Aburas
2012-06-26, 08:26 AM
أقلام وآراء{nl} (135){nl}اهلا بالرئيس بوتين{nl}حديث القدس {nl}تلعب روسيا دورا رئيسيا في السياسات العالمية بصورة عامة، وفي منطقة الشرق الاوسط بصفة خاصة، وتربطها بالعالم العربي مصالح كبيرة وعلاقات تاريخية بعيدة المدى. وكانت موسكو وما تزال مؤيدا قويا لحقوقنا الوطنية وضد سياسات الاحتلال وممارساته. كما ان روسيا تقوم اليوم بدور فعال للغاية في ما يتعلق بالوضع في سوريا وتقف سدا ضد اي تدخل عسكري خارجي وتؤيد الحل السلمي للخروج من المأزق المدمر في بلاد الشام. كما تقف روسيا موقفا يبدو اكثر موضوعية تجاه ايران في ما يتعلق بازمة الاسلحة النووية المحتملة والتهديدات الغربية والاسرائيلية بامكانية اللجوء الى الخيار العسكري لمواجهة هذا الخطر المزعوم.{nl} اليوم يزورنا الرئيس بوتين لاجراء محادثات سياسية وتدشين مشاريع ومراكز تدعمها روسيا ماليا ومعنويا. وقد اجرى بالامس محادثات مع القادة الاسرائيليين تناولت الوضع السياسي وضرورة تنشيطه نحو ايجاد حل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي وهو الصراع الذي يشكل بؤرة التوتر المستمر ومنبت التطرف والعنف الدائم اذا لم يجد له حلا مقبولا وعادلا يزيل الاحتلال ويقيم الدولة الفلسطينية المستقلة.{nl} اننا نرحب بالرئيس بوتين في بلادنا ونعرب عن تقديرنا للدور الروسي ونأمل ان يزداد قوة وتأثيرا وان تكسر موسكو هذا الاحتكار الغربي للهيمنة على السياسات العالمية وان تعيد بذلك التوازن السياسي العالمي الذي ساد في العصر القريب الماضي ولا يتفرد احد سواء أكان دولة او حلفا، بفرض او محاولة فرض توجهاته وارائه على المسرح الدولي.{nl}مرسي والتحديات المصيرية{nl} بعد ان تهدأ الاحتفالات ويصل د. محمد مرسي الى كرسي الرئاسة ليواجه مهامه، سيجد ان التهديات كبيرة للغاية وان المعيقات والعقبات هائلة وقد يكتشف حتى قبل ان يستلم مهام منصبه بعض هذه العقبات وتتمثل في اين سيقسم اليمين الدستورية هل امام مجلس الشعب المنحل ام امام المحكمة الدستورية العليا.{nl} لقد كان خطابه بعد اعلان فوزه ايجابيا وشاملا ولكن الاقوال غير الافعال والآمال غير الواقع. ان مصر اليوم بدون دستور رسمي ولجنة صياغة الدستور قد تعجل بانتهاء فترة رئاسته واجراء انتخابات جديدة. ومجلس الشعب يظل موضع جدل بين الاخوان عموما الذين يرفضون حله والمجلس العسكري الذي يؤيد القرار القانوني بالحل.{nl} كما ان الاعتراض على الاعلان الدستوري المكمل الذي يقلل من صلاحيات الرئيس ويدعم ويقوي صلاحيات المجلس العسكري، سيظل ايضا موضع خلاف وجدال.{nl} وهذه كلها قضايا مستعجلة على الرئيس المنتخب ان يواجهها ويتعامل معها.{nl} على صعيد آخر، فان استعادة الامن والاستقرار من جهة، وبدء سير الحياة الاقتصادية والمعيشية سيرا عاديا، من جهة اخرى، تظل ايضا قضايا مستعجلة تتطلب عملا سريعا وتدخلا فوريا لتحريكها. والرئيس المنتخب يواجه معارضة من قوى وجهات مختلفة، وقد ادت الثورة المستمرة في مصر، الى فوض وبلبلة سياسية تستدعي عملا قويا للسيطرة عليها.{nl} واذا افترضنا ان بالامكان مواجهة كل هذه التحديات والمعيقات، فان المسؤولية الكبرى هي استعادة مصر لدورها ومحاربة الفقر والبطالة وتطوير وتحسين ظروف المعيشة وايجاد الوظائف وتنمية الاقتصاد والتعليم والصحة وآلاف القضايا المختلفة الاخرى التي خلفها النظام السابق وتلقي بظلالها على مجمل الوضع لدى الشعب المصري الشقيق والعزيز.{nl} انه الامتحان الكبير والمصيري امام جماعة الاخوان المسلمين الذين يستلمون الحكم لاول مرة في العالم العربي وفي اكبر واهم دولة، حتى وان استقال مرسي من الجماعة فانه يظل جزء منها وتظل خلفه ومعه. وهذا الاختبار اما ان يؤدي الى المستقبل الواعد للشرق او الى تراجع دور الجماعة اكثر مما تراجع في مصر فعليا منذ الانتخابات التشريعية حتى اليوم.{nl}العالم العربي ... حروب أهلية وتقسيم وفوضى!{nl}بقلم عبد الله السويحي عن القدس{nl}هناك صراع متعدد الأوجه يدور منذ سنوات طويلة في العالم العربي، وتحديداً منذ العام 1948 الذي شهد قيام اسرائيل على أرض فلسطين، وهذه النكبة لم تستطع أن توحد الأنظمة العربية، بينما وحدت شعوبها على موقف رافض لوجود اسرائيل..{nl} ففي الوقت الذي بدا فيه أن الجيوش العربية انطلقت لتحرير فلسطين في العام 1948 كان بعض الزعماء يأمل أن تصب النتيجة في دائرته وترسيخ حكمه وبسط سيادته على أراض ليست له في الأساس . واستمر الصراع بين القطرية والقومية، وبين الملكيات العربية والجمهوريات حتى العام 1967 وقد شهدت الفترة بين 1948-1967 ظهور جمهوريات في مصر والعراق على حساب الملكية، وعلى حساب النفوذ البريطاني، وبذلك يمكننا أن نفهم أن الصراع كان بين (الإمبريالية والوطنية)، وهما مصطلحان ازدهرا في تلك الفترة .{nl} وفي العام 1967 غرق العالم العربي في صراع آخر، بعد أن احتلت اسرائيل ما تبقى من أرض فلسطين (الضفة الغربية التي كانت تحت الحكم الأردني، وقطاع غزة الذي كان تحت الحكم المصري)، وفقدت مصر في ذلك العام الذي سمّي نكسة 67 شبه جزيرة سيناء، أما سوريا فقد فقدت هضبة الجولان ومدنها وقراها، وازدهر الصراع من جديد بين اتجاهين، اتجاه بدأ يفكر بقبول اسرائيل في أرض فلسطين كأمر واقع، واتجاه آخر كان يرفض هذا الواقع، ورفع الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر لاءاته الثلاث (لا صلح، لا مفاوضات، لا استسلام)، وبدأ يحضّر لمعركة كبيرة لاستعادة سيناء، لكن الأجل وافاه وحقق الرئيس أنور السادات حلم عبد الناصر، وخاض حرباً في العام 1973 ضد الجانب الاسرائيلي، استعاد فيها شبه جزيرة سيناء، وحطّم خط بارليف المنيع، كما دخلت سوريا الحرب آنذاك وحققت مكاسب على الأرض.{nl} وحين استطاع الجانب الاسرائيلي اختراق الجيش المصري بما سمي (ثغرة الدفرسوار)، وافق على وقف إطلاق النار، وقيل إن الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد هاتفه وطلب منه عدم وقف إطلاق النار لأن سير المعارك تجري لمصلحتهما، لكن السادات رفض، وتوّج حرب 1973 بزيارة اسرائيل وإلقاء كلمة في الكنيست وسط دهشة الإسرائيليين أنفسهم، وبعد مفاوضات طويلة وقّع السادات معاهدة كامب ديفيد التي أخرجت مصر من الصف العربي، ودخلت سوريا في مفاوضات سرية غير مباشرة أيضاً، كل ذلك أسهم في تجدد الصراع من جديد، وانقسام العالم العربي إلى قسمين، قسم لا يريد أن تبقى مصر خارج الإجماع العربي، وقسم شكّل جبهة (الصمود والتصدي).{nl} ومع مرور الأيام، أصبح معظم العالم العربي في صف مصر، ولا سيّما بعد قيام نظام صدام حسين باحتلال الكويت، ثم بعد احتلال العراق، وتخللت هذه السنوات ضرب المقاومة الفلسطينية وخروجها من بيروت، ثم عودة الراحل أبو عمار إلى قطاع غزة في منتصف تسعينات القرن الماضي، بعد توقيع اتفاقية سلام مع الجانب الاسرائيلي وإبقاء قضايا مصيرية عالقة وأهمها قضية اللاجئين الفلسطينيين، وتحوّلت بعض الأنظمة (الثورية) مثل نظام الراحل معمر القذافي إلى نظام يسعى لتحسين علاقاته مع الولايات المتحدة، ودعا إلى إقامة دولة (إسراطين) على أرض فلسطين، وهي كلمة تجمع بين (إسرائيل وفلسطين)، وكوّن نظاماً دكتاتورياً تنكّر لكل الحركات الثورية والمقاومة، ..{nl} فبعض الدول وصلت فيها نسبة الناس الذين يعيشون تحت خط الفقر إلى 30%، وبعض الدول تتفشى فيها البطالة ووصلت إلى أكثر من 20%، وقد نشبت في مصر ثورة في عهد السادات أطلق عليها (ثورة الجياع) حيث اكتسح الفقراء المحال التجارية وأحرقوا كل ما كان يواجههم، وتوهّم السادات أنه قضى على (الفتنة) بنشر قوى الأمن المركزي، إلا أن هذا لم يدم طويلاً، وبقيت مصر تعيش صراعاً طبقياً عنيفاً وظاهراً، بين الأثرياء الذين ضحوا بموقع مصر كقائدة للعالم العربي، وبين الفقراء والوطنيين الذين رفضوا التطبيع والمعاهدات التي سموها (استسلامية)، ووصل الأمر إلى ذروته مع إطلاق الرئيس السابق حسني مبارك العنان لولديه علاء وجمال، لبناء إمبراطوريات اقتصادية ضخمة، وجمعوا حولهم المنتفعين والمتسلقين وعاشقي السلطة والنفوذ، وصارت مصر (وسيطاً) بين الجانب الاسرائيلي والفلسطينيين، بعد أن كانت في مقدمة المواجهة .{nl} وما حدث في مصر، حدث في تونس وليبيا وسوريا واليمن والسودان والمغرب والعراق ولبنان، ولكن بدرجات متفاوتة، وظل الإنسان العادي أسير لقمة عيشه، والطائفة التي ينتمي إليها، والزعيم الذي يحميه، وبالتالي، غابت المؤسسات وافتقد المجتمع إلى السلم الأهلي، في ظل تغذية الزعماء للفتن المذهبية، وقد وجدت بعض الدول هذا المناخ خصباً لتزيد من ألسنة اللهب، والنتيجة عالم عربي مقسّم، وتهدّد بعض دوله الحرب الأهلية والتقسيم والفوضى .{nl}الصراع الحالي بين شباب عاطل عن العمل، وفئات تعيش تحت خط الفقر، وبين فئات تضخمت ثرواتها ووصلت إلى أرقام خيالية، أما السبب الرئيس فيتمثل في الحدث الذي بدأنا به المقالة، وهو احتلال اسرائيل لفلسطين وإقامة (دولة إسرائيل)، والسبب الأخطر هو السكوت عن هذا الامر، وسيبقى الصراع على ما هو عليه حتى إشعار آخر .{nl}يوم تاريخي خطير!{nl}بقلم: عماد الدين أديب عن القدس{nl}وأصبح لمصر رئيس منتخب بشكل ديمقراطي لأول مرة منذ 6 آلاف عام!{nl}عاش أهل مصر فقيرهم وثريهم، القوي منهم والضعيف، العامل والفلاح، رجل الأعمال والشاب العاطل، الإخواني والسلفي منهم، والليبرالي والماركسي، المسيس وغير المسيس منهم، كلهم عاشوا أياما من التوتر والقلق والخوف والترقب بانتظار نتيجة انتخابات الرئاسة.{nl}فاز مرشح حزب الحرية والعدالة الممثل لجماعة الإخوان الدكتور محمد مرسي رئيسا لمصر، ولكل المصريين بفارق فوز محدود على منافسه الفريق أحمد شفيق.{nl}إذا ما تحركت قوى مدفوعة أو جماعات تلقائية رافضة للنتيجة فإن قوات الجيش والشرطة سوف تتدخل إذا ما كانت حالة الاحتجاج قد وصلت إلى ممارسة العنف ضد أفراد أو منشآت عامة أو خاصة.{nl}الرئيس الجديد سيحكم بفارق ضعيف وليس بأغلبية مطلقة أو ساحقة وسيكون عليه أن يطمئن أنصار خصمه قبل أن يطمئن أنصاره.{nl}الرئيس المقبل ليس سعيد الحظ، ولا يمكن اختياره من الفائزين بمعنى الفوز، لكنه إنسان حكم عليه القدر والصندوق الانتخابي أن يتولى حكم البلاد في ظروف شديدة الصعوبة والتعقيد والتوتر، وفي ظل سقف عال من المطالب والتوقعات الاجتماعية في أسوأ وضع اقتصادي!{nl}الرئيس المقبل لمصر مهمته انتحارية، وسيتعين عليه أن يقوم بمهمة مستحيلة تعتمد على إرضاء كل التيارات التي يستحيل إرضاؤها جميعا.{nl}هل سيكون سلوك الرئيس الجديد سلوك رجل الدولة الذي يعتبر نفسه رئيسا لكل المصريين أم رئيس تيار أو فريق أو طبقة أو عهد معين جاء ليثأر من تيار مضاد له؟{nl}بقدر انفتاح الرئيس الجديد على أغلب التيارات وبقدر طمأنته لكل الهواجس والمخاوف والرواسب السياسية والاجتماعية والدينية بقدر استقرار مصر.{nl}الخوف كل الخوف، أن يتم تسخين الشارع السياسي بهدف مقايضة في صفقة سياسية سوف يدفع ثمنها هذا الشعب الصبور.{nl}.. والآن: إسلام عربي؟{nl}بقلم: حسن البطل عن الأيام{nl}خالفني التونسي، رضا بن علي، رأيي (عمود الثلاثاء: يكفيها أنها أم الربيع العربي) قبل انتخابات الإعادة الرئاسية المصرية، ها أنا أخالف-مخالفته بعد فوز محمد مرسي.{nl} قال رضا: "تونس هي أم الربيع العربي.. مع صادق المحبة لمصر" وأقول: تونس هي شرارة الربيع العربي، وأما مصر فهي حريق الربيع العربي.. وأمه (رب شرارة أشعلت الحقل كله-مثل صيني) أو "أعظم النار من مستصغر الشرر-مثل عربي".{nl} استخدمت تعبير "أم الربيع العربي" ربما استعارة نكدية (من النكد) لشعار "أم المعارك" الذي استخدمه صدام حسين، استعارة من مثل عربي قديم.{nl} من الاستعارات الى الوقائع: فور انتخابات الإعادة، وقبل أسبوع من إعلانها رسمياً سجلت رأيي على صفحتي: "مرسي فاز، وأنا خسرت". رسمياً، فاز مرشح الإخوان بغالبية 51,8% وهكذا، اجتازت مصر وثورة 25 يناير امتحان الديمقراطية، وعلى الرئيس الفائز، وحزبه وإعلامه وجماهيره، الكف عن وصف المرشح الخاسر وناخبيه بـ"الفلول".{nl} بعد "أم الربيع العربي" سأقول أن مصر "سارية الربيع العربي" لماذا؟ كانوا يقولون: لا يصلح الإسلام إلا بصلاح العرب. ها أن مصر ديمقراطية عربية إسلامية، بعد ديمقراطية إسلامية فارسية، وأخرى ديمقراطية إسلامية تركية. أما الديمقراطية اليهودية فهي غير محسوبة، لأنها ديمقراطية-احتلال، ولا ديمقراطية مع الاحتلال.{nl} لي أن أدعي أن ديمقراطية ما بعد فوز أول مدني-إخواني مصري، أعظم أثراً من انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية، وانتصار الحزب الإسلامي التركي. لماذا؟ لأن "مليونيات" ساحة التحرير في القاهرة واكبت التحول الثوري-الانقلابي حتى إعلان النتائج، ولأن لمصر مجالها العربي الأوسع نطاقاً من المجال الإيراني والتركي، ولأن الحزب المصري-الاسلامي الفائز قد يكون أعرق الأحزاب في العالم العربي، خلافاً لما جرى في إيران وتركيا.{nl} أحفظ عبارة حاكمة قالها السياسي الفرنسي الاشتراكي، ليونيل جوسبان، بعد الانتفاضة الفلسطينية الأولى "الانتفاضة قادمة من البعيد وذاهبة إلى البعيد"، والثورة المصرية قادمة من الأعماق (المصريون أكثر شعوب الأرض تديناً) وذاهبة الى الآفاق التي هي: لا يصلح الإسلام إلا بصلاح العرب.{nl} ماذا أيضاً؟ في مصر جيش وطني منذ محمد علي وعرابي (خلاف الجيش الإسلامي بعد الثورة الإسلامية، والجيش العلماني التركي قبل وبعد فوز الحزب الإسلامي)، ومصر هي أم الحضارة الإنسانية المركزية (وبتعبير المصريين: أم الدنيا).{nl} وهذا يعني ما يعنيه، ومما يعنيه أن كاتباً فرعونياً سجل على أوراق البردي شكواه: هذا جبل "صايع" لا يحترم لا الفرعون ولا الديانة، ولا الأسرة والوالدين.. وهذا من 2600 سنة قبل الميلاد. الشكوى هي إياها، تقريباً، بعد 2000 عام من الميلاد، ويرفع لواءها العرب الإسلاميون، رغم ان علماء الفراعنة قاموا بواسطة عيدان بتوقيت الانقلابين والاعتدالين على كوكب الأرض، وجاء بعدهم عالم مصري وسجل قياس "نانو-متر" أي واحد على مليون من الميلمتر.{nl} .. والآن، تفوز الديمقراطية المصرية بنسبة ديمقراطية أوروبية وأميركية لا تتعدى إلا قليلاً الواحد بالمائة. هذا تفويض مشروط من جانب ناخبي أكثر شعوب الأرض تديناً.{nl} قلت: "يوجد قضاة في مصر" وأقول: يوجد في مصر مثقفون ومفكرون وأدباء وعلماء، كما لا يوجد في أي بلد عربي.. وهذا ضمانة للتحول الديمقراطي الأهم في مصر منذ عبد الفرعون اخناتون "قرص الشمس".{nl} أخيراً: أعترض على السخرية من رئيس المجلس العسكري المشير طنطاوي، ومن جيش مصر. لماذا؟ الطنطاوي قاد معركة "المزرعة الصينية" في حرب اكتوبر 1973 لحصار ثغرة الدفرسوار.{nl}القضيّةُ الفلسطينيّةُ والمصالحةُ بعدَ فوز مرسي{nl} بقلم: هاني المصري عن الأيام{nl}إذا أردنا أن نعرف تأثير انتخاب محمد مرسي رئيسًا لمصر على الأوضاع الفلسطينية؛ علينا أن نرى عدة مسائل لا تقتصر على رؤية ردود الفعل المتباينة في قطاع غزة عن الضفة الغربية. فبالرغم من الترحيب الجماعي من الفلسطينيين بسير مصر خطوة جديدة على طريق الديمقراطية، إلا أن الاحتفالات التي شهدتها غزة عبر المسيرات التي شارك فيها عشرات الآلاف وإطلاق الرصاص وتوزيع الحلوى والتهاني التي بادر إليها كل من خالد مشعل وإسماعيل هنية باتصالهما المباشر، والتصريحات التي صدرت عن الزهار وغيره من قيادات "حماس" الذي اعتبر فوز مرسي انتصارًا تاريخيًّا ولحظة ستصحح السنوات الأربعين الماضية، وهزيمة لبرنامج التطبيع مع العدو الصهيوني.{nl} أما في الضفة الغربية، فلم تشهد مسيرات ولا احتفالات ولا إطلاق الرصاص، وتأخرت برقية التهنئة الرئاسية.{nl} هذا التباين في ردود الأفعال مفهوم لأن أهل غزة يتوقون أيضًا لرفع الحصار وفتح معبر رفح، وهذا أمر ممكن الحدوث حاليًّا، أي المسألة بالنسبة إليهم فيما يتعلق بمن يحكم مصر حياتية وليست سياسية فقط. {nl}***{nl} بعد أيام انتظار طويلة جدًا حُبِسَت فيها أنفاس المصريين والمهتمين بما يجري في مصر، أعلنت لجنة الانتخابات الرئاسيّة عن فوز محمد مرسي رئيسًا لمصر، فيما اعتبر نقطة تحول تاريخيّة.{nl} فلأول مرة ينتخب الشعب المصري رئيسه ويكون زعيم أكبر أحزاب المعارضة، وهو يمثل جماعة الإخوان المسلمين التي تتوق للحكم منذ 84 عامًا وشاركت في ثورة 25 يناير، وإن متأخرة، وحاولت أن تستأثر بالسلطات، ودفعت ثمنًا باهظًا لذلك.{nl} لقد انتقل مرسي من السجن، الذي أصبح قابعًا فيه حسني مبارك، إلى الرئاسة، وهذا أمر بالغ الأهميّة، ولكنه لا يسدل الستارة على الفترة الانتقاليّة التي عاشتها مصر منذ 11 شباط 2011 وحتى الآن، بل سيكون بداية لمرحلة انتقاليّة جديدة يشتد فيها التنافس بين المجلس العسكري ووراءه قوى النظام القديم وبعض الأحزاب والشخصيات الليبراليّة، والرئيس ووراءه الإخوان المسلمون وبعض قوى الثورة، وبين تيار ثالث يمثل بقيّة قوى الثورة، التي لا تريد إعادة انتاج النظام القديم، ولا استبداله بدولة دينيّة أو هيمنة جماعة سياسيّة على مصر؛ وتهدف إلى استكمال الثورة وتحقيق أهدافها بنقل مصر من حالة الاستبداد والتبعيّة والفساد إلى حالة من النهوض التي تحقق آمال ومصالح الشعب المصري، ويعيد لمصر دورها الإقليمي والدولي الذي تقزّم خلال العقود الماضية.{nl} ما يهمنا في هذا المقال هو تأثير فوز مرسي بالرئاسة المصريّة على القضيّة الفلسطينيّة بصورة عامة، والمصالحة بشكل خاص، حتى نتعرف على هذا التأثير يجب أن نأخذ بالحسبان الأسباب والعوامل الآتية:{nl} أولًا: إن مصر معنيّة بالقضيّة الفلسطينيّة بصرف النظر عن الحاكم فيها، لأسباب قوميّة وبحكم الروابط بين مصر وفلسطين، ولأسباب تتعلق بالعلاقة المصريّة ـ الإسرائيليّة في ظل معاهدة السلام واتفاقيّة كامب ديفيد، ولأسباب تتعلق بالجغرافيا والأمن والقومي، فمصر الجارة الكبيرة لفلسطين ترتبط مع قطاع غزة بعلاقات متنوعة، حيث كانت وصيّة عليه منذ ما بعد النكبة وحتى حرب حزيران 1967، وما يجري في القطاع وخلاله يؤثر بشكل مباشر على مصر.{nl} ثانيًا: إن الرئيس المصري الجديد "خالي الدسم"، كما يقول المصريون، لأن معظم صلاحياته في يد المجلس العسكري، ما سيجعله ليس صاحب القرار فيما يتعلق بقضايا الأمن القومي والسياسة الخارجيّة، والموقف المصري فيما يتعلق بفلسطين والمصالحة الفلسطينيّة.سيكون مرسي عنصرًا مؤثرًا فيه ولكنه ليس صاحب القرار، وسيتوقف مدى تأثيره على قدرته على تمثيل المصريين، وليس جماعة الإخوان المسلمين وإقامة تحالف بين مختلف قوى الثورة يجعله قادرًا على الصمود والنجاح.{nl} ثالثًا: إن مصر بحكم التركة الثقيلة التي خلفها حسني مبارك على كل المستويات والأصعدة، وبحكم استمرار التنافس بين المجلس العسكري وجماعة الإخوان المسلمين وبقيّة قوى الثورة، وبحكم التردي الأمني والاقتصادي الذي عانت منه مصر منذ ثورة 25 يناير وحتى الآن؛ ستكون منشغلة بنفسها أكثر من أي شيء آخر. صحيح أنها لا تستطيع أن تتجاهل القضيّة الفلسطينيّة والمصالحة وما يجري في غزة تمامًا، ولكنها لا تستطيع أن ترمي بكل ثقلها في هذا الاتجاه.{nl} رابعًا: لا يمكن إهمال كيفية تصرف إسرائيل بعد التغييرات في مصر، سواء إزاء التسوية والمفاوضات، أو إزاء الحصار والعدوان على قطاع غزة، وتأثير السلوك الإسرائيلي على ما يجري في مصر، وعلى العلاقات المصرية – الإسرائيلية، وعلى ما يجري في قطاع غزة وضده، فيمكن أن تختار إسرائيل استمرار الحصار والعدوان لاختبار القيادة المصرية الجديدة، والاستفادة من انشغال مصر بأوضاعها الداخلية، وتوجيه ضربة قاصمة لسلطة "حماس"، حتى لا تكون قاعدة انطلاق لمصر ضد إسرائيل بعد أن تقف على أقدامها بعد تجاوز المرحلة الانتقالية.{nl} تأسيسًا على ما تقدم، فإن المبالغة في تأثير التحولات التي تجري في مصر على فلسطين على المدى المباشر، مبالغة مخلة لا تقرأ الواقع بدقة، بحقائقه الماثلة واحتمالات تطوره.{nl} أما على المديين المتوسط والبعيد، فسيكون هناك تأثير حاسم لما يجري في مصر سلبًا أو إيجابًا على فلسطين وغيرها، ولكنه سيبقى مرهونًا باستكمال الثورة لطريقها وتحقيق أهدافها الذي سيعود بالفائدة على القضية الفلسطينية التي عانت كثيرًا في المرحلة التي هُمِّش فيها دور مصر.{nl} وإذا أجهضت الثورة، ستكون القضيّة الفلسطينيّة في وضع صعب. أما إذا كانت مصر في مرتبة بين انتصار الثورة وهزيمتها، فلن يكون هناك تأثير حاسم على ما حولها.{nl} الشيء المؤكد حاليًا أن مصر بعد فوز مرسي لن تضغط مثلما كان نظام حسني مبارك يفعل لاستمرار ما يسمى "عمليّة السلام"، واستئناف المفاوضات الثنائيّة، ولن توفر الغطاء المصري والعربي لهذه العمليّة، وهذا بحد ذاته أمر هام جدًا. يمكن أن لا تعارض أو تؤيد، ولكنها لن تضغط لاستئناف المفاوضات وفق الشروط الأميركية والإسرائيليّة، ما يجعل القرار بهذا الشأن قرارًا فلسطينيًّا أكثر من أي فترة سابقة، فماذا ستختار القيادة الفلسطينية، استمرار الانتظار لنجاح الجهود الرامية إلى استئناف المفاوضات، أم تجرؤ على اختيار إستراتيجي جديد؟.{nl} كما أن مصر بمختلف مراكز القوة الرئيسيّة فيها، خصوصًا المجلس العسكري والرئيس والإخوان المسلمين ستقدم النصيحة لـ"حماس" لمواصلة اعتدالها والدخول في الشرعيّة الفلسطينيّة وإتمام المصالحة حتى لا تشكل "حماس"، وما يمكن أن يجري في غزة، عبئًا سياسيًّا واقتصاديًّا وأمنيًّا على مصر، في مرحلة ستسعى فيها مثلما قال الرئيس مرسي للحفاظ على المعاهدات والاتفاقيات، أي على الاستقرار الإقليمي، حتى تستطيع الحصول على الدعم السياسي والاقتصادي، خصوصًا من الولايات المتحدة الأميركية، الذي يمكنها من تجاوز الوضع الخطير الذي تمر به. والأعمى فقط من لا يرى المراهنة الأميركية على صعود الإسلام السياسي في المنطقة، الذي وصل إلى حد دعوة الإدارة الأميركية للمجلس العسكري الى نقل السلطة إلى الرئيس الفائز.{nl} إن مصير المصالحة يتوقف أولًا على إدراك القيادة الفلسطينية أن المرحلة الآنيّة ليست مرحلة استئناف المفاوضات والتوصل إلى حل، وإنما مرحلة ترتيب البيت الفلسطيني والعمل من أجل تغيير موازين القوى حتى تفرض على إسرائيل تحقيق الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية، وثانيًا على"حماس" وما يجري فيها، خصوصًا في قطاع غزة، فإذا انتصر أصحاب وجهة النظر في "حماس" بأن مصر الآن لم تعد معادية لها،وهذا صحيح، ما يستدعي تشديد موقفها وتحسين موقفها التفاوضي في المصالحة أو على الأقل عدم التراجع عما طرحته في السابق، وهذا يعني أن المصالحة ستتراجع.{nl} أما إذا انتصر أصحاب وجهة النظر بأن التغييرات في مصر ستجعل "حماس" مطمئنة إلى صداقة جارها العربي، وهذا سيجعلها مستعدة لإبداء المزيد من المرونة دون أن تخسر كثيرًا، وخصوصًا أنها بحاجة إلى رفع الحصار وتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، الذي عانى في ظل سيطرة "حماس" من الحصار ومن التجويع ومن تقديم نموذج سلبي في الحكم، أدى إلى تراجع شعبيتها. {nl}يمكن أن تتطلع "حماس" إلى الفرصة التي يوفرها لها انتخاب مرسي لإنجاح تجربة الحكم في غزة، لتذهب بعدها إلى انتخابات، لأنها تخشى من الخسارة إذا ذهبت إلى الانتخابات وهي تعاني من الحصار والتجويع وأعباء السلطة في غزة، ومن الملاحقة لعناصرها ومؤسساتها في الضفة، خصوصًا أنها لن تستطيع أن تحكم أو تشارك في الحكم في الضفة إلا إذا وافقت على شروط اللجنة الرباعيّة، التي يعني الموافقة عليها، خصوصًا الاعتراف بإسرائيل، انتحار سياسي لـ"حماس"، ما يدفع "حماس" إلى عدم الإسراع نحو المصالحة أو جعلها مجرد إدارة للانقسام وليس إنهاؤه.{nl} إن مصر في عهد مرسي لا تستطيع أن توافق على إقامة دولة فلسطينيّة في غزة تلتحق أو لا تلتحق بها المعازل مقطعة الأوصال في الضفة الغربية، ولا على رمي غزة في حضن مصر تجسيدًا للحلول الإسرائيلية، لأن إقامة دولة فلسطينيّة في الضفة الغربيّة وغزة مصلحة مصريّة حتى تكون حاجزًا أمام التوسع والأطماع الإسرائيليّة التي تريد أن تجعل إسرائيل الدولة المركزيّة المهيمنة في المنطقة على حساب شعوبها وبلدانها بصورة عامة، وعلى حساب مصر بصورة خاصة، بوصف مصر الدولة المحوريّة والقائدة للمنطقة بحكم التاريخ والجغرافيا والسياسة التي لم تترجم خلال العقود الثلاثة الماضيّة.{nl}فوز مرسي وتحدي الدولة الدينية !{nl}بقلم: مهند عبد الحميد عن الأيام{nl}حدث تقدم ديمقراطي ملموس، تمثّل بفوز د. محمد مرسي برئاسة الجمهورية بنسبة 52% إلا قليلاً، وبخسارة الفريق أحمد محمد شفيق بفارق يقل عن 2% من مجمل أصوات المقترعين، نسبة فوز الرئيس المصري الجديد تعادل نسبة فوز الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، ونسبة الخسارة التي مني بها المرشح شفيق تماثل نسبة الخسارة التي لحقت بساركوزي. لأول مرة تهبط نسبة فوز الرئيس المصري عن 98 %، وهذا إنجاز يعكس حقيقة التنافس والنزاهة والشفافية. وهنا انتصرت مصر الشعب والثورة والقانون على الاستبداد والفوضى. التقدم الآخر الذي كان محط إعجاب وتقدير عبّر عنه اللواء شفيق عندما اتصل مع الفائز مرسي مقدماً له التهاني وهذا يحدث، أيضاً، لأول مرة.{nl} أول رئيس جمهورية مدني في مصر بعد أن بدأ عهد الجمهورية الأولى اللواء محمد نجيب، أعقبه جمال عبد الناصر ثم أنور السادات ثم حسني مبارك، وجلهم من المؤسسة العسكرية، لكنهم انتموا إلى الدولة المدنية بتفاوت، جمال عبد الناصر الذي قاد الثورة عزز الدولة المدنية، أما السادات فقد تحالف مع الإسلام السياسي وساهم في ضعضعتها، ولم يتمكن حسني مبارك من وقف التحول بل زاد من اندفاعه بفعل الفساد وتغلغل قوى الإسلام السياسي في مؤسسات الدولة. د. محمد مرسي أول رئيس مدني لكنه ينتمي للمؤسسة الدينية التي قوضت الدولة المدنية، وتلك هي المفارقة.{nl} لم يكن فوز الإسلام السياسي برئاسة الجمهورية وبالأكثرية الساحقة من عضوية مجلس الشعب مفاجئاً أو مستبعداً، فقد سبق أن حققت تنظيمات الإسلام السياسي السيطرة التدريجية على المجتمع عبر نشر قيمها المحافظة المستمدة من الرؤية الوهابية. السيطرة جاءت بعد ردح طويل من العمل في المدارس والجامعات والمستشفيات والنقابات المهنية والإعلام والريف والأحياء الشعبية ومؤسسات الدولة والمساجد والمشاريع الاقتصادية ولجان الزكاة. لم يكن التغلغل رمزياً، فلطالما توافرت موارد مالية ضخمة (بترو دولار) كما يقول الكاتب بهاء طاهر. كان تآكل الدولة المدنية يصب ويدعم عملية سيطرة الإسلام السياسي على المجتمع. إن فساد المؤسسة واستخدامها من قبل كبار الموظفين فرّغاها من مضمونها وجعلاها عبئاً على المواطنين بدلاً من وظيفتها الافتراضية "عون للمواطنين". تحولت الدولة إلى سلطة لفئات من المنتفعين والوصوليين، وأصبحت عاجزةً عن تقديم الخدمات للمواطنين. ومن جهة أخرى كان من شأن قمع السلطة للقوى الديمقراطية والمثقفين النقديين واستئناسها بأكثرية الوسط الثقافي والفني وشل حركته في التأثير والفعل، أن جعل خيار الإسلام السياسي هو البديل للنظام ولدولته المدنية المتداعية.{nl} ساهم الإسلام السياسي في انطفاء الدولة المدنية بهدف تعزيز دولته الدينية داخل المجتمع. عملية الانطفاء من جهة وتعزيز السيطرة من جهة أخرى كانت تمر عبر صراع وتواطؤ بين ثنائية النظام الفاسد المستبد والإسلام السياسي المحافظ والمستبد اجتماعياً. الإسلام السياسي لم يطرح علاقات التبعية والنمو الطفيلي للاقتصاد؛ لأن رموزه وقياداته كانوا جزءاً منها وإحدى تعبيرات الرأسمالية المصرية التابعة. والنظام كان يتواطأ مع معارك الإسلاميين ضد الحريات العامة وضد الكتاب والمثقفين والأكاديميين والفنانين وضد النساء اللواتي فرض عليهن الحجاب وسلطة ذكورية غير مسبوقة.{nl} الصراع على حصة في السلطة والتواطؤ في الاقتصاد وقضايا المجتمع والحريات. ظهر التواطؤ مع اندلاع الثورة الشعبية، تردد الإسلام السياسي في الاشتراك بالثورة، وشارك جزئياً، وسرعان ما استجاب للمساومات وبدا أكثر الأطراف استعداداً لإبرام الصفقة مع النظام. وبعد سقوط رأس النظام أبرموا الصفقة بتحالف ضد الثورة. التعديلات الدستورية كانت شاهداً على خوض معركة مشتركة مع النظام ضد الثورة. والهرولة للانتخابات التشريعية قبل الاتفاق على دستور ناظم للعملية الديمقراطية، ودافعوا عن القمع اللاحق للمنتفضين. مؤخراً عاد الإسلام السياسي إلى ميادين التحرير بعد اختلافه مع المجلس العسكري حول مكانته التمثيلية، فقد انفتحت شهية الإخوان المسلمين على السلطة بعد أن حصدوا العدد الأكبر من مقاعد مجلس الشعب. وظنوا أنهم قادرون على الإمساك بكل شيء (مجلس الشعب ومجلس الشورى واللجنة الدستورية والرئاسة والمؤسسة العسكرية).{nl} لقد جرى حل مجلس الشعب المنتخب بقرار من المحكمة الدستورية العليا، فاستعاد المجلس العسكري سلطة التشريع. بناء على ذلك سيؤدي الرئيس المنتخب اليمين أمام "هيئة المحكمة الدستورية" بدلاً من مجلس الشعب كما جرى التقليد. واستصدر المجلس العسكري "الإعلان الدستوري المكمل" الذي نزع الصلاحيات الحيوية من رئيس الجمهورية، كرئاسة المجلس العسكري، والقائد الأعلى للقوات المسلحة، ولا يحق له تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور، وغير ذلك. {nl}هل يقبل الإسلام السياسي بإشغال منصب رئيس جمهورية شكلي دون صلاحيات ؟ الجواب: عودنا هؤلاء على قبول أي شيء وعلى تقديم التنازلات في سبيل وصولهم إلى الحكم. غالباً سيقبلون، وهناك من قال، إن صفقة أبرمت مع المجلس العسكري تقضي باستلامهم رئاسة الجمهورية الفاقدة للصلاحيات مقابل غض النظر عن حل مجلس الشعب. خطاب الرئيس مرسي الاحتفالي يشتم منه رائحة التفاهم.{nl} وبشكل مواز للصفقات الداخلية، ثمة صفقات خارجية قدم الإخوان عبرها تطمينات وتعهدات للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تقضي باحترام الاتفاقات الدولية (المقصود هو اتفاق "كامب ديفيد"). وذلك مقابل ضوء أخضر أميركي يسمح لهم بالحكم. {nl}وعلى الصعيد الفلسطيني، لن يستطيع الرئيس المصري الجديد، ركوب موجة التعنت الحمساوي (الاتجاه المتطرف) الذي يرغب في قلب الطاولة على المصالحة استقواء بالرئيس الإسلامي الجديد. أغلب الظن أنه سيدعم اتفاق الدوحة ويدعم الاتجاه الحمساوي المعتدل الذي يحاول الإفادة من قدوم الإسلام السياسي إلى سدة الحكم، وسيبقى الملف الفلسطيني في الإطار الأمني الذي يتحكم به المجلس العسكري. ولن يغامر الرئيس الجديد في دعم حركة دبلوماسية فلسطينية لا يرغب بها الأميركان. {nl}مواقف وسلوك وأهداف الإسلام السياسي هي على النقيض من أهداف الثورة. على الأقل لم يطرح الإسلام السياسي تلك الأهداف ويسعى لتطبيقها. السؤال الأهم: هل التواطؤ المتبادل داخلياً وخارجياً بين الإخوان والعسكر والأميركان و"البترو دولار" سيمكن الإسلام السياسي من الانتقال للدولة الدينية باعتبارها الحصة والثمن الذي يطمح إليه الإخوان منذ عقود وعقود؟. {nl}هنا إسرائيل!!!!{nl}بقلم: رجاء رنتيسي عن الأيام{nl} هنا إسرائيل، هناك، أيضاً، بين التلال وخلف سفح الجبل. هنا إسرائيل بلون علمها وسحنة أبناءٍ ساقَهم من معاقلهم في بلاد بعيدة عمىً أصاب بصيرتهم، في رواية حول حقِّ تعلموا أن يأخذوه بقوة السلاح. هنا يقف "شمعون" وربما "يوني" أو "مناحيم" يحرسون قبر يوسف، وهل أوصى بهم يوسف حراساً لقبره وأمناءً على بقايا عظامه؟. {nl}هنا إسرائيل، ونحن نرضى ونصمت ونتجاهل ونصرف النظر، كما تعلمنا بعد انتفاضتين ونيف، أن نصرف النظر عمّا يغري بفعل شائن، اخترنا ألاّ ننظر؛ لأننا لو فعلنا فهل ستحتمل أعيننا مما نرى ونسمع، بحيث لا نرتكب الفعل الشائن؟؟.{nl} من لحظة الخروج إلى لحظة الوصول، هنا إسرائيل. من باب البيت المواجه لجبل كان طويلاً وأصبح قصير المدى برؤية ضبابية تلوثت ببيوت سقوفها حمراء وجدرانها زرقاء، إلى نبع يروي حر قدميك اللتين آن لهما أن ترتاحا في بركة كوّنها الله ليس ببعيد عن قبر يوسف. {nl}هنا إسرائيل خلقت وكرست واستأثرت بقوت الأرض وملح الماء ومنبع البوص الذي يصنع سلالاً كانت تُملأ تيناً يباع أمام شلال نبع من جبل بجانب قبر يوسف. {nl}هنا إسرائيل، فلا تفزعوا بل انتظروا إن بقي لكم أن تنتظروا عاماً أو عامين لكي تختفي الرؤية نهائياً ويغيب قبر يوسف إلى بضعة قرون أو أكثر. هنا يقف "يشاي" ليعلن انتصاره على إمام رفض أن يغادر قبر يوسف إلى أن مات بجواره، ومن بعد موته انتفض "يشاي" مستكبراً مطمئناً إلى موت كل إمام كان له أن يؤشر بسبابته إلى قبر يوسف، فاستمرأ القبر وما حوله ومن ثم تسلل رويداً رويداً إلى أن وصل به الأمر كاشفاً عن رسمه واسمه في شوارع كانت تؤدي إلى جبلين احتضنا بين حناياهما قبراً لنبي اسمه يوسف. {nl}هنا تسير "ناعومي" وحدها تاركةً أبناءها في حماية السلم العالمي وحقوق الإنسان وتتوغل باحثةً عن طفل فاطمة لترميه بحجارة وتبعده عن مجرد التفكير بزيارة قبر يوسف. فهنا، هنا إسرائيل لو تعلمون أيها الأئمة المنخلعون عن سبابة أيديكم أن إسرائيل ليست ضباباً أو هلاماً، فهي تقبع بجانب قبر يوسف، حيث دفن الإمام الوحيد الذي احتفظ بسبابته ترفع في وجه مناحيم. هنا لم يتبق من أحرف المدينة سوى بضع أسنان من حرف السين المتآكل المتهالك، فقد التهم "يوني" باقي الأحرف ونبش عميقاً في تاريخ وكتاب عن أحرف أخرى ألصقها بشوارع ومدن أصبحت أكثر قرباً للشارع من أي وقت مضى، وتجول بحرية متباهياً بثوبه الجديد مخادعاً وخادعاً كل من مرّ عبر شوارع تؤدي إلى قبر يوسف أن الدار تصلح لأحرف اخترعها. {nl}مطمئناً، مختالاً، يسير بالقرب من عيبال وعلى مشارف جرزيم، يقف بمحاذاة الشارع يرفع سبابته مستوقفاً حافلات تنقله إلى حيث شاء متى يشاء. لم يعد "يوني" يحذر من نظرات تخترق عينيه وتذكره بأن الشارع له اسم آخر وأن البيوت في أسفل الجبل لها ساكنوها وأن القبر، قبر يوسف له إمامه. يبدو "يوني" مطمئناً كما لم يطمئن من قبل. {nl}هنا كانت فلسطين، هناك كانت فلسطين وبين هنا وهناك لا يزال "يوني" يحرث الشارع ذهاباً وإياباً يحمل على رأسه قبعته الصغيرة ويستكشف سراً ربما تخفيه الأرض حول أثر ينسبه التاريخ لقدمي أجداده، ولكنه لم يفلح حتى الآن، فهنا فلسطين وفي باطن الأرض وفي ظاهر الأرض وفي المياه التي تتسلل بين الأقدام في واد تكوّن ليس بعيداً عن قبر لنبي فاق بجماله أبناء الأرض جميعاً وحرسه إمام أبقى سبابته ترتفع بعنفوان تعلن أن القبر وما في القبر وما حوله وما فوقه وما يحيط به ليس سوى أثر يروي لكل من حاول نبش التاريخ أن هنا فلسطين وهناك فلسطين وفوق السفح وتحت النهر وبين الجبلين كانت تسمى فلسطين، صارت تسمى فلسطين.{nl}يوم تاريخي خطير!{nl}بقلم:عماد الدين أديب عن الأيام{nl}وأصبح لمصر رئيس منتخب بشكل ديمقراطي لأول مرة منذ 6 آلاف عام!{nl}عاش أهل مصر فقيرهم وثريهم، القوي منهم والضعيف، العامل والفلاح، رجل الأعمال والشاب العاطل، الإخواني والسلفي منهم، والليبرالي والماركسي، المسيس وغير المسيس منهم، كلهم عاشوا أياما من التوتر والقلق والخوف والترقب بانتظار نتيجة انتخابات الرئاسة.{nl}فاز مرشح حزب الحرية والعدالة الممثل لجماعة الإخوان الدكتور محمد مرسي رئيسا لمصر، ولكل المصريين بفارق فوز محدود على منافسه الفريق أحمد شفيق.{nl}إذا ما تحركت قوى مدفوعة أو جماعات تلقائية رافضة للنتيجة فإن قوات الجيش والشرطة سوف تتدخل إذا ما كانت حالة الاحتجاج قد وصلت إلى ممارسة العنف ضد أفراد أو منشآت عامة أو خاصة.{nl}الرئيس الجديد سيحكم بفارق ضعيف وليس بأغلبية مطلقة أو ساحقة وسيكون عليه أن يطمئن أنصار خصمه قبل أن يطمئن أنصاره.{nl}الرئيس المقبل ليس سعيد الحظ، ولا يمكن اختياره من الفائزين بمعنى الفوز، لكنه إنسان حكم عليه القدر والصندوق الانتخابي أن يتولى حكم البلاد في ظروف شديدة الصعوبة والتعقيد والتوتر، وفي ظل سقف عال من المطالب والتوقعات الاجتماعية في أسوأ وضع اقتصادي!{nl}الرئيس المقبل لمصر مهمته انتحارية، وسيتعين عليه أن يقوم بمهمة مستحيلة تعتمد على إرضاء كل التيارات التي يستحيل إرضاؤها جميعا.{nl}هل سيكون سلوك الرئيس الجديد سلوك رجل الدولة الذي يعتبر نفسه رئيسا لكل المصريين أم رئيس تيار أو فريق أو طبقة أو عهد معين جاء ليثأر من تيار مضاد له؟{nl}بقدر انفتاح الرئيس الجديد على أغلب التيارات وبقدر طمأنته لكل الهواجس والمخاوف والرواسب السياسية والاجتماعية والدينية بقدر استقرار مصر.{nl}الخوف كل الخوف، أن يتم تسخين الشارع السياسي بهدف مقايضة في صفقة سياسية سوف يدفع ثمنها هذا الشعب الصبور.{nl}حياتنا - مخطط دولة غزة - العريش{nl} بقلم: حافظ البرغوثي عن الحياة الجديدة{nl}باختصار.. سئلت عما يريده الاميركيون من الاخوان في مصر.. خاصة وانهم تبنوهم ووصفوهم بالشركاء وساهموا مباشرة في حملاتهم الانتخابية فقلت التالي: واشنطن لديها دراسات وابحاث منذ بعد احداث سبتمبر في واشنطن ونيويورك مفادها انه لا يغل الحديد الا الحديد ويجيب استخدام التيار الاسلامي السلفي الجهادي ولا ضير ان طبق التيار المعتدل ما يريده داخل بلده فالمهم محاربة التطرف والحفاظ على المصالح الاميركية واسرائيل. وعندما حاولت الاميركية نشر ما يسمى بالديمقراطية اصطدمت بواقع معارض من الانظمة الحاكمة.. وكذلك خشيت ان يظل التيار الاسلامي ضدها ففتحت خطوط اتصال وحوار معه ثم اطلقت شعار الفوضى الخلاقة اي دفع مجموعات حزبية ومنظمات غير حكومية شبابية الى الحراك الداخلي لانتاج ما نشهده من انتفاضات شعبية.{nl}ولأن مصر هي الدولة المحورية في المنطقة فقد تركز العمل فيها بقوة وطولب مبارك بالتنحي بعد اول مظاهرة بالنسبة الينا كفلسطينيين فإن ما يحدث في مصر ينعكس علينا مباشرة. فالاميركيون اعادوا نفض الغبار عن ملف توطين اللاجئين الفلسطينيين في غزة وسيناء الذي وضع عام 1951 ايام فاروق وظل قائما بعد ثورة يوليو.. لكن الخلاف حول تحويل السد العالي جعل عبد الناصر يدفن المشروع نهائيا.{nl}واعاد مناحيم بيغين طرح المشروع مجددا على السادات تحت عنوان غزة اولا.. واقنع السادات بذلك من منطلق ان سيناء ارض فلسطينية قام العثمانيون عام 1906 بسلخها عن فلسطين.. وارتضى السادات مد حدود غزة الى العريش لاقامة الكيان الفلسطيني. واكد الاستاذ محمد حسنين هيكل هذه الواقعة. وروى لي بعد توقيع اتفاق اوسلو مباشرة عندما زرته في مكتبه بالقاهرة ان ابو عمار وابو اياد التقيا السادات في قصر المعمورة في الاسكندرية وجاءا الى مكتبه فتوجه ابو عمار الى الحمام وانفرد ابو اياد بهيكل وقال له «الحق صاحبنا فقد غسل السادات دماغه بمشروع كيان فلسطيني في غزة بامتداد 70 كيلومترا داخل سيناء وجرى اقناع عرفات برفض الفكرة جملة وتفصيلا.. وحاليا يفكر الاميركيون ومعهم الاسرائيليون باعادة هذا الطرح.. ولعل قول الرئيس مرسي قبل انتخابه من انه سيعمد على فتح الحدود مع غزة تندرج في السياق رغم ان هدفه فك الحصار وليس تنفيذ المشروع المشبوه اذ ان جوهر مشروع الانسحاب الاحادي وفك الارتباط من غزة الذي طرحهه ونفذه شارون يستند الى تصدير والحاق غزة بمصر.. والحاق جزء من الضفة بالاردن.. وتحويل القضية الفلسطينية الى قضية عربية - عربية لا علاقة لاسرائيل بها. وهذا ما يرمي اليه الاميركيون والاسرائيليون. وبالتالي فإن مهمتنا اقناع الحكم الجديد في مصر بمخاطر اعفاء اسرائيل من التزاماتها كدولة احتلال وعدم تكريس الانقسام او القفز الى خلق كيان فلسطيني في غزة وسيناء. فالاميركيون دعموا الاخوان ليس حباً فيهم بل لأن لهم مآرب ثعلبية اخرى من بينها اختبار جماعة الاخوان في تنفيذ مصالحهم والحفاظ على اسرائيل فإن نجحت الجماعة في مصر يمكن نقل الانموذج الى دول اخرى كسوريا مثلا وغيرها.. ولا يخفى على احد ان واشنطن ستطلب لاحقا اقامة قواعد عسكرية على البحر الاحمر في مصر لان هذا مطلبها الذي رفض في العهد السابق.{nl}بالنسبة الينا كفلسطينيين نحن مطالبون بعدم الغرق في شبر ماء والتنبه الى المخططات الاميركية الاسرائيلية.. فقد اعاد الاسرائيليون الى الواجهة موضوع سيناء كمنطقة توتر.. وتحتاج الى اقامة منطقة عازلة على حدود بعمق عشر كيلومترات.. ومنطقة فلسطينية وليست مصرية وفي كل هذا اشارات خطرة عما يبيت لغزة وسينا.. وللقضية الفلسطينية ككل. فهل ننتبه؟{nl}مدارات - أعضاء "الثوري" من غزة: الطرح القويم{nl}بقلم: عدلي صادق الحياة الجديدة{nl}عرض الإخوة أعضاء "المجلس الثوري" الفتحاوي، القادمون من غزة، رؤيتهم للمشهد الحركي العام، بصراحة وجرأة وشفافية عالية. توقفوا طويلاً أمام هذا المشهد، لكي يتناولوا من جميع الوجوه، وضع "فتح" في القطاع الجريح. بدا أن أكثر ما يؤلمهم هو همسات التصنيف الجُزافي المختزل، لأبناء الحركة في غزة، التي يتداولها البعض الانتهازي، ليشطب تاريخاً نضالياً لكل فتحاوي يشمله التصنيف، في سياق محاولات بائسة ومفتضحة، لتفصيل هيكل الحركة على هوى أشخاص، وليس بما يلائم المهام، وتحدده القدرات والسيرة الذاتية لكل منهم. وقد تحدث أعضاء "الثوري" من الضفة، بكل ما ينضح بالألم ويتسم بالروح الوطنية والتقدير العالي لنضالات الفتحاويين في غزة. وتبدت الروح الوحدوية جلية لكل ذي بصر وبصيرة. وكان المعنى العام، لكل ما قيل، هو رفض الفتحاويين جميعاً للعبة التصنيف واختزال الناس، وأكدوا على ثقتهم بأن الفتحاوي ينتمي لحركته الرائدة، ثم نقطة على السطر.{nl}اللاعبون بفرضية التصنيف، خاسرون في النهاية. وواجبنا أن نرفض التصنيف الضيق الذي يمكن أن يطالهم، عندما يصبحون عُرضة له، لأن مثل هذه الممارسة مرفوضة من حيث المبدأ. لكن من واجبنا الآن، أن ننبه الى بؤس وضحالة هذا المنحى، تذكيراً بضرورة وحدة الفتحاويين جميعاً. ولا مستقبل لمن يرى من الفتحاويين أن "حماس" أقرب له من البعض الفتحاوي الآخر. نحن أولاً وأخيراً، نمثل مشروعاً وطنياً جامعاً لوحدة الشعب الفلسطيني وإرادته. لا تلائمنا فكرة "الجماعة" ولا الاشتراط على الناس في اختياراتهم الشخصية، ما عدا منها، ما يتجاوز القانون ويتعدى على الحقوق العامة وعلى حقوق الآخرين، ولم يترب الفتحاويون على مبدأ "السمع والطاعة" ولا على العلاقات الخضوعية، لكنهم عندما يتصادقون لا يبدلون مشاعرهم حيال أصدقائهم تأثراً بمساحات الهواء الناقص!{nl}نأمل أن تؤدي المداخلات التي سلطت الضوء على كل مشكلات "فتح" في غزة؛ الى إعادة الاعتبار للعمل التنظيمي الرصين، الذي يراعي أخلاقيات العمل الفتحاوي وتقاليده الوطنية، لكي نغادر مربع السؤال: من يأخذ ماذا من الأدوار والمسميات والعضويات، ونذهب الى المربع التالي، وهو إنهاض الحركة واستعادة دورها والحفاظ على قاعدتها الاجتماعية العريضة، وعلى روحها المتحلية بالمسؤولية عن مصير الشعب والقضية!{nl}القضيّةُ الفلسطينيّةُ والمصالحةُ بعدَ فوز مرسي{nl}بقلم: هاني المصري عن وكالة معا وسما{nl}إذا أردنا أن نعرف تأثير انتخاب محمد مرسي رئيسًا لمصر على الأوضاع الفلسطينية؛ علينا أن نرى عدة مسائل لا تقتصر على رؤية ردود الفعل المتباينة في قطاع غزة عن الضفة الغربية. فبالرغم من الترحيب الجماعي من الفلسطينيين بسير مصر خطوة جديدة على طريق الديمقراطية، إلا أن الاحتفالات التي شهدتها غزة عبر المسيرات التي شارك فيها عشرات الآلاف وإطلاق الرصاص وتوزيع الحلوى والتهاني التي بادر إليها كل من خالد مشعل وإسماعيل هنية باتصالهما المباشر، والتصريحات التي صدرت عن الزهار وغيره من قيادات "حماس" الذي اعتبر فوز مرسي انتصارًا تاريخيًّا ولحظة ستصحح السنوات الأربعين الماضية، وهزيمة لبرنامج التطبيع مع العدو الصهيوني.{nl}أما في الضفة الغربية، فلم تشهد مسيرات ولا احتفالات ولا إطلاق الرصاص، وتأخرت برقية التهنئة الرئاسية.{nl}هذا التباين في ردود الأفعال مفهوم لأن أهل غزة يتوقون أيضًا لرفع الحصار وفتح معبر رفح، وهذا أمر ممكن الحدوث حاليًّا، أي المسألة بالنسبة إليهم فيما يتعلق بمن يحكم مصر حياتية وليست سياسية فقط.{nl}بعد أيام انتظار طويلة جدًا حُبِسَت فيها أنفاس المصريين والمهتمين بما يجري في مصر، أعلنت لجنة الانتخابات الرئاسيّة عن فوز محمد مرسي رئيسًا لمصر، فيما اعتبر نقطة تحول تاريخيّة.{nl}فلأول مرة ينتخب الشعب المصري رئيسه ويكون زعيم أكبر أحزاب المعارضة، وهو يمثل جماعة الإخوان المسلمين التي تتوق للحكم منذ 84 عامًا وشاركت في ثورة 25 يناير، وإن متأخرة، وحاولت أن تستأثر بالسلطات، ودفعت ثمنًا باهظًا لذلك.{nl}لقد انتقل مرسي من السجن، الذي أصبح قابعًا ف<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/06-2012/محلي-135.doc)