تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أقلام وآراء عربي 132



Aburas
2012-06-12, 08:23 AM
'القاعدة' تضرب في بنغازي؟ {nl}رأي القدس العربي{nl}الثورة وفق مفاهيم رجعية.. استعصاء الثورة المصرية وأيامٌ عصيبةٌ مقبلة {nl}بقلم:د. يحيى مصطفى كامل عن القدس العربي{nl}مدينة أسيرة ومسجد محاصر‏ {nl}بقلم: مرسى عطا الله عن الأهرام{nl}دفاعـًا عن حرية الرأى..{nl}بقلم:سلامة أحمد سلامة عن الشروق المصرية{nl}«القوات»: كنا على حق في غيابنا عن الحوار{nl}بقلم:ملاك عقيل عن السفير{nl}سؤال الدولة العميقة في مصر{nl}بقلم:فهمي هويدي عن السفير{nl}هل القرن الواحد والعشرون هو قرن العودة القوية الى التدين؟!{nl}بقلم:جيروم شاهين عن المستقبل اللبنانية{nl}إشارات فلسطينية متناقضة{nl}بقلم معتصم حمادة عن النهار اللبنانية{nl}المصالحة بخير... فهل القضية كذلك ؟! {nl}بقلم:عريب الرنتاوي عن الدستور{nl}بصقة الجويهل وخرجة الطبطبائي!{nl}بقلم:أسامة سفر عن القبس الكويتية{nl}العراق والحاجة إلى الحوار{nl} رأي البيان الإماراتية{nl}«العربي» وثالوثه الإسرائيلي!!{nl}بقلم عـــلي قــاســــم عن الثورة السورية{nl}ودمع لا يُكفكف يا دمشق..!{nl}بقلم:راشد فهد الراشد عن الرياض{nl}أنتم بشعون لا متحضرون!{nl}بقلم: رشيد ولد بوسيافة عن الشروق الجزائرية{nl}أعطوني وطنية أعطكم شعبا عظيما {nl}بقلم: رياض محمد الشافعي فطوم عن الشروق التونسية{nl}الرئيس هادي.. ذكرنا بالحمدي لوسمحت{nl}بقلم: عارف الدوش عن يمن برس{nl}المرجع الأعلى للطابور الخامس سرطان في جسد العراق{nl}بقلم:علي الكاش(كاتب ومفكر عراقي) عن العراق للجميع{nl}بين إعمار اليابان وإعمار العراق {nl}بقلم:زهير كاظم عبود عن الصباح العراقية{nl}'القاعدة' تضرب في بنغازي؟{nl}رأي القدس العربي{nl}اصيب القنصل البريطاني في مدينة بنغازي يوم امس اثناء تعرض سيارته لهجوم شنته جماعة مسلحة، وقبلها بايام معدودة انفجرت عبوة ناسفة امام القنصلية الامريكية في المدينة نفسها.{nl}استهداف سفارتي البلدين اللذين لعبا دورا اساسيا في تغيير النظام السابق في ليبيا من خلال استصدار قرار عن مجلس الامن الدولي يبيح تدخل حلف الناتو عسكريا لحماية المدنيين ينطوي على درجة كبيرة من الاهمية، فالجماعات التي تقف خلف هذا الهجوم اما اسلامية متشددة تكره حلف الناتو اكثر مما تكره النظام الديكتاتوري السابق، او من انصار ذلك النظام بهدف خلق حالة من الفوضى الامنية في البلاد.{nl}من الصعب اعطاء اجابة حاسمة في هذا الصدد لكن من المرجح ان تكون عناصر اسلامية متشددة تتبنى ايديولوجية اقرب الى ايديولوجية تنظيم القاعدة هي التي تقف خلف هذه الهجمات، خاصة ان التنظيم يتواجد حاليا بقوة على الاراضي الليبية وفي دول الساحل، ويجلس فوق كم هائل من الاسلحة والعتاد استولى عليها من مخازن النظام السابق، وعقد تحالفا استراتيجيا مع العناصر المتمردة في منطقة ازواد شمال مالي، ولم يكن مفاجئا ان تعلن كتيبة تحمل اسم الشيخ الاسير عمر عبد الرحمن مسؤوليتها عن الهجوم على القنصلية الامريكية انتقاما لاغتيال ابو يحيى الليبي الرجل الثاني في تنظيم القاعدة في غارة امريكية.{nl}الحكومة المركزية شبه غائبة علاوة على كونها ضعيفة وعاجزة عن السيطرة على معظم انحاء ليبيا، بينما تتعاظم في الوقت نفسه قوة الميليشيات المسلحة في المقابل.{nl}في الاسبوع الماضي هاجمت ميليشيا 'الاوفياء' المتمركزة في منطقة ترهونة جنوب العاصمة مطار طرابلس الدولي واوقفت شاحناتها فوق مدرج الاقلاع والهبوط معطلة بذلك حركة الملاحة الدولية، ولولا تدخل الآلاف من كتائب مصراتة والقوات التابعة للحكومة مدعومة بطائرات الهليوكبتر لاستمر احتلال المطار لعدة ايام وربما اسابيع.{nl}بعض المصادر المستقلة تقدر عدد الميليشيات والجماعات المسلحة في ليبيا بحوالي 400 معظمها مزودة باسلحة ثقيلة وعربات مدرعة، وتتنافس فيما بينها على مناطق النفوذ في العاصمة والمدن الليبية الاخرى.{nl}كتائب الزنتان احدى اكبر هذه الميليشيات تسيطر على المطار، وتحتجز السيد سيف الاسلام نجل العقيد القذافي وترفض تسليمه الى الحكومة المركزية، واحتجزت قبل ايام محامية استرالية قالت انها كانت تحمل رسائل سرية اليه اثناء زيارته ضمن وفد من منظمة جرائم الحرب الدولية. اما كتائب مصراتة فقد حولت المدينة الى دولة مستقلة تدير شؤونها وميناءها بمعزل عن المجلس الوطني المؤقت وحكومته.{nl}تدهور الاوضاع الامنية دفع المجلس الوطني الى تأجيل الانتخابات البرلمانية الى السابع من شهر تموز (يوليو) المقبل، وحتى هذا التاريخ قد يكون من الصعب الالتزام به اذا استمرت الهجمات على القنصليات وبعض الاهداف والمؤسسات الحكومية الاخرى.{nl}فوضى السلاح هي العنوان الرئيسي لليبيا الجديدة التي هجرها اصدقاؤها الغربيون بمجرد اطمئنانهم الى تدفق امدادات النفط ووصولها الى معدلاتها السابقة، فقد ابلوا بلاء حسنا في تدمير قواعد النظام السابق والمدن الموالية اليه مثل سرت وبني الوليد وتدريب الميليشيات على القتال، ولكنهم لم يفعلوا شيئا لاعادة بناء هياكل الدولة ومؤسساتها، بما في ذلك قوات امنية حديثة وجيش نظامي قوي وادارة مدنية عصرية، ولعل جبال القمامة في طرابلس والمدن الاخرى خير دليل على ما نقول.{nl}الثورة وفق مفاهيم رجعية.. استعصاء الثورة المصرية وأيامٌ عصيبةٌ مقبلة{nl}بقلم:د. يحيى مصطفى كامل عن القدس العربي{nl}حين أعرب عن خوفي من الشهور المقبلة وإذ أصرح برأيي في كونها ستشكل فترةً عصيبة فإني لا أتكلم بخفة وإنما أزن كل كلمة جيداً وأقولها ببطء المستثقل لها المنسحق تحت وطأة ما تستشرفه و تبشر به من واقعٍ أليم.{nl}وفرةٌ مفرطةٌ محيرةٌ من الأحداث، لا يعلم أحدٌ أين ستنتهي وإلام ستؤدي تحديداً إلا أن الناس يحدسون...يترسب لديهم من محصلة الأحداث انطباعٌ سيءٌ ومذاقٌ تزداد مرارته يوماً بعد يوم وشعورٌ بأن القادم الذي بات يكتنفه الغموض لا ينبئ بأي خير...و في المقابل ثمة وفرة من السيناريوهات المطروحة كلٌ منها أسود من أخيه. {nl}فالاحتمالات العريضة تتلخص إما في مجيء الفريق شفيق بما بمثل ذلك من اكتمال إعادة إنتاج النظام بأتم ما تحمل الكلمة من معاني الهزل والفشل والزراية، ولم يعد يخفى على أحد ما ينتويه الرجل والنظام من سحب البساط من تحت أرجل الجماعة المحظورة-العلنية وتجريدها من مكتسباتها الهزيلة ومن ثم التنكيل بأفرادها بعد أن فقدوا تعاطف الشارع الأعرض، فالرجل تخطى مرحلة التلويح بذلك إذ بات يصرح باتهامهم بتدبير معركة الجمل... ونستطيع أن نجزم بأنه لن يقف عند هذا الحد وإنما سيعتبر نفسه مفوضاً من الشعب وربما العناية الإلهية (بعد النظام والشريحة الاقتصادية التي يمثلها) لتطهير البلاد من الثوار وقياداتهم؛ أما ثاني الاحتمالات فهو وصول مرسي والجماعة لتبدأ محاولة إعادة صياغة هيكل الدولة وإحلال كوادر الجماعة في منظومة الأمن وشتى المرافق المفصلية بما سيصاحب ذلك من عنفٍ وعسفٍ وإقصاء ربما لن يقل عن عنف وقسوة النظام، وبالحق الإلهي طبعاً... وأما ثالث الاحتمالات فهو أن يتفجر حدثٌ أو شيءٌ ما كأن ينتفض أفراد الجماعة مثلاً في حال الحكم ببطلان مجلس الشعب مما يوفر المسوغ للجيش الاستمرار ريثما يستتب الاستقرار... ربما أميل إلى ترجيح السيناريو الأول إلا أنني لا أستطيع أن أجزم بشيء سوى يقيني بأننا مقدمون على مرحلةٍ من العنف...{nl}غير أن ما يحدث ليس مدهشاً إطلاقاً، وإنما هو نتيجةٌ منطقية نتجت عن سلسلةٍ من الأخطاء المتراكمة عبر عمر الثورة القصير تسببت في مفارقاتٍ أضيفت لميراث عهد مبارك ببلادته؛ فمن مفارقات الثورة المصرية العديدة أن الشعب عليه أن يختار بين الرجعي والأكثر رجعيةً، وللإنصاف فالمسؤولية تقع بالكامل على عاتق أغلب النخبة ممن تصدوا حديثاً وكتابةً عن الثورة بما أشاعوه من مفاهيمٍ خاطئة عن الثورة وما تعنيه وما تمثله سواءً عن التباسٍ أو جهلٍ أو سوء نيةٍ مما أوصلنا إلى ما نحن فيه اليوم من وضعٍ بائس.{nl}ولعل أفدح الأخطاء وأول ما يصفع المراقب المعاصر وما سيفجع كاتب التاريخ في المستقبل هو عدم ضبط معاني الكلمات والخلط الذي أزعم تعمده فيما يتعلق بمكونات السلطة وطبيعتها.{nl}بدأت بتصوير مبارك ومشاهير معاونيه على كونهم النظام، في حين أن النظام عبارة عن تركيبة اجتماعية ذات انحيازاتٍ طبقية واقتصادية تدافع عنها وتدعمها كافة قوى الأمن والاستخبار وتوفر لها الشرعية منظومة القوانين والتشريعات، ولئن كان النظام (وفقاً لهذا المفهوم) بشبكته المعقدة من ذوي المصالح بارتباطاتهم المحلية والإقليمة (وبالأخص السعودية وإسرائيل) والعالمية (وبالأخص امريكا) تخلصت من مبارك ورموز عهده فلم يكن ذلك سوى نوعٍ من الألقاء بحمولة ميتة عن ظهر سفينة تتعرض لعاصفة...لقد أدرك النظام أنهم صاروا اوراقاً محروقة، ولم يكتف بذلك فها هو يحاول أن يكفل لهم الخروج الآمن ونهاية كريمة لا يستحقونها عبر محاكماتٍ هزلية..{nl}ثانياً: سوء الفهم والاحتفاء من قبل نفس النخب بدور المجلس الأعلى وهو ما تبعهم فيه الجمهور المؤلفة غالبيته من غير المسيسين. لقد أغفلوا حقيقة أن هؤلاء القادة هم مدللو عصر مبارك لم يتم اختيارهم لثوريتهم وإنما لطاعتهم وولائهم وأنهم تحركوا لحماية ما تبقى من النظام مضحين بمبارك بعد أن تيقنوا من موته سياسياً...لقد تصرفوا بذكاءٍ لا شك في ذلك...أما من مجدهم (من النخب) مغفلاً طبيعة تكوينهم وموقعهم من السلطة فإنما فعل ذلك إما عن جهلٍ وحسن نية أو غباءٍ أو تآمرٍ، وللأسف ففي مثل هذا الموقف يؤدي حسن النية وسوئها إلى نفس النتيجة (سوى عند ربي مما لا يدخل في اختصاصنا).{nl}ثالثاً: تصوير الثورة كما لو كانت يوماً أو حدثاً ينقضي في بضعة أيام وليست عمليةً وصيرورةً تتطور عبر سنين لإعادة رسم وهيكلة المجتمع واقتصاده وفق انحيازاتٍ جديدة تتلاءم مع مصالح الطبقات والجموع الثائرة، وبالتالي تم اختزالها في الثمانية عشر يوماً التي انتهت بإزاحة مبارك دون الالتفات إلى أن مطلباً واحداً من مطالبها الأهم لم يتحقق وأن تشريعاً واحداً من عينة قانون الإصلاح الزراعي يرد الحقوق على أهلها لم يصدر بعد وبالتالي فالثورة لم تبدأ بعد لتنتهي ويتم الحديث عنها بصيغ الفعل الماضي.{nl}رابعاً وربما الأهم في موضوعنا هو التسرع، أجل التسرع، في محاكمة مبارك ومعاونيه قبل أن يوضع دستورٌ وقانونٌ جديد يعبر عن روح الثورة ...لقد ارتضىت أغلب القوى السياسية الاحتكام لهذا القانون وبجلوا صنميته وقدسيته غافلين أو ناسين أو متناسين أن منظومة القوانين التي عشنا ومانزال في ظلها لم تهبط من المريخ ولم تنبت من الأرض وإنما هي نتاجٌ بشري يعبر عن مصالح النظام والنافذين أو الواصلين فيه في سياق التركيبة الاجتماعية الراهنة بانحيازاتها وما يترتب عليها من العلاقات المتبادلة في ظلها بين شرائحها وطبقاتها، ولئن كانت تحمل مؤثرات عهودٍ مضت فإنها بالأخص تحمل طابع وروح عصر مبارك البليد الآسن الزنخ الذي استمر ثلاثة عقود حيث كانت تصاغ وتحاك القوانين وفق الهوى وعلى القياس الصحيح. {nl}خامساً، الحديث عن الإخوان المسلمين بصفتهم بديلاً عن النظام ونسيان أو تناسي افتقارهم لأي مشروعٍ أو رؤيةٍ اقتصاديةٍ مخالفة للنظام، فهم مع رأسمالية السوق بكل سعارها مما يفســـر تعايشهم لفترات طويلة مع النظام وفق علاقةٍ معقدة تتــــفاوت في الشد والجذب راجعةٍ لتمثيلهما (أي الجــــماعة والنظام) لشريحتين مختلفتين لنفس الطبقة، فهما إن شئت تنويعتان على نغمٍ واحد...{nl}أما فيما يتعلق بميراث عصر مبارك فقد أعربت في بداية الثورة عن خوفي من ضعف التنظيمات السياسية والفصائل وانفصامها عن الشارع وفقدانها للقواعد الشعبية باستثناء التنظيمات الإسلامية لأسبابٍ عديدة ليس هنا المجال للخوض فيها، لذا وحين اندلع الحراك الثوري لم يجد فصيلاً مدنياً واحداً على أتم الاستعداد لاعتلاء موجه وترويضه وقيادته إلى قنواتٍ تترجم مطالب الثوار وإنما سبق الإسلاميون إليه فكانــــت القــــوى المدنـــية كمن انضم إلى سباقٍ بعد أول جولة؛ ليس ذلك فحسب وإنما أتت رغبتهم في التنظيم مسكونةً بداء التشرذم الأزلي وحب الظهور الإعلامي للذوات المتضخمة التي وجدت إعلاماً غير بعيدٍ مطلقاً عن الشبهات ليتلقفها ويضخمها وتبتذل الثورة إلى حربٍ كلامية في الفضائيات عبر برامج التوك شو تعوض النقص في المسلسلات التركية. {nl}باختصار، نحن أمام ثورةٍ لم تزح النظام القديم، لم تحطمه وتكنس ركامه، ارتضت أن يدير المتخلفون من عهد مبارك المرحلة الانتقالية ؛ ثورةٌ لم تصغ دستوراً جديداً وإنما قبلت الأطراف والقوى التي برزت على ساحتها اللعب وفق قواعد لم تخترها وإنما وضعها النظام وأن تحاسب مبارك ورموز عهده وفق قوانين هم واضعوها! وهي تحركاتٌ تمت (كما أوضحت) وفق مفاهيم مخلوطة، مفاهيم رجعية لا تمت لعهد الحراك الثوري بصلة، ولا يسعني في هذا المجال سوى أن أشيد بالدكتور البرادعي لعزوفه وترفعه على هذه المهزلة.{nl}الملفت للنظـــــر أن كل الأحداث في مصــــر سريعة الإيقاع وتقع بالتوازي، ففـــي نفس الوقت الذي ينتظر الجميع الجولة الثانية من الانتخابات (أياً كانت أسبابهم وبغض النظر عن ميولهم) نراهم حابسي أنفاسهم من النتيجة المرتقبة في قضــــية شرعـــية مجلس الشعب، وهم في عين الوقت يجترون صدمة الحكم الصادر بحق مبارك وعصــــبته بينما يتابعون المعركة الجانبية بين المستشار الزند رئيس نادي القضاة وبين مجلس الشعب بأغلبيته من التيار الإسلامي إلى غير ذلك من المعارك الجانبية الإخرى...{nl}أنا أرى أن الوقت لم يعد للمشاهدة ـو إنما استئناف الحراك الثوري، وفي ضوء المضمون والمغزى الرجعي لفوز أيٍ من المرشحين فإني أؤمن بأن الرسالة الأوقع الآن تتمثل في إبطال الصوت لما سيمثله ذلك من حرمان الفائز من الادعاء بحيازته أغلبيةً شعبية، وإني هنا لأستعير ما قاله أستاذنا صلاح العمروسي في هذا الصدد: ... سوف تكون مرتكزا قويا للنضال اللاحق ضد الرئيس الذي لم نتورط في تأييده، وبالتالي تكون المقاطعة لحظةً نضالية تعبد الطريق لنضالٍ لاحق.{nl}مدينة أسيرة ومسجد محاصر‏{nl}بقلم: مرسى عطا الله عن الأهرام{nl}رغم مرور ‏45‏ عاما علي احتلال إسرائيل للقدس كأحد التداعيات الموجعة لهزيمة العرب في حرب‏5‏ يونيو عام ‏1967‏ فإن إسرائيل لم تتوقف عن مواصلة بث الأفكار المغلوطة والمقترحات المشبوهة.{nl}التي يريد الإسرائيليون بطرحها أن يخلطوا الأوراق وأن يطمسوا الحقيقة بشأن هذه المدينة المقدسة التي لم تتعرض أية مدينة في العالم- وعلي مدي التاريخ- لمثل ما تتعرض له القدس الآن من ادعاءات زائفة بملكيتها.{nl}إن القدس- وكما تقول كل الوثائق التاريخية المحايدة- مدينة عربية وقبلة إسلامية ورمز مسيحي بها بعض بقايا لحائط يبكي عليه اليهود ويندبون حظهم في إطار من الأساطير التي يتوهمون أنها توفر لهم الحق في إعادة عجلة التاريخ وعجلة الزمان إلي ما قبل أكثر من ألفي عام مضت!{nl}القدس وبما هو مكتوب ومرسوم ومسجل في الخرائط والوثائق الدولية والعربية مدينة تتوسط أرض فلسطين وترتفع فوق سطح البحر بأكثر من 750 مترا حيث شيدت مبانيها فوق جبل شاهق تحيطه عدة أودية مزروعة.{nl}وصحيح أن القدس تعرضت منذ فجر التاريخ للعديد من الغزوات وتعاقب علي حكمها العديد من الحكام في عصور التاريخ المختلفة سواء قبل الميلاد أو بعد الفتح الإسلامي لها, ولكنها كانت دائما تحتفظ بهويتها العربية من خلال أهلها وعمق ارتباطهم بمحيطهم العربي.{nl}ورغم شراسة الهجمة الاستيطانية التي قامت بها الوكالة اليهودية بمساعدة سلطات الانتداب البريطانية علي فلسطين قبل عام 1948 فإن القدس ظلت محتفظة بأكثريتها العربية الإسلامية والمسيحية, وحتي بعد أن أعلن اليهود قيام دولتهم عام 1948 استنادا لقرار التقسيم الذي لم يمنحهم أية شرعية في القدس ونص علي تدويلها فإن إسرائيل التي استطاعت خلال حرب عام 1948 أن تنتزع أكثر من 80 في المائة من مساحة القدس وتخضعها لسيطرتها لم تتمكن من تحقيق أكثرية يهودية في هذا الجزء إلا بعد سنوات طويلة مارست خلالها إسرائيل كل صنوف الترهيب والترغيب لتهجير وترحيل العرب من هناك.{nl}دفاعـًا عن حرية الرأى..{nl}بقلم:سلامة أحمد سلامة عن الشروق المصرية{nl}من الطبيعى أن تشعر نسبة كبيرة من المصريين بالحيرة وعدم اليقين، كلما اقترب موعد انتخابات الإعادة. وما بين تأييد مرسى ورفض شفيق، أو تأييد شفيق ورفض مرسى تتأرجح الآراء وتنطمس معالم الحقيقة. ولعلك واجهت هذا السؤال من كثيرين لم يصدقوا ما يصل إلى أسماعهم أو تتلقاه أبصارهم على شاشات التليفزيون وصفحات الصحف دون أن تتغلغل إلى قلوبهم.. بعد أن وصلت درجة الاستقطاب أقصاها. ومازالت هناك تساؤلات خطيرة تدور حول مدى التزام كل مرشح منهما بضرورات الإصلاح الاقتصادى والسياسى الذى تتوق مصر إلى تحقيقه، وحول الخبرة العملية وقدرة كل منهما على الإنجاز. ولا تغرنك هذه المظاهرات والمليونيات التى تساق إلى ميدان التحرير دون جدوى. ولا تكشف عن الاتجاه الحقيقى للأغلبية أو تنبئ بانتصار حكم الديمقراطية! مما أوحى للكثيرين بأن الحل المريح هو عدم الذهاب إلى صناديق الاقتراع أو إبطال الصوت إذا لزم الأمر. وهو ما يرفضه الكثيرون ويعتبرونه تهربا من المسئولية.{nl}ومثل هذا السلوك لا يتفق بأى حال مع الإيمان بالديمقراطية ولا يحقق أهداف الثورة. ويعيد مصر إلى النظام المباركى الذى كان يتم فيه تقفيل الصناديق وإعلان النتائج دون مشاركة من الناخبين فى الانتخابات.{nl}ولعلنا نلاحظ أن اختلاف الرأى حول اختيار أى من المرشحين، لم تتجل مظاهره فى ميدان التحرير ولافتات المتظاهرين فحسب، ولا فى برامج التليفزيون المنحازة التى يقدمها إعلاميون لايفتقرون إلى أصول المهنة فحسب.. ولكنها تتجلى فى مستويات أخرى من العلاقات داخل الأسرة الواحدة. فبينما أعلنت هدى عبدالناصر تأييدها لشفيق مثلا «لأن أسرة عبدالناصر لا تنتخب أحدا من جماعة حاولت اغتيال عبدالناصر» أظهر شقيقها عبدالحكيم موقفا مضادا بتأييد صباحى ورفض شفيق لأنه كان وزيرا ورئيس وزراء فاسدا من نظام مبارك.{nl}وذهبت الخلافات العائلية إلى حد شق الصف فى أسرة سياسية مثل أسرة أسامة الغزالى حرب. الذى أعلن تأييده لشفيق، على أساس أن وصف الفلول ينطبق على الجميع وكلنا من النظام السابق على حد قوله. بينما يتهمه ابن شقيقه شادى الغزالى عضو اتحاد شباب الثورة بأن تأييد عمه لأحمد شفيق هو خيانة للثورة ودماء الشهداء.{nl}يذكرنى الهجوم الذى تعرض له أسامة الغزالى حرب بنفس الموقف الذى تعرض له حين أعلن خروجه من لجنة السياسات فى الحزب الوطنى المنحل وإنشاء حزب جديد. وقد لاقى أسامة العنت والنقد اللاذع من أصدقائه ومنافسيه، ومن كثير من الأقلام التى تأخذ عليه اليوم انضمامه لصفوف شفيق. والمسألة هنا هى أن السياسى قد يتحول من جانب إلى جانب ومن حزب إلى حزب. ويظل من الضرورى أن يحافظ المرء على حقه فى التمسك بحرية إرادته وحريته فى الرأى فى ضوء توازنات وحقائق تتبدى له فى أوقات مختلفة، لابد أن يحسمها هو بنفسه وليس بناء على أوامر السمع والطاعة.{nl}صحف وأقلام كثيرة ظلت تهاجم الإخوان المسلمين وتوجه إلى حزبها الحرية والعدالة أقسى الاتهامات، حتى إذا أجريت الانتخابات وأسفرت عن تقدم مرسى فى مواجهة شفيق، تحولت الدفة إلى هجوم كاسح على شفيق وإبراء لذمة الإخوان.. على أساس أن «بعض الشر أهون من بعض»، وأن الإخوان وقفوا فى وقت من الأوقات مؤيدين للثورة منذ بدايتها. بينما عجز شفيق عن تبرئة نفسه من موقعة الجمل وعجز عن كسب ثقة شباب الثورة.{nl}فى اعتقادى أن الولاء للديمقراطية يظل هو المعيار الحاكم فى تحديد موقف المرء من الاختيار بين هذا المرشح وذاك. أيهما أكثر احتراما للديمقراطية فى رأيك: هو السؤال الذى يجب أن تجيب عنه، ولهذا السبب لم أجد مبررا لهذا النقد اللاذع الذى شنته بعض الأقلام ضد أسامة الغزالى حرب. فمازال من حق كل شخص أن يدافع عن حقه فى حرية الرأى والتعبير. والديمقراطية فى جوهرها تكمن فى تنوع الآراء والاختيارات، بغض النظر عن الأهواء والتحزبات{nl}مضبطة اتهام «معراب» بحق الحلفاء تكبر{nl}«القوات»: كنا على حق في غيابنا عن الحوار{nl}بقلم:ملاك عقيل عن السفير{nl}يتفق رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع على أن لا جدوى من الحوار. لكن الأول، يشارك والثاني يقاطع. {nl}يجلس الرئيس فؤاد السنيورة على طاولة بعبدا متيقناً انه دخل شريكاً بـ«التكافل والتضامن» مع خصومه في تعويم الحكومة ورموزها. هذا ما يدركه ايضاً سمير جعجع. لكن الاول يساير والثاني يعاند. {nl}يصعد الرئيس امين الجميل الى بعبدا مسلّماً بـ«حرمة» نزع سلاح «حزب الله». هو «امر واقع» يقف كالشوكة في حلق معراب. مع ذلك، «الشيخ» يشجع على الحوار و«الحكيم» يحذر. امر واحد قد يدفع سمير جعجع الى الالتحاق بزملائه الجالسين رغماً عنهم على الطاولة البيضاوية، وهو التوصل الى «ايجابية ما في الحوار». ساكن معراب ضحك بالامس في عبّه. «ليس انا من سأصعد الى بعبدا. هم سيأتون مجدداً إلي.. وإن غداً لناظره قريب». {nl}«اعلان بعبدا».. «الانشائي» لن يقود «القوات» حتماً الى التصفيق لـ«انجازات» حلفائها أو الى المشاركة في جلسة الحوار المقرّرة في الخامس والعشرين من الشهر الحالي بعد تفويت الجلسة الاولى. «إعلان» اقطاب الحوار، الذي سيأخذ طريقه الى الجامعة العربية والأمم المتحدة، بدا كـ«صك براءة» لسمير جعجع من «تهمة» عرقلة الحوار. برأي «قواتيين» أن هذا البيان «اعطى جعجع حقه أسرع بكثير مما كان يتوقع». يتساءل هؤلاء «اي حوار هذا لا يذكر البيان الصادر عنه حتى كلمة سلاح». اكثر من ذلك، بعض الاصوات «القواتية» تحمّل صراحة «فريق 14 آذار» مسؤولية إنجاح مخطّط الاكثرية «بنقل ازماتها من الحكومة الى طاولة الحوار بحيث اضحت المسؤولية مشتركة». {nl}يذهب بعض «القواتيين» أبعد من ذلك بقولهم إن الجلوس على طاولة واحدة مع رئيس الحكومة في القصر الجمهوري، «هو اعتراف بشرعية الحكومة، بينما كان مطلبنا أن يستقيل وأن تتشكل حكومة حيادية». {nl}في اليومين الماضيين، افرغ «القواتيون» كل ما في جعبتهم لتبرير ادارة ظهرهم لرئيس الجمهورية ولحلفائهم. وبقدر ما كانت «مضبطة الاتهام» بحق طاولة الحوار تكبر، بقدر ما كان رئيس حزب «القوات» يحيّد ميشال سليمان عن مرمى نيرانه. في حسابات معراب، لن يكون اغضاب رئيس الجمهورية سوى «حمولة ثقيلة» يحتاج جعجع الى التخفّف منها على ابواب الانتخابات النيابية المقبلة. {nl}من خلف الشاشة الصغيرة، تابع جعجع، بالأمس، وصول المتحاورين الى قصر بعبدا. «الحكيم» أراح نفسه وفريقه الأمني من مهمة الإعداد والتحضير لمواكب امنية مموّهة تنطلق من معراب باتجاه قصر بعبدا. هذا ما يخشاه فعلاً رئيس حزب «القوات». ان يدرك المتربصون به تاريخ وساعة انطلاقه من «مقره العام» في معراب. لن يكون «ضرباً ذكياً» ان يصل «الحكيم» بسيارة «مرسيدس» تحمل لوحة «الاجرة» الحمراء الى القصر الجمهوري كما فعل سابقاً في إحدى جلسات الحوار في ساحة النجمة. {nl}سمير جعجع يشعر جدّياً بالخطر الامني، تحديداً بعد محاولة اغتياله الأخيرة. بعض المقرّبين من «الحكيم» يجزمون أنه «حتى لو توافر الحد الادنى من المناخ السياسي الذي كان سيقود «القوات» الى طاولة الحوار، فإن جعجع يضع الاعتبار الامني على رأس الاولويات». {nl}بعيد محاولة اغتياله، بدا جعجع متأكداً من التشابه السياسي بين حادثة معراب وجريمة السان جورج بإشارته الى السنة الفاصلة عن موعد الانتخابات في العام 2013، فيما الرئيس رفيق الحريري اغتيل قبل اشهر من الاستحقاق النيابي، مشيراً الى «اوجه الشبه بين عمليتي الاغتيال بغض النظر عن الاشخاص والمواقع». {nl}هي المرة الاولى التي يُخرج «الحكيم» نفسه من «الكادر» الحواري منذ العام 2006، وهو الذي سعى بعيد خروجه من السجن الى تثبيت حضوره في قلب مناسبات كهذه. يبدو جعجع مرتاحاً، حتى لو خالف رغبة السعوديين والاوروبيين والاميركيين، مع اشارة «قواتيين» الى ان الجبهة الدولية على الرغم من تأييدها للحوار، فانها وجدت في تمايز معراب نقطة ايجابية وليس سلبية. باب «التفرّد» اذا لن يُدخل رياح العتب الغربي والخليجي الى دارة «الحكيم». {nl}منذ سلوك دعوة رئيس الجمهورية قنواتها الرسمية روّج حلفاء «القوات» الى ان غياب جعجع لن يوقف قطار الحوار، اما امتناع «تيار المستقبل» فيعني نسف مبادرة بعبدا. وصل الكلام ثقيلا الى مسامع «الحكيم». لكن العتب «القواتي» لا يقف هنا، ولا عند حدود اذعان الحلفاء لحوار قد لا ينعكس حتى ايجاباً على الشارع، بل لتجاهل نصيحة معراب «بأن الحوار ما بعد سقوط النظام السوري غير ما قبله». {nl}يقول «قواتيون» إن الحوار مع «حزب الله» عندما يكون بشار الاسد قد أصبح خارج السلطة «هو الحوار المنتج والجدي». أبعد من ذلك، يأخذ «القواتيون» على «قوى 14 آذار» أنها مصابة بمرض انفصام الشخصية. هو التضارب بين مزاج القاعدة وقرارات القيادة. «الحكيم» يراهن مجدداً على امساكه بنبض الشارع المسيحي المعارض وبتوسيع دائرة شعبيته في ملعب الحلفاء من الطريق الجديدة وصولاً الى عكار... ولو أن خصومه يرددون أن غيابه يؤثر سلباً على صورته و«قواته» في الشارع المسيحي.{nl}سؤال الدولة العميقة في مصر{nl}بقلم:فهمي هويدي عن السفير{nl}لأن الكثير مما يحدث في مصر الآن يتعذر افتراض البراءة في تفسيره، فإن ذلك يستدعي أكثر من سؤال حول مدى إسهام «الدولة العميقة» فيه.{nl}(1){nl}سبقني إلى طرح السؤال الصحافي البريطاني البارز روبرت فيسك، حين نشرت له صحيفة «الإندبندنت» في الخامس من الشهر الحالي تحليلا استهله بقوله: هل ظهرت الدولة العميقة على مسرح الأحداث في مصر؟ كان الرجل قد جاء إلى القاهرة وانتابته الحيرة التي عصفت بنا، بحيث لم يجد مفرا من استبعاد احتمال المصادفة في تتابع وقوع العديد من الأحداث. ومن ثم وجد نفسه مدفوعا إلى التساؤل عن وجود دور الدولة «العميقة» في ما جرى ويجري.{nl}ربما كان المصطلح جديدا على قاموس السياسة في مصر لأن النظام المستبد الذي ظل قابضا على السلطة طوال السنوات الثلاثين الأخيرة على الأقل لم يكن بحاجة إلى دولة عميقة تحمي مصالح الأطراف المستفيدة منه وتشاغب على الدولة القائمة. ذلك أن سياسة الدولة كانت تخدم تلك المصالح وترعاها. وهو الوضع الذي اختلف بعد الثورة التي تحاول تأسيس نظام جديد يتعارض مع تلك المصالح.{nl}الدولة العميقة ليست اكتشافا جديدا، لأن المصطلح متداول في دول عدة، بعضها في أميركا اللاتينية، ثم انه مشهور وله رنينه الخاص في تركيا بوجه أخص منذ أكثر من نصف قرن. ويقصد به شبكة العملاء الذين ينتمون إلى تنظيم غير رسمي، له مصالحه الواسعة وامتداداته في الداخل والخارج. ونقطة القوة فيه أن عناصره الأساسية لها وجودها في مختلف مؤسسات ومفاصل الدولة، المدنية والعسكرية والسياسية والإعلامية والأمنية، الأمر الذي يوفر لتلك العناصر فرصة توجيه أنشطة مؤسسات الدولة الرسمية والتأثير في القرار السياسي. وللدولة العميقة وجهان، أحدهما معلن وظاهر يتمثل في رجالها الذين يتبوأون مواقع متقدمة في مؤسسات الدولة والجيش والبرلمان والنقابات إلى جانب مؤسسات الإعلام ونجوم الفن والرياضة. الوجه الآخر خفي غير معلن يتولى تحريك الأطراف المعنية في مؤسسات الدولة لتنفيذ المخططات المرسومة.{nl}المتواتر في أوساط الباحثين أن الاستخبارات المركزية الأميركية هي من غرس بذرة الدولة العميقة في تركيا العام 1952. واستهدفت من ذلك ضمان التحكم في قرارات قيادات الجيش وصناع القرار وغيرهم من السياسيين الكبار في مختلف مواقع وأجهزة السلطة. وبمضي الوقت استشرت الدولة العميقة وتطورت، حتى أصبحت كيانا موازيا للدولة الرسمية، وقادرا على الضغط على الدولة الأخيرة وابتزازها.{nl}يطلقون عليها في تركيا اسم «أرجنكون». وللكلمة رنينها الخاص في الذاكرة الشعبية. إذ تقول الأسطورة ان الصينيين حين هاجموا القبائل التركية أثناء وجودها في وسط آسيا، موطنها الأصلي، فإنهم هزموهم وطاردوهم، بحيث لم يبق من الجنس التركي سوى قلة من الناس احتموا بواد عميق باسم أرجنكون، فتحصنوا فيه وظلوا مختفين بين جنباته سنين عددا.{nl}وبمضي الوقت تكاثروا وضاق بهم المكان ولم يعرفوا كيف يخرجون منه، وحين ظهر في حياتهم الذئب الأغبر فإنه دلهم على طريق الخروج من الوادي، ومن ثم اتيح لهم أن ينفتحوا على العالم ويقيموا دولتهم الكبرى. لذلك أصبح الذئب الأغبر رمزا للقوميين الأتراك، وغدت كلمة ارجنكون رمزا للحفاظ على الهوية وبقاء الجنس، إذ لولاه لاندثر الأتراك ولم يعد لهم وجود. وحين حملت المنظمة ذلك الاسم فإنها أرادت أن توحي للجميع أن رسالتها هي الدفاع عن تركيا ضد كل ما يهددها.{nl}(2){nl}منذ تأسيسها ظلت منظمة ارجنكون على خصومة مستمرة مع الهوية الإسلامية في البلد الذي يمثل المسلمون 99 في المئة من سكانه. صحيح أن المنظمة مارست أنشطة عدة، مثل غسل الأموال والإتجار في السلاح والمخدرات، لكن تلك الخصومة احتلت المرتبة الأولى، لأنها تذرعت بالدفاع عن العلمانية، التي يعتبرها الكماليون قدس الأقداس في تركيا.{nl}يوما ما نشرت صحيفة «اكيب» صورة لسيدة ترتدي خمارا وإلى جوارها صور لثلاثة أشخاص وكان ذلك ضمن تقرير تحدث عن ممارسة السيدة لأعمال منافية للآداب، اعترف بها الأشخاص الثلاثة. وتصادف أن وقعت الصحيفة بين يدي أحد الصحافيين الأتراك وقد درسوا في مصر وله متابعته للمجلات العربية. وما إن وقعت عيناه على الصور المنشورة حتى تعرف الى صاحبة الصورة، التي كانت الممثلة المصرية السيدة آثار الحكيم، وانتبه إلى أنها كانت على غلاف مجلة «سيدتي» (عدد 18 يناير سنة 1997). وحين رجع إلى المجلة وجد أن صور الأشخاص الثلاثة هي لمصريين نشرت صورهم في العدد ذاته، في سياق مختلف تماما. لم يفاجأ زميلنا الصحافي التركي سفر توران، الذي يعمل الآن مستشارا للشؤون العربية في مكتب رئيس الوزراء، فما كان منه إلا أن ظهر على شاشة التلفزيون وفضح الصحيفة، حين أظهر للمشاهدين التقرير الذي نشرته، ووضع إلى جواره غلاف صحيفة «سيدتي»، ولم يكن ذلك هو التلفيق الوحيد، لأن وسائل الإعلام التركية الوثيقة الصلة بمنظمة أرجنكون حفلت بالقصص المماثلة التي ما برحت تشوِّه صورة المتدينين وتحاول إقناع الناس بأنهم ليسوا منحرفين سياسيا فحسب، لكن منحطين أخلاقيا أيضا، حتى أن إحدى الصحف نشرت صورة للسيدة زينب الغزالي، الشخصية الإسلامية المعروفة في مصر وإلى جوارها صورة شبه عارية لفتاة وسط تقرير ادعت الصحيفة فيه أن الفتاة زوجة ابنها وأنها تبيع جسدها للراغبين.{nl}أما المشايخ فقد كان حظهم أوفر من التشهير الذي تعمد تقديمهم بحسبانهم أفاقين وشهوانيين ولا هم لهم سوى ممارسة الجنس والإتجار في الأعراض. وإذا كانت الصحافة الصفراء قد لجأت إلى ما فعلته بحق السيدة آثار الحكيم والحاجة زينب الغزالي، رحمها الله، فلك أن تتصور مدى الجرأة على الاختلاق والتلفيق الذي بلغته في هذا الصدد.{nl}هذا التشويه الأخلاقي يظل نقطة في بحر إذا ما قورن بحملات التشويه التي ما برحت تخوف الأتراك من عودة الخلافة، ومن «شبح» الشريعة، ومعها إرهاصات التطرف والإرهاب.{nl}وهذه الحملات الأخيرة لا تزال مستمرة حتى الآن، حيث لم تكف الأحزاب المعارضة، القومية واليسارية، عن توجيه الاتهــام إلى رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وفريقه بأن لديهم أجندتهم الخفــية التي تستهدف إعادة الخلافة وتطبيق الشريعة. إلا أن الخصومة بلغت ذروتــها في العام 1996، حين شكل نجم الدين اربكان، زعيم «حزب الرفـاه الإسلامي»، حكــومة ائتلافية، لأول مرة في تاريخ الجمهورية. وهو ما استنــفر المنظـمة واستفز عناصر التطرف العلماني. فظهرت تلك التقارير تباعا في بعض الصحف، وأطلقت تظاهرات الدفاع عن العلمانية، والقيت قنبلتان على فناء صحيفة «الجمهورية» العلمانية المتطرفة (مدير تحريرها اتهم بعضوية منظمة أرجنكون) وقتل أحد المحامين قاضيا في المحكمة العليا، وفي التحقيق قال المحامي إن القاضي كان يعارض السماح للمحجبات بالدراسة في الجامعات.{nl}هذه المقدمات لم تكن كلها مصادفات، لكنها كانت من قبيل التسخين وتهيئة الأجواء لنزول الجيش إلى الشوارع، ودعوة مجلس الأمن القومي لاجتماع استمر تسع ساعات في 28 شباط العام 1997، وإصداره قائمة من القرارات التي استهدفت كلها قمع الإسلاميين واقصاءهم من أجهزة الدولة وحصار التدين في كل مظانه، الأمر الذي انتهى باستقالة اربكان من منصبه وإغلاق «حزب الرفاه» الذي يرأسه.{nl}(3){nl}حين تولى حزب «العدالة والتنمية» السلطة بعد أن فاز بالأغلبية في العام 2002، كان طبيعيا أن يفتح ملف الدولة العميقة، حيث كان مفهوما أن الصدام قادم لا محالة على منظمة ارجنكون، وقد سارع بفتح الملف أن أجهزة الأمن كانت تراقب شقة سكنية بإحدى ضواحي اسطنبول. وحين اقتحمتها عثرت فيها على مخزن للأسلحة وعدة وثائق بالغة الأهمية. إذ وجدت بها قنابل من الطراز ذاته الذي ألقي على صحيفة الجمهورية، كما عثرت على صورة للمحامي قاتل القاضي مع أحد الجنرالات المتقاعدين، وصورة أخرى لقائد الشرطة العسكرية السابق، الذي يعد واحدا من أهم خمس قيادات عسكرية في البلاد، وصورة لجنرال ثالث مع مؤسس جمعية الدفاع عن الأفكار الأتاتوركية. وكانت تلك الوثائق بين الخيوط المهمة التي تتبعتها أجهزة الأمن والتحقيق التي توصلت إلى ملفات أخرى في تنظيم أرجنكون الجهنمي.{nl}في الرابع من شهر أيار الماضي، نشرت صحيفة «حرييت» التركية أن 19 في المئة من جنرالات الجيش أصبحوا خلف القضبان بعدما أدت التحقيقات الجارية في قضية أرجنكون إلى اعتقال 68 جنرالا منهم.{nl}وقد اتهموا بتنفيذ مخطط سياسي وإعلامي للإطاحة بحكومة اربكان في العام 1997، من خلال الضغط على بعض النواب والساسة ووسائل الإعلام للتحريض ضد الحكومة وإسقاطها، إضافة إلى تصفية مؤسسات اقتصادية وجمعيات إسلامية، وتقديم كشوفات بأسماء حوالى 6 ملايين شخص فصلوا من عملهم بأجهزة الدولة أو روقبوا أو منعوا من العمل أو التقدم في أي نشاط سياسي أو اقتصادي.{nl}وفي 17 نيسان نشرت صحيفة «الحياة» اللندنية خبراً يفيد بأن قرارا صدر باعتقال الجنرال المتقاعد والنائب السابق لرئيس الأركان شفيق بيير وتسعة من رفاقه، بعد اتهامهم بتنفيذ الانقلاب على حكومة اربكان. وأضافت ان الجنرال بيير خضع لتحقيق مطول تطرق إلى سؤال عن دور إسرائيلي أو أميركي في الترتيب للانقلاب. كما سئل عن تعاون فنانين وممثلين معه لإنتاج مسلسلات درامية تحدثت عن خطر الإسلاميين وعمدت إلى اشاعة الخوف من تأسيس جماعات إسلامية متطرفة، للإيحاء بأن ثمة خطرا يهدد البلاد.{nl}(4){nl}حين يستعرض المرء على مهل تفاصيل أنشطة منظمة ارجنكون، فإن مسلسل الأحداث التي شهدتها مصر منذ بداية الثورة في 25 يناير من العام الماضي وحتى الآن، يظل ماثلا أمام عينيه طول الوقت.{nl}سيجد أن طرفا مجهولا رتب موقعة الجمل، وفتح السجون وهاجم أقسام الشرطة، وأطلق الرصاص على المتظاهرين، وآثار الإضرابات والاعتصامات، وأجج الفتنة الطائفية، ورتب خطف السيارات واقتحام البنوك، وحرض على حصار مجلس الوزراء، واقتحام وزارة الداخلية وتهديد وزارة الدفاع، كما أقدم على إحراق المجمع العلمي واقتحام المتحف المصري ودبر مذبحة استاد بور سعيد، وسوف تستوقفه في السياق حكايات المرشحين للرئاسة الذين استبعدوا فجأة والذين أعيدوا فجأة، كما لا بد من أن تثير انتباهه تلك الحملة الشرسة التي تستهدف تخويف المجتمع بكل فئاته من الإسلاميين، وترويعهم من مغبَّة اقترابهم من مواقع السلطة أو جهات إصدار القرار.{nl}قد لا يخلو الأمر من التعسف إذا ربطنا بين كل تلك الوقائع ووضعناها في سياق واحد، لكنه لن يخطئ إذا ما وجد تشابها كبيرا بين الذي يجرى في مصر وبين ما فعلته وما زالت تفعله منظمة ارجنكون، خصوصا في ما تعلق بإثارة الفوضى في البلاد، والتخويف من الإسلاميين وتلطيخ صورتهم بالأوحال والأوساخ.{nl}الفرق الأساسي بيننا وبينهم أنهم هناك عرفوا من المدبر والفاعل، أما نحن فما زلنا نضرب أخماسا في أسداس، ونراوح بين العبط والاستعباط، لكن أحدا لا يستطيع أن ينكر مع ذلك أن في مصر دولة عميقة تعمل في صمت وتقبع في الظل، وإن لم نعرف لها اسما بعد.{nl}هل القرن الواحد والعشرون هو قرن العودة القوية الى التدين؟!{nl}بقلم:جيروم شاهين عن المستقبل اللبنانية{nl}هذا ما تنبّأ به، في العام 1955، الأديب الفرنسي أندريه مالرو والذي كان وزيراً للثقافة في عهد الرئيس الراحل شارل ديغول.{nl}وراح هذا القول يتردّد كثيراً في أوساط المفكرين ولا سيما في أوروبا حيث أن العودة إلى التديّن تعني الغرب أكثر مما تعني بلدان العالم الثالث، ولا سيما البلدان العربية والإسلامية. هذا، وقد ذهب بعضهم، أمثال هنتنغتون، أبعد من ذلك حيث توقع أن يكون القرن الواحد والعشرون قرن صراع الحضارات، أي الأديان، لأنه جعل من الدين المكوِّن الأساسي للحضارة.{nl}فالسؤال الذي نطرحه هو التالي: هل انحسر فعلاً الإلحاد راهناً في عالمنا، وهل ازداد فعلاً التديّن؟{nl}بداية، لا بدّ من إلقاء نظرة على حال الإلحاد ما قبل هذا القرن. الإلحاد له تاريخ طويل. إلاّ أن معالمه الواضحة برزت في عصر الأنوار الأوروبي حيث تفاقم الصراع، من جهة، ما بين السلطة الكنسية والسلطة المدنية، ومن جهة أخرى، ما بين الثقافة الدينية والثقافة العلمانية. وانتهى الصراع باستقلال الثقافة العلمانية عن الثقافة الدينية، وسياسياً، "تَعلْمنَ" المجتمع بفصل الشأن الديني عن الشأن السياسي وانزواء العالم الديني إلى حصن الذاتية والفردانية والحياة الشخصية.{nl}ومع بروز التعدّدية الدينية، وبالأخص مع بروز شرعية الخيار في الإنتماء الديني، وشرعية اللاإيمان، في الله، انتعش الإلحاد، في القرن التاسع عشر، لا بل انتقل من حيّز الممارسة الشخصية والفردية إلى حيّز التنظير الفلسفي والفكري المبني على المنطق والعلم والموضوعية. وظهرت مدارس فكرية تأسست على فكرة الإلحاد والإيمان بالإنسان كمطلق وحيد. وأعلنت استقلالها عن فكرة وجود الخالق الأعظم.{nl}ومن أبرز المفكرين الذين نادوا بالإلحاد، نذكر: الفيلسوف الألماني آرثر شوبنهاور الذي رأى "أن الدين هو من صنيعة البشر، ابتكروه لتفسير ما هو مجهول لديهم من ظواهر طبيعية أو نفسية أو اجتماعية. وجاءت نظرية تشارلز داروين في النشوء والارتقاء لتناقض نظرية نشوء الكون كما أتت في الكتاب المقدس. أما لودفيغ فويرباخ، الفيلسوف الألماني البروتستانتي، فقد قدّم نظرية تقول بأن الأديان لا تفعل سوى إسقاط صورة الإنسان على الله. وشنّ حملة على الدين واصفاً إياه بأنه عقبة في سبيل تقدّم الإنسان. هذا، ويمكن وضع محاولات فويرباخ وماركس ونيتشه وفرويد ضمن خانة التحويل النقديّ. ويقوم هذا التحويل النقديّ بتبيان نسبيّة القيم والمطلقات، معلّلاً إياها بأصولها الاجتماعية الحياتيّة والغريزية.{nl}وهكذا، وعلى سبيل المثال، رأى ماركس في الدين أيديولوجيا، و"أبيوم" (أو أفيون)، يخدّر الضمير ليضمن استمرارية الضياع الاقتصادي، ورأى فيه فرويد عصاباً استحواذياً جماعياً وعقدة والديّة أو تسامياً. أما نيتشه فقد قال: "الله مات! الله يبقى ميتاً! ونحن الذين قتلناه" وهي كلمات شهيرة نشرها سنة 1882.{nl}ومن الإلحاد النظري انتقل الغرب إلى الإلحاد المؤسسي، أي إلى قيام دولٍ تضطهد الأديان كالبلدان التي انضوت في منظومة الاتحاد السوفياتي، أو دول تبنّت العلمنة الإلحادية.{nl}هذا هو، باقتضاب كبير، واقع الإلحاد في العالم الغربي وحتى نهايات القرن الماضي، وبالتحديد حتى العام 1991 تاريخ انفراط المجموعة الشيوعية. فما هو واقع الإلحاد اليوم، ولا سيما بعد ما قيل عن عودة التديّن في القرن الواحد والعشرين؟ {nl}في الواقع، وارتكازاً إلى إحصاءات واستقصاءات رأي عام نستنتج أن شعوب الغرب قد عادت فعلاً إلى نوع من التديّن. قد يكون ذلك تديّناً كلٌّ على طريقته الخاصة وبتطويع المعتقدات الرسمية على أطباع وعادات وأذواق الأفراد. لكنّ فكرة وجود الله عادت معترفاً بها وبنسبة عالية جداً.{nl}هناك 10 في المئة من الأميركيين فقط قالوا إنهم غير متديّنين أي أن 9 أشخاص من أصل 10 يؤمنون بالله. وهناك نحو 71 في المئة من الأميركيين يصلّون مرّة واحدة في اليوم على الأقل. ونصف الأميركيين يذهبون إلى الكنيسة أكثر من مرّة واحدة في الشهر. ومن بين العشرة في المئة من الأميركيين غير المتديّنين فقط 5 في المئة قالوا إنهم ملحدون.{nl}وفي إحصاء طال عشرين ألف شخص من دون دين في فرنسا نرى أن 21 في المئة منهم يؤمنون بوجود الله، وإن كانوا غير متديّنين. هذا، وهناك، في فرنسا واحد من أصل 4 فرنسيين، أي 24،50 في المئة لا ينتمون إلى أي دين، فيما يعلن 64،50 في المئة أنهم كاثوليك و9 في المئة هم مسلمون وبروتستانت ويهود.{nl}وإذا نظرنا إلى الأوروبيين عامةً واستطلعنا الاستقصاءات حول تديّنهم وبالأخص إلحادهم لوجدنا أن الذين يؤكدون أنهم ملحدون باقتناع تام تراوح نسبتهم ما بين 2 في المئة (النمسا وايرلندا وبولاندا ورومانيا) و14 في المئة (فرنسا) فيما النسبة في بقية الدول تراوح بين 3 و13 في المئة.{nl}من جهة ثانية، وفي أوروبا، تمّ استفتاء المؤمنين اللاممارسين عن تديّنهم. جاءت النتيجة أن ثلث هؤلاء يعتقدون أن الدين يولّد القوّة الروحية، ويؤمنون بإله شخصي، أو يؤمنون بنوع من الروح أو القوّة الحيوية، ويؤمنون بالحياة بعد الموت وبالجحيم والنعيم.{nl}أليسَ ذلك دليلاً على أن الإلحاد في الغرب قد انحسر فعلاً؟ {nl}لكن يبقى السؤال التالي: ماذا يصنع المؤمنون بالله بإيمانهم على صعيد الالتزام السياسي والاجتماعي حيال المهمّشين ومقتلعي الجذور والمحتلة أراضيهم وحيال الفقراء؟ ماذا يعملون لكي يستتب العدل والسلام في الأرض؟{nl}إشارات فلسطينية متناقضة{nl}بقلم معتصم حمادة عن النهار اللبنانية{nl}من المتوقع أن يشهد اليوم العشرون من هذا الشهر لقاء بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" خالد مشعل للاتفاق على تشكيل حكومة "الوفاق الوطني" الفلسطينية الانتقالية. وقد أعد كل منهما لائحة بثلاثين اسماً لمستوزرين على أنهم "مستقلون" أو "حزبيون بلا لون فاقع"، لملء 19 مقعداً تتشكل منها الحكومة الجديدة. وما يتفق عليه الطرفان، يصبح هو "التوافق الوطني" في عرف المحاصصة الثنائية بين "فتح" و"حماس". وما لا يتفقان عليه، يبقى موضوع خلاف، ولو أجمعت عليه بقية الفصائل كلها.{nl}¶ ¶ ¶ {nl}اللقاء المرتقب سيشكل، رغم ما ينطوي عليه من مخاطر واستدراكات، محطة جديدة على طريق " تعميق الأجواء التصالحية"، والاقتراب خطوة إضافية نحو المصالحة. بعد الخطوة التي حققتها لجنة الانتخابات المركزية التي استعادت مكاتبها في قطاع غزة وباشرت في تحديث لوائح الناخبين في إطار التمهيد للانتخابات التشريعية المقبلة. كما حققتها لجنة صوغ مشروع انتخاب المجلس الوطني الفلسطيني في لقائها الأخير في العاصمة الأردنية عمان، برئاسة رئيس المجلس سليم الزعنون.{nl}الأجواء التصالحية التي سادت أعمال اللجنة لم تستطيع تجاوز ثلاث قضايا رفعت إلى "فوق"، من شأن البت بها ان يساهم في رسم ملامح النظام السياسي الفلسطيني المقبل: {nl}¶ العلاقة بين المجلسين "الوطني" و"التشريعي". هل "الوطني" مرجعية لـ "التشريعي" فيكون أعضاء " التشريعي" أعضاء في "الوطني"، أم تقوم العلاقة على الفصل، بينهما، ما يفتح الباب لازدواجية تشريعية في نظام سياسي واحد.{nl}¶ قانون الانتخاب. فالوطني ينتخب بالتمثيل النسبي أما " التشريعي" فبالمختلط (75% نسبي و25% دوائر)، ما اعتبره البعض بدعة دستورية، (نظام سياسي واحد وأكثر من قانون انتخاب، خاصة في حال حسمت عضوية "التشريعي" في "الوطني".{nl}¶ نسبة الحسم: بين حذفها، لإشراك الطيف السياسي الفلسطيني في "الوطني"، والإبقاء عليها (2%) بل رفعها بدعوى منع التشرذم والتشتت ومنع الكتل الصغرى من لعب دور بيضة القبان في تحالفات الكتل الكبرى. {nl}خطوات إلى الأمام حققها الفلسطينيون في الأسبوع الماضي، عززت المناخ الإيجابي في الأجواء السياسية، دون أن نتجاهل انه كلما اقتربنا من استحقاق إجراء الانتخابات التشريعية، كلما زادت الاحتمالات المتناقضة. بين قرار فتح الباب أمام التغيير، وإخراج الحالة من أزمتها، وبين من يمسك بالمفتاح، ويرى في أي تغيير تهديماً لمصالح بنيت على مدى السنوات السبع الماضية. {nl}وهي تستحق الدفاع عنها من أصحابها بكل أنواع الأسلحة.{nl}المصالحة بخير... فهل القضية كذلك ؟!{nl}بقلم:عريب الرنتاوي عن الدستور{nl}على مسار موازٍ لمسار المصالحة الو<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/06-2012/عربي-132.doc)