المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أقلام وآراء عربي 168



Haneen
2012-07-28, 11:09 AM
أقـــــلام وأراء عربي (168){nl}في هـــــذا الملف:{nl}فك الارتباك ولغز اعتزال عرفات{nl}بقلم: مصطفى قاعود عن المستقبل البيروتية{nl}الخوف من الإسلاميّين؟{nl}بقلم: حازم صاغية عن الحياة اللندنية{nl}الفرق بين الصورتين يختصر تاريخا طويلا مليئا بالتناقض والالم..{nl}بقلم: حلمي الأسمر عن الدستور الأردنية{nl}العرب والثورة السورية{nl}بقلم: حسن حنفي عن الاتحاد{nl}الرئاسة والمشهد الغامض{nl}بقلم: مجدى دربالة عن اليوم السابع{nl}مسلسل الكيماوي من العراق إلى سوريا!{nl}بقلم: فخري هاشم السيد رجب عن القبس الكويتية{nl}مسلمون منسيون...{nl}بقلم: ع جرادي عن البلاد الجزائرية{nl}فلتذهب دولة غزة إلى الجحيم ..{nl}ابراهيم ابراش موقع الحوار المتمدن {nl}فك الارتباك ولغز اعتزال عرفات{nl}بقلم: مصطفى قاعود عن المستقبل البيروتية{nl}لم تخضع عملية فك الارتباط عن غزة لتقييم فلسطيني موضوعي وشفاف، وظل العديد من خيوطها المتشابكة قيد التجاهل، تماماً كما تم تجاهل حقيقة اغتيال الرئيس عرفات طيلة تلك السنين، والحقيقة أن اغتيال الرئيس عرفات والشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي، كانت رزمة واحدة في مسار معقد كان الهدف منه إتاحة الفرصة لنظام حسني مبارك وبعض الأطراف الفلسطينية، لإتمام خطة فك الارتباط عن غزة في إطار اتفاق يبرم بين إسرائيل ومصر وشريك فلسطيني مدجن، ومن دون ذلك إرسال غزة نحو الفوضى، ليتمكن شارون من القول للعالم "لقد أعطينا الفلسطينيين أرضاً فانظروا ماذا فعلوا بها"، في حين توفرت رؤية فلسطينية استراتيجية لما بعد فك الارتباط عن غزة، ما بين فتح وحماس بتوجيه من الرئيس ياسر عرفات، وذلك قبل اغتيال الشهيد عبد العزيز الرنتيسي بأسبوع واحد فقط، حيث طلب الرئيس عرفات من الأسير المحرر سمير مشهراوي من حركة فتح عقد اجتماع مع قادة حماس في غزة، وبالفعل عقد الاجتماع بين المشهراوي وكل من الشهيد عبد العزيز الرنتيسي والقيادي في حماس إسماعيل هنية، وبحضور محمد دحلان الذي حمل رسالة عرفات الشفهية للقادة الثلاث، وفحواها الاتفاق على استراتيجية فلسطينية موحدة لما بعد فك الارتباط، بما فيه آلية التهدئة والتصعيد مع الاحتلال، وقد تم ذلك ووافق الرنتيسي وهنية على تلك الرؤية الموحدة، وخلال الاجتماع وهذا موثق بمقابلة مع سمير مشهراوي في الصحافة الإسرائيلية، يقول المشهراوي لقد هرع مرافقو الرنتيسي إلى غرفة الاجتماع وأبلغوه بأن الإذاعة الإسرائيلية أذاعت نبأ اغتيالك، فقال لهم ما زلت حياً، وبعد أسبوع تم اغتيال الشهيد عبد العزيز الرنتيسي، فيما أدلى شاؤول موفاز الذي كان وزير الحرب في حكومة شارون آنذاك، بتصريح قال فيه "إننا من خلال فك الارتباط عن غزة أنما ندمر استراتيجية فلسطينية كاملة"، وفي ذات اللقاء مع موفاز الذي قال إن الخطوات أحادية الجانب ستؤدي إلى قيام كيان فلسطيني يمكن تسميته دولة، سئل موفاز إذا كان عرفات سيرأس تلك الدولة فقال "لا سوف يكون مبعداً أو ربما جرى الانقلاب عليه من جهات فلسطينية معتدلة"، ومن الإشارات الواضحة على نية إسرائيل المبيتة لاغتيال عرفات، وهذا أيضاً موثق بالصحافة الإسرائيلية، أنه في 27/7/ 2004 توجه رئيس الحكومة الفلسطينية أحمد قريع إلى مصر وأبلغ حسني مبارك، بأن الرئيس ياسر عرفات مصر على عدم تسليمه الصلاحيات، وعلى عدم إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية بغزة لتكون تحت قيادة محمد دحلان، وحسب المصدر أوفد الرئيس مبارك رئيس مخابراته عمر سليمان إلى المقاطعة، وقام عمر سليمان بإبلاغ الرئيس ياسر عرفات بالرسالة التالية "إذا لم تقم بإعطاء كامل الصلاحيات لأحمد قريع ولم تتخلَ عن قيادة الأجهزة الأمنية في غزة، فإننا لسنا مسؤولين عن سلامتك أمام إسرائيل والولايات المتحدة"، عندها أدرك ياسر عرفات بأن هناك ترتيبات مصرية إسرائيلية، بشأن فك الارتباط عن غزة لا يمكن أن تمر طالما ظل عرفات على قيد الحياة، والسبب واضح هو أنه قادر على صياغة استراتيجية فلسطينية موحدة بالتعاون مع حماس وفصائل المقاومة الأخرى، تعيق تنفيذ خطة فك الارتباط "ضمن اتفاق يمكن إسرائيل من القول إنها أنهت احتلالها لغزة، وبالتالي التحلل من مسؤوليتها كدولة احتلال، وتستمر في حصار غزة تحت غطاء اتفاق مبرم، مع مصر وجهة فلسطينية رسمية هي حكومة قريع" طبعاً هذا ما كان يوهم شارون به المصريين وبعض الفلسطينيين، بينما خطته كانت تعتمد على إلقاء غزة إلى الأحشاء المصرية باتفاق أو من دون اتفاق.{nl}وفي الحقيقة هذا الخيار بدأ يتبلور في العقل السياسي الإسرائيلي، بعد رفض عرفات لما سمي بعرض بارك في مفاوضات كامب ديفيد2، حيث رفض مقايضة القدس والعودة بدولة فلسطينية، قائلاً: إن القائد العربي الذي يمكنه التخلي عن القدس والعودة لم يولد بعد"، فكانت انتفاضة الأقصى رد فعل طبيعي على وصول خيار التسوية إلى طريق مسدودة، فبدأت الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل بالبحث عن صيغ جديدة تعيد إحياء هذا الخيار كهدف بحد ذاته، وليس بهدف الوصول إلى تسوية، لأن السقف قد تم تحديده بأن أي تسوية يجب أن تتضمن التنازل عن حق عودة اللاجئين والقدس وضم الكتل الاستيطانية الكبرى، فطرحت خارطة الطريق، واستحدث منصب رئيس وزراء للسلطة الفلسطينية، كمقدمة للبحث عن شريك فلسطيني غير ياسر عرفات، بعدما طلع شارون بنظرية " أن لا شريك فلسطينياً".{nl}وفي ما بدت مقاومة عرفات عنيفة ومعيقة ومنسقة مع فصائل المقاومة، أتت عملية السور الواقي ومحاصرة المقاطعة، وحصار كنيسة المهد، وخرق إسرائيل لكل اتفاقات التهدئة المنسقة فلسطينياً، بهدف القول إن الأراضي الفلسطينية تعيش فوضى أمنية ولا تفي بالشرط الأول لخارطة الطريق "أي الأمن أولاً"، والعائق طبعاً هو ياسر عرفات، بينما كان شارون عاجزاً عن اشتقاق أي سياسة غير سياسة التصعيد العسكري والعدوان المستمر وخرق اتفاقات التهدئة، وفيما كانت تلاحقه وابنه تهم الفساد، تلقف شارون أفكار إيهود أولمرت حول فك الارتباط عن غزة، وتليها خطة الانطواء عن الضفة بما يضمن ضم القدس والأغوار والكتل الاستيطانية الكبرى، لكن كل ذلك كان يجب أن يمر من فوق جثث القادة ياسر عرفات وأحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي وأبو علي مصطفى، وكان على القائمة قادة آخرون من قيادة حركة الجهاد وحماس، وعليه لا معنى للسؤال هل تم اغتيال عرفات أم لا، فقد كان سبب اغتياله واضحاً، وكان أيضاً واضحاً أنه تم اغتياله، أما السؤال الأهم ليس بماذا مات عرفات، بل لماذا جرى التكتم على اغتياله طيلة هذا الوقت، ترى هل كان السبب وهم التسوية التي وعد شارون ولم يفِ به كل من أولمرت ونتنياهو، هل دخل العقل الفلسطيني في غيبوبة كتلك التي دخلها صاحب الوعد الكاذب "شارون".{nl}الخوف من الإسلاميّين؟{nl}بقلم: حازم صاغية عن الحياة اللندنية{nl}حركة الخوف من إفضاء «الربيع العربيّ» إلى أنظمة إسلاميّة حركة واسعة وعميقة في آن. الأقليّات الدينيّة والمذهبيّة مذعورة، وكذلك قطاعات عريضة من أبناء الطبقات الوسطى والمهن الحديثة. وهناك قطاع من المثقّفين والكتّاب ووجوه التلفزيون يستخدم هذا الخوف لإعدام الثورات جملة وتفصيلاً.{nl}لكنّه في معظمه نوع من الخوف الذي يشلّ أصحابه ويهمّشهم، بدل الخوف الإيجابيّ، المفيد والمطلوب، الذي يتحوّل حافزاً للتدخّل في الشأن العامّ ولمقارعة الإسلاميّين من ضمن القنوات السياسيّة والدستوريّة التي يُفترض أنّ الثورات قامت لأجل إتاحتها.{nl}والحال أنّ ما حصل ويحصل يبقى أقلّ كثيراً من الصورة التي رسمها ويرسمها خصوم الثورات للإسلاميّين القادمين، كما لو أنّ البرابرة قادمون. ففي ليبيا أمكن دحر الإسلاميّين في انتخابات عامّة. وفي مصر لا يزال رئيس الجمهوريّة الإسلاميّ المنتخب يصارع للحصول على صلاحيّات يحول دونها المجلس العسكريّ. وفي تونس اضطرّ الإسلاميّون إلى الائتلاف مع حزبين آخرين، علمانيّين، كي يفوزوا بالأكثريّة التي تتيح لهم الحكم. أمّا في سوريّة التي لم ينجل بعد غبار ثورتها، فلم يرتكب الإسلاميّون أيّة مجزرة من النوع الذي شاع التحذير منه بخلفيّة من الابتزاز لا تخفى.{nl}وهذا لا يعني أنّ الإسلاميّين قد لا يرتكبون، في سوريّة، أعمالاً من هذا القبيل إذا ما استمرّ وطال النزاع بوتيرته الدمويّة الراهنة، وإذا ما استمرّ النظام في تسليح جماعاته التي تصطبغ بألوان طائفيّة ومذهبيّة. وهو أيضاً لا يعني أنّ إسلاميّي مصر وتونس قبلة التسامح حيال الأقليّات والنساء وحرّيّات المعتقد والإبداع. وثمّة عشرات الأحداث المتفرّقة، الصغيرة والكبيرة، في البلدين، ولا سيّما في تونس، التي يبدو معها أنّ رغبات الارتداد وتكييف المجتمع غنيّة وخصبة.{nl}ما يعنيه هذا أنّنا اليوم نعيش احتفال الحرّيّة بذاتها، أي بمكبوتها وبمقموعها أيضاً، وهو أمر يختلط غثّه بسمينه من دون أن يضيع أساسيّه في ثانويّه. وفي هذه الحدود يبدي الإسلاميّون الحكّام ارتباكاً بانتقالهم إلى السلطة ومواجهة التعامل مع مجتمعات معقّدة وحديثة أكثر ممّا يُبدون من القمع. وهم حين يمارسون القمع (الذي يمارسونه) يتصرّفون كمن يستتر بعد الابتلاء بالمعاصي فيبرّرون تارة ويتنصّلون طوراً. وهذا خبيث بما فيه الكفاية، إلاّ أنّ فيه خبث الضعيف الذي يداهمه الفارق بين تعهّداته والسياق الديموقراطيّ الذي وصل فيه إلى السلطة وبين رغباته ووقائعه القمعيّة. فهل قليلٌ، مثلاً لا حصراً، أن يحاول عمّال بناء يطالبون بحقوقهم اقتحام مقرّ لحركة «النهضة» الحاكمة في تونس، وأن تلجأ السلطة إلى إطلاق قنابل غاز مسيّل للدموع كي تفرّقهم؟ وهل كان من المتخيّل أن يحصل أقلّ من هذا بكثير مع الحزب الدستوريّ الحاكم في عهد بن علي؟{nl}وبالمعنى نفسه، وبغضّ النظر عن مدى الاستعراضيّة والرمزيّة المحتملتين، يبقى مهمّاً أن يعتمد إخوان مصر تسمية أخرى لأنفسهم في موازاة تحوّلهم لاعباً سياسيّاً، وأن يختار محمّد مرسي نائباً قبطيّاً له، ورئيساً للحكومة موصوفاً أساساً بأنّه «تكنوقراطيّ»، أي مهموم بالاقتصاد أوّلاً.{nl}وغنيّ عن القول إنّ الحرّيّة، وقد صارت مؤسّسات مقوننة ومدسترة، تستطيع أن تدافع عن المضيء فيها، ولديها في المعركة هذه حلفاء لم يوجدوا من قبل، أو أنّنا لم نُردهم من قبل أن يكونوا حلفاء. وأوّل الحلفاء الاقتصاد، وثاني الحلفاء العالم الخارجيّ الذي نفهم اليوم أنّ امتلاكه لمصالح عندنا هو حظّ لنا، لا نقمة علينا. أمّا ثالث الحلفاء فأنّنا نعيش، ما خلا في سوريّة، عالم ما بعد الحرب الباردة، ما يساهم في استبعاد السيناريو الإيرانيّ في 1979 واحتمالات تكراره.{nl}وهذا ليس دعوة للنوم على حرير، إنّما للقول إنّ عناصر الأمل تبقى أكثر من أسباب الخوف السلبيّ الموظّف غالباً بسلبيّة أكبر.{nl}الفرق بين الصورتين يختصر تاريخا طويلا مليئا بالتناقض والالم..{nl}بقلم: حلمي الأسمر عن الدستور الأردنية{nl}الأولى لإسماعيل هنية وبالتحديد في عام 2006 عندما اضطر للجلوس على رصيف معبر رفح لمدة تصل إلى 8 ساعات منتظراً التصريح له بالدخول إلى قطاع غزة، بعد أن قطع جولته الدولية لمتابعة التصعيد في الشارع الفلسطيني. يومها كان الشتاء قد حل، ولم يكن لهنية وقتها من حل سوى أن يجلس في البرد القارص ينتظر إذناً بالعبور من مأمور مصري لا يرقى لرتبة ضابط!{nl}الصورة الثانية يوم الخميس الماضي، حينما احتضن قصر الرئاسة المصرية الذي يسكنه السجين السابق محمد مرسي، نفس الشخص الذي مُنع من دخول بلده، وجلس مهموما على الرصيف في البرد القارص!{nl}سبق هذا أيضا، صورة أخرى مغايرة، حينما استقبل الضيف على المعبر ذاته بأداء التحية من عسكر مصر، هؤلاء العسكر ربما هم ذاتهم من منعوه ذات يوم من الدخول، هام يؤدون له التحية، لأن «المعلم» اللي فوق تغير!{nl}لا نريد ان نبالغ كثيرا بالاستنتاجات، ولكن السنوات التي فصلت بين الصورتين حملت أحداثا درامية كبرى، ربما تجيب عن أسئلة لم تزل حائرة في عقول البعض ممن يعتقدون أن كل ما حدث هو من صنع أمريكا، حسنا هذا ليس موضوعنا، ولكنه يلح علي دائما كلما توقفت أمام متغير جديد مما كان ثوابت في منطقتنا نتيجة ثورات الربيع المباركة..{nl}الآن، في عهد مرسي، تحولت صفة ملف حماس من «أمني» إلى سياسي، وفي إسرائيل يرقبون الحدث بحبس أنفاسهم، ويتعقبون كل حركة للرئيس الجديد، ويستعدون للأسوأ، خاصة بعد أن يكتمل رفع الحصار عن غزة، وتأخذ شكل العلاقة المصرية الفلسطينية الكامل، وبدلا من ان ينظر المصريون الى قطاع غزة على أنه يدخل في اطار الامن القومي المصري فقط، سينظرون اليه على انه يدخل في اطار علاقات متميزة بين الشعبين الفلسطيني والمصري، مع ما يتبع هذا من تعاون وسهولة حركة وتواصل مصري فلسطيني، وفق ما تقتضيه مصلحة مصر وفلسطين، لا وفق ما تمليه إسرائيل، علما بأن اتفاقية كامب ديفيد لا تشترط على مصر ان تمتنع عن التبادل التجاري مع قطاع غزة او اقامة مشاريع مشتركة وبالتالي ليس هناك التزامات من الجانب المصري بعدم إقامة مشروع المنطقة الحرة الذي يحمله معه هنية إلى القاهرة الجديدة!{nl}بالمناسبة، نظام المخلوع مبارك عمد إلى إغلاق معبر رفح بشكل كامل فور فوز حماس بالانتخابات التشريعية عام 2006، وأتبع ذلك سلسلة من الإجراءات التي خنقت الأهل في غزة، وكانت تتناغم مع إجراءات إسرائيل، وتكمل دائرة الحصار، إلا أن «دوام الحال من المحال» حيث بدأ الأمر يتغَّير في عهد الرئيس مرسي بعد حزمة تسهيلات أقرها ليس في سبيل كسر حصار غزة، بل في سبيل كسر الحصار على مصر، التي كانت تقع تحت احتلال ملتبس، يجلس على رأس نظامه رئيس اسمه مبارك، وفي داخله شخص آخر اسمه: باروخ، (وهي الترجمة العبرية لكلمة مبارك) كما قال لي ذات يوم سائق سيارة أجرة وهو يقلني إلى مطار اسكندرية!{nl}العرب والثورة السورية{nl}بقلم: حسن حنفي عن الاتحاد{nl}يا الله... ما لنا غيرك... يا الله"، هو الشعار الأخير الذي أطلقته الثورة السورية بعد أن تركتها جميع القوى الإقليمية والدولية تقاوم بمفردها. وتتوج شعارات دينية أخرى مثل "حسبنا الله ونعم الوكيل" أو "الله أكبر". فالدين ملاذ للحماية وطلب النصر، والأمل في المستقبل. لم يسمع أحد من الإخوة العرب، وسوريا قلب الأمة العربية، ولا من القوى الغربية التي تتشدق بحقوق الإنسان وبدخول الحرب العالمية الثانية إنقاذاً للعالم من مذابح النازية والفاشية، لم يسمع أحد صراخ الأطفال والنساء والمسنين، وأنات المعذبين المكبلين، يدين وقدمين، والمجلودين على الظهر والأقدام بالسياط. لم يسمع العرب استغاثة الثوار السوريين "صمتكم يقتلنا" أو نساء سوريا "وينكم يا عرب" وفي ذاكرتهم صلاح الدين والظاهر بيبرس القادمين من مصر ومعارك عين جالوت، ومرج دابق، وقيم الشهامة العربية والنخوة العربية وفي آذانهم صرخة المرأة العربية التي أهانها الروم "وامعتصماه" واستجابة المعتصم بالله في بغداد وإرسال الجيوش لتحريرها. وإذا كانت أيدي الحكومات مقيدة بقواعد الدبلوماسية فأين الشعوب التي تنزل إلى الشوارع بالآلاف لتسمع صوتها، وتبين مؤازرتها للشعب السوري. وإذا كانت الشعوب مشغولة بلقمة العيش فأين ثوار الحراك العربي القادرون على حشد الملايين والاعتصام بالميادين لحشد ملايين أخرى والقيام باعتصامات أخرى من أجل الشعب السوري؟ وأين الأمة الإسلامية من المغرب إلى الصين، وحدتها وأخوتها. "والله لو عثرت بغلة في العراق لسئلت عنها يا عمر، لماذا لم تسوِّ لها الطريق؟". وأين رسالة عمر إلى والي مصر عام المجاعة "الغوث، الغوث. النجاة، النجاة" واستجابته بإرسال الأطنان من الحبوب؟ يبدو أن الذاكرة تضعف حين يُراد لها أن تقوى، وتقوى في الحدود حين يُراد لها أن تضعف. والمجتمع الدولي الذي تدخل بالسلاح في ليبيا وفي كوسوفو ما زال يتردد كي يبقى النظام السوري على حاله فهو أكبر ضمان لوجود إسرائيل واستمرار احتلال الجولان. فالغرب بين نارين، نار الدماء التي تسيل من الشعب السوري، ونار الحفاظ على إسرائيل من أي نظم عربية مجاورة تعمل على تحرير فلسطين.{nl}لم يبق للثورة السورية إلا الاعتماد على الذات، والاستمرار في المظاهرات ليل نهار، وسقوط الشهداء يومياً بالمئات تحت أعين مراقبي الأمم المتحدة وباسم خطط مجلس الأمن والجامعة العربية. لم يبق للشعب السوري إلا الجيش السوري الحر المنشق عن جيش النظام الاستبدادي، الذي رفض الخروج عن مهمته في الدفاع عن البلاد وتحرير الجولان والدفاع عن الأمن القومي إلى ضرب الشعب وهدم المنازل وقتل النساء والأطفال والمسنين بقذائف الدبابات وراجمات الصواريخ أو إعداماً للشباب رمياً بالرصاص في الميادين العامة مكبلي الأيدي والأرجل ومعصوبي العينين كخونة مجرمين ودون محاكمة أو الحفاظ على أدنى الحقوق.{nl}ولا يقال إن الثورات العربية لم تستقر بعد، وإن الحراك العربي مشغول بما فيه، تونس، مصر، ليبيا. كل منهما "اللي فيه مكفيه" لأنه لا تعارض بين الانتقال الثوري في الداخل والتأييد الثوري في الخارج. فعلى رغم أن الثورة في تونس لم تستقر بعد، وأنها فيما يبدو في معركة مع السلفيين المتشددين إلا أنها قادرة على حشد الآلاف لتأييد الثورة السورية. وعلى رغم أن الانتقال الثوري في مصر لم يتم بعد بل يتراجع لأن النظام الاستبدادي السابق لم يسقط بعد وإن سقط رأسه، وأن المجلس العسكري مازال استمراراً للنظام السابق مسيطراً على السلطتين التشريعية والتنفيذية وربما يوجه القضائية حرصاً على استقرار البلاد، وأن البدائل الثورية مفككة كل يعمل لصالحه، إلا أن ذلك لا يمنع من أن تكون العين الأخرى على سوريا أو فلسطين. فالثورة لا حدود لها. الثورة روح تسري في جسد المضطهدين. وعلى رغم أن الثورة في ليبيا ما زالت في حالة عدم استقرار. ولم تتحول بعد الجماعات المسلحة إلى دولة إلا أنها قادرة على تجنيد الشعب الليبي لمناصرة الشعب السوري حتى لا يشعر الثوار السوريون بأنهم بمفردهم فيستأسد النظام السوري عليهم.{nl}إن ثورة الشعب السوري أقوى ثورات الحراك العربي صموداً وأكثرها تكلفة: خمسة عشر ألف شهيد، وسبعين ألف جريح وألف معتقل. وأطولها عمراً، عاماً ونصف. وما زالت مستمرة. تقوى يوماً بعد يوم. والنظام يفقد أعصابه يوماً بعد يوم. ويزداد شراسة وتقتيلاً. وأصبح لا يدافع عن نظام بل يدافع عن نفسه، عن فرد ونظام وربما طائفة. إن لم يُسقط الفرد فهو مقتول "الشعب يريد إعدام السفاح". والشعب السوري معروف بأنه صعب المراس في مواجهة العدو الخارجي والآن أيضاً ضد المستبد الداخلي. لم يعد الحل الأمني قادراً على إخضاع الثورة. ولم يعد الحل السياسي مقبولاً من الثوار فلا حوار بين القاتل والمقتول.{nl}وكما امتدت الثورة من تونس إلى مصر إلى ليبيا في امتداد جغرافي واحد فكذلك قد تمتد الثورة من سوريا، قلب الشام إلى لبنان والعراق ثم فلسطين كامتداد جغرافي وتاريخي واحد وكما حلم بذلك أنطون سعادة والحزب القومي السوري الاجتماعي ودفع حياته ثمناً لهذا. ثورة لبنان ضد الطائفية ومن أجل العدالة الاجتماعية وفي سبيل قضية فلسطين. وثورة العراق ضد التفتيت والصراعات الداخلية، ومن أجل العودة إلى وحدة العراق العربي الوطني بكافة طوائفه وأعراقه، عراق ثورة 1958 وإنقاذه مما هو فيه من ضعف وتجزئة وتقتيل وهوان وتدخل أجنبي.{nl}اللجوء إلى الدين كملاذ له مخرجان، الأول الاستمرار في مناجاة الله طلباً للعون ولشد الأزر، والدعوة على الظالمين، والترحم على الشهداء. فالله لا يخذل المظلوم. ويستجيب لدعوته. وقد تتحول المظاهرات النهارية إلى حلقات ذكر ليلية لتقوية العزائم. هكذا نشأ التصوف عندما استشهد أئمة آل البيت في مقاومة طغيان بني أمية. ولم تعد المقاومة على الأرض تجدي فاتجه الأخيار رافعين أيديهم إلى السماء. والثاني الاستمرار في المقاومة "اشتدي يا أزمة تنفرجي". و"الباطل حيله قصير"، والحق ذراعه أطول. تلك شهادة الأنبياء في مقاومة الطغاة، موسى مقاوماً لفرعون. والشهداء ينادون على مزيد من الشهداء "صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة". وبعد انتصار الثورة يُعاد بناء الشام، والأحياء القديمة في حمص وحماة وحلب ودمشق التي أراد الطغيان محوها تاريخياً في مقاومة التتار والمغول والفرنجة. لقد بعث الحراك العربي الجسم العربي من رقاده. الرأس في الشام، والقلب في مصر، السواعد في الشام، والأقدام في مصر. وما بينهما الجسد العربي. حينئذ تجد إسرائيل العرب في مواجهتها بعد أربعة وستين عاماً من جديد. فقد كان العرب باستمرار في مواجهتها منذ 1948 وهم غير مستعدين، متفرقون، ضعفاء، غير مدركين لخطورة التوغل الصهيوني. والآن، وبعد "الربيع العربي" بدأ العرب بأنفسهم. وعاد العرب أحراراً ليحرروا شعب فلسطين.{nl}الرئاسة والمشهد الغامض{nl}بقلم: مجدى دربالة عن اليوم السابع{nl}من الواضح أن حالة الارتباك التى تسود جميع القطاعات فى البلاد مازالت مستمرة، فى ظل عدم وجود رؤية واستراتيجية عند جميع الأجهزة للسياسة الجديدة التى تتبعها الدولة بعد تولى الدكتور محمد مرسى مقاليد الحكم.. الانفلات مازال على أشده فى الإعلام الذى يتذرع بنقص المعلومات، مما أعطى المجال لظهور الشائعات.{nl}ولا تتعجبون إذا قرأتم الخبر ونفيه فى آن واحد.. وغرقتم فى بالونات الاختبار التى اعتدنا عليها.. أسماء مثل خيرت الشاطر والحداد يتم الإعلان عنها عبر الإنترنت لتولى مناصب مهمة، ويتم نفى الخبر بعد ساعات.. وتتوه الحقيقة فى قضايا كثيرة، والأشهر هى علاقة الرئيس مرسى بالشرطة وما تردد عن إصراره على التدخل فى حركة التنقلات، مما أدى إلى تأخر الإعلان عنها، وذلك بسبب الشائعات التى تسربت حول رغبة جماعة الإخوان المسلمين فى إجراء مذبحة لبعض قيادات الشرطة.. وتم نفى الخبر ولكن صحف أخرى سارعت بتأكيده فى مشهد متخبط.. يعكس الحالة التى وصل إليها الإعلام الذى مازال يلعب دوراً غير واضح حتى إن طارق عامر رئيس البنك الأهلى المصرى وهو أكبر البنوك الرسمية أعلن الأسبوع الماضى عن استقالته بسبب خبر مغلوط تم نشره عن لسانه فى إحدى الصحف اليومية المستقلة.. وتراجع عن قراره بعد ذلك عقب تدخل بعض الصحفيين لإقناعه بالعدول عن قراره.{nl}المشهد الغامض.. يعكسه أيضا غياب استرتيجية وهدف واضح للجيش والشرطة فى مواجهة حالات قطع الطرق لأتفه الأسباب وإحراق هيبة الدولة.. والقضاء على البقية الباقية من السياحة التى لا يسرها أبداً هذه المشاهد المزرية التى تتصدى لها كل دول العالم.. فالتعليمات عند الجيش والشرطة غير واضحة فى التصدى لهذه المواقف.. لأن الرئيس نفسه سمح بها عند قصره.. والبعض تلاعب بمصطلحات الحرية والثورة ليعطى مبرراً للخروج على القانون والإضرار بمصالح الغير.. فالحرية فى العالم كله والدساتير والقوانين تتوقف عند حدود حرية الآخرين.{nl}كان يجب على الرئيس أن يضع استرتيجية واضحة أمام الشعب لكل هذه الأمور، ويكلف كل جهة بمهام محددة واضحة حتى يتحمل كل طرف مسئولياته أمام المجتمع.. وحتى لا تصبح مهمة ضباط الشرطة فى مواجهة قطع الطرق هى التفاوض والاستجابة للابتزاز.. وحتى لا يكون رد قوات الجيش والحاكم العسكرى على أى رئيس شركة يستنجد به لمواجهة حالات التخريب ومنع الموظفين من عملهم (اعط المحتجين أى شىء يريدونه)..{nl}(حتى لو خطأ أو مخالف للقانون؟){nl}(مش عاوزين مشاكل).. هذه هى ردود مسئولى الجيش.. هل هذا منطق؟.. وهل هذه استرتيجية بلد يسعى إلى البناء وإقرار القانون فى كل مناحى الحياه.. ومازلت مصراً أن الانطلاقة والإصلاح يبدأ من القمة.. وننتظر من الرئيس والحكومة القادمة وضع هذه الرؤى موضع الاعتبار.{nl}مسلسل الكيماوي من العراق إلى سوريا!{nl}بقلم: فخري هاشم السيد رجب عن القبس الكويتية{nl}بحجة وجود السلاح الكيماوي العراقي قامت الولايات المتحدة بصب جل اهتمامها، قبل احتلال العراق سنة 2003، على تخويف العالم من وجود السلاح الكيماوي، وان النظام العراقي سوف يستخدم هذا السلاح ضد شعبه، ودخلت القوات الاميركية بقرار من مجلس الامن، واحتلت وفتشت ولم تجد شيئا، وبدأت التفجيرات وخربت البلاد، وتحولت من السلاح الكيماوي الى ملاحقة ارهاب الطرزان بن لادن من شجرة الى شجرة، والمعلم عمر من دراجة هوائية إلى دراجة نارية، وكيف استطاعا الفرار مع كل هذه التكنولوجيا والاقمار الاصطناعية الحديثة التي تستطيع ان تكشف رقم لوحة سيارة.{nl}أليس غريبا ان تتم العمليات الارهابية فقط في الدول العربية والاسلامية من العراق الى باكستان وافغانستان واليمن، واخيرا وليس آخرا سوريا التي كانت تتمتع بنعمة الأمن والأمان لعشرات السنين، اصبحت الآن بؤرة للعمليات الارهابية والمسلحة، بحجة الدفاع عن الحريات والديموقراطية!{nl}الآن، وبعد المحاولات اليائسة، وفشل الولايات المتحدة في تغيير الحكم في سوريا لوجود الصقرين الروسي والصيني، تغيرت لهجة الولايات المتحدة لتعيد سيناريو العراق من جديد، وهي قصة ان سوريا تمتلك السلاح الكيماوي وخوفها من ان يقع هذا السلاح بأيدي الارهابيين، وهنا ستنتشر كلمة الكيماوي السوري في الاعلام، ليكون ذريعة وحجة للتدخل العسكري، وخوفنا الحقيقي هو ان تنتج لنا اميركا فيلم رعب كيماوي جديدا، وتلصقه على ظهر الجيش السوري، فإذا كان تمويل السلاح سهلا عن طريق منافذ برية، وبمساهمة - مع الاسف - عربية، فمن السهل تزويد المسلحين بكل أنواع اسلحة الدمار الشامل كبداية للتدخل واصدار قرار من مجلس الامن.{nl}قبل ايام سمعنا عن مشروع عربي لحلحلة الوضع في سوريا، مع الاسف الشديد فمنذ بداية الازمة والابواب مغلقة امام الحل السياسي، وبالاستقرار السوري يتحقق التوازن العربي، ونحن ندعو كل الاطراف العربية بعيدا عن التدخلات الاجنبية، لإيجاد حل سياسي سلمي في سوريا، والجلوس على طاولة الحوار لتبقى لنا هناك دولة عربية وجيش عربي نتغنى به، علما بان الانتخابات الرئاسية مقبلة كما هي حال دول عربية اخرى، والشعب السوري قادر على ان يحدد مصيره كدولة حضارية تجاوز عمرها 7000 عام.{nl}مسلمون منسيون...{nl}بقلم: ع جرادي عن البلاد الجزائرية{nl}قبل سنوات حطمت طالبان تمثالين لبوذا في أفغانستان.. فقام العالم ولم يقعد.. واعتبر ذلك عدوانا على إرث عالمي ثمين جدا.. ووصف تصرف طالبان بالمعادي للثقافة والتاريخ.. وتحركت اليونسكو في كل اتجاه.. لاستنقاذ جذاذات التمثالين.. والعمل على ترميمهما.{nl}وقبل أيام.. أقدم مجهولون ـ يقال إنهم من حركة أنصار الدين ـ بنبش وتحطيم أضرحة في تمبكتو.. يدعى أنها لأولياء الله الصالحين.. فتحركت الآلة الإعلامية لحراس التراث العالمي.. تشجب الفعلة.. وتنكر على الفاعلين ما أقدموا عليه.. ولم تتوان اليونسكو عن الدخول في الخط.. فالقبور إرث عالمي لا يجوز المساس به.. أما الأقصى فليس إرثا عالميا !!!{nl}في الحالتين.. ينتفض العالم.. ويقع النفير في المؤسسات الدولية.. مرة من أجل حجر.. لا يضر ولا ينفع.. وأخرى من أجل قبر.. أقصى ما يمكن أن يوجد فيه عظام نخرة.. لا روح فيها ولا حركة.{nl}من حيث المبدأ.. نقول لقد أخطأت طالبان.. كما أخطأت حركة أنصار الدين.. أخطأتا في الزمان والمكان.. وأعلنتا حربين مع الحجارة والأموات.. وهذه أسهل الحروب التي يمكن خوضها.. فتحطيم حجر أو نبش قبر لا شيء فيه.. لا يقتضي أكثر من خراب عقلي يلغي كل تفكير سليم .. وفوضى عارمة في ترتيب الأولويات لا جدوى منها.. وفي الحالتين.. هذا انحراف خطير عن خط المواجهة الحقيقي ضد الباطل الحي وليس الميت. ومن حيث المبدأ ذاته.. نتساءل : أليس الأحياء أولى بالعناية من الأموات؟ والبشر أجدر من الحجر؟.. وإذا كانت اليونسكو ومن معها.. يعنيهم الحفاظ على الإرث العالمي ـ كما يسمونه ـ .. فلم لا يهمهم الحفاظ على حياة البشر.. وتحديدا المسلمين منهم.. في سوريا وفلسطين وبورما والشيشان وتركستان الشرقية والصومال…. ؟{nl}أليس هذا العالم.. الذي تتحكم فيه الشياطين.. والقائم على الدجل السياسي.. والنفاق الأيديولوجي.. بحاجة ماسة إلى تصحيح مفاهيمه.. وتطهير أخلاقه.. حيث الإنسان أولى من كل شيء؟{nl}^^^{nl}الآن.. والعالم ينتفض من أجل قبرين في صحراء مالي.. ويحشد جنوده من الإنس والجن.. ضد وحشية (حركة أنصار الدين !!!).. ثمة أمة من المسلمين في دولة بورما ـ ميانمار كما تسمي نفسها الآن ـ يبادون عن بكرة أبيهم.. ومن بقي منهم حيا.. يقتلع بالقوة.. ويدفع قسرا لإخلاء وطنه.. سعيا لتسليمه للبوذيين.. فلا نرى شجبا.. ولا نسمع استنكارا من الأمم المتحدة.. أو حتى إشارة إلى المجزرة.. فالعالم يسوده صمت رهيب.. وكأن الكل ممنوع من الكلام.. ومحظور عليه أن يومئ إلى المأساة ولو من بعيد.. بل إن الولايات المتحدة تصدر تشريعا يسمح للشركات الأمريكية بالاستثمار في بورما.. بدعوى أن الديمقراطية قد أخذت طريقها إلى هذه الدولة!!{nl}للوقوف على مأساة شعب «الروهينجا» المسلم.. أنقل مشهدا واحدا يصور الجريمة بتفاصيلها.. يقول الخبر.. (.. كانت الحافلة التي تقل عشرة دعاة مسلمين تعبر بلدة تاس البوذية.. وحين نزلوا لأخذ قسط من الراحة.. هاجمتهم جماعة من البوذيين.. فهربوا بالحافلة.. فأدركتهم مجموعة كبيرة بالدراجات النارية.. وألقوا القبض عليهم.. وأعادوهم إلى تاس.. حيث اجتمع على التنكيل بهم مئات من البوذيين المتعصبين.. وقد أظهرت الصور.. كيف أن الضحايا.. قد ضربوا بالعصي على وجوههم ورؤوسهم.. التي بدت محتقنة بالدماء.. وآثار النزيف الداخلي للدماغ والوجوه واضحة تماما.. وقد فقئت أعينهم.. وحطمت جماجمهم.. وتناثرت أمخاخهم.. وسحبت ألسنتهم من أفواههم..).{nl}وفي مشهد أوسع.. (أزيد من 800 ألف لاجئ من مسلمي بورما.. حاولوا العبور إلى بنغلاديش التي أغلقت حدودها في وجوههم.. وأعلنت أنها تستضيف مئات الآلاف منهم منذ سنوات .. وهذا يكفيها.. وأمام شبح المجاعة والموت في العراء.. وجحيم العودة إلى المنازل المهدمة والمحترقة.. والأمطار الموسمية.. تضيع حقوق هذه الأقلية المسلمة الأصيلة في وطنها.. الذي تهجر منه.. ليسلم للغرباء من البوذيين..) !!.{nl}^^^{nl}ما يحدث لمسلمي بورما.. يقع أيضا لمسلمي الإيغور في الصين.. الذين أضحوا أقلية في وطنهم الأصلي « تركستان الشرقية « .. حيث فرض عليهم تحديد النسل.. وضيق عليهم في عباداتهم.. وحولت بلادهم إلى مواقع لإجراء التجارب النووية.. ولا يزال مسلسل اضطهادهم مستمرا.. ففي آخر تقرير لمنظمة العفوالدولية - أمنستي- ورد ( أن لديها أدلة جديدة على أن بكين تواصل «ترهيب» عائلات من الإيغور المسلمين وتسعى للحصول على معلومات عن أقارب مفقودين كشفوا النقاب عن انتهاكات لحقوق الإنسان أثناء وعقب الاحتجاجات التي وقعت في جويلية 2009.{nl}وقالت المنظمة إن الصين اعتقلت وأرهبت العشرات من شعب الإيغور المسلم في إقليم شينغيانغ بغربي البلاد لفضحهم انتهاكات لحقوق الإنسان أعقبت أعمال شغب في المنطقة قبل ثلاث سنوات.{nl}وقالت مديرة قسم آسيا والمحيط الهادي بالعفوالدولية «يجب على السلطات الصينية أن تكشف عن مكان وجود هؤلاء الذين يتعرضون للاختفاء القسري وأن تنهي اضطهاد أقاربهم الذين يسعون للحصول عن معلومات عن مصيرهم») .{nl}^^^{nl}هذه نماذج من المآسي التي تلحق المسلمين في كل مكان.. حيث تصمت الحكومات العربية والإسلامية.. المنشغلة أصلا باضطهاد شعوبها..{nl}ليتواصل مسلسل القهر ضد من يقول لا إله إلا الله.. أويحرص على استرداد حريته المهضومة.. وبين سندان النفاق العالمي في الخارج.. ومطرقة أنظمة العار في الداخل.. ثمة مسلمون منسيون.. ينتظرون ظهيرا من إخوانهم.. فهل من مجيب ؟{nl}فلتذهب دولة غزة إلى الجحيم ..إبراهيم أبراش{nl}ابراهيم ابراش {nl}موقع الحوار المتمدن {nl}ما هو قريب من هذا المعنى قال به قادة الصهاينة قبل انسحابهم من غزة في سبتمبر 2005 ،آنذاك كان قطاع غزة وأهل قطاع غزة كابوسا يؤرق الصهاينة وخنجرا دائم الخَزِ في جنوبهم،وقنبلة موقوتة لا يعرفون متى تنفجر وكيف سيكون انفجارها، نعم كان قادة الصهاينة دائمي التصريح والتمني أن تذهب غزة إلى الجحيم وان يبتلعها البحر،والجحيم والبحر قول مجاز المقصود به التخلص من قطاع غزة لأية جهة تتحمل مسؤولية إدارته وتؤمن حدوده مع إسرائيل،وقد سبق للرئيس أبو عمار أن رفض عرضا إسرائيليا بتسلم قطاع غزة وإقامة دولة به. مرد قول إسرائيل ذلك أن غزة كانت آنذاك تمثل حالة فلسطينية نضالية مستعصية على الاحتلال،حيث كل عملياته الإجرامية من تجريف للأراضي وتوغلات وقصف للبيوت وقتل للمدنيين لم تزد أهل غزة إلا إصرارا على الصمود وثباتا على المواقف،ولأن غزة آنذاك كانت بؤرة تأجيج وتحريض على الثورة تتعدى تأثيراتها فلسطين لتشمل العالم اجمع.{nl}نعم ،فغزة تلك المنطقة الصغيرة من جنوب فلسطين والفقيرة وشبه الصحراوية لم تتميز فقط من خلال دورها النضالي بعد الاحتلال الإسرائيلي عام 67 بل كان دورها النضالي قبل الاحتلال لا يقل أهمية عن دورها بعد الاحتلال. فقطاع غزة حافظ على الهوية الفلسطينية بعد النكبة وفي سنوات التيه والضياع بعد أن فرضت إسرائيل جنسيتها وقوانينها على فلسطينيي الخط الأخضر،وفرض الأردن جنسيته وقوانينه على فلسطينيي الضفتين،فيما كان ممنوعا على فلسطينيي الشتات التعبير عن هويتهم أو ممارسة حقهم بالنضال الوطني. خلال سنوات التيه والضياع تلك استمر فلسطينيو القطاع في حمل راية الهوية الوطنية والحفاظ على الشخصية الوطنية وخصوصا أن ثلاثة أرباع القطاع من اللاجئين الذين كانت الغربة وحياة اللجوء دافعا قويا عندهم لرفض الواقع والنضال من اجل العودة لأرضهم التي شردوا منها ،ولاجئو القطاع جسدوا وعبروا عن خصوصية كل قرية ومدينة فلسطينية بملابسها ولهجاتها ومأكولاتها وتجاربها النضالية وذاكرتها التاريخية،وفي قطاع غزة تشكلت أولى خلايا المقاومة الوطنية منذ الخمسينيات،وأبناء القطاع رفدوا الثورة في الخارج بخيرة القيادات والمقاتلين ،ومن قطاع غزة انطلقت شعلة الانتفاضة الأولى 1987 ،وقطاع غزة احتض اللبنات الأولى لمؤسسات كان يؤمل منها تجسيد حلم الدولة ولو في إطار تسوية مشكوك بنجاحها،فكان المطار ومقر الرئاسة (المنتدى) ومقرات وزارية والمجلس التشريعي والبدء بمشروع ميناء غزة ،بالإضافة إلى الممثليات الأجنبية ومشاريع تنموية واعدة الخ .{nl}إن كانت غزة بالنسبة إلى الفلسطينيين تمثل جنوب فلسطين أو منطقة من فلسطين يحبونها كما يحبون فلسطين،فإنها بالنسبة لأهل غزة المقيمين أو المغتربين تمثل مسقط الرأس أو الوطن الصغير وخصوصا بالنسبة لمن لم يرى أية منطقة أخرى من فلسطين.فطوال ثلاثة عقود من غربتي الإجبارية كانت صورة وذكريات الوطن الذي تختزنه ذاكرتي هو قطاع غزة وخصوصا مخيم البريج الذي وُلِدت وترعرعت فيه ،ولكن وطن الذاكرة أو وطن مسقط الرأس مجرد إثبات مكان مولد أو ذكريات جميلة عن مرحلة الطفولة والمراهقة،إنه حب أضافي لفلسطين الوطن الكبير،كما هو الحال لحب أبن الخليل لمدينته وحب أبن القدس لمدينته وأبن يافا لمدينته.لا يمكن لمسقط الرأس أن يشكل وطنا ودولة ،ولا يمكن لأي منطقة تتميز بدور أو بخصوصية نضالية أن تشكل دولة أو كيانا خاصا ،فلكل مدينة في فلسطين تاريخها النضالي، ومقابر شهداء فلسطين في الأردن وسوريا ولبنان لا تميز بين شهداء مدينة ومدينة ،فالشهداء قضوا في سبيل الله والوطن وليس دفاعا عن مدينة بعينها.{nl}لن نقلل من المعاناة التي يعيشها أهلنا في قطاع غزة ،ولكن يجب أن لا ننسى أن كل فلسطين محتلة وان أهلنا في الضفة والقدس وفي مخيمات لبنان واليوم في مخيمات سوريا عاشوا ويعيشون معاناة لا تقل عن معاناة أهل غزة ،وبالتالي فالتميز بقسوة المعاناة لا يبرر مجرد التفكير بالخروج من الحالة الوطنية من خلال توظيف المعاناة لخدمة تطلعات سلطوية للبعض أو لخدمة أجندة خارجية .وحتى نكون أكثر وضوحا وصراحة ،وبعيدا عن الانتقائية في الحديث عن المعاناة ،فإن أهلنا في الضفة والقدس هم الأكثر معاناة من الاحتلال والمعركة الحقيقية بالمقياس الوطني هي التي تجري هناك،ويجب أن نحكم ونحاكِم ونُقَيم الوضع في الضفة والقدس ليس من خلال سياسة السلطة وممارساتها بل من خلال معاناة الشعب وما تتعرض له الأرض من استيطان وتهويد.{nl}غزة ولا شك تقدم شهداء وتعاني من الحصار والقصف ،ولكن غزة تبقى أرضا فلسطينية وليست محل أطماع احد وليس من خيار أمام فلسطينيي غزة إلا أن يكونوا فلسطينيين ،أما في الضفة والقدس فالاستيطان متواصل في الضفة والمواطنون مهدَدون بمصادرة أرضهم ومياههم وغير آمنين على مزارعهم وأعمالهم ،والقدس تهود بشكل غير مسبوق حتى المساجد ودور العبادة باتت تُحرق وتدنس علنا. يجري هذا في الضفة والقدس في ظل عجز السلطة وتواطؤ بعضها مع الاحتلال ،ولكن أيضا في ظل صمت جماعات الإسلام السياسي التي تريد أن تؤسس مشروعها السياسي ولو على أنقاض المشروع الوطني،يساعدها في ذلك بعض الفضائيات المحسوبة على حكومات أو على جماعات سياسية تفرغت بشكل كلي لما يجري في غزة تحت عنوان وشعار حصار غزة ونصرة غزة مع التركز أكثر على المشاهد المأساوية لجثث الأطفال والعائلات المشردة والبيوت المهدمة.{nl}لأن حركة حماس اختزلت فلسطين بغزة وتركزت مناشدتها للعالم على رفع الحصار عن غزة، فقد وجدت جماعات الإسلام السياسي بما فيها تركيا وكذا الأنظمة العربية والإسلامية الفرصة للتخلص من مسؤوليتها القومية والإسلامية والجهادية تجاه القضية الفلسطينية كقضية تحرر وطني ،بان اختزلت بدورها مسؤوليتها لتقتصر على المطالبة برفع الحصار عن غزة والعمل على مساعدة غزة ماليا،وهذا الأمر يُظهر هذه الأطراف وكأنها تناصر الشعب الفلسطيني لانها لن تكون فلسطينية أكثر من الفلسطينيين ،وفي نفس الوقت يخلصها من عبء الحديث أو العمل على تحرير فلسطين أو مواجهة الاستيطان والتهويد الإسرائيلي بما قد يسببه لها ذلك من حرج مع حليفتها واشنطن.{nl}بفعل الماكينة الإعلامية للإسلام السياسي ومن يسانده من دول غُيبت فلسطين لصالح غزة وأصبحت قضية رفع الحصار عن غزة القضية المركزية ومقياس الحق والعدالة ومقياس الانتماء العربي والإسلامي بالنسبة لجماعات الإسلام السياسي والحكومات العربية والإسلامية،و تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية كقضية تحرر وطني ، تراجعت قضية القدس والضفة الغربية واللاجئين والمقاومة ووجود إسرائيل بحد ذاته.{nl}استطاعت هذه الفضائيات تغييب ومصادرة العقل والتفكير العقلاني لتختزل القضية الفلسطينية بغزة وحصار غزة،وباتت غزة أكثر قدسية من القدس .نتيجة هذه الجهود سيتم رفع الحصار عن غزة اليوم أو غدا،وإسرائيل عندما خرجت من غزة مبقية على حصارها إنما لتساوم على رفع الحصار مستقبلا بثمن ،وثمن رفع الحصار هو التخلص نهائيا من المسؤولية عن غزة بإلقاء هذه المسؤولية على أية جهة فلسطينية أو على مصر أو على كلاهما،هذا ما كان يقصده قادة الصهاينة بأن تذهب غزة إلى الجحيم أو فليبتلع البحر غزة .واليوم تنجح إسرائيل في تنفيذ مخططها الأصلي ولكن بتخريجة تبدو وكأنها انتصار للفلسطينيين ولكل من طالب برفع الحصار.{nl}لن يغير نفي قيادات من حماس ما يتردد في كواليس حركة حماس حول فصل غزة عن الضفة والإعداد للإعلان عن دولة غزة،لأن ما يجري على الأرض أكثر إفصاحا ودلالة من أي حديث ،فمنذ اليوم الأول للانقلاب والجهود تجري حثيثا لدولنة غزة ، ما يجري مخطط مرسوم وليس خطأ يمكن إصلاحه،مخطط للأسف يصب مباشرة في خدمة السياسة الصهيونية ويعتبر استكمالا لمخطط شارون بالانسحاب من غزة،وفي نفس الوقت يندرج ضمن السياسة الأمريكية لصناعة الشرق الأوسط الكبير و الفوضى البناءة ، وهما جزء من استراتيجيه أوسع تسميها واشنطن محاربة الإرهاب أو التطرف الإسلامي من خلال استيعاب الإسلام المعتدل وتقله من جبهة الجهاد والمقاومة لجبهة السلطة والحكم. إن انتصار من يوجهون ويمولون ويغطون إعلاميا حملات رفع الحصار ومن يسعون لدولنة غزة هو انتصار للإستراتيجية الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة. ومع ذلك نؤكد مرة أخرى أن قوى وأحزاب وشخصيات فلسطينية وعربية وأجنبية تشارك في حملات رفع الحصار بحسن نية ،وهؤلاء صادقون في مشاعرهم ولا تدفعهم لهذا السلوك إلا روح الانتماء والتعاطف الصادق والعمل ضمن المتاح،فلهؤلاء كل تقدير واحترام .{nl}دولة غزة التي تتشكل اليوم على مساحة 5،1 % فقط من مساحة فلسطين التاريخية والتي يريد البعض تسويقها كانتصار للمقاومة ولفلسطين إنما تتصير دولة نتيجة تقاطع عدة إرادات ومصالح ،ليست الإرادة الوطنية إحداها :-{nl}1- إرادة إسرائيلية بالتخلص من غزة وما تمثله من خطر ديمغرافي وأمني على إسرائيل إن بقيت تحت سيطرتها .{nl}2- إرادة أمريكية بتدجين الإسلام السياسي من خلال تمكينهم من السلطة لإبعادهم عن ميدان الجهاد والمقاومة،وهي إرادة تلتفي مع سياسة بعض الأنظمة العربية التابعة .{nl}3- إرادة الإسلام السياسي وخصوصا حركة الإخوان وفرعها في قطاع غزة في التمكين بدولة إسلامية في سياق المشروع الإسلامي الكبير الذي يروجون له.{nl}4- إرادة نخبة حاكمة في قطاع غزة ذات أفق سياسي ضيق وانتماء وطني ضعيف أغرتها السلطة والامتيازات ترى في دولة غزة ضمانا لمصالحها .{nl}5- إرادة نخبة مصالح في السلطة والضفة تلتقي مصالحها مع مصالح الاحتلال ،نخبة تريد أن تخفي فشل وعجز السلطة السياسي والمالي بتصدير الأزمة من خلال الترويج بأن غزة تشكل عبئا على ميزانية السلطة وبالتالي على سكان الضفة الغربية،وعليه يجب التخلص من غزة ،وبعض من هذه النخبة معبأ تاريخيا بحقد على غزة وأهلها وهي نخبة ليست بعيدة عن توجهات بعض صناع القرار في الأردن.{nl}نعم نحب غزة وأهل غزة ونحترم تضحيات أهل غزة ،ولكن حبنا لفلسطين واحترامنا لتضحيات شعب فلسطين عبر التاريخ أهم واكبر من حبنا واحترامنا لغزة وأهلها .نعم ،لشهداء ولصمود أهل غزة كل احترام وتقدير ،ولكن، لأن هناك من يريد أن تنقلب غزة على ذاتها وتاريخها ورمزيتها وعلى المشروع الوطني ،ولأن غزة تحولت لساحة صراع على سلطة ومناصب تثير شهوة الصغار فقط ،ولأن فقر غزة وبؤسها أصبح مصدر غنائم لنخبة غيبت فلسطين وتكرش أفرادها حتى باتوا دون رقبة،ولأن غزة تحولت لمقبرة للمقاومة وللمشروع الوطني،ولأن غزة باتت تنزلق يوما بعد يوم لتقوم بدور وظيفي يخدم مشاريع وأجندة إسرائيلية وأمريكية وإقليمية.{nl}لأنه يراد لغزة أن تندرج ضمن هذا السياق وتقوم بهذه الوظائف،نقول: فلتذهب دولة غزة ومن يقولون بها إلى الجحيم .<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/07-2012/عربي-168.doc)