، بعد أن يصبح حليفه الأفعل و"صديقه الصدوق" ضامناً لحسن تنفيذ التزامات "التوافق" واستحقاقاته، ومشرفاً على سلامة ترجمتها ميدانياً وعلى الأرض.{nl}آن لهم أن يرتاحوا{nl}بقلم: محمد عبيد عن القدس{nl}أما آن لمئات الأسر والأمهات الفلسطينيات أن ترتاح، حتى وإن انطوى ذلك على قدر كبير من ألم الفراق الذي تأكد أخيراً، بعدما كان مجرد احتمال؟ أما آن للفلسطينيين ككل، أحياء وشهداء ومغيبين أن يرتاحوا، حتى لو كانت الراحة رحيلاً إلى مثوى أخير، يعرف من خلاله مصير أحباء طال غيابهم، يضع لأسرهم المكلومة نهاية لجرح ظل مفتوحاً على جميع الاحتمالات؟{nl}آن للفلسطينيين أن يرتاحوا من عذابات الاحتلال، وآن لهم أن ينعتقوا من هذا الليل الطويل، وآن لهم أن يحققوا حلم النضال والصبر، باستعادة حقوقهم المسلوبة، وازالة الاحتلال الجاثم على أرضهم منذ عقود، وتنشّق هواء وتراب فلسطين التي يعرفونها، شجيرة مريمية، أو ثمرة ليمون، أو سنابل قمح ذهبية .{nl}أخيراً عاد 91 من الغائبين المغيّبين قسراً في ما يعرف ب”مقابر الأرقام”، التي يحتجز الجانب الاسرائيلي فيها جثامين الشهداء الفلسطينيين الذين ارتقوا على مدى سني النضال والاحتلال، وبقي في تلك المقابر مئات آخرون، كثيرون منهم يتعلق أهلوهم بأمل لقائهم أحياء، وآخرون يعرفون أن أبناءهم ارتقوا فعلاً شهداء، لكنهم ما بارحوا يوماً أملاً ضئيلاً باستعادة رفاتهم، لدفنهم بطريقة تليق بنضالهم .{nl}“مقابر الأرقام” واحدة من ملفات فلسطينية كثيرة عالقة مع الاحتلال، لكنها تكتسي أهمية خاصة، مردها الألم الإنساني الذي يسببه هذا التغييب القسري الذي يمارسه الاحتلال بحق هؤلاء الشهداء وأهليهم، وما يشكله ذلك من امتهان لكرامة الإنسان حياً وميتاً، وانتهاك صارخ لكل شريعة وعرف وقانون وخلق..{nl}عاد الشهداء “مع وقف التنفيذ” إلى مثاويهم الأخيرة، محمولين في توابيت لفت بعلم فلسطين الحلم والحق التاريخي، واستقبلت الأسر الفلسطينية التي عاشت على أمل طال انتظاره، أبناءها المكللين بالغار، لتطوى صفحة التغييب، ويعرف كل منهم مصير فقيده، وظل اثنا عشر من الشهداء في حكم الغرباء في وطنهم، لعدم معرفة أماكن أهليهم، في مشهد يتفطر له قلب الإنسانية جمعاء، ليدفنوا إلى جوار بعضهم في مقبرة مدينة البيرة توأم روح رام الله في الضفة الغربية المحتلة، وفي الانتظار مئات آخرون لا يعرفون بأسمائهم، بل ب”أرقام” وضعتها سلطات الاحتلال على قبور أحيطت بالحراسة والأسلاك والشائكة .{nl}آن للفلسطينيين جميعاً أن يرتاحوا، وأن تضع رواحلهم أوزارها في محطة الرحلة التاريخية الأخيرة، على أرض فلسطين، وأن ينتهي عهد هذا الاحتلال الذي لم يتوانَ عن ارتكاب أي انتهاك بحقهم بشراً وأرضاً وشجراً وحجارة، والذي أوغل في عدوانه وسلبه لأرضهم، وتقطيع أوصال مدنهم وقراهم، وحمى قطعان مستوطنيه وهم يهاجمون المساجد والكنائس، ويؤسسون لبؤر استيطانية جديدة على الأرض المحتلة .{nl}إن كان من أمر في العالم يستحق التنديد والإدانة والعمل على إنهائه ومحاربته، فلن يكون إلا هذا الاحتلال الماضي في سياسات السلب والنهب، والمتمترس خلف جدران الضم والتوسع، والمتمسك برؤية ورواية عنصريتين، لتاريخ يعرف العالم أسراره التي تنبض بالحياة رغم محاولته تغييبها، ودفنها في أعماق ضمير غيّبه طوعاً، إرضاء لهذا الجانب، لكن ما يبعث على اليقين بوضع نهاية للاحتلال موجود وقوي، طالما تمسك الشعب الفلسطيني بحقه، وواصل نضاله، حتى لا تغدو قضيته رقماً جديداً في “مقابر الأرقام” .{nl}لنا مدرسة .. لهم غواصة؟{nl}بقلم: حسن البطل عن الأيام{nl}متى سيرفعون أعلام ألمانيا من على أعمدة كهرباء شارع (يافا) بيتونيا - رام الله؟ عندما يزورنا رئيس دولة، أو رئيس وزراء آخر، بعد أن زارنا، في اليوم الأخير من أيار، الرئيس الألماني خواكيم غولك.{nl} عادة، أنظر إلى جنود الأمن الوطني الممشوقين - الرشيقين على أرصفة الشارع، قبل أن أنظر إلى الأعمدة، حيث يرفرف علمنا وعلم رئيس الدولة الزائر.{nl} ماذا يعني هذا؟ ما لا توحده السياسة والحل السياسي توحده زيارات الرؤساء الأجانب، ففي البرتوكول الدبلوماسي يزور الرئيس الزائر إسرائيل أولاً ثم فلسطين. ولكثرة ترداد الزيارات فإنها لا تحتل مانشيتات الصحف الفلسطينية، وربما الإسرائيلية.{nl} بماذا حظينا من الرئيس الألماني، غير الكلام الطيب عن "الحل بدولتين" وبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية؟ نحن حظينا بافتتاح الرئيس الألماني مدرسة ثانوية في بورين، مولتها "الوكالة الألمانية"، وإسرائيل حظيت بنقاش حزبي ألماني حول تمويل ألمانيا ثلث أكلاف 6 غواصات "دولفين" ألمانية الصنع حتى العام 2018، استلمت إسرائيل ثلاثاً منها، وهي قادرة على حمل صواريخ نووية. كل واحدة تحمل أربعة صواريخ. سلاح "يوم الدين".{nl} كما تطلب إسرائيل من أميركا تعديلات معينة على أسلحة طائرات ودبابات أميركية، فتوافق بعد لأي أو لا توافق، فقد طلبت من ألمانيا تعديلات على الغواصات لتمكينها من حمل صواريخ نووية.. فوافقت ألمانيا ضمناً.{nl} حسناً؟ مدارس وخلايا توليد كهرباء من الطاقة الشمسية المتجددة للفلسطينيين، وغواصات نووية لإسرائيل، لكن حكومة الست أنجيلا ميركل اشترطت شروطاً ثلاثةً على إسرائيل: وقف تمادي الاستيطان. السماح للسلطة بالبناء في المنطقة (ج). تحويل أموال المقاصة لخزينة السلطة.{nl} إسرائيل نفذت الشرط الثالث، وطنشت الشرطين الآخرين، وهي تنوي هدم الخلايا الشمسية الألمانية في المنطقة (ج)، ولا تنوي وقف الاستيطان. هناك وجه للنكتة في العلاقة الألمانية - الإسرائيلية الخاصة والمعقدة، فقد رفض قائد سلاح الجو الإسرائيلي أن تكون له سيارة ألمانية الصنع.. من بلاد "الهولوكوست".{nl} سبق لـ"حيروت" زمن بيغن أن رفض في الكنيست قبول كفّارة ألمانية عن "الهولوكوست" بعد لقاء تاريخي في فندق والف استوريا بنيويورك بين المستشار كونراد أديناور ورئيس الوزراء بن-غوريون، وبموجبها حصلت إسرائيل على أسلحة ألمانية، أبرزها دبابات، وكذا على أقساط تعويض مالية بلغت 124 مليار دولار بأسعار ذلك الزمن.{nl} ربما كانت قصيدة "المنوبل" الألماني غونتر غراس شجعت بعض أحزاب ألمانيا، خصوصاً "حزب الخضر" على الاعتراض على عدم الاعتراض الألماني طلب إسرائيل تزويد الغواصات بأنابيب توربيد للصواريخ النووية.{nl} ماذا يهم الفلسطينيين من ترسانة إسرائيل النووية، ودور ألمانيا في تمكينها من "ضربة ثانية" انتقامية نووية؟ فقط أن تواصل برلين دعم مطلب الدولة الفلسطينية وتمويل بناء مؤسساتها، ولا يهمهم تزويد أميركا لإسرائيل بطائرات f32، مع أن طائرات "فانتوم" f4 أكلت من لحمهم في لبنان.{nl} كانت للرئيس السادات جملة مفيدة - غير مفيدة عن تسليح أميركا لإسرائيل وتفوقها العسكري المطلق على جيرانها: أعطوا كل إسرائيلي دبابة وطيارة.. لكن لتنسحب إسرائيل من سيناء.{nl} يقال إن سيناريو الضربة الإسرائيلية لإيران من شقين: عسكري ضد إيران، وسياسي بتقديم مشروع لحل المعضلة الفلسطينية وقد تسبق الضربة المشروع، أو يسبقها المشروع مثل الحكي عن "دولة مؤقتة الحدود". الضربة ستؤخر المشروع الإيراني النووي أو تعجل فيه، والمشروع السياسي سيؤجل الحل الشامل إلى ما شاءت إسرائيل، أو إلى أن تستقر فوضى الربيع العربي العارمة.{nl} المهم الآن، أن إسرائيل وفلسطين "على قدم المساواة" في الزيارات البرتوكولية الأجنبية، وأن ألمانيا وأوروبا وأميركا لن تسمح بانهيار السلطة الفلسطينية - غير المعنية بتوازن القوى العسكرية، ولا بميزان الردع النووي، بل بميزان الحل السياسي.. الذي هو وراء الغيب.{nl}بعد أن رضينا بالهم .. وما رضي بنا{nl} بقلم: طلال عوكل عن الأيام{nl}كثيرة هي المناسبات في الأجندة الفلسطينية التي تستدعي وقفات مراجعة نقدية شاملة، من الأجدر أن يبدأها أهل الفكر والثقافة قبل السياسيين والقادة، ولكن أياً من هذه المناسبات لم تعد تحظى حتى بالحد الأدنى من الاهتمام، لا من قبل أهل الفكر ولا من القادة السياسيين.{nl} قبل أيام قليلة مرّت الذكرى الخامسة والأربعون للحرب العربية الإسرائيلية الثالثة التي وقعت فجر الخامس من حزيران من العام 1967، تلك الحرب التي أنتجت هزيمة مدوية للنظام العربي الرسمي، الذي اصطلح لتخفيف وطأتها، على أنها مجرد نكسة، ومصطلح نكسة قد يذهب إلى دلالات إيجابية تتقصد عدم الاعتراف بأن إسرائيل ألحَقت هزيمة شاملة بالأمة العربية، وأن هذه الأمة ستتابع صراعها مع المحتل الإسرائيلي حتى تنتزع كل الحقوق العربية. عملياً شكلت تلك الهزيمة سبباً رئيساً ودافعاً قوياً للنهوض بالوضع والدور الفلسطيني في الصراع، حيث أدت إلى انفجار الثورة المسلحة، التي طرحت أسلوب حرب التحرير الشعبية بديلاً عن الحروب الكلاسيكية، فضلاً عن أنها جعلت الفلسطينيين يمسكون بزمام قضيتهم، ويتقدمون الصفوف العربية نحو تحرير بلادهم. ومنذ الأيام الأولى لاندلاع الثورة الفلسطينية المسلحة، ألحّ الفلسطينيون على استقلالية قرارهم، ولكن دون أن يهملوا امتدادهم العربي، وكان الأمر طبيعياً، طالما أنهم اشتقوا أسلوباً في الكفاح التحرري يشكل عملياً البديل للحروب النظامية، ونظرياً، يتكامل معها.{nl} وسواء انطلاقة حركة فتح في فجر كانون الثاني 1965، أو اندلاع الثورة فيما بعد إثر هزيمة حزيران 1967، فإن النضال الوطني الفلسطيني وضع في مقدمة أهدافه، تحرير كل الأرض الفلسطينية، وإقامة دولة ديمقراطية عليها تتعايش فيها كل الأجناس والمذاهب والأديان والطوائف، وكان ذلك الهدف. يعبر عن الأبعاد الإنسانية العميقة للكفاح الفلسطيني الذي تجاوز مقولة "إلقاء اليهود في البحر".{nl} هذه كانت التعبيرات والمفاصل الأساسية، أهدافاً وآليات وأشكال نضال لما عرف بالمشروع الوطني الفلسطيني، الذي تغيرت ملامحه الأساسية خلال الخمس وأربعين سنة الماضية، ليس على الفلسطينيين أن يدعوا بشيء من الفخر والاعتزاز أن تغيير الأهداف والوسائل قد كان دلالة على رقي الفكر السياسي الفلسطيني، وواقعيته، فقد كان على مَن يفعل ذلك أن يدرك حقيقة وأبعاد المخطط الإمبريالي الصهيوني الذي تتضح أبعاده ومعالمه اليوم على نحو لا يترك مجالاً لأي مرونة.{nl} إن الواقعية السياسية اليوم، تعني إعادة قراءة المشروع الصهيوني على نحو مختلف، وبعد أن اتضح أن إسرائيل لا تسلم بالحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية على أرض فلسطين التاريخية، وأنها دولة إرهاب عنصري تتجاوز أطماعها ودورها الأرض الفلسطينية، وتعتبر أن السلام المقبول هو السلام الذي يشرعن أهدافها ومصالحها، وأمنها.{nl} ربما علينا أن نواصل التمسك بالبرنامج السياسي "الواقعي"، الذي تبنته منظمة التحرير الفلسطينية العام 1974 وانتقلت به أملاً في تحقيقه في مفاوضات مدريد وأوسلو بعد ذلك، ولكن لا يمكن القبول والمراهنة على إمكانية تحقيق ذلك البرنامج، لأنه انطلاقاً من الوقائع العنيدة، ليس واقعياً بالنظر للسياسة الإسرائيلية. لهذا فإن ثمة فارقا كبيرا بين واقعية الأهداف السياسية والبرامج وبين التكتيك، الذي يسمح دون أوهام، بتوظيف المرونة السياسية لأغراض خدمة الأهداف الاستراتيجية، وباعتبار أن هذه المرونة تستهدف إقناع الرأي العام العالمي بعدالة القضية الفلسطينية، وبخطر المشروع الصهيوني على مصالح الجميع.{nl} بمراجعة ما جرى خلال الخمس وأربعين سنة الماضية يمكن القول إن الأوضاع الفلسطينية قد ارتدت على الأهداف والمقولات التي تبنتها الثورة الفلسطينية، وكانت في حينه، والآن أيضاً، تشكل جوهر الكفاح الفلسطيني التحرري. فلا هدف تحرير كل فلسطين بقي على حاله، ولا بقيت مقولة الدولة الديمقراطية، ولا نجحنا في التمسك باستقلالية قرارنا، ولا حافظنا على الوحدة الوطنية، بالإضافة إلى أننا فقدنا دورنا الطليعي إزاء قضيتنا. {nl}قبل الفلسطينيون بالهم، ولم يقبل بهم، فلقد اختزلوا هدف التحرير الكامل والدولة الديمقراطية، إلى القبول بدولة على 22% من أرض فلسطين التاريخية، وعاصمتها القدس، ثم قبلوا وفق المبادرة العربية للسلام، على أن تخضع عودة اللاجئين لحل مقبول من الطرفين، وقدموا خيار المفاوضات على الخيارات الأخرى، وتركوا بانقساماتهم الأبواب مشرعة أمام كل الرياح، من كل الاتجاهات، وتحولت لجنة المتابعة العربية للسلام إلى القيادة العامة للثورة الفلسطينية، ولم يعودوا قادرين على اتخاذ قراراتهم وخياراتهم دون حسابات مضنية.{nl} أعترف أن هذه المراجعة تنطوي على قدر من السرعة، وأنها جزئية، فالمقام لا يسمح بأكثر من ذلك، فمثل هذه المراجعة النقدية تحتاج إلى جلسات متواصلة من النقاش الذي يسهم فيه مفكرون ومثقفون وسياسيون من مختلف التيارات ومن مختلف الأماكن التي يوجد فيها الشعب الفلسطيني.{nl} غير أن الهدف من هذه المراجعة السريعة هو الوصول إلى استنتاج رئيس وهو أن على الفلسطينيين أن يبدؤوا صياغة ربيعهم وألا يظلوا في حالة انتظار ما سيؤول إليه الربيع العربي، هذا الربيع الذي لا يزال يختلف بشأنه الكثير من المحللين وبعضهم يراه خريفاً أجرد.{nl} الربيع الفلسطيني لا يعني بالضرورة نسف كل ما هو قائم، سواء بالمعنى السياسي أو غير السياسي، ولا يعني الإطاحة بكل مركبات النظام السياسي الفلسطيني، ولكنه ببساطة يعني استعادة الوحدة على نحو حقيقي، وليس على نحو شكلي أو فوقي. إن الوحدة الوطنية، والعمل الوطني الجماعي هو السبيل لاستعادة القرار الفلسطيني ولضمان استقلاليته، ولتمكين أهل القضية من استعادة دورهم الطليعي في مقدمة صفوف العرب. يحتاج الفلسطينيون من أجل أنفسهم وقضيتهم إلى صحوة الضمير الوطني، ذلك أن الربيع العربي، إن كان ربيعاً حقيقياً، فإنه لن يعفي الفلسطينيين من مسؤولياتهم، ولن يعطيهم أكثر مما يعطي الفلسطينيون لأنفسهم.{nl}عتبة للوعي أم للجهل؟!{nl}بقلم: ليانة بدر عن الأيام{nl}تساءل المفكر محمد أركون عن النظام التربوي الذي يؤسس للجهل، وكاد يصل إلى حد السؤال القاطع: هل يمكننا أن نقدس الجهل؟ لأن وجهة نظره كانت أن النظام التربوي في عالمنا العربي يؤسس للجهل، ولا يرتبط هذا وحده بالبرامج التي يجب أن تفتح بوابات المعرفة، وإنما يعود إلى اختلال عميق في معنى التعامل مع الآخر التربوي ذاته. إن شطب الآخر وإدانته، بل وتكفيره أو تخوينه، صارت أحداثاً اعتيادية في العالم العربي وعندنا أيضاً . كما لن ننسى كيف طالت الاتهامات الظالمة سيد الكلمة محمود درويش في حياته. {nl}حدث يوماً أن كان الممثل الفلسطيني القدير مكرم خوري، وهو من أبناء شعبنا في أراضي 48، الذي أبدع في مسرحية "جدارية" التي روت حياة الشاعر محمود درويش بمحتوى مسرحي راق في زيارة إلى جامعة بيرزيت قبل أقل من عامين. وخلال زيارته للتنسيق حول نشاط مسرحي، سرت شائعة بأن إسرائيلياً يزور الجامعة، وقامت جماعة من الطلاب باعتصام واحتجاجات مدوية، وأغلقوا أبواب الجامعة، وغادر الفنان الفلسطيني الجامعة مسرعاً وسط تهديدات عشوائية لم تقدم الفرصة لهؤلاء الطلاب كي يعرفوا من هو أصلاً، وكيف أنه قدم من أجلهم كي يعرفهم بتجربته الإبداعية، تحضيراً للتعاون مع الجامعة. تم التعامل معه بالطريقة العشوائية التي تصلح تعريفاً للجهل التربوي في كيفية إطلاق الأحكام جزافاً، والإساءة إلى مبدع رصين وجاد، ومن دون أي تبصر، وهو الممثل المسرحي الفلسطيني الذي قام بعشرات الأعمال المتميزة، وتم اختياره للعمل مع ملك المسرح العالمي بيتر بروك، ذلك الذي يتبارى فنانون من جميع أنحاء العالم للانضمام إلى فرقته والعمل معه. {nl}وحينما استقر رئيس الجامعة الجديد في وظيفته قامت جماعات من الطلبة بإطلاق اتهامات باطلة، وكيل الشتائم والإهانات على الشبكة الإكترونية كأن هذه المواقع الافتراضية ترتبط بساحات عراك وتوجيه اتهامات وإهانات لا أكثر أو أقل. {nl}وبينما الجامعات تلعب دوراً في بث إشعاعات المعرفة على من حولها، تربى الوسط الطلابي لدينا على معاملة الطاقم الإداري والأساتذة باستهانة تتضمن كيل الاتهامات الظالمة وبث الرعب والتخويف تحت حجج غير دقيقة، بل والمبالغة والتطاول بعيداً عن أساليب الحوار، أو التقصي أو توجيه النقد الفكري الهادف إلى إذكاء المعرفة، وتوجيهها بما فيه الخير للجميع. هل هنالك أزمة تربوية تطال الجميع؟ أم هل أن العالم العربي بأجمعه ينساق حالياً وراء سياق من الاتهامات التي لا تتوقف، فلا يدري المرء منها إلا الرغبة في سيطرة الرأي الواحد، رغم أن ثورات الربيع العربي نشأت من أجل كسر هذا الاستحواذ السلطوي على كل شيء؟!{nl}هل نطالب بإعمال الرأي وإبداء الرغبة في التواصل والنقاش بين الأطراف، وعدم بث الاتهامات الظالمة والتوجه إلى الجدل والحوار مع كل من لا يشبهنا بدلاً من التهديد والترهيب والتخويف والتنديد؟ أم هل نصاب باليأس ونعلن أننا دخلنا إلى عتبات الجهل النهائي؟ هل الأحلام قادمة والثورات قائمة، وعالمنا سوف ينحاز للحرية واحترام الآخر ومحاورته، أم أن أغنية فيروز "ما في حدا" هي السائدة في هذه المرحلة التي سوف تقرر مصير أجيال عربية مقبلة، وبينها فلسطين أيضاً؟.{nl}بالتوافق الانتخابات البلدية أولاً{nl} بقلم : حمادة فراعنة عن الأيام{nl}بالتوافق سيتم تشكيل الحكومة، وبالتوافق ستتم الانتخابات، وبالتوافق ستجري عملية تحديد الإجراءات وصياغة قوانين الانتخابات، فكلمة التوافق هي المفتاح السحري لعملية المصالحة بين طرفي الاتفاق "فتح" و"حماس"، ولكنها ستكون الغطاء المعطل لاستكمال إجراءات المصالحة وصولاً للانتخابات البلدية والنيابية والرئاسية وللمجلس الوطني، فإذا لم يقع التوافق بين الطرفين، لن يتم تشكيل الحكومة، ولن يتم تحديد إجراءات وآلية الانتخابات، ولن تتم الانتخابات، والانتخابات غير مطلوبة، لا أحد متحمس لها، لأن كل طرف يسعى للحفاظ عما لديه، وما بحوزته، وكلاهما يخشى الانتخابات، "فتح" تخشى من المفاجآت التي أكلت دورها التاريخي بسلسلة الهزائم التي منيت بها، في الانتخابات البلدية عام 2005، والانتخابات البرلمانية عام 2006، وأمام الانقلاب عام 2007، وما زالت تعاني الهزيمة وتعيشها بسبب عجزها عن استرداد قطاع غزة إلى حضن الشرعية، وستبقى مسكونة بروح الهزيمة إذا لم تتقدم إلى الأمام وتسعى للاحتكام إلى صناديق الاقتراع، مرة أخرى.{nl} و"حماس" تخاف الانتخابات، لأنها لن تعطيها ما حصلت عليه عام 2006 لسببين :{nl}أولاً: لأن حركة فتح باتت موحدة أكثر مما كانت عليه، ولأن قانون التمثيل النسبي لن يصيغ النتائج كما حصل عام 2006 بانتخابات قانون الأغلبية العددية، فقانون التمثيل النسبي يعطي لكل حق حقه، ويتمثل بما يحصل عليه من الصناديق، ففي الانتخابات السابقة وفق التمثيل النسبي حصلت "حماس" على 29 مقعداً و"فتح" على 28، بينما في الدوائر وفق الأغلبية العددية حصلت "حماس" على 45 مقعداً و"فتح" على 17 مقعداً.{nl}وثانياً : لأن أفعال حركة حماس في قطاع غزة عرّت إدارتها وكشفت مفاسدها وأوضحت عدم توافق أقوالها مع أفعالها، ولذلك سيعاقب الفلسطينيون حركة حماس كما سبق لهم وعاقبوا حركة فتح على إدارتها طوال العشر سنوات الماضية من عمر السلطة الوطنية 1996- 2006 .{nl} في رده على تصريحات خالد القواسمي، وزير الحكم المحلي، في السلطة الوطنية، الذي أعلن أن وزارته ستبدأ بالإعداد لإجراء الانتخابات البلدية في الضفة الفلسطينية، أكدت حركة حماس، بلسان سامي أبو زهري، أن أي انتخابات يجب أن تجري في ظل التوافق الوطني، خاصة فيما يتعلق بموعد إجرائها، وضمان الظروف اللازمة لنجاحها ونزاهتها، وقال أبو زهري "أي انتخابات، يجب أن تنفذ فقط من قبل حكومة التوافق المنوي تشكيلها، أما حكومة فياض، فهي حكومة غير شرعية، وغير مخولة بإجراء الانتخابات، وأي انتخابات تجريها ستبقى غير شرعية ولن تقبل حركة حماس بإجرائها".{nl} حكومة فياض غير شرعية، فهل حكومة إسماعيل هنية شرعية ؟؟ وحقيقة الوضع أن الحكومتين تستندان لقرار سياسي، ولا تعتمدان على شرعية دستورية مكتملة، فالشرعية تقوم على تكليف الرئيس وعلى ثقة المجلس التشريعي وكلاهما الرئيس والمجلس التشريعي انتهت ولايته، وقد مدّد المجلس المركزي لكليهما ولايته وصولاً إلى الانتخابات، ولذلك لا يملك أحداً معقولية ومنطق الاعتماد على الشرعية، فالأطراف جميعاً فاقدة لشرعيتها، وإذاً ثمة منطق سائد فهو منطق المصلحة الحزبية، ومدى اقتراب أو ابتعاد هذه المصلحة عن المصلحة الوطنية والمصلحة الوطنية تقوم على الوحدة، وحدة المؤسسة ووحدة البرنامج ووحدة الأدوات الكفاحية في مواجهة الاحتلال العسكري الاستعماري المتفوق، وطريق الوحدة معبدة بالعقبات وعدم الرغبات وواقع الاحتلال.{nl} والشرعية، لم تعد إلا تلك الصادرة عن صناديق الاقتراع، والمعبرة عن إرادة الفلسطينيين في الضفة والقدس والقطاع، وغير ذلك مجرد تمرير لدوافع حزبية ضيقة لا تعبر عن إرادة الناس الذين يدفعون ثمن فلسطينيتهم وتمسكهم بحقوقهم وصمودهم على أرض بلادهم.{nl} الانتخابات البلدية، ما زالت، رغم كل الاتفاقات السابقة، بما فيها الاتفاق الأخير في شهر أيار 2012، هي الوسيلة الأنجح للوحدة، والانتخابات البلدية، ستبقى أهم من الانتخابات التشريعية والرئاسية على أهميتهما، فالانتخابات البلدية ستوحد العمل بين "فتح" و"حماس" على الأرض في مؤسسات مشتركة، بما يضمن حرية عمل "فتح" في قطاع غزة، وحرية عمل "حماس" في الضفة، بدون أن يدفعا ثمناً لذلك من نفوذهما وسيطرتهما، ولذلك، لتبدأ الخطوة الأولى في الانتخابات البلدية إذا كان ثمة جدية نحو الوحدة، إضافة إلى أن الانتخابات البلدية يمكن أن تكون نموذجاً للانتخابات الأخرى لعمليات التدقيق والمراقبة والشفافية، ومعياراً للتعاون الجدي بين الطرفين في ظل مراقبات عربية ودولية لهذه الانتخابات.{nl}حمدين صباحي{nl}بقلم:حافظ البرغوثي عن الحياة الجديدة{nl}تظل الحالة المصرية في حالة قلق تتجاذبها احداث ومؤثرات شتى.. كلنا نأمل الاستقرار لمصر لان استقرارها يؤمن بعض الهدوء النفسي لكل العرب.. فبعد الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية حسم الامر لمرشحين اثنين هما محمد مرسي مرشح الجماعة والفريق احمد شفيق مرشح الصامتين والفلول والطبقة الوسطى التي تريد استقرارا لمصر.{nl}ليس هناك حساب لمنظومة الشباب التي اشعلت الثورة.. لانها مجموعات غير متجانسة وبعضها غير مؤثر شعبيا ويقاد بالمال الاميركي.. وجاءت محاكمة مبارك واعوانه لتصب الزيت على النار حيث يحاول الاخوان استثمارها لصالحهم انتخابيا تحت شعار ان سقوط مرسي يعني سقوط الثورة فيما يقول اعوان شفيق ان سقوط شفيق يعني سقوط مصر كلها.. فالسقوط وارد اذا نجح شفيق واذا نجح مرسي.. وهذا يعني ان الوضع المصري قد يشهد اضطرابا اشد في حالة فوز اي من المرشحين، فإما «الجزأرة» اي تدخل العسكر مدعومين شعبيا لاحباط سلطة الجماعة واما حراك شعبي عنيف تقوده الجماعة ضد العسكر وشفيق. وهذا السيناريو المخيف والمرعب من شأنه استباحة مصر وما حولها.. وكان بالامكان تفادي كل هذا لو ان مصر ذات المؤسسات الدستورية وضعت دستورا اولا وعرضته على استفتاء شعبي ثم اطلقت العملية الانتخابية لمجلس الشعب والرئاسة معا.. فعملية الترقيع الجارية هي التي افضت الى الارتباك الداخلي المصري وقد تفضي الى المجهول الرهيب لا سمح الله.{nl}وسط «شبورة» او ضبابية الوضع المصري ثمة فائز وحيد وهو حمدين صباحي حيث يتفق الكثيرون على انه لو اعيدت الانتخابات لكان الفائز الاول دون منافس. فالرجل بات يمثل تيارا ثوريا نقيا وحصد المركز الثالث دون حزب داعم او مال ودون دعم خارجي وكان الاول في المناطق التي شاركت في الثورة كالقاهرة والاسكندرية والسويس وبورسعيد.{nl}فظاهرة حمدين صباحي هي نقطة الضوء التي يمكن البناء عليها قوميا ونشرها في الاقطار العربية كحركة عربية وسط الاكتظاظ السياسي العقيم في الساحة العربية. فصباحي يمكنه وحده ان يفاخر بمبادئه وتاريخه.. فهو معارض ابدي للسادات ومبارك وبينما كان صفوة الاخوان يعيشون عصر بحبوحة السادات عندما استخدمهم لضرب التيار القومي والناصري كان صباحي ملاحقا من السادات ثم مبارك، والاخير عقد صفقات كثيرة مع الاخوان انتخابية وغير انتخابية.{nl}مرحلة صباحي هي الاولى بأن تكون الطريق الثالث عربيا. فلا قيامة بلا عروبة.{nl}العراق لا يريد المالكي{nl} بقلم عادل عبد الرحمن عن الحياة الجديدة{nl}المتتبع للتطورات السياسية في العراق يلحظ ان القوى السياسية كلها ترفض استمرار نوري المالكي على سدة رئاسة الوزراء، لأن بقاءه كما اكد مقتدى الصدر « يقسم العراق» ولا بد من خروجه. واضاف الصدر « ممكن استبدال المالكي بآخر من ذات الكتلة، التي يمثلها المالكي.» وهناك اسماء مطروحة على الطاولة. {nl}موقف الصدر جاء بعد اللقاءات، التي جمعت ممثلي القوى السياسية في كردستان العراق وبحضور الرئيس جلال الطالباني. ووفق الناطقة باسم كتلة اياد علاوي، فان القوى المختلفة جمعت اكثر من (163) صوتا من النواب للمصادقة على حجب الثقة عن المالكي (اي النصف زائد واحد). لأن جميع القوى تعتقد بالتجربة الحية المعاشة، ان نوري المالكي حول العراق الى مافيات، وصادر الحريات، وأنتج وينتج الارهاب، والمحاكمات الانكشارية القائمة على التهم الجاهزة للهاشمي ومساعديه، والحبل على الجرار لمحاكمة القيادات العراقية من مختلف الوان الطيف السياسي الجاثمة الآن في الساحة. لان رئيس الوزراء يريد الاستفراد بالحكم، ولا يريد شريكا معه من اي لون سياسي او حزبي، ولهذا نقض كل الاتفاقات المبرمة مع الائتلافات الاخرى، وخاصة مع ائتلاف علاوي. {nl}الداعم الوحيد للمالكي، هي، جمهورية الملالي الايرانية، التي قام سفيرها في بغداد بالالتقاء مع عدد من ممثلي القوى، وابلغهم رسالة تحذيرية، مفادها عدم الموافقة على ازاحة المالكي، واذا ما اطيح به فان ايران ستفتح ملفاتهم على الملأ. وارسل مغزى الرسالة لقادة آخرين لم يتمكنوا من حضور اللقاء. كما تضمن التهديد الايراني تنفيذ عمليات اغتيال، وتفجير مقرات وغيرها من الاعمال الارهابية. {nl}وايران كما هو معلوم تتقاسم الادوار مع الولايات المتحدة الاميركية في النفود والمهام في العراق. كما ان الجميع يعرف، ان القوى المتنفذة الآن في الساحة العراقية، هي ذاتها، التي ارتبطت بايران واميركا على حد سواء قبل الحرب الاميركية على العراق. وهي نفسها، التي دخلت على ظهور الدبابات الاميركية، وبقيت اسيرة ارتباطاتها مع «الاسياد» الاميركيين والايرانيين. وان سعى البعض للخروج من تحت العباءة الايرانية، وسعى للانخراط في اللعبة الاقليمية والدولية الاوسع. لكنه مازال تحت تأثير الارتباطات السابقة مع ايران تحديدا، لان سيفها على رقابهم جميعا، وحدود المناورة لديهم محدودة.{nl}ولأكثر من سبب وسبب ايران ليست مستعدة للتفريط في الورقة العراقية، وخاصة ورقة المالكي، الذي يخدم السياسات الايرانية بجدارة؛ كما ان تطورات الاوضاع في الساحة السورية، لا تتطلب إحداث اية تغييرات، حتى لو كانت شكلية في البناء الفوقي العراقي، خشية احداث تطورات سلبية، تكون لها نتائج عكسية على الدور الايراني وحلفائه في المنطقة. والأهم مصالح ايران التاريخية والاستراتيجية في العراق وعموم منطقة الخليج العربي. وما لعبة التشيع سوى الجانب الشكلي في المخطط الايراني الاوسع والاعمق.{nl}غير ان ايران بنهجها السياسي القائم تعمق الهوة بينها وبين حلفاء الامس العراقيين من عرب واكراد وكلدان وتركمان بمختلف طوائفهم ومذاهبهم وتوجهاتهم السياسية والدينية. لان لسان حالهم عبر عنه مقتدى الصدر، الذي قال سنأتي بشخص من ذات الدائرة الطائفية، ومن كتلة المالكي كما الجعفري او غيره ممن تقبل بهم ايران، إلا انها (ايران) رفضت، وما زالت ترفض رغم موافقة ما يزيد على نصف البرلمان العراقي على حجب الثقة عن رئيس الوزراء الحالي. {nl}مع ذلك من الصعب استمرار مواصلة نوري المالكي لدوره في رئاسة الوزراء، لذا الافضل له شخصيا، ولحلفائه الايرانيين، مغادرة الحكم، واعطاء فرصة للعراق الخروج من الازمة العميقة، التي يعيشها. وخلق مناخ ايجابي لتجاوز حقول الالغام التي زرعها رئيس وزراء العراق وحلفاؤه الايرانيون.{nl}القاتل النرويجي و«بارانويا» دامية{nl}بقلم:عدلي صادق عن الحياة الجديدة{nl}استَمعت محكمة نرويجية، يوم الإثنين الماضي، الى تعليلات القاتل الإرهابي المعتوه، أنديرس بريفيك، الذي اقترف قبل نحو عام، مذبحة راح ضحيتها 77 إنساناً، معظمهم من الفتية اليافعين من بني وطنه. وقد استندت تبريرات بريفيك ( 33 سنة) الى مشاعر الكراهية للمسلمين، والى عاطفة الحب العميق، لأقصى اليمين الوطني الفاشي، وللصهيونية (حسب “جيروزاليم بوست” بعد الجريمة المروعة). سأله القاضي: هل تتذكر أنك مررت بتجارب معينة، استحثت في داخلك كل هذه الكراهية للمسلمين، لدرجة أنك تدعو الهند البعيدة، الى طرد مواطنيها المسلمين؟! أجاب: “عندما كنت في سن السابعة، قام رجل تركي، هو والد صديقي وزميلي في المدرسة، بتحطيم دراجتي، وزاد الطين بِلة، عندما صفعني رجل باكستاني، كان سائقاً لعربة أنفاق، لمجرد أنني تسلقت العربة، وظللت متعلقاً خارجها وهي تعبر النفق”!{nl}دس رأسه في كراس فيه ابتهالات مكتوبة بخط اليد، يقرأ منه متشبهاً بالمتطرفين اليهود عند حائط البراق، عندما يرسمون على سحناتهم علامات التقوى، ويهزون رؤوسهم وذقونهم، كأنهم يذوبون في فكرة العدالة. ولما عقّب القاضي على كلامه، بأن واقعة الطفولة والدراجة، لا بد أن تكون لها ملابسات أخرى، أما واقعة ال<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/06-2012/محلي-119.doc)