تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أقلام وآراء عربي 158



Aburas
2012-07-16, 09:25 AM
في هذا الملف {nl}الدكتور مرسي والخطوة المقبلة {nl}القدس العربي ,, رأي القدس{nl}بعد نجاح الدكتور محمد مرسي رئيس مصر المنتخب في تجاوز ازمة دستورية كادت ان تهز استقرار مصر بتراجعه عن قرار اعادة تفعيل اعمال البرلمان المصري المنحل بقرار من المحكمة الدستورية، ما زلنا ننتظر خطوته المقبلة المتمثلة في تشكيل حكومة لادارة شؤون البلاد خلفا لحكومة الجنزوري الحالية التي من المفترض ان تستقيل في اي يوم.{nl}الدكتور مرسي بحاجة الى التحرك وبسرعة على ثلاث جبهات رئيسية، اثناء فترة الهدنة الحالية مع المجلس العسكري، التي يأمل الكثيرون ان تطول.{nl}' الجبهة الاولى: فتح حوار معمق مع جميع او معظم القوى السياسية المصرية واعادة بناء الجسور معها، خاصة تلك التي عارضت بقوة قراره بعودة البرلمان ومخالفة قرارات المحكمة الدستورية، وابرز هؤلاء الدكتور محمد البرادعي والسيد حمدين صباحي رئيس حزب الكرامة وصاحب الترتيب الثالث في انتخابات الرئاسة، علاوة على قوى سياسية اخرى مثل حزب الغد بزعامة ايمن نور وحزب الوفد.{nl}' الجبهة الثانية: محاولة اصلاح العلاقة مع المجلس الاعلى للقوات المسلحة، وكذلك مع المؤسسة القضائية، والمحكمة الدستورية وقضاتها على وجه الخصوص، واذا كان هناك من يجادل بان هذه العلاقة لا يشوبها التوتر في الوقت الراهن، فان تعزيزها امر مهم في الفترة الانتقالية الحالية.{nl}' الجبهة الثالثة: العمل بكل الطرق والوسائل من اجل اعطاء دفعة للاقتصاد المصري لاخراجه من عثراته الحالية، والزيارة التي قام بها الدكتور مرسي الى المملكة العربية السعودية خطوة رئيسية في هذا الاطار، شريطة ان يلتزم السعوديون بتنفيذ وعودهم ويضخوا مليارات الدولارات في الاقتصاد المصري على شكل استثمارات منتجة توفر الوظائف لآلاف العاطلين عن العمل. والاهم من ذلك ان يفتحوا، اي المسؤولون السعوديون، اسواق العمل امام الكفاءات المصرية في بلادهم.{nl}' الجبهة الرابعة: اعادة ترتيب المؤسسة الامنية، من خلال تعيين وزير داخلية على درجة كبيرة من الكفاءة والمهنية ليتولى اعادة هيبة الامن وضبط اعمال البلطجة والانفلات الامني في البلاد.{nl}لا شك ان التحديات التي يواجهها الدكتور مرسي كبيرة، وهو الرجل الذي يتولى مسؤولية الحكم دون خبرة سابقة في هذا المضمار، والاهم من ذلك ان هناك جبهة عريضة من القوى المضادة التي تضع العصي في دواليب رئاسته وتحاول افشال مهمته.{nl}فلم يعد خافيا على احد ان هذه الجبهة العريضة لا تضم فقط انصار النظام السابق، وانما ايضا بعض القوى الليبرالية التي تعارض تولي رئيس اسلامي حكم مصر، وقد شاهدنا هذه المعارضة في اوضح صورها اثناء تحديه، اي الدكتور مرسي للمحكمة الدستورية، وردود فعل هؤلاء الغاضبين تجاهها.{nl}لا يعيب الدكتور مرسي ان يتراجع عن قرار او موقف يكتشف انه خطأ، بل هذا يحسب له، لان الرجل الشجاع هو الذي يعترف بخطئه ويعمل على اصلاحه، ولذلك يستحق من شعبه التقدير والاحترام، وفوق ذلك كله الدعم والمساندة القويين.{nl}الرئيس مرسي يجب ان يسارع الى تشكيل حكومة جديدة يختار لها شخصية قوية تحظى باحترام الشعب المصري وثقته لتكون عونا له في مواجهة التحديات الكبرى التي تواجه رئاسته.{nl}السعودية والخطر القادم{nl}القدس العربي ,, د. مضاوي الرشيد{nl}مرة اخرى توجهت انظار العالم الخارجي الى السعودية، حيث عادت المظاهرات والاعتقالات في صفوف الشيعة في القطيف والعوامية متزامنة مع سقوط عدد من القتلى، على خلفية مواجهات دامية مع متظاهرين خرجوا لنصرة نمر النمر الشيخ الشيعي المعروف بمواقفه الرافضة للنظام السعودي، والداعية لاخراج المعتقلين من السجون السعودية.{nl}وانطلقت دعوات في الشبكات التواصلية الالكترونية تتداول مصطلح 'جمهورية الاحساء والقطيف' التي كانت موجودة سابقا على صفحات الانترنت، ورغم ان مثل هذه الدعوات لا تجد قبولا عند اغلبية الشيعة الا ان تداولها في هذه المرحلة الحرجة قد يبدو وكأنه يهدف الى تبرير الاعتقالات والمصادمات التي يقوم بها الجهاز الامني السعودي، ويقدم الدليل مسبقا لدعم اطلاق الرصاص على الشيخ النمر ومن ثم اصابته واعتقاله. ولن تكون الصورة السعودية مكتملة الا اذا تجاوزنا ما يحدث في القطيف من احداث ليست بالجديدة، وكل ما هو جديد فيها التصعيد الشعبي الشيعي وردة الفعل الرسمية القاسية التي تمثلت باطلاق الرصاص ومحاصرة المنطقة أمنيا حتى قبل لحظة اعتقال الشيخ النمر.{nl}تمر السعودية بمرحلة حرجة في لحظة نعتبرها من اخطر المراحل، حيث لا توجد قيادة ديناميكية تنهج السياسة والدبلوماسية، بل نجد ان اللجوء الى الحلول الامنية والعسكرية قد اصبح الملاذ الاخير لهذه القيادة بعد ان فقدت قدرتها على استيعاب مطالب شعبية مستحقة تضاعفت وتبلورت بصورة واضحة خلال العامين المنصرمين، وكلها تصب في خانة المطالبة بتغيير النظام السياسي وفتح الباب لمشاركة شعبية اكبر في صناعة القرار. صرف النظام السعودي النظر عن هذه المطالب خاصة انه بحالة ارتباك قيادي واضحة بعد وفاة رموز كبيرة وتردي صحة الملك الحالي.{nl}ونعتقد ان المسألة الشيعية المتفجرة في القطيف لا تمثل الخطر الحقيقي حاليا، خاصة انها مسألة قديمة مرتبطة بأقلية استطاع النظام ان يحشد ضدها الاكثرية ويجيش مشاريعها الطائفية، علها بذلك تعيد ولاءها وتكثفه تجاه نظام الحكم المهتز. وربما كان اعتقال الشيخ النمر استجابة لدعوات خرجت تنتقد النظام وتزعم تساهله في موضوع الشيعة على حساب القبضة الصارمة ضد شيوخ الاكثرية المعتقلين في السجون السعودية، وخطاب القاعدة المندد بموقف النظام السعودي من قضية اعتقال شيوخ السنة ونساء الناشطين الموالين لاعضاء القاعدة، فجاء التهكم على النظام السعودي من القاعدة التي لا زالت تحتجز الدبلوماسي السعودي رهينة الى ان يطلق النظام السعودي عددا من السجينات المحتجزات تحت احكام سجن طويلة الامد او بدون محاكمة. وزعمت القاعدة وغيرها ان النظام السعودي يتساهل مع ناشطي الشيعة، خاصة انه لم يعتقل الشيخ النمر سابقا رغم دعواته الانفصالية وخطابه الحاد الثائر، بينما يجد بعض المشايخ الذين ناصروا قضايا المعتقلين السنة انفسهم خلف القضبان دون ان يطلقوا دعوات للتظاهر والحراك الشعبي.{nl}قراءتنا للوضع في السعودية تجعلنا نجزم ان النظام السعودي لا يخيفه الحراك الشيعي الحالي ولا تحرجه عمليات اطلاق الرصاص، خاصة انه شحن الرأي الداخلي ضد الشيعة بآلته الاعلامية، واقنع الاغلبية ان الشيعة طابور خامس يأتمر بأمر ايران ما عدا بعض العقول النيرة التي تشكك في مصداقية الخطاب السعودي الرسمي، ويشترك في موقف النظام السعودي الرأي العام الغربي الذي يهمه فقط حصر المشكلة الشيعية في منطقة القطيف واستنزاف قياداتها في كانتون صغير، حتى هذه اللحظة لم يستهدف انابيب النفط التي تتجاور مع مدينة القطيف وتمر تحتها. فكما لم يستهدف تيار القاعدة اعضاء بارزين في صف القيادة الاولى السعودية ما عدا مسرحية محاولة اغتيال محمد بن نايف في فيلم (المؤخرة المفخخة) ظل التنظيم بعيدا عن اغتيالات وتفجيرات تطال العمق السعودي، نجد ان الحراك الشيعي السابق والحالي ظل بعيدا عن النفط رغم قربه من مناطق التوتر وساحات المواجهة، ويصر التيار الشيعي على ان مواجهاته مع النظام سلمية تتمثل في الحشد والحراك دون اللجوء الى السلاح، رغم الدعاية السعودية الرخيصة عن قنابل المولوتوف وغيرها. وان كان النظام السعودي قد نجح في تصعيد الشحن الطائفي ضد الشيعة، الا اننا نعتقد ان الخطر القادم ليس من نمر النمر الشيعي، بل من نمر النمر السني، حيث لن ينفع شحن الرأي العام والتمترس والتخندق الطائفي في مواجهة اكبر تحد تواجهه القيادة السعودية في تاريخها الحديث، رغم سلسلة من المصادمات والاعتقالات والحركات الاسلامية العنيفة التي ظهرت على الساحة السعودية منذ عام 1927.{nl}يستمتع النظام حاليا بدعايات جمهورية الاحساء والقطيف المزعومة لكنه يرتعد من البركان السني المتعطش للثورة بكافة محاوره ومراكزه المناطقية والقبلية والطبقية والايديولوجية من سلفية الى اخوانية، مرورا بوسطية اسلامية وتيارات قديمة ارتبطت بمحاربين قدامى كانوا قد هادنوا النظام بعد فترة نضال طويلة. وان كان بعض المراقبين للشأن السعودي قد تنبأ ببروز تيار جديد اسلامي اطلق عليه الاسلامو ليبرالية، الا اننا نعتقد ان هؤلاء لا يشكلون الخطر الحقيقي على النظام وديمومته، لكنهم ربما يشكلون جزءا من الحل الحاسم بعد سقوط النظام السعودي او تغيير ملامحه الحالية.{nl}يكمن الخطر القادم من تيار قد يسمى مستقبلا اسلامي قبلي يكون مزيجا من كيانات قبلية همشتها آلة القمع السعودية تتمحور في قلب الجزيرة العربية وعلى اطرافها بدأت تشعر بعملية تهميش مبرمجة ومستمرة اقصتها عن المشاركة الفعلية في هيكلية الدولة وقرارها، وسيكون هذا التيار استمرارية لتيارات سابقة جمعت بين الاسلام القبلي في معادلة ابن خلدونية قديمة كقدم التاريخ الاسلامي. ورغم تفكك القبلية حاليا وتشرذم قياداتها واستيعاب بعض رجالها في مؤسسات الدولة خاصة العسكرية، الا انها تبقى كينونة تنام وتصحو تعطي الولاء للنظام وتسحبه قادرة على اعادة صياغة ذاتها في ظروف متباينة تماما، كما حصل في انحاء مختلفة من العالم العربي.{nl}قد تهادن القبيلة الاحتلال الخارجي والقمع الداخلي وقد تثور عليه وتهدم وجوده على الارض وكذلك تفعل مع الانظمة الديكتاتورية المحلية وان توشحت بالاسلام تتحول هذه المنظومة السياسية الاجتماعية الى قنبلة موقوتة تفعل فعلها في الساحات الملتهبة.{nl}وبسبب التغيرات الاجتماعية والتربوية نجد ان هناك طيفا جديدا من الزعامات الصغيرة القبلية حتى هذه اللحظة، وقد اكتسبت مهارات وخبرات جديدة وصاغت خطابا ثوريا اسلاميا قد لا يلجأ الى العنف لكنه يفجر عقولا ويلهمها بشرعية العمل السلمي والحراك الشعبي ويركز على مسألة المشاركة في الحكم وتقرير المصير والثروة النفطية. لهذه الزعامات رصيد قبلي واسلامي معروف الاول منه، لكن رصيده الاسلامي يختلف عن الخطاب الثوري الذي يصطدم بالنظام امنيا، بل هو ينبع من عملية تأصيل فقهية وشرعية جديدة تحاول ان تتجاوز تفسيرات روج لها علماء النظام. سيكون التيار الاسلاموقبلي ان صح التعبير سهما جديدا يصيب النظام السعودي بطيش لن يستطيع استيعابه او حشد المجتمع خلفه ان بقي هذا التيار ملتزما بالعمل السلمي نائيا بنفسه عن المواجهة المسلحة، الا ان فرضت عليه من قبل النظام السعودي. وسيستغل رصيده الاسلامي القديم المتجدد وقبليته ليضرب مجازيا في صميم الاساطير السعودية التي استعملها لبناء ما سمي بالدولة الحديثة التي بقيت دولة اقلية رغم الفلكلور القبلي المستحضر في المناسبات الرسمية والخطاب الاسلامي الاسطوري الزاعم بنصرة المسلمين وتطبيق الشريعة، الى ما هنالك من مقولات استهلكها النظام خلال 80 عاما سيكون التحدي القبلي الاسلامي صعب الاحتواء، لان القبيلة اليوم ليست صاحبة اللحمة القديمة بل لانها مشتتة لا تمتلك شيخا كبيرا يستطيع ان يضبطها ويجرها لتقدم ولاءها للنظام وتلهث طالبة رضاه وتنظم القصائد في مديحه.{nl}لهذا السبب سيكون الخطر القادم صعب التجاوز، خاصة ان القبيلة اصبحت متشعبة تتصارع بداخلها قيادات جديدة متعلمة وديناميكية تجاوزت المشيخات السابقة الهرمة والمنقرضة. تماما كما يحدث حاليا داخل الحلقة القيادية السعودية، وبعد ان تعلمت القيادات الشابة ابجديات الحراك الشعبي خلال العقود القليلة الماضية تتوجت بمشاهدة الربيع العربي يتخذ مناحي مختلفة من السلمية الى المواجهات الدامية، مرورا بالتدخل العسكري الخارجي. وان كانت احداث القطيف مؤسفة ندينها وندين التسلط السعودي المفضوح في معالجتها، الا انها ليست كل الخطر بل جزءا من خطر اعظم يهدد القيادة السعودية حاليا. واخطأ الاعلام عندما لم يبحث عن مشكلة اكبر من المشكلة الشيعية رغم حدتها وتجاهل تغييرات بنيوية خطيرة تختمر تحت السطح السعودي، وان كان غبار معركة القطيف واعلام جمهورية الاحساء والقطيف قد حجب الوضع المتأزم في السعودية عند الاكثرية. وربما هذا ما كان يصبو اليه النظام السعودي عندما اعتقل النمر واصابه جريحا معتقدا ان دمه سيحجب البركان القادم.{nl}المعارضة السورية‏..‏ ومخلب القط الغربي‏!‏ {nl}الاهرام ,, بقلم: د‏.‏ سعيد اللاوندي{nl}انتظرت طويلا أن تصدر جامعة الدول العربية بيانا تحتج فيه ـ علي الأقل ـ علي مهاجمة الطائرة التركية للأجواء الإقليمية السورية‏,‏ خصوصا بعد أن اعترف جول رئيس تركيا بذلك‏..‏ لكن للأسف لم يحدث‏..‏ ثم تذكرت أن الجامعة تأتمر بأمر غيرها من القوي الاستعمارية الكبري‏,‏ وبالتالي فإن الاعتداء علي سوريا هو أمر تتمناه جامعة الدول العربية منذ زمن‏..‏ برغم أن ذلك لا ينص عليه ميثاق الجامعة التي تعتبر سوريا عضوا مؤسسا فيه‏..‏{nl}والحق يقال إن الجامعة أصبحت مع الأمانة الحالية وربما الماضية أيضا, جامعة معارضة وليست جامعة دول أو نظم أو شعوب!! والدليل علي ذلك احتضان الجامعة لمؤتمر المعارضة السورية, وتلاسن البعض وتشاجر البعض الآخر.. والجامعة في شغل عن ذلك.. المهم أن نقول للسيد الأمريكي لقد نفذت ما أمرت به.. كما نقول لبعض دول الخليج لقد نفذت المخطط الأمريكي وبصفتكم تعملون عمل أمريكا بالنيابة أو الوكالة.. فأرجو أن تحاطوا علما! وهكذا تتحول جامعة الدول العربية الي سوط عذاب علي سوريا التي تتمني إسرائيل وأمريكا بالطبع أن تزال من علي الخريطة ولا يصبح لها وجود, لأنها لم تصادق إسرائيل وترفع عاليا صوتها تجأر بالشكوي لصالح الحق العربي الفلسطيني.. وتدافع عن هذا الحق بقوتها اذا لزم الأمر, المهم لقد وجدت أمريكا والقوي الغربية ضالتها المنشودة في المسماة: المعارضة السورية التي توظفها ـ والحال هكذا ـ كمخلب القط برغم أنها غير متجانسة ويتصور بعض معارضي الخارج أنهم سيصبحون رؤساء في سوريا كحال الرئيس التونسي الذي كان يجلس مع بعضهم علي تيراس المقاهي الباريسية يوما ما..{nl}وقبل أن يتهمني البعض منهم ـ والاتهام سهل علي ألسنتهم ـ بأنني موال للنظام السوري, أقول موضحا عدة حقائق:{nl}أولا: أن النظام في سوريا مثل بقية النظم في الدول العربية لا يخلو من استبداد.. والمؤسف أن المعارضة اياها تعتمد علي استبداد لكي تكافح استبدادا.{nl}ثانيا: إنني كعربي أدين العنف والقتل بالعشرات الذي يحدث في سوريا ولا أوافق عليه, وأري أن حياة الشعب السوري أغلي من أي نظام حكم آني ومستقبلي!{nl}ثالثا: أن آلة القتل لا تقتصر علي الجيش النظامي السوري فحسب, وانما تشترك معه المعارضة في الداخل والخارج وتتورط بعض النظم العربية بالتسليح تارة أو بدفع الأموال تارة أخري, أو بالاثنين معا, كما أن بقاء النظام في سوريا لمدة عام ونصف العام يؤكد أن غالبية الشعب السوري معه ويؤمن تماما بالمؤامرة التي تحيكها القوي الغربية وتنفذها المعارضة وبعض الدول العربية.{nl}رابعا: إن حالة السيولة التي تعيشها مصر وانشغال القوي السياسية فيها بالشأن الداخلي المصري, والوقيعة التي حدثت بين السلطات القضائية والتشريعية والتنفيذية جعلت المعارضة السورية تملأ الإعلام المصري وتتحدث وكأن مصر توافق علي مقولاتها التي تظهر الحق وتبطن الغدر! لكن هيهات أن يستمر هذا الأمر طويلا, فإسرائيل أعدي الينا من النظام السوري المفتري عليه.. وسوريا تقف حجر عثرة في طريق حلم إسرائيل من النيل الي الفرات! وأمريكا لا تعادي سوريا إلا لأنها ـ أي سوريا ـ لم تحاول أن تكسب ود إسرائيل وتضمن لها الأمن القومي الذي تريد.. كما تري أمريكا أن سوريا ـ ولا أحد غيرها ـ هي التي تقف في طريق تحقيق حلم الشرق الأوسط الكبير.. فاختلقت ما يسمي بقانون معاقبة سوريا وحظرت الأجواء الأمريكية علي بعض الدبلوماسيين السوريين, وجمدت أموال البعض من قبيل التضييق علي النظام السوري لكي يرضخ!{nl}خامسا: استخدمت أمريكا نفرا من المعارضة السورية, وأجبرت وسائل الإعلام الإقليمية والدولية لكي تبرز أخبارها.. ووزعت عليهم أسماء مثل التنسيقيات, والجيش الحر, والمرصد, وكلها أسماء لا أساس لها.. وكثفت الحديث عنها في وسائل الاعلام الدولية بحيث لا تفتح أي فضائية إلا وتجد أخبار المعارضة وكأن الدنيا قد أعقمت وليس فيها سوي أنباء المعارضة السورية! وقد قال لي أحد أقطاب المعارضة اياها ـ في مصر ـ إن له حسابا شخصيا مع النظام السوري الذي سجنه وسجن ابنه, وبالتالي لقد انضم الي جماعات المعارضة لكي ينتقم لنفسه! الشيء نفسه سمعته من قطب معارضة بارز في باريس عندما قال إنه حصل علي درجة الدكتوراه ثم عاد ليجد نفسه مدرسا في المرحلة الابتدائية.. ولما رفض النظام تصعيده عاد الي العاصمة الفرنسية ثم تحين الفرصة وقاد المعارضة ضد النظام انتقاما لنفسه.. المؤسف أنني لم أسمع من أي منهما أي حديث عن الشعب السوري الذي يتباكون عليه اليوم في الليل ويقتلون منه العشرات في النهار!{nl}سادسا: وهذا سؤال أسوقه لجماعات المعارضة جميعا كيف تريدونني أن أصدقكم وأنتم تنادون بالتدخل الأجنبي العسكري في سوريا.. ما معني يا قوم ـ المناداة والاستغاثة بالبند السابع في مجلس الأمن غير أن تستباح سوريا ويموت فيها الآلاف بدلا من العشرات.. وبماذا يا قوم تشتهون وماذا تريدون لسوريا غير الدمار.. ألم يتدخل الغرب في العراق.. فما هي أخبار العنف الذي يضرب أطناب المجتمع هناك.. والضحايا الذين يتساقطون كالذباب.{nl}سابعا: كيف تريدونني أن أصدق أمريكا والقوي الغربية الأخري.. ألم تتدخل أمريكا في العراق بحجة أن هناك أسلحة دمار شامل!! أم نسيتم هذا وتظنون أن أمريكا لم تصدق في العراق وسوف تصدق معكم؟!{nl}كما أنكم يا قوم تبيعون كل شيء من أجل حفنة مطامع وعدد من الكراسي تطمحون الي الجلوس عليها لكن يجب أن تتحصنوا ببلدكم سوريا, وليس بالجنسيات الأجنبية التي تحملونها وتكفوا عن لعبة الاستقواء بالخارج التي لعبها آخرون في زمن مضي.. وكانت النتيجة أن احترقوا.{nl}لقد خلطت جماعات المعارضة السورية الأوراق وظنت أن المسمي بالربيع العربي الذي نجح في دول عربية مثل تونس ومصر وليبيا واليمن سوف ينجح في سوريا.. لكن هيهات.. فأمريكا سوف تدفع لكم وسوف تقنع ذيولها في الدول العربية لكي تقوم بتسليحكم لكن اذا بقي النظام في سوريا ستكون هي أول المعترفين به.. ولكم يا قوم في تاريخ الأكراد درس وعظة!{nl}ألم تسألوا أنفسكم لماذا يتحدث الغرب عن جماعات المعارضة في سوريا وينسي أن يتحدث عن المعارضة في البحرين!! أو لعله يتناسي ارضاء للبحرين ودول أخري في المنطقة.. ونكاية في دول أخري! لا أحد يلوم الغرب اذا كانت له اجندات, فالسياسة الدولية علمتنا أن العلاقات الدولية تبني علي المصالح المشتركة.. لكن اللوم عليكم أنتم لأن الحكومات في سوريا زائلة لكن سوريا باقية.. وأنتم قد رضيتم الاستقواء بالخارج وبعتم الغالي والنفيس من أجل حفنة من الوعود..{nl}كيف تريدون بعد كل ذلك أن أصدق أنكم تعملون من أجل الشعب السوري!!{nl}رأي الدستور الاستيطان مستمر في غياب الموقف العربي{nl}الدستور الاردنية{nl}لم يعد الاستيطان عملا موسميا، أو ظاهرة دعائية بل هو القضية الأولى والأهم التي تلتزم بها حكومة العدو الصهيوني، وتحتل رأس أجندتها وتحرص على تنفيذها بأقصى سرعة وفقا لاستراتيجيتها الصهيونية بفرض الأمر الواقع.{nl}وبشيء من التفصيل فإن حكومة العدو تعتبر الاستيطان عملا مشروعا، ما دامت الأرض الفلسطينية المحتلة العام 1967، ارضا متنازعا عليها، كما تدعي، في حين ان القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية بخاصة القرارين 242 ، 338 يعتبران الضفة الغربية وغزة والقدس ارضا محتلة.{nl}وجاءت اتفاقية خريطة الطريق، لتؤكد تلك الحقيقة وتدعو لوقف الاستيطان، وهذا ايضا ما تضمنته تفاهمات انابوليس وما تؤكده قرارات اللجنة الرباعية الدولية، وكافة القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ومجلس حقوق الانسان في جنيف، والذي اتخذ قرارا مؤخرا بتشكيل لجنة تقصي حقائق للوقوف على الآثار الخطيرة للاستيطان على الحياة المدنية للشعب الفلسطيني، وهذا ايضا ما يتبناه الاتحاد الاوروبي الذي اتخذ قرارا بمقاطعة البضائع والمنتجات الاسرائيلية التابعة للمستوطنات، وهو ما تطبقه جنوب افريقيا وغيرها من دول العالم.{nl}ومن هنا يبدو اصرار حكومة المتطرفين الصهاينة على الاستمرار في الاستيطان، رغم مطالبة المجتمع بوقف هذا العدوان الخطير، ورفض رئيس حكومة العدو نتنياهو الاستجابة لتلك المطالب، والإصرار على اغتنام الظروف المناسبة سواء على المستوى الفلسطيني البائس، أو المستوى العربي الممزق بعد ان استوطنته لعنة داحس والغبراء واستغلال الدعم الأمريكي اللامحدود، والاوروبي المتواطئ.{nl}لقد أصبح الاستيطان عملا شبه يومي تمارسه حكومة العدو من حيث الموافقة على اقامة المستوطنات الجديدة، او توسيع القائمة بخاصة في منطقة القدس بهدف الإسراع بتحويل المدينة المقدسة لمدينة توراتية بأغلبية يهودية، وفي موعد اقصاه 2020، وقد تجاوز عدد المستوطنين اكثر من نصف مليون مجرم وقاتل ينشرون الموت والدمار في القدس وكافة الاراضي الفلسطينية المحتلة.{nl}مجمل القول: لقد عمل العدو الصهيوني على استغلال المفاوضات وحوّلها الى حصان طروادة لتكريس الأمر الواقع، من خلال رفع وتيرة الاستيطان حيث تمكن من الاستيلاء على 86% من اراضي القدس واكثر من 60% من اراضي الضفة الغربية المحتلة، وتحويلها الى كانتونات وجزر معزولة يستحيل معها اقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافيا.{nl}لن يتوقف الاستيطان إلا بإشعال الربيع العربي والعودة الى المقاومة الشعبية.{nl}مأساة الفلسطينيين الحقيقية بدأت مع اغتيال أول وسيط للأمم المتحدة{nl}المستقبل اللبنانية,, مراجعة: د. محمد م. الارناؤوط{nl}قد يبدو من المستغرب أن يتأخر صدور مثل هذا الكتاب في اللغة العربية الى الان على الرغم من أهميته بالنسبة لتكريس مأساة الفلسطينيين مع اغتيال الوسيط الدولي الكونت فولك برنادوت السويدي في 17/9/1948 بعد يوم واحد فقط من تقديم خطته الجديدة الى الامم المتحدة التي اعتبرتها الاوساط اليهودية المتشددة خطرا على الكيان الاسرائيلي الوليد ولذلك قامت باغتياله في القدس على أيدي مجموعة من منظمة "ليحي" (اختصار "المقاتلون من أجل حرية اسرائيل) التي اشتهرت أكثر باسم "شتيرن" نسبة الى مؤسسها ابراهام شتيرن.{nl}وتجدر الاشارة هنا الى ان الكتاب يمثل جانبا من اسهام السويد في حل القضية الفلسطينية، حيث حاولت ثلاث شخصيات سويدية ذات سمعة دولية ان تضع أساسا لسلام عادل يأخذ بالاعتبار حقوق الفلسطينيين ألا وهم الوسيط الدولي برنادوت ووالامين العام للامم المتحدة في خمسينات القرن العشرين وغونار يارنغ الممثل الخاص للامم المتحدة الى الشرق الاوسط خلال 1967-1973. وقد ترجم هذا الكتاب، الذي هو في الاصل رسالة دكتوراة في السويدية، الى الانكليزية في 1979 بينما لم يترجم الى العربية إلا الان على الرغم من أهميته للعرب بشكل عام والفلسطينيين بشكل خاص. وقد صدر هذا الكتاب الان بترجمة د. محمد مصالحة ود. زياد عيادات من كلية العلاقات الدولية في الجامعة الاردنية ومراجعة مادلين مازوبكيان.{nl}أهمية هذا الكتاب تأتي من تمكن صاحبه من الوصول الى أرشيف الامم المتحدة والارشيف الشخصي للكونت برنادوت وفريق العمل التابع له والارشيف الاميركي ومذكرات القادة اليهود والعرب الذين كان لهم دور في الاحداث، ثم في شخصية الكونت برنادوت حفيد ملك السويد اوسكار الثاني (1872-1907) الذي كان قد نجح في أول وساطة له بين الحلفاء وألمانيا النازية في نهاية الحرب العالمية الثانية، وجاء الى الشرق الاوسط بعد تعيينه وسيط للامم المتحدة في 20 أيار 1948 ليثبت قدرة فائفة على الغوص في تفاصيل الصراع الجديد العربي الاسرائيلي ويطرح بشجاعة أول تصور واقعي للحل بين الطرفين في 16 ايلول 1948 من دون أن يتصور أن هذا سيكلفه حياته في اليوم الثاني 17 ايلول 1948!{nl}وتجدر الاشارة الى أن الكونت برنادوت باعتباره وسيط المنظمة الدولية الجديدة (الامم المتحدة) التي ورثت الانتداب البريطاني على فلسطين بموجب عصبة الامم قد استند على قرار الجمعية العامة للامم المتحدة في 29 تشرين الثاني 1947 الذي أيد بالاغلبية (33 مقابل 13 وامتناع عشرة عن التصويت) اقتراح تقسيم فلسطين الى دولتين عربية ويهودية مع وحدة اقتصادية بينهما مع بعض التعديلات بحيث تضاءلت نسبة السكان العرب ضمن الدولة اليهودية المقترحة التي حصلت مع ذلك على نسبة 55% من كامل مساحة فلسطين. ومع قبول بريطانيا الدولة المنتدبة والوكالة اليهودية ورفض اللجنة العربية العليا أعلنت بريطانيا عن انسحابها من فلسطين في 15 أيار 1948. وعشية الانسحاب أعلن اليهود عن قيام دولتهم في 14 أيار، وهو اليوم الذي قررت فيه الامم المتحدة تعيين وسيط لها بينما تأخر تسمية الكونت برنادوت لهذه المهة الى 20 أيار 1948.{nl}اعتمد برنادوت على فريق عمل متخصص كما اعتمد على خبراء عرب ويهود (من بينهم أحمد الشقيري وهنري قطان وعبد المنعم مصطفى الخ) لابداء الرأي من دون المشاركة في اتخاذ القرار، كما اعتمد على دبلوماسية مكوكية (سبق بها كيسنجر) ساعدته على التواصل مع المسؤولين العرب واليهود الذين كانوا يعلنون أحيانا غير ما يسرون للوصول الى إطار عام مقبول لمختلف الفرقاء الاقليميين والدوليين. ولكن ماصعّب مهمته أن فلسطين أخذت تتحول آنذاك الى ميدان من ميادين الحرب الباردة الجديدة، ولذلك كان يتهم غالبا بالانحياز الى بريطانيا والعرب!{nl}وكان تعيين برنادوت قد جاء بعد خمسة أيام من اندلاع القتال بين العرب واليهود التي تم فيها تجاوز حدود التقسيم لـ 1947، ولذلك فقد استغل فترة الهدنة الاولى (11 حزيران 8 تموز 1948) لوضع خطته الاولى في 27 حزيران مع تأكيده على التوصل الى حل وسط. وكان من الملاحظ هنا ان برنادوت قد عاد الى مفهوم الانتداب البريطاني الاصلي الذي كان يشمل شرق الاردن، ولذلك فقد اقترح اتحاد بين دولتين عربية (فلسطين مع شرق الاردن) ويهودية على أن تكون الهجرة اليهودية الى فلسطين من شؤون الاتحاد وعلى ان يعترف للفلسطينيين بالعودة الى منازلهم واستعادة ملكياتهم. ومن الغريب هنا أن الخطة الاولى لبرنادوت قد هوجمت بعنف من قبل ممثل الاتحاد السوفييتي في الامم المتحدة اندريه غروميكو بكونها مطبوخة في وزارة الخارجية البريطانية، ورفضت من قبل العرب على حين ان اليهود اكتفوا بذلك النقد والرفض لان الخطة لم تكن تناسبهم بطبيعة الحال، وخاصة فيما يتعلق بتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة الى منازلهم واستعادة أملاكهم.{nl}ولكن بعد حرب الايام العشرة (9-18 تموز 1948) التي غيّرت الاوضاع على الارض لصالح اليهود جاءت جهود الكونت برنادوت الان بدبلوماسيته المكوكية لتحاول تصويب الاوضاع بعد أن اتضحت له مأساة الفلسطينيين أثر زيارته لمخيم رام الله، حيث سجل بقلمه "لقد شاهدت في حياتي كثيرا من مخيمات اللاجئين، لكني لم أشهد مثل هذه المناظر المروعة التي رأتها عيناي في رام الله". وقد أخذ رسالة مهمة من المؤرخ الفلسطيني عارف العارف (الذي كان آنذاك حاكما اداريا لرام الله) حيث لفت نظره في حديثه معه الى "ان اللاجئين يؤمنون بعدالة قضيتهم ويمكن أن يعلموا أولادهم لاجيال قادمة على محاربة اليهود".{nl}ومع هذه "الرسالة" بنى الكونت برنادوت تصورا مختلفا في خطته الثانية التي رفعها الى الامم المتحدة في 16 ايلول 1948 والتي أدت الى اغتياله في اليوم الثاني في القدس. ففي تقريره الى الامين العام للامم المتحدة انطلق برنادوت من ان "القادة العرب أصبحوا على درجة كبيرة من السخط جراء حالة اليأس المتزايدة بين اللاجئين، ورأوا في حل هذه المسألة أساسا لتسوية القضية الفلسطينية". ومن هنا يلاحظ ان برنادوت في خطته الثانية قد ضم كامل النقب للدولة العربية المقترحة بحيث لم يترك للدولة اليهودية سوى 20% من مجموع المساحة الكلية لفلسطين، كما نص على "تأكيد الامم المتحدة على حق اللاجئين العرب في العودة الى منازلهم في المناطق المسيطر عليها من قبل اليهود في أقرب وقت ممكن.. ودفع تعويضات مناسبة عن ملكياتهم في حال اختار بعضهم عدم العودة". وبالاضافة الى ذلك فقد أوصى بجعل ميناء حيفا ومطار اللد حرّين، كما انه ترك هذه المرة مصير الدولة الفلسطينية المقترحة الى الجامعة العربية.{nl}ومع أن موسى شرتوك وزير خارجية اسرائيل أقسم آنذاك على الذهاب الى الجمعية العامة للامم المتحدة لشن حرب ضد خطة برنادوت الجديدة، التي لم تكن تناسب اسرائيل أبدا، الا أن المندوبين العرب سبقوه الى ذلك بشن حملة عنيفة ضد هذه الخطة. ويعبّر هنا المؤلف عن استغرابه لتشكل هذا التحالف المعارض لخطة برنادوت الذي كان يشمل الدول العربية واسرائيل ومؤيديها في الغرب والاتحاد السوفييتي ومؤيديه في العالم!{nl}أما ما آل اليه الوضع بعد رفض الخطة واغتيال برنادوت في اليوم التالي فقد كان تجدد القتال في تشرين الاول 1948واحتلال القوات الاسرائيلية لكل الجليل ولكل النقب ما جعل اسرائيل تستحوذ على 77% من "فلسطين في عهد الانتداب" وترغم الاردن ومصر ولبنان وسوريا على توقيع اتفاقيات الهدنة خلال شباط تموز 1949.{nl}ويبقى أخيرا أن نشير الى ان الذين نفذوا اغتيال برنادوت كانوا ثلاثة من منظمة ليحي أو شتيرن (ناثان فريدمان واسرائيل شيب واسحق شامير)، وينقل المؤلف عن أحد هؤلاء الثلاثة قوله الصريح "لقد نظرنا الى برنادوت كرجل خطير جدا. لقد كان شخصية دولية تم تعيينها من قبل مجلس الامن، وكانت خطته تعني نهاية الامل بالنسبة للدولة اليهودية... نعم أنا أتحمل المسؤولية الكاملة بصفتي عضوا في اللجنة المركزية التي قررت ذلك وأنا فخور بقتل برنادوت".{nl}السؤال الكبير هنا: مالذي نستخلصه من هذا الكتاب المهم الذي تأخرت ترجمته الى العربية أكثر من ثلاثين سنة ؟{nl}مشروع إسرائيل للتسوية: عنصري{nl}المستقبل اللبنانية ,, محمد السمّاك{nl}أعدت حكومة بنيامين نتنياهو خطة "لحل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني". تتألف الخطة من خمسة عوامل هي:{nl}أولاً: السيادة الكاملة على مدينة القدس.{nl}ثانياً: فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية.{nl}ثالثاً: فرض مظلة أمنية اسرائيلية على الضفة الغربية.{nl}رابعاً: اسقاط أي حق بالعودة للفلسطينيين.{nl}خامساً: بسط السيادة الاسرائيلية على المنطقة (ج) من الضفة الغربية بعد منح الجنسية الاسرائيلية لخمسين ألفاً فقط من سكانها البالغ عددهم 150 الفاً. أما المئة ألف الباقين فيجري تهجيرهم الى البقية الباقية من الأرض الفلسطينية والى دول الجوار: الأردن سوريا لبنان ومصر.{nl}بموجب هذه الخطة يبقى للفلسطينيين 9 بالمئة فقط من أرضهم لإقامة دولتهم عليها.{nl}ومن خلال مصادرة 91 بالمئة من الأرض الفلسطينية يكون المشروع الاسرائيلي الجديد قد التزم بمبدأ تهويد القدس ويهودا والسامرة. ثم انه من خلال منح الجنسية لخمسين الف فلسطيني من سكان هذه المناطق، يكون المشروع قد رد على الاتهامات الدولية الموجهة الى اسرائيل بالتمييز العنصري ضد الفلسطينيين(؟){nl}في عام 1947 أقرت الجمعية العامة للأمم التحدة مشروعاً بإقامة دولتين فلسطينية واسرائيلية. ولكن الدولة الفلسطينية لم تقم حتى الآن. أما اسرائيل فقد أصبحت عسكرياً خامس دولة في العالم. ولكن هذه الدولة التي بدأت صهيونية علمانية تكاد تنجز عملية تحولها الى دولة دينية يهودية.{nl}منذ عام 1975 أدركت الأمم المتحدة هذا التوجه وحذرت منه حتى انها اتخذت قرارها الشهير باعتبار الصهيونية شكلاً من أشكال العنصرية. في ذلك الوقت كانت الحملة العالمية على العنصرية في جنوب افريقيا تتصاعد حتى تمكنت من اسقاط النظام العنصري بعد سنوات قليلة. أما اسرائيل فقد ازدادت عنصرية. ومع ذلك فان الأمم المتحدة تراجعت وسحبت في عام 1991 قرار الادانة بالعنصرية.{nl}وتحت مظلة سحب الادانة سرّعت اسرائيل الخطى العنصرية باحتلال المزيد من الأرض وتهويدها، وبالتضييق على الفلسطينيين العرب مسلمين ومسيحيين ومصادرة أملاكهم ودفعهم الى الهجرة. وهي اليوم تنفذ على مراحل التطهير العنصري من خلال سلسلة المستوطنات اليهودية. ومن آخر معالم هذا التطهير العرقي، المشروع الذي تعمل حكومة نتنياهو على تنفيذه، والذي تصفه بأنه مشروع حلّ الصراع مع الفلسطييين.{nl}يعرف الاسرائيليون ان حكومتهم تنفذ سياسة عنصرية، حتى من قبل أن يتبوأ نتنياهو السلطة. ففي عام 1991 ضم رئيس الحكومة الاسبق اسحاق شامير الى حكومته حزب "موليديت" وهو حزب عنصري بامتياز يطالب بالتخلص من العرب وبطردهم مما يسميه "أرض الميعاد". يومها حذر بيني بيغن أحد اركان حزب الليكود الذي يترأسه اليوم نتنياهو، وابن مناحيم بيغن الذي وقع مع الرئيس أنور السادات على اتفاقية كمب دافيد في عام 1979، حذر من أن ضم حزب "موليديت" الى الحكومة سوف يجدد التهمة بالعنصرية الموجهة الى اسرائيل. يومها ألقى شامير بالتحذير في سلة المهملات. وهو ما يفعله اليوم بنيامين نتنياهو أيضاً مستعيناً بحليفه في الحكومة حزب "موليديت" ذاته؟.{nl}وتمضي اسرائيل قدماً في برنامج التهويد وراء الغبار الكثيف الذي تطلقه حركات التغيير التي تعصف بالعالم العربي، وانشغال العرب بهمومهم الداخلية العميقة والفلسطينيين بخلافاتهم الأشد عمقاً، مستفيدة من فرصة العجز العربي عن أي تحرك يوقف أو يعرقل أو حتى يكشف عنصرية ما تقوم به في الأراضي الفلسطينية المحتلة.{nl}كما ان اسرائيل توظف تراجع العلاقات العربية الإيرانية، وتدهورها لدعم مشروعها العنصري غير عابئة بأي رد على مستوى العالم الاسلامي.{nl}ثم ان الظروف الدولية توفر لها غطاء مثالياً من حيث التوقيت. فالولايات المتحدة منشغلة بانتخابات رئاسة البيت الأبيض. والاتحاد الروسي منشغل بمرحلة ما بعد انتخابات رئاسة الكرملين. والطرفان الأميركي والروسي منشغلان في عمليات اعادة صناعة الحلفاء وترميم التحالفات الدولية استعداداً لما يبدو انه "حرب باردة ثانية" وسط الأزمات المالية والاقتصادية الشديدة التي تعصف بهؤلاء جميعاً!.{nl}فالعالم منشغل بنفسه وبمشاكله، وآخر همه هو ما تقوم به اسرائيل من تهويد، وما تمارسه من عنصرية، وذلك خلافاً لما كان عليه الأمر عندما شدد العالم الخناق على النظام العنصري في جنوب افريقيا حتى اضطره الى الاستسلام والسقوط. ويشجع هذا الواقع نتنياهو وحكومته على اتباع سياسة "حرق المراحل" في مشروع التهويد والتوسيع ليس في القدس وحدها، ولكن في معظم مناطق الضفة الغربية أيضاً. ولكن لا يستطيع نتنياهو أن يفعل ذلك من دون اصطناع غطاء تبريري ما.{nl}بعد عام 1967 أي عام احتلال القدس والضفة الغربية اضافة الى سيناء ومرتفعات الجولان ربطت اسرائيل استراتيجيتها بالاستراتيجية الأميركية القائمة على محاربة الشيوعية. حتى بدا ان اي استهداف لاسرائيل على خلفية توسعها على حساب العرب وعنصريتها، هو استهداف غير مباشر للمعسكر الأميركي وحلفائه واضعاف له. واستمرت على هذا الربط حتى انتهاء الحرب الباردة وسقوط الاتحاد السوفياتي.{nl}فكانت عملية صناعة العدو الجديد للمعسكر الغربي. وكان هذا العدو المصطنع هو الاسلام. حتى اذا وقعت الجرائم الارهابية في عام 2001 في نيويورك وواشنطن، جرى ربط الارهاب بالاسلام، واصبحت اسرائيل جزءاً أساسياً من استراتيجية أميركية غربية لمحاربة الارهاب. وقد تمكنت عبر اللوبي الصهيوني والمحافظين الجدد في ادارة الرئيس جورج بوش الابن، من استدراج الولايات المتحدة الى الحرب على العراق. وجرى تبرير ذلك بأن نظام الرئيس السابق صدام حسين متعاون مع القاعدة، وانه يملك أسلحة دمار شامل. وقد ثبت أن ذلك كله كان ادعاء كاذباً.{nl}ولكن بعد انكشاف هذا الربط الوهمي المصطنع وإسقاطه بسقوط ادارة بوش، جرى اختراع شعار تخويفي جديد يجدد ربط اسرائيل بالتحالف الغربي. ويتمثل هذا الشعار في صعود "الاسلام المتطرف".. والملف النووي الإيراني.. وما يمثله هذان الامران من خطر على السلام العالمي وعلى الديمقراطية؟!.{nl}ولكن ذلك لا يعني بالضرورة ان الضمير العالمي قد مات. بل انه لا يعني ان الضمير اليهودي قد مات أيضاً. فهناك أصوات ترتفع منددة بالسياسة العنصرية التي تنتهجها حكومة نتنياهو محذرة من عواقبها الوخيمة، ليس فقط على اسرائيل انما على سمعة اليهودية ايضاً.{nl}ففي الشهر الماضي صدر في الولايات المتحدة كتاب جديد عنوانه:" معرفة الكثير: لماذا يصل الحب الأميركي باسرائيل الى النهاية؟". ومؤلف الكتاب نورمان فنكلشتاين هو أكاديمي يهودي أميركي. وفي هذا الكتاب الجريء الذي يتهم فيه الاتحاد السوفياتي السابق بانه كان وراء اشعال حرب 1967 ـ ينتقد بشدة مؤسسات حقوق الانسان الدولية لسكوتها على الجرائم التي ترتكبها اسرائيل بحق الانسان الفلسطيني، كما ينتقد وبشدة ايضاً المجلس الاعلى للقضاء في اسرائيل ويتهمه بالتواطؤ مع السلطة الاسرائيلية لتمرير اجراءات غير قانونية وغير أخلاقية تنتهك حقوق الفلسطينيين في الأراضي المحتلة وفي اسرائيل بالذات.{nl}وكان قد صدر قبل ثلاثة أشهر كتاب آخر لكاتب يهودي أميركي آخر هو بيتر بينارد عنوانه:" أزمة الصهيونية". وفيه يكشف المؤلف عن مخاطر التحول الى العنصرية باسم الصهيونية. وكان استاذ أكاديمي يهودي يدعى آلان ديرشوتيز طُرد من جامعة ديبول بسبب نشره كتاباً أكاديمياً عنوانه "صناعة الهولوكوست". وفيه كشف كيف ان اسرائيل وظفت واقعة الهولوكوست توظيفاً سياسياً لتعزيز دفاعاتها الحربية نووياً وعسكرياً. ولا يزال هذا الاستاذ الجامعي عاطلاً عن العمل منذ طرده من الجامعة في عام 2007!!.{nl}ثم ان العديد من المؤسسات الثقافية والأكاديمية في العالم، بما في ذلك في بريطانيا، تقاطع الجامعات في اسرائيل لأن هذه الجامعات تسكت على جرائم حكومة نتنياهو في ممارسة التمييز العنصري والديني ضد الفلسطينيين العرب المسلمين والمسيحيين، وتنتهك حقوقهم الانسانية التي أقرتها شرعة حقوق الانسان ومقررات الأمم المتحدة ومواثيق جنيف الدولية.{nl}وما كان لمنظمة اليونيسكو أن تمنح فلسطين عضوية المنظمة لولا الدور الذي مارسته هذه المؤسسات الثقافية الدولية دفاعاً عن الحق الفلسطيني. غير ان الرد الاسرائيلي على قرار اليونسكو تمثل بالمزيد من التهويد انتهاكاً لمقررات اليونسكو بشأن المحافظة على الصروح الثقافية الدينية في المدينة المقدسة، وبالمزيد من العنصرية.. فهل تعود الجمعية العامة للأمم المتحدة الى قرارها السابق باعتبار اسرائيل شكلاً من اشكال العنصرية ؟.<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/07-2012/عربي-158.doc)