Aburas
2012-06-27, 08:52 AM
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ{nl}المصالحة الفلسطينية في اختبار الربيع العربي{nl}بقلم: نبيل السهلي عن الحياة اللندنية{nl}عانى الشعب الفلسطيني منذ صيف عام 2007 من تداعيات الانقسام الحاد بين القوى والفصائل المختلفة. وعلى الرغم من الحديث المتكرر عن قرب المصالحة الفلسطينية بيد أن المتابع بات على يقين من وجود معوقات أساسية تحول دون المصالحة المنشودة. وقد يكون من بين تلك المعوقات محاولة بعض أصحاب المصالح والامتيازات التي تولدت بفعل تداعيات الانقسام الإبقاء على الجغرافيا السياسية المستحدثة في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة. ويرى محللون أنه لو تم تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية سيفسر ذلك عن كونه عملية تكيف أو إدارة أزمة لحالة الانقسام الذي امتد لنحو خمس سنوات (2007-2012).{nl}لقد استصدرت إسرائيل خلال السنوات المذكورة حزمة من القرارات التي من شأنها الإطباق على مدينة القدس. وفي هذا السياق تشير تقارير إلى أن المؤسسة الإسرائيلية استطاعت السيطرة على 93 في المئة من مساحة القدس الشرقية ناهيك عن بناء طوقين من المستوطنات تحيط بالمدينة من الجهات الأربع ويتركز فيها نحو 185 ألف مستوطن إسرائيلي. وقد تم طرد آلاف المقدسيين بعد قرار تهويد التعليم في المدينة قبل عامين. واستغلت إسرائيل حالة الانقسام لتجعل من النشاط الاستيطاني العنوان الأبرز في سياساتها اليومية. الأمر الذي أدى إلى سيطرة كبيرة على أراضي الضفة الغربية لمصلحة المستوطنات الإسرائيلية التي وصل عددها إلى 151 مستوطنة يتركز فيها أكثر من 300 ألف مستوطن إسرائيلي. وكنتيجة مباشرة لحالة الحصار الإسرائيلي والانقسام الفلسطيني أصبحت مؤشرات البؤس هي السائدة بين الفلسطينيين في الضفة وقطاع غزة.{nl} وتشير دراسات إلى أن معدلات البطالة وصلت إلى نحو ستين في المئة في قطاع غزة في مقابل ثلاثين في المئة في الضفة الغربية. ونتيجة ذلك باتت الخيارات التعليمية والصحية ضعيفة ومن أصل 1.6 مليون فلسطيني في قطاع غزة ثمة 60 في المئة منهم تحت خط الفقر. وقد زاد من بؤس المؤشرات في الضفة والقطاع وقوع الاقتصاد الفلسطيني بين كماشة التبعية لإسرائيل وأزمة المساعدات الدولية المشروطة للسلطة الوطنية الفلسطينية حيث لا يتحسس المواطن الفلسطيني في كلا المنطقتين لتلك المساعدات لأنها تستثمر في مشاريع تخص الدول المانحة في اغلب الأحيان. وكانت قضية الأسرى بدورها من القضايا الضاغطة على المجتمع الفلسطيني أيضاً حيث تم اعتقال نحو 700 ألف فلسطيني خلال الفترة الممتدة بين السنوات 1967 و 2012 جلهم من جيل الشباب النشيطين اقتصادياً.{nl}لقد غلبت حركة «حماس» مصلحتها الضيقة على المصلحة الوطنية العليا وبات واضحاً أن تصريحات قادة الحركة خلال الفترة الماضية من الانقسام وبخاصة قبل إنهاء إضراب الأسرى في السجون الإسرائيلية كانت تؤكد أهمية إنهاء تلك الحالة والذهاب إلى المصالحة في حين أنها تنتظر متغيرات سياسية في المشهد السياسي العربي وبخاصة مصر للإبقاء على دويلة غزة «الحمساوية». وفي غالب الظن لو تجاوزت الحركتان «فتح» و»حماس» عقدة تشكيل حكومة الوحدة فإن من شبه المؤكد أن تحاول حركة «حماس» إسقاط المصالحة من خلال اختلاق أزمات ومعوقات أثناء التفاوض على ملفات الانتخابات سواء في المجلس التشريعي للسلطة الفلسطينية أو المجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطيني.{nl}المشهد السياسي الفلسطيني يبدو رمادياً مع استمرار حالة الانقسام وعدم وجود إرادة سياسية صادقة لإنهائه، وبات من الضرورة تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الفصائلية الضيقة بخاصة في ظل انكشاف صورة إسرائيل العنصرية ضد الشعب الفلسطيني سواء في الضفة والقطاع أو إزاء الأقلية العربية في إسرائيل. ويمكن تعزيز الاعتراف بفلسطين كدولة في المؤسسات الدولية إذا استطاع الفلسطينيون إنهاء انقسامهم وترسيخ المصالحة ومن ثم التوجه بخطاب سياسي ديبلوماسي موحد وجامع بعد وضع برنامج واسترتيجية مشتركة. {nl}وفي هذا السياق لا يمكن أن تكتمل دائرة المصالحة وتفعيل دور منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية من دون مشاركة واسعة من الأغلبية الصامتة من الشعب الفلسطيني في الداخل الفلسطيني والشتات - ونقصد بالقوة الصامتة الفعاليات السياسية والاقتصادية ومنظمات المجتمع المدني - لجهة حماية المشروع الوطني ورسم مستقبل الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه الثابتة. وقد يكون ذلك بمثابة جدار متين في مواجهة رؤى المؤسسة الإسرائيلية التي تسعى لجعل السلطة الوطنية الفلسطينية مجرد شرطي لحماية المحتل الإسرائيلي وإنجازاته على الأرض الفلسطينية. وقد يؤسس ذلك لترسيخ السلطة الفلسطينية ذراعاً قوية لمنظمة التحرير الفلسطينية وليس العكس.{nl}التحديات الجمة التي تواجه المشروع الوطني الفلسطيني تتطلب الإسراع بعقد المصالحة الفلسطينية وإنهاء حالة الانقسام عوضاً عن البحث عن تطور كيانين في قطاع غزة والضفة الغربية بمسميات فلسطينية كئيبة. فتجميع الجهد الفلسطيني والاتفاق على برنامج سياسي مشترك وخيارات سياسية وكفاحية مستقبلية من شأنها أن تحد من مخاطر السياسات الإسرائيلية الجارفة وفي مقدمتها النشاط الاستيطاني الذي يقضم الأرض الفلسطينية ويحقق عملية الإحلال الديموغرافي. عندئذ يمكن القول إن ربيعاً فلسطينياً قادماً سيزهر بعد الربيع العربي.{nl}متشائل!{nl}بقلم: يوسف الديني عن الشرق الأوسط{nl}المتشائل تعبير نحته الروائي الفلسطيني إميل حبيبي في رواية تحمل الاسم نفسه، ويعني به الجمع بين صفتي «متشائم» و«متفائل» في حال واحد جسده بسخرية ماتعة في شخصية سعيد أبي النحس الذي جسد به حالة ما يعرف بعرب الداخل في إسرائيل.{nl}ربما كان التشاؤل هو الوصف الأكثر تعبيرا عن المرحلة القادمة بعد الفوز المستحق لمرشح «الإخوان المسلمين» الرئيس محمد مرسي، وذلك وفق قواعد اللعبة الديمقراطية، والذي جاء بفارق ضئيل جدا نسبة إلى ما كان يتوقع من حجم «الإخوان» المفاجئ، إذا ما أخذنا في الاعتبار أن هذه النسبة شملت دعم السلفيين وشباب الثورة وحزب الوسط وتيار أبو الفتوح وحتى مجموعات من غير الإسلاميين لم تر في شفيق إلا الصورة المشوهة للنظام السابق.{nl}التفاؤل ليس بازدهار الديمقراطية، ولا حتى ببرنامج الرئيس محمد مرسي ووعوده التي أطلقها بشكل مرسل يقترب من حدود الشعارات الجميلة وبلغة التبشير بالكنف «الإخواني» الحاني، لكن التفاؤل بدخول واحد من أقدم الفصائل السياسية في العالم العربي دخولا إلى عالم السياسة وحضورا في المجتمعات العربية والإسلامية، ليس في مصر وإنما في كل دول المنطقة، وهو ما يعني الانتقال الكامل غير المنقوص من ضفة المعارضة وما تحمله من تعاطف وأعذار وتبريرات، إلى كرسي الحكم وما يعنيه من مسؤوليات واستحقاقات سياسية على واقع اقتصادي مخيف ومرعب ستشهده المنطقة لن يجدي فيه كثيرا «الورع» واليد النظيفة ما لم يُصحبا ببرنامج اقتصادي دقيق وتفصيلي قائم على أولوية الداخل المصري، كما أنه يجب أن يستند إلى استنفاد كل وسائل تحسين مستوى المعيشة، وهي مهمة لن تظهر آثارها بشكل مبكر، وإن التأخر في اتخاذ خطوات جريئة وحسم الجدل السياسي البيزنطي سيسارع بتدهور الأوضاع، وبالتالي سينعكس سلبا على أداء وتقييم مشروع «الإخوان».{nl} إجمالا، فالاختيار المبني على مشروع الثورة في مقابل النظام السابق تطلب في مرحلة ما اللعب على شعارات الهوية والنقاء السياسي والاتكاء على مرحلة جديدة لا تنتمي للنظام السابق، وهو مع قوة كل تلك الدوافع لم يحصد إلا حدود النصف، وهو ما يعطي دلالة واضحة على عدم قدرة «الإخوان» على طمأنة الشارع المصري، إلا إذا اعتبرنا أن نصف الشعب المصري «فلول» كما يردد بسذاجة سياسية مراهقو «تويتر» والإعلام الجديد. والمؤكد أنه إلى الآن ما زال هناك من يعتقد أن ثمة خللا ما جرى في عملية فرز الأصوات اعتمادا على سيناريوهات في التفاوض بين المجلس العسكري و«الإخوان»، وهو من الحديث في الماضي ومن البكاء على لبن مسكوب، إلا أنه يفتح السؤال مرة أخرى عن ضرورة وجود مراقبين دوليين في ظل أجواء من انعدام الثقة كالتي مرت بها الانتخابات المصرية.{nl}أما الشق الثاني من التشاؤل، فأعتقد أن باعث التفاؤل هو تجربة سياسية جديدة بعد صراع وصداع استمر لثمانين عاما من قبل «الإخوان»، نسجت خلاله العديد من النظريات حول حرب العالم كله ضدهم، وأنهم مستهدفون، وها هم اليوم على المحك في أول تجربة حقيقية ليس في قطاع غزة أو في شمال السودان ولكن في مصر المنشأ والإرث التاريخي والاختبار الحقيقي لمفهوم الدولة القطرية، كما أن باعث التفاؤل هو تراجع منسوب الخوف من الفتنة الداخلية والاحتراب على السلطة والعودة إلى مربع العنف في حال فوز شفيق.{nl}كما أن باعث التفاؤل هو ارتفاع مستوى الوعي لدى شريحة الشباب المصري رغم الأخطاء الفادحة التي ارتكبها شباب 6 أبريل والتي ستجعلهم يفقدون مع مزيد من التجريب السياسي الساذج شرعيتهم الثورية لا سيما في ظل احتقان الشارع المصري ضدهم باعتبارهم تجسيدا للصورة النمطية حول الشاب «الكول» ميسور الحال الذي لا يرضيه شيء ويريد تغيير كل شيء. مستوى الوعي المرتفع يمكن قياسه في الأصوات التي حصل عليها حمدين وأبو الفتوح، والتي لو اجتمعت في شخص واحد لما سمعنا بشفيق أو مرسي، وهذا ما سيجعل كوة الأمل مفتوحة باتساع على الانتخابات القادمة بعد أربع سنوات، وهي مدة قصيرة في عمر السياسة.{nl}وإذا كان التفاؤل خطيئة سياسية فإن التشاؤم والحذر هو أحد أهم العناصر التي يجب أن يضطلع بها قارئ السياسة لأن تعقيداتها وبهرجتها وأضواءها تعمي عن مرتكزات أساسية في تغيير المجتمعات وأهمها الجانب الثقافي، وهو ما يدعو للقلق الشديد تجاه مستقبل مصر التي تراجعت منذ فترة ليست بالقليلة على مستوى نوعية المنتج الثقافي، وأعتقد أن الهوة ستزداد اتساعا بسبب حالة الفقر «الإبداعي» التي يعاني منها «الإخوان»، والتي أخشى أن تصبغ مشروعهم الثقافي الذي لم تقل فيه كلمة؛ بل وحتى بشكل رمزي تناول الرئيس محمد مرسي أغلب الفئات وصولا إلى سائقي «التوك توك» من دون أن يقول حرفا يخص الثقافة والفنون، وهو أمر لا يخص الحالة المصرية فحسب بل جزء من شخصية تيارات الإسلام السياسي وموقفها السلبي تجاه الفنون واللامبالي بالأدب والمسرح، وأزعم بناء على معرفة تفصيلية أن تيار ما يعرف بالأدب الإسلامي ليس نتاج الإسلام السياسي، وإنما المتحولين من القومية واليسار باتجاه الإسلام، وتلك قصة أخرى.{nl}التشاؤم يبدأ ولا ينتهي في الحالة المصرية من الفراغ الأمني الذي خلفته الثورة من دون أن يلتفت إليه أحد بسبب صخبها. هناك قلق واضح لدى المراقبين حول استفحال مشكلة الأمن في سيناء وعمليات تهريب الأسلحة، كما أن ملف علاقة «الإخوان» بالولايات المتحدة وعلاقة الأخيرة بالمجلس العسكري ربما فتح مجددا اضطراب الإدارة الأميركية في تقييم المرحلة بين رغبتها في فاعلين جدد ومخاوفها من أن تفقد أصدقاء الأمس، لا سيما أن تأثيرات المعونة وحتى التأثير على صندوق النقد الدولي سيكون محل جدل كبير في حال تفاقم الخلاف حول انقلاب الجيش الناعم عبر الإعلان الدستوري المكمّل، وهو ما لا يجد صدى الآن بسبب حالة النشوة والفرح التي ستزول قريبا، وتبدأ الفكرة بعد أن تزول السكرة.{nl}التشاؤم الحقيقي بعد ملف الأمن هو الملف الاقتصادي الذي يعد أحد أصعب التحديات التي سيواجهها الرئيس الجديد، فهناك عجز موازنة حكومي قيمته 22.5 مليار دولار أميركي في ظل حالة متردية للغاية للاقتصاد المصري، كما أن الاحتياطي الرسمي من العملة الصعبة قد تراجع بما يشبه الانهيار بمعدّل 1.4 مليار دولار أميركي في الشهر، وبات الآن أقل من 40 في المائة من المستوى الذي كان عليه، وحتى السياسات التي تم اتباعها لمجابهة هذه المخاطر الحقيقة أسهمت في تأزيمها، مثل لجوء البنك المركزي إلى خفض نسبة الاحتياطي مرتين بضخ سيولة مالية، لكن ذلك أدى إلى انكشاف المصارف أمام الديون الحكومية، أضف إلى تلك المحبطات الداخلية المؤشر العام للاقتصاد العالمي والذي سيتأثر بتباطؤ النمو الأوروبي، السوق الأساسية لمصر، تصديرا واستثمارا بما يشكل قرابة 60 في المائة، عدا أن التصنيف الائتماني الدولي تراجع بشكل حاد بسبب حالة الفوضى السياسية وتم تعديله ثلاث مرات في ظل أن الاستعداد للاستدانة والتفاوض مع الدول المانحة وحتى المساعدات من الدول الصديقة وعلى رأسها دول الخليج سيتطلب مرونة سياسية وقدرا من الوعي لا تعكسه الإشارات الأولية من قبل الجماعة المزهوة بالنصر ولا من قبل الحالة الثورية العامة التي لا تزال تنظر إلى ميدان التحرير كمخلص أبدي مقدس.{nl}أيتها الأنظمة.. الإخوان قادمون{nl}بقلم: تيسير الغول عن السبيل الأردنية{nl}منذ عهد الملك فاروق قاتل حسن البنا ومروراً بعبدالناصر معدم سيد قطب وعبدالقادر عودة. وتوقفاً بمحطة السادات اللعينة التي جلد فيها الإخوان وتم سجنهم ومصادرة حريتهم، وانتهاءاً بمبارك الذي ضيق عليهم الخناق وأرسل عليهم إبله ورجله ولم يترك طريقة بذيئة في الإساءة اليهم والتشكيك بهم إلا انتهجها ومع ذلك يقرر الشعب انتخاب محمد مرسي رئيساً لمصر، ذلك الشعب الذي يدرك غباء الحكام وجهلهم، وأن الحيلة لا يمكن أن تنطلي عليهم ولو سكتوا دهراً وجاملوا العمر كله أولئك الحكام الغششة الكذبة.{nl}لا ندري ماذا ينتظر العالم العربي من أحوال، بعد أن انكشفت إرادة الشعوب وعرفت أنها لم تعد تثق من له أية صلة بالحكام الذين أعاشوا أمة العرب أرذل مرحلة مرت على تاريخ أمتنا. ولا ندري أيضاً ما الذي ينتظره الباقون من الحكام بعد أن رأوا بأم أعينهم قرار الشعب المصري، ولمن أعطى ثقته بعد معاناة استمرت أكثر من مئة سنة.{nl}هل ستكون نتائج الانتخابات المصرية درساً للأنظمة الباقية التي ما زالت تعادي الإخوان وتتعامل معهم بسياسة البعير الأجرب؟ هل سيكون اختيار الشعب المصري حافزاً على التقرب من الإخوان والتعامل معهم كشريك وطني وليس مزاحم قهري مفروض عليهم بالقوة؟ هل سياسة المعاداة للإخوان المسلمين في مصر نجحت وأتت أكلها أم أنها كانت خسراناً وبهتاناً عظيماً سببت في زيادة الأصوات واتساع الشعبية العارمة لتلك الجماعة ذات النفس الطويل وذات الاستراتيجية الفذة في امتصاص الصدمات التي تحفظها من الزوال والأفول؟ هل ستدرك الأنظمة التي ما زلت على حالة عداء مبطن للإخوان لا يعلم باطنه من ظاهرة إلا الله هل ستدرك أنها لن تبلغ في عدائها ومؤامراتها وسوء أدبها وبهتانها وفجروها للإخوان معشار ما ضاقته الجماعة على مر مئة عام من التخطيط الممنهج والعداء الضاري الذي لم يزدها إلا قوة وصلابة وانتشاراً وشعبية.{nl}آن للأنظمة أن تستسلم لقدرها وتتفحص مدى حجمها وشعبيتها من جديد وأن تنوء بنفسها عما يأتيها من تقارير كاذبة واهية هي أوهن من بيت العنكبوت، لتبني آمالاً على أن الشعب يموت ويهدر آخر قطرة من دمه فداءاً للقائد الفلاني وتضحية للرئيس العلاني. وكلنا يذكر القذافي الذي مات وهو لم يصدق أن الشعب لم يحبه يوماً وأن أغلى أمنياته أن يرحل ليس عن الحكم فحسب بل عن الدنيا بأسرها وكان ما كان.{nl}نحن نسمع أن الطغاة الذين تعودوا على استعباد الناس وإذلالهم وسفك دمائهم لا يؤمنون. ولكننا ندرك أيضاً أن التغير ليس بمستحيل وأن الذي يفكر بالمعادلة بطريقة سليمة فإنه لا شك سينجوا بنفسه من تلك الهوجاء المهلكة القادمة المسماه بالربيع العربي، فهي ربيع للشعوب ولكنها عاصفة مدمرة للحكام الطغاة الذين سفكوا دماء شعوبهم من أجل البقاء وعلى رأس أولئك بشار اللعين.{nl}وقت الشعوب الضائع بين الإخوان والأميركان و«إسرائيل»{nl} بقلم: عصام نعمان عن الوطن القطرية{nl}يعيش الفلسطينيون في الوقت الضائع. ليسوا وحدهم في هذه الحال بل شعوب مصر وسوريا ولبنان ايضا.{nl}الوقت الضائع هو فترة الركود والحيرة والبلبلة والعجز عن الفعل. انه نتاج صراع قوى الخارج واصطراع قوى الداخل وانسداد الافق وانعدام الرؤية.{nl}قوى متعددة تعيش في الوقت الضائع على مستوى المنطقة كلها. لعل ابرزها الاسلاميون عموماً وفي مقدمهم الإخوان المسلمون، يواجههم الاميركان في محاولة لاحتوائهم وسائر حركات الاسلام السياسي. كما تواجههم «إسرائيل» التي تنافس اميركا حيناً وتشاركها احياناً اخرى في عملية احتواء الاعداء جميعاً، اسلاميين وغير اسلاميين.{nl}إسرائيل تقدّمت، اخيراً، مختلفَ اللاعبين في المنطقة في استغلال الوقت الضائع. ركّزت محور جهدها على الفلسطينيين، خصوصاً في قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء. باشرت عدوانها مطلعَ الاسبوع الماضي عقب مقتل عامل إسرائيلي واصابة آخرين في اشتباكات على الحدود مع مصر في موقع بناء الجدار الفاصل. اتهمت نشطاء فلسطينيين بأنهم تسللوا من القطاع الى داخل سيناء لتنفيذ العملية قبل ان «تتحقق»، لاحقاً، من ان النشطاء الثلاثة لم يكونوا فلسطينيين!{nl}إسرائيل تعلم، مسبقاً، ان نشطاء متعددي الجنسية، غالبيتهم مصريون، يتحركون في سيناء، وانهم يتعاونون مع عناصر شتى في تنفيذ مهمات متنوعة كتهريب مختلف انواع الممنوعات، بما فيها المخدرات والاسلحة، والافارقة المتحرّقين للعمل في «إسرائيل» ممن ليس لديهم سمات دخول اليها، بالاضافة الى مشاركة المقاومين، من فلسطينيين ومصريين، في عملياتهم المسلحة عبر الحدود.{nl}إسرائيل تحيط بكل هذه الواقعات والتطورات، وتلاحظ، بحسب تصريح وزير الحرب ايهود باراك، «ان السيطرة على سيناء اصبحت هشة»، كما ان مصادر عسكرية رفيعة كشفت لصحيفة «معاريف» (19/6/2012) «ان منطقة سيناء تتحول بالتدريج الى جنوب لبنان آخر». اكثر من ذلك، تضمنت المداولات التي جرت في المؤسسة الأمنية تقديرات فحواها ان السيطرة المتوقعة للإخوان المسلمين على مقاليد السلطة في مصر من شأنها ان تؤدي الى تصعيد التوتر في منطقة الحدود المصرية وقطاع غزة «لأن السلطة المصرية ستكون اكثر انشغالاً بالاوضاع الداخلية».{nl}«إسرائيل» ارادت، اذاً، اختبار ردة فعل حركة «حماس» ذات العلاقة الوثيقة بالإخوان المسلمين، كما ردة فعل الإخوان انفسهم والمجلس العسكري الذي يناصبهم العداء ازاء ضربة، او ضربات، تكيلها لقطاع غزة. «حماس»، كما غيرها من تنظيمات المقاومة، ردت بعنف على عدوان إسرائيل مطلقةً عشرات الصواريخ والقذائف الصاروخية على مستوطنات النقب ومنطقة ساحل عسقلان ومواقع ايريز وكيسوفيم ورعيم العسكرية ما ادى الى اصابة 18 إسرائيلياً بينهم 11 من جنود «حرس الحدود».{nl}ردود فعل «حماس» و«الجهاد الاسلامي» و«لجان المقاومة الشعبية» و«كتائب الشهيد ابو علي مصطفى» (الجبهة الشعبية) جاءت سخية في عنفها واقترنت بموقف اطلقته «حماس» بلسان القيادي البارز محمود الزهار بالتزام «اعلان التهدئة اذا ما التزم الاحتلال وقف العدوان والاعتداءات على شعبن».{nl}اختبار إسرائيل بالنار لتنظيمات المقاومة في غزة تكشّف عن حقيقتين: الاولى، ان «حماس» كانت انتشت فعلاً بصعود الإخوان المسلمين اللافت في مصر ما حملها على مغادرة موقف التهدئة والمبادرة الى الرد بقوة على العدوان الإسرائيلي. الثانية، ان المجلس العسكري المحرَج بصعود الإخوان من جهة وبالعدوان الإسرائيلي الواسع على قطاع غزة من جهة أخرى، سارع الى الضغط على إسرائيل من اجل وقف عدوانها ونجح في ذلك. قيل ان مسعاه ما كان لينجح لولا دعوة واشنطن «إسرائيل» الى عدم اضافة تعقيدات جديدة في وجه المجلس العسكري المشغول بمسألة الانتخابات الرئاسية وتداعياتها.{nl}غير ان رغبة واشنطن في عدم ارباك المجلس العسكري لا يحجب تبايناً بينها وبين «إسرائيل» في النظر الى الصراع الدائر بين العسكر والإخوان المسلمين وسائر القوى المؤيدة لثورة 25 يناير. فالقيادة الإسرائيلية، السياسية والعسكرية، تميل الى تأييد المجلس العسكري لأنها ترى فيه الضمانة والقدرة على «احترام» معاهدة السلام المعقودة معها، وعلى لجم القوى المناهضة لها. ادارة اوباما تحبّذ، بالتأكيد، احترام المعاهدة لكنها تحرص في الوقت ذاته على تسريع عملية تسليم السلطة من العسكريين الى المدنيين. وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون دعت المجلس العسكري الى الوفاء بتعهده تسليم السلطة الى الفائز في الانتخابات الرئاسية، مضيفةً ان بعض ما قامت به السلطات العسكرية خلال الايام الاخيرة «مزعج .. وعلى الجيش ان يتبنى دوراً مناسباً غير دور التدخل والهيمنة او محاولة افساد السلطة الدستورية».{nl}هل تفضل واشنطن الإخوان المسلمين على العسكر؟{nl}هي لا تمانع في وصول الإخوان المسلمين الى السلطة لأنها واثقة، على ما يبدو، بأن المجلس العسكري غير قادر على مواجهة الثائرين عليه، وان اصرار المجلس على تمديد اقامته في السلطة سيؤدي الى اندلاع ثورة شعبية تفضي الى انقسام الجيش وبالتالي تقليص قدرته على حماية وحدة الدولة وأمن المجتمع واستقراره. ولعل واشنطن تستبعد ايضاً ان يكون في مقدور الإخوان الانفراد بالسلطة لأنهم مضطرون الى التعاون مع قوى اخرى فاعلة، وان من شأن ذلك تهدئة الشارع وترصين المشهد السياسي، ومساعدة الجميع على اعطاء اولوية مطلقة لمعالجة الازمة الاقتصادية قبل الانشغال بقضايا سياسية تحتمل التأجيل كمعاهدة السلام مع «إسرائيل».{nl}هكذا يتضح من معاينة موقف الولايات المتحدة من ازمة مصر الراهنة ان لا موقف ثابتاً لها، سلبياًً او ايجابياً، من الإخوان المسلمين خاصةً والاسلاميين عامةً على مستوى المنطقة. فهي تحدد موقفها بحسب مصالحها من جهة وخصوصية كل بلد من جهة اخرى. لذلك تعادي حركة «حماس» الاسلامية المقرّبة من الإخوان المسلمين لأنها معادية لـِ «إسرائيل» على نحوٍ يسيء الى سياسة واشنطن الحاضنة للكيان الصهيوني. بينما تتحفظ عن أنشطة الاسلاميين عموماً في لبنان مخافة ان يشكلوا ستاراً يختفي وراءه تنظيم «القاعدة». فهي وان كانت تحرص على تزويد المعارضة المسلحة في سوريا، عبر لبنان وتركيا، بالاسلحة والمعدات، الاّ انها تحرص على عدم وقوعها في ايدي نشطاء «القاعدة». في هذا السياق، كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» ان مجموعة من عملاء الاستخبارات الاميركية تنشط بسرية في جنوب تركيا لتحديد الوجهة التي تسلكها شحنات الاسلحة المرسلة الى مناهضي النظام السوري خوفاً من وقوعها في يد «القاعدة»!{nl}هذا ما حدث في تركيا قبل واقعة اسقاط طائرتها الحربية فوق المياه الاقليمية السورية. اما في لبنان فان ثمة جهات، غير الإخوان المسلمين، تحاول توظيف مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في ايواء افراد ومجموعات متطرفة لاستخدامها ضد الجيش اللبناني بقصد حمله على التزام ثكنه بدعوى تجنيبه الاتهام بأنه يحابي جماعة مذهبية على حساب جماعة اخرى! بذلك يصبح الامن مكشوفاً والبلد مفتوحاً على شتى الاحتمالات.{nl}من أجل إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية{nl}بقلم: علي بدوان عن البيان الاماراتية{nl}حقق إضراب الأسرى الفلسطينيين الأخير في سجون الاحتلال الصهيوني نتائج إيجابية مباشرة، عندما خضعت سلطات الاحتلال في نهاية المطاف لمطالب الأسرى المحقة وأعلنت قبولها بها، بعد فترات طويلة من العزل والخنق ومنع الزيارات لأعداد كبيرة منهم، ومنع بعضهم من إكمال تعلميه ودراسته داخل السجون، خصوصاً وأن غالبية الأسرى هم من الشباب ومن أجيال طلاب المدارس الثانوية وجامعات فلسطين المحتلة.{nl}الإضراب أعطى نتائجه، فكان مشواراً من مشاوير سفر الكفاح الوطني الفلسطيني، وعلى طريق كسر أغلال وقيود الاحتلال، وتبييض السجون حتى تحرير آخر أسير وأسيرة من بين قضبان سجون الاحتلال.{nl}ومع ذلك، فإن تعليق الإضراب الأخير عن الطعام من قبل الأسرى لم يكن شاملاً وكلياً، فهناك بعض الأسرى ما زالوا مستمرين في إضرابهم، رغم سوء حالتهم الصحية ووصولها إلى درجة تكاد تقترب بهم من الموت البيولوجي الكامل، حيث ما زالوا مضربين عن الطعام وقابعين في مستشفى سجن الرملة الإسرائيلي، وهم محمود السرسك، وأكرم الرخاوي، وسامر البرق. وكانت سلطات الاحتلال قد أطلقت قبل أيام، سراح الأسير ثائر حلاحلة بعد استمراره في إضرابه عن الطعام.{nl}فالأسير محمود كامل السرسك، وهو لاعب في منتخب كرة القدم الفلسطيني من سكان غزة، يخوض إضرابا مفتوحا منذ تاريخ 19/3/2012 مطالبا بإلغاء اعتقاله الإداري على خلفية ما يسمى قانون "المقاتل غير الشرعي" والإفراج عنه، حيث أصبح وضعه الصحي سيئاً للغاية، وبدأ يدخل في حالات غيبوبة ولا يستطيع التحرك أو الوقوف، ويعاني من هبوط في السكر والضغط وانخفاض حاد في الوزن، حيث وصل وزنه إلى أربعين كيلوغراماً.{nl}أما الأسير أكرم الرخاوي، من سكان غزة أيضا، فيخوض إضرابا مفتوحا منذ تاريخ 18/4/2012، وهو مريض من الأسرى الدائمين في مستشفى الرملة، أعلن إضرابه ضد محكمة ثلثي المدة التي رفضت الإفراج عنه ولم تأخذ بعين الاعتبار وضعه الصحي، واعتبر أن قرار المحكمة غير قانوني وانتقامي ولا يمت بأي صلة إلى أي اعتبار قانوني وطبي وإنساني. وهو يعاني أيضاً من الضغط والربو، ومن هبوط في نسبة السكر ونقص حاد في الوزن وعدم القدرة على الحركة.{nl} وما زال الأسير سامر حلمي البرق، من سكان قلقيلية، يخوض إضرابه منذ 11/5/2012 بسبب تجديد الاعتقال الإداري له، واحتجاجاً على عدم التزام إسرائيل باتفاق الأسرى، وأصبح يعاني جراء الإضراب من آلام في البطن والمفاصل وهبوط مريع في وزنه.{nl}وعلى ضوء تلك الأوضاع التي ما زالت تشهدها سجون الاحتلال في فلسطين المحتلة، بات من الضروري إعلاء صوت التضامن مع هؤلاء الأسرى المضربين عن الطعام، والضغط على سلطات الاحتلال للاستجابة لمطالبهم والإفراج عنهم، على ضوء تدهور وضعهم الصحي بشكل خطير.{nl}إن وقوع أي سوء في حالة هؤلاء الأسرى المضربين عن الطعام حتى الآن، سيولّد مأساة كبيرة، ستدفع بالجميع من أسرى فلسطين للقيام بخطوات تصعيدية في مواجهة سلطات الاحتلال، وقد وجهت عدة رسائل من جهات دولية بهذا الخصوص لسلطات الاحتلال وإدارة السجون.{nl}إن وقفة التضامن مع أسرى فلسطين، تفترض تكثيف التحرك والتضامن على كافة المستويات مع الأسرى المضربين، والضغط على حكومة الاحتلال للاستجابة لمطالبهم. وفي هذا السياق فإن الدور الرسمي العربي المغيّب عن دائرة الفعل والتأثير، يفترض أن يغادر موقفه السكوني للتحرك في الساحة الدبلوماسية الدولية، والعمل لإنقاذ حياة الأسرى المضربين ومواجهة الاستهتار واللامبالاة الإسرائيلية بحياتهم وصحتهم ومصيرهم.{nl}إلى ذلك، فإن تفاعلات الأحداث داخل فلسطين المحتلة، واستغلال الدولة العبرية الصهيونية لما يجري في البلدان العربية كسوريا ومصر وغيرها، وغياب الاهتمام الدولي لما يجري في فلسطين، جعل من حكومة نتنياهو تسارع الخطا وتسابق الزمن لإنجاز المزيد من مشاريع التهويد لمناطق القدس ومحيطها، وحتى داخل حدود المدينة وأحيائها العربية الإسلامية والمسيحية، وكان آخرها إعطاؤه الموافقة على إقامة وبناء 850 وحدة سكنية استيطانية تهويدية داخل مدينة القدس بجزئها الشرقي المحتل عام 1967.{nl}وفي هذا السياق، فإن استمرار عمليات التهويد، وتسارعها، واستمرار حالة الجمود المطبق على مسار العملية السياسية التفاوضية وانسداد أفقها، دفع بمجموعة من الخبراء الإسرائيليين، بينهم عدد من أساتذة الجامعات المختصين بالشؤون الفلسطينية والعربية كالبروفيسور شمعون شمير وعمانويل سيفان وأيال زيسار وعنات لبيدون والجنرال احتياط شالوم هراري، إلى التحذير من انفجار عنيف هذه المرة واندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة، ستهز أركان حكومة نتنياهو وستقلب المعطيات كلها في المنطقة، على غرار ما فعلته الانتفاضة الفلسطينية الكبرى نهاية العام 1987.{nl}وفي الاستخلاصات الأخيرة، يمكن القول إن الأوضاع داخل فلسطين تتقد على جمر ساخن، فالسكون الظاهري يخفي تحته توترات وغليانا كبيرا، ليس أقله ما يجري للأسرى داخل سجون الاحتلال، واستمرار فعلهم وصمودهم الكبير.{nl}وكذلك ما يجري من عمليات تهويد للأرض واستغلال إسرائيلي للانشغال العربي والدولي بأحداث المنطقة، لتمرير مشروع نتنياهو وائتلافه التصفوي لعناصر القضية الوطنية للشعب الفلسطيني وعلى رأسها تهويد الأرض لمسح عروبتها.{nl}وعليه، فإن الشعب الفلسطيني، بأسراه وأرضه وقدسه وعروبته، بحاجة ماسة الآن للفتة عربية جدية، تعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية، وتقفز عن التناقضات العربية/ العربية، لصالح توحيد الخطاب العربي الرسمي تجاه الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، باعتباره صراعاً وتناقضاً أساسياً، وليس صراعاً أو تناقضاً ثانوياً.{nl}لا مفر من انتفاضة ثالثة{nl}بقلم: ناثان ثرول عن الشروق المصرية{nl}فى وقت سابق من هذا الشهر، وفى لقاء خاص مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وبعض مستشاريه الأمنيين، حذرت مجموعة من خبراء الشرق الأوسط وضباط المخابرات السابقين من قرب اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة. وقالوا إن الموقف يمكن أن ينفجر بتخريب مسجد على يد مستوطنين إسرائيليين، مثل ذلك الذى أحرق الثلاثاء قبل الماضى؛ أو بناء مستوطنة سكنية جديدة. وأيا ما كان الفتيل، فإن السبب الضمنى للاحتقان الذى تشهده الضفة الغربية يتمثل فى الإجماع على أن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، وصل إلى طريق مسدود.{nl}●●●{nl}وتقوم استراتيجية عباس السياسية على مبدأ يرى أن التعاون الأمنى بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية يجعل إسرائيل تشعر بأنها أكثر أمنا ويلغى مبررها للاستمرار فى احتلال الضفة الغربية، ويمهد الطريق من ثم لقيام دولة فلسطينية. ومن المثير للسخرية أن كثيرا من الإسرائيليين يتمتعون، بفضل نجاح جهوده، بترف نسيان وجود الاحتلال نسيانا تاما. {nl}وبفضل السلام الممول من الأمريكيين والأوروبيين تمكنت حكومة السيد عباس من الاستمرار فى الضفة الغربية، ووصل الإسرائيليون كذلك إلى الاعتقاد بأن بإمكانهم أن يستأثروا بكعكتهم. وقال أغلبية المشاركين فى استطلاع أجرى فى وقت سابق من هذا العام إن دولتهم يمكن أن تظل يهودية وديمقراطية دون التخلى عن أى جزء من الضفة الغربية. وسمحت أعوام من السلام والهدوء فى تل أبيب بخروج مئات الآلاف من الإسرائيليين إلى الشوارع الصيف الماضى للاحتجاج على ارتفاع أسعار الجبن، والإيجارات ودور الحضانة دون كلمة واحدة عن الفلسطينيين فى الضفة الغربية.{nl}ولم تعد المسألة من بين اهتمامات إسرائيل الأمنية الأساسية. ولن يكون أمام السيد نتنياهو إلا الانتحار سياسيا أو التحلى استثنائيا بنظرة مستقبلية للابتعاد عن الوضع القائم الذى يرضى أغلبية كبيرة على ما يبدو.{nl}●●●{nl}فى المقابل، يرى الفلسطينيون قيادتهم اليوم وهى تخبط رأسها فى الحائط، على أمل أن يؤدى المزيد من حسن السلوك إلى قيام دولة مستقلة. ونتيجة لذلك، انتهى الجدل الذى ثار طويلا حول كيفية تحقيق التحرر الوطنى بالتهدئة مع إسرائيل أو مواجهتها. فلم يعد الفلسطينيون من كل الأطياف يتحدثون عن جعل الاحتلال الإسرائيلى أكثر كلفة أم لا، بل الحديث الآن عن كيف يتحقق ذلك. وخلال تسعينيات القرن الماضى، كان السيد عباس من المهندسين الأساسيين لعملية أوسلو للسلام التى وضعت التصور لاحتمال أن يؤدى انسحاب إسرائيلى على مراحل من الضفة الغربية إلى اتفاق للسلام الدائم (وإن كان من غير الضرورى قيام دولة فلسطينية). واليوم، ربما كان هو الوحيد الباقى على هذا الاعتقاد. وهو مضطر لتملق مطالب أولئك المطالبين بالمواجهة بتكرار تعهده بمواجهة إسرائيل ـ بتفكيك السلطة الإسرائيلية أو رفض التفاوض إلا إذا جمدت إسرائيل بناء المستوطنات ــ لا لشىء إلا ليتراجع عنها.{nl}ومع اتساع الفجوة بين تصريحات الرئيس وأفعاله، اتسعت كذلك الفجوة بين سياساته ومشاعر الجماهير، وأدت إلى لجوء الحكومة إلى مزيد من القمع: تعذيب المعارضين السياسيين، إغلاق المواقع الإلكترونية والقبض على الصحفيين والمدونين الذين ينتقدون عباس. حتى المستشارين المقربين من السيد عباس يعترفون سرا بأنه معرض لأن يتحول إلى أنطوان لحد، قائد القوة المفوضة من إسرائيل أثناء احتلالها لجنوب لبنان، آخر. وقد اعترف المسئول الأول عن سياسات عباس، رئيس الوزراء غير المنتخب، سلام فياض، بما صار عليه الموقف بقوله: «أعتقد أننا سنخسر القضية، إن لم نكن قد خسرناها بالفعل». وصرح عباس نفسه بأن عملية السلام «أصابها العطب» وأن كل ما فعلته حكومته هو «تحسين وضع إسرائيل»، وأن هذه الأخيرة، التى حظيت بسنوات من التعاون غير المسبوق مع القوات الفلسطينية فى الضفة الغربية، ليس هناك ما يضطرها إلى الموافقة على أى تغيير.{nl}لكن ليس لدى قوات الأمن الفلسطينية ما يدفعها للاعتقاد، هذه الأيام، بأن جهودها يمكن أن تخدم الأهداف الوطنية، ولا يمكن لإسرائيل أن تفترض أن السلطة الفلسطينية يمكنها تحقيق الأمن الدائم. والشهر الماضى، ومع عودة إطلاق النار إلى شوارع جنين، ودخول 1600 سجين فلسطينى فى إضراب عن الطعام للأسبوع الرابع، قال السيد عباس «لا يمكننى السيطرة على الموقف. إننى أخشى، لا سمح الله، أن ينهار نظام الأمن». ونجد صدى لهذا الشعور فى ملاحظات يوفال ديسكين، رئيس الأمن الإسرائيلى المتقاعد، عندما قال: «عندما تتركز أبخرة الغاز فى الجو بهذه الكثافة، فالسؤال الوحيد الذى يطرح نفسه هو متى ستأتى الشرارة التى تشعله».{nl}●●●{nl}إن السبب الجذرى لهذه الحالة من عدم الاستقرار هو أن الفلسطينيين فقدوا أى أمل فى أن تمنحهم إسرائيل دولة. وكل محاولة من جانب الفلسطينيين لاستخدام القليل الذى يملكونه من إمكانيات إما تفشل أو يثبت عدم جدواها. فمقاطعة العمل فى المستوطنات وكذلك منتجاتها لم تحظ بدعم جماهيرى، ولن توقف تنامى المستوطنات.{nl}فى ظل هذا التعثر وفقدان الأمل يكون الخيار الثانى المطروح هو المواجهة المسلحة. وعلى الرغم من اللا مبالاة السائدة بين الفلسطينيين، واعتماد مئات الآلاف ماليا على استمرار وجود السلطة الفلسطينية، فإن هناك عددا كبيرا يمكن أن يرحب بالتصعيد، خاصة الكثير من مؤيدى حماس، الذين يرون أن العنف كان الوسيلة الأكثر فاعلية لإجبار إسرائيل والمجتمع الدولى على التحرك. {nl}فهم يعتقدون أن الصواريخ وقذائف المولوتوف والاحتجاجات الجماهيرية هى التى دفعت إسرائيل للتوقيع على اتفاقيات أوسلو فى عام 1993، وأن الضربات المميتة التى تلقتها القوات الإسرائيلية فى لبنان هى التى اضطرت إسرائيل للانسحاب فى عام 2000، وأن الدماء التى سالت أثناء الانتفاضة الثانية هى التى جعلت جورج بوش يعلن تأييده للدولة الفلسطينية وحثت المجتمع الدولى على تقديم مبادرة السلام العربية، ومبادرة جنيف، وخارطة الطريق لتحقيق السلام فى الشرق الأوسط. كما أنهم على قناعة بأن السلاح هو الذى اضطر آرييل شارون، رئيس الوزراء حينها، إلى إجلاء المستوطنين والقوات من غزة فى 2005.{nl}وبالنسبة للزعماء الفلسطينيين الأكثر تشددا، الذين لم يؤمنوا أبدا بعملية السلام، كان الدرس واضحا، كما أخبرنى موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسى لمنظمة حماس: «لن يتحرر شبر واحد من الأرض طالما شعر الإسرائيليون بأن السيطرة عليها لن تكلفهم الكثير». ويرى ماتى شتاينبرج، كبير مستشارى قيادات الأمن الإسرائيليين السابق، فى السيد عباس أكثر القيادات الفلسطينية التى عرفها التزاما ورفضا للعنف ويحذر من التسليم بما يقول. وقال ماتى إن «الوسط فى إسرائيل يدور فى حلقة مفرغة، ويرى من غير الممكن تحقيق السلام فى ظل العنف، وعندما يختفى العنف لن يكون هناك سبب لإقرار السلام».{nl}●●●{nl}وسيذكر التاريخ للسيد عباس أنه تولى الحكم فى أكثر مراحل هذه الحلقة طهارة، لكنه مهد الطريق لمرحلة أكثر قبحا. فى غضون ذلك، لا تقف حماس مكتوفة اليدين. وقد أخبرنى باسم نعيم، وزير صحة حماس، عندما قابلته فى غزة نوفمبر الماضى أنه «كان أمام إسرائيل فرصة ذهبية لتوقيع معاهدة مع عباس. لكن الفرصة فاتت بالفعل. ولن تتاح لها مرة أخرى».{nl}روجيه غارودي.. رحلة الشك من الجلفة إلى اكتشاف أوهام الصهيونية{nl}بقلم: بومدين بوزيد عن الخبر الجزائرية{nl}توفي غارودي - رحمه الله - العدو الأول للنازية والصهيونية في القرن العشرين وبداية هذا القرن في الوقت الذي يسعى بعض الروائيين الجزائريين والعرب تحسين صورة الإسرائيلي ومنهم بوعلام صنصال الذي حاول السّفراء العرب في باريس منحه الجائزة، كما غادرنا في احتفالات الذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الجزائرية في الوقت الذي يحاول بعضهم هناك وهنا لبناء ما يسمّونه ''الذاكرة المشتركة'' ليحافظوا على الامتيازات الواحدة، ويُجمّلوا صورة تاريخ من التعذيب والتقتيل والتشريد. {nl}لقد أحرج الفيلسوف المسلم روجي غارودي في مسار حياته الطويلة أبناء جلدته من الذين يعتبرون الاحتلال نعمة على الشعوب الضعيفة، وكذلك الأحزاب الشيوعية في العالم حين تخلّى عنهم، ومازال يقلق هؤلاء الذين يبحثون عن المحبّة والإنسانية في مسيحية تبشيرية تُرضع العداء للإسلام والوطن وتأتيهم المبشّرات الوهمية من قناة ''الحياة'' الدينية التي تسعى لتمسيح شمال إفريقيا وإدخاله في صراعات دينية ومذهبية، لقد كان دخول غارودي للإسلام في بداية الثمانينات نكبة على اليسار العدمي الذي يفهم اليسارية إلحاداً وعداء للدين، ولم يك يدري هؤلاء أن ماركسية غارودي كانت في الأساس ذات نزعة إنسانية، فهو مثل ماسينيون الذي وجد في الحلاج مدخلاً للتصوف والإسلام، غير أنّ غارودي جرّب واقع النظريات الفلسفية والثقافية، فكانت الجزائر التاريخ والقيم هي عامل بحثه عن الديانة التي تحققّ انسجامه واستشرافه الثقافي والحضاري.{nl}يعتبر غارودي نموذج المفكر العالمي الذي يبحث عن الحقيقة مدركاً أزمة الثقافات والحضارات، فقد تحدث عن أزمة الشيوعية والاشتراكية في وقت مبكّر قبل ظهور بوادر سقوط المعسكر الشرقي، وتسبّب له ذلك في الطرد من الحزب الشيوعي، كما كان إعلانه للإسلام مفاجأة للذين لم يكتشفوا تلك الروح الصوفية ـ الإنسانية التي لازمته منذ أن امتنع جزائريون مجنّدون في الجيش الفرنسي من رميه بالرصاص حين أعطيت لهم أوامر بقتل المعتقلين في سجن بالجلفة معادين لحكومة فيشي الفرنسية النازية، وهو ما ألهمه السؤال: لماذا لم ينفذ هؤلاء الأوامر العسكرية بالقتل؟ وكانت الإجابة في طبيعة التدين والثقافة التي ينتمي إليها هؤلاء التي تمنعهم من قتل الرجل الأعزل وتعتبر لديهم ''الحياة'' مقدّسة وهِبة من الله، وصنيعهم في ذلك يذكّره بالسّلوك الرباني الإنساني لدى جدّهم وشيخهم في التصوف الأمير عبدالقادر في معاملته مع الأسرى ورؤيته الحوارية السّمحة تجاه الأديان، إن موقف هؤلاء الجزائريين المجنّدين كان عامل الموقف المؤيد للثورة الجزائرية والدفاع عنها واعتبار الاحتلال وحشية وجريمة إنسانية، لقد كانت رحلة الشك من الجلفة والغوص في الثقافات واكتشاف الأساطير المؤسسّة للصهيونية، ليتوحّد مع ''الحقيقة'' في ثوبها الإنساني المنفتحة الحوارية.{nl}جرّبوا إخوان مصر{nl}بقلم: أيمن الهاشمي عن الزمان العراقية{nl}يحكم الاخوان المسلمون مصر للمرة الاولى في تاريخها، ومنذ تأسيس الجماعة عام 1929، وبعد فوز مرشحهم محمد مرسي بأغلبية اصوات الانتخابات الرئاسية التي اعلنت ألأحد. وطبقاً لما أعلنته اللجنة المشرفة العليا، فان مرسي الذي نافس الفريق أحمد شفيق في جولة الاعادة حصل على 13 مليونا و330 ألفا و113 صوتا بنسبة 51.47 بالمائة في مقابل حصول شفيق على اكثر من 12 مليون صوت بنسبة 48.27 بالمائة.{nl}وبذلك تسدل مصر الستار على فصل ساخن جداً من تاريخها بعد سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك، فيما تخشى أوساط مصرية واسعة أن تُكلف هذه النتيجة البلاد كثيراً من انفتاحها وحريتها، وهو الأمر الذي أعرب عنه الاقباط المصريون الذين قالوا إنهم صوّتوا لصالح شفيق مكرهين. وقد عمَّت القاهرة والمدن المصرية مساء الأحد تظاهرات مليونية مرحبة بفوز مرسي، فيما شهدت شوارع مصر الجديدة تظاهرة مضادة لانصار شفيق. وكانت حالة الطوارئ القصوى قد فرضت بين القوات المسلحة والشرطة ونشرت وزارة الصحة المصرية 1800 سيارة اسعاف تحسبا لوقوع اصطدامات.{nl}محمد مرسي أصبح أول اسلامي يتولى رئاسة احدى دول الربيع العربي، وقد عمّت الفرحة بفوزه معظم مدن مصر، بل وطالت غزة، حيث أطلقت الأعيرة النارية ابتهاجاً بفوز مرسي. وقبيل اعلان فوزه بدت شوارع كثيرة في القاهرة خالية تحسبا من وقوع اعمال عنف واغلقت المحال التجارية المطلة على ميدان التحرير ابوابها . وكان انصار مرسي قد احتلوا هذا الميدان الذي شهد شرارة اسقاط مبارك.{nl}نهنئ المصريين بنجاح الدكتور محمد مرسي رئيساً لجمهورية مصر العربية ليكون أول رئيس مصري منتخب بعد ثورة مصر المجيدة، ونهنئهم بحسن إختيارهم له، لأنه الرجل المناسب في المكان المناسب، لما عُرف عنه من رجاحة عقل، وتوازن خلق، وكفاءة عالية، مع صدق وإخلاص في خدمة الوطن، والتفاني في القيام بالمهام التي توكل إليه، كما أنه صاحب مشروع النهضة للأمة، سائلين الله تعالى له التوفيق والسداد في أداء هذه المهمة الجديدة، وإنجاز مشروعه بالكامل. ونتمنى أن يكون محمد مرسي قدوة في أداء الأمانة، وتحقيق العدل والخير والتنمية الشاملة للبلاد، وأن يُساهم في إعادة مصر إلى موقعها الريادي إقليمياً ودولياً.{nl}نناشد المصريين جميعاً على توحيد صفوفهم، وتجميع قواهم، وتقديم مصالح البلاد والشعب عامة على المصالح الحزبية، لأن البلاد بحاجة ماسة إلى تكاتف الأيدي ووحدة كل الأحزاب، وكل الشخصيات الوطنية قال تعالى إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص للمرور بها إلى بر الأمان والسلام، وتأسيس دستور جديد يعبر عن هوية الأمة، ويقطع كل مظاهر الاستبداد، ويؤسس للتعددية والحرية، وحماية الحقوق العامة والخاصة.{nl}كما نطالب الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي إلى أن يقدر الثقة الغالية التي منحها إياه شعب مصر، ويعمل جاهدا على تقديم نموذج مشرف للإسلاميين عموما، يقطع نهائيا الصورة النمطية المخيفة التي فبركها اعداء مصر واعداء الحرية لتشويه الاسلاميين، التي حاول ولا يزال يحاول ترويجها البعض على الإسلاميين إذا وصلوا إلى الحكم، والتي وللأسف الشديد ساهمت بعض التجارب الخاطئة في تكريسها وإيجاد مبرر لها، وعلى كل من يناصر الدكتور مرسي من حزب الحرية والعدالة، ومن السلفيين والوسط وأبناء الثورة جميعا أن يقفوا هذا الموقف.{nl}وفي الوقت الذي نبارك الشعب المصري العظيم بانتصار ثورته، وانتخاب مرسي رئيسا لمصر، وندعوهم البدء بمرحلة جديدة من العمل المشترك، وإلى مزيد من الوحدة والتكاتف والعمل على إنجاح بلادهم في عملية الانتقال الديمقراطي، والتحلي باليقظة والانتباه لكل المؤامرات والدسائس التي قد تحيكها قوى الظلم والردة التي غاظها هذا العرس الديمقراطي الكبير فتلجأ إلى التشويش عليه والعمل على إفشاله قال تعالى وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وقال تعالى ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم كما يدعو الشعب المصري جميعاً إلى مزيد شكر الله تعالى حيث قال سبحانه لئن شكرتم لأزيدنكم .{nl}كما اننا نناشد الرئيس المنتخب ومن معه أن يعملوا على تقديم صورة حضارية مشرفة للإسلام، والمنهج الوسطي المعتدل، تبدد بها كل تلك التخوفات، وتثبت للداخل والخارج بأن الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية هي أحزاب مدنية تؤمن بالتعددية والتداول السلمي على السلطة، ووطنية مهمومة بمشاكل بلدانها وتعمل ليلا ونهارا على النهوض بها، ورفع مستوى المواطن فيها في التعليم والصحة وكل مجالات العيش الكريم، وتحقيق التنمية الشاملة، والحضارة والتقدم، وأن يستفيد من الماضي.{nl}نقول للمتوجسين خيفة من قادم الأيام في مصر العزيزة، ممن أثَّرت فيهم الدعايات المضادة وجعلتهم يتخوفون من تربع الاسلامين على سدة الحكم، نقول لا تبتئسوا ولا تخافوا، فمادام الشعب المصري قد إجتاز حاجز الخوف، ومادام هناك ميدان تحرير، فلن يستطيع حاكم مهما كان أن يسرق ثورة الشعب المصري، أو ينحرف بآمال المصريين أو يتاجر بمطاليبهم.. أمنحوا مرسي ومن معه فرصة ليثبتوا نواياهم ويطبقوا ما وعدوكم من إصلاح، فإن فعلوها فبها، وإن أخلفوا الوعد فلا حصانة لحاكم بعد اليوم من ثورة الشعب.{nl}أسمى عبارات التهنئة، <hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/06-2012/عربي-143.doc)