المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أقلام وآراء اسرائيلي 100



Aburas
2012-06-04, 08:30 AM
أقلام وآراء{nl}ـــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ{nl}حماس تحسن مواقعها{nl}بقلم:افرايم هليفي،عن يديعوت{nl}في تشرين الاول/اكتوبر 2009 نشر زميل بحث ضيف في معهد واشنطن تحليلا مفصلا لأداء حماس العسكري في غزة اثناء عملية الرصاص المصبوب. وكان استنتاجه المركزي ان حماس فشلت فشلا مطلقا في ميدان القتال قياسا بسلوك حزب الله في حرب لبنان الثانية، في حين تميز الجيش الاسرائيلي في هذه المعركة قياسا بأدائه في حرب 2006. وكان تقدير الباحث ان حماس ستغير نظريتها القتالية وتبدل قادة قواتها وتحصر عنايتها في الحصول على وسائل قتالية محسنة مع تأكيد صواريخ أبعد مدى ذات رؤوس حربية أكبر وأكثر دقة.{nl}مرت ثلاث سنين وتحققت تقديرات الباحث واحدا بعد آخر. والباحث وهو يورام كوهين يعمل اليوم رئيسا لـ 'الشباك' وأشرك الجمهور في الاسبوع الماضي في تقديراته المحدثة. فقد اقتبس من كلامه انه قال ان حماس تقترب من مستوى قدرة عسكرية لدولة. وقد بلغت هذا الانجاز في سني ولاية الحكومة الحالية التي يتولى فيها اهود باراك وزارة الدفاع وهذا منصب تولاه حينما قاد الرصاص المصبوب.{nl}أشارت الواقعة في قطاع غزة في يوم الجمعة الاخير بحسب شهادة عناصر من الجيش الاسرائيلي، الى تطور تقني في القدرة القتالية بازاء اسرائيل. وفي ظل الأسى العميق لفقدان محارب من غولاني تحتاج القيادة الى ان تتعمق في بحث معاني هذه الواقعة وقضية نظرنا الى العدو الذي في القطاع.{nl}حدد هدف الرصاص المصبوب في حينه انه 'ازالة تهديد القطاع عن بلدات الجنوب'. ومن الواضح اليوم ان هذه المهمة لم تحرز. وقد أخذ مدى التهديد يتسع وهو يشمل الآن بلدات غوش دان، وما تزال اليد مبسوطة. وتغيرت المعطيات الى اسوأ في الصعيد السياسي الاستراتيجي ايضا. فمصر ما بعد مبارك لن تمنح الرصاص المصبوب الثانية دعما ظاهرا أو خفيا، وستنظر تركيا في 2012 نظرا مختلفا الى عملية اسرائيلية بعد حادثة مرمرة.في صعيد دولي أوسع ستمنع دروس سوريا الولايات المتحدة من الوقوف جانبا كما فعل الرئيس بوش في أواخر ولايته التي طابقت عملية الجيش الاسرائيلي. هذا الى كون اهتمام اسرائيل الذي أخذ يزداد باعداد الخيار العسكري لمواجهة ايران سيجعل من الصعب عليه ان تخاطر بعملية في مواجهة غزة تقتضي تركيزا لجهد مركزي اذا استقر الرأي على الدفع بها الى الأمام.{nl}في مقابل ذلك عمل رئيس الوزراء نتنياهو في السنين الثلاث الاخيرة بطريقة ألفت بين مجموعة تصريحات قوية تتحدث عن الحاجة 'الى اجتثاث الوجود الايراني في غزة' واتمام صفقتين مع حماس كانت اولاهما صفقة شليط التي غير رئيس الوزراء سياسته معها ولا يهم هل كانت تلك تقديرات سياسية داخلية أو تقديرات خارجية أو تأليفا بينهما. فنتنياهو قبل أسس شروط حماس وإن كان حصل في الأطراف على تحسينات طفيفة من وجهة نظر اسرائيلية. وتناول الاتفاق الثاني شروط انهاء اضراب السجناء الامنيين عن الطعام.{nl}ترى حماس ان اتفاق شليط جاءها بانجازات كبيرة وان الاختطاف أثبت جدواه أما في اضراب السجناء عن الطعام فوجدت حماس طريقة لاحراز مكاسب باستعمال 'القوة اللينة'. في الحالة الاولى انحرف رئيس 'الشباك' ع موقف سلفه، وفي الحالة الثانية كان هو الذي أدار التفاوض الناجح الذي أزال الاضراب عن الطعام عن صفحات الاعلام الدولي.{nl}لا يوجد اهتمام عند الطرفين، عند اسرائيل التي تتجه شرقا الى طهران، وعند حماس التي تدأب في تحسين حياة سكان القطاع وتفضل جمع السلاح وتقليل استعماله، لا يوجد اهتمام بالتدهور الى مواجهة عسكرية شاملة هذه السنة. والطرفان لا يريدان ولا يستطيعان ان يخاطرا بمحاولة تغيير أساسي للتوازن الهش بينهما. وكلاهما متمسك بخطابة متطرفة لكنهما يعقدان بالرغم منهما اتفاقات تؤلمهما معا. وكلاهما يعلم انه لا أمل ولا داعي للتحادث. فالمصير متروك اذا للاحداث المتفرقة التي قد تدهور الطرفين الى مواجهة عسكرية واسعة تناقض مصالحهما الحيوية.{nl}ليست هذه سياسة ومن المناسب ان تصوغ حكومة اسرائيل سياسة واقعية وتعرضها على الجمهور.{nl}ــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ{nl}كازينو لبنان{nl}بقلم:أسرة التحرير،عن يديعوت{nl} توجد مناظر في الحياة لا يمكن ان ننساها ولو أردنا ذلك. وهاكم واحدا منها: في حرب تموز ـ آب 1982 في شوارع بيروت. طلب شخص ما الى شخص آخر من القوات المسيحية، أعني الكتائب في لبنان، ان يجعلنا نرى بيروت. وقبل ان نخرج في طريقنا أُمطرنا بارشادات تبين 'ماذا نفعل'، وكيف نتصرف اذا هاجمنا المسلمون، وأين نختبىء وبماذا نصرخ والى أين نحاول الوصول.{nl}وبعد ان خرجنا في طريقنا التصقت وجوهنا بواجهة السيارة، فقد تكشفت لأعيننا مدينة اوروبية فكانت هناك لافتات احتفالية وحدائق في الشرفات وشاطيء بحر ازرق وصمت ذكرنا بظهر يوم الغفران في اسرائيل. كانت الشمس محرقة ولا أحد في الشوارع. وكانت النوافذ مغلقة في كل بيت تقريبا في المناطق الحدودية التي قسمت المدينة، ترى بعدها بيتا انهار وبيتا آخر مهدوما ونصف شقة مدمرة ومبنى عاليا آخر قصر ليصبح ضئيل الحجم وكثيرا من ثقوب الرصاص. وفي الجزء الآخر من المدينة اسواق متنوعة ضاجة، وأكوام من الفواكه والخضراوات وحوانيت مفتوحة وسيارات صافرة.{nl}في ميناء بيروت أمرونا بالانحناء أمام الارصفة الكبيرة الصامتة. فهنا ينشط 'اولئك' القناصة نشاطا خاصا. فينبغي عدم رفع الرؤوس من وراء الموانع 'الطبيعية': مثل جدار خشبي أو حاوية صدئة. هكذا تبدو مدينة وميناء في الحرب كما يبدو. ولم تحرك سوى ريح واهنة في مدينة ساحلية في منتصف الصيف أوراق الاشجار.{nl}وآنذاك بلغنا الى مبنى كبير في بلدة جونية الساحلية. 'كازينو دي لبان'، صرخت اللافتة الكبيرة على المبنى. وفي الطريق القصير من سيارة القوات المسيحية الى الكازينو تخيلنا للحظة المنظر الذي بدا: موائد روليت مقلوبة وكراسي محطمة وأكوام من اوراق اللعب الملونة على الارض، ودمار وسكون في كل ركن.{nl}أنتم متوهمون فالمنظر داخل قاعة الكازينو لن أنساه. فقد كانت مكتظة بالجموع من ذوي ربطات العنق المزركشة. وكان في القاعة ضجيج وجلبة، وأكوام من الشطائر المنمقة والشمبانيا والويسكي تصب في الكؤوس. وكانت الوجوه سعيدة وكانت صيحات نصر لكل فوز. كانت بيروت في احتفال حينما كانت دبابات الجيش الاسرائيلي على مبعدة قصيرة من الكازينو تضرب بيتا بعد بيت وكانت اعمدة الدخان ترتفع من اركان مختلفة ومن المؤكد انه وقع قتلى كثيرون لم يكونوا محاربين جميعا.{nl}جرت المناظر من الكازينو في أطواء ذاكرتي الى جانب مشاهد الحرب الصعبة. وصب الويسكي وسفك الدم. وفي الحالتين لم يحصوا الكميات. ولماذا تطفو هذه الذكريات عندي اليوم خاصة: لا لأننا نتذكر في هذه الايام مرور ثلاثين سنة على حرب بائسة ولا حاجة اليها، بل لأنه يخيل إلي أننا صرنا نشبه من جوانب ما اولئك المسيحيين الشديدي الابتهاج في كازينو دي لبان، فنحن، وحكومتنا بيقين، نحاول ان ندفع عن أنفسنا وان نبعد عن اذهاننا ما يجري في هذه الايام حولنا في العالم المسلم الناهض ومئات الملايين الذين يريدون الاساءة الينا ونواياهم في السنين والحقب التالية. وهم تشجعهم نجاحاتهم في دق أوتاد في كثير من بلاد اوروبا ويبتهجون لرؤيتهم كل مسجد يحل محل كنيسة في فرنسا وبلجيكا.{nl}قد تصبح حياتنا في دولة اسرائيل أصعب في السنين التالية. وكثيرون منا من ذوي الاعمال المتقدمة يعزون أنفسهم بأن المشكلة لن تكون مشكلتهم كما يبدو بل مشكلة ابنائهم واحفادهم وهذا بالضبط هو السؤال: ماذا نترك لهم؟ أي دولة؟ وأي بلد؟ وماذا فعلنا، حكومة وشعبا كي لا تدعنا المناظر من كازينو دي لبان الغارق في المؤامرة والبيوت المحروقة في ذلك الوقت في شوارع بيروت، في قلق. عرف كل مقامر في كازينو دي لبان آنذاك ويعرف كل مقامر اليوم ايضا انه يمكن 'اللعب على الصندوق كله'، لكن لا يمكن اللعب على الحياة نفسها.{nl}ليس عمل الحكومة، كل حكومة، ان تتأثر بعنوان صحيفة الغد وان تعمل بحسبه بل ان تهتم للأمد البعيد والاجيال التالية كي نعيش جميعا في خير.{nl}ــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ{nl}دفع الثمن{nl}بقلم:أفيعاد بوهوريلس،عن معاريف{nl}أذكر 6 اكتوبر 1981 وكأنه اليوم. كنت أبن 15 حين عدت من تدريب لكرة السلة وسمعت في الظهيرة تقريرا اذاعيا عاجلا من ميكر غوردوس عن عيارات نارية سمعت في القاهرة في أثناء المسيرة على شرف مرور ثمانية اعوام على حرب اكتوبر خاصتهم وحرب يوم الغفران خاصتنا. في المساء جلسنا لمشاهدة نشرة الاخبار ونائب الرئيس حسني مبارك مضمد اليد جراء شظايا رصاص المغتالين، يفيد بصوت عميق وبطيء بان الرئيس انور السادات قتله الخونة الذين جاءوا من داخل الجيش.{nl}بعد ثلاثين سنة ونيف، استلقى أمس مبارك نفسه على النقالة خلف ذات القفص الذي احتجز عصابة قتلة السادات، وفي أواخر ايامه اضطر لان يسمع القاضي يقرر حكم المؤبد له. والقاضي اضاف في اقواله الختامية أن الظلام الذي ساد مصر على مدى ثلاثين سنة قد زال عنها. {nl}ليس مؤكدا أن لحضرته كانت امكانية اخرى لهذا الحكم. رأس مبارك كان يجب أن يعطى للجماهير المصرية، ولو كان هذا منوطا بالجمهور لما انتهى الامر بأقل من الشنق. لاجتياز مرحلة في العصر الجديد لمصر، كان مبارك ملزما بأن يدفع الثمن. تبرئته كانت ستبعث مصر ابتداء من هذا الصباح هو حمام دماء لم يشهد له مثيل أبدا. {nl}السؤال الكبير الذي يجب أن يطرح، دون صلة بالمصلحة الاسرائيلية التي دفعت ثمنا باهظا لقاء سقوط الرئيس هو اذا كان سقوط مبارك محتما. هل حقا، كما يدعي من اسقطوه، كانت مصر تعيش في وضع الكفر والخيانة منذ الخطاب التاريخي للسادات في البرلمان المصري واعلانه عن استعداده السفر الى كل مكان في العالم، بما في ذلك القدس، تحقيق اتفاق سلام يعيد لمصر ارضها؟{nl}إذا سألتم هذا الصباح في أرجاء مصر من بين الرؤساء الثلاثة الاخيرين لمصر ناصر، السادات ومبارك كان الاكثر حبا وقبولا من جانبهم، لكان الجواب واضحا وقاطعا: ناصر! ليس السادات الذي أعاد الكرامة لمصر باجتياز قناة السويس في 1973 واعادة سيناء في 1982، ولا مبارك الذي عمق التحالف مع الغرب، عزز اقتصاد الدولة وجعل مصر مقبولة في الاسرة الدولية، بل بالذات ناصر اياه الذي هزم في حرب الايام الستة ومع كان يمكنه أن يحتمل الاهانة الى أن قرر الاستقالة وفقط بضغط الجمهور عاد الى كرسيه. ناصر، مقابل مبارك، يعتبر في نظر المصريين والعرب بطلا؛ من وقف في وجه الغرب وجعل نفسه زعيما اقليميا لا يستسلم، حتى لو بث الواقع خلاف ذلك. {nl}مصر مبارك كانت جمهورية تدافع عن نفسها مع أجهزة أمن متصلبة كي لا يكون مصير الرئيس كمصير سلفه الذي قتله رجال الحركة الاسلامية. مصر تقدمت اقتصاديا، طورت سياحة مزدهرة وبقيت القوة العربية الاقوى، ولكن هذه تغييرات لم تتغلغل عميقا وأبقت في الخارج المشبوهين الخالدين، ذات أصحاب الذقون. {nl}مبارك كان أقل وحشية من الاسد، من بن علي ومن القذافي. وبالذات بسبب ذلك اسقط. وهو لا يعتبر كمجنون مستعد لذبح شعبه كي يبقى في الحكم، ولهذا فقد كان سهلا على اوباما، ميركيل وساركوزي الذين قبل سنة سنتين فقط عانقوه في مكاتبهم التخلص منه. الغرب لا يزال يقسم العالم الى أخيار وأشرار، ولا يوجد وسط. اذا كنت رئيس مصر، فكن سيئا حتى النهاية ولعلك تنجو. اذا كنت في الوسط، فنهايتك أن تنتهي على نقالة في قفص. {nl}ــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ{nl}الويل للمخلوعين{nl}بقلم:أسرة التحرير،عن معاريف{nl}التاريخ القصير للثورات في العالم العربي يبدأ بتجسيد العلاقة المصيرية بين وحشية المخلوعين وبؤس نهايتهم. فمن عرف كيف يهرب في الوقت المناسب أو امتنع عن ممارسة القوة الشديدة لقمع المظاهرات وجد نفسه، مثل ابن علي من تونس، على قيد الحياة. طاغية حقيقي مثل القذافي، الذي تعهد بحرق ليبيا على سكانها، وحاول أيضا أن ينفذ وعده، حصل على فتك مصور. على هذا الطيف يوجد حسني مبارك في مكان طيب في الوسط؛ مؤبد ولكن ليس الاعدام، ونجلاه جمال وعلاء خرجا الى الحرية. {nl}بالنسبة للوحشية المحدودة والحذرة التي ابداها في قمع المظاهرات، فان هذا عقاب متوازن.{nl}الثورات هي أمر مشوق، من هذه الناحية؛ كلها تختلف في تجاربها ولكنها مشابهة في سلوكها. {nl}من فترة الارهاب للثورة الفرنسية وحتى قرارات المحكمة في القاهرة أمس، المحكمة هي الاداة لتطهير المجتمع من بقايا النظام القديم، في قصور القضاء الثوري، العدالة هي غريب تام. في الثورات، القاعدة بسيطة: الويل للمخلوعين. {nl}بالخطأ تسجل بداية عصر الثورة الحالية في تونس. ثورات العالم العربي بدأت في مكان آخر تماما، قبل سنوات من ذلك. صورة الشنق المهين لصدام حسين، من قبل حكومة التبعية للولايات المتحدة، هي التي بدأت تغير الصورة السياسية والوعي في الشرق الاوسط. فقد كان هذا اعداما اقر في واشنطن، بالضبط مثلما كان البيت الابيض هو الذي نزع رعايته عن مبارك الضعيف، حرك دعم الناتو للثوار ضد القذافي (مما أدى الى انتصارهم) وهو الذي يحبط الان الثورة في البحرين، لان هذه لا تخدم اهدافه. {nl}لا، الامريكيون لا يوجهون عصر الثورة؛ اوباما على ما يبدو كان يفضل ان يوفر على نفسه كل هذه الاحداث لقاء نفط اقل سعرا بعشر دولارات للبرميل. ولكن الامريكيين عملوا خيرا كان أم شرا كمحفزين وموجهين لهذه السياقات. هم، وبالاساس ادارة بوش، ارادوا عالما جديدا، ديمقراطيا ومنتخبا. عالما يقدم فيه الحكام الحساب على الحكم المطلق. الولايات المتحدة تحصل في الشرق الاوسط على ما أرادت، على ما طبخه جورج بوش، لشدة الاسف يتبين أن هذا يتضمن السلفيين والاخوان المسلمين، وبقوة. {nl}التاريخ سيحاكم حسني مبارك، ومشكوك فيه أن يتشدد معه مثلما فعلت الثورة، من خلال بعثتها الحالية المحكمة المصرية. نعم، مبارك تجاهل دعوات غربية متكررة لتنفيذ اصلاحات وتعزيز المجتمع المدني، قبل لحظة من الثورة. بالتأكيد، أجهزة الاستخبارات لديه تصرفت بوحشية فظيعة على مدى عشرات السنين وحالت قمع الثورة وهي في مهدها. ولكن في الواقع المدني، بين البحر المتوسط وكابول في افغانستان، كان قليل من الدول منفتحا نسبيا مثل مصر مبارك.{nl}مصر كانت ولا تزال دولة فقيرة، هائلة، تتكاثر بوتيرة عظيمة؛ مبارك نجح في أن يوجهها الى مكانة قوة عظمى اقليمية ثابتة. بالتوازي، بنى نظاما لم يعرف أو لم يرغب في أن يتصرف بوحشية سورية، دمشقية، تجاه سكانه حين ثاروا. هذا، ربما، سبب سقوطه ـ ولكنه أيضا المدح الأعلى لحكمه.{nl}ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ{nl}الاخوان المسلمون راضون مرة اخرى{nl}بقلم:بوعز بسموت،عن اسرائيل اليوم{nl}حينما تلا القاضي احمد رفعت الحكم أمس في المحكمة في القاهرة كان واضحا ان الحديث عن حكم محسوب وسياسي.{nl}بحثت المحكمة الخاصة لمحاكمة مبارك عن ارضاء الجميع، في ايام شديدة الحساسية في مصر بين جولتي انتخابات رئاسة. وأصبح الجميع غير راضين آخر الامر اذا استثنينا الاخوان المسلمين لأن كل شيء يحدث في مصر تقريبا منذ كانون الثاني 2011 يلائم مطامحهم ويدفع ببرنامج عملهم الى الأمام.{nl}حصل المرشح للرئاسة محمد مرسي أمس على دفعة بجدية استعدادا للانتخابات في منتصف الشهر من جهاز القضاء خاصة المتأثر بالجيش. فلا عجب ان المجلس العسكري لم يُرد تلك المحاكمة منذ البدء. وفي كل حالة محتملة في مصر اليوم يحصل الاخوان المسلمون على الصندوق كله.{nl}لكن حتى لو وجد ملايين من خائبي الأمل فانه كان أمس شخصا واحدا في قفص الاتهام يحمي نفسه بنظارتين شمسيتين قاتمتين أصيب بذبحة. فقد زجت دولة عربية الرئيس الذي كان قادرا على كل شيء الى أمس القريب بصورة لم يسبق لها مثيل، بالسجن الى آخر ايامه. ويمكن ان تُسهل ذبحة مبارك استمرار بقائه في مستشفى خمسة نجوم. ويريد الجمهور ان يراه مشنوقا، لكنه سيتلقاه معالجا في ظروف ترف.{nl}وجد ان الرئيس مبارك يتحمل التبعة عن قتل مئات المتظاهرين لكنه لم يدان بالفساد وهذا عجيب. وفي المقابل بُريء ابناه علاء وجمال اللذان يكرههما الشارع كثيرا لكنهما سيبقيان في السجن لوجود لوائح اتهام اخرى لهما وهذا ايضا عجيب. {nl}ووجد ان وزير الداخلية السابق حبيب العدلي مذنب هو ايضا وحكم عليه بالسجن المؤبد مثل مبارك لكن ستة القادة من اجهزة امن وزارته الذين حوكموا بُرئوا وهذا عجيب ايضا.{nl}كان واضحا ان كل شيء ما عدا المشنقة سيخرج شباب التحرير الى الميدان مرة اخرى. فبعد ان اصبحوا غير ذوي صلة في انتخابات مجلس الشعب وفي انتخابات الرئاسة فان كل ما بقي لهم هو الشارع وحده للاحتجاج على وجود بطالة بنسبة 50 في المائة ولأن أكثر من 45 في المائة من السكان يعيشون تحت خط الفقر. وقد أتاح لهم الاخوان المسلمون والجيش أمس التحرر من الغضب ويؤمنان عن تجربة بأن ذلك سيمر حتى الانتخابات.{nl}بقي أمامنا لغز واحد فقط هو الجولة الثانية للرئاسة. ان احمد شفيق، آخر رئيس وزراء لمبارك، فاجأنا حينما بلغ الجولة الثانية. وهو يعد باعادة النظام الى مصر. أما محمد مرسي، مرشح الاخوان المسلمين، فوعد أمس باصلاح الجهاز القضائي بل ربما باعادة المحاكمة.{nl}ما هو أشد الاشياء تأثيرا اليوم في الشعب المصري؟! هو كل شيء يشتم منه رائحة المشنقة والاسلام ايضا. {nl}ــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ{nl}محكمة المستقبل{nl}بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس{nl}المحكمة في مصر، والتي حكمت على الرئيس المخلوع حسني مبارك وعلى وزير الداخلية المتشدد بالمؤبد، بينما برأت ساحة نجلي مبارك، انهت بذلك جزءًا جوهريا من عملية المحاسبة للماضي، عملية تمر بها كل ثورة. فالرئيس لم يخلع فقط، بل وعوقب أيضا.{nl}الى جانب قرار الحكم عرضت أمس مصر، على عادتها، نموذجا مميزا لتلك المحاسبة. جثة الرئيس لم تسحل في شوارع العاصمة مثلما في حالة القذافي، مبارك لم يفر من وطنه مثل زميله التونسي ولم يواصل قتل ابناء شعبه مثلما يفعل الاسد. مبارك قرر البقاء، والوقوف امام المحاكمة وتحمل عقابه. {nl}وكما هو متوقع، فان قرار المحكمة أثار ردود فعل غاضبة، إذ عرض على الجمهور المصري معضلة عسيرة. فهل يقبل بالقرار الذي أصدرته المحكمة التي تشكلت بعد الثورة، المحكمة التي تمثل الجمهور ولم تعد تمثل السلطة، أم يثير عصيانا جديدا ضد المحكمة؟ إذ بينما درست المحكمة الادلة التي عرضت عليها عن جرائم محددة، أدلة صيغت بلغة قانونية جافة، اراد الجمهور 'محاكمة القرن' مثلما وصف الامر في وسائل الاعلام. محاكمة تحاسب مبارك على ثلاثين سنة قمع وفساد. محاكمة تظاهرية. {nl}هذه المعضلة ترمز الى طبيعة الثورة المصرية، ثورة تسعى الى إعادة بناء الدولة في اطار المؤسسات القائمة، بما فيها الجهاز القضائي، البرلمان والرئاسة، وتغيير طبيعة النظام في اجراءات ديمقراطية. وفي نفس الوقت، فان هذه الاجراءات بحكم طبيعتها لا يمكنها أن تلبي أماني الجميع. اسقاط مبارك في 2011 سجل نهاية عصر الدكتاتورية، محاكمته كانت اختبارا ناجحا لاجراء ديمقراطي رسمي. رد الجمهور على قرار المحكمة سيحسم اذا كانت مصر مستعدة لان تعطي ثقة في الجهاز القضائي الحالي وتتبناه كعمود نار الثورة وكشخصية غير مشكوك فيها في المستقبل. بعد نحو اسبوعين ستنهي مصر الثورة حين تنتخب رئيس جديدا. ينبغي التمني للدولة العظيمة هذه الا تضطر الى الشوق لعهد حكم رئيسها سجينها السابق. {nl}ــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ{nl}المؤبد للرئيس المخلوع{nl}بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس{nl}في المحكمة في القاهرة وإن كان سُمع أمس صوت النهاية اللاذع لولاية حسني مبارك كرئيس، الا أن الهزة التي بدأت في مصر في 25 كانون الثاني 2001 لا تزال بعيدة عن نهايتها. 'باسم الله وباسم القانون العادل'، قال القاضي الرئيس احمد رفعت قبل لحظة من تبشيره الأمة المصرية والعالم بأسره بالحكم على 'محمد حسني السيد مبارك': المؤبد. وزير الداخلية حبيب العادلي تلقى عقابا مشابها، بينما كل المتهمين الباقين، بمن فيهم ستة كبار وزارة الداخلية، نجلا مبارك علاء وجمال، وكذا رفيقه ومستشاره السابق حسين سالم، برُئت ساحتهم. {nl}بعد وقت قصير من خروج مبارك في مروحية من المحكمة الى السجن الجديد الذي سيمكث فيه اصيب في قلبه، وفي ساعات المساء علم أن حالته مستقرة. الرجل ابن الـ 84، الذي عانى في السنوات الاخيرة من سرطان البنكرياس، اجتاز أمس أحد الايام الاكثر اهانة وقسوة في حياته. الصحافة المصرية تحدثت بتوسع كيف أنه استجدى الا ينقلوه الى الحبس في مزرعة طرة. محافل أمنية رسمية في مصر روت لوكالة 'ايه. بي' للانباء بان مبارك رفض النزول من المروحية التي نقلته الى السجن الذي سيقضي فيه المؤبد. وعلى حد قولهم فقد انفجر بكاء وطلب ان يعيدوه الى المستشفى العسكري الذي نزل فيه حتى تلاوة قرار المحكمة. بعد نصف ساعة رضي مبارك ونقل الى عيادة السجن الجديد. {nl}قبل بضع ساعات من ذلك كان يبدو مبارك في حالة افضل. بداية ادخل الى قفص الاتهام في المحكمة نجلاه علاء وجمال، الذي قبل نحو سنة ونصف كان يذكر كخليفة في منصب الرئيس والان يبدو أنه فقد من وزنه. بعد ذلك ادخل الرئيس السابق في سرير بنظارات شمسية أخفت عينيه. ومع ذلك، بدا أن شعره لا يزال مصبوغا وممشطا. القاضي رفعت لم يوفر في الكلمات القاسية ضد مبارك ونظامه. 'المتهم أدخل مصر الى ثلاثين سنة من الظلام الدامس، الاسود مثل ليل شتوي بارد'، هكذا وصف ايام مبارك في الرئاسة 'والان نهضت مصر الى يوم مشرق'. وعلى حد قوله، ارتكب قادة الدولة جرائم فظيعة، تصرفوا كطغاة وعملوا بفساد. 'ضميرهم مات، احساسهم تلبد وقلبهم سد'. {nl}في قاعة المحكمة كان يمكن رؤية مؤيدي مبارك من جهة ومعارضيه من جهة اخرى. بعد دقائق من نشر قرار المحكمة رفع بعضهم يافطات تقول: 'حكم الله وحكم الشعب: الموت'. بعد بضع ثوانٍ اندلعت في القاعة مشادة جماعية بين المعسكرين، سرعان ما انتقلت الى خارج المحكمة. هناك اجتمع في تلك اللحظة مئات الاشخاص، بينهم أبناء عائلات القتلى، مؤيدو مبارك، صحافيون كثيرون وقوات الامن. بداية استقبل معارضو مبارك بتصفيق حاد قرار فرض الحبس المؤبد على الرئيس السابق. ومن كل صوب سمعت هتافات الفرح. وبعد أن اعلن القاضي رفعت عن تبرئة كل الآخرين جاء ايضا الرد المعاكس: عائلات القتلى رشقوا الاحذية والحجارة نحو الشرطة، الذين تجلدوا بداية ثم ضربوهم بالعصي لتفريقهم. وكلما مرت الساعات حتى انطلقت المزيد من ردود الفعل ضد قرار رفعت وبقدر أقل المؤيدة له. وقد وجد الامر تعبيره ايضا في عدد الذين أموا ميدان التحرير: المظاهرة التي بدأت ببضع عشرات من الاشخاص اتسعت الى الالاف ومنها الى مائة الف فأكثر. {nl}وعلى نحو مشبع بالمفارقة، فان هذا الحكم يقدم حقنة الدم التي ارادتها الحركات الاسلامية في مصر على رأسها الاخوان المسلمين. عقوبة المؤبد لمبارك عشية الجولة الثانية من الانتخابات للرئاسة تخدم الحركة ومرشحها، محمد مرسي، لانها تسمح لها بالادعاء بأن أعداء الثورة يواصلون السيطرة على الدولة بل وحتى المحكمة، وأن 'الثورة لم تنتهِ بعد'. وسيدعون في الايام القادمة بانه اذا انتخب خصمهم احمد شفيق للرئاسة فانه سيعفو عن مبارك لانه هو نفسه من فلول النظام القديم. وكما هو متوقع، أخرج الاخوان رجالهم أمس الى شوارع القاهرة، الاسكندرية ومدن اخرى. مرسي نفس شرح أمس بان 'الثورة لم تنتهِ بعد ويجب الاستمرار فيها حتى تحقيق كل اهدافها. اطالب بمعاقبة كل الذين اطلقوا النار على ظهر المتظاهرين'. ووعد بالتأكد من أن تجرى محاكمة معادة 'لمن قتل الثوار وأفسد الحياة السياسية'.{nl}وحتى بالنسبة لشفيق ليس هذا بقرار سيىء. فقرار المحكمة سيشكل بالنسبة له حجة الغيبة في أن عصر مبارك انتهى بالفعل. ففي رد نشره شفيق على قرار الحكم قال ان المحكمة أثبتت بانه لم يعد هناك أحد في مصر يقف فوق القانون. عقوبة الموت ربما كانت ستساعد شفيق سياسيا بالذات، ولكن مشكوك فيه أن يكون الرجل الذي عرف مبارك عن كثب كان يريد أن يرى اعدام سيده السياسي سابقا. بقدر ما يبدو أن القاضي رفعت ابن الـ 71، الذي يوشك على الاعتزال قريبا، أصدر قرارا يخدم بالشكل الافضل مصلحة الشعب المصري: الرئيس الذي اتهم بكل مشاكل مصر وإن كان سيمضي باقي حياته في السجن، ولكن بدون حكم الموت الذي كان سيخلف شرخا أعمق في المجتمع المصري الممزق. {nl}في ميدان التحرير بدا أمس متظاهرون باعداد لا نذكرها منذ زمن بعيد في المكان، في خليط من نشطاء الحركات السياسية الى جانب عائلات القتلى. يخيل أن غضب الجماهير لم يكن فقط بسبب قرار الحكم بل وايضا في ضوء ما يجري في ساحة الانتخابات للرئاسة والمنافسة المرتقبة بين 'خلفاء مبارك' وبين 'الاخوان المسلمين' الذين بمفاهيم عديدة سرقوا الثورة من رجال الميدان.{nl}شكاوى الجمهور تركزت ليس فقط على عقوبة المؤبد لمبارك والعادلي، بل وبقدر اكبر على تبرئة كبار وزارة الداخلية. يدور الحديث عن بعض قادة أجهزة الامن الذين عملوا بالقوة لقمع المظاهرات في المدن المصرية. لشدة العجب مع أن الرئيس ووزير الداخلية الاسبق اتهموا بالمشاركة في قتل نحو 850 شخصا، فالناس الذين نفذوا ظاهرا أوامرهم برئوا من التهمة. أم أحد القتلى، خالد سعيد، قالت أمس لموقع انترنت صحيفة 'الاهرام' انها توقعت أن يكون هذا قرار المحكمة وشرحت انه بعيد عن أن يكون مرضيا. وعلى حد قولها، اذا انتخب أحمد شفيق رئيسا فسيطلق سراح مبارك لكبر سنه وبدعوى حالته الصحية المتدهورة وبعد ذلك سيفرج عن العدلي. 'ثمة حاجة الى ثورة جديدة، اكبر من الاولى'، اضافت، 'علينا أن نقرر من معنا ومن ضدنا. محظور أن نعطي الثقة لشخص أو حركة ما، على رأسهم المجلس العسكري الاعلى والاخوان المسلمين'.{nl}في هذه المرحلة من الصعب القول اي تأثير سيكون لـ 'محاكمة القرن'في مصر على الحملة الانتخابية للرئاسة: هل مرسي سيعرف كيف يستخلص الربح الاقصى من مظاهرات أمس، أم أن شفيق سيلوح بقرار الحكم كي يدعي بان مصر القديمة قد انقضت الى الابد. في كل الاحوال، فان إدانة مبارك تشدد أكثر فأكثر كم هو الشرق الاوسط القديم قد مات: ابن علي الذي فر من تونس، القذافي الذي اعدمه الليبيون، صالح الذي اضطر للتخلي عن كرسيه في اليمن والان ايضا مبارك الذي سيتلقى ابتداء من اليوم ملابس السجين والرقم التسلسلي. يمكن فقط أن نتخيل الافكار التي مرت أمس على رأس الرئيس السوري بشار الاسد حين جلس لمشاهدة قرار الحكم على زميله السابق، السجين الاكثر شهرة في مصر.{nl}ــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/06-2012/رائيلي-100.doc)