Haidar
2012-01-04, 10:41 AM
أقلام وآراء{nl}(4){nl}في هذا الملف...{nl} لقاءات عمان .. و«رزنامة» المصالحة{nl}الكاتب: عريب الرنتاوي_ الدستور الاردنية{nl} تعايش فلسطيني ـ فلسطيني وليس مصالحة..{nl}الكاتب: خيرالله خيرالله_ المستقبل اللبنانية{nl} تسمية خادعة لـ (استئناف المفاوضات) !{nl}الكاتب: جواد البشيتي_ العرب اليوم الاردنية{nl} لهاث وراء المفاوضات ومصالحة لم تكتمل{nl}الكاتب: ماجد أبو دياك_ السبيل الاردنية{nl} النتيجة .. صفر!{nl} الكاتب: مازن حماد_ الوطن القطرية{nl} السلطة بين التهديد والاستجداء{nl}الكاتب: عوني صادق _ الخليج الاماراتية{nl} “إسرائيل” وجريمة بـ ”الاحتراف”{nl}الكاتب: محمد عبيد_ الخليج الاماراتية{nl} الحرب على غزة بعد ثلاث سنوات{nl}الكاتب: داود كتّاب_ الحياة اللندنية{nl} السلام مع "إسرائيل" .. تجريب المجرّب{nl}الكاتب: أنور صالح الخطيب_ الراية القطرية{nl} أوروبا وإسرائيل رسائل فوق العادة{nl}الكاتب: محمد خالد الأزعر_ البيان الاماراتية{nl} مشكلات الهيمنة والشرعية في الحركة السياسية الفلسطينية{nl}الكاتب: ماجد كيالي _ جريدة عُمان{nl}لقاءات عمان .. و«رزنامة» المصالحة{nl}الكاتب: عريب الرنتاوي_ الدستور الاردنية{nl} في الجدل الفلسطيني الدائر حول “لقاءات عمان”، تطفو على السطح مخاوف أطراف عديدة، من مغبة الانعكاس السلبي لهذه اللقاءات على مسار المصالحة الفلسطينية الذي انطلق بقوة في الأسابيع القليلة الفائتة...فلسطينيون من شتى المشارب والفصائل أعربوا عن الأمل بألا تتأثر “رزنامة” المصالحة واستحقاقاتها بمشاركة وفد فلسطيني إلى جانب وفد إسرائيلي في اجتماعات عمان التي دعت إليها الخارجية الأردنية، وشارك فيها ممثلون عن الرباعية الدولية.{nl}السلطة الفلسطينية ما فتئت تبعث رسالة الاطمئنان تلو الأخرى، تقول إنها لم تتراجع عن شروطها أو مطالبها لاستئناف المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، وهي ترفض أن تصف لقاءات عمان بـ”المفاوضات”...البعض قال مازحاً إنها “مفاوضات لاستطلاع فرص استئناف المفاوضات”...أياً تكن التسمية، فإن ما ينبغي الإشارة إليه، والتحذير منه، هو الوقوع في واحد من “فخين”:{nl}الفخ الأول، أن تذهب السلطة إلى المفاوضات من دون الأخذ بشرطيها الرئيسين، وقف الاستيطان والتزام مرجعية خط الرابع من حزيران أساساً لترسيم حدود “الدولتين”....والفخ الثاني، أن تنقاد إلى ما يمكن تسميته سياسة “المُهل المفتوحة”، فلا يصبح للسادس والعشرين من يناير/ كانون الثاني الجاري، أية قيمة أو معنى، بوصفه محطة فاصلة بين مرحلتين، كما سبق للرئيس عباس، ومعه معظم إن لم نقل جميع القيادات الفلسطينية أن أشارت.{nl}فالوقوع في أحد “الفخين” أو كلاهما، يُعدُّ بمثابة “انتحار سياسي” للسلطة بعامة، والرئاسة بشكل خاص...فالرئيس عباس تحمّل ضغوطاً تنوء بها الجبال لثنيه عن الذهاب إلى نيويورك، أو دفعه للتخلي عن شروط استئناف المفاوضات، والسلطة رزحت تحت وابل من الضغوط الأمنية والاقتصادية، والرئيس شخصياً يتعرض لحملة تشويه تسعى لتصويره كعقبة في وجه السلام، أو كـ”رجل ليس ذي صلة”، وبصورة تذكّر بما تعرّض له الراحل ياسر عرفات في سنوات “السور الواقي”، تشارك فيها الأطراف ذاته، وبتواطؤ من رموز فلسطينية، لعبت أدواراً مشابهة في السابق...وأن حصل “المحظور” فإن مكانة الرئيس ورصيده ومصداقيته ستصبح عرضة للتآكل والتبديد.{nl}ندرك أن السلطة لم تتخل يوماً عن “خيارها التفاوضي”، ونعلم أن الرئيس عباس صارح خالد مشعل، بأنه لن يتردد بخوض غمار المفاوضات إن توافرت شروطها، ونعلم أيضاً أن خالد مشعل، أبلغه استعداد حماس لمنحه فرص اختبار خياراته واستنفادها، على قاعدة الثقة المتوّلدة بين الرجلين...ونريد أن نصدق أن المشاركة في اجتماعات عمّان لن ترتب تراجعاً عن “شروط استئناف المفاوضات”...لكن الأهم من كل هذا وذاك وتلك، أننا لا نريد لاجتماعات عمان، أن تكون سبباً بتعطيل مسار المصالحة وضرب استحقاقاتها والإخلال بـ”رزنامتها”.{nl}لا نريد للجان المصالحة والحريات وتفعيل منظمة التحرير وإعادة هيكلتها، أن توقف عملها، أو أن تتباطأ بأداء المطلوب منها...لا نريد لاستحقاق تشكيل حكومة الوحدة أن يتأخر عن شهر شباط/ فبراير القادم، ولا للانتخابات العامة، من رئاسية وتشريعية ومجلس وطني، أن تتعطل بفعل الانقسام الفلسطيني.{nl}والأهم من كل هذا وذاك، أن الوقت قد حان، لنقل “المقاومة الشعبية السلمية” من فضاء الشعارات العامة، إلى حيّز التطبيق الميداني والعملي...نريد استراتيجيات فعّالة في هذا السياق...فحتى خيار التفاوض بحاجة إلى قوة ضغط تسنده، ولقد توافق الفلسطينيون على اعتبار المقاومة الشعبية، قوة الضغط الحقيقية التي من شأنها رفع كلفة الاحتلال وإجباره على الجلاء عن الأراضي الفلسطينية المحتلة والمحاصرة.{nl}ونريد للقيادة الفلسطينية، أن تمضي قدما في “مطاردة إسرائيل” في كل المنابر والمحافل الدولية، من جنيف إلى نيويورك إلى لاهاي....يجب ان تشعر إسرائيل بأنها هي المحاصر بجرائمها وبـ”لا شرعية” احتلالها واستيطانها للأرض الفلسطينية...هذا خيار ثابت وطريق مستقل، سواء أكانت هناك مفاوضات أو لم تكن....هذا وحده الطريق الكفيل بإرغام إسرائيل على الإذعان...أما تسليم كل الأوراق، والركون إلى ما يمكن لمائدة مفاوضات عبثية أن تأتي به، فهذا طريق جربناه مراراً وتكراراً، ولم نحصد جرّاءه سوى الفشل الذريع.{nl}قد يفهم المرء “الاعتبارات الأردنية” الكامنة في خلفية قرار السلطة المشاركة في اجتماعات عمان، مع أن كثيرين على الساحة الفلسطينية، ومن داخل فتح، لم يتفهّوا الأمر على هذا النحو...لكن هذه “الاعتبارات” ستتعدى حدود “المجاملة المقبولة” إن هي مسّت بأولويات الأجندة الوطنية الفلسطينية في هذه المرحلة، وهي بالأساس، إنجاز المصالحة وتفعيل المنظمة وإطلاق المقاومة الشعبية...وكل ذلك على أرضية نبذ الأوهام حول عملية السلام العقيمة وخيار التفاوض العبثي السقيم.{nl}لقد أنعشت لقاءات عمّان قوى مناهضة للمصالحة واسترداد الوحدة، في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة على حد سواء...فالحذر الحذر من تمكين هؤلاء من فرض أجندتهم على الشعب الفلسطيني...حذار حذار من السماح لهؤلاء الذين نعرف جيداً مواقفهم التقسيمية والتفتيتية، قبل لقاءات عمان وبعدها، بل وقبل لقاءات المصالحة في القاهرة وبعدها، من فرض أولوياتهم على الشعب الفلسطيني...فالمطلوب اليوم، أكثر من أي وقت مضى، قطع الطريق على هذه الأصوات، ومنعها من تعكير مناخات التفاؤل التي أعقبت لقاءات القاهرة الأخيرة...وهذه مسؤولية جميع الأطراف، وبالذات قيادتي فتح وحماس، وبخاصة عباس ومشعل.{nl}تعايش فلسطيني ـ فلسطيني وليس مصالحة..{nl}الكاتب: خيرالله خيرالله_ المستقبل اللبنانية{nl}هل من امل في مصالحة فلسطينية- فلسطينية؟ الامل قائم بتحقيق تقدّم ما يمكن تسميته تعايشا بعدما اقتنع الطرفان، اي "فتح" و"حماس" بانّ عليهما التوصل الى اتفاق فحواه ان هناك اسساً جديدة للعلاقة بينهما. تقوم هذه الاسس على مبدأ الطلاق بين الضفة الغربية وقطاع غزة. الضفة الغربية لـ"فتح" وغزّة لـ"حماس". كلّ ما عدا ذلك مضيعة للوقت لا اكثر.{nl}ستبقى "فتح"، الى اشعار آخر، مهيمنة على السلطة الوطنية الفلسطينية. وستبقى السلطة الوطنية المرجع الاخير في الضفة الغربية. وستظلّ "حماس" متحكمة بقطاع غزة... الى ان تحصل معجزة. ونظراً الى ان زمن المعجزات ولّى وان الجهاز الامني التابع لـ"حماس" قادر على السيطرة على الوضع في القطاع والقضاء على فوضى السلاح فيه، لن يكون جديد في غزة في المدى القريب.{nl}صارت لدى "حماس" مصلحة في القضاء على فوضى السلاح نظرا الى انها تحولت الى سلطة فعلية ولم تعد لديها اي نية في الانقلاب على احد. لم تعد الصواريخ المضحكة- المبكية قادرة على تحرير فلسطين من البحر الى النهر او من النهر الى البحر لا فارق. صار اطلاق الصواريخ "خيانة" وصار السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" يعترف بانّ غزة "محررة" منذ العام 2005 وبأنّ لا بدّ من الاكتفاء بالسيطرة عليها في الوقت الراهن. هذا على الاقل، ما يستدلّ من حديثه الاخير الى احدى الفضائيات العربية.{nl}اكثر من ذلك، صار رئيس الوزراء في الحكومة المقالة السيّد اسماعيل هنية مرحبّا به في القاهرة وبات في استطاعته القيام بجولة عربية من اجل "اعادة اعمار غزة"، علما انه لم تكن من حاجة الى افتعال اي نوع من الحروب انطلاقا منها، ما دام الطفل الصغير يعرف سلفا نتيجة اي عدوان يمكن ان تشنّه اسرائيل على القطاع ومدى حجم الدمار الذي يمكن ان يلحق به!{nl}المهمّ ان "حماس" اقتنعت اخيرا بان غزة "محررة" وان ليس في الامكان تحرير فلسطين انطلاقا من القطاع. تستطيع في المقابل الكلام عن "مقاومة" و"ممانعة" الى يوم المقاومة والممانعة. مثل هذا الكلام لا يقدّم ولا يؤخر. كلّ ما هو مطلوب ان تكون غزّة تحت سيطرتها. صارت السيطرة على غزة هدفا بحدّ ذاته نظرا الى ان اي استهداف لها يمكن ان يحرج مصر.{nl}لم تعد "حماس" في وارد احراج مصر لا من قريب ولا من بعيد. في الماضي، كانت تفعل ذلك في اطار حسابات اقليمية تصبّ في خدمة المحور الايراني- السوري. خرجت "حماس" اخيرا من تحت الهيمنة السورية. الاخوان المسلمون في القاهرة، اقرب اليها بكثير من النظام السوري الذي يواجه الاخوان في عقر داره. امّا ايران، فكلّ همها محصور حاليا في تفادي اي زعاج للاخوان المسلمين في مصر نظراً الى وجود علاقات تقيمها مع قسم منهم. تنظر ايران الى علاقتها بـ"حماس" من خلال مصر. لم تعد في وارد استخدام "حماس" للاساءة الى مصر كما كانت تفعل في الماضي في عهد الرئيس السابق حسني مبارك.{nl}يمكن الحديث عن مصالحة فلسطينية فلسطينية وعن استمرار المفاوضات بين الجانبين وعن اعادة ترتيب اوضاع منظمة التحرير الفلسطينية وتشكيل قيادة جديدة للمنظمة. مثل هذا الكلام جميل. الواقع شيء آخر. هناك تعايش بين "فتح" و"حماس" في ظل اقتناع السلطة الوطنية الفلسطينية بانّ اسرائيل لا تريد مفاوضات حقيقية ولا تريد دولة فلسطينية "قابلة للحياة". في المقابل بدأت "حماس" تؤمن بانّ عليها اعادة ترتيب اوضاعها انطلاقاً من غزة، كي تلعب الدور المطلوب ان تلعبه في اطار التمدد الاسلامي في المنطقة. الاكيد ان التخلص من الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية والقدس الشرقية آخر هموم "حماس". الاولوية الآن للتنسيق بين الاخوان المسلمين في المنطقة العربية وصولاً الى تركيا.{nl}في مثل هذه الحال، وفي ظلّ الظروف الراهنة، ليس امام السلطة الوطنية سوى متابعة بناء مؤسسات الدولة تحت اشراف حكومة الدكتور سلام فيّاض بغض النظر عما تريده اسرائيل. في النهاية، لو كانت "حماس" تمتلك رغبة جدّية في المصالحة، لكان اوّل ما فعلته اعلان قبولها بالمشروع الوطني الفلسطيني، اي البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية الذي اقرّه المجلس الوطني الفلسطيني في العام 1988 في الجزائر. هذا البرنامج توّج نضالات عسكرية وسياسية يزيد عمرها على خمسة وسبعين عاما، اي منذ الاضراب الفلسطيني في العام 1936 من القرن الماضي. لا يمكن لـ"حماس" وغير "حماس" اختراع جديد في السنة 2011. كل ما يستطيع الفلسطينيون عمله هو الصمود خلف مشروعهم الوطني الذي تستهدفه اسرائيل الراغبة في تكريس احتلالها لجزء من الضفة الغربية، بما في ذلك القدس.{nl}نعم، الخيارات الفلسطينية محدودة، لكن التعايش بين "فتح" و"حماس" ووقف حملات التخوين المتبادلة يظلّان افضل من لا شيء وذلك في انتظار اليوم الذي تكتشف فيه اسرائيل ان لا مفرّ من الدولة الفلسطينية. ستكتشف ايضا ان ليس في استطاعتها، مهما فعلت، التخلص من الشعب الفلسطيني الذي هو حقيقة لا يمكن لاحد تجاهلها مهما بلغت به درجة الغباء والجهل. فالفلسطينيون احد عشر مليونا في مختلف انحاء العالم تجمع بينهم فلسطين. وفي السنة 2015 سيتساوى عدد الاسرائيليين والفلسطينيين في ارض فلسطين التاريخية. هذا واقع لا يمكن لاسرائيل الهرب منه على غرار هرب "حماس" من متطلبات المصالحة الحقيقية التي تفرض اوّل ما تفرض الاعتراف بانّ التخلص من الاحتلال اهمّ بكثير من تغيير طبيعة المجتمع الفلسطيني...{nl}تسمية خادعة لـ (استئناف المفاوضات) !{nl}الكاتب: جواد البشيتي_ العرب اليوم الاردنية{nl}إذا كان المفاوِض الفلسطيني "غير مُؤْمِن" فلا غَرْوَ في أنْ نراهُ يُلْدَغ من الجُحْر نفسه (والذي هو كناية عن مفاوضات السلام مع إسرائيل والتي هي المَسْخ بعينه للمفاوضات معنى ومبنى) مرَّتين أو مرَّات ومرَّات; وإذا كان "قليل الذكاء", أو "عديمه", فلا غَرْوَ, أيضاً, في أنْ نراهُ يُجرِّب الأمر نفسه, أو يخوض التجربة نفسها, غير مرَّة, متوقِّعاً (أو متوهِّماً) أنْ يتوصَّل إلى نتائج مختلفة.{nl}أمَّا إذا كان "مُؤْمِناً" و"ذكيَّاً", ويسلُك مع ذلك هذا السلوك لـ "غير المُؤْمِن, أو لـ "غير الذكي", فالمصيبة, عندئذٍ, تَعْظُم; ذلك لأنَّ هذا يَدُلُّ على أنَّ لديه من المصالح والدوافع والغايات, التي لا تشبه أبداً المصالح الفلسطينية العامة, والحقوق والقضية القومية للشعب الفلسطينية, ما يُعْجِزه عن أنْ يكون في سلوكه وموقفه مُؤْمِناً وذكيَّاً.{nl}لقد تقدَّمت "فلسطين" إلى مجلس الأمن الدولي, إذ أنْتَج إفراطها في اليأس من "مفاوضات السلام" مع إسرائيل ما رأيْناه من بطولة وجرأة في نيويورك, بطلب قبولها عضواً كامل العضوية في الأمم المتحدة; لكنَّ إدارة الرئيس أوباما, التي لم تفعل من قبل شيئاً قد يُخفِّض لدى الفلسطينيين منسوب يأسهم, ويَحْمِلهم, من ثمَّ, على عدم الأخذ بهذا الخيار, عَرَفَت كيف تَحْتَجِز هذا الطلب, وتَحُول بين مجلس الأمن وبين التصويت عليه, من طريق لعبها لعبة "الإعاقة البيروقراطية", فأفضى هذا "اليأس الفلسطيني الجديد" إلى حَمْل المفاوِض الفلسطيني على العودة عن "يأسه القديم", أيْ اليأس من خيار "الحل من طريق التفاوض مع إسرائيل".{nl}القيادة الفلسطينية تقول الآن لشعبها (وإنْ لم تَقُلْ) إنَّها عَجِزَت عن فكِّ أسْر "الطلب" الذي تُحْكِم الولايات المتحدة قبضتها السياسية عليه, وإنَّ مؤيِّديها من العرب وغير العرب لم يكونوا أقلَّ منها عجزاً, فما كان لديها من خيار تأخذ به إلاَّ العودة إلى الخيار إيَّاه, أيْ خيار التفاوض مع إسرائيل, والذي لم يُعْطِ من النتائج إلاَّ ما حَمَلَها, من قَبْل, على حَمْل طلب "العضوية الكاملة" إلى الأمم المتحدة; وكأنَّها المالك الوحيد في عالم السياسة لكل خيار مُوَلِّدٍ لليأس (منه)!{nl}وهذا "الخيار القديم" ألبسوه الآن لبوساً جديداً لعلَّه يُوفِّق أصحابه في حربهم على كل خيارٍ (فلسطيني) جديد, بمعناه ومبناه; ف¯ "الاجتماع (أو اللقاء)", في عمَّان بين المفاوِض الفلسطيني عريقات ونظيره الإسرائيلي مولخو, مع حضور "اللجنة الرباعية", ومشاركتها في جهود ومساعي جَسْر الهوَّة بين الطرفين, لن يكون, بحدِّ ذاته, استئنافاً لمفاوضات السلام; لكنَّه قد يعطي من النتائج (في شأن مسألتي الأمن والحدود على وجه الخصوص) ما يؤسِّس لـ "أرضية مشترَكة (بين الطرفين)" لاستئناف هذه المفاوضات, التي, بحسب بيان "اللجنة الرباعية (23 أيلول الماضي)", ينبغي لها أنْ تفضي إلى "اتِّفاق" بين الطرفين مع حلول نهاية .2012{nl}أمَّا إذا فشلت هذه المحادثات والاجتماعات, والتي ليست باستئناف لـ "مفاوضات السلام" على ما أوضحت وأكَّدت القيادة الفلسطينية, في الوصول بطرفيها إلى "أرضية مشترَكة" لاستئناف "مفاوضات السلام", فإنَّ الفلسطينيين, وعلى ما أوضحت وأكَّدت أيضاً القيادة الفلسطينية, سيأخذون, هذه المرَّة, ب¯ "خيارٍ جديدٍ", يتواضعون عليه; وهذا "الخيار الجديد" لن يكون, بحسب تعريفه السلبي, إلاَّ خيار "نبذ خيار الحل من طريق التفاوض مع إسرائيل".{nl}لِنَعُدْ الآن إلى "العقبة الكبرى" التي حالت حتى الآن بين الطرفين وبين عودتهما إلى "مفاوضات السلام (المباشِرة)", ألا وهي "عقبة الاستيطان"; فالمفاوِض الفلسطيني استمسك بمطلب أنْ تُوْقِف حكومة نتنياهو البناء الاستيطاني في الضفة الغربية, وفي القدس الشرقية على وجه الخصوص, قبل, ومن أجل, استئناف "مفاوضات السلام"; أمَّا إسرائيل فظلَّت مصرَّة على عدم تلبية هذا المطلب, بدعوى أنَّه يمثِّل "شرطاً (فلسطينياً) مسبقاً" لاستئناف هذه المفاوضات, التي ينبغي لها أنْ تُسْتأنف, بحسب وجهة نظر حكومة نتنياهو, من غير أنْ تُوْقِف إسرائيل نشاطها الاستيطاني في أراضٍ (فلسطينية) ضَمِنَت لها الولايات المتحدة (في عهد إدارة الرئيس جورج بوش) أنْ يأتي "اتِّفاق الحل النهائي" بما يجعلها جزءاً من إقليم دولتها.{nl}وكان السؤال الذي أُجيب عنه الآن هو "كيف تُسْتأنف هذه المفاوضات من غير أنْ تُوْقِف إسرائيل نشاطها الاستيطاني, أو من غير أنْ تلتزم (علانيةً) وقفه?".{nl}"الاجتماع (في عمَّان) بين عريقات ومولخو (في رعاية "اللجنة الرباعية")" كان هو "الجواب"; فهذا "الاجتماع" صُوِّر فلسطينياً على أنَّه ليس ب¯ "استئناف لمفاوضات السلام", ولا يحقُّ للمفاوض الفلسطيني, من ثمَّ, أنْ يشترط لعقده, ولعقد أمثاله, أنْ تُوْقِف إسرائيل نشاطها الاستيطاني.{nl}لكن, كيف لهذا "الاجتماع" ألاَّ يكون استئنافاً لمفاوضات السلام وهو الذي يُراد له أنْ ينتهي باتِّفاق الطرفين على حلِّ مشكلتيِّ "الأمن" و"الحدود", وعلى التأسيس, من ثمَّ, لـ "أرضية مشترَكة" لاستئناف مفاوضات السلام?!{nl}والغاية الكامنة في هذا الحل (لمشكلتي "الأمن" و"الحدود") وفي ما بُذِل, ويُبْذَل, من جهودٍ للتوصُّل إليه, قبل, ومن أجل, استئناف مفاوضات السلام, إنَّما هي أنْ يَكُف "استمرار النشاط الاستيطاني" عن كونه "عقبة"; فـ "الحدود" يجب أنْ تُحَلَّ مشكلتها بما يَنْقُل "الأراضي", التي يتَّخِذها النشاط الاستيطاني مسرحاً له, من "المِلْكية الفلسطينية" إلى "المِلْكية الإسرائيلية", عملاً بمبدأ "تبادُل الأراضي" بين الطرفين.{nl}ومع ضَمِّ هذا الحل إلى حلِّ مشكلة "الأمن", بما يجعل تلبية الفلسطينيين لحاجات إسرائيل الأمنية أساس وجوهر ما يمكن أنْ تملكه دولتهم المقبلة من سيادة, لن يبقى لدى الولايات المتحدة من سببٍ يدعوها إلى عدم الإفراج عن طلب "العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة".{nl}إنَّ اجتماعاً (أو اجتماعات) غايته الاتِّفاق على حلِّ مشكلتي "الأمن" و"الحدود", وعلى التأسيس لـ "أرضية مشترَكة (بين الطرفين)" لاستئناف مفاوضات السلام, لا يمكن أنْ يُفْهَم إلاَّ بصفة كونه استئنافاً فعلياً لهذه المفاوضات مع استمرار إسرائيل في نشاطها الاستيطاني, أو مع استمرارها في عدم التزام وقفه أو تجميده.{nl}لهاث وراء المفاوضات ومصالحة لم تكتمل{nl}الكاتب: ماجد أبو دياك_ السبيل الاردنية{nl}«أشبعتهم ضربا وفازوا بالإبل»، ينطبق هذا الرجل على التهديدات المستمرة التي تطلقها السلطة الفلسطينية ضد «إسرائيل» إذا هي لم توقف الاستيطان وتقبل بدولة فلسطينية مستقلة على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967. وهذه التهديدات لا تلقي لها «إسرائيل» بالا وتعتبر أنّ من حقها ما تسميه البناء على أراض تابعة لها.{nl}السلطة الفلسطينية التي لم تكد تنجز اتفاقا للمصالحة مع حماس، حتى يممت وجهها صوب المفاوضات العقيمة، التي لم تثمر عن أيّ شيء طوال السنوات الماضية، ولكن كبير مفاوضيها الأشاوس أطلق تصريحات تقول أنّ اللقاء الثنائي الذي جرى في عمان ليس عملية مفاوضات وإنّما محاولة لاستكشاف جدية «إسرائيل» للقبول بمطلب وقف الاستيطان، وذلك في محاولة منه لتبرير هذا اللقاء الذي جرى بضغوط أوروبية وأميركية!{nl}وقبل الإعلان عن الاجتماع تسرّبت أنباء أنّ السلطة الفلسطينية قد تتخلّى عن مطلب وقف الاستيطان مقابل إطلاق «إسرائيل» لعشرات الأسرى الفلسطينيين في سجونها، الأمر الذي يؤشّر على تغيُّر في موقف السلطة واستعدادها من جديد لتقديم التنازلات ل»إسرائيل» مقابل استئناف المفاوضات العقيمة.{nl}وبهذا السلوك تثبت السلطة أنّها غير جادة في موقفها، وأنّ تهديداتها بمراجعة خياراتها هي تهديدات فارغة لا تستند إلى أيّ مصداقية، كما أنّ المصالحة لا تشكّل، بالنسبة لها، أكثر من ورقة ضغط لتليين الموقف الإسرائيلي ودفع الولايات المتحدة لممارسة ضغوط على «إسرائيل» لوقف تمددها الاستيطاني.{nl}ويبدو في المشهد الحالي أنّ سلطة عباس تهدد «إسرائيل» بيد وتلوح لها بيد أخرى، وهو ما قد يضرب المصالحة ويجعلها بلا قيمة حقيقية، ويعطّل الاتفاق على برنامج الحد الأدنى الفلسطيني، الذي يستند إلى الحفاظ على الثوابت الفلسطينية، وعلى رأسها السيادة الكاملة على الأرض الفلسطينية، والتمسك بالقدس ورفض الاستيطان والتمسك بحق مقاومة الاحتلال.{nl}قد تستمر المصالحة وتسفر عن إنجازات حقيقية، بالانتخابات وغيرها، ولكنّها ستصطدم عاجلا أم آجلا بالبرنامج السياسي المتناقض بين فتح وحماس، وقد تؤدي إلى حرمان الفلسطينيين من التمتع بمصالحة حقيقية قائمة على برنامج الحد الأدنى.{nl}وما لم تتوقف السلطة عن مناورات المفاوضات وتتجه لعقد اتفاق وطني شامل مع بقية الفصائل الفلسطينية وتتخلّى عن وهم العلاقة مع «إسرائيل» والمفاوضات معها، فإنّ حالة الخلاف الفلسطيني ستظل قائمة إلى أن تحسم بتفوق برنامج المقاومة وقواه الفاعلة وتمكّنه من قيادة الشارع الفلسطيني والحصول على ثقة الفلسطينيين لقيادة الساحة.{nl}النتيجة .. صفر!{nl} الكاتب: مازن حماد_ الوطن القطرية{nl} {nl} رغم أن الهدف المعلن لاجتماع مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين في الأردن اليوم هو تحريك عملية السلام الراكدة بين الجانبين، فإن الأمل في تحقيق أي تقدم لا يتعدى نسبة الصفر! وسينضم إلى المفاوض الفلسطيني صائب عريقات ونظيره الإسرائيلي «اسحق مولخو» مسؤولون أردنيون وممثلون عن اللجنة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.{nl}وسيكون هذا الاجتماع هو الأول من نوعه منذ شهر سبتمبر «2010» عندما أوقف الفلسطينيون المفاوضات بسبب رفض إسرائيل تجديد وقف الاستيطان ثانية. ويصر الفلسطينيون على أنه يجب على إسرائيل أن تجمد الاستيطان من جديد حتى تتاح العودة إلى المفاوضات، لكن الدولة العبرية تصف مطلب الفلسطينيين بأنها شرط مسبق وبأن المفاوضات يجب أن تستأنف دون أي شروط.{nl}ويقول عريقات إن الملك عبدالله الثاني يتفهم تعقيدات الموقف ومخاطره ولذلك قرر التحرك لعقد اجتماع اليوم بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي، فيما تقول صحيفة «نيويورك تايمز» إن ملك الأردن يلعب منذ شهور دوراً نشطاً للغاية لملء فراغ سياسي خلَّفه انتهاء عصر حسني مبارك بعد أن سمحت له علاقاته المتينة مع إسرائيل بأخذ دور في عملية التفاوض.{nl}ويعتبر اجتماع عمان اليوم رسالة إلى حركة حماس مفادها أنه بالرغم من نجاح الإسلاميين في الانتخابات في دول الربيع العربي، فإن هذا الفوز يجب ألا يعطل التقدم على صعيد التفاوض.{nl}ويؤكد صائب عريقات أن السلطة الفلسطينية ستكرر في اجتماع اليوم مطلبها بتجميد الاستيطان حتى يمكن لطاولة التفاوض أن تعطي ثمارها، مضيفاً أن على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن يعي أهمية الدور الأردني وأن يمنح المفاوضات فرصة للنجاح.{nl}وكان محمود عباس قد قال إنه يأمل في أن تنجح المفاوضات، لكن عدم نجاحها سيعني عودة الفلسطينيين إلى الأمم المتحدة للمطالبة بدولتهم. وأغلب الظن أن تكشف مباحثات اليوم في العاصمة الأردنية تمسك إسرائيل بشروطها ومواقفها، وتمسك السلطة الفلسطينية أيضاً بوقف الاستيطان الذي يشكل إفشالاً متعمداً لعملية التفاوض.{nl}وتقول مصادر مطلعة إن الولايات المتحدة طلبت سراً من إسرائيل أن تمنح الجهد الأردني لتحريك السلام فرصة لاستكمال التحرك. وكان الملك عبدالله الثاني قد قام بزيارة نادرة إلى رام الله في نوفمبر الماضي، ثم دعا شمعون بيريز إلى زيارة عمان للتباحث في سبل تنشيط السلام.{nl}وعلى ضوء هذه الصورة المأساوية، فإن التشاؤم هو الغالب على أجواء اليوم، والسبب الرئيسي في ذلك هو أن إسرائيل ما زالت غارقة في الاستيلاء على أراضي الضفة لتوسع الاستيطان، أي أنها لم تستكمل مخطط السرقة بعد، وهذا ما يعني على أرض الواقع إصرار إسرائيل على إفشال محاولة إنقاذ المفاوضات.{nl}السلطة بين التهديد والاستجداء{nl}الكاتب: عوني صادق _ الخليج الاماراتية{nl}ما يدل على حقيقة “الإنجازات” التي تحققت فلسطينياً، في العام الذي مات، أن صحيفة (تايمز- 31/12/2011) البريطانية التي استعرضت “حالة العالم” في العام الجديد وتوقفت عند الشرق الأوسط، ذكرت سوريا ومصر وإيران و”إسرائيل”، لكنها لم تفطن إلى وجود قضية فلسطينية . لكن مسؤولين فلسطينيين “فطنوا” إليها، وأطلقوا تصريحات “غير مسبوقة” بشأنها! فمثلا، قالت حنان عشراوي، عضوة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، لإذاعة (صوت فلسطين) الرسمية: إن “سحب الاعتراف ب”إسرائيل” سيكون أحد الخيارات في نهاية المطاف، في حال استنفاد كل التحركات الممكنة” . وكان محمد اشتيه، عضو اللجنة المركزية لحركة (فتح)، قد سبقها إلى القول: إنه “في حال عدم توصل الفلسطينيين و”الإسرائيليين” إلى تسوية القضايا العالقة بينهم، فإن الفلسطينيين قد يلجأون إلى إلغاء الاتفاقيات المبرمة بين منظمة التحرير و”إسرائيل”، بما فيها الاعتراف بالدولة العبرية” .{nl}تهديدات عشراوي واشتيه غير المسبوقة، تبدو فارغة من المضمون، لأن ما قالته الأولى يشير إلى أن هناك “تحركات ممكنة” لم تستنفد بعد، يأخذ التهديد الذي أطلقته مكانه بعد استنفادها . أما اشتيه، فتهديده يستحق “في حال عدم التوصل إلى تسوية القضايا العالقة”، أي أن إمكانية التوصل إلى هذه التسوية قائمة . ولكن، ما هي تلك “التحركات الممكنة” و”إمكانية التوصل إلى تسوية”، الباقية والتي لم تستنفد بعد؟{nl}في بيان اللجنة التنفيذية الصادر عن اجتماعها يوم 1_/12/،2011 جاء ما يلي: “ على ضوء اتساع الحملة الاستيطانية وشمولها في مدينة القدس ومحيطها، وفي جميع أرجاء الضفة الغربية، فإن القيادة الفلسطينية ستتوجه إلى مجلس الأمن لبحث هذا التحول الخطير الذي سيدمر كل فرص العملية السياسية وحل الدولتين . وكذلك سوف تتم دعوة مجلس الجامعة العربية على أعلى مستوى لمتابعة هذا الشأن . . . وتتوجه القيادة الفلسطينية إلى أعضاء اللجنة الرباعية الدولية لإعطاء الأولوية لخطر الاستيطان والتوسع المنهجي غير المسبوق الذي تطبقه الحكومة “الإسرائيلية”، قبل البحث في آليات الحل والمفاوضات التي ستؤدي إلى نتائج عقيمة في ظل استمرار سياسة “إسرائيل” الاستيطانية الحالية” .{nl}هل في بيان اللجنة التنفيذية جديد؟ هل اكتشفت اللجنة فجأة اليوم “اتساع الحملة الاستيطانية وشمولها”؟ وهل كانت بالأمس “أقل اتساعاً وشمولية”؟ وهل تعتقد اللجنة أن مجلس الأمن واللجنة الرباعية قادران على وقفها، ألم تجرّبا ذلك؟ وإذا كانت المفاوضات مع استمرار الاستيطان تؤدي إلى “نتائج عقيمة”، فلماذا التمسك بها؟ الجواب معروف، التمسك بالمفاوضات ونتائجها العقيمة سببه عدم وجود سبل أخرى تقبلها وتسير فيها السلطة، وهو ما يجعل تهديداتها تأخذ “شكل” التهديد ولكن بمضمون “الاستجداء” .{nl}يؤكد زعمنا ما قاله رئيس اللجنة التنفيذية، الرئيس محمود عباس، في مقابلة مع (إذاعة وتلفزيون فلسطين- 31/12/2011)، حيث قال: إذا لم تتمكن اللجنة الرباعية من وضع الطرفين، الفلسطيني و”الإسرائيلي”، على طاولة المفاوضات حتى 26 يناير/كانون الثاني الحالي، فهذا يعني أنها فشلت، وسيكون للقيادة الفلسطينية بعد ذلك موقف تدرسه وتتصرف بناء عليه . وأضاف: “إذا لم يحصل شيء، فالخيارات مفتوحة” . حتى الآن ليس هناك شيء جديد: التمسك بالمفاوضات (التي لم تكن عقيمة) واللجنة الرباعية (التي لم تفشل بعد) . ولكن ماذا عن “الخيارات المفتوحة”؟ يقول الرئيس عباس لإذاعة وتلفزيون فلسطين: “طبعاً هناك ناس يقولون: انتفاضة ثالثة، وأنا أقول هذا غير وارد، وأنا لا أقبل ذلك” . إذن ماذا؟ في المقابلة المذكورة، يذكر الرئيس عباس ويطالب الإدارة الأمريكية بأن “لا تضيع سنة 2012 في مسألة الانتخابات”، لأن “هناك قضايا خطيرة، كملف الشرق الأوسط، لا يجوز لدولة كبرى أن تؤجله” . ويذكر الحكومة “الإسرائيلية” أن “السلام أهم من الائتلاف الحكومي”، مخاطباً إياها: “السلام لا ينتظر، وكلما أسرعنا بتحقيقه كان أفضل لكم ولنا وللمنطقة وللعالم” .{nl}هل هذه هي “الخيارات المفتوحة”؟ ألم تكن كلها موجودة وجربت طوال عقدين ماضيين؟ وماذا كانت النتائج؟ الانتفاضة مرفوضة، وكل ما سبق تجريبه انتهى إلى الفشل، ومع ذلك لا تزال سلطة أوسلو متمسكة به، إلى جانب حزمة من “التهديدات” فارغة المضمون لا تخيف أحداً، وتمنع أوباما ونتنياهو من الاستجابة للنصائح الثمينة حول مكانة “الدولة الكبرى” وفائدة “السلام” للمنطقة والعالم .{nl}عام جديد، نعم، لكن لا جديد لدى السلطة، إذ لا تزال تترنح بين التهديد الفارغ والاستجداء الذليل، وكأنها تقول: نقطة . . أول السطر، ولا عيب أن نبدأ من جديد، ففي الحركة بركة، ولو كانت دوراناً في الحلقات المفرغة!{nl}“إسرائيل” وجريمة بـ ”الاحتراف”{nl}الكاتب: محمد عبيد_ الخليج الاماراتية{nl}كثيراً ما يقال ألا شيء مستبعد على الكيان، خصوصاً إذا كان الأمر متعلقاً بالاحتلال والتنكيل بالفلسطينيين، وارتكاب الجرائم بحقهم، وسلب أراضيهم وتهويد مقدساتهم، ومحاولات سرقة التاريخ والموروث الشعبي الفلسطيني .{nl}هذه المقولة تجد يومياً ما يدعمها، ويعطيها مصداقية أكثر، خصوصاً أن “إسرائيل” لا تكف عن ممارسة دور “الدولة المارقة” على القانون والشرعية الدولية وشرعة حقوق الإنسان، وتواصل ارتكاب جرائم الحرب، واستهداف الإنسانية بكل معانيها، من خلال السياسات وتثبيت الوقائع على الأرض، والقوانين العنصرية المعادية للبشرية جمعاء .{nl}والأمر متواصل متصاعد، لا يكف عن اجتراح “المعجزات” و”السوابق” التاريخية، بالنسبة لهذا الكيان، ومن ذلك ما برز مؤخراً داخل المستعمرات وعلى حواجز الاحتلال التي تقطع أوصال أراضي الضفة الغربية المحتلة، وتحولها إلى “كانتونات” ومعازل للفلسطينيين، من ظهور لعدد كبير من المستعمرين القصّر، تلاميذ مدرسة المتطرفين اليهود، على الحواجز وفي جنبات المستعمرات جنباً إلى جنب مع الجنود المحتلين، يحملون أشد الأسلحة الفردية الأمريكية فتكاً (رشاشات إم 16) ويمارسون أعمال ملاحقة العمال الفلسطينيين، وتفتيش عابري السبيل العزل بين المدن الفلسطينية، في إطار مشروع رسمي لإشراك هؤلاء “الأطفال” في مهام عسكرية .{nl}هذا المشروع الذي يحمل اسم “شبيبة حرس الحدود” ينتهك بالدرجة الأولى أي عنوان أو مبدأ من مبادئ الحقوق العالمية للإنسان، والاتفاقيات الدولية الناظمة لحقوق المدنيين في زمن الحرب، وتلك الناظمة والمحددة لأسس المشاركة فيها، التي تجرّم تجنيد الأطفال، واستخدامهم في مهام عسكرية، فماذا سيكون الموقف إذا جنّد هؤلاء الأطفال لتنفيذ مهام تنتهك وتلغي أي حق من حقوق الإنسان، وترتكز على منهج تعليمي ورؤية دونية لكل ما هو فلسطيني، أو حتى غير يهودي، وتبث في عقول هؤلاء القصر سموم الكراهية والحقد، وتشرّع لهم عبر تزويرها للحقائق والتاريخ قتل الفلسطيني والعربي، في سياق توريث عقلية التطهير العرقي والعنصرية، وترسيخ مبادئ كراهية ودونية الآخر .{nl}وحسب صحافة الكيان فإن 36 فتى وفتاة تتراوح أعمارهم بين 16 -18 عاماً، وهذه المرحلة العمرية إن لم نسلّم بأنها تعتبر عالمياً ودولياً وحقوقياً إحدى مراحل الطفولة، فإننا سنسلّم بأنها مرحلة عمرية للقصّر غير البالغين، يقضون ساعات فراغهم في مشروع إجرامي، ينتهك كل القيم والأخلاق والشرائع .{nl}المرعب في مثل هذا المشروع الإجرامي، أنه يوفّر لهؤلاء الفتية فرصة التدرب على السلاح، ومن ثم يسلمهم إياه لاستخدامه في ملاحقة الفلسطينيين، في ظل تربية دينية متطرفة قائمة على تشريع القتل والإرهاب، وطيش شبان مأخوذين بأفلام الإثارة والتشويق والحركة، تتوفر لهم الفرصة في “غمضة عين”، لمحاكاة ما يرونه، وتطبيق تعليمات معلميهم المتطرفين، وبالتالي الشروع في عمليات قتل أو تنكيل بحق الفلسطينيين، من دون رقيب ولا حسيب، ولا جماعات حقوقية دولية، تعلي الصوت ضد الكيان الغارق في الإجرام .{nl}هل بات على كل أم فلسطينية يتنقل فلذة كبدها بين الحواجز والمدن المحتلة لتلقي الدراسة في إحدى الجامعات، أو العمل من أجل لقمة العيش، أن تخشى عليه من أدمغة صغيرة محشوة بالكراهية، تحمل بنادق كبيرة مذخّرة بالموت والعاهات المستديمة؟ وهل على الشعب الفلسطيني أن يظل رازحاً تحت التهديد بقتل مجاني، لا حساب بحق مرتكبه ولا عقاب؟ الدور على المجتمع الدولي، بهيئاته ومؤسساته ولجان ومجالس حقوق الإنسان، وتشريعاته التي حولتها “إسرائيل” رغماً عنه إلى حبر على ورق، وأفرغت العالم من مضمونه الإنساني، لتحوله إلى “شاهد زور” على جرائمها بحق الشعب الفلسطيني .{nl}الحرب على غزة بعد ثلاث سنوات{nl}الكاتب: داود كتّاب_ الحياة اللندنية{nl}قبل ثلاث سنوات، شن الجيش الاسرائيلي هجوماً عسكرياً كبيراً ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بهدف وقف القصف منه والإفراج عن أحد جنودهم الذي كان محتجزاً في القطاع. قتل أكثر من 1,400 فلسطيني بينهم الكثير من النساء والأطفال وجرح الآلاف وتكبدت الممتلكات العامة والخاصة وتلك التي تملكها جهات دولية أضراراً نتيجة الهجوم الذي جاء من البر والبحر والجو.{nl}فشلت الأهداف المعلنة والمصرح عنها في هذه الحرب الإجرامية ضد سكــــــان محاصرين ومقاتلين مسلحين تسليحاً خفيفاً. تواصل القصف من قطاع غزة في شكـــل متقطع منذ بداية الحرب وتباطأ إلى حــــد كبير نتيجة قرار أحادي الجانب من جانب «حماس» وكان يمكن أن ينتهي على الفور لو أن اسرائيل تعاملت مع الحركة الاسلامية. أما بالنسبة الى الجندي الإسرائيلي الأسير، فإن الإسرائيليين كانوا مضطرين أن ينفذوا ما قـــدمت لهم «حماس» منذ اليوم الأول، أي مبادلته بفلسطينيين مسجونين.{nl}إسرائيل و «حماس» بدرجة أقل، اتهمتا من قانونيين دوليين مشهورين معينين من الأمم المتحدة بارتكابهما جرائم حرب. بعد ضغوط شديدة عليه وعلى عائلته، كتب رئيس لجنة الامم المتحدة القاضي ريتشارد غولدستون وهو من جنوب أفريقيا مقال رأي مغيّراً فيه بعضاً من استنتاجات اللجنة التي كان يرأسها، ولكنه لم يقدم أي تغيير رسمي في التقرير الذي كان قد قُدم للأمم المتحدة.{nl}لقد استمر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة وتم تبريره علناً من جانب البلدان الرئيسة في العالم، على رغم أنه كان وسيظل حصاراً غير قانوني تماماً. لم توافق أية هيئة دولية على تقييد حركة الناس والبضائع من وإلى قطاع غزة.{nl}وقد أدت الجهود الدولية لكسر الحصار إلى تخفيفه وذلك بحكم الأمر الواقع. وللأسف، فهذا الجهد كلف حياة تسعة من نشطاء السلام الأتراك (بينهم مواطن أميركي من أصل تركي). ومنذ ذلك الوقت انهارت علاقات إسرائيل مع عضو في حلف الناتو نظراً لرفضها الاعتذار عن قتل الأتراك في مياه دولية.{nl}وفي حين أدى التخفيف الطفيف للحصار (لا سيما في ما يخص مواد البناء) إلى بدايات لإعادة الإعمار، فإن هناك حاجة إلى أكثر من ذلك بكثير. لقد تدفقت ببطء في قطاع غزة المأهول بالسكان مئات الملايين من الدولارات التي تم التعهد بها في مؤتمر شرم الشيخ لإعادة إعمار غزة، ولكن معظمها ذهبت إلى، أو من خلال، منظمات دولية مثل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).{nl}وسواء كان التغيير قد تم نتيجة «الربيع العربي» (بخاصة في ما يتعلق بمقر «حماس» في دمشق) أو نتيجة أسباب أخرى، فإن «حماس» شهدت ببطء تغييراً ملحوظاً منذ سنوات عدة. والحكم يمكنه فعل الكثير للتخفيف من الايديولوجيات الحزبية: فالخوف من الإخفاق في الانتخابات المقبلة يمكن أن تنتج منه أشياء مذهلة لتليين الجوانب الحادة لأية حركة سياسية. في هذا الصدد، فإن جهود المصالحة الفلسطينية قد أسفرت عنها بعض التغييرات التي لم يسبق لها مثيل في الخطاب السياسي وكذلك في الأعمال اليومية لحركة «حماس» والحكومة المقالة. ويعلن خالد مشعل، قائد «حماس» الآن تغيير استراتيجية المقاومة في حركته. فمن الآن فصاعداً، فإن «حماس» تعتبر المقاومة الشعبية ضمن أولوياتها في كل أنشطتها.{nl}ويترجم هذا الموقف على الارض في غزة من طريق امتناع الحركة من اطلاق صواريخ باتجاه اسرائيل واعتقال ومنع أي فرد أو مجموعة من القيام بذلك. ويفسر ذلك بأنه ضروري لأجل المصلحة العليا للفلسطينيين في غزة.{nl}سياسياً، فإن حركة «حماس» تزيل ببطء كل القضايا التي تسببت بعزلتها الدولية. وبالموافقة على الانضمام إلى منظمة التحرير الفلسطينية، فإنها تعترف بإسرائيل في شكل غير مباشر، وهو الأمر الذي قامت به رسمياً منظمة التحرير عشية اتفاقات أوسلو عام 1993.{nl}دولياً، فإن المجتمع الدولي لن يكون قادراً على تبرير استمرار عزل «حماس» حتى لو أصرت اسرائيل على ذلك. فالولايات المتحدة وقادة غربيون آخرون أعلنوا عن استعدادهم للعمل مع جماعة الإخوان المسلمين وغيرهم من الاسلاميين الذين فازوا بالانتخابات أو السلطة في تونس وليبيا ومصر.{nl}إن غزة في نهاية 2011 ليست هي نفسها كما كانت في نهاية 2008 سلبياً وإيجابياً على السواء. و «الربيع العربي» يتطلب أن تتم إزالة الحصار الحالي وجميع آثاره مرة وإلى الأبد حتى يتمكن الفلسطينيون في قطاع غزة من العيش في شكل طبيعي مع القدرة على التحرك من وإلى قطاع غزة وإلى إخوانهم الفلسطينيين في الضفة الغربية والعالم من حولهم على حد سواء. كما ينبغي أن تتمتع البضائع الفلسطينية والشعب الفلسطيني من الضفة الغربية بالحق في التنقل من دون قيود الى القطاع ومن دون أن يمنعهم حصار غير قانوني وغير أخلاقي.{nl}السلام مع "إسرائيل" .. تجريب المجرّب{nl}الكاتب: أنور صالح الخطيب_ الراية القطرية{nl}مرة أخرى تجد حكومة الاحتلال الإسرائيلي التي دمرت عملية السلام أمامها فرصة لفك طوق العزلة الدولية عنها والظهور بمظهر الحريص على تحقيق السلام من خلال موافقتها على اللقاء مع الجانب الفلسطيني على طاولة واحدة لبحث إمكانية العودة إلى طاولة المفاوضات التي توقفت منذ نحو العام ونصف العام.{nl}بغض النظر عن النجاح المعنوي الذي تحقق للطرف الإسرائيلي منذ لحظة الإعلان عن عقد الاجتماع الذي استضافته العاصمة الأردنية عمان بين كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات والمفاوض الإسرائيلي باسم نتنياهو إسحق مولكو، وبحضور ممثلين عن الرباعية الدولية فإن المبادرة الأردنية لجمع الطرفين على طاولة المفاوضات تأتي محاولة من عمان لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من عملية السلام المجمدة وأملا في حصول معجزة ما-رغم أن زمن المعجزات ولّى-في تغير الموقف الإسرائيلي الذي يزداد تعنتا وسيزداد بالضرورة تعنتا بعد لقاء عمان على اعتبار أن "إسرائيل" نجحت في إعادة الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات دون أن تلتزم بالاستحقاقات التي كانوا يطلبون بها وفق خارطة الطريق وأبرزها وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.{nl}هدف لقاء عمان كما هو معلن استطلاع فرص استئناف المفاوضات بين الجانبين، واستباق استحقاق 26 يناير المقبل الموعد النهائي الذي حددته الرباعية الدولية للفلسطينيين والإسرائيليين لتقديم تصورات مكتوبة حول قضيتي الحدود والأمن.{nl}السلطة الفلسطينية ذهبت إلى لقاء عمان كما يبدو دون أن تحمل أوهاما حول إمكانية تحقيق اختراق في الموقف الإسرائيلي يعيد إطلاق قطار السلام المتوقف استبقت موافقتها بإعلان رئيس السلطة الفلسطينية إن موعد السادس والعشرين من الشهر الجاري الفرصة الأخيرة لكي تثبت اللجنة الرباعية قدرتها على تحقيق إنجاز ما على مسار السلام وإلا تكون قد فشلت وأن الفلسطينيين سيلجؤون إلى خيارات أخرى مفتوحة.{nl}ما في جعبة ممثل حكومة الاحتلال الإسرائيلي يعرفه جيدا الطرف الفلسطيني فحكومة اليمين الإسرائيلي حددت مسبقا رؤيتها للسلام الذي ستقيمه مع الفلسطينيين وحددت وحدها حدود "دولتها وكيانها" المتمثل بجدار الفاصل العنصري الذي قطعت فيه أراضي الدولة الفلسطينية المنتظرة وحولتها إلى مجرد جزر مقطوعة عن بعضها البعض أما رؤيتها للأمن الذي قدمته في اجتماع عمان فلا تعدو حلمها بتحويل الفلسطينيين والأردنيين إلى حراس لحدودها التي فرضتها وحدها خاصة بعد قرارها إنشاء جدار في منطقة غور الأردن وهو الأمر الذي لن يرضي الفلسطينيين ولا الأردنيين معا.{nl}السلطة الفلسطينية التي تناست شروطها ومطالبها التي كانت تشترطها للعودة إلى طاولة المفاوضات أرادت أن تجرب المجرّب "إسرائيل" وتقدم دليلا آخر على رغبتها في السلام وإظهار أن حكومة الاحتلال هي التي ترفض السلام العادل وترفض الالتزام بمرجعية خط الرابع من يونيو ووقف الاستيطان الذي يلتهم أراضي الدولة الفلسطينية المستقبلية المستقلة والقابلة للحياة.{nl}مصير اجتماع عمان لن يختلف عن مصير الاجتماعات السابقة "الفشل" فإذا كانت "إسرائيل" رفضت الرضوخ لضغوط وإغراءات حليفتها واشنطن وضغوط اللجنة الرباعية الدولية لوقف الاستيطان حتى يمكن العودة إلى طاولة المفاوضات فهي ليست في وارد منح الأردن التي ترتبط به "بمعاهدة سلام" بارد قصب الفوز وهي التي ستبني جدارا فاصلا على الحدود معه بعد فراغها من جدار مصر.{nl}دولة الاحتلال الإسرائيلي ماضية في الاستيطان وتهويد القدس والأراضي الفلسطينية وترفض الاعتراف بمرجعية قرارات الأمم المتحدة حول القضية الفلسطينية واعتماد خط الرابع من حزيران أساسا لحل الدولتين، فلقد ثبت أن الرأي العام في "إسرائيل" لا يريد السلام ولا يسعى إليه وانه "أمين" على استراتيجية رئيس وزرائه السابق شامير الذي وعد عشية إطلاق مؤتمر مدريد للسلام عام 1991 بالتفاوض مع الفلسطينيين إلى الأبد ..!!{nl}المنطقة بأكملها تغيرت أو هي على وشك التغيير إلا أن العقلية الإسرائيلية لم ولن تتغير... وما كان يمكن أن يكون مقبولا شعبيا قبل الربيع العربي لا يمكن قبوله بعده وبالتالي فإن الحديث عن استئناف عملية السلام ومنع انهيارها أصبح "خراريف" ممجوجة لا يصدقها عاقل.!!{nl}أوروبا وإسرائيل رسائل فوق العادة{nl}الكاتب: محمد خالد الأزعر_ البيان الاماراتية{nl}في ربع الساعة الأخيرة من العام 2011، وجه الأوروبيون إلى إسرائيل رسالتين غير مسبوقتين في تقاليدهم معها. صدرت أولاهما على هيئة تقرير أعدته سفارات دول الاتحاد الأوروبي في تل أبيب؛ تعرض للسياسة الإسرائيلية المتبعة تجاه مواطنيها الفلسطينيين العرب الواقعين تحت سيطرتها منذ 1948، فيما تمثلت الثانية في بيان مشترك عن الدول الأوروبية الأربع الأعضاء في مجلس الأمن (فرنسا وبريطانيا وألمانيا والبرتغال)، بشأن سياسة الاستيطان الإسرائيلي في الأرض المحتلة 1967.{nl}عبر تقرير السفارات، طالب الأوروبيون بضرورة اعتبار معاملة إسرائيل لسكانها العرب قضية جوهرية في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. ولاحظوا أن توقف عملية التسوية يؤدي إلى تأثيرات سلبية على اندماج العرب في «المجتمع الإسرائيلي»، وطالبوا بألا يتخذ هذا الموقف ذريعة لحجب المساواة عن العرب. ولعل أقوى ما اشتمل عليه البيان بهذا الصدد، تقديم نصيحة إلى إسرائيل بأثر مستقبلي؛ مفادها أن ضمان المساواة للعرب عنصر أساسي لاستقرارها على المدى الطويل. ولأن الإسرائيليين من الذين يستمعون القول فيتبعون أسوأه، فقد فاتتهم الاستفادة من هذا التقرير وحكمته، وانشغلوا فقط بتبكيت الأوروبيين على «.. تدخلهم في شأن إسرائيلي داخلي..»، بحسبه أمراً لا سابقة له مع هؤلاء الشركاء.{nl}وبسبب هذه المقاربة السطحية المفرطة، لم يلحظ الإسرائيليون أن التقرير ينم عن مطالعة أوروبية ذاتية دقيقة لعام كامل لأحوال عرب 48، بما يعني رغبة الأوروبيين في فحص القضية بمعزل عن مداخلات الجانب الإسرائيلي، المغموسة بالدعاية والإعلام المسيسين والموجهين. كما لم يلحظوا أن التقرير أعد بشكل سري، وهذا يشي بأن تسريب بعض محتوياته قد جرى عن عمد بهدف توجيه شارة إنذار إلى إسرائيل عن خطر يعتمل في أحشائها وقضية قابلة للتدويل.{nl}على الصعيد ذاته، كان عرب 48 في طليعة من التقطوا هذه السابقة، فرحبوا بها، مطالبين على لسان بعض قواهم الحقوقية الفاعلة، مثل «مركز عدالة»، بأن يطور الأوروبيين خطوتهم إلى درجة محاسبة المسؤولين الإسرائيليين عن سياستهم التمييزية العنصرية ضدهم، والمضي إلى الاعتراف بهوية المواطنين الفلس<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/01-2012/عربي-4.doc)