المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أقلام وآراء محلي 155



Aburas
2012-07-21, 12:27 PM
فتح غزة أصبحت ثلاثة تيارات{nl}بقلم: هاني العقاد – وكالة معا{nl}فتح حركة جماهيرية كبيرة، لها تاريخها المجيد ومقاومتها التي سجلت للفلسطينيين الحق في الوطن من جنوبه إلى شماله ومن شرقه الى غربه.... وفتح بجماهيرها وقيادتها عاشت مراحل عديدة وصعبة كان أصعبها اغتيال قائدها وقائد الشعب الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات، ومحاولات شطبها عن خارطة النضال الفلسطيني ومحاولات إبقائها مجرد حزب سياسي لا أكثر ولا اقل, لكنها وبالرغم من هذه وتلك المحاولات بقيت الحركة الرائدة التي قادت وستقود النضال الفلسطيني بكافة أشكاله حتى مرحلة التحرر الكامل وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، والحركة التي تتمترس وراء استقلالية القرار الفلسطيني والثوابت الفلسطينية، لذا فإن الحركة تعتبر صمام الأمان لكافة حركات التحرر الفلسطينية ليبرالية أو إسلامية أو حتى يسارية، وانهيارها لا يخدم احد وتفتتها لا يقوي احد ولا يجعل أحدا بديل عنها، لكن البعض يريدها ضعيفة ولا يرغب في انهيارها بشكل تام، والجديد في فتح اليوم أنها تعاني صراع مع الذات وصراع آخر بسبب الحكم، وصراع الذات اليوم أصبح مخيفا وخاصة في غزة على خلفية إعادة هيكلة الأطر التنظيمية القيادية للحركة بالأخص أقاليم القطاع، وهذا ما يعكس صورة سيئة جدا لحركة فتح بين مناصريها ومؤيدها وهم يشاهدوا أبناؤهم يتصارعوا على المواقع التنظيمية والحركة في حالة لا تسمح بذلك، لكني أقول أن مناصري ومؤيدي فتح أكثر إخلاصا للحركة ممن هم في المواقع التنظيمية المختلفة.{nl}لان فتح غزة تيارات ثلاثة مختلفة تتصارع في الواقع على المراكز القيادية في الهرم التنظيمي منها تيار الحرس القديم الذي يراقب عن كثب مجريات أمور الحركة ولا يتواصل معه احد من قيادة الحركة بسبب حالة التشتت القائمة وهناك تيار موالِ لدحلان وهو تيار قوي بالحقيقة، وتيار جديد ظهر على الساحة الفتحاوية بعد تشكيل الأقاليم الجديدة وظهر كتيار وسط يتقرب من كلتا التيارين السابقين ليتقوى بهما، ولان تركيبة فتح في غزة لا تتبع التنظيم الهرمي الواسع ولا تشمل جميع تيارات الحركة ضمن مثلثات هرمية معينة تمارس نشاطها الحركي العام داخل الهرم الكبير وفي إطار مهام حركية تتبع فلسفة الحركة وتحقق أهدافها السياسية حتى ولو بمسميات جديدة غير تلك المفوضيات التي حددت هيكلية كل مفوضية تبقي جميع أبناء الحركة المؤثرين في دائرة المسؤولية، ولم يكن الإجراء الذي اتبع لإعادة هيكلة أقاليم قطاع غزة موفقا إلى حد بعيد بالرغم من أحقية التغيير وفتح الطريق أمام قيادات جديدة لتصعد سلم الهرم التنظيمي، فقد كان الأولى أن تحل الأقاليم جميعها ويكلف عناصر جديدة وذلك بعد دراسة حالة الحركة ودقائق أمورها وطبيعة التيارات الفتحاوية التي تؤثر في الجماهير ويلتف حولها الجماهير ويثق في عملها الجماهير وتحترمها كافة الأطر السياسية العاملة بالقطاع، وعلى خلفية حل الأقاليم تشكل أقاليم جديدة بأعضاء جدد ومهمات محدد كالتحضير لمؤتمرات الأقاليم تجهيزا للمؤتمر السابع للحركة، وفي نفس الوقت يقدم الشكر والثناء لكافة أعضاء الأقاليم السابقين على جهدهم وعملهم خلال الفترة القاسية من تاريخ حركة فتح، وبهذا تتفادى الحركة حالة الصراع الخطر الذي تعيشه الآن على خلفية هذا يبقي وهذا لا يبقي وهذا شرعي وهذا غير شرعي.{nl}منذ فترة ليس بسيطة وفتح غزة تئن من البيروقراطية الحركية فمن يشغل منصب قيادي يريد البقاء فيه إلى الأبد أو يصعد إلى أعلى السلم التنظيمي ومن يولد صغيرا في فتح يبقي صغيرا ومن يولد كبيرا يبقي كبيرا ويكبر يوما بعد يوم وهذه قاعدة أسست لحالة الصراع الحالية ,و منذ فترة ليست بسيطة و فتح تحاول الإنجاب و لم تستطيع أن تنجب ليس لكونها حركة عاقر و إنما رجالها لا يريدون الإنجاب حتى لا يرث أبناؤهم مناصبهم القيادية , و كل هذا يعتبر سوء في إدارة الحركة و عدم القدرة على الخروج بفتح إلى بر الأمان و خارج الزجاجة التي حبست نفسها بداخلها و بالتالي القدرة على خلق مؤسسات ترعي أبناء الحركة و توفر لهم الدعم الحركي الحقيقي لينمو و يتطوروا ,و مؤسسات يجد فيها كل عنصر بغض النظر عن موقعه التنظيمي مكانته و يعيش من خلالها باحترام و عزة نفس , و اليوم أخذت فتح تئن أكثر من تقليد مناصب حركية و تنظيمية خاضعة لمعاير شخصية و ليست لمعاير اللائحة الداخلية للحركة و هذا ما يزيد الطين بله , و ليس بله فقط و إنما ادخل أبناء الحركة في مرحلة صراع خطير قد تدفع على أثره الحركة الثمن مرة أخري , لهذا بات واجبا على اللجنة المركزية التدخل الفوري لوقف حالة الصراع بغزة و إنهاءها من منطلق أن فتح حركة للشعب الفلسطينيين و وجدت من اجل فلسطيني و ليس من اجل هذا القائد أو ذاك, و التدخل الفوري هذا لابد وان يضع بالحسبان دمج كافة التيارات الموجودة على الساحة في قالب واحد يعمل من اجل الكل الفلسطيني و يعمل من اجل مشروع الدولة الفلسطينية ونيل الاعتراف الدولي بهذه الدولة و عاصمتها القدس وانجاز المصالحة الفلسطينية التي ستعيد وحدة هذا الشعب إلى حالتها الطبيعية و التي ينشدها كل أبناء الشعب الفلسطيني دون استثناء .{nl}تلفزيون فلسطين يدق الناقوس: صناعة الدراما تحتاج لمستثمرين{nl}بقلم: عماد الاصفر – وكالة معا{nl}كثر الحديث في الآونة الاخيرة عن غياب او تقصير الدراما الفلسطينية، وها هو الحديث يتجدد مع تسابق القنوات الفضائية على بث المسلسلات العربية خلال شهر رمضان، ولعل الشأن الفلسطيني سيكون غائبا عن المسلسلات العربية لهذا العام فهناك مستجدات كبرى تشغل بال كتاب الدراما ومن يقف خلفهم من منتجين ومستثمرين يسعون الى الربح.{nl}ولقد دأب تلفزيون فلسطين على استقطاب وشراء ما ينتج عربيا من مسلسلات تعالج الشأن الفلسطيني مثل "التغريبة"، و"هنا القدس"، و"باب الواد"، و"في حضرة الغياب" وغيرها من المسلسلات، فيما بدأ بتلمس خطواته على طريق انتاج الدراما المحلية وبجهد ذاتي عوقته الامكانيات المادية واجندة التلفزيون المزدحمة بالاهتمامات السياسية وبالاولويات التجهيزية للمقر الجديد والحاجة المتزايدة لتحديث المعدات.{nl}وفيما كانت التلفزيونات العربية الرسمية قديما هي الراعي والمنتج الوحيد للاعمال الدرامية، فان هذه المهمة التي تولتها التلفزيونات الرسمية العربية منذ اواسط القرن الماضي في مصر والاردن وسوريا وغيرها من البلدان قد تحولت لصالح الانتاج المشترك ثم لصالح الشركات الاستثمارية.{nl}لقد كان لتلفزيون فلسطين فيما مضى - وبجهود ذاتيه محدوده- تجارب لم تتواصل ولم تتراكم في انتاج ورعاية ودعم وبث عدة مسلسلات مثل "ليالي الصيادين" للمخرج صلاح القدومي، ومسلسل "الكنعاني" الذي كتبه بشير هواري واخرجه محمد دراج ولعب دور البطولة فيه الفنان سعيد البيطار، ومسلسل "الاخوة الغرباء" للمخرج الراحل حسيب يوسف، ومسلسل "انت يا قدس" للمخرج سويلم العبسي، والمسلسل الكوميدى "يوميات ابو العز" للمخرج طارق عليان، ومسلسل "سواليف" للمخرج سعود مهنا، ومسلسل "غدا تشرق الشمس" للمخرج مصطفى النبيه، ومسلسل "القلوب المهاجره" من انتاج قاسم عبد الهادي واخراج هادي فريحات، ومسلسل "عيلة وهليلة" من اخراج ابراهيم صابر الديك وتمثيل اسماعيل الدباغ وعدنان ابو سنينة ومسلسل "تيجو نحلم" وهو عمل درامي موجه للاطفال كتبه وضاح زقطان واخرجه درويش ابو الريش، ومسلسل " شفتك " لحسام ابو عيشة واحمد ابو سلعوم وما انتجته شركة نهاوند بنابلس من كوميديا اجتماعية مثل "برد الصيف" و "لهون حلو" مطب" للمخرج جورج خليفي، وما انتجته شبكة معا.{nl}ولأن انطلاقة التلفزيون في فلسطين تأتي متأخرة عن التلفزيونات العربية بعدة عقود فأن ذلك يحتم عليه البدء من حيث انتهى او وصل الآخرون وليس البدء من الصفر الذي انطلقوا منه ، وهو ما يحتم وجود مستثمر جريء قادر على اقتناص الفرصة والاستفادة من المزايا الموجودة لدينا وهي كثيرة منها: ان قضيتنا غنية بالاحداث الصالحة للمعالجة الدرامية ، وانها قضية ما زالت مرغوبة تاريخيا للجمهور العربي ومناسبة لاهتمامات التلفزيونات العربية ، ويضاف الى ذلك ان غالبية المسلسلات التي عالجت القضية الفلسطينية صُورت في مواقع خارج فلسطين في حين يمكن الاستفادة حاليا من التصوير على الارض الفلسطينية وهو ما سيغني المشهد ويجعله اكثر جذبا وتصديقا.{nl}وللتذكير فان لدى الفلسطينيين داخل وخارج وطنهم كفاءات مشهود لها بالقدرة على الكتابة والتمثيل والاخراج والتصوير ويمكن الاستشهاد في هذا المجال بالكاتب المبدع وليد سيف مؤلف "التغريبة" وشقيقه المبدع رياض سيف مؤلف "باب الواد" والمخرج العبقري باسل الخطيب مخرج "هنا القدس" والممثل المبدع اياد نصار بطل مسلسل "الجماعة" والفنان الرائع حسام ابو عيشة الذي تحول لتقديم برامج المسابقات بعد ان كسدت سوق المسرح والدراما وغيرهم كثير من المبدعين على المستوى العربي.{nl}والى ان يقتنع المستثمرون بفرص الربح من خلال الدراما والى ان يخوضوا غمار هذه الصناعة الواعدة، سيبقى على عاتق تلفزيون فلسطين الاهتمام ما وسعه بالدراما الفلسطينية من خلال انتاجه البسيط والواعد والذي تمثل خلال السنوات الاخيرة عبر مسلسل "وطن على وتر" وما اثاره من اعجاب وسخط ومسلسل "اسكت شات" الذي ينتجه التلفزيون للعام الثاني على التوالي، وعبر تشجيع الدراما المنتجة محليا وهو ما يتعزز هذا العام من خلال شراء وبث مسلسل "ايقاعات" لنخبة من نجوم التمثيل الفلسطيني.{nl}لقد انقضت تجربة "وطن على وتر" بكل ما لها وما عليها ولكنها أدت اغراضها واطلقت الشرارة واثارت الرأي العام وها هو مسلسل "اسكت شات" ينطلق في عامه الثاني على ذات الدرب فيما تتجرأ دراما "ايقاعات" على طرق جدران الخزان طارحة قضايا الفساد والانفصال والغلاء والزواج وكل ما يتصل بيوميات حياتنا الاستثنائية، ويقف الفنان ايمن نحاس على الخط الاخضر بين شقي برتقالة ليصنع لنا كوميديا بسيطة ولكن ملهمة تحت عنوان بين "إسا وهلأ" .{nl}نحن ومصر والمصالحة{nl}بقلم: حديث القدس – جريدة القدس{nl}ازداد الحديث مجددا عن جهود المصالحة بعد اللقاءات التي عقدها الرئيس المصري د. محمد مرسي مع كل من الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل. وقد لوحظ ان الرئيس مرسي حرص على ان يكون اللقاء الاول مع ابو مازن كبادرة منطقية وللاعراب عن الحيادية في العلاقات مع طرفي الخلاف فتح وحماس، ولا سيما انه من الاخوان المسلمين وممثلهم رغم استقالته الرسمية من الجماعة ومشعل ايضا يمثل الاخوان المسلمين الذين يحكمون القطاع، وقد تردد كثيرا ان مصر تحت رئاسته ستكون اقرب الى حماس منها الى السلطة وفتح، وقد اراد ان يزيل هذه التوقعات واعلن هو بنفسه حياده تجاه المصالحة ووقوفه على مسافة واحدة من الطرفين، اي انه لن ينحاز الى طرف دون الآخر.{nl}ويبدو ايضا ان الرئيس المصري مشغول باولويات اخرى كثيرة داخل مصر وفي المحيط الاقليمي والدولي، حيث زار السعودية اولا ثم حضر مؤتمرا افريقيا في اثيوبيا، وقيل ان مصر سترعى لاحقا لقاء بين عباس ومشعل ولم يتم الجمع بين الاثنين رغم وجودهما في القاهرة، وكان بالامكان وربما من الضروري عقد مثل هذا اللقاء ولو كخطوة تمهيدية للقاء المصالحة المنتظر.{nl}هكذا يبدو موقف مصر حاليا غير واضح تماما والحديث عن الوقوف على مسافة واحدة من الطرفين فيه ايجابيات وسلبيات لانه يتعامل مع الطرفين كفريقين متساويين بينما الواقع السياسي الفلسطيني الحقيقي هو غير ذلك. على اية حال فان الخطوات القادمة ستحدد الامور والعلاقات والتعامل.{nl}واذا تركنا الموقف المصري الهام مؤقتا، فان قضية المصالحة تتحرك ايجابيا حينا، وتتراجع احيانا اخرى، وما ان يتفاءل المواطنون بقرب التوصل اليها، حتى تصدمهم الوقائع والممارسات وتعود الامور الى الوراء، رغم كل المناشدات والمسيرات ومن ابرزها دعوات الاسرى من خلف القضبان وكذلك التحديات الكبيرة التي تواجهنا في هذه المرحلة المصيرية من تاريخنا والارض التي يلتهمها الاستيطان والتهويد الذي تعانيه مدينة القدس عاصمتنا الموعودة، وفوق هذا وذاك حالة الغليان والثورات والتمزق الداخلي وتداخل المصالح التي تسود الدول العربية من حولنا وتجعلنا في آخر الاهتمامات وليس اولها في هذه المرحلة على الاقل.{nl}وهذا الواقع الاحتلالي داخليا والثورات الاقليمية خارجيا، يحتم علينا ان نبادر نحن الى المصالحة والا ننتظر الآخرين ليقوموا لنا بذلك، واذا لم نبادر نحن ونخلص نحن في حواراتنا ومساعينا فأن الآخرين سيقل اهتمامهم بنا بالتأكيد.{nl}القدس ... جرح الوطن!!{nl}بقلم: المحامي جواد بولس – جريدة القدس{nl}طغت تفاصيل الانفجار الذي أودى بحياة وزير الدفاع السوري، وعدد من كبار القادة والمسؤولين المقرّبين من الرئيس بشار الأسد، على تصريح المستشار القانوني لحكومة إسرائيل وتأكيده أن منطقة الحرم القدسي الشريف هي منطقة إسرائيلية خاضعة لسيادة وقوانين الدولة، بما فيها قانون الآثار وقوانين التنظيم والبناء.{nl}إلى ذلك، أضاف المستشار ولفت أنظار المسؤولين الإسرائيليين إلى أنه، ونظرًا لما يتميز به الموقع من حساسية، عليهم أن يطبّقوا القوانين بحساسية فائقة ومؤكّدًا إيلاء الاعتبارات العملية اهتمامًا خاصًا .{nl}ويسألني صاحبي النبيه: ما دلالة ذاك التصريح وكيف لي أن أقرأه؟ وما كان السبب في إطلاقه اليوم وفي هذه الظروف؟{nl}إسرائيل احتلت القدس عام ١٩٦٧مع سائر ما احتلته من أراض لدول عربية كان حَمْلها واهمًا وحلمها كان سرابًا، حلَّت علينا النكسة أختًا لنكبة ولضياع وتبخّرت حبّات ندى ذلك الفجر. غاب ربيع العرب واستوطن القيظ فمذ متى تعرف الصحراء غير القيظ والرحيل؟!.{nl}إسرائيل أعلنت ضمّها للقدس بعد أيام من انتهاء «رحلة الأيام الستة» وطبّقت قوانينها على المدينة وعلى سكّانها فـ"ظفروا" بمكانة مغايرة وبطاقات هوية ميَّزتهم عن سائر إخوانهم الذين زُجّوا وراء حواجز القمع وأقفاص المذلة.{nl}في البدايات أفتى كهنة إسرائيل أن زيارة "جبل الهيكل" وهي التسمية التي تطلقها اسرائيل على الحرم القدسي، محظورة لأسبابٍ مردّها عقيدة اليهود وإيمانهم. وكان في هذه الفتاوى راحة لسياسيي الدولة المحتلة وللجميع. مع الأيام ومع ازدياد التطرف السياسي في إسرائيل وتزاوجه مع التطرف الديني تآكلت تلك الفتاوى وانحسرت لتخلي مكانها لفتاوى كهنة باسم الرب مسحوا ما كان قائمًا وبدَّلوا ذلك بنداءات تهيب بأحباب موسى وربه أن يؤمّوا «الهيكل» ويحموه من «غاصبيه»، كفّارًا وأغيارًا لا حق لهم ولا حقوق في مكان معد ليكون «هيكل الرب المهيَّأ للقيامة ومجيء المخلص». وهكذا علت مع الأيام أصوات الفتاوى وكأنها صكوك ربّانيّة يسوّغها وعّاظٌ كلامهم، مهما حلا ورق، يبقى ككلام الأفاعي والعرابيد! يصلّون لخراب معبد لحساب هيكل مزعوم.{nl}القدس سيّجت وفصلت عن باقي محافظات فلسطين. وبعدما كانت لدهور قبلةً وحبلَ سرة لوطن أصبحت ذبيحة ذليلة. بهدوء، ولكن بإصرار وتبصّر، أحكمت إسرائيل قبضتها على المدينة. بصبر لبؤة جائعة وبأناة لاعب شطرنج حاذق أسقطت إسرائيل البلدة حجرًا وراء حجر. ما فلت من هجماتها لسنين يخر ويلحق بدولة الاحتلال (قطاع الصحة العامة، قطاع التعليم والمدارس، قطاع المواصلات العامة، قطاع المساعدات الاجتماعية وغيرها). من يوم إلى يوم تتغيّر معالم المدينة، كسيّدة المرافئ في كل ليلة لها قمر. مباضع أطباء لا يرحمون قطّعت فيها أوصالًا ورتقت ما ثقبه النسيان والزمان. من يذكر منكم كيف كانت القدس في مناطق سُميت ذات يوم مناطق التماس؟ تعالوا، اليوم، لتروا أن لا تماس باق ولا التباس، فالأرض للمنتصرين ولهم كذلك السبايا والغنائم، هكذا من أيام يوشع إلى أيام جنكيزخان إلى أيام خليفةَ وصاحبه سام. دمّروا الدمار. فلتفرح الزنابق بلقاح الزنابق ولتبتهج عذارى أورشليم وليحمهن الرب الذي لأجله نحن البشر نبني المعابد ونصلي.{nl}هل تذكرون تلك المساحات الشاسعة من الأراضي التي بقيت على دمارها منذ عام ١٩٤٨ وما اصطلح القانون الدولي على تسميته "نو مانز لاند"، من التلة الفرنسية شمالًا حتى محطة القطار جنوبًا، مسح عن بكرة التراب والذاكرة ليصبح من كبد إسرائيل ومن أحشائها، مفخرة لحضارة دولة قوية وسيّدة للحرب. فإسرائيل قررت أنها "المان"/الرجل وصاحب الحق الواحد الوحيد وأمام جميع العرب والمسلمين والعالم بنت وما زالت تبني المساكن على المساكن والفنادق كنجوم الظهر في حلق التاريخ.{nl}ما كان خرابات "مميلا" تحوّل إلى سوقها وفي مقاهيه يجلس العربان والغربان ويهيمون في ما كان بابًا للخليل واليوم أصبح بابًا للهزيمة وبكاءات النخيل.{nl}هل تعرَّفتم ذات يوم على ما كان بناية الهيئة الإسلامية العليا واليوم استولى عليها بعض من الصهاينة ليحيلوها فندقًا من بنات الخيال. هدموا البناية ومحوا الأساسات ورائحة المكان لكنّهم تركوا حائطها الخارجي فهو تحفة معمارية شرقية ستزيّن واجهة الحضارة الغازية وفي وسطها سيبقى الحجر ليهزأ من الخاسرين وليذكّرنا بعارنا في القدس، فالبناية كانت مرة درة الشرق ومضربًا للبيعات والإفتاء.{nl}ما الجديد في ما صرَّحه المستشار؟{nl}لا جديد يا صديقي، بل تأكيد على وخز المسامير في أكف من يتقلّى على الصليب. لا جديد، بل تذكير بسيّد المقام وصاحب القول ومنضد الأناشيد. لا جديد، ربما. وربما يطمئن بعض المشاغبين والمشاكسين عندهم ليهدأوا ويتيحوا لأحفاد النمل أن يبنوا مملكتهم كما توهمّوا لإرضاء رب الجبال والهياكل. لا جديد أو ربما كلّه جوابٌ لمن يصر على أن القدس حرم ومعابد وربما جديد، لمن يفاخر بآلافه ويبايع أقصى، فيأتيهم الصوت ويعلن: بايعوا الأقصى هناك، على منًصّات من وهم وريش وأكملوا رحلتكم في مراكب الريح والغبار فنحن هنا أصحاب القول وبأيدينا المفاتيح وعصي القهر فبأي رب تحدثون؟{nl}ما الجديد يا صاحبي؟{nl}هل تعرف أن في باحة الأقصى وداخل الحرم تعمل محطة لشرطة إسرائيل؟ فتعال إلى القدس واسمع كل يوم فيها من النحيب جديد ورَ أن الجان في زواياها يرتِّل كل يوم ويمجّد إلهًا جديدًا ويقول: "يدع الذباب جميع جسمك سالمًا/ وتراه لا يأوي لغير جريحة"، فالقدس يا صاحبي هي جرح الوطن.{nl}الدلالات السياسية وراء فتح ملف اغتيال الرئيس عرفات!!{nl}بقلم: الدكتور ناجي صادق شراب – جريدة القدس{nl}هل هناك من نظرية تاريخية سياسية حتمية تربط بين إغتيال الرئيس عرفات وتسوية القضية الفلسطينية؟ والسؤال بصيغة واضحة قاطعة هل إغتيال الرئيس عرفات له علاقة بمسار عملية السلام وإنهاء الصراع مع إسرائيل؟{nl}ويبدو أن السؤال من نوع الأسئلة التي قد تثير الإتهام ولا أقصد: بذلك إلى الجانب الفلسطيني. والإجابة على هذا السؤال قد يقودنا إلى استخلاص نتائج خطيرة، وقد يترتب عليها تداعيات خطيرة جدا تتعلق بمستقبل السلطة الوطنية، وهنا نعود للتساؤل من جديد هل للسلطة أو أحد فاعليها دور في ذلك؟ وإذا ما ثبت ذلك فهذا يعني أن السلطة الوطنية غير مؤهلة، وغير مؤتمنة على مستقبل القضية وشعبها .{nl}وإذا كان الأمر كذلك فلمصلحة من أن تفقد السلطة مصداقيتها، ومن هو البديل لها؟ وهنا يمكن ان يستخلص مباشرة أن حركة «حماس» قد تكون المستفيد الأول من ذلك، وهو ما قد ينعكس على مستقبل المصالحة الفلسطينية التي لن يعود لها وجود مع هذه السلطة.{nl}وهل لإسرائيل مصلحة مباشرة في إغتيال الرئيس عرفات؟ لا خلاف في ذلك ، هذا على الرغم من أن الرئيس الراحل هو من أقدم على توقيع كل إتفاقات السلام مع سرائيل، ومنحها الإعتراف بوجودها كدولة لكن لا خلاف أيضا على أن الرئيس عرفات هو من رفض أن يتنازل عن الثوابت الفلسطينية ورفض أن يقدم اي تنازل ، وأن الرئيس عرفات ولما له من تأثير قد وضع إسرائيل في موقف الإختيار الصعب ، وبالتالي لا بد من التخلص منه . هذا مجرد تحايل وتفسير منطقي ، أن كل من يتعارض ويعارض المصلحة الإسرائيلية لا بد من التخلص منه ، وهذا ينطبق على كل القيادات التي تم إغتيالها ، لكن هذا الإستنتاج يقود إلى ما يسمى بنظرية المؤامرة، وهو ان البديل الفلسطيني له مصلحة أو دور في التخلص من الرئيس عرفات.وهنا تكمن معضلة فتح ملف اغتيال الرئيس عرفات.{nl}ما هي مصلحة زوجته؟ وما هو هدف قناة الجزيرة ؟ من هو المستهدف من وراء ذلك؟{nl}قبل أن أجيب على هذه التساؤلات، لا بد من قراءة سياسية لإغتيال الرؤساء، والدلالات السياسية وراء ذلك. اي رئيس وأي حاكم ليس مجرد شخص عادي ، وخصوصا الرؤساء والحكام العرب الذي يمثلون دولهم ، كالرئيس عبد الناصر ، والملك فيصل ، والسادات . هؤلاء القادة العرب ليسوا مجرد حكام على رأس دول عادية ، بل هم يمثلون دورا وبرنامجا ورؤية سياسية ، ويمثلون مرحلة سياسية مهمة قد تتعارض ولا تلتقى مع مصالح قوى خارجية لها مصلحة مباشرة في المنطقة ، وإذا ما قلنا قوى خارجية ووفقا لنظرية المؤامرة تقفز إسرائيل والولايات المتحدة ، وهو تفسير يريح الكثيرين من البحث عن العوامل الداخلية المتعلقة بالحكم مثلا، وهو ما يذهب بنا إلى التشكيك في دور من يأتي بعد هؤلاء الحكام .{nl}وإذا ما عدنا إلى الرئيس عرفات ، فهو أيضا ليس مجرد رئيس ، وليس مجرد زعيم هو يمثل قضية ، وشعب يناضل من اجل إنهاء الإحتلال الإسرائيلي وقيام دولته ، بل هو يمثل خيار المقاومة والنضال الذي لم يتخل عنه ، وخيار سلام الشجعان، والخياران يتعارضان مع مصلحة إسرائيل.{nl}والذي يميز الرئيس عرفات كما أي رئيس فلسطيني من بعده هو الدور الإسرائيلي الذي لا يمكن تجاهله في مصير اي رئيس فلسطيني ، فنحن هنا امام نموذج معقد للرئاسة والحكم ، فمن ناحية إذا ما قام هذا الرئيس بدوره في عملية السلام والإتصال بالجانب الإسرائيلي وهو أمر حتمي قد يتهم بانه متعاون مع إسرائيل على حساب شعبه، وإذا ما تصلب في موقفه وهذا يتعارض مع إستحقاقات اي رئاسة فلسطينية ممثلة بعرفات أو غيره فقد يتهم بالإرهاب والتطرف من قبل إسرائيل ، ومن ثم لا بد من التخلص منه. {nl}هذه النظرية أسميها بنظرية الكماشة التي يمارس فيها أي رئيس فلسطيني مهامه وهذا ما وقع فيه الرئيس عرفات ، وبحكم تركيبته العسكرية التي لا تسمح بالإستمرار في أي عملية تسوية سياسية دون هدف سياسي، وبحكم هذه الخلفية وتمسكه بخيار المقاومة التي قد ذهبت إلى حد تأييد قوى المقاومة الأخرى وخصوصا الإسلامية ، وصل الرئيس عرفات إلى مرحلة إنسداد سياسي، او إلى مرحلة قضم الكماشة اي لا بد من التخلص منه . هذه النتيجة لا أحد يستطيع أن يتبرأ منها ، وتبقى طريقة التخلص من هذه الشخصية ، فعندما حاصرت القوات الإسرائيلية المقاطعة ولم يكن بينها وبين الرئيس عرفات أكثر من متر لم تستطع أن تتخلص منه، لأنها ستحوله إلى بطل قومي، وقد يقود ذلك إلى إنتفاضة شعبية وقتها لا تقوى إسرائيل على تحملها، ناهيك عن انه سيؤدي الى إنهيار كامل للسلطة الفلسطينية أيضا وهو ما لم تكن إسرائيل مستعدة له، وتعرضها لضغوطات وإنتقادات عربية ودولية كبيرة.. والبديل لذلك هو البحث عن وسيلة أخرى للإغتيال بالسم أو غيره، وهي الطريقة التي قد تحتاج معها إلى ايد فلسطينية قريبة جدا، ومن هنا جاء الدور الفلسطيني، ومن هنا ايضا الربط بين التوقيت في إعادة فتح ملف الإغتيال، سواء من قبل قناة الجزيرة، أو زوجته.{nl}إذن الهدف واضح ، المقصود بذلك هو البحث عن الدور الفلسطيني، لأنه لا خلاف على قيام إسرائيل بدور مباشر في عملية الإغتيال، وحتى مع التسليم بذلك، ماذا سيكون رد السلطة، وهي تؤكد دائما أن إسرائيل وراء الإغتيال، هل ستقاطع السلطة إسرائيل؟ وهل ستعلن عن عدم المفاوضات معها ؟ وهل ستعلن أنها ستتبنى خيار المقاومة ردا لإعتبار اغتيال الرئيس عرفات؟{nl}كل هذه الخيارات صعبة وبعيدة عن قدرة السلطة .{nl}ما قصدت إن اصل أليه أن المستهدف من فتح ملف الإغتيال هي السلطة الفلسطينية ، وان الهدف هو إفقادها أي شرعية سياسية، والتخلص من رئيسها وكل مكوناتها، ويبقى السؤال لمصلحة من يتم ذلك؟ ، وعليه فالمسألة ليست كما يبدو، والمطلوب من السلطة أن تبرىء موقفها ، وان تكشف كل الملابسات والأوراق لديها ، فالمسألة والهدف مرتبط بوجود السلطة كلها، ومرتبط بمستقبل القضية الفلسطينية وتسويتها او على أقل تقدير فرض تسوية سياسية ما بالقوة . هذا ما ينبغي قراءته من وراء فتح ملف اغتيال الرئيس عرفات .{nl}استشهاد عرفات.. القاتل معروف والمطلوب حكم التجريم{nl}بقلم: صادق الشافعي – جريدة الحياة{nl}أثار تقرير قناة الجزيرة حول استشهاد القائد ياسر عرفات الكثير من الجدل، كما فرض العديد من الأسئلة، ولا تزال القضية تتفاعل حتى الآن، والمعتقد أنها ستستمر كذلك إلى فترة قد تطول.{nl}بدايةً، يمكن التأكيد بثقة عالية أن الغالبية الساحقة من الشعب الفلسطيني كانت لديها ـ ومنذ البداية ـ شكوك قوية تقترب من القناعة أن عرفات قد قتل، وأن إسرائيل هي من قتله. أولاً لأنها صاحبة المصلحة في قتله، وثانياً لأنها الأقدر على ذلك، خصوصاً مع التقارير الطبية الأولى التي أشارت إلى أنه قتل بسم لم تنجح التحاليل الطبية المتقدمة المعروفة في اكتشافه أو في معرفة مضاداته (ترياقه)، إضافة إلى كل المؤشرات والقرائن التي كشفت في حينها ثالثاً.{nl}إن إعادة إثارة القضية بعد حوالي ثماني سنوات بهذه الطريقة العلمية المتقدمة وبهذا التحديد الدقيق لمادة التسميم تحول شكوك تلك الأغلبية الساحقة إلى يقين بأن إسرائيل هي من قتله.{nl}إن التقنية العالية في عملية التسميم والندرة الشديدة للإشعاعات التي استخدمت فيها والدرجة العالية جداً من سميتها تشير إلى أن تنفيذ عملية التسميم تحتاج إلى مستوى خاص من الحرفية، وهو ما يوفر مؤشراً إضافياً على أن إسرائيل هي القاتل، وأنها هي المنفذ أيضاً.{nl}إن ما قامت به الجزيرة يبقى في جميع الأحوال إنجازاً مهنياً وسبقاً إعلامياً ضخماً إضافةً إلى أهميته السياسية الكبيرة. ولا يقلل من ذلك أي تساؤلات عن الدوافع والاستهداف من وراء ذلك، أو حول توقيته. وهي تساؤلات على درجة من الموضوعية، خصوصاً أن الصحافي من الجزيرة الذي كان المسؤول المباشر عن هذا الإنجاز هو صحافي أميركي كان يتعاون مع قسم الخدمات السرية لوزارة الخارجية الأميركية، وأنه كلف مهمة حماية عرفات مرتين أثناء وجوده في الولايات المتحدة، كما كتب بنفسه في مقال على الجزيرة نت.{nl}إن المصلحة الوطنية الفلسطينية تقتضي التعاطي مع هذه القضية بوصفها واحدة من معاركنا مع العدو الصهيوني في سياق نضالنا الوطني العام.{nl}وفي حال نجاحنا في إدانة إسرائيل وإثبات مسؤوليتها عن الجريمة فإن ذلك بقدر ما يفضح ويعري إجرام الدولة الذي تمارسه إسرائيل فإنه سيشكل انتصاراً باهراً للعدل وكشفاً إضافياً مهماً لجوهر إسرائيل المعادي والمناقض للإنسانية. وهو ميدان مهم من ميادين صراعنا معها على المستوى الدولي بالذات. ولقد كان الموقف الفلسطيني بشكل عام، سواء جاء من السلطة ورموزها أو من أهل الشهيد، صائباً حين وافق على التعاون مع المختبر الدولي الذي يتولى التحاليل الطبية وتجاوب مع مطالبه، بالذات طلبه بفحص أجزاء من رفات الشهيد عرفات.{nl}إن هذا الموقف بقدر ما يساعد على كشف الحقيقة، فإنه يسكت الألسنة المتطاولة والتلميحات المشككة.{nl}فالبعض للأسف لم يجد في هذه القضية أكثر من فرصة ووقوداً إضافياً لحملة من التشكيك{nl}وتوزيع الاتهامات القائمة فقط، إما على تخيلات أو على تحليلات سطحية واستنتاجات متسرعة دونما انتظار لنتائج التحقيق، في محاولة لتسجيل نقاط رخيصة في السجال الخلافي الداخلي ضيق الأفق وغير المقبول بما يزيد من تعميقه وإعاقة محاولات تجاوزه.{nl}وقد تجلى ذلك في توزيع اتهامات مجانية مرسلة وغير محددة وبلا دليل عليها، أو في الادعاء المجاني بوجود أجواء وخلافات داخلية وصراع على النفوذ والمواقع، بالذات في الحلقة القريبة من الشهيد عرفات، شكلت تواطؤاً على الاغتيال وأمنت المناخ المناسب لتنفيذ جريمة القتل. {nl}وهو موقف منفر ومستهجن أقرب إلى الشماتة، وإلى الاستغلال الرخيص لقضية إنسانية ووطنية مهمة تفترض التوحد التام حولها.{nl}وقد تم التعبير عن هذا الموقف في مقالات لصحافيين معروفين بمواقفهم المسبقة والجاهزة وفي مقابلات تلفزيونية على قنوات معروفة بانحيازاتها أيضاً.{nl}ويزيد من تنفير واستهجان هذا الموقف أنه يأتي في إطار حملة مستمرة ومتشعبة لا هم لها إلا التركيز على السلبيات في الأوضاع الفلسطينية والنبش عنها في الماضي وعدم الاكتفاء بما يتوافر في الحاضر، وهي موجودة فعلاً ولا أحد ينكرها، دون الالتفات إلى أي إنجازات وإيجابيات في هذه الأوضاع، وهي أيضاً موجودة. والأهم، دون تسليط الضوء الكافي على نضالات الجماهير الفلسطينية وصمودها العظيم، ولا على احتياجات دعم هذا الصمود والتقصير المتعمد في توفيرها.{nl}إن إماطة اللثام عن جريمة اغتيال القائد ياسر عرفات يجب أن تتحول إلى قضية إجماع وطني لا مكان فيها للخلاف أو التلاوم أو الاستغلال، ويجب أن تنصب كل الجهود وتتوحد كل القوى خلف هدف وصول العالم إلى الحقيقة وتأمين أعلى درجات التعاون مع أي هيئة دولية أو علمية تسعى إليها وتلبية كل طلباتها.{nl}إن قاتل الشهيد عرفات معروف. المطلوب النجاح في إدانته والحكم عليه.{nl}الموت بـ"الطَقِشْ"... تحركي يا حكومة؟!!{nl}بقلم: عبد الناصر النجار – جريدة الايام{nl}"الطَقِشْ" (هو مخلفات إسرائيل المدنية والعسكرية التي تد خل أراضينا عن طريق مافيات وتعود إليهم نظيفة بعد أن تخلف لنا موت الأرض والإنسان).{nl}قبل سنتين وقف رئيس الوزراء د.سلام فياض وهو يسلم الزميل محمد رجوب جائزة فلسطين لحرية الصحافة، ويقدم له شيكاً مالياً عن تحقيقه الإذاعي المميز حول ورشات الطقش في المناطق الجنوبية الغربية في محافظة الخليل المجاورة لجدار الفصل العنصري. في حديثه آنذاك أثنى رئيس الوزراء والجهة المنظمة للجائزة وهي مكتب الإعلام الحكومي على هذا الاستقصاء ووعد بإنهاء المشكلة..بعد عامين أضحت المشكلةُ أخطرَ مما كانت عليه؟!!{nl}مجموعة من الأسئلة نطرحها ونترك الإجابة عنها للمسؤولين علّهم يوقفون زحف الموت الرابض فوق صدورنا:{nl}- مَن المسؤول عن تصحّر مساحات من أرضنا الزراعية في جنوب غربي الخليل؟؟{nl}- من المسؤول عن ارتفاع عدد حالات السرطان وأمراض الجهاز التنفسي والحساسية هناك ؟؟{nl}- من المسؤول عن ظاهرة بتر الأصابع وعمالة الأطفال ؟؟{nl}- من المسؤول عن تهتك رئة طفل لم يتجاوز الشهرَ التاسع ؟؟{nl}- من المسؤول عن إحضار مادة الديكستين المسرطنة وهي من بين إحدى عشرةَ مادة مصنفة عالمياً على أنها تسبب السرطان؟؟{nl}- من المسؤول عن تدفق مادة ثنائي كلورايد الأثنيل من مئات آلاف شاشات الحواسيب المدنية والعسكرية الإسرائيلية منتهية الصلاحية وأصبحت أرضُنا مدافنَ لها ؟؟{nl}- من المسؤول عن إحضار مادتَي الكروم والباريوم من الثلاجات المستخدَمة لتستقرّ بين بيوتنا ؟؟{nl}سُلطاتنا الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية هي مسؤولة يجب ان تتحرك لوقف الكارثة لأن الصمتَ سواء عن علم او بدون سيّان، وعدم قدرتها على الفعل تحت أي سبب كان يجعلنا قادرين على مطالبتها بالرحيل.{nl}على امتداد الطريق من بلدة إذنا وحتى قرى الكوم وبيت عوا ودير سامت وعشرات القرى المجاورة تنتشر ورشاتٌ تُشاهدُ فيها جبالٌ من الخردة والمخلفات التي تنقلها شاحنات الموت الإسرائيلية التي يقودها فلسطينيون يحملون الهوية الزرقاء (الإسرائيلية) وتدخل بتسهيلات خاصة من المعابر والحواجز الإسرائيلية لتستقرَّ بين ايدي اطفال وشبان يقومون باستخدام المطارق لتحطيمها من أجل استخراج المعادن منها مثل النحاس والالمنيوم والحديد .. بمعنى آخر تنظيف أوساخ المحتل وإعادتها نظيفةً إليه.{nl}في الماضي كنا نقول إن عمالنا يبحثون عن العمل في إسرائيل، ولم نتصور أن يأتي العمل الإسرائيلي الينا ولكن على شكل نفايات ومواد كيماوية ومشعة تحمل الأمراض القاتلة.{nl}ثلاجات، غسالات، شاشات حواسيب مستخدمة ومنتهية الصلاحية، هياكل سيارات، براميل زيوت، كابلات من كافة الأنواع، مواد بلاستيكية، قذائف مدفعية، رصاص، ذخائر عسكرية، محركات دبابات يقال إنها كانت تستخدم للتدريب باستخدام القذائف التي تحتوي على اليورانيوم المنضب، وغيرها من المواد التي تشكل هذه المخلفات.{nl}بعد فرز الأوساخ الإسرائيلية التي تدخل يومياً بعشرات الأطنان، تبدأ مأساة ثانية وهي حرق كميات من هذه المخلفات لتنظيفها من مادة البلاستيك والمطاط.{nl}مصادر طبية أكدت ان عمليات الحرق التي تتم في مناطق "ج" التي تقع تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية وتتم بين البيوت تخلف سحباً من الغيوم يكون لونها مع بداية الاحتراق أسود، يتحول بعد فترة زمنية الى الأزرق المصفر، وفي اليوم التالي يصبح لون الدخان المتصاعد أبيض، مع العلم انه في بعض الأحيان يتواصل انبعاث الدخان من المواد المحترقة لمدة شهر،{nl}بعد سؤال الأهالي أكدوا ان عمليات الحرق تتم لرخص تكاليفها، فمثلاً تنظيف طن واحد عن طريق الكشط اليدوي باستخدام الأدوات الحادة يكلف 250 دولاراً أميركياً بينما الحرق لا يكلف إلا 10 دولارات للطن، تجار الموت الهادفين للربح لا يكترثون بنتائج عمليات الحرق.{nl}بعد معاينة المناطق التي يتم فيها الحرق، لاحظنا أن الأراضي المحروقة تصبح قاحلة تماماً وتنقرض الحياة النباتية فيها ... حتى لو أُعيدت زراعتها لا ينبت فيها شيء.{nl}الحقول المجاورة مثل الزيتون وكروم العنب واللوزيات بمختلف أنواعها متراكمٌ على أوراقها طبقات شبه بلاستيكية تؤدي في النهاية الى ضعف شديد في الاثمار وربما الموت التدريجي...{nl}ينابيع المياه وخاصة السطحية قد لا تكون آمنة ...{nl}اتصالات مع السفارة البلجيكية لإجراء بحث وفحص آثار إعادة تنظيف القاذورات الإسرائيلية البيئية والصحية بل الوجودية للبشر والحيوانات والنباتات في هذه المناطق كان من المفترض أن يتم خلال الأشهر الماضية...ولكن لماذا توقفت ؟!! هذا سؤال آخر.{nl}السلطة التنفيذية ممثلة بجهاز الشرطة غير قادرة على الوصول الى مناطق الحرق... مجموعة من الحارقين الذين تم تحويلهم للقضاء يحكم عليهم بغرامات لا تتجاوز 50 دولاراً !! السلطة التشريعية مغيبة بالكامل!!!{nl}نختم مقالتنا بما اكده وزير شؤون البيئة يوسف أبو صفية بأن الشاحنات المحملة بالمخلفات فور اجتيازها الحواجز الإسرائيلية لا يسمحون لها بالعودة ولو بعد ثانية، مؤكدين أن القوانين الإسرائيلية لا تسمح بدخول المخلفات او النفايات ولو كانوا هم مصدرها.{nl}ملاحظة ثانية أن سلطات الاحتلال تخصم من ضريبة المقاصة الإسرائيلية تخصم 65 مليون شيكل، أي ما يعادل 22 مليون دولار سنوياً لأن وادي جنوب الخليل تقع على جانبيه عدة محاجر تلوث الوادي، ويصل جزءٌ من هذا التلوث الناتج عن غبار الحجارة الى المناطق الفلسطينية في الداخل "إسرائيل". غبار الحجارة يتقاضون عنه 22 مليون دولار، فماذا عن عشرات آلاف الأطنان من المواد الكيماوية والمخلفات العسكرية والمدنية الإسرائيلية الصلبة التي تصب في الأراضي الفلسطينية يومياً ؟!!{nl}تحركي يا حكومة قبل فوات الأوان.<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/07-2012/محلي-157.doc)