Aburas
2012-07-17, 09:26 AM
أقـــــلام وأراء ملف رقم (159){nl}حـــوار فـي قضــية اليـــوم{nl}عن القدس العربي{nl}ردا على رئيس التحرير: تسميم عرفات.. ام افلاس سلطة؟{nl}بقلم: محمد سعيد{nl}كيف يمكن للسلطة ان تطلب التحقيق في جريمة خططت لها اسرائيل ونفذتها بأيد فلسطينية او غير فلسطينية في الوقت الذي توسط فيه الحكومة الاسرائيلية للحصول على قرض من صندوق النقد الدولي؟{nl}اوافقك الرأي بأن الضجة التي اثيرت حول هذه القضية ستتبخر خلال فترة قصيرة، الا اذا كانت اثارتها في هذا الوقت ترمي الى تحقيق اهداف اخرى كاحراج السلطة واثبات عجزها او ربما ادانتها لان بقاءها او بقاء بعض رموزها لم يعد مجديا لامريكا واسرائيل.{nl}آخر ما يمكن ان نفكر به هو ادانة اسرائيل او ان من أثار هذه القضية يسعى للوصول الى هذه الادانة وهو يعلم مسبقا ان هذه الادانة مستحيلة. لا بد ان وراء اثارة هذه القضية بعد ان طواها النسيان اهدافا سياسية اخرى لا ترمي الى ادانة اسرائيل بل تصب في مصلحتها.{nl}عرفات مفجر الانتفاضات{nl}بقلم: محمد ولد خوتي{nl}ان الزعيم الشهيد عرفات رحمة الله عليه، الذي حوصر واغتيل بسبب رفضه الانبطاح والتنازل عن القضية الفلسطينية، التي حملها على ظهره ما يقارب أربعة عقود، ستظل روحه الطاهرة تطارد كل من شارك في اغتياله من قريب أو بعيد، وهي على وشك تفجير هذه المرة ليس انتفاضة وانما قنبلة في رام الله، الوضع ملتبس، الكل يتظاهر بأنه مستعد ليتعاون ونحن نفقه من كان يلهث وراء السلطة حينئذ لما كانت أمريكا واسرائيل والحلفاء يدعون أنه ليس هناك شريك للتفاوض فتدخلوا وبدلوا وغيروا في مؤسسات المنظمة وبدأ التفاوض وكانت النتيجة صفرا، واهانات واذلالا واستيطانا و...ثم ، أن يتوسل المحتل من الاحتلال ليتوسط له في الحصول على قرض، انها قمة الافلاس كما أنها دليل على مدى تفاهم وتوافق المحتل مع الاحتلال وللتوضيح فالتعاون ليس فقط في هذا الجانب! وانما في مجالات أخرى وعلى رأسها الأمن.{nl}بانتظار ربع الفلسطينيين{nl}بقلم: ثائر اسماعيل {nl}نحن فلسطينيو الشتات اصبحنا نعيش الغربة الاكثر ظلاما منذ ما يقارب الست سنوات ليس لاننا لسنا في فلسطين ولكن لان اسم فلسطين اصبح منسيا تماما ولا تكاد تجد من يتكلم عن المقاومة والثورة والحقوق والسبب اننا تأثرنا بشكل سلبي كبير بما يحدث في فلسطين بعد ان انتجت السلطة الفلسطينية النموذج الغريب للفلسطيني الجديد الذي لا يعرف سوى راتبه ولقمة عيشه واقامة المهرجانات التي لا تليق بأوضاع من هم تحت نار الاحتلال وممارساته العنصرية والتهجيرية، حل السلطة الذي نعتبره تغييرا منهجيا لكفاح الشعب الفلسطيني ليس تخوينا بأحد ولا يعود لممارسات السلطة واخطائها المتراكمة وليس لحدث جديد مثل قضية التحقيق باستشهاد عرفات. وانما تغيير مسار وانتهاج استراتيجية جديده مبنية على القوة والضغط على العدو من خلال نقل وصاية السلطة وجعلها من مسؤوليات الاحتلال وتفجير انتفاضة ثالثة تعيد حسابات القوى الكبرى وتعيد القضية الفلسطينية الى مكانها الصحيح، اتذكر ابن الانتفاضة الاولى عندما كانت الاية معكوسة حيث ادت بركات الانتفاضة الى جعل اسحاق شامير يتسول الاموال الاوروبية والغربية لتغطية نفقات وخسائر ما احدثته تلك الانتفاضة التي صدعت اساسات دولة الكيان، وكادت ان تنهيها لولا الوقوع بخطأ مدريد ثم اوسلوا الذي اعاد الحياة لاسرائيل بعد ان كانت في شبه موت سريري وهذه حقيقة لا خيال، السلطة الفلسطينية ليست بحاجة الى مؤامرة لكي تسعى الدول الكبرى لتصفيتها وهي التي قدمت ما لا تقدمه سلطة خضعت للاحتلال، فقد مدت يدها نحو السلام وما تزال ولاجل عيونها اصبحت اسرائيل ومنذ ستين عاما من اكثر الدول امنا بفضل التنسيق الامني وما قدمته السلطة الفلسطينية من تعاون في هذا المجال اذا لا اساس ابدا لما يشاع بأن فتح ملف عرفات في هذه الاوقات هو لتصفية السلطة، والدليل ما تقدم وذكر من خدمات بناء عليه وصف احد قادة العدو ورئيس الشاباك السابق بان احتلالهم لفلسطين احتلال ديلوكس وبدون اتعاب اضافية، نقول للسلطة كما قال الاستاذ عبد الباري فلنضع الاحتلال امام مسؤولياته، واستريحي واتركي الشعب يختار مصيره فلديه تجربة كبيرة بل وتجربة تعلم منها الشعب العربي الاصيل وفجر ربيعه بنفس الطريقة وعلى فلسطين ان تقدم النموذج الجديد للثورة ثورة الفيس بوك والكرامة.{nl}مادا يفيد الشاة بعد سلخها؟!{nl}بقلم: خوجة كلثوم - الجزائر{nl}بعدما كانت القضية الفلسطينية قضية عالمية تدرجت لتصبح قضية عربية ثم دجنت لتصبح قضية الشرق الاوسط، وها هم اليوم اعداء الامة يحولونها بتخاذلهم الى قضية محلية.. ليصبح الفلسطيني يكابد المحن والاهوال منفردا لا يسانده او يؤازره احد..{nl}لقد صدق من قال 'ماذا يفيد سلخ الشاة بعد ذبحها' اي فائدة سيجنيها الفلسطينيون من اعادة تشريح جثة المناضل عرفات وحتى ان ثبت موته غدرا، هل هذا سيغير من حالة البؤس والفاقة التي يعاني منها ابن غزة او ابن رام الله.. لا شيء.. هي زوبعة وتلهية عن الواقع الماسوي الاجتماعي والاقتصادي الذي تعيشه فئات واسعة من المواطنين الفلسطنيين.. لم يخطىء من قال 'لقد اكلت يوم اكل الثور الابيض'. ضاع حق الفلسطيني يوم ضاعت كل حقوق العرب.{nl}تقزم القضية الفلسطينية!{nl}بقلم: مهاني فؤاد - المغرب{nl}إن هذا لشيء مؤسف ويدمي القلب بعدما تقزمت القضية الفلسطينية بيد سلطة رام الله ووصلت إلى هذه الدرجة من الذل والخذلان. حيث أصبحت هذه السلطة عبارة عن مرتزقة باعت قضيتها وتخلت عن ثوابتها التي دفع الشهيد عرفات ثمنا لها. وأصبح شغلها الشاغل هو التفكير في الرواتب وجمع الأموال لتظل في السلطة. وأرجو من السعودية أن لا تعطي فلسا واحدا لعباس الذي لم يستطع حتى متابعة جريمة قتل أبو عمار من طرف الصهاينة إلى نهايتها وترك دمه يمشي هدرا مقابل حفنة من الدولارات. هؤلاء الصهاينة سوف لن يرحموا سلطة رام الله وسيزدادون في مساومتكم حتى تقدموا لهم تنازلات أخرى هذا إذا بقي لكم ما تتنازلون عنه.{nl}نريد المحاسبة اليوم{nl}بقلم: تحسين معروف{nl}من ورطنا في اتفاقيات اوسلو دون عمل خط رجعة نريد محاسبته.. من وزر وزارة بدون كرامة نريد محاسبته. من نظم عشرات الالاف من الموظفين بدون وظائف نريد محاسبته. من اوقف المقاومة بكل انواعها نريد محاسبته. من شرع التجسس لصالح اسرائيل وحلله نريد محاسبته. من ازاح عبء ادارة الضفة وغزة عن كاهل اسرائيل نريد محاسبته.{nl}دوائر عميلة كانت تحيط بابو عمار في المقاطعة نريد كشف الاسماء ومحاسبتهم. من جلدنا على ظهورنا 18 عاما بدل اسرائيل نريد محاسبته. من قلب قضيتنا من قصة شعب مقاوم الى قصة شعب يرمرم على موائد اللئام نريد محاسبته. نريد ان نبدأ من الصفر كما بدأنا يوم 9 يونيو 1967. {nl}عرفات.. ولغز النهاية!{nl}بقلم: هند دويكات عن القدس العربي{nl}لم تكن قناة الجزيرة الفضائية قد وجهت إصبع الاتهام إلى أحد في ظاهر الأمر حينما أسمت تحقيقها المصور حول موت ياسر عرفات بـ 'ماذا قتل عرفات؟'، فهي تود بذلك أن تترك التساؤلات تعصر رؤوس المعنيين بموته وغير المعنيين للوصول إلى ما ترغب هي بإيصاله ضمنياً عبر إشاراتها المتعددة لـ 'مَن قتل عرفات؟'. حسناً.. إذن هي معطيات تتطلب مسألة لا العكس.{nl}- لعل لجوء سهى عرفات إلى قناة 'الجزيرة' بطلب إعادة وضرورة التقصي والبحث في ملف موت ياسر عرفات ما هو إلا صورة معكوسة عما حدث بين الطرفين المذكورين ربما، فالقضية معلقة منذ ثماني سنوات، وياسر عرفات كان زوجاً لها في ذلك الوقت أيضاً وليس في هذه الآونة فقط، فهل تكون الجزيرة هي من توجهت إلى سهى عرفات بطلب إعادة التحقيق ولم تكن الأخيرة سوى أداة استكمال بحث؟{nl}- من البديهي في أي ظرف مشابه أن تتجه نظرات الإدانة إلى العدو الصريح والتقليدي، وذاك ما سينادي به الجميع عندما يُقال أن عرفات قُتل ولم يمت، وهذا ما حدث فعلاً بُعيد وفاته مباشرة، أي قبل أن تحقق الجزيرة في شأن موته وأسبابه، ومع ذلك فإن النتائج الأولية - إن صح القول - لمعرفة السبب أظهرت وجود مادة البولونيوم والتي أفادت كذلك بأنها مادة مصنعة في مفاعل نووي، فهل كانت الجزيرة معنية بإثبات شكوك الكثيرين حول قاتل عرفات المفترض فقط لا غير (وخاصة مع تكرار الإشارة عبر التحقيق بأن مثل هذه المادة لا تصل إلى الضحية إلا عبر الطعام أو الاستنشاق أو الحقن مباشرة) ؟{nl}- توفي ياسر عرفات وانتهت الانتفاضة الثانية وبقيت بعض الأسماء البارزة في الصف القيادي الفلسطيني داخل السجون الإسرائيلية رغم تعاقب صفقات التبادل، وتم تسليم وتسلّم السلطة، وظل أمر وفاة المذكور أعلاه طي التناسي أوالتغييب، وكأن الأمر وصل إلى النقطة المرجوة من قِبَل جلّ الأطراف، فهل تعني إعادة فتح ملف وفاته الآن أن طرفاً ما لم يعد معنياً بالصمت أكثر؟ وهل وجد ضالته باستخدام هذه القنبلة في سبيل إنجاز غاية يعقوب؟{nl}- سارعت الرئاسة الفلسطينية إلى الإعلان عن استئناف عمل لجنة التحقيق في مقتل عرفات عقب ساعات من عرض تحقيق الجزيرة حول أسباب موت الأخير، فهل يعني ذلك أن البحث في ملابسات وفاته كان متوقفاً منذ مدة ليست بالقصيرة بانتظار دفعة إعلامية؟ وهل كان موقف السلطة الفلسطينية هذا من باب تذكّر المسؤول مسؤوليته أم من باب دفع ما يمكن دفعه من شبهات؟{nl}- مما يلفت النظر في أقوال آفي ديختر، الرئيس الأسبق للشاباك (جهاز الأمن الداخلي العام في إسرائيل)، في تصريحاته حول الأسباب المعلنة في تحقيق الجزيرة، إصراره على انتقاء كلمات تفيد التورية، فيركز على لفظ 'لم يلمس الأمن الإسرائيلي طعام عرفات'، فهو لا ينفي التهمة تماماً عن الجانب الإسرائيلي وفي ذات الوقت يركز على تفاصيل الوسيلة التي ربما استخدمها آخرون سوى إسرائيل، فهل يشير بذلك إلى أن طعام عرفات تم لمسه فعلاً ولكن من قبل أيدِ كثيرة؟{nl}- تمر السلطة الفلسطينية الآن بوضع لم يماثله في السوء وضع سابق، من ذبحة اقتصادية إلى أزمة الحراك الفئوي السلمي إلى تعسر المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية واصفرار العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية، فضلاً عن تخلّف الوعود الدولية بتسريع إجراءات الدعم والإصلاح والتصليح، فهل تكون إعادة نكأ جرح نوفمبر 2004 نقطة لصالح السلطة في ظل هذه المعضلات أم تكون الحلقة الأكثر ضرراً في سلسلة مشكلاتها؟{nl}- تحقيق الجزيرة أثبت مبدئياً أن عرفات قُتل مسموماً، وعقيلته سهى عرفات تطالب باستخراج جثته لاستكمال ما ابتُدِأ به وإقرار صحة النتائج الأولى، وبذلك توضع الكرة في ملعب أعمدة إدارة السلطة الفلسطينية، هل يقبلون حقاً باستخراج الجثة على أمل استخراج الحقيقة معها وطمر الشكوك ونشر الستر والمتسترين والرضى بكل ما سيكون.. أم تُسكِت حرمة الموت (أو حرمة شيء آخر!) صوت المتهم والبريء في آن معاً ويظل الوضع على ما هو عليه إلى يوم البعث والحساب؟{nl}مهما تكن نتيجة الإجابات والبحث والتقصي والتمحيص، فهي في صالح ياسر عرفات وحده ما زال ميتاً .. وليست في صالح أحدٍ سواه!{nl}في ذكرى غسان كنفاني لا تهرب ولا تخف إثبت وواجه!{nl}بقلم: سليمان الشّيخ عن المستقبل البيروتية{nl}النار من مستصغر الشرر، والدرس الصغير في الحكاية أو الأمثولة أو الواقعة، يمكن له أن يصبح إذا ما تم رصفه مع غيره من دروس؛ جزءا من وشم في حياة الناس وذاكراتهم ووقائع أيامهم. صحيح إن الوقائع قد لا تتماثل، لكن يبقى فيها من شبهة التشابه القليل أو الكثير, ويبقى من المهم الاستفادة من دروسها التي تسجل حضورها بين حين وآخر، خاصة إذا ما تكررت الوقائع أو تشابهت، لأن تجارب الناس ودروس حياتهم التي تم خطها، والتي بقيت في ذاكراتهم، وفي كتب أيامهم وتواريخهم؛ تفيد أن الشيء بالشئ يُذكر أو يذكّر.{nl}والنص المستخلص من واقعة "لا تخف.. إثبت وواجه" جاء أوان التذكير بها من استخلاصات درس صغير تم تسجيله في العمر المبكر الذي أخذت تخطه النكبة في حياة الفلسطينيين منذ أيامها الأولى. ويفعل الشتات فعله في مسيرة عذابهم المقيم حتى يومنا هذا.{nl}الواقعة الصغيرة سجلها عدنان كنفاني الأخ الثالث لغسان في كتابه "صفحات كانت مطوية" الصادر عام 2000، عن شقيقه غسان، بما أننا دخلنا في السنة الأربعين من واقعة اغتياله وابنة شقيقته لميس في الثامن من تموز/يوليو عام 1972. ذكر عدنان أن عمره كان بين السادسة والسابعة، في حين إن عمر غسان كان نحو 12 عاما، وسجل: "في أيام النكبة الأولى وعندما كانت العائلة تعيش في كوخ مخلع قائم على تلة من تلال بلدة الغازية الجنوبية اللبنانية، حدث التالي: فجأة برز وكأن الأرض انشقت عن كلب ضخم، وقف غاضبا مستفزا أمامي وجها لوجه، جمد الدم في عروقي، وأدركت أنني هالك لا محالة، فقررت أن أطلق ساقي للريح. صرخ غسان: إياك أن تتحرك، لوّح له بقبضة يدك، كأنك تمسك حجرا، وانظر في عينيه مباشرة، وحين فعلت والرعب يملأ قلبي، ذهلت، لقد نكس الكلب رأسه ومضى بهدوء شديد".{nl}ولأن الشيء بالشيء يذكر أو يذكر.. فليس مستغربا وليس مدهشا أو مذهلا أن يتداول ثوار مصر في مواجهاتهم مع البلطجية والفلول وبعض قوى الأمن، الذين كانوا يغيرون عليهم بالحديد والجنازير والسكاكين والسيوف والرماح. إنهم كانوا يتداولون في ما بينهم كلمة سر، أصبحت من موجبات أسلحة المواجهة والصمود والنزال في معركتهم الطويلة مع أعداء الثورة: "لا تهرب ولا تخف .. إثبت وواجه" لأنك إن هربت داستك سنابك الخيول والجمال وحراب المهاجمين، وربما تعرضت الثورة للخطر أو الاندحار.{nl}وفعلا.. فإنهم ثبتوا وواجهوا، ومارسوا الفعل الإيجابي المقاوم، وتحولوا إلى مهاجمين؛ بعد أن كانوا عرضة لهجوم البلطجية. صحيح إنه سقط من بينهم ضحايا وجرحى، إلا أن إرادة الثورة والمواجهة والصمود انتصرت وسادت واستمرت، لأن دروس الحياة والتاريخ قلما يمكن أن يخط مدادها، إلا من عبق دم الضحايا وبطولاتهم وتضحياتهم ومبادراتهم .{nl}وللحرية الحمراء باب{nl}بكل يد مضرجة يدق.{nl}صحيح إن حب الحياة واجب، إلا أن الدفاع عنها أوجب. لذا .. لا تهرب ولا تخف.. إثبت وواجه وقاوم.. لتنتصر.{nl}الاخوان المسلمون والقرار الاستراتيجي{nl}بقلم: عدنان سعد الزعبي عن العرب اليوم الأردنية{nl}من يتطلع لخارطة العمل السياسي في الاردن يقر تماما أن مشاركة الاخوان في الانتخابات المقبلة مسألة أساسية ومطلوبة لإثراء العمل السياسي الاصلاحي في الأردن الذي لا يكتمل إلا بمشاركة الأطياف والتيارات والالوان كاملة . وكلنا متفقون على ضرورة المشاركة لأن النقيض من ذلك عزلة الإخوان وعدم قدرتهم على المشاركة الحقيقية في المطبخ السياسي الذي يتم تحت قبة البرلمان . فالبرنامج الاصلاحي سيسير وبأي حمل كان ، خاصة وأن الدولة الأردنية تنظرإلى نهاية خط المسير باعتباره هدفا لا بد من الوصول اليه .{nl}الاخوان حقيقة في وضع لا يحسدون عليه ، فقرار المقاطعة قرار ليس سهلا وقد تم اتخاذه على خلفيات داخلية حملت صور القديم والجديد والتناقضات في الطروحات والمراهقة السياسية عند بعضهم والذي اثر بشكل واضح على العقد الفريد الذي صاغه الاجداد من الإخوان لمسيرة العمل الاخواني في الاردن . هذا ايضا لردة الفعل الحمائمية التي عبرت عن رفض اي تدخل بشؤونهم من اي كان خارج حزبهم .{nl}نحن نقر بان عدم المشاركة فيه انتقاص من العملية الانتخابية وفيه ايضا انتقاص من اكتمال حلقة الاصلاح الحقيقي الذي يعتمد مشاركة الجميع ، لكن يجب ان يعرف الاخوان ايضا ان الدولة الاردنية بحكومتها (صاحبة الولاية) لها مدى محدود من الصبر ولا يجوز المبالغة في امتحان صبر الحكومة خاصة وان العملية الدستورية لقانون الانتخاب -الذي لا ارضاه- تمت بطريقتها الطبيعية بغض النظر عن مدى قبولنا او عدم رضانا عن مخرج لهذه العملية .{nl}موضوع قانون الصوت الواحد حقيقة يجب ان لا يكون قميص عثمان الذي نريد من خلاله ان نكرر اللاءات ونرفض كل شيء. ولا اعتقد ان توقف الاخوان ضمنيا عن المشاركة في الانتخابات يمكن ان يكون سببه القانون او اي قانون بغض النظر عن عدد الاصوات . فلطالما قبلوا ذلك على الثلاثة والواحد وشاركوا منذ عام 89 . فالواضح ان هناك تسرعا اخوانيا بدأ يطفو على حساب استراتيجية الاخوان المتجذرة والمسلوكة منذ بداية المملكة والتي يعرفها ايضا المتجذرون في العمل الاخواني امثال اسحاق الفرحان وعبداللطيف عربيات وخليفة وغيرهم ، والتي لم تتجاوز حدود شعرة معاوية التي كانت تمثل عمق التوافق ورد الجميل للدولة الاردنية عبر مشوار الاخوان الطويل . عمالقة الاخوان والمتبصرون يقدرون خطورة الموقف وابعاد الوصول الى طريق مسدود مع الدولة او حتى افتعال التصعيد والتباهي بالتحريض كما هو عند قيادات الاخوان الحاليين الذين كما ارى انهم بامس الحاجة لخبرة هؤلاء المتبصرين الذين يعرفون الى اي مدى يمكن ان تستمر المناكفات والى اي مدى يمكن الحفاظ على العقد الفريد بين الاخوان والدولة .{nl}لا اريد ان اقول ان شباب الاخوان حاليا ممن هم في موقع القيادة يحتاجون الى التريث والتأني في اي قرار يمكن ان يتخذوه ولا يصلون الى شعرة معاوية ويجازفون بها ولا بد من ان يحافظوا على مكتسبات تاريخية تحققت لهم عبر سياسة وادارة العمل السياسي في الاردن وخاصة مع القيادة ولا بد وان يدركوا كما ادرك غيرهم من القيادات المخضرمة ان للصبر حدودا ولا بد للمسيرة من الاستمرار في انطلاقها .{nl}الدولة الاردنية لا يمكن ان تضع قانون الانتخاب بعد التعديل محل تسويف وتمييع ، فاذا استجاب الملك في المرة الاولى لرغبة الاحزاب والحراكات والاخوان بالذات واعاد طرح القانون فهذا وحده مدخل للاخوان والتيارات السياسية الاخرى لان تبني عليه وتسارع للوصول الى قبة البرلمان والانطلاق من تحتها لا من فوقها .{nl}الواضح ان الثقة باسلوب التصعيد الحالي من الاخوان سيجر في نهاية المطاف الى سلوك شبيه مضاد ، وهذا ما لا نريد ان نصل اليه ولكن على الشباب المتحمس من قيادي الاخوان ان لا يدفعوا بهذا الاتجاه لانهم هم الخاسرون اضافة لخسارتنا جميعاً .{nl}صفقة مرسى وأمريكا.. الحقائق والأساطير{nl}بقلم: عماد الدين حسين عن الشروق المصرية{nl}هل عقدت جماعة الإخوان المسلمين وبالتالى الرئيس محمد مرسى صفقة مع أمريكا على حساب المجلس الأعلى للقوات المسلحة وبقية القوى السياسية الأخرى؟!. {nl}هذا الاتهام تسمعه كل لحظة، ويقوله البعض باعتباره حقيقة لا تقبل الشك، خصوصا بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون للقاهرة قبل يومين.{nl}يقول أصحاب نظرية المؤامرة إن رائحة الصفقة قد فاحت وحتى من لديهم «إنفلونزا صيفية» يستطيعون شمها، ويدلل هؤلاء على مطالبة كلينتون بنقل السلطة الكاملة للمدنيين أى «مرسى والإخوان»، ثم التصريح اللاحق للمشير محمد حسين طنطاوى بأن القوات المسلحة لن تسمح لفصيل واحد بالسيطرة على مصر وأن جهات أجنبية كثيرة تحاول الوقيعة بين الجيش والشعب.{nl}السطور التالية ليست دفاعا عن الإخوان ولكن علينا أن نستخدم معهم مبدأ المتهم برىء حتى تثبت إدانته، وبناء عليه ــ كما يقول الدكتور الكتاتنى ــ يصعب أن نتهمهم بشىء ومرسى لم يمر عليه فى منصبه إلا حوالى أسبوعين.{nl}من قبيل السذاجة أن يعلن مرسى قطع العلاقات مع أمريكا غدا لكى يثبت للبعض أنه ضد الإمبريالية، ومن قبيل «المراهقة» أن يعلن الحرب على إسرائيل الآن لكى يثبت أنه ضد الصهيونية.{nl}المصلحة العليا لا تعرف مثل هذه القرارات الانفعالية وإلا تورطنا فى كوارث لا حد لها.{nl}أمريكا دولة عظمى ولنا معها مصالح مشتركة كثيرة شأن دول كبرى أخرى، وتمدنا بمعونة سنوية، وتتحكم فى عجلة الاقتصاد العالمى وتستطيع التأثير علينا. {nl}هى أيضا الداعم الأول لعدونا الاستراتيجى إسرائيل، وهى الداعم الأكبر لكل النظم القمعية فى المنطقة وفى العالم. وبالتالى عندما نريد مواجهتها فعلينا أن نتسلح بأشياء كثيرة من القوة الشاملة الاقتصادية والعلمية والعسكرية، وقتها يمكننا الادعاء بأننا نقيم معها علاقات ندية فعلا كما تفعل الصين مثلا.{nl}السؤال هو: هل تتدخل الولايات المتحدة فى شئوننا ؟!.{nl}المؤكد أن الإجابة هى نعم، واشنطن تريد الاطمئنان إلى أن أوضاع مصر تحت السيطرة، والمؤكد أيضا أنها حاولت وتحاول «اللعب» فى ملفات داخلية كثيرة، وهى دفعت ملايين الدولارات لأطراف محلية لإجهاض الثورة.{nl}واشنطن تريد من مصر ــ سواء كان الحاكم هو مبارك أو شفيق أو مرسى أو حتى محمد على برعى حسنين ــ أن يحافظ على العلاقة الهادئة مع إسرائيل، وألا يقيم علاقات استراتيجية مع إيران، وأن يكون على علاقة ودية مع بلدان الخليج لضمان تدفق البترول.{nl}قد يكون الإخوان «اتفقوا أو تفاهموا» مع أمريكا.. ولن نعرف الحقيقة اليوم، والاختبار الحقيقى لمرسى بشأن أمريكيا يصعب إجراؤه الآن، بل بعد شهور، ويتعلق أساسا بكيفية التصرف مع واشنطن وتل أبيب وكيف سيجيب عن الأسئلة التالية:{nl}ماذا سيفعل لحل القضية الفلسطينية، وماذا سيفعل إذا قامت إسرائيل بتوجيه ضربة كبيرة لغزة كى تختبر رد فعله؟!.{nl}وماذا سيفعل مرسى مع ملف المعونة الأمريكية، هل يستمر فى تلقيها وبالتالى يقبل بشروطها، وماذا سيفعل مع الإصرار الأمريكى على تمويل منظمات المجتمع المدنى من وراء ظهر الحكومة المصرية؟!.{nl}ثالثا: ماذا سيفعل مرسى مع إيران.. هل يعيد العلاقات ــ حتى ولو شكليا ــ ويغضب أمريكا والخليج أم يتريث؟!.{nl}كان الله فى عون مرسى، والبعض يقول إنه من الظلم أن يترك الملفات الداخلية الملتهبة والمتربصون به فى الداخل كثيرون، لكى يتفرغ للمتربصين فى الخارج.{nl}المشكلة هى أن يكون المتربصون فى الداخل والخارج على اتصال وثيق.. فماذا سيفعل مرسى فى هذا الأمر.. هل يتحالف مع أحدهما كى يتم القضاء على الآخر؟. سوف ننتظر لنرى.{nl}«عروبة» الثورة المصرية و «أسلمة» الربيع العربي{nl}بقلم: مصطفى الفقي عن الحياة اللندنية{nl}عندما قامت في مصر ثورة الخامس والعشرين من كانون الثاني (يناير) عام 2011 بعد الثورة التونسية الملهمة بأيام قليلة، لفتت ثورة المصريين الأنظار بخلوها من الشعارات المرتبطة بالسياسة الخارجية أو حتى المعبرة عن المشاعر القومية، وربما كان ذلك أحد أسرار الشرارة الأولى من الانتفاضة الشعبية المصرية ضد حكم الرئيس السابق حسني مبارك ورموزه، ذلك أن الشباب الذي وجه الانتقادات العنيفة لدولة الاستبداد والفساد، إنما قام بالتركيز على الأوضاع الداخلية المتردية كدافع للثورة ومبرر لها، متحاشياً القضايا الخلافية المتصلة بالوضعين الإقليمي والدولي، حيث لم تبرز مواقف حادة للثورة المصرية تجاه الصراع العربي الإسرائيلي إلا عندما طوقت التظاهرات الغاضبة سفارة إسرائيل على ضفاف النيل قرب جامعة القاهرة، ويومها اقتحم الثوار مبنى البعثة الديبلوماسية للدولة العبرية وعبثوا بمحتوياتها، وابتلع حكام إسرائيل آثار الحادث وحاولوا التخفيف منه حتى لا يكون لهم صدام مبكر مع «مصر الثورة». ولقد لاحظ كثير من المحللين ليوميات الثورة الشعبية التي انطلقت من «ميدان التحرير» خلو شعاراتها من الانتماء العربي الواضح والولاء للفكر القومي التقليدي، ولعلنا نبسط هنا ما أجملناه من خلال النقاط التالية:{nl}أولاً: إن الثورة المصرية التي قام بها الشباب كانت عفوية الطابع تلقائية المنطلق، إلى أن تلقفتها الأغلبية السياسية التي جاءت بها صناديق الانتخاب متمثلة في حزب «الحرية والعدالة» وهو حزب جماعة «الإخوان المسلمين» بتاريخها الطويل، فباتت الثورة وكأنها أقرب إلى المشروع الإسلامي أكثر من اقترابها من المشروع القومي ومنذ ذلك الوقت بدت الثورة المصرية للبعض وكأنها «ثورة إسلامية» قامت بها جماعة «الإخوان» وبعض العناصر «السلفية»، ولقد عزز من ذلك الانطباع وصول أول رئيس مدني بانتخابات حرة وينتمي الى جماعة «الإخوان المسلمين» وهو رئيس لحزبها «الحرية والعدالة»، وإن كنا نعترف على الجانب الآخر بأن هناك معارضين للمشروع الإسلامي وتوابعه ممن يتحدثون عن الدولة المدنية وأهمية وجودها.{nl}ثانياً: إن توالي الثورات العربية من تونس إلى مصر إلى ليبيا إلى اليمن ثم سورية إنما تؤكد في مجملها تشابه الوضع العربي العام واقترابه من مفهوم التجربة الواحدة، خصوصاً إذا أدركنا أن المشروع الإسلامي قد حظي بحفاوة خاصة لدى دول الربيع العربي. وهذه النقطة بالذات تلزم الثورات العربية بأن تتخذ مساراً له أبعاد قومية مهما كان محتواه الديني، وإن كان الملاحظ أن هناك دولتين عربيتين ليستا من دول الربيع العربي ومع ذلك حصد الإسلاميون فيهما الأغلبية البرلمانية، وهما المملكة المغربية ودولة الكويت، ويعني ذلك أن علينا التسليم بالتقدم النسبي لـ «المشروع الإسلامي» على الساحة العربية كلها.{nl}ثالثاً: لقد جرت محاولات عديدة في العقود الأخيرة للتوفيق بين المشروعين الإسلامي والقومي وحظيت بعض المؤسسات الأكاديمية والبحثية بدور كبير في هذا السياق، إلا أن حالة القلق السائد والمتغيرات السريعة في العالم العربي قد أحبطت ذلك إلى حد كبير، ولم تنجح المحاولات التوفيقية بينهما إلا نظرياً، وبقي الأمر الواقع صانعاً لمواجهة لا مبرر لها بين التيارين على الرغم من التداخل التاريخي بين «العروبة» و «الإسلام»، على اعتبار أن الأخير هو الذي حمل العروبة إلى أصقاع الأرض وأطراف الدنيا، وهو أمر لا يجادل فيه حتى المسيحيون واليهود العرب من شركاء الحضارة العربية الإسلامية في مراحلها التاريخية المختلفة، ولذلك فإن محاولة «أسلمة» الربيع العربي هي محاولة نظرية بحتة، لأن مضمون العروبة فيه من جوهر الإسلام، كما أن التيارات الدينية تعاملت مع العالم العربي من أكثر من زاوية.{nl}رابعاً: إن التيار الإسلامي قد اتخذ دائماً موقفاً متشدداً من الصراع العربي الإسرائيلي. ويكفي أن نتذكر أن الكتائب الأولى من الفدائيين الذين دخلوا أرض فلسطين في الحرب الأولى عام 1948 كانوا من جماعة «الإخوان المسلمين». ولعلنا نتذكر أيضاً أن مؤسس حزب البعث العربي الاشتراكي ميشال عفلق كان يدفع حزبه القومي إلى الاحتفال السنوي بالمولد النبوي الشريف في تآلف واضح بين التيارين «الإسلامي» و «العروبي».{nl}خامساً: إن العصر الناصري في مصر وسنوات المد القومي عموماً قد تركت بصماتها لدى بعض قطاعات الشعب العربي الثائر في أطرافه المختلفة وأعطت إحساساً بأن قضايا العدالة الاجتماعية والتحرر الوطني ومقاومة الاستعمار والصهيونية هي مفردات مطروحة تلتقي في الوقت ذاته مع بعض المؤشرات الإسلامية التي تتفق من حيث المبدأ مع ذلك الطرح الذي تعلق به عرب الستينيات من القرن الماضي، وعندما حمل كثير من المتظاهرين المصريين بعد ثورة 2011 صور الرئيس عبد الناصر، فإنما كانوا يشيرون بشكل غير مباشر إلى النداء القومي والتوجه العروبي قبل أن يوجه الغرب وإسرائيل ضربة إجهاضية للحركة القومية والتيار الناصري وأتباعه، وإذا كانت ثورة تموز (يوليو) 1952 عربية الطابع، فإن ثورة كانون الثاني (يناير) 2011 المصرية أيضاً كانت ثورة مختلفة في أسبابها وأدواتها ونتائجها.{nl}سادساً: لقد وقف العرب على أطراف أصابعهم وهم يتابعون الثورة المصرية بحكم الانتماء القومي وحبهم التلقائي لمصر وشعورهم بأن ما يحدث فيها سوف يؤثر عليهم، وكأنهم يرون في الأحداث الجارية على الأرض المصرية صورة من المستقبل العربي كله، ولقد ساقتني الظروف ذات يوم منذ شهور عدة للقاء أحد شيوخ الخليج الكبار الذي قال لي إنه يدير جهاز التلفزة على امتداد النهار بأكمله لكي يتابع التفاصيل الدقيقة لأحداث الثورة المصرية أولاً بأول، لأنه يفهم منها الحاضر ويقرأ المستقبل، كما أنها تقدم إدانة شعبية للماضي بكل أخطائه.{nl}سابعاً: لقد تحفظت بعض الدول العربية على المسار الانتقامي للثورة المصرية، وشعر بعض الأشقاء في الخليج العربي خصوصاً، أن المضي وراء الروح الانتقامية هو أمر بعيد من الشخصية المصرية وتاريخها المعروف بروح المصالحة ومشاعر التسامح، لذلك أبدت بعض الدوائر الخليجية نوعاً من القلق على مسيرة الثورة المصرية التي دعموها منذ البداية واعتبروها تعبيراً عن إرادة الشعب المصري الشقيق.{nl}ثامناً: لقد جرت ملاسنة علنية بين بعض رموز «الإخوان المسلمين» داخل مصر وخارجها وبعض القيادات الأمنية لإحدى دول الخليج، وتصور البعض أن ذلك يمكن أن يؤثر في طبيعة العلاقات بين دولة خليجية أو أخرى في جانب والدولة المصرية في جانب آخر، ولكن العلاقات المصرية الخليجية المتينة قد تجاوزت ذلك نتيجة الإحساس المشترك بأهميتها للطرفين وإدراك الأشقاء العرب أن ما تمر به مصر هو ظرف استثنائي لا يجب القياس عليه.{nl}تاسعاً: يجب ألا يغيب عن وعينا أنه رغم أن أول برلمان بعد الثورة كان إسلامياً في معظمه، وأن أول رئيس منتخب للبلاد قد جاء هو الآخر من جماعة «الإخوان المسلمين»، ولكن ذلك لا يعني أبداً أن الإرادة الشعبية المصرية هي كلها إسلامية المبنى والمعنى، بل أن هناك قوى قومية وليبرالية ويسارية وناصرية لا يمكن تجاوزها أو الاستهانة بوجودها، وذلك أمر يجب أن يستقر في وعينا حتى لا نتصور أن الثورة المصرية تنتقص من العروبة أو تفتقر إلى التوجه القومي.{nl}عاشراً: يتساءل الكثيرون في شوارع القاهرة عندما يلتقون مثقفاً معروفاً أو شخصية مرموقة: أين هو المد القومي الذي قادته مصر ذات يوم؟! ولماذا يجري التفريط به رغم وجود جذور له ضاربة في أعماق الشخصية المصرية؟ ويبدو من ذلك التساؤل الحائر أن الكثيرين يريدون للثورة المصرية أن تكتسب ملامح قومية قبل أن تلتحف بغطاء ديني له مخاطره ومشكلاته مهما حاولنا أن نقول غير ذلك.{nl}هذه قراءة عابرة في أهم الملاحظات التي تدور حول «عروبة» الثورة المصرية، خصوصاً في هذه الآونة التي كثر فيها الحديث عن «أسلمة» الربيع العربي وما يلحق بذلك من أفكار وآراء وتوقعات، ولكن يجب ألا ينسى الجميع أن العروبة بالنسبة الى مصر -قبل الثورة وبعدها- هي قدر ومصير وحياة.{nl}إشكالـــية الزمن والتـــــــاريخ في الثــورة العربيـة الحديثــة{nl}بقلم: ميثم الجنابي عن الصباح العراقية{nl}الأحداث التاريخية الجسام عادة ما تختزل الأمور العظام في عبارات مقتضبة، كما لو أنها تريد تكثيف معاناة اليأس والكسل في أصوات غاضبة هي عين البأس والأمل. تماما كما تولول النساء وتزغرد زمن الأتراح والأفراح، أي رغبتها في قول كل ما ينبغي قوله في أصوات لا معنى فيها لغير البهجة والأنين! ومن الممكن رؤية هذه الحالة في تلك الكلمات الغاضبة والجميلة التي دوت على ألسنة الجموع البشرية في ميادين المواجهة الكبرى ضد السلطة في عواصم عربية عديدة لا عصمة فيها لغير التسلط والاستبداد، فقد اكتفت هذه الجموع بعبارة مقتضبة واحدة وهي "الشعب يريد إسقاط النظام"! بحيث تحولت إلى بداية ونهاية وترديد الأغنية الجديدة التي تتكاثف فيها رؤية العقل ووجدان الضمير. ليس ذلك فحسب، بل وتحولت إلى أغنية العرب الكبرى! وللمرة الأولى في تاريخ العرب الحديث لم يعد يجري الحديث عن ثورة مصرية وسورية وبحرينية وعراقية وتونسية ويمنية وجزائرية وسودانية وما إلى ذلك، بل عن "ثورة عربية" و"ربيع عربي"، أي كلّ جامع، الأمر الذي يشير إلى ما ادعوه بنهاية الزمن الجزئي وبداية التاريخ العربي الموحد، وهي عملية معقدة وشائكة ومتناقضة وطويلة، شأن كل حدث تاريخي تلقائي هائل وبنيوي من حيث مساعيه ورغباته وغاياته.{nl}والعمل الذي أقدمه هو رؤية فلسفية لمسار الثورة العربية وغايتها، وكل ما فيه يتجه ويهدف إلى كشف طبيعة ونوعية مسار الثنائيات المتضادة لليأس والبأس، والقنوط والأمل وأشباهها المتنوعة في كل ميادين مستويات الوجود الفعلي للعرب المعاصرين، أي كل ما أضعه بمعايير الفكرة الفلسفية عن وحدة الزمن والتاريخ. {nl}إذ (تبرهن التجارب التاريخية للأمم بشكل عام وتجارب التاريخ السياسي العربي الحديث بشكل خاص على أن زمن الاستبداد هو سراب وغبار)، مما يعطي لنا إمكانية القول، بان معاصرة المستقبل وتحقيق مكوناتها في الدولة الشرعية والمجتمع المدني والنظام الديمقراطي الاجتماعي هي ضمانة الحل الفعلي لإشكالية السلطة والدولة، والزمن والتاريخ، ولا يعني هذا الحل في الواقع سوى ضرورة تحويل فكرة السلطة والسلطان إلى فكرة الدولة الشرعية، وفكرة الزمن الساري إلى التاريخ المتراكم في وعي الذات القومي. حينذاك لن نكون بحاجة إلى تأمل السبيكة السيئة لزمن السلطة وأشكالها المتنوعة في "العهد البائد" و"الحقبة السالفة" و"العقود المظلمة". حينذاك يصبح الزمن زمننا نحن، أي مسارنا في التاريخ الفعلي بوصفنا قوة مستقبلية.{nl}للسلطة زمن متناه، يقوم في كونها عرضة للتغير والتبدل والزوال، كما أن للزمن سلطة غير متناهية، يقوم في كونه تيار الوجود نفسه، وهي أمور بديهية من وجهة نظر المنطق، لكنها معضلة من وجهة نظر التاريخ والسياسة. من هنا فان المهمة تقوم في حل هذه المعضلة من خلال جعل السلطة والزمن تيارا واحدا في صنع المستقبل، أي تحويلهما إلى تاريخ الدولة والأمة استنادا إلى ما يمكن دعوته بثقافة الإجماع الضروري على أولويات أو مرجعيات قومية متسامية. وبدون ذلك فان النتيجة لن تتعدى تكرار الأحداث والزمن، فالخروج على منطق الأولويات أو المرجعيات الكبرى للإجماع الوطني والقومي يؤدي بالضرورة إلى تنشيط مختلف أصناف وأشكال ومستويات الهمجية. ويترتب على ذلك بالضرورة تنشيط نفسية وذهنية العداء والعنف المتبادل، وبالتالي السقوط في وحل الانحطاط وهوة الموت.{nl}إن النقص الجوهري في العالم العربي المعاصر يقوم في فقدانه للمعاصرة الذاتية، وبالتالي، فانه مازال مفتقدا للقوة القادرة على توحيد الأبعاد القومية الجوهرية ومنظومة البديل الاجتماعي السياسي الحر. والقيمة التاريخية الكبرى للثورة العربية ومجرياتها الحالية (منذ عام2011) وأشكالها وتناقضاتها تقوم من حيث صيغها الأولية وأساليبها، في كونها الحدث الفريد الذي يحتوي في الواقع على كل المكونات الجوهرية لتأسيس البدائل العقلانية والإنسانية في العالم العربي، فالعالم العربي، عالم هائل وتراث عظيم، وفي الوقت نفسه واقع بائس وبدائي. وما بين هذين القطبين المتناقضين تندلع شرارة البدائل الكبرى، ولا بدائل كبرى واقعية وعقلانية قادرة على ردم هذه التناقضات أو الهوة أو الخلاف بين إمكانيات هائلة وتراث عظيم من جهة، وواقع بائس وبدائي من جهة أخرى، غير إرساء الدولة الحديثة ونظامها السياسي الشرعي والديمقراطي، فهي المقدمة الضرورية للانتعاش القومي والاجتماعي، ومن ثم مقدمة الصعود العربي الجديد.{nl}وشأن كل عملية تاريخية كبرى عادة ما يتداخل فيها الوهم والخيال مع الحصافة والتعقل الرزين. ولا غرابة في الأمر، فالحياة خليط هائل لا ينتظم إلا بمتناقضاته! وينطبق هذا بالقدر نفسه على حياة الأمم، إذ لا تنتظم متناقضاتها إلا عبر إرجاعها إلى حقائقها الأولية، أي أولوية الحياة العاقلة والمحكومة بما كان أسلافنا يدعونه بالعقل الفعال. فهي المقدمة الضرورية لجعل فكرة الاحتمال الواقعي والعقلاني أسلوب الحياة نفسها، وبالتالي، فان حقيقة اللحظة التأسيسية الحالية بالنسبة للعالم العربي تعادل من حيث الأسلوب والمعنى مضمون العقل الفعال، أي العقل التاريخي للأمة من اجل تذليل زمن الخراب والضياع والتخلف!{nl}ولا يعني ذلك من الناحية السياسية سوى العمل من اجل تحويل الزمن إلى تيار التاريخ الحديث (المعاصرة والحداثة) وليس إلى مجرد الانهماك الدائم من اجل ترميم العلاقة الخربة بين السلطة والمجتمع، فالتجربة التاريخية للعالم العربي في مجرى القرن العشرين كله تجعل من الضروري الإجماع الملزم للحركات الاجتماعية والسياسية على مبادئ عملية بالنسبة لبناء مكونات المعاصرة الذاتية المبدعة، ولعل أهمها هو الاقتصاد الديناميكي، والنظام الاجتماعي العادل، والثقافة الإنسانية الراقية، والعلم المتنور والتكنولوجيا الرفيعة، والتربية العقلانية الشاملة، فهي العناصر العملية الوحيدة القادرة على تجاوز ضعفه البنيوي، وفي وحدتها فقط يمكن بلوغ البدائل العقلانية والإنسانية الفعلية، ولا يعني ذلك بالنسبة للعالم العربي المعاصر سوى بناء أسس التاريخ الذاتي، أي التاريخ الذي ينفي الاغتراب والافتراق الفعلي بين المجتمع والدولة، أي بين التاريخ ووعي الذات. وهي المسؤولية المشتركة للدولة والمجتمع بقدر متكافئ.{nl}فقد ظلت أهرامات مصر الوحيدة الشاهدة على "عجائب الدنيا السبع"، تماما كما بقيت مكة الوحيدة الشاهدة على "معجزة" التحدي والصبر في إرساء أسس البدائل الكبرى، ومن ثم تحولها إلى ارض القبلة الروحية والجسدية، أي الأرض التي تشتاق إليها شفاه الروح والجسد! وليس في هذه الصورة الرمزية ما يلزمنا بقبول ما فيها كما هي، لكنها تلزمنا من حيث المعنى الكامن فيها بوصفها إشارة على تحدي النفس ومواجهتها بصبر الحكمة المرّة، باعتباره أسلوب الإرادة الحية في فطم نفسها من ثدي العبودية والخنوع أمام أصنامها الجديدة.{nl}وليست الثورة العربية الحالية سوى الصورة الأولية لهذه الحالة التي قلبت للمرة الأولى على امتداد مائة عام، وقبلها قرون من الغيبوبة والظلام، ميزان العلاقة الضرورية بين الزمن والتاريخ. ومن ثم وضع النفس أمام الامتحان الأعقد للمستقبل، أي العيش بمعاييره ومتطلباته، وبالتالي لا معجزة للعرب الآن سوى تذليل العجز القائم في سيطرة الزمن واضمحلال التاريخ عبر إعادة الاعتبار للكينونة الاجتماعية وتنشيطها صوب تكاملها الذاتي بوصفه مشروعا مستقبليا، بمعنى العيش بمعايير الحداثة ومنافسة الأمم في صنع البدائل الكبرى، وذلك لان العالم العربي لا يمكنه الآن الافتخار بأي شيء من هذا القبيل، وافتخاره الوحيد هو ظهور قدرة التحدي والمواجهة لأصلف الأنظمة الدكتاتورية الخربة في العصر الحديث! وبما أنها "دكتاتورياتنا"، أي جزء من خرابنا المادي والمعنوي، فان مهمة تذليلها من اجل الانطلاق في عوالم الحرية غير المتناهية هي خيارنا أو اختيارنا الوحيد للبرهنة على إننا أمة حية، وأن المستقبل الإنساني الحضاري الذي جرى وضع أسسه ومدارسه الأولية هنا قبل ألوف السنين هو ليس وهما بل حقيقة فعلية.{nl} بمعنى انه يلزمنا بما فيه! وهو الشيء الوحيد الذي لا خيار فيه بوصفه اختيارا واختبارا أبديا!{nl}ماذا كسبت النهضة التونسية من دعوتها لحزب الله؟{nl}بقلم: محمد عياش الكبيسي عن العرب القطرية{nl}كان المؤتمر التاسع للنهضة التونسية الذي انعقد الأسبوع الماضي نقطة تحول مفصلية في تاريخ الحركة، حيث جاء في ظروف مختلفة تماما حيث تمكنت تونس من قيادة الربيع العربي الذي طال انتظاره لعقود طويلة، ثم دفع التونسيون بحركة النهضة لتكون في صدارة الربيع التونسي عبر انتخابات ديمقراطية عبر فيها الشعب التونسي عن ثقته المطلقة بنهضته وتقديره الوفي لجهادها وتضحياتها.{nl}والنهضة بهذه النجاحات الكبيرة قد أصبحت تحت المجهر، فأداؤها الميداني وخطابها السياسي وجهدها العلائقي محط الأنظار والرصد والمتابعة.{nl}لقد كنت واحدا من الذين يتابعون المؤتمر التاسع للنهضة باعتباره الصفحة الأوضح للاختبار والتقويم والعينة الأنسب للقياس والمقاربة.{nl}لقد كان المؤتمر ناجحا في تطمين الشعب التونسي بكل توجهاته وأطيافه، وربما كان ناجحا في دعمه للقضية الفلسطينية من خلال المشاركة الفاعلة لخالد مشعل، لكن النهضة أثبتت أنها تعيش في عالمها وهمومها البعيدة عن هم الأمة الأكبر في معركتها المصيرية على أرض الشام والعراق والجزيرة والخليج.{nl}وقد بدا الارتباك واضحا في هذا الملف، فبينما أظهر قادة النهضة تعاطفا قويا مع الثورة السورية أظهروا بالقدر نفسه ترحيبهم وتعاطفهم مع حزب الله!{nl}من الواضح أن صورة حزب الله في ذهن النهضة ومخيلتها مختلفة تماما عن صورته في أذهان أهلهم وإخوانهم في المشرق العربي، وكان من المفروض أن تتعامل النهضة بحذر شديد مع حزب الله، وأن لا تعتمد على معلوماتها الذاتية والمنفصلة عن معلومات إخوانهم هنا.{nl}نعم لقد تلقى المشرق العربي رسالة مزعجة من إخوانهم في تونس، فحزب الله هنا شريك فاعل في المذابح اليومية التي يتعرض لها الشعب السوري، هذه حقيقة لم تعد تنطلي على أحد، وهذا ما يفسر حالة الانقلاب المفاجئ في ثقافة الشعب السوري عامة، فبينما كانت صور حسن نصرالله تتصدر المحلات والبيوت والحافلات في كل المدن والقصبات السورية أصبح السوريون اليوم لا يطيقون سماع هذا الاسم، حيث كشف لهم عن وجه آخر بعد أن خلع عن وجهه قناع التقية السميك!{nl}يا إخوتنا في النهضة كان بإمكانكم أن تتصلوا بأي تنسيقية سورية أو جماعة أو واجهة ليطلعونكم على تفاصيل الجرائم التي يقوم بها حزب الله!{nl}كان بإمكانكم أيضا أن تتصلوا بإخوانكم في لبنان أو العراق أو البحرين ليقولوا لكم ماذا فعل حزب الله، وكيف تحالف جهارا نهارا ليس مع بشار الأسد فقط، وإنما مع من عاونوا الأميركان وخدموهم في احتلال العراق وتدميره، سلوا إخوانكم في بيروت وصيدا كيف دخلت ميليشيا حزب الله في المساجد بأسلحتها وهي تسب وتشتم أبا بكر وعمر وأمهات المؤمنين.{nl}وإذا كنتم لا تحبون سماع الخلافات «الطائفية» حتى لو كانت تستأصل عقيدتنا وهويتنا وتاريخنا، فانظروا في قواعد السياسة والكياسة فهل من المناسب أن تخسروا المشرق العربي أنظمة وشعوبا لتربحوا حزب الله؟ وما الذي تنتظرونه من هذا الحزب؟ هل سيقف معكم في مواجهة العدو الخارجي؟ لقد حاولنا قبلكم حينما كانت المقاومة العراقية تستعر بوجه المشروع الصهيوني الأميركي، ولقد طلبت في مقابلتي لحسن نصرالله أن تفتح قناة «المنار» شاشتها للعمليات البطولية في الفلوجة والأعظمية وديالى وسامراء ولحد هذه اللحظة لم نتلق جوابا من قادة «المقاومة اللبنانية»، في حين كانت قناة الجزيرة فقط -وهي طبعا غير مصنفة على «الإعلام المقاوم»- هي القناة الوحيدة التي تنشر عمليات المقاومة العراقية، لم تكتف «المقاومة اللبنانية» بهذا الموقف السلبي من المقاومة العراقية، بل انتقلت إلى تحالف معلن مع البيت الشيعي، هذا البيت الذي لا يخفي تحالفه هو الآخر مع البيت الأبيض! وكان نتيجة هذا التحالف المشبوه محاصرة المقاومة العراقية واعتقال أبطالها ومطاردة رموزها، في الوقت الذي كانت فرصة أمام المسلمين في العالم لتغيير خارطة توازن القوى بعد انهيار الهيبة العسكرية الأميركية في الساحة العراقية.{nl}أكلّ هذا معفو عنه لقاء إطلاق حزب الله لبعض صواريخه على الحدود الإسرائيلية؟{nl}ربما يكون البحث في حقيقة الدوافع الصاروخية غير مجد، وستفسر تفسيرا طائفيا مما يفقدها المصداقية عند إخواننا في النهضة، ولكننا نكتفي هنا بدعوتهم لمتابعة تصريحات صبحي الطفيلي الأمين السابق لحزب الله قبل حسن نصرالله، الذي كشف فيها عن حقائق مخزية تخر لها الجبال.{nl}لكن لنسأل إخوتنا في النهضة عن الصواريخ التي أطلقها صدام حسين على إسرائيل ودعمه اللامحدود للقضية الفلسطينية واحتضانه لعشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين يتم الآن تهجيرهم بالقوة من العراق؟ لنسألهم عن حسني مبارك الطيار الذي أسهم بنفسه بضرب إسرائيل في حرب أكتوبر وتحت قيادة محمد أنور السادات الذي تمكن من عبور خط بارليف! لنسألهم عن النظام التونسي الذي احتضن المقاومة الفلسطينية بعد طردهم من لبنان بقوة السلاح إبان الحرب الطائفية؟{nl}إذاً ليس مقبولا أن نقيس الأمور كلها بمنظار واحد خاصة أن منظار القضية الفلسطينية منظار غير صالح للقياس؛ بسبب كونه ورقة سياسية تستخدمها المشاريع السياسية المتناقضة، ولنتذكر هنا المنافسة الحادة بين الخميني وصدام حسين في استخدام هذه الورقة مع ما بينهما من صراع امتد إلى كل مفاصل الفكر والسياسة والأمن والاقتصاد..إلخ.{nl}ولا يغرنكم هنا مواقف الفلسطينيين، فهم ليسوا الآن في ظرف يسمح لهم أن يكونوا مقياسا عادلا لسلوكيات الآخرين، فهم كالغريق الذي يتقبل النجدة من أي طرف جاءت، والصور التي توثق تحالفاتهم مع حزب الله والولي الفقيه لا تختلف عن تلك التي تجمعهم بحزب البعث وقياداته القومية والعلمانية!{nl}ومن المناسب هنا أن نذكر إخواننا في المقاومة الفلسطينية أن كثيرا من المسلمين في العالم والذين تختلط عليهم المواقف السياسية بالمواقف الفكرية قد اضطربت توجهاتهم العامة وأصبحوا لا يمتلكون الحصانة الدينية والثقافية اللازمة، فالإعجاب السياسي عندهم لا ينفصل عن الإعجاب الثقافي، وبهذا تكون المقاومة الفلسطينية قد قدمت ما يشبه التزكية لثقافة غازية وهوية بديلة تصطدم مع كل معالم هويتنا من الكتاب والسنة إلى الرموز التاريخية كعمر بن الخطاب وصلاح الدين الأيوبي، حيث يعمل المشروع الصفوي لاستئصال هذه الهوية بكل أصولها ورموزها.{nl}ولكي لا يكون الكلا<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/07-2012/عربي-159.doc)