تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أقلام وآراء عربي 173



Haneen
2012-08-02, 11:14 AM
أقـــــلام وأراء عربي (173){nl}في هذا الملف:{nl} للبيت رب يحميه{nl} بقلم: حلمي الاسمر عن جريدة الدستور {nl} اعدامات الجيش السوري الحر{nl} رأي القدس العربي{nl} سورية وإيران: من معركة حلب إلى الحرب ضد «المؤامرة الكونية»{nl} بقلم: عبدالوهاب بدرخان عن الحياة اللندنية{nl} غياب الموقف العربي هو أصل الداء{nl} رأي الدستور{nl} "حزب الله" يواجه الحملة على السلاح بـ"استراتيجية التحرير"{nl} بقلم: عماد مرمل عن الحياة اللندنية{nl} دولة الرئيس.. هيثم المالح!{nl} بقلم: محمد خروب عن جريدة الرأي الأردنية{nl} البوصلة الإنسانية والدول العظمى{nl} بقلم: سامر الرجوب عن جريدة الدستور {nl} مرسي ومحنة «الجلوس على مقعدين»{nl} بقلم: عريب الرنتاوي عن جريدة الدستور {nl} الأردن «المجحود»{nl} بقلم: اكرام الزعبي عن جريدة الرأي الأردنية{nl} مقاطعة الانتخابات{nl} بقلم: حمادة فراعنة عن جريدة الرأي الأردنية{nl}للبيت رب يحميه{nl}بقلم: حلمي الاسمر عن جريدة الدستور {nl}وسط صمت عربي وإسلامي كامل، تتخذ سلطات الاحتلال الصهيوني واحدا من أخطر القرارات الخاصة بالأقصى، في وقت يتسابق فيه مرشحا الرئاسة الأمريكية لتقديم الولاء والانتماء لإسرائيل، تزلفا للصوت الإسرائيلي، ويبلغ التزلف مداه حينما يعلن المرشح الجمهوري «ميت روميني» المورموني الديانة، اعترافه بالقدس عاصمة لكيان العدو، غير معط وزنا لمليار ونصف المليار من أتباع محمد -صلى الله عليه وسلم- ممن يعتبرون المدينة المقدسة وقفا إسلاميا بوصفها تضم الأقصى أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين!{nl}وفيما يتعلق بالأقصى تحديدا، ها هي بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس، تصدر أخيرا قراراً خطيرا يقضي بتحويل باحات المسجد الأقصى إلى حدائق وساحات عامة، لإلغاء تبعيّتها للمسجد وفتح المجال أمام اليهود لدخولها في أي وقت، وفي الوقت ذاته يترافق هذا القرار مع سماح الاحتلال -ولأول مرة في شهر رمضان- بدخول المستوطنين والمتطرفين إلى باحات المسجد الأقصى إضافة إلى اعتقال إمام المسجد الأقصى أثناء سجوده في صلاة الفجر الجمعة الماضية ومنع المصلين من إتمام الصلاة بعد اقتحام عدد من الجنود الإسرائيليين المسجد بصورة مفاجئة، إضافة إلى منع المصلين من الوصول إليه، وفرض إجراءات أمنية صارمة تحد من وصول من هم في سن الشباب للمسجد والاقتصار على من هم فوق الأربعين عاما!{nl}وفق ما يقوله الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية داخل اسرائيل، فثمة قرائن أن العد التنازلي لبناء الهيكل المزعوم قد بدأ، ولربما لا يعلم كثيرون أن الاحتلال يحاول فرض امر واقعي بتواجد يومي في الاقصى بمعدل 450 مستوطنا أو 300 جندي بلباسهم العسكري شهريا، ويتعامل مع ساحات الأقصى كأنها ساحات عامة تابعة لبلدية القدس، بينما هي مساحة شرعية من مساحة الحرم الشريف التي تبلغ 144 دونما.. ناهيك عن حركة الحفر اليومي تحت أساسات المسجد ومنع من هم دون أربعين عاما من أهل فلسطين من دخوله. {nl}الأقصى يتيم، ولا أحد يلقي بالا له هذه الأيام، إلا أصحابه والمدافعون عنه ممن بقي من القابضين على الجمر في فلسطين، ولا نقول في هذه الأجواء إلا ما قاله قائل العرب:» للبيت رب يحميه»!{nl}اعدامات الجيش السوري الحر{nl}رأي القدس العربي{nl}اقدام اشخاص محسوبين على الجيش السوري الحر على اعدام مجموعة من عشيرة بري الحلبية الموالية لنظام الرئيس بشار الاسد وبطريقة دموية كان امرا صادما بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى.{nl}من شاهد شريط الفيديو الذي وثق عملية الاعدام هذه، وظهر فيه رجال مسلحون يقتادون رجالا الى مكان يضم آخرين يهتفون للجيش السوري الحر، ثم يلتفون حول رجل وقد غطت الدماء وجهه، ويوقفونه على الحائط مع آخرين ويطلقون عليهم النار جميعا وسط الهتافات والتكبيرات ثم يقطعون جثة الرجل زعيم العشيرة، من شاهد هذا المشهد الدموي يشعر بالاسى والحزن في الوقت نفسه، ليس تعاطفا مع الضحايا وانما استياء من هذه الطريقة الانتقامية البشعة.{nl}النظام السوري ارتكب مجازر اكثر دموية، وشبيحته اقدموا على ممارسات واعدامات اكثر بشاعة لا شك في ذلك ولا جدال، ولكن من المفترض ان يقدم الجيش السوري الحر وكل فصائل المعارضة السورية الاخرى نموذجا اخلاقيا مختلفا، بل نقيضا للنظام وممارساته.{nl}سورية الجديدة من المفترض ان تتأسس على قيم العدالة والرأفة والانسانية والاحتكام للقانون، والترفع على الاحقاد والنزعات الانتقامية، وتقديم امثلة اكثر حضارية وانسانية.{nl}وربما يحاجج البعض تبريرا لهذه الاعدامات، بان الجيش السوري الحر يخوض حربا، وان المعدومين وقفوا الى جانب النظام وحاربوا في صفه، واعلنوا العداء للثورة، ولا توجد معتقلات او محاكم تحت سيطرة الجيش الحر، وهذا كله صحيح ولكن لماذا هذا التغول في سفك الدم وامام العدسات، والتمثيل في الجثث وتقطيعها، وتعرية اصحابها وربما هتك اعراضهم؟{nl}هناك معسكرات للجيش السوري الحر في تركيا ومناطق تحت سيطرته على الاراضي السورية، ويمكن الاحتفاظ بهؤلاء فيها ريثما تتم محاكمتهم بطريقة حضارية، ووفقا للقانون.{nl}لا نستبعد ان يتهمنا البعض من الذين ينتمون الى الجيش السوري الحر، او اولئك الذين فقدوا ابا او ابنا او اختا او شقيقا على ايدي رجال النظام باننا مثاليون، او نتحدث بلغة المستشرقين، لانهم ينطلقون من نزعة انتقامية، ولكن هذا الاتهام مردود عليه بالقول ان الاسلام دين العدالة، والمعاملة الطيبة للاسرى، ولنا في رسولنا صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة، وعلينا ان نتذكر ان الناصر صلاح الدين لم يدخل التاريخ فقط لانه حرر القدس وانما ايضا لانه قدم نموذجا مشرفا في معاملته للاسرى من الصليبيين ما زالت تتغنى به الادبيات والكتب في بلاد الفرنجة، ويدرس في الجامعات.{nl}ان مثل هذه النزعة الانتقامية التي يراها البعض مبررة ومشروعة، توفر الحجج والذرائع للنظام وميليشياته للاقدام على اعمال مماثلة، وهو الذي لا يحتاج اساسا الى مثل هذه الذرائع.{nl}ندرك جيدا، انه في غمرة الصراع الدموي الدائر حاليا في سورية، وارتفاع مستويات الغضب والرغبة في الانتقام الى اعلى الدرجات، سيخرج علينا من يختلف معنا، ويعارضنا، ويلقي علينا محاضرات طويلة حول جرائم النظام ومجازره، ولكن ردنا الواضح والثابت هو بالقول ان اخلاق الثوار وممارساتهم يجب ان تكون مختلفة، وتعكس اعلى درجات ضبط النفس، وكظم الغيظ، واحترام الاسرى وحماية ارواحهم.{nl}سورية وإيران: من معركة حلب إلى الحرب ضد «المؤامرة الكونية»{nl}بقلم: عبدالوهاب بدرخان عن الحياة اللندنية{nl}اختار كوفي انان لحظة دوي المدافع في حلب ليُسمِع صوته قائلاً إنه كان «كبش فداء» للدول الكبرى التي عهدت اليه بمهمة لا تريد لها النجاح أصلاً. لعله ظن أن هناك من سيهتم لوسيط لم يحسن إبداء الاهتمام بالشعب السوري وأدار مهمته كما لو أنها موجهة الى تلميع النظام السوري وتمكينه من التحكّم بعمل بعثة المراقبين الدوليين. فكما اكتشفت الجامعة العربية أن محمد الدابي كان فخّاً، وقعت الأمم المتحدة بدورها في فخ روبرت مود، ففي سياق تقويم المهمة وأسباب إخفاقها يلقي فريق انان باللوم على تفاهمات مود مع أجهزة النظام وتقاريره غير الواقعية.{nl}وعلى رغم أن مهمة انان صارت، مثل مستقبله، أي وراءه، إلا أن الطرف الذي لا يزال متمسكاً بها هو الذي أفشلها فعلاً، أي النظام السوري نفسه. اذ أكد وليد المعلم، متحدثاً من طهران، احدى عاصمتين مع موسكو يستطيع مسؤول سوري زيارتهما هذه الأيام، التزام حكومته تطبيق خطة المبعوث «الدولي - العربي»، خصوصاً أنها في رأيه تحقق أمرين: منع التدخل الخارجي وتغليب الحل السياسي للأزمة... وطالما أن المرشحين لـ «التدخل الخارجي» لا يزالون محجمين عنه، فأي «حل سياسي» يُرتجى من حاكم يدكّ عاصمتيه السياسية والاقتصادية؟ تأتي الاجابة من علي أكبر صالحي، الذي اعتبر أن حكومة انتقالية أو نقلاً منظماً للسلطة «ليس سوى وهم» وطالب بمنح الحكومة السورية «فرصة لتنفيذ الاصلاحات». من الواضح أن وزير الخارجية الايراني هذا لم يدرك أن تلك الاصلاحات لم تكن أيضاً سوى وهم، ومع ذلك يريد أن يبيعه للشعب السوري وللعالم.{nl}ما الذي دعا دمشق الى إيفاد وزير الخارجية الى ايران في هذا التوقيت؟ ليقول وليد المعلم إن النظام أخمد معركة دمشق وأنه في سبيله الى حسم معركة حلب، التي اعتبرتها أبواقه «أم المعارك» وأنه بعدها سيسيطر مجدداً على كل البلد، فمَن يريد بعدئذ محادثته في «حل سياسي» فليتفضّل، لكن عليه أن يمرّ بطهران هذه المرّة. صحيح أن النظام مطمئن عموماً الى دور روسيا التي استطاعت تعطيل مجلس الأمن لمصلحته ولا تزال تحاول مع الولايات المتحدة للمضي في حل يقوده النظام، لكنه مدرك أن موسكو تسانده لأسبابها وليس اعجاباً به، لذا فهو يسعى الى التحوّط من أي مفاجأة روسية. وما دام النظام يعتقد أن حلب «آخر المعارك» وأنها ستنهي مرحلة دقيقة بالنسبة اليه، فقد حان الوقت اذاً لتفعيل دور الحليف الايراني، بالاعتماد عليه اقليمياً، لنقل الأزمة الى دول الجوار وما بعدها. والوزير علي أكبر صالحي قال إن «هناك دولاً تضع امكاناتها كافة من أجل إضعاف سورية»، وأن «عواقب ما يحصل في سورية ستتجاوزها الى المنطقة»...{nl}يبقى أن يتأكد النظام السوري من صلابة بعض افتراضاته: 1 - أن تكون طهران مقتنعة فعلاً بإمكان انقاذه وبجدوى ذلك على المدى الطويل اذا صحّ أنه قادر على الصمود على المدى القصير، و2 - أن تكون واثقة بصواب الخيارات التي اتخذها لمواجهة «المؤامرة الكونية» عليه وبالتالي عليها، و3 - أن تكون مستعدة الآن لتسييل استثماراتها السياسية الاقليمية من أجله كحليف لا بديل منه، و4 - أن تكون مؤمنة بأن انقاذه هدف يستحق منها أن تساهم في زعزعة منطقتي الشرق الأوسط والخليج، فكما أن سورية و «لبنان حزب الله» شكّلا منذ عام 2000 ذراعاً ضاربة احتياطية دفاعاً عن ايران، فلا بدّ لها اليوم من أن تنبري لدرء الخطر عنهما، و5 - أن تكون موقنة بأن الاستحقاق المتوخى يوجب عليها المجازفة حتى لو لم يرتبط مباشرة بأمنها الوطني وبالتحديات التي تواجهها بسبب أزمة الملف النووي.{nl}لا شك في أن ايران تراقب الوضع السوري وتواكبه عن كثب وعلى كل المستويات منذ بدايات الثورة الشعبية، وكما وصفت «الثورة الخضراء» التي شهدتها على أثر تزوير انتخابات 2009 بأنها «مؤامرة»، فإنها لا تحتاج الى من يقنعها بأن ثمة «مؤامرة» أيضاً في سورية. لكن طهران تمكنت من سحق المعارضين الايرانيين وتابعت مزاولة سياساتها القمعية كالمعتاد، وحين هبّت نسائم «الربيع العربي» لم تتردّد في ادّعاء أبوّته هنا وهناك الى أن بلغ سورية فانكشف زيف هذه الأبوة التي لم تعد ترى في ذاك «الربيع» سوى «مؤامرة» ينبغي إحباطها. وعلى رغم أن نظام دمشق لم يفلح في سحق معارضيه، إلا أن ما يريح ايران أنه لا يزال قائماً ومصمماً على القتل والتدمير، ما يعني في عرفها وفي ضوء تجربتها أنه قادر على البقاء والنهوض لمواصلة الوظيفة التي حددتها له. بديهي أن علاقته بها مختلفة نوعياً عن علاقته بروسيا، فهي لا تملك سوى التمسك به لعدم اتضاح معالم بدائله المفترضة، وعلى رغم اتصالاتها المعلنة وغير المعلنة عنها مع بعض اطراف المعارضة، إلا أن الوقت دهمها ولم تتمكن من بناء مصلحة وجسور معها. وقد تكون طهران درست احتمالات القيام بـ «انقلاب داخلي» يتيح لها فرض أمر واقع وتحريك خيوط حل «غير عسكري»، لكن طبيعة النظام أثبطت عزمها وفوّتت عليها مثل هذه الفرصة، فهي اشتكت من أنه لا يطلب نصحها إلا في اطار «الحل الأمني». يضاف الى ذلك أنه كلما مرّ يوم، أصبحت التنازلات المطلوبة لشراء «الحل» أكثر صعوبة، فالنظام لا يريد التنازل، بل أن يكون «بطل الثورة» و «بطل الاصلاح» في آن.{nl}قد تكون طهران توقعت أن تؤدي الأزمة السورية الى فتح ملف المنطقة وخرائطها، لكن ليس الى هذا الحد، فالمعطيات الراهنة تفرض عليها مراجعة مجمل استراتيجيتها. كانت اعتادت طوال الأعوام الأخيرة وضع الأجندات أو التسلل اليها أو التحكّم بها، كما أنها حاربت بالعراقيين واللبنانيين والفلسطينيين وبتنظيم «القاعدة». أما اليوم فهي إزاء أجندة لم تتوقعها ومواجهة لم تخطط لها ولم تستدرجها ولم تحدد توقيتها ولا تضمن السيطرة على تطوراتها ونتائجها وتداعياتها على أمنها ومشاريعها. غير أنها مدعوة الى الانغماس فيها، فالاصطفاف الدولي بات واضحاً، و «المؤامرة» هي «المؤامرة»، وما دامت تصدّقها فإما أن تكسب «ورقة» سورية أو تخسرها. لكن كيف، ولماذا؟ طبعاً ليس من أجل المقاومة والممانعة. صحيح أن تشظي المنطقة يمكن أن يكون لمصلحتها، مثلها مثل اسرائيل، لكن الى متى، فإيران تنطوي أيضاً على تنوع إثني قابل للتفجير. وما الذي يضمن أن شيعة الخليج سيجارونها في اللعبة الجهنمية التي يدعوها النظام السوري الى خوضها ضد السعودية وقطر والبحرين من أجل انقاذه في حين أنها كانت بيّتتها لاستباق أي استهداف مباشر لها، إلا اذا كانت تعتبر أن هذا الاستهداف حاصل فعلاً من البوابة السورية.{nl}فيما كان مغول النظام السوري يحاولون اقتحام حلب، قبلة مدن الشرق، وينتهكون تاريخها وعمرانها، ويرتكبون مجازر في معضمية الشام ودرعا، اتفق الوزيران الايراني والسوري على أن «المؤامرة الكونية» من صنع اسرائيل التي تصعب تبرئتها من أي تآمر. فهل حان الوقت لدفع «حزب الله» الى حرب جديدة ضد اسرائيل، وهل إن دمار لبنان يمكن أن ينقذ النظام السوري؟{nl}غياب الموقف العربي هو أصل الداء{nl} رأي الدستور{nl}ان استعراضا سريعا للمشهد العربي الحالي، يبين ان غياب الموقف الفاعل، والقادر هو السبب الرئيس لوصول الأمة الى حالة العجز الكامل الذي تعاني منه، والذي أغرى اعداءها، وخاصة العدو الصهيوني على استباحة مقدساتها، والتنكر لحقوق الشعب العربي الفلسطيني الوطنية والتاريخية، وبالذات حقه في اقامة دولته المستقلة فوق ترابه الوطني، وعاصمتها القدس الشريف.{nl}ان غياب هذا الموقف يعود للخلافات العربية التي تعصف بالاقطار الشقيقة، وهي خلافات قديمة، متجددة تطفو على السطح بين الحين والآخر، وتمتد جذورها الى أحقاد داحس والغبراء، ودسائس البسوس، ولا سبيل للتخلص من هذا الخلافات الا بالكشف عن أسبابها الحقيقية، والتخلص من هذه الاسباب إن وجدت.. كسبيل وحيد لتنظيف البيت العربي من الاحقاد والادران، وترسيخ التضامن ووحدة الصف على أسس سليمة تقوم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية، والتمسك بثوابت الأمة، ودعم قضاياها العادلة، وخاصة القضية الفلسطينية، ودعم مشاريع التنمية في الدول الفقيرة، وقبل ذلك وبعده الاستجابة لخيارات الشعوب العربية في الحرية والكرامة والديمقراطية، وتداول السلطة، وصولاً الى بناء الدولة المدنية الحديثة.{nl}لقد أثبتت التجارب، ومنذ استقلال الدول العربية، وحتى اليوم، ان لا سبيل أمام هذه الدول للنهوض في كافة النواحي، ولا سبيل لحماية استقلالها الوطني، والدفاع عن اراضيها والتصدي للغزوة الصهيونية التي تشكل خطراً على الأمة كلها إلا بتحقيق التضامن الفعلي بين هذه الدول، وبأرقى صوره، فوحدة هذه الاقطار هي القادرة على تحقيق النهوض الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، وعلى التصدي للاعداء الطامعين في خيراتها، وثرواتها بدءاً بالعدو الصهيوني وليس انتهاء بالدول ذات الماضي الاستعماري، والتي لم تتخل عن هذا الماضي، وبقيت مصرة على العودة من الشباك، بعد ان خرجت من الباب وعلى التواجد في المنطقة لحماية مصالحها وعلى رأس هذه المصالح ضمان استمرار تدفق النفط.{nl}من المؤلم الى حد الفاجعة ان يسفك دم الابرياء في سوريا، وقبلها في ليبيا، ويستبيح العدو الصهيوني الاقصى، ولا نجد لكل ذلك صدى حقيقياً قادراً على استنهاض الدول الشقيقة، من الواقع المر الذي يأسرها ويكبلها ولا تستطيع منه فكاكاً، وقد أصبحت أسيرة لهذا العجز، ولهذه الخلافات.{nl}مجمل القول : لا مناص أمام هذه الامة، وامام شعوبها ودولها اذا أرادت ان تخرج من مربع العجز والهوان إلا بكنس الخلافات، وارساء التضامن الحقيقي، واجتراح موقف عربي فاعل وقادر على مواجهة التحديات والمستجدات، وقبل ذلك وبعده، الاستجابة لخيارات الشعوب التي بشر بها الربيع العربي في الحرية والكرامة والديمقراطية وتداول السلطة، لبناء الدول المدنية الحديثة، فهذا هو السبيل الوحيد للخروج من مربع العجز، الى مربع صناعة التاريخ.{nl}"حزب الله" يواجه الحملة على السلاح بـ"استراتيجية التحرير"{nl}بقلم: عماد مرمل عن الحياة اللندنية{nl}أثارت دعوة بعض قيادات "حزب الله" مؤخرا الى إعطاء الأولوية للبحث في استراتيجية التحرير تأويلات وتفسيرات عدة، فيما وجدت "قوى 14 آذار" في هذا الموقف سبباً وجيهاً (الى جانب أسباب أخرى) لمقاطعة طاولة الحوار الوطني، معتبرة انه يؤشر الى عدم التزام الحزب بالعنوان الأساسي للحوار وهو البحث في استراتيجية الدفاع.{nl}وقد جاء هذا الانقسام حول تعريف موضوع الحوار ليقدم دليلا إضافيا على عمق أزمة الثقة المستفحلة بين أقطاب الطاولة التي تبدو مثقلة بالنيات المضمرة للجالسين حولها، إذ ان "فريق 14 آذار" يخوض من الأساس الحوار على خلفية السعي الى نزع سلاح "حزب الله" باعتباره مشكلة داخلية وليس سلاحاً ضد اسرائيل، بينما تنظر "قوى 8 آذار" الى الأمر من زاوية معاكسة تماما، يصبح معها نزع السلاح خارج دائرة النقاش كليا، بوصفه يمثل قوة استراتيجية ليس فقط للدفاع عن لبنان إزاء المخاطر الاسرائيلية، بل لاستكمال تحرير ما تبقى من أراض محتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وحتى لحماية الغاز المكتشف في مياه لبنان.{nl}وانطلاقا من هذه الوظيفة المزدوجة للسلاح، يبدو أن "حزب الله" يرغب - عن سابق تصوّر وتصميم - في إعادة الاعتبار لـ"مفهوم التحرير" بعدما تراجعت مرتبته على قائمة الأولويات خلال السنوات الماضية لمصلحة "مفهوم الدفاع"، لا سيما في أعقاب حرب تموز وصدور القرار 1701 "الذي فرض قواعد جديدة للعبة في الجنوب، وقيّد هامش الحركة لدى الحزب،" كما يعتقد خصومه، فيما تملك قيادة الحزب قراءة مغايرة تماما لانعكاسات هذا القرار على أرض الواقع وحجم تأثيره الفعلي على المقاومة.{nl}واستنادا الى مصادر مطلعة، فإن العامل الرئيسي الذي دفع "حزب الله" الى المجاهرة في هذا التوقيت بضرورة التركيز على وضع استراتيجية تحرير "هو التصويب المستمر من "قوى 14 آذار" على سلاح الحزب وتمسكها بمقاربة الحوار من زاوية مناقشة مصير السلاح وليس جوهر الاستراتيجية الدفاعية التي يُفترض أن يكون مداها واسعاً، وفق تصور "فريق 8 آذار"، بحيث تستند الى مقومات سياسية واقتصادية وتربوية وإنمائية، على أن يأخذ السلاح حيزه الضروري فيها، انطلاقا من مبدأ كيفية الاستفادة منه، لا كيفية نزعه.{nl}ويؤكد المقربون من دائرة القرار في "حزب الله" أن استراتيجية التحرير لا تتناقض مع استراتيجية الدفاع، بل ان الاولى تتكامل مع الثانية وتمهد لها، معتبرين انه لا يمكن بأي حال من الأحوال حرق المراحل والقفز فوق حقيقة أن هناك أراضيَ لبنانية لا تزال تخضع للاحتلال الاسرائيلي، ويجب العمل بكل الوسائل المتاحة لتحريرها، في موازاة السعي الى تحسين شروط حماية لبنان من أي عدوان جديد.{nl}وبهذا المعنى، يرى هؤلاء ان دور سلاح المقاومة في التحرير لم يُنجز بعد، وإذا كانت العمليات العسكرية ضد الاحتلال قد توقفت منذ فترة طويلة، فإن ذلك يعود الى حسابات المقاومة وتقديرها للتوقيت المناسب ميدانياً وسياسياً من أجل استئناف العمليات، والمهم في هذا الإطار أن المبدأ ثابت وان المقاومة لا تزال تحتفظ بحقها المشروع، وطنياً ودولياً، في استكمال التحرير، على قاعدة أن السيادة كلٌ لا يتجزأ، ولا تقاس بمساحة الكيلومترات المحتلة.{nl}وخلافا لقراءة "فريق 14 آذار" الذي يرى أن المقاومة باتت "مكبلة اليدين" جنوب نهر الليطاني، تحت تأثير مفاعيل القرار 1701، يشير المطلعون على مناخات الحزب الى أن القرار المذكور لم ينجح في إلزام إسرائيل بوقف العمليات العسكرية، كما يدل على ذلك استمرار الانتهاكات البرية والجوية والبحرية للسيادة اللبنانية، وبالتالي فإنه لا يمكن إلزام المقاومة بما لا يحترمه العدو.{nl}من هنا، يقول العارفون إنه إزاء الحملات المستمرة على سلاح "حزب الله" في موازاة تجاهل الاحتلال المتواصل لأجزاء من الارض اللبنانية، أراد الحزب من خلال طرح استراتيجية التحرير في التداول، أن يُبلغ من يهمه الأمر أن المهمة المركزية للسلاح لم تكتمل بعد، ناهيك عن المهمة الاخرى بعد إنجاز التحرير تماما، وهي مواجهة أي مخاطر إسرائيلية محتملة من ضمن استراتيجية دفاعية تلحظ حشد كل الجهود والطاقات في اتجاه واحد، وعليه فإن المقصود من الرسالة التي أطلقها رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد مؤخرا، كما يؤكد العارفون، هو أنه سيكون من العبث المناداة بنزع سلاح ينتظره كل هذا العمل وخاصة حماية مناطق التنقيب عن الغاز مستقبلا.{nl}ويلفت المقربون من قيادة الحزب الانتباه الى ان الملاحظ هو ان هناك إهمالا لمتطلبات استكمال التحرير، مشددين على ان هذا الهم يجب أن يكون هماً وطنياً، عابراً للاصطفافات السياسية والطائفية، وللتجاذبات السياسية التقليدية، بما يحوّل التحرير من هاجس لدى فئة الى استراتيجية بلد.{nl}ويستغرب المحيطون بمركز القرار في الحزب مقاطعة "فريق 14 آذار" لطاولة لحوار، لافتين الانتباه الى أن ما فعله الحزب انه طرح فكرة للنقاش، وهو مستعد في جلسة 16 آب لشرح وجهة نظره انطلاقا من الانفتاح على مناقشة استراتيجيتي التحرير والدفاع، وعلى الآخرين أن يأتوا ويدلوا بآرائهم، لان الحوار هو الإطار الأنسب لتبادل الافكار من دون شروط مسبقة.{nl}دولة الرئيس.. هيثم المالح!{nl}بقلم: محمد خروب عن جريدة الرأي الأردنية{nl}خلط «مجلس امناء الثورة السورية» اوراق المعارضات التي اطمأنت الى «انجازاتها» الاخيرة في دمشق وحلب, ومضى قادتها الى ابتلاع «طعم» الحكومة الانتقالية, التي اقترحها لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي وراحوا يوزعون الحقائب ويصممون وجه سوريا ما بعد الأسد, على غرار الاقتراح بتشكيل مجلس رئاسي «سداسي» يتقاسمه سياسيون وعسكريون, ثم تم تسريب خبر يقترح ملهم الدواليبي رئيساً للحكومة (الانتقالية), فيما تُسند الخارجية الى عبدالباسط سيدا, اما المفكر والثائر الاممي وجيفارا سوريا برهان غليون, الذي كان خرج على السوريين قبل عام من الان (عيد الفطر) بخطاب «رئاسي» واضعاً علم الثورة «التي يقودها» خلفه, مخاطباً اياهم في لغة خشبية وصورة بائسة وكلام عمومي, غليون هذا رشحته التسريبات كي يصبح وزيراً للمغتربين..{nl}بلا مقدمات وفي سرعة لافتة، بعد أن بدا وكأنه خرج من المولد بلا حمص, اخترع (الثمانيني) هيثم المالح (مواليد 1931) والمحامي والناشط السياسي المعارض, ما سُمّي بـ (مجلس امناء الثورة) ثم ما لبث الذين تم تجميعهم على عجل في القاهرة, أو قل بمن حضر, أن كلّفوه تشكيل حكومة انتقالية، بدأ الرجل على الفور في الادلاء بتصريحات «دفاعية» لا معنى لها, ولكن في عفوية تميز بها مصحوبة بالغضب والعصبية وهو غالباً ما يقع ضحية نزقه وانفعالاته السريعة, والتي شهدناه طوال اجتماعات مجلس اسطنبول وانشقاقه عنه ثم عودته, وها هو الان قد طلق اسطنبول ومجلسها ومكتبها التنفيذي وفتح «حكومة» على حسابه, وعلى الاخرين أن يلتحقوا به، أو أن يكونوا خارج «الحكم» الذي تسعى اليه كل زعامات المعارضات السورية الموزعة الولاءات والمتعددة التمويل والتسليح والمرجعيات، وكان اكثر الغاضبين هو عقيد الجيش الحر ذي الرعاية التركية المباشر رياض الاسعد الذي لم يتردد في وصف مجلس امناء الثورة بانهم «.. انتهازيون يسعون لتقسيم المعارضة والاستفادة من المكاسب التي حققها مقاتلوها والسعي الى ركوب (ثورتنا) والاتجار بدماء شهدائها».. لم يقل الاسعد (وهو المعروف بنزقه وتواضع ثقافته العامة وخصوصا السياسية) حتى الان، انهم خونة وانه سيعقد لهم محكمة ثورية، كي تعاقبهم على خيانتهم للثورة، لكن عبدالباسط سيدا رئيس مجلس اسطنبول وقد وصلته اخبار «المفاجأة» هذه وهو يهبط في اربيل لمقابلة مسعود برزاني والقيادات الكردية «العراقية» الاخرى لاقناعهم بالضغط على كرد سوريا كي ينخرطوا في الثورة على النظام، ويقال ان برزاني يسعى الى تجسير الهوة بين المجلسين الوطنيين (السوري والكردي)، وصف (سيدا) خطوة المالح بالقرار «المتسرع» وسعي لاضعاف المعارضة، وبدا الرجل مرتبكا ومتلعثما لان «المالح» كما قلنا غيّر قواعد اللعبة او هو استبق الجميع «وتغدى» بهم قبل ان يلتهموه على مائدة العشاء (او العشوات) السرّية التي يرتبونها في عواصم غربية وعربية ويُحضِّرون انفسهم لمرحلة ما بعد الاسد، وكأنهم صدقوا «منظّرهم» احمد داود اوغلو وصدقوا مرشدهم الروحي رجب طيب اردوغان الذي هاتف اوباما وقيل ان حديثهما تركز حول مرحلة ما بعد الاسد.{nl}من السذاجة الاعتقاد ان المعارضات السورية وخصوصا الخارجية، قادرة على الخروج بموقف موحد من الازمة السورية، بل انهم الان واكثر من أي وقت مضى يواجهون حالا غير مسبوقة من انعدام الثقة والشكوك العميقة ازاء بعضهم البعض، نظرا لاطماعهم الشخصية ومرجعياتهم المتعددة وغيابهم عن المشهد السوري (معظم قياداتهم تحمل جنسيات اجنبية وخصوصا اميركية وفرنسية وبريطانية) اضافة بالطبع ان معارضة الداخل وخصوصا الميدانية منها لا تطمئن اليهم وترى فيهم مجرد «راكبي موجة» ولا صلة لهم بالواقع.{nl}«دولة الرئيس» هيثم المالح، لن ينجح في تشكيل حكومة ولن يحظى باعتراف احد من المعارضة او من العواصم التي تدعي صداقة الشعب السوري لكن اللافت في «حركته» هذه انه زاد من عُري المعارضات السورية.. وأربكها.{nl}البوصلة الإنسانية والدول العظمى{nl}بقلم: سامر الرجوب عن جريدة الدستور {nl}كيف أصبحت الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم بحجم إنتاج محلي اجمالي يفوق سبعة تريليونات دولار جاعلة كلا من اليابان وألمانيا في المراتب اللاحقة؟!{nl}وما السر في أن تصبح البرازيل سادس اقتصاد في العالم من حيث الترتيب بفارق بسيط عن الاقتصاد الفرنسي؟ {nl}وكيف دخلت المكسيك والهند ضمن أكبر خمسة عشر اقتصاداً على مستوى العالم ؟ {nl}تلك الاقتصادات التي لم تكن يوما على الخريطة الاقتصادية للدول التي تقود اقتصادات العالم ولم يتوقع أحد منها أن تقفز هذه القفزات الهائلة ما يجعلها منافسا قويا للدول العظمى ومهددا لها في مصالحها الاقتصادية , فبعد سنوات قليلة سنجد أن أكبر خمس اقتصادات في العالم تحوي كلاً من الصين والبرازيل , فما السر من وراء صعود مثل هذه الدول ؟{nl}يبدو أنه لا يوجد سر مخفي وراء صعودها ولا يوجد شيء خارج عن المعقول والمألوف ليكون سببا في ذلك، إن السبب في صعود الصين أو البرازيل أو حتى الهند هو الاستثمار في رأس المال الفكري والعنصر البشري وتقديس العمل المخلص والنظر الى الأمور بمنظار الشمول بعيدا عن المصالح الفردية والآنية .{nl}لم تكن يوما هذه الدول موضع اهتمام من قبل الدول العظمى لأنها في ذلك الوقت كانت قد أضاعت بوصلتها الإنسانية وكانت بعيدة كل البعد عن التخطيط الحقيقي وعندما أدركت تلك الدول أن الثروات الطبيعية هي ليست وحدها السبب في كون تلك الدولة عظمى وتلك نامية وضعت نفسها على الطريق لصحيح الذي سبقها إليه كل من الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وألمانيا وفرنسا وبريطانيا .{nl}إذن حتى تصبح أي دولة بمصاف الدول العظمى يتوجب عليها تحديد بوصلتها الإنسانية والفكرية وعندها تتلاشى العوائق المالية وندرة الموارد ولا تعود هي المشكلة بالأساس.{nl}مرسي ومحنة «الجلوس على مقعدين»{nl} بقلم: عريب الرنتاوي عن جريدة الدستور {nl}كذّبت الرئاسة المصرية أنباءً إسرائيلية عن “رسالة جوابية” بعث بها الرئيس محمد مرسي إلى الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، رداً على رسالتي تهنئة كان الأخير قد بعث بهما للأول، واحدة بمناسبة فوزه في الانتخابات والثانية بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، ما حدا بالرئيس الإسرائيلي إلى نشر نص الرسالة مترجماً للعبرية (النص الأصلي بالإنجليزية) على حسابه الشخصي على “تويتر” مرفقاً بها صورة للرسالة الأصلية، وصفحة المقدمة (الغلاف) التي بعثت بها السفير المصري في تل أبيب لمكتب الرئيس.{nl}والحقيقة أن هذا السجال على الرسالة، وما إذا كانت حقيقة أم لا، ما كان ليأخذ هذه الأبعاد لولا أمرين اثنين: الأول، هوية المرسل، وهو الرئيس (الإخواني) الذي تربى على ثقافة العداء لإسرائيل والجهاد ضدها، ونشأ في أحضان حركة رفضت “زيارة السادات لإسرائيل” وقادت حملات ضد التطبيع معها ولطالما طالبت بإلغاء “معاهدة الذل والعار”، وطرد السفير وإغلاق السفارة والانتصار لشعب فلسطين المحتل والمحاصر وللأقصى المبارك الذي يرزج تحت نير التهويد و”الهيكلة”.{nl}أما الأمر الثاني، فهو إقدام الرئاسة المصرية على نفي “تبادل الرسائل” بين بيريز ومرسي نفياً قاطعاً....وهو نفي أثار في أنفسنا شكوكاً عميقة حول صحته وجديته، خصوصاً في ظل إحجام الخارجية المصرية عن التعقيب، وقيام الجانب الإسرائيلي بنشر نص الرسالة وصورتها...ما أثار جدلاً لم ينقطع حتى الآن، لا في مصر ولا في إسرائيل.{nl}في ظني أن الرئيس المصري المنتخب، يحاول الجلوس على مقعدين، وهو أمر تعذر على من سبقوه وسيتعذر عليه في نهاية المطاف، والرجل يبدو حائراً متردداً بين مرجعيتين: مرجعية الدولة المصرية التي يرأسها، والتي أبرمت معاهدة سلام مع إسرائيل تعهد باحترامها مراراً وتكراراً، ومرجعية إخوانية اكتسبت شرعيتها ومبرر وجودها وانتشارها من نهجها المناهض لإسرائيل والداعي لمحاربتها بدل الاستسلام أمامها.{nl}تبادل رسائل التهنئة بين الرئيسين المصري والإسرائيلي يندرج في سياق التزامات الدولة المصرية وحساباتها، وهي تستكمل “دبلوماسية الضمانات والتطمينات” التي بدأها الإخوان قبل الثورة وفي سياقها بخاصة عشية الانتخابات وما بعدها...أما نفي الرسائل المتبادلة، فيندرج في سياق الالتزام الإخواني التقليدي الذي يجد محمد مرسي صعوبة في الإفلات منه، وإلا فقد وفقدت الجماعة صدقيتها، وانفض من حولها قوم كثيرون ممن أخذوا بشعاراتها المناوئة لإسرائيل...هي إذن، محنة مرسي والجماعة بعد انتقالهما من المعارضة إلى السلطة، ولا ندري كيف سيتعالمون معها أو سيخرجون منها.{nl}وهي بصفة عامة، محنة الإسلام السياسي عموماً، الذي يجهد اليوم في إعادة إنتاج صورته أمام العالم، ليبدو طرفاً مقبولاً و”جزءاً من الحل لا جزءاً من المشكلة”، بخاصة من قبل عواصم القرار الدولي والإقليمي...راشد الغنوشي ذهب حتى آخر الشوط في زيارته الشهيرة للولايات المتحدة غداة الانتخابات التونسية أو عشيتها (لا أذكر)...حماس رفعت التهدئة إلى مستوى الاستراتيجيا، وهي اليوم تلمح إلى استعدادها القبول بحلول مؤقتة وانتقالية، و”العدالة والتنمية” المغربي لم يجد من يكرّمه في مؤتمر الأول بعد وصوله للسلطة سوى عوفر روبنشتاين المستشار الأسبق لإسحق رابين والمفاوض السابق في أوسلو، بل لقد أسرف الحزب الحاكم في التكريم حين رتب لـ”داعية السلام الإسرائيلي” لقاء/مصافحة مع خالد مشعل لا نعرف عن تفاصيله غير ما سمعناه من هذا “العوفر”، أما حماس، فقد فعلت ما فعله مرسي لاحقاً: النفي والتكذيب.{nl}من حيث المبدأ، كان ينبغي على مرسي وهو يقطع التعهد تلو الآخر بحفظ التزامات مصر واحترام تعهداتها الدولية، أن يدرك بأن لحظة من هذا النوع، ستأتي عاجلاً أم آجلاً، وأنه شخصياً وبعض أركان نظامه، سيجدون أنفسهم حول مائدة واحدة من كبار المسؤولين الإسرائيليين، فالرئيس المنتخب لا يستطيع أن يحفظ “طهارته” بترك ملف التنسيق والتعاون الأمني للمجلس العسكري والمخابرات وحدهما، فهناك أيضا بعد سياسي و”تطبيعي” للعلاقة المصرية – الإسرائيلية يتطلب انخراطاً شخصياً من الرئيس في التعامل مع الإسرائيليين.{nl}من ناحيتنا نرى أن الأمر لن يكون سهلاً على مرسي، ولكنه سيتكيف معه، سيما وأن “الجماعة” أظهرت استعدادات ميكافيللية الطراز للتعامل مع الظروف الجديدة الناشئة من حولها...لكن إدارة ملف أزمة “الرسائل المتبادلة” أظهرت من جهة أخرى الكثير من مظاهر التخبط وانعدام الخبرة في التعامل مع شؤون كهذه...وبرهنت بالملوس أن الجلوس على مقعدين، ليس مريحاً لا لمرسي ولا لغيره.{nl}في الشكل بدت رسالة مرسي، ذات طابع بروتوكلي مجرد، عبر فيها الرئيس عن “امتنانه العميق” لبيريز على التهنئة، وأعرب عن التزامه بالعمل لاستعادة عملية السلام خدمة لشعوب المنطقة، بمن فيها الشعب الإسرائيلي...هذه لغة جديدة تماماً على زعيم إخواني، وهي وإن رأت فيها إسرائيل مؤشرات إيجابية ومشجعة، إلا أنها اعتبرتها غير كافية، فالأرجح أنها كانت (وما زالت) تتطلع لرسالة يعترف بها مرسي بها، بحق “دولة جميع ابنائها اليهود” في العيش والوجود الامن والمعترف به، تماماً مثلما تفعل مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.{nl}والحقيقة أننا انتظرنا أن تقدم إسرائيل على مبادرات مبكرة لإحراج القيادة المصرية الجديدة، لاختبار نواياها وسبر أغوارها، على أن النصائح الأمريكية لإسرائيل فعلت فعلها على ما يبدو...لكن مهما طال أمد المسألة أم قصر، فإن لحظة الحقيقة والاستحقاق، لحظة اختبار المواقف وحجم التحوّلات والتبدلات قد أزفت...ويبدو أن الاختبارات الأولى (من ملف غزة ورفح إلى ملف الرسائل المتبادلة) لا تدفع على كثيرٍ من التفاؤل والرهان.{nl}الأردن «المجحود»{nl}بقلم: اكرام الزعبي عن جريدة الرأي الأردنية{nl}إجابةً على سؤال زميلنا المبدع فايز الفايز: «لماذا لم يعد أحد يدافع عن الأردن؟» أقول بعجالة: لأننا لم نعتد أصلاً أن نقدم ذاتنا وبلدنا وندافع عنهما ضمن تقاليد محترمة، أو بشكل منهجي ومنظم و«طبيعي»؛ فخارج سياق الأزمات العابرة أو الشتائم الطائشة التي نتعرض لها كوطن وشعب، فإننا لا نعرف أن نقول ربع ما قاله عنا الشاعر الكبير سعيد عقل. من خارج الأردن وهذا ما سأفصّل فيه دون -(زعل) من أحد: فلا يوجد لنا «ندّابات» ولا «سعيف» ؛ فالأردني أكثر عربي على الإطلاق قام بمنح باقي العرب كل ما يستطيع من عطاء معنوي ومادي، ولم نجد من يدافع عنّا سوى بعض الأصوات المحترمة، وعدا عن ذلك فنحن آخر شخصية عربية يتم ذكرها «بالخير» من باقي الأشقاء العرب.{nl}فمنذ الملك النبطي الحارث الرابع وحتى اليوم تواطأ أشقاؤنا العرب جميعاً، على إخفاء حضارة الأنباط والسكوت عن عظمتها ودورها التاريخي، وخاصةً في تطوير وترسيخ الحرف العربي، ويا له من إنجاز ! هل سمعت عن مؤرّخ مصري، أوقرأت حرفاً لكاتب سوري أو لبناني قام بكتابة حرف واحد عن الأنباط وحضارتهم المائية الفريدة التي تحدّت كل هذا العطش الصحراوي؟{nl}هل سبق لأي عربي مرّ من الأردن واستفاد من تسامحها مع من «يلعنها» ويسبها مع كل طلعة شمس- هل سبق لأحد أن قال ما أطيب قلب الأردني؟ لا يمكن أن تسمع -إلا ما ندر- من أخ خليجي، أو من أي جنسية عربية أخرى عن فضل الأردنيين في بناء وتأسيس مؤسسات وجامعات، بل ودول بكاملها وبكل ما فيها من عمران وهندسة وقضاء.. هل قلت القضاء ؟ هل يعرف أحد إسهامات القُضاة الأردنيين في البلاد العربية ؟ صحيح أن احترام الأردني يأتي على شكل الثقة المطلقة التي تُمنح له من قبل كل من يعمل معه، لكنك لا تقرأ حرفاً واحداً عن ذلك: لا في جريدة ولا موقع، ولا حتى في مجلة حائط !{nl}أوجع ضربة تم توجيهها لنا كأردنيين هي عندما صدرت الفتوى المصرية بحق شهيد الأردن والعروبة البطل وصفي التل بأنه.. لن أكررها، فما أبشعها ! وهي تعكس سوء الحظ الذي يلازم الأردن؛ بل وأكثر من سوء الطالع.. إنه التآمر على سُمعة الأردن ومكانته.{nl}هل تُدرّس في مناهج العرب معركة الكرامة وبطولات الجندي الأردني الذي لم تعرف ساحات الوغى مثل شجاعته ؟ وهل نسمع عن ندوة هامة بمؤتمر، أو جلسة فكرية ذكرت أدوار الأردن في الدفاع عن كل القضايا العربية-إلا ما ندر؟.. لقد دافع الأردنيون-العروبيون بالفطرة- عن شرف وحقوق الشعوب العربية قبل الربيع العربي بسبعين سنة وأكثر، وما زلنا.. فمن يذكر؟ هذا بالنسبة لتقصير أخوتنا العرب، أما بالنسبة لتقصير الأردنيين بحق بلدهم وأنفسهم.. فاللهم إني صائم !{nl}مقاطعة الانتخابات{nl}بقلم: حمادة فراعنة عن جريدة الرأي الأردنية{nl}ليست المرة الأولى التي تقاطع فيها حركة الأخوان المسلمين، الانتخابات النيابية، وليست المرة الأولى التي يغيبون فيها عن البرلمان، فقد سبق وقاطعوا دورتي عام 1997 وعام 2010، ولم تخرب الدنيا، ولم يعجز البرلمان عن تأدية دوره، وجرت التعديلات الدستورية في غيابهم، وتم تعديل 42 مادة دستورية بدونهم، وقاطعوا لجنة الحوار التي أوصت بتعديل الدستور، وغيابهم لم يدفع الأردنيين للبكاء والحزن والترحم على أيام مشاركتهم، فمشاركتهم « لم تخرج الزير من البير «.{nl}ومنذ أن استعاد شعبنا لحقوقه الدستورية عام 1989، شاركوا في أربع دورات برلمانية: 1989 و1993 و2003 و2007، ولم تكن دورات مشاركتهم مميزة يتذكرها الأردنيون بالتقدير والأعجاب، فقد تم إقرار وتمرير معاهدة السلام الأردنية الأسرائيلية عام 1994 في عهد شراكتهم، وإكتفوا بالتصويت ضدها، ومن خلال مشاركتهم تم إقرار قانون ضريبة المبيعات، وفي كل مشاركاتهم لم يتقدموا ولو لمرة واحدة بمشروع قانون، مع أن الدستور يُجيز لعشرة نواب حق تقديم مشروع قانون، ولم يفعلوها، عندما كانوا أكثر من عشرة نواب !!{nl}ولهذا لم تكن مقاطعتهم ذات أثر سلبي على البرلمان، وإنعكست على شعبنا بالسوء والتراجع، مثلما لم تكن مشاركتهم ذات أثر إيجابي للبرلمان، وإنعكست على شعبنا بالخير والتقدم والرفاهية، فلا كانت هذه، ولا توفرت تلك.{nl}ولكن مشاركتهم، كانت مشاركة سياسية مميزة ونوعية وذات لون وطعم ونكهة، نظراً لنفوذهم ومكانتهم بين مسامات شعبنا وبين مكوناته الأربعة في الريف والبادية والمدن والمخيمات، فعمرهم طويل، بعد أن تشكلت أولى خلاياهم الحزبية عام 1946، وترخصوا، ولم ينقطعوا عن العمل، وحرية التنظيم والأدارة، ولم يتعرضوا للأذى أو الملاحقة، كما حصل مع اليساريين والقوميين، الذين عانوا الأذى وواجهوا الملاحقة.{nl}غيابهم عن دورة البرلمان السابع عشر المقبلة، سيكون غياباً سياسياً أسوة بما حصل في دورتي الثالث عشر 1997 والسادس عشر 2010، وهو غياب سيفقد المشهد السياسي الأردني ألوانه القائمة على التعددية، ومصلحتنا الوطنية في التعددية، وشراكة الجميع، لأن ذلك يخلق التوازن، ويوفر ميزان التعايش بين الجميع على مختلف مسمياتهم وأفكارهم السياسية والحزبية والفكرية.{nl}لنا مصلحة في مشاركة الأخوان المسلمين في كافة مؤسسات العمل الجماهيري والنقابي والبلدي والبرلماني، شريطة عدم إستئثارهم بالموقع كما حصل في العديد من المواقع، ولكن إذا إختاروا القطيعة، كأسلوب ضاغط لإنتزاع الشراكة من موقع قوة وكسر الأيادي فهذا لا يقبله لا عاقل ولا مهبول.<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/08-2012/عربي-173.doc)