المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أقلام وآراء عربي 161



Haneen
2012-08-19, 11:00 AM
أقـــــلام وأراء عربي (161){nl}في هـــــذا الملف:{nl} في مآلات الربيع الأردني بقلم إبراهيم غرايبة عن دار الحياة.{nl} سورية: الاحتكام للمواجهة على الأرض ولا جدوى من أنان بقلم :عبدالوهاب بدرخان عن دار الحياة.{nl} سوريا: التطورات الميدانية تسبق كل شيء بقلم: خورشيد دلي عن ايلاف.{nl} زلزال يضـرب دمشق بقلم عريب الرنتاوي عن جريدة القدس العربي.{nl} وقت اتضاح العلاقة الأمريكية – "الإخوانية" بقلم: أمينة أبو شهاب عن دار الخليج.{nl} غموض المشير .. وتهديد مرسي بقلم: مجدي حلمي عن الوفد.{nl}في مآلات الربيع الأردني{nl}إبراهيم غرايبة/دار الحياة{nl}يتجادل الأردنيون اليوم حول قانون الانتخاب، وكأنه سوف يحسم التنافس أو يحدده قبل أن يمضوا إلى صناديق الاقتراع لانتخاب مجلس نواب جديد قبل نهاية العام الجاري، وكأن الإصلاح اختزل في قانون الانتخاب، فإذا استجابت الحكومة مطالب المعارضة (وغالباً ما ستفعل ذلك) تنتهي معركة الإصلاح، ويحتكم الأردنيون إلى الانتخابات، وتتشكل حكومة مستندة إلى برلمان منتخب،... ثم يبدأ الإصلاح يحلّ علينا. ولكن ثمة لحظة أردنية تاريخية لا يجوز اختزالها بقانون الانتخاب، ولا إهدارها بمطالب وطموحات تفوق سعتها وفرصتها، ولا بالهرب منها إلى الهوس الديني والوطني.{nl}اللحظة الأردنية القائمة تتضمن قدراً من الإنجازات والتحولات الإصلاحية هي أقل مما يطمح اليه الحراك السياسي والإصلاحي، وربما تكون لدينا فرصة لتشكيل تيار وطني يسعى في تحقيق الأهداف والمطالب التي تحققت في «الربيع العربي»، ويتجاوز للمرة الأولى الأهداف والأفكار الغيبية والروابط القرابية والدينية، ويعبر عن التسوية القائمة أو الممكنة بين الدولة والمجتمع، يجب أن نلاحظ أن العملية السياسية القائمة هي تسوية أُجريت بين الدولة والمجتمع، وأن حدود هذه التسوية وآفاقها تعتمد على وعي المجتمع نفسه وقدرته على الاستقلال والتأثير.{nl}مشكلة العمل الوطني والسياسي اليوم في طموحات وأهداف وطنية تفوق كثيراً حجم الإنجاز الواقعي في الشارع والمجتمع، ونخب سياسية أنيقة ومعزولة لا تدرك حجم ومستوى التغير في وعي المجتمعات ومطالبها، وحركة إسلامية تهرب بنفسها وقاعدتها الاجتماعية من مواجهة الحقيقة إلى المجهول والهوس الديني.{nl}وحتى لا يكون الربيع الأردني في مآلاته ومحصلته على رغم كل ما فيه من جهد ونضال ليس إلا حركة عشوائية شبه دائرية أو عودة إلى الوراء، يجب أن نقدر المشهد السياسي والاجتماعي الأردني المتشكل اليوم، وأرى أنه يحمل كثيراً من التحولات والأفكار والملاحظات التي نحتاج (ربما) إلى اخذها في الاعتبار، لنجعل الانتخابات النيابية المقبلة تعكس تقدماً يلائم التسوية المفترض أنها أُجريت بين الدولة والمجتمع، وهذا هو المؤشر النهائي الذي سنقوّم على أساسه الربيع الأردني.{nl}يمكن ملاحظة حراك سياسي جديد يقوم على طيف من الأهداف السياسية والاقتصادية والاجتماعية، تبدأ من المطالب الاقتصادية والنقابية ومراجعة السياسات الاقتصادية والاجتماعية وتصل إلى أهداف سياسية كبرى متعلقة بتنظيم الحياة السياسية، ولكن هذا الحراك لم يقدم نفسه بعد في صيغة مؤسسية تجمع المؤيدين وتبني القواعد الاجتماعية وتتحرك للمنافسة في الانتخابات النيابية المقبلة، فما زال هذا الحراك أقرب إلى حالية سياسية وإعلامية، ويبدو أنه حراك متردد في التقدم خطوة إلى الأمام وتشكيل كتلة سياسية تقدم نفسها في الانتخابات النيابية المقبلة، ربما لأجل الحفاظ على تماسك المشروع ووحدته، فالقاسم المشترك بين فريقه وهو المعارضة السياسية، ولكن لا مناص من أن يطرح هذا الحراك نفسه في كتلة أو أكثر والتقدم إلى المواطنين ببرنامج سياسي اقتصادي. وإذا حدثت هذه الخطوة فستكون أهم تعبير للتحول السياسي والثقافي في الربيع الأردني، وستكون لدى الحياة السياسية فرصة لعمل سياسي برامجي جديد وسنختبر هذه التجربة في الانتخابات وربما تسعى في تطوير نفسها والعمل للانتخابات التالية، وإذا استطاع أن يشكل كتلة نيابية مهما كان عددها فإنه ستكون حالة إيجابية، مهما كانت نتيجة الانتخابات! وبغير ذلك فإنها حالة معرضة للزوال والتلاشي أو التطور السلبي.{nl}لم يتطور العمل السياسي الرسمي والمؤيد له من جانب النخب السياسية والاقتصادية، وما زال مصرّاً على أن شيئاً لم يتغير في الأردن، ولم تتقدم الحكومات المتشكلة أخيراً خطوة واحدة تحسب في الارتقاء بالأداء العام وتحسين الخدمات وحياة المواطنين، وهذا أمر محيّر.{nl}سورية: الاحتكام للمواجهة على الأرض ولا جدوى من أنان{nl}عبدالوهاب بدرخان/دار الحياة{nl}هذا قائد يائس يفلت قطعان قتلته المتعطشين للدماء الجوعى للجثث. من أين جاؤوا الى التريمسة، من عمق أي غاب، من ظلمة أي كهف، من قعر أي مستنقع؟ غيلان وذئاب متنكّرة في أجساد بشرية أغارت على البلدة بكامل وحشيتها، قتلت وذبحت وافترست، ولديها المزيد. ثم قال الكاذب الرسمي أن لا مجزرة ارتكبت في التريمسة. انه يواصل جهاده المقدس في تغطية الجرائم وتبريرها. عائلات قضت، نساء وأطفال وشيوخ، وهو يقول إنها كانت «عملية نوعية». أي جنس من البشر هذا النظام ليستبيح الأرواح على هذا النحو، وأي جنس من البشر هذا الايراني الروسي الصيني لكي يسوّغ مثل هذه الهمجية؟{nl}ما يسمّى المجتمع الدولي مات. نعاه الشعب السوري ولم يعد يتوقع منه شيئاً. الولايات المتحدة وأوروبا مغلولتا الأيدي لكن الشعب السوري لا يهتم. روسيا والصين تذكّرتا أخيراً أن ثمة ميثاقاً للأمم المتحدة يمكن تعطيله لإفساح هامش بضع مجازر اضافية لكن الشعب السوري لا يتوقف. انه يتجاوز الجميع ويهزمهم ويدهشهم بثباته وإصراره، بصموده وتشرّده، بتظاهره وهتافه، بحرمانه وجوعه، بمعاناته وصبره على الألم، وبعشرات آلاف من الضحايا والمفقودين والمعتقلين والمعذّبين. هذا شعب ينبعث كل لحظة من رماده ليحيا. وذاك نظام يقتل كل لحظة ليعلن موته الحتمي.{nl}أيام حاسمة؟ ربما، راقبوا ما يجري على الأرض، فليس مهمّاً ما يشهده مجلس الأمن وأروقته، بعد تدحرجه من فشل الى فشل. المهم ان دمشق، العاصمة، صارت محور «معارك المصير» وقلبها. هذا يناقض تظاهر النظام بأنه لا يزال بكامل عافيته. المجازر ليست دليل قوة، وبالتأكيد ليست مؤشراً لحكم مطمئن الى غده. الدمشقيون لا ينامون، كذلك سكان قصر الرئاسة، ليلةً بعد ليلة يسيطر المعارضون على معظم الأحياء لفترة طويلة ثم ينسحبون في ما يحاكي إرهاصات المعركة النهائية. النظام يضغط لحسم الوضع في حمص - ولو بالدمار الشامل أو حتى بالأسلحة غير التقليدية - ربما تمهيداً لانكفائه الى مناطق الساحل، الى «الدويلة» التي يحلم بها. لم تعد المواجهات المباشرة ترجّح كفّته لذا يكثر من الاعتماد على سلاح الجو وعلى القصف الصاروخي والمدفعي. مع تحسّن اداء المعارضين وتسليحهم وظهورهم في كل مكان لم تعد القوات التي يستطيع النظام التعويل عليها تكفيه لتغطية المناطق كافة، أصبحت تهاجم هنا وهناك و «لا تحتل» (كما عبّر أحد السوريين) كما كانت تفعل قبل شهور، فنحو ثلثي قوات الجيش محتجز في الثكن، لا هو في حال قتال ولا هو في حال انشقاق، وانما في حال احتجاز وحصار كحلٍ وسط لانعدام الثقة. وفي الأثناء يتلاشى يوماً بعد يوم دور الدولة على مختلف المستويات، خصوصاً في ما يتعلق بالخدمات كافة.{nl}أصبح مؤكداً أن القتال الداخلي هو الذي سيقرر مصير الصراع، وليس «الصفقات» الدولية، حتى لو تطلب الأمر مزيداً من الوقت والتضحيات. لا شك في أن القوى الخارجية حاضرة في هذا القتال، الذي لا يزال غير متكافئ، لكنه يتطوّر في شكل سريع وسيزداد فاعلية من جانب مناوئي النظام. فالدعم التسليحي كان يجب أن يستغرق وقته الطبيعي، تنظيماً وتدريباً وتخطيطاً، لأن قوات المعارضة لم تكن مجهزة ولا جاهزة. ومثلما فوّت النظام فرصة الحل السياسي في الشهور الأولى، يبدو ماضياً في إفقاد حلفائه الروس والايرانيين ورقة هذا الحل. أما «أصدقاء الشعب السوري» الذين استبعدوا باكراً التدخل العسكري لأن حلفاء النظام أقفلوا دونه كل السبل، والذين تمنوا دائماً تسوية سياسية، فأدركوا تدريجاً ثم أخيراً بعد لقاء جنيف أن الحلفاء يزكّون هذا الاحتمال تحديداً من أجل ابقاء النظام ببناه الأساسية من دون أي تنازلات جوهرية، ما يعني عملياً أنهم باتوا والنظام عاجزين عن تسهيل حل حقيقي. وفي المقابل لا تحتمل المعارضة السورية - الحقيقية لا المزيفة - أي شبهة حوار مع نظام ذهب في اجرامه الى أقصى حد.{nl}حتى كوفي انان، لو سئل اليوم، لن يستطيع القول إنه يصدّق أن ثمة حلاً سياسياً. قصد موسكو ليشتري بعض الآمال، بعد الإحباط الذي سيطر عليه بسبب ما يعتبره «خديعة» كان ضحية لها في محادثاته الأخيرة مع بشار الاسد، والأكيد أنه تأخر في اكتشاف أن الآخر كان يخدعه منذ لقائهما الأول. لكن المبارزة الدائرة في مجلس الأمن حول مصير بعثة المراقبين قلّصت احتمالات حصول انان على أي معطىً جديد ينعش «العملية السياسية» المحتضرة قبل ولادتها. ثم أنه علم مسبقاً بأن لقاءات الروس مع مختلف أطياف المعارضة لم تحرز أي جديد يمكن الركون اليه. وبديهي أنه تلقى مجزرة التريمسة بمثابة ضربة معوّقة لأي حل سياسي. لم تكن تلك الرسالة الأولى التي تصله، فهو سعى الى ايصال «ورقة جنيف» الى رأس النظام قبل فترة طويلة من عرضها على «مجموعة الاتصال» واختار الاسد أن يرد عليها في مناسبة ذات دلالة متعنتة هي افتتاح أعمال «مجلس الشعب» اذ ظلّ خطابه تكراراً للغّو السابق ولم يستغلّه، مثلاً، لطرح مبادرة تلتقي مع أطروحات «الورقة». بل قدّم، على العكس، نسخة اخرى تعيسة لرواياته عن «الارهابيين» وللتمييز بين تيارات المعارضة وكأن أحداً لا يزال يقيم وزناً لما يحاضر به.{nl}منذ ذلك الوقت، اذاً، يعرف انان ما يمكن أن يتوقعه، ورغم ذلك جازف بإظهار انحياز غير مبرر للنظام وحلفائه، لاهثاً وراء دور لإيران يتوهم أنه يمكن أن يغيّر الأمر الواقع الحالي. وبعد زيارته دمشق تأكد له أن خطّته لن تقلع، خصوصاً اثر ابلاغه مهزلة اختيار «وزير المصالحة الوطنية»، والأغرب أن هذا الوزير يدلي في أحاديث صحافية بما يفيد أنه يصدّق الكذبة - الحقيبة التي أوليت اليه. لكن انان أضحى بدوره كذبة يتقاذفها الجميع، فمهمته لم تتمكن من وقف العنف، ولا مجال أمامها لإحداث اختراق سياسي. هي مهمة أوهمت السوريين بأنها وجدت من أجلهم فإذا بالنظام والاطراف الدولية تستخدمها على سبيل الاختبار والتجريب، فمعسكر «أصدقاء الشعب» احتاج الى وقت لتجهيز المعارضة وتفعيلها، ومعسكر حلفاء النظام أراد أن يختبر نتائج البطش والمجازر. وفي اللحظة الراهنة، رغم الحراك الذي يحاوله انان والتوتر بين القوى الدولية، لم يعد هناك احتكام إلا للموجهات على الأرض.{nl}سوريا: التطورات الميدانية تسبق كل شيء{nl}خورشيد دلي/ايلاف{nl}مع تفجير مبنى الأمن القومي السوري ومقتل وجرح العديد من كبار قادة الجيش والأمن تبدو التطورات الميدانية على الأرض وكأنها سبقت كل الجهود السياسية والدبلوماسية المتعلقة بالأزمة السورية، وقطعت الطريق لرسم ملامح كيفية وضع نهاية لها بعد أن أزهقت أرواح آلاف السوريين وهجرت مئات آلالاف منهم ودمرت العديد من المدن والبلدات وتحولت البلاد إلى جزر أمنية خطرة.{nl}دون شك، الذي أخر وضع نهاية لهذه الأزمة رغم مرور أكثر من سنة ونصف السنة على بدءها، هو البعد الإقليمي والدولي، بعد ان تحولت الأزمة إلى حرب بالوكالة بين روسيا وإيران والصين من جهة والدول الغربية وتركيا ودول الخليج العربي من جهة ثانية، ولعل سبب ذلك هو الجغرافية السورية الممتدة سياسيا وأمنيا في ملفات المنطقة وتحالفاتها التي بنيت خلال العقود الماضية على شكل محور يمتد من طهران ويصل عبر دمشق إلى الضاحية الجنوبية مرورا ببغداد المالكي، وعليه فان انهيار النظام في سوريا سيؤدي إلى انهيار هذه المنظومة الأمنية وتبدل المعادلات الإقليمية في المنطقة . {nl}على خلفية هذه المعادلة الإقليمية والدولية، والناتجة أساسا عن تضارب المصالح والاستراتيجيات والخشية من التداعيات راوحت الأزمة السورية مكانها فيما الثابت كان الارتفاع المستمر في اعداد الضحايا والمهجرين.{nl}إضافة لدور الحرب بالوكالة اصطدم حل الأزمة السورية بالنهج الأمني للنظام، وهو ما أدى عمليا إلى عسكرة الحراك السلمي المعارض الذي بدأ في البداية على شكل مطالب حقوقية وسياسية قبل ان يتحول إلى العمل العسكري المنظم بقيادة الجيش الحر الذي وجد في تركيا خاصة إقليمية له، الا انه من الواضح ان هذا الجيش بدأ يكتسب المزيد من المتطوعين والملتحقين بصفوفه يوما بعد أخر، فضلا عن أمتلاكة أسلحة وتكتيكات عسكرية مكنته من أن يتحول إلى خصما قويا للجيش النظامي على شكل حرب عصابات في ضواحي المدن الكبرى . اللافت في عمليات هذا الجيش مؤخرا هو تركيزه على نقل المعركة إلى قلب العاصمة دمشق بعد ان ركز طوال الفترة الماضية عملياته في محافظات حمص وأدلب وريف دمشق، ولعل ما ساعده أو أجبره على نقل معركته إلى دمشق هو العمليات التي قام بها الجيش في حمص وتحديدا في بابا عمر وأدلب، فوجد هؤلاء في ضواحي دمشق مكانا مناسبا للجوء إليه ومن ثم التخطيط لمعركة دمشق حتى أصبحت المدينة تحت دائرة النار بعد ان بقيت دمشق وحلب بعيدتان نسبيا عن الاحتجاجات والمواجهات. دون شك، عملية مبنى الأمن القومي ستكون لها تداعيات كثيرة على معادلات المعركة الجارية في العاصمة وضواحيها، تداعيات ستفتح الباب أمام التطورات الميدانية على مصراعيها، وعلى رمادها ستبنى الجهود وربما الصفقات بعدما فشلت طوال المرحلة الماضية في التوصل إلى حل سياسي ينقذ الدم السوري.{nl}زلزال يضـرب دمشق{nl} عريب الرنتاوي/جريدة القدس العربي{nl}الثامن عشر من تموز، يوم فارق في مسار الأزمة السورية المشتعلة منذ ستة عشر شهراً، ضربة قاصمة تعرض لها النظام ومؤسستاه العسكرية والأمنية، لا نعرف حتى الآن كيف ستكون تداعياتها وآثارها على مستقبل المواجهة، والحقيقة أننا نجد صعوبة في تتبع خيوط الحدث السوري، فالإعلام السوري لا يغني ولا يسمن من جوع ونهم للمعرفة، والفضائيات “إياها” باتت جزءاً لا يتجزأ من “آلة الحرب النفسية والدعائية” ضد النظام، لا يمكن الوثوق بأخبارها ولا بتقاريرها، نعم، لقد بتنا نهباً للفراغ الذي يحيلنا إلى مزيدٍ من التشتت والالتباس.{nl}تفجيرات دمشق التي استهدفت قلب النظام العسكري والأمني، تعلن رسمياً ونهائيا، مرة واحدة وإلى الأبد، فشل الخيار الأمني الذي اتبعه النظام منذ اليوم لاندلاع الأزمة، فالأمن الذي يعجز عن حماية نفسه وعقله وقيادته، أعجز من أن يوفر الأمن والاستقرار للشعب السوري، وأعجز من أن يخرج بالبلاد من عنق الزجاجة، هذا درس الأزمة السورية الأول، على أنه درس عربي بامتياز كذلك.{nl}والتفجيرات في دمشق، التي أعقبت يومين من القتال المتنقل بين أحياء العاصمة وحواريها، تشي بأن الأزمة في سوريا قد تخطت كل الحلول السياسية والدبلوماسية، هي الحرب المفتوحة التي لن تنتهي إلا بقاتل وقتيل، غالب ومغلوب، لقد “فات القطار” على الدبلوماسية وحلولها ومبادراتها وموفديها، الصوت الآن للسلاح، والكلمة العليا للرصاص والمدافع، والمنتصر في الميدان، هو من سيكتب “الفصل” الخاص بهذه الحقبة في تاريخ سوريا الحديث.{nl}والتفجيرات في دمشق، بصرف النظر عمن نفذها (والأرجح أنها ومعارك دمشق المتنقلة من تنفيذ جهة أصولية، تستمرئ العمل “الاستشهادي” الذي لم يعتد على الجيش السوري، لا النظامي منه والحر الذي انبثق من رحم الأول)، الأرجح أن هذه التفجيرات، سوف تشجع المعارضة المسلحة على المضي في طريقها، ظناً منها، أو بالأحرى رهاناً منها على “جدوى” و”جدية” خيارها المسلح، وإيماناً منها بأن لحظة النصر الأخيرة باتت قوسين أو أدنى.{nl}أما النظام، فسيجد صعوبة فائقة في إعادة لملمة صفوفه وترتيب أوراقه، فلا شك أن وصول الانتحاري أو الانتحاريين، إلى قلب “خلية الأزمة” وتمكنه من الإطاحة بكل تلك الرؤوس دفعة واحدة، سوف يضعف من معنويات هذه قواته المسلحة وأجهزته الأمنية، وسنرى قريباً حالات تمرد وعصيان وانشقاق، تزداد عدداً وترتفع من حيث نوعية المنشقين ورتبهم، وفي المجالين المدني والعسكري.{nl}التفجيرات الأخيرة، ستعضف ثقة حلفاء دمشق بالأسد ونظامه، فالرجل لم يطلب منهم سوى المزيد من الوقت لإنجاز الحسم مع المتمردين والمنشقين، لقد أخذ أكثر ما طلب من وقت، لكنه بدل التخلص من الثورة والمسلحين و”الإرهابيين”، يجد نفسه الآن، وجهاً لوجه معهم في كفر سوسة والميسات والتضامن وشارع بغداد والميدان والبرزة والقابون وحرستا ودوما، في قلب دمشق، وليس في أريافها فحسب.{nl}التفجيرات الأخيرة، ستعطي دفعة إضافية لخصوم النظام الإقليميين والدوليين، الذين سيكثفون دعمهم للمعارضات المسلحة، وسيعززون مطالبهم بتنحي الأسد أو تنحيته، وسيجري العمل على تسريع خطة الانتقال بسوريا إلى مرحلة ما بعد الأسد، وهذا ما ستتضح تفاصيله خلال الأيام وليس الأسابيع القليلة القادمة.{nl}قبل “معركة دمشق” وقبل تفجيراتها الأخيرة، كان واضحاً تماماً أن النظام “آيل إلى سقوط”، وأن الأسد لن يبقى في موقعه، المسألة كما قال رئيس شعبة الاستخبارات الإسرائيلية أمام الكنيست، مسألة متى وكيف وبأي ثمن، وقد حدد للعملية مسافة زمنية تمتد من بضعة أشهر إلى سنتين ونصف السنة، بعد أحداث الأيام الأخيرة، التقدير ما زال على حاله، لكن الآجال الزمنية، يبدو أنها ستُختصر وقد تتقلص إلى ما دون تقديرات الجنرال أفيف كوخافي بكثير.{nl}لكنها ستكون فترة قاسية جداً على السوريين جميعا، النظام سيضرب بقسوة، والمعارضة المسلحة سترفع من منسوب عملياتها وسيرتفع منسوب جرأتها، وسيراق خلال الفترة القادمة شلال من الدم، المعركة في سوريا وعليها، تقترب من لحظة الحسم، والطرفان ما زالت لديهما من الأوراق الشيء الكثير، مع فارق واحد، أن مرور الزمن يحرق الكثير من أوراق النظام ورموزه وداعميه، فيما المعارضة المسلحة وخصوم النظام، فيراكمون المزيد من الأوراق.{nl}أمس، دخل تاريخ الأزمة السورية بوصفها يوماً فارقاً وعلامة على الطريق، ما بعده لن يكون كما قبله، لكن من السابق لأوانه، التكهن بما ستكون عليه أشكال المواجهة وساحاتها ومفاجآتها، سوريا حبلى بالمفاجآت والمزيد منها، خصوصاً مع اقتراب قطار الأزمة من محطته الأخيرة.{nl}وقت اتضاح العلاقة الأمريكية – "الإخوانية"{nl}أمينة أبو شهاب/دار الخليج{nl}ها هي الأيام تثبت مرة أخرى أن العقول لا يمكن تكذيبها (ولا الكذب عليها طويلاً كذلك)، وذلك حين تُعْمِل هذه العقول قواها لفهم المقدمات والظواهر والارتباطات . إنه مجال الالتباس والحقائق المخفية والتمويه المخادع ذلك الذي تعمل فيه عقولنا كمراقبين للحدث السياسي، وهذا المجال يشكّل عنواناً للسياسة العربية المتحولة التي نتلمّس التعرف إلى ملامحها، وخاصة أنها توهمنا باسم “الثورات” أنها تشكّل قطيعة مع ما قبلها .{nl}وإن كان الغموض والتكهن ومحاولة الإمساك ببعض المؤشرات هي مكونات الصورة الإعلامية العامة عن العلاقة الأمريكية الإخوانية، فإن الأسبوع الماضي بالذات، كان هو وقت الوضوح فيها . وهو وضوح مرحّب به على أية حال، ومهم للغاية لتأسيس قاعدة للتحليل العقلاني لهذه العلاقة وللسياسة العربية الجديدة التي تشهد صعود قوة الإخوان . فإلى متى يبقى الإعلامي والمحلل العربي مرتهناً للتردد مخافة “رمي” القوى السياسية التي صارت تسمى في الغرب ب”الإسلامية الديمقراطية”، بتهمة التعاون والتحالف مع الغرب، في حين أن علاقتها التحالفية هي واقع تتحدث عنه الميديا الغربية، خاصة بعد انتخاب محمد مرسي رئيساً لمصر؟ إن وضوح علاقة “الإخوان” بإدارة باراك أوباما، كما تبين الأسبوع الماضي بشكل حاسم، هو مهم كذلك للخروج النهائي من مسلمة سياسية تقوم على فكرة أن الغرب هو مجرد مشاهد محايد للصعود السياسي للإخوان إلى سدة الحكم والسلطة، وأنه مجرد مراقب للتفاعلات السياسية لحدث صعود الإخوان إلى السلطة في مصر وغيرها، تماماً كما هو واقع الباحثين الصرف في مراكز البحوث والدراسات الغربية .{nl}ها هو الغرب، بعد ما حدث خلال الانتخابات المصرية وخلال حسم نتائجها ومن خلال زيارة هيلاري كلينتون إلى مصر كذلك، يفصح عن حقيقة دوره، وأنه ليس المراقب المحايد لصيرورة تحولات الجماعات السياسية المتخذة للإسلام رداءً سياسياً، وإنما هو فاعل نشط في إعادة صياغة أدوار هذه الجماعات، وفي عملية تشكيل التجربة السياسية التي تنخرط فيها وانعكاسها عليها .{nl}لقد كان صدى هذا الوضوح الذي كشف عن نفسه في هذه العلاقة الإخوانية الأمريكية وكأنه جبل الثلج الذي ظهر أعلاه، كان صداه هو الرشق الغاضب والمتفجّر بالأحذية والنعال والطماطم لمواكب كلينتون، تماماً كما رشق جورج بوش بفردتي حذاء صحافي في بغداد . وإزاء هذا الرشق الجماهيري لكلينتون، وإزاء اتهامها بدعم الإخوان المسلمين، نفت دعم “فصيل” معين في مصر . وقالت: “لسنا معنيين بدعم خاسرين أو رابحين، حتى لو استطعنا ذلك، ونحن لا نستطيع بالطبع” . لكن هذا النفي الطقوسيّ والشكليّ الذي تفرضه الدبلوماسيات، كما أنه جاء بالفعل استجابة لمظاهرات الرشق بالأحذية والطماطم، ينقضه صحافي أمريكي قريب الصلة بالبيت الأبيض وهو مدير تحرير “الواشنطن بوست” جاكسون ديل . فقد كتب أن هيلاري كلينتون نفسها، وكذلك وزير الدفاع الأمريكي، بانيتا، قد قاما بالضغط على المجلس العسكري ليخرج محمد مرسي خاسراً في الانتخابات على حساب مرشح المجلس، أحمد شفيق .{nl}إنه وضوح في العلاقة بعيد الأثر والمدى في نتائجه، وفي كيفية النظر إلى الأفق القادم، كما النظر إلى أحداث سابقة وتفسيرها بأعين ونظرة جديدة . إنه وضوح يشمل الموضوع الفلسطيني، أو ما كان يسمى سابقاً “القضية الفلسطينية”، حيث نقلت كلينتون رسائلها التطمينية إلى “إسرائيل” عن أن مرسي لن يفتح هذا الملف بشكل يخرج به عن النصوص المكتوبة ما بين النظام السابق و”إسرائيل” من خلال الرعاية الأمريكية .{nl}أخيراً، أن تكون العلاقة الإخوانية الأمريكية بهذا الوضوح، فذلك مصلحة للمواطن العربي العادي وللجماهير الغفيرة التي ذهبت إلى الصناديق تصوّت للإخوان وهي مغمضة العين ثقة بمصداقيتها، مادام أن الدين هو خطابها وهويتها المعلنة .{nl}هل يمكن أن يكون هنالك إسلام من دون وطنية ومشروع تحرري وطني في عين المواطن العربي، وذلك من خلال حقيقة تحالف فصيل سياسي إسلامي مع الغرب؟ هذا هو أحد أسئلة وضوح هذا التحالف التي سنراها موضع الاختبار في الحياة السياسية لبلدان الربيع في مقبل الأيام .{nl}غموض المشير .. وتهديد مرسي{nl}مجدي حلمي عن الوفد{nl}يبدون اننا نعيش عصر الغموض.. وليس عهد ثورة قامت من أجل الحرية التي أساسها الوضوح والصراحة والمكاشفة.. ففي اسبوع واحد أطلق كل من المشير محمد حسين طنطاوي والرئيس محمد مرسي تصريحين متتالين فيهما من الغموض ما يقلق المصريين... ويفتح الباب للتأويل والتفسير والقيل والقال، وهو أمر في بداية عهد جديد لمصر لا يبشر بالخير.{nl}التصريح الأول للمشير قال فيه ان قوي أجنبية تدفعنا لإراقة دماء المصريين، والتصريح الثاني للرئيس مرسي وفي نهاية كلمته في حفل تخريج دفعة جديدة بالكلية الحربية وجه فيه تهديداً بقوله نصاً، «أقول للذين يتطاولون أو يجرحون الناس، وهم عدد قليل، لا يغرنكم حلم الحليم، إننا يمكن، بالقانون وحده، أن نردع، ولكننى وبكل الحب أفضل الحب والألفة والعود الكريم إلى الحق».... هذا التهديد والوعيد وفي نفس الوقت الترغيب غامض أيضاً يحتاج الي توضيح.{nl}فكان علي الاثنين وهما من يحكمان مصر الآن أي شركاء الحكم ان يكونا أكثر وضوحا، فكان علي المشير ان يسمي هذه الجهات وهذه الدول حتي يعلم الشعب المصري من معه ومن ضده وكيفية الرد علي هذه الدول أو الجهات واتخاذ موقف جماعي منها، لاننا ضد إراقة الدماء في أي مكان في العالم، فما بالنا بالدم المصري الذي هو خط أحمر ويكفينا ما أريق منه في الفترة الانتقالية حتي تحولت الثورة المصرية إلي ثورة حمراء وليست بيضاء وحتي الآن لم نعرف من الذي تسبب في إراقة هذه الدماء ولم يتم محاسبة هذا المسئول وأعوانه... دماء ذهبت بدون عقاب فقد افلت مرتكبو هذه الجرائم من العقاب تحت بصر وسمع المجلس العسكري والنيابة العامة فكان علي المشير ان يكون اكثر وضوحاً وشفافية مع المصريين وعليه ان يكشف تفاصيل أكثر ويحدد من هذه الدول التي تحرض علي إراقة دماء المصريين.{nl}أما تصريح الرئيس مرسي فلا نعلم لمن هذا التهديد هل لمعارضيه ومنتقديه؟ وهنا لابد من وقفة صريحة وحازمة من هذا الكلام .. ام هي للبلطجية ومروعي الناس، فالتصريح لا يكون بهذه الطريقة التي فيها تهديد وترغيب معا .. أم التصريح موجه لانصاره الذين يتحدثون باسمه فيوجهون إليه الإساءة تلو الإساءة ويظهرونه بمظهر الضعيف الذي ينتظر التعليمات من مكتب الإرشاد أم هي موجهة إلي الجهات التي قال عنها المشير طنطاوي؟{nl}التصريح في بدايته تهديد عنيف وفي نهايته ترغيب ضعيف، فلو كان التصريح لمعارضيه فليعلم الرئيس مرسي ان من لا يحترم القانون لا يجوز له استخدام القانون ومن لا يحترم احكام القضاء لا يجوز له استخدام القضاء، هذا أولا، أما التهديد والوعيد فزمنه انتهي مع سقوط حكم جثم علي نفوس المصريين 60 عاما، وبالتالي سقط من كان الإعلام يصفهم بالرموز ومن وصفهم مرسي في أحاديث صحفية بالرموز.. فلم يعد رئيس الدولة رمزا بل موظفا عاما بدرجة رئيس جمهورية ومن حق أي شخص يختلف معه يوجه إليه النقد حتي لو كان نقدا قاسيا والمعارضة تقوي الحاكم ولا تضعفه وتجعله قادراً علي التفاوض بقوة مع أي طرف داخلي أو خارجي.{nl}ولغة التهديد واستخدام سلاح القانون تفكرنا بمقولة الرئيس الراحل أنور السادات ان للديمقراطية أنياباً وغرست هذه الأنياب في أول استخدام لها ضد القوي الوطنية والسياسية، وكان من بين ضحاياها قادة الإخوان المسلمين في اعتقالات سبتمبر 1981 وهي لغة لن تفيد في هذه الأيام خصوصا وان الاجيال الجديدة من الشباب لم تعد تخشي أحداً وأصبح حقها في التعبير بلا حدود، وعلي الرئيس مرسي يعلم ان نصف المجتمع تقريبا من معارضيه فعليه ان يتخلص من نصف المجتمع وبالقانون أي انهم ليسوا قلة كما زعم.{nl}وهذا التصريح ليس بعيداً عن التصريح الذي قاله في مؤتمر انتخابي بالقليوبية ان هناك 34 عائله تؤيد منافسه احمد شفيق وانه سينتقم منهم بعد فوزه إذن فكرة الانتقام موجودة عنده وهذا مرتبط أيضا بما قامت به مجموعات من الاخوان بالاعتداء علي عدد من نواب البرلمان والنشطاء الحقوقين أمام مجلس الدولة وفي ميدان التحرير، فهل يستخدم مرسي هذه المليشيات لتصفية معارضيه والاعتداء عليهم، لان قانون الإخوان هو هذه المليشيات بعد عدوانهم علي الدستور والقانون والقضاء فهم لا يعترفون بالقوانين الحالية ويريدون قوانين علي مقاسهم وحدهم. {nl}فكيف يهدد رئيس دولة باستخدام القانون وكان أول قرار له انتهاكاً صارخاً للقانون وعدواناً غاشماً علي أحكام القضاء وكيف يهدد وهو يستمع لمستشارين قانونين أقل ما يوصفون به انهم في قمة الجهل القانوني؟ حتي انهم فشلوا ان يكونوا مثل ترزية قوانين العهد السابق فان كان هؤلاء هم من سيطاردون معارضي مرسي، فأهلا بهم في ساحات القانون الذي لا يعرفوه.{nl}فعلي الرئيس مرسي وعلي المشير طنطاوي إصدار بيان عاجل يوضحان معاني تصريحاتهم، ويكشفون من الذي حرض علي إسالة الدماء ومن المقصود بالتهديد والوعيد، حتي نستعد كمعارضة لمواجهة السيل القادم من القضايا والبلاغات, ونكون مستعدين لمليشيات الإخوان ونؤكد لهم ان العنف لن يولد إلا العنف فاهلا بكم في أي ساحة تريدونها.. هذه رسالتنا إلي الرئيس مرسي.<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/07-2012/عربي-161.doc)