المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أقلام وآراء عربي 153



Aburas
2012-07-10, 09:45 AM
احتجاجات في السعودية {nl}رأي القدس العربي{nl}كيف وصل البولونيون لطائر عرفات الفينيقي؟ {nl}بقلم: مجدي عبد الوهاب عن القدس العربي{nl}لماذا حصدت الجماعة أصوات الفقراء؟{nl}بقلم: د. مصطفى الفقى عن الأهرام{nl}هل نكرر خطأ السنهوري؟{nl}بقلم:علاء الأسواني عن المصري اليوم{nl}اغتيال الرئيس مرسى{nl}بقلم:فهمي هويدي عن الشروق المصرية{nl}درس* ‬من* ‬أوباما{nl}بقلم: الكاتب عبد الناصر عن الشروق الجزائرية{nl}مسكينة أنت يا مساجد القيروان {nl}بقلم: أبو تسنيم القيرواني عن الشروق التونسية{nl}عبد الله نهاري وأنياب ما بعد الحداثة {nl}بقلم:بالخصومي هشام عن أخبارنا المغربية{nl}من الوادي الأحمر إلى سيرين .. {nl}بقلم:عبدالنبي أبوالقاسم عمر عن الوطن الليبية{nl}تساؤل مشروع حول التزامات مصر الخارجية{nl}بقلم:فهمي هويدي عن السفير {nl}"كونفيديرالية فلسطينية"... تحت الاحتلال!{nl}بقلم: معتصم حمادة عن النهار اللبنانية{nl}الكوميديا الرَّملية!! {nl}بقلم: خيري منصور عن الدستور{nl}هاني الحسن «صقر فتح» الذي ترجل 1/2 {nl}بقلم:عادل أبو هاشم عن السبيل اللبنانية{nl}ديمقراطيون تفضحهم الديمقراطية {nl}بقلم:بسام ناصر عن السبيل الأردنية{nl}مقالات الغرايبة .. الحزب أولا {nl}بقلم:عمر كلاب عن شيحان الأردنية{nl}إجابات أنان والأسئلة الملحقة..!!{nl}بقلم: رئيس التحرير علي قاسم عن الثورة السورية{nl}الكويــت إلى أيــن.....؟{nl}بقلم:حسن على كرم عن الصباح العراقية{nl}هل عاد مقتدى إلى حظيرته... كيف ولماذا؟ القسم الثاني {nl}بقلم: الدكتور عبدالإله الراوي عن العراق للجميع{nl}هادي وباسندوة وياسين.. هل يضربون عن العمل؟{nl}بقلم: عارف الدوش عن يمن برس{nl}صينية وصحون في الفضاء{nl}بقلم: سالم الناشي عن القبس الكويتية{nl}عرفات.. أسطورة الحضور والغياب{nl}بقلم: مريم سالم عن البيان الإماراتية{nl}الطائفية: جاهلية العصر{nl}بقلم:أنس زاهد عن المدينة السعودية{nl}ليبيا.. والعبور نحو الديموقراطية..{nl}كلمة الرياض بقلم:يوسف الكويليت عن الرياض{nl}نايف وسلمان وأحمد{nl}بقلم:محمد بن أحمد السليمان عن الرياض{nl}احتجاجات في السعودية{nl}رأي القدس العربي{nl}ظلت المملكة العربية السعودية بمثابة واحة استقرار وسط محيط عربي واسلامي هائج لاكثر من ستين عاما، مع استثناءات محدودة مثل حركة جهيمان العتيبي التي احتلت الحرم المكي الشريف بضعة ايام في عام 1979، او هجمات تنظيم 'القاعدة' في مرحلة التسعينات واوائل القرن الحادي والعشرين.{nl}الاسرة الحاكمة في السعودية ظلت تذكر شعبها بالنعمة التي يعيشها في ظل حالة الاستقرار هذه في وقت تشهد دول الجوار، وخاصة مصر وسورية والعراق واليمن حالة من التوترات والحروب واحداث العنف، وعليهم في المقابل ان يثقوا بها ويلتفوا حولها، ويتجاوزوا بعض اخطائها للحفاظ على هذه النعمة.{nl}كلام المسؤولين السعوديين ينطوي على الكثير من الصحة، ولكن ما هو صحيح ايضا انهم، اي المسؤولين السعوديين، كانوا احد اسباب عدم الاستقرار في بعض الدول المجاورة من خلال انحيازهم لهذا الطرف او ذاك في صدامات او حروب داخلية، مثل حرب الانفصال في اليمن عام 1994، والحرب الاهلية الدائرة حاليا في سورية، حيث اعلن الامير سعود الفيصل وزير الخارجية عزم المملكة على تسليح المعارضة السورية للتسريع باسقاط النظام.{nl}بالامس اعلنت السلطات السعودية عن مقتل اثنين من المحتجين على اعتقال الشيخ نمر النمر بعد اصابته في فخذه، في منطقة القطيف حيث تتركز الاقلية الشيعية في المملكة.{nl}متحدث باسم الحكومة السعودية وصف الشيخ النمر بانه من مثيري الفتنة، ووصف انصاره الذين تظاهروا احتجاجا على اعتقاله بانهم من مؤيدي ايران، ونزلوا الى الشوارع بتحريض منها.{nl}الشيخ النمر اشتهر بانتقاداته للاسرة الحاكمة وفسادها، والمطالبة بمساواة انصاره من ابناء الطائفة الشيعية باشقائهم المواطنين الآخرين في الوظائف والمراكز العليا في الدولة، وكذلك تهجمه على ولي العهد الراحل الامير نايف بن عبد العزيز الذي تعامل بيد من حديد مع مظاهرات الاقلية الشيعية.{nl}من الواضح ان السلطات السعودية، مثل كل الحكومات العربية الاخرى، لن تتهاون مع موجة الاحتجاجات هذه، وستعمل على سحقها بالقوة، بدليل ان قوات الامن لم تتردد في استخدام الرصاص الحي في التصدي للمتظاهرين في القطيف مما ادى الى مقتل اثنين واصابة عدة متظاهرين آخرين قيل ان اصابة بعضهم خطيرة.{nl}ولعل اطلاق النار على الشيخ النمر اثناء عملية اعتقاله وهو الذي لم يكن مسلحا حسب تصريحات شقيقه لمحطة 'بي. بي. سي' يؤكد ان هذا هو الاسلوب الذي سيكون سائدا في الايام المقبلة للحيلولة دون اتساع دائرة الاحتجاجات.{nl}كيف وصل البولونيون لطائر عرفات الفينيقي؟{nl}بقلم: مجدي عبد الوهاب عن القدس العربي مقال ساخر وناقد..{nl}عذرا عزيزي القارىء، أنا لا أكتب هنا قصة، أو انتظر فلعلها فعلا قصة! ولكني لا أدري أهي قصة قصيرة ام طويلة أم لعلها رواية، ولكنها بالتأكيد مأساوية كعادة قصص الشعب الفلسطيني، والمقصود بالعنوان وهو بطل من ابطال حكايتنا، حكاية السلطة، هو توفيق الطيراوي، الذي تقلد أو عله لا زال يتقلد العديد من المناصب في سلطتنا، من بينها المسؤولية عن ملف التحقيق في اغتيال ياسر عرفات، والذي سمعته يعلق على قضية اغتيال ياسر عرفات مسموما بمادة البولنيوم، حيث أطل علينا بوسائل الاعلام قائلا بان علينا أن نفحص كيف تم نقل هذه المادة، هل تم نقلها مثلا بكاميرا أو عبر صحافي أو بطيارة.{nl}وهذا من جملة ما قاله، وأنا هنا كفلسطيني مغرم بقصص الخيال أخذت أنسج قصة لاغتيال ياسر عرفات، قصة تحلق فيها طائرة في السماء على ارتفاع آلاف الاقدام في مجال جوي لا هو المجال الجوي الامريكي ولا الروسي ولا الاسرائيلي، وهذا طبعا من أجل التمويه، وأخذني الخيال الى مجال جوي محايد، ومن هناك اطلقت الطائرة اشعة البولونيوم باتجاه ياسر عرفات لتخترق جسده وتسممه، وأنا لا أزال غارقا في الخيال.{nl}رأيت ان هذه الطائرة تعود مرارا وتكرارا مطلقة الاشعة تلك لضمان قتله، فالتكنولوجيا متطورة ومتقدمة ولا حاجة لنقل المادة مباشرة الى الجسم، فالعلم يضمن نقلها من طائرة محلقة على ارتفاعات شاهقة، الى هدفها الذي تحدده الطائرة من خلال رصد اشعة أخرى كانت تبثها قبعة أو عذرا 'طاقية' ياسر عرفات، ليتحدد الهدف بدقة دون أخطاء، ولكني رغم اني غارق في الخيالات أفقت على حلقة ناقصة في هذه القصة، التي بالغت فيها في الخيال، من يا ترى ذلك الشخص الذي زرع جهاز بث الاشعة في طاقية ياسر عرفات؟ والعلم طبعا يقدم الجواب وسلطتنا لا ينقصها علم، فكل كوادرها من حملة الشهادات، فسارعت وأصدرت بيانا بأن الطائرة المجرمة كانت بلا طيار ومزودة بنظام متطور قادر على تحديد الاهداف بطريقة متطورة تعتمد على علم الجينات، ولا داعي للاسهاب في ذلك، فالامر يحتاج الى محاضرات لشرحه والمجال لا يتسع في قصتنا لشرحه، وباختصار استطاعت الطائرة تحديد عرفات جينيا، ولكني مجددا أفقت وسألت: من الذي أرسل جينات ياسر عرفات الى من أرسل الطائرة؟ والجواب كان حاضرا، ان الطائرة ذاتها مزودة ايضا بنظام آخر حديث يعمل بطريقة الجزيئات التي اكتشفها العلماء حديثا والتي ستقدم تفسيرا لكيفية خلق الكون، فاذن من قام بالاغتيال في النهاية قوة خارقة تركب طيارة بلا طيار قادرة على تحديد الاهداف جينيا، فمن هو صاحب هذه القوة؟ انه قابض الارواح، فكيف نسأل اذن من اغتال ياسر عرفات؟! يا له من خيال، عذرا غباء! {nl}لماذا حصدت الجماعة أصوات الفقراء؟{nl}بقلم: د. مصطفى الفقى عن الأهرام{nl}ارتبطت في مطلع حياتي الأكاديمية بالتفسير الماركسي للتاريخ وآمنت وقتها أن حركة التطور مرتبطة بصراع الطبقات ثم طويت تلك الصفحة بعد سنوات نتيجة إخفاق المشروع الناصري في ظل التغيرات الضخمة التي جرت دوليا وإقليميا والتي كان من نتائجها ضرب الاتجاه القومي التقدمي وسيطرة المشروع الامبريالي الصهيوني بشكل غير مسبوق.{nl}وها أنا ذا اليوم أعاود القراءة في ملفاتي القديمة وأحاول تطبيق بعض أفكارها علي الانتخابات الرئاسية الأخيرة لأجازف قائلا إن جزءا كبيرا منها هو تعبير عن صراع طبقي مكتوم داخل المجتمع المصري حاليا, فمصر التي تشهد صراع الأجيال وصدام الأفكار تبدو فيها أيضا حالة من الانقسام الطبقي الذي لايمكن تجاهله, وأنا أظن أن جماعة الإخوان المسلمين قد لعبت بذكاء علي هذا الوتر وداعبت مشاعر الفقراء في مصر وما أكثرهم في بلد يقع 40% من سكانه تحت حزام الفقر, لقد أدرك الإخوان أن الفقر قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أي لحظة لذلك اتجهوا إليهم في محاولة مؤقتة لإرضاء حاجاتهم اليومية ومطالبهم السلعية والخدمية, فالجائع ليس لديه حرية الاختيار ولا يملك ترف المفاضلة لأنه يمضي وراء نداء حاجاته المباشرة فإذا جاءت تلبية هذه الحاجات تحت مظلة الدين الذي يتجذر في قلوب المصريين منذ فجر التاريخ يوم ولد التوحيد مصريا ـ والدنيا تعيش في ظلام وثني بدائي فلا عجب أن تسري مثل هذه الدعوة الناعمة التي تصادف هوي في قلب الشعب المصري وتتسلل إلي أعماقه فتنطلق بالتالي نحو غايات غير قابلة للانتقاد بل هي أيضا عصية علي الرفض, وليسمح لي القارئ أن أبسط ما أجملته في النقاط التالية:{nl}أولا: إن استقراء نتائج الانتخابات الأخيرة في رصدها النهائي توضح أن محافظات الصعيد الفقيرة كانت داعما قويا للرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي وحزبه وجماعته, فالفقراء لا تعنيهم الدولة المدنية ربما ولا الدستور أيضا إنما يعنيهم من يتحدث لغتهم ويغازل مشاعرهم الدينية ويعيش مشكلاتهم الحياتية, فحركة الإخوان المسلمين التي تبلغ من العمر قرابة خمسة وثمانين عاما كانت ولا تزال ذات انتشار واسع في الكفور والنجوع والقري والمراكز والمحافظات ولديها شبكة اتصالات قوية لا يملكها مرشح علي الجانب الآخر لأنه لا يملك العقيدة السهلة التي تصل إلي وجدان المصري البسيط ولا الفكرة الواضحة التي تستقر في عقل الشارع وضميره.{nl}ثانيا: لست أزعم أنه لم يكن هناك أغنياء صوتوا للجماعة والحزب والرئيس وأن هناك فقراء وبسطاء صوتوا للفريق الآخر, فالتقسيم ليس حديا جامعا مانعا ولكنه يوضح بشكل عام مؤشرا طبقيا لا يمكن تجاوزه أو تجاهله فلم يكن كل الأثرياء أو حتي رجال الأعمال أو أبناء الطبقة المتوسطة ضد الجماعة والحزب والرئيس ولم يكونوا جميعا أيضا داعمين للفريق وما يمثله تاريخيا وسياسيا.{nl}ثالثا: لقد تميزت جماعة الإخوان المسلمين ـ عبر مراحل تطورها ـ بقدر من البراجماتية والقدرة المرنة علي التواصل بين أعلي الطبقات وأفقرها في سلاسة ومرونة تنم عن توزيع أدوار لا يخلو من ذكاء ولا يفتقد الفهم الصحيح للتركيبة المصرية المعقدة خصوصا في الثلاثين عاما الأخيرة وما جاءت به وما أدت إليه.{nl}رابعا: إن ثورة 25 يناير 2011 قد منحت الإخوان المسلمين فرصة ذهبية تاريخية عندما أسقطت نظاما كان يطاردهم ويزج بهم في السجون والمعتقلات, ثم فتحت أمامهم أبوابا واسعة للعمل العام الذي نقلهم لأول مرة من مرحلة السياسة إلي مرحلة الحكم, وهذه النقلة النوعية قد ازدان بها قبر الإمام الراحل حسن البنا وتوهجت أضواؤه, فالرجل هو صاحب واحدة من أخطر الحركات السياسية في القرن العشرين كله, كما أن استظلال جماعة الإخوان المسلمين بثورة 25 يناير قد منحهم صكا وطنيا بحكم دورهم في حماية الميدان بعد اليوم الثالث من الثورة التي اندفع بها شباب نقي لم يبق له في النهاية إلا حصاد الهشيم!{nl}خامسا: واهم من ينكر أن في مصر صراع أجيال واضح وصراع طبقات مكتوم وهما يتفاعلان معا لإنتاج شبكة معقدة من العلاقات المتداخلة والتي تفرز في النهاية شرائح جديدة تتميز بالانفلات الأخلاقي الذي يستثمر أيضا حالة الانفلات الأمني بحيث يبدو الشارع المصري في أسوأ أوضاعه خلقا وتنظيما ما لم يأخذ الحكم القائم والرئيس الجديد بيده نحو القيم الوطنية الصحيحة مع ترجمة أمينة لروح الأديان السمحاء. {nl}.. إنني لا أقصد من هذه السطور تأليب الطبقات أو إثارة النعرات أو حتي كشف العورات في حياتنا الفكرية والثقافية المعاصرة, ولكنني أريد أن أقول بوضوح إن مصر لكل أبنائها, لا تستأثر بها طائفة دون غيرها ولا تأخذ منها إلا بقدر عطائها المتجدد وإخلاصها لله والوطن, كما أن الروح الانتقامية لو سادت وسياسة تصفية الحسابات لو استمرت والدوافع الكيدية لو تأصلت فسوف نكون أمام حالة مرضية لا تعبر عن مجتمع سوي ولا شعب سليم الوجدان متوحد الضمير, وسوف يبقي الأمر معلقا ما لم يحسم المصريون بأنفسهم طبيعة القضايا التي تواجههم والمشكلات التي تعترض طريقهم وما لم يتمكنوا بشجاعة من الارتفاع فوق الموقف برمته طلبا لمصالحة وطنية شاملة في ظل القانون السائد بحيث تسعي إلي تضميد الجراح وتطهير ساحة الوطن من الأحقاد والضغائن وغيرها من بقايا الماضي وتركته الثقيلة, فكلما نظرت حولي وجدت أن ما نعانيه هو نتيجة طبيعية لسنوات الفرص الضائعة.{nl}هل نكرر خطأ السنهوري؟{nl}بقلم:علاء الأسواني عن المصري اليوم{nl}الدكتور عبدالرزاق السنهورى «1895 - 1971» من أهم فقهاء القانون فى تاريخ مصر والعالم العربى، هو الذى وضع الدستور والقانون المدنى لبلاد عربية كثيرة منها ليبيا والعراق والسودان والكويت وسوريا والإمارات العربية المتحدة. هذا الرجل العظيم ارتكب منذ ستين عاماً خطأ جسيماً مازلنا ندفع ثمنه حتى اليوم، فقد اشتهر السنهورى بخصومته الشديدة للوفد، حزب الأغلبية آنذاك. فى عام 1952 قام الضباط الأحرار بانقلاب عسكرى «تحول فيما بعد إلى ثورة عندما أيدها الشعب»، وأجبر الضباط الملك فاروق على التنازل عن العرش لابنه الأمير الطفل أحمد فؤاد مما استوجب تشكيل مجلس الوصاية، وطبقاً لدستور 1923 كان يتوجب على مجلس الوصاية أن يؤدى القسم أمام البرلمان ذى الأغلبية الوفدية..{nl}كان «عبدالناصر» فى رأيى زعيماً مخلصاً عظيماً لكنه أيضاً أول من أسس للحكم العسكرى فى مصر، ولأنه كان يدرك شعبية الوفد الطاغية ويخشاها فقد لجأ إلى السنهورى، الذى كان رئيساً لمجلس الدولة، ليستشيره. كان السنهورى يكره الوفد لدرجة أعمته عن أى اعتبار آخر ولذلك فقد وجد مخرجاً قانونياً تمكن به عبدالناصر من استبعاد الوفد ثم سرعان ما أصدر عبدالناصر قراراً بحل الأحزاب جميعاً وإلغاء النظام النيابى نفسه.. عندئذ أدرك السنهورى خطأه: أنه عندما استبعد حزب الوفد ساهم بغير قصد فى تقويض النظام الديمقراطى ذاته. {nl}حاول السنهورى استدراك الخطأ وراح يعارض عبدالناصر ويدافع عن الديمقراطية ويطالب بعودة الجيش إلى الثكنات لكن وقت إصلاح الخطأ كان قد فات. فقد ضاق الضباط الأحرار بمعارضة السنهورى لهم فأرسلوا إليه متظاهرين مأجورين قاموا بالاعتداء عليه بالضرب المبرح فى مكتبه، ثم اتخذ مجلس قيادة الثورة قراراً بإلغاء مجلس الدولة من أساسه.. وقد أثرت هذه المعاملة المهينة فى السنهورى وعاش حزيناً حتى وفاته عام 1971.. هذه الواقعة لها مغزى: إن خصومتنا السياسية مع أى حزب أو جماعة لا يجب أبداً أن تعمينا عن الحقيقة.{nl} يجب أن ندافع عن مبادئنا حتى لو استفاد من تحقيقها ألد خصومنا السياسيين. فى مصر الآن صراع على أشده بين نظام مبارك الذى لايزال مسيطراً على الدولة والدكتور محمد مرسى أول رئيس مدنى منتخب. المشكلة أن هذا الرئيس ينتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين مما يجعل الكثيرين يناصبونه العداء قبل أن يفعل أى شىء ويعترضون على كلامه قبل أن ينطق.. كنت ومازلت أعارض الإخوان المسلمين نظرياً وعملياً..{nl} نظرياً لأنهم يؤمنون بالخلافة الإسلامية وأنا أعتبرها نظاماً استبدادياً فاشياً أدى إلى سقوط مصر فى قبضة الاحتلال العثمانى كما أعارضهم لأنهم يعتقدون أن الإسلام دين ودولة، بينما أعتقد أن الإسلام لم يقدم نظاما محددا للحكم وإنما قدم مبادئ عامة وترك للمسلمين اختيار النظام السياسى الذى يحققها، وعلى المستوى العملى أعارض سياسة الإخوان التى لا ترى الفرق بين مصلحة الجماعة ومصلحة الوطن، مما أوقعهم فى مواقف انتهازية كثيرة تحالفوا فيها مع السلطة المستبدة ضد إرادة الشعب، وأقرب مثال على ذلك تخلى الإخوان عن الثورة وتحالفهم مع المجلس العسكرى، الأمر الذى ضيع على مصر فرصة كتابة الدستور أولاً وأوقعنا فى هذا المأزق الذى نعيشه.. أما السلفيون فأنا أعارضهم لأنهم يحملون القراءة الوهابية السعودية للإسلام المناقضة للقراءة المصرية المعتدلة، كما أرفض تشدد بعض السلفيين وضيق أفقهم ومواقفهم المعادية للحريات وحقوق المرأة والفن والأدب.. علاقتى مع الإخوان والسلفيين، إذن، لم تكن قط على ما يرام بل إن بعض المنتسبين للتيار السلفى هاجموا عيادتى الخاصة مرتين وحاولوا الاعتداء علىّ عقاباً لى على آرائى فتقدمت ببلاغات ضدهم وأحيلوا إلى المحاكمة والقضية لاتزال منظورة..{nl} هذه الخصومة العنيفة مع تيار الإسلام السياسى لا يجوز أبداً أن تمنعنى من تأييدهم إذا أصابوا أو من مساندتهم إذا خاضوا معركة مشروعة وطنية. إن الصراع الآن بين طرفين: رئيس منتخب بإرادة الشعب ومجلس عسكرى يفرض إرادته علينا بقوة الدبابة. هذا الصراع يشكل جوهر الثورة المصرية التى قامت بالأساس من أجل إنهاء الحكم العسكرى وإعادة السلطة إلى الشعب صاحبها الشرعى. إن شعارات الثورة العظيمة «عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية» يستحيل أن تتحقق إلا إذا استرد الشعب سيادته على بلاده.. إن الرئيس مرسى يواجه الآن نظام مبارك بكل قدراته وطاقاته. هذا النظام له مؤسسات رسمية معلنة وله تنظيم سرى بمعنى الكلمة متغلغل فى كل مفاصل الدولة المصرية.{nl} هذا التنظيم السرى «الذى يسمى أحياناً بالدولة العميقة» هو المحرك الرئيس للأحداث فى مصر منذ سقوط مبارك. إن نظام مبارك يعمل وفقا للمعادلة الآتية: «لقد ثار المصريون ضد أوضاع ظالمة فلو أنهم وجدوا أنفسهم فى أوضاع أسوأ بكثير من التى ثاروا ضدها، يمكن عندئذ إعادة النظام القديم فى شكل جديد».. هذه المعادلة تم تحقيقها بعشرات الوقائع التى دبرها نظام مبارك، بدءاً من القبطى الذى أذاعوا أن السلفيين قطعوا أذنه إلى إحراق الكنائس بواسطة بلطجية مأجورين بعد انسحاب أفراد الشرطة المدنية والعسكرية، إلى تشويه سمعة الثوريين بكل وسيلة، إلى اصطناع أزمات مستمرة فى كل مواد المعيشة.. هدف الخطة أن يكفر المصريون بالثورة ويعانوا من تدهور أوضاع المعيشة ثم يتم تقديم مرشح النظام القديم باعتباره البطل المخلص الذى سيستعيد الأمن ويرفع المعاناة عن المصريين.{nl} حاول نظام مبارك ترشيح عمر سليمان لأداء هذا الدور لكن المعارضة الشعبية كانت من القوة بحيث اضطروا إلى سحبه بعد أيام ثم تقدموا بأحمد شفيق وسانده نظام مبارك بكل قوته: انفتحت خزائن رجال الأعمال الموالين لمبارك وأغدقوا الملايين واحتشد حول شفيق لواءات الداخلية وأقطاب الحزب الوطنى وضباط أمن الدولة وإعلاميون مخبرون تربوا فى أروقة وزارة الداخلية، بالإضافة إلى أربعة ملايين اسم تمت إضافتها إلى الكشوف الانتخابية صوتت جميعاً لشفيق. أضف إلى ذلك مثقفين انتهازيين تأكدوا أن شفيق قادم فقفزوا بسرعة من مركب الثورة وأعلنوا تأييدهم له. {nl}كما أن ملايين المصريين نزلوا وصوتوا لمرسى ليس حبا فيه وإنما من أجل إسقاط شفيق ممثل النظام القديم. وبالرغم من أن فوز مرسى تأكد من البداية فقد تأجل إعلان النتيجة لمدة أسبوع، وهناك مؤشرات على أن النية كانت متجهة لتغيير النتيجة لصالح شفيق «تعرض قناة الفراعين وثيقة صادرة من اللجنة العليا للانتخابات تفيد بفوز شفيق على مرسى، والغريب أن القضاة الموقعين عليها لم يتقدموا ببلاغ ضد القناة».. تراجع نظام مبارك عن تغيير النتيجة وانسحب مؤقتاً أمام الرئيس المنتخب، وفى الوقت نفسه أصدر المجلس العسكرى إعلاناً دستورياً غير شرعى اغتصب به صلاحيات رئيس الجمهورية، ثم دارت الماكينة الجبارة لنظام مبارك من أجل إفشال الرئيس المنتخب وتشويه سمعته حتى قبل أن يبدأ ولايته. {nl}نفس الطريقة القديمة: انفلات أمنى متزايد يحدث أمام أعين رجال الشرطة وجنود الشرطة العسكرية فلا يتدخلون أبداً لحماية الأبرياء. ثم تتابعت وقائع الاعتداء على المواطنين من متطرفين إسلاميين، بعض هذه الوقائع حقيقى وبعضها أصابع الأمن واضحة فيه، لكنها فى كل الأحوال تجرى أمام أعين رجال الأمن فلا يتدخلون أبداً لحماية الناس ثم يتم تضخيمها فى وسائل الإعلام من أجل ترويع المواطنين. ألا يجب هنا أن ننسى علاقة أمن الدولة ببعض الجماعات المتطرفة التى اعترف بها الإسلاميون أنفسهم «ذكر المتحدث باسم حزب النور نادر بكار أربعة مشايخ مشهورين بالاسم وأكد أنهم عملاء لأمن الدولة».. ما حقيقة جماعة الأمر المعروف والنهى عن المنكر التى تبرأت منها كل الأحزاب والجماعات الدينية ولماذا تظهر وتختفى دائما وفقاً للظروف السياسية؟! {nl}إن قراءة بيانات هذه الجماعة الغامضة تكشف أن غرضها الأول الترويع، فهى تتحدث عن دوريات راكبة ليلية ونهارية وعصى خيزرانية وصواعق كهربائية وأسلحة نارية.. لماذا لا يتابع المسؤولون فى الداخلية موقع هذه الجماعة على الإنترنت فيتم القبض على أعضائها خلال ساعات؟!. الإجابة أن نظام مبارك مستمر فى ترويع المصريين حتى تحين الخطوة التالية: ...{nl} بالأمس صرحت مستشارة مقربة من المجلس العسكرى بأن الرئيس مرسى يجب أن يستقيل بمجرد كتابة الدستور.. هكذا يتضح المخطط. سوف تستمر عمليات الترويع للمواطنين ويستمر تشويه الرئيس المنتخب حتى يجبره المجلس العسكرى على الاستقالة بعد كتابة الدستور فيحس المواطنون عندئذ براحة عميقة لأن شر الإخوان قد زال عنهم ثم تعاد الانتخابات ويحتشد نظام مبارك وراء مرشح قد يكون شفيق أو عمر سليمان أو أى عضو فى المؤسسة العسكرية.. هنا يجب أن نرتب أولوياتنا بطريقة صحيحة. بعض المصريين تحولت خصومتهم السياسية للإخوان إلى عداء شديد يعميهم عن الحقيقة ويدفع بهم إلى الموافقة على الحكم العسكرى نكاية فى الإخوان، تماماً كما وقف السنهورى مع الضباط الأحرار ضد الوفد ثم ندم بشدة عندما سقط النظام الديمقراطى كله.. من ناحية أخرى فإن بعض المتشددين الإسلاميين عاجزون عن فهم ما يحدث، وهم يسعون لفرض أفكارهم المتزمتة عنوة فيساعدون بغير قصد نظام مبارك فى صراعه الباطل ضد الرئيس المنتخب. يجب أن ندافع عن مبادئ الديمقراطية وأهداف الثورة بغض النظر عمن يستفيد منها. عندما نرفض سيطرة المجلس العسكرى على الحكم ونطالب بصلاحيات كاملة لرئيس الجمهورية فنحن لا نفعل ذلك من أجل محمد مرسى ولا من أجل الإخوان ولكن من أجل الثورة ومن أجل مصر..{nl} إن معركتنا الرئيسية الآن مع نظام مبارك الذى يكافح باستماتة من أجل إجهاض الثورة واستعادة الحكم كاملاً.. إذا كان الاختيار بين سلطة العسكر وسلطة الشعب فإن واجبنا قطعاً أن نساند الرئيس المنتخب حتى ولو كنا من أشد المعارضين له سياسياً.. على أن دعمنا للرئيس ليس مطلقاً وإنما محدد بشروط: إذا أثبت أنه فعلاً رئيس للمصريين جميعاً وإذا نفذ وعوده وخاض معركة من أجل القضاء على نظام مبارك وإعادة السلطة للشعب، فإن واجبنا مساندته بقوة، أما إذا تغلب انتماؤه للإخوان على إخلاصه للشعب ودخل فى صفقات رخيصة من أجل مصالح الإخوان فسوف نتخلى عنه كما تخلى عن الثورة.. عندئذ سيكون قدر الثورة أن تواجه العسكر والإخوان معاً. وفى كل الأحوال سوف تنتصر الثورة حتما بإذن الله وتحقق أهدافها لتبدأ مصر المستقبل الذى تستحقه.{nl}الديمقراطية هى الحل.{nl}اغتيال الرئيس مرسى{nl}بقلم:فهمي هويدي عن الشروق المصرية{nl}على شاشة التليفزيون قال السيناريست الشهير إنه يريد من الرئيس محمد مرسى أن يحدد موقفا واضحا من أمرين هما مسألة بيع قناة السويس والتنازل عن بعض أرض سيناء للفلسطينيين. كان الرجل يتكلم بثقة موحية بأن الأمر جد ولا هزل فيه. حتى خيل إلىَّ أنه سوف يسترسل فى التساؤل عن احتمالات بيع أهرامات الجيزة. واحتكار إحدى شركات المياه الغازية لمياه نهر النيل، وتأجير دلتا النيل مفروشة للمستثمرين والسياح العرب والأجانب!{nl}المشكلة بالنسبة لى لم تكن فى الإجابة عن التساؤل، ولكنها كانت فى الحالة العقلية والنفسية التى جعلت صاحبنا مستعدا لتصديق إمكانية بيع قناة السويس أو التنازل عن جزء من سيناء. وهى الفكرة التى لا يصدقها أى أبله أو معتوه فى مصر.{nl}لست أشك فى أن الرجل يدرك استحالة حدوث ما استفسر عنه، ويعرف أن الإجابة عن السؤالين بالنفى قطعا، بالتالى فإنه لم يكن ينتظر الإجابة بقدر ما أراد أن يُحدث نوعا من البلبلة تجعل السؤال واردا. وهو ما تعلمناه فى الصنعة ضمن فنون الغمز واللمز. التى يكون السؤال فيها أهم وأخطر من الإجابة، لأنه يستدعى إلى ذهن المتلقى ما لا يخطر على البال.{nl}كنت قد سمعت هذه التساؤلات على لسان الفريق أحمد شفيق أثناء حملته الانتخابية، ورغم أنه بدا صادما آنذاك، إلا أننى اعتبرته من تجليات الصراع الشرس الذى دار بين المتنافسين على الرئاسة، والذى بدا فيه أن ما ليس معقولا صار مقبولا ومعقولا (ترشيح الفريق أحمد شفيق وقبله اللواء عمر سليمان نموذج لهذه الحالة). ولم يخطر على بالى أن يستمر القصف باستخدام ذات الأساليب والأسلحة بعد انتهاء المعركة، لكن كلام السيناريست المحترم خيَّب ذلك الظن. وحين توازى إطلاق كلامه مع بث بعض البرامج التليفزيونية التى شنت هجوما عنيفا وجارحا ضد الدكتور محمد مرسى، بدأت أنظر إلى الحملة من زاوية مختلفة، ذلك أن بعض مقدمى تلك البرامج مارسوا بحق الرجل مستوى من «الردح» المتدنى غير مسبوق وغير مألوف. حينئذ تراجع عتابى نسبيا على السيناريست. وقلت إن سؤاله كان خبيثا وسمجا حقا، لكنه كان مؤدبا فى طرحه، فى حين أن البرامج التى أعنيها لم تكن أبعد ما تكون عن أدب الحوار بمفهومه المهنى فحسب، ولكنها كانت بعيدة عن الأدب بمفهومه الأخلاقى والتربوى، الذى يتلقاه الأبناء فى البيوت منذ نعومة أظافرهم.{nl}وسائل الإعلام شاركت فى الحملة على نحو يثير الدهشة ويصعب تصديقه. إذ بات مألوفا أن تنشر بعض الصحف الصفراء عناوين تتصدر صفحاتها الأولى من قبيل: الرئيس الفضيحة ــ الرئيس عاجز ــ الفاشى فى قصر الرئاسة ــ الرئيس الخادم ــ رئيس فى خدمة الأمريكان ــ وفى خدمة قطر ــ وصنع (الرئيس) فى أمن الدولة ــ عضو بالكونجرس يقول أمريكا اشترت مرسى بـ50 مليون دولار ــ محمد مرسى الأسطورة الكاذبة ــ مرسى يدير مصر بلعبة الثلاث ورقات...إلخ.{nl}هذا قليل من كثير نشر خلال الأيام العشرة التى أعقبت أداء الرئيس لليمين القانونية. وهو من قبيل اللا معقول الذى تحفل به الصحف المصرية هذه الأيام، ويوجه إليه بجرأة غير عادية إهانات يومية وسبابا يقع أغلبها تحت طائلة القانون، الأمر الذى يعيد إلى أذهاننا ما جرى فى ستينيات القرن الماضى، حين سافر الرئيس عبدالناصر فى رحلة إلى باكستان، وفى يوم وصوله نجحت أجهزة الأمن من اصطياد سفاح مطارد وقتله. حينذاك خرجت صحيفة الأخبار بعنوان على صفحتها الأولى يقول «مصرع السفاح»، وتحته عنوان آخر تحدث عن «عبدالناصر فى باكستان». واتهمت الجريدة بسوء القصد فى ذلك الحين، لأن قراءة العنوانين فى جملة واحدة أعطت انطباعا أغضب الرئيس بشدة. وكانت تلك ذريعة استخدمت لتأميم كل الصحف المصرية فى شهر مايو عام 1960.{nl}وليس بعيدة فى أذهاننا قصة جريدة الدستور ــ الأولى ــ التى نشرت فى عام 2007 تقريرا تحدثت فيه عن مرض الرئيس السابق حسنى مبارك، وبسببه قدم رئيس تحريرها الزميل إبراهيم عيسى للمحاكمة، وصدر ضده حكم بالحبس ستة أشهر خفضت إلى شهرين، لكن الرئيس عفا عنه بعد ذلك.{nl}الخلاصة أننا لم نعرف فى التاريخ المصرى المعاصر جرأة على كرامة رئىس الدولة مماثلة لتلك التى تمارس فى وسائل الإعلام هذه الأيام. ولا أستطيع أن أفترض البراءة فيما يجرى، لأننا إذا فهمنا حدوثه أثناء المعركة الانتخابية، فإن الأمر لابد أن يختلف بعد انتخاب الرئيس. ولا مفر من الاقرار بأن استمرار الحملة بنفس الشراسة وبذات اللغة الهابطة والتطاول المعيب لا علاقة له بحرية التعبير، التى نعلم أن لها ضوابط وآدابا وسقفا. ولست مشغولا بما سيفعله الرئيس فى هذه الحالة، فذلك شأنه هو وفريقه. لكنى أكثر ما يهمنى هو تفسير الحملة التى يراد بها تدمير صورة الرئىس والحط من قدره وكرامته. لأننى أشم فيما يجرى رائحة اغتياله بواسطة الإعلام بعد فشل إسقاطه من خلال الانتخابات. وتصبح تلك الرائحة أقوى وأشد إذا وضعت الحملة الإعلامية التى يقودها عناصر ليست بعيدة عن الدولة العميقة جنبا إلى جنب مع محاولات إثارة الفوضى وتوسيع نطاق المطالبات والإضرابات الفئوية. لذلك فالسؤال المطروح هو: هل المراد إفشال الرئيس بعدما خاب أمل إسقاطه؟ ولحساب من يحدث ذلك؟{nl}درس* ‬من* ‬أوباما{nl}بقلم: الكاتب عبد الناصر عن الشروق الجزائرية{nl}خلال زيارته لإحدى الضيع بنواحي نيويورك لقضاء يوم راحة، سأل الرئيس الأمريكي باراك أوباما مرافقيه عن ترتيب الولايات المتحدة الأمريكية في قطاع السياحة على المستوى العالمي، فقيل له أنها في المركز الثاني بعد فرنسا، فذهل كيف لبلد أقل من الولايات المتحدة مساحة وتنوعا يتفوق على بلاده.{nl}وقرر نقل ملف السياحة إلى مكتبه، ووعد بأن لا يخرج من البيت الأبيض إلا والولايات المتحدة برغم بُعدها الجغرافي عن قلب العالم في المركز الأول سياحيا من دون منافس، وذكر أوباما لمرافقيه كيف تحولت السياحة قضية قومية بالنسبة للإسبان بعد سقوط حكم فرانكو، منبها إلى أن أمريكا التي احتضنت منذ عام 1984 منافستين في الألعاب الأولمبية في لوس أنجلس وأطلنطا، ومنافسة في كأس العالم لكرة القدم ليس لإكرام ضيوفها، إنما كانت تهدف أن تكون في القمة لسنوات طويلة، وفتح في مكتبه الخاص بالبيت الأبيض خلية تسهر لتحقيق هذا البرنامج الذي دُرس في دقائق معدودات وقد يتحقق في أيام معدودات، وحرب السياحة التي أعلن عنها أوباما تنافسه فيها دول متعددة لا تمتلك من خيرات باطن الأرض وسطحها شيئا، خاصة المتوسطية التي هالها التطور الكبير الذي عرفته السياحة في شرق آسيا وأمريكا اللاتينية، ومنها مصر في عهد الرئيس الإسلامي الدكتور محمد مرسي، الذي أعطى كل الضمانات للمستثمرين وجيش قطاع السياحة بأن يحسن مرتبة مصر في عالم السياحة بالاهتمام بالخصوص بالسياحة التاريخية، وكل الدول التي تتقاسم قرابة مليار سائح في العام، لا تختلف في طبيعتها ومناخها وثقافتها عن الجزائر ومنها حتى دولا إسلامية، مثل تركيا المتواجدة حاليا في المركز السابع عالميا وماليزيا التي بلغت المركز التاسع رغم أنها بعيدة جغرافيا عن زبائن السياحة من الأوروبيين، وتواصل الجزائر عدم اهتمامها بهذه الثروة التي وفرت في تونس مليوني منصب عمل، وفي مصر أربعة ملايين منصب بعيدا عن مشاريع تشغيل الشباب التي تمنح للجامعيين مناصب الذل التي تتبخر بعد عامين، أو متاجر الرئيس التي عجزت البلديات عن إنجازها أو تفريقها بالقسطاس المستقيم، ولا نفهم لماذا يعجز المسؤول الجزائري عن وضع مشروع صناعة سياحية ويبقى سجين فنادق الدار البيضاء وسوسة ونيس ونابولي ونيقوسيا، وكل الذين حملوا حقيبة السياحة عندنا يسيحون خارج الجزائر، ولا نفهم كيف يرفض المواطن السياحة في بلاده ويتهم جيرانه بتشجيع السياحة الإباحية، وينفق الملايين بالعملة الصعبة لدى الجيران في معادلة عقدّتنا اتجاه الآخر، ونخاف أن ينقل لنا تقاليده أو ينسف في بضعة أيام بعاداته ما ورثناه منذ أربعة عشرة قرنا من القِيم الإسلامية، وما تحقق في نصف قرن بتضحيات الشهداء، وعندما تتفوق إمارة دبي ومدينة الدوحة والعاصمة البحرينية المنامة في عدد السواح الذين يزورونها سنويا، وهي الدول* ‬التي* ‬لها* ‬ثروة* ‬نفطية* ‬لا* ‬تنضب* ‬على* ‬الجزائر،* ‬فمعنى* ‬ذلك* ‬أن* ‬السياحة* ‬هي* ‬قضية* ‬كل* ‬البلدان* ‬مهما* ‬اختلفت* ‬مستوياتها* ‬المادية* ‬وثقافاتها* ‬إلا* ‬نحن*.{nl}مسكينة أنت يا مساجد القيروان{nl}بقلم: أبو تسنيم القيرواني عن الشروق التونسية{nl}منذ الاستعمار الفرنسي الناهب للثروات والطامس للهوية، مرورا بالجمهورية الأولى التي دامت أكثر من خمسين عاما، والتي حكم خلالها تونس إثنان من عتاة العلمانية في العالم الإسلامي. تعرض شعبنا الأبي لحملة شعواء مستمرة، لتغريبه والقضاء على هويته.{nl}مدينة القيروان بكاملهـا كانت أهم المعـالم المستهدفة، إذ شكلت على مدار قرون من الزمـان منـارة للإشعـاع الثقافي الإسلامي في تونس وشمـال إفريقيا. وكانت قائمة تشهد على عظمة بنـاة تلك الحضارة المزدهرة. طُمست هذه المدينة الطـاهرة ونال الظالمون من دورهـا الحضـاري بشكل لم يسبق لـه مثيل في العالم العربي والإسلامي، إذا ما قورنت بمدن مثل القاهرة والقدس ودمشق وصنعاء... كانت بالنسبة لتونس بمثابة القلب للجسد، وهمزة وصل تربط بين مدن الجمهورية شرقها وغربها، شمالها وجنوبهـا، فأرادوا إسكـات ذلك القلب إلى الأبـد فجعلوها بعيدة قاصية وهي قريبة دانية. فتراها قد استثنيت عمدا من شبكة السكك الحديدية التي تغطي البلاد بكاملها حتى لا تكون نقطة عبور ومكانا يصعب على الأفراد والأموال التنقل منها وإليها. لأنهم يخافون من إشعاعها عمدوا إلى إطفاء نورها.{nl}ولقد استهدف بورقيبة ووريثه بن علي التعليم الديني في البلاد. فالأول أغلق أقدم جامعة في العالم الإسلامي حتى اندثر مجدها واندثر معه تفقه التونسيين في شتى علوم الدين. أما الثاني فقد أفرغ مناهج الدراسة من أي مضامين تتعلق بديننـا الحنيف. وقد كان ذلك بدعوى الحداثة والتطوير، ثم بدعوى تجفيف منـابع الإرهاب. فالأسباب تعددت والهدف كان واحدا، وهو طمس الهوية الإسلامية للتونسيين وإفراغها من مضمونها والحيلولة دون لعب دورها الحضاري.{nl}أدرك أعـداء الدين دور المسـاجد في تثقيف أبنـاء الأمـة والارتقـاء بأخلاقهم عبر التـاريخ الإسلامـي الطويل، كما أدركوا دورها في نشر علوم الدين وحفظها من الاندثـار. بل علموا أن المسـاجد مثلت همزة وصل بين بلادنا وبقية ربوع العالم العربي والإسلامي، حيث كان يفد إليهـا الآلاف من رواد العلم والعلماء بقصـد التعليم والتعلـم. من أجل ذلك أخذوا على عـاتقهم عبء القضـاء على ذلك الدور المركب والحيوي لهذه المؤسسة الدينية العظيمة. فظلوا يكبلونها شيئا فشيئا ويحيطونها بالأغلال حتى اعتقدت الأجيال المعاصرة أن المساجد فقط شيدت للصلاة بل وجعلوها متاحف يزورها السائحين.{nl}هكذا سقطت بيوت الله أسيرة بيد الظالمين، ومرت عقود من الزمان وهي تشكو ظلم الطغاة المتجبرين إلي أن هبت ثورة شعبنا التونسي الأبي. {nl}ثورة جاءت بالحرية للمسارح ودور الثقافة لتبدع بلا حدود، وأقبلت بالحرية للإذاعة والتلفاز والصحف لتعبـر دون رقيب. الكل ينشد الحرية فيلقى أبوابهـا مفتوحة على مصراعيهـا دون قيـود. وبقي مكان واحد أسير في مدينتنا العتيقة. مدينة القيروان التي تخفق قلوب العالم شوقا لرؤياها بقيت مساجدها مكبلة في الأصفـاد. إلى اليوم لم تفتح أبوابهـا لروادهـا ليمـارسوا حرية العقيدة والاجتمـاع والتعلم والإبـداع وحق التنوع والإختلاف.{nl}بالأمس كـان العقلاء يتحسرون لمـا آلت إليه بيوت الله على يد الظـالمين، أمـا اليوم من هو صـاحب المصلحة في أن تظل أبوابهـا ونوافذهـا مؤصدة، فلا تصلهـا رياح التغيير؟ من ذا الذي أراد لها أن تستمر هكذا غير قـادرة على إستعادة دورهـا في بنـاء هوية هذه الأمة التي عانت كثيرا من التغييب والتغريب ؟{nl}والسؤال هنـا إلى متى ستظل مساجدنـا أسيرة ومقيدة ؟ فقانون المسـاجد سيء السمعة والموقع عليه بإسم عدو الدين والهارب المخلوع زين العابدين بن علي لا يزال بيد أصحاب المصلحة يحاجون به كل من يعمل على كسر تلك القيود. كذلك فإن الأوثان الفكرية التي زرعتها الأنظمة السابقة وأكدها في أذهان النـاس شيوخ السلطة على مر السنين هي أيضا بمثابة قيود متينة وجنـازير تضرب على مداخل تلك الأماكن ومخارجها لألاّ يعود إليها بريقها وتستعيد دورها الحضاري من جديد.{nl}شيوخ وأئمة السلطة وموظفو الشؤون الدينية لم يتيقنوا بعـد أن نظام بن علي قد ذهب دون رجعة، لذلك تراهـم يسيرون على ذات النسق لعلـه ذهب في رحلة قصيرة وعن قريب سوف يعود إليهم محمـلا بالهدايا والعطايا، شاكرا لهم قدرتهم الرهيبة في التصدي لكل محاولات التغيير.{nl}شيـوخ السلطة يتكلمـون عن المسـاجد على أنهـا دور عبـادة ومكان لحفظ القرآن الكريم، قول حسن ويبدو لك صحيحا ولكنه يحتوي على مغالطة شرعية وتاريخية ويمثل اعتداء على دور المؤسسة الإسلامية الأعظم. والسؤال الذي يوجه إلى هؤلاء، هل مسجد مثل جامع عقبة بن نافع بني على هذه المساحة الشاسعة وارتبط بالعديد من المرافق والملحقـات كان فقط بقصد الصلاة؟ ألم يكن ذلك المسجد منـارة للعلـم والثقـافة لعدة قرون ؟ ألم يكن أول مكان شيده المسلمـون ومنـه انطلقـوا لبنـاء حضـارتهم التي أنارت الدنيـا شرقا وغربا ؟ ألم يتم توسيعه عدة مرات بالقدر الذي كان يتسع فيه دوره وتزداد فيه مهامه ؟{nl}الموظفون العـاملون في معتمدية الشؤون الدينية بالقيروان لا يزالـوا متسكين بقـانون المساجد سيء السمعة كأنـه مقدس أو تنزل على بن علي بوحي من الله. كأنهم لم يقرأوا قوله تعالى :{nl}{ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها، أولئك ما كان لهم أن يدخلوهـا إلا خـائفين لهم في الدنيـا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم} (البقرة 114). فالهـارب المخلوع وضع ذلك القـانون بدقة ليبعث الخراب في المساجد ويحولها إلى أديرة للرهبنة وأعشاش للطيور. بل الكنائس في أوروبا وأمريكـا تلعب أدوارا أكبر بكثير ممـا تقوم به مساجدنـا. فترى الكنيسة تفتح أبوابهـا للصلاة وتلقين علوم اللاهوت، ومنهـا يتخرج دعاة التبشير، وفيها يغاث المحتاجون وعابرو السبيل، وبها تقام مراسم الزواج وتأبين المتوفين.{nl}وفيهـا يتشكل قسم لا بأس به من الوعي الجمـاعي لشعوب تلك البلاد. والكنائس كأبنية تحتوي أمـاكن للصلاة وملحقات عديدة لأغراض ثقافية وإجتماعية ودينية. وكذلك الحال بالنسبة الى المسـاجد التي أقيمت في هذه البلاد: الغرب، حيث تجدها عبـارة عن مؤسسـات متكاملة. أمـا عن بلاد العالـم الإسلامي، فترى مساجدها معمورة تعج بالحركة والنشاط على مدار اليوم، حصص لتعليم الفقه واللغة العربية ومكتبات للمطالعة ولقاءات تجمع الناس بالعلماء، وقد وصل الأمر بتلك المساجد حد تقديم خدمات إجتماعية متنوعة بمبالغ رمزية لمساعدة غير القادرين ومن تلك الخدمات مثلا، الاستشفاء ورياض الأطفال وتعليم الكبار وتقديم الطعام والثياب.{nl}ولقد شهدت المساجد في العديد من المدن التونسية تعاظما لدورها بعد سقوط الطاغوت ونحن هنا في القيروان دونا عن كل البلاد شرقـا وغربـا مساجدنـا مقيدة بأغلال حتى الثورة المبـاركة لم تقدر على كسرهـا. فحراسهـا لا يهمهم من الأمر سوى أنفسهم، ومواصلـة خطتهـم في بقـاء البلاد ترزح تحت رتـابة الفكر الديني التقليدي غير المتجدد، وتظل المساجد فقط أماكن للصلاة. فذلك يوفر لبعض هؤلاء الحراس المتواطئين من شيوخ وموظفي الشؤون الدينية فرصة مواصلة إبتزاز تلك المساجد الكبيرة. فلهذه الأمـاكن المقدسـة محبون من رجـال أعمـال وأصحـاب رؤوس أموال يغدقون بسخـاء على هؤلاء الحراس، وذلك إعتقادا منهم أنهم رجال مخلصون وهبوا أنفسهم لخدمة دين الله.{nl}والسؤال الذي يوجه الى هؤلاء الشيوخ، هل تخـافون من الإنفتاح على الغير، ربمـا لأن ذلك سيضعكم في الميزان أمام شعب القيروان عندما يستمع الى العلمـاء الوافدين. أتخافون أن يكشف مستواكم العلمي الهش. هل يذكركم وجود هؤلاء الرجـال الذين صدقوا ما عـاهدوا الله عليه بضعفكم والوهن الذي في قلوبكم، والذي شجع نظام الطاغية أن يستبد وينتهك حرمة الدين والعباد. هل تخافون من أن يصفكم البعض بأنكم تواطأتم مع نظام كارها لدين الله خدمة لمصالحكم الضيقة.{nl}اعلمـوا أنكم مكشوفـون، فعهد السذاجـة قد مضى. وإن كنتـم بالأمس القريب تتمسحون على أعتـاب النظام السابق، فإن ذلك قطعا في أيام الحرية لن يكون.{nl}تريدون أن تستخدموا ورقة السلفيين «كفزاعة» ترهبون بها أناسا بيدهم القرار، حتى يقتنعوا أنكم في مساجد القيروان تمثلون البديل الوسطي، وتشكلون جبهة الإعتدال. وأنتم في الواقـع لا تمثلون بدائل وإنما تشيعون الأحقاد بين الناس وتضربون هذا بذاك لتخرجوا أنتم ومصالحكم من بينهم سالمين. فحكـام اليوم ذاقوا على أيديـكم مرارة صمتـكم ووقوفكم إلى جـانب الطاغيـة حتى الرمق الأخيـر، فمـا أظنهم اليـوم تنطلي عليهم حيلكم ويسلمون لكم رقبة مساجد البلاد من جديد.{nl}ـ لا تفرحوا كثيرا بما قاله الشيخان الجليلان والضيفان الكبيران عندما حلا بجامع عقبة وقدمتم لهما أنفسكم على أنكم حمـاة الوسطية والاعتدال، لأننـا لن نترككم أبدا تعيدون الكرة وتضحكـون على شعب القيروان بعدما ارتديتم ثوبكم الجديد. فأنتم أنتم، لن تتغيروا في يوم وليلة. وشعب القيروان هو ماض {nl}في ثورته حتى تمام التطهير وتذكروا جيدا أن هذا يوم لناظره قريب.{nl}تم بحمد الله{nl}عبد الله نهاري وأنياب ما بعد الحداثة{nl}بقلم:بالخصومي هشام عن أخبارنا المغربية{nl}كان من المتوقع جدا في زخم الربيع العربي ووصول الاحزاب الاسلامية للحكم واكتساحها في مختلف بلدان الربيع العربي ان تعيد القوى المتغربة رص صفوفها، والهجوم المضاد قصد كسر عظم الخصم ، ووقف نزيف خسائرها الفادحة. ولإفشال هذا النجاح او على الاقل التشويش عليه، لربما يرجح الميزان الى كفتها او تحقق التعادل السلبي تقريبا كما كان النموذج المصري شاهدا. وبهذا تحقق ما تسعى اليه "العلمانية الشاملة" عبرالاقطاب المتغربة -بالوكالة- سواء عن ادراك او عن غير ادراك هذه الاخيرة.{nl}هذا تاطير عام لما سيلي من القاء الضوء الكاشف على المنظومة الفكرية التي شرحها بجدارة وبعمق المفكر العربي-الاسلامي الدكتور "عبد الوهاب المسيري" رحمه الله صاحب الموسوعة الضخمة الاولى عالميا "اليهود واليهودية والصهيونية" ومؤسس العديد من المفاهيم منها "العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة" وشارح مفهوم "ما بعد الحداثة" وتضميناته الفلسفية بدقة فاقت الرؤوس الغربية. والسياق الذي تتبدى من خلاله اليوم اشكال هذه الهجمة الارتدادية التي يلاحق فيها الاستاذ عبد الله نهاري، رائد الخطاب الحر الشجاع الثائر على الفساد السياسي والأخلاقي والاقتصادي وهلم جرا، هو من خلال الضجة الاعلامية المدروسة المفخخة, مردفة بالمتابعة القانونية المبتورة، حتى تشكلت على عجل دعوى مزعومة اعطيت ابعادا مأساوية تذكرنا بالأفلام المصرية -التي تعلمنا من خلال كثير منها المبادئ والقيم النضالية- حينما كانت ترمى على كل مصلح او مناضل تهم ملفقة من قبيل قضية امن دولة ومحاولة قلب الحكم.{nl} الأمر كما نراه على ضوء فكر عبد الوهاب المسيري الثاقب والبالغ الدقة من خلال مصطلحاته له جذور فلسفية تتبدى من خلال مقولات التيار التابع المحسوب على الحداثة الذي يدعى انخراطه في القيم الحداثية والتقدم، احيانا انطلاقا من المضامين الفلسفية لهذه المقولات، وفي احيان كثيرة عن جهل تام بهذه التضمينات الفلسفية. لكن الان لا يتم الاشتغال على نشر مفهوم الحداثة الحقة التي تعني : التقدم الفكري و العلمي والتكنولوجي و رخاء البشرية ورفع الحرج والبؤس عن الانسان وتضميد الجراح وتفتق الالباب وغزو النور لبقع الظلام والظلامية ومجاهل الكون، بكل ما تحمله مفردة الحداثة التي تعهدها بكل قوة وجاذبية الانبياء قبل غيرهم ثم الفلاسفة حتى بلغت مبلغا تراكميا في القرن الثامن عشر مع "عصر الانوار" وتحققت نسبيا بعد ثورات الصناعة والعلم والتكنولوجيا ; لكن الان نحن للأسف ايها السادة لسنا امام الحداثة بهذا المغزى بل نحن امام "ما بعد الحداثة"، اجل ما بعد الحداثة" La postmodernité" و اكيد ان المصطلح المركب يجعلنا بين تفسيرين ملتبسين اولها مريح اي ان مفردة "الحداثة" لازالت متواجدة بكل ما تحمله من معنى ايجابي، لكن "ما بعد" تحيل ايضا على ما فات وانقضى وما هو قادم في الان ذاته، وهو بالضبط ما تحيل عليه هذه الكلمة الملتبسة. اننا الان في مرحلة حداثة غير الحداثة، بل نحن نعيش فترة ميتة بين التقدم والمجهول ان لم نقل المعلوم البائس الذي يترصد الانسانية ويحاول الزج بها في جنون السيطرة و"المادية ألصلبة" التي تبرر صنع ترسانة القنابل النووية ( تدمير مدن بأكملها بأطفالها ومستشفياتها وعجزتها في تجربة مادية بحتة متخففة م<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/07-2012/عربي-153.doc)