تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أقلام وآراء اسرائيلي 8



Haidar
2012-01-14, 10:41 AM
أقلام وآراء{nl}(8){nl}في هـــــــــــــــذا الملف{nl}اسرائيل تنفذ ترحيلا قسريا للفلسطينيين{nl}بقلم: عميره هاس عن هآرتس{nl}الامريكيون يتعثرون{nl}بقلم: اليكس فيشمان عن يديعوت أحرونوت{nl}اليهود في الخليل: هكذا نشأ الاتفاق غير الممكن{nl}بقلم: يوسي بيلين عن إسرائيل اليوم{nl}اسبوع مليء في ايران{nl}بقلم: نداف ايال عن معاريف{nl}إما ان تموتوا وإما ان تحرروا سورية.. لعبة خطرة{nl}بقلم: أسرة التحرير عن يديعوت احرونوت{nl}اللاجئون الأفارقة في إسرائيل قنبلة موقوتة وتهديد حقيقي{nl}بقلم: ميناحيم راهاط عن موقع أخبار إسرائيل الإلكتروني{nl}اسرائيل تنفذ ترحيلا قسريا للفلسطينيين{nl}بقلم: عميره هاس عن هآرتس{nl}قرر الاتحاد الاوروبي في الفترة الاخيرة ان يعمل على تغيير سياسة اسرائيل في المنطقة (ج) وتعميق مشاركته في مساعدة السكان الفلسطينيين والسلطة في هذه المنطقة. وقد تم اتخاذ القرار بناء على تقرير سُلم الى الاتحاد من رؤساء المفوضيات الاوروبية في القدس ورام الله.{nl}يقول التقرير الداخلي ان سياسة اسرائيل في المنطقة (ج) اذا لم تتوقف أو تتغير فسيختفي احتمال حل الدولتين في حدود 1967. 'الشيء المميز في هذا التقرير اننا جميعا مشاركون فيه ونوافق على نصه'، قال يوم الخميس لصحيفة 'هآرتس' دبلوماسي اوروبي. وأضاف ان 'للحكومات في اوروبا مواقف شتى من الوضع: في حين تمثل هولندا جانبا مناصرا لاسرائيل جدا وايرلندا الجانب الثاني لكن الجميع اتفقوا على هذه الوثيقة. تقول اسرائيل دائما ان لها في اوروبا دول عدوة لكن لها دول صديقة ايضا. ونحن نقول ان الدول الصديقة تعتقد هذا الاعتقاد فيما يتعلق بالوضع في المنطقة (ج)'.{nl}يذكر القسم الحقائقي من التقرير ان نتائج السياسة الاسرائيلية في المنطقة (ج) التي تشكل 62 في المئة من مساحة الضفة الغربية هي 'ترحيل قسري للسكان أبناء البلاد'. ويقول التقرير ان 5.8 في المئة فقط من السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية وعددهم نحو من 150 ألف انسان يعيشون في المنطقة (ج) بسبب سياسة اسرائيل. وفي غور الاردن الذي 90 في المئة من مساحته تابع للمنطقة (ج) عدد السكان فيه 56 ألفا منهم 70 في المئة يعيشون في أريحا التي تُعرف بأنها من المنطقة (أ). وهذه المعطيات بارزة بصورة خاصة لأن التقرير يذكر أنه قد عاش في غور الاردن قبل 1967 بين 200 ألف الى 320 ألف فلسطيني.{nl}في 2011 استقر رأي رؤساء المفوضيات الاوروبية على حصر العناية في المنطقة (ج) لا في الوضع في القدس الشرقية فقط كما فعلوا في السنين الاخيرة، وهذا أول تقرير مشترك بينهم في هذا الشأن. يقول الدبلوماسي: 'نشأ التقرير عن شعور بالتعجل ويرمي الى التعبير عنه'.{nl}زيادة على الخطوات المطلوبة من الاتحاد الاوروبي في الجانب السياسي، يقترح التقرير ايضا تعميق المشاركة في خطط مساعدة مختلفة تقوي قدرة السكان الفلسطينيين على الثبات في وجه السياسة الاسرائيلية. ان صورة وايقاع تطبيق التوصيات التي تم تبنيها متعلقان الآن ببروكسل، لكن بحسب تقدير دبلوماسي اوروبي آخر ليس الحديث عن اعمال قوية حاسمة بل تدريجية وبطيئة.{nl}لا توجه الوثيقة التي عنوانها 'المنطقة ج وبناء الدولة الفلسطينية'، انتقادا الى اسرائيل وحدها بل الى السلطة الفلسطينية ايضا التي لم تصرف انتباها كافيا الى المنطقة (ج) في خططها الوطنية. 'ان خطة الاصلاح والتطوير الفلسطينية لـ 2008 2010 لم تكد تأخذ المنطقة (ج) في حسابها، ولم تقدم توصيات بكيفية العناية بحاجات السكان. وبنفس القدر لا تبين خطة التطوير الجديدة (2011 2013) كيف يهتم الفلسطينيون بعلاج المنطقة (ج) وخط التماس وشرق القدس'.{nl}مع ذلك، تذكر الوثيقة انه في الخطة لسنتين التي صاغها رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض لبناء مؤسسات الدولة، كانت هناك مشروعات لتطوير بنى تحتية في المنطقة (ج)، لم يُستطع تحقيق كثير منها لأن اسرائيل منعت تنفيذها رغم جهود الرباعية والاتحاد الاوروبي وغيرهما.{nl}تصف الوثيقة ذات الـ16 صفحة في الجزء الكبير منها الوضع المادي والقانوني الذي يسود المنطقة (ج)؛ وسياسة تخطيط اسرائيلية تشجع بناء مستوطنات وتمنع بناء فلسطينيا، وهدم بيوت بُنيت بلا رخص لأنه لم يكن هناك مفر من ذلك، ومنع تطوير بنى تحتية، وقيود حركة، ومنع الوصول الى الماء والموارد الطبيعية وغير ذلك. وتعتمد المعطيات المعروضة فيها على تقارير جارية مفصلة وواضحة كتبتها في السنتين الاخيرتين منظمات مختلفة للامم المتحدة ومنظمات تطوير دولية والبنك الدولي، حذرت فيها من تدهور وضع السكان والتأثيرات السلبية في الاقتصاد الفلسطيني.{nl}ان استقرار رأي رؤساء المفوضيات الاوروبية مثل جسم واحد، على حصر العناية في المنطقة (ج) هو استمرار مباشر لنشاط جماهيري حثيث من منظمات حقوق انسان ومنظمات تطوير فلسطينية ودولية. فقد لاحظت هذه أنه بسبب الحظر والقيود الاسرائيلية على التطوير في المنطقة (ج)، أصبحت الدول المانحة أقل ميلا الى ان تصرف اموالها الى مشروعات في هذه المنطقة وحصرت عنايتها في المنطقتين (أ) و (ب)، واتهم ناشطون فلسطينيون بصراحة الدول المانحة بتعاون على علم مع السياسة الاسرائيلية لاحداث جيوب فلسطينية منفصلة.{nl}الامريكيون يتعثرون{nl}بقلم: اليكس فيشمان عن يديعوت أحرونوت{nl}العويل الذي يصدر عن قيادة وزارة الخارجية الامريكية حول تصفية عالم نووي ايراني آخر، قد يخلق الانطباع بان الادارة الامريكية مصدومة ومكلومة في ضوء الضربات التي تتلقاها ايران حول الصراع في سبيل تطوير النووي.{nl}واذا لم يكن هذا بكاف، فان 'النيويورك تايمز' اقتبست أمس عن موظفين في الادارة يطالبون (ربما أيضا من المشبوهة رقم 1، اسرائيل) بوقف الضربات خشية رد ايراني متطرف. كله ازدواجية، كله دموع تماسيح، كله ترهات. كل هذه الدراما هي نتيجة أزمة اعلامية علقت فيها وزارة الخارجية الامريكية في الاونة الاخيرة.{nl}لقد بدأ هذا في بداية الاسبوع عندما اقتبست 'النيويورك تايمز' عن موظف كبير في مجلس الامن القومي كشف سر دولة، ليس أقل. وعلى حد قوله، فان العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على ايران جاءت في واقع الامر لاسقاط حكم آيات الله في طهران. في وزارة الخارجية شدوا شعورهم. الحقيقة خرجت الى النور.{nl}وهم يروون للعالم بان كل موضوع العقوبات يرمي الى وقف المشروع النووي، وفجأة تنكشف عورتهم: النية هي على الاطلاق لاسقاط النظام. يا الهي. كيف نشرح للعالم ان ادارة اوباما المتنورة ـ التي تقدس الحريات الديمقراطية في العراق، في افغانستان وفي مصر ـ تتصور على الاطلاق تغيير نظام انتخب، قانونيا، في طهران.{nl}ويجري هذا الكشف في ذروة صراع أمريكي لاقناع الصينيين والروس بالمشاركة ولو رمزيا وفي العقوبات على ايران. طالما كان الحديث يدور عن المشروع النووي، فقد كان هناك ما يمكن الحديث فيه. ولكن مع مبرر تغيير النظام فان الروس والصينيين سيلقون بهم من على كل الدرج.{nl}وزارة الخارجية لم تنتعش من الضربة فاذا في وسط طهران يصفى عالم نووي آخر.{nl}وهذا يحصل حين تكون الادارة الامريكية في مفترق طرق: من جهة توجد خطوة جد حساسة، نشأت فيها امكانية جلب الايرانيين الى طاولة المباحثات.{nl}في أساس الخطوة لاستئناف المفاوضات، والتي لا تزال قيادة الحكم الايراني تتردد هل تستجيب لها، تقبع خطة امريكية عرضت على الايرانيين قبل اسابيع عديدة.{nl}من جهة اخرى، يوجد تصعيد جوهري في العقوبات على ايران قد تؤدي في نهاية المسيرة، الى مواجهة عسكرية ايضا.{nl}الزمن آخذ في النفاد. ادخال المشروع النووي الايراني الى عمق بمسافة اكثر من 150 مترا في منشأة تحت أرضية يقصر نافذة الفرص لعملية عسكرية. الامريكيون يفضلون الطريق السياسي. وحسب الفهم الامريكي، فان تصفية العالم مثل عمليات اخرى تعزى للولايات المتحدة او حلفائها من شأنه أن يدفع الايرانيين الى تصليب مواقفهم واغلاق الباب في وجه الحل الدبلوماسي.{nl}على أي حال، فان أبخرة الوقود الصاعدة من مضائق هرمز آخذة في التكثف. احتمال اشتعال مواجهة عسكرية مع ايران ليس بسبب هجوم اسرائيلي، بل بسبب خطأ ما في سلوك الامريكيين او الايرانيين في مضائق هرمز ـ آخذ في التصاعد.{nl}وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون شجبت التصفية كي تهدئ روع الايرانيين. ولكن في نفس الوقت، في هذا الايام بالذات، تجلس مع دول الخليج كي تبلور المواقف: سواء بالنسبة للازمة في مضائق هرمز أم في موضوع زيادة صادراتها من النفط. هناك تسمع ايضا ذات النغمة الثابتة التي يطلقها امراء النفط في شبه الجزيرة العربية في المحادثات السرية. متى سيهاجم أحد ما أخيرا المنشآت النووية الايرانية فيزيل الظل المهدد فوق حقولنا النفطية؟{nl}اليهود في الخليل: هكذا نشأ الاتفاق غير الممكن{nl}بقلم: يوسي بيلين عن إسرائيل اليوم{nl}مضى على اتفاق الخليل 15 سنة. وقع على الاتفاق رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو زمن ولايته الاولى والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، بعد تسعة اشهر، كان يفترض ان يوقع عليه قبلها رئيس الحكومة السابق شمعون بيرس وعرفات. ولم يوقع عليه بالموعد المخطط له بسبب موجة أحداث الارهاب على الاسرائيليين في مطلع 1996 (في أعقاب قتل المهندس يحيى عياش)، ولخشية سياسية من ان يزيد التوقيع عليه الانتقاد لتنازل حزب العمل.{nl}اليمين، كما كان متوقعا، رفع الصوت صارخا برئيس الحكومة الذي أدار ظهره لمؤيديه، وأعظم بني بيغن، وزير العلوم الجديد، الفعل إذ رأى ذلك سببا كافيا للاستقالة من الحكومة.{nl}طُرحت مسألة الخليل في برنامج العمل الوطني بعد الايام الستة مباشرة. وكما طلب مستوطنو غوش عصيون الذين تم اجلاؤهم في حرب التحرير العودة اليها، أثار ناس المستوطنة اليهودية في الخليل طلب العودة اليها. وطلب الحاخام حزقيال سرينا، رئيس المعهد الديني في الخليل، الى الحكومة ان تعيد معهده الى الخليل ورفضت الحكومة. وكان الحاخام سرينا الذي كان عضوا ايضا في مجلس حكماء التوراة هو الذي نقل الى الخليل في 1925 المعهد الديني اللتواني الاول في ارض اسرائيل، بعد ان استقر الرأي في الاتحاد السوفييتي قبل ذلك بسنة على تجنيد اليهود.{nl}على أثر مذبحة نفذها العرب من سكان الخليل في يهود المستوطنة قُتل فيها 67 يهوديا، نقل المعهد الديني الى حي غيئولا في القدس. وباعتباره يهوديا حريديا، قبل قضاء الله وسلم للرفض.{nl}في 1968 حاولت مجموعة من الاسرائيليين بقيادة موشيه لفينغر، من المتدينين وعدد من العلمانيين، شراء بيوت في الخليل للعودة الى المدينة. ورفض سكان المدينة ان يبيعوهم بيوتا، واستقر رأيهم لذلك على استئجار فندق 'بارك' مساء عيد الفصح، بل أن يُتموا فيه الاحتفال بليل الفصح.{nl}كانت تلك الايام ايام حكومة الوحدة الوطنية برئاسة ليفي اشكول (في اشهر حياته الاخيرة)، وبمشاركة المعراخ الجديد بين حيروت الصقري والليبراليين الذين هم أكثر اعتدالا. وسيطرت النشوة على كل شيء. عرف قليلون من الناس في الحقيقة كيف يريدون ان يروا مستقبل المناطق التي احتلت منذ وقت قريب. ففي حزب العمل (الذي أُنشئ في ذلك الوقت نتيجة مزج بين مباي ورافي ووحدة العمل) وجدت حلقة تؤيد سلامة البلاد لا أقل ولا أكثر. أما وزير التربية يغئال الون الذي أوجد الخطة للحفاظ على الكعكة كاملة ولأكلها ايضا 'خطة الون'، فرأى نفسه قائدا لمسيرة الاستيطان بعد ان فشل في محاولته العودة الى الجيش أو ان يُعين وزيرا للدفاع، وصرف جهوده الى حرب لا هوادة فيها لبطل الحرب موشيه ديان.{nl}وهكذا، في أهم ايام في تاريخ دولة اسرائيل، حينما كان يجب على حكومة اسرائيل ان تبت بقرارات حاسمة تتعلق بمستقبل المناطق التي احتلتها في الحرب الناجحة في 1967، لم تكن هناك ببساطة ولم تكن تعلم حقا ما الذي تريده في الضفة الغربية.{nl}شارك 100 انسان في الاحتفال بليل الفصح الهاذي للفينغر في الخليل، وشارك فيه ايضا جنود من الجيش الاسرائيلي وسلحوا المشاركين. وبعد حفل ليل الفصح أعلنت الجماعة أنها ستبقى في الخليل ودخلت حكومة اشكول التاريخ. وأصبح يغئال الون وسيطا من قبل نفسه ينتقل ما بين أنصار لفينغر والحكومة، وتم آخر الامر احراز مصالحة بأن تترك المجموعة الخليل ولا يعود اليهود للسكن في المدينة، لكن تنشأ بلدة باسم كريات اربع يستطيع اسرائيليون السكن فيها قرب الخليل.{nl}قبل المستوطنون المصالحة، لكنهم لم يكتفوا قط بكريات اربع. كانت تلك عودة زاحفة: ففي البداية أُنشئ كشك قرب مغارة الماكفيلا (الحرم الابراهيمي)، وبعد ذلك رُمم كنيس 'أبينا ابراهيم'، وفي 1979 ايام حكومة بيغن دخلت النساء والاولاد بيت هداسا بخلاف موقف الجيش الاسرائيلي. وبعد ان قتل الفلسطينيون ستة مصلين يهود قرب بيت هداسا في ايار/مايو 1980 اتخذت الحكومة قرارا فحواه انه لا مانع من استيطان يهودي في الخليل. وفي 1983 أُنشئ في تل رميدة حي يهودي ويعيش منذ ذلك الحين في المدينة بضع مئات من اليهود.{nl}بعد المذبحة التي نفذها باروخ غولدشتاين في 1994 بدم بارد في مصلين مسلمين في الحرم الابراهيمي قُتل فيها 29 عربيا، مالت حكومة رابين الى اخراج اليهود من الخليل لتقليل الاحتكاك والمواجهة الدائمين. بيد ان رئيس الحكومة آنذاك اسحق رابين رجع آخر الامر عن هذه الفكرة.{nl}حينما تم توقيع الاتفاق المرحلي مع الفلسطينيين في ايلول/سبتمبر 1995 تم الحديث عن خروج الجيش الاسرائيلي من جميع المدن الفلسطينية الكبيرة وعن نقل السلطات اليها. لكن في ما يتعلق بالخليل تم ايجاد حل كان يجب ان يجيب عن حقيقة ان بضع مئات من العائلات الاسرائيلية تعيش في المدينة.{nl}وهكذا بدل ان يُنقل يهود ذلك المكان الى بلدة اخرى نشأ وضع معقد هو (اتش 1) و (اتش 2)، المنطقة الاولى هي الخليل العربية مع كل سلطاتها، والثانية منطقة مساحتها 3 في المئة من المدينة يعيش فيها نحو من 500 يهودي و40 ألف فلسطيني، والسلطات الامنية فيها في يد الجيش الاسرائيلي. ان عددا من المستوطنين يجعلون حياة السكن العرب مريرة. وقد أصبحت مجموعة المراقبين الدولية التي أُقيمت على أثر مذبحة غولدشتاين سخرية وهزوا، والشارع الرئيس للمنطقة اليهودية ليس مفتوحا للعرب تماما، وأصبحت (اتش 2) مكانا مشحونا بالاضطراب والشغب يشعلون فيه بين الفينة والاخرى حرائق ويُبعدون جولان ناس معسكر السلام (خاصة بعد ان كشف ناس 'يكفي صمتا' عن سلوك غير انساني للمستوطنين).{nl}نتنياهو لم يحب اتفاق الخليل كثيرا وحقيقة انه يجب عليه ان يوقع عليه ويحققه. ولم يُخطر بباله بالطبع ان يُخرج المستوطنة اليهودية من الخليل وفضل ان يؤجل هذا الحكم قدر المستطاع الى ان أومأت اليه الادارة الامريكية انه لا مفر آخر، فوقع على الاتفاق الذي طُبق جزء منه فقط على غير رغبة وغير حماسة.{nl}وقد لقي انتقادا من اليمين بالطبع. فكما انتقد اليمين بيغن لانسحابه من سيناء وشامير بسبب مؤتمر مدريد وبعد ان وقع اتخذت الحكومة برئاسته قرارا يقول 'سياسة الحكومة هي تعزيز وتطوير المستوطنة اليهودية في الخليل'.{nl}لم تطبق أي حكومة القرار ومنها حكومتا نتنياهو، لكن المستوطنة القائمة كافية لوجود برميل متفجرات، ولتقييد مئات الجنود الاسرائيليين الى المكان بمعدل جندي لكل ساكن.{nl}ان الخليل هي برهان على الحاجة الى قرار: أتعتقد ان من المرغوب فيه في اسرائيل غرب الاردن ان يحيا اليهود والعرب جنبا الى جنب في اطار سياسي واحد حتى لو نشأ فيه في المستقبل القريب أكثرية عربية؟ إعمل من اجل هذا وادفع ثمن قرارك (الذي قد يكون نهاية الدولة اليهودية). أتؤمن بأنه يجب تقسيم البلاد والفصل بين اليهود والعرب؟ إعمل من اجل هذا وادفع الثمن (الذي قد يكون صراعا شديدا بين اليهود). لكن لا تقرر في شأن (اتش 1) و (اتش 2). فهذا حل وُلد بخطيئة ويستمر عليها.{nl}اسبوع مليء في ايران{nl}بقلم: نداف ايال عن معاريف{nl}موجز اخباري قصير لمن نجح في تجاهل الاخبار الايرانية هذا الاسبوع: بيان عن حظر نفط اوروبي. تهديدات باغلاق مضائق هرمز. مناورة عسكرية اخرى. تهديدات امريكية وبريطانية مضادة تعد بالعمل بالقوة ضد اغلاق المضائق الاهم في العالم. وعد الزعيم الاعلى بتجاهل العالم ومواصلة تطوير النووي المعتاد.{nl} بيان رسمي من وكالة الطاقة الذرية: بدء تخصيب اليورانيوم في المنشأة المحصنة في قم، 90 مترا تحت الارض وبعيدا عن مدى القذائف التي تخترق التحصينات التحت أرضية. التخصيب: الى درجة 20 في المئة. رد روسي يتضمن شجبا هزيلا لطهران. خبر في 'التايمز': اسرائيل تستعد لايران نووية في غضون سنة ('اسرائيل تستعد' هو تعبير غير مقبول في مطارحنا). تصفية غريبة لعالم نووي في طهران، تهديدات ايرانية بالثأر. وهذا كان فقط اسبوعا واحدا؛ اسبوع عادي في الحرب الناشئة بين ايران والغرب.{nl}السياق أكثر أهمية من هذه الاخبار. السياق هو أن ايران توجد في ذروة معركة انتخابات ستنتهي في شهر اذار/مارس، ومثلما في كل مكان في العالم، الانتخابات تؤثر وتدفع مواقف طهران الى التطرف. سلسلة من المحافل الداخلية تركب بشكل مبادر اليه على القصة النووية كي تكسب التأييد. {nl}الخريطة السياسية الايرانية معقدة على أي حال، ولكن هذه الايام مغلقة على نحو خاص. طبيعة التوتر بين الزعيم الروحي والرئيس احمدي نجاد ليس واضحا على الاطلاق، وآليات التحكم في الجمهورية الاسلامية لم تعد جلية امام الغرب. بالتوازي، الوضع الاقتصادي لايران يتدهور بوحشية. العقوبات الامريكية وحظر النفط الاوروبي تحطم العملة الايرانية التي تعاني من انهيار يتمثل بالتضخم المالي. النظام يرشح ويراقب نقل الرسائل الالكترونية والرسائل القصيرة التي تعنى بالوضع الاقتصادي، بما في ذلك شطب كلمة 'دولار' من الرسائل؛ فالدولار هو العملة المطلوبة في بازار طهران هذه الايام. الاقتصاد الايراني ووضعه أهم لازمة النووي من تصفية اخرى لعالم آخر، او خبر رسمي فقط عن بدء عمل أجهزة الطرد المركزي في قم (فقد بدأت قبل وقت ما، وهذا نشر فقط هذا الاسبوع بسبب انتقاد وكالة الطاقة الذرية).{nl}حملة انتخابات، امكانية حرب وتدهور اقتصادي خطير. تصوروا اسرائيل في مثل هذا الوضع، أو أي دولة اخرى، وستفهمون لماذا تعتمل الاحداث في ايران بقوة على أساس يومي. ببساطة، التصعيد ليس فقط نتيجة الوضع الموضوعي، بل وأيضا السياسة الداخلية.{nl}وبمناسبة السياسة الداخلية. مستوى التوتر في اسرائيل عالٍ جدا. كل انفجار في مشروع صناعي في ايران يربط بطريقة غير معقولة بالمخطط النووي ويحظى بعنوان رئيس في موقع انترنت محترم. في بعض التقارير يوجد الكثير جدا من التفكير الايجابي، لنقل هذا. روسيا عرضت هذا الاسبوع كمن كادت تقوم بالتفافة حدوة حصان في السياق الايراني، ويكاد يكون هناك حتى من ترجموا بيانها وكأن موسكو 'تندم وتقلق' من التطوير النووي الايراني. بعض الناطقين كتبوا بان روسيا شعرت 'بالاسى والقلق' من تفعيل أجهزة الطرد المركزي في مدينة قم.{nl}الروس، للحقيقة، استخدموا تعبيرا دبلوماسيا معروفا جدا 'Regret and Concern' . والمعنى هو أن روسيا 'تأسف' او 'يؤسفها' وتعرب عن 'قلقها'. لا يوجد هنا ندم ولا يوجد هنا أسى، ترجمات تدل اكثر على تسيد المترجم من موقف وزارة الخارجية الروسية. بالضبط مثلما أوضح وزير الدفاع الامريكي بانيتا هذا الاسبوع ما كتب هنا في الماضي عندما عني بامكانية هجوم عسكري في ايران، وقصد السيناريو الاكثر تطرفا، حين 'ينكسر' الايرانيون فيقررون تطوير سلاح نووي على نحو شبه علني. {nl}عندنا، حبذوا تفسير أقواله كانتصار اعلامي ودبلوماسي، ولكن في الموقف الامريكي لا جديد نعم، اذا ما كسر الايرانيون هذه المرة توقيعات وكالة الطاقة الذرية، أغلقوا الكاميرات وعمليا أعلنوا للعالم بانهم يريدون رأسا متفجرا نوويا، فان الولايات المتحدة ستهاجم. هذا سيناريو متطرف جدا وهو ليس السيناريو الذي يقلق اسرائيل. عندنا قلقون من التقدم المتواصل للايرانيين باتجاه القدرة للسلاح النووي. بهذا المفهوم، نفذت ايران هذا الاسبوع خطوة مهمة في تفعيل اجهزة الطرد المركزي في قم. اذا رأينا نقلا لمزيد من اجهزة الطرد المركزي الى النطاق المحصن او نقل المادة النووية من نتناز الى هذه التحصينات التحت أرضية، فهذه ستكون اشارة واضحة على اقتراب المواجهة الكبرى.{nl}إما ان تموتوا وإما ان تحرروا سورية.. لعبة خطرة{nl}بقلم: أسرة التحرير عن يديعوت احرونوت{nl}في ليلة السبت، في مدينة حمص المحاصرة في سورية، قررت فدوى سليمان التخلص من العلامة التي تميزها. فأخذت مقصا وجزت بلا رحمة شعرها الاسود الذي ظهرت به سنين طويلة على قاعات المسرح في دمشق وفي قناة التلفاز الرسمية وفي صور على الصفحات الاولى في المجلات. 'استقر رأيي على ان أجعل إمساكهم بي صعبا'، أوضحت سليمان 'أعلم أن مطاردتي لم تنقطع لحظة'.{nl}آنذاك بالمنظر الجديد الغُلامي استدعت مصورين هواة ليوثقوا وصيتها وهي ما تزال على قيد الحياة. صوبت نظرها الى آلات التصوير وقالت بصوت ناعم: 'أعلم أنهم قد يعتقلونني في كل لحظة وأنا لست خائفة، لكنني لا أنوي مساعدتهم.{nl}من المهم عندي ان تعلموا أنهم اذا أرغموني على 'الاعتراف' في قناة 'الدنيا' فتلك علامة على أنني اعتُقلت وأنهم يُملون علي ما أقول. أفترض ان يرغموني بالقوة والتعذيب على الجلوس أمام آلات التصوير. لا تصدقوا أي كلمة. فكل كلمة ستسمعونها مني على الشاشة كتبها لي آخرون وابتُزت مني بتهديد.{nl}'حتى لو جاءوا الى أبناء العائلة واصدقائي المقربين واضطروهم الى اجراء مقابلة صحافية والى ان يقولوا إنني فاسدة وخائنة فلا تصدقوهم. فهم سيجرون على أقربائي وأحبائي بيقين طائفة من التعذيب الفظيع قبل المقابلة الصحافية. هذه طريقة بشار الاسد: ان يبرهن على انه الحاكم وعلى أنه لا توجد مشكلات في الدولة سوى 'عناصر شاذة' و'ناس مختلي العقول' يجب ان تعالجهم السلطة بالعنف الى ان تهدأ النفوس.{nl}'لكن لن تساعد أية حيلة بشار الاسد ومجموعة القبضايات المسلحين الذين يحيطون به'، هكذا ختمت سليمان 'الوصية' المصورة.{nl}'يجب عزلهم عن السلطة ومحاكمتهم. أخرجوا الى الشوارع فليس عندكم أصلا ما تخسرونه. فاما ان تموتوا وإما ان تحرروا سورية. وأنا لا أنوي التخلي. فاما ان يُسكتوني بالقوة وإما ان يختفي هذا الحكم وتصبح سورية حرة طليقة في نهاية الامر'.{nl}سليمان في السادسة والثلاثين، وهي مطلقة وأم لولد، وهي شاذة في المشهد العام للمتظاهرين في مدن سورية الهامشية. ولدت في مدينة اللاذقية الساحلية وانتقلت مع عائلتها الى دمشق وهي ابنة عائلة ذات ثراء مع ثمانية اخوة وأخوات. وهي حسناء جدا ومثقفة. وقد لعبت الموهبة والحظ لمصلحتها حينما نجحت في ان تبلغ أدوارا رئيسة في صناعة السينما ومسرح دمشق القومي. 'قررت قبل ان تبدأ موجة المظاهرات بكثير ان أتوجه الى المسرح كي أحاول الهرب من الواقع'، قالت. 'كنت على ثقة بأنني سأنجح بمساعدة الدراما والقصص التي هي أكبر من الحياة أن أنسى ما يحدث حولي، أي الظلم والفقر وفساد القيادة العليا واجهزة الامن والجيش وعدم الأمل عند المواطن الصغير'.{nl}بطلة الفيلم{nl}هي ابنة الطائفة العلوية التي هي القلة (11 13 في المائة من 23.5 مليون من سكان سورية) التي ينتمي اليها بشار الاسد. يمكن ان نفترض ان الرئيس السوري يعرفها جيدا من الشاشة الصغيرة، من الدور الرئيس الذي أدته بالصيغة السينمائية لـ'نساء صغيرات' أو من العرض المسرحي 'بيت الدمى' الذي جسدت فيه الدور الرئيس. ظهرت سليمان في 13 مسلسلا تلفازيا، وحينما كانت تمر في شوارع دمشق كان يحيط بها جمهور من المحبين وطالبي التوقيعات. وقد بينت ان كونك ابنا للطائفة العلوية هو تحدٍ غير سهل: 'فهي من جهة طائفة متواضعة اعتادت ان تعيش على قمم الجبال وتعتاش من الزراعة. ومن جهة ثانية حينما أمسك هذا العلوي (بشار الاسد) بزمام السلطة وأطلق وعودا لم ينوِ تحقيقها دخلت في خيبة أمل عميقة'.{nl}ان اخلاص أبناء الطائفة العلوية الأعمى لقادة السلطة منحهم مكانة مميزة وهم يحظون بتفضيل مطلق تقريبا في التعيين لمناصب رفيعة في الجيش واجهزة المخابرات، وفي التعيين في وظائف حكومية رفيعة المستوى والحصول على رخص لاعمال استيراد وتصدير. في الـ 11 شهرا التي مرت منذ بدأت المظاهرات في سورية حرص العلويون على البقاء في البيوت، وقدموا الملاذ للأقرباء الذين هربوا من مراكز المواجهات العنيفة في حمص وحماة. هذا الاسبوع أبلغ رئيس هيئة الاركان بني غانتس لجنة الخارجية والامن في الكنيست، ان الجيش الاسرائيلي يستعد لسيناريو يحاول فيه آلاف العلويين اجتياز الحدود الى اسرائيل في حال اسقاط نظام الاسد ليجدوا ملجأ في قرية الغجر المنقسمة بين سيادة اسرائيلية واخرى لبنانية والتي يعيش فيها 200 من أبناء الطائفة.{nl}ان سليمان باعتبارها من الطائفة المميزة لم تنضم الى المظاهرات التي نشبت في شهر آذار/مارس من هذا العام، فورا. 'جلست وترويت'، قالت 'اعتقدت أنها ستكون موجة احتجاج قصيرة تمر، وان الرئيس سيجد طرقا لعلاج الشكاوى والدعاوى التي صدرت عن المتظاهرين. فهم في الشهرين الأولين لم يدعوا بشار الى الرحيل. بل طلبوا عملا وطلبوا ان يفي بوعده بالاصلاحات وان يكفوا عن اعتقال تعسفي لمواطنين وان تكون حرية تعبير من دون ان يُبلغ نمامو السلطة كل ما يصدر من انتقاد وان يضيقوا الفروق بين الاغنياء والبؤساء'.{nl}تابعت سليمان مدة شهرين الاضطرابات التي انتشرت من درعا قرب الحدود مع الاردن الى المدن في مركز الدولة ومنطقة الحدود مع تركيا. 'ان الذي حطمني هو الصور الفظيعة لاولاد اختطفوا الى سجون وجرت عليهم اعمال تعذيب تثير القشعريرة. رأيت أفلاما قصيرة عن اطفال صغار حطم الشبيحة جماجمهم أمام نظر الوالدين. واغتُصب فتيان وفتيات في مراكز الاعتقال. وتحدثوا في فيلم قصير هُرب الى قناة 'الجزيرة' عن القصة المأساوية لعائلة أُبيدت بوحشية مزعزعة.{nl}مضى والدان للبحث عن أبنائهما المفقودين في مركز الشرطة فأبلغهم الضابط قائلا: إنسيا الاولاد فلن يعودوا أبدا. أقترح عليكما ان تمضيا الى البيت وأن تصنعا اولادا جددا بدلا منهم. لكن اذا لم تكونا رجالا بقدر كاف، قال ضابط الشرطة بصوت هادر قبيح: فاتيا بزوجتيكما إلينا وسنعلم كيف نهيئ لكما اولادا جددا'.{nl}كانت تلك هي اللحظة التي قررت فيها الخروج الى الشارع. شاركت في مظاهرة ضمت 150 امرأة في دمشق أُسمعت فيها هتافات 'يكفي' و'اذهبوا من هنا' من غير ان يُذكر اسم الاسد. 'اعتقلونا'، قالت، 'هددونا وحذرونا بأنهم سينتقمون من عائلاتنا وأنهم سيزجون بنا جميعا في مراكز اعتقال سرية ولن يعلم أحد أبدا ماذا يكون مصيرنا'.{nl}في تلك الليلة خرج رسام الكاريكاتور الأشهر في سورية، علي فرزات، من مكتبه في دمشق سائرا نحو سيارته وفجأة وقفت قربه سيارة لجهاز المخابرات دفعه رجال أشداء الى السيارة وبعد ساعتين رموه في زقاق مظلم مضروبا نازفا من جسمه كله. وقد حُزت يداه اللتان رسم بهما الرسوم الكاريكاتورية التي أغضبت السلطة كثيرا بالسكين وكُسرتا بالضرب.{nl}في الغد حظي الأخ الاكبر لفدوى، المهندس محمود سليمان، بجزء من المصير الفظيع الذي ذكرته أخته في 'وصيتها' المصورة وأُرغم على ان يُدلي بـ 'اعلان براءة' تلفازية منها، وكانت القناة بالطبع هي 'الدنيا' ـ بوق النظام وحمل الاعلان كله بصمة رجال المخابرات. 'هي النعجة السوداء في العائلة'، زعم الشقيق وأضاف: 'غادرت البيت قبل سبع سنين وعلمت منذ ذلك الحين فقط أنها تتصل بأمي بأرقام سرية. لم أرها قط تظهر وحينما رأيتها تقود المظاهرة في حمص صُدمت. نسيت تماما القيم التي رُبينا عليها وهي ان المال ليس كل شيء وأنا أعلم أنها حصلت على الكثير جدا من المال الذي جاء من خارج البلاد'.{nl}في هذه المرحلة، كما قالت سليمان في الفيلم القصير الذي طُرح في اليو تيوب استقر رأيها على الانتقال الى اللاذقية الآمنة نسبيا، لكن بعد وقت قصير شعرت بأنها تبتعد عن مركز الاحداث. 'في تشرين الثاني هربت الى حمص'، استعادت القرار الشجاع على الخروج الى رحلة الى أخطر مكان في سورية. قبل ان تحاصر الدبابات المدينة وتبدأ خلايا القناصة اطلاق النار عن سطوح المنازل على المتظاهرين نجحت الممثلة ـ المذيعة ـ الصحافية في ان تجد شقة سرية ونزلت للعمل السري. وبين الفينة والاخرى أدلت ببلاغات ـ من غير ان يُرى وجهها ـ عن العنف الهائج في أزقة حمص وعن ظروف العيش في المدينة المحاصرة: عن الكهرباء والماء اللذين قُطعا وعن قوافل التزويد بالغذاء التي لم تحصل على رخص مرور وعن المستشفيات التي مُنعت من استيعاب جرحى المظاهرات، وعن الاطباء والممرضات الذين تم تحذيرهم من منح العلاج ومداواة المرضى، وعن غرف الجراحة المعطلة لعدم وجود مواد تخدير.{nl}نقلت التقارير الى قناتي 'الجزيرة' بالعربية والانكليزية من قاعة سرية صارفة نحوها انتباه الاعلام العالمي. ان الصحافيين الاجانب لا يُسمح لهم في الحقيقة بدخول سورية، لكنهم يستطيعون ان يُجروا معها مقابلات صحافية خاطفة لا تساعد السلطة على تعقب آثارها.{nl}'لست أفهم ما الذي يمر ببال بشار'، قالت لمراسلين من خارج سورية. 'إما انه مقطوع عن الواقع وإما انه كذاب بغيض. فهو يزعم ان المتمردين يجرون معه تفاوضا سريا ويعتقد أن أحدا ما سيصدقه. من يريد الحديث معه أصلا؟'.{nl}لفها قادة المتظاهرين بالدفء والاهتمام وحذروها قائلين 'لا تخرجي الى الشوارع'. وحينما أصرت على الانضمام الى مسيرات الاحتجاج ـ وهي امرأة بارزة بجمالها ووجهها معروف للجمهور العريض في سورية ـ أجبروها على وضع نظارة شمسية وغطاء رأس.{nl}ترشيح لجائزة نوبل{nl}حظيت سليمان من قبل بلقب 'جنيفر انستون سورية'، لكن اذا صنعوا فيلما عنها، يقول المعجبون بها، فان انجلينا جولي خاصة ستجسد شخصيتها، وقد أخذوا يصوغون رسالة الى لجنة جائزة نوبل للسلام طالبين ان تمنح سليمان 'ما تستحقه'، مثل ناشطة حقوق الانسان من اليمن توكل كرمان التي فازت بالجائزة الجليلة.{nl}'ان الاسئلة الكبيرة' كما قال أبو عنتر من حمص في التويتر 'هي هل تبقى سليمان حية الى الجولة القادمة من توزيع الجوائز وهل تكون حرة وهل تُمكّنها الظروف من الخروج من سورية'.{nl}قبل اسبوعين، وبعد ان هبطت فرق مراقبي الجامعة العربية في سورية، ووصلت حمص ايضا، أعلنت سليمان اضرابا عن الطعام. وقد انتقلت من بيت الى بيت كي لا تبقى في عنوان ثابت. وتثبت صورها الاخيرة أنها هزلت كثيرا. فعظام وجنتيها بارزة وصوتها شديد الغضب.{nl}'هؤلاء المراقبون لا يفعلون أي فعل جدي'، قالت. 'انهم يتجولون مع مرافقة خفية من رجال المخابرات الذين يكتبون اسم كل من يقترب ويحاول التحدث معهم أو ان يُظهر للمراقبين ما يحدث حقا على الارض. وهم لم يجهدوا أنفسهم مثلا في الوصول الى حي بابا عمرو الذي يجري في أزقته قتل في وضح النهار لمواطنين أبرياء. والقناصة على سطوح المنازل يطلقون النار على كل شيء يتحرك في الأزقة ولم يجهد المراقبون أنفسهم ليأتوا الى مراكز المواجهات ولم يسألوا أين تخفي السلطة الدبابات والجنود الذين يداهمون الشوارع في اللحظة التي تغادر فيها قافلة سيارات المراقبين حمص لتستريح في ترف فندق في دمشق'.{nl}تأمل سليمان ان تتدخل قوة دولية جدية آخر الامر فيما يحدث في سورية وتساعد الجماهير على اسقاط نظام الاسد. 'لست أفهم كيف ينظر العالم الى الصور الفظيعة ويجلس مكتوف اليدين'، تقول بمرارة. 'قُتل آلاف عندنا. ولا أحد يستطيع ان يُقدر عدد الضحايا الدقيق. واختطف آلاف وربما عشرات الآلاف فُقدوا، يُقتل اطفال صغار وتغتصب نساء ويُعذب رجال حتى الموت'.{nl}في اتصالاتها بوسائل الاعلام التي تتعقبها عن طريق الانترنت والسكايب، تحرص سليمان على ألا تكشف تفاصيل عن نفسها وعن دائرة الأقرباء منها. 'منذ انضممت الى المتمردين على النظام خسرت الكثير جدا من الأدوار'، تقول. 'الأجرة (الحكومية) مُحيت بالطبع وليس واضحا متى استطيع العودة الى دمشق للتوحد مع العائلة'.{nl}يُسميها المعجبون بها في حمص ومدن سورية البعيدة عن دمشق في مراكز المظاهرات 'السيدة الشجاعة'. يقول شادي وهو واحد من المتظاهرين ان سليمان تحملت مهمة غير ممكنة.{nl}'تخيلوا أنه هبطت علينا شهيرة من الطائفة المميزة، امرأة شابة حسناء فنانة وهي تفعل كل شيء متطوعة من دون ان تطلب مقابل. ان حلمها كحلمنا هو اسقاط النظام ونحن ندعو الله كل يوم من جديد ان تبقى معنا أكبر وقت ممكن وألا ينجحوا في اصطيادها'.{nl}اللاجئون الأفارقة في إسرائيل قنبلة موقوتة وتهديد حقيقي{nl}بقلم: ميناحيم راهاط عن موقع أخبار إسرائيل الإلكتروني{nl}إن كنتم تعتقدون أن القنبلة النووية الإيرانية هي التهديد الوجودي المباشر لدولة إسرائيل، فأنتم مخطئون. لنصل إلى التهديد الحقيقي لسنا بحاجة للتحليق آلاف الكيلومترات في طائرات الـF16 ولا نحن بحاجة لطائرات التزود الجوي بالوقود. يكفي أن تستقل حافلة محلية في تل أبيب وأن تصل خلال دقائق إلى المحطة المركزية القديمة وإلى حي "نافيه شنان" - وأن تُدرك بأن أول مدينة عبرية قد استولى عليها السودانيون والآريتيريون. معظمهم، بالمناسبة، مسلمون، ما يدل على أنه في حال لم تُكبح هذه الموجة المتزايدة، سترتفع نسبة المسلمين في الدولة من 20 في المئة حاليا إلى 30 في المئة بعد عقد - كمية ستقود، لا سمح الله، إلى نهاية النبوءة الصهيونية، وإلى تحوّل الدولة اليهودية إلى دولة لجميع مواطنيها.{nl}تقول الافتراءات إن هذه بالتحديد هي المؤامرة المظلمة لمنظمات "حقوق الإنسان" اليسارية، ومموليها الأوروبيين والأميركيين. هذه الأقوال التي أُطلقت واهمة، لكن من يعرف، ربما على الرغم من كل هذا هناك شيء ما فيها: اليأس الأوروبي والأميركي من حلّ النزاع غير القابل للحلّ، يقودهم للبحث عن فكرة خلاّقة: المضي بهدوء ومثابرة، في تحويل الدولة اليهودية إلى دولة لجميع مواطنيها، ومن هناك ستقصر المسافة لتغيير هوية دولة اليهود وجعلها دولة عربية أخرى (مع أقلية يهودية دخيلة أو خالية من اليهود بشكل عام). هكذا سينتهي الصراع دون إراقة الدماء - والسلام عليكم !{nl}هذه رؤية مشوهة، وبالتأكيد ليست متوافقة وقيادة الدولة. إذن لماذا تزيل الدولة هذا الجنون، وتخفيه؟ كيف أن الديمقراطية الإسرائيلية المنتحرة لم تهتم بأن 99،9 في المئة من بين 50000 متسلل مسلم من أفريقيا (هذه المعطيات تستند إلى سجلات مكتب إحصاء السكان، حتى أنه بحسب مصادر مطلعة الأعداد الحقيقية مرتفعة ومقلقة جدا)، ليسوا لاجئين؟ كل ما هنالك أن الأمر يتعلق بمخالفين يتسللون الحدود، بحثا عن العمل، لا يحق لهم من الناحية القانونية والمواثيق الدولية البقاء هناك، ولو لدقيقة واحدة. ما يحصل هو أن القيادة تتجاهل الخطر الديموغرافي لتغيير وجه دولة إسرائيل، طابعها وشكلها؟{nl}قنبلة موقوتة{nl}غير أن إسرائيل تتجاهل هذه القنبلة الموقوتة، عدم المبالاة الفادح بسيادة الدولة وبمسؤوليتها تجاه مواطنيها. هذا التغاضي يُشجّع المزيد من المتسلّلين. هؤلاء الذين وصلوا يسيطرون على شوارع أحياء الجنوب وعلى الحدائق العامة، يسكنون بكثافة مثيرة للاشمئزاز المغارات والأقبية، يروّعون الصغار والكبار، والقلة القليلة من التّجار وقدماء الملاّكين الذي بقوا في المنطقة حتى الآن. من يتجول هناك يعرف بأن المتسلّلين هم المالكون الحقيقيون.{nl}المدهش هو أن موجة التسلّل الأساسية قد اكتسحتنا أيام ولاية حكومة نتنياهو. واتّضح مجددا أنّ من اختار اليمين قد حصل على اليسار. كالمعتاد. ومن يعرف، سيقوم بالتأكيد في يوم من الأيام أحد أحفاد نتنياهو، ويوجّه له اللوم: جداه، أين كنت عندما اجتاح مئات الآلاف من المتسللين الدولة التي تحوّلت بسببهم إلى دولة لجميع مواطنيها؟ لماذا لزمت الصمت؟ لماذا لم تحافظ على الصلاحيات التي كانت بحوزتك؟{nl}لن يستطيع نتنياهو التهرّب من هذا السؤال. هو المسؤول سوية مع شركائه من إسرائيل بيتنا، شاس، يهودات هتوراه، البيت اليهودي وعتسمؤوت. ووفقا للمعطيات المسجّلة، وصل إلى إسرائيل منذ فترة ولايته في منتصف العام 2009، ما يزيد عن 33000 متسلّل، هذا يعني أن 66 في المئة من مجمل المتسلّلين، قد قدموا خلال ولايته - وحتى انتهائها قد تتضاعف هذه المعطيات التسونامية مرتين وثلاث مرات. هذه الموجة العارمة آخذة بالتزايد بوتيرة متوالية هندسية، وكانت مؤخرا تسونامية: في تشرين الأول تسلّل من أفريقيا 2100 مقيم غير شرعي، وفي تشرين الثاني 2800، هذه أعداد فيها مس من الجنون. فقط في نهايات أحد الأسابيع الأخيرة تسلل 950 شخصا. اجتيحت إسرائيل مشيا على الأقدام.{nl}جنون إسرائيلي{nl}وهكذا حلّت مكاننا، في الواقع رغما عنّا، مستوطنات أفريقية - سوداء، نوع من الدولة داخل الدولة. في إيلات فقط يعيش قرابة الـ15000 متسلّل ويرزح السكان تحت عبء ثقيل جدا. في تل أبيب يُفاد يوميا تقريبا عن تورطهم في محاولات هجوم واعتداء. مستوطنات الدخلاء آخذة بالنمو، وسيطالبون في النهاية بضمان صحي وتعليم مجاني، وبتقديمات أيضا: رسوم بطالة، ضمان دخل، رسوم ولادة، مخصّصات للأطفال، رسوم إعالة، مخصّصات عجز، أقساط إعادة تأهيل، مخصّصات شيخوخة، ولم لا؟ وبعد ذلك سيطالبون بالجنسية الإسرائيلية وحق التصويت، وفي حال لم يحصلوا على ذلك، سيحدثون انتفاضة ضد اليهود، المنظمات اليسارية، الفوضويين ومؤيدي حقوق الإنسان (فقط بفضل الوجود القومي للشعب الإسرائيلي قبل الاعتراف به)، وسيتجهون للمطالبة بالمزيد من التقديمات من هذه الدولة المجنونة.{nl}ولا تقولوا بأنه ليس هناك حل. بالتأكيد يوجد. بالتحديد كما اكتشفت الدول الديمقراطية الليبرالية الأخرى: فالهولنديون والإيطاليون، على سبيل المثال، اعتقلوا المتسلّلين الأفارقة في مركز إقامة ضخم، ومنذ تلك اللحظة انخفض بشكل حاد عددهم. في أستراليا أُنشئ مركز للمتسلّلين على جزيرة نائية، بعيدا عن أستراليا وقريبا من أندونيسيا، ينفونهم إليه. وأنشأت فرنسا مخيمات عزل على ساحل قناة المانش، واسبانيا أيضا أنشأت مخيمات مشابهة وسلبت المقيمين فيها حقوقهم القانونية أيا تكن. أنشأت الولايات المتحدة الأميركية مخيمات احتجاز، وفي بعض الأحيان تطلق النيران على المتسلّلين والمنتهكين سيادتها.{nl}هذه هي الدولة الغربية الوحيدة التي تسمح للأفارقة بالقدوم إليها مشيا على الأقدام، وتستقبلهم في الأحضان. سيقدمون لهم تقريبا أكاليل من الورد لحظة تسلّلهم الحدود أمام مرأى الجنود العاجزين.{nl}الآن فلنتذكر في نهاية المطاف إغلاق الإسطبل، بعد أن هربت الأحصنة، ونباشر ببناء حاجز لا يمكن النفاذ منه على امتداد الحدود مع سيناء، لمنع موجات التسلل المقبلة. لكن أي حاجز لن يحمي يهودية الدولة، في حال لم تتغير السياسة: ما هو جيد للدول الديمقراطية الأخرى، يجب أن يكون جيدا لنا. دون سياسة واضحة ستستمر عمليات التسلّل بوسائل أخرى - على سبيل المثال حفر أنفاق تحت الحاجز. مطلوب هنا سياسة جديدة، واضحة وحادة، للحفاظ على سيادة الدولة، استقلالها ويهوديتها.<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/01-2012/اسرائيلي-8.doc)