تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أقلام وآراء عربي 170



Haneen
2012-07-30, 11:11 AM
أقـــــلام وأراء عربي (170){nl}في هـــــذا الملف:{nl} من رام الله إلى غزة .. «الابنة التي أكلت أمها» عريب الرنتاوي عن الدستور الأردنية{nl} جريمـة اقتحـام الأقصـى رأي الدستور الأردنية{nl} مرسي تحت المجهر محمد صلاح عن صحيفة الحياة{nl} دمشق تحرك حروب الاقليم والحسم بعيد جورج سمعان عن صحيفة الحياة{nl} مخاطر الإخوان المسيحيين فايز فرح عن الأهرام المصرية{nl} هل إسرائيل جاهزة لمواجهة كارثة؟ رمزي حكيم عن السفير اللبنانية{nl} سوريا الوطن.. لا سوريا الطائفة.. يو سف الكويليت عن الرياض السعودية{nl} سورية... ثائر الميدان ومنشق القصر! جميل الذيابي عن صحيفة الحياة{nl}من رام الله إلى غزة .. «الابنة التي أكلت أمها»{nl} عريب الرنتاوي عن الدستور الأردنية{nl}مثلما «أكلت» السلطة المنظمة، يبدو أن حماس «الحكومة» في طريقها لابتلاع حماس «الحركة»...هكذا يبدو المشهد من دون مبالغة أو «تطيّر»...نقول ذلك، ونحن نعرف أننا سنثير غضب كثيرين ممن نعرف وماذا سيقولون وبمَ سيردون.{nl}منظمة التحرير، الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، لم يعد وجودها يتخطى «الحبر على ورق»، وامتدادها الجغرافي لا يزيد على بضع غرف وصالة ملحقة بحكومة تصريف الأعمال في رام الله، منها تتلقى «مصروفها اليومي»، أما وظيفتها المتبقية فلا تزيد على الوظائف البيولوجية لـ»ذكر النحل»: الموت بعد التلقيح (التوقيع)....وكل ما عدا ذلك، كلام في كلام، ألقاب ومسميات، وعناوين تزدحم بها «السير الذاتية» لأعضاء المجلسين الوطني والمركزي، ولجنتهما التنفيذية.{nl}أما المنظمة، كإطار تمثيلي للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج ومنصة لتعدديته، وكمظلة لمنظمات الشعبية وأطره النقابية ومؤسساته الأهلية والمدنية...المنظمة بما هي علاقة تفاعلية وتكاملية بين الوطن والشتات، الشعب والقيادة، فقد ماتت وأشبعت موتاً، ولم يبق سوى استصدار شهادة وفاتها، التي لا تحتاج لكثير من التفحيص والتمحص في أسباب الرحيل.{nl}ولو أن المنظمة ما زالت تحظى بمكانتها، لرأينا قيادات الحركة الفلسطينية، بجناحيها الوطني والإسلامي، فتح وحماس، تتسابق للسيطرة عليها واقتسام النفوذ في داخلها، والعمل على إحيائها وإعادة هيكلتها...لكننا بدلاً عن ذلك، رأيناها منشغلة في اقتسام «كعكة السلطة» وأجهزتها وموازناتها وكادرها وانتخاباتها، فالمنظمة لم تعد منذ زمن طويل، في نظر هؤلاء على الأقل، كعكة تستحق عناء الاقتتال والتزاحم.{nl}ولأن السلطة، حتى وإن كانت تحت الاحتلال والحصار وفي مرمى نيران العدوان والاستيطان، تظل سلطة على الأرض، رأينا كيف أطاح أصحابها والقائمون عليها، هنا وهناك، بمبادرات المصالحة ومساعيها...رأينا كيف تُهزم النوايا الطيبة تحت ضربات المصالح ومراكز النفوذ، رأينا كيف تكسّرت «قناة عباس – مشعل» وتبددت كيمياء الرجلين التي راهنّا عليها كثيراً، تحت ضغط أضيق الحسابات والمصالح...وأحسب أن سير الأحداث والتطورات، يسير لصالح تعميق الانقسام وتوسيع الفجوات بدل تجسيرها.{nl}ما حصل في علاقة «الابنة التي أكلت أمها» أو السلطة التي ابتعلت المنظمة، يحصل الآن مع حركة حماس، التي يكاد مكتبها السياسي (رمز وحدتها)، أو قيادة الخارج فيها، يتحول إلى مندوبين دائمين للحركة في التجوال والأسفار، أمّا القرارات الحقيقية فمتروكة للسلطة في غزة، ولحكومة الأمر الواقع (المقالة) فيها...رأينا زيارات اسماعيل هنية إلى بعض دول الربيع العربي، وما قبل الربيع العربي، تتوّج بسلسلة من من الاتفاقيات و»الأعطيات» والنتائج الملموسة، وتحظى بكل الاهتمام البروتوكولي والإعلامي، فيما زيارات المكتب السياسي، تأتي كـ»فاصل إعلاني قصير» في نشرات الأخبار.{nl}ما بدا بالأمس، فرعاً لحماس في غزة، أصبح اليوم أصل الحركة ومصدر قرارها وصاحب «حق الفيتو» في كل ما يتصل بما هو استراتيجي في قرارات الحركة وسياساتها، وبخلاف ذلك تفصيل في تفصيل...ومع كل زيارة يقوم بها «دولة أبو العبد» للخارج، تتأكد هذه الحقيقة، وتتسع الفجوة بين مؤسسات صنع القرار في الحركة، ويتعاظم حضور غزة، لا على حساب الخارج فحسب، بل على حساب نصف الداخل (الضفة) كذلك.{nl}في السياسة كما في الإعلام، من ليس موجوداً على الأرض، ليس موجوداً في الفضاء...ولقد رأينا كيف صنعت «الميديا» من أنصاف كتاب ومثقفين نجوماً لمجرد أنهم يقيمون على مقربة من الاستوديوهات في لندن وباريس ودبي وواشنطن...ونرى اليوم، كيف يقفز من كانوا في آخر طوابير المرشحين للقيادة إلى أول صفوفها في حماس، تماماً مثلما فقدت بعض قيادات فتح والفصائل التاريخية دورها ونفوذها، لأنها استنكفت عن الانتقال إلى الضفة الغربية بعد اتفاق أوسلو وقيام السلطة.{nl}خطورة تفشي هذه الظاهرة، أن «الداخل» بما هو «سلطة» ومؤسسات وأجهزة ومشاريع دولة أو «خلافة»، ليس حقيقياً، بل وهم في وهم، وسراب في سراب....مفاتيح بقائه أو انهياره ليست في جيب أي من الفلسطينيين، بل هي في مكتب من مكاتب قيادتي المنطقتين الوسطى والجنوبية في «جيش الدفاع الإسرائيلي»...المؤسف أن تضخم الداخل يأتي باستمرار على حساب الخارج، أي على حساب وحدة الشعب ووحدانية التمثيل، تماماً مثلما كان عليه الحال من قبل، حين أهمل الخارج الداخل من قبل، وبدا كما لو كان ملحقاً ثانوياً يُستحضر في المناسبات والأعياد الوطنية.{nl}خطورة هذه الظاهرة، المدعومة بحماس من قبل أطراف إقليمية ودولية، تسعى في اختصار قضية فلسطين، أرضا وشعباً وحقوقاً، في رام الله وغزة، أننا نضع رهاناتنا جميعها خلف «حصان» واحد أوحد، مكبل بسلاسل حديدية ثقيلة ومُحكمة الإغلاق، أما مفاتيحها ففي الجيب الإسرائيلي...فهل ننتبه قبل فوات الأوان، أو بالأصح، هل فات الأوان على إدراك وتدارك وحدة الشعب ووحدانية التمثيل.{nl}جريمـة اقتحـام الأقصـى{nl}رأي الدستور الأردنية{nl}ان قيام جنود العدو الصهيوني باقتحام المسجد الاقصى المبارك، والاعتداء على المصلين، والمعتكفين، يؤكد ان العدو ماض في انتهاك القانون الدولي، وشرعة حقوق الانسان، وكافة المعاهدات والاتفاقات الدولية، التي تحظر الاساءة الى الاماكن الدينية، وتدعو دولة الاحتلال الى احترام شعائر المصلين.{nl}ومن ناحية اخرى، فان هذا العدوان الهمجي، يشكل ادانة للمجتمع الدولي، ولـ”الرباعية” على وجه الخصوص، فلو كان هذا المجتمع، وخاصة واشنطن الحليف الرئيس للعدو الصهيوني صادقة في شعاراتها ولا تكيل بمكيالين، لما تجرأ العدو الصهيوني على اقتحام الاقصى، ولما تجرأ على الاستمرار في تدنيسه بعد ان حوّل الأعياد اليهودية والتوراتية الى مناسبات لحشد المتدينين الحاقدين، ودفعهم الى اقتحام المسجد، وتدنيس ساحاته والعبث بمحتوياته، والاعتداء على المصلين، وفق نهج عنصري يهدف الى ترويعهم، ودفعهم الى عدم الصلاة في المسجد.{nl}وفي هذا الصدد، فان هذا التصرف الصهيوني العنصري يؤكد اننا أمام عصابات احتلال، وليس امام دولة تحترم القوانين والانظمة، وتحرص على تطبيقها والتقيد بها، ما يؤشر ان العدو يعيش في مأزق خطير، وان ممارساته الارهابية ضد شعب أعزل، وضد المصلين العزل، تؤكد هذه الحقيقة، وخاصة في ضوء صمود هذا الشعب، واصراره على حماية المقدسات بصدور ابنائه العارية، ورفضه الاستسلام للمشروع الصهيوني.{nl}لقد شخَّص جلالة الملك عبدالله الثاني أسباب رفض العدو لشروط واشتراطات السلام، فهو مسكون بعقلية القلعة، ويرفض ان يخرج من هذه القلعة، وان ما يجري في القدس المحتلة، وما يتعرض له المصلون هو من تداعيات هذه العقلية، التي لا تؤمن بغير القوة، ولا تفهم الا لغة المقاومة.{nl}ان قيام جنود العدو باقتحام ثالث الحرمين الشريفين، والاعتداء على الصائمين المعتكفين في رحابه الطاهرة تكشف عن استهتار العدو بالقانون الدولي، وعن الانهيار الاخلاقي الذي وصل اليه، وهو مؤشر ايضا على ان هذه العصابات وقد أعمتها القوة والغرور، تشكل خطراً ليس على فلسطين وشعبها، بل على الامة كلها، وعلى السلم العالمي.{nl}مجمل القول: ان لجم العدوان الصهيوني المستمر على الاقصى والقدس، يستدعي موقفاً عربياً واسلامياً حاسماً، يقوم على فتح ملف الصراع من جديد، وتجميد كافة الاتفاقيات والمعاهدات، وتحريم التطبيع واعادة الاعتبار للمقاومة الشعبية.{nl}مرسي تحت المجهر{nl}محمد صلاح عن صحيفة الحياة{nl}هل هناك فئة في مصر لا ترغب في نجاح الرئيس محمد مرسي في مهمته وتتمنى فشله وتسعى إلى إسقاطه؟ الإجابة المنطقية والصريحة والواضحة هي: نعم. فأي متابع لمواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام يدرك أن قوى سياسية وشخصيات عامة وبعض النخب تسعى إلى إفشال تجربة مرسي وتضع دائماً العراقيل أمامه وتتصيد أخطاءه وتحاول كثيراً السخرية منه ومن أفعاله. لكن هل نجح مرسي و»الإخوان» في التعاطي مع هذا المناخ بالسعي إلى احتواء هذه الحملات وجذب القائمين عليها في مسار آخر؟ الإجابة الصريحة هي: لا. بل على العكس فإن الرئيس و»الإخوان» كانوا دائماً يسيرون في الاتجاه الخاطئ الذي يزيد من الراغبين في اسقاطه والمتربصين به، وكأن مرسي يتصور أن مصر دولة ليس فيها إلا «إخوان مسلمين» أو متعاطفين معه أو داعمين له، وأن مجرد اتهام معارضيه أو المختلفين معه بأنهم «فلول» كفيل باقناع جموع الناس بأن الرئيس يسير في الاتجاه الصحيح.{nl}في بؤرة الضوء صار مرسي بحكم عوامل عدة منها أنه أول رئيس للبلاد بعد ثورة 25 يناير، كما أنه أول حاكم مصري ينتمي الى جماعة «الإخوان» التي ظلت منذ تأسيسها العام 1928 في موقف المعارضة والسجون، إضافة بالطبع إلى أنه يواجه تحديات مهمة ومعضلات كبيرة وينتظر الناس منه أن يضع مصر على مسار الدول المتقدمة، علاوة أيضاً على حال ترقب من طريقة تعاطيه مع الماضي بكل تفاعلاته ومؤثراته وسلبياته. أصبح مكرراً الحديث عن ثقل مصر ووزنها السياسي بين دول العالم وتأثير ما يجري فيها على الدول العربية وكذلك مكانتها في نطاق محيطها الاقليمي والدولي وبالتالي فإن رئيس دولة هذا هو حجمها من المؤكد أن الأضواء ستبحث عنه بغض النظر عن موضوع الثورة. ولكن مرسي لم يصبح في بؤرة الضوء فقط وتطارده العدسات ولكن أيضاً تحت المجهر وصار كل تصرف يصدر عنه أو تصريح يلقيه أو تلميح يرصده أحدهم أو اجراء يتخذه محل تقييم وتقويم. بالطبع، يروج «الإخوان» لما يعتبرونه «مزايا الرئيس»، صلاته في المساجد دائماً مثلا أو أحاديثه العفوية مع الناس وبساطته وقلة الحراسات حوله، كما أن الآلة الإعلامية للجماعة وناشطيها دائماً ما يعالجون بعض تصرفاته التي قد يفهمها الناس خطأ أو يوضحونها أو يهاجمون منتقديه وهم «روجوا» لكل إجراء أقدم عليه بداية من أدائه اليمين الدستورية في ميدان التحرير ونهاية بتبنيه لحملة «وطن نظيف» ودعوته المواطنين التي تخفيض استهلاك الكهرباء. وحين يحتاج مرسي دعماً جماهيرياً فإن «الاخوان» أكبر الجهات الداعمة له فيهاجمون المجلس العسكري ويهتفون ضد المشير في تجمعات في التحرير أو عبر وسائل إعلام، إذا ما كان الرئيس في حاجة الى من يقوم بالمهمة بالإنابة عنه ليعفيه من الحرج. لكن الأهم أن القوى المعارضة للتيار الإسلامي عموماً و»الإخوان» خصوصاً ومرسي تحديداً صارت ترصد أدق تفاصيل حياة مرسي وتصرفاته هو وأفراد عائلته واشقائه ولقاءاته ومقابلاته ورحلاته وصلاته وطريقة كلامه وأسلوب تعاطيه مع الآخرين خصوصاً من رموز «الإخوان»، وهؤلاء يتصيدون دائماً معلومات تشهر بمرسي أو تسئ له أو تضعه في صورة سلبية خصوصاً ما يتصل بعلاقته بمرشد «الإخوان» الدكتور محمد بديع وباقي رموز الجماعة، وكذلك بالطبع ما قد يقتنصه خصومه من أخطاء في أحاديثه وسياسته وكذلك بالطبع ملاحظة التطورات في شأن علاقة الرئيس مع قادة حركة «حماس» الذين صارت رحلاتهم الى القاهرة هينة وهنية، وأسهل من الانتقال بين مدينتين فلسطينيتين.{nl}واقع الأمر أن مرسي نال المقعد الرئاسي وبفارق بسيط عن منافسه في جولة الإعادة الفريق أحمد شفيق وأن غالبية المصريين قاطعوا أصلاً الانتخابات الرئاسية وبالتالي فإن على الرئيس الجديد ومعه تنظيمه القوي السعي الى كسب تأييد الذين منحوا أصواتهم لمنافسه، وكذلك الذين قاطعوا أو ابطلوا أصواتهم وإلا فإن مساحة المعارضة لمرسي ستزيد بمرور الوقت وستزيد معها المعوقات التي ستوضع أمامه ويتعين على تخطيها.{nl}يحتاج مرسي إلى مناخ طبيعي لكي يعمل والمؤكد أن المناخ المحيط به الآن هو مناخ غير طبيعي، بدءاً من محيط القصر الرئاسي حيث التظاهرات اليومية ونهاية بموقف القوى المدنية منه، لكن في الوقت نفسه عليه أن يساهم في تهيئة هذا المناخ لا أن يؤجج الصراع حوله وضده وأن يدرك أنه صار تحت المجهر ويحكم مصر وليس قيادياً في جماعته.{nl}دمشق تحرك حروب الاقليم والحسم بعيد{nl}جورج سمعان عن صحيفة الحياة{nl}لم يكشف الجنرال روبرت مود جديداً. جميع اللاعبين في الساحة السورية يعرفون أن سقوط النظام مسألة وقت. وما يقلقهم ليس سقوطه بل احتمال سقوط سورية كلها وغياب أي قدرة على استعادة حكمها أو بناء نظام جديد. ما جرى منذ زمن وما يجري هذه الأيام هو استكمال التدمير الممنهج لمعظم المدن والحواضر السورية. لم تخرج المعارضة من مدن حمص وحماة وإدلب ودرعا وغيرها، لكن هذه لم يبق من معالمها شيء. وهذا ما يحصل وسيحصل للعاصمتين أيضاً. عملية «بركان دمشق» قبل أسبوع انتهت بلا حسم. لم يحقق «الجيش الحر» والجماعات المقاتلة ما كانت تطمح إليه. نفدت ذخيرتها، وجيش النظام لم يتورع عن استخدام كل آلته التدميرية.{nl}ولا ينتظر أن تشكل «أم المعارك» في حلب مصيراً مغايراً. علماً أن المجتمع الأهلي فيها عبر عن تمرد واسع بمختلف تشكيلاته وهيئاته. ولا يتوقع أن توفر تركيا الدعم المطلوب لتحويل عاصمة الشمال «بنغازي» جديدة يمكن أن تشكل منطلقاً للمنشقين وتسهل على القوى الخارجية أداء دور أكبر في دعم الثورة. وفي حين تمعن موسكو في «قهر» أنقرة لا ترى واشنطن وجهاً للشبه بين حلب وبنغازي! ولا يعني ذلك أن النظام انتصر أو سينتصر في هذا «البركان» المتنقل في كل أرجاء البلاد. لم يربح أحد حتى الآن. ولن يربح أحد في المستقبل المنظور، وإن كانت النتيجة النهائية معروفة لمصلحة الناس.{nl}ما صرح به الرئيس السابق للمراقبين الدوليين نعي واضح لمهمة المبعوث الدولي - العربي كوفي أنان الذي لم يكن مطلوباً منه في الأساس سوى السعي إلى توفير مزيد من الوقت للاعبين الدوليين والإقليميين. وبات واضحاً أن هذه المهمة استنفدت غرضها. لذلك، لجأ النظام إلى تشريع الأبواب واسعة أمام تصدير «حروبه الأهلية» إلى أكثر من جبهة: من إثارة قضية الأسلحة الكيماوية والجرثومية التي قضّت مضاجع كثيرين، خصوصاً إسرائيل. إلى قضية تسليم تنظيمات كردية مناطق واسعة محاذية للحدود مع تركيا التي لم تتأخر في التعبير عن مخاوفها. ومثلها فعلت قوى في المعارضة السورية التي أقلقتها إثارة قضية قد تشغلها عن المواجهة الكبرى مع النظام. إلى قضية اللاجئين الذين يتدفقون إلى دول الجوار وقد يشكلون مستقبلاً بؤر توتر في مجتمعات هشة تقف على شفير الهاوية، من لبنان إلى الأردن والعراق. وفوق هذا وذاك تصاعد الحديث عن احتمال تفتيت البلاد وتقسيمها على غرار ما حل بيوغسلافيا وما ينذر ذلك بحروب مذهبية لن تكون إيران ودول عربية بمنأى عن الانخراط فيها.{nl}اللعب بالقضية الكردية في سورية أكثر خطورة وأشد تعقيداً. منذ البداية لزم الكرد ما يشبه الحياد في الأزمة. لم ينخرطوا في الحراك كما كانت تأمل المعارضة. ولم يشايعوا النظام كما فعلت أقليات أخرى. انتظروا هذا الاهتراء ليبدأوا مسيرة إقامة أمر واقع في مناطق وجودهم الكثيف. لذلك، لم تفلح كل مؤتمرات «المجلس الوطني» من اسطنبول إلى القاهرة في ضمهم إلى صفوف المعارضة. كما لم تفلح كل الإغراءات التي قدمها النظام منذ البداية في دفعهم إلى الدفاع عنه. مشكلتهم تشبه مشكلة إخوانهم في العراق قبل انهيار نظام صدام حسين. لم يغفروا للبعث في دمشق محاولات طمس هويتهم القومية. بعض أدبياته تحدث صراحة عن وجوب «تعريب الكرد». وبعض سياساته وفرت للعناصر العربية التي تتجاور معهم في المدن والنواحي وكثير من القرى كل الدعم لإخضاعهم. هذا من دون الحديث عن حرمان عشرات الآلاف منهم من بطاقات الهوية. وعندما وجد النظام حاجة إليهم في عز صراعه مع البعث في بغداد لم يتأخر في إرضائهم إلى حين. ولم ينسوا ما حل بهم بعد الغزو الأميركي العراق من ممارسات القمع والتكنيل والحرمان والتضييق، عندما انتفضوا في وجه الأجهزة الأمنية.{nl}تجربة أشقائهم في كردستان العراق تغريهم. لن يصلوا إلى مرحلة المطالبة بالاستقلال. ولكن لا بأس من تكريس أمر واقع قد يتحول إلى ما يشبه الإقليم الفيديرالي في العراق. ولكن هذا الأمر قد يستثير ليس العرب السوريين فحسب، بل قد يفتح باب التدخل واسعاً أمام تركيا عندما يحين وقت التدخل.{nl}هذه «الخطوة» الكردية عززت المخاوف من تفتيت سورية. فالجميع يدرك أن نظام الرئيس بشار الأسد لن يسلم بأي حل سياسي. لن يسلم بمرحلة انتقالية حتى وإن سقطت العاصمتان. ثمة سيناريو قديم كان خصوم النظام يتحدثون عنه باستمرار: إذا ضاق الخناق على أركان النظام وقواه المقاتلة لن يكون صعباً عليهم الانتقال إلى منطقة الساحل الغربي للتحصن هناك والدفاع عنها ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً. فإن لم يؤدِ ذلك إلى تقسيم حقيقي فإنه سيوفر لهم ملاذاً آمناً. ويقيهم على الأقل من المحاسبة والمطاردة لاحقاً إلى أن تنضج الظروف لتحقيق تسوية ما. وهو ما ترى إليه غالبية السوريين مؤشراً إلى بداية تفتيت بلادهم، على طريقة ما حدث في البلقان وأدى إلى تفتيت يوغسلافيا. خصوصاً في ضوء محاولة الكرد الاستقلال ببعض مناطق انتشارهم لإقامة منطقة حكم ذاتي يمكنهم الانطلاق منها لاحقاً للتفاوض أيضاً على حدود «استقلالهم» في إدارتها.{nl}والسؤال هنا هل يعقل أن ترضى روسيا في نهاية المطاف بمثل هذا السيناريو؟ تتصرف موسكو على أنها تسعى إلى استعادة موقعها قوة عظمى ونداً للولايات المتحدة فهل ترضى بالنزول إلى هذا النوع من الحلول؟ إذا كان المنطق يطرد مثل هذا الرضى، فإن مثال جورجيا مثال حي وقائم. اقتطعت موسكو «دويلتي أوسيتيا وأبخازيا» رداً على «تدخل» الغرب في فضائها الحيوي.{nl}وبعيداً من موقف موسكو، لا يمكن هنا تجاهل موقف الغالبية السورية التي وحدها حددت وتحدد حتى اليوم مجرى الأزمة وأحداثها بصرف النظر عن موقف روسيا أو الولايات المتحدة وأوربا وغيرها من الدول. السنّة في سورية قد يكررون تجربة الشيعة العراقيين الذين ظلوا طوال سنين يشعرون بأن «شرعية» االحكم يجب أن تؤول إليهم نظراً إلى رجحان كفة تعدادهم في مواجهة تعداد السنّة العرب. ويبدو سنّة سورية بعد هذه الشهور الدموية الطويلة من مقارعة النظام مصممين على استعادة ما يعدونه «شرعية» الحكم الذي يجب أن تؤول إليهم في النهاية. وانطلاقاً من هذه القاعدة قد لا يتوانون عن مواصلة حربهم لمنع تقسيم البلاد وتفتيتها. وهو ما قد يرفع من وتيرة الحرب المذهبية بين السنّة والعلويين وربما الحرب الإثنية بين العرب والكرد. ولن تقف هذه الحروب عند حدود سورية وحدها. قد تمتد إلى العراق بشيعته وكرده، وإلى لبنان أيضاً. ولوحت إيران صراحة على لسان أحد جنرالاتها مسعود جزائري بأن «الشعب السوري وجبهة المقاومة لن يسمحا بتغيير النظام». وهددت بتوجيه «ضربات حاسمة إلى جبهة العدو خصوصاً العرب المكروهين»!{nl}والتحرك الإيراني بمقدار ما يخدم الموقف الروسي يقلق الإدارة الأميركية التي كان تركيزها الأساس أولاً وأخيراً على إيران أكثر منه على سورية. وهو موقف إسرائيل أيضاً. صحيح أن سورية شكلت وتشكل جسر عبور لإيران وصواريخها إلى جنوب لبنان وأن تدمير هذا الجسر سيلحق خسارة كبرى بالعنصر الأهم من استراتيجيتها في الشرق الأوسط. لكن الصحيح أيضاً أن واشنطن وتل أبيب تدركان عظم الأخطار التي يعنيها جر طهران إلى حرب واسعة في المنطقة كلها. وتشعر الولايات المتحدة في هذه المرحلة بحاجة ماسة إلى شراء مزيد من الوقت. وهي تالياً بحاجة إلى الدور الروسي في التعامل مع الملفات الإيرانية. وهو ما دفعها ويدفعها حتى اليوم إلى سياسة الانكفاء عن التدخل المباشر في الأزمة السورية.{nl}وأفادت روسيا بالطبع من إحجام البنتاغون عن الاستعداد لأي تحرك عسكري في وقت لا تزال أميركا تعاني من عقدة حربي أفغانستان والعراق ومن العبء الاقتصادي الذي ترتب عليهما. وهي إذ استحوذت على الورقة السورية كاملة بحيث بات مصير الأسد في يدها وحدها، ستحاول التلويح بالورقة الإيرانية حتى استنفاد كل أدواتها من أجل فرض نفسها شريكاً أساسياً في رسم مستقبل المنطقة ونظامها الأمني والسياسي. نظراً إلى ارتباط هذا النظام بمسائل الإسلام السياسي وانعكاساته على الداخل الروسي والدول الإسلامية المحيطة بهذا الداخل. ونظراً إلى ارتباط هذا النظام بمستقبل الطاقة والمشاريع الكبرى المتعلقة بهذا القطاع الحيوي للعالم أجمع.{nl}وليس مصادفة في هذا الوقت تكرار التهديدات الإيرانية بالتدخل لمنع سقوط نظام الأسد. وليس مصادفة أن تقر غالبية في البرلمان الإيراني مشروع قانون يهدد بإغلاق مضيق هرمز رداً على العقوبات الأوروبية على النفط الإيراني. وليس مصادفة أن توجه صنعاء اتهامات إلى طهران بالتدخل في اليمن، فهي تتدخل منذ زمن لدعم الحوثيين وبعض مجموعات «الحراك الجنوبي». وليس مصادفة أن توجه أميركا وإسرائيل اتهامات إلى طهران و «حزب الله» بالوقوف وراء الاعتداء في مطار بلغاريا. وليس مصادفة تململ دول الخليج ودول عربية أخرى كثيرة من التدخل الإيراني في شؤونها.{nl}أن يدخل العامل الإيراني بقوة على الأزمة السورية، وأن تهتز المنطقة كلها على وقع الصراع المذهبي والعرقي ليس ما يضير روسيا، بمقدار ما يعزز موقعها في مواجهة الغرب وعرب كثيرين. وأن تتفتت سورية وتصبح عاجزة عن إدارة شؤونها بعد غياب النظام ليس ما يضير أميركا وإسرائيل. وهذا فصل جديد قد يطول وتطول معه آلام السوريين وجيرانهم أيضاً.{nl}مخاطر الإخوان المسيحيين{nl}فايز فرح عن الأهرام المصرية{nl}قوة مصر وعظمتها في وحدة شعبها والحب العظيم العميق في قلوبهم‏,‏ والعلاقات الإنسانية الراقية التي تربط بين أفراد الأسرة المصرية علي اختلاف مشاربها ودياناتها وتقاليدها‏.‏{nl}إنه تاريخ حضاري عريق يعود لآلاف السنين لهذا الشعب المصري العظيم الذي علم العالم الحب والدين والضمير والفن والعلم.{nl}لم نكن نعرف أو نسأل في الزمن الجميل الماضي عن ديانة بعضنا البعض, وكان الحب يجمعنا بعمق لأننا مصريون أولا وأخيرا, أما الدين والمعتقدات فهذه علاقة خاصة جدا بين الإنسان وخالقه.{nl}أثيرت هذه الأيام فكرة جهنمية, لا أعرف من صاحبها: هي فكرة محاولة تأسيس جماعة الاخوان المسيحيين, هذه الفكرة الجهنمية أشك كثيرا في صاحبها, فإما أنه ساذج لا يعرف بواطن الأمور وحقيقة وخطورة فكرته وإما أنه شرير يريد بهذه الفكرة إشعال الفتنة الطائفية وضرب المجتمع المصري في مقتل ونشر الفوضي والدمار.{nl}إن المجتمع المصري كله يرفض التقسيم والفرقة ويدعو إلي التلاحم والانصهار في بوتقة مصر حتي ننهض بها ونحقق ما نصبو إليه من تقدم ورخاء لتعود إليها حضارتها القديمة العريقة, فكيف يفكر البعض في تكوين جماعة تكرس التفرقة وتؤيد الانعزال؟ اننا نهاجم دائما جماعة الإخوان المسلمين ونعتبرها دخيلة علي المجتمع تهدف إلي تكوين دولة دينية مهما قالوا ورفعوا من شعارات.{nl}نحن نهاجم جماعة الإخوان المسلمين فكيف نؤسس جماعة مثلها هي جماعة الإخوان المسيحيين؟ أنها مأساة طبعا من يفكر في ذلك, لأننا ندفع مصر إلي الدولة الدينية الدكتاتورية التي يرفضها الغالبية العظمي لشعب مصر المستنير.{nl}هناك جمعية عالمية تحت اسم: جمعية الشبان المسيحية ولها فروع في مصر, هذه الجمعية اسمها جمعية الشبان المسيحية وليست المسيحيين لأنها تجمع بين أعضائها( مسيحيين ومسلمين ويهودا), وهدفها هو توطيد العلاقة بين كل فئات الشعب وبين الأديان المختلفة ونشر الحب بين الجميع, ولم تؤسس هذه الجمعية العالمية من أجل المسيحيين وحسب.{nl}والسؤال الذي يفرض نفسه الآن إذا لا سمح الله أسست جماعة الإخوان المسيحيين المشبوهة هذه هو: هل ستتكون من المسيحيين الأرثوذكس والكاثوليك والبروتستانت( الانجيليين) أم سيحاول كل فصيل أن يحصل علي الغالبية, وبخاصة الأرثوذكس الذين يشعرون أن عددهم هو الأكثر؟{nl}لقد كانت هناك محاولات لتأسيس حزب لأقباط مصر لكن البابا المتنيح الأنبا شنودة الثالث رفض ذلك لدقة بصيرته وعمق تفكيره لأن مثل هذا الحزب سيولد( ميتا) ولن يخدم الأقباط وإنما سيزيد مشكلاتهم. عظمة مصر والمصريين في وحدتهم وذوبانهم في بعضهم, وانصهارهم في بوتقة واحدة هي مصر الأم والوطن, كما كان الحال في ثورة9191 عندما كان الشيخ يخطب في الكنيسة, وكان القس يخطب في المسجد.. إن المصريين كلهم شعب واحد له سمات واحدة وأشكال متقاربة.{nl}إن تفكير بعض الأقباط أو قلة منهم في تكوين جماعة الإخوان المسيحيين هو الاعتباط الحقيقي وهو فتح باب جهنم علي المجتمع المصري, وإيجاد مشكلات لا حصر لها نحن في غني عنها.{nl}هل إسرائيل جاهزة لمواجهة كارثة؟{nl}رمزي حكيم عن السفير اللبنانية{nl} كتب أمير أورن، في صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية (الخميس ٢٩/٧/٢٠١٢)، ان نتنياهو ووزير الحربية الإسرائيلي، إيهود باراك، «مصمّمان» على شن عدوان على إيران. وأضاف: «ما ينقصهما هو السبب المقنع» فقط. وفي هذا القول ما يكفي من إشارات وتلميحات تفسّر ما تناقلته وسائل الإعلام الاسرائيلية (الأربعاء 18/7/2012)، على لسان «مصادر مقربة» من رئيس الحكومة الاسرائيلية، في ختام زيارة وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، لإسرائيل، بأن نتنياهو «يصر» على توجيه مثل هذه الضربة. وواضح ان هناك، في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، من بادر الى تسريب مثل هذا الخبر الى وسائل الإعلام. وقد جرى الربط بين هذا التسريب المقصود والزيارة المرتقبة لوزير الدفاع الأميركي لإسرائيل، الأسبوع المقبل!{nl}وما يفسّر التسريبات لوسائل الإعلام الإسرائيلية، في كل ما يتعلق بالموضوع الإيراني، منذ أشهر عديدة، هو محاولة حكومة نتنياهو ـ باراك ـ ليبرمان الحصول على «إجماع قومي»، داخل المجتمع الاسرائيلي الصهيوني، تحت شعار «إيران أولاً»، لشن عدوان عسكري على إيران، ما دفع النخبة الإسرائيلية، الأمنية والاستخبارية والسياسية والإعلامية، الى فتح نقاش غير مسبوق، حيث جرى تداول إمكانيات الهجوم، وبالتالي إسقاطاته وانعكاساته على اسرائيل نفسها، وذلك بشكل علني ومكشوف من خلال وسائل الإعلام، وهي خطوة مستغربة، لم يعتد عليها المجتمع الإسرائيلي في السابق. وقد ذهب المحلل السياسي في «يديعوت أحرونوت»، ناحوم بارنيع، الى التأكيد، في هذا المجال، ان حكومة اليمين الاسرائيلية أرادت، بهذه الخطوة، تشكيل رأي عام إسرائيلي داخلي داعم لإمكانيات «الضربة العسكرية»، وهو الدرس الذي تعلمته إسرائيل من حرب لبنان الأولى، حيث قام وزير الحربية الإسرائيلي السابق، ارئيل شارون، في حينه، بالمبادرة والدفع نحو الحرب من دون ان يضمن الإجماع الإسرائيلي الداخلي حولها، وبالتالي لا تريد أية حكومة اسرائيلية ان تعيد تجربة شارون في أية حرب مقبلة!{nl}وبالمقابل، فإن هذه «التسريبات الاعلامية» كشفت جدلاً كبيرًا في اسرائيل، وهو جدل مستمر، ومن نوع آخر، وصل الى رئيس شعبة الاستخبارات السابق، أهرون فركش، الذي كان أشار الى ان إسرائيل غير قادرة على مواجهة التهديد الإيراني بقواها الذاتية، وانها في حاجة ماسة الى مساعدة الولايات المتحدة. وأضاف فركش انه إذا وجهت ضربة عسكرية أميركية الى إيران، فعلى إسرائيل ان تكون مشاركة ليس أكثر، داعيًا الجانب الإسرائيلي الى «القليل من التواضع». وقد ترافق تصريح فركش مع تأكيدات من أوساط أخرى، سياسية وعسكرية، مثل وزير الشؤون الاستخبارية في حكومة نتنياهو، دان مريدور، ورئيس هيئة الأركان السابق، أمنون ليفكين شاحك وغيرهما، تحذر من خطر الإحساس الهائل بالغرور الذي تعرقله حقائق عدم تحقيق الانتصار المقنع في الحروب على غرار حرب الاستنزاف و«حرب أكتوبر» وحربي لبنان الأولى والثانية، ومن خطر اتخاذ قرارات متهورة في ظل قيادات لا تتمتع بالكفاءة المطلوبة. وفي هذا الصدد كتب الصحافي أوري مسغاف ان «اسرائيل ليست جاهزة لمواجهة كارثة»!{nl}لكن إسرائيل بنيامين نتنياهو هي إسرائيل إيهود باراك: «الثنائي الخطر»! لذلك نجد ان موقف اسرائيل لم يتغيّر منذ كانون الأول عام (2011). فقد قال وزير الحربية الإسرائيلي، إيهود باراك ـ في مقابلة إذاعية مع راديو الجيش (8/11/2011) - ان اسرائيل الرسمية ما زالت توصي دول العالم بعدم استبعاد أي خيار في تعاملها مع الملف النووي الإيراني. وقال باراك، في المقابلة ذاتها، ان العالم يقف حالياً أمام فرصة أخيرة لفرض عقوبات قاتلة وصارمة على إيران (انتهى الاقتباس). وبطبيعة الحال فإن عبارة «الفرصة الأخيرة» تعني، لكل مراقب للاستراتيجيات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، إعطاء إسرائيل دول العالم «فرصة أخيرة» للتعامل مع الملف النووي الإيراني عن طريق فرض العقوبات قبل إمكانية الخروج الى ضربة عسكرية اسرائيلية من المحتمل أن توجهها اسرائيل الى إيران.{nl}وفي سياق الاندفاع الإسرائيلي المتحمّس، الذي بات لا يخفي تحرير نفسه من أية فرملة، نشير، هنا، الى ما نُشر في اسرائيل عن وجود إتفاق في الخفاء بين رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ووزير الحربية، إيهود باراك، بشأن اللجوء إلى ما يسمى بـ«سلاح يوم القيامة» أو إلى «خيار شمشون» («عليّ وعلى أعدائي»)، من خلال استعمال أسلحة الدمار الشامل في الترسانة الإسرائيلية اذا استدعت المواجهة مع إيران ذلك!{nl}كثيرة هي النصوص الإسرائيلية التي تؤكد، تكرارًا، الفكرة ذاتها. لكن التدريبات والمناورات العسكرية التي يجريها الجيش الاسرائيلي تشير بوضوح الى أن توجيه ضربة عسكرية اسرائيلية الى ايران يبقى، على أقل تقدير، الاحتمال الأقوى الذي لم تسقطه اسرائيل من حساباتها، خاصة أنها لا تعتقد ان العقوبات الدولية من شأنها أن توقف البرنامج النووي الايراني، في حين ان هناك إجماعًا اسرائيليًا صهيونيًا على أن امتلاك ايران السلاح النووي هو «خط أحمر» لا يمكن تجاوزه اسرائيليًا، وبالتالي فإن الاختلافات في اسرائيل هي على الطريقة والتوقيت والتقديرات المتعلقة بإيران وليس على ضرورة توجيه ضربة عسكرية لها، أو عدم توجيه، في وقت من الأوقات.{nl}وما يشير الى هذا الاتجاه قيام سلاح الجو الاسرائيلي، في الأشهر الأخيرة، بتمرينات كبيرة حاكت فيها تنفيذ غارات جوية ضد إيران. وتم خلال هذه التمرينات تشغيل منظومة الدفاع الجوي، منها بطاريات صواريخ «الباتريوت»، و«حيتس»، وجهاز «القبة الحديدية» وذلك للتعامل مع احتمال ان يقوم حلفاء إيران في الشرق الأوسط، سوريا و«حزب الله» بالأساس، بقصف العمق الاسرائيلي ردًا على هجوم إسرائيلي على إيران. كما تدربت قوات سلاح الجو الإسرائيلي على الحماية من هجمات إيرانية بصواريخ من طراز «شهاب»، بينما الجبهة الداخلية الإسرائيلية شهدت في الفترة الأخيرة العديد من التمرينات لفحص جاهزية اسرائيل ومدى قدرتها (وكيفية تعاطيها) مع احتمال سقوط صواريخ في مدنها بكميات كبيرة، كان آخرها التمرين الذي جرى في مدينة حيفا، يوم الخميس (19/7/2012).{nl}هذا الحراك الإسرائيلي الرسمي نحو إيران يجري ضمن وجهة نظر مناقضة، عبّر عنها الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العامة الإسرائيلية «الموساد»، مئير داغان، ومفادها أن «الحروب باتت باهظة التكلفة بالنسبة لإسرائيل، وانها صارت أصعب حسمًا». وفي هذا الكلام مؤشر لعمق الصراع الدائر في اسرائيل، وبالتالي الخوض في سؤال: ماذا يعني بالنسبة لإسرائيل ان المواجهة ـ أية مواجهة قادمة - ستقع في الجبهة الداخلية وليس على الحدود، وهل سيؤدي ذلك الى «انعطافة» في نظرية الأمن القومي الاسرائيلي (حرب الخليج وحرب لبنان الثانية شلّتا إسرائيل على الرغم من انه لم يطلق باتجاهها صواريخ بكميات كبيرة، كما يتوقع الإسرائيليون في الحرب مع إيران، وقد شعر الإسرائيليون، في حينه، انه ليس بمقدور الجيش حمايتهم. وماذا يعني بالنسبة لإسرائيل نجاح إيران في تشكيل قدرة ردعية في مواجهة إسرائيل؟ وكيف تتعاطى اسرائيل مع المتغيرات والتبدلات المحتملة في سياق أية مواجهة عسكرية مرتقبة بين اسرائيل وإيران.{nl}هذه أسئلة قد تحمل الأشهر القليلة القادمة الجواب عنها. لكن، عندما يعتبر الرئيس السابق لجهاز الأمن العام «الشاباك» في اسرائيل، يوفيل ديسكن، ان نتنياهو، وباراك، «غير جديرين بقيادة إسرائيل» (يديعوت أحرونوت ـ ٢٩/٤/٢٠١٢)، وحين يعتبر الرئيس السابق لجهاز «الموساد»، مئير دغان، ان «الثنائي نتنياهو وباراك خطر على اسرائيل»، فإن شيئًا ما قد حدث في اسرائيل. فالرجلان هما من أكثر الشخصيات العارفة في إسرائيل خلفية ما كانا يشغلانه من منصب حسّاس كانت كل القنوات المعلوماتية مفتوحة أمامه، يضاف الى ذلك التحذير الذي أطلقه داغان، في التصريح ذاته، من ما وصفه بـ«مغامرة عسكرية اسرائيلية ضد إيران»، مشيرًا الى أنه وغيره من قادة الأجهزة الأمنية والاستخبارية الإسرائيلية كانوا يلجمون الثنائي نتياهو وباراك وانه يتخوّف من أن أحدًا، الآن، ليس بمقدوره لجم الرجلين.{nl}وفي هذا التصريح الأخير ـ اللجم ـ قد تكمن الحكاية.{nl}سوريا الوطن.. لا سوريا الطائفة..{nl}يوسف الكويليت عن الرياض السعودية{nl}هل يمكن تسمية بلد عربي، لديه أقليات قومية مختلفة، وبعضها سابق للعرب بحصرها في هذا الجنس؟{nl}نموذج العراق بارز، حتى رغم وجود أكثرية عربية يمثلها المذهبان السنّي والشيعي، إلا أن العرب حُصروا بالسنّة فقط، ومع أن الأحزاب القومية حاولت أن تقصي بقية الأعراق الأخرى، وهو خطأ تاريخي، فقد نشأت فيما بعدها شعوبية جديدة، تريد نفي هذه الصفات العربية والعودة إلى تاريخ يجعل العراق آشورية، وبلدان الشام (فينيقية) ومصر فرعونية، إلى آخر التقسيمات التي أخذت حيزاً من ثقافة بعض المفكرين..{nl}وحتى لا يتكرر ما جرى بالعراق، وتنتقل حمّاه إلى سوريا، لابد من فهم موضوعي لطبيعة السلسلة الطويلة التي يتكون منها الشعب السوري، والذي طالما تعايش بدون فرز طائفي أو قومي، إلا بعد بروز الانقلابات العسكرية والتخلي عن المولود الديموقراطي الذي خلفته حكومات الاستقلال، حتى أن المفاخرة بمناضلين علويين، وأكراد، ودروز قاوموا الاستعمار وحافظوا على وحدة النسيج الاجتماعي، استمرت إلى ان بدأت الدكتاتوريات العسكرية تأخذ بالمبدأ الانتهازي «فرِّق.. تسد» والذي طبقها بشكل منهجي نظام الأسد، الذي كرسه الأب وطوره الابن مع عائلته وبطانته..{nl}جيش العراق كان يشبه الجيش المصري قوامه كل أنماط الشعب، وكان باستراتيجية أمريكا أن يكون حله هدفاً أساسياً، وهنا بدأت تسود التصفيات الجسدية وتنتشر المليشيات الطائفية، بينما الادعاء بأنه بعثي لم يكن صحيحاً، لأن الذين حاربوا على الجبهة الايرانية شيعة عرب بمبدأ صراع الفرس يجب أن يقف عند حدود إيران، وهذا الحافز حتى لو أراد صدام إجبارهم على خوض هذه الحرب، فإنهم سيكونون مناوئين له وحكومته، بل كان اللجوء للعديد منهم لإيران أحد الدوافع، أو خدمتهم للعدو بالتطوع بأن يكونوا طابوراً خامساً له، لكن كل هذا لم يحدث، لكن تلاقي الأهداف بين أمريكا وإسرائيل، والتي كان أحد بنود الأخيرة حل هذا الجيش، وخاصة بعد انتصاراته في حربه مع إيران ظل جزءاً من أسباب غزو العراق، ومن إنهائه..{nl}ما جرى بالعراق مخيف أن ينسحب على سوريا، فالتطورات التي تجري على الساحة السورية صراع جيش نظامي عماده الطائفة العلوية، وجيش حر جديد يتم تشكيله على الولاء الوطني، وفي حال انتصرت الثورة، يجب أن لا يؤخذ كل من كان في الجيش أنه عدو للشعب، لأن مبررات كثيرة سوف تكشف الوجه الخفي لكل ما جرى من نظام الأسد، لأن المحافظة على جيش وطني يكون نواته الجيش الحر، سوف يجنب سوريا ما حدث من فراغ في العراق جراء حل الجيش، وهي مسألة لابد أخذها في الاعتبار من كل القوى الوطنية التي تحارب النظام الدكتاتوري..{nl}على نفس الخط لابد من إشراك كل التنوعات القومية والدينية في بناء سوريا جديدة، وليأخذوا بنهج غاندي في الهند الذي وحّد وطناً شديد التنوع، وأخذ العبرة من (مانديلا) الذي وقف مع البيض رغم كل الويلات التي عاناها السود، وسوريا التي جربت وحدتها الوطنية، وتجاوزتها للوحدة العربية بطروحات وطنيين، مسيحيين، ومسلمين وأكراد وغيرهم، لديها مقومات المحافظة على نسيجها الوطني، بدون تارات، أو سوابق، لأن الثورة تستطيع أن تعفو وتنسى ما قبلها من أحداث وويلات..{nl}سورية... ثائر الميدان ومنشق القصر!{nl}جميل الذيابي عن صحيفة الحياة{nl}أستغرب كلما شاهدت محاولات حثيثة تجنح إلى تلميع شخصيات سورية محترقة شعبياً، على رغم أنها لم تخرج من عباءة النظام إلا بعد أن ولغت في قهر وفقر وقتل الشعب. أخيراً خرجت أسماء تمّ الاحتفاء بها تحت صفة «منشق»، بعد أن ضاقت عليها الدائرة، وتمكّنت المعارضة من تحقيق اختراقات وانتصارات على النظام وأربابه وشبيحته. شخصيات ولدت من رحم النظام وتمتعت بكل شيء، وكانت عاشقة للأسد ونظامه وربما ما زالت حتى وإن تبرأت. شخصيات تحمل تاريخاً أسود، وتعتبر شريكة للنظام في البطش والجريمة. تحضر تلك المحاولات السياسية الاستخباراتية المكشوفة وكأنها تريد نقر رؤوس السوريين والربت على أكتافهم بقصد تصويب الأنظار نحو تلك الشخصيات المكروهة داخل سورية قبل غيرها. شخصيات يسوق لها إعلامياً واستخباراتياً وسياسياً على أنها قيادية، وهي لا تستحق كل ذلك الاحتفاء، سواء انشقت أم بقت، لأن الثورة السورية متقدمة وتحاصر النظام وتتعارك معه في العاصمة دمشق ولها قرابة عامين وهي صامدة، ورجال «الجيش الحر» يظهرون في مراحل متقدمة من العنفوان والإقدام، بهدف إسقاط النظام وشركاء الأسد مهما كان الثمن باهظاً، حتى وإن أضرجت جلق الفيحاء وجلق الشهباء بأنهار من الدماء.{nl}آلاف الآلاف قتلوا. آلاف الآلاف أصيبوا. مصابون لا يحصون. نازحون لا يحصون وتكتظ بهم مخيمات اللاجئين في تركيا والأردن ولبنان. مجازر ومذابح يومية حتى أضحى في كل بيت سوري أرامل وأيتام.{nl}سأضرب بمثالين من بيت طلاس أحدهما العميد مناف طلاس والآخر الملازم عبدالرزاق طلاس، الأول لم ينشق إلا قبل أيام، بعد أن أصبحت سورية حمام دم وهو ربيب النظام وتربية بيت الأسد، وكان قائداً في الحرس الجمهوري ووالده كان وزيراً للدفاع في عهد نظام الأب ثم الابن، ويعتبره السوريين من فرقة القتلة وتلوح في ذاكرتهم مجزرة حماة عندما كان والده وزيراً للدفاع في عهد حافظ الأسد. أما الشخصية الثانية فهو شاب حر أبي يتمتع بالبساطة والتواضع والشجاعة، وقد انضم للثوار منذ البدايات، وحقق شعبية واسعة في سورية بحكم أعماله وشجاعته وصلابته وقدرته على المواجهة من دون خوف من بطش النظام. يخرج عبدالرزاق للشاشات وهو ببزته العسكرية، ويجول بين البلدات المدمرة، ويواسي السكان والمصابين، فيما يخرج مناف تارة من جدة وتارة من أنقرة وتارة أخرى من باريس وهو يوزّع الابتسامات في كامل أناقته، وكأنه ذاهب إلى حفلة غنائية.{nl}في الأيام الأخيرة، اهتم الإعلام بانشقاق نواف الفارس (سفير دمشق لدى بغداد)، ثم خروج مناف طلاس من دمشق وانشقاقه، لكنه لم يكترث بعدد كبير من المنشقين الفاعلين في الميدان، ومن بينهم عبدالرزاق طلاس، الثائر الحر الذي انضم لثورة الشعب منذ الأيام الأولى، فهو كما يروي لهذه الصحيفة بحسب اللقاء الذي أجراه معه الزميل مالك داغستاني في 1 حزيران (يونيو) الماضي يقول: «بعد بضعة أيام من اندلاع الثورة اصطحب مجموعة من أصدقائه الضباط، وراحوا يتجولون بسيارتهم حول المتظاهرين الذين اشتبهوا بأن السيارة لمخبرين. أحاط بهم الشبان وحاولوا التهجم عليهم فما كان من طلاس إلا أن اعتلى ظهر السيارة وكشف عن صدره صارخاً بالجموع: «أنا معكم.. أنا عبدالرزاق طلاس من الرستن». وتراجع المتظاهرون بعد أن تأكدوا من هويته. وتلك لحظة انشقاق عبدالرزاق عن الجيش الذي وجّه مدافعه إلى صدور الشعب بدلاً من حمايته والدفاع عنه. انشق عبدالرزاق عن نظام الأسد سريعاً حينما رآه يقتل الشعب وترك منصبه في الجيش، وأصبح ذلك الشاب مضرب المثل في الإنسانية والشجاعة. ويقول في حواره: «خشيت على أهلي من الأذى، ولكن أهلي كمعظم السوريين يتوقون للحرية، والعائلات التي دفعت دمها ودم أبنائها لا تختلف عن أسرتي». فيما يقول الآخر مناف طلاس إنه تأخر ليخرج إلى تركيا ثم باريس ليضمن خروج بقية عائلته وتأمين خروجه. أليس الفارق واضحاً بين عبدالرزاق الشجاع والمنشق من أجل حرية السوريين قبل أن يفكر في أهله، فيما ابن الوزير وصديق الأسد لم يخرج إلا بعد أن ضمن خروج عائلته وأمن نفسه؟{nl}اللافت، مسارعة ودعوة مناف في بيانه الأول بعد انشقاقه إلى ضمان الشروع في بناء سورية الجديدة، سورية التي لا تقوم على الانتقام والإقصاء والاستئثار. وهذا كلام جيد، لكن من يستمع لمثل هذا الخطاب من شخص للتو انشق سيحلّله بطريقة مختلفة، أو ربما يعتقد أن نظام الأسد رحل، وأن السوريين يناقشون مرحلة ما بعد الأسد، أو كأن مناف يريد أن يقدم نفسه بديلاً عن صديقه ليحل محله. في المقابل، عندما سئل عبدالرزاق عن سورية، قال أحلم كبقية السوريين بأن تكون سورية القادمة بعد سقوط النظام، بلداً ديموقراطياً حراً ومتقدماً، يتمتع بالاستقلالية. وهنا يتضح الفارق بين تفكير من يدافع عن الثورة، ويعيش بين الثوار، ويعرف همومهم وجروحهم، ومن خرج من القصر ولا تزال صورة العودة إلى القصر في ذهنه!{nl}لا شك في أن انشقاق مناف طلاس ونواف الفارس وغيرهما يمثّل صفعة لنظام الأسد، لكن الشعب السوري لا يريد من هؤلاء المنشقين الذهاب إلى باريس وأنقرة والدوحة وجدة، ليصرحوا من فنادق خمس نجوم، ويقدموا النصائح للثوار والزعم بأنهم أبطال المرحلة، بل يريد من هؤلاء حمل السلاح مع الرفاق والنضال والقتال والدفاع عن المظلومين لنصرة ثورة الشعب كما يفعل عبدالرزاق ورفاقه، لا كما يفعل مناف وثلة أخرى من «هتيفة» المؤتمرات والفضائيات.<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/07-2012/عربي-170.doc)