Haneen
2012-07-01, 09:25 AM
الملف السوداني{nl}رقم (31){nl}في هـــذا الملف:{nl}اعتقالات بعد مظاهرات "جمعة لحس الكوع" في السودان{nl}عودة الهدوء إلى الخرطوم بعد تظاهرات «لحس الكوع»... وأنباء عن اعتقال المئات{nl}الخرطوم: مداهمة مكتب وكالة "أ ف ب" واعتقال مراسل{nl}البشير يواجه «الربيع السوداني» بقبضة حديدية{nl}الخرطوم تستبق «جمعة لحس الكوع» بالتأكيد أن سقوط حكومة البشير «مستحيل»{nl}مقال: السودان.. تداعيات ما بعد الانفصال{nl}السودان يسمح بالمساعدات لمناطق التمرد{nl}السودان: متمردو دارفور وتحالف الجبهة الثورية أهداف مشروعة{nl}وقفة تضامنية مع احتجاجات السودانيين أمام قنصلية الخرطوم بأسوان{nl}الشرطة تفرق مظاهرة مطالبة بإسقاط الرئيس عمر البشير{nl}لوس أنجلوس تايمز: الربيع السودانى صعب المنال{nl}خبراء: السودان مقبل على تغيرات سياسية كبيرة{nl}مصير الشعب السوداني بين مطرقة الحكومة وسندان الحركات المسلحة{nl}اعتقالات بعد مظاهرات "جمعة لحس الكوع" في السودان{nl}المصدر:BBC{nl}قال ناشطون من الهيئة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات انه تم اعتقال حوالي الف شخص واصابة المئات خلال محاولة الشرطة السودانية تفريق تظاهرة "جمعة لحس الكوع" في الخرطوم. {nl}واضاف احد الناشطين الذي رفض الكشف عن اسمه ان "بعض المعتقلين تم الافراج عنهم"، مشيراً الى ان عدد المعتقلين قبل تظاهرات الجمعة بلغ حوالي الالف في جميع انحاء البلاد".{nl}وقال ان بعض المعتقلين يقبعون في السجون او في "بيوت اشباح" أي لا يعرف مكان اعتقالهم، موضحا "لا يكشفون عن اماكن هؤلاء المعتقلين ... وليس من حق أي شخص مجرد السؤال عن هذه الاماكن".{nl}ومن بين المعتقلين الصحافي السوداني طلال سعد الذي التقط صوراً لتظاهرات يوم الجمعة في الخرطوم لصالح وكالة فرانس براس.{nl}وكانت القوات السودانية اقتحمت مكتب الوكالة في الخرطوم وامرت مراسلها بحذف صور تظاهرات الخرطوم كما اعتقلت سعد لحوالي 24 ساعة.{nl}وقالت الشرطة السودانية إنه "تم اعتقال بعض المتظاهرين الذين سيمثلون امام القضاء لمشاركتهم في التظاهرات في الخرطوم وفي مناطق اخرى في السودان.{nl}وبحسب الهيئة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات فإن العديد من كبار السن تأذوا من استنشاق الغاز المسيل للدموع الا ان معظم الاصابات كانت جراء الضرب والرصاص المطاطي .{nl}واكد وزير الاعلام السوداني غازي الصديق السبت في بيان ان من حق السودانيين التعبير عن رايهم في شكل سلمي، لكنه دعا السكان الى "عدم السماح لمثيري الشغب بتهديد الاستقرار والامن في السودان".{nl}عودة الهدوء إلى الخرطوم بعد تظاهرات «لحس الكوع»... وأنباء عن اعتقال المئات{nl}المصدر: الحياة اللندنية{nl}شهدت الخرطوم والولايات السودانية أمس هدوءاً حذراً بعد يوم من تظاهرات أطلق عليها ناشطون «جمعة لحس الكوع». وحمّلت المعارضة حزب المؤتمر الوطني الحاكم بزعامة الرئيس عمر البشير مسؤولية تدهور الأوضاع في البلاد، بينما اعترفت الحكومة بثقل «خطة التقشف» على مواطنيها لكنها اتهمت تحالف المعارضة باستغلال احتجاجات الناشطين والشباب لحملها إلى السلطة.{nl}وقال الأمين العام لحزب الأمة المعارض إبراهيم الأمين في ندوة صحافية في الخرطوم أمس إن الحزب الحاكم يتحمّل مسؤولية تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية في البلاد، واتهمه بالانفراد بالسلطة وعدم الرغبة في تقديم تنازلات لتحقيق مصالحة وطنية.{nl}ورأى أن الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ أسبوعين مبررة لأن الحكومة تخلّت عن مسؤوليتها وزادت الأعباء على المواطن.{nl}كما دعا مساعد الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي المعارض إبراهيم السنوسي الحزب الحاكم إلى أن يتصالح مع نفسه أولاً قبل المصالحة الوطنية، موضحاً أن البلاد دخلت مرحلة خطيرة وباتت مهددة بالتشظي بسبب ممارسات النظام الحاكم. ولفت إلى أن الحكومة لا ترغب في حوار القوى السياسية أو الحركات التي تحمل السلاح في دارفور وولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.{nl}لكن مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب الحاكم إبراهيم غندور الذي تحدث في الندوة أقر بأن الشعب يعاني من «خطة التقشف»، وقال إن المعارضة لم تقدّم بديلاً مقنعاً. وقال إن الاحتجاجات المستمرة وراءها شباب وناشطون يعبرون عن أنفسهم لكن المعارضة تحاول استغلالهم والصعود على أكتافهم، مؤكداً أن الحكومة جادة في تحقيق مصالحة وطنية غير أن المعارضة ترى أن المصالحة تعني وجودها هي في السلطة.{nl}إلى ذلك، أكد وزير الإعلام السوداني غازي الصادق أن حق التعبير السلمي المنضبط حق كفله القانون والدستور لجميع المواطنين ويمكن ممارسة التعبير الديموقراطي في حدود القانون خصوصاً أن السودان «شهد تجربة ديموقراطية تعددية بإجراء انتخابات حرة».{nl}وقال الصادق في تصريح بثته وكالة السودان للأنباء الرسمية: «إن حق التعبير السلمي مكفول من دون اللجوء للعنف والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة وزعزعة الأمن والاستقرار حتى لا تمكن هذه الاحتجاجات جهات جاهزة متربصة بالسودان ولا تريد له النماء والاستقرار أن تستخدمها في تنفيذ أجندتها ضد البلاد».{nl}وكانت مناطق عدة في ولاية الخرطوم وولايات أخرى شهدت الجمعة خروج تظاهرات متفرقة تطالب بالحرية والعدالة وإسقاط نظام الحكم، وقالت الشرطة في بيان إنها احتوتها من دون وقوع أي خسائر في الأرواح فيما تم القبض على بعض مثيري الشغب و «سيتم تقديمهم للمحاكمة».{nl}وأكدت الهيئة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات أمس اعتقال المئات من الناشطين والسياسيين والصحافيين والقانونيين في العاصمة الخرطوم والولايات في الاحتجاجات ضد تدهور الأوضاع الاقتصادية وارتفاع الأسعار.{nl}وتحدثت عن إصابة العشرات في «جمعة لحس الكوع» بالرصاص المطاطي وقنابل الغاز والضرب بالهراوات. وقال منسق الهيئة فاروق محمد إبراهيم إن السلطات مارست عنفاً مفرطاً وانتهكت حق المواطنين في التظاهر السلمي.{nl}الخرطوم: مداهمة مكتب وكالة "أ ف ب" واعتقال مراسل{nl}المصدر: فرانس برس{nl}قام عنصرا امن سودانيان الجمعة بدهم مكتب وكالة فرانس برس (أ ف ب) في الخرطوم حيث اعتقلا مراسلا متعاقدا مع الوكالة كان التقط صورا لتظاهرات مناهضة للنظام.{nl}وقام احد العنصرين الذي كان يحمل مسدسا باعتقال طلال سعد قرابة الساعة 15,50 ت غ. وتم اقتياد المراسل المتعاقد فيما قال العنصران الامنيان انه سيتم الافراج عنه خلال ساعتين.{nl}وتمت عملية الدهم بعدما وصل سعد الى المكتب حاملا صورا التقطها لتظاهرة مناهضة للنظام في مدينة ام درمان قرب الخرطوم.{nl}ومنع العنصران الامنيان مراسل فرانس برس الرئيسي من اجراء اتصال هاتفي وهددا بمصادرة كل اجهزة الكمبيوتر في المكتب اذا لم يتم محو الصور. واضطر المراسل الى تلبية طلبهما، وطلال سعد صحافي سوداني يعمل اصلا لحساب صحيفة التيار المحلية.{nl}وكان الامن السوداني اعتقل الاسبوع الفائت مراسل فرانس برس في الخرطوم البريطاني سايمون مارتيلي واحتجزه اكثر من 12 ساعة بعدما شاهده يتحدث الى طلاب ويلتقط صورا لتظاهرة في جامعة الخرطوم، والثلاثاء، طردت الصحافية في شبكة بلومبرغ سلمى الورداني من السودان بعد اعتقالها على خلفية قيامها بتغطية تظاهرة طالبية.{nl}البشير يواجه «الربيع السوداني» بقبضة حديدية{nl}المصدر: القبس الكويتية{nl}بدأت السودان تشهد تحركات شعبية متزايدة، مناوئة للنظام الحاكم منذ 23 عاماً، بقيادة الفريق عمر البشير، حيث تحولت الاحتجاجات ضد الغلاء، إلى «ثورة ضد الفساد»، يصر نظام الخرطوم، على استخدام القوة، لوأدها في مهدها.{nl}وكغيره من النظم الحاكمة في الدول العربية، بادر النظام إلى اتهام «أطراف خارجية» بإشعال الأوضاع، وضرب الاستقرار في السودان، ليبرر استخدام القمع ضد المحتجين المدنيين، على اعتبار أنهم «يقومون بتنفيذ مخطط خارجي».{nl}وتصاعدت الدعوات برحيل البشير عن الحكم، ورد الاخير بوصف المشاركين في الاحتجاجات بأنهم «قلة»، و«شذاذ الآفاق»، كما هدد بإنزال «مجاهدين حقيقيين» للتصدي لهم، في الوقت الذي تحدث فيه ناشطون عن انتشار ملحوظ لقوات الأمن بشوارع الخرطوم، إلى جانب عناصر «الرباطة»، وهو تعبير سوداني يقابل «الشبيحة» و«البلطجية» في دول عربية أخرى.{nl}وجاءت احتجاجات الجمعة تحت عنوان «جمعة لحس الكوع»، التي تصدت لها قوات الأمن أيضاً بالقوة، وسط أنباء صادرة عن الأمم المتحدة بأن السلطات السودانية احتجزت قادة المعارضة، وأجبرتهم على توقيع تعهدات بعدم المشاركة في أي احتجاجات.{nl}وأثناء محاولة مئات المحتجين الخروج من مساجد يرتادها أنصار أحزاب المعارضة تصدت لهم قوات الأمن، ومنعتهم من الخروج من المسجدين لعدة ساعات وأطلقت قنابل الغاز على الحشود التي كانت تسعى للخروج، مما دفع الموجودين إلى الرد بإلقاء الحجارة على قوات الأمن.{nl}وقالت الشرطة انه تم القبض على بعض من وصفتهم بـ«مثيري الشغب» وسيتم تقديمهم للمحاكمة.{nl}إلى ذلك، قلل حزب «المؤتمر الوطني» الحاكم من أهمية الاحتجاجات، وقال امين المنظمات في الحزب عمار باشري «ان الذين يخرجون مجموعات متفرقة يحاولون تضليل المواطنين» مؤكدا ان «الاوضاع في البلاد مستقرة وان ما يحدث من مناوشات من بعض الأحزاب المعارضة خارج نطاق القانون».{nl}في المقابل، أعربت المفوضة السامية للشؤون الخارجية والأمن لدى الاتحاد الأوروبي كاترين آشتون عن أسفها إزاء استخدام العنف المفرط من جانب قوات الأمن السودانية ضد المتظاهرين. ودعت إلى ضرورة الإفراج الفوري عن المتظاهريين السلميين الذين تم احتجازهم، فيما ناشدت قوات الأمن السودانية لضبط النفس وتجنب استخدام القوة فى الرد على التظاهرات السلمية. وحثت آشتون حكومة السودان على احترام حقوق مواطنيها فى حرية التعبير والتجمع، من جانبها، اعتبرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز أن آمال الشعب السوداني في نيل «ربيع السودان» أمر بعيد المنال.{nl}الخرطوم تستبق «جمعة لحس الكوع» بالتأكيد أن سقوط حكومة البشير «مستحيل»{nl}المصدر: الحياة اللندنية{nl}استخف نائب الرئيس السوداني الحاج آدم يوسف بدعوات أطلقتها مجموعات شبابية على مواقع التواصل الاجتماعي للتظاهر اليوم الجمعة تزامناً مع مرور 23 عاماً على تولي الرئيس عمر البشير السلطة بانقلاب عسكري، مؤكداً أن الاحتجاجات لن «تؤتي أكلها» وأن سقوط حكومته مستحيل.{nl}وقال يوسف إن الدعوة إلى التظاهر اليوم تحت شعار «جمعة لحس الكوع» لن «تؤتي اكلها»، مقللاً من الخطوة برمتها كون جميع الذين يدعون إليها موجودين في خارج السودان، ودعاهم للحضور إلى السودان والتظاهر فيه.{nl}وأكد أن اطاحة حكم البشير ضرب من المحال، موضحاً أن الحكومة لا تمانع في التظاهرات سلمياً ولكنها لن تسمح لـ «المخربين» باستغلال التظاهرات. واتهم أحزاباً وجهات أجنبية لم يسمها وصفها بـ «المندسة»، باتخاذ قضية رفع الدعم عن المحروقات مطية لتحقيق مأربها في تقويض النظام الحاكم.{nl}وندد الحاج آدم بأجهزة إعلامية تحدثت عن نزول المواطنين في تظاهرات ضد الحكومة، مشيراً إلى أن هؤلاء المواطنين خرجوا مؤيدين لتحرير منطقة هجليج النفطية من الجيش الجنوبي. وقال إن خروج بعض المتظاهرين تقف خلفه «بعض الأيدي العابثة ونحن على علم بها... عليهم ان يعوا أن تغيير النظام لن يكون متاحاً عبر العنف بل عبر صناديق الاقتراع، حين يأتي أوانها».{nl}ودعا نائب الرئيس المواطنين إلى عدم الانصياع لما يروج له من وصفهم بـ «المخربين». وقال إن الدولة من واجبها الحفاظ على أرواح وممتلكات المواطنين، وقال إن الضائقة الاقتصادية التي حدثت كانت نتاج حصار اقتصادي من بعض الدول الغربية.{nl}وتداولت مواقع الكترونية دعوة إلى التظاهر بشكل واسع اليوم الجمعة في مدن البلاد تحت مسمى «جمعة لحس الكوع» رداً على تصريح لمساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع قال فيه إن المتظاهرين «من الأسهل عليهم أن يلحسوا أكواعهم من أن ينجحوا في إسقاط النظام»، في اشارة الى استحالة ذلك.{nl}على صعيد آخر، يقود رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي، مبادرة جديدة للقاء قمة يجمع رئيسي السودان وجنوب السودان عمر البشير وسلفاكير ميارديت في أديس أبابا مطلع الأسبوع المقبل لمناقشة الأوضاع في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بعد انهيار المحادثات بين دولتي السودان وعودة فريقي المفاوضين إلى الخرطوم وجوبا أمس.{nl}مقال: السودان.. تداعيات ما بعد الانفصال{nl}المصدر: الشروق المصرية{nl}دأب السودانيون على وصف التطور السياسى للبلاد بالدائرة الشريرة أو الشيطانية، مما يوحى بالدخول المتكرر فى أزمات تأتى فى اشكال متعددة. فقد ظلت الدولة السودانية طوال تاريخها الحديث أى منذ الاستقلال عام 1956، مهددة بالفشل. ويرجع ذلك إلى كونها مكشوفة وهشة، وتعانى من محدودية الموارد. كما أنها لم تمثل قطيعة تامة مع دولة الاحتلال فابقت على جهاز الدولة القديم، مع فقدان أى رؤية لمواجهة قضايا التنمية، والوحدة الوطنية، والديمقراطية. فقد كان السودان فى حالة بحث مستمر عن الصيغة المناسبة للحكم. وظن الحكام الحاليون حين استولت الحركة الإسلامية على السلطة فى يونيو 1989 أنهم أنهوا تاريخ الضياع والبحث عن حل نهائى للأزمات بطرحهم ما سمى: المشروع الحضارى الاسلامى. ولكن الآن، ومع الاحتفال بالذكرى الـ23 للانقلاب،يعيش السودان أزمة تهدد وجوده نفسه خاصة بعد أن فقد جزءا عزيزا من كيانه. فقد عمت التظاهرات والاحتجاجات البلاد بعد صمت طويل، فسره النظام بأنه قبول بالواقع. وقد أقر النظام نفسه أن الدولة تمر بظروف استثنائية قريبة من الانهيار، ولابد من العلاج بالكى ــ حسب قولهم ــ من خلال فرض إجراءات تقشفية قاسية قد لا يحتملها الشعب، ولكنها ضرورية. ودفع الحراك الذى يشهده السودان هذه الأيام بسؤال ملح: هل يتطور الأمر بحيث نتوقع تنويعا على الربيع العربى؟{nl}جاء رد النظام مستخفا بفكرة الربيع السودانى، لأن البلاد ــ حسب الخطاب الرسمى ــ قد بدأ ربيعها مع وصول هذه المجموعة للسلطة. ويفسر منظرو النظام هذا القول بأنه قد ثبت أن هدف الانتفاضات الشعبية التى شكلت الربيع العربى كان استبدال النظم الاستبدادية أو العاجزة، بأخرى ذات توجهات إسلامية. وهذا ما أنجزه النظام القائم، فلا يوجد أى منطق لانتفاض السودانيين. ولكن مجريات الاحداث الجارية يوميا، تجعل مثل هذا القول مجرد مماحكة أيديولوجبة عقيمة لا تجنب النظام من أخطار الثورة،إذا لم يغيّر سياساته. {nl}ظنّ النظام أنه بعد فصله للجنوب وقيام دولة جنوب السودان فى يوليو2011، قد تخلص من عبء ثقيل وودع نهائيا الحروب والنزاعات الأهلية. ولكن قبل مضى عام على استقلال دولة الجنوب، وجد النظام نفسه يحارب فى جبهة متاخمة للجنوب طولها أكثر من ألفى كيلو متر. فقد ابقت اتفاقية السلام فى نيفاشا عام2005 على جيوش تابعة للحركة الشعبية فى اقاليم النيل الأزرق وجنوب كردفان، ولم تستطع الحكومة المركزية السيطرة عليها حتى الآن رغم استخدام القوة المفرطة.وفى نفس الوقت،لم تتمكن الخرطوم من حسم الحرب فى اقليم دارفور،ولا إقرار السلام المستدام.كما تعرض الجيش السودانى الى هجوم مهين فى منطقة (هجليج) حاول النظام استغلاله فى التعبئة الشعبية بدعوى وجود خطر على الوطن.هذا،وقد نجح نسبيا فى ذلك من خلال رفع شعار: لا صوت يعلو فوق صوت المعركة! ولكن دولة الجنوب صعّدت الامور بايقاف ضخ النفط مما ساعد على تفاقم الأزمة الاقتصادية فى الشمال.{nl}اعتمدت ميزانية دولة السودان فى الشمال على رسوم عائدات النفط، ولكن مع تصاعد العدائيات بين الجانبين لم يتم التوصل الى اتفاق مرض بل وصل الأمر إلى قطع النفط نهائيا حتى وإن أضر الجنوبيون بمصالحهم نفسها.{nl}وكان النظام يأمل فى أن توقف محادثات (الدوحة) الحرب فى دارفور مما قد يقلل العبء على الإقتصاد المنهك.ولكن هذا لم يحدث ،ودخل الاقتصاد دائرة الانهيار. ومن مؤشرات ذلك الزيادة المتسارعة فى مجمل الاسعار التى أدت إلى غلاء ساحق طال كل الفئات الوسطى والشرائح الفقيرة. وصرح رئيس اللجنة الاقتصادية فى البرلمان بأن معدلات التضخم فاقت الـ30% بنهاية مايو 2012، بينما كان البرنامج الثلاثى يستهدف الوصول إلى 8% فقط خلال ستة أشهر. والمؤشر الآخر هو انخفاض قيمة العملة الوطنية وتوسع الفجوة بين سعر الصرف الرسمى والسعر الموازى فى ظل عدم قدرة الدولة توفير النقد الأجنبى لتلبية احتياجات البلاد.وكانت النتيجة تباطؤ سرعة الإنتاج لتصبح البلاد فى وضع يسميه الاقتصاديون: الركود التضخمى. {nl}قام النظام باتخاذ قرارات قال عنها وزير المالية نفسه بأنها اجراءات تتخذها دولة مقبلة على الإفلاس، وقد تحيل حياة المواطنين الى جحيم. كما القى الرئيس البشير خطابا عن الاقتصاد كأنه مقتبس من بيانات ومنشورات المعارضة فى تقييم الاداء الاقتصادى.وقد راهن النظام على قبول وتحمل الجماهير باعتبارها مؤيدة له. ولكن اتهامات النظام بالفساد مع غياب المحاسبة والمساءلة، زادت الشك فى أن مثل هذه التضحيات ستذهب إلى جيوب الفاسدين وليس للتنمية أو الإصلاح الاقتصادى. وهذا يجعل من هذه المراهنة مخاطرة. وبالفعل لم يجد النظام المساندة المتوقعة. وخرجت الجماهير بالذات الطلاب والشباب للشارع، ثم انضمت إليها العناصر الحزبية والنقابية بعد تردد خشية القمع. والحديث الرسمى عن محدودية العدد لا يعنى بالضرورة أن كل الذين لم يخرجوا،هم من مؤيدى النظام. وتعتبر استمرارية المظاهرات لأكثر من عشرة أيام وانتشارها فى الإقليم علامة ربيعية وليست مجرد هوجة طلابية كما يحاول النظام أن يصورها.{nl}تختلف الحالة السودانية فى وجود جماعات معارضة مسلحة شكلت الجبهة الثورية وهى فى الأصل تجمع(كاودا)وهى تتحدث عن اقتلاع النظام من الجذور. وهذه الوضعية يستغلها النظام فى تعطيل وحدة قوى المعارضة من خلال الترويج لفكرة أن هذه الجبهة تستهدف الوطن والدولة وليس النظام. وقد استطاع النظام أن يخلق نوعا من التماهى بين وجوده ووجود السودان، بمعنى أن سقوطه يعنى تقسيم وتفتيت البلاد أو الصوملة (نسبة للحالة الصومالية).{nl}واستطاع حزب المؤتمر الوطنى الحاكم أن يبيع الفكرة لقيادات الحزبين التقليديين: الصادق المهدى ومحمد عثمان الميرغنى، مستغلا نعرات عنصرية باعتبار أن الجبهة الثورية تهدد الهوية العربية ــ الإسلامية للسودان. وهذا يفسر عدم حماس (السيدين) للانتفاضة الحالية حتى الآن. ولكن هذا لم يمنع شباب هذه الأحزاب من تجاوز قياداتها والخول فى ائتلافات شبابية تضم آخرين.{nl}أحدثت الإجراءات التقشفية شرخا خطيرا فى المعسكر الحاكم بسبب تقليص عدد الوزارات والمناصب الدستورية العليا. فقد سمى النظام هذه الحكومة بأنها حكومة وحدة وطنية تضم 16 حزبا. ورغم علمه بأنها أحزاب كارتونية بلا قواعد شعبية ومنشقة من أحزاب كبيرة، إلا أنها تتمتع بامتيازات ضخمة ستفقدها مع التقشف مما يجعل استمرارها فى تأييد نظام محاصر بالأزمات غير مجد. ومن المتوقع أن تنحاز هذه الأحزاب الى الناس العاديين الذين يعانون من ضغوط المعيشة، أو على الأقل يقفون على الحياد، وفى هذا خصم على النظام.{nl}يمكن القول إن شروط الأزمة الثورية ناضجة تماما ولكن تحتاج لقدر من التنظيم والتعبئة. وقد جاء فى الأنباء أن تحالف قوى الإجماع الوطنى، والذى يضم القوى الحزبية الأساسية السودانية، أعلن صدور وثيقة لمهام الفترة الانتقالية ووضع الدستور.وقد تبدو خطوة مبكرة،ولكن أهميتها فى بروز التحالف بكل ثقله فى المقدمة. كما يريدون تجنب المشكلات التى واجهت الثوار فى مصر وليبيا واليمن بعد سقوط النظام القديم. وهنا لابد من مظلة للتنسيق بين تحالف قوى الاجماع الوطنى، وائتلافات الشباب، والجبهة الثورية، والمجموعات الاقليمية،والنقابات المستقلة، والاتحادات المهنية، ومنظمات المجتمع المدنى.ولكن من معوقات العمل المعارض وجود تيار يطالب بتغيير النظام وليس إسقاط النظام، ويرى أن ذلك يمكن أن يتم من خلال الوفاق الوطنى أو الأجندة الوطنية. ومشكلة هذا التيار تكمن فى سوء تقدير موقف النظام ومدى استعداده للتنازل أو المساومة. وينسى أن النظام يلعب مباراة صفرية: كل شىء أو لا شىء، كما أنه يحتقر الآخرين ولا يشعر بحاجة للتعاون معهم.{nl}أخيرا، التحول الديمقراطى فى السودان سيكون من نفس نوع مناخاته الطبيعية: لا يعرف الربيع، وسيكون صيفا ساخنا. وذلك، لأن النظام سيقتدى بليبيا القذافى وسوريا الأسد، رغم علمه بأن عددا من القوى المعارضة مسلحة حتى أسنانها وسبق لإحداها أن وصلت العاصمة أم درمان بلا مقاومة. فالنظام تعود على العيش بالأزمات أو حتى خلقها، وفى كل مرة تسلم الجرة. ولكن هذه المرة ضاقت مسافات المناورة بسبب خطورة الأزمات: تعدد جبهات القتال المسلح، وتفاقم الأزمة. والأهم من ذلك، كسر حاجز الخوف ورغم التهديد بالمجاهدين لم تتوقف المظاهرات. لذلك، على النظام أن يبحث عن معالجة مختلفة تحكمها توجهات عقلانية وقراءة صحيحة بأن هذه صفحة من تاريخ السودان قد طويت.{nl}السودان يسمح بالمساعدات لمناطق التمرد{nl}المصدر: الجزيرة نت{nl}قال الاتحاد الأفريقي ووسائل إعلام حكومية سودانية اليوم السبت، إن السودان وافق على دخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين في ولايتين حدوديتين مع الجنوب، بعد أن حذرت منظمات الإغاثة من مجاعة وشيكة.{nl}وقال المركز السوداني للخدمات الصحفية القريب من الحكومة السودانية اليوم، إن الحكومة قبلت بالخطة لتخفيف حدة الظروف الصعبة التي يواجهها المواطنون الذين يعيشون تحت سيطرة الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال.{nl}وتقول الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة إن القتال في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق أجبر مئات الآلاف على الفرار من ديارهم منذ العام الماضي.{nl}واندلعت الاشتباكات بين القوات الحكومية والمتمردين من الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال، مع إعلان جنوب السودان استقلاله وانفصاله عن السودان العام الماضي.{nl}وقالت جماعات الإغاثة والأمم المتحدة إن القتال أدى إلى تراجع كميات المحاصيل المعتادة في الولايتين، الأمر الذي ينذر بنقص حاد في الطعام مع تراجع المخزونات.{nl}وعرض الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والجامعة العربية خطة في وقت سابق هذا العام، لتأمين توصيل المساعدات الإنسانية إلى الولايتين، لكن السودان رفض الخطة وقال إن الموقف الإنساني تحت السيطرة.{nl}ورحب الاتحاد الأفريقي بالاتفاق في بيان، وقال إنه يريد المساهمة بمراقبين وغيرهم من الأفراد، وحث "كل المسؤولين على ضمان تنفيذه بشكل كامل وفعال دون مزيد من التأخير".{nl}ويعود الصراع في الولايتين إلى عقود من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب في السودان، والتي انتهت عام 2005 باتفاق سلام مهد لانفصال واستقلال جنوب السودان في يوليو/تموز الماضي. لكن الانفصال خلف عشرات الآلاف من المقاتلين السابقين الذين حاربوا الخرطوم على الجانب الشمالي من الحدود.{nl}ويقول المتمردون في جنوب كردفان والنيل الأزرق إنهم يقاتلون من أجل إسقاط الرئيس السوداني عمر حسن البشير وإنهاء ما يصفونه بتهميش الأقليات.{nl}وتتهم الخرطوم المتمردين بمحاولة إثارة الفوضى نيابة عن رفاقهم القدامى في جوبا، وهي مزاعم ينفيها جنوب السودان، لكنها عرقلت المحادثات بين البلدين بشأن الموضوعات المعلقة الخاصة بالانفصال.{nl}وقال مالك عقار رئيس الجبهة الثورية السودانية التي تضم تحت مظلتها المتمردين في النيل الأزرق وجنوب كردفان في وقت سابق، إن عشرات الأشخاص يموتون كل يوم بسبب نقص الطعام والدواء، ويأتي قبول السودان للخطة بعد يومين من تأجيله لمحادثات سلام مع جنوب السودان إلى يوم 5 يوليو/تموز المقبل.{nl}السودان: متمردو دارفور وتحالف الجبهة الثورية أهداف مشروعة{nl}المصدر: ج. الدستور المصرية{nl}أعلنت القوات المسلحة السودانية أن الحركات المتمردة وتحالف الجبهة الثورية هي أهداف مشروعة لها، مؤكدة أنها ستتعامل مع هذه المجموعات "المتفلتة" التي تسعى لزعزعة أمن المواطنين بدارفور بأسلوب وصفته بأنه "أشد عنفًا".{nl}جاء ذلك في الوقت الذي كشفت فيه مصادر فى القوات المسلحة السودانية، عن وصول دعم مقدم من حكومة الجنوب لمتمردي دارفور بتخوم مناطق "راجا وتمساحة" بولاية جنوب دارفور.{nl}فقد أكد العقيد الصوارمي "خالد سعد" -الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، في تصريح لمركز السودان للخدمات الصحفية مساء اليوم "السبت"ـ أنهم سيوجهون ضربات قوية للحركات المسلحة برًا وجوًا أينما وجدت؛ لأنها أصبحت تستهدف المواطنين ، مشيرًا إلى أن المتمردين أصبحوا يتفادون مواجهة القوات النظامية، وحولوا استهدافهم للمواطنين الذين يعيشون في تجمعات وقرى صغيرة، وارتكز نشاطهم على الأسواق.{nl}وكشف عن رصد تحركات لمجموعة من حركة "العدل والمساواة" وفصيل مناوي، تسللت من الجنوب ودخلت جبل "مرة" في مناطق "كورما وصبى وكيرا" بمعية سرية كاملة من الجيش الشعبي التابعة لقطاع الشمال ، مضيفًا أن حكومة الجنوب لم تتخذ حتى الآن قرارًا جادًا لإبعاد الحركات المسلحة الدارفورية، ولازالت مستمرة في تقديم الدعم لها.{nl}من جانبه ، قال حافظ "عمر ألفا" -الناطق الرسمي باسم حكومة شمال دارفورـ إن السلطات اتخذت إجراءات مشددة لتأمين الموسم الزراعي والطرق والمسارات والمراحيل؛ للحد من هجمات التمرد ، مؤكدًا أن الحركات المسلحة حاليًا أصبح لها عداء صارخ ومعلن ضد المواطنين، وحولت عملياتها العدائية تجاههم.{nl}وقفة تضامنية مع احتجاجات السودانيين أمام قنصلية الخرطوم بأسوان{nl}المصدر: الأهرام {nl}نظمت حركة كفاية وشباب ائتلاف الثورة بأسوان، يوم السبت، وقفة تضامنية أمام القنصلية السودانية بالمحافظة، وذلك تضامنًا مع الاحتجاجات التي تشهدها الخرطوم وعدة مدن سودانية أخرى.{nl}وردد المشاركون في الوقفة، عددًا من الهتافات من أبرزها: "ثورة مصر والسودان أيد وحدة"، و"بالروح والدم نساند ثورة السودان"، كما رفعوا لافتات مكتوبا عليها:"ثوار أحرار حنكمل المشوار"، "والحرية للسودان" و"الحرية للمعتقلين والمجد للشهداء"، و"يسقط الطاغية الكافوري"،و"شعب مصر يساند ثوار السودان في ثورته"،و"يسقط حكم العسكر والكيزان".{nl}وأعرب وائل رفعت المتحدث باسم ائتلاف الثورة بأسوان، عن أمنياته في نجاح الثورة السودانية، مشيرا إلى أن الوقفة رسالة إلى الإخوة السودانيين بالوقوف بجانبهم لتحقيق أهداف ثورتهم.{nl}وأضاف أمجد عبد الحميد منسق حركة كفاية بأسوان، أن الوقفة التضامنية تأتي ردًا على القمع والقهر الذي يلاقيه ثوار السودان بعد عرضهم لمطالبهم المشروعة.{nl}الشرطة تفرق مظاهرة مطالبة بإسقاط الرئيس عمر البشير{nl}المصدر: فرانس 24{nl}قامت الشرطة السودانية بتفريق المئات الذين كانوا يتظاهرون في الخرطوم للمطالبة خصوصا باسقاط الرئيس عمر البشير بالغازات المسيلة للدموع وذلك في اليوم الثالث عشر من حركة احتجاج لا سابق لها وفق شاهد عيان.{nl}واوضح المصدر نفسه ان المتظاهرين الذين تجمعوا في ميدان الهجرة بالقرب من مقر حزب الامة المعارض حملوا الاعلام السودانية ولافتات كتب عليها "الشعب يريد اسقاط النظام" وهو الشعار الذي استخدمه المتظاهرون في العديد من دول الربيع العربي.{nl}وبعد اطلاق الغازات المسيلة للدموع والقاء القبض على عدد غير محدد من المتظاهرين قام المتظاهرون باحراق الاطارات والقاء الحجارة على رجال الشرطة قبل ان يتفرقوا بحسب الشاهد، ودعا نشطاء الى تظاهرات حاشدة الجمعة والسبت في الذكرى الثالثة والعشرين للانقلاب الذي حمل عمر البشير الى السلطة.{nl}وقد تكثفت حركة الاحتجاج التي اطلقها الطلاب في 16 حزيران/يونيو احتجاجا على ارتفاع اسعار السلع الغذائية بعد الاعلان عن خطة تقشف تشمل زيادة الضرائب والغاء الدعم على المحروقات التي ارتفعت اسعارها فجاة بنسبة تجاوزت 50%.{nl}وفي العديد من احياء العاصمة والعديد من مدن البلاد تزايدت التظاهرات الصغيرة. وافاد ناشطون ان عشرة الاف على الاقل تظاهروا خلال الايام العشرة الاولى من الحركة في منطقة الخرطوم.{nl}وغالبا ما تضم التظاهرات ما بين مئة الى مئتي شخص يقومون باحراق الاطارات والقاء الحجارة واغلاق حركة السير مع المطالبة بخفض الاسعار وسقوط البشير قبل ان تفرقهم قوات الامن بعنف، من جانبه، يؤكد البشير ان المتظاهرين مدفوعون من جهات خارجية وان الحركة محدودة جدا.{nl}لوس أنجلوس تايمز: الربيع السودانى صعب المنال{nl}المصدر: الوفد المصرية{nl}اعتبرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية في سياق عددها الصادر يوم السبت أن آمال الشعب السودانى في نيل "ربيع عربي" كما حدث في العديد من الدول العربية،أمرا بعيد المنال.{nl}وقالت الصحيفة الأمريكية -في سياق تعليق أوردته على موقعها الإلكتروني- أن المظاهرات التي نظمها السودانيون قبل ما يقرب من أسبوعين ،عززت الآمال بداخلهم من أجل إطلاق "ربيع السودان" في موازاة للاحتجاجات التي أطاحت بالأنظمة الديكتاتورية في كل من مصر وتونس.{nl}ولفتت الصحيفة إلى أنه على الرغم من سخرية الحكومة السودانية من خروج الالآف من المتظاهرين السودانين فيما أسموه "جمعة لحس الكوع" -التي تعنى باللهجة السودانية الدارجة "استحالة فعل الشيء"- غير أن مظاهرات حاشدة قد عمت شوارع العاصمة الخرطوم والمدن من حولها،في مطالبة بإسقاط نظام الرئيس السوداني عمر البشير.{nl}وأردفت الصحيفة تقول إن البشير سعى للتقليل من أهمية هذه الاضطرابات ..حيث أشار إلى أن هذه المسيرات ليست سوى أعمال مثيرة للشغب وإنها ليست ثورة حقيقية.{nl}وأشارت الصحيفة إلى أن هذه المظاهرات جاءت نتيجة لقرار الحكومة بالغاء دعم أسعار الوقود، إذ تعد تلك المسيرات هى أكبر حملة تشن ضد الرئيس عمر البشير منذ توليه حكم البلاد في إعقاب انقلاب عام 1989.{nl}وأوضحت الصحيفة أن مطالب النشطاء قد تمثلت في مجموعة من التغييرات الجذرية بما في ذلك استقالة الحكومة، والإفراج عن السجناء السياسيين وانهاء الاحتكار العرقي للسلطة.{nl}وتابعت الا ان حكومة البشير ردت بالرصاص المطاطي إلى جانب الغاز المسيل للدموع،مما أسفر عن إصابات متفاوتة وقعت بين المتظاهرين ،منها حالات إغماء بسبب استنشاق الغاز.{nl}ونوهت الصحيفة إلى أن السودان يقع بالفعل تحت ضغط من المخاوف الاقتصادية الخاصة به، نتيجة لانفصال جنوب السودان وقطع خطوط أنابيب النفط،مشيرة إلى أن الحكومة السودانية كانت قد بلغت أقصى درجات اليأس خلال الشهر الماضي،الأمر الذي تمثل في إرسال رسائل نصية طالبا للتبرعات لقواتها العسكرية.{nl}وأشارت الصحيفة إلى أن وقف دعم الوقود كان جزء من حزمة من التخفيضات في الحكومة الرامية إلى الحد من النزف المالي في السودان.{nl}يذكر أن الدعوة للخروج في مظاهرات جمعة "لحس الكوع" أطلقها ناشطون سودانيون تحديا لمساعد البشير الدكتور نافع علي نافع الذي تحدى من يفكر في إسقاط النظام بأنه يمكن أن يلحس الكوع أسهل، لاستحالة ذلك.{nl}خبراء: السودان مقبل على تغيرات سياسية كبيرة{nl}المصدر: البلاد الجزائرية{nl}حول الاضطرابات السياسية المستمرة في السودان، قال طلحة جبريل مدير مكتب صحيفة الشرق الأوسط في المغرب العربي، إنه لا يمكن إسقاط كل حيثيات ومعطيات الربيع العربي على ما يحدث حاليا في السودان لأن الوضع مختلف تماما؛ فقد سبق أن أسقط السودانيون نظامين شموليين في عامي 1964 وعام 1985، بمعنى أن التجربة ليست جديدة على السودان إلا أن هناك تأثرا بالمناخ العام في المنطقة العربية.{nl}وقال إن المساءلة كما تبدو من الشعارات في السودان تحولت إلى مواجهة بين الشارع وبين نظام شمولي سيحتفل بعد أيام بمرور 23 سنة في الحكم. وقال إن النظام يجب أن يقر أن سياساته هي التي أوصلت الأمور إلى هذا الحد، إضافة إلى ذلك أنه كان يبحث خلال السنوات الماضية عن شرعية وبناء مؤسسات ديمقراطية وهمية.{nl}ويقول مهدي خليفة، وزير سابق ورئيس حزب الأمة، إن ما يجرى الآن على الأرض ينبأ بأن السودان مقبل على تغيرات كبيرة والتي بدأت منذ يناير من العام الماضي عندما خرج الجماهير احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية في البلاد والتي تفاقمت بعد انفصال الجنوب مما جعل الأسعار تلتهب بصورة غير مسبوقة مما دفعهم على التظاهرات من أجل تحسين الأوضاع الاقتصادية والتي عجزت الحكومة عن تحقيقها.{nl}مصير الشعب السوداني بين مطرقة الحكومة وسندان الحركات المسلحة{nl}المصدر: سودانيز أون لاين{nl}إنطلاق موجات الإحتجاج الجماهيري في بعض مدن السودان جاءت متأخرة جدا، ليس قياسا على أو اقتداءا بثورات الربيع العربي التي تفجرت في بعض البلاد العربية المجاورة، ولكن قياسا لما حاق بالسودان من تشظي وظلم وفوضى وفساد في كل شيء تاهت معه بوصلة الجميع. فمن جهة لم تعد جماعة المؤتمر الوطني تدري من اين وكيف تستطيع لملمة اشلاء الوطن الممزق شريطة أن يتسنى ذلك تحت حكمها وسيطرتها، وصولا لمرحلة متطورة لم يعد فيها التشبث بالسلطة هدفا في حد ذاته بقدرما انه الضامن الوحيد والأخير لرموز تلك الجماعة من الملاحقات القانونية والمحاسبة داخليا وخارجيا.{nl}من جهة اخرى فإن المعارضة هي الأخرى فقدت بوصلتها ولم تعد تدري من اين وكيف يمكن للوطن ان يستعيد حريته وعافيته وتحت شرط وحيد آخر هو ان تظل ذات القوى السياسية هي الوريث الشرعي للإنجاز لتعود إلينا بذات الوجوه وبذات الهلمجرات وتجار العملة وزعماء الطرق الصوفية والإسلاميون الجدد!{nl}كل هذا ذهب مع الريح ولم يعد ممكنا، حتى الشعب السوداني نفسه لم يعد يدري كيف يمكن تحرير الوطن بشرط وحيد آخر ايضا ومختلف وهو ان يظل الوطن ملكا لكل الشعب السوداني، يشعرون فيه بالعدل والمساواة والحرية والكرامة.{nl}والشريحة المستنيرة هي بشكل خاص لم تعد تدري إلاما يتجه قطار السودان، ولا كيف يمكن توجيه هذا القطار بحيث يبلغ – في نهاية المطاف- بر الأمان، مع اتفاق الجميع على ضرورة التغيير وانسياق الكثيرين بل وانسياقنا كلنا وراء قطار الثورة والشارع كي نزيل هذا النظام البئيس، ومع اننا جميعا ندعوا لهذا الخيار فإن التنبأ بجدواه في لملمة شمل الوطن وتضميد جراحه لا يعدو محض تفائل ونوايا حسنة مثلما ذهب إليه الصحفي المناضل " سيف الدولة حمدنا الله" في مقاله الأخير حيث أكد بأن جميع أزماتنا سوف تحل من تلقاء نفسها بمجرد زوال هذا النظام، وهي مجازفة لا يستطيع المرء التسليم بها عند إمعان النظر في عمق الأزمة التي تلف البلاد، ومن ناحية أخرى لا يمكن بحال من احوال لأحد هؤلاء المتفائلين او حتى المتشائمين ( مثلي) ان يقول لأبناء هذا الشعب: لا تثوروا!!{nl}كلنا ندعوا للثورة وكلنا ندعوا لإزالة هذا النظام ولكننا كلنا لا ندري إلى أين نجته، وإلاما ينتهي بنا المصير؟{nl}لهذا فبوصلة المراقبين والصحفيين والمحللين والمستنيرين هي الأخرى قد تاهت، تاهت لأن الثورة السودانية جاءت متأخرة جدا!{nl}أقول هذا لأن ثورات الهامش عبرت عن نفسها بقوة السلاح وتحت قيادات جديدة، بعضها لم تكن معروفة في قاموس السياسة السودانية من قبل وبعضها انبثق عن تشكيلات حزبية مدنية لم يعد يؤمن بجدواها. هذه الثورات هي الأخرى لم تبد نضوجا في فكرها وجدية في إلتزام منطق موحد هادف لحل المشكل عندما انشغلت بالصراعات البينية من اجل النفوذ وهي لم تقم موحدة لتتشظى بعد ذلك ولكنها في كثير من الأحيان نشأت متشظية ثم لم تلتزم بعد ذلك خطا يوحدها للتصدي لجوهر القضية والمشكلات التي يعاني منها المواطن في مناطق الهامش تخصيصا والسودان تعميما، مما سهل مهمة الحكومة في استقطاب بعضهم وإدخالهم في منافسات لم يعودوا منها بطائل سواءا الذين فاوضوا الحكومة وعادوا من ميدان الحرب او أولئك الذين ظلوا يحملون السلاح.{nl}هذه الحركات لم يكن لها اصلا بوصلة تهتدي بها.{nl}لكنهم يقولون بأنهم بمجرد سقوط النظام سوف يسلمون السلاح ولعل الأخ سيف الدولة حمدنا الله لم يرد المجاذفة بتخذيل الشباب السودانين وهم يخرجون للشوارع يواجهون قمع نظام الإنقاذ، ولكنه جازف بحسن نواياه وتفائله المفرط في ان الأمر سينتهي بتسليم هذه الجماعات لسلاحها حال سقوط النظام، وهو الأمر الذي لن يحدث، لأن كثيرا من هذه الجماعات تخوض صراع نفوذ فيما بينها وتخشى كل منها من الأخرى، تماما مثل الصراع الذي خاضته احزاب الشمال الكبرى بين يدي الإستقلال وقبله عبر المؤامرات والدسائس التي سولت للبعض حتى ان يستعين بالمستعمر على الأخرين، وهم رغم قداسة الإستقلال وفرحة الوطن بعودة الحرية والإرادة الوطنية إلى ابناءه قد ضيعوا مساعي الوطن بذاك الصراع، والأن نحن بين يدي فئات اخرى تخوض الصراع فيما بينها ولكن بشكل مسلح هذه المرة، ومن ناحية اخرى فإن كثيرا من هذه القوى يكتسب اهميته ومحوريته الأساسية من هذا السلاح الذي يحمله، وهو الذي خوله مفاوضة الحكومة ( اقوى الأطراف على الإطلاق) وهو الذي يخوله مفاوضة الأحزاب والقوى السياسية التي ترجو وتتمنى وتنتظر ان تكلل تضحيات الشعب السوداني ومعاناته بالنجاح في إسقاط هذا النظام كي يخرجوا من قوقعتهم للمنابر والمؤتمرات من جديد، لكن هذه القوى السياسية التي ضيعت الوطن بمؤامراتها من قبل سوف تتوه - هذه المرة- بين مسلحي الحكومة ومسلحي المعارضة والوطن بين هؤلاء جميعا هو في كف عفريت.{nl}ومع ذلك فنحن ندعوا للثورة على هذا النظام ونبذل في ذلك ما استطعنا من نصح وتشجيع ونوايا حسنة ولكننا ندعو الجميع للتأمل في مآلات ما بعد الثورة والتغيير!!<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/07-2012/الملف-السوداني-31.doc)