Aburas
2012-06-20, 08:07 AM
أقلام وآراء{nl}ـــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ{nl}حماس تقفز الى المقدمة{nl}جهاز الامن يعرض التغييرات في العالم العربي كدليل على الحاجة للحفاظ على المنظومات الهجومية للجيش الاسرائيلي{nl}بقلم:عوفر شيلح،عن معاريف{nl}أحد المفاهيم السائدة في الجيش الاسرائيلي قبل حرب لبنان الثانية ومحظورة الاستخدام اليوم في اطار ما يسمى 'اعادة بناء الجيش' هو 'اعداد المفهوم' في الجيش الاسرائيلي استخدموه لوصف عملية يتم فيها، في غموض ميدان القتال الحالي، تصميم القائد لنفسه مفهوما حول ما الذي يقف امامه. ذات مرة كان هذا بسيطا: العدو يلبس بزات رسمية، هدفه كان احتلال الارض وتحقيق الحسم، وهدفنا كان أن نعمل له ذات الشيء. في العشرين سنة الاخيرة لم يعد شيء بسيطا، ولا حتى مسموح القول 'اعداد المفهوم'. {nl}ما يجري الان في الجبهة الجنوبية هو مثال ممتاز على هذا الغموض. عندما سألت هذا الاسبوع محافل عسكرية لماذا قررت حماس التي منذ سنة (منذ اطلاق الصاروخ على باص الاطفال) حرصت على عدم أخذ المسؤولية عن اعمال معادية ضد اسرائيل، أن تضع نفسها هذه المرة بشكل بارز بهذا القدر في جبهة التصعيد الحالية، فتلقيت بضعة اجوبة معقولة سنفصلها في السياق. ولكن الحقيقة هي أن منطق العدو، بل وحتى هويته، نتعلمه اليوم في جبهة الجنوب بالاساس من السير الى الوراء. قدرات الاستخبارات العملياتية بقيت جيدة مثلما رأينا في تصفية الفلسطيني يوم الاربعاء، حين حددته المخابرات كمشارك في العملية في بداية الاسبوع. بالفهم الواسع لمن يعمل ولماذا يعمل ومتى ولماذا سيعمل في المرة التالية الوضع اكثر غموضا بكثير. {nl}هذا هو العالم الامني الجديد وهو سيصبح اكثر تعقيدا فيما بعقد. اسرائيل تتصدى منذ أربعين سنة مع منطقة سائبة في الحدود اللبنانية، حين يكون أرباب البيت المحميين (م.ت.ف، حزب الله) يصطدمون بها في المنطقة التي هي ظاهرا تحت سيادة دولة، ولكن عمليا ليست تحت سيادة أحد. الحدود المصرية، حدود سلام مع دولة تحافظ بحرص على الاتفاق معنا ولكن قدرتها على فرض النظام في شبه جزيرة سيناء تتضاءل، تفرض تحديا اكثر اشكالية بكثير. الجيش الاسرائيلي يتصدى لكل هذا بأدوات، منظومات وبالاساس بتفكير جيش، هو بطبيعته طريقة اعداد المفهوم الدارجة لديه هي بالاسود الابيض وبالقوى المادية. في ساعات ما بعد العملية دفع الى المنطقة بدبابات وكان هناك من تكبد عناء نقل صورها الى وسائل الاعلام لبث قوة وردع، ضرورتين بحد ذاتهما. كان واضحا بان ليس لها هدفا تطلق النار عليه، لم يكن واضحا على الاطلاق على من يمكن اطلاق النار حتى لو رأته. الدبابة هي أداة توجد لنا؛ والسؤال الكبير هو كيف نجعلها ذات صلة بالعالم الجديد، غير الخطوة السليمة بحد ذاتها التي توضع فيها صورتها المهددة في مواقع الانترنت.{nl}مسؤولية سيادة في غزة{nl}في جولة العنف قبل نحو سنة، أعلن رئيس الذراع العسكري لحماس احمد الجعبري بان قواته ستقود القتال. عمليا حماس وقفت جانبا حين قامت الجهاد الاسلامي (بالهام وتمويل من ايران) الى جانب لجان المقاومة بالصدام مع الجيش الاسرائيلي. هذه المرة قفزت حماس الى المقدمة، لعدة أسباب ظاهرة: أساسها كان المس بمسؤول حماس، كأحد أعمال الرد على العملية في بداية الاسبوع. {nl}هذه السياسة ليست جديدة: اسرائيل قررت منذ زمن بعيد بانها ترى في حماس صاحب السيادة المسؤول عن أرضه، وسترد على رجاله حتى عندما يكون واضحا أن ليسوا هم من اطلقوا النار على أراضينا. هذه سياسة ضرورية لدولة، وبالتأكيد كدرس مما حصل في حرب لبنان الثانية: فهي لا يمكنها ولا تريد أن تسمح لمن يسيطر في الجانب الاخر، سواء كانت تعترف رسميا بحكمه أم لا، بالتملص من المسؤولية. من جهة اخرى، تأخذ اسرائيل بالحسبان بانه سيكون ثمن لجر حماس الى دائرة العنف، وذلك لان القوة التي لديها أكبر من تلك التي لدى الجهاد أو المنظمات الصغيرة. {nl}رغم ذلك، أحيانا ينشأ الانطباع بان اسرائيل تريد لحماس أن تتدخل. حملة رصاص مصبوب، التي سوقت كنجاح عسكري مثير للدوار، تركت القيادة الامنية الاسرائيلية بمشاعر مختلطة. ومع أنها استغرقت نحو ثلاثة أسابيع وعرضت في اسرائيل كشبه حرب، الا انها لم تغير من الاساس الوضع في الجنوب، بل ولم تحقق هدوء بعيد المدى، مثل ذاك السائد في الشمال. يحتمل الا يكون ممكنا تحقيق كل هذا دون احتلال غزة، الامر الذي لم يرغب فيه احد حقا؛ ولكن مرة اخرى، مثلما في حرب لبنان الثانية، الخطاب المبالغ فيه للقادة واستمرار القتال الى ما يتجاوز حافة جدواه خلقا مطلبا جماهيريا لانجاز، الوضع على الارض ببساطة لا يمكن أن يوفره. {nl}كل جولة من المواجهة مع حماس، التي من الواضح انها لا تريد رصاص مصبوب 2، ولا حتى شيئا اصغر منه بكثير، تسمح لاسرائيل بنوع من التعديل الصغير. منظومة 'قبة حديدية' وان لم تكن كاملة الاغلاق، تحسن الفرصة بانهائها بضرر بالحد الادنى في الارواح في طرفنا، وبالمقابل المس بالطرف الاخر بشكل ناجع. في ختام هذه الجولات يكون احساس بان تكتيكيا حقق الجيش الاسرائيلي انجازات وإن كان لا يمكن أن يكون معنى لترتيب يأتي بعد العنف إذ لا يوجد ترتيب كهذا. ولكن في دولة تتعاطى مع قدرات جيشها بقلق قدسي، وتهرع بشكل غير متوازن حين يخيل لها بانه لا يتغلب على اعدائه في كل مواجهة، مهما كانت صغيرة، تبدو حتى هذه الانتصارات الصغيرة ضرورية. وبالتالي، ضرب الجيش الاسرائيلي مسؤول حماس وهذه المرة المنظمة المسيطرة في غزة قفزت الى المقدمة. اسباب ذلك على ما يبدو أكثر تعقيدا. تقارير من غزة تبين أن حماس توجد في حالة ضغط: الحياة في القطاع لم تصبح أسهل في السنوات الخمسة من حكمها. الجهاد الاسلامي، لجان المقاومة وما يسمى عندنا بتعابير ضخمة 'الجهاد العالمي' تعرض حماس كمنظمة سمنت وترهلت، هجرت طريق المقاومة وعمليا تحاول أن تعيش الى جانب اسرائيل اكثر مما تحاول القتل بها. هذه الضغوط حاولت حماس ازالتها بعض الشيء في الجولة الحالية. {nl}الطرفان يديران القتال مثل قنفدين: بحذر شديد. كل واحد يقول لنفسه ان الطرف الاخر يرد فقط أن ينهي هذا بسلام ولا احد يرى انجازا حقيقيا يمكن تحقيقه. كل واحد يعرف بان ضربة بالصدفة لمقذوفة صاروخية أو لصاروخ من طائرة يمكن أن تشعل نارا كبيرة: في معركة الصورة هذه المجتمع الذي في الخلفية، الذي يحاول الخائضون للقتال تلبية ارادته أكثر مما يؤمنون بانهم يمكنهم أن يحققوا له حسما، لن يوافق على التوقف وسيطالب بالتصعيد في حالة سقوط مقذوفة صاروخية على روضة اطفال او مس صاروخ بالمدنيين. {nl}الرسائل التي ترسل الى وسائل الاعلام مهدئة؛ الاقوال لمصر الوسيط المنشغل بمشاكله الداخلية وليس لديه حقا الوقت لنا هي 'هيا نجد السبيل للانتهاء من هذا'. باستثناء انه في هذه الاثناء الجنوب يتلقى النار، وسكانه الذين يعانون لا يفهمون وعن حق، من ناحيتهم، كيف أن كل هذه القوة غير قادرة على ان تحقق لهم حقا أساسيا، يعتبر شمالي اسدود طبيعيا وبسيطا.{nl}السوريون على الجدران{nl}قطاع غزة هو القسم الاوضح في القصة. جنوبه تقع حدود برية طويلة، توشك على أن تضع في السنوات القادمة أمام الجيش الاسرائيلي تحديات صعبة. جدار الحدود، حين سيستكمل، سيكون عائقا ناجعا في وجه مهاجري العمل والمهربين. ولكن بحد ذاته، لن يكون فيه ما يوقف خلية ارهابية مصممة ومسلحة، وبالتأكيد لن يمنع النار من الاراضي المصرية على اسرائيل.{nl}في الجانب الاخر تقع أرض سائبة، بطبيعتها المادية، هوية سكانها وبالاساس رب بيتها تعطل جزءا من الوسائل الاستخبارية التي لاسرائيل في جبهات اخرى. ليس كل ما هو مسموح في لبنان مسموح في مصر، وبالتأكيد ليس التوغلات العلنية الى الاراضي التي في السيادة المصرية. المنطقة مأهولة بحجم ضئيل، وبعشائر بدوية يصعب على نحو خاص جمع المعلومات الاستخبارية من داخلها. {nl}في الجيش الاسرائيلي اشاروا هذا الاسبوع الى التطرف الديني الذي طرأ في أوساط جزء من البدو في سيناء. ولكن منفذي العملية هذا الاسبوع، اذا كنا سنصدق الفيلم الذي نشر، جاءوا من مصر ومن السعودية، واستعانوا بمعاونين محليين دوافعهم من غير الضروري أن تكون ايديولوجية: المال هو شيء ملموس في اوساط السكان من الذين يرتزقون بعدم احترام من تهريب الاشخاص والبضائع. الجدار، الذي يفترض أن يقلص جدا تيار المتسللين الى اسرائيل سيجعل صعبا جدا مصدر الرزق هذا. يحتمل بالتأكيد ان حتى بعد استكماله، ستجد قوات الجيش الاسرائيلي نفسها في صراع مستمر على استكماله، حيال بدو سيسعون الى احداث ثغرات فيه. {nl}هذا صراع القوة العسكرية، سواء كانت بالدبابات او حتى بوسائل متطورة، تتحدث فيه قليلا جدا. القيود شديدة، المعنى السياسي لخطأ ما يمكن ان يكون خطيرا. وبالذات وسائل قديمة ظاهرا، مثل الاستخبارات الميدانية لقوات يقظة، كفيلة بان تكون اكثر نجاعة من القوة التكنولوجية التي تخدم اسرائيل جيدا في جبهات اخرى. {nl}جهاز الامن يعرض التغييرات في العالم العربي، بما فيها صعود الاخوان المسلمين في مصر، وكدليل على الحاجة للحفاظ على المنظومات الهجومية للجيش الاسرائيلي، إذ توجد امكانية أن تصبح الحرب المتماثلة التقليدية مرة اخرى امكانية واقعية. ولكن يخيل أن سيناريو اكثر معقولة هو انتشار نموذج الحدود المصرية الحالية الى حدود اخرى ايضا. المظاهرة في يوم النكبة في العام الماضي، والتي تحولت الى هجوم على الجدار الحدودي مع سوريا تعطي لذلك تلميحا اوليا. هناك أيضا، الاستعداد في المنطقة والاستخبارات الميدانية كانت ذات معنى اكبر بكثير من التحليل المسبق الذي اعتمد على وسائل اكثر تطورا بكثير. اذا كانت سوريا بعد الاسد ستصبح، مثلما يتوقع الكثيرون، دولة مشكوك أنها تؤدي دورها وممزقة من الداخل، معقول أن يسعى جزء من الضغط الى الخروج عبر الحدود مع اسرائيل، الحدود الاكثر هدوء لدينا منذ 1975. {nl}قلقون على الحدود{nl}كل هذا يرتبط حتى بالموضوع الامني المدني الاكثر سخونة، والذي سيوفر عناوين رئيسة كبرى ابتداء من الاسبوع القادم. توصيات لجنة بلاسنر، التي جاءت لتخلق بديلا لقانون طل. اذا ما تضمنت وظائف الجيش الاسرائيلي من الان فصاعدا جزءا اكبر من سلاح الوضع، الذي يحافظ على الحدود الطويلة في وجه المتسللين، المخربين والاعداد الذين هم هكذا وكذلك، فان احتياجاته من القوى البشرية كفيلة بان تتغير. {nl}ذات مرة سألت اليعيزر شتيرن، رئيس شعبة القوى البشرية السابق، ماذا كان الجيش سيفعل لو الغيت دفعة واحدة تسوية 'توراته ايمانه'، وكمية كبيرة من الاصوليين تجندت بالفعل. كنت سأقيم كتائب أمن جاري تحافظ على الحدود، قال شتيرن بنصف فم وهو لا يؤمن بان مثل هذا الامر سيحصل بالفعل، وعلى علم جيد باشكاليته في ترتيبات الحياة للجيش وأقلص الاستخدام للاحتياط. {nl}يحتمل بالتأكيد، أن في السنوات القادمة سيحتاج الجيش الاسرائيلي الى مزيد من جنود الامن الجاري كهؤلاء. التفوق التكنولوجي، قدرة حركة القوات والقوة الجوية، التي هي أساس مفاهيم القتال الحالية في الجيش، كفيلة الا تكون مناسبة للوضع في الحدود. من أجل هذا يحتاج الجيش، الذي لا يزال يتصدى لنتائج تغير التهديدات والثورة التكنولوجية، الى اعادة اعداد المفهوم لعالمه من جديد. المنظومة المدنية التي تلفه تحتاج هي ايضا الى اعادة صوغ العالم الذي تحيا فيه، مطالبها من الجيش وما يتعين عليها أن توفره له. هذه مهمة كبيرة تحتاج الى التخطيط، تنسيق التوقعات بين القيادة السياسية والعسكرية والتنفيذ الدقيق للقرارات. من يتصفح التقريرين الاخيرين لمراقب الدولة من حقه أن يشكك في أن يتم هذا. فبعد ما يقوله المراقب لنا عن الطريقة التي لا تنفذ فيها القرارات، عن طبيعة واداء قيادة الامن القومي، او عن الاداء المخلول سلطة الطوارىء الوطنية يجب أن يكون جد متفائل كي يؤمن بان الواقع الجديد على الحدود سيجلب معه أيضا التغيير اللازم.{nl}ـــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ{nl}النظرة المزدوجة للاخوان المسلمين في مصر{nl}بقلم:اسرة التحرير،عن اسرائيل اليوم{nl}قبل ان يصدر اعلان رسمي بفوز مرشح الاخوان المسلمين في سباق الرئاسة المصرية، محمد مرسي، بدأ كثيرون في أنحاء الشرق الاوسط يحاولون تحليل آثار الفوز الاسلامي في أهم الدول العربية وأكثرها تأثيرا. وفي الغرب يصعب ان نصدق ان وزراء الخارجية أصابتهم الدهشة لأنه كان في السنين الاخيرة اتجاه أخذ يقوى الى الاعتراف بالاخوان المسلمين بأنهم جسم ذو شرعية.{nl}في شباط 2011 صرح جيمس كلابر، مستشار الرئيس باراك اوباما الكبير في الشؤون الاستخبارية، تصريحا مخجلا أمام اللجنة الاستخبارية في مجلس النواب قال ان 'مصطلح الاخوان المسلمين هو مصطلح عام يشمل حركات متعددة وهي في حال مصر مجموعة شديدة التنوع، علمانية في أكثرها، تمتنع عن العنف ونددت بالقاعدة بأنها تشويه للاسلام'. وبعد ذلك بثلاثة اشهر ندد الاخوان المسلمون في مصر بالولايات المتحدة في موقعهم الرسمي في الشبكة العنكبوتية على أثر القضاء على بن لادن.{nl}برغم انه يبدو ان كلابر عاد بقدر ما عن كلامه، فان تقديراته المتعلقة بالاخوان المسلمين تشير كما يبدو الى اتجاه تغيير بين صاغة السياسة في الولايات المتحدة وبريطانيا. يمكن ان نجعل بدء التغيير في 2007، لكن يبدو ان التغيير يزداد زخما في المدة الاخيرة بعد سقوط حسني مبارك.{nl}وهكذا أوضحت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في نهاية حزيران 2011 ان ادارة اوباما 'تتابع سياسة علاقات محدودة بالاخوان المسلمين كانت موجودة على نحو متقطع نحوا من خمس سنين أو ست'. {nl}وأضافت كلينتون ان 'الاتصال بجميع الجهات الباحثة عن السلام والتي تلتزم بمعارضة العنف، يساوق مصالح الولايات المتحدة'.{nl}لكن كيف يُنظر الى منظمة الاخوان المسلمين في داخل الشرق الاوسط؟ في 2005 كتب وزير التربية السابق للكويت، الدكتور احمد الرابي، في الصحيفة السعودية 'الشرق الاوسط' ما يلي: 'ان مصدر كل الارهاب الديني الذي نشهده اليوم هو عقيدة الاخوان المسلمين...'، وأضاف: 'كل من عمل مع بن لادن ومع القاعدة برز من تحت عباءة الاخوان المسلمين'. بعد ذلك بسنتين كتب حسين شبقجي، وهو صاحب عمود صحفي رائد في تلك الصحيفة يقول: 'لم يُسهم الاخوان المسلمون الى اليوم بشيء سوى التطرف والاختلاف في الرأي والقتل في حالات ما'.{nl}كانت تلك التحليلات دقيقة. فقد جاء عبد الله عزام، الذي كان استاذ ابن لادن ومعلمه من الاخوان المسلمين في الاردن، وجاء أيمن الظواهري الذي كان نائب ابن لادن ويرأس المنظمة اليوم من الاخوان المسلمين في مصر، وتربى خالد الشيخ محمد، مهندس عمليات الحادي عشر من ايلول في الفرع الكويتي للاخوان المسلمين. وبعد سنين من الدعم المالي لاعضاء الاخوان المسلمين بدأت العربية السعودية تندد بهم. فقد أعلن نايف، ولي العهد السعودي الذي مات قبل بضعة ايام، بعد عمليات الحادي عشر من ايلول ان الاخوان المسلمين هم 'مصدر كل أزمات العالم الاسلامي'.{nl}لا شك في انه يوجد في الشرق الاوسط فهم أدق لمنظمة الاخوان المسلمين. ان خطابة قيادة الاخوان المسلمين هي أسطع برهان على ان الحديث عن منظمة تؤيد العنف. ونشر المرشد العام في مصر محمد بديع رسالة اسبوعية في موقع الاخوان المسلمين في الشبكة العنكبوتية في الثالث والعشرين من كانون الاول 2010 يعارض فيها مفاوضة اسرائيل. وأضاف: 'لن تُحرر فلسطين بالآمال والدعاء بل بالجهاد والفداء'. حينما أصبح بديع قائد الاخوان المسلمين في كانون الثاني 2012، بخلاف التحليلات في واشنطن ولندن، خلص محللون كثيرون الى استنتاج ان المنظمة تزداد تطرفا. وكان ذلك صحيحا ايضا فيما يتعلق بفرعي الاخوان المسلمين في سوريا والاردن.{nl}اذا أخذنا في الحسبان هذه التوجهات الاقليمية بين الاخوان المسلمين، فليس مفاجئا ان أعلن رجل دين مصري هو صفوت حجازي بمناسبة بدء حملة مرسي الانتخابية في الاول من ايار 2012: 'نحن نتوقع تحقق حلم الخلافة الاسلامية باذن الله على يد الدكتور محمد مرسي واخوته ومؤيديه وحزبه... لن تكون عاصمتنا القاهرة أو مكة أو المدينة بل ستكون القدس'.{nl}سيكون لصعود منظمة الاخوان المسلمين في مصر آثار كبيرة على الشرق الاوسط. في العقد الاخير حينما كان أبو مازن يحتاج الى دعم سياسي في اطار مفاوضة اسرائيل توجه على نحو عام الى الرئيس مبارك. فالى من سيتجه أبو مازن الآن؟ اذا تولى الاخوان المسلمون السلطة في سوريا ايضا فسيُدخل ذلك عبد الله ملك الاردن بين نظامي الاخوان المسلمين وذلك شيء سيزيد الضغط عليه ليمنح مجلس الشعب الاردني صلاحيات أكبر ومنها صلاحية تعيين رئيس وزراء ومجلس وزاري مصغر. ومن الواضح ان حماس ستقوى ايضا في هذا الواقع.{nl}هناك ميل احيانا الى نسيان ان للاخوان المسلمين أجندة عالمية. فقد أعلن متحدثو المنظمة مرارا كثيرة ان الاسلام 'سيغزو' اوروبا وامريكا بالدعوة. فهل يستعمل الاخوان المسلمون في مصر شبكاتهم الاوروبية ليدفعوا الى الأمام بالأجندة السياسية الدولية.{nl}وبقي الى الآن سؤال هل سيزيد الاخوان المسلمون مواقفهم اعتدالا بعد ان يتولوا زمام السلطة؟ تدلنا تجربة الماضي على ان نظما اخرى للاخوان المسلمين في السودان وقطاع غزة تمسكت بالأجندة الاسلامية تمسكا شديدا. ففي مطلع تسعينيات القرن الماضي رعى النظام في الخرطوم بزعامة حسن الترابي عشرات المنظمات الارهابية من حماس الى القاعدة. فهل سيفعل الاخوان المسلمون الشيء نفسه في سيناء؟.{nl}تتعلق صورة سلوك مصر بما ستسمعه من المجتمع الدولي. فاذا احتضن الغرب حركة الاخوان المسلمين باعتبارها 'حركة معتدلة' بلا أي انتقاد، فاننا نشك في ان تنجح في جعل الصبغة المحاربة لخططها السياسية في المستقبل، أكثر اعتدالا.{nl}ــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ{nl}مصر: رئيس مؤخر.. وقوات امن على اهبة الاستعداد{nl}بقلم:أسرة التحرير،عن يديعوت{nl}يستل محمود ابن الثامنة والعشرين من عمره، وهو خريج معهد التجارة الذي يجب عليه ان يعتاش من اعمال عارضة، يستل من محفظته بفخر صورة ابنته ابنة السنتين نجوى. وبرغم حداثة سنها صُورت وشعرها مكسو بخمار قاتم اللون للحفاظ على حشمتها. وليس محمود مسلما متطرفا، فهو حليق الذقن كما ينبغي وشعره ممسوح بالجل ويلبس بنطال جينز بحسب الموضة وقميصا قصير الكُمين ضيقا. وقد صوت في انتخابات الرئاسة لاحمد شفيق المرشح المستقل في ظاهر الامر وممثل المعسكر العلماني المقرب جدا من النظام العسكري.{nl}'تحتاج مصر الى رئيس ذي تجربة يستطيع ان يواجه المشكلات الكثيرة ويعيد بناء الاقتصاد سريعا'، يُبين. 'ان مرشح الاخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي يعد بأشياء كثيرة لكنه بلا تجربة ولا يعلم أحد ما هي خططه الحقيقية. نحن في حاجة الى رئيس يعيد السياحة والاستثمارات الاجنبية ويُقر الامور من جديد ويُقر الامن الداخلي ويُصرف سياسة خارجية ذات مسؤولية'.{nl}كان محمود يرمز في نظري هذا الاسبوع الى نفس مصر المنقسمة في الايام المصيرية والى التوترات المرهقة التي تمر بها. وهو يعتبر في ملايين الناس الذين خرجوا قبل سنة ونصف الى ميدان التحرير للتظاهر على مبارك ونجحوا في اسقاط النظام. لكن في الوقت الذي مر منذ ذلك الحين جرى على محمود مثل كثير من المصريين وعي سريع.{nl}ان التجربة الديمقراطية القصيرة التي عبرت عنها انتخابات مجلس الشعب أسهمت اسهاما كبيرا في تلاشي النشوة الثورية. 'صدقني أو لا تصدق'، يقول منير وهو من نشطاء الحركة الديمقراطية، 'فرح ناس كثيرون حينما نشرت المحكمة الدستورية في الاسبوع الماضي قرارها المتعلق بعدم قانونية انتخابات مجلس الشعب وبفض مجلس الشعب.{nl}'كنا في البداية فخورين بمجلس الشعب هذا. وتابعنا مدة ساعات النقاشات في التلفاز ورأينا أمام أعيننا كيف أصبح انجازنا سيركا. ان حكم الاسلاميين قد تُرجم من فكرة مجردة الى صورة لمئات الرجال ذوي اللحى والنساء ذوات الخُمر يقررون مستقبل مصر. وحينما استقر رأي أحد النواب السلفيين على قطع مباحثات مجلس الشعب بصوت الأذان زيدت السخرية على الخوف لأنه لا يمكن ان تُدار دولة على هذا النحو'.{nl}رصاصة في الرأس{nl}يعلم الاخوان المسلمون ايضا، الأسياد الجدد للشارع المصري بالمزاج المتغير. وكان المؤتمر الصحفي الذي جمعه مرسي بعد اغلاق صناديق الاقتراع بساعات معدودة دليلا واضحا على ذلك. أعلن متحدثوه في الحقيقة الفوز لكنهم نسبوا اليه أكثرية ضئيلة تبلغ 52 في المائة لا أكثرية ساحقة كالتي حصلت عليها الاحزاب الاسلامية في انتخابات مجلس الشعب. قد يكون الاخوان بلا تجربة في العمل الحكومي لكن لهم حواس سياسية حادة. بل يعترف حتى خصومهم الشديدو الخصومة في المعسكر الديمقراطي بأن في صفوف الاخوان ساسة كبارا يتحكمون تحكما جيدا بخبايا اللعبة بصورة أفضل من اولئك الذين اضطُهدوا طوال السنين بين أظهر العلمانيين.{nl}يعلم الاخوان جيدا حدود قوتهم ويريدون الامتناع بكل ثمن عن معاودة أخطاء الماضي. وقد أوضح لي محمد ابن السادسة والعشرين، وهو طالب طب في جامعة عين شمس ونشيط متطوع مخاوفهم في مراحل الثورة الاولى وأوضح لي بقوله: 'ان 1954 منقوشة في ذاكرتنا جيدا. لا نريد أن نُمكّن الجيش من ان يكرر ما فعله بنا عبد الناصر'.{nl}ان الاخوان الذين كانوا آنذاك أكبر حركة سياسية في مصر، تعاونوا مع ضباط الجيش الذين أسقطوا النظام الملكي الفاسد في 1952. وكان جمال عبد الناصر، وهو من قادة 'الضباط الأحرار' واحدا من المتصلين بالاخوان واعتبره الاسلاميون واحدا منهم خطأ، لكن منذ اللحظة التي تولى الحكم فيها بدأ يُنحيهم جانبا.{nl}وقد مكّنت محاولة اغتياله في 1954 على يد نشيط من الاخوان المسلمين، مكّنت النظام من ان يبدأ حملة قمع لم يسبق لها مثيل ويزج بقادة الحركة في السجون ويُعدمهم ويحطم البنية التحتية التنظيمية ويوجب على الاخوان ان يجلوا جلاءا طويلا أو يمارسوا العمل السري.{nl}التقيت مع محمد أول مرة قرب ميدان التحرير في المظاهرات الجماعية التي سبقت خلع الرئيس، وحافظنا منذ ذلك الحين على علاقة والتقينا في كل مرة زرت فيها مصر تقريبا. وفي هذه الفترة غيّر صورته وحلق لحيته السوداء لكن ارتيابه الشديد في نوايا النظام العسكري لم يقل بل بالعكس، فقد عززت التطورات السياسية ولا سيما في الايام الاخيرة ايمانه بأن قادة المجلس العسكري الأعلى سيفعلون كل شيء لمنع نقل السلطة الى الاخوان.{nl}ان حل مجلس الشعب ومصادرة السلطات من رئيس المستقبل ونقلها الى الجيش وتأخير نشر نتائج الانتخابات كل ذلك يُرى أنه انقلاب عسكري جديد. وهم في معسكر شفيق ايضا على يقين من ان المشير محمد الطنطاوي سيفضل ان يطلق النار على رأسه على ان يُسلم مرسي ورفاقه سلطات ادارة شؤون مصر.{nl}ومع ذلك فان مؤيدي الديمقراطية منقسمون بشأن طريقة سلوك قيادة الجيش، فيقول لي واحد منهم فضل الامتناع عن التصويت للرئاسة بأنه لم يشأ ان يعطي صوته لمرشح النظام القديم ولم يكن يستطيع ان يصوت لمرشح متدين، قال لي: 'لا يعلم الجنرالات أنفسهم ما الذي يريدونه. انهم يريدون ان يعودوا في أسرع وقت ممكن الى قواعدهم العسكرية ويعفوا أنفسهم من ادارة الوضع المعقد الذي نشأ في الدولة'.{nl}'يعلم الجيش بالضبط ما الذي يريده ويُدبر الامور تدبيرا ذكيا'، يزعم في المقابل نشيط معارضة ديمقراطي أعطى شفيق صوته لمنع تحول مصر الى دولة اسلامية. 'أوضحوا للمصريين بانتخابات مجلس الشعب ما الذي ينتظرهم اذا سيطر الاسلاميون على الدولة. ان اعلان مقر الاخوان في يوم الاثنين فوز مرسي أسقط هو وحده البورصة وأفضى الى هرب مليارين ونصف مليار جنيه مصري. وأفادت الصحف هرب فنانين علمانيين خارج مصر. ويرى الناس ان السياحة تضررت، وفي دولة يعتاش فيها واحد من ثمانية من ذلك، من الواضح ماذا سيحدث اذا أجاز الاخوان والسلفيون قوانين تُحرم بيع الكحول. وقد عرف الجيش كيف ينشيء جو يوجب على الناس ألا يُسلموا مستقبلهم للاسلام المتطرف'.{nl}ماذا لنا وتحرير فلسطين{nl}لعبت سخونة الأحداث من جديد في مثلث الحدود بين مصر واسرائيل وغزة هذا الاسبوع لمصلحة معارضي الاخوان المسلمين، ففي حين ربطوا في اسرائيل الهجمات بالصواريخ على الجنوب بفوز مرسي المرتقب في الانتخابات ونشوء جبهة اسلامية، وفي حين تم تغيير شعار مظاهرة الاخوان في التحرير معارضة لحل مجلس الشعب من 'الشعب يريد اسقاط النظام' الى 'الشعب يريد تحرير فلسطين'، زادت في الشارع المخاوف من حرب مع اسرائيل.{nl}'من ذا يحتاج الى التصريحات الغبية لتحول القدس الى عاصمة مصر الجديدة؟'، يقول زكي غاضبا، وهو محامي شاب من أبناء الأقلية المسيحية القبطية. 'هل يعتقدون حقا ان الناس سيكونون على استعداد للقتال من اجل تحرير فلسطين؟ أفنحن قادرون أصلا على ان نحارب اسرائيل؟.{nl}'أقام الاسرائيليون مئات الدبابات وكتائب كاملة قبالة الحدود. أنحتاج الى حرب؟ يريد الناس هنا ان تعود حياتهم الى مسارها وان يُحرز تحسن اقتصادي. وبينت تصريحات الاخوان المغامرة فقط أننا نحتاج الى رئيس يسلك سلوكا مسؤولا ولا يجعل العالم كله ضدنا'.{nl}صوت زكي مثل كثيرين من أبناء الطائفة القبطية لشفيق بلا أي تردد، وبرغم ان الكنيسة أعلنت الحياد وامتنعت عن ان تؤيد علنا مرشحا ما، وقفت الطائفة المسيحية الكبيرة وقوف رجل واحد الى جانب العسكري العلماني. وقد تحول كابوس تحول مصر الى دولة شريعة اسلامية من تهديد متوهم الى واقع. وقد هاجر أكثر من 150 ألف قبطي في الاشهر الاخيرة، وهذا هرب أدمغة جماعي يصاحبه هرب مال لأن الذين يستطيعون ان يُدبروا لأنفسهم جوازات هجرة الى الغرب يُعدون على نحو عام في الطبقات العليا.{nl}تحول احتمال الحرب مع اسرائيل ايضا في نظر كثير من المصريين الى تهديد حقيقي. 'بعد سنة حينما أبلغ سن الثلاثين يفترض ان أحصل على اعفاء'، يقول واحد ممن تحدثت معهم. 'يجب علي الآن ان آخذ في الحسبان احتمال ان يجندوني مع كل ذلك ويرسلوني لأحارب اسرائيل بسبب مبادىء لا أومن بها'.{nl}يعرف مؤيدو الجيش كيف يستعملون تهديد الحرب مع اسرائيل لحاجاتهم ايضا. في ارض النيل التي تغرقها الاشاعات ونظريات المؤامرة هناك من يؤمنون ايضا بأن اسرائيل تخطط لاستغلال عدم استقرار مصر الداخلي للسيطرة على سيناء من جديد أو لانشاء شريط أمني لمواجهة اطلاق الصواريخ على الأقل كالشريط الذي كان في جنوب لبنان. 'اذا حدث هذا حقا فسيستطيع رجل عسكري ذو خبرة فقط مثل شفيق ان يحمي ارض مصر ومصالحها'، يقول زكي.{nl}بازاء سيناريوهات الحرب يحظى نتنياهو وحكومته بالمدح على ألسنة ناس في الادارة لسلوكهم منذ بدأت الثورة. 'نحن محظوظون لأن يمينكم موجود الآن في الحكومة لا في المعارضة'، يقول لي مبتسما موظف مصري رفيع المستوى. 'تخيل ماذا كان سيحدث لو لم يكن افيغدور ليبرمان وزير الخارجية، فقد كان هو الذي قال ان مصر هي أكبر تهديد استراتيجي لاسرائيل بل أكبر من ايران، سيقصف بتصريحات قتالية من المعارضة، لكنه باعتباره وزيرا رفيعا يحافظ على صمت يُسهل علينا جدا.{nl}'لا يُجر نتنياهو ايضا الى حرب كلامية مع مصر كانت ستوجب علينا ان نرد ونُحدث توترا، وكان هذا التوتر لا يخدم سوى أعداء السلام'.{nl}ويتابع الموظف قائلا: 'من الصحيح الى الآن ان اتفاق السلام ما يزال صامدا، يمكن ان نزعم انه ينبع من انه بقي من الاتفاق الورق الذي كتب عليه فقط، فليست لكم سفارة في مصر ولم تعد توجد علاقات اقتصادية وأدخل الجيش المصري قوات الى سيناء، لكنه توجد قنوات اتصال مفتوحة وهذا انجاز'.{nl}ليس الجميع في القاهرة يشاركون الموظف في إطرائه. فهناك من يُفسرون ضم كديما الى الحكومة بأنه انشاء 'مجلس حرب مصغر' مؤلف من 'جنرالات وصقور' يطمحون الى مهاجمة مصر واحداث واقع جديد في الشرق الاوسط بالتنسيق مع واشنطن.{nl}'اتفاق سايكس بيكو جديد'، هكذا تُسمى هذه النظرية التي تنسب الى اسرائيل والولايات المتحدة نية استغلال التوترات العرقية في الدول العربية لتقسيم المنطقة من جديد كما فعلت فرنسا وبريطانيا في أواخر الحرب العالمية الاولى مع انحلال الدولة العثمانية. ويفترض ان تُقسم مصر وسوريا وليبيا ولبنان في رأي آباء هذه النظرية - في المستقبل القريب كل واحدة الى عدة دول جديدة تُسلم لتحكمها طوائف أو قبائل مختلفة. ويرى الاخوان المسلمون ان اسرائيل والولايات المتحدة هما اللتان تجذبان الخيوط من وراء عمل المجلس العسكري الاعلى، ويشارك في هذا التصور ايضا فريق من الثوار العلمانيين الذين استقر رأيهم على ان يعاونوا الاخوان في احتجاجهم على قرار حل مجلس الشعب وتأخير نشر نتائج الانتخابات.{nl}يرى هؤلاء الثوار ان حل قبضة الجيش عن ادارة الدولة يسبق مناضلة الاسلاميين عن هوية 'الجمهورية المصرية الثانية' المستقبلية. وهكذا أصبح الاخوان المسلمون الذين كانوا على حذر كبير من المشاركة علنا في مراحل الثورة الاولى، أصبحوا قوة متقدمة شرعية للحركة الشعبية لتغيير النظام واستقر رأيهم على ان يتحدوا مباشرة عدوهم الأقدم، أي الجيش.{nl}عصابات مسلحة{nl}ليس توحيد الصف بين الاخوان وبعض قوى الثورة العلمانية هو الحلف الغريب الوحيد الذي نشأ في مصر في الاسابيع الاخيرة. والتقدير هو ان السلفيين وهم حركة اسلامية أكثر تطرفا تريد ان تقود من جديد مذهب حياة كان في ايام النبي محمد أعلنوا تأييد ترشيح مرسي لكنهم أمروا مؤيديهم بأن يصوتوا لخصمه بسبب الاختلافات الفكرية السائدة بين التيارين. فالسلفيون يرون الاخوان جسما معتدلا جدا وذا ميل الى مهادنة الظروف. وهم يفضلون ان يعززوا قوة مرشح الجيش للافضاء الى حرب استنزاف بين النظام القديم والاخوان يربحون هم وحدهم منها في تقديرهم.{nl}تستعد القوى جميعا لهذه الحرب الداخلية الآن. وقد تشعل هوية الفائز في الانتخابات التي قد تُكشف في مطلع الاسبوع القادم اذا لم يستقر رأي اعضاء اللجنة الانتخابية العليا على الغاء التصويت بسبب مقدار التزوير الكبير والاخلال بحرية الانتخاب ان تشعل حربا أهلية. وحذر متحدثو الاخوان هذا الاسبوع مرة بعد اخرى من انه اذا أُعلن ان الجنرال شفيق رئيس فستنشأ صدامات 'عنيفة خطيرة' بين الشعب والجيش.{nl}مع اعلان اللجنة أول أمس تأخير نشر النتائج بادر الاخوان الى اعلان أنهم يبدأون اضرابا جماعيا في ميدان التحرير. واليوم بعد صلاة يوم الجمعة في المساجد يتوقع ان يحضر مرسي الى الميدان لأداء قسم شعبي للرئاسة.{nl}في توقيت غير عرضي كشفت وزارة الداخلية هذا الاسبوع عن ان قوات الامن ضبطت كمية ضخمة من الاسلحة الثقيلة هُربت الى مصر وفيها 100 صاروخ مضاد للدبابات. اذا كان قد شاع الى الآن ظن ان تهريب السلاح الى مصر مخصص للفلسطينيين فانه يتغلغل الآن الى وعي المصريين ادراك انه يتم تسلح تحت أنوفهم قد يوجه عليهم. ان قدرا يزداد من السلاح يتنقل بين أيد خاصة لا من اجل الدفاع عن النفس فقط. ويتحدثون هنا عن عصابات مسلحة تخضع لأمر الاخوان المسلمين والمنظمات السلفية.{nl}ان السائر في وسط القاهرة لا يستطيع ألا يلاحظ استعداد قوات الامن لنشوب عنف جديد أشد مما سبقه. وتحمي المكاتب الحكومية الشديدة الحساسية الداخلية والمالية والدفاع والعدل قوات مشتركة بين الجيش والحرس الوطني. وتقف مدرعات مليئة بقوات تفريق المظاهرات في شوارع جانبية. ودار الحكومة كلها محاطة بسور حجري من جهة وبأسلاك شائكة من جهة ثانية. وأُقيم عند مداخل 'مجلس الشعب' ومجلس الشورى وهما مجلسا النواب اللذان حُلا جنود مسلحون. ان الجو في القاهرة مشحون بالتوتر.{nl}سيتعرض الجيش المصري في الايام القريبة الى أكبر امتحاناته منذ كانت الحروب مع اسرائيل وربما يكون هو الأكبر. اذا وحينما ينشب قتال جديد في الدولة ستواجه القوات معضلة صعبة: فسيضطر الجنود البسطاء الذين يؤجرون أجورا تسد الرمق الى الاختيار ما بين طاعة قادتهم الأثرياء المُنعمين المتمتعين الرئيسين بسيطرة الجيش على موارد مصر الرئيسة وبين الانضمام الى قوى الثورة التي يعتبر كثير من أبناء عائلتهم فيها. فلمن يكون ولاؤهم آنذاك؟.{nl}في مراحل الثورة الاولى جُنب الجنود هذه الحيرة، فقد رأى الجميع الجيش هو الجهة الوحيدة القادرة على المصالحة والوصل بين النظام والشعب وعلى ضمان استقرار مصر وأمنها الداخلي. وكان الأعداء آنذاك رجال الشرطة الفاسدين والمقربين من مبارك. وفي الـ 18 شهرا التي مضت تغيرت صورة الجيش الايجابية تغيرا كبيرا وأصبح كثيرون يرونه متابعا لنهج النظام القديم الذي يريد ان يؤبد سلطته.{nl}في حين أصبح نصف السكان على استعداد ليُسلموا الى الجيش تحول مصر الى ديمقراطية، يرى النصف الآخر الجيش اليوم عدوه اللدود ويحصل شقاق عميق بين جزئي مصر هذين. بقيت عشرة ايام الى الموعد الذي وعد فيه الجيش بنقل السلطة الى الرئيس المنتخب ديمقراطيا. وقد تكون عشرة الايام القادمة مصيرية جدا لمستقبل مصر والشرق الاوسط كله.{nl}ــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ{nl}روضة غزة وروضة إسرائيل{nl}بقلم: جدعون ليفي،عن هآرتس{nl}لا جدل هذه المرة في أنهم هم الذين بدأوا، وتستطيع حاضنة الاولاد المتشاجرين في روضة اطفال في جنوب اسرائيل وروضة في شمال غزة ان تقول هذا في جزم ويقين هذه المرة. فقد بدأت روضة غزة وتابعت روضة اسرائيل. فالحال في روضة الاطفال كالحال في روضة الاطفال.{nl}في صباح يوم الاثنين قتل مواطن اسرائيلي عند الجدار مع مصر. وفي ظهر ذلك اليوم جاء الرد بهجوم اسرائيلي من الجو على بيت حانون وقتل فلسطينيان. ولم تُقصر روضة غزة، فبعد الظهر أُطلقت قذيفة صاروخية على عسقلان. ولم تُقصر روضة اسرائيل فعاد سلاح الجو وهاجم. ولم يكن ذلك كافيا لأن سلاح الجو قضى بعد ذلك على فلسطينيين مسلحين كما يبدو قرب الجدار الحدودي. وكانت النتيجة 4:1 لروضة اسرائيل واستمر الشجار.{nl}لم تسكت روضة غزة فأُطلقت عشرات القذائف الصاروخية على الجنوب وتحمل الولد حماس المسؤولية عن طائفة منها وجُرح ضابط من حرس الحدود جرحا متوسطا. وقبل ذلك ايضا قُتلت بنت في روضة غزة بقذيفة صاروخية فلسطينية كما يبدو ومواطنان فلسطينيان آخران بسبب «خطأ تعرّف» من الجيش الاسرائيلي فأصبحت النتيجة 6 : 1، واستمر الشجار أمس لكن الانتباه صُرف عنه الى تقرير مراقب الدولة.{nl}أيتهما بدأت؟ قد قلنا من قبل انها روضة غزة، وربما لم يكن ذلك، فقد نشرت أول أمس منظمة مجهولة هي «مجلس شورى المجاهدين» شريط فيديو مسجل تحملت فيه مسؤولية عن قتل المواطن الاسرائيلي سيد فشافشة. فأبو صلاح المصري من مصر وأبو حذيفة الري من السعودية هما اللذان بدءا، فقد اجتازا حدود اسرائيل من مصر. لكن روضة اسرائيل تتهم روضة غزة بأنها بدأت.{nl}هكذا كانت الحال ايضا في الجولة السابقة في آب 2011: ففي سلسلة عمليات قرب ايلات قتل ثمانية اسرائيليين وجرح اربعون. وقصف الجيش الاسرائيلي غزة، وفي الأساس «لجان المقاومة الشعبية». وعُلم بعد ذلك ان المخربين كانوا أصلا مواطنين مصريين من ناس الجهاد العالمي في سيناء، لكن روضة غزة دفعت الثمن آنذاك. ومقابل ذلك دفعت اسرائيل اسبوع قتل وخوف في البلدات الجنوبية.{nl}لو لم يكن ذلك فتاكا ونازفا بهذا القدر لأمكن ان يكون مسليا، ولعبة اولاد، فهناك شيء ما صبياني بصورة مخيفة في جولات الدم والدمار: فهم يبدأون ونرد نحن، وهم يردون ونرد نحن بصورة أقوى. وهجمات اسرائيل غبية والانتقام الاسرائيلي لا يقل غباءا. ويحاول الفلسطينيون وأنصارهم ان يُذكروا بوجودهم بالعنف الذي لا يأتيهم بأي فائدة وترد اسرائيل بصورة آلية لا تأتيها بأي فائدة ايضا.{nl}ليست اسرائيل غبية؛ فسيادتها وأمن سكانها يتم المس بهما ولهذا تعتقد انه يجب عليها ان ترد وان تفعل شيئا ولا تسكت، بأي ثمن. وهناك كلام ايضا داحض بقدر غير قليل عن الحاجة الى «ردع»؛ بيد أنه لا ينجح، فمن الحقائق ان روضة غزة لا تُردع مرة بعد اخرى.{nl}لا اعتراض على حق اسرائيل في الرد. لكن ألا توجد حكمة في الرد ايضا؟ في كل رد؟ وفي كل قوة؟ ألم يكن من الصحيح ان نحاول ضبط النفس بازاء حماقة الطرف الثاني؟ لأنه بعد كل رد اسرائيلي عنيف يأتي رد فلسطيني مضاد فيلجأ الجنوب الى الملاجيء ويتم التشويش على الحياة ويصاب السكان بالرعب. أفلا يمكن منع هذا حقا؟.{nl}ان سكان الجنوب خاصة، اولئك الذين يدفعون معظم الثمن عن ألعاب الموت والخوف هذه، كان يتوقع ان يعترضوا على التسلسل هذا وألا يقبلوه على أنه قانون طبيعة. لكن أكثرهم، مثل أكثر الاسرائيليين، غير مستعدين لأن يروا اسرائيل تضبط نفسها. ويعلم الساسة والجنرالات أنهم مُرغمون على ان يبذلوا لهم حصة الانتقام بدل حصة الأمن التي لا يستطيعون بذلها كاملة. بيد أنه لا يمر خط مستقيم واحد دائما بين الانتقام والامن، وبين الرد الآلي والحكمة.{nl}بعد يوم أو يومين اذا لم تحدث كارثة سينتهي هذا الشجار العبثي ايضا. وسيتم احراز هدنة غير رسمية ـ باتصالات غير رسمية بالطبع ـ الى ان تأتي «اللذة» التالية. وستأتي بيقين لا يوجد أكبر منه. ومن المبالغ فيه ان نتوقع من روضة غزة ان تكف عن ذلك. لكن لماذا تسقط روضة اسرائيل ايضا في كل مرة من جديد في شرك النار هذا حتى لو كانت روضة غزة هي التي بدأت؟.{nl}ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/06-2012/ماس-95.doc)