المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أقلام وآراء عربي 137



Aburas
2012-06-20, 08:13 AM
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ{nl}في هــــــــــــذا الملف{nl}سيناء جبهة ساخنة للمقاومة {nl}رأي القدس العربي{nl}عندما يصبح النفط سلاحا ضد الدول المنتجة {nl}بقلم:د. سعيد الشهابي عن القدس العربي{nl}الاردن: مسدسات تحت القبة ونظام متميز في خسارة الاصدقاء {nl}بقلم:بسام البدارين عن القدس العربي{nl}مــأزق الأغلبيــة الضئيلـــة{nl}بقلم: محمد ابوالفضل عن الأهرام{nl}الربيع العربى من المد إلى الجزر{nl}بقلم:فهمي هويدي عن الشروق المصرية{nl}"إ خس" عليكم يا عرب{nl}بقلم:ياسين بن لمنور عن الشروق الجزائرية{nl}الإعلام والواقع ؟ قارئ ناقد يصنع الخبر .. {nl}بقلم: حسين كريم قلايد عن الشروق التونسية{nl}نهر البارد أو كيف تصنع «غيتو» وتبيّت لغماً{nl}بقلم:نهلة الشهال عن السفير{nl}أيام الصحافة الحزينة {nl}بقلم:عماد شيّا عن المستقبل{nl}حرق المساجد .. نهج صهيوني بامتياز {nl}رأي الدستور{nl}عسكر مصر وأقرانهم وحتمية التغيير! {nl}بقلم:فرج شلهوب عن السبيل الأردنية{nl}استقالات النواب دعائية ومكشوفة ومتأخرة {nl}بقلم: ماهر ابو طير عن شيحان الأردنية{nl}كتلة التحالف الكهروشمسي!!{nl}بقلم:أحمـد عبد السـادة عن الصباح العراقية{nl}ملفات نوري المالكي الكارثية!{nl} بقلم:داود البصري عن السياسة الكويتية والعراق للجميع{nl}من رائحة الياسمين إلى رائحة الدم{nl}بقلم: عبدالعزيز المقالح عن يمن برس{nl}الشعب يريد رغبات أميرية{nl}بقلم: صلاح عثمان العثمان{nl}مصالحة.. في مهب الريح{nl}رأي البيان{nl}سيناء جبهة ساخنة للمقاومة{nl}رأي القدس العربي{nl}عاد الصراع العربي ـ الاسرائيلي بقوة الى واجهة الاحداث في اليومين الماضيين بعد غياب طويل بفعل ثورات الربيع العربي وانشغال المنطقة والعالم بما يجري في سورية بين قوات النظام وانصار الثورة المطالبة بالتغيير الديمقراطي.{nl}صحراء سيناء والحدود المصرية مع اسرائيل على وجه الخصوص، شهدت سخونة غير عادية حيث نفذت مجموعة مجهولة عملية فدائية ضد مستوطنة اسرائيلية اسفرت عن مقتل عامل اسرائيلي واستشهاد اثنين من منفذي العملية.{nl}الاخطر من ذلك اطلاق صواريخ من صحراء سيناء على اهداف في العمق الاسرائيلي ادى الى ارتباك المسؤولين الاسرائيليين الذين اتهموا حركة الاخوان المسلمين بالوقوف خلف هذا الهجوم في بداية الامر ثم تراجعوا بعد نفي الحركة بشدة هذه المزاعم.{nl}الغارات الاسرائيلية التي استهدفت قطاع غزة، ومواقع لفصائل المقاومة حسب البيانات الاسرائيلية، واهدافا مدنية وفقا لتأكيدات المتحدثين باسم حركة المقاومة الاسلامية 'حماس' اسفرت عن استشهاد ستة اشخاص في اقل من 48 ساعة.{nl}هذا التصعيد الخطير للاحداث يعيد تسليط الاضواء على مصدر الظلم الحقيقي للامة العربية وهو الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية، وهو الاحتلال الذي نسيه الكثير من الحكومات العربية بعد نجاح بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي باقناع الغرب وحلفائه العرب بان ايران وطموحاتها النووية هي الخطر الاكبر على المنطقة.{nl}تدهور الاوضاع الامنية في سيناء يشكل مصدر قلق للاسرائيليين، وهذا ما دفع ايهود باراك وزير الدفاع الاسرائيلي الى مطالبة السلطات المصرية ببسط سيطرتها على هذه المنطقة الملتهبة التي تحولت الى قاعدة لعدة هجمات فدائية على مستوطنات اسرائيلية في الاشهر الاخيرة.{nl}مصر مشغولة هذه الايام بهمومها الداخلية ولم تعد ترغب في استئناف دور نظام حسني مبارك المخلوع في حماية الحدود الاسرائيلية والالتزام ببنود اتفاقات كامب ديفيد، وهي الاتفاقية التي لم تحترمها اسرائيل مطلقا وانتهكتها اكثر من مرة، كان آخرها يوم امس الاول عندما ارسلت دبابتين الى المنطقة التي اخترق منها الفدائيون الثلاثة الحدود ونفذوا عمليتهم.{nl}سيناء لم تعد العمق الامني للفناء الاسرائيلي مثلما كان عليه الحال طوال الاربعين عاما الماضية، ومن غير المستبعد ان تشهد الاسابيع المقبلة المزيد من العمليات الفدائية انطلاقا منها. وتكفي الاشارة الى ان خروجها عن سيطرة القوات المصرية بسبب القيود التي تفرضها اتفاقات كامب ديفيد في هذا الخصوص ادى الى قطع امدادات الغاز المصري الى اسرائيل لتعرض الانبوب المخصص لهذا الغرض لحوالي 14 تفجيرا في اقل من عام.{nl}المنطقة كلها مرشحة للمزيد من التوتر، فاتفاق التهدئة المعلن بين حركة حماس واسرائيل الذي جرى التوصل اليه بوساطة مصرية انهار تقريبا، واعلان 'كتائب القسام' الذراع العسكرية لحركة حماس عن مسؤوليتها عن اطلاق اربعة صواريخ 'غراد' على اهداف اسرائيلية ردا على الغارات الاسرائيلية على القطاع هو تأكيد رسمي على هذا الانهيار.{nl}غزة ستعود، ومعها سيناء، الى صدارة الاحداث في الايام والاسابيع المقبلة لكسر عملية التعتيم الاعلامي والسياسي على الاجرام الاسرائيلي في الاراضي العربية المحتلة، هذا الاجرام الذي بات مصدر عدم الاستقرار في العالم باسره وليس في منطقة الشرق الاوسط وحدها.{nl}عندما يصبح النفط سلاحا ضد الدول المنتجة{nl}بقلم:د. سعيد الشهابي عن القدس العربي{nl}يوما بعد آخر تدرك ايران ان الحرب التي تشن ضدها اكثر شمولا مما كانت تتصور، ولا يقل خطرها عن الحرب العسكرية التي تسعى جاهدة لتفاديها. أسلحة هذه 'الحرب الباردة' عديدة وفاعلة، ومن شأنها احداث دمار لا يقل عن دمار النزاع العسكري.{nl}فبالاضافة للحصار الاقتصادي خصوصا في القطاع المصرفي، هناك الحرب التكنولوجية التي ابتدأت بالمجال النووي، وتتواصل لتشمل كافة القطاعات العلمية برغم عدم الاعلان المكشوف عنها. وهناك الحرب الدبلوماسية التي تمنع بعض رموز الحكم من التنقل في بلدان العالم. بل ان هناك سلاحا آخر أكثر تدميرا وهو سلاح الطائفية الذي يهدف لعزلها عن جسد الامة الاسلامية على أساس الانتماء الديني. وجميع هذه الاسلحة يمتلك قوة تدميرية لا تقتصر آثارها على حدود الجمهورية الاسلامية بل يؤثر بشكل مباشر على جسد الامة. وهكذا يبدو استهداف ايران ليس محصورا على مساحتها الجغرافية او ايديولوجيتها السياسية بل يتسع ليشمل امة المسلمين من شرقها الى غربها. ولا يمكن فصل الانقلاب العسكري في مصر عن الحرب المفروضة على ايران، فقوى الثورة المضادة تهدف لحماية الانظمة المناوئة لايران، ومنع الاطراف التي تتناغم في منطلقاتها الايديولوجية مع الجمهورية الاسلامية من الوصول الى الحكم. برغم ذلك يمكن النظر الى تطورات الوضع في مصر انها تجسيد لفشل العديد من الاسلحة المذكورة، وان قوى الثورة المضادة التي تستهدف ثورات الربيع العربي كما استهدفت، وما تزال تستهدف، ايران الثورة، ادركت حدود تأثير السلاح الطائفي الذي استعملته بقوة في العراق، ومصر وتونس واليمن وسورية والبحرين، وان تأثيراته، في حال استمرار وعي الشعوب، محدود زمانيا، فسرعان ما تتجاوزه الشعوب، كما حدث في العراق. صحيح ان الاستهداف على الهوية ما يزال يتجسد يوميا في التفجيرات المدمرة التي لم تنقطع تماما، ولكن الجسد العراقي في عمومه، استعلى على محاولات التمزيق وفق خطوط الانتماء المذهبي، واصبح يقترب من بعضه بشكل ملحوظ. وحتى تونس التي ظهر زعماؤها الجدد بخطاب 'معتدل' لم تسلم من تآمر قوى الثورة المضادة ضد نظامها الجديد، فهناك حالة من التوتر بسبب دخول السلفيين على خط مواجهة النظام الذي تمثل حركة النهضة القوة الاساسية فيه.{nl}ولكن السلاح الذي فاجأ طهران، وكانت تعتبره سلاحا تستعمله ضد مناوئيها وليس ضد نفسها، يتمثل بالنفط. فحتى الآن استطاعت الجمهورية الاسلامية الاستمرار في تصدير اكثر من مليوني برميل يوميا بالاضافة لانتاج احتياجاتها المحلية. وكبقية الدول المصدرة للنفط استفادت ايران من صعود اسعاره في السنوات الاخيرة، وطورت احتياطيها من العملة الصعبة لتبلغ مستويات غير مسبوقة. وعندما بدأت الدول الغربية بفرض عقوبات اقتصادية عليها كان قطاع النفط يبدو بعيدا عن تأثير تلك العقوبات. ولكن سرعان ما ظهرت صعوبات جمة على مستويات ثلاثة: اولها احتياج ايران لاستثمارات كبيرة لتطوير قطاعها النفطي سواء في مجال الانتاج او التكرير. ثانيا: بيع نفطها للخارج في ضوء الضغوط العربية والغربية على دول مثل الصين والهند اللتين تعتبران من اكبر مستوردي النفط الايراني.{nl}ثالثا: الصعوبات الجمة التي تواجه الايرانيين لاستلام العائدات المالية لتلك المبيعات، بسبب فرض العقوبات المصرفية وامتناع الدول الغربية من التعامل مع البنك المركزي الايراني. وقد عرف الايرانيون بقدرتهم على الالتفاف على الكثير من اساليب الضغط الانكلو امريكي منذ الحرب العراقية الايرانية. ولكن استعمال النفط كسلاح ضدها لم يمثل حتى وقت قريب خطرا كبيرا على الوضع الايراني. فبالاضافة لاحتمالات غلق مضيق هرمز في حال اي عدوان عسكري اسرائيلي او امريكي، واثر ذلك على تدفق النفط للعالم الغربي، كانت اتفاقات تصدير النفط وحصص الدول الاعضاء بمنظمة اوبك، ضمانا آخر لحماية الصادرات النفطية الايرانية من تأثيرات انظمة الحصار الاقتصادي المفروض عليها. ولكن طهران ادركت الآن ان الحرب ضدها غير محصورة بسياسات الدول الغربية، بل ان الدول الجارة تشارك عمليا في تهيئة الظروف لمحاصرة الصادرات النفطية الايرانية. ولم تعد المسألة النفطية منفصلة عن سياقات الصراع الاقليمي على النفوذ خصوصا بعد انطلاق الربيع العربي ورهان كل طرف على نتائجه. فايران اعتقدت ان الثورات العربية امتداد طبيعي لثورتها برغم تآخرها ثلاثين عاما، واعتقدت ان يقظة الشعوب العربية هذه المرة سوف تتجاوز في دوائر تأثيرها مؤامرات قوى الثورة المضادة. ولكن سرعان ما أصبح جليا ان التحالف المضاد للثورات والتغيير السياسي في العالم العربي قد استنفرا كافة امكاناته لمحاصرة الثورات وتغيير اتجاهاتها. وما جرى في مصر يؤكد بشكل قاطع ان الثورة اما ان تكون كاملة او من الافضل ان لا تكون. ان اكتمال الثورة يقتضي وعيا حقيقيا لدى قادتها ومواقف فولاذية ترفض الانحناء او التراجع او الضغوط الخارجية، وتتخلى عن سياسة 'امتلاك اوراق الضغط' غير المرتبطة بايديولوجية التغيير الثوري.{nl}الامر المؤكد ان استهداف ايران من قبل تحالف قوى الثورة المضادة ليس محصورا بحدودها، بل انه، في اطاره الاوسع، استهداف للربيع العربي وعمل حثيث لمنع انتصار الثورات العربية، او حرف اتجاهها او توجيهها وفق مرئيات تختلف جوهريا عما يدور في اذهان قادتها والمشاركين فيها. هذه النظرة التكاملية لمشروع التغيير الثوري ليست واضحة في اذهان الثوار او قادة المعارضات السياسية او قادة الانظمة الجديدة التي انتجتها الثورات. فالانشغال بالاحتياجات اليومية للشعوب التي اسقطت رؤساءها، او بالهموم الامنية المتجددة يوميا التي تحركها قوى الثورة المضادة، او باقامة التحالفات مع الحكومات التي ظهرت فجأة كداعمة للثورات، كل ذلك اضعف قدرة الزعامات الجديدة على استيعاب ابعاد الثورة المضادة واساليبها، ونظرت ببساطة للتعامل معها في اطار العلاقات الدبلوماسية العادية، بعيدا عن التعمق في طبيعة الاساليب التي تنتهجها قوى الثورة المضادة وتنفق المليارات ضد القوى الشعبية الناهضة. ان توجه هذه القوى ضد الثورات امتداد لموقفها من ايران، ولكن استيعاب هذا الربط ما يزال مستعصيا على القادة الجدد في البلدان التي تطالب شعوبها بالتغيير الجوهري في انظمتها الديكتاتورية. ان حصار ايران لا ينفصل عن حصار ثورتي مصر وتونس، ولا يمكن فصله عما يجري في اليمن او في سورية او في البحرين. فالهدف الغربي من هذه السياسة ذو ابعاد ثلاثة: اولها ضمان أمن الكيان الاسرائيلي الذي سيتهدد اذا اصبحت هناك انظمة سياسية منتخبة في البلدان المجاورة.: ثانيها: حماية الانظمة الحليفة للغرب وقمع معارضيها وافشال الثورات ضدها، ثالثها: الحفاظ على الهيمنة السياسية والعسكرية على منطقة الشرق الاوسط التي تتطلب حكاما طيعين يستمدون شرعيتهم، ليس من صناديق الاقتراع، بل من الدعم الغربي لحكمهم. وتشعر الجمهورية الاسلامية الايرانية بهذه الضغوط المتواصلة من قبل واشنطن ولندن وتل أبيب، ولكنها تأمل ان يكون رجال الثورة القادمون للمسرح العربي، قادرين على استيعاب حقيقة الدور الاسرائيلي سواء في تمزيق اوصال الامة، ام في توفير الدعم الانكلو امريكي للانظمة الاستبدادية. انه صراع طويل بين قوى التغيير الديمقراطي والدول الغربية التي لا تراودها الرغبة في اقامة انظمة حكم ديمقراطية في العالم العربي الذي تتوزعه النزاعات المختلقة.{nl}سلاح النفط الذي هدد العرب باستخدامه ضد الغرب في 1973 بسبب دعمه الكيان الاسرائيلي، اصبح احدى ادوات قوى الثورة المضادة. واذا سمح باستخدامه ضد ايران فسوف يكون سلاحا فاعلا ضد الثورات الاخرى في حال نجاحها. وعندما عقد الاجتماع الدوري الاخير لمنظمة الاقطار المصدرة للنفط (أوبك) في جنيف الاسبوع الماضي كان واضحا وجود منحيين لدى الدول المشاركة: فايران كانت تقترح خفض انتاج اوبك في سقف المنظمة الذي يبلغ 30 مليون برميل يوميا، والآخر الذي تتزعمه السعودية يطالب برفع مستوى الانتاج. جاء ذلك السباق لتحديد سقف اوبك على خلفية تطورات عديدة: اولها: انخفاض معدل صادرات النفط الايراني احيانا الى نصف حصتها المقررة من اوبك، بسبب الحصار الغربي المفروض. ففيما كانت تصدر ما يصل الى 2.5 مليون برميل يوميا، هبطت صادراتها الى ما بين 1.2و 1.8 مليون برميل يوميا. ثانيها: ان السعودية اصبحت تعوض عن انخفاض الصادرات الايرانية، فزادت انتاجها بما معدله 1.6 مليون برميل يوميا. ثالثها: ان تجاوز الدول الاعضاء حصصهم وفق قرارات اوبك، اغرق السوق بالنفط، واضاف قرابة 10 بالمائة من النفط خارج الحصص المتفق عليها، وبذلك صعد انتاج الدول الاعضاء بالمنظمة من 30 الى 33 مليون برميل يوميا.{nl}رابعا: ان هناك ترقبا لبدء الغرب في الاول من يوليو المقبل الامتناع عن استيراد النفط الايراني. وهذا يعني ان طهران سوف تخسر حوالي 600 الف برميل يوميا هي مجموع استيراد الدول الغربية من النفط الايراني. وفي اجتماع فيينا الاخير للدول الاعضاء بمنظمة (اوبك) وجه وزير النفط الايراني نداء لنظرائه بعدم استخدام النفط كسلاح من قبل دولة عضو ضد اخرى. وقلل من شأن العقوبات المقبلة التي قد توقف استيراد النفط الايراني، قائلا ان لدى ايران اكبر مخزون احتياطي من النفط والغاز في العالم، وان ايران تتمتع باليد الطولى على المدى البعيد برغم الحظر، وانه يستحيل على العالم توفير مستلزماته من الطاقة بدون النفط الايراني. برغم ذلك فمن المؤكد ان الحصار النفطي سيؤثر سلبا على الاقتصاد الايراني.{nl}ويعتبر ابقاء منظمة اوبك على سقف الانتاج خطوة ايجابية، ولكن المشكلة في استمرار الدول الاعضاء بتجاوز حصصها الامر الذي ادى الى هبوط اسعار النفط في الفترة الاخيرة. وفيما تعزو ايران هذا الهبوط الى تجاوز الحصص، تقول دول اخرى ان تراجع مبيعات النفط الخام مرتبط بالاوضاع الاقتصادية للدول الغربية ودخولها مرحلة كساد غير مسبوق وتراجع اقتصاداتها بشكل عام. ايا كان الامر فقد كان بالامكان خفض السقف قليلا لدفع الاسعار نحو معدلاتها الطبيعية. وبين الموقفين الايراني المطالب بخفض سقف الانتاج، والسعودي الذي كان يدعو لزيادة الانتاج استطاعت المنظمة الابقاء على السقف الحالي في الوقت الحاضر على الاقل. وعندما يحين استحقاق المقاطعة الغربية للنفط الايراني الاسبوع المقبل (الاول من يوليو) سوف يكون هناك واقع جديد في السوق النفطية. فاذا امتنعت دول اوبك عن زيادة انتاجها، فسوف تتحسن اسعار البرميل النفطي وتستعيد عافيتها لتتجاوز الـ 100 دولار للبرميل الواحد. اما اذا استمرت السعودية والكويت والامارات في الانتاج الذي يتجاوز حصصها فلن يكون مستبعدا انخفاض الاسعار الى مستويات اقل، الامر الذي ستكون له انعكاسات وخيمة على اقتصادات دول مجلس التعاون بشكل خاص. اما ايران فلديها القدرة على التعايش مع مستويات اقل من الدخل النفطي وزيادة مدخولاتها من الغاز ومن الصادرات غير النفطية التي تمثل ربع العائد القومي تقريبا. مع ذلك تشعر طهران بان السلاح الذي طالما كان مشهورا بوجه الدول الغربية لردعها عن الافراط في دعم الكيان الاسرائيلي، اصبح الآن يوجه ضدها في خطوة غير مسبوقة. ومع ان ذلك امر متوقع خصوصا لاستعماله كسلاح من قبل قوى الثورة المضادة، فان استعماله ضد دولة عضو سيقلل من شأنه واهميته، ويبعث رسائل معاكسة لقوات الاحتلال الاسرائيلية التي اصبحت جزءا من قوى الثورة المضادة. الاسرائيليون اصبحوا يحرضون العالم ضد ايران على خلفية مشروعها النووي، ويشاركون في التحريض ضد بعض الانظمة العربية التي ترى وجودها معوقا لاي تقدم في مجال اكتساب الشرعية. وليس مستبعدا ان تتعرض مصر، فيما لو استقرت امورها وانحسرت هيمنة الجيش، لحصار نفطي مماثل.{nl}لقد كان النفط سلاحا فاعلا عندما استخدم بعد حرب 1973، لانه وفر اسلوبا جديدا للتأثير الاقتصادي والنفسي والذهني على الغربيين الداعمين للكيان الاسرائيلي، وطمأن طبقة واسعة من المواطنين بان الامة ما تزال تملك المبادرات وادوات الضغط في الصراع التاريخي من اجل تحرير الانسان والوطن. ولكنه ظهر الآن انه سلاح ذو حدين قد يتحول الى سلاح قذر ضد الاشقاء. فما مصلحة الامة من اصرار السعودية على توفير النفط في احلك الظروف للقوى الغاشمة التي تدعم الاحتلال؟ ما مصلحة الشعوب من خفض اسعار النفط التي خسرت ربع قيمتها في الشهور الاخيرة بسبب زيادة انتاج السعودية وبعض دول الخليج كميات اكبر من النفط لتساعد الدول الغربية على تخزين كميات اكبر بأسعار منخفضة قبل حلول موعد التوقف عن استيراد النفط الايراني؟ هذا السجال سوف يستمر في الشهور المقبلة، ومن الضروري استيعاب مسألة النفط بمقاربتها بمشاريع الثورات العربية من جهة والتوازن السياسي والعسكري في المنطقة من جهة اخرى. ان السماح للغرب باستخدام عكسي للنفط كسلاح في مواجهة دولة اسلامية يعبر عن انحدار في القيم والاخلاق والكرامة، فهو سلاح بايدي ابناء الامة فلماذا يسلمونه للآخرين ليستعملوه ضدهم؟ هذه معضلة تقتضي اعادة الحسابات والمواقف خصوصا من قبل من تهمهم قضايا الثورة والتغيير، لكي لا يباغتوا بانتصار الثورة المضادة وضياع دماء الشهداء وعودة روح اليأس والاحباط في زمن يقتضي التحلي بالامل والوعي والاصرار على التغيير والتمسك بشعار وحدة الشعوب ضد الطغاة. النفط سلاح ايجابي اذا استخدم لدعم قضايا الشعوب، ولكنه كارثة اذا سلم لاعداء الامة لاستخدامه ضد شعوبها والقوى الداعمة للتحرر والانعتاق من الاستعباد الغربي.{nl}الاردن: مسدسات تحت القبة ونظام متميز في خسارة الاصدقاء{nl}بقلم:بسام البدارين عن القدس العربي{nl}طبيعي أن يتخلص عضو البرلمان الأردني اليساري المثقف جميل النمري من بعض إلتزاماته السياسية مع مؤسسة النظام فيميل إلى التصعيد أو المناكفة أو حتى المعارضة في الأيام المقبلة بعدما خذله النظام برمته في عدم التعاطي مع الإعتداء الجسدي والسلوكي الذي مورس ضده من قبل نائب زميل له يحظى بالرعاية والعناية عن بعد وعن قرب من الأجهزة الأمنية والرسمية. {nl}وأعضاء البرلمان المستقلون تمكنوا ببساطة من ملاحظة كيف غادر مصور تلفزيون الحكومة المكان المخصص له بالعادة عندما بدأ النائب المقرب من السلطات والمحسوب عليها يحيى السعود بخطته الهجومية على النمري الذي لا يلام إذا إعتقد بأن الإعتداء مبيت ومبرمج وإدارة التلفزيون تعلم به بدليل أن المصور غادر مكانه حتى لا توثق حادثة الإعتداء. {nl}المعتدي أمسك برقبة زميله النائب النمري وحاول خنقه لعدة دقائق وبصعوبة تمكن زملاؤه من إبعاده والسيطرة عليه بعد حالة هياج إستهدفت البرلماني اليساري الشاب والمسيس. {nl}وبعد أقل من دقيقة كان المعتدي يتفلت مجددا ويلقي بحذاءيه بإتجاه النمري في مشهد إنفلاتي يسيء لسمعة البلاد والبرلمان والعباد ولا تقل عنه غرابة إلا المحاولات البائسة المخجلة من بعض النواب لتبريره أو لمحاولة تسويقية على أساس أنه أمر يحصل في كل برلمانات العالم. {nl}الخلاف أصلا لم يكن سياسيا فالنمري سياسي محترف منذ ثلاثة عقود وخبير في الإعلام والتشريع والإنتخابات ولياقاته السياسية تمنعه من إستخدام يديه في فرض وجهة نظره أما خصمه فلا علاقة له بالعمل السياسي مطلقا. {nl}ومن الواضح أن الإعتداء على النمري حصل بعد يوم واحد فقط من ظهوره في الصف الأول لقيادة مسيرة ضخمة في مدينة إربد تطالب بإسقاط البرلمان وقانون الإنتخاب وهي مسيرة أثارت الكثير من القلق لإنها أضخم مسيرة تنطلق في عروس الشمال منذ عدة عقود ولان السلطات تخوض مع الحراك والنشطاء معركة باطينة إسمها منع إنتقال المسيرات من الجنوب إلى الشمال. {nl}الأمر إذن يوحي بأن جهة ما في اوساط القرار تدعم وترعى النائب المعتدي خططت لمعاقبة النمري على وقفته وصراخه في الشارع وهو شعور لا يمكن توجيه اللوم للنمري وأقاربه والمؤمنين به إذا ما إعتبروه حقيقة خصوصا وان البرلماني المعتدي سبق له أن هاجم الكثيرين وحاول إحراق مقر وكالة الأنباء الفرنسية في العاصمة عمان وحطم كاميرات وضرب حتى بعض رجال الشرطة كما أنه يتجول برفقة مجموعات من أنصاره ويسبب أرقا متواصلا لمؤسسات القرار.{nl}مسألة أخرى مهمة لم تؤخذ بالإعتبار في مسألة الإعتداء المبيت {لتأديب} النمري وإبلاغه بحجم كلفة الإنتقال إلى الشارع والحراك فالأخير ينتمي جغرافيا لمنطقة محددة شمال المملكة وهي نفسها المنطقة التي ينتمي إليها رئيس الوزراء المستقيل عون الخصاونة والمعتدي من أبناء الجنوب وسبق له ان هدد بقطع لسان مواطنه ليث الشبيلات فرد الأخير عليه برسالة لعشيرته قال فيها: ثأري عند رأس الدولة إذا ما حصل إعتداء علي ولا تقتربوا من عشيرة من هددني.{nl}بالتالي يتعاظم شعور الأهالي في تلك المنطقة شمالي البلاد بأن الدولة تستهدف قياداتهم حصريا حتى لا ينجح الحراك في إيجاد موطىء قدم في الشمال في مواجهة بائسة تصنع الإحتقان وتغذيه خصوصا بعدما أظهرت مؤسسات الحكومة عدة مرات عجزا عن السيطرة على {أدوات العنف} التي تستعرض عضلاتها في الشارع بإسم الولاء والدولة والنظام وهي أدوات ترقى أحيانا لمستوى البلطجة.{nl}النمري يتمسك بتحضره السياسي ويقول: لا مصالحات عشائرية في دولة القانون والمؤسسات والصحافيون غاضبون ومتضامنون معه بعدما تعرض ستة منهم عمليا لإعتداءات وتهديدات مماثلة من نفس عضو البرلمان المعتدي الذي إتصل يوما بالصحافي جمال المحتسب قائلا: أين أنت الان. . سأحضر وأفرغ طلقات مسدسي في رأسك.{nl}ليس سرا اليوم بأن نحو عشرين عضوا في البرلمان الأردني {المزور} بإعتراف رجال الدولة والنظام يحضرون الإجتماعات ويدخلون القبة وهم يحملون مسدساتهم الشخصية في ظاهرة لم يألفها البرلمان الأردني حتى أيام الأحكام العرفية مما يدفع بعض الحريصين على الدولة للقلق من إحتمالات وقوع جريمة فعلا تحت القبة خلال خلاف سياسي او تعاكس في الإجتهادات. {nl}وبعيدا عن واقعة الأحذية التي كانت خبرا عاجلا في معظم الفضائيات العربية وتناولها مئات الصحافيين وسيطرت على نقاشات الأردنيين طوال الأيام الثلاثة الماضية يمكن القول بأن النمري وهو سياسي مثقف تقرب جدا من مؤسسة النظام في السنوات الـ 12 الماضية وأصبح عمليا من رموزه الشابه المعتدلة التي يمكن الإستثمار فيها يشعر بأن النظام {يخذله} تماما وهو يرعي ويدعم عن بعد لأسباب غامضة ومجهولة ولا يمكن فهمها إعتداءات بلطجية من هذا النوع. {nl}عليه أغلب التقدير أن النمري وبعدما رفض النظام معالجة الأمر وتجنب إنصافه كما تجنب ضبط بعض رجاله الميدانيين من حملة المسدسات والعصي والحجارة سيلجأ إلى التخفف من عبء العلاقة مع مؤسسة لا ترفض ولا تلفظ مثل هذه الظواهر والأساليب والأدوات.{nl}القصد هنا أن مشاعر الخذلان عند سياسي شاب بمستوى النمري أصبح مضطرا للتجول مع حراسة أمنية وعائلته مهددة قد تحوله إلى معارضة.{nl}وليس سرا أن رجل النظام القوي أحمد عبيدات سبق له أن طالب القصر الملكي بالتدخل لمنع البلطجية الذين ترعاهم بعض المؤسسات من التعرض للمتظاهرين السلميين بالشارع حتى يتمكن هو وأقرانه في الحراك من ضبط هتافات الشارع بالمقابل فحوادث العنف التي يرتكبها البعض بإسم الولاء والدولة والنظام تحسب مجددا من رصيد النظام وتتحول إلى هتافات تدعو لإسقاطه كما حصل تماما في شوارع مدينة إربد. {nl}.. إنها إذن واحدة من المفارقات الغريبة في المشهد السياسي الأردني اليوم فرهان بعض دوائر القرار على أدوات عنيفة في التصدي حتى للمسيسيين المعتدلين من رجال النظام والدولة وبطريقة غير أخلاقية توحي بأن المؤسسة تحتاج لهذا النمط من الأدوات في صورة مضللة وغير حقيقية. {nl}لكن الوقائع تثبت اليوم بأن بقاء {الدعم الخفي} لمظاهر العنف ورموزه بإسم الولاء بدون ضبطهم أو حتى إخفائهم مسألة لا تعني إلا بأن مؤسسة النظام المترددة المتشككة تخلق {وحشا} وطنيا في الواقع الموضوعي إذا لم يتم الان تحجيمه سيحاول إلتهامها قريبا أو على الأقل إخضاعها وإبتزازها. {nl}الأهم أن الظاهرة بدأت تسلط الضوء على قدرات عجيبة داخل مؤسسة النظام في خسارة الأصدقاء والحلفاء ومجانا.{nl}مــأزق الأغلبيــة الضئيلـــة{nl}بقلم: محمد ابوالفضل عن الأهرام{nl}مـر علينا زمن كرهنا فيه نجاح رئيس الجمهورية بنسبة تقل قليلا عن ‏%100.‏ والآن دخلنا زمنا يفوز فيه الرئيس بنسبة تزيد قليلا عن الـ‏%50 وكما كرهنا الزمن البائد بسبب ارتفاع النسبة بصورة تفوق الوصف, أخشي أن نكره الزمن الذي تدنت فيه نسبة فوز الرئيس بصورة تفوق الوصف أيضا.{nl}لست في معرض المقارنة بين عصرين, لأنها لا تجوز ــ من حيث النزاهة والوضوح والشفافية ــ وحدة المنافسة بين المرشحين, لكن من الضروري التوقف والامعان عند مجموعة من القضايا التي سيطرحها, اعلان النتيجة الرسمية غدا لفوز الدكتور محمد مرسي, حسب المؤشرات الصادرة من عدد كبير من الجهات التي راقبت العملية الانتخابية, أو اعلانها لصالح الفريق أحمد شفيق, حسب مصادر اعلامية في حملته. وفي الحالتين من المؤكد أن الرئيس الفائز سيتولي مقاليد الحكم ومعه أغلبية ضئيلة تقف خلفه. الأمر الذي سيسمح للخاسر بالطعن بسهولة في النتيجة النهائية, سواء بسبب كثرة التجاوزات التي ارتكبت قبل وأثناء الانتخابات من جانب الطرفين, أو بسبب ما تردد حول أخطاء بالجملة وقعت خلال عمليات الفرز والاحصاء. وقد جهز كل طرف أوراقه القانونية وأسلحته السياسية لتنفيذ هذا الهدف.{nl}المعلومات المتوافرة تقول إن المرشحين (الفائز والخاسر) مهد كل منهما بطريقته للطعن, عندما تعمد كلاهما اعلان تقدمه علي منافسه قبل حسم نسبة كبيرة من الأصوات. فالدكتور محمد مرسي عقد مؤتمرا صحفيا مفاجئا في الرابعة من صباح الاثنين, أي بعد ست ساعات فقط من اغلاق صناديق الاقتراع, أعلن فيه بلا تردد فوزه بمنصب الرئيس, حتي إذا جاءت النتيجة خلاف ذلك, سيكون الرأي العام مهيأ لتقبل اتهامات فريقه للجنة العليا للانتخابات وغيرها من الجهات الرسمية, بالتلاعب لصالح خصمه. كما قامت حملة الفريق شفيق بالاحتفال بتقدمه وعبروا عن ذلك بالهتافات والذبائح في مقرها. ولعل اعلان التقدم بالتبادل يذكرنا ــ مع الفارق طبعا ــ بما جري عام 2000 في الانتخابات الأمريكية بين جورج بوش (الابن) وآل جور, حيث حبس الأمريكيون أنفاسهم عدة أيام حتي أعلنت المحكمة الفيدرالية العليا فوز بوش بنسبة ضئيلة من أصوات المجمع الانتخابي, بعد ماراثون من الصعود والهبوط المتبادل بين المرشحين.{nl}إذا كان التحليل المباشر لهذه الظاهرة يدخل في باب الحروب المعنوية والسياسية, فإن ما يهمني في هذا المقام عنصرين مهمين. الأول, تعمد شحن الرأي العام من خلال اعلان التفوق قبل الانتهاء أصلا من عمليات الفرز المؤثرة. وبدأ أنصار كل مرشح يعبرون بطريقتهم عن الفوز, بغرض التشكيك في أي نتيجة أخري. وهو ما ضاعف من مشاعر الخوف والقلق لدي مؤيدي المرشح الخاسر. وتحولت فرحة المصريين بانتخاب أول رئيس بطريقة ديمقراطية إلي حزن وأسي عند فئات كثيرة. وإذا سلمنا بفوز الدكتور مرسي, فإن الرسائل التي وصلت من قبله ليست كافية لطمأنة قطاع عريض من المواطنين الذين رأوا في شفيق رئيسا جيدا. أما لو حدث العكس, وانقلبت النتيجة, لأي سبب من الأسباب, لصالح الفريق شفيق, فإن مؤيدي المرشح المنافس والذين رأوا في مرسي رئيسا مناسبا, سيتولد عندهم احساس بالقلق, لأن الكتيبة التي أحاطت بشفيق بعثت باشارات سيئة لخصومه السياسيين. أما العنصر الثاني, فيتعلق بالفترة الزمنية التي يحتاجها أنصار المرشح الخاسر لاستيعاب صدمة الهزيمة, والتي أعتقد أنها سوف تحتاج لمزيد من الوقت, لأن الباب مفتوح للطعون. وهناك من المبررات والدوافع ما يكفي لأن يمضي الرئيس الفائز سنواته الأربع في سدة الرئاسة بين قضايا متعددة ومحاكم متنوعة لا نهاية لها. كما أن رجحان كفة البطلان قبل انتهاء هذه المدة غير مستبعدة.{nl}من جهة ثانية, يعني الفوز بنسبة بسيطة أن ما يقرب من 50% ممن أدلوا بأصواتهم ليسوا مؤيدين للرئيس أو رافضين لتوجهاته. وبالتالي هو مطالب أن يكون رئيسا عادلا لكل المصريين وليس لفئة أو لطائفة أو لجماعة بعينها. كما أن من أعطوه أصواتهم يمثلون قطاعا مهما من المواطنين, وينتمون لشرائح اجتماعية وسياسية مختلفة. وفي هذا السياق يمكن الاشارة إلي نقطتين غاية في الأهمية. إحداهما, شكل الطبقة المعاونة التي ستكون قريبة من المحيط الضيق بالرئيس. لأنه من خلالها يمكن التعرف علي جزء معتبر من الخطوط العريضة لتصوراته وسياساته وتصرفاته. والأخري, طريقة تعامل الرئيس مع الخصوم. فظهور روح الانتقام وتصفية الحسابات سيقلص من فرص نجاحه. في حين أن شيوع قيم التسامح والانفتاح والايمان بخصوصية المجتمع المصري واحترام تنوعه الثقافي يمكن أن تفتح آفاقا جيدة للقول بأن هناك تغييرا حدث في مصر وأن رياح الثورة التي هبت في يناير من العام الماضي لم تضع سدي.{nl}الأغلبية الضئيلة أيضا تؤكد حكمة المصريين وأن الثورة لا تزال في الميدان, فإذا تعزز رسميا فوز مرسي, فعليه ادراك أن الملايين التي انتخبته, اقتناعا بأنه يمثل الثورة أو الجماعة أو حتي أملا في تكرار لقمة عيش جاءت في زحمة الانتخابات, هناك جزء منهم, فضلا عن ملايين أخري, صوتت لخصمه أو قاطعت الانتخابات للأسباب السابقة, تستطيع أن تنزل الميدان إذا رأت اعوجاجا في الحكم. فمن عرفوا طريق التغيير من خلال الميادين لن يصمتوا مرة أخري. وسيواجه الرئيس بمعارضة أشد شراسة, إذا تجاهل مطالب هؤلاء جميعا, أو تناسي أن التوافق في مصر أصبح أحد أركان الحكم. وبدونه تظل اليد الطولي للمجلس الأعلي للقوات المسلحة لأجل غير مسمي, مع أنه يسعي حسب تأكيدات كثير من أعضائه, إلي تسليم الأمانة في أقرب فرصة. ومن يراجع حصيلة الفترة الانتقالية الأولي يجد أن من أهم عيوبها غياب التوافق وطغيان المصالح الشخصية والحزبية علي غيرها من المصالح الوطنية, والتي نتمني أن تضيق الهوة بينهما ونحن علي أعتاب مرحلة انتقالية ثانية.{nl}الواقع أن الأغلبية الضئيلة التي فاز بها رئيس الجمهورية, تعني أيضا أنه أمام أغلبية كبيرة رافضة له. وإذا حسبنا كما هو ظاهر من صوتوا لصالح المرشح المنافس ومن أبطلوا أصواتهم (نحو مليون صوت) ومن قاطعوا, نلاحظ أن الرئيس المنتخب سيواجه بأغلبية معارضة. جزء منها ينتظر اختبار حسن نيات الساكن الجديد للقصر الجمهوري. وجزء أكبر قرر أن يشكل جبهة معارضة. وهي جبهة لو نجحت في توحيد صفوفها والتفاهم حول أسس تحركاتها المقبلة, يمكن أن تكون دافعا لصلاح الرئيس. علي اعتبار أن المعارضة القوية تؤدي إلي نظام قوي والعكس صحيح. بالتالي فمأزق الأغلبية الضئيلة قد يكون سلاحا ذا حدين, إما أن يفتح الطريق لمواجهة مشكلات قانونية وسياسية عميقة تستمر سنوات, وإما أن يتحول إلي قاعدة لاحداث تغيير حقيقي في معادلة تداول السلطة. ومع أن المؤشرات القاتمة حاليا تتجه بنا إلي الطريق الأول, لكن ايماني في ابداعات ومفاجآت المصريين يمكن أن تجعلنا قريبين من الطريق الثاني.{nl}الربيع العربى من المد إلى الجزر{nl}بقلم:فهمي هويدي عن الشروق المصرية{nl}إلى ظهر الخميس الماضى 16/4، كنت أعرف إلى أين نحن ذاهبون. إلا أنه منذ ذلك الحين وبعد إعلان الانقلاب الذى هز الساحة السياسية فى مصر، صرت عاجزا عن الإجابة على السؤال، لأننى لم أعد أرى إلا نفقا مظلما وأسئلة مؤرقة.{nl}(1){nl}لى صديق لم يكن مطمئنا إلى ما يجرى فى مصر منذ سقوط النظام السابق. وظللت أتلقى منه رسائل على هاتفى المحمول بين الحين والآخر، يردد فيها عبارة واحدة تشير إلى أن ما يحدث يفتقد إلى البراءة، وأنه بمثابة «فيلم هندى». وطوال الأشهر الماضية كنت أقاوم فكرته تلك. مرجحا احتمال سوء التقدير فيما حل بنا من نوازل، ومستبعدا سوء النية. لكنى بعد صدمة الخميس ما عاد بمقدورى أن أرد به على ملاحظته، وإنما صار السؤال الذى يشغلنى هو: هل هو حقا فيلم هندى، أم أمريكى؟! ــ ذلك أن ما جرى يفتح الباب واسعا لإساءة الظن بالأطراف التى تقف وراءه. فضلا على أنه يهدى أنصار فكرة المؤامرة نقطة ثمينة لصالحهم، ناهيك عن أنه يكشف لنا عن أن ثمة خطرا حقيقيا يهدد الثورة المصرية، الأمر الذى لا أشك فى أنه سيكون له صداه السلبى على مختلف تجليات الربيع العربى.{nl}فى ذلك اليوم الحزين ــ الخميس ــ حلت بمصر أربع كوارث لم تخطر على البال. هذا الكلام ليس لى، ولكنه رأى المستشار سمير حافظ رئيس محكمة الاستئناف السابق، الذى عرض تلك الكوارث على النحو التالى:{nl}● الأولى تمثلت فى قرار وزير العدل اعطاء ضباط الجيش سلطة الضبطية القضائية، بالمخالفة لصريح القانون. ذلك أن نص قانون الإجراءات الجنائية (المادة 23) يخول وزير العدال حق التفويض لممارسة تلك السلطة بالنسبة لبعض الموظفين فى حالة الجرائم التى تدخل فى اختصاصهم وتتعلق بأعمال وظائفهم. بمعنى أن التفويض مقيد بشرط وقوع الجرائم فى دائرة اختصاص الموظف، كما هو الحال بالنسبة لمفتشى العمل ومفتشى الأغذية ومأمورى الجمارك. ولما كان ضباط الجيش لهم وظيفة أصلية لا علاقة بها بما يجرى فى الشوارع والميادين، فإن الاستثناء لا يشملهم. وبالتالى فإن قرار وزير العدل يصبح باطلا لمخالفته النص الصريح فى هذا الصدد.{nl}● الكارثة الثانية إن المستشار حاتم بجاتو عضو لجنة الانتخابات رفض تسليم بيانات الناخبين لمرشحى الرئاسة بحجة أن ذلك يشكل مساسا بالأمن القومى للبلاد، فضلا على أن قانون انتخابات الرئاسة لا ينص على ذلك. وذكر أن تلك البيانات توزع على مرشحى الانتخابات البرلمانية لأن القانون يسمح بذلك. وهو منطق معوج، لأن البيانات اعتبرت من قبيل الأمن القومى فى الانتخابات الرئاسية حين لم ينص عليها القانون. فى حين انها ذاتها لم تعد كذلك حين نص عليها القانون فى الانتخابات البرلمانية.{nl}● الثالثة أن حكم المحكمة الدستورية العليا أبطل فى المنطوق انتخاب ثلث أعضاء مجلس الشعب، لكنه وسع الدائرة فى الأسباب، وقرر بطلان كل المجلس. فى تميز وتعسف ظاهرين. علما بأن الحجية فى الحكم للمنطوق وحده، ولا حجية لما يترتب عليه من نتائج ترد فى الأسباب. خصوصا أن الأحكام القضائية تقوم على اليقين القانونى ولا تقوم على الاحتمالات الواقعية.{nl}● الكارثة الرابعة تتصل بقانون العزل، لأن ثمة خطأ قانونيا جسيما فى احالته إلى المحكمة الدستورية. ذلك أن القضية الأصلية التى كانت طعنا من جانب أحد المرشحين المستقلين أمام محكمة ابتدائية، كان ينبغى أن تحال إلى دائرة فحص الطعون بالمحكمة الإدارية العليا، ولكنها أحيلت لسبب غامض ومريب إلى المحكمة الدستورية العليا، واتخذت ذريعة لتهديد مجلس الشعب بالحل، ثم أصبحت ذريعة لحله كما رأينا.{nl}(ملحوظة: هذا الكلام قيل قبل ظهور الكارثة الخامسة المتمثلة فيما سمى بالإعلان الدستورى المكمل الذى كرس سلطة المجلس العسكرى حتى مع وجود رئيس منتخب للجمهورية).{nl}(2){nl}فى رأى المستشار أحمد مكى نائب رئيس محكمة النقض السابق أن كل ما أعلن يوم الخميس من قرارات وأحكام مجرحة قانونا، وباب المنازعة فيها أمام المحاكم مفتوح على مصراعيه، وأن مرجعية السياسة وتأثيرها عليها أقوى من مرجعية القانون. الأمر الذى لا يثير فقط علامات استفهام كبيرة حول الهدف من كل ذلك فى التوقيت الراهن، وإنما أيضا يستدعى فتح ملف استقلال السلطة القضائية وتحصينها ضد مظان الغواية والاختراق من جانب السلطة التنفيذية.{nl}أضاف المستشار مكى أن قرار المحكمة الدستورية الذى أبطل مجلس الشعب دون حاجة إلى إجراء آخر، لا مثل له فى تاريخ القضاء المصرى. وهو يفتح الباب لتداعيات سلبية كثيرة. لأن المجلس الذى انتخبه الشعب لا تحله المحكمة الدستورية أو أية جهة قضائية أو تنفيذية أخرى. وحين تم ذلك فى السابق، فى عامى 84 و87، فإن حل المجلس تم بعد الاستفتاء على ذلك، بمعنى الشعب الذى انتخب المجلس هو الذى تم الرجوع إليه فى حله. وقد نص دستور عام 1971 فى المادة 136 على أن الحل لا يكون إلا عند الضرورة، ويجب أن يشمل قرار الحل دعوة الناخبين لإجراء انتخابات جديدة لمجلس الشعب فى موعد لا يتجاوز ستين يوما، وهو ما لم يحدث.{nl}إزاء ذلك فإن منطوق الحكم حين أعفى المجلس العسكرى من اتخاذ أى إجراء لحل المجلس اكتفاء بما ورد فى المنطوق فإنه ترك الأمر معلقا وقادنا إلى مستقبل مجهول حافل بجميع الاحتمالات والشرور.{nl}(3){nl}الوضع كله مرتبك من الناحيتين القانونية والسياسية، الأمر الذى يضع مصير الثورة فى مهب الريح. فالمؤسسة الشرعية الوحيدة التى تم انتخابها فى ظل النظام الجديد (مجلس الشعب) أطاح به حكم الدستورية. وليس معروفا مصير الطعن فى طريقة تنفيذه، وهل سيشمل الحل ثلث المجلس فقط، كما قال منطوق الحكم أم أنه سيشمل المجلس كله. كما ذكرت الحيثيات. وفى رأى المستشار طارق البشرى أن المجلس العسكرى لا يملك سلطة حل المجلس. كما أنه لا يملك حق إصدار إعلان دستورى مكمل. فضلا على أنه لا يستطيع أن يدعى استرداد سلطة التشريع فى غياب مجلس الشعب، لأنه لم يكن أصيلا فى ممارسة تلك السلطة، التى انتقلت إلى البرلمان بمجرد انتخابه، وصار هو الطرف الأصيل فى الموضوع.{nl}لا أعرف إلى أى مدى ستؤثر نتائج الانتخابات الرئاسية على ذلك الوضع المرتبك (لاحظ أن المقال كتب قبل الإعلان الرسمى للنتائج). لكن هناك عدة أمور جديدة بالملاحظة فى هذا الصدد فى مقدمتها ما يلى:{nl}● إن ثمة علامات استفهام حائرة ومحيرة يثيرها تتابع تلك العواصف قبل 48 ساعة من انتخابات الرئاسة، وقبل نحو أسبوعين من تسليم السلطة للمدنيين، الذى يفرض أن يتم يوم 30 يونيو، حسب الوعد الذى أعلنه المشير طنطاوى. فإذا كان النظر فى قانون العزل مفهوما لتحديد موقف أحد المرشحين قبل التصويت، فليس مفهوما أن يحل مجلس الشعب فى نفس الوقت، بما يرتبه ذلك من ارتباك وفراغ تشريعى.{nl}● إن هناك انطباعات متواترة تذهب إلى أن الأمر كان مرتبا من جانب الدولة العميقة التى استثمرت إلى مدى بعيد أخطاء الإخوان ورصيدهم المتراجع، كما استثمرت حالة الضيق بالثورة التى أعربت عنها بعض الدوائر التى تأثرت مصالحها بالمليونيات والاعتصامات والإضرابات.{nl}● إن حل مجلس الشعب قبل إجراء الانتخابات الرئاسية استهدف تعزيز موقف المجلس العسكرى فى مواجهة الرئيس الجديد. فإذا كان الفريق شفيق فإنه سيصبح جزءا متجانسا مع المجلس الحاكم، لن يستطع أن يقاوم ضعوطه أو يرفض طلباته. أما إذا كان الدكتور مرسى فإنه سيصبح رئيسا ضعيفا. لا يتكئ على أى قوة برلمانية أو سياسية. وإذا سارت الأمور كما يشتهر آخرون، وتم حل جماعة الإخوان والحزب المتفرع عنها، استجابة للدعوى التى يفترض أن ينظرها القضاء اليوم (الثلاثاء) فإن ذلك سيحول الدكتور مرسى فى هذه الحالة إلى موظف لدى المجلس العسكرى بدرجة رئيس.{nl}● إن العصف بالجمعية التأسيسية للدستور بعد حل البرلمان، الذى دعا إليه البعض، سوف يسترضى بقية القوى السياسية الأخرى المعارضة للإخوان، ويمكنها من صياغة الدستور على النحو الذى تشتهيه، دون أى مقاومة أو إزعاج من جانب ممثلى التيار الإسلامى. ولأن التشكيل الحالى للجمعية ينبغى ألا يتأثر بحل المجلس، على فرض استمراره، باعتبار أن التشكيل كان صحيحا وصدر به قرار من المجلس حسب الإعلان الدستورى، فضلا على أن الحكم ببطلان المجلس لا يستصحب بطلان ما صدر عنه من أعمال، فالمعلومات المتوافرة تقول إن ثمة التفافا ماكرا يجرى لحل الجمعية التأسيسية. ويتمثل ذلك الالتفاف فى تكثيف الضغوط على الأعضاء لتوسيع نطاق الانسحاب من الجمعية، بحيث يؤدى ذلك إلى انحلالها بما يجنب اللجوء إلى حلها.{nl}(4){nl}أهم ما ينبغى أن تلاحظه أن أهداف الثورة ومصيرها ليست واردة فى السياق، كما أن القطيعة مع النظام السابق لم تعد مطروحة، ولكن المطروح بقوة هو استمرار دور المجلس العسكرى واستنساخ النظام القديم مع إدخال بعض التعديلات التجميلية عليه، أما محور الصراع الدائر فلم يكن سوى حصص المتصارعين من السطة والنفوذ، الأمر الذى يعنى أن ملف الثورة جرى تنحيته من على الطاولة. وأن الكلام عنها ــ إذا صار ــ فإنه لم يعد يتجاوز صرف تعويضات أسر الشهداء وعلاج المصابين، كأننا بصدد الدخول فى مرحلة إزالة آثار الثورة. (لاحظ أن أحد أهم وعود الفريق شفيق إعادة انضباط المرور فى القاهرة، الذى أفسدته المليونيات).{nl}المسألة لم تعد نفقا مظلما دخلته الثورة وسط حفاوة نفر من محترفى السياسة والثقافة وأعوان النظام السابق، لكنها نقطة تحول فى مسار الربيع العربى كله. وأحسب أننى لست الوحيد الذى تلقى تعليقات الدهشة والقلق التى انتابت أوساط النشطاء العرب حين صدمتهم أخبار الانقلاب الذى حدث فى مصر يوم الخميس.{nl}ومن المصادفات ذات الدلالة فى هذا السياق أنه فى اليوم الذى بدا فيه التصويت بين مرشحى الرئاسة فى مصر، أعلن فى تونس عن تشكيل حزب جديد لفلول النظام السابق باسم «حركة نداء تونس»، وقد أسسه الباجى قائد السيسى (85 سنة) الذى كان بدوره رئيسا سابقا للوزراء(!!) ــ فى حين أطلق النشطاء مظاهرة مضادة له ظلت تهتف: لا رجوع.. لا رجوع لعصابة المخلوع.{nl}سأدع التعليق لك. لكنى تلقيت رسالة على هاتفى من صديق تونسى يقول: كنا روادا فى الثورة ولا نريد لمصر أن تكون رائدة فى انتكاستها. وإذا وضعت هذه الخلفية جنبا إلى جنب مع التزوير الفاضح الذى تم فى انتخابات الجزائر التشريعية، الذى باركته الدوائر الغربية، والاضطرابات التى تحدث فى ليبيا والقلق المتنامى على ثورة اليمن، فلعلك تتفق معى أن الربيع العربى تجاوز مرحلة المد ويُراد له أن يدخل فى مرحلة الجزر. وهى نبوءة سوداء أتمنى أن تكذبها الأيام.{nl}"إ خس" عليكم يا عرب{nl}بقلم:ياسين بن لمنور عن الشروق الجزائرية{nl}ربما لاحظتم أن كلا من حفيظ دراجي وعصام الشوالي ورؤوف خليف، قد تحدثوا عن لاعب فلسطيني اسمه السرسك، في تعليقهم على مباريات كأس أوروبا للأمم، ولكن بخلاف هذا الحديث لم يكن هنالك أي معلومات عنه..{nl}هذا الشاب الفلسطيني العاشق لكرة القدم مأساته هي مأساة كل فلسطيني.. اسمها الاحتلال.. ولد في بيئة بسيطة.. شوقه لمداعبة الكرة كان أكبر من ظروفه الصعبة فانطلق باكرا إلى الملاعب وتحدى كل الظروف ليكون في مستوى طموحاته.. ولأن ظروف الأندية الفلسطينية صعبة فإن السرسك كان يلعب مجانا.. نعم يلعب مجانا بينما يفضّل بعض لاعبينا خسارة فريقهم على التنازل عن 100 دينار!{nl}كان الفتى يلعب مجانا لأنه يعرف أن في لعبه معنى من معاني حريته.. وأن اللعب لأندية بلده ولمنتخب بلده رسالة لا مهنة ووظيفة.. كان يتذكر منتخبا عربيا اسمه منتخب جبهة التحرير الجزائري، الذي كان لاعبوه مناضلين من طينة السرسك.. كان يعرف أن أسلافه من قدامى جبهة مخلوفي، التي ضحت وناضلت ووقفت في وجه المستعمر لا جبهة بلخادم و ابنه الذين فضّلوا الشهرة والكراسي وضرب من أكبر منهم سنا!!{nl}هذا هو السرسك الذي لم تطق إسرائيل تألقه، ولم تطق رفضه الدائم لوجودها ووفاءه لشعبه وإصراره على الحرية، فما كان منها إلا أن اعتقلته.. هل تتخيلون أن لاعب كرة قدم يشكل خطرا على كيان بحجم إسرائيل؟! هل تتخيلون أن ساقين نحيفتين تشكلان خطرا على مائتي قنبلة نووية.. لقد اعتقلوه فلم يتحرك أحد من إخوته العرب.. ثم ساءت ظروفه فلم يتحرك أحد.. ثم أضرب عن الطعام 97 يوما فلم يتحرك أحد.. ثم رضخ السّجان الاحتلالي لإرادة السرسك وقالوا له أن<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/06-2012/بي-137.doc)