المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الملف المصري 13



Haneen
2011-01-30, 02:58 PM
الملف المصري 13{nl}تقرير خاص حول الاحداث في مصر{nl}وكالة معا {nl}بن اليعازر: مبارك قال لي إن القاهرة ليست بيروت ولا تونس{nl}كشف السياسي الإسرائيلي، بنيامين بن أليعازر، أنه اتصل مؤخراً بالرئيس المصري، حسني مبارك، الذي طمأنه إلى الوضع في بلاده، رغم الاحتجاجات التي تشهدها ومطالب الإطاحة بالنظام.{nl}وأكد أن مبارك قال له إن القاهرة "ليست بيروت ولا تونس"، في إشارة إلى العاصمتين العربيتين اللتين شهدتا إسقاط حكومات بتحركات في الشارع.{nl}وقال بن أليعازر، في مقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي السبت: "أكد لي مبارك أن السلطات المصرية تعرف ما يجري في الشارع، وقد جهزت الجيش مسبقاً".{nl}وأضاف بن أليعازر، المعروف بتمتعه بعلاقات شخصية متينة مع مبارك إن أي نظام قد يحكم مصر سيحترم معاهدة السلام ويعتبرها تصب في مصلحة إسرائيل، إلا في حالة وصول نظام مدعوم من حركة الإخوان المسلمين.وأكد بن إليعيزير أن اللواء عمر سليمان الذي عُين السبت نائباً للرئيس المصري، متمسك بقوة بهذا الموقف.{nl}واقع مصر الجديد.. غضب وثورة في النهار وسلب ونهب في الليل{nl}بدت عيون المذيعين في القنوات المصرية وبعض الفضائيات مغرورقة بالدمع وهم يتابعون عبر الهواء مباشرة ما آلت اليه الأوضاع في مختلف محافظات ومدن مصر، في ظل حالة الفوضى والفلتان التي سادت البلاد في اعقاب المظاهرات الغاضبة التي تطالب برحيل الرئيس حسني مبارك.{nl}وفتحت القنوات المصرية المجال للمواطنين في مختلف انحاء البلاد لاسماع صوتهم للجيش وقوى الأمن، مطمئنا المواطنين بانتشار القوات المسلحة في كل الاماكن للحفاظ على الأمن ومنع "العابثين" من المساس بأمن البلاد.{nl}وسارع المواطنون في عدد من الاحياء الى تشكيل لجان شعبية وفرضوا أطواقا أمنية لحماية منازلهم وممتلكاتهم بعد بدء سريان حظر التجول في القاهرة والسويس والإسكندرية.{nl}وعرضت القنوات المصرية صورا لاشخاص تم اعتقالهم في أحياء القاهرة بعد تورطهم في اعمال نهب وسرقة.{nl}ووصل الحد بالجماعات "الاجرامية" الى سرقة سيارات الاسعاف واستخدامها في اعمال النهب والسرقة.{nl}ودفع الجيش المصري بالمزيد من التعزيزات في مواجهة أعمال السلب والنهب المنتشرة على نطاق واسع في كثير من مناطق القاهرة والإسكندرية والسويس.{nl}في هذا الوقت أعلنت مصادر أمنية مصرية مقتل اللواء محمد البطران رئيس مباحث سجن "ديمو" المركزي بالفيوم وفرار السجناء البالغ عددهم 5 الاف سجين، بحسب أحد الضباط، كما صرح لمصادر صحفية.{nl}وفي تطور لاحق سقط عدد من القتلى برصاص قناصة خلال محاولة ثانية قام بها متظاهرون لمبنى الداخلية في القاهرة.{nl}وتحدثت أنباء أخرى عن قيام محتجين باختطاف اللواء طارق حماد نائب مدير أمن دمياط.{nl}فراس برس {nl}سفارة إسرائيل بالقاهرة تغلق أبوابها{nl}اعلنت إذاعة الاحتلال أن سفارة "إسرائيل" في القاهرة ستغلق أبوابها اليوم الأحد على ضوء تصاعد حدة المظاهرات الشعبية.{nl}وأشارت الإذاعة إلى أن هذا القرار أُتخذ خلال جلسة تقييميه عُقدت الليلة في وزارة الخارجية الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة برئاسة الوزير "أفيغدور ليبرمان".{nl}ونوهت إلى أن مبنى السفارة يقع بالقرب من مسرح المظاهرات، إلا أنها أشارت إلى أن الرحلات الجوية لشركة "العال" الإسرائيلية تسير بانتظام من القاهرة إلى "إسرائيل".{nl}القدس العربي {nl}مقتل خمسة متظاهرين برصاص من مقر وزارة الداخلية المصرية{nl}لقي خمسة متظاهرين مصرعهم برصاص أطلقته قوات الأمن من مقر وزارة الداخلية بالقاهرة.{nl}وأصيب ثلاثة أشخاص قامت سيارة الإسعاف بنقلهم إلى أحد المساكن القريبة الملاصقة لميدان التحرير. {nl}وقال شهود عيان إنه مازال يسمع دوي طلقات صوتية صادرة من داخل وزارة الداخلية. {nl}وقال سكان المنطقة القريبة من وزارة الداخلية إن عددا كبيرا من القنابل المسيلة للدموع سقطت فوق أسطح منازلهم. {nl}على صعيد آخر تم تشكيل لجان شعبية في جميع ضواحي القاهرة لمواجهة بلطجية وخارجين على القانون مجهولي الهوية لا يعرف أحد هويتهم يقومون بإحراق وتدمير الممتلكات العامة والخاصة.{nl}جريدة الدستور {nl}قادة العالم يدعون للاصلاح وزعماء عرب يدعمون مبارك{nl}تباينت ردود الفعل ازاء استمرار التظاهرات المطالبة بتنحي الرئيس المصري حسني مبارك ، ففيما دعا قادة عدد من دول العالم السلطات المصرية الى الاصغاء لمطالب المحتجين ابدى بعض الزعماء العرب انحيازا واضحا للرئيس المصري حسني مبارك وسط مظاهرات مناصرة لشعب المصري جابت عددا من العواصم العربية والعالمية. {nl}ففي اتصال هاتفي استغرق ثلاثين دقيقة ، دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما نظيره المصري حسني مبارك الى اتخاذ خطوات "ملموسة" للاصلاح السياسي والامتناع عن استخدام العنف ضد المتظاهرين المعارضين لنظامه. وقال اوباما ان "الشعب المصري لديه حقوق يتشارك بها الجميع بما فيها الحق في التجمع سلميا وفي حرية التعبير وامكانية تقرير المصير". واكد انه طلب من مبارك ان يفي بالتعهدات التي قطعها في خطابه للمصريين الجمعة.{nl}من جهة اخرى ، نصحت الحكومة الاميركية رعاياها "بتأجيل اي سفر غير ضروري" الى مصر كما دعت الاميركيين الموجودين فيها الى تجنب التنقل والتزام الحيطة والحذر. واثار قطع السلطات المصرية الانترنت لمنع المتظاهرين من التواصل انتقادات في الولايات المتحدة. {nl}وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ان "الاستخدام المتواصل للقوة ضد المتظاهرين امر مقلق للغاية".{nl}ودعت السلطات المصرية الى "العمل بسرعة على ايجاد وسيلة بناءة وسلمية للتجاوب مع التطلعات المشروعة للمواطنين المصريين لاقرار اصلاحات ديموقراطية واجتماعية اقتصادية". كما طلبت من السلطات المصرية اطلاق سراح كل المتظاهرين الذين اعتقلوا خلال التظاهرات "على الفور ومن دون شروط".{nl}ورأى رئيس البرلمان الاوروبي البولندي جيرزي بوزيك من جهته ان "القوة ليست الرد على المخاوف المشروعة والتطلعات الديموقراطية للشعب المصري" ، ودعا السلطات المصرية الى اعادة تشغيل خدمات الاتصالات في البلاد.{nl}ودعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الى تطبيق "اصلاحات" في مصر. وقال "علينا ان ندعم الاصلاحات واحداث تقدم في تعزيز الديموقراطية والحقوق المدنية وحكم القانون في مصر". وفي باريس ، قالت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشيل اليو ماري ان بلادها تدعو الى "ضبط النفس والحوار" في مصر وعبرت عن "قلقها العميق" حيال الاحداث الاخيرة التي شهدها هذا البلد.{nl}وفي روما ، دعت وزارة الخارجية الايطالية الى "الوقف الفوري لاعمال العنف" في مصر و"احترام الحريات المدنية وحرية التعبير والتواصل بما في ذلك التظاهر سلميا" ، معبرة عن "اسفها العميق للضحايا المدنيين". اما الامين العام للامم المتحدة بان كي مون فقد اكد ضرورة "احترام" حرية التعبير "بشكل كامل" في مصر ، واعتبر ان الوضع "فرصة لالتزام السبل الكفيلة بتلبية التطلعات المشروعة لشعوبها".{nl}وفي جنيف ، طالبت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي برفع حال الطوارىء المفروضة في مصر منذ ثلاثين عاما.{nl}وفي كوبنهاغن ، دانت وزيرة الخارجية الدنماركية "استخدام العنف" ضد المتظاهرين ودعت الحكومة المصرية الى "بدء حوار" مع المحتجين لتجنب استمرار العنف.{nl}وفي ستوكهولم ، قال وزير الخارجية السويدي كارل بيلت ان "مصر تحتاج الى مبادرة سياسية تقود الى انتخابات رئاسية مفتوحة وديموقراطية هذا العام".{nl}وفي سيدني ، اعلنت الحكومة الاسترالية انها رفعت درجة التحذير من السفر الى مصر نظرا "للوضع الامني الصعب" فيها.{nl}بدوره اعرب الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عن "قلقه البالغ" للاوضاع المضطربة التي تشهدها مصر حاليا داعيا "الجميع" الى مراعاة المصلحة العليا للبلاد. واكد موسى انه يتعين "على الجميع ان يضع مصر وصالحها ومستقبل ابنائها وتطلعاتهم الوطنية والقومية المشروعة نصب اعينهم" قاصدا بذلك كما يبدو النظام المصري.{nl}واجرى الزعيم الليبي معمر القذافي اتصالا هاتفيا مع الرئيس المصري حسني مبارك ليبحث معه تطور الاوضاع في مصر حسب ما ذكرت وكالة الانباء الليبية.{nl}اما العاهل السعودي فابدى مساندته لمبارك في مواجهة احتجاجات واسعة في بلاده. ونقلت الوكالة السعودية عن العاهل السعودي قوله" ان مصر العروبة والاسلام لا يتحمل الانسان العربي والمسلم أن يعبث بأمنها واستقرارها بعض المندسين باسم حرية التعبير بين جماهير مصر الشقيقة واستغلالهم لنفث أحقادهم تخريبا وترويعا وحرقا ونهبا ومحاولة اشعال الفتنة الخبيثة". ودعت ايران المسؤولين المصريين الى الامتثال لمطالب المتظاهرين "المطالبين بالعدالة" وتجنب اعمال العنف. اما الاتحاد الافريقي فاعرب الاتحاد الافريقي عن "قلقه" من التظاهرات العنيفة ومن الوضع السياسي في مصر ، كما قال رئيس مفوضية الاتحاد جان - بينغ في مؤتمر صحافي عقده في اديس ابابا. ودعا رئيس الاتحاد الاوروبي هرمان فان رومبوي الى "وقف العنف واراقة الدماء" في مصر وطالب بالافراج عن جميع الذين اوقفوا او وضعوا قيد الاقامة الجبرية لاسباب سياسية ، بمن فيهم الشخصيات السياسية ، وبدء تطبيق اصلاحات ضرورية". من جهته اجرى الرئيس الفلسطيني محمود عباس اتصالا هاتفيا بالرئيس المصري حسني مبارك مؤكدا له "تضامنه" مع مصر. وتمنى الرئيس الفلسطيني "ان يحفظ الله مصر وشعبها التي وقفت دائما مع الشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة بانهاء الاحتلال واقامة دولته المستقلة".{nl}وتظاهر في العاصمة الموريتانية نواكشوط نحو مائتي شاب تأييدا لثورة الشعب المصري. وسار المتظاهرون من المسجد الجامع بنواكشوط نحو السفارة المصرية التي وجدوا عناصر من الحرس قد طوقتها بشكل كامل. كما تظاهر تظاهر مئات الاشخاص الجمعة في باريس دعما للتحركات الاحتجاجية ضد نظام الرئيس المصري حسني مبارك مطلقين هتافات رددوا فيها "مبارك ارحل".وتجمع ما بين 300 الى 400 شخص في وسط باريس تضامنا مع الشعب المصري.{nl}من جهتهم دعا عرب اميركا الولايات المتحدة الى وقف دعمها لل"نظام الدكتاتوري القائم في مصر منذ عقود" وقالت الجمعية المصرية الاميركية ان وقت التغيير "تأخر كثيرا" وتظاهرات الاحتجاج الكبيرة تدل على "استياء شعبي غير مسبوق". واصدر مجلس العلاقات الاميركية الاسلامية بيانا قال فيه ان "الاصلاحات الحكومية تأخرت كثيرا في المنطقة بكاملها". ونظمت تظاهرات دعما للمحتجين في كافة انحاء الولايات المتحدة في حين دعا المسؤولون عن المجموعات المسلمة والعربية الى اجراء اصلاحات سياسية حقيقية في الشرق الاوسط.{nl}وفي مونتريال تظاهر اكثر من مئة شخص معظمهم من اصول مصرية وتونسية ولبنانية امام القنصلية المصرية تعبيرا عن تضامنهم مع المتظاهرين المعارضين لمبارك. وقد رفعوا اعلاما مصرية وتونسية ورددوا هتافات مستوحاة من حوادث تونس.{nl}واعلنت الكويت انها ستسير رحلات اضافية مجانية لاجلاء الكويتيين العالقين في مصر ومعهم ايضا حاملي تاشيرات الاقامة في الكويت ، بينما اوصت وزارة الخارجية الفرنسية على موقعها الالكتروني رعاياها ب"ارجاء السفر" غير الضروري الى مصر.{nl}مصر تغرق في الفوضى أمنياً وسياسياً{nl}سادت حالة من الذعر كافة أحياء القاهرة امس رغم تنظيم الاهالي مجموعات لحماية ممتلكاتهم الا ان الخوف سيطر عليهم بعد تسرب معلومات عن قيام مجموعات من "البلطجية" مسلحة بالأسلحة النارية بالهجوم على المنازل ونهبها ، فيما القي القبض على عدد من ضباط وعناصر الأمن يقومون بعمليات نهب وسلب وتخريب واشاعة الفوضى في مناطق متفرقة من العاصمة المصرية ، وتعرض المتحف المصري في القاهرة للسرقة.{nl}ورغم غرق مصر امس في حالة من الفوضى الامنية والسياسية ، تجاهل المصريون خطاب الرئيس حسني مبارك ، ونزلوا الى الشوارع مجددا رغم حظر التجول ، مواصلين احتجاجاتهم الصاخبة ، غير آبهين باستقالة الحكومة المصرية وتعيين احمد شفيق رئيسا جديدا لها ، فضلا عن تأدية عمر سليمان اليمين القانونية كنائب لرئيس الجمهورية. وعمت الفوضى مدنا مصرية أخرى ما رفع حصيلة الضحايا الى 110 قتلى وفاق عدد المصابين الالفي جريح اضافة الى فرار نحو 1700 سجين. الى ذلك ، طالب العديد من قادة العالم السلطات المصرية بالاصغاء لصوت الشارع فيما دعا الرئيس الامريكي باراك اوباما السلطات المصرية الى ضبط النفس.{nl}صحيفة القبس الكويتية {nl}عمر سليمان نائباً للرئيس .. وأحمد شفيق رئيساً للوزراء .. وعنان للدفاع{nl}هل دخلت مصر مرحلة الجيش؟{nl}هل سقطت الدولة المصرية؟{nl}هل تركت القيادات الشعب ليواجه المجهول؟{nl}هل مصر على أعتاب انقلاب عسكري، لاسيما بعد تعيين اللواء عمر سليمان نائباً لرئيس الجمهورية وأدائه القسم بسرعة أمام مبارك، وتكليف الوزير السابق أحمد شفيق لتشكيل الحكومة، وترجيح تسليم رئيس الأركان اللواء سامي عنان وزارة الدفاع ليعلن لاحقاً حظراً كلياً للتجول؟{nl}من الذي سيتولى قيادة البلاد في هذه الظروف الحالكة الظلام؟{nl}أربعة أسئلة فرضت نفسها بقوة منذ إدلاء الرئيس حسني مبارك بكلمته فجر أمس.{nl}فللوهلة الأولى أضفت كلمة مبارك نوعا من الاطمئنان على نفوس قطاع عريض من الباحثين عن الأمان، والذين لم يشهدوا حالة مماثلة من الانفلات الأمني، ذكرت بالانسحاب العشوائي للجيش إبان نكسة يونيو 1967. فيما لم يقبل المتظاهرون الشباب ما طرحه مبارك، كونه جاء بعناوين عريضة أشبه بالوعود، لدرجة انتقاد حفظه، حتى آخر لحظة، على حفظ ماء وجه حكومة الحزب الحاكم بقوله إنه «طلب من الحكومة تقديم استقالتها»، وليس إقالتها كما كان الشارع يطالب حتى من قبل اندلاع المظاهرات وصولا إلى حالة الفوضى الحالية.{nl}هل غادر الرئيس؟{nl}وشكك متابعون في اتصالات مع القبس في مصداقية وجود الرئيس مبارك داخل البلاد من قبل اذاعة كلمته المسجلة، مشيرين الى أن الأوضاع لم تكن تحتمل تأجيل تكليف حكومة جديدة الى اليوم التالي مثلما قال في كلمته.{nl}ومع اصرار المتظاهرين على تنحي الرئيس شخصياً، رفع اقطاب المعارضة بكل اطيافهم بمن فيهم الاخوان المسلمون من سقف شحن الشارع بهدف الضغط على نظام الحكم وصولاً الى حالة الانهيار التام من دون حساب دقيق.{nl}المراقبون يرون ان الرئيس خسر عدة نقاط جديدة بسبب كلمته. بل ذهبت معلومات غير مؤكدة الى ان كلمة مبارك لم تكن الا بهدف كسب الوقت لتأمين «خروج آمن» لقيادات الدولة، وربما تصل خلال ساعات خشية ملاحقة رموز الحكم حتى منازلهم، لذا فان قيادات الدولة لاذت بالفرار، وتركت الشعب يواجه المجهول.{nl}تنسيق مع واشنطن{nl}المعلومات تشير ايضاً الى تنسيق تم مع البيت الابيض، وعواصم اوروبية وعربية، لتأمين خروج رموز النظام، أو اسر بعضهم الى عاصمة دولة خليجية.. مؤقتاً.{nl}وما يعضد هذه المعلومات التواجد «اللطيف» للجيش في الشوارع واكتفاؤه بالتواجد من دون موقف حازم يوفر الأمن والامان للمواطنين، بالتوازي مع رفض عدد كبير من قيادات الجيش استخدام القوة ضد الشعب، ومساندته لمطالبهم، ما ادى الى هروب قوات الامن من الشوارع اثر خوف قيادات الداخلية من التحام الجيش، المساند للشعب، مع الانتفاضة.{nl}ورغم ان «المذهول» يتساءل عن البديل في حال سقوط الدولة، الا أن مصادر عليمة أكدت لــ القبس ان الساعات المقبلة قد تشهد سيطرة تامة للجيش على كل مقاليد الحكم. ورشحت ثلاث شخصيات عسكرية لقيادة الدولة مؤقتاً لحين استتباب الأمور، وهي بالإضافة إلى اللواء عمر سليمان: الفريق احمد شفيق وزير الطيران المدني (عين رئيساً للوزارة)، والفريق سامي عنان رئيس اركان الجيش، الذي عاد الى القاهرة قاطعا زيارة رسمية الى واشنطن (يرجح أن يتولى حقيبة الدفاع). {nl}فيما لم تتحدث المصادر عن اي ملامح لتولي محمد البرادعي مقاليد الحكم بشكل غير دستوري، رغم انه صاحب اول حجر حقيقي حرك المياه الراكدة؟ ولا يخلو موقفه من جدل وانتقاد شديدين من قطاع عريض، استنادا الى غيابه الدائم وعودته الى البلاد بعد اندلاع التظاهرات.{nl}الصورة قاتمة وغامضة.. فالحرائق مندلعة في مقار الحزب الوطني.. والسابلة والجوعى يدمرون ويحرقون كل ما له علاقة بوزارة الداخلية انتقاما من بطش الامن لسنوات طويلة، وينهبون المحال التجارية بعد ان خرجوا من القمقم. لا بل ان المواطنين باتوا يخشون على ارواحهم حتى داخل منازلهم، بعدما يفرغ الدهماء من سلب المتاجر.{nl}نظام الحكم لم يستمع الى اصوات التحذير مرارا وتكرارا، مكتفيا بسماع حفنة ما دامت مصالحها تتحقق وتنهب ثروات الامة جهارا نهارا في تحد سافر وجهل في قراءة التاريخ والواقع القريب. وواثقا من قدرة قوة شرطية، انهارت بعد بضعة ايام رغم استخدام القوة المفرطة مع المتظاهرين.{nl}اكتفاء مبارك بتغيير الحكومة زاد الوضع اشتعالاً{nl}الغضب المصري مستمر «حتى إسقاط النظام»{nl}لم يفلح الرئيس المصري حسني مبارك بخطابه أمس الأول في تهدئة آلاف المتظاهرين المحتجين على الغلاء والفساد والبطالة والمطالبين بإسقاط النظام، ولم تفلح قراراته بإقالة الحكومة وتكليف الجيش تنفيذ حظر التجول بتهدئة الشباب الغاضبين، فتجددت منذ صباح أمس المظاهرات في أنحاء مصر رغم الانتشار المكثف لقوات الجيش، وفي تحدٍّ لقرار حظر التجول نزلت تظاهرة شارك فيها الآلاف قبيل بدء تطبيق الحظر بعشر دقائق، وتوجّهت نحو مقر وزارة الداخلية، مطالبة بإسقاط النظام. فيما دعا الجيش المواطنين إلى حماية أنفسهم من اللصوص ومثيري الشغب، كما تقرر تأجيل جميع امتحانات الجامعات والمعاهد والتعليم المفتوح والدبلومات العليا.{nl}في وقت أشارت مصادر طبية إلى ارتفاع عدد القتلى والجرحى في مواجهات اليومين الماضيين إلى 40 قتيلاً ونحو ألفي جريح.{nl}سمات المشهد {nl}وحكمت المشهد المصري أمس سمات متضاربة أبرزها سيادة الغموض بشكل كبير على منظومة الحكم واختفاء جميع مسؤولي الحكومة والحزب الوطني الذي تعرّضت أغلب مقارّه للحرق والتدمير. {nl}السمة الأخرى البارزة هو انسحاب الشرطة بناءً على «أوامر عليا» بحسب ما أفاد مصدر أمني لـ القبس وذلك نتيجة عدم قدرة الشرطة السيطرة على الوضع ورفض العديد من عناصرها تنفيذ الأوامر. ما أثار القلق أيضاً في الشارع المصري هو عملية الفوضى والشغب التي حصلت بعد انكفاء الشرطة ونزول الجيش إلى الشارع، ما تسبب في فراغ أمني واسع النطاق ترافق مع غياب تام للدولة المصرية بكل مسؤوليها، الأمر الذي أشار بوضوح إلى تهرّب الفئات المستفيدة من النظام من تحمّل مسؤولياتها.{nl}وكان اللافت دفع الجيش إلى المواجهة، والذي بدا أنه منحاز للشعب ورفض استخدام أي عنف مع المتظاهرين الذين قابلوه بالتصفيق والهتاف، حيث إن المؤسسة العسكرية تحظى بمحبة المصريين ما سيجعلها صاحبة الكلمة النهائية في تحديد مصير البلاد.{nl}والسمة الأخيرة هو أن تمديد الحكومة لمدة حظر التجول، حيث أصبح من الرابعة مساءً بدلاً من السادسة، ورغم مناشدة الجيش «شعب مصر العظيم» عدم الوقوف في تجمعات بالشوارع والميادين الرئيسية تحت طائلة التعرض لإجراءات قانونية لم يمنع مئات ألوف المتظاهرين من النزول إلى الشارع تحت شعار «نحن نريد تغيير النظام».{nl}ميدان التحرير للتحرير{nl}ففي القاهرة قاد صحافيون ومحامون مئات المحتجين الذين تجمعوا في ميدان التحرير، مطالبين مبارك بالتنحي ومحاكمة رموز النظام، وردد المحتجون «سلمية سلمية» في تشديد على سلمية التظاهرات وإدانة أعمال الشغب والحرق والنهب التي حصلت ليلاً.{nl}مشهد مماثل في الإسكندرية{nl}وفي الإسكندرية انطلقت مظاهرات حاشدة للتنديد بخطاب مبارك والمطالبة بتنحيه تجوب شوارع المحافظة، الذي شهد إحراق مبنى المحافظة أمس، فضلا عن إحراق أقسام الشرطة في مناطق المنشية ومحرم بك وباب شرقي وسيدي جابر والمنتزه والعطارين.{nl}وتحدثت مصادر صحفية عن مشاهدة أكثر من عشرين جثة لأشخاص سقطوا في احتجاجات أمس الأول.{nl}كما اقتحم متظاهرون مصانع حديد عز والدخيلة، التابعة لرجل الأعمال أحمد عز وهو شخصية نافذة في النظام واستولوا على كامل محتويات المصنع.{nl}وكانت المظاهرات عمّت أمس كل أنحاء المدينة من منطقة العامرية في أقصى غربي المدينة إلى منطقة أبو قير في أقصى شرقيها، وقوات الأمن تختفي من الشوارع، وسيطر المتظاهرون على أغلب الشوارع وتراجعت قوات الأمن، بينما سلم بعض أفرادها بنادقهم وملابسهم العسكرية للمتظاهرين، حسب معلومات صحفية.{nl}السويس مشتعلة {nl}وفي السويس تجمّع مئات الأشخاص أمام قسم شرطة الأربعين، مرددين هتافات ضد مبارك، بينما يسيطر الجيش على معظم شوارع المنطقة ويحاول أن يحمي المؤسسات الحكومية. وأشارت إلى احتراق قسم الأربعين، فضلا عن معرض للسيارات قيل إن صاحبه أطلق النار فأردى ستة أشخاص. وأفيد نقلا عن مصادر طبية في مشفى السويس العام بمقتل 17 شخصا وإصابة أكثر من 180 بينهم 25 حالة حرجة، وذكرت أن الأهالي يتجمعون أمام مشرحة السويس العامة للتعرّف على جثث أبنائهم والمطالبة بالتحقيق لمعرفة من أطلق النار عليهم.وفي سياق متصل، أعلن عمال مصنع السويس للصلب إضرابا مفتوحا حتى إسقاط النظام. {nl}يأتي ذلك فيما عادت خدمة الهواتف الجوالة إلى الخدمة جزئيا أمس في عدة مدن مصرية بعد توقفها حسب ما ذكرته شركة فودافون في مصر.{nl}مصادر لـ القبس: تخاذل الداخلية شبه متعمد{nl}قالت مصادر مطلعة لــ القبس ان انسحاب قوات الشرطة قبل تسلم القوات المسلحة لمهام الامن في البلاد، يمثل تخاذلا كبيرا من وزارة الداخلية، وهو تخاذل شبه متعمد، وفق قول المصادر.{nl}وأوضحت المصادر أن وزير الداخلية حبيب العادلي الذي قدم استقالته مع الوزارة، كان يؤكد باستمرار للقيادة السياسية سيطرته على الأوضاع، وان تفجر الأحداث في يوم عيد الشرطة مثل «صفعة له»، حاول أن يؤكد انه أهل لها، وانه عند تفجر الأوضاع وحدوث تمرد من قبل الشرطة لتنفيذ عمليات ضرب للمتظاهرين وعلمه بنزول القوات المسلحة شعر بان تاريخه - بوصفه أطول وزير داخلية في مصر من 1997 الى 2011 - جعله يصدر قرارا متعجلا بسحب قوات الشرطة، وهو ما أدى الى حدوث عمليات نهب واسعة النطاق.{nl}تشكيل لجان شعبية لحماية المنشآت{nl}قام المئات من الاهالي بتشكيل لجان شعبية مشتركة لحماية الممتلكات العامة والخاصة بعد تزايد معدلات النهب والسرقة لمعدلات غير مسبوقة. {nl}وقالت جماعة الاخوان انها طلبت من اعضائها المشاركة في عمليات حماية الممتلكات وتشكيل دروع بشرية لحماية المؤسسات العامة.{nl}الخوف من انهيار شامل وراء تمسك الغرب بالإصلاحات{nl}تحليل إخباري{nl}يراقب العالم بقلق ما يجري في مصر، ويكثف ضغوطه، خصوصاً الولايات المتحدة وأوروبا، لكي «تثمر» الأحداث إصلاحات سياسية واقتصادية سريعة تؤمن عودة الحياة الطبيعية بأقل قدر من الخسائر، وبما يزيل عوامل التأزيم المستمر في الحياة السياسية المصرية.{nl}ويكمن قلق واشنطن والغرب عموماً في الخوف من أن ينفجر الوضع في مصر نتيجة عوامل الاحتقان المعروفة، وفي وقت مفاجئ وغير قابل للسيطرة، وتقع البلاد بالتالي تحت سلطة الفوضى والتطرف، بما يهدد أمن المنطقة والعالم.. ولان عدم تجاوب الرئيس مبارك الآن مع الإصلاحات المطلوبة يمكن أن يؤدي إلى النتيجة ذاتها.{nl}والإصلاحات المطلوبة معروفة، وتبدأ بعدم ترشيح الرئيس مبارك لنفسه في انتخابات الرئاسة نهاية العام الحالي، بعد ثلاثين سنة من الحكم المتواصل، وأن ينهي بصورة حاسمة مسألة ترشيح ابنه جمال للرئاسة وتوريث السلطة له، وأن تشكل حكومة جديدة، ويعيد انتخابات مجلس الشعب الأخيرة التي شابها تزوير فاضح، خصوصاً أن هذه الانتخابات كانت فاتحة عملية الاحتقان التي أدت إلى نزول الناس إلى الشارع.{nl}وقد لوحظ أن التصريحات الأميركية والأوروبية، المطالبة بإصلاحات ووقف القمع، قد تتالت بصورة لافتة، بعد تصريحات للبيت الأبيض ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، لكي تسجل حالة ضاغطة على السلطات المصرية، وتؤكد أنه لا مجال للحصول على أي دعم غربي للسلطة، من دون إصلاحات.{nl}وترى مصادر غربية أن أزمة من هذا النوع ستؤدي لا محالة إلى نتائج حاسمة إذا استمرت 48 ساعة إضافية، فإما أن تنهار التركيبة الحاكمة أو ينجح الجيش في ضبط الوضع، وهذا يعني تسلمه السلطة ولو تدريجيا.{nl}وكالة الانباء القطرية {nl}سفيرنا بالقاهرة: جميع الرعايا القطريين بخير{nl}أكد سعادة السيد صالح بن عبدالله البوعينين سفير دولة قطر بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية حرص دولة قطر على تأمين سلامة الرعايا القطريين الموجودين بجمهورية مصر العربية، مؤكدا حرص المسئولين بوزارة الخارجية القطرية على الاتصالات المستمرة بالسفارة للاطمئنان على سلامة وأوضاع الرعايا القطريين والطلبة واتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتسهيل مهمة عودة من يرغب إلى الدوحة وتأمين سلامة الرعايا الراغبين في البقاء في مصر.{nl}وأضاف سعادته، أن سفارة دولة قطر بالقاهرة تعمل بشكل مستمر على مدار الأربع والعشرين ساعة، ومؤكدا أن الجالية القطرية في مصر بخير وانه على اتصال دائم بالطلبة القطريين للاطمئنان على سلامتهم وأوضاعهم، ومشيرا إلى أن أرقام سفارة دولة قطر تم بثها على قناة قطر الفضائية وقناة الجزيرة المباشرة وذلك للتسهيل على الرعايا للاتصال بالسفارة.{nl}رويترز {nl}مصادر: عدد قتلى الاحتجاجات في مصر يتجاوز 100{nl}اشار احصاء لرويترز استنادا لتقارير من مصادر طبية ومستشفيات وشهود ان اكثر من 100 شخص قتلوا في احتجاجات عمت مصر للمطالبة بانهاء حكم الرئيس حسني مبارك.{nl}ولم تتوافر ارقام رسمية وربما تكون الارقام الحقيقية مختلفة للغاية في ظل الفوضى في الشارع. وفي بني سويف الواقعة جنوبي القاهرة قتلت الشرطة بالرصاص 17 شخصا اثناء محاولتهم مهاجمة مركزي شرطة وقتل ثمانية اشخاص اثناء احتجاجات. وقتل ثمانية اخرون في اشتباكات عندما حاول سجناء الفرار من سجن ابو زعبل في القاهرة.{nl}وردت انباء عن سقوط نحو 68 قتيلا في القاهرة والسويس والاسكندرية في احتجاجات يوم الجمعة. وقبل ذلك اعلنت قوات الامن ان ما لا يقل عن ستة أشخاص بينهم شرطي قتلوا.{nl}وقبل ذلك قالت مصادر امنية ان ستة اشخاص على الاقل من بينهم ضابط شرطة قتلوا منذ بدء الاحتجاجات يوم الثلاثاء.{nl}وقالت مصادر طبية لرويترز يوم السبت ان نحو 2000 شخص اصيبوا في انحاء البلاد ومن المؤكد ان يرتفع العدد مع اندلاع المزيد من الاحتجاجات.{nl}امد للإعلام {nl}3 تيارات تتصارع على الشارع المصري ..{nl}لا يزال الشعب المصري برغم حضر التجوال الذي قرره الحاكم العسكري، ولليوم الثاني على التوال يتظاهر تحت شعار «اعتصام.. حتى سقوط النظام»، ولليوم الثاني أيضا أنتقل غضب «الجمعة« إلى يوم أمس «السبت»، مخلفا خسائر اقتصادية كبيرة ومئات الإصابات وعشرات القتلى وحرائق لا تزال مشتعلة في أماكن شتى من أنحاء البلاد، ومخلفا ما هو أخطر فأمست مصر ليلتها بلا أمان رغم خروج الجيش المصري من ثكناته لحفظ الأمن.{nl}وبدا المشهد المصري أكثر إثارة وعنفا واختلطت فيه كل التفاصيل، وبات استيضاح الحقائق أمر شديد الصعوبة، وكان السؤال الأكثر إلحاحا في الاحتجاجات السياسية التي تشهدها مصر هو حقيقة موقف ودور جماعة الإخوان المسلمين «المحضورة»، وهي الكيان السياسي الأكثر قوة ونشاطا على الساحة السياسية المصرية بعد خلوها من كل أشكال المعارضة الحزبية الحقيقية خلال الربع قرن الأخير، شاركها في بطولة المشهد وبحسب بيان الداخلية المصرية كل من: جماعة 6 إبريل والجمعية المصرية للتغيير وهما من التنظيمات الشعبية الوليدة في السنوات الأخيرة من حكم نظام الرئيس المصري حسني مبارك.{nl}وعلى كوبري أكتوبر، المعبر الأهم في وسط القاهرة والذي يربطها مع أطراف المدينة المترامية، وقبل دقائق من سريان حظر التجول أمس كانت الإجابة متجسدة في أب مصري بسيط وأسرته المكونة من زوجة وأربعة أبناء في أعمار مختلفة يرفعون جميعهم علم مصر وفي طريقهم إلى الانضمام إلى المظاهرة الحاشدة في ميدان التحرير وبادرني قبل أن أسأله «مش إخوان»، وأستطرد يشرح مؤكدا أن المصريين خرجوا بكل طوائفهم وأديانهم وانتماءاتهم السياسية، الإجابة كانت أكثر وضوحا في وجوه مئات من الشباب المصري الذي وضح من ملامحه وسلوكه عدم انتمائه السياسي، وأنه خرج للتظاهر فقط من أجل التغيير بعد أن وصل إلى قمة يأسه من النظام القائم، وهذا ما أكده أحد الشباب قائلا: «منذ أن ولدت وقبل أن أولد ونظام مبارك يحكمنا، وجربنا كل أشكال التعبير عن الرأي ليغير هذا النظام من نفسه، لكنه أدمن خداعنا وتزييف إرادتنا بانتخابات مزورة، حتى ما وصلنا إلى الهاوية».{nl}وعلى نفس الكوبري الذي يحمل اسم ذكرى أغلى انتصارات الجيش المصري وهو نصر أكتوبر عام 1973، كان الدخان يزكم الأنوف حيث لا زالت ألسنة اللهيب تتصاعد من المقر الرئيسي للحزب الوطني الحاكم في ميدان التحرير، كان بعض الشباب المصري يحاول أن ينظم حركة السير، حيث غاب بشكل لافت أي تواجد أمني حتى من ضباط المرور، فأضطربت حركة السير نوعا ما، لكن جهود هؤلاء الشباب نجحت في تيسيره.{nl}وفي سياق متصل، أضطر معظم المصريين في مختلف أرجاء العاصمة القاهرة، ومدينتي الإسكندرية والسويس إلى حماية أنفسهم بجهودهم الخاصة، فانتشرت على نواصي الشوارع مجموعات سكانية من الرجال والشباب يحملون العصى وأسياخ الحديد لمنع وصول البلطجية وعصابات النهب إلى مساكنهم.{nl}إنها صورة حضارية رسمت وجها مناقشا للصورة التي تناقلتها وسائل الإعلام عن أعمال بلطجة وعنف سادت في معظم شوارع وضواحي القاهرة وعدد من المحافظات المصرية.{nl}إن جموع المتظاهرين في وسط القاهرة والذين يحاولون الثبات وراء مطالبهم بالتغيير، ليسوا هم من قاموا بعملية حرق أقسام الشرطة ومقار الحزب الوطني، والتي تشير أصابع الاتهام إلى عناصر من تنظيم الإخوان يمكن أن يكونوا قد قاموا بها بحكم تاريخهم الطويل في أعمال العنف، وأثارهم الكبير مع وزارة الداخلية وضباطها وكذلك مع الحزب الوطني الحاكم خاصة بعد خسارتهم الكبيرة للانتخابات النيابية التي جرت في نهاية العام الماضي، وقد أوضح مصدر أمني رفض ذكر أسمه أن عمليات حرق أقسام الشرطة تمت بشكل منظم وبزجاجات حارقة يدوية الصنع وسريعة الاشتعال، وهو ما يؤكد وجود يد مدربة أدارت هذه العمليات في معظمها.{nl}أما عمليات السلب والنهب والتي تتم بشكل منظم، بدأت ليلة أول من أمس للمحال التجارية الكبيرة والبنوك واستمرت حتى الساعات الأولى من الصباح، ثم انتقلت في اليوم الثاني إلى المناطق السكنية والمستشفيات، فقد أكد شهود عيان أن هدفها الأساسي هو ترويع المواطنين وترهيبهم، وأنه يقف وراءها المئات من الهاربين من الأقسام والسجون والذين أطلقتهم وزارة الداخلية المصرية بعد أن فقدت سيطرتها على الأمن.{nl}على صعيد آخر تحاول قوات الجيش أن تفرض سيطرتها على الشارع لحفظ الأمن، لكنها حتى وقت متأخر من ليلة أمس لم تستطع أن تفرض الأمان، وتزيل الخوف الذي سيطر على حياة المصريين وهدد حياتهم، وهو الخوف الذي أمتد إلى مناحي أخرى في الحياة ومنها الأمن الغذائي، حيث اكتظت معظم محال الأغذية التي بقيت لم تنهب بمئات الأسر التي تبحث عن السلع الرئيسية من سكر وأرز ودقيق وألبان ومياه والمعلبات المحفوظة، وأمام أحد المتاجر وقف أب مصري يجر عربة التبضع قائلا: لا أحد يضمن الغد، ومعظم السلع الأساسية نفدت وخلال الساعات القادمة لن نجد ما يأكله أطفالنا، وبالفعل فشلت كل جهودي لأجد الخبز، فمعظم المخابز أغلقت أبوابها».{nl}نامت مصر ليلة أمس وهي لا تدري عن غدها شيئا، صراع القوى الثلاثة يزداد اشتعالا للسيطرة على الشارع في ظل فراغ سياسي واختفاء تام للحكومة المركزية، وإن أتفق جميع المحللون على ان مصر دخلت نفقا مظلما لن تخرج منه إلا بمعجزة.{nl}صحيفة الشرق الاوسط {nl}«الجامعة» قلقة والإمارات والمغرب يراقبان.. دمشق تمنع اعتصاما أمام سفارة مصر{nl}تصاعدت ردود الفعل العربية الرسمية، والشعبية حول مجريات الامور في مصر، مؤكدة في مجملها وقوفها مع مصر، وشعبها، فيما شهدت بعض المدن العربية، مظاهرات تضامنية، مع المتظاهرين، لكن غالبية، الدول العربية ظلت تراقب الوضع عن كثب.{nl}واعرب الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عن «قلقه البالغ» للاوضاع المضطربة في مصر، داعيا الجميع إلى مراعاة المصلحة العليا للبلاد. وجاء في بيان اصدره مكتبه انه يتعين «على الجميع ان يضع مصر وصالحها ومستقبل ابنائها وتطلعاتهم الوطنية والقومية المشروعة نصب اعينهم». واجرى كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والزعيم الليبي معمر القذافي، اتصالا هاتفيا بالرئيس المصري حسني مبارك مؤكدين تضامنهما مع مصر، فيما اعتبرت وزارة الخارجية الاماراتية انها تراقب باهتمام بالغ التطورات، مؤكدة ان أوضاع المواطنين الاماراتيين في مصر «حتى الآن مطمئنة». ويتابع السوريون ما يجري في الشارع المصري باهتمام كبير، فيما لم يصدر تعليق رسمي حول التطورات المصرية، عدا ما قاله وزير الخارجية وليد المعلم في تصريحات منذ يومين معبرا عن الأسف لسقوط ضحايا، وقال ان ما يجري في مصر «شأن داخلي»، وطالب بإعمال الحكمة. ومنعت السلطات السورية أمس اعتصاما سلميا دعت اليه مجموعة من الشباب السوريين تضامنا مع «ارواح ضحايا الشعب المصري»، وقامت قوات الامن السورية بمنع نحو ستين شخصا من الاعتصام امام مبنى السفارة المصرية في حي كفرسوسة وسط دمشق. وطوق نحو مئة عنصر من قوى الامن ومكافحة الشغب مبنى السفارة والاحياء المؤدية اليه مانعين اي شخص من التجمع أو المرور امام المبنى.{nl}وكان هؤلاء الشباب السوريون دعوا الجمعة عبر موقع فيسبوك إلى «اعتصام لاضاءة الشموع على أرواح الضحايا أمام السفارة المصرية في دمشق»، مؤكدين الطابع «السلمي» للتحرك. وتمت الدعوة إلى الاعتصام ايضا في رسائل عبر الهاتف النقال. يذكر ان السلطات السورية تحجب موقع فيسبوك الا ان مستخدمي الانترنت في سورية يقومون بتصفحه مستخدمين برامج «بروكسي» التي تعمل على كسر هذا الحجب. وقام مثقفون وناشطون سوريون بينهم الكاتب ميشال كيلو والمخرج السينمائي عمر اميرالاي باصدار بيان حمل عنوان «تحية من مثقفين سوريين إلى الثورة التونسية والانتفاضة المصرية» اعتبروا فيه ان «شعوبنا اهتدت إلى طريق الحرية».{nl}وفي بيروت تظاهر العشرات مأمام السفارة المصرية في بيروت وقام المتظاهرون بقطع طريق الكولا باتجاه المطار للتعبير عن تضامنهم مع اخوانهم في مصر، ودعما للتحركات الشعبية الداعية لتنحي الرئيس المصري حسني مبارك ونظامه الحاكم. وقد شارك في التظاهرة أيضا، ممثلون عن الأحزاب اللبنانية.{nl}واعتبر عضو كتلة «حزب الله» النيابية كامل الرفاعي أن «ما يحصل اليوم في مصر هو نتيجة سياسة القمع»، لافتا إلى ان «التحركات التي تقوم في المدن المصرية كافة تحضر لها أحزاب صغيرة»، متوقعا أنّه «لو دخلت الأحزاب الكبرى على الخط أمثال جماعة الاخوان المسلمين فالوضع سيتغير جذريا هناك». وقال لـ«الشرق الأوسط»: ان «ما يحصل سيؤدي إلى الفوضى ولكن على الشعب أن يدفع بعض الأثمان للتحرر وأن يكمل المسيرة للوصول لجزء صغير من حقوقه».{nl}بدوره، رأى عضو المكتب السياسي في تيار «المستقبل» مصطفى علوش أن «الوضع غير الصحي القائم في معظم الدول العربية أدى لما شهدناه في تونس ومصر» وتوقع أن «تنتقل العدوى إلى باقي الدول العربية». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «النقص الواضح في الديمقراطية في مصر وعدم اعطاء الأفراد فرصة المشاركة في الحكم هما السببان الرئيسيان لما نشهده في المدن المصرية. الفوضى في الشوارع ستستمر على ان تنضبط لاحقا في اطار مؤسسات الدولة بعد تنفيذ مطالب المحتجين».{nl}وعلّق عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب سيمون أبي رميا على الأحداث في مصر، بقوله: «ذكرني خطاب الرئيس حسني مبارك أول من امس بخطاب الرئيس التونسي زين العابدين بن علي قبل أن يتنحى عندما رأى أن المظاهرات تتوسع، فكانت الخطوة الأولى قبل هروبه إقالة الحكومة، وقد بدأنا نسمع في مصر أن عائلة الرئيس مبارك خرجت من البلاد»، لكنه اعتبر أن «الرئيس المصري سيأخذ وقتا أطول من بن علي»، ورأى في ما يحصل «سقوطا للسياسة الأميركية في المنطقة، فالسياسة الأميركية بدأت تخسر أكثر وأكثر، ولعبة «الدومينو» التي وعدوا بها لصالحهم بدأت تسقط بشكل معاكس».{nl}من جانبها التزمت الحكومة الاردنية الصمت إزاء ما يجري من احداث متسارعة في مصر وتراقب الوضع عن كثب فيما قال مسؤول اردني فضل عدم ذكر اسمه ان الاحداث المتسارعة على الارض يصعب تقدير اي موقف ازاءها، مشيرا إلى ان مصر دولة شقيقة نتمنى لها الاستقرار والسلام. وعاش الاردنيون طيلة الايام الماضية متابعين للاحداث وجلس الاف الاردنيين امام الفضائيات لسماع اخبار ابنائهم الطلبة الذين يدرسون في الجامعات المصرية حيث يقدر بنحو 45 الف طالب يدرسون في الجامعات المصرية الحكومية والخاصة قد اطمأن هؤلاء بعد اعادة الاتصالات الهاتفية بين البلدين فيما بقيت خدمة الانترنت مقطوعة.{nl}وفي بغداد اعتبر وكيل وزارة الخارجية العراقية لبيد عباوي «أن أمر معالجة المشاكل والأزمات التي تعاني منها مصر حاليا يعود إلى القيادة المصرية». وقال في تصريح خاص لـ «الشرق الأوسط» إن مجلس الوزراء العراقي سيصدر عند انعقاده موقفا رسميا من الأحداث والتطورات الجارية في مصر حاليا. وأشار إلى أن ما يجري في مصر «هو بالتأكيد تعبير عن سخط جماهيري من الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلد. ولكن معالجة مثل هذه الأحداث وما قد يترتب عليها متروك للقيادات المصرية بمن فيها الحكومة والأحزاب المصرية لمعالجتها». وتابع «لدينا ثقة بأن مصر قادرة على معالجة المشاكل الداخلية وأن لا تتحول إلى سلب ونهب وأضرار لكي يعود السلم الأهلي إلى هذا البلد العربي الكبير». وقال «إن مصر بلد عربي كبير ولها دور حيوي وهام في المنطقة وهو ما يجعل ما يجري فيها محور اهتمام الجميع».{nl}وفي الرباط، قال خالد الناصري وزير الاتصال (الاعلام) والناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية لـ«الشرق الأوسط» «نحن نتابع بطبيعة الحال ما يجري في مصر عن كثب، لكن حتى الآن (بعد ظهر امس) ليس هناك أي موقف رسمي مغربي حول الأحداث في مصر». وعبر قيادي من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المشارك في الحكومة بستة حقائب عن مساندة حزبه لما اسماه «انتفاضة الشعب المصري» في حين قال قيادي آخر في حزب العدالة والتنمية المعارض إن ما حدث في مصر هو نتيجة طبيعية لما كان يجري على الساحة السياسية المصرية.{nl}وقال عبد الهادي خيرات عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إن «انتفاضة الشعب المصري كانت متوقعة، لكن الأمور سارت بوتيرة سريعة فاجأت الجميع» واضاف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» «شعب مثل الشعب المصري عاش طوال 30 سنة في حالة طوارىء كان طبيعيا ومنظرا أن ينتفض» ولاحظ خيرات «ان هناك تحولا في الموقف الأميركي بشأن قضية توريث السلطة وادخال اصلاحات سياسية واجتماعية واقتصادية، خاصة ان مصر كانت لها علاقة وثيقة مع الولايات المتحدة بسبب المساعدات المالية التي تتلقاها، وعندما تغير الموقف الأميركي أنعكس ذلك على الأوضاع في مصر» على حد تعبيره، وقال خيرات «إن الشعب المصري لم يكن يستحق الكبت الذي كان يعيش في ظله، اضافة إلى وجود فقر مدقع وثراء فاحش لدى شريحة من الأغنياء، في حين اندثرت الطبقة الوسطى»، وقال خيرات «حزبنا يساند الشعب المصري وفي الوقت نفسه نتمنى ان تسير هذه التحركات في الاتجاه الايجابي، وانه من المحقق ان بعض الانظمة العربية ستراجع حساباتها بعد الآن» على حد اعتقاده، واشار إلى ان عهدا جديدا قد بدأ في المنطقة.{nl}الجزيرة نت {nl}المثقف العربي.. يقود الثورة أم يتبعها؟{nl}تبدو الحكاية وكأنها بدأت من حادث عابر لشاب تونسي أحرق نفسه احتجاجا على مصادرة عربة خضاره وإهانة كرامته. حريق فرديّ أوصل المنطقة العربية كاملة إلى كل هذه الإرهاصات والثورات والتنحيات والاحتجاجات.{nl}والأكيد أنّ ما حدث هزّ كلّ الأنظمة التي تلهث حاليا نحو دروس "تسيير الأزمات" عساها تكون فوضى سائرة نحو الخمود أو مجرد زوبعة في فنجان لدى أكبر المتفائلين!.{nl}هل غيّر هذا الحادث الفردي أقدارا في منطقتنا العربية أم أنه عجّل بها..! وما هي دلالات تغيير بمثل هذا الشكل؟ والأهم.. ماذا تحتاج من "أمتعة" ثورات شعبية بمثل هذه العفوية والاحتقان؟! أسئلة طرحتها "الجزيرة نت" على مجموعة من المثقفين العرب.{nl}لم تبد الروائية الجزائرية فضيلة الفاروق تفاؤلها من التعييرات الحاصلة ربما ليقينها بأنّ "الشعوب العربية لا تملك الوعي الكافي لتغيير واقعها نحو الأحسن". خاصة أنّها ترى كل تلك القطيعة شبه الكاملة بين الشعوب والمثقف، وهو ما يعني أنّ الانتفاضة العربية لم يكن منبعها المثقف العربي بل جهات أخرى، وترجّح أنّ "النظام العالمي ضاق ذرعا بأنظمتنا أكثر من شعوبنا وله يد في كلّ ما حدث".{nl}وتشرح الروائية الجزائرية أكثر فتقول "لقد تمّ تفكيك النظام في تونس لأنّها البلد العربي الأصغر ولأنها تحوي نسبة وعي أكثر من غيرها". وتصرّ الروائية على فكرتها في سوء تقدير الشعوب العربية لما يحدث من تغييرات.{nl}الصاوي: حركة البوعزيزي اليائسة{nl}وعي الشعوب{nl}ولا تثق صاحبة "أقاليم الخوف" بوعي الشعوب لأنها "شعوب تختصر مفهوم الدين في قطعة قماش، وتقتل المرأة إن أحبّت رجلا.. وأغلب نسبة من نخبه تفكّر بنفس الطريقة، وبدل قيادة المجتمع نحو دروب النور، فهي تغذّي فيه روح التعصب ورفض الآخر..".{nl}تعود فضيلة الفاروق للوراء قليلا لتستشهد بما يحدث في الجزائر وهو ما لا يثير انتباه أحد، حيث يلقي شبان في عمر الزهور بأنفسهم من جسور قسنطينة بنسبة شاب أو شابين أسبوعيا، بسبب الفقر والظروف القاسية التي يعانونها، بالإضافة إلى ما تحمله الجرائد من أخبار انتحارات مخيفة، عبر كامل التراب الجزائري.{nl}لتنهي مداخلتها بسؤال "لماذا اهتم الإعلام بانتحار البوعزيزي؟ ولم يهتم بقوافل من ينتحرون كل يوم؟".{nl}الثورة لا تنسخ{nl}في مقابل ذلك، يتفاعل الفنان المصري خالد الصاوي مع ما تشهده المنطقة العربية، مشيرا إلى خصوصية بعض "العوامل والظروف المترسبة والتي تساهم في اندلاع شرارة الثورة"، مقدما كمثال ما حدث في انتفاضة باريس عام 1968 بسبب شجار بين أمن الجامعة وبعض الطلاب بخصوص التزاور المختلط في بيت الطلبة..!".{nl}ترى الروائية الجزائرية فضيلة الفاروق أنّ "الشعوب العربية لا تملك الوعي الكافي لتغيير واقعها نحو الأحسن". وترجّح أنّ "النظام العالمي ضاق ذرعا بأنظمتنا أكثر من شعوبنا وله يد في كلّ ما حدث"{nl}"{nl}يعود الصاوي للحديث عن شرارة تونس التي ساهم فيها تواجد "عدد كبير من العاطلين المتعلمين واستفحال القمع واحتقار الجماهير.. فحركة البوعزيزي اليائسة على إثر قمعه وإهانته بينما كان يسعى لكسب رزق حلال، قابلا مهنة هامشية بالقياس لإمكاناته الدراسية، جسدت هذه الحركة ذل جيل كامل وانسحاقه، وفي لحظة بدا الشاب وقد أدركه خلاص ما، على طريقة انتحار الساموراي، فتوهج الميدان بمختلف الإيحاءات التي كسرت حاجز الخوف واندلعت الشرارة والتفت الجماهير حول بطلها وأصرت على اعتباره مخلصا من نوع استثنائي..".{nl}لهذا يعتبر الصاوي أنّ شرارة تونس قد "شهد الناس لحظتها شيئا جللا ومباغتا حطّم فيه المقموع قفصه وانطلق للسماء، فاشتعلت الثورة. وهذه اللحظات الاستثنائية لا يمكن التعامل معها بمنطق القص واللصق. فالبشر أعقد من ذلك، ولربما قام شاب آخر بكتابة بيان الثورة عبر حرق جسده ولا تندلع الثورة، ثم تندلع في اليوم التالي عقب تصريح رسمي يستخف بالجماهير..".{nl}ويسترجع الفنان الصاوي حادثة الصحفي العراقي منتصر الزيدي الذي فاجأ العالم بضرب الرئيس الأميركي السابق جورج بوش بالحذاء. معتبرا أنّ هامش التأييد الكبير كان جراء عفوية الفعل ورمزيته، فالضربة لم تغرق وجه بوش بالدماء، لكنها نقلت إحساسا مشتركا بالإهانة التي لحقت ببوش وليس الإصابة في ذاتها. ويشير الفنان إلى ضرورة الانتباه للتفاصيل الصغيرة، وهو ما يركز عليه لكونه ممثلا وقبلها مخرجا مسرحيا لتصيّد "الشرارة العارضة التي لا يمكننا القيام بحسابها سلفا أبدا".{nl}أحجار شطرنج{nl}أولت الكاتبة الإماراتية مريم السعدي أهمية لما وقع في تونس و<hr>