المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أقلام وآراء محلي 120



Haneen
2012-06-09, 11:40 AM
أقلام وآراء محلي{nl} (120){nl}في هــــذا الملــــف:{nl} المصالحة وحملة لازم تزبط{nl}بقلم: جهاد حرب – عن وكالة معا{nl} "الحج" إلى كفر قدوم.. واجــب{nl}بقلم: عبد الناصر النجار – عن جريدة الايام{nl} تنويعات أخرى على حرب حزيران 1967{nl}بقلم: حسين حجازي – عن جريدة الايام{nl} سؤال عالماشي – إذا{nl}بقلم: موفق مطر – عن جريدة الحياة{nl} الاستيطان والانقسام.. وصمت المجتمع الدولي !!{nl}بقلم: حديث القدس – عن جريدة القدس{nl} هل تستجيب الحكومة الاسرائيلية لدعوة الرئيس عباس الصادقة لتحقيق السلام؟{nl}بقلم: راجح ابو عصب – عن جريدة القدس{nl}المصالحة وحملة لازم تزبط{nl}بقلم: جهاد حرب – عن وكالة معا{nl}(1) المصالحة والخطوات السلحفاتية{nl}تشير الأنباء الواردة من القاهرة إلى تحرك في طريق المصالحة على الرغم من العقبات الكبيرة التي تعترض هذا السير، كما أن الخطوات البطيئة "السلحفاتية" المتخذة من قبل الطرفين في طريق المصالحة "المصلحة" تعطي مؤشرات ايجابية مرحلية بإقامة حكومة واحدة للضفة الغربية وقطاع غزة. لكن دون وضوح الخطوات المرافقة؛ فكلا الأمرين إعمار قطاع غزة والانتخابات ليستا بيد الفلسطينيين بالمطلق، الأولى رهن الدول المانحة، والثانية رهن سماح اسرائيل وتفهم الادارة الامريكية لضرورة الانتخابات وطبعا ما يرافقها من متطلبات ضمان سلامة المرشحين وحرية حركتهم.{nl}الايجابية هنا، أن الطرفين قد بعدا شيئا ما عن النظرية الصفرية التي تقوم على "أن القصد عند الطرفين أن يمنع كل واحد منهما الطرف الثاني الأرباح حتى لو سبب لهم ذلك ضررا في نهاية الأمر." ويبدو أن الطرفين آثرا في الاتفاق الأخير، غير واضح المعالم، تأجيل الملفات الأكثر تعقيدا كالأمن وتوحيد الجهاز الاداري. ما يحيل الى مفهوم التقاسم الوظيفي مع ابقاء الانقسام العمودي قائما.{nl}لكن كلا الطرفين يعظمان من الارباح الناجمة عن هذا الاتفاق، فالرئيس يستخدم الحكومة الموحدة في تحركه السياسي لإزالة عقبة عدم السيطرة على قطاع غزة التي تم طرحها في اللجنة القانونية بمجلس الأمن الدولي، والتي كانت أبرز الاعتراضات على طلب العضوية في الأمم المتحدة. فيما حركة حماس تزيل عقبة فتح معبر رفح، والحرج المصري في ذلك، بوجود حكومة واحدة تمثل الفلسطينيين والسلطة المعترف بها دوليا.{nl}في المقابل، فعلى الرغم من أن تشكيل الحكومة هو الخطوة الجوهرية لإعادة اللحمة بين الضفة الغربية وقطاع غزة، لكنها تبقى دون جدوى أو قيمة دون دفع الاثمان من قبل الاطراف المختلفة المترتبة على مرحلة الانقسام والتهرب منه، ودون معالجة آثار الانقسام والإجراءات التي تبعتها في كل من الضفة وغزة.{nl}ربما تصل الاتفاقات والإعلانات يوما ما لإنهاء الانقسام وعودة الوحدة الجغرافية والشعبية عبر خطوات السلحفاء البطيئة، لكن باعتقادي ستكون متأخرة في ظل تسارع الاستيطان والخطوات الإسرائيلية على الأرض سواء في مدينة القدس وعزل الضفة الغربية وقضم أراضيها. ناهيك عن السرعة الكونية المتزايدة في كل دقيقة أو ثانية فهل سنتمكن من اللحاق به أم نبقى أسيري الانقسام.{nl}(2) حملة لازم تزبط في بدايتها{nl}قامت حملة لازم تزبط إثر إعلان عزام الأحمد وموسى أبو مرزوق بتاريخ 21 أيار 2012 اتفاق "بروتوكول" الذي نص على أن يتم تشكيل الحكومة خلال عشرة أيام. لكن عمليا تم تمديد المدة أو تأجيل التشكيل للقاء يجمع الرئيس محمود عباس بخالد مشعل في العشرين من حزيران.{nl}جاءت بادرت الزميلات والزملاء في مؤسسة "فلسطينيات" وبعض المؤسسات الأهلية بحملة شعبية للضغط على الرئاسة وحكومة غزة (فتح وحماس) لتطبيق ما تم التوصل إليه ايمانا بإرادة الشعب الفلسطيني بالوحدة ورغبته بها، وبأن ظاهرة اللامبالاة التي تسود ردة الفعل الشعبي هو جزء من حالة الغليان تحت صفيح البركان القابل للانفجار ، وهي بذلك تريد أن تقرع الخزان.{nl}يبدو أن الشعب الفلسطيني وقطاعاته المختلفة أمام خيارين، لا ثالث لهما، لإنهاء الانقسام إما الارتهان إلى نوايا الاتفاقيات والإعلانات والبروتوكولات المصالحة غير المطبقة إلى الآن، أو الالتحاق بحملة "لازم تزبط" وتطويرها وحشد جموع شعبية لتشكل أداة مساءلة شعبية للأطراف المختلفة المشاركة في الانقسام والصامتة عنه بهدف لم الجراح وإنهاء سنوات الانقسام الأسود، وفتح بارقة أمل جديدة في طريق النضال التحرري من الاستعمار الإسرائيلي العسكري والاستيطاني. فالطريق إلى إنهاء الاحتلال يمر حتما عبر وحدة الضفة والقطاع.{nl}"الحج" إلى كفر قدوم.. واجــب{nl}بقلم: عبد الناصر النجار – عن جريدة الايام{nl}قبل عدّة أسابيع، التُقِطَت صورة خلال مسيرة كفر قدوم.. سرعان ما نشرتها وسائل الإعلام المحلية والدولية.. الصورة لكلب إسرائيلي ينقضّ على شاب من كفر قدوم ويبدأ بتمزيق لحمه.. يحاول الشبان مساعدة زميلهم دون جدوى.. فالكلب مدرَّب وداخل أذنه سمّاعة مرتبطة لاسلكياً بمدرِّبه الذي يتلذّذ بالمنظر الدامي للشاب.. وبعد القبض على الشاب المُنهَك يُمدَّد اعتقاله تحت جملة من التهم، منها الاعتداء على كلب الاحتلال؟!! وربما سيُحكَم عليه لمدّة عام..!!{nl}هذه القصة سمعتها في لقاء بين مجموعة من الصحافيين وأهالي كفر قدوم قبيل انطلاق المسيرة الأسبوعية المناهضة للاستيطان والاحتلال.. ولكنها ذكّرتني بحكم قراقوش عندما جاءه دائن يشكو عدم تسديد المدين لما أخذه منه من مال.. وأنه يماطل في سداد الدين وإعادة الحق لصاحبه.. فردّ المدين كاذباً: كلّما توفّر لي مال ذهبت لأسدد جزءاً من الدين، ولكنني لا أجده فأصرفه..!!{nl}فَحَكم قراقوش على الدائن بالسجن، حتى إذا ما توفر مبلغ عند المدين جاء إلى السجن فوجده فسدّ جزءاً من دينه.. وعندما سأل الدائن كم سأستغرق في السجن، قال: حتى يُسدّد لك كل مالك؟!!! نحن في حكم احتلالي قراقوشي، ليس إلاّ.. يقلب الحق باطلاً ويعتقلك للتنازل عن حقك..!!!{nl}في كفر قدوم، يتجمع المتضامنون الأجانب وقلّة من الإسرائيليين، كل يوم جمعة، في منزل قرب المسجد.. ويكون إلى جانبهم "المتضامنون" الفلسطينيون، وهم قلّة، يأتون من خارج البلدة للتأكيد على حق المقاومة الشعبية..{nl}في كفر قدوم، يحدثونك عن انتفاضتهم الأسبوعية وأسبابها.. ففي العام 2003 أغلقت سلطات الاحتلال الشارع الرئيس الذي يوصلهم إلى نابلس، والبالغ طوله 1.5 كم، حتى قرية جيت على مداخل الشارع الرئيس المؤدي للمدينة.. وبعد مراجعات كثيرة مع الارتباط كان الردّ يأتي، أنه مع إزالة النقطة العسكرية في صرّة سيتم فتح الشارع.. في العام 2011 أزيلت النقطة وبقي الشارع مغلقاً.. عندها اقتنع الأهالي وأيقنوا أن الشارع لن يُفتح أمامهم إلاّ بالمقاومة، التي انطلقت في بداية شهر تموز الماضي..{nl}أراضي كفر قدوم البالغة مساحتها تقريباً 24 ألف دونم، منها أربعة آلاف مصادرة لإقامة مستوطنة "قدوميم" وأربع مستوطنات أخرى فقستها المستوطنة الأولى كالأفاعي.. و58% من أراضي البلدة ممنوع على أصحابها الوصول إليها أو زراعتها إلاّ بتصريح إسرائيلي خاص.. الاستيطان تمدد كالسرطان، والبلدة محاصَرَة من ثلاث جهات.. والطريق المسموحة يزيد طولها بـ15 كيلومتراً عن الطريق الرئيسة للبلدة.. ما يكلّف الطالب الجامعي 20 شيكلاً إضافية كل يوم، في منطقة تعاني بطالة مرتفعة جداً واقتصادا هشا..{nl}في كفر قدوم، ولحظة انتهاء الصلاة، يخرج الجميع، الشيوخ والرجال والشباب والأطفال، إلى موقع المواجهة.. تتقدم المسيرة وسط الهتافات حتى تقترب من حائط صد أقامه جنود الاحتلال.. يتم توجيه نداء إلى قائد الاحتلال.. ملخّصه؛ نحن أهالي كفر قدوم نطالب بفتح الشارع ووقف مصادرة أرضنا والسماح لنا بالعيش بحرية وكرامة على أرض أجدادنا.. كل ما نطالب به هو رحيل الاحتلال والاستيطان..{nl}يبدأ جنود الاحتلال بالتحرك خلف جرافة تزيل العوائق الحجرية.. تعقبها سيارة رشّ المياه العادمة والكيماوية، التي لها رائحة أكثر من نتنة.. إذا لامَسَت الجلد تبقى لمدة أسبوع، ما يستدعي غسلها بالماء والملح يومياً حتى يتم التخلّص منها.. رائحة تزكم الأنوف.. وعشرات قنابل الغاز تبدأ بالتساقط على المشاركين والمنازل والحقول، فلم يسلم منها الشجر والحجر..!! بالأمس، سقطت قنبلة أسفل حمار مربوط بشجرة زيتون.. إنّه الإجرام الإسرائيلي..!!{nl}في كفر قدوم، مصطلحات أصبحت جزءاً من مسيرتهم الأسبوعية..؛ الرُّماة: وهم أصحاب المقاليع والفتية الأشدّاء، يتقدمون عندما تبدأ قوات الاحتلال بالاعتداء عليهم.. الإسعاف: شبان يتقدمون عندما يُصاب شاب بالاختناق أو الرصاص المطاطي أو قنبلة، لتقديم العلاج اللازم.. "طابة": وهي قنبلة الغاز على شكل كرة، ومداها أطول من قنابل أخرى، وتنزل بشكل عمودي باتجاه المتظاهرين، وقد تكون إصابتها حتمية إذا سقطت فوق رأس أحدهم بشكل مباشر.{nl}في كفر قدوم متطوعون كُثر.. المجموعة المنظمة.. ومجموعة المياه التي تقدم مياه الشرب إلى المشاركين والمتضامنين.. ومجموعة المرشدين التي تعطي الإرشادات لكبار السن وللضيوف لإبعادهم حتى نقطة آمنة عن الخطر الداهم.. أما مجموعة الإعلام فلها قصّة أخرى.. أحدهم يحمل حاسوبه المحمول المرتبط بكاميرا ويبدأ بثاً مباشراً على مواقع الانترنت، فتصل الأحداث المصوَّرة أسرع من المباشر للفضائيات غير الموجودة..!!{nl}باختصار، هذه تجربة يوم في كفر قدوم.. بلدة يجب الحجّ إليها.. للدفاع عن شجرة زيتون في أرض مقدسة.. للدفاع عن حق طفل بالعيش بسلام.. وعن حقّ امرأة حامل في الوصول إلى المستشفى ضمن الوقت المحدّد.. وعن مريض ينشد علاجاً في عيادة أو مركز صحي قريب..!!{nl}الحج الديني إلى مكّة فريضة، وحجّ المقاومة واجب شرعي في كفر قدوم.. وأجزم أن آلاف الذين يذهبون ربما للعمرة من أجل نيل ثوابها، سيحصلون على هذا الثواب عندما يجاهدون في ارض وطنهم المقدسة.. فهل يحج الفلسطينيون، ولو لمرّة واحدة، إلى كفر قدوم؟!!{nl}تنويعات أخرى على حرب حزيران 1967{nl}بقلم: حسين حجازي – عن جريدة الايام{nl}خمسة وأربعون عاماً نحملها على ظهرانينا، يكاد العمر ينقضي ولا الحرب تستريح أو تنام، ولا الظهر المثقل ينوء أو يشتكي، كأنما ولدنا معها، أو من رحمها، أو كأنما نحن كلانا أنا وهو، آخر الجنود الذين عادوا من الحرب، وبقوا على قيد الحياة. نستعيد وقائعها، وقت العصاري، في سكون النهار نرويها المرة تلوا المرة علينا، كأنما لنراودها على نفسها، تلك التي تستعصي على الخروج، من الذاكرة، حتى تخرج، أو هو العمر الذي ينقضي.{nl}كأنها لحظة الوعي الأولى، في اكتشاف الحقيقة، التي اقترنت بارتكاب الخطيئة، أو بالغفو العظيم عند المهمة الشاقة، تماماً مثلما كانت تجربة أبينا آدم، في الخروج من العماء الهيولي الأول، والنزول إلى أرض الواقع. مبكراً دون أن يرحمنا الله، كان دخولنا في التجربة صدمة الوعي الكبرى، الأكثر قسوة، وأشد هؤلاء، الصدمة التي قطعنا معها كل رحلة السفر الطريق، مذذاك وهي لا تزال مكانها هناك جاثمة على ظهرانينا.{nl}لم نستطع إلى يومنا هذا محو آثارها، إخراجها من أمعاء الذاكرة الغليظة، وقد تحولت إلى" بؤرة إنتانية مزمنة". لا يمكن لنا أن نشفى منها دون تصفيتها، تصفية الحساب المؤجل حتى الآن معها. فقد كانت هذه هي الهزيمة الأصعب من نكبة 1948. لأنها في واقع الأمر، هي الحدث التاريخي الرئيس الإستراتيجي والعسكري، السيكولوجي والنفسي، كما المعنوي، الذي ثبت نتائج نكبة 1948. وغيّر مجرى الصراع العربي الإسرائيلي بصورة جذرية.{nl}فقد مثلت حرب حزيران 1967 بالنسبة إلى العرب وإسرائيل، نقطة التقاطع الحاسمة، كذروة الانتصار، وذروة الهزيمة. في سياق تاريخي لم يكن واقعياً لينتج هذه المعادلة أو يفضي إليها على أرض الواقع، ولذا من هذه الزاوية، على الأقل بل على الأعم، وبخلاف نكبة 1948 تبدو الهزيمة هنا، عصيةً على التفسير، الإقناع كما لو أنها ترتيب غامض، خرافي بفعل القدر، مفاجآت التاريخ، المفعمة بحكايات وأساطير، عن عقوبات آلهة غاضبة.{nl}نحن هنا في صباح يوم الإثنين عند الساعة التاسعة، أنا ذهبت لأستطلع نتائج امتحان الصف السادس الابتدائي، ودفعت بالورقة النقدية من فئة الخمسة القروش من الشباك، بعد برهة سمعت صوت الانفجار، ورأيت الناس جميعاً يركضون جهة البحر. كان الطيار للتو نزل بمظلته في البحر، قبل أن تنطلق في الحين قوارب الصيادين التي يستقلها الجنود، للإمساك به، وكان هذا المشهد، إسقاط الطائرة في البحر هو الإيذان الفعلي ببدء الحرب.{nl}كانت الطائرة واحدة من طائرتين تمت إصابتهما، في طريق عودتهما ضمن سرب من المقاتلات الأولى التي نفذت عند الساعة الثامنة صباحاً الضربة الاستباقية الجوية الأولى على قواعد الطيران المصري، وهي الضربة الجوية التي قدر لها بعد ذلك أن تحسم الحرب. هل كان هذا هو إسحاق مردخاي أول طيار أسقطت طائرته في غزة وتم أسره؟ نعم، أنا متأكد من أنه هو، يقول حسن. لكنك لم تذهب معي إلى هناك حينما تم تمديده على الأرض وأخذت جموع الصيادين والجنود تضربه على ظهره لكي يفرغوا الماء الذي ابتلعه. كان ذا بشرة بيضاء، ممتلئ الجثة، حتى أنهم ظنوا أنه ليس يهودياً وإنما هولندي، اعتقاداً بأن هذا البياض والضخامة أقرب إلى السمن والحليب الهولندي الشهير.{nl}لكن ما حدث بعد ذلك أن طائرة تمكنت من الإغارة على تلة الخنزير، التي يعتقد بأن الموقع الذي أسقط الطائرتين كان على هذه التلة والتي اختفى اليوم مكانها تحت تمدد العمران. لقد رأيتهم يقول: تسعة جنود مضرجين بدمائهم ولم يجد الأهالي سوى أن يلفوا جثثهم ببطانية.{nl}أنا ذهبت إلى بيت أمينة، القريب من الميناء، وفي الطريق كان مذيع "صوت العرب"، يقرأ البلاغ العسكري العاجل، عن إسقاط 23 طائرة حتى الآن، وأن تل أبيب أصبحت الآن في المصيدة، وكان صوت أحمد سعيد (أشهر معلقي "صوت العرب")، يقطع الأناشيد ليقول بصوته القول كقصف الرعود مخاطبا دايان، وزير الحرب الإسرائيلي: "أين أنت الآن يا دايان لترى فلول جيشك المنهار؟". وبدا الأمر كخطاب القاضي أحمد رفعت يوم السبت الثاني من حزيران الماضي، الذي جعل القلوب تخفق والعيون تدمع والدم يغلي في العروق، بقرب إنصاف المظلومين، ثم يأتي النطق بالحكم أشبه بدش ماء بارد يلقى على الرؤوس أقرب إلى مشهد من الفانتازيا السوداء.{nl}في الصباح قتل صاحب عربة "الكارو" فضلات، لم يجدوا مكاناً يدفنونه فيه إلا في مقبرة مندثرة على شاطئ البحر. أذكره، كانا متخصصاً بنقل أكياس الطحين من وكالة الغوث. في ذلك اليوم، تأخرت أمي عن الذهاب إلى الوكالة، لاستلام التموين وجاءت الرصاصة لتفغر صدره، كان مثل بدير الفران، من طول الوقت في التعامل مع النساء فقد كلامهما (بدير وفضلات) خشونة الصوت وأصبح كلامهما أقرب في صوتيهما إلى النساء. سوف يختفي ويندثر فرن بدير القديم الذي كان يخبز فيه العجين على الحطب، بعد الحرب مباشرة مثلما نظام الأفران القديم، مع إحلال الأفران الحديثة على الكهرباء. ويختفي فرش العجين الخشبي الجميل الذي كانت النساء يحملنه على رؤوسهن بعد أن يلفوا ربطة من القماش مدورة لتثبيته على الرأس. وكان يقدم فيه سفرة العشاء للضيوف القادمين.{nl}باغتتنا الحرب مثل عاصفة صيف، حتى كأننا ونحن نستعيد التذكر، نظن أن قطرات من غيوم سوداء، كانت تلوّن عصاري تلك الأيام التي لا تنسى من حزيران، حتى أنه يصر في كل مرة تبدو فيها الشمس تحجبها الغيوم، إن هذا يذكره بحرب حزيران 1967. وإني لأسأل نفسي اليوم، هل كان هذا التماثل حقيقياً أم انعكاساً لتكدر الروح؟ حتى لكأننا نستطيع أن نستعيد كل تلك التفاصيل التي هي ظلال الروح، والتي لم تختف مثلما يحتفظ شريط مسجل بجميع الأصوات الأخرى التي لا نسمعها أو ننتبه لها في أثناء الحديث. حينما لم نعبأ أو نكترث، أو نفكر بالخوف أو القلق، على المصير في تلك العصاري، بينما كان الخوف والقلق يحدقان بعينيهما في كسوف الشمس المؤقت والعابر، خلف الغيوم. كتلك المغربية بعد أن "عدّا النهار" التي اختبأت وراء الشمس، في كلمات عبد الرحمن الأبنودي، ولحن بليغ حمدي، التي سوف يغنيها بعد أيام عبد الحليم حافظ، كما لو أنها يقظة الروح من خدرها صدمة الهزيمة "عدا النهار".{nl}اليقظة التي رافقها الخروج العظيم لأمة بأكملها، مساء يومي 9 و10 حزيران، إلى الشوارع ترفض الإقرار بالهزيمة، وتطالب البطل بالبقاء. "عدا النهار يا بطل" فلم تكن مقدمات للهزيمة حينما كانت مصر جمال عبد الناصر تتفوق على اليابان صناعياً، وكانت هذه الضربة لتأخير تقدم مصر ونهضتها التي كان من شأنها أن تغيّر مصير الشرق، وبينما كانت كل المقدمات تؤشر إلى النصر. وهكذا من ذلك النهار سوف نظل ننتظر هذا النصر، حتى وإن تأخر، تلكأ في القدوم، وليس سوى انتظار هذا النصر. أو لم يكن هذا هو شعار عرفات، والثورة الفلسطينية، وتردد صداه نفسه في ثورة مصر في ميدان التحرير بعد 40 عاماً.{nl}فهل كانت الحرب نعمة أم نقمة؟ نطرح السؤال علينا بعد 45 عاماً. يقول هيغل: إن ما يحدث بالفعل على أرض الواقع هو الشيء الوحيد الذي يتصف بكونه عقلانياً، وهكذا يمكن القول اليوم عصر السنة الخامسة والأربعين على حرب حزيران، إن هذه الحرب، هي التي يمكن وصفها بنقطة فاصلة بين عصرين، مرحلتين، تاريخيتين. فمنذ حروب محمد علي وابنه القائد الفذ إبراهيم باشا، في القرم والسودان وشبه الجزيرة العربية، وبلاد الشام، لم تخض الجيوش العربية وحتى مصر حروباً حقيقية بمعنى الحرب الكلاسيكية التي تصقل جيوشاً، وجنرالات محاربين.{nl}كانت مواجهة عرابي للغزو البريطاني في معركة التل الكبير، العام 1882، مجرد مزحة، وكذا كان تصدي يوسف العظمة في ميسلون للغزو الفرنسي لسورية العام 1920، أشبه بتجريدة قبلية، كان جزء من الرجال الذين التحقوا بيوسف العظمة يقتصر سلاحهم على العصي والسكاكين. وفي العام 1948 لم تحارب الجيوش العربية في فلسطين حرباً منظمة. فقط في العام 1956 سوف يدير ناصر مناورة عسكرية، ومقاومة مسلحة بارعة بعد أن أنقذ قواته من الوقوع بين كفي كماشة في صحراء سيناء، ليركز دفاعه عن مصر غرب القناة . في العام 1967 أخطأ عبد الحكيم عامر قائد الجيش المصري، الذي لم يكن كفؤاً من الناحية العسكرية ونقطة الضعف الوحيدة ربما في نظام ناصر، بتكرار المناورة نفسها في ظروف حربية مغايرة، وهكذا بين سحب الجيش من سيناء وإعادته مرة أخرى تم قصم ظهر الجيش المصري دونما غطاء جوي بعد الضربة الاستباقية لقواعد الطيران المصري.{nl}ولكن فقط مذذاك في العام 1970، و1973 سوف تقوم قائمة لجيوش عربية تنتصر في الحروب، وهذا هو السجل: الكرامة العام 1968، وحرب الاستنزاف واقتحام قناة السويس وهضبة الجولان عام 1973. وحرب لبنان عام 1982، وانتصار أيار اللبناني عام 2000، وحرب تموز 2006، ودحر الأميركيين في العراق، وانتفاضة الفلسطينيين وصولاً إلى حرب غزة 2008 -2009. ليتحول الخط البياني للصراع ليصبح بصورة معاكسة لما بلغه في حزيران 67. هم يهزمون ويتراجعون ونحن نتقدم وننتصر.{nl}لم ينتصروا في حرب واحدة بعد حزيران 1967، وفي أيار عام 2000، ترك الجنود الإسرائيليون أحذيتهم، نعالهم التكنولوجية، في صورة أجهزة الحواسيب التي خلفوها وراءهم في ميدان المعركة بعد هروبهم مهزومين من جنوب لبنان. كانت هذه صورة نعال أحذية الجيش الذي أطلق سيقانه للهواء والتي تقابل الصورة في حزيران 67 لأحذية الجنود المصريين في صحراء سيناء.{nl}سؤال عالماشي – إذا{nl}بقلم: موفق مطر – عن جريدة الحياة{nl}لا.. ليس من الحكمة ربط مصير وحدتنا الوطنية بصناديق الانتخابات في الشقيقة مصر ومن يفعل فانه يرتكب اثم نقل القضية الفلسطينية من مركزية تحرك النظام الرسمي العربي والشعبي الى مجرد تابع يخضع لمزاج او مصالح الساكن في القصر الجمهوري هنا او هناك.{nl}يعود المسؤولون المتنفذون والمتضررون من المصالحة في حماس «لشرط» ما تم تفصيله وخياطته حتى الآن من ثوب المصالحة الفلسطينية، ويعلنون عن شروط مبيتة، فهذا يعني ان كمائن قد نصبت على طريق المصالحة الفلسطينية، وألغاما من عيار «شروط» قد يتم تفجيرها تحت عجلات عربة المصالحة المنطلقة حتى الآن برغم تأخير مواعيد الانطلاق والوصول للمحطات الرئيسة.{nl}يرهن الدكتور محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحماس مصير الاتفاق الفلسطيني - الفلسطيني والوحدة الوطنية وعملية دفع قطار المصالحة بنتائج انتخابات الرئاسة المصرية، وهو يعلم انه لم يحدث أن رهنت القيادة الفلسطينية المصالح العليا للشعب الفلسطيني بمصير انتخابات في دول عربية مجاورة او او بعيدة أو دول اقليمية او حتى الدول الكبرى، رغم إدراك هذه القيادة والسابقة بأن سياسات تلك الدول تجاه القضية الفلسطينية كانت مرهونة ومأسورة لصالح نتائج انتخاباتها الرئاسية كما حدث في الولايات المتحدة الأميركية مثلا، فالايمان بمبدا استقلالية القرار الوطني الفلسطيني، واعلاء مصالحنا الوطنية، والقرارات التي تحقق الرؤية الاستراتيجية الوطنية الشاملة هي محركاتنا السياسية كوطنيين فلسطينيين، صحيح أننا نعي الظروف المحيطة ونتعامل معها بعقول مفتوحة وذكاء وحكمة ، لكنا لا نهرول نحوها لنقع في أسرها او نخضع لشروطها كما يحلو لدكتور المشروع الاسلاموي محمود الزهار أن يفعل.{nl}قال الزهار في ندوة بغزة: «إذا اتفقنا «بشروط» يحصل هذا الاتفاق ونحصل على المرحلة الانتقالية 6 أشهر فهذا طيب، وإذا لم يحدث فمن الحكمة أن نؤجلها بعد الانتخابات المصرية لنرى مزيدا من الدعم المصري والعربي لنا».{nl}أي حكمة هذه التي تدفع قياديا في حماس لأن يرهن البرنامج السياسي للشعب الفلسطيني ببرنامج مرشح رئاسي في دولة عربية شقيقة او حتى دولة صديقة او غير ذلك.{nl}لا يجوز لمن يعتبر نفسه شريكا تجاهل البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ففتح ملتزمة بهذا البرنامج الوطني لأنه يحقق الرفعة للمصالح الوطنية للشعب الفلسطيني واذا ارادت حماس التعايش مع مجموع القوى والفصائل ومكونات الشعب الفلسطيني فعليها التعايش مع موضوع الاعتراف بمنظمة كممثل شرعي ووحيد وببرنامجها السياسي الناظم للسياسة الفلسطينية.{nl}«اذا» الزهار هذه هي لغم موقوت قد يفجر المصالحة بأي لحظة، فالرجل عندما قال في ذات الندوة أمام نساء غزة: «ان المصالحة يمكن أن تنجح إذا استطعنا الخروج بانتخابات حرة نزيهة تقبل بها جميع الأطراف». لم يحدد ان كان يقصد قبول نتائجها ؟! أم قبول جميع الأطراف للانتخابات القادمة، اذ يضعنا الزهار أمام طريقين ملغومين بكل الأحوال باذا الشرط التي مازالت تعتبرها حماس سلم النجاة الاحتياطي ليمكنها من الهروب كلما وجدت نفسها محشورة بين مطالب الجماهير الفلسطينية وقساوة مخاطر سياسة قسمة الوطن وتكريس الانقسام الجيوسياسي, التي كان ومازال من افظع شواهدها الحصار والانهيار الاقتصادي وفيضان المشاكل الاجتماعية وارتفاع ضغط وخط الفقر والمرض، فالشعب الفلسطيني الحكيم يطلب تنفيذ الاتفاقات بمواعيدها المحددة، الا اذا كان نكث الوعود والتعهدات وابتداع الشروط سمة «اخوانية» بامتياز .{nl}الاستيطان والانقسام.. وصمت المجتمع الدولي !!{nl}بقلم: حديث القدس – عن جريدة القدس{nl}المخططات الاستيطانية المتسارعة التي يكشف النقاب عنها يوميا، وآخرها مخطط اقامة الفين وخمسمائة وحدة سكنية في مستوطنة "جيلو" والضجة المفتعلة في اسرائيل حول اخلاء او عدم اخلاء الموقع الاستيطاني العشوائي "اولبانه" ومحاولة حكومة نتانياهو الايحاء للعالم وكأنها معنية باخلاء مستوطني "اولبانه" فيما يجري الاعداد لاسكانهم في اراض فلسطينية اخرى، و"الخلاف" المفتعل بين اليمين الاستيطاني ونتانياهو، انما يؤكد حقيقة واضحة وضوح الشمس وهي ان هذه الحكومة الاسرائيلية تواصل بثبات نهجها في ترسيخ وتوسيع الاستيطان في القدس العربية المحتلة وباقي انحاء الضفة الغربية غير عابئة بالمجتمع الدولي ولا بالجانب الفلسطيني او العربي.{nl}ومن الواضح ان اسرائيل تستغل الى اقصى مدى غياب المجتمع الدولي ومعركة الانتخابات الرئاسية الاميركية التي يتبارى فيها المتنافسون على تأييد اسرائيل طمعا في الصوت اليهودي، وانشغال الدول العربية بشؤونها الداخلية منذ ان انطلقت شرارة "الربيع العربي" في تونس وما تلا ذلك من احداث في اليمن وليبيا والبحرين ومصر وسوريا، وهو ما يعني ان اسرائيل تفعل ما يحلو لها بما يتناقض مع القانون الدولي واسس ومرجعيات عملية السلام التي دفنتها منذ وقت طويل، معتمدة على غياب أي موقف عربي او دولي جاد في مواجهة انتهاكاتها.{nl}ومما لا شك فيه ان استمرار الانقسام المأساوي الفلسطيني وانشغال الساحة الفلسطينية بهذا الانقسام من جهة وبالازمة المالية الخانقة من الجهة الاخرى انما يشكل ايضا ورقة رابحة لاسرائيل استطاعت استغلالها بشكل فعال حتى الآن لصالح توسيع وترسيخ استيطانها وللتهرب من اي جهد حقيقي لاحياء عملية السلام.{nl}ووسط هذا الكم الهائل من الانتهاكات الاسرائيلية وعرقلة عملية السلام، وفي الوقت الذي ترى فيه اسرائيل ان الولايات المتحدة الاميركية لا تتخذ اي موقف جاد مناهض لهذا الاستيطان وعندما يدعو الرئيس الاميركي باراك اوباما الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس لمنحه وسام الحرية فيما تواصل اسرائيل سلب حرية الشعب الفلسطيني وعندما ترى اسرائيل ايضا اوروبا صامتة، فأن ذلك يشجع الحكومة الاسرائيلية على المضي قدما في تنفيذ مخططاتها التي اقل ما يقال فيها انها تصعد عوامل الاحباط والتوتر وتعيد المنطقة مجددا الى دوامات العنف بعد اغلاق الطريق تماما امام عملية السلام.{nl}ولذلك نقول انه لا يعقل ان يتواصل الحال على ما هو عليه والخطوة الضرورية والملحة نحو تغيير هذا الواقع تبدأ بانهاء الانقسام فورا واستعادة الوحدة للبدء بتحرك فلسطيني موحد في مختلف الساحات ولبلورة موقف عربي - اسلامي داعم ولاستنهاض الطاقات الشعبية الكامنة، وعندها فقط من الممكن ان يلتفت المجتمع الدولي الى حقيقة ما يجري هنا، وعندها فقط يمكن ان يتحرك هذا المجتمع الدولي للضغط على اسرائيل.{nl}ولهذا فان الشعب الفلسطيني يتوقع ويأمل ان يطوي ملف الانقسام بسرعة، وكفانا اغراقا في تفاصيل المصالحة وفي الحديث عن امور اجرائية يفترض ان يتم التغلب عليها بوقت قصيرة في الوقت الذي يمثل فيه امام الشعب الفلسطيني وقيادته وقواه المختلفة هذا الكم الهائل من التحديات التي تفرضها مواقف وممارسات اسرائيل.{nl}لقد حان الوقت كي تغادر القوى السياسية الفلسطينية دوامة الانقسام ومسلسل الاكتفاء ببيانات الشجب والاستنكار للاستيطان والتهويد.. الخ وان تتسامى وتدفن خلافاتها وتضع المصلحة العليا للشعب الفلسطيني نصب عينيها وتبدأ بالعمل الفعلي لاخراجنا من هذا المأزق الذي اذا ما تواصل فانه ينذر بما هو اسوأ وبما يمس قضيتنا الوطنية وحلم شعبنا في الحرية والاستقلال.{nl}هل تستجيب الحكومة الاسرائيلية لدعوة الرئيس عباس الصادقة لتحقيق السلام؟{nl}بقلم: راجح ابو عصب – عن جريدة القدس{nl}دعا الرئيس محمود عباس في كلمته التي ألقاها يوم الثلاثاء الماضي أمام المنتدى الاقتصادي العالمي الذي عقد في مدينة اسطنبول التركية الاسرائيليين الى عدم ادارة الظهر لفرصة السلام المتاحة محذرا من أن هذه الفرصة قد لا تبقى متوفرة الى زمن طويل وأكد أبو مازن ان الشعب الفلسطيني يطلب السلام والعدل والحرية وقال أن شعبنا قدم تضحية كبيرة حينما ارتضى باقامة دولته على أقل من ربع مساحة فلسطين التاريخية.{nl}ولا شك أن دعوة الرئيس عباس هذه الاسرائيليين الى تحقيق السلام دعوة صادقة كل الصدق فقد تأكد العالم كله أن الرئيس صادق في توجهه نحو انهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي المستمر أكثر من ستة عقود وأنه راغب حقا في انهاء معاناة شعبه المستمرة منذ أكثر من ستين عاما وهو كأحد أبناء هذا الشعب عاش كغيره من أبناء الشعب الفلسطيني وهو يريد هو وأبناء شعبه أن ينعموا بالحرية والاستقلال وأن يذوقوا طعم السكينة والطمأنينة التي حرموا منها لسنوات طويلة.{nl}والرئيس أبو مازن منذ أن تسلم قيادة الشعب الفلسطيني اثر رحيل رفيق دربه الرئيس ياسر عرفات أعلن أمام شعبه وأمام الاسرائيليين وأمام شعوب العالم جميعا أنه يمقت العنف والقتل وسفك الدماء وأنه رجل سلام من الطراز الأول وأنه يؤمن ايمانا راسخا أنه لا بديل عن السلام العادل والشامل في هذه المنطقة الحساسة من العالم وأن السبيل الوحيد لتحقيق ذلك يكون بجلوس الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي الى طاولة المفاوضات وتطبيق قرارات الشرعية الدولية التي تنص على اعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في اقامة دولته الفلسطينية المستقلة وذلك ضمن حدود الرابع من حزيران عام 1967 وبذلك ينال الشعب الفلسطيني حقه ضمن دولته كما أن الاسرائيليين يحققون الأمن الذي يصبون اليه وعندئذ تطوى صفحة هذا الصراع وتفتح صفحة جديدة من الأمن والسلام وتوجه الجهود والطاقات من أجل تحقيق الاستقرار والازدهار الاقتصادي ورفاهية شعوب المنطقة بدلا من توجيهها نحو التسلح والقتل والدمار وسفك الدماء.{nl}والرئيس عباس في دعوته هذه الصادقة الى الاسرائيليين يستشرف آفاق المستقبل ويريد لهذه المنطقة مستقبلا مشرفا ومزدهرا ويريد للأجيال القادمة أن تنعم بالأمن والأمان والطمأنينة والسكينة والسلام بعيدا عن الحروب والصراعات والنزاعات وبعيدا عن العنف والقتل ودوامة سفك الدماء وهذا ما اكده في كلمته أمام المنتدى في مدينة اسطنبول حيث قال:" علينا أن نصنع السلام العادل والشامل الذي يضمن مستقبلا أفضل لمنطقتنا ولأجيالنا القادمة ويجنب أطفالنا وأطفالكم مغبة العودة الى مربعات العنف ودوامة الصراع.{nl}ومنطقتنا وكما قال الرئيس أبو مازن بحق بحاجة الى مد جسور التعاون والسلام وليس لاقامة الجدار والاستيطان وانما هي بحاجة الى الشروع في مفاوضات جادة تفضي الى السلام المنشود ولا شك أن الاستيطان هو العقبة الرئيسة أمام تحقيق هذا السلام المنشود ذلك أن السلام والاستيطان لا يمكن أن يلتقيا وهناك اجماع دولي على أن الاستيطان غير شرعي ومناقض لكل قرارات الشرعية الدولية ومواثيق حقوق الانسان ذلك أنه يأتي ضمن سياسة فرض الأمر والاستيلاء على أراضي الغير بالقوة كما أن هذا الاستيطان يجعل تطبيق رؤية حل الدولتين أمرا بعيد المنال.{nl}ان الاستيطان عقبة كأداء في وجه تحقيق السلام ذلك اضافة الى أنه يلتهم مساحات شاسعة من الأراضي الفلسطينية فانه يقطع أوصال الضفة الغربية ويجعل من اقامة دولة فلسطينية مترابطة الأجزاء أمرا مستحيلا ويحول الضفة الى معازل "كنتونات" متفرقة متشرذمة غير مترابطة وفي ذات السياق فان الاصرار على هذا النهج أمر مرفوض فلسطينيا وعربيا ودوليا وهناك شبه اجماع دولي على أن تكون القدس مفتوحة أمام الجميع وتكون هذه المدينة المقدسة مفتوحة لكل أتباع الديانات السماوية يؤدون فيها شعائرهم الدينية في أجواء من الحرية والأمن والأمان وستكون عاصمة للسلام وملتقى لجميع الحضارات.{nl}وقد شخص الرئيس أبو مازن في خطابه أمام المنتدى الاقتصادي العالمي الأسباب الحقيقية لتعثر عملية السلام المتمثلة كما قال في عدم التزام الحكومة الاسرائيلية بالمرجعيات الدولية وحل الدولتين على أساس حدود العام 1967 وخطة خريطة الطريق ومبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية وفي ذات الوقت فانه أكد رغم هذه العراقيل الاسرائيلية التي جمدت عملية السلام فان الجانب الفلسطيني أوفى بكل الالتزامات المترتبة عليه في الاتفاقات التي وقعها مع الجانب الاسرائيلي ومبادرات اللجنة الرباعية الدولية كما أن الفلسطينيين وضحوا مواقفهم ونواياهم وقدموا كل ما هو مطلوب منهم بهذا الخصوص وبما يلبي تطلعاتهم في العيش في دولة مستقلة ذات سيادة ملتزمة بالقانون الدولي تعيش بأمن وسلام واستقرار الى جانب دولة اسرائيل وتؤمن بميثاق الأمم المتحدة وكدليل على نية الشعب الفلسطيني الصادقة في احلال السلام مع الجانب الاسرائيلي والرغبة الصادقة في العيش المشترك فانه ناشد الاسرائيليين مخاطبا اياهم بجيراننا بالاستجابة ليد السلام الفلسطينية والعربية كما ذكرهم بأن الفلسطينيين قدموا تضحيات كبيرة بالقبول باقامة دولتهم على 22% من أرض فلسطين التاريخية مع أن قرار التقسيم الذي أصدرته الأمم المتحدة أعطاهم 48% من أرض فلسطين التاريخية وهذه تضحيات كبيرة ولكنها للأسف لم تلق استجابة من جانب الحكومة الاسرائيلية .{nl}ورغم العراقيل الاسرائيلية الساعية الى اقامة الدولة الفلسطينية فان الرئيس عباس أكد في خطابه هذا أن السلطة الفلسطينية عملت خلال الأعوام الماضية ولا تزال تعمل بخطى متسارعة من أجل تهيئة الأرضية الملائمة لاقامة هذه الدولة حيث أرست بناء مؤسسات الدولة السياسية والقضائية والاقتصادية والأمنية وغيرها كما أرست قواعد الخدمات الأساسية للبنية التحتية للدولة وذلك تمهيدا لبناء دولة عصرية تعتمد على الذات وتنمي القدرات الاقتصادية وذلك ضمن اطار احترام سيادة القانون وتوفير الأمن والأمان للمواطنين وأشار كذلك الى أن الدولة الفلسطينية المستقلة تكفل حقوق الانسان والمرأة وشدد على نقطة بالغة الأهمية وتعتبر ركيزة من ركائز الديمقراطية الحقيقة وهي تتمثل في مبدأ تداول السلطة .{nl}ان مبدأ تداول السلطة الذي أشار اليه الرئيس أبو مازن في خطابه أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في اسطنبول ليس مجرد شعار ترفعه القيادة الفلسطينية كما يفعل قادة كثير من زعماء دول العالم الثالث بل هو مبدأ أصيل وقد أكده الرئيس أبو مازن عمليا عقب انتخابات المجلس التشريعي في العام 2006 حيث قبل بالنتيجة التي أسفرت عنها تلك الانتخابات رغم خسارة حركة فتح التي يتزعمها كما أعلن أكثر من مرة عدم رغبته الاستمرار في الحكم وأشار الى انه يريد أن يخلد الى الراحة بعد رحلة نضال طويلة وذلك رغبة منه في اتاحة الفرصة أمام الأجيال الشابة لتولي زمام القيادة لأن تلك سنة الحياة وقوانينها .{nl}كما تأكد اصراره على مبدأ تداول السلطة من خلال تأكيده في خطابه عن عزمه الأكيد وحرصه الشديد على تطبيق ما اتفق عليه في القاهرة والدوحة لتحقيق المصالحة واجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في أسرع وقت ممكن وشدد على توفر الارادة السياسية لدى القيادة الفلسطينية للمضي في طريق المصالحة حتى نهايتها.{nl}وشدد الرئيس أبو مازن في خطابه على أن التوجه الفلسطيني الى الأمم المتحدة للحصول على عضوية فلسطين انما هو حق مشروع وذلك أسوة بباقي أمم وشعوب الأرض وأكد في هذا المجال أن هذا السعي ليس موجها ضد اسرائيل ولا يعتبر بديلا عن المفاوضات الجادة والمثمرة وأشار الى أن مبادرة السلام العربية التي طرحتها قمة بيروت في عام 2001 لا زالت حية بل اكتسبت زخما جديدا بعد أن أصبحت مبادرة اسلامية أيضا .{nl}ان خطاب الرئيس عباس أمام المنتدى الاقتصادي العالمي الأخير في اسطنبول أكد من جديد صدق القيادة والشعب الفلسطيني في سعيهما للسلام العادل والشامل والدائم الذي يضمن حقوق الجانبين في الأمن والأمان ضمن دولتين متجاورتين متعاونتين وما على المجتمع الدولي وفي مقدمته الولايات المتحدة وكما قال الرئيس أبو مازن الا اقناع حكومة اسرائيل بل وحملها على وقف الاستيطان للخروج من حالة الجمود وانسداد الأفق السياسي والشروع في مفاوضات جادة تؤدي الى السلام المنشود كما أن على الحكومة الاسرائيلية أن تتجاوب مع هذه اليد الصادقة الممدودة للسلام وألا تضيع هذه الفرصة النادرة والتي وكما قال أبو مازن بحق قد لا تتكرر مرة أخرى،فهل هي فاعلة ذلك؟نأمل ذلك ...والله الموفق<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/06-2012/محلي-120.doc)