Haidar
2012-01-10, 10:41 AM
أقلام وآراء{nl}(9){nl} الصورة الحقيقية لإسرائيل{nl}الكاتب: ابراهيم العبسي _ الرأي الاردنية{nl} إلى الإسرائيليين.. انتظروا عفريت المستوطنين{nl}الكاتب: محمد خالد الأزعر _ البيان الاماراتية{nl} الاستعجال في الاستنتاج بأن «حماس» تتغيّـر{nl}الكاتب: محمد برهومة _ الحياة اللندنية{nl} كيف نكسر الجمود في عملية السلام في الشرق الأوسط؟{nl}الكاتب: دينيس روس_ الشرق الاوسط{nl} “إسرائيل” تتحسب لنقطة التحول{nl}الكاتب: عبد الزهرة الركابي _ الخليج الاماراتية{nl} قرارات مستغربة{nl}الكاتب: بركات شلاتوة _ الخليج الاماراتية{nl} إيران وأمريكا..وبينهما غلقُ مضيق هرمز..{nl}الكاتب: يوسف الكويليت _ الرياض السعودية{nl}الصورة الحقيقية لإسرائيل{nl}الكاتب: ابراهيم العبسي _ الرأي الاردنية{nl}يتردد في اوساط المفكرين والمحللين السياسيين والاستراتيجيين وعلماء الاجتماع الاسرائيليين، ممن هم على اطلاع واسع وعميق على حقيقة الاحداث والمتغيرات التي تهز الدولة العبرية من الداخل، الى ان الزمن الباقي من عمر اسرائيل لا يتجاوز العشرين او الثلاثين سنة القادمة.ويقول هؤلاء،ان هذه النهاية الدرامية لاسرائيل، ليس مردها الى هزيمة اسرائيل عسكريا على ايدي اعدائها، ولكنهم يردون ذلك الى ما يحدث داخل المجتمع الاسرائيلي نفسه.وابرزما يحدث هو تنامي سيطرة المتدينين على المجتمع الاسرائيلي، خصوصا طائفة « الحريديم»، وهم طائفة دينية متطرفة ومتشددة تلقى افكارها رواجا واسعا في اوساط المتدينين الاسرائيليين الذين يرفضون الطابع العلماني للدولة العبرية.واّحر مظاهر هذا الرفض هو نزولهم الى الشارع واعتداؤهم على النساء اللواتي لا يرتدين لباسا محتشما، ومطالبتهم بضرورة اقصاء هؤلاء النسوة من الحياة العامة الامر الذي اثار مخاوف الناس وباتوا يحسبون لهؤلاء الف حساب. ووصل الامر برئيس جهاز المخابرات الاسرائيلية «الموساد» السابق، افرايم هاليفي الى القول» ان التهديد الحقيقي لاسرائيل لا يأتي من العرب ومن برامج ايران النووية، ولكنه يأتي من برامج ومعتقدات طائفة «الحريديم» المتطرفة التي يتعاظم نفوذها في الوسط اليهودي المتدين» ويضيف هاليفي بجرأة غير مسبوقة» «ان الاخطار المحدقة باسرائيل (على هذا الاساس) هي اخطار داخلية وليست خارجية». وتذهب تسيبي ليفني زعيمة المعارضة في الكنيست الاسرائيليي ورئيسة حزب الليكود الى القول:{nl}«ان اليهود العلمانيين اصبحوا يخجلون من صورة اسرائيل الحالية» وتصرخ ليفي بغضب» ان هذه ليست اسرائيل التي حلمت بها الصهيونية»{nl}مشيرة الى: ان اسرائيل الدولة الغربية الديمقراطية الليبرالية تتغير صورتها يوما بعد اّخر للتصدر بدلا منها صورة اسرائيل الدولة المنغلقة على نفسها التي يشدها المتدينون المتطرفون الى الوراء، نقصد الى صورتها الحقيقية.{nl}وفي كتابه « الهويات السياسية في اسرائيل» يقول الدكتور اسعد غانم المحاضر في جامعة حيفا والمتخصص في اعداد دراسات المقارنة حول العلاقات الاثنية في العالم، والذي استشهد به الكاتب الفلسطيني محمد الرجوب في مقال مطول له نشر على موقع امين الالكتروني، ان « الصراع في اسرائيل لا يقتصر على مكانة المرأة، وانما يتعدى ذلك الى محاولة المتدينين اليهود فرض رؤيتهم على نمط الحياة العامة في اسرائيل اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا،ورفض نمط الحياة الغربية الذي يحاول العلمانيون ترسيخه. ويضيف د. غانم حسبما اورد الرجوب: ان صورة اسرائيل التقليدية التي عرفت في الخمسينات والستينات من القرن الماضي تتغير نهائيا، وان الصراعات الداخلية اّخذة في التعاظم وقد تطغى على الصراع العربي الاسرائيلي.{nl}ورغم نفي نتنياهو لهذه الصورة القاتمة لنهاية الدولة العبرية، واصراره على ان اسرائيل، دولة ديمقراطية ليبرالية وان الحيز العام فيها سيبقى مفتوحا للجميع دون تمييز، الا ان تسارع المتغيرات ينفي ما ذهب اليه نتنياهو، ويؤكد ما ذهب اليه المفكرون والمحللون السياسيون والاجتماعيون الاسرائيليون من ان غير ذلك تماما وان عمرها تبعا للمتغيرات التي تعصف بها، عمرها بصورتها الديمقراطية الكاذبة لن يتجاوز العشرين او الثلاثين سنة القادمة.{nl}رؤية مأساوية ومذهلة ونهاية فجائعية، ولكنها رؤية تعتمد الدراسة والتحليل، دراسة الواقع المتغير، وتحليل ما يجري في الاعماق في دولة رسمتها الصهيونية على الورق واسقطتها على الواقع بقوة النار والقتل والارهاب، الواقع الذي ينذر بنهايتها المأساوية حسبما يؤكد اليهود انفسهم المتدينون والعلمانيون.{nl}إلى الإسرائيليين.. انتظروا عفريت المستوطنين{nl}الكاتب: محمد خالد الأزعر _ البيان الاماراتية{nl}عندما هاجم المستوطن باروخ غولدشتاين المصلين في المسجد الإبراهيمي في الخليل فجر 25 فبراير 1994، فقتل 29 وجرح 150 منهم، بادر مسؤولون إسرائيليون إلى التبرؤ من هذه الجريمة بحسبها "عملا فرديا لا يعبر عن ثقافة أصيلة لدى جمهور المستوطنين..". لكن بعضا من الساسة والعسكريين والحاخامات في إسرائيل، لم يأخذوا بأسلوب المداهنة والتقية، فباحوا بالثناء على هذا القاتل، ومنهم من اعتبره بطلا.{nl}غولدشتاين طبيب يهودي هاجر إلى إسرائيل من حي بروكلين الأميركي، قبل اقتراف جريمته بأحد عشر عاما، ليسكن مستوطنة كريات أربع في رحاب الخليل.. وطوال هذه الفترة اشتهر بالتطرف الديني المفرط؛ حتى أنه صرح باستحالة أن يسعف فلسطينيا أو عربيا اذا ما استدعت الطوارئ ذلك. وليس من قبيل الصدفة أنه ارتكب جريمته في عيد البوريم اليهودي، الذي يعني "يوم الانتقام من العرب".{nl}يومذاك، لم تحرك قوة الجيش الإسرائيلي المعسكرة على بعد خطوات من المسجد، ساكنا لمنع الجريمة، بل وعرقلت وصول سيارات الإسعاف لإنقاذ بعض المصابين.. و صدرت عن المستوطنين تعليقات تشي بالقناعات العنصرية المريرة القارة في جوارحهم، وما سينجم عنها من تداعيات عنفية إذا ما أتيحت لها فرص الانفلات ضد الفلسطينيين، إذ قال مستوطن إن "غولدشتاين قام بعمل عظيم"، وقال ثان "إنه هدية أرسلت لنا في يوم البوريم"، وقالت طفلة منهم لم تتعد السابعة عشرة "إنه أدى مهمة مقدسة"، وذهبت زميلة لها إلى أنه "كان عملا بطوليا من قديس..".{nl}ومن إضبارة الجريمة، عرفنا أن التقاريرالاستخبارية الخاصة بالمجرم كانت تشير إلى حقده الأسود في حق العرب، وأنه مؤهل لاقتراف أي تصرف دموي ضدهم، بل وضد الموصوفين بعدم التدين من اليهود. ومع ذلك رفض رؤساؤه أثناء خدمته في الجيش، نقله من أماكن الاحتكاك بالعرب. وبعد قتله ساعة الجريمة، رتبت له الحكومة جنازة شارك فيها زهاء ألف ممن هم على شاكلته. وفي تأبينه صرح أحدهم بأنه "كان بإمكانه الهروب وتكرار ما قام به في أربعة مساجد أخرى..".{nl}مؤدى ذلك أن أغلبية الإسرائيلين فرحوا بتلك الجريمة، ورفعوا صاحبها الآثم مكانا عليا، حتى أسبغ عليه بعضهم القداسة وحولوا قبره مزارا للتبرك.. ولم يأبهوا لأن عنف المستوطنين اللامحدود ربما ارتد إليهم ذات حين.{nl}وهذا ما حدث بعيد تلك الفعلة، حين أقدم مهووس ديني على اغتيال رئيس الوزراء اسحق رابين.. ثم تطور الأمر إلى صدور فتوى دينية بأن لا يطيع الجنود أوامر قادتهم إذا ما طلبوا منهم التعرض للمستوطنين.{nl}وعموما، ترتب على الملاطفة الفائضة للمستوطنين وغلاة المتطرفين الدينيين خلال العقدن الأخيرين، أن صاروا قوة يحسب لمواقفها ألف حساب عند اتخاذ قرارات فارقة من لدن أعلى المقامات السياسية في الدولة الصهيونية. وساهمت المؤسسة القضائية في هذا الانحراف، جراء انحيازها للمستوطنين وعنفهم، إلى أن بات قتلهم لأحد الفلسطينيين لا يساوي أكثر من بعض التقريع أو حبس شهر مع وقف التنفيذ.{nl}كان من شأن ذلك كله ونحوه، أن زادت ثقة المستوطنين في أنفسهم، حتى ظنوا أنهم الحراس الحقيقيون للفكرة الصهيونية، وأن هذه المكانة تبيح لهم تجاوز كل الحدود والضوابط، بما في ذلك التعدي على قوات الشرطة والجيش بالقول والفعل، إذا ما حالت بينهم وبين تصرفات بعينها.. وخلال العام 2011 ارتفعت معدلات عنفهم وخروجهم عن الطاعة تجاه هذه القوات، إلى درجة أقلقت كثيرا من القادة العسكريين. وفي مايو الماضي علق ضابط كبير مخضرم بالقول "ما يجري في الضفة يكاد يفضي إلى بروز ثلاث دول: إسرائيل، وفلسطين، وبينهما دولة المستوطنين المتطرفين".{nl}جاء هذا التعليق تعقيبا على قيام المستوطنين بقذف وحدة عسكرية تتولى حمايتهم، بجوار قبر يوسف في نابلس بالحجارة. وحينها لم تستبعد الأجهزة الاستخبارية أن تتعرض وحدات الجيش لإطلاق الرصاص من جانب المستوطنين الرافضين لإخلاء بؤر استيطانية.{nl}المدهش أن هذا التصور كاد يقع حرفيا في آخر ديسمبر الماضي، حين اقتحم 50 مستوطنا قاعدة عسكرية قرب أريحا، وألقوا عليها حجارة وأتلفوا مركبات تخصها.. حدث ذلك على خلفية شائعة (مجرد شائعة) بأن الجيش سيخلي مستوطنة معزولة في الضفة. هذه الحادثة فتحت أعين الساسة الإسرائيليين عن آخرها، على ما حاولوا إغفاله وتجاهله، منذ جريمة غولدشتاين وما قبلها وبعدها.. وهي تضخم قوة المستوطنين إلى ما بعد الخطوط الحمر ضد الدولة وأبرز رموزها.. الجيش.{nl}فالرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز رأى في الهجوم إهانة كبرى، ووزير الدفاع إيهود باراك اعتبر المهاجمين مجرمين متطرفين، والمتحدث باسم الجيش يوناف موردخاي قال إن الجناح اليميني تخطى كل المحظورات.. لكن المداخلة الأكثر واقعية وفهما للظاهرة، جاءت على لسان زعيمة المعارضة تسيبي ليفني "الحكومة الإسرائيلية هي التي أججت التطرف وسمحت للجماعات المتشددة بتحديد مصيرنا". وفي 27 ديسمبر الماضي تظاهر أكثر من 3000 إسرائيلي في القدس الغربية، تنديدا بعنف المستوطنين، وما وصفوه بمحاولتهم فرض رؤاهم على اليهود الآخرين.{nl}أين هذه التعليقات في نهاية 2011 من أصداء فعلة غولدشتاين والتابعين لملته الإجرامية قبل عقد ونصف؟!{nl}في الوقت الراهن، يوشك خروج عفريت المستوطنين من قمقمه أن يكتمل، ولم يعد من الجائز تنسيب إجرامهم إلى مجرد فرد أهوج أو قلة لا يخشى سعارها.. إنهم كثرة في طريقها إلى تحقيق نبوءة الذين رأوا فيهم دولة داخل الدولة، وربما فوق الدولة...انه السحر الذي راح ينقلب على الساحر.{nl}الاستعجال في الاستنتاج بأن «حماس» تتغيّـر{nl}الكاتب: محمد برهومة _ الحياة اللندنية{nl}ثمة استعجال في الاستنتاج بأن حركة «حماس» تشهد تحولات إستراتيجية لمجرد إعلان رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل قبل أسابيع، عقب أجواء المصالحة الفلسطينية مع منظمة التحرير، بأن الحركة على أبواب تغير كبير ينقلها من المقاومة المسلحة إلى المقاومة الشعبية. والحقيقة أننا لم نلمس في الأشهر الماضية أن الحركة تخوض بالفعل مرحلة من المراجعات الفكرية والتعديلات الأيديولوجية التي من شأنها أن تؤدي إلى تحول في التوجهات السياسية وتغيير في إستراتيجية الحركة. وإذا صحّت الأنباء التي تحدثت عن منع الحركة في غزة وفداً قيادياً من حركة «فتح» من الدخول إلى القطاع، فإن هذا يؤشر إلى صراع القوى والنفوذ في الحركة، الذي يعد بتقديرنا سبباً رئيسياً، إلى جانب أسباب أخرى ستقاربها هذه المقالة، يبرر الدعوة إلى عدم الاستعجال في الاستنتاج بأن «حماس» تخضع لجراحات أساسية في الأفكار والمواقف والسياسات.{nl}إن الاستعداد لبناء نظام إقليمي جديد في المنطقة العربية على وقع تأثيرات «الربيع العربي»، يُغري بأن تكون حركة «حماس» جزءاً من بيئة الإسلام السياسي الصاعد في المنطقة. صحيح أن التشدد السياسي والعزلة الإقليمية والدولية يجعلان الشعبية التي تحظى بها «حماس» غير مستثمرة سياسياً، وصحيح أنه قد يكون تولي الحكم طريقاً لتليين الأيديولوجيا، لكن الساحة الفلسطينية، وعلى مستوى حركة «حماس» وقواعدها، لم تخُضْ نقاشات طوال حكم الحركة لغزة من شأنها أن تقنعنا بأن الحكم دائما يليّن الأيديولوجيات والأيديولوجيين. لهذا، سنحتاج إلى بعض الوقت لنختبر إذا ما كانت تحولات «حماس» الأخيرة ذات طابع تكتيكي أم إستراتيجي، وسنحتاج أيضاً وقتاً لنعرف هل هي بالفعل تحولات أم مجرد تكيّف جذوره غير عميقة.{nl}بابتعادها عن القمع الدموي الذي يقوم به النظام السوري ضد المتظاهرين، نجت «حماس» من الوقوع في خطأ كبير كان سيساوي ربما، كما قال البعض مصيباً، الخطأ الذي وقع فيه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات حين وقف مع صدام حسين في احتلاله الكويت. وابتعاد «حماس» عن سورية يعني تغيّراً في التحالفات، وليس بلا دلالة أن يستثني إسماعيل هنية سورية وإيران من جولته الإقليمية الأخيرة. لكن السؤال هنا: هل لمس أحد في تصريحات هنية خلال جولته في ليبيا وتونس وتركيا أن الرجل قد تغيّر، وأن التحول الإستراتيجي الذي تحدث عنه مشعل تغلغل في مباحثات هنية مع مسؤولي الدول الثلاث التي زارها؟ الحقيقة أننا سمعنا من هنية كلاماً عن «الواجب الديني» لنصرة قضية فلسطين، وعن أن رؤية «حماس» تتحقق في ظل الربيع العربي الذي يصعد فيه الإسلاميون في المنطقة!{nl}من جانب آخر، فإنّ خروج «حماس» من سورية وعليها لم يماثله خروج على طهران. وصناعة التحالفات البديلة لـ «حماس» بعد الابتعاد عن سورية يستلزم لدى بعض الأطراف العربية المؤثرة أن تخوض «حماس» مثل هذه الخطوة. وقد أفادت تقارير صحافية بأن السعودية، مثلاً، تبدو حذرة من الانفتاح على «حماس» في ثوبها الجديد ما لم تعلن الحركة موقفها الصريح من السياسات الإيرانية المناوئة لمنطقة الخليج العربي. والراجح أن الحركة لا تريد خسارة تحالفاتها دفعة واحدة من دون أن تتوافر لها بدائل مؤكدة عنها. من هنا تأتي خطوة انفتاح «حماس» على الأردن برعاية قطرية. وزيارة خالد مشعل إلى الأردن بصحبة ولي عهد دولة قطر، التي تأخرت، مرتبطة، بحسب الناطق باسم الحكومة راكان المجالي، بجدول عمل الشيخ تميم، ولم يبلّغ الأردن بموعد الزيارة حتى الآن، وفق تصريحات المجالي، الذي أضاف أن ليست لديه معلومات حول انتقال عائلات بعض قياديي «حماس» إلى الأردن مؤخراً.{nl}يفترض أن «حماس» اليوم، وبعد التعديلات التي أقدمت عليها تجاه «منظمة التحرير»، قد أصبحت شريكاً أساسياً في إدارة السلطة الفلسطينية وفي صناعة المستقبل الفلسطيني، لكن الانتقادات التي وجهتها «حماس» لمسؤول ملف المفاوضات صائب عريقات بسبب تقديمه وثائق وخرائط للجانب الإسرائيلي خلال الاجتماعات الفلسطينية-الإسرائيلية التي رعتها الحكومة الأردنية قبل أيام، والتصريحات التي أطلقها القيادي الحمساوي البارز محمود الزهار عن أن المقاومة الشعبية تشمل المقاومة العسكرية، وأنه لا تغييرات على رؤية الحركة وأفكارها حول النزاع... تعطينا مزيداً من دواعي التريث وعدم الاستعجال في الاستنتاجات.{nl}«حماس» أمام اختبار التغيّر عبر «الدخول في السياسة» وتدوير الزوايا وحيازة القبول الإقليمي والدولي في بيئة عربية جديدة يحظى فيها الإسلاميون بحضور قوي واعتراف دولي. وإذا تجاوزت «حماس» العوائق المحلية والإقليمية، فستبدو الاعتراضات الإسرائيلية أقل تأثيراً. قطر وتركيا ومصر ما بعد مبارك تشكل، على الأغلب، داعماً ورصيداً يصبان في مصلحة إعادة تموضع «حماس» في بيئة إقليمية مختلفة. وبرغم ذلك، ينبغي الانتباه إلى أنّ العواصم الغربية لم تغير موقفها حتى الآن من «حماس»، ومن هنا تبدو أهمية الأردن ودول «مجلس التعاون» الخليجي في دعم موقع «حماس» الجديد أو التزام الحذر بشأنه.{nl}قصارى القول، إن شكل «حماس» الجديد، إذا ما قُدِّر له أنْ يظهر بالفعل ويمتد ويستمر ويتواصل، سيعتمد على مدى وحدة صفها الداخلي وصلابته في وقوفه خلف المصالحة مع منظمة التحرير وتنبني «المقاومة الشعبية»، وتجنّب الفخاخ الإسرائيلية، وصولاً إلى المنافسة على السيطرة على مؤسسات المنظمة والحديث باسم الفلسطينيين لا باسم فصيل بعينه. هذا كله له استحقاقات من غير المعروف إذا ما كانت «حماس» جاهزة لها، سواء على مستوى تغيير محتوى الخطاب أو السياسات أو التهيؤ لقبول معطيات سياسية دأبت «حماس» على رفضها، فالكل يدرك أنّ الرئيس الفلسطيني أراد من المصالحة أيضاً تقوية موقعه القيادي السياسي والتفاوضي، والشراكة مع أبو مازن تعني الابتعاد عن منطق الهيمنة على الساحة الفلسطينية، وتعني أيضاً أن «حماس» ستكون داعماً لتحسين شروط المفاوضات والتسوية لا رافضاً مبدئياً لها، وبغير تجاوز هذا العائق السياسي، سنعود للحديث عن تكيّف جزئي لا عن تحوّل إستراتيجي. {nl}كيف نكسر الجمود في عملية السلام في الشرق الأوسط؟{nl}الكاتب: دينيس روس_ الشرق الاوسط{nl}* مستشار في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى{nl}قال لي دان ميريدور، أحد نواب رئيس الوزراء الأربعة، قبل سنوات: «إن عملية السلام أشبه بركوب الدراجة، ما إن تتوقف عن استخدام البدالات تسقط عنها»، وقد توقف الإسرائيليون والفلسطينيون في الوقت الراهن عن استخدام البدالات.{nl}فيبدو الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، مقتنعا بأن الحكومة الإسرائيلية الحالية غير قادرة على إبرام اتفاق سلام، أو على الأقل اتفاق يمكنه التعايش معه، ومن ثم وضعا شروطا للمفاوضات. ومن ناحيته يرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذه الشروط صعبة وغير مسبوقة، ومن ثم لا يرغب في دفع ثمن سياسي باهظ نظير المشاركة في المفاوضات.{nl}على الجانب الآخر تود إدارة أوباما وباقي أعضاء اللجنة الرباعية - مجموعة وساطة الشرق الأوسط التي تضم أيضا مبعوثين من الاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة - استئناف المحادثات المباشرة، وقد عقد الأسبوع الماضي اجتماع تحضيري مع مفاوضين إسرائيليين وفلسطينيين في عمان بالأردن، وربما يكون هناك المزيد من مثل هذه الاجتماعات، وهذا أمر جيد، لأنه في النهاية لن يكون هناك سلام من دون مفاوضات.{nl}ولكن ينبغي أيضا ألا تكون هناك أي أوهام حول فرص حدوث تقدم في أي وقت قريب، فالفجوات النفسية بين الطرفين تجعل من الصعب حل خلافاتهم، وقد أفسدت كل التحضيرات التي أجريت لمحادثات السلام خلال السنوات القليلة الماضية.{nl}وقد شاركت عن كثب في جهود صنع السلام على مدى السنوات الـ20 الماضية في إدارات جورج بوش وبيل كلينتون وأوباما. وأنا أعرف أن عباس ونتنياهو يحملان ثقل تاريخ وأساطير شعبيهما، ويواجهان ضغوطا سياسية هائلة، لكن هذه الصعوبات لا يمكن أن تكون سببا لليأس والاعتقاد بأن الطريق مسدود، لا سيما عندما يستغل أولئك الذين يرفضون السلام أي مأزق للطعن في فكرة التوصل إلى حل الدولتين.{nl}وعلى الرغم من أنه قد لا تكون هناك انفراجة مبكرة بشأن إجراء مفاوضات، فإن هناك إمكانية للتغلب على الجمود. أحد السبل لتحقيق ذلك - وللتأكيد على شرعية القيادات الفلسطينية، مثل محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض، الذين يؤمنون بالوسائل السلمية والتعايش - هو أن يقوم الإسرائيليون بتغيير الحقائق على أرض الواقع، فإن هذه القيادات الفلسطينية بحاجة لأن تظهر في النهاية أن نهجها ينتج عملية من شأنها إنهاء الاحتلال، في الوقت المناسب.{nl}ما الذي يمكن أن تثبت للفلسطينيين أن الاحتلال في انحسار؟ ليس من الصعب الحصول على أمثلة على ذلك، فمنذ أن وضعت اللمسات الأخيرة على الاتفاق المؤقت لعملية أوسلو عام 1995، تم تقسيم الضفة الغربية إلى مناطق غير متجاورة معروفة باسم A وB وC ، مع سيطرة مفترضة للفلسطينيين في منطقة A واحتفاظ إسرائيل بالمسؤولية الكاملة في المنطقتين الأخريين. ومنذ خريف عام 1995 وحتى ربيع عام 2002، ظلت قوات الدفاع الإسرائيلية إلى حد كبير خارج المنطقة A التي تشكل نحو 18 % من الأراضي، وتشمل جميع المدن الرئيسية في الضفة الغربية. وبموجب اتفاقات أوسلو، يتحمل الفلسطينيون المسؤولية المدنية والأمنية في هذه المنطقة.{nl}ولكن في ذروة الانتفاضة الثانية، والتفجيرات الانتحارية المروعة التي نفذها فلسطينيون في إسرائيل عام 2002، بدأ الجيش الإسرائيلي في العمل في المنطقة A مرة أخرى في محاولة لوقف الهجمات. وعلى الرغم من انتهاء الانتفاضة عام 2005، وفاعلية قوات الأمن الفلسطينية بشكل عام في منع الهجمات الإرهابية، كان الجيش الإسرائيلي لا يزال يقوم بعمليات توغل دورية داخل المدن الفلسطينية لتعزيز الجهود الأمنية المحلية. هذا الأمر يضايق الفلسطينيين، مذكرا إياهم بمن يملك السيطرة على الوضع.{nl}ومن ثم فإن أحد الخطوات ذات المغزى ستكون إما وقف جميع عمليات التوغل هذه في المنطقة A، أو إذا كانت لا تزال هناك مخاوف أمنية فينبغي الانسحاب بشكل تدريجي حسب الوضع الأمني. ودائما ما كان غابي أشكنازي، رئيس الأركان السابق للجيش الإسرائيلي، يقول: «إذا ما بذل الفلسطينيون قدرا أكبر من الجهد في مجال الأمن، فسيتراجع دورنا بشكل أكبر في المنطقة A». سيكون التوقف التدريجي لعمليات التوغل في المنطقة A بالتأكيد متفقا مع هذه القاعدة البديهية.{nl}وفي المنطقة B، هناك نحو 22 % من الضفة الغربية، وتقوم الشرطة الفلسطينية فيها بفرض القانون والنظام، ولكنها غير مسموح لها بالتعامل مع التهديدات الإرهابية، وقد تسمح إسرائيل بزيادة أعدادهم. ومن خلال مناقشاتي مع وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، أدركت أنه لا يمانع في زيادة أعداد مراكز الشرطة الفلسطينية وتوسيع المناطق التي يعمل فيها موظفو الأمن الفلسطينيون. وربما يكون الوقت الراهن هو الأنسب لاتخاذ هذه الخطوات، لأن أي توسع من هذا القبيل سيكون ملحوظا من دون شك، وموضع ترحيب من جانب الشعب الفلسطيني.{nl}وأخيرا، لا يستطيع أفراد الشرطة والأمن الفلسطينيون الدخول إلى المنطقة C التي تشكل 60 % من الضفة الغربية، وأنشطتهم الاقتصادية محدودة إلى حد بعيد، وتحتفظ إسرائيل بالسيطرة على المسؤوليات الأمنية والمدنية في المنطقة. ولا يوجد سبب عملي يحول دون السماح للفلسطينيين بمزيد من النشاط الاقتصادي والوصول إلى هذه المنطقة.{nl}وسأعرض مثالا على ذلك، يتمثل في مصانع الطوب الحجري الفلسطيني في المنطقة A، لكن الفلسطينيين لا يستطيعون الوصول بحرية إلى المحاجر الصخرية في الضفة الغربية، التي تقع في المنطقة C. وقد أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية حكمها أواخر الشهر الماضي في القضية المرفوعة ضد الملكية الإسرائيلية للمحاجر الصخرية، بأنه لا يجوز للإسرائيليين ملكية أي محاجر إضافية. وقد خلق هذا الحكم فرصة لملكية فلسطينية خاصة، إذا ما كان سيتم إنشاء أي محاجر جديدة - ومن الواضح أن هناك متسعا للمزيد.{nl}وتوسيع الفرص الاقتصادية للفلسطينيين في المنطقة C يمكن أن يحقق المعجزات في إطار خلق فرص العمل والاقتصاد الكلي الفلسطيني (انخفضت نسبة البطالة في الضفة الغربية خلال السنوات الأخيرة لكنها لا تزال قريبة من 16 في المائة).{nl}هذه الخطوات يجب أن تكون قابلة للتنفيذ من وجهة النظر الإسرائيلية. أولا، يمكن تنفيذ هذه الخطوات أو تغييرات مشابهة لذلك دون تغيير الوضع السياسي للمنطقة، ويمكن أن يتم بطريقة لا تعرض الأمن الإسرائيلي للخطر، وخاصة إذا ما تم تنسيقها بشكل وثيق مع الجيش الإسرائيلي.{nl}وقد صرح نتنياهو مرارا بأنه لا يريد أن يحكم الفلسطينيين، وأنه كلما قويت قاعدتهم الاقتصادية، تحسنت احتمالات السلام. ومن شأن هذه الخطوات أن تظهر من دون شك أن رئيس الوزراء يعني ما يقول. وهي في الوقت نفسه إشارة إلى الفلسطينيين بأن الاستقلال ممكن وبأن نهج كل من عباس وفياض - لا نهج مقاومة حماس أو العنف - يمكن أن يؤتي ثماره.{nl}أنا لا أقترح التخلي عن المفاوضات والتركيز على حل الدولتين، فالمحادثات بحاجة إلى رعاية، وإدارة أوباما تقوم بذلك بالشكل الصائب، فلا تزال الإدارة تقدم يد العون في بناء المؤسسات من خلال توفير دعم مادي للقطاعات الأمنية والقضائية وغيرها من القطاعات في المجتمع الفلسطيني، الخطوات التي تتفق تماما مع هذا النوع من الإجراءات التي أقترحها لتأكيد شرعية قادة مثل فياض. في هذه المرحلة فإن مصداقية نهج اللاعنف ستتحقق عبر عدد أقل من الكلمات والمزيد من إظهار أن الاحتلال آخذ في الانحسار وأنه سينتهي، في نهاية المطاف.{nl}ويعيش بقية منطقة الشرق الأوسط حالة من الاضطراب، من ديكتاتوريين أطيح بهم إلى متظاهرين لا يزالون في الشوارع في عام من الصحوة العربية. ونظرا لتحول المطالبة بانتخابات حرة ونزيهة إلى رمز للمصداقية في الانتفاضات، فمن المتوقع أن يؤدي الضغط على كل من فتح وحماس لإجراء انتخابات هذا العام إلى أمر لا يقبل الرفض. وخلال السنوات القليلة الماضية أشار عباس إلى أنه لن يكون مرشحا في انتخابات جديدة، ولكنه الآن يقول إنه يود إجراء تلك الانتخابات في مايو (أيار) ويخطط لمغادرة الساحة السياسية بعد ذلك. وحتى لو لم يكن من السهل التوصل إلى اتفاق مع حماس حول شروط الانتخابات، فسوف يشعر عباس بضرورة إجرائها في وقت ما من عام 2012.{nl}هذه الانتخابات ستشكل على الأرجح هوية الفلسطينيين وما إذا كانوا يقبلون اللاعنف والتعايش السلمي مع الإسرائيليين والتوصل إلى حل الدولتين. وإذا كانت هناك مؤشرات واضحة على أن الاحتلال آخذ في التراجع ستصبح مواقف الفلسطينيين مثل عباس وفياض وأنصارهما الذين يؤمنون باللاعنف شرعية قبل الانتخابات. وهذا أمر ضروري لأن البديل هو حركة حماس التي ترفض نبذ العنف والسلام مع إسرائيل.{nl}وخلال الصفقة الأخيرة مع الحكومة الإسرائيلية لإطلاق سراح الجندي المخطوف جلعاد شاليط، الذي أمن الإفراج عن أكثر من 1000 سجين، نظر البعض إلى حماس على أنها قادرة على الحصول على مكاسب سياسية من خلال أعمال العنف. وبالمقارنة، لا ينظر إلى عباس وفياض على أنهما يحققان إنجازات بشأن القضايا التي تهم الجمهور الفلسطيني، مثل إطلاق سراح السجناء، والانسحاب الإسرائيلي أو الحد من السيطرة الإسرائيلية.{nl}ستقلص هذه الشرعية بالنسبة للفلسطينيين، على الأقل، الفجوة النفسية بينهم وبين الإسرائيليين، وتلهم الأمل في أن تنقلنا المفاوضات فعليا إلى مكان ما. وبالتالي، ربما يكون من الأهمية بمكان عرض أفضل السبل لتحرير المسار التفاوضي. والأهم من ذلك، مع التغييرات التي تجتاح المنطقة ومرحلة انتقالية سياسية تلوح في الأفق بالنسبة للفلسطينيين، فإن مثل هذه الفاعلية ستكون السبيل الوحيد للحفاظ على التأييد بين الجماهير الفلسطينية والعربية من أجل حل الدولتين.{nl}“إسرائيل” تتحسب لنقطة التحول{nl}الكاتب: عبد الزهرة الركابي _ الخليج الاماراتية{nl}على وهج ما أسفرت عنه الانتخابات في أكثر من بلد عربي، ضمن مخاض الأحداث التي عمّت المنطقة، يعتقد المحللون القريبون من الوسط الإسلامي ومن خارجه، أن الغرب الذي فشل في الماضي في المحافظة على ممالكه الصليبية في الشرق لن يهب في لحظة الحسم لمناصرة الدولة الصهيونية، خصوصاً أن الإسلاميين يحلمون بانبعاث حقبة “صلاح الدين الأيوبي” مرة أخرى .{nl}هذا الاعتقاد له من الحوافز والمعطيات السياسية واللوجستية، الأمر الذي جعل الأوساط “الإسرائيلية” تتحسب نظرياً وعملياً لاحتمالات مجيء مثل هذه الحقبة، وهو تحسب يخالطه تشاؤم كبير بالنسبة للمستقبل الذي ستكون عليه “إسرائيل”، وفقاً لما يرى بعض الخبراء “الإسرائيليين” .{nl}ولم تكن الرؤية “الإسرائيلية” التشاؤمية منطلقة من فراغ، وإنما تأتي في سياق الجدل المحتدم بين مختلف الأوساط “الإسرائيلية” بشأن المستقبل الذي ينتظر الدولة الصهيونية في حال وصول الأمور فيها إلى دولة ثنائية القومية، حتى إن كانت شبه ديمقراطية، حيث تجمع هذه الأوساط على أن مثل هذه الدولة يمكنها أن تضمن للفلسطينيين، رحاباً إقليمياً واسعاً، يمكن أن يؤدي بهم بعد عشرات السنين للعودة إلى فلسطين الكاملة بفضل الاستفادة من العامل الاقتصادي، وكذلك من علاقات “إسرائيل” مع الغرب .{nl}إن دائرة التحسب المقرون بالتشاؤم لدى الكيان، تتشكل من معطيات سياسية قادمة أو هي في وضع التبلور، وأمنية متسقة مع التطور السياسي في المنطقة، ولوجستية استراتيجية تكمن في أهمية الشرق الأوسط من خلال الممرات والمضايق البحرية الاستراتيجية بما في ذلك المضايق التركية، حيث إن هذه الممرات والمعابر المهمة والحيوية للعالم قاطبة، باتت أو ستكون تحت إشراف ونفوذ حكومات إسلامية، حتى لو كان هذا الإشراف وهذا النفوذ من جهة واحدة، وربما يكون مضيق جبل طارق ممراً مضافاً، بعدما أبدت “إسرائيل” والدول الأوروبية خشيتهما من وصول حكومة إسلامية في المغرب .{nl}لذلك، بدأت “إسرائيل” التحسب جدياً لمثل هذه التحديات، واعتبارها من المخاطر التي ستواجهها مستقبلاً، الأمر الذي سيدفعها بقوة للانضمام الى حلف الأطلسي الذي يوفر لها حماية بوجه هذه المخاطر .{nl}وعلى هذا المنحى بالنسبة للتحسب، راح الجيش “الإسرائيلي” يحدد نقطة تحول في الوضع المصري، إذ خصّص الجيش خلال العام الفائت خططاً لتبيان الأوضاع في مصر، ومسح الغبار عن الخرائط القديمة وإعداد التصورات للمستقبل، بما في ذلك الحاجة إلى الشروع بإنشاء تشكيلات عسكرية ووضع برامج جديدة لمواجهة هذا التهديد، ولأن بناء تشكيلات عسكرية جديدة يستغرق سنوات، لذلك ثمة حاجة إلى بدء العمل بصورة عاجلة وعدم إضاعة الوقت .{nl}واللافت في هذا المنحى، هو أن شعبة التخطيط في الجيش “الإسرائيلي” وإثر فوز الإسلاميين في المرحلة الأولى من الانتخابات المصرية، أوصت بالتعامل مع هذا الفوز بوصفه (خط القطع) الذي يجب على الجيش عنده بدء العمل على إطلاق إجراءات بعيدة المدى، مثل تأسيس وحدات برية وأسراب جوية، في وقت راحت فيه تل أبيب تبدي خشيتها، في أن يمثّل المستجد الإقليمي المصري حافزاً لحركات المقاومة في غزة لتوسيع هامش حراكها العسكري، وتتمثل الخشية “الإسرائيلية”، في حقيقة الأمر، في تداعيات تكوّن المشهد المصري عليها، وما يحمله من تهديد ومخاطر، ليس من الجبهة المصرية وحسب، وإنما في تطورات هذا المشهد التي ستؤجج المواقف المعادية لها في عموم المنطقة، وربما تكون الدول التي لم تتأثر بالأحداث هي الأخرى قد عقدت العزم على مواجهة الكيان بأي شكل من الأشكال .{nl}وعليه، لا نستغرب من الغارات الجوية “الإسرائيلية” الأخيرة على قطاع غزة، والتي ترمي من ورائها “إسرائيل”، إلى إجهاض مكامن المقاومة التي بإمكانها أن تتفاعل مع المشهد المصري مستقبلاً، لا سيما أن “إسرائيل” في هذا السياق، لا تخفي نيتها وتهديدها، بالقيام بعدوان كبير على القطاع أكثر وحشية من عدوانها عام ،2009 لكنها في الوقت نفسه، تخشى إذا ما قامت بمثل هذا العدوان، أن تتسع نقطة التحول في المشهد المصري على نحو مبكر، من خلال قيام الجيش المصري بضخ قوات قتالية الى سيناء، لدواع أمنية ودفاعية .{nl}قرارات مستغربة{nl}الكاتب: بركات شلاتوة _ الخليج الاماراتية{nl}انقضى عام 2011 وجردت كل دولة حساباتها، ربحاً وخسارة، وعددت إنجازاتها وما حققته ورصدت أهدافها المزمعة ل،2012 لكن في فلسطين هناك حسابات أخرى . كم من الشهداء قضوا وكم من الجرحى والأسرى وكم طفلاً تيتم وكم امرأة ترملت، وتمر السنوات والاحتلال مازال جاثماً على صدور الفلسطينيين صباح مساء، وتتبخر الوعود التي يعلّق عليها الشعب الفلسطيني آماله مع بداية كل عام بأنه سيكون عام الدولة والانعتاق من الاحتلال، ويتضح أن هذه الوعود ذهبت أدراج الرياح وأن هدفها التخدير ودغدغة العواطف لا أكثر.{nl}في 2009 طرح رئيس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال الفلسطينية سلام فياض خطة ترمي إلى بناء مؤسسات السلطة تمهيداً لإعلان الدولة في ،2011 لكن 2011 مرت ولم يحقق فياض الأجزاء المهمة من خطته، حيث لم تعالج المسائل الأكثر إلحاحاً لأية دولة أو مشروع دولة مثل المعابر والمطارات والموانئ التي تندرج تحت بند السيادة والتخلص من التبعية للاحتلال . وفي الجانب الاقتصادي لم يتم وضع أسس لبناء اقتصاد قوي، أو حتى التركيز على ميدان يمكن للدولة المنتظرة أن تكون فاعلة أو مؤثرة فيه، كالزراعة أو الصناعة، هذا فضلاً عن بقاء السلطة معتمدة بشكل أساسي على المساعدات والدعم الخارجي لتلبية احتياجاتها الأساسية، كما أن الوطن ما زال مشطوراً .{nl}مع انتهاء عام 2011 كان يفترض برئيس الوزراء الفلسطيني أن يعقد مؤتمراً صحفياً، على الأقل، يوضح من خلاله الجوانب التي تحققت من خطته، وما لم يتحقق، وأين كانت المعوقات والصعوبات، وما المستحيل تطبيقه في ظل الاحتلال . لكن ذلك لم يحدث بل كانت الأنباء التي سقطت على أسماع موظفي السلطة كالصاعقة وهو أن حكومة فياض بصدد إحالة 26 ألف موظف إلى التقاعد المبكر، لترشيد النفقات وسد العجز في الموازنة، ما يعني أن هؤلاء سيتقاضون 50 في المئة من رواتبهم، رغم أن 65 في المئة منهم مدينون للبنوك في قروض شخصية وتمويل شراء مركباتهم .{nl}وهنا يلح التساؤل، هل تتم التضحية بصغار الموظفين لأنهم الحلقة الأضعف ولا نصير لهم أو من يقف إلى جانبهم؟ ولماذا لا يتم تطبيق سياسة التقشف على الوزراء وكبار المسؤولين في السلطة، وخصوصاً أعضاء المجلس التشريعي الذي لم ينعقد منذ أعوام خمسة، مع أن النواب يتقاضون الرواتب والعلاوات والنثريات وكوبونات المحروقات لمركباتهم، وتسدّد السلطة أجرة المنازل التي يسكنونها، وفواتير هواتفهم؟{nl}في أي مجتمع في العالم يحتسب الموظفون ضمن الطبقة الوسطى إلا في فلسطين فهم الفئة الأشد فقراً، والتي ما إن ينقضي النصف الأول من الشهر حتى يعلنوا الإفلاس ويبدأون في عد الأيام بانتظار الخامس من الشهر المقبل، موعد إيداع الرواتب في الحسابات .{nl}ما يزيد الطين بلة هو أن السلطة تدرس منع نحو 25 ألف عامل آخر من كسب قوت يومهم بالعمل في المستوطنات . مع التحفظ على عملهم، لكن يجب أولاً توفير البديل لهم واستيعابهم قبل الإقدام على هذه الخطوة، لأن ذلك يصب في خانة إفقار الفلسطينيين وجعلهم عالة ومتسولين . فهل هذه سياسة حكيمة وتدل على حسن نوايا تجاه البسطاء المعوزين؟{nl}ما تقدم يظهر أن فياض عندما طرح خطته كان يرمي إلى إطالة عمره في السلطة بذريعة إعطائه الفرصة لتحقيق خطته، والآن يحاول تقديم شريحة واسعة من الموظفين “كبش فداء” للتغطية على فشله . فهل سيكون ذلك إرهاصات غضبة الجياع، ومقدمة للربيع الفلسطيني؟{nl}إيران وأمريكا..وبينهما غلقُ مضيق هرمز..{nl}الكاتب: يوسف الكويليت _ الرياض السعودية{nl} حرب باردة بين إيران، التي تهدد بغلق مضيق هرمز إذا ما تعرضت لحظر نفطي من قبل أمريكا وأوروبا، وجرّ دول أخرى معهما باتباع نفس المقاطعة، وبين أمريكا وأوروبا اللتين تريان ضرورة تواجد قواتهما على استعداد كامل حتى إن بريطانيا سترسل أهم وأحدث أساطيلها إلى الخليج العربي، والحلفاء الذين تقودهم أمريكا يرون أن أي إجراء كهذا هو خط أحمر يستدعي الرد المباشر..{nl}بين اللغتين نجد أن إيران تحاول أن تكون القوة المنفردة على مياه الخليج العربي، لكن مثل هذا التفكير يفتقد العقل، إذ إن المواقع الحساسة والاستراتيجية مثل الخليج الذي يمر 40٪ من نفط العالم خلاله، لايمكن أن يوضع في المساومات السياسية أو المزايدات بجعل القوة تقود إلى حرب، أو شبه نزاع سياسي يتحول إلى حرائق كبيرة..{nl}إيران ربما تتذكر أن ضرب اليابان بالقنابل النووية لمدينتيْ نجازاكي وهيروشيما، بدأ بمغامرة ضرب الأسطول الأمريكي في ميناء «بيرل هاربر» ولا ندري ماذا ستكون عليها الحال لو تكررت المغامرة من قبل إيران والتي ربما يراودها إحساس بأن أمريكا لا تستطيع القيام بحرب جديدة بسبب أوضاعها المادية، والعسكرية مع أفغانستان، لكن الوضع مختلف إذ إن مبرر الحرب، لو حدثت، سيكون بسبب ضغطٍ على العالم من خلال قطع شريان النفط، وهنا ستبارك كلّ الدول أي خطوة رادعة تمنع تدهور الاقتصاد العالمي..{nl}الواقعية في السياسة هي مهمة العقلاء، وإيران كثيراً ما استعملت البراغماتية في الكثير من الخطوات عندما تنسحب من المواقف الحرجة عند الشعور بأي خطر مباشر، لكن هناك فكر سائد يخلط العمل السياسي والعسكري بالخرافة، وهو ما تتحسب له الدول الغربية من القيام بأي خطأ يدفعها للدفاع عن مصالحها مهما كانت النتائج، ودرء المخاطر لابد أن لا يترك للسائد من الفكر العدمي أن يسود لتبدأ القضية بلعبة الإنذار ثم يلحقها دمار شامل..{nl}والسؤال.. لمن في صالحه الوقت والتوقيت لو حدث أي خطأ في التقدير؟! وهو سؤال مفتوح على العديد من الاحتمالات، لأن القبول بفرض سياسات على قوى عظمى تتمتع بميزات التفوق العسكري، والاقتصادي وحشد العالم خلفها، يناقض الوضع الإيراني الذي لا يستطيع تحمل وقف صادراته للنفط في ظروف اقتصادية داخلية أصبحت ضاغطة، وحتى لو فاجأت العالم بتفجير قنبلة نووية، فهذا لم يمنع أمريكا من تهديد الاتحاد السوفياتي بحرب نووية ما لم يسحب صواريخه عابرة القارات من كوبا أثناء الحرب الباردة، لتنتهي الأمور إلى تسوية بلا نشوب حرب، وإيران عليها أن تفهم أن جدية التهديد لا تصدر من طرف بلا فاعلية، وعملية أن تفكر بماضي امبراطوريتها والإلحاح بعودتها، فذلك ضربٌ من الخيال، ولنأخذ إسرائيل التي لا توازي جغرافيتها إحدى مقاطعات إيران، ولكنها تتفوق على كل جيوش المنطقة وتسبقها تقنياً، وهي لم تصل في تأسيسها لثلاثة أرباع القرن، ولعل التقليل من موازين القوى سبق أن تسبب للعرب بالهزيمة عام 1967م ، وإيران أمام حلف هائل وكبير لا نعتقد أنها ستلوي ذراع هذه الدول، والحكيم هو من يعرف حجمه، ووزن قوته، ويتعامل معهما بحس المسؤولية..<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/01-2012/عربي-9.doc)