تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أقلام وآراء حماس 11



Haidar
2012-01-14, 10:41 AM
أقلام وآراء ( 11){nl}• عباس يجرب المجرب.. على مسرح العبث المركز الفلسطيني للإعلام،،، جابر أبو مصطفى{nl}• الصّهيوني... هل هو قبيح؟ المركز الفلسطيني للإعلام،،، صلاح حميدة{nl}• لقاءات استكشافية أم مفاوضات عبثية؟ المركز الفلسطيني للإعلام،،،، طلال عوكل{nl}• كم كلفت جولة هنية ؟ فلسطين الآن،،، د يوسف رزقة{nl}• اقرعوا الطناجر.. ولكن برفق فلسطين أون لاين،،، د.عصام شاور{nl}• جولة ناجحة بلا تكاليف مالية فلسطين أون لاين ،،، د. يوسف رزقة{nl}• "دعوا الرباعية تموت" فلسطين أون لاين ،،، نقولا ناصر{nl}• دار الزمان دورته يا مخابرات فلسطين أون لاين،،، د. فايز أبو شمالة{nl}عباس يجرب المجرب.. على مسرح العبث{nl}المركز الفلسطيني للإعلام،،، جابر أبو مصطفى{nl}في مشهد هزلي ساخر مغرق في التضليل،دخل فريق المفاوضات الفلسطيني الشهير إلى خشبة المسرح من جديد وهم يرفعون أيديهم بعلامات النصر، وسط تصفيق صهيوني أمريكي صاخب، فريق يتقن فن التمثيل على جمهوره، بطريقة أبهرت الصهيوني والأمريكي، ما يقارب من عشرين عاما وهم يمثلون معا نفس الدور ونفس المشهد، إنها ملهاة المفاوضات على مسرح العبث، عشرون عاما وهم يبشرون بميلاد دولة ظنوا ومازالوا أنها على مرمى حجر، لم يتركوا مسرحا في كل بقاع الدنيا إلا واحتضنوه إلى حد التسول، وفي كل مرة جديدة يجربون المجرب ويعودون بحمل وهمي زائف يخدعون به أنفسهم، يسوقونه للجماهير على أنه مولود جديد يجسد نهاية ملحمة التحرير والعودة والدولة{nl}عاد فريق التفاوض للتفاوض مع المستوطنين لوقف الاستيطان، وهذه المرة على المسرح الملكي الأردني الرسمي. يبدو أن النظام الأردني المتشوق للعب دور إقليمي، قد تسلم الراية بجدارة واستحقاق بعد سقوط أخيه النظام المصري، فكل من يلعب دور سمسار القضية الفلسطينية ساقط وسيسقط حتما، وكالعادة فإن هذا الفصل الجديد من فصول هذه الملهاة بإشراف أمريكي أوروبي، كيف لا وهم من يدفعون رواتب فريق المهرجين وكل تكاليف الإخراج المسرحي.{nl}وفي المشهد المقابل تذبل أوراق المصالحة الفلسطينية بين السطة من جهة وحماس من جهة أخري، حيث اعتقد الكثير من الفلسطينيين أنها وصلت إلى مراحل متقدمة، وأنها ستعيد اللحمة إلى البيت الفلسطيني المنهار، وستنهي حالة التسول السياسي الذي تعيشه السلطة، وتفتح أفاقا جديدة للتعامل مع الاحتلال وأعوانه. لكن هذا كله تحول فجأة إلى سراب بقيعة تحسبه حماس ماء.{nl}يتساءل مشاهد لفصول المسرحية، ما هو السر الغامض والسحر الخرافي الذي جذب السلطة وبهذه السرعة إلى الانتقال من حوارات المصالحة مع حماس إلى ملهاة التفاوض مع المستوطنين ؟{nl}يرد مشاهد من المتفائلين جدا بأن هناك عرضا مغرياً واختراقاً أسطوريا قد حدث في الموقف الصهيوني، وأن الحل المنشود والذي انتظرته سلطة أوسلو منذ ما يقارب العشرين عاما قد أضحى قاب قوسين أو أدنى، وأن علينا أن نبشر شعبنا بأن الدولة وعاصمتها القدس الشريف على مرمى حجر.{nl}بينما يؤكد مشاهد أقل تفاؤلا بأن أمريكا قد هددت بسحب اعترافها بالسلطة إذا لم تعد لطاولة التفاوض أو لم تعترف بيهودية إسرائيل. في المقابل وقف مشاهد يصرخ بحماس مؤكدا أن الأردن الرسمية قد هددت إسرائيل بوقف حماية الحدود الصهيونية إذا لم يحدث اختراق في المسار التفاوضي. المؤكد عند كل المشاهدين أن اليهود قد وعدوا السلطة بتبييض السجون قبل الجولة القادمة من الفصل الثاني للمسرحية، لذا نقول هنيئا لهذا الفريق المحترف على هذا الإنجاز الوهمي العظيم، فلم يعد هناك حاجة للجلوس مع حماس، فقد كفى الله السلطة شر المقاومة.{nl}أما نصيحة جيراننا اليهود وحلفائنا الأمريكان للسلطة فهو عدم استعجال المصالحة مع حماس، لأن هناك مخططا لاستئصالها من المشهد السياسي الفلسطيني، فهي تشكل خطرا استراتيجيا على هذا الثالوث المقدس إسرائيل والسلطة والنظام الأردني، وأن هناك ضربة قاضية وقريبة ستوجه لهذه الحركة الإرهابية المتمردة،لإعادة غزة إلى الشرعية الفلسطينية. وأن على السلطة قمع أي احتجاجات بالضفة أثناء الهجوم على غزة، وزيادة وتيرة التنسيق الأمني، وتكثيف جمع المعلومات وتبادلها عن نشاط حماس العسكري، ليسهل القضاء عليها ومن ثم إعادتها إلى حظيرة الدولة الفلسطينية الوليدة.{nl}هكذا يتم استدراج فريق التفاوض الفلسطيني لتجريب المجرب من جديد، سيناريو مكرر لنفس المسرحية الكوموتراجيدية الغارقة في العدم اللامحدود. لقد مل المشاهد من تكرار نفس المشاهد، واستمر الممثلون الفلسطينيون بلعب دور البهلوان الأبله أمام الكاميرات العالمية، والجميع من حولهم تارة يضحكون سخرية إلي حد السقوط على الأرض من هذا الأداء الأعمى والذي يقودهم حتما إلى اقتراب لحظة سقوطهم السياسي، وتارة يبكون بمرارة وهم يرونهم يتسولون حقوقهم على مسارح اللئام، مرة تلو المرة، دونما كرامة أو خجل، مشهد يسدل الستار على فريق حكم على نفسه بالموت ولكن دون دموع من أحد.{nl}الصّهيوني... هل هو قبيح؟{nl}المركز الفلسطيني للإعلام،،، صلاح حميدة{nl}تعرض قناة الجزيرة الفضائيّة برنامجاً وثائقيّاً تحت عنوان " الصّهيوني القبيح" ومضمون البرنامج يتحدّث عن المستوطنين وغلاة الصّهاينة في الدّولة العبريّة، ويكشف ممارساتهم العنصريّة العنيفة المبنيّة على تربيتهم وحقنهم الفكري المعادي للوجود الفلسطيني على أرض فلسطين.{nl}هذا البرنامج رجع بشريط الأحداث الفلسطينيّة إلى الخلف عشرات السّنين، مستعرضاً ادعاءات من قبل مسؤولين ورسميين ومؤرّخين صهاينة عن " حمائميّة المستوطنين" و "دمويّة" العرب، وعن حرص الحركة الصّهيونيّة على أن تكون معاركها عسكري مقابل عسكري، في تعبير لأحدهم عن "طهارة" سلاحهم كما قال.{nl}من السّهل إسقاط دعاية الحركة الصّهيونية ودولتها، فهل مجزرة دير ياسين الّتي تمّ اقترافها بحق مدنيين آمنين نائمين في بيوتهم عمل حربي يظهر طهارة سلاح عسكري لعسكري؟ وهل بقيّة المجازر بحقّ المدنيين الفلسطينيين تظهر وجهاً جميلاً لهم؟.{nl}ولمعرفة جمال أو قبح الصّهيونيّة كفكرة والصّهاينة كأفراد لا بدّ من متابعة ما يقومون به بحقّ الشّعب الفلسطيني، فهم يقومون بشكل دوري بمصادرة أراضي وممتلكات الفلسطينيي وإجبارهم على هدم بيوتهم وخلق ظروف إقتصاديّة بالغة السّوء للفلسطينيين حتّى يجبروا على الهجرة من أرضهم، و من خلال حرمانهم من مائهم ومراعيهم ومزارعهم وحرّيّة التّجارة والصّناعة، في استكمال لما قامت به العصابات الصّهيونيّة في بدايات تأسيس هذه الدّولة وقبلها، ولذلك يعتبر قيام دولة الصّهيونيّة والصّهاينة بقوننة العنصريّة والتّطهير العرقي، مثلما يجري بحق فلسطينيّي النّقب من هدم لقراهم وتهجير لهم ومصادرة لمقدّساتهم، استكمالاً لصورة قبيحة لا جمال فيها.{nl}أمّا ما يقوم به المستوطنون في الضّفة الغربيّة - ومن ضمنها القدس- وما يقوم به أمثالهم في عكّا وحيفا ويافا وغيرها من اعتداءات متواصلة على الأفراد الفلسطينيين وعلى مقدّساتهم وممتلكاتهم، فكل هذا يظهر أنّ الحركة الصّهيونيّة تجدّد وجهها القبيح بأفعال هؤلاء تحت عناوين " شبيبة التّلال" و " جباية الثّمن" والتّنظيمات السّرّيّة والعلنيّة الأخرى الّتي لا تخفي أقوالها وأفعالها، بل تجد من يدافع عنها علانيةً، فهم يقومون بشكل دوري بحرق المساجد وخط عبارات عنصريّة مسيئة للعرب والمسلمين، ويقطعون الأشجار ويحرقون البساتين والبيوت والسّيّارات ويقومون بعمليّات قتل طالت عدداً من الأبرياء اللذين ليس لهم ذنب إلّا لكونهم فلسطينين وقادهم القدر ليلتقوا مع عصابة من هؤلاء، والملاحظ أنّ أفعال هؤلاء لا ترتبط بوجود عمل مقاوم ضدّ الاحتلال، بل كلّما قلّ العمل المقاوم زادت هجمتهم العنصريّة على الفلسطينيين، كما يجري هذه الأيّام.{nl}هذا يقودنا إلى التّفكير في كنه التّسمية للصّهيوني، فهل هناك صهيوني قبيح وآخر جميل؟ وكيف نستطيع تقييم وتقدير درجة القبح عنده؟ وهل يرتبط تقييمنا بمحدّدات عنصريّة أو عرقيّة أو دينيّة أو فكريّة؟.{nl}إنّ كون الفكرة الصّهيونيّة فكرة عنصريّة تنظر للآخر نظرة استعلاء، ويقودها هذا الاستعلاء إلى ممارسات عنصرية تهضم وتنفي وجود و حقوق الآخرين، وتعمل على نفيهم في الواقع كما نفتهم الفكرة، فهذا هو قمّة القبح، ولذلك يجلب الفعل العنصري - المبني على فكر عنصري - استعداء الفئات المتضرّرة منه، وهذا أمر طبيعي غير مدان. فالقبح مرتبط بأفكار وممارسات النّاس ولا علاقة له بجنسهم أو دينهم، فمن حق النّاس – جماعات وأفراد- أن يعتقدوا بأنّهم أفضل من غيرهم، ولكن أن يتم نقل هذا التّفكير إلى ممارسات عنصريّة تنفي وتستهدف وتظلم وتقهر وتقتل الآخرين، فهذا قبح ما بعده قبح، ولا يرضى عنه دين ولا أخلاق ولا قوانين إنسانيّة.{nl}لقاءات استكشافية أم مفاوضات عبثية؟{nl}المركز الفلسطيني للإعلام،،،، طلال عوكل{nl}بعد انقطاع دام لنحو خمسة عشر شهراً، يعود الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي إلى طاولة المفاوضات المباشرة، تحت إشراف الأردن، والرباعية الدولية، وبدون أن تستجيب الحكومة الإسرائيلية للموقف الفلسطيني الذي ظل يتمسك بضرورة وقف الاستيطان، واعتراف "إسرائيل" بالمرجعيات الدولية، وحدود الرابع من حزيران للدولة الفلسطينية.{nl}التصريحات التي تصدر عن الفريق الفلسطيني المفاوض، تنفي اعتبار ما يجري في العاصمة الأردنية على أنه عودة إلى المفاوضات المباشرة، وتصر على اعتبار اللقاءات مجرد محاولات استكشافية لا ترقى إلى مستوى التفاوض.{nl}عملياً، فإن اللقاءات تتداول أوراقاً، وردوداً، تتضمن رؤية كل طرف، للقضايا المحددة على جدول الأعمال، وهي قضيتا الأمن والحدود، فضلاً عن قضايا أخرى تقع تحت عنوان إجراءات بناء الثقة، وتتصل بوعود إسرائيلية ذات طبيعة إجرائية للإيحاء بمرونة كاذبة إزاء تحسين ظروف الفلسطينيين مثل قضايا الحواجز العسكرية، حركة الأفراد والبضائع، الإفراج عن أموال المقاصة الضريبية التي تحتجزها "إسرائيل" بين الحين والآخر، وربما تفكيك بعض الكرافانات الاستيطانية...{nl}وفي الحقيقة، فإن على القيادة الفلسطينية أن تعترف صراحةً بأن ما يجري، هو مفاوضات بكامل المواصفات، ربما تضطر لقبولها تحت ضغط شديد من تحت الطاولة ومن فوقها تمارسه الرباعية الدولية، وبعض الأطراف العربية، التي لا ترغب في إعلان فشلها في نجاح المفاوضات، ودفع العملية السلمية إلى الأمام، خاصةً في ضوء المتغيرات التي تتصل بالربيع العربي.{nl}على كل حال، ثمة استعجال لتحقيق العديد من هذه اللقاءات التفاوضية التي حددتها الرباعية الدولية، وتتمسك بها القيادة الفلسطينية والتي تنتهي في السادس والعشرين من يناير الجاري، للحكم على كيفية سير الأمور في المرحلة المقبلة. وإذا كانت الأطراف المعنية كلها تتكتم على ما يدور في الغرف المغلقة، فإن هذا التكتم يعكس مدى عمق الخلاف بين الطرفين المتفاوضين، فلو كانت هناك بعض النقاط أو التوقعات الإيجابية لأسرعت كل تلك الأطراف، للحديث عنها علنياً، ولو من باب إحياء الآمال تجاه عملية السلام.{nl}وثمة قضية أخرى يمكن إثارتها من باب نقد موقف القيادة الفلسطينية الذي أدى إلى الاستجابة لضغوط الرباعية الدولية، والأطراف العربية بالعودة إلى طاولة المفاوضات المباشرة، إذ كيف يمكن للمواطن الفلسطيني كما المراقب السياسي، أن يقبل اعتبار ما يجري مجرد لقاءات استكشافية؟{nl}بعد أكثر من ثمانية عشر عاماً من المفاوضات، ومن السياسات الإسرائيلية ذات الطبيعة العملية المعادية للسلام، وبعد كل ما صدر عن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، وآخرها الأكثر تطرفاً حكومة نتنياهو، هل ما يزال الفلسطينيون بحاجة إلى استكشاف مدى عداء "إسرائيل" للسلام وللحقوق الفلسطينية؟{nl}وهل ثمة ما يدعو لاستكشاف مواقف وسياسات الولايات المتحدة، ومدى استعدادها للضغط على حليفتها "إسرائيل"، لتسهيل التوصل إلى اتفاق سلام؟ على الأرجح فإن الفلسطينيين الذين أصابهم الإحباط واليأس من إمكانية تحقيق السلام مع الائتلاف الإسرائيلي اليميني المتطرف، إنما يحاولون نزع الذرائع.{nl}وفضح مسؤولية "إسرائيل" الحصرية عن فشل جهود السلام، فضلاً عن إظهار عجز الإدارة الأميركية وفشلها في أن تحقق اختراقاً إزاء ما اعتبرته إدارة الرئيس أوباما من أولوياتها منذ بداية عهده قبل ثلاث سنوات. وإذا كان الفلسطينيون قد أبدوا استعداداً عملياً للتعاطي بشكل إيجابي وعملي مع مطلب الرباعية الدولية، العودة إلى طاولة المفاوضات المباشرة في عمان، ضمن المهلة التي حددتها الرباعية.{nl}فإن "إسرائيل" تحاول إبداء مرونة كاذبة وعبر التصريحات المحملة بالوعود، لتجاوز تاريخ السادس والعشرين من يناير الجاري، دون أن تتمكن القيادة الفلسطينية من الوصول إلى النتيجة المحتومة والمعروفة سلفاً، وهي فشل الجهود الرامية لإحياء عملية السلام. لهذا ليس على المواطن والمراقب أن يستغرب مثلاً أن تبادر الحكومة الإسرائيلية لإعلان بعض الخطوات الإجرائية، التي تندرج تحت عنوان "بناء الثقة"، لكن بدون أن تبادر لتغيير جوهر مواقفها إزاء القضايا الرئيسية على جدول المفاوضات وهي الأمن والحدود.{nl}من لم يصدق ذلك فعليه أن يتابع ما يجري على أرض الضفة، وفي القدس وحولها، وما يجري في المناطق المحتلة منذ عام 1948، والتي تتصاعد فيها القوانين والممارسات العنصرية، متجاوزةً النقد الذي وجهه الاتحاد الأوروبي قبل نحو أسبوعين لطريقة تعامل "إسرائيل" مع مواطنيها من العرب.{nl}وإذا كان المثل الشعبي الشائع يقول "خذوا العبرة من أفواه المجانين"، فإن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان يبدي تشاؤماً إزاء مستقبل عملية السلام، ويقول إن على "إسرائيل" القيام بعمليات تهجير جماعي للفلسطينيين في الأراضي المحتلة منذ عام 1948، في حال نجاح التسوية، وفي إطار مبدأ تبادلية الأراضي.{nl}إن الواهمين فقط هم الذين يعتقدون أن بالإمكان خلال أسبوعين من اللقاءات المكثفة، يمكن أن تحقق اختراقاً، لم يتحقق خلال أكثر من ثمانية عشر عاماً من المفاوضات، التي شكلت غطاءً للمخططات الاستيطانية والتهويدية والعنصرية الإسرائيلية. والسؤال هنا، هو أنه إذا كانت "إسرائيل" تجري مفاوضات غير مباشرة قبلاً من خلال الرباعية الدولية، ومباشرة حالياً، بدون أن تتوقف عن تنفيذ مخططاتها الاستيطانية والتهويدية العنصرية ضد الفلسطينيين حيثما كانوا، فلماذا تتعطل المصالحة الفلسطينية تزامناً مع عودة المفاوضات؟{nl}لقد تصاعدت حدة التوتر وتبادل الاتهامات بين حركتي حماس وفتح خلال الأسابيع الأخيرة، رغم ما تحقق بينهما من إنجازات وما أعلنت عن تحقيقه لجنة الحريات، وبالرغم أيضاً من استمرار القيادات من كلتا الحركتين التي تؤكد التزامهما بالمصالحة الوطنية كأولوية.{nl}بعيداً عمن يتحمل مسؤولية عودة التوتر إلى العلاقات بين الحركتين، يبدو أن مسألة المصالحة لا تزال خاضعة لأمرين، الأول اختلاف الحسابات الفصائلية والسياسية، والثاني، استمرار التدخلات الخارجية في غير صالح استعادة الفلسطينيين لوحدتهم، الأمر الذي يعيدنا إلى السؤال الأول وهو هل تتوفر لدى القيادات السياسية إرادة وطنية قوية وكافية لتجاوز الحسابات الفئوية والتدخلات الخارجية؟ إن على من يرفض ذلك أن يثبت العكس وبالملموس وليس بالتصريحات فقط.{nl}كم كلفت جولة هنية ؟{nl}فلسطين الآن،،، د يوسف رزقة{nl}بعض من ساءتهم جولة رئيس الوزراء إسماعيل هنية والوفد المرافق له، لأن الجولة حققت أهدافها، وكشفت عن تقدير العواصم العربية والإسلامية للديمقراطية الفلسطينية التي أعطت هنية تمثيلاً شرعيًا للحكومة رغم قرار الإقالة. وكشفت عن تقدير آخر لحركة حماس بوصفها حركة تحرر وطني وحركة مقاومة هي في موقع الشراكة والقيادة في فلسطين المحتلة وفي الشتات الفلسطيني.{nl}بعض من ساءته الزيارة، وأرادوا أن يحتكروا تمثيل الشعب الفلسطيني في العواصم العربية والإسلامية والعالم، ولم يقنعوا بالسيطرة الكاملة على سفارات فلسطين، رغم النقص الخطير لدور هذه السفارات في القيام بالواجبات المناطة بها، أخذوا يشوشون على زيارات هنية والحكومة المنتخبة، وأخذوا يديرون معركة إشاعات وتضليل، فزعموا أن جولة هنية والوفد المرافق له قد أهدرت المال العام، وبالغوا في الأرقام، وفي التكاليف، وكأنهم ومَنْ يمثلون هم أهل الشفافية والنزاهة والزهد، (ولم يرجملهم عوج رقته)؟!{nl}لقد عجبت من جرأة هؤلاء على الله، وعلى الحقيقة، وممارسة الكذب على الرأي العام الفلسطيني والعربي، من خلال مواقع إلكترونية، وأسماء مستعارة، ولو طلبوا الحقيقة الموضوعية لوجدوها نقية صافية بلا رتوش أو دبلجة أو منتاج، لذا أجدني مضطرًا إلى القول إلى أصحاب الغيرة الحقيقية الصادقة، وإلى الرأي العام الفلسطيني، إن زيارة رئيس الوزراء هنية والمرافقين له لم تكلّف خزينة الحكومة بغزة غير مصاريف الجيب فقط كما يقولون، فقد تولى المضيف المصري تكاليف الزيارة والإقامة والحركة من معبر رفح وحتى السفر إلى الخرطوم، إضافة إلى رحلة العودة من القاهرة إلى معبر رفح.{nl}وأرسل رئيس الجمهورية السودانية عمر البشير طائرته الخاصة لنقل رئيس الوزراء والوفد من القاهرة إلى الخرطوم، وتحملت الحكومة السودانية نفقات الإقامة والحركة، وعند السفر إلى تركيا تحملت رئاسة الجمهورية السودانية تذاكر السفر من الخرطوم إلى اسطنبول رغم ظروف السودان الصعبة، حتى قال فيهم رئيس الوزراء (يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة).{nl}وصلت الرحلة اسطنبول، فوجدنا رجلاً شجاعًا وفيًا كريمًا، وتحمّلت الحكومة التركية تكاليف الإقامة والحركة والسفر، ودفعت تكاليف تذاكر الطيران إلى تونس الشقيقة. والأمر تكرر في تونس الثورة، تونس القانون والسيادة، والكرم المغربي الإسلامي الأصيل، وأقلّت الوفد طائرة تونسية إلى القاهرة في رحلة العودة على نفقة الحكومة التونسية.{nl}هذه هي تكاليف الرحلة المالية، القليل من مصاريف الجيب كما يقولون، فهل لهؤلاء المرجفين من ضمائر أو عقول يتدبرون فيها الأمور ليحجزوا لهم مكانًا ما في مجتمع فلسطيني تكفيه المعاناة والآلام التي يصنعها له الاحتلال.{nl}رحلة رئيس الوزراء رحلة عمل حافظت على الثوابت، وحافظت على المال، وحققت مكاسب عديدة لا لحماس، بل لفلسطين الوطن والشعب، القدس والضفة وغزة والشتات الفلسطيني واستنهضت الأمة والشعوب لتأييد الحقوق الفلسطينية.{nl}إن من تحدّثوا عن المال وعن التكاليف، هم تحدثوا من زاوية ضيقة، لتضليل الرأي العام أولاً، وتحدثوا من منطق كاره لحماس ثانيًا، وربما أرادوا التغطية على الفضيحة المالية التي فجّرها نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، الذي قال إن السلطة الفلسطينية في رام الله قد أخذت الأموال المجمدة في الجامعة لصالح غزة والتي تبلغ (32.5 مليون دولار)، دون اتفاق مع غزة أو مع حركة حماس. الأمر الذي أدهش رئيس الوزراء وأحزن غزة، رغم أن المال مسجل في البنوك بأسماء شخصيات من غزة.{nl}إن من شوشوا على الرحلة بمزاعم مالية فاسدة عليهم مراجعة أنفسهم، والنظر في انحرافات من يُمثّلون ماليًا، فالشعب الفلسطيني الذي ألهم الثورات تجاوز حالة الوعي الراشد، وبات على مشارف ثورة حقيقية شاملة وكاملة، وأول ضحاياهم المفسدون.{nl}اقرعوا الطناجر.. ولكن برفق{nl}فلسطين أون لاين،،، د.عصام شاور{nl}تظهر التقارير ومن بينها ما نشره مركز الإحصاء الفلسطيني الغلاء الفاحش الذي اجتاح أراضي السلطة الفلسطينية، حيث تميز عام 2011 بغلاء معيشي لا سابق له، والمواطن الفلسطيني ليس بحاجة إلى مثل تلك التقارير، فجيوبه الخاوية وأمعاؤه الفارغة وعيون أطفاله التي أرهقها الجوع والعوز تكفيه عناء مطالعة التقارير وملاحقة الارتفاعات المستمرة في الأسعار.{nl}جمعيات حماية المستهلك في بعض مدن الضفة بدأت تدق ناقوس الخطر بمطالبة السلطة بوضع حد لمعاناة المواطنين الذين لم يعد بإمكانهم تحمل الضائقة الاقتصادية التي عصفت بهم فجلعت "ثلاجاتهم" خاوية على عروشها،ولم تمتلئ سوى " دفاتر الديون" حتى أصبح المواطن مطاردًا من البقال والجزار وغيرهم من الدائنين، فضلا عن الإجراءات التي يمكن أن تتخذها البنوك ضد العاجزين عن سداد قروضهم، ولا أظن أن الأحوال في غزة أفضل منها في الضفة، فالكل في الهم شرك.{nl}في أجواء الفقر هذه هناك من يوحي للمواطن بالاستعداد لـ (شد الأحزمة على البطون) حتى تحقيق الجاهزية الوطنية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والمكتفية ذاتيا، كلام جميل ولكن أليس من طريقة أخرى نكون فيها جاهزين وطنيا ونحن في تمام الصحة والعافية؟وهل جاهزيتنا الوطنية لا تكون إلا بمشاركة الغلابة والمعدمين؟.{nl}ربما يظن البعض بأننا نبالغ في الحديث عن الحالة الاقتصادية السيئة ولكن هل هناك قضية اجتماعية تسبقها في الأولوية؟ربما تكون الوحدة الوطنية هي الأهم والتي من خلالها يمكن الانطلاق نحو تصحيح كل الأوضاع غير السوية، ولهذا فأنا مع دعوة الشباب إلى مسيرات " قرع الطناجر" التي ستنطلق _إن كتب لها النجاح_ في بداية شباط في الضفة وغزة للمطالبة بالتعجيل في تطبيق بنود المصالحة، وهي فرصة كذلك للتعبير عن الأوضاع الاقتصادية المتدهورة والتي ترمز لها " الطناجر الفارغة"،وحتى تنجح تلك المسيرات يجب أن لا يسبقها استغلال إعلامي لحرفها عن أهدافها، أو تسييسها لصالح جهة ضد أخرى فتتعرض للمنع أو الإجهاض أو لأي شكل من أشكال قمع الحريات فتنقلب النتائج المرجوة منها، فتتأخر المصالحة ويتأجل خروجنا من الأزمات السياسية والاقتصادية التي نعاني منها،وأخيرا فإنني أقول للشباب المتحمس المتفائل: اقرعوا طناجركم برفق حتى لا تتلف وتصبحوا على ما فعلتم نادمين، أو تزعجوا من كانوا في مناصبهم نائمين.{nl}جولة ناجحة بلا تكاليف مالية{nl}فلسطين أون لاين ،،، د. يوسف رزقة{nl}بعض من ساءتهم جولة رئيس الوزراء إسماعيل هنية والوفد المرافق له، لأن الجولة حققت أهدافها، وكشفت عن تقدير العواصم العربية والإسلامية للديمقراطية الفلسطينية التي أعطت هنية تمثيلاً شرعيًا للحكومة رغم قرار الإقالة. وكشفت عن تقدير آخر لحركة حماس بوصفها حركة تحرر وطني وحركة مقاومة هي في موقع الشراكة والقيادة في فلسطين المحتلة وفي الشتات الفلسطيني.{nl}بعض من ساءته الزيارة، وأرادوا أن يحتكروا تمثيل الشعب الفلسطيني في العواصم العربية والإسلامية والعالم، ولم يقنعوا بالسيطرة الكاملة على سفارات فلسطين، رغم النقص الخطير لدور هذه السفارات في القيام بالواجبات المناطة بها، أخذوا يشوشون على زيارات هنية والحكومة المنتخبة، وأخذوا يديرون معركة إشاعات وتضليل، فزعموا أن جولة هنية والوفد المرافق له قد أهدرت المال العام، وبالغوا في الأرقام، وفي التكاليف، وكأنهم ومَنْ يمثلون هم أهل الشفافية والنزاهة والزهد، (ولم يرجملهم عوج رقته)؟!{nl}لقد عجبت من جرأة هؤلاء على الله، وعلى الحقيقة، وممارسة الكذب على الرأي العام الفلسطيني والعربي، من خلال مواقع إلكترونية، وأسماء مستعارة، ولو طلبوا الحقيقة الموضوعية لوجدوها نقية صافية بلا رتوش أو دبلجة أو منتاج، لذا أجدني مضطرًا إلى القول إلى أصحاب الغيرة الحقيقية الصادقة، وإلى الرأي العام الفلسطيني، إن زيارة رئيس الوزراء هنية والمرافقين له لم تكلّف خزينة الحكومة بغزة غير مصاريف الجيب فقط كما يقولون، فقد تولى المضيف المصري تكاليف الزيارة والإقامة والحركة من معبر رفح وحتى السفر إلى الخرطوم، إضافة إلى رحلة العودة من القاهرة إلى معبر رفح.{nl}وأرسل رئيس الجمهورية السودانية عمر البشير طائرته الخاصة لنقل رئيس الوزراء والوفد من القاهرة إلى الخرطوم، وتحملت الحكومة السودانية نفقات الإقامة والحركة، وعند السفر إلى تركيا تحملت رئاسة الجمهورية السودانية تذاكر السفر من الخرطوم إلى اسطنبول رغم ظروف السودان الصعبة، حتى قال فيهم رئيس الوزراء (يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة).{nl}وصلت الرحلة اسطنبول، فوجدنا رجلاً شجاعًا وفيًا كريمًا، وتحمّلت الحكومة التركية تكاليف الإقامة والحركة والسفر، ودفعت تكاليف تذاكر الطيران إلى تونس الشقيقة. والأمر تكرر في تونس الثورة، تونس القانون والسيادة، والكرم المغربي الإسلامي الأصيل، وأقلّت الوفد طائرة تونسية إلى القاهرة في رحلة العودة على نفقة الحكومة التونسية.{nl}هذه هي تكاليف الرحلة المالية، القليل من مصاريف الجيب كما يقولون، فهل لهؤلاء المرجفين من ضمائر أو عقول يتدبرون فيها الأمور ليحجزوا لهم مكانًا ما في مجتمع فلسطيني تكفيه المعاناة والآلام التي يصنعها له الاحتلال.{nl}رحلة رئيس الوزراء رحلة عمل حافظت على الثوابت، وحافظت على المال، وحققت مكاسب عديدة لا لحماس، بل لفلسطين الوطن والشعب، القدس والضفة وغزة والشتات الفلسطيني واستنهضت الأمة والشعوب لتأييد الحقوق الفلسطينية.{nl}إن من تحدّثوا عن المال وعن التكاليف، هم تحدثوا من زاوية ضيقة، لتضليل الرأي العام أولاً، وتحدثوا من منطق كاره لحماس ثانيًا، وربما أرادوا التغطية على الفضيحة المالية التي فجّرها نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، الذي قال إن السلطة الفلسطينية في رام الله قد أخذت الأموال المجمدة في الجامعة لصالح غزة والتي تبلغ (32.5 مليون دولار)، دون اتفاق مع غزة أو مع حركة حماس. الأمر الذي أدهش رئيس الوزراء وأحزن غزة، رغم أن المال مسجل في البنوك بأسماء شخصيات من غزة.{nl}إن من شوشوا على الرحلة بمزاعم مالية فاسدة عليهم مراجعة أنفسهم، والنظر في انحرافات من يُمثّلون ماليًا، فالشعب الفلسطيني الذي ألهم الثورات تجاوز حالة الوعي الراشد، وبات على مشارف ثورة حقيقية شاملة وكاملة، وأول ضحاياهم المفسدون.{nl}"دعوا الرباعية تموت"{nl}فلسطين أون لاين ،،، نقولا ناصر{nl}يدرك الرئيس محمود عباس أن المفاوضات كـ"مهنة" وكـ"طريقة حياة" قد أغلقت أبوابها الأميركية والإسرائيلية إلى غير رجعة في وجوه مفاوضيه العاطلين عن العمل، الذين ينتظرون قرارا بإحالتهم إلى التقاعد بعد أن ظلوا حتى الآن مستثنين من قرارات التقاعد، التي شملت الآلاف من مناضلي "الثورة الفلسطينية" ممن حولتهم المفاوضات إلى موظفي "بطالة مقنعة" في سلطة الحكم الذاتي التي انبثقت عنها، لا وظيفة لهم غير أن يكونوا مسمارا فلسطينيا في شبكة أمن دولة الاحتلال مقابل رواتبهم التي يدفعها الممولون الأجانب والعرب "بالقطارة"، فقط من أجل أن تستمر عملية التفاوض ورقة توت تغطي العملية الفعلية الجارية على الأرض لتحويل الاحتلال العسكري المفترض أن يكون مؤقتا إلى استعمار استيطاني دائم.{nl}ويعرف عباس قبل غيره أن ما وصف بـ"المحادثات الاستكشافية" التي بدأت في الثالث من الشهر الجاري في إطار ما وصف بـ"المبادرة الأردنية"، والتي يتوسط فيها المضيف الأردني برعاية اللجنة الرباعية الدولية بين مفاوضي منظمة التحرير الفلسطينية ودولة الاحتلال الإسرائيلي، لا تعدو كونها عبثا في الوقت الفلسطيني الضائع، يخدم كل الأطراف المعنية بهذه المحادثات باستثناء الطرف الفلسطيني.{nl}وهو يعرف كذلك أن المفاوضات قد انهارت في قمة كامب ديفيد الفلسطينية الإسرائيلية الأميركية عام ألفين، التي قاد انهيارها إلى "إزالة" الراحل ياسر عرفات كرمز كان يحمل البندقية بيد و"غصن زيتون" باليد الأخرى، لتقود "إزالته" إلى "تغيير النظام" السياسي الفلسطيني بنظام آخر شعاره غصن زيتون جف عوده ففقد خضرته بعد أن فصل عن شجرة الثورة المباركة التي كان يتغذى منها.{nl}ويدرك عباس قبل غيره أن كل الاتصالات والمباحثات والمحادثات التي جرت منذ عام ألفين لم تكن مفاوضات، بل مجرد حلقات مفرغة متتالية من محاولات "التفاهم" على مرجعيات لاستئناف عملية التفاوض، توجت بمؤتمر أنابوليس عام 2007 ثم جددت في أيلول / سبتمبر عام 2010 بقمة واشنطن التي شارك فيها عباس نفسه مع رئيس وزراء دولة الاحتلال الحالي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره المصري الرئيس المخلوع حسني مبارك إضافة إلى العاهل الأردني عبد الله الثاني راعي "المبادرة الأردنية" الجديدة، للبحث في وسائل استئناف التفاوض على استئناف المفاوضات التي فشلت في ظروف دولية وإقليمية وفلسطينية كانت مواتية لا يمكن أن تتكرر.{nl}ولا يتوقع عباس ولا غيره من المشاركين علنا أو من وراء الكواليس في "المبادرة الأردنية" أن تنجح هذه المبادرة في ما فشل فيه مؤتمر أنابوليس وبعده قمة واشنطن، خصوصا في إطار مستجدات دولية وإقليمية وفلسطينية تدفع في الاتجاه الآخر، بالرغم من رعاية اللجنة الرباعية الدولية لها، بل على الأرجح أن تفشل هذه المبادرة بدورها بسبب رعاية "الرباعية" لها على وجه التحديد، وكانت هي أيضا الراعية لقمتي أنابوليس وواشنطن، كون هذه الرباعية منذ إنشائها عام 2002 قد فشلت في تحقيق كل الأهداف التي أعلنتها لنفسها، ولم تف بأي من وعودها للشعب الفلسطيني، ولم تحترم أيا من المواعيد التي حددتها لنفسها، فكانت عنوانا للفشل الذريع في حد ذاتها.{nl}ونجحت الرباعية فقط في تحقيق الأهداف غير المعلنة لإنشائها، وأولها تبني الأجندة الإسرائيلية كجدول أعمال ومرجعية لها، ومن هنا ما أصبح يعرف بـ"شروط الرباعية" لصنع السلام، وثانيها تغيير النظام السياسي الفلسطيني بما يتفق مع هذه الشروط، وثالثها مبادلة رعايتها لما سمي "عملية السلام" باستمرار الانقسام الفلسطيني ومنع الوحدة الوطنية بما يتفق مع ثوابت الشعب الفلسطيني، ورابعها احتواء الفشل النهائي للمفاوضات على حل عادل للصراع بإدارة للصراع تمنح الاحتلال وقتا ثمينا يحتاجه لخلق المزيد من الحقائق على الأرض التي تجعل إنهاء الاحتلال بالتفاوض أمرا مستحيلا من الناحية الواقعية، وخامسها نسج شبكة دبلوماسية وسياسية وأمنية واقتصادية محكمة تحاصر وتطارد أي مقاومة وطنية لاستمرار الوضع الراهن الذي تبدو الرباعية حريصة على إطالة أمده إلى أجل غير مسمى، مما يلخص مهمة الرباعية في وظيفة أمنية أحادية الجانب لا تقتصر على حماية أمن دولة الاحتلال بل تشمل أيضا حماية أمن الاحتلال ذاته، ومما يسحب هذه الوظيفة الأمنية على كل النشاطات التي ترعاها، بغض النظر عن العناوين الدولية أو العربية التي تجري هذه النشاطات باسمها.{nl}إن "الرباعية" التي فشلت لأنها كانت غير محايدة عندما اعتمدت أجندة دولة الاحتلال مرجعية لصنع السلام قد نصبت نفسها بديلا للمجتمع الدولي فأحبطت محاولة مفاوض منظمة التحرير في أيلول / سبتمبر نقل الملف الفلسطيني إلى الأمم المتحدة التي تعتمد القرارات الأممية والقانون الدولي مرجعية لها. وكان مبعوث الرباعية ومنسق الأمم المتحدة السابق، ألفارو دى سوتو، قد عايش انحياز الرباعية ليؤكد في تقرير نهاية مهمته أن "سياسة الرباعية قد فشلت لأنها تدعم من جانب واحد المصالح الأميركية والإسرائيلية. فهي تنسف أي عملية سلام شرعية وأي أمل في دولة فلسطينية مستقلة". وقد حث دى سوتو الأمين العام للأمم المتحدة على الانسحاب من الرباعية قائلا إن التاريخ سوف يحمله المسؤولية عن إبقائه الأمم المتحدة عضوا فيها، وإن لم يشبه دور عضويتها في الرباعية بدور شاهد الزور.{nl}ومن المقرر أن يزور الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي – مون، رام الله نهاية الشهر الحالي أو أوائل شباط / فبراير المقبل، وليس من المتوقع طبعا أن تكون قد أصابته صحوة عقل أو ضمير نبهته بأن مرجعيات الرباعية "الإسرائيلية" تتناقض مع مرجعيات "الشرعية الدولية" التي يمثلها، وبالتالي فإنه ينوي إبلاغ القيادة الفلسطينية بأنه قرر سحب الأمم المتحدة من عضوية الرباعية وإنهاء دور شاهد الزور الذي تلعبه فيها، بل إنه على الأرجح يزور رام الله كي "يشجع الأطراف على البناء" على محادثات عمان و"الاستمرار في تأسيس قوة دفع إلى الأمام نحو سلام دائم"، كما جاء في بيان صادر عن مكتبه، برعاية الرباعية طبعا، وليحث الرئاسة الفلسطينية على التراجع عن إعلانها السادس والعشرين من الشهر الجاري موعدا نهائيا لاستجابة دولة الاحتلال "لاستحقاقات استئناف" المفاوضات، وهذا هو تاريخ نهاية الشهور الثلاثة التي حددتها الرباعية لتوصل المتفاوضين إلى تفاهم على استئناف المفاوضات بين المنظمة وبين دولة الاحتلال.{nl}إن من يقرأ تصريحات عباس عن "الإجراءات التي قد تكون قاسية" إذا لم يحدث انفراج قبل السادس والعشرين من هذا الشهر، وتصريحات عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة تيسير خالد بأن الرباعية قد فشلت وأن المنظمة "لا تعتمد" على أي جهد قد تفعله، وتصريحات عضو اللجنة د. حنان عشراوي عن الأميركيين الذين تركوا "قضية صنع السلام" لانشغالهم في الانتخابات للرباعية كي "تدير الصراع بدلا من حله"، وغير ذلك من التصريحات المشابهة لقيادة "عملية السلام" في المنظمة، يتوقع أن يكون الاستمرار أو عدم الاستمرار في التعاون مع الرباعية على رأس جدول أعمال الاجتماع الموسع المقرر لقيادة المنظمة بعد عودة عباس من زياراته للندن وبرلين وموسكو وغيرها، لكن الأرجح أن يبحث المجتمعون في أفضل السبل للتفاهم مع بان كي – مون وللانسجام مع تجربة عقدين من الزمن أمضوها في التعامل مع التفاوض كمهنة وطريقة حياة.{nl}في مقال سابق له بعنوان "دعوا الرباعية تموت"، وصف كاتب العمود الحالي في صحيفة الديلي ستار اللبنانية، وسابقا في الجوردان تايمز الأردنية، رامي ج. خوري، الرباعية بأنها "مؤسسة غير أمينة" عملت كـ"ورقة تين لإخفاء السيطرة الأميركية" عليها من أجل خدمة المصالح الإسرائيلية وتعمل "دون أسنان" و"ضد، وليس لصالح، الحقوق الفلسطينية، وقد تميزت بفشلها" ووصف مبعوثها الخاص الحالي، توني بلير، بأنه "الفائز بالميدالية الذهبية للأولمبياد الدبلوماسي في النصب السياسي"، قبل أن يخلص إلى حث الرباعية على "أن تعلن فشلها" و"تنسحب على الفور" و"تنهي تمثيليتها التحزيرية وتمنع المزيد من الأضرار التي أوقعتها حتى الآن". ولا بد أن خوري مصاب بالإحباط وهو يرى الاستجابات الفلسطينية والعربية المتتالية لنفخ الروح في رباعية لا تستحق قراءة الفاتحة على روحها.<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/01-2012/حماس-11.doc)