Aburas
2012-07-22, 12:28 PM
أقـــــــلام واراء{nl} (156){nl}ارتفاع الاسعار !!{nl}بقلم: أسرة التحرير عن جريدة القدس{nl}على الرغم من اعلان وزير الاقتصاد جواد ناجي امس، من ان طواقم حماية المستهلك وشركاتها من الاجهزة الرقابية ضاعفت من مستوى أدائها التفتيشي والرقابي على الاسواق وانه سيتم العمل على احالة التجار المخالفين للنيابة العامة فان من الملاحظ ان هناك ارتفاع في اسعار بعض السلع الاستهلاكية في العديد من الاسواق على الرغم من الدعوات التي وجهتها السلطة الوطنية ورجال الدين للتجار بعدم استغلال شهر رمضان المبارك لرفع الاسعار وعلى الرغم من وجود اجهز رقابة وتفتيش وهو ما يدعو الى التساؤل حول كيفية مواجة هذه الظاهرة الت يتتكرر سنويا في مختلف المناسبات والاعياد.{nl}من الواضح ان الاقبال الشديد على بعض السلع في رمضان، وهي سلع ضرورية وخاصة بهذا الشهر الفضيل، والاقبال ايضا على سلع اخرى بما يفوق الاستهلاك العادي وراء ما يسمى بلغة الاقتصاد زيادة الطلب وهو ما يدفع بعض التجار الى استغلال ذلك ورفع الاسعار، علما ان التاجر لو ابقى على نفس الاسعار سيحقق ربحا اكبر من الايام العادية نظرا لزيادة حجم مبيعاته، وهنا يأتي دور اجهزة الرقابة والتفتيش للتحقق من الاسعار وعدم استغلال المستهلكين ومحاسبة المخالفين. ولكن مثل هذه الرقابة يجب ان تكون شاملة من جهة وان لا يكون هناك اي تهاون او تسامح مع من يخالف.{nl}ومن الجهة الاخرى، فان الغريب ان تتنافس ممارسات البعض مع الحكمة من شهر الصيام وهو ما يمكن ان نلاحظه في مظاهر البذخ والاسراف على الموائد الرمضانية وزيادة الاستهلاك بشكل مبالغ فيه في الوقت الذي تعيش فيه شريحة واسعة من ابناء شعبنا تحت عتبة الفقر ولا تكاد تجد ما تسد فيه رمقها بعد يوم الصوم. ولعل مظاهر البذخ والاسراف بتلك نششجع بعض التجار ايضا على رفع الاسعار غير عابئين بالفقر والفقراء.{nl}ولذلك نقول ان على التجار الامتثال ليس فقط للانشطة والقوانين واللوائح الخاصة بالاسعار وانما ايضا التعامل بضمير حي مع المستهلك. هذا الشهر الفضيل وغيره من الشهور والامتثال للمبادىء والقيم الاسلامية الت يينطوي عليها الشهر الفضيل الذي لم يكن يوما مناسبة للثراء او الاستغلال بل مناسبة للتكافل والتضامن الاجتماعي والتقرب من الله سبحانه وتعالى.{nl}واذا كان المجتمع البشري بطبعه بحاجة ليس فقط الى قوانين وانظمة ولوائح بل ايضا الى سلطة تنفيذية تطبق ذلك فان من الاحرى ان تلتفت كل الجهات المختصة بالرقابة والتفتيش الى استمرار ظاهرة غلاء الاسعار، وغياب الكثير من الاسواق والتجار عن الرقابة والتفتيش والعمل على تأكيد جدية الرقابة واحترام القوانين.{nl}واخيرا فان المواطن نفسه يستطيع فعل الكثير بهذا الشأن سواء في عدم تهيئة الظروف التي تسمح للتاجر بالاستغلال من جهة او في الابتعاد عن كل من لا يتمثل للقواني والانظمة الخاصة بالاسعار.{nl}وفي المحصلة، فان هذا الشهر الفضيل هو شهر التكافل والتضامن والعبادة والاجدر ان تتكاتف كل الجهود حتى يتجسد ذلك وحتى لا يتضاعف الم الفقير بفقره او تزداد ثروة الاثرياء مستغلين شهر رمضان المبارك بعكس الربح المشروع والمعقول.{nl}الأسرى... حوار مع الغامض!!{nl}بقلم: عيسى قراقع عن جريدة القدس{nl}إن انشغال الأسرى بما يمليه عليهم السجانون من حياة فولاذية محصورة بين مطالبهم بالسماح بزيارة عائلاتهم دون قيود وإذلال وممنوعات ، وبين تحسين شروط حياتهم المعيشية والإنسانية من زيادة المشتريات الغذائية، وتحسين العلاج والأكل والمعاملة، هو الغامض المتوحش الذي يتربص بهم وعيا وثقافة وانصهارا في لغة الحديد.{nl}برز الغامض واضحا في التجربة النضالية الفريدة التي خاضها الأسرى مؤخرا بالإضراب المفتوح عن الطعام، حيث تعددت الأهداف النضالية، بعضها كان كبيرا وبعضها كان صغيرا، تشتت الرؤى وتشظت وكشفت جروحا داخلية عميقة أبرزها غياب الوعي الجماعي وروح التضامن والقيادة الواحدة، وأصبح الموقف يتجلى في بطولة عالية داخل ميدان واسع مليء بالطرقات الوعرة.{nl}لقد استطاع الغامض أن يرسم مشهدا ملتبسا عندما خاض عدد من الأسرى إضرابات فردية ذات بعد أسطوري ضد اعتقالهم الإداري التعسفي، وآخرون لنزع الاعتراف بهم كأسرى حرب وفق القوانين الدولية، وآخرون من اجل تحسين شروط الحياة المعيشية والتصدي للممارسات التعسفية لسلطات السجون، وبذلك تنوع الخطاب الاسير، وأطلق بلاغة الضحية عشوائيا، شظايا أصابت الجميع ، بما فيها نزيفا في الوضع الداخلي للحركة الأسيرة.{nl}السجن يحتوي سكانه أكثر من مجرد إقامة مؤقتة لحين الحرية، فالغامض في السجن استطاع أن يهذب لغة التحرر الوطني إلى مستوى أقل ، انزلها عن صهوتها، ليختفي الغامض في برج الحراسة قائلا للأسير: انا لا أراك، وما عليك سوى أن تدير شؤونك ذاتيا كأني لا أراك.{nl}الغامض يقول أن السجان فيه من الكرم ما يحرره من صفاته كمحتل، ينسحب من لباسه العسكري، يلقي بالمفاتيح إلى الأسرى ليمارسوا لعبة السجانين وإغلاق الأبواب، انفصال في الرموز بين واقع السجن ووجود السجانين، التسميات لا تشبه المسميات، والصرخة ليس من الضرورة أن تكون على ارض الكلمات.{nl}الغامض لا يمانع من تمويه الواقع بالصور، ولا يرفض أن يملأ الأسرى سماءهم المسيجة بنجوم مستعارة، وأن ترفع الراية بلا دولة، وأن تكون العودة بلا نشيد، ولكنه يرفض أن يخترع الأسرى نهرا وحبا وأن يفكر الاسير بامرأة تدله إلى ما بعد المؤبد.{nl}الغامض يفكك التنظيمات والفصائل، يعلي الأجندات السياسية ليحطم روح الوحدة، تنمية الواقع المحشور بالقسوة نحو الخلاص الفردي، منهجية تغييب الآخرين المجاورين في الغرفة أو على الابراش الحديدية ، الإيقاع القادم من الزنزانة لا يدلف عن مشاعر تسيل في البطولة بعد أن أصبحت في إطار التورية.{nl}الغامض يجرد الأسرى من ملحمتهم السياسية كجنود حرية، ومن إنسانيتهم كبشر، ومن حقوقهم القانونية كمناضلين من أجل قضية عادلة ، يبتعد الفكر السياسي، يغرق في هموم السجن العميقة، في التفاصيل التي لا ترى شمسا ولا نهارا، والمكان يبتعد عن صورته المتخيلة ، كأن الوطن يولد في السجن.{nl}طور الغامض خطاب الضحية لتحسين شروط الإقامة في السجن حتى صار عبء السجن يقع على عاتق السجناء، ولتصبح الحرية ليست أكثر من نص أدبي، فالباب مغلق لا يعود منه الأسرى إلى بيوتهم، والسجان يتحكم بزر الكهرباء وزرقة البحر وكمية الطعام ولون الملابس وبأصوات الطبيعية وبالفرح في المغامرة.{nl}الغامض يحاول أن يقنع الأسرى أن في السجن شيء جميل، ولا مكان للرؤوس الحامية سوى الزنازين الانفرادية، لا تجاوز لمن تختاره استخبارات السجون من المطيعين الليبراليين المقبولين القادرين أن يمثلوا إرادة السجان وإرادة السجين معا عندما يتنازل الاسير عن المطالبة بحصته من الحرية مكتفيا بما تبدعه العبودية.{nl}الغامض يؤسس لوجع في الوعي، ويوصلك إلى عدم الإحساس بالألم، عندما يسقط الأسير زهير لبادة شهيدا أو يخوض أسير إضرابا عن الطعام لمدة مائة يوم، أو يتعرض آخر للضرب حتى الموت، فالوجع صار محايدا، لا قادة ولا نواب ولا احتجاج، لا برنامج ولا بكاء، يكتفون بالإشارة أو بالكلمات المحشوة بالنسيان.{nl}الغامض دربنا أن تكون رؤية المستوطنة مشهد عادي، كأنه لم يكن أرض تحتها قد نهبت، ودربنا أن يكون عبورنا المذل من شارع التفافي أو من ثقب جدار عنصري أمر عادي أيضا، لا دهشة لغياب الشجرة، لا موعد مع فتاة تنتظرك في قصيدة مفتوحة بلا أسوار .{nl}الغامض يستفحل ويبتسم بين المعسكرات والسجون وابعد من ذلك، وما علينا سوى أن نرمم هذه السجون ونؤثثها وندفع ثمنها من جيوبنا لكي نعيش كسجناء محترمين مرفهين، وأن ننسى أننا شعب تحت الاحتلال، وأن لا نأذن للوجع أن ينطق بالشكوى لأي أحد ، انه يطوع الشقاء إلى حد الامتناع عن الاهانة.{nl}"حماس" مع الربيع العربي أم ضده ؟{nl}بقلم :حماده فراعنه عن جريدة الأيام{nl}هل تستطيع حركة حماس التهرب من استحقاقات الربيع العربي؟ وهل الربيع العربي يخدم "حماس" حزبياً وسياسياً، أم يضع سلوكها وإجراءاتها وسياساتها المحلية في قطاع غزة عارية مكشوفة ليس فقط أمام الرأي العام الفلسطيني، بل وأمام الرأي العام العربي وفي طليعته التيار الإسلامي ؟؟.{nl}لقد حققت حركة حماس نجاحاً ملحوظاً، بائناً، حصيلة الخيار الديمقراطي التعددي الذي تؤمن به حركة فتح ورئيسها محمود عباس، وانعكاساً للتراث الديمقراطي التعددي الذي نشأت عليه وواظبت على تحقيقه منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة الراحل ياسر عرفات، باعتبارها مؤسسة تمثيلية، ومصدر قوتها في تمثيلها للشعب العربي الفلسطيني، أنها ضمت في صفوفها المكونات الفلسطينية الثلاثة:{nl}1- أبناء الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة: محمود درويش، محمد المدني، صبري جريس، عماد شقور وتوفيق فياض والعشرات من المناضلين أمثالهم.{nl}2- أبناء الضفة والقدس والقطاع من المقيمين والمبعدين، ولولاهم، ولولا موقفهم وانحيازهم المبكر لما حصلت منظمة التحرير في قمتي الجزائر والرباط 1973- 1974 على حق تمثيلها للشعب الفلسطيني، بمذكرة فهد القواسمي وعبد الجواد صالح وبسام الشكعة وكريم خلف وسميحة خليل وحنان عشراوي وحنا ناصر وسليمان النجاب والعشرات أمثالهم وأوزانهم ومكانتهم.{nl}3- أبناء الجاليات الفلسطينية في الشتات والمنافي والمخيمات، وخصوصاً أولئك الذين كانوا يقيمون في الأردن: إبراهيم بكر وعبد الحميد السائح وياسر عمرو وداود الحسيني وعزمي الخواجا وتيسير الزبري والسيدة عصام عبد الهادي وإبراهيم أبو عياش ورايق كامل وبهجت أبو غربية وإبراهيم قبعه.{nl}حققت "حماس" الأغلبية البرلمانية في الانتخابات التشريعية عام 2006، وبناء عليه تولى عبد العزيز الدويك رئاسة التشريعي وإسماعيل هنية رئاسة الحكومة، ولكنها لم تكتف بذلك، بإدارتها للمؤسستين التشريعية والحكومية، فحسمت قرارها السياسي، بالحسم العسكري، واستولت منفردة على قطاع غزة منذ 2007 حتى يومنا هذا، وهي بسلوكها هذا تعكس تراث وسلوك الأحزاب الشمولية من الشيوعيين في البلدان الاشتراكية، وطرفي البعثين في سورية والعراق، والأحزاب الإسلامية الأصولية في السودان والصومال وأفغانستان، بمعنى أوضح، جاءت بالتراث الأحادي واللون الواحد والحزب القائد، بكل ما يحمل من هموم وتسلط واستفراد بالسلطة، وديكتاتورية، ونفذته في فلسطين، وأين ؟، في أول منطقة ينحسر عنها الاحتلال، وبدلاً من أن تقدم نموذجاً يُحتذى كحركة كفاحية جهادية وجهت ضربات موجعة للعدو، وقدمت خيرة قياداتها شهداء في معركة المواجهة والاستقلال والبقية الخيرة لسجون الاحتلال وأدواته القمعية، بدلاً من تقديم المحتذى، قدمت نسخة مكررة عن تدني مستوى الاحترام لحقوق الإنسان وعدم احترام الآخر وغياب التعددية، ورفض الاحتكام إلى صناديق الاقتراع، مصدر الشرعية وأدواتها.{nl}ثورة الربيع العربي، قامت ضد التفرد والحزب القائد، واللون الواحد، والادعاء بالحق، وانتصرت لقيم التعددية والديمقراطية وصناديق الاقتراع، ونجحت حركة الإخوان المسلمين، التي لا فضل لها على نجاح ثورة الربيع العربي، وإن كان ثمة مشاركة لها في الاحتجاجات الشعبية في تونس ومصر، فكانت مشاركتها متواضعة انتظارية، أكثر منها ريادية وباسلة في مواجهة مؤسسات وإجراءات زين العابدين بن علي وحسني مبارك.{nl}نجحت حركة الإخوان المسلمين، وحققت الأغلبية البرلمانية في كل من المغرب وتونس ومصر، وأثبتت أنها الحركة الأقوى نفوذاً وانتشاراً في العالم العربي، وهو ما سينعكس على دعم حركة حماس وإحتضانها ومدها بأسباب القوة المعنوية والمادية، ولكن ذلك مشروط، بالتجاوب مع القيم الجديدة التي ستحكم موقف الإخوان المسلمين في البلدان التي انتصرت فيها قيم الربيع العربي، قيم التعددية والديمقراطية وصناديق الاقتراع، وهي قيم ما زالت حركة حماس ثبت بإصرار وإمعان عدم القناعة بها، وعدم الرضوخ لها وعدم الاحتكام إليها.{nl}لقد فرض المرشد العام لحركة الإخوان المسلمين، على خالد مشعل التوقيع على ورقة المصالحة المصرية وفرض عليه خيار دخول منظمة التحرير الفلسطينية، بعد فشل خطوتي "حماس" الأولى أن تكون بديلاً عن منظمة التحرير والثانية أن تكون نداً لمنظمة التحرير، ولذلك وافق خالد مشعل أن يكون واحداً من بين 27 شخصية قيادية تشكل القيادة العليا الانتقالية المؤقتة لمنظمة التحرير وتنازل عن مطالبته المسبقة بالحصول على أربعين بالمائة من أعضاء المجلس الوطني وباقي مؤسسات منظمة التحرير، وقبل بخيار الاحتكام إلى صناديق الاقتراع الذي ما زال معلقاً، بسبب تمسك قيادة "حماس" الميدانية في قطاع غزة بورقتي القوة بيدها وهما : 1- نتائج الانتخابات النيابية عام 2006، التي أعطاها الأغلبية البرلمانية 2- ونتائج الانقلاب 2007 الذي أعطاها سلطة التحكم المنفرد بقطاع غزة.{nl}توجهات ثورة الربيع، ستخلع من وجهها، ومن أمامها، سلطة الحزب الواحد، واللون الواحد، والقرار الشمولي، وستفتح الأبواب أمام التعددية والديمقراطية وصناديق الاقتراع، فهل سترضخ "حماس" برضى لمطالبات الشارع الفلسطيني، وقواه الحية والشبابية، كما حصل في تونس والمغرب ومصر، أم ستنتظر نزيف الدم الفلسطيني في قطاع غزة أسوة بما حصل في ليبيا واليمن وما يحصل في سورية الآن ؟؟{nl}غزة: أهلاً رمضان.. وداعاً للكهرباء !!{nl}بقلم: هاني حبيب عن جريدة الأيام{nl}تردّدت كثيراً في أن أتناول موضوع الكهرباء في غزة، ليس فقط لأن هذه المسألة تم تناولها من قبل المحلّلين والمعلّقين في كافة وسائل الإعلام الفلسطينية بشكل دائم وشبه يومي فقط، ولكن لأن المعلومات المتوفرة عن هذه الأزمة المستفحلة شحيحة ومشكوك في دقتها كونها في الغالب تتعلق بتبرير الأزمة وإلقاء اللوم على جهات أخرى، مصرية تارة، وفلسطينية في الضفة الغربية تارة أخرى، وأحياناً، يتم إلقاء اللوم على المستهلك وعدم قدرته على ترشيد استخدامه للطاقة وللسرقات من الشبكة الرئيسة، وعندما تكون المعلومات هي مجرد محاولات لإلقاء المسؤولية على جهات أخرى، فهي لا تصلح كي يتم تناولها باعتبارها مرجعاً دقيقاً يمكن لأي متابع أن يتناول هذه المسألة بالعمق الكافي، إلاّ إذا كان الأمر ينطوي على الشكوى أو مقترحات لا قيمة لها في ظل انعدام القدرة على الوصول إلى المعلومات التي يمكن الاستناد إليها للوصول إلى الحقيقة.{nl}لكن مع تفاقم الأزمة في رمضان، وإعلان شركة التوزيع عن برنامج رمضاني جديد يتعلق بالتوقيت وليس لزيادة ساعات الإمداد بالطاقة الكهربائية، وجدت أنه يمكن تناول هذه الأزمة التي تعتبر إحدى أهم مظاهر الحصار، الذي تفرضه جهات عديدة وفشل حكومة "حماس" في غزة في التعاطي مع هذه الأزمة لحلها، مع ما يمكن أن يقال بهذا الصدد، من أن هذه الأزمة تستخدم للتأكيد على استمرار الحصار من ناحية والضغط على جهات عديدة لتحميلها مسؤولية الحصار الاقتصادي والخدمي، للحصول على اعتراف سياسي بنتائج الانقسام.{nl}وأعتقد أن إلقاء اللوم على جمهورية مصر العربية، وتحديداً جهاز المخابرات المصرية، كما تناولته بعض التصريحات من مسؤولين في القطاع، لا يبرر استمرار الأزمة على ضوء المتغيرات التي راهنت عليها بعض القوى، خاصة حركة "حماس"، من أجل تغيير السياسات المصرية تجاه قطاع غزة وحركة "حماس" تحديداً، ولعل استمرار أزمة الكهرباء، وإلقاء اللوم في معظم الأحيان على السلوك المصري، هو تأكيد من حيث لا يريد البعض، على فشل الرهان على النظام المصري في ظل رئاسته الجديدة، على متغيرات حقيقية. لسبب بالغ البساطة، ذلك أن هذه الرئاسة، لا ترى القضية الفلسطينية من منظار ضيق بحجم أزمات القطاع، بل بنظرة شمولية تتعلق أولاً وقبل كل شيء بمفهومها للأمن القومي المصري وارتباطه بالتزامات هذه الرسالة المتكررة والمملة، بالاتفاقيات المعقودة مع إسرائيل.{nl}ومع أني لا أرى رابطاً بين الأمن القومي المصري وأزمة الكهرباء في قطاع غزة، إلا أني أعتقد أن هذه المسألة، تجعل من إلقاء اللوم على مصر ومخابراتها أكثر سهولة ويسراً لاعتبارات تتعلق باستمرار تعامل جمهورية مصر العربية، حتى في ظل رئاستها الجديدة، مع المسائل الداخلية الفلسطينية من منظار أمني بحت، كما كان الأمر عليه خلال العقود الماضية، الأمر الذي يزيد الاحتكاك بجهاز المخابرات المصرية على صعد عدة، يجد البعض أن إمكانية استخدام أزمة الكهرباء في غزة، بإلقاء اللوم على جهاز المخابرات المصرية، كشكلٍ من أشكال الصدام مع هذا الجهاز للضغط عليه في إطار عملية الاحتكاك هذه، إضافة إلى أن ذلك الأمر، يريح الجهات المسؤولة عن الأزمة في تبرير استمرارها.{nl}وقد استبشر المستهلك الفلسطيني في قطاع غزة بحدثين هامين، كان يمكن معهما، انتهاء أزمة الكهرباء أو على الأقل التخفيف من وطأتها، الحدث الأول يتعلق بتركيب محولات جديدة لمحطة التوليد وتدشين أربعة محولات كهربائية في محطة تحويل غرب مدينة غزة، كجزء من مشروع إعادة تأهيلها بتمويل من البنك الإسلامي للتنمية ـ صندوق الأقصى ومن خلال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP، وحسب سلطة الطاقة فإن هذا الحدث سيجعل فترات انقطاع التيار الكهربائي أقل كما يوفر كهربائية أكثر، إلاّ أن ذلك لم يحدث كما يعرف كافة المواطنين في قطاع غزة.{nl}أما الحدث الثاني في هذا الإطار، فيتعلق بمنحة الوقود القطرية التي تصل حسب تصريحات المسؤولين، تباعاً ولكن بكميات محدودة، لكنها تصل على أية حال من دون أن يلمس المستهلك أي تحسن ولو ضئيلاً، بل إن البرنامج المسمى ثمانية على ثمانية، أي 8 ساعات إمداد كهربائي، تليها ثماني ساعات انقطاع، يتم التلاعب بها من الناحية العملية، وفي الغالب هي 7 ساعات إمداد، و 9 ساعات انقطاع، وإذا عرفنا أن الإمداد الإسرائيلي بالوقود لمحطة التوليد ما زال مستمراً، فإن تواصل الأزمة من دون أي تخفيف من وطأتها، يظل محل تساؤل!!{nl}قد يكون أمر تشكيل لجنة تحقيق مفيداً لو أن هناك مصداقية تتوفر عند أطراف الأزمة، لكن في ظل عدم توفر إمكانية للحصول على المعلومات الحقيقية المقنعة، فإن مثل هذه اللجنة، ستظل تدور في فلك التبريرات المعروفة والمعلنة، وحتى لو توصلت مثل هذه اللجنة إلى الأسباب الحقيقية وراء الأزمة الكهربائية، فلا أعتقد أن لدى هذه اللجنة ما يكفي من الشجاعة لإعلان نتائج تحقيقاتها، كما كان الأمر عليه لدى التعامل مع ملف المصالحة الوطنية!{nl}وباعتقادي أن هذه الأزمة ستستمر طوال الانقسام، وإنهاء توزيع الأدوار وطوائف المستفيدين منه، وقد يتحسن الوضع نسبياً بين فترة وأخرى، إلاّ أن الأزمة ستبقى ما بقي الاحتلال والانقسام، وكلما نجح المستهلك الفلسطيني في قطاع غزة في تحمّل تبعات هذه الأزمة والتعامل معها بالتحايل عليها، سيظل أمر إنهاء الأزمة على حدود المستقبل غير القريب!!{nl}مدارات - لمن يعطلون المصالحة: باب التوبة في رمضان{nl}بقلم: عدلي صادق عن الحياة الجديدة{nl}كم من مُسرف على نفسه في الآثام، يستقبل رمضان الكريم، بترحاب يتلطى بسمو الروح، مع تدابير لموائد طعام استثنائية، تلبي بعض ما تشتهي الأنفس والبطون. لكن ما يحدث في الواقع، هو الانصراف منذ اليوم الأول، الى ذات المنحى من السلوك، اذ تتواصل مجافاة معاني الشهر الفضيل وآدابه ومقاصده، ومن بينها الحث على التوبة المستحبة في رمضان. لذا، يظل المسرفون على أنفسهم بالآثام، يراوحون في مربع العادات والطقوس السطحية للشهر الكريم، لتظل قيم الأخوّة والحب والتراحم مستغلقة عليهم، ولا تنخفض وتائر الكذب والطمع ونزعات التسلط.{nl}الحال الفلسطينية الداخلية، ما تزال كما هي في وضعية الخصومة والسجال والانقسام. لم تؤثر فيها خمسة رمضانات سابقة، منذ الانقلاب الدامي الأسود المارق على الدين وعلى الأعراف الوطنية. فلا انصرف المسرفون على انفسهم الى التوبة النصوح، ولا امتثل الصائمون جوعاً وعطشاً لقوله تعالى.. «الا الذين تابوا وأصلحوا وبيّنوا، فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم». فهل يخصم أولي الأمر الحمساويون، بعض أسئلة الموائد ورياءها، ليجيبوا عن أسئلة المسافة بين معاني الشهر الكريم، والنقاط التي يقفون عندها لا يبرحونها؟!{nl}فان كان الله، رب العزة البِر الودود، يعلمنا التواضع والتراحم والحلول «الوسط» ويبدأ بنفسه فيقول حتى للعاصي وللمنافق والخطّاء: «يا ابن آدم: قُم اليَّ أمشِ اليك، وامش اليَّ، أهرول اليك»، حسب ما جاء في حديث قدسي؛ فلماذا كل هذا الغرور والخداع والتلكؤ عن مغادرة حال الشقاق وهو خطير؟!{nl}هؤلاء الذين ركبوا موجة الدين الاسلامي، وفعلوا ما فعلوه في غزة باسم الطهرانية والجهاد؛ يدركون كم هو مدمر هذا الشقاق، ويعلمون أن الاسلام بريء ممن يعمقون الخصومة ويتمسكون بها، مثلما هو بريء ممن يمتهنون الدجل ومنطق الاعاشة «الجهادية» الكاذبة، الذي بات في موضع سخرية الناس، وبريء ممن يقومون بالافتئات على حق هذا الشعب في حسم خياراته وتغليب ارادته.{nl}إن واجب من يتولون الأمر في فلسطين، حيال مسألة الخصومة والانقسام، يتلخص في الأخذ بالقاعدة الشرعية، التي تُلزم المتنطحين لولاية الأمر، بصيانة المجتمع من الخصام والتفكك، بتأثير النزوات والاندفاعات. فعندما وضع رب العالمين، حُكمه العادل، بافتراض أن يكون هناك اقتتال بين «طائفتين من المؤمنين»؛ استبقى لكلتا الطائفتين وصف الايمان مع اقتتالهما، دون اغفال أن تكون احداهما هي الباغية. والتشريع يقضي بمقاتلة الفئة التي تبغي برفض الاصلاح والصلح القائم على الحق والحقيقة، وعلى التقدير الدقيق للحال وللأمر المتنازع فيه!{nl}* * *{nl}في هذا الشهر الفضيل، نجدد القول بلا تردد ولا مجاملة، ان من يتمسكون بالخصومة من «حماس» هم الذين يعطلون المصالحة، وهم فئة باغية، لم يُستدل من خلال سلوكها لا على الدين ولا على التقوى. بل أزيد وأقول في شهر الرحمة والتوبة، ان مقاصد هؤلاء ونزعاتهم وأطماعهم الدنيونية، التي آذت الشعب الفلسطيني وقضيته، باتت معلومة بتفصيلاتها للقاصي والداني. أملنا ودعاؤنا في هذا الشهر المبارك، أن يهديهم الى الطريق القويم، فيأخذونها من قصيرها، وأن لا تذهب بهم أوهامهم حيال مصر بعيداً، فيظنون غزة، على وشك أن تصبح عاصمة لدولة خلافة ذات حجم امبراطوري، فنضيع وتضيع قضيتنا قبل أن يفيقوا من سباتهم. اللهم اهدهم واجعلهم يهتبلونها فرصة في رمضان، للتطهر والتوبة وللرجوع عن مجافاة الدين، وعن ايذاء الشعب الفلسطيني وقضيته!{nl}علامات على الطريق - لا ميلاد بلا ألم ولا تغيير بلا ثمن!!!{nl}بقلم: يحيى رباح عن الحياة الجديدة{nl}في ظلال رمضان الكريم، ومع نفحاته الروحية الملهمة، ومع صدقه الذي لا يضاهى، ومع دعوته للعودة إلى الينابيع الإيمانية الأولى، فإنني أمنح نفسي فرصة للحديث عن حركة فتح، حركتنا المجيدة فتح، أمنا التي وهبتنا الحياة، وأرضعتنا من ثدييها حليبها المقدس، والتي منحتنا دمها يسري في عروقنا لكي نكون بعد أن كنا في العدم، والتي افتخرت بنا ونحن نصعد كفلسطينيين إلى خشبة المسرح كلاعب رئيسي في هذه المنطقة المعقدة، المركبة، المتراكمة بطموحاتها الكثيرة، وثاراتها القديمة، واحتقاناتها الدائمة.{nl}فتح: لا تحيا إلا بتجديد ميلادها، في أعقاب كل انتصار، وفي أعقاب كل هزيمة، بعد كل شفاء وبعد كل جرح، فإن حركة فتح تجري مع نفسها حوارا، بعقول وقلوب أبنائها، وطموحهم الوطني الكبير، تجري مراجعة، ومراجعة قاسية أحيانا، من أجل التهيئة لميلاد جديد، ومن أجل التوافق على تغيير واسع، ومن أجل الاستجابة لضرورات ملحة محكومة بالمكان والزمان، تفعل ذلك وهي تعرف الحقيقة الأزلية بأنه لا ميلاد دون ألم، ولا تغيير دون ثمن!!!{nl}وباستثناء حالات السقوط المدوي، أو التجنح الضال، أو العفن السام، فإن فتح لا تؤمن بالإقصاء، ففقهها التنظيمي، وفقهها السياسي، وفقهها في حل مشاكلها، ومداواة جراحها، لا يقوم على الإقصاء، لماذا؟{nl}لأن فتح، شكلها مؤسسوها الأوائل لتكون شبيهة بالشعب الفلسطيني التي انطلقت من أصلابه، ولتجيب على ضروراته الملحة! ذلك أن فتح التي تشكلت خليتها الأولى من الوطنيين والإخوان المسلمين، والقوميين، والبعثيين، والتحريريين، والناصريين، واليساريين، لا يلائمها نموذج الإقصاء، فعلى أي مقياس يتم الإقصاء، ولماذا الإقصاء؟، هذا لا يمكن، فتح نظرت دائما إلى كل أعضائها بأنهم أبناؤها، يختلف الأبناء عن بعضهم، هذا طويل وذاك قصير، هذا شديد الطموح وذاك متواضع المطالب، ولكن الجميع هم أبناء أمهم، لكنهم لهم في قلبها مكانة، وفي حضنها دفئ، وفي صلاتها دعاء، وفي بكائها دموع مقدسة.{nl}فكرة الإقصاء في حركة فتح هي فكرة غير موجودة موضوعيا، هناك فرق بين الإقصاء، وهو الفعل المعروف المتعمد، وبين حالات الاستنكاف الفردية أو الجماعية التي تصدر من البعض، لأن فتح التي تؤمن بتفتح ألف زهرة في الحديقة، لا يمكن أن تمارس الإقصاء، ولأن فتح التي تعيش على فعاليات قانون المحبة، لا يمكن أن تمارس شطحات الكراهية!{nl}ولكن فتح تعرف أيضا أنك حتى وإن قدت الحصان إلى النهر فلا يمكن إجباره على الشرب من مياه النهر!!! وبعض أبناء فتح – كما يحدث في الحالة البشرية في كل مكان – يأتي عليهم وقت تحاصرهم فيه مشاكلهم الفردية وهواجسهم، فلا يعودون يرون سوى هذه المشاكل والهواجس، فتصور لهم أوجاعهم أو أوهامهم ما هو ليس موجودا في الواقع، فيغادر بعضهم فناء بيت العائلة، بينما فتح الأم تنادي بأعلى صوتها، يا أبنائي الغاضبين، يا أبنائي الفرحين، يا أبنائي المتشككين، لا يخدعكم أحد، لا تغادروا فناء بيت العائلة، من حقكم أن تحتفظوا بآرائكم، وأن تتشبثوا بمطالبكم، ولكن ظلوا في فناء البيت لتكونوا معا، ولا يغرينكم أحد – مهما كان – بأن تركبوا زوارق الضغينة والكراهية والتحريض، وتبحروا في بحار مجهولة مليئة بكمائل الخطر!!!{nl}فناء البيت يتسع لكل الأبناء، ورغيف خبز العائلة يطفئ جوع الجميع، وفتح أمكم قد تلجأ بسبب ضغط الظروف إلى تدوير الزوايا، وإلى دوران المهمات والأدوار، ولكنها تبقى دائما مصرة على فتح باب الإبداع والتفوق والتجديد والطموح لكل واحد فيكم، يجد في نفسه الكفاءة، ولكل من يمتلك فضيلة الصبر، ولكل من يحمل في قلبه وعقله أمانة الطموح المشروع.{nl}عند كل ميلاد جديد لحركة فتح، ميلاد الإعلان عن وجودها في عام 1958، وميلاد الانطلاقة في مطلع عام 1965، وميلاد تجديد الانطلاقة بعد نكسة وهزيمة حزيران عام 1967، بعد كل معركة كبرى، وبعد انقضاء كل مرحلة، كانت فتح تبشر شعبها بميلاد جديد، ودائما كان هذا الميلاد الخارق يثير عواصف وموجات صاخبة من أعداء فتح، الذين يريدون أن يسقطوا من بين يديها مشروعها الوطني الفلسطيني، فتأبى، وتقاتل بأظافرها، لكي يظل حملها فوق ظهرها، وحلمها في قلبها، وأملها فعلا حقيقيا تفعله بيديها.{nl}ومع كل ميلاد جديد، أو تغيير نحو المستقبل، كان بعض الأبناء يتوهون – وهذا أمر طبيعي – يخلطون بين عبقرية ومشروعية الفكرة، فكرة التغيير، والوسائل المتبعة، فالتغيير هو قانون الحياة الرئيسي، أما وسائل التغيير ومفرداته وأدواته البشرية، فهذا كله عمل بشري في لحظة معينة، يحتمل الصواب والخطأ، ويحتمل الإصلاح والمراجعة!!! أين هي المشكلة إذن؟{nl}وكيف يمكن أن نسمح للأبناء أن ينقضوا على أمهم، ويرجمونها بالحجارة، وينعتونها بأقذع السمات، إن طلبوا منها شيئا فاستمهلتهم قليلا، وطلبت منهم الصبر الجميل، ودعتهم إلى الانخراط الإيجابي، وتوجتهم بتاج المحبة يمارسونها بصدق مع بعضهم، حتى لا يثخنوا أنفسهم بالجراح.{nl}فتح بطبيعتها، ومنذ نشأتها الأولى، ليست حزبا كهنوتيا فيه من يعلم وفيه من لا يجب أن يعلم!!! وليس حزبا اسبرطيا لا تسمح إلا بالطاعة العمياء!!!{nl}فتح خلقت أصلا على أجنحة التعدد والحوار واتساع الصدر وضياء المحبة، فكيف لا نتشبث بهذه الخصال العالية، وهذه الصفات الغالية؟ كيف نترك حدائق المحبة ونذهب بأقدامنا إلى صحاري الكراهية والغضب؟{nl}الكلام مسموح فقط.. {nl} بقلم: مصطفى إبراهيم عن وكالة سما{nl}في غزة تصاب الحكومة بقشعريرة ويضيق صدر المسؤولين فيها عندما يشتكي الناس ويعبرون عن شكواهم من ازمة الكهرباء، ولو كان بإمكان الحكومة لمنعت الناس من الحكي والفضفضة فيما بينهم، وتزداد الأمور تعقيدا عندما يحاول الناس الدعوة والخروج للتجمع سلمياً والاعتصام احتجاجا على استمرار ازمة انقطاع التيار الكهربائي، ولا تزال الحكومة وسلطة الطاقة تتخبطان في معالجة الازمة المستمرة منذ ست سنوات، ولا جديد في الافق يبشر بالحد من الازمة.{nl}مع بداية شهر رمضان وعدت سلطة الطاقة بإدخال تحسينات على برنامج وصول التيار الكهربائي، ووضعت سلطة الطاقة برنامجاً جديدا، إلا ان الوضع ازداد تعقيداً، وظل لسان حال الناس يقول يا ريت بقي الحال كما كان عليه في السابق.{nl}الحكومة لديها حساسية عالية من أي تحرك جماهيري وتنظر لأي احتجاج او اعتصام وكأنه موجه لإسقاط الحكومة وتقويض عرشها، وتمنع بكل قوة أي اعتصام او تظاهرة وتجمع سلمي يطالب سلطة الطاقة والحكومة بوضع حد لازمة الكهرباء المقيتة.{nl}فمجرد ان اعلنت مجموعة شبابية الاسبوع الماضي على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك ووجهت دعوة للناس للاحتجاج امام سلطة الطاقة ضد استمرار ازمة الكهرباء، خرج مدير عام الشرطة العميد تيسير البطش بتصريحات يقول فيها، ” لن نسمح بأي فعاليات مخالفة للقانون ولم تحصل على تصريح من الجهات المعنية في وزارة الداخلية، ومن يريد الاحتجاج عليه التوجه لحصول على تصريح من الوزارة، وأضاف ان هناك اطرافا تسعى لاستغلال ازمة الكهرباء بغزة لمصالح فئوية وحزبية خارجية، وان الشرطة تعرفهم وتلاحقهم”.{nl}وعندما تجمع عدد من الشباب والشابات لم يتجاوز عددهم 15 مساء يوم الاربعاء الماضي امام سلطة الطاقة في مدينة غزة احتجاجا على استمرار ازمة الكهرياء، قامت الشرطة والأجهزة الامنية بمنعهم بالقوة من التجمع سلمياً، وحرمتهم من حق اصيل لهم بالتجمع السلمي والاعتصام، واعتقل افراد الشرطة 3 شبان من بينهم صحافي احتجز لعدة ساعات وتم التحقيق معه قبل الافراج عنه، كما عبثوا بكاميرات احد الصحافيين ومنعوه من تأدية عمله.{nl}كما منعت الشرطة تجمعا سلميا أخر لعدد من المواطنين تجمعوا بشكل سلمي امام مقر شركة الكهرباء بمدينة رفح، وتم اعتقال فتاتين لعدة ساعات ادعت الشرطة انهن قمن بالاعتداء بالضرب على إحدى الشرطيات قامت بمصادرة كاميرا كانت مع احدى الفتاتين.{nl}الحكومة تمنع الناس من الحق بالشكوى والحق بالتجمع السلمي والاحتجاج المكفول بالقانون، وانه ليس من حق الشرطة والأجهزة الامنية منع الناس من تنظيم المسيرات السلمية وتفريق المشاركين فيها بالقوة، بحجة عدم الحصول على تصريح، فحق الناس الكامل والمشروع في عقد الاجتماعات العامة، وتنظيم الاعتصامات والمسيرات السلمية مكفول بالقانون الاساسي الفلسطيني، والمعايير والمواثيق الدولية لحقوق الانسان.{nl}كما لا يجوز للناس الاستمرار في الصمت والاستسلام لسطوة الاحباط والعجز والخوف وفقدان الثقة، والتفريط بحقوقهم المشروعة والمكتسبة أو تلك التي منحها لهم القانون، وعليهم الاستمرار في الكلام والتعبير عن الرأي بالاحتجاج والتجمع السلمي، ونقد السياسات الخاطئة التي تزيد من همومهم ومشكلاتهم.{nl}أعمدة الأمن القومي العربي والحروب السرية {nl}بقلم: حسين حجازي عن وكالة سما{nl}في أوائل التسعينيات القرن الماضي، كتب باتريك سيل، الصحافي والكاتب البريطاني المعروف كتاباً استقصائياً كرسه للبحث في قضية اغتيال القائد الفلسطيني الفتحاوي الشهير، الذي كان يلقب بالرجل الثاني في حركة فتح في ذروة صعودها، صلاح خلف "أبو اياد" الذي اغتاله في تونس العام 1991 ورفيقه الأخ هائل عبد الحميد، أحد عملاء أبو نضال المنشقين عن "فتح"، والذي كان يلقى دعماً من النظام العراقي وذلك قبل يوم واحد من بدء الحرب على العراق ياللمفارقة، لإخراج القوات العراقية من الكويت.{nl} كان الكتاب يحمل عنواناً ذا دلالة "بندقية للإيجار". حاول سيل فيه ان يجمع الى جانب موهبته كمحلل ألمعي، ومؤرخ وباحث، ان يتقمص شخصية المحقق والمحلل الأمني، كما لو انه" شارلوك هولمز"، رجل استخبارات محترف، في محاولة حل لغز وحيد، حاول طوال الوقت تفكيكه، عما إذا كان ثمة يد اسرائيلية في عملية الاغتيال هذه التي اتخذت في المظهر الواقعي طابع تصفية حسابات بين خصوم سياسيين في إطار صراع داخلي، بين مجموعة منشقة والحركة الأم.{nl} والواقع أن كاتبين وصحافيين مرموقين في الغرب، أحدهما فرنسي هو اريك رولو وباتريك سيل البريطاني، الذي نشير الى كتابه الآن، كانا قد أوليا اهتماماً مثيراً ولافتاً بشخصية صلاح خلف (ابو اياد) . الأول رولو كتب عنه مبكراً كتاباً احتفائياً لا يخلو من التعاطف، يختزل سيرة وقصة شعب وثورة، في شخصية رجل هو بحد ذاته، ليس شخصاً عادياً، كان يعتبر أو ينظر اليه، على انه المسؤول التنفيذي لما يسمى بـ"الأمن القومي الفلسطيني". وباغتياله ورفيقه مدير المخابرات العامة هايل عبد الحميد "ابو الهول" بعد ثلاث سنوات من اغتيال خليل الوزير (ابو جهاد) في تونس، المسؤول التنفيذي عن ملف وإدارة عمليات المقاومة في الداخل الفلسطيني، كان قد تم، توجيه ضربة قاسية، قاتلة، ليس لمساعدي عرفات الخلصاء، وإنما للأعمدة الرئيسية، التي كانت تشكل الخلية الرئيسية لهيئة أركان الأمن القومي الفلسطيني، أو العصب الدماغي المركزي.{nl} في شقة متواضعة، من طابقين، في احد أحياء دمشق، صبيحة يوم الأربعاء، حدث تفجير غامض أودى بحياة ثلاثة رجال كبار من أعمدة الأمن القومي السوري وأصاب عدداً آخر منهم بجراح. وقد بدت هذه العملية مفاجئة، للمعارضة السورية، كما للنظام نفسه، ما يثير اليوم علامات استفهام حول من وراء هذه العملية الكبيرة والغامضة، التي لا يمكن ويشك أن يستطيع تدبيرها، فصيل معارض أو منشق، وإنما تقود الى اسئلة باتريك سيل عن عمل بمستوى تخطيط وتنفيذ إمكانات دول وليس مجموعات.{nl} لم يخف الباحث البريطاني المرموق، إعجابه بالأسد الكبير، الذي كتب عنه، مؤلفاً ضخماً، بعنوان " الأسد والصراع على الشرق الأوسط" وهو احد ابرز المتخصصين في الغرب في الشأن السوري، ولا يزال كتابه الأول، نهاية الخمسينيات "الصراع على سورية" يعتبر مرجعاً أساسياً ولا يمكن الاستغناء عنه، في ما يتعلق بفهم المسألة السورية . فمن كان يصب الأنخاب في ذلك اليوم، من منتصف شهر كانون الثاني، 1991 حين اغتيل ابو اياد وهايل عبد الحميد، ابو اياد الذي أدار حرباً سرية استخباراتية لا سابق لها، ولم تتكرر مع أعتى جهاز استخبارات وعمليات خارجية لاسرائيل، أي "الموساد" وسدد له ضربات ناجحة في عموم اوروبا. وهو نفس السؤال الذي يطرح اليوم: من الذي تبادل الأنخاب فرحاً يوم الأربعاء، بعد ورود الأخبار من سوريا؟ إذا كان الهدف تحطيم الجيش السوري وبينة الأمن القومي للدولة السورية ؟{nl} هيا نقف ونفكر: إن أول شيء عملته أميركا بعد احتلال العراق، حل الجيش العراقي، هذا جيش سلاحه وعقيدته وتربيته ليست أميركية، ومعروف انه هناك ثلاثة جيوش عربية محيطة باسرائيل، جيوش تستطيع القتال، هي الجيش المصري، والجيش العراقي والجيش السوري. وقد تم حل الجيش العراقي، وتم ربط أمعاء الجيش المصري بعد كامب ديفيد مع السادات وحسني مبارك، بالتسليح الأميركي، وبقي الجيش السوري. والجواب واضح من ابتسموا هم في اسرائيل، وخصوصاً بعد ما قام الجيش السوري، بمناورات أخيرة غير مألوفة، كشفت عن تحول في استراتيجية تحديث بناء القوة النوعية لهذا الجيش. ولم يعد نفسه الجيش القديم، تسليحاً وتدريباً، وهو التحول الذي بدأ في السنوات العشرة الأخيرة.{nl}لكن هذه الابتسامات أفسدتها ولا شك، الأخبار السيئة التي جاءت هذه المرة، دون توقع من بلغاريا، فهل التفجير الذي حدث هناك، هو إيذان بفتح جبهة عمليات جديدة ضد اسرائيل، عودة الى العمليات الخارجية ؟ عقد السبعينيات زمن صلاح خلف "ابو اياد" ؟ ومسرح هذه العمليات العالم كله؟ اذا كان منطق الصراع يأبى هذه التهدئة على الحدود اللبنانية ومع غزة والضفة الغربية مرة واحدة، ولكن باختلاف وحيد هذه المرة وهو أن على اسرائيل نفسها عدم التهور بالرد الانتقامي، خشية تحول الوضع الحساس الى حريق هائل يشعل كل الشرق الأوسط. إذا كان ليس بشار الأسد وحده، اليوم وإنما حسن نصر الله، مستعدين، بل يكادون ان يكونوا متلهفين، لتلقف هذه المواجهة، والذهاب الى حرب شاملة، تخرج سورية من أزمتها، وكذا أزمة حزب الله في لبنان. لا رد إذا متوقعاً سوى الرد السري الغامض، فهل يمكننا اعتبار التفجير الذي أودى بقيادات الأمن القومي السوري في دمشق في هذا السياق أصلاً ناتج عن عدم قدرة الطرف الإسرائيلي وربما الأميركي، على إظهار إصبعه علناً في الأزمة السورية؟{nl}وفي التحليل الأخير هذا جيش لم يحارب اسرائيل منذ العام 1973 ولكن بحسب ما نعلمه اليوم من السيد حسن نصر الله، وثمة دلالة لهذا الكشف للغمز من قناة "حماس"، بصورة غير مباشرة، على سبيل العتاب، فان صواريخ هذا الجيش التي انتجت في مصانعه هي التي أطلقت على جميع المدن والأهداف الاسرائيلية في حرب تموز 2006 من جنوب لبنان، على حيفا وما بعد حيفا، كما أنها الصواريخ التي انتجت في مصانع الجيش السوري وأرسلت وتم إيصالها من سورية الى غزة، والتي أطلقتها "حماس" والفصائل الفلسطينية الأخرى على اسرائيل.{nl}فقط هنا في المثال السوري، يمكن إعادة رسم خط فاصل مع التجربتين المصرية والتونسية، حين كان يمكن للتدخل الخارجي، في مثال مصر وتونس، أن يتم من وراء الستارة، لإحداث النقلة دون المرور بتحطيم الجيوش وإسقاط الدولة، لان أميركا قادرة على ممارسة النفوذ هناك على الجيوش. أما هنا في المثال السوري، فان ما يسمى" الدولة العميقة "أو النواة الصلبة للدولة، أي الجيش والمخابرات وما يسمى بالأمن القومي، فانه لا يمكن حسم التحول، إسقاط النظام، دون إسقاطها، تحطيم مناعتها، قوتها الصلبة.{nl}وهكذا فان السؤال اليوم، هو فيما اذا كانت مثل هذه الضربة التصفية الجسدية، للأشخاص الممثلين، لهذه البينة، النواة الصلبة، كافياً لتقرير مصير الأزمة السورية، أو حسمها ؟ والجواب هو كلا. لان هؤلاء الأشخاص يسهل استبدالهم بآخرين، طالما أن البنية المادية لهذه النواة لم تمس فعلياً، وبهذا الاستنتاج فان ما سيحدث هو التحول، في المقاربة التي يتبعها النظام حتى الآن في طريقته الأمنية لحسم الأزمة بالانتقال من وراء الستارة، القفاز الذي كان يرتديه، وتجريد القوة من أي عقال، لسحق التمرد بقوة لا سابق لها، إذا كانت الأزمة السورية اليوم، كما لاحظناها هنا مبكراً، لا تحدد مصير النظام السوري وإنما مصير النظام العالمي برمته. فهل مصادفة ثلاثة فيتوات مزدوجة روسية صينية في هذا الصراع؟ وتراه كم هو مفارق أخيراً خلال كتابة هذا المقال وفاة مسؤول ملف الأمن القومي المصري السابق عمر سليمان في مستشفى أميركي بصورة غامضة. الرجل الذي ألمح قبل فترة بانه يمكن أن يفتح الصندوق الأسود الذي يحتفظ به. هل هي مصادفة؟<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/07-2012/محلي-156.doc)