المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أقلام وآراء عربي 174



Haneen
2012-08-04, 11:15 AM
أقـــــلام وأراء عربي(174){nl}في هذا الملف:{nl}نفسنا نعيش.. صرخة شعب للرئيس{nl}بقلم محمد رمضان عن اليوم السابع {nl}رأي الدستور لا بديل عن الحل السلمي في سوريا{nl} جريدة الدستور {nl}حدثونا عن سورية ما بعد الاسد{nl}بقلم عبد الباري عطوان عن القدس العربي {nl}محنة الفلسطينيين في سورية{nl}رأي القدس عم جريدة القدس العربي{nl}الأكراد يسلمون الجدار للعرب{nl}بقلم سمير عطا الله عن الشرق الأوسط{nl}الجيل الجديد في الصين يتطلع للقيام بدور عالمي{nl}بقلم أمير طاهري عن الشرق الاوسط{nl}تسارع اجراءات تهويد القدس{nl}بقلم نزيه القسوس عن الدستور الأردنية{nl}اتفاق واشنطن - موسكو يوقف "حرب سوريا"؟ {nl}بقلم سركيس نعوم عن النهار اللبنانية {nl}نفسنا نعيش.. صرخة شعب للرئيس{nl}بقلم محمد رمضان عن اليوم السابع {nl}صهيبة الطفلة الصغيرة فى إعلان اختصرت آلام وأحلام المصريين فى كلمة واحدة قالتها.. ورددها من بعدها ملايين غيرها "عايزة أعيش" والكثيرون يريدون أن يعيشوا ولكن صوتهم لم يصل لأحد، والعبارة مختصرة صادرة من قلب نقى لتدخل قلوبنا جميعا، بحثا عن ذوى القلوب الرحيمة ليمدوا لها ولغيرها من الأطفال وفقراء الوطن الذين لم يجدوا حقهم فى العلاج على نفقة الدولة حتى الآن.. فلجأوا للتسول فى صورة إعلان ليحصلوا على حقهم فى العلاج أقصد الحياة، يد العون التى لم يجدها المرضى من الدولة لمساعدتهم فى وقت ينعم فيه الأغنياء بالعلاج والعيشة الكريمة، عبارة استطاعت بها الطفلة الصغيرة صهيبة إن تقطع بها القلوب ولكن قلوب الفقراء الذين عانوا وما زالوا يعانون من المرض، ولا يجدون من يحميهم من المرض، ولكن الطفلة أشارت إلى حق فقراء الوطن أن يعيشوا ولكن كيف تكون العيشة وهم لا يجدون الاستطاعة لشراء الدواء ليشفيهم من مرضهم وأصبح العلاج لمن يدفع، ادفع لكى تحصل على شفائك، كثيرا كان أو قليلا ما تدفعه، حتى أصبح العلاج للمقتدر، لمن يقدر على أسعاره ورحلته، وإلا فعليه طلب الموت أن يسرع إليه، أيها السادة لقد حان الوقت أن يضع رئيس ما بعد ثورة يناير، حقى وحقك فى العلاج المجانى فلا يعقل أن يمرض منا أحد ولا يجد علاجه، ولا يستطيع أن يحصل عليه، أما لأنه لا يقدر على تكاليفه فى المستشفيات الخاصة، أو لأنه لا يجد له مكانا فى المستشفيات العامة وعليه انتظار السرير لتلقى العلاج أو الموت لإنهاء آلامه، أيهما أقرب.{nl}هل يعقل ألا تفتح مستشفيات تستوعب علاج المواطنين أصحاب التأمين الصحى هل يعقل ألا يجد شريف عبد الرازق وهو واحد من الناس قابلته من خلال عملى الإعلامى، حقه فى العلاج بعد أكثر من ثلاثين عاما يدفع فيه تكاليف تأمينه الصحى وعندما يحتاج إليه لا يجده، أين حقه فيما دفعه للدولة، وما ذنبه ألا يوجد سرير لاستقباله وعلاجه بالمستشفيات التابعة للتأمين الصحى التى ظل يدفع لهيئتها دون أن يحصل منها على حقه فى العلاج، ولماذا لا يجد حقه فى العلاج حتى يموت شريفا وغيره الكثيرون لاقوا نفس المصير دون أن يجدوا علاجهم، مات شريف الموظف البسيط لأن أموال أسرته وممتلكاتهم قد انتهت وكان لزاما عليهم أن يعيدوه إلى منزله ليلقى حتفه، تاركا من ورائه شابا وشابة فى مقتبل العمر، وهما فى أمس الحاجة للاب ومصير شريف ليس الأخير فغيره الكثيرون من الآباء والأبناء سيلقون مصيره طالما أنهم لا يحصلون على حقهم من الدولة فى العلاج، وعم صلاح السائق البسيط فقد ابنه الرضيع هو الآخر لأنه احتاج أن يدخل الحضانة، ولف ودار على مستشفيات الأطفال التابعة للدولة لأنه لا يقدر على أتعاب المستشفيات الخاصة التى وصل بها تكلفة اليوم الواحد بالحضانة الـ700 جنيه والجميع يقولون له لا يوجد مكان رغم أن الطفل الرضيع يخضع للتأمين الصحى اللعين، ولكنه هو الآخر لم يحصل على حقه فى العلاج لأن عم صلاح خلص كل ما معه واستلف عليه وباع من يملكه لإنقاذ ابنه وعندما انتهى ما يملكه لاقى الطفل رب رحيم، وبالأمس كان عمرو الموظف المطرود من عمله بإحدى الشركات الاستثمارية دون ذنب يعانى ابنه الطفل ذو الخمس سنوات من سخونة مستمرة وعندما ذهب به هو الآخر إلى المستشفى الحكومى لم يجد له سريرا رغم أنه حق ابنه فى العلاج بمستشفيات التأمين الصحى ولأنه وجد من يمد له يد العون ويصرف على علاج ابنه أنقذه الله من الموت.{nl}من حق فقراء الوطن أن يحصلوا على العلاج تحت أى مسمى تأمين صحى بقانون أو بمشروع، المهم أن يحصلوا على حقهم فى العلاج طالما أنهم يدفعوا مقابل علاجهم من اشتراك شهرى، وحتى إن لم يكونوا قادرين على الدفع مقابل علاجهم، فهو حق لهم على الدولة أن ترعاهم وتعالجهم إذا احتاجوا لذلك. {nl}صرخة صهيبة وغيرها لن تكون الأخيرة، ولكن لن تنصلح أحوالنا إلا عندما يحصل أكثر من 60% من الشعب هم الفقراء على حقهم فى العيشة الكريمة التى تبدأ بحقهم فى العلاج الكريم دون تسول أو إهانة فهل من مستمع بعد ثورة 25 يناير.{nl}رأي الدستور لا بديل عن الحل السلمي في سوريا{nl} جريدة الدستور {nl}اثبتت الاحداث والوقائع صدق رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني بأن لا حل أمام سوريا الشقيقة الا الحل السياسي، فهو سفينة النجاة للقطر الشقيق، بعد ان فشل النظام في الاحتكام للقوى المسلحة، والحلول الامنية، التي قادت البلاد الى حرب اهلية مدمرة تشي بتقسيمها الى دويلات متناحرة، وقد فتحت الباب على مصراعيه للتدخلات الاجنبية، والصراعات الاقليمية، وكأننا نعيش الحرب الباردة من جديد.{nl}ان تقديم المبعوث الدولي والعربي كوفي انان استقالته يؤشر الى ان الازمة وصلت الى طريق مسدود في ظل تعنت الحكومة السورية وتسليح المعارضة وانقسام المجتمع الدولي، وهذا ما صرح به انان بكل مرارة، مؤكداً بالمقابل ان انقاذ الشعب السوري من المحنة التي يعاني منها والتي أدت الى مقتل عشرين الف شخص وتهجير مليون مواطن سوري لا يتم الا بوقف العنف أولاً، ومن ثم الوصول الى حل سياسي يحظى بوفاق وطني، ويؤدي الى مرحلة سياسية جديدة، تطوي ملف الدولة الشمولية، والحزب القائد، وسياسة التوريث، وتقيم العدالة والمساواة وترتكز على الديمقراطية الحقيقية والانتخابات النزيهة، وتداول السلطة سلمياً احتكاماً لصناديق الاقتراع.{nl}لم يعد أمام طرفي النزاع “المعارضة والحكم” الا الجلوس الى طاولة الحوار كسبيل وحيد لوقف طاحونة الدم، ووقف الكارثة التي حولت سوريا كلها الى ارض محروقة، بلا أمن ولا استقرار، بعد ان طغت أصوات الرصاص، وهدير الدبابات، وقصف المدافع على لغة الحوار والتفاهم، وأصبح حديث القوة والحسم هو حديث الطرفين.{nl}مجمل القول: ان الكارثة المروعة التي تحيق بالشعب السوري الشقيق تفرض على الجميع، وخاصة الدولة الشقيقة والمجتمع الدولي، ان تعمل جاهدة لانقاذه من براثن الموت المحقق، من خلال الضغط على الطرفين بضرورة وقف القتال، بعد ان فشل أي منهما بحسم الموقف لصالحه، أو بالأحرى بالسيطرة على الطرف الآخر، في ظل ترجيح امتداد هذه الحرب المدمرة الى خارج القطر، واشتعال الاقليم كله في ظل الصراعات الدولية والاقليمية.{nl}حدثونا عن سورية ما بعد الاسد{nl}بقلم عبد الباري عطوان عن القدس العربي {nl}اتحدى ان يقدم لي زعيم عربي واحد من الذين يبحثون مع الامريكان والاوروبيين ليل نهار في مستقبل سورية ما بعد سقوط نظام الرئيس بشار الاسد، صورة واضحة عن هذا المستقبل، والشكل الذي ستكون عليه البلاد، حتى لا نفاجأ او يفاجأ هو نفسه لاحقا، او حتى نحاسبه على برنامجه وتصوراته وجهوده هذه.{nl}فمثلما كان الزعماء العرب، اعضاء تجمع دمشق الذي تأسس كبديل للجامعة العربية، قبيل الغزو الامريكي للعراق، مضَلّلين في حماسهم للمشروع الامريكي لضرب العراق وتدميره، لا نستغرب ان ينتهوا الى النهاية نفسها فيما هو قادم من ايام.{nl}قبل مئة عام تقريبا جاء مندوب بريطانيا العظمى السيد مكماهون الى شريف مكة الحسين بن علي عارضا عليه الثورة، وهو ابن السلالة الهاشمية، ضد الامبراطورية العثمانية غير العربية، واعدا اياه بامبراطورية عربية خالصة العرق والنسب، تعتمد الحداثة والتطور، وبعيدا عن ارث الدولة العثمانية الفاسدة والمتخلفة.{nl}الثورة انطلقت من الحجاز، ومن اطهر بقعة فيها (مكة)، وجرى تشكيل 'الجيش العربي' لمشاركة البريطانيين والفرنسيين حربهم لاسقاط الامبراطورية العثمانية السنّية المسلمة، وتحرير العرب من استعمارها.{nl}انتهت الحرب بسقوط الدولة العثمانية فعلا وتفتيت اراضيها، وخلق دول جديدة، وكان لافتا ان معظم الكيانات الجديدة تحررت، بما في ذلك تركيا الحديثة، باستثناء الدول العربية التي جرى وضعها تحت الانتدابين البريطاني والفرنسي، بما في ذلك فلسطين التي اعطيت لاحقا لليهود، وبقية القصة معروفة.{nl}نحن نعيش هذه الايام تكرارا، وان بأشكال اخرى، للسيناريو نفسه، فالدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة، تطالب العرب السنّة بالثورة، على الظلم والطغيان، وتحشدهم لحرب لاحقة مع ايران الشيعية، وتركز دعمها لهذه الثورات في الدول التي تصدت للمشروع الغربي، وخاصة ليبيا وسورية والعراق واليمن وان بدرجة اقل.{nl}الثورات العربية ضد الظلم والفساد والتوريث مشروعة، بل نقول انها تأخرت اكثر من اللازم، ولكن ما نخشاه، بل ما نراه بأعيننا، عمليات توظيف غير بريئة لهذه الثورات، لخدمة مصالح غربية استعمارية محضة.{nl}الانظمة ستسقط لا محالة، ونظام سورية لن يكون استثناء، فهناك مئات الانظمة حكمت سورية على مدى ثمانية آلاف عام، ولكن ما يهم هو سورية بشكل خاص والمنطقة بشكل عام، والصورة التي ستكون عليه، وحجم المجازر التي سيواجهها شعبها، فإذا كان العدد قد توقف الآن عند عشرين الفا، فعند اي رقم سيتوقف العداد بعد شهرين او عامين او عشرين عاما؟{nl}' ' '{nl}الاسلحة تتدفق على سورية، النظام والمعارضة في الوقت نفسه، اسلحة حديثة ومتطورة لم نرها في الحروب العربية ضد اسرائيل. اوباما بالامس وقع قرارا يسمح لأجهزة المخابرات الامريكية بدعم المعارضة السورية وقواتها على الارض، وترددت انباء عن وصول كتيبة امريكية لتدريب الجيش الاردني حول كيفية الدفاع عن نفسه في مواجهة اي 'هجوم' سوري، وتحدث تقرير المعهد الملكي للدراسات الامنية البريطاني عن وجود قوات خاصة امريكية وبريطانية على الارض السورية، لدعم المعارضة وقواتها والقيام بأعمال تجسسية وجمع معلومات. واكد ان سفنا حربية بريطانية في طريقها الى السواحل السورية استعدادا لإجلاء الرعايا البريطانيين والاجانب (التقرير موجود لدينا وعلى الانترنت).{nl}الروس والصينيون يدعمون ايضا النظام، وتتجه اربع سفن حربية روسية الى قاعدة طرطوس في الوقت الراهن، والقوات التركية تجري مناورات وتعزّز وجودها على الحدود السورية.{nl}هذا يعني ان حربا اقليمية وربما دولية على الارض السورية باتت وشيكة، ولكن أدواتها عربية وضحاياها عرب. فالاردن انهى حالة الحياد تجاه الاوضاع في سورية وقرر ان ينضم الى المجهود العسكري الخليجي الغربي لاسقاط النظام، ووقعت اشتباكات فعلية بين قواته واخرى سورية، ربما تكون بداية غزو عسكري، وعلينا ان نتذكر ان القوات الامريكية التي اقتحمت بغداد كانت قادمة عبر الاراضي الاردنية.{nl}اعيش في الغرب منذ 35 عاما، تعلمت وعلّمت وحاضرت في معظم جامعاته، وكتبت مقالات حول الشرق الاوسط في صحفه، وشاركت محاورا في معظم ان لم يكن جميع محطاته التلفزيونية، علاوة على مئات المؤتمرات والندوات السياسية، وخرجت من كل هذا بقناعة راسخة بأنه لا توجد سياسات عشوائية، وان السياسات والحروب الاستراتيجية توضع على اساس الفعل والتخطيط المحكم،وليس على اساس ردود الفعل، وان هناك حقيقة راسخة لدى معظم الخبراء الغربيين بأن العرب من السهل خديعتهم واستغلال مواطن ضعفهم، وبث الفرقة بينهم، على اسس طائفية وعرقية، ويكفي الاشارة الى ان اهم كلية في جامعة لندن مدرسة الدراسات الشرقية والافريقية، تأسست من اجل دراسة القبائل والعرقيات العربية، واعداد الحكام الانكليز للمستعمرات العربية.{nl}القرار بغزو العراق واحتلاله جرى اتخاذه عام الفين رسميا، واعطيت التعليمات بوضع خطط الاعداد والتنفيذ عام 2001، اي بعد احداث الحادي عشر من ايلول (سبتمبر)، ولكن المحافظين الجدد ومعظمهم من اليهود الموالين لاسرائيل، مهّدوا لهذا القرار قبل ذلك بخمس سنوات، وطالبوا بتغيير النظام العراقي باعتباره يشكل خطرا على اسرائيل.{nl}الشعوب التي ثارت ضد الديكتاتورية والطغيان كانت ثوراتها عفوية ومشروعة في معظمها، ولكن الغرب حاول ويحاول ركوب هذه الثورات وتوظيفها لمصلحته في الاستيلاء على الثروات النفطية، واضعاف العرب عموما وخطرهم على اسرائيل.{nl}ومقولة توني بلير منظر الاستعمار الجديد ورئيس وزراء بريطانيا السابق حول 'التغيير المتحَكم به' بالربيع العربي ما زالت ماثلة للأذهان.{nl}' ' '{nl}في عام 1979، وبعد نجاح الثورة الايرانية بالاطاحة بنظام شاه ايران، قدم المؤرخ البريطاني الصهيوني برنارد لويس مجموعة توصيات للدول الغربية ينصحها فيها بكيفية الرد على خسارة ايران، الحليف القوي. ملخص هذه التوصيات هو العمل على 'بلقنة' اجزاء من منطقة الشرق الاوسط من خلال تشجيع الأقليات العرقية والمذهبية على الثورة للمطالبة بكيانات مستقلة خاصة بها، وخلق هلال من الأزمات. وبهذه الطريقة فأن الدول القوية المتماسكة المعادية للغرب، مثل العراق وسورية، تتعرض للتفكيك من الداخل، وتتحول الى دول صغيرة ضعيفة (Ministate) متصارعة فيما بينها.{nl}في عام 1934 وضعت سلطات الانتداب الفرنسي خطة مماثلة لتقسيم سورية الى خمس دول، على اسس طائفية مذهبية وعرقية، اثنتان سنيّتان في حلب ودمشق، وواحدة درزية في جبل العرب (الدروز سابقا) ورابعة علوية في الساحل (طرطوس واللاذقية) وخامسة تركمانية في لواء الاسكندرون. هذه الخطة فشلت لأن الشعب السوري رفضها وقاومها للمحافظة على الوحدة الجغرافية والديموغرافية لوطنه.{nl}بعد ثمانين عاما يعود هذا المخطط ليطل برأسه من جديد، حيث تواجه سورية التفتيت عمليا، فكل شيء في سورية هذه الايام مفتت او مقسم، السلطة مقسمة ومتآكلة، الوحدة الترابية مفتتة، المعارضة مفتتة ومقسمة، لا شيء موحد على الاطلاق، ويبدو ان نصائح برنارد لويس بدأت ترى النور، ومخططات التفتيت تتواصل، فحلب تقريبا منسلخة، والشمال الكردي شبه مستقل، ودمشق معزولة، والطريق الى اللاذقية غير آمن، وحمص متمردة على النظام. وفي ليبيا برقة تستعد للانفصال، وبعض اهلها يريدون التحوّل الى مشيخة خليجية او امارات اخرى، يستمتعون بنفطها بمعزل عن طرابلس وفزان، وحال العراق معروف للجميع. ألم يقل برنارد لويس ان العراق دولة مصطنعة ركبتها بريطانيا ويجب تقسيمها على اسس عرقية وطائفية قبل الحرب الاخيرة؟{nl}لا نعرف ما اذا كانت الدول العربية الاخرى مثل مصر والمملكة العربية السعودية والجزائر والمغرب (نستثني السودان لأنه مفكك، واليمن في الطريق) على دراية بأن هذا المخطط سيصل اليها حتما؟ فمن كان يتصور ان النظام السوري الذي ساند الحرب على العراق تحت عنوان تحرير الكويت سيكافأ بهذه الطريقة؟{nl}السؤال الذي نطرحه على الدول العربية التي تشارك بحماس في تحالف اصدقاء سورية، وقبلها اصدقاء ليبيا، عما اذا كانت على اطلاع على النوايا الغربية للمنطقة ومستقبلها، وكيف ستكون عليه بعد عشر سنوات او عشرين عاما على الاقل؟ هل اطلعها الغرب على كل التفاصيل؟{nl}يتحدثون عن مرحلة ما بعد الاسد، هل لديهم خرائط سياسية وجغرافية ومشاريع اعادة بناء مثلا لهذا البلد او غيره، هل تملك السعودية بالذات رؤية واضحة لسورية بل وللمملكة نفسها؟{nl}نريد زعيما عربيا واحدا ان يقنعنا بأن العرب شركاء حقيقيون في رسم مستقبل منطقتهم، وان يطمئننا بأننا لن نجد انفسنا نواجه خديعة اخرى، على غرار تلك التي واجهناها نحن او اجدادنا بعد الثورة العربية الكبرى، او بعد احتلال العراق وتدمير ليبيا.{nl}اطرح هذه الاسئلة حتى ابرئ ذمتي، وحتى يجد باحث شاب في المستقبل انه كان هناك من كتب وحذر وعلق الجرس، وان كل العرب لم يكونوا مضَلّلين ويسيرون في ركاب مخططات تقسيمهم وتفتيتهم بأعين مفتوحة. إنها شهادتي للتاريخ.{nl}محنة الفلسطينيين في سورية{nl}رأي القدس عم جريدة القدس العربي{nl}يبدو ان قدر الفلسطينيين في البلدان العربية ان يتعرضوا بين الحين والآخر الى محن حقيقية، تتراوح بين المضايقات في سبل العيش والاقامة وهضم الحقوق الانسانية الاساسية، وتمتد حتى تصل الى مجازر دموية مثلما حصل في العراق ولبنان واخيرا في مخيم اليرموك في سورية.{nl}سقوط حوالى 20 فلسطينيا قتلى في مخيم اليرموك ليس بالرقم الكبير بالمقارنة بسقوط عشرين الف سوري حتى الآن ومنذ اندلاع الانتفاضة معظمهم على يد قوات النظام، ولكنه رقم ينطوي على معان ودلالات سياسية وانسانية كبيرة.{nl}معظم الفلسطينيين فضلوا الوقوف على الحياد في سورية منذ اندلاع انتفاضتها السلمية ومن ثم المسلحة المطالبة باسقاط النظام، وهذا الحياد لم يرض الحكومة التي عاملتهم مثل كل الحكومات السابقة، معاملة السوريين في جميع الحقوق والواجبات باستثناء التجنيس. كما انه اغضب المعارضة التي ترى ان الشعب الفلسطيني الذي فجر واحدة من اعظم الثورات في المنطقة يجب ان ينحاز الى جانب معظم الشعب السوري الذي يعاني من الظلم والاضطهاد بل والقتل لانه يطالب بابسط حقوقه في الكرامة والعدالة والحريات باشكالها كافة.{nl}القتلى الفلسطينيون سقطوا في قصف على مخيم اليرموك بمدافع الهاون، وما زال مصدر هذا القصف مجهولا حسب رواية وكالات الانباء الاجنبية، ولكن ما هو معلوم ان كل طرف من طرفي الصراع يريد ان يكون الشعب الفلسطيني الى جانبه، ومن المحتمل ان يكون هدف هذا القصف هو انهاء حياد هذا المخيم الفلسطيني الذي جنبه حتى الآن اعدادا اكبر من الخسائر، وان كان لم يجنبه كراهية الجانبين.{nl}مخيم اليرموك الفلسطيني يقع الى جانب حي التضامن الذي شهد اشتباكات دموية بالمدفعية يوم امس بين الجيش السوري الحر والقوات النظامية التي تريد السيطرة عليه وابعاد المسلحين المعارضين منه، وهو يشكل مخزونا بشريا هو الاضخم من حيث الكثافة السكانية في كل سورية، ويتواجد فيه حوالى 150 الف لاجئ، هذا غير عشرات الالاف من السوريين انتقلوا اليه من الضواحي والارياف، وعاشوا بين ابنائه في انسجام، ولا يوجد فرق اساسا في الشكل او المعاملة بين الجانبين فكلهم 'شوام' في نهاية المطاف وينتمون الى سورية الكبرى.{nl}الروايات تتعدد، فالسلطة الفلسطينية في رام الله اتهمت على لسان السيد ياسر عبد ربه احد المتحدثين باسمها الجبهة الشعبية القيادة العامة برئاسة السيد احمد جبريل بالوقوف خلف هذه المجزرة بعد خروج مظاهرة تندد بها وزعيمها بسبب دعمه للنظام السوري. بينما قالت وكالة الانباء السورية الرسمية 'سانا' ان مجموعة ارهابية مسلحة استهدفت المخيم بقذائف هاون من حي التضامن المجاور.{nl}الفلسطينيون ليسوا افضل حالا من مضيفيهم السوريين، ولا تمييز بين القتلى عندما تغرق البلاد اي بلاد في الفوضى والصدامات المسلحة، ولكن المشكلة تكمن في محاولة الزج بهؤلاء اي الفلسطينيين، وهم ضيوف، في صراع داخلي لا يريدون او معظمهم التورط فيه، او الانحياز الى هذا الطرف او ذاك، حتى لا يدفعوا ثمنا باهظا في مرحلة لاحقة بعد حسم الامور.{nl}الكويتيون اتهموا الفلسطينيين بدعم نظام الرئيس العراقي صدام حسين وغزوه لبلادهم عام 1990 واستخدموا هذا الاتهام كذريعة لابعاد حوالى 400 الف فلسطيني، الغالبية الساحقة منهم وقفت على الحياد وهم من مؤيدي الحكم الكويتي والمتعاطفين مع الكويتيين في الباطن، وحيادهم كان لتجنب اي موقف نزق وانتقامي من القوات العراقية التي لم تقبل الحلول الوسط.{nl}ومن المؤسف ان الكثير من الفلسطينيين تعرضوا للقتل والتعذيب من الميليشيات الكويتية العائدة بعد اخراج القوات العراقية من بلدها، وتكرر الشيء نفسه من ميليشيات عراقية طائفية بعد اسقاط النظام العراقي على يد قوات الاحتلال الامريكي.{nl}السوريون والعراقيون والكويتيون واللبنانيون يستطيعون في معظم الاحيان ان يفروا بارواحهم الى دول الجوار في اثناء الحروب والازمات، ولكن الانسان الفلسطيني يجد ابواب دول الجوار وخاصة الاردن مغلقة في وجهه باعتباره لاجئا غير مرغوب فيه، والامثلة كثيرة في هذا المضمار ولا مجال هنا لمناقشة الاسباب.{nl}المنطق يقول بانه يجب على النظام والمعارضة في سورية احترام وضع اللاجئين الفلسطينيين وعدم ممارسة اي ضغوط للزج بهم الى جانب هذا الطرف او ذاك في الصراع الحالي، ولكن متى كان المنطق يسود في البلدان العربية خاصة عندما تكون انظمة مهددة بالسقوط او شعوب مهددة بالفناء؟{nl}رحم الله القتلى الفلسطينيين والسوريين معا، فهم ضحايا ابرياء في نهاية المطاف في حرب لم يختاروها او يريدوها، وتحولت الى حرب بالوكالة بين دول عظمى، بعد ان بدأت انتفاضة سلمية للمطالبة بحقوق مشروعة في التغيير الديمقراطي.{nl}الأكراد يسلمون الجدار للعرب{nl}بقلم سمير عطا الله عن الشرق الأوسط{nl}قبل أشهر ذهب نائب نوري المالكي إلى أربيل، يشكو رئيس وزراء «دولة القانون» في العراق، كأنما أربيل في بلد آخر. ويأتي رجال الأعمال العرب إلى أربيل في رحلات مباشرة، محلقين فوق بغداد والبصرة ومهرجان المربد دون المرور بها. والآن سوريا التي كانت ناسية عدد الأكراد لديها، لأنهم غير مسجلين أصلا، أغدقت على أكرادها الامتيازات، أشكالا وأنواعا، فيما يرأس المجلس الوطني في الجهة الأخرى، سياسي كردي.{nl}تتدلل عيني، يقول العراقيون، لكن لم يقلها أحد للأكراد من قبل، واليوم يفيد الأكراد من اختلاف العرب فيما بينهم، ومن اختلاف العرب مع تركيا. وما لم يعط للأكراد في اتفاقية سايكس - بيكو قد يأخذونه الآن من دون منة أحد: وجودا ذاتيا لا يقل أهمية عن الدولة المستقلة، ما بين سوريا والعراق وإيران. بعد قرن من الاضطهاد يتسابق المضطهِدون السابقون إلى إرضاء هذا اللاعب الأساسي والمتدلل والمحنك. لا يقدم بيادقه إلا عندما يتأكد أن اللاعبين الآخرين قد واجهوا الجدار. والجدار هو حال العرب عموما اليوم، بعدما ظل العرب يرددون أمثالا تدل على عناد الكردي. أما الآن فقد تعلم الأكراد الأمثولة وتركوا العناد لأصلافهم العرب والأتراك.{nl}يمارس الأكراد في سوريا سياسة فائقة البراعة، يلعبون على الصراع ما بين النظام وأعدائه. بدل العناد ونطح الحيط، يعرضون الحيط الكردي الشهير على الراغبين: تفضلوا أنتم انطحوه. هذه ساعة الحظ، والحظ في العالم العربي دائما مكفهر ومخضب ولا يعرف الابتسام. يقبضون بحنكة على عطاء الحظ وتعقيد المخارج. لن يتركوا المناسبة تفر من أيديهم بعد عشرات العقود من التنكيل والضرب والازدراء والإهمال.{nl}طبعا لم يكن المواطن العربي يلقى من الأنظمة معاملة أفضل من جاره الكردي، لكنه على الأقل كان موجودا كمخلوق، ولو غير بشري، غالب الأحيان. أما الكردي فكان موجودا كطريد مقاتلات في الجبال وجرثومة سريعة الموت في كيميائيات علي الكيماوي ومشاريع «الرئيس صدام» لإحياء الأمة العربية والإمبراطورية العباسية، لكنه جابه ثلاثة عوائق أمام ذلك: الكويت والأكراد وإيران.{nl}كنا نتمنى على الإخوة الأكراد، مهما حصل، أن يبقوا معنا، لكن كيف يمكننا أن نقنعهم بذلك؟ وكيف؟ استغلوا عرقنة العراق لإقامة وجودهم والآن يستغلون عرقنة سوريا. وصار على العراق (دولة القانون وديمقراطية المالكي) رئيس كردي، والآن يضع السوريون كرديا على رئاسة المعارضة. وسبحانه كم يغير.{nl}الجيل الجديد في الصين يتطلع للقيام بدور عالمي{nl}بقلم أمير طاهري عن الشرق الاوسط{nl}كمنتجع ساحلي بفنادقه ذات الطابع السوفياتي ومطاعمه الكئيبة، لا تبدو مدينة بيدايهي، بالقرب من العاصمة الصينية بكين، بالروعة المنتظرة، لكنها رغم ذلك هي المكان الذي تتجمع فيه النخبة الشيوعية الحاكمة كل خمس سنوات لمناقشة الاستراتيجية المتبعة واختيار القيادة المقبلة.{nl}ويتمتع اجتماع العام الحالي بأهمية خاصة بالنسبة لمن ينتظرون أن تلعب الصين دورا أكبر في قضايا مثل تعزيز الاقتصاد العالمي ومساعدة العملية الانتقالية في سوريا وإيقاف البرنامج النووي الإيراني. ويسترعي هذا الاجتماع الاهتمام لسببين: الأول هو أن النخبة الحاكمة ينتظر منها تسوية النزاعات الآيديولوجية التي قد تعصف بالمؤتمر العام الثامن عشر للحزب الشيوعي والمقرر عقده الشهر القادم. والسبب الثاني هو أن الحزب، مع خروج القيادات القديمة من الصورة، سوف يعتمد فريق قيادة جديدا سيتولى الحكم حتى عام 2022.{nl}والحزب الشيوعي الصيني ليس بغريب على الخلافات، حيث شهد الحزب في أعوام 1948 و1962 و1977 و1989 انقسامات حادة نتيجة تصادم التيارات الآيديولوجية والخصومات الشخصية الحادة، هذا بخلاف مراحل الاضطرابات الأكبر حجما، مثل مشروع «قفزة كبرى إلى الأمام» و«الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى».{nl}ويأتي الصدام الحالي بين ما يسميه المتخصصون في الدراسات الصينية بفصيلي غوانغ دونغ وشونغ كينغ. فالفصيل الأول ينظر إلى الصين على أنها دولة حديثة بها اقتصاد سوق ونظام سياسي شيوعي، وقد كانت مقاطعة غوانغ دونغ هي الساحة التي وجدت فيها نظريات دينغ شياو بينغ السياسية البراغماتية أكبر صدى لها في ثمانينات وتسعينات القرن العشرين. وقد بدأ ما يعرف باسم النموذج الصيني في غوانغ دونغ، قبل أن ينتقل أولا إلى شنغهاي ثم إلى باقي أنحاء البلاد. ويأمل فصيل غوانغ دونغ في أن ينجح في ما فشل فيه ميخائيل غورباتشوف في الاتحاد السوفياتي، من تطبيق مفهوم «البيريسترويكا» (أي: إعادة البناء) مع الحفاظ على الحكم الشيوعي. {nl}وقد كان الرئيس هو جينتاو وكذلك رئيس الوزراء وين جياباو من أشد مناصري تحرير الاقتصاد المقترن بسيطرة سياسية محكمة، ووفقا للمعايير الاقتصادية فقد كان نجاحهما في ذلك مبهرا، فخلال عقدين من الزمان، تضاعف إجمالي الناتج المحلي أربع مرات، وخرج مئات الملايين من الصينيين من دائرة الفقر، بينما وصل ما يزيد على 200 مليون شخص إلى مستويات معيشية تعادل تلك التي تتمتع بها الطبقات المتوسطة في الغرب.{nl}واليوم، تمتلك الصين ثاني أكبر احتياطي من العملات الأجنبية في العالم، كما صارت من أكبر خمسة مستثمرين أجانب في الولايات المتحدة وأوروبا، وتحولت البلاد إلى معقل التصنيع في العالم، وأصبحت من بين أكبر أربع دول مصدرة وكذلك، في رأي البعض، ثالث أكبر اقتصاد في العالم. ولعل الأكثر أهمية من كل هذا هو أن الصين، طيلة أربعة عقود، أي منذ الإصلاحات التي أجراها الرئيس دينغ، لم تتعرض لأي مجاعة كبيرة الحجم.{nl}كذلك، فقد نأت مدرسة غوانغ دونغ بالصين عن المغامرات المكلفة. فمنذ عام 1949، حينما تأسست الجمهورية الشعبية، وحتى أوائل السبعينات من القرن العشرين، كانت الصين قبلة لحركات التمرد المسلحة في جميع أنحاء العالم، حيث تورطت في حروب في الملايو وكوريا وفيتنام وسلطنة عمان وأنغولا وموزمبيق وغيرها، كما خاضت حروبا ضد روسيا، خسرت فيها الكثير من أراضيها، وضد الهند، حيث اكتسبت أراضي جديدة. ويحاول فصيل غوانغ دونغ، بالتعاون مع فصيل شنغهاي، حاليا إطالة أمد بقائه في السلطة عن طريق التعهد بإجراء إصلاحات سياسية إلى درجة لم يتم تحديدها.{nl}ومن المنتظر أن يسلم اجتماع بيدايهي السلطة إلى الجيل الخامس من الحزب الشيوعي، حيث سيتم الإعلان عن رئيس جديد ورئيس وزراء جديد، إلى جانب إجراء تغييرات في جزءين رئيسيين من الحزب، وهما المكتب السياسي ولجنته الدائمة. وسوف يتقاعد 14 عضوا من بين 25 عضوا في المكتب السياسي، بالإضافة إلى 7 من أعضاء اللجنة الدائمة المكونة من 9 أعضاء.{nl}إذن، فإن الصين مقبلة على أكبر ثورة بين الأجيال في تاريخها الحديث، حيث تتكون تشكيلة القيادة الجديدة من رجال وسيدات ولدوا بعد تأسيس الجمهورية الشعبية، ويعرف هذا الجيل باسم «الأمراء الصغار»، وهم أبناء كوادر الحزب القديمة وثمرة الامتيازات التي ظلوا يتمتعون بها بسبب أسمائهم. وحامل لواء هذا الجيل هو شي جين بينغ، البالغ من العمر 50 عاما، الذي من المقرر أن يصبح رئيسا للجمهورية وأمينا عاما للحزب. وشي جين بينغ هو ابن شي زونغ شوان، أحد مؤسسي الحزب الشيوعي وضحية «الثورة الثقافية» التي أطلقها ماو تسي تونغ. وقد قضى الشيخ شي 16 عاما في سجون ماو تسي تونغ، قبل أن يطلق دينغ شياو بينغ سراحه ويعينه حاكما لمقاطعة غوانغ دونغ.{nl}أما فصيل شونغ كينغ، فهو وريث أفكار «عصابة الأربعة» الشهيرة التي حاولت إبقاء «الثورة الثقافية» في حقبة السبعينات. ويزعم أعضاء هذا الفصيل أن اقتصاد السوق قد عمق من حالات الظلم الاجتماعي وسلب من الحزب روحه الثورية. وقد حاول هذا الفصيل إبقاء مذهب ماو تسي تونغ حيا عن طريق توزيع كتيبات الحزب القديمة واسطوانات مدمجة تحتوي على الأغاني الثورية القديمة. وتحت قيادة زعيمه بو شيلاي صاحب الكاريزما القوية، حاول الفصيل أن يحول شونغ كينغ إلى نموذج لإعادة توزيع ثمار النمو الاقتصادي.{nl}بيد أنه في أواخر شهر مارس (آذار) الماضي، قررت بكين إقالة بو شيلاي من منصبه كرئيس لفرع الحزب في شونغ كينغ، وإلقاء القبض على زوجته بتهمة قتل رجل أعمال بريطاني.{nl}ومع رحيل بو، فمن غير المرجح أن يتفق فصيل شونغ كينغ على زعيم جديد في الوقت المناسب قبل المؤتمر العام القادم، إلا أنه من المؤكد أن يكون له حضور قوي بعض الشيء في المؤتمر، مطالبا بنصيب في القيادة الجديدة. ورغم أنه لا يتمتع بنفوذ سياسي، فربما يكون المشاغب اليساري وانغ ليغون ما زال يأمل في ركوب موجة من الحنين إلى «أيام الثورة الخوالي».{nl}وأعتقد أن من يتوقعون أن تتبوأ الصين مركزا قياديا في العالم سوف يخيب أملهم، لا لأن الصين تفتقر إلى المقومات الضرورية لذلك، فهي تمتلكها بالفعل، لكن لأنه في ظل تباطؤ النمو الاقتصادي وتصاعد التوتر الاجتماعي في أنحاء البلاد في الوقت الذي يعاني فيه الحزب من انقسامات عميقة، فإن آخر ما قد ترغب فيه القيادة هو التورط في مشاكل الآخرين.{nl}ومع ذلك، يمكن للصين أن تلعب دورا داعما، من خلال قلب الموازين في العديد من القضايا. ففي منطقتنا، تستطيع الصين أن تنضم إلى روسيا في إطالة أمد نزيف الدماء في سوريا وتشجيع المرشد الأعلى الإيراني الذي فقد صوابه على المضي قدما في طريق الانتحار الذي يسير فيه، لكنها تستطيع أيضا أن تساعد من يناضلون من أجل تحقيق تحول ديمقراطي في دمشق وتغيير في مسار طهران. وسوف يحسن القادة الصينيون صنعا إذا ما فكروا في هذا الخيار أثناء اجتماعهم في بيدايهي.{nl}تسارع اجراءات تهويد القدس{nl}بقلم نزيه القسوس عن الدستور الأردنية{nl}لا يمر أسبوع واحد بدون أن نسمع عن إجراءات إسرائيلية هدفها الإسراع في زيادة وتيرة الإجراءات من أجل تهويد المدينة المقدسة فقبل عدة أيام أصدرت بلدية الإحتلال قرارا بفصل ثلاثة تجمعات فلسطينية يسكنها حوالي سبعين ألف فلسطيني عن مدينة القدس وذلك من أجل تغيير الواقع السكاني في هذه المدينة وجعل الأغلبية العظمى من سكانها من اليهود كما أن الحفريات ما زالت مستمرة تحت المسجد الأقصى المبارك من أجل تقويض أساساته حتى ينهار وذلك بحجة البحث عن هيكل سليمان المزعوم الذي تخطط السلطات الإسرائيلية من أجل إقامته مكان المسجد الأقصى المبارك وقبل عدة أسابيع أعلن أحد نواب الكنيست الإسرائيلي المتطرفين أن المسجد الأقصى جزء لا يتجزأ من الأراضي الإسرائيلية. {nl}وفي الضفة الغربية المحتلة فإن الإستيطان يجري على قدم وساق من أجل إبتلاع الأراضي الفلسطينية المحتلة ووضع الفلسطينيين والعالم أمام الأمر الواقع وإذا ما وافقت إسرائيل على إقامة دولة فلسطينية فستقام هذه الدولة على مساحة هزيلة من الضفة الغربية ولا تكون لها مقومات الدولة أبدا .{nl}أما آخر قرارات بلدية الإحتلال فهو القرار الذي صدر يوم الثلاثاء الماضي والذي يقضي بتحويل ساحات المسجد الأقصى المبارك إلى حدائق وساحات عامة لإلغاء تبعيتها للمسجد وإفساح المجال لليهود لدخولها في أي وقت يشاؤون .{nl}لقد تصاعدت الإجراءات الإسرائيلية كثيرا في الآونة الأخيرة من أجل الإسراع في تهويد المدينة المقدسة في غياب أي إجراء عربي لمنع ذلك أو الوقوف في وجه الإجراءات الإسرائيلية التي تستهدف تحويل المدينة المقدسة إلى مدينة يهودية وطرد السكان العرب منها وهدم المسجد الأقصى المبارك الذي يعتبر من أقدس المقدسات عند المسلمين فهو أولى القبلتين وثالث لحرمين الشريفين .{nl}لقد سمحت سلطات الإحتلال الإسرائيلي لقطعان المستوطنين بإقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان المبارك ضاربة عرض الحائط بمشاعر المسلمين كما قامت بإعتقال إمام هذا المسجد أثناء سجوده في صلاة الفجر يوم الجمعة الماضي ومنع المصلين من إتمام الصلاة بعد إقتحام الجنود الإسرائيليين للمسجد بصورة مفاجئة .{nl}مع الأسف الشديد فإن الدول العربية غائبة عما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخصوصا في مدينة القدس والدولة الوحيدة التي تتابع الإجراءات الإسرائيلية وتحذر منها هي الأردن وجلالة الملك عبد الله الثاني لا يترك فرصة إلا ويحذر من الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وأن الإجراءات الإسرائيلية الأحادية ستضر بعملية السلام . {nl}لقد قام الأردن بعدة إجراءات من أجل فضح الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخصوصا في مدينة القدس وقد إستطاع عام 1981 إنتزاع قرار من منظمة اليونسكو بإعتبار المدينة المقدسة جزءا من التراث العالمي الذي يجب المحافظة عليه والأردن هي الدولة الوحيدة التي تقدمت بدعوى لدى محكمة العدل الدولية ضد إقامة جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية المحتلة وإستطاعت الحصول على حكم بعدم جواز إقامة هذا الجدار لكن هذا الحكم مع الأسف غير ملزم للحكومة الإسرائيلية .{nl}إن العرب مدعوون لحماية مقدساتهم وها هي الإجراءات الإسرائيلية مستمرة لتهويد المدينة المقدسة وهدم المسجد الأقصى المبارك.{nl}اتفاق واشنطن - موسكو يوقف "حرب سوريا"؟{nl}بقلم سركيس نعوم عن النهار اللبنانية {nl}تعتقد جهات اميركية وعربية ان الحل للحرب في سوريا بين نظام الاسد وغالبية الشعب السوري لن يتم التوصل اليه الا باتفاق بين اميركا وروسيا ينهي القضايا الخلافية بينهما، ويطمئن روسيا الى مصالحها الحيوية والاستراتيجية. وقد هدّدها ولا يزال توسع "النفوذ الاوروبي" لاميركا حتى الحدود الروسية، كما تُهدِّدها حالياً الاسلامية الشرق الاوسطية العربية و"العثمانية" النامية، ذات العلاقة مع المسلمين والاسلاميين. هل الاعتقاد المذكور اعلاه في محله؟{nl}هو كذلك في صورة عامة. فروسيا التي اغضبها استدراج اميركا اياها لكي تصوّت على قرار في مجلس الأمن يجيز عملياً وعلى نحو غير مباشر التدخل العسكري في ليبيا واسقاط نظامها من دون ان تتعمّق في درس بنوده والبحث عن خلفياتها، روسيا هذه تبدو مُصمِّمة على منع اميركا من تكرار الاستدراج المشار اليه، ومن الاستخفاف بها ومن تهديد مصالحها الحيوية والاستراتيجية، وخصوصاً بعدما بالغت في ذلك منذ انهيار الاتحاد السوفياتي. ولم تجد هذه الروسيا الا سوريا نظام الاسد "قضية" تستعملها لاعادة الاعتبار الى دورها الدولي وقوتها ونفوذها العالميين. وكانت "قاعدة طرطوس" البحرية المؤجرة لها من زمان المبرر لإحياء علاقة بين موسكو ودمشق كانت قاربت التلاشي بسبب قلة اهتمام الروس. كما لم تجد سوريا المذكورة إلاّ روسيا، وتحديداً رئيسها فلاديمير بوتين الذي تمتزج في شخصيته صفات القيصر كما صفات الزعيم السوفياتي الاول، سنداً دولياً لمواجهة غضب شعبها وجيرانها الاتراك، واشقائها العرب، والمجتمع الدولي، وخصوصاً بعدما بلغ بتنوعه حجماً ادرك قادتها وفي مقدمهم الرئيس بشار عجزهم عن مواجهته وحدهم، رغم "جيشهم" داخل الجيش "الرسمي" والأقوى منه، ورغم مؤسساتهم الامنية الموجودة داخل المؤسسات الامنية الرسمية، ورغم امساكهم بحزب البعث وإن فقد سحره القديم والعريق.{nl}لكن كل ذلك على اهميته لا يجعل الاتفاق الاميركي – الروسي قادراً على وقف الحرب الاهلية السورية. ويعود ذلك الى سببين. الاول، ادراك القيادة السورية ان اي اتفاق بين واشنطن وموسكو على حل لسوريا سوف يكون على حساب النظام وقادته كلهم، وعلى حساب حزبهم، وعلى حساب العصبية الاقلوية التي هم منها والتي قد تقاسي الكثير في ظل "الهزيمة" التي سيتسبب بها الاتفاق.{nl}ويدرك قادة النظام ان انتصارهم في الحرب الاهلية ونجاة نظامهم امران مستحيلان. لكنهم يثقون بقدرتهم على الاستمرار في الحرب مدة طويلة، لأسباب مذكورة اعلاه، وإن تخلت عنهم روسيا. فضلاً عن اقتناعهم بأنهم، وفي حال العجز عن الصمود في كل سوريا، قادرون على الانكفاء الى "جغرافيتهم" بعد توسيعها وانتظار تسويات اقليمية – دولية مستقبلاً.{nl}ولعل ما يجعل النظام وقادته على الدرجة المشار اليها من الثقة في قدراتهم، وإن في غياب الدعم الروسي، هو معرفتهم ان حليفتهم الاستراتيجية ايران الاسلامية لن تتركهم. فهي ستحاول تمكينهم من الاحتفاظ بكل سوريا. وإذا عجزوا وعجزت فستدعم "جغرافيتهم" الجديدة لأن ذلك سيبقي لها موطىء قدم ونفوذاً، ربما مع لبنان حيث لـ"حزب الله" الذي اسسته من ابنائه وجود شعبي وعسكري مهم، ولأنه سيمكنها من الاستمرار في متابعة المواجهة مع اميركا والمجتمع الدولي واسرائيل حول ملفها النووي.{nl}كيف يمكن ازالة العقبة الايرانية هذه لتسهيل انهاء الحرب الاهلية في سوريا؟{nl}بطريقة من اثنتين، يجيب متابعو العلاقات الاميركية الدولية العربية – الايرانية. الاولى يأس اميركا والمجتمع الدولي من تجاوب النظام الايراني مع مساعيهما لتسوية النزاع حول ملفها النووي سواء لغرور يصيبها او لتوصلها الى تصنيع سلاح نووي سرّاً، او لاقتناعها بأن الاثنين يهولان عليها للحصول على تنازلات، وبأن لا نية عندهما لضربها. وفي حال كهذه تكون الطريقة ضرب ايران عسكرياً وإعادتها الى "العصر الحجري" كما يقول بعض الاميركيين. اما الطريقة الثانية فهي التوصل الى تسوية دولية - اميركية مع ايران.{nl}لكن الاسئلة التي تطرح في ختام هذا "الموقف" كثيرة منها: هل تتخلى ايران في التسوية عن الاسد ونظامه، او على الاقل عن "جغرافيته" الجديدة واستطراداً عن "حزب الله" اللبناني؟ هل تسهّل روسيا تسوية مع ايران لا دور لها فيها؟ هل تتوصل روسيا الى تفاهم حول سوريا مع اميركا من دون ان تتشاور مع ايران التي لها معها "علاقات جيدة"؟<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/08-2012/عربي-174.doc)