Aburas
2012-07-03, 08:51 AM
أقلام وآراء{nl}ـــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ{nl}الشعب السوري سيقرر مستقبله{nl}بقلم: كوفي عنان – عن معاريف {nl}الوضع في سوريا لا يمكن ان يكون أكثر عُسرا. فمنذ الربيع قبل سنة ثار آلاف السوريين مطالبين بالتغيير. في البداية عملوا بوسائل سلمية، ولكن في ضوء الوحشية الباعثة على الصدمة من جانب الحكومة، بدأ بعضهم يحمل السلاح. آخرون، ولا سيما من أبناء الأقليات، جلسوا على الجدار أو أيدوا الحكومة خوفا من ان يكون البديل اسوأ.{nl}المعمعان الذي يجرف سوريا اليوم هز العالم. وانتقلت المعارك من مدينة الى مدينة. أحياء بكاملها دُمرت، عائلات بكاملها ذُبحت. آلاف قتلوا، آلاف آخرون اعتقلوا ومئات الآلاف فقدوا منازلهم. مواطنون كثيرون علقوا في مناطق المعارك ولا يتمكنون من تلقي المساعدة الطبية أو الانسانية.{nl}وصل العنف الى عاصمة دمشق بل وتسلل الى دول مجاورة. اذا ما تعمقت الفوضى، فان محافل الارهاب قد تستغل الوضع في صالحها. في شهر آذار اتفق الجميع على خطة من ست نقاط شكلت سلما يتيح للأطراف المختلفة النزول عن الاشجار التي صعدوا اليها. بعثة من مراقبي الامم المتحدة كان يفترض ان تحافظ على وقف النار كي يكون ممكنا الشروع في اتصالات سياسية.{nl}ولكن الخطة لم تطبق أبدا. بعد هدوء قصير تواصل العنف بل واشتد. الحكومة السورية، التي تتحمل معظم المسؤولية، تواصل اتباع العنف الشديد ضد متظاهرين مسلحين وغير مسلحين. محافل المعارضة من جهتها غير موحدة، وبعضها شدد هجماته على قوات ومؤسسات حكومية.{nl}مراقبو الامم المتحدة غير المسلحين اضطروا الى تعليق عملهم. فقد بقوا في مواقعهم وهم جاهزون لاستئناف نشاطهم في اللحظة التي ترى فيها الأطراف سليما الدخول في مفاوضات. النزاع هو سوري، وعلى الشعب السوري ان يجد له حلا، ولكن سيكون من السذاجة الشديدة التفكير بأنهم وحدهم سيتمكنون من وضع حد للعنف والشروع في مسيرة سياسية ذات مغزى.{nl}هناك الكثير من القوى الخارجية التي تنبش في القِدر. بعضها قوى خارجية، عن قصد أو غير قصد، شجعت الحكومة والمعارضة على التفكير بأن النزاع لن يُحل إلا بالقوة. مفهوم ان هذا لا يخدم مصلحة أحد، وبالتأكيد ليس الشعب السوري.{nl}حان الوقت لأن تعمل القوى ذات النفوذ، التي تتحمل المسؤولية عن السلام والأمن في العالم، بشكل ايجابي لتحقيق السلام في سوريا. يجب الاتحاد وراء مطلب تطبيق خطة النقاط الستة ومنع احتدام اضافي للنزاع. واضح تماما انه لن يكون ممكنا وضع حد للعنف دون ضغط مشترك ومتواصل من جانب ذوي النفوذ.{nl}يجب ان نحرص على ان يكون لسوريا مستقبل ديمقراطي وتعددي يفي بالمعايير الدولية في كل ما يتعلق بحقوق الانسان.{nl}يجب ان تنشأ حكومة وحدة تضم ممثلي الحكومة الحالية والمعارضة، وكذا محافل اخرى. ولكن لا يجب السماح بأن يتواجد في الحكومة من يُخرب على مصداقية الخطوة وانتقال سوريا الى مجتمع ديمقراطي.{nl}لا بديل عن العمل الصعب الذي يجب بذله لمساعدة السوريين على تصميم مستقبلهم السياسي. لقد وافقت الأسرة الدولية منذ زمن بعيد على أن السوريين هم الذين يجب ان يقودوا المسيرة بأنفسهم. ولكن علينا ان نعمل معا كي نساعد السوريين على تصميم مستقبلهم بالطرق السلمية، هكذا فقط يمكن وقف العنف والصعود الى طريق السلام، الذي يقرر فيه الشعب السوري مستقبله. اذا لم نفعل ذلك، فسيستمر التدهور وسيصبح قريبا لا مرد له.{nl}لا يوجد في مصر ربيع عربي بل هزة{nl}حنان غرينبرغ – عن معاريف{nl}من بين أكوام الوثائق التي وضعت هذا الاسبوع على طاولة اللواء احتياط عاموس جلعاد، رئيس القيادة السياسية الامنية في وزارة الدفاع، في مكتبه في مبنى الوزارة في تل أبيب، طل أيضا كاريكاتير واحد نشره عاموس بيدرمان في 'هآرتس'. جلعاد، الذي يلقب في السنوات الاخيرة 'برجلنا في مصر' في ضوء مهاماته السرية الكثيرة الى الجارة من الجنوب، يبدو في ذات الجو كمن يوشك على الانطلاق الى سفرية اخرى الى القاهرة بتكليف من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك. هذه المرة، على خلفية انتخاب رجل حركة الاخوان المسلمين، محمد مرسي، رئيسا جديدا لمصر، يمسح جلعاد بضع قطرات عرق تنبع على ما يبدو من الواقع الجديد ويحظى بتلقي بضع كلمات تشجيع من نتنياهو في أن وحدة الانقاذ وضعت في حالة تأهب. 'هذا كاريكاتور وهو معد لاثارة الضحك'، يقول جلعاد ويتملص من جواب مباشر على السؤال هل سيطرأ تغيير على شكل سفرياته الى مصر في العصر الجديد. 'أنا لا أتحدث عما أفعله او لا افعله، وبشكل شخصي، يمكنني القول بان كل شيء يكون مطلوبا لصالح الدولة سيتم فعلا. وبشكل ملموس، من الافضل التواضع في هذا الموضوع'.{nl}هذه أيام معقدة في حينا. صعود الاخوان المسلمين في مصر على خلفية جولة تصعيد اخرى في قطاع غزة، حيث ترفع حماس رأسها وتعود الى دائرة اطلاق الصواريخ، يخلق احساسا بالتوتر، وليس صدفة ان قادة الدولة يفضلون وزن كل كلمة. وحتى لو لم يعترف الرجل هنا علنا، فان انتخاب مرسي في مصر ليست النتيجة التي صلت لها اسرائيل.{nl}في شعبة الاستخبارات في الجيش الاسرائيلي توصلوا قبل أشهر طويلة الى استنتاج واضح بان ما يحصل في مصر تلك الهزة التي دفعت الجماهير الى ميدان التحرير، لم تنشأ كنتيجة لوضع الاسلام لخطة عبقرية وحرصه على اخراجها الى حيز التنفيذ. كانت هذه دوافع اخرى وليست مرتبة بالذات في قائمة منظمة، ولكن الرغبة في مكافحة الفساد الى جانب مطلب الحقوق الاساس والكثير من الاحباط، فعلت فعلها. ومن أكملها بالطبع وجعلها عظيمة الحجم كانت الشبكات الاجتماعية. ومن ركب على كل هذا بالمجان؟ الاحزاب الاسلامية. نتائج الانتخابات في مصر تظهر كم نجحوا هناك في ترجمة هذه الموجة الهائلة الى رأس مال سياسي.{nl}ويكشف جلعاد النقاب عن أنه رغم الاحداث الدراماتيكية مصر في الفترة الاخيرة والتوقع المتأهب هناك للاعلان عن هوية الرئيس القادم، كان المصريون لا يزالون يشاركون في التوصل الى وقف نار مؤقت بين اسرائيل وحماس بعد جولة اخرى من اطلاق النار على بلدات الجنوب. 'في الجولة الاخيرة أيضا ادوا دورا مركزيا وهاما'، يروي جلعاد، 'دورهم كان سائدا. منع اندلاع العنف في هذه المنطقة هو مصلحة مصرية أولا وقبل كل شيء، ولهذا فقد عملوا كما عملوا. هم دولة تعتبر زعيمة في العالم العربي، وفي هذا القول مسؤولية يحققونها'.{nl}ولكن حصل هنا شيء مختلف. حماس على ما يبدو فهمت الى أين تتجه مصر الجديدة وفجأة قررت العودة الى دائرة اطلاق الصواريخ.{nl}'في نهاية المطاف لا يهم المواطن في سديروت من يطلق النار ولماذا. سواء كانت هذه حماس أم منظمة أخر. صحيح أن حماس تتحمل المسؤولية. قد يهم هذا الحكومة، اصحاب القرار، إذ يوجد لذلك مضاعفات. حماس تطلق النار ولكنها ايضا توقفت بعد وقت قصير. فهم يفهمون جيدا بان الجيش الاسرائيلي يمكنه أن يتخذ اعمالا واسعة للدفاع عن مواطنيه، وهم غير معنيين بالتدهور'.{nl}بين التحرير وغزة{nl}ويبدي جلعاد حذرا من الربط المباشر هذه الايام بين حماس والحركة الام في مصر الاخوان المسلمين ويحرص على التشديد بانه دون صلة باي تطورات في المنطقة، تواصل حماس التسلح، تزيد حجم الصواريخ وتحسن جودة صواريخها. 'ولما كان الايرانيون لا يعتمدون عليهم، فانهم يبحثون عن منظمات اخرى كالجهاد الاسلامي'، يضيف معطى جديد لبرميل البارود المسمى 'قطاع غزة'. 'اذا كانت حماس تريد هدوء في غزة، فيمكنها الوصول الى هذا الوضع. ليس لنا معهم، خلافا لكل أنواع التقارير والشائعات أي اتفاقات او تسويات. عندما يكون هنا هدوء، فعندها سيكون هذا هناك ايضا'.{nl}جلعاد ليس واثقا من أن تعمل حماس في الجولة القادمة ايضا، ولكنه يعترف بان التحدي من قطاع غزة سيبقى يشغلنا. 'الردع لا يزال قائما، وحقيقة أن حماس لم تعمل لزمن طويل، لا تنبع من محبتها الكبيرة لنا. نحن، في كل الاحوال، يجب أن نكون جاهزين، ولهذا فان لدينا القدرات التكنولوجية وكذا القدرات العملية المثيرة للانطباع'.{nl}قسم من تلك القدرات التكنولوجية هي منظومة 'قبة حديدية'. ثمة غير قليل من الاصوات تدعي بان نجاحها يؤدي الى التغيير في المعالجة الحقيقية للمشكلة التي في قطاع غزة.{nl}''قبة حديدية' هي فخر الابداع. لا توجد كلمات لوصفها بخلاف ذلك. هذا يظهر قوة العقل الاسرائيلي في الوصول الى انجازات ميدانية كهذه بصفر وقت. فهي تحمي الناس الاحياء، نقطة. الى جانب ذلك فان احدا لا يزوغ بصره من ذلك. لا اسمع هنا بانه يوجد رضى من الوضع، ولهذا فلا توجد تصريحات كهذه. المنظومة نفسها جدير بكل ثناء، وهي تعطي الحكومة مرونة في ممارسة التفكر والنظرة الشاملة لكل العناصر، مصر وغيرها، وبالتأكيد نحن لسنا غير مبالين وزائغي البصر جراء ذلك'.{nl}حالة تأهب عالية{nl}ليس عبثا ان ذكر جلعاد مصر في منظومة الاعتبارات الاسرائيلية التي تتناول قطاع غزة. ففي كل جولات القتال الاخيرة كان دور مصر ذا مغزى. وعندما سُئل كيف شعر في اللحظة التي اعلنت فيها هوية الرئيس الجديد، أجاب بدبلوماسية: 'شعرت بتماثل مع القول الاسرائيلي في أننا ننتظر منهم ان يحترموا الاتفاقات، هذه مصلحة لنا جميعا. ولا يهم هنا ما استنتجوه او لم يستنتجوه من الاقوال التي صدرت من هناك، فالاختبار هو ما سيكون في الواقع. مصر هي زعيمة العالم العربي، دولة هامة للغاية مع تأثير على معسكر السلام واذا تغيرت لا سمح الله، فسيكون لهذا معنى هائل'.{nl}ما الذي برأيه سيحصل في الواقع مع ذلك؟ هل ثمة مجال للقلق؟ جلعاد يحافظ على الخط الحذر الذي أظهرته الحكومة في القدس عندما صدرت نتائج الانتخابات في مصر. 'لست معنيا في الغرق في تقديرات متكدرة. الحكومة رحبت بالخطوة الديمقراطية التي جرت هناك ودعت الى احترام الاتفاقات، وعلى رأسها في سيناء. هذه سياسة ترمي الى الحفاظ على الواقع الاستراتيجي الهام للدولتين، وبالتوازي فان الاستخبارات وغيرها من المحافل التي تعنى بالموضوع يجب أن تكون متأهبة جدا لكل تغيير قد يحصل في المحيط. لا يوجد هنا ربيع عربي بل هزة، وينبغي قيادة السفينة في المياه العاصفة، بحيث تواصل الابحار في الاتجاه السليم، وهذه التقديرات تجرى في الغرف المغلقة'.{nl}ويعترف جلعاد بانه الى جانب الرغبة في الحفاظ على ما هو قائم، ففي جهاز الامن والساحة السياسية يستعدون ايضا لسيناريوهات اخرى. 'نحن نجري ايضا تقديرات جد عميقة في الغرف المغلقة. توجد هنا دائرتان. الدائرة الفورية هي رؤية كيف نحافظ على الواقع القائم، والدائرة الابعد هي فحص تغييرات محتملة قد تحصل وما هو معناها بالنسبة لتغيير سلم الاولويات، اذا ما تطلب الامر منا خلق سيناريوهات مخاطر على الدولة، تهديدات على الدولة تستوجب ردا، كل هذا يستوجب تقديرات ينبغي أن تبقى سرية'.{nl}رغم المخاوف الكثيرة، فان جلعاد ليس متشائما تماما بالنسبة لمصر، بل يعتقد بان للحكم الجديد في نهاية المطاف مصلحة في القضاء على الارهاب في سيناء. وهو يقول: 'أومن بقدراتهم. لا يمكنني القول باننا مهددين في هذه اللحظة، المصريون ملتزمون بشؤونهم الداخلية، الاجتماعية، الاقتصادية ويجدر بالذكر ايضا الرسائل الامريكية التي لن تحتمل الارهاب. اعتقد ان علينا أيضا الحفاظ على كل قنوات الحوار معهم والى جانب ذلك البقاء متأهبين وتعميق الاستماع'.{nl}وفي هذه الاثناء، في ايران{nl}بالتوازي مع المعاني التي ينبغي استخلاصها من نتائج الانتخابات في مصر، لا ينسى جلعاد المشكلة من الشرق، ايران. في اسرائيل لم يفاجأوا بسلوك ايران في موسكو حيث لم تكف عن اتهام الغرب بمطالب غير منطقية وبالتعالي. كما أن وسائل الاعلام المتماثلة مع ايران لم تتردد في اقوال بان على ايران ان تكون قوية ومصممة لمواصلة المقاومة. جولة المحادثات الثالثة مع الغرب والتي جرت في موسكو، والتي لم تغير نتائجها مثل الجولات السابقة اتجاه طهران، شددت جدا تصريحات المسؤولين في اسرائيل في أن ايران تخدع العالم وتواصل طريقها نحو السلاح النووي. ويلمح جلعاد بان العقوبات التي سيبدأ تطبيقها هذه الايام، هي مثابة المحاولة الاخيرة لحمل الايرانيين على التراجع عن برنامجهم. 'الايرانيون مصممون على أن يكون لهم سلاح نووي تبعا لقرارهم'، يقول جلعاد، 'هم لا يقررون. إذ انهم مذهولون من شدة معارضة العالم. التصميم لا يزال قائما. واذا كانت عقوبات شالة تعطل ادائهم كدولة، يمكن لهذا أن يؤثر'.{nl}توثيق العلاقات بين اسرائيل ومصر الجديدة هو احد المواضيع ذات المغزى على جدول الاعمال. المجلس العسكري الاعلى في مصر ذو القوة الكبيرة يمكنه برأي الغرب أن يمنع تغييرات من هذا النوع.{nl}اما بالنسبة لما يجري في سوريا، فيرفض جلعاد المراهنة متى سيصل حكم بشار الاسد الى نهاية طريقه، ولكنه يشير الى أن ما يجري في هذه الجبهة ايضا يقلق وليس بالذات فقط من ناحية نقل الوسائل القتالية لحزب الله. 'ما ينفذه الاسد هو ببساطة مس بالاساس الذي يجلس عليه. يقتل بشكل وحشي دون منطق. يكره نفسه على كل العالم العربي. علينا أن نكون يقظين حتى لا يقترب ارهاب القاعدة من هناك نحونا، وكذا من ازمة انسانية شديدة'.{nl}لا يبدو في الافق حل سياسي{nl}بقلم: دانيال فريدمان – عن يديعوت{nl}تم التوقيع على اتفاق السلام مع مصر في آذار 1979 في فترة الولاية الاولى لمناحيم بيغن لرئاسة الوزراء، وقد أحرزت مصر بهذا الاتفاق، بقيادة أنور السادات، كل الأهداف التي نصبتها لنفسها قبل حرب يوم الغفران.{nl}كان ثمن الاتفاق باهظا جدا: فقد أخلت اسرائيل سيناء وطائفة من المستوطنات آمنت بأنها مستوطنات دائمة وتخلت عن موقفها الأساسي القائل انه لا عودة الى حدود 1967.{nl}وحظيت مقابل ذلك بمعاهدة سلام مع أكبر الدول العربية وأقواها، وتجريد شبه جزيرة سيناء من السلاح، وتهدئة على الجبهة الجنوبية استمرت نحوا من 33 سنة، وبـ 'انجاز' ان بقي قطاع غزة في يدها. لكن ثبت ان غزة تشبه حبة بطاطا ساخنة ولم يبق من هذا 'الانجاز' لاتفاق السلام مع اسرائيل شيء سوى المشكلات التي لم تنته بعد.{nl}ان الانجاز المركزي الى اليوم هو التهدئة في الجنوب. والسؤال من جهتنا هو كيف تم استغلال هذه التهدئة وهل استفدنا منها كامل الفائدة. وكان في الشأن الداخلي محل قبل كل شيء لتقصير الخدمة العسكرية التي أُطيلت بعد حرب الايام الستة من سنتين ونصف الى ثلاث سنوات. ومن الواضح انه اذا انقضى خطر الحرب في الجنوب لجيش أكبر الدول العربية سنين طويلة فانه يمكن بيقين مضاءلة مقدار الجيش، لكن من المؤسف جدا ان ذلك لم يحدث.{nl}وفي الشأنين الخارجي والامني جعل اتفاق السلام المشكلة الفلسطينية في مقدمة ترتيب الأفضليات. فبعد ان بقي قطاع غزة في يد اسرائيل بقي الشأن الفلسطيني كله في يدها. وأُضيف الى ذلك شروط اتفاق السلام: ففي الوثيقة التي تم التوقيع عليها في كامب ديفيد بين بيغن والسادات جرى التحدث عن حكم ذاتي كامل للسكان الذين يختارون ادارة ذاتية تحل محل الادارة العسكرية. وعادت مصر وذكرت في التوقيع على اتفاق السلام في مقدمة توقيعها 'الاتفاق المكمل بشأن انشاء حكم ذاتي كامل في الضفة الغربية لنهر الاردن وفي قطاع غزة'. ولم يكن بيغن مستعدا لاقامة حكم ذاتي كهذا، وفي رد على ذلك استقال من حكومته وزير الخارجية موشيه ديان ووزير الدفاع عيزر وايزمن.{nl}في مقابل ذلك استمرت حكومة بيغن على استيطان المناطق بكامل الزخم، وكان موقع الاستيطان يقرره أكثر من مرة التوجه الى احباط انشاء دولة فلسطينية. ومنذ ذلك الحين استمر الاستيطان في الضفة وزادت معه المشكلات الدولية والداخلية. ونشأت ورطة قانونية ايضا، فلم تُضم مناطق الضفة الى اسرائيل وليست هي جزءا منها، لكنها في واقع الامر تسيطر على اراضي الدولة في المنطقة وتستعملها للاستيطان اليهودي.{nl}يخضع المستوطنون بفعل أوامر الحاكم العسكري الى القانون الاسرائيلي الذي لا يجري على المنطقة بصورة نظرية (لأنها ليست جزءا من دولة اسرائيل). وفي المقابل ما يزال القانون الاردني مع أوامر الحاكم العسكري يجريان على السكان الفلسطينيين. وهكذا نشأ وضع يحيا فيه جنبا الى جنب طائفتان من السكان تخضع كل واحدة منهما لمنظومة قوانين مستقلة، هذا الى ان السكان الفلسطينيين يخضعون في شؤون مختلفة للمحاكم العسكرية، أما الحكم على المستوطنين فيُستوضح في محاكم مدنية. وهذا وضع لا يحتمل يُمكّن من ان تثار على اسرائيل دعاوى شديدة في الصعيد الدولي، وهو غير معقول ايضا من جهة اسرائيلية داخلية.{nl}لا يبدو في الأفق حل دبلوماسي سياسي واحتمال التوصل الى معاهدة سلام مع الفلسطينيين المنقسمين بين غزة التي تحكمها حماس وبين الضفة، يبدو بعيدا. لكن الوضع في الضفة التي أكثرها تحت سيطرتنا يقتضي حلا. ويجب ألا يُضللنا الهدوء الحالي.{nl}ان الأفق الدولي قد يتلبد هو ايضا. ومن المؤكد ان تجد الولايات المتحدة طريقة للتعبير عن موقفها من هذا الشأن بعد الانتخابات في تشرين الثاني. وقد تتخذ مصر ايضا خطوات مختلفة. يصعب ان نفترض ان تتحلل بسهولة من اتفاق السلام، لكنها قد تزعم ان اسرائيل لم تفِ بما فُرض عليها في كل ما يتعلق بالفلسطينيين وتطلب الرد على ذلك. وقد سمعنا إيماءا بهذا الاتجاه من رئيسها الجديد محمد مرسي.{nl}ان الحاجة كما قلنا الى تسوية الشأن الفلسطيني ضرورة اسرائيلية داخلية، ومن المناسب ان نعمل في هذا الاتجاه دونما صلة بالضغوط المتوقعة من الجانب العربي والفلسطيني وفي الصعيد الدولي ايضا.{nl}إرث اليأس{nl}بقلم: أسرة التحرير – عن هآرتس{nl}اسحق شامير، رئيس الوزراء السابع لاسرائيل، قضى نحبه يوم السبت وخلف وراءه إرثا سياسيا خطيرا يزرع اليأس. محبو طريق شامير في اليمين الاصلاحي يتذكرون ايجابا تمسكه بفكرة بلاد اسرائيل الكاملة واقامة المستوطنات في كل موقع. وهم يرون فيه نموذج الزعيم الايديولوجي المتواضع، الذي لا يتخلى عن مبادئه. ولكن الحقيقة هي أن شامير جعل انعدام الفعل السياسي سياسة والحفاظ على الجمود هدفا. وهذه أدت ضمن امور اخرى الى اندلاع الانتفاضة الاولى. تدخله الفظ باحباط الاتفاق الذي حققه شمعون بيرس مع الملك حسين في 1987، والذي عرف باتفاق لندن، أدى على ما يبدو الى تفويت لآخر تعيس لفرصة سياسية.{nl}كما أن الثناء الذي أغدقوه عليه بفضل تجلده في حرب الخليج الاولى كان مبالغا فيه اذا أخذنا بالاعتبار حقيقة أن الولايات المتحدة لم تترك مجال مناورة واسع في يد اسرائيل، حين أمرتها الا تتدخل في ما يجري. وغداة الحرب استجاب شمير لدعو جورج بوش المشاركة في مؤتمر السلام الاقليمي الذي عقد في مدريد. واعترف لاحقا بانه استجاب رغم أنفه للمبادرة الامريكية، كي يحافظ على العلاقات الخاصة مع الولايات المتحدة. وانه قصد جر الارجل الى ما لا نهاية في غياهب المسيرة السياسية. ولكن رفض حكومة شمير تجميد البناء في المستوطنات أدى الى احدى الازمات العسيرة بين واشنطن والقدس، حين جمد بوش ضمانات بمبلغ 10 مليار دولار طلبتها اسرائيل لاستيعاب الهجرة.{nl}بنيامين نتنياهو، هو لشدة الاسف مواصل درب شامير في رئاسة الوزراء وفي قيادة الليكود. نتنياهو هو الاخر استجاب لمبادرات امريكية، طالما ليس فيها ما يهدد سلامة البلاد ويمس بمشروع الاستيطان. هو أيضا حاول، بل ونجح في تجنيد يهود أمريكا والكونغرس لصد مساعي الرئيس الامريكي في دفع المفاوضات مع الفلسطينيين الى الامام. سياسة شمير ابعاد التسوية مع الفلسطينيين والاحتمال للسلام مع الدول العربية هي أيضا سياسة رئيس الوزراء الحالي، تلميذه الواضح.{nl}لم يعنِ ليبرمان ما تظنون{nl}بقلم: يوسي بيلين – عن اسرائيل اليوم{nl}في يوم الاربعاء الماضي زار أكبر الدبلوماسيين عندنا قرى البدو في النقب في اطار منصبه. فلم يكن وزير الخارجية افيغدور ليبرمان ليستطيع التوصل الى استنتاجات موضوعية تتعلق بمسألة البناء البدوي في جنوب البلاد بغير 'نزول الى الميدان'، وقد فعل ذلك بطريقته. ولم يُحب عضو الكنيست طلب الصانع هذه الزيارة جدا ونعت ليبرمان بأنه 'عنصري'، واعترض ليبرمان على هذا التعريف وبدل ان يجادل الصانع نعته بأنه 'ارهابي'.{nl}بيد ان الدبلوماسي أضاف بلطف الى تبادل الاطراء هذا الذي تم حول مائدة مرتجلة في الحرارة الثقيلة لشهر تموز تقريبا في النقب: 'حينما أصل الى الحكم سأعتني بك'.{nl}وقد أثر في مشاهدي هذه المسرحية السريالية حيث ينعت ضيف في حُلة قاتمة يُعرف بأنه عنصري، ينعت غيره بأنه ارهابي ويهدد بأنه 'سيعتني به' ان ليبرمان قال 'حينما أصل الى الحكم'. وسأل المحللون في وسائل الاعلام الذين اقتُلعت كلماتهم للحظة بازاء تبادل الكلام: 'ماذا، أليس في الحكم؟'.{nl}ربما اعتقدوا ان الضيف قد نسي في اثناء المشاحنة لوقت قصير ما هو المنصب الرسمي الذي يفترض ان يشغله، لكن اعتقد أكثرهم ان قصده كان الى انه حينما يصبح رئيس وزراء يستطيع ان يعتني حقا بناس مثل طلب الصانع. لكنهم مخطئون، فليبرمان لم يقصد ذلك. بل قصد انه حينما يصبح في الحكم بمنزلة فلاديمير بوتين سيعتني بالصانع.{nl}يعلم كل من يصل الى الحكم كم هي كثيرة القيود. والطريق مليئة بالعوائق، فأنت أولا ترأس مكتبا وللمكتب مراقب وللمكتب مستشار قانوني، بل ان فيه عمالا أقدم منك وأكثر تجربة، ولا تستطيع ان تلغي الجميع وان تسقط عليهم قرارات لا يُسلمون بها. وهناك وسائل اعلام تهتم بك وتضع عدسة تكبير فوق أخطائك وتتجاهل نجاحاتك، وهناك مراقب دولة استُبدل به آخر الامر لكنه لم يخفف تشدده الى ان استُبدل به.{nl}وهناك مستشار قانوني للحكومة لا يفهم انه ليس مراقب الدولة وليس قاضيا بل هو ببساطة مستشار الحكومة وهو يقضي ويقرر هل يُجلى الناس عن بيوتهم أم يُتركون هناك، وما الذي يجوز وما الذي لا يجوز، وما الذي يُحمى أمام المحكمة وما الذي لا يُحمى. وهناك شرطة يجوز لها ان تحقق مع وزراء ورؤساء حكومات في زمن أدائهم لاعمالهم وان تقدم لوائح اتهام وان تنشر تفصيلاتهم على الملأ وان تُضر برجلها الساحقة بالتدبير اليومي للامور.{nl}أهذه سلطة؟ لا يمكن هنا ان تكون وزيرا ولا يمكن ان تكون رئيس وزراء، ولهذا يعتقد ليبرمان انه يجب تغيير الجهاز. يجب أولا ان يتم تغيير طريقة الانتخابات وان تُغير بعد ذلك صلاحيات الحكام. ويجب وضع حد لفساد وسائل الاعلام ومنع سلسلة من الاحزاب من الوصول الى الكنيست وأن يُحدد بالضبط ما الذي يجب ان يفعله المستشار القانوني وما الذي يجوز للمراقب ان يراقبه ولن تستطيع الشرطة ان تضر بتصريف أمور الدولة وبالناس الذين يتولون أعمالهم، وآنذاك، آنذاك فقط، يستطيع ليبرمان ان يتجه الى العناية بطلب الصانع ايضا.<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/07-2012/اسرائيلي-118.doc)